منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   القصص المهجورة والغير مكتملة (https://www.liilas.com/vb3/f837/)
-   -   لاتبكي ، للكاتبة : عيون القمر .. (https://www.liilas.com/vb3/t86736.html)

{{.... ذم ــــا !! 07-08-08 03:08 AM

(الفصل الثاني)
:::


قبل الرحلــة... بليلــة..

في غرفة سحر ..

كانت تجهز أغراضها وتعدها .. لبكرة .. لأنهم ناوين يطلعون بعد الفجر مباشرة.. ويااااااااا كثر هي متحمسة ..

مسكت بنطلون برمودا جينز أسود .. وحطته على خصرها وهي تناظر عمرها بالمرايه الطولية... ابتسمت برضا يوم حست انه مناسب لها للحين.. لأن هالبنطلون عملي أكثر وينفع لها..
رتبت كل ملابسها بوسط الشنطة السبور.. مع الحاجات الأساسية ..
عقب ما انتهت ابتسمت.. متى يجي بكرة.. قلبها يقول لها بتكون رحلة مراح تنساها بحياتها.. ما تدري ليش يجيها هالشعور ان اللحظات اللي بتقضيها هناك بتكون مختلفة..
من زمان عن هالجو.. جو البر والصحراء والسما الصافية والهوا النقي..


كانت الساعة عشر.. بالصدفة وهي ترتب باقي أغراضها وترجعهم مكانها.. طاحت عينها عالألبوم اللي أخذته مرة من مكتبة أبوها يوم تنظفها مع مشاعل ... قربت منه ببطء ..وشالته ومسحت عليها بيدها.. ابتسمت..
أظن لازم ترجعه لمكتبة أبوها ، وجوده ما منه فايدة وبيضيق عليها بلاش..خصوصا إنه ضخم وياخذ مساااحة كبيرة.. ما لقت فيه شي يدعو للاهتمام لأنها اخذته اصلا وهي متوقعه بتلاقي فيه صور كثيرة لها ولأهلها .. لكن العكس ..

طلعت من الغرفة رايحة للمكتبة.. ومرت جنب مكتب أبوها..وسمعت صوته يسولف مع أمها بسالفة

أبو خـالد : مدري يا أم خالد .. صرت افكر بهالموضوع بشكل جدي... أنا ما فكرت كذا إلا إني داري ان الموضوع بيطلع من وراه فايدة.. بس المشكلة فيه ..
أم خالد : وليش متردد..مدامك عارف انه بيطلع من وراه فايدة... بس يابو خالد.. انت اكيد تعرف ان المشوار طويل عليه .. يعني بتقدر تصبر عليه..؟
ابو خالد : المشكلة مو اني اقدر اصبر عليه.. المشكلة فيه هو.. الولد مو مثل ما انتي متصوره ..كنت اظنه انسان عادي.. لكن كل يوم والثاني أكتشف اني غلطان... هالولد يحيرني يا هيفاء... يحيرنـي فوق ما تتصورين !!

ام خالد : لهالدرجة الولد مو عااادي؟؟؟
ابو خالد تنهد واستسلم : لو كيف ما قلت لك انه ذكي.. ويفهم بسرعة.. ويستوعب بسرعة.. مارح تقدرين تتخيلين؟؟.. هالولد مدااركه واسعة ربك حط فيه هبة مو عند غيره..

ابتسمت ام خالد على شكل زوجها اللي يتكلم وكأنه يحاول يحل لغز : طيب يابو خالد وش قررت ؟؟
ابو خالد : قلت لك أفكر أسفره يدرس برا لو دبلوم بأي معهد متخصص... أتوقع بيحطم كل توقعاتي.. بس المشكلة فيه... تتوقعين يوافق... هو وهو يشتغل عندي يحس انه مثقل علي .. بعد بيروح على حسابي... وفوق هذا يروح وعمه التعبان .. هنا..

أم خالد بهدوء يوم حست ان زوجها ممكن يستعجل : يابو خالد لا تتسرع .. كل هذا انت لاحظته.. لكن هو ما عنده اللي يثبت لك.. يعني لا شهادة تثبت انه ممكن يمشي بهالنوع من الشغل... اذا مو شهادة عالأقل ثقافة .. يعني ما اختبرت ثقافته لا تتسرع بعدين يطيح بكبدك ..

ابتسم لزوجته : وتهقين شلون أتأكد عشان ما يطيح بكبدي
ابتسمت : كلمه وسولف معه بمواضيع الحياة.. شوف شلون نظرته .. أكيد ما تبي بعد واحد نظرته محدودة وتقتصر عالمادة وبس
ابو خالد تنهد وسكت .. ورفع كاس العصير اللي جابته زوجته له..

ام خالد وهي تناظر زوجها اللي هالفترة منشغل كثير بسبب مشاكل الشركة : المهم يابو خالد.. لا تفكر بهالموضوع كثير .. خلك بمشاكلك .. ربك مثل ما خلق وليد خلق مليون غيره.. وانت ما ينخاف عليك
ابو خالد : يصير خير .. بأجل هالموضوع لبعدين

اندق الباب اللي قباله مباشرة .. ورفع راسه .. وشاف سحر حاضنه كتاب أسود لصدرها بيد.. واليد الثانية مرفوعة للباب.. والابتسامة على وجهها البرئ
عقد حواجبه باستغراب.. يوم شاف هالشي الأسود بيدينها .. قربت سحر بضحكة : وش هالسالفة الخطيرة.. وليش متخبين هنا بالمكتب فيه سر؟؟
ابوها : لو كان سر كان ما شفتي الباب مفتوح يا فضولية
سحر : ههههههههههه سامحوني بس ترا كنت واقفه من دقيقتين أسمع ..فضولي شديد... بس لا تخافون ما فهمت شي
ابوهــا : الله يصلحك افرضي ان احنا نتكلم بشي ما نبي احد يسمعه

تقدمت وهي ترفع كتوفها بدلع والكتاب بين يدينها : مو مشكلتي لو شي مهم سكروا الباب.. محد طقكم وقال خلوه مفتوح
أمهــا : ولو نسيناه مفتوح بعد بتجلسين واقفه تسمعين كل كلمة

سحر بدلع ممطوووط : هههههه مووووووب مشكلتي المكتب مفتوح وهو جنب غرفة بيان يعني لو بروح غرفة بيان بسمع كل كلمة
أبوهـا : وش تبين جايه؟

جت له بابتسامة وهي تحط الألبوم الأسود الغريب بالنسبة له..قدامه .. وجلست بنص جسمها على مسند اليد حق الكرسي الجلدي اللي جالس عليه .. وقالت : جيت أرجع هذااا اخذته من مكتبتك مرة عشان اتفرج عليه .. ونسيته عندي

عقد أبوها حواجبه بطريقة غريبة ..
ابتسمت وفتحت الألبوم على صفحة : تذكر صورتنا هذي يبه ؟

لكنها غلطت بالصفحة ..وفتحت صفحة غير.. اللي خلا أبوها يتشنج بشكل مفاااجئ ، وكل أطرافه تجمــد ..حتى رمشه ما قام يرمش..
أم خالد حست ان ملامح زوجها تغيرت لـ جمود مخيف ، وقالت : مساعد وش فيك ؟؟

نبرة أبوها تحولت لـ غضضب مفاجئ ومخيـف : من ووين جبتي هالشي يااا سحر ؟؟

سحر باستغراب : قلت لك اخذته من مكتبتك يبه كنت ابي اتفرج عالصور ..
ونزلت نظرها للصورة ..شافت صورة رجال غريب مع ولد.. تهيأ لها انها تعرفهم.. واقفين جنب بعض بابتسامة.. عقدت حواجبها..وخطف أبوها الألبوم من قدام عيونها بشكل يخرررع وصوته يرررعد بشكل أول مرة تشوفه : ومن متى أنا ربيتك وعلمتك تنبشين بأغراضي من غيـــر أذني هااااا يا سحر ردي ..

قام واقف وهو غاضب وعيونه على بنته .. وقفت سحر معه وهي منصدمة..أول مرة أبوها يصرخ عليها بهالشكل.. كانت عيونه غريبــة..الشـر الأحمرر بعيونه.. أول مرة تشوف أبوها كذا الطيبـة كلها اختفت !!

قالت بتوتر وهي تبلع ريقها لأن أبوها انقلب فوق تحت : .. ي..به!
أبوها بصوت مزمجرر : ولا كلمــة !! هذا اللي علمتك انا عليه شلون تاخذين أشياء تخصني بدون أذني ها يالعاقلــة !!!

ناظرت سحر أمها بحيرة والعبرة تخنقها..شافت أمها ساكتة وتناظر زوجها المعصب ..
ناظرت بأبوها بعبررة ونظرته الغاضبة خووفتها حد الصميم : .. أن.. أنا آسفة.... أنا آسفة يبه ما دريت ان هالشي... ممكن.. يضايقك

أم خالد بهدوء : هد حالك يابو خالد..سحر ما قصدت
ناظر زوجته بعصبيـة : شلون تخلينها تاخذ أشياء من مكتبتي

ام خالد تحاول تهدي نوبة الغضب الغريبـة على سحر : سحر يوم تدخل مكتبتك كان قصدها تفرحك ما قصدت يابو خالد هد أعصابك

سكت وجلس عالكرسي يتنفس وهو يمسـد جبينه بتوتر .. وسحر يدينها ترتعش..شوفة أبوها بهالمنظر المخيف والعصبية أخرستها ألجمتهـا .. أول مرة يرفع صوته عليها بهالشكل ..
سحر بخنقة والدموع بعيونها : يبه... ما.. ما قصدت انا اسفة و.. ان شالله الحين برجعه مكانه

تقدمت بارتباك وهي تنقل بصرها بين أبوها والألبوم بسرعة وتوتر.. ومدت يدها بتشيله من قدامه .. لكن أبوها ضـرب براحة يده عالألبوم يعني لا تلمسينـــه بشكل هز المكتب.. وتهيأ لـ سحر ان المكتب بينقسم نصين من قوته ..
سحب الألبوم بعنننف ممكن يقطعه.. وعيونه الغاضبة ما تزحزت عن عيون بنته اللي تطالع بالأرض ..وقام واقف .. ما توقع منها هالتصرف ..وما توقع اليوم انه بيتذكر شي صار.. واندفن من سنين : آخر مرة تاخذين شي يخصني بدون أذني فاهمه يا سحر ؟؟

ومر من جنبها والألبوم معه وهي متجمدة عيونها بالأرض..ويديها ترتعش..

ما قدرت تتحرك من مكانها ..ما استوعبت اصلا شي ،، عيونها بالأرض ما استرجت ترفعها ..حست في أمها تقوم وتطلع من الغرفة بصمت ..
وظلت هي لحالها... تطالع بنقطة بالأرض ..نزلت دمعاتها من غير ارادتها..المشكلة ما تدري هي وش سوت بالضبط ..وش الذنب الكبير الي ارتكبته؟!.. وما درت ان اللي سوته غلط لا يغتفر.. اللي يخلي ابوها يعصب كذا..
عورها قلبها ..لأن هذي المرة الأولى اللي يصير لها موقف مثل هذا ومع ابوها مدللها.. !!

بعد دقايق قدرت تملك الطاقة انها ترفع راسها وتستدير وهي بحالة حيرة وبعثرة.. والعبرة للحين غاصة في بلعومها.. طلعت من المكتب وما لقت أحد ..بس سمعت صوت ابوها من غرفتهم غاااضب ويلوم أمها .. كان صوته يدوي مثل رعـد خلا سحر تخااااف ، وتركض بسرعة لغرفتها ودموعها تنززل.. مو فاهمه ليش ابوها معصب عليها وصرخ عليها بذيك الطريقة ،، ومو فاهمه أصلا ذنبها الا أنه الألبوم !!

أول مرة في حياتها تشوف أبوها بذي الطريقة ... لا لا هذي مو أول مرة تشوفه غاضب بهالشكل المخيف ..
مر عليها هالموقف من قبل ،، عاشت موقف يشابه هالموقف من قبل.. وكان أبوها بهالعصبية لكن ما تذكر بالضبط المكان ولا الزمان !!
ذاكرتها ما تسعفها .. اللي تعرفه انها كانت واقفة وعيونها تمطر دموع الخوف .. وهي تشوف وتسمع عصبية أبوها المخيفة ذاك اليوم.. نزاعااات وصراخ غريب هو اللي خلا ضبابيات من ذاك اليوم تتشبث بذاكرتها .. لكنها ما تذكر... تتذكر أصوات وصراخ .. تتذكر فلاشات غريبة .. تتذكر وجود ولد كان يناظرهم نظرة شريرة ،، وتذكر ان جزء من هالنظرة كان موجه لها قبل لا يختفي بين الضباب !!

مسكت راسها.. لأول مرة بحياتها كلها تمر في خيالها هالصوور الغريبة..
بكت غصب عنها ،، الموقف اللي صار مع أبوها قبل شوي مو سهل عليها
::


وابــتدت استعدادااات الرحلـــة،،

في السووبـر ماركت..

مشاعل وشادن يلفون ويدورون في سكشن الحلويات وياخذون كل شي يخطر على بالهم.. مشاعل هي اللي تدفع العربية..وشادن قدامها تنتقي على ذوقها.. وتلتقط الأشياء بيدها اليمين بينما شنطتها الصغيرة معلقتها على معصمها اليسار ..

مشاعل : شوفي شوفي هذااا خذيه
شادن ناظرتها : أي واحد ؟؟

مشاعل : هذا البسكووت تقول سحر حلو
شادن : اخذنا بساكيت لين قلنا آمين خلينا نشوف غيره
مشاعل : هههههههههههههه الله وناسة بكرة الصبح احنا هناك .. خلينا ناخذ اللي نبي حنا بنقعد هناك كم يوم خلينا نسلي عمرنا

ابتسمت شادن وخذت اللي تبيه مشاعل..ورمتها بعفوية في العربية المليانه..
مشاعل : لو بندر جايبنا كان شاب راسه أشوى انه ما جا كان قعد فوق روسنا
شادن : بندر مع محمد راحوا يكملون سالفة المخيم والأغراض الأساسية.. مو جاي عشان خبال بنات وحلويات
مشاعل : هههههه أحلى خبال انا مرة متحمسة

ناظرت شادن في مشاعل ومسكت العربية وهي تسحبها لوحدة من الرفوف : تعاااالي هذاك شكله حلوو
دفت مشاعل العربية بسرعة وهرولة.. من رجتها وطت طرف عباية شادن .. اللي صرخت بهمس

شادن: آآآي مشاعل عبايتي وجع يالمخفوعة
مشاعل : هههههههه سوري من الحماس
شادن : وجع عبايتي بتنقطع ابعدي... دايم تسوين فيني هالحركة.. متى بتركدين أبي اعرف!!
مشاعل : ههههههه من حووووبي لكي..
شادن : حبتك القرااادة ..

جاهم أبوهم اللي جايبهم وهو مبتسم على مجادلهم : شفيكم...ها خلصتوا ؟
شادن : ايه خلاص كل شي
مشاعل : يا حبي لك يبه من غيرك وش كنا بنسوي

ابو محمد بابتسامة : كم عندي من بنات أنا ... يلله أجل خلونا نروح نحاسب خمس دقايق ويقفلون لصلاة العشاء

بعد خمس دقايق طلعوا من السوبر ماركت.. وشادن ومشاعل أياديهم مليانه أكياس.. أبوهم سبقهم للسيارة عشان يفتح الشنطة ويرتبها حتى تاخذ الأكياس الكثيرة..
سلموه الاكياس بالتوالي وهو حطها بسرعة وقفل الشنطة .. ركبت شادن قدام ومشاعل ورا وهي مستاااانسة ومتحمسة بشكل محد يتصوره .. مو ناويه على خير بهالرحلة بتسوي اللي العاقل مارح يسويه وبتشوفون ،، وان ما خلت خالد يجي غصب عنه مارح تكون مشاعل ..
::

دخلوا البنات البيت وكل وحدة معها خمس ست أكياس .. بسرعة راحوا للمطبخ وحطوا الأكياس فوق الطاولة .. لأن بعض الأغراض كانت أمهم موصيتهم يجيبونها لبكرة..

لفت شادن للخدامة : شوفي هذا حلاو خلي على جنب انا او مشاعل بكرة بياخذ.. بس أغراض ثاني مثل زعفران وصابون خلي مع السلة والأغراض .. اوكي؟
الخدامة : أوكي..

مشاعل وقفت عالباب والتفتت لها : بروح أشوف سالفة السليب باغز مدري وين امي حاطتهم ؟
شادن ابتسمت ولحقتها : انا اعرف بغرفة المستودع اللي فوق ..

طلعوا مع بعض فوق .. واتجهت شادن لغرفة مخلينها مثل المستودع موجودة بجهة لحالها .. فتحت الباب اللي نادرا ما ينفتح الا لما يحتاجون منها شي.. موجود فيها أغراض ما تستخدم عادة الا للمناسبات مثل هالرحلة.. زيادة على الأشياء الزايدة اللي مالها مكان.. فمكانها هنـا.

فتحت النور ، وابتسمت شادن وهي تشوف الرف العالي موجود فيه السليب باغز مصفوفة فوق بعض بترتيب متقن ... لفت لـ مشاعل وهي تقول : جيبي كرسي يبيلنا نطلع له..

راحت مشاعل وبسرعة جابت كرسي.. حطته شادن تحت الرف وطلعت فوقه بحذر .. سحبت كيس النوم الأول والملفوف ببلاستيك يحميه من الغبار.. وابتسمت ..يوم قرت الاسم اللي عليه .."عمر" .. ظلت تتأمله فترة هذي الأكياس من زمان وهي عندهم ..واستخدموها لما طلعوا للبر بـ يوم..

هالكيس البسيط جمعهم مرة .. ابتسمت والخجل يتورد بوجهها.. ما تدري شلون أصرت عليه تنام معه ذيك الليلة .. كانت طفلة وخايفة لأنها أول مرة تنام بالصحرا ..

ومثل الـعادة.. غلبتها الذكرى.. وخذتها لبعييييد ...قبل سنين .. أيام ما كان عمرها 7 سنين .. كان أول تخييم يسوونه وينامون في البر بالنسبة لها .. كانت تجربة فريدة لها كطفلة ما اعتادت على نومة الصحرا

الساعة كانت تقارب 2 ونص بالليل ، والكل نايم بالخيمة أمها وأختها مشاعل اللي كان عمرها 5 سنين .. قامت واقفه وهي خايفه.. لأن بذيك الليلة كان يتهيأ لها انها تسمع أصوات وحشرات .. خصوصا ان بندر أخوها بنفس الليلة كان مسبب لها رعب ، وكان يحكي لها هي ومشاعل قصص عن العقارب والحيايا اللي يطلعون بنص الليل عشان يخطفون البنات .. ههههه شوفوا السذاجة كانوا صغار وصدقت كذبة بندر وقصته المرعبة بذيك الليلة .. تهيأ لها انها سمعت صوت يخوف.. وتصورت انها ثعبان عملاقة ولا عقرب جايه بتقتلها ولا تخطفها..

قامت من السليب باغ حقها وهي تنتفض.. تدور الأمان الوحيد بالنسبة لها ... مشت بهدوء لباب الخيمة وفتحته بصعووبة لأن أمها قفلته بإحكام... بلعت ريقها وهي تطلع راسها من الباب تتأكد من خلو المكان .. وان مافيه ثعبان ولاعقرب... ويوم شافت المكان خالي ركضت صارووووخ لخيمة الرجال المخصصة لأبوها واخوانها وعمر... كانت خايفة من الظلام لأن النار اللي كانوا شابينها استحالت لرماد يشع احمرار...

قربت من باب الخيمة ولقته مفتوح.. سحبته على جنب وشعرها المفكوك مشعث حول وجهها .. دخلت وهي تدور راس عمر من الرؤوس الأربعة النايمة .. كان ظلام بس النور الخفيف الجاي من برا عقب ما فتحت الباب بسبة القمر اللي كان مكتمل.. ساعدها

لمحت وجه عمر بالجهة اليمين من الخيمة بعيد عن الكل .. ابتسمت بخوف..وراحت له بارتبااك .. طاحت على ركبتها عند راسه وهي تناديه بهمممس :.. ع.. عمر ؟
مدت يدها وفكت سحاب السليب باغ وهزته من صدره : ع..عمر ؟

فتح عيونه الحادة..لأنه أصلا ما نام ..كان عارف انها بتجيه بأي لحظة ، خصوصا انه كان حاضر ومستمع لـ قصص بندر المرعبة لخواته وهو يضحك بصمت... وكان ملاحظ رعبها من القصة من البداية

شادن بخووف : عمر مابي أنام
رجع غمض عيونه بهدوء ولا مبالاة : روحي نامي أنا عارف صدقتي بندر الأهبل

شادن بعبرة .. وصوت واطي خايفه لا اخوانها يصحون : والله عمر سمعت صوووت عند خيمتنا مابي أنوم هناك
عمر : وين تنامين مافي مكان.. روحي نامي شادن وما عليك شر..

وانقلب للجهة الثانية . معطيها ظهره.. وهي مالها الا تناظر قفاه بخوف.. تبيه يعبرها ، ويعبر خوفها... مرت ثواني وهو فاتح عيونه يناظر بالظلام ينتظرها ترووح.. لكنها ما تزحزت ولا راحت
غمض عيونه بعد دقيقتين ..ماله الا يسفهها ..

بدون سابق انذار ..حس فيها تدس جسمها الصغير جنبه .. وتلف يدينها حول بطنه وهي تبتسم ..بارتياااح.. وراسها على ظهره !
فتح عيوونه وهو يطالع بالفراغ المظلم قدامه..

عمر بهمس : شادن ؟
شادن بخمول : ابي اناااااام
عمر بهمس : شادن وش تسوووييين ؟

وانقلب لجهتها عشان يقدر يشوف وجهها .. رفعت راسها وحطته على صدره وغمضت عيونها بكل براءة.. كان أسرع وسيلة عشان تحس بالأمااان .. حاول عمر يمنعها لكنه ما قدر وبالنهاية استسلم وحط راسه عالوسادة وهو يناظر فوق .. وأنفاس هالطفلة البريئة سكنت فوق صدره ..

كان هالشي عادي بالنسبة لها أول .. لكن ألحين الذكرى خلاها تنصبغ بالأحمر.. صدق كانت جريئة وما تفكر .. شلون سوت اللي سوته ما تدري ، اللي ترغب فيه كانت تسويه.

رمت السليب باغ على مشاعل اللي كانت سرحانه وضربت بوجهها من غير لا تدري

مشاعل : اح وجعه عورتيني
شادن : هههههههههههه احسبك حاطه بالك معي .. امسكي وهذي حقة بندر !!
عطتها حق بندر وبالتوالي نزلوا البقية .. 7 أكياس نوم بما فيهم حق امهم وابوهم ..

مشاعل وهي تعدهم بأصبعها السبابة : هذولي سبعة ما يحتاج رجعي واحد.. احنا ستة .. ما نبي زيادة حمل ..
شادن : الزايد حق عمر.. مارح أرجعه بناخذه معنا للاحتياط ما تدرين وش بيصير هناك ..يمكن أحد يحتاجه..

شالوهم وحطوهم بالسيب برا الغرفة .. وسكروا الباب وشادن تقول : وش باقي بعد ؟؟.. فيه شي ناقصنا ؟؟
مشاعل : برتب شنطتي رتبتي شنطتك ؟
شادن : تقريبا باقي حاجات بسيطة ..
وناظرت ساعتها وكملت : يلله الساعة 9 انا بنام عشان اصحى بدري ورانا قومة من الفجر ..

راحت لغرفتها ومشاعل نزلت تحت تشوف أمها وأبوها ..
ام محمد : خلصتوا أغراضكم يا مشاعل ؟
مشاعل : ايه كل شي تقريبا جاهز
ام محمد : طلعتوا أكياس النوم لا تنسونها
مشاعل : ايه ماماتي تونا انا وشادن طلعناها .. فيه شي غيره ؟
ام محمد : ما أظن هذا المهم .. وشنطتك رتبتيها خذي الأشياء الأساسية لا تبهذلينا بأشياء مالها حاجة ولزمة
مشاعل : ههههههههههه لا تخافين شنتطي صغيرة وباخذ الأهم ...انا بطلع لغرفتي بس جيت أشوف كان تحتاجون شي أو ناسين شي ترا انا بالخدمة
ام محمد : خلاص اهم شي تاخذين اغراضك وما تنسين شي مهم
مشاعل : أجل تصبحون على خير..
::

دخلت مشاعل غرفتها وهي تبتسم بخبث.. ماكون مشاعل ان خليتك على هواك يا خالد..
مسكت التلفون ودقت على المستشفى..على حسب مخططها ... وبكل جراءة الدنيا قالت : ألووو .. معك اخت الدكتور خالد.. ممكن المدير ؟

ابتسمت بمكر على ذكائها ودهائها يوم حولها الموظف على غرفة الدكتور نايف ..
طالعت عمرها بالمراية وهي تبتسم لنفسها يوم جاها صوت رجال كبير من الطرف الثاني : ايوه يا هلا ؟

استدارت مشاعل بسرعة معطيه المرايه ظهرها ...استعداد للكلام : السلام عليكم .. الدكتور نايف ...مدير المستشفى؟؟
د. نايف : هلا معك الدكتور نايف..أي اوامر يا اختي.. قالوا لي انك من طرف اهل الدكتور خالد ..
مشاعل : ايه معك اخته ..أبي أطلب منك طلب يا دكتور وان شالله ما تردني .. لمصلحة اخوي وراحته لأني ملاحظه انه ينهك روحه بالشغل وما يرجع للبيت الا وهو صاكه صداع واخلاقه خربانه !!

رفع الدكتور نايف حواجبه مستغرب ، مو متخيل الدكتور خالد بأخلاق خربانه ولا نفس مو زينه ولا حتى كشرة بالوجه ..
الدكتور نايف : معقول؟

مشاعل كانت ناويه تخربها أهم شي انها ما تخسر رفقته في هالرحلة ... والشغل لاحق عليه ..كانت حتى راحمته من هالطموح والشغل اللي بيذبحه أعوذ بالله ..
قالت بحزن مصطنع : يا دكتور ممكن بس تساعد اخوي خالد وتعينه على نفسه.. هو مو لاقي اللي يوقفه من هالهوس اللي فيه

سمعت ضحكته الحانية كانت أبوية جدا : وش تبيني أسوي يا بنتي ؟
مشاعل بقلق مصطنع : انا خايفه على خالد.. دايم يرجع للبيت مرهق والشغل ما يخلص ،، ممكن بس تعطيه اجازة كم يوم يريح فيها.. أغصبه هو والله مارح يسويها من نفسه اخوي واعرفه زين !!

د. نايف بضحكة : بس احنا ما نستغني عن الدكتور خالد يا بنتي ..
مشاعل : اذا كان يهمك الدكتور خالد اكيد بتهمك صحته... تدري انه الأسبوع اللي فات جاته انفلونزا شديدة حتى ما نام الليل منها.. ومع كذا كان يصحى ويروح للشغل مو مهتم لصحته .. يرضيك هالشي يا دكتور..انا اخته الوحيدة ومالي غيره وتهمني مصلحته ..

د. نايف اللي استغرب من الكلام اللي يسمعه : دكتور خالد كان تعبان ؟؟.. ما كان ظاهر عليه هالشي !!
مشاعل لكل سؤال مجهزلته الاجابة : ادري اخوي مررة عنيد.. ولا يمكن يبين للي قدامه انه تعبان أو مريض.. كان يصحى الصبح وياكل من هالحبوب المسكنة والفيتامينات ويشرب من هالبايسن السم.. بس عشان ما يفوت شغله ..

د. نايف بحيرة ما كان يدري ان الدكتور خالد هالك نفسه لهالحد .. وزين من اخته الحين جت وعطته خبر : لهالحد يا بنتي الدكتور خالد مسوي بعمره ؟؟
اصطنعت القلق بصوتها : دكتور نايف ابيك تعطيه اجازة يرتاح فيها .. تدري ان بكرة العايله كلها بتطلع تخيم برحلة استجمام وهو مو راضي يروح بسبب شغله.. يرضيك يعني يفوت طلعة اهله والجلسة معهم عشان الشغل اللي ما يخلص .. ارجوك يا دكتور أمي معورها قلبها على هالولد وترجته يطلع معنا لكنه تعذر بالشغل .. الله يعطيك العافية انت الحل الوحيد له أجبره ياخذ اجازة عشان يريح ..ترا اخوي مو مكينة هو بعد انسان ومن حقه يرتاح ولا شرايك يا دكتور ؟؟

ابتسم د. نايف من الأسلوب المندفـع لهالبنت هذي ، وكيف هي خايفه على الدكتور خالد من قلبها .. وما هان عليه يردها وقال ببساطة : ابشري الحين أوقع له اجازة واعطيها اياه من غير ما اشاوره... عشان يريح ويرجع لنا نشيط ومنها ترضى الوالدة وترضين عليه ..

ابتسمت مشاااعل بفرررررح ما صدقت ان خطتها نجحت خخخخخ : مشكووور يا دكتور وصدقني بيخلي هالشي خالد يرجع غير هو بس يحتاج لفترة نقاهه ..
د. نايف : الحين اشوف موضوعه ولا يهمك يا بنتي
مشاعل : مشكووور يا دكتور انتظر اخوي يرجع البيت بورقة اجازته اوكي؟
د. نايف بأبوووية : خلاص اعتبري الموضوع منتهي

سكرت وهي تعض على ياقة بلووزتها شوي وتقطعها من الفرحة .. كانت كاتمة صرخة بتطلع من أعماقها .. ركضت لسريرها وقفززت بالهوا لين طاحت على وجهها وهي تكركر ضحك..
يا أنا .. يا أنت يا خالد !!
:::

في المستشفـى..

دخل الدكتور نايف مكتب الدكتور خالد .. وكان جمال موجود يسولف معه وكلهم يستعدون للخروج بعد ما انتهى وقت الدوام ..
رمى د. نايف ورقة مثنية قدام خالد.. اللي كان جالس ورا المكتب قدام عيون جمال المستغرب

ناظر خالد الورقة ثم رفع نظره للدكتور باستغراب : وش هذي يا دكتور ؟؟
د. نايف بابتسامة : افتحها وبتعرف

مد خالد أصابعه القوية والطويلة للورقة ومسكها من غير أي فكرة عن سالفتها أو وش اللي مكتوب فيها .. فتحها على حركتين.. وارتفعت حواجبه استغرااااااااب يوم قرا المكتوب مع توقيع الدكتور نايف

قال وهو يرفع نظره للدكتور نايف : اجازة؟؟؟؟؟؟؟؟
د. نايف : ايه يا دكتور اجازة لاحظت انك محتاج اجازة وقلت لازم تاخذها
خالد بحيرة بعد ما ناظر جمال المستغرب واللي مو فاهم شي : بس أنا ما طلبت اجازة يا دكتور ولا أفكر حتى آخذ اجازة !!
د. نايف : بس انا بعد ما يرضيني تحط حيلك بالشغل على حساب اهلك وامك واختك !!.. راحتك واهلك لهم عليك حق وانا ابوك

خالد مو فاهم شي.. رفع حاجب بحيرة : امي واختي ؟؟؟.. امي واختي مقدرين ظروف شغلي يا دكتور ليش الحين جاي تقولي كذا ..
د. نايف : الحين انت خذ هالاجازة اسبوع وريح فيها وروح مع اهلك للرحلة اللي يبون يسوونها.. مالك حق تعتذر بسبب شغلك.. لك الحين فترة طويلة تشتغل من غير يوم اجازة واحد وانا اشوف من حقك انك ترتاح هالكم يوم ..

طالع خالد جمال الساكت .. مستغرب وشلون درا ان اهله ناوين على رحلة هو ما قال لأحد غير جمال .. قال بهدوء وعيونه على جمال لكن كلامه موجه للدكتور نايف : مين قالك ان اهلي بيطلعون لرحلة يا دكتور..مين عطاك هالخبر ؟؟

ابتسم الدكتور نايف وهو يشوف نظرات خالد : جمال ما قالي شي يا دكتور خالد لا تناظره كذا... قبل شوي جاني اتصال من اختك تترجاني اعطيك اجازة عشان ترافقهم بالرحلة.. يبدو لي يا ولدي ان اختك فاقدتك وانت شكلك مهملها مع شغلك..

ابتعدت نظرات خالد عن جمال واستقرت على الدكتور نايف بدهشة واستغرااااب !!... معقولة سحر كلمته مثل ما يقول ..

وقبل لا ينطق بكلمة قال الدكتور نايف : يا ولدي انا وعدتها ولا تعارضني وحالف عليك تروح مع اهلك بهالرحلة.. لا تخاف على شغلك بدال الدكتور عشر ..وانا بصراحة عتبت عليك يوم دريت انك مرضت الاسبوع الفايت بأنفلونزا ومع ذلك مستمر ، ومصر انك تجي للشغل برغم مرضك !!
ارتسمت تعابير غباااء على خالد لأنه مو فاهم شي.. وطالع جمال اللي الحيرة كلته !!.. أي انفلونزا ؟.. خالد الاسبوع الفايت كان بأفضل حالاته الصحية ومن فترة طويلة ما تعرض لأنفلونزا.. مين اللي نشر هالإشاعة !!

ابو نايف وهو يلف للباب : أشوفك ان شالله بعد اسبوع يا دكتور .. روح وريح راسك هالكم يوم من تعب المستشفى وغثاه

خالد بحيرة للحين : ان شالله

تسكر الباب والصمت حل بينهم .. جمال يناظر بخالد.. وخالد يقلب فالورقة بصمت والاستغراب على وجهه ..
قال بدهشة اخيرا من غير ما يرفع عينه عن توقيع الدكتور نايف : مستحيل سحر تسويها !!

أخيرا ضحك جمال بعد هالصمت : ههههههههههههههههه عرفت اختك شلون تلوي ذراعك
خالد بقهر : انا بس أبي اعرف شلون جتها الجرأة كذا !!
جمال : هههههههههههههههههه مافي مفر خلاص روح مع اهلك .. بعدين مين اللي تجيه كشتة بر ويرفضها والله انك نكدي ووجهك مو وجه سعة صدر !!
ابتسم خالد : يا ربي منك خلاص شكلي بروح ..انا اوريها هالبنت.. يوم قلت لها اني ماني رايح كانت ساكته ولا عارضت.. اتاريها تخطط تغصبني والله لأكسر راسها على هالحركة.. ما أعديها لها على خير..
جمال : ههههههههههههههههه أحييها على ذكائها والله انت ما يفيد معك الا كذا .. شرايك بس تنطق هنا وانا اروح اكشت مكانك صدق ما منك رجا

:::


في غرفة سحر .. الساعة 5 ونص الفجر ..

طلعت سحر من الحمام والروب مربوط على خصرها والفوطة تلف شعرها .. راحت لتسريحتها وهي حاسه بانتعااااش.. مخلوط بـ حماس.. شعور إن هالرحلة بتحمل الكثير والكثير.. يراودها من يومين.
حطت كريم بودي لوشن على يدينها.. وبعدها حطت سن بلوك تحميها من الشمس.. وما نست تحط واقي الشمس بشنطتها عقب ما انتهت منه ..فكت الفوطة عن شعرها الرطب اللي تناثرت خصله على كتفها .. مع دقة الباب ..

ابتسمت وعرفت مين : ادخلي بيان ..
دخلت بيان وهي لابسه ومنتهيه ..ضحكت سحر .. أم النوم هذي اللي ما تعودت تصحى من الفجر اليوم صاحيه ومستعده بعد
سحر : لبستي وسبقتيني

بيان : ايه أبي بسرعة نروح للبر انا ما قد شفت البر .. وشو شكله سحر؟
ضحكت سحر وراحت لدولابها وهي تقول : البر ترااب كبير .. وشجر وجبال.. على حسب
بيان : الله بروح أجيب ألعابي عشان ألعب بالطين هناك ..

قالت كذا واختفت.. لبست سحر بنطلون جينز برمودا فاتح.. ولبست معه تيشيرت أبيض مقلم بأخضر سبوور.. وأخيرا وعقب ما نشفت شعرها ربطته ذيل حصان ولبست كااب أخضر ..وسحبت ذيل الحصان من الفتحة الخلفية .. بهالمناسبات ترتاح أكثر لما تكون سبور ..وخاصة انها مقرره تلعب وتفلها لين تقول آمين ..

شالت شنطتها السبور .. وطلعت
كانت الساعة قريب 6 .. ونزلت لتحت وهي تسمع أمها توجه الخدامات عشان يطلعون كل الأغراض برا..
سحر وهي ترمي شنطتها بين فوضى الأغراض المرمية : صبااح الخير ماما
ام خالد : صباح النوور.. عسى نمتي زين لا تتعبين لين رحنا هناك
سحر : أكيد لا توصين

أم خالد : أخذتي أشياء تدفيك؟.. تعرفين جو الليل في البر كيف يكوون برد ..وما تدرين الجو وشلون بيصير.. ما ينعرف له يقولون احتمال تمطر

سحر بوناااسة : الله مططر هذا عز الطلــب
ام خالد باستنكار : الله لا يورينا ما نكره
سحر : هههههههههههههه شفيك يمه المطر رحمة
ام خالد : رحمة الحمدلله المهم ما قومتي خالد ؟؟
سحر بقهررر : لا يعني ما تدرين انه مارح يرووح..

جاهم صوتـه عاااالي من أعلى الدرج : انا صاحي يمه صباح الخير..
التفتت سحر لقمة الدرج وفتحت ثمهااا من هالطلـة .. نزل بخطواته الواثقة وميلانه المعتاد لليمين خصوصا لما ينزل الدرج ..
لابس بدلة رياضية ماركة اديداس لها بلوفر لكنه كان فاصخه ومعلقه على سطح شنطته اللي من نفس الماركة .. والكاب بالمقلوب على راسه .. كان شكله سبووور حيوي وحماسي ..عكس هيئة الدكتوور المتزن ..رسم اختلاااف تام وشكله كان ناوي يفلها مثل سحر بالضبط.

سحر بصدمة : خالد؟؟... انت بتروح ؟؟

وصل لتحت وقرب لين صار قدامها.. وقال بسخرية : كنك ما تدرين يعني ؟؟
استغربت وناظرت هيئته مرة ثانية ، مو مصدقة انه تنازل عن قراره ..اصلا ما كانت مأمله انه بيجي : أدري عن إيش خالد ؟؟؟

نزل حزام الشنطة من كتفه لكوعه ومن كوعه للأرض بالتوالي .. وطالعها بسخرية ومكر : على مين تلعبين يا سحر ها.. انت وش مسويه من وراي ؟؟؟

ما فهمت شي وكانت نظرات الغباء على وجهها من نظرات الاستجواب بعيونه : وش مسويه خالد ما سويت شي !!

رفع يده ومعط لها اذنها .. شهقت وهي تمسك يده بيديها الثنتين : آآآآي شفيك آي !!
خالد : انتي شلون جتك الجرأة أمس وتتصلين على المستشفى ؟؟
سحر بقهر : أي مستشفى حلمااان انت ولا وش سالفتك

خالد بقهر من حركتها اللي سوتها فيه.. لأنها عرفت شلون تجبره وتسوي اللي براسها : حركات الاستهبال هذي يا سحر خليها عنك ..اعترفي وش هالحركة اللي سويتيها ووشلون جت على بالك يالمشاغبة

سحر شوي وتبكي : يمممممممممه تعالي انقذيني ..انت هيــه وش قاعد تخربط تراني ما جبت خبرك
خالد : مستمره عالكذب والتمثيل يعني يالشيطانه..ما عرفت أربيك زين
سحر : يمامي آي هيـه.. خويلد وش قاعد تهبب وش السالفة !!

نزل يده عنها وهي تفرك اذنها بحقد ..
سحر بقههر ولا تدري عن وشو يتكلم : وش السالفة وش مسويتلك ؟؟

مارد عليها وقعد يناظرها .. نظرات البراءة بعيونها تقول مستحيل انها سوتها، أو هذي نظرات وحدة تمثل ..
دخل أبوهم عليهم وقطع تفكيره .. ابتسم وهو يشيل حقيبته من جديد : صبحك الله بالخير..

أبو خالد بابتسامة : صبحك الله بالنور ما شاء الله بتجي معنا.. أجل غيرت رايك وخليت عنك الشغل
خالد بضحكة : اخذت إجــــازة يابو خالد.. .

هنا سحر قامت تناظره بصدمة ما صدقت انه سواها واخذ اجازة.. أصلا هالولد بينه وبين الاجازات عداوة .. وخالد كمل على نفس الوتيرة من الابتسامة : ما يصير انت تاخذ وانا لا..

ابو خالد : ما أظن السالفة انك اخذت اجازة عشاني خذتها ..انت كنت رافض تاخذها من البداية مع انك داري اني بعطي نفسي اجازة
خالد وهو يطلع من الباب بضحكة خفيفة : غلبتني يابو خالد ..

طلع خالد ..والتفت أبو خالد لبنته اللي التزمت الصمت .. ونزلت عيونها بالأرض ، وقالت بهدوء مو من طبعها مع أبوها : صباح الخير
ابو خالد بابتسامة : صباح النور.. ها جاهزة

قالت بهدوء : ايه كل شي تمام..
ابو خالد : زين.. روحي لسيارة خالد انا هالساعتين بروح للشركة عشان شغلة بسيطة وبعدها بلحقكم ..

ومر من قدامها بيروح وهي ابتسمت .. عالأقل ابتسامته طمنتها انه مو زعلان على تصرفها أمس ..
لفت للدرج ونادت بأعلى صوتها : بيااااااااااااااااااان يلله انا رايحه اركب بسرعة

نزلت بيان وهي شايله صندوق مليان أدوات الحفر الملونة وهي مستانسه : رحت أجمعهم..
سحر بابتسامة : ولقيتيهم كلهم ؟؟
بيان : ايه شوفي
سحر : زين يلله ..خالد بالسيارة خلينا نروح نركب..

طلعت سحر متحمسه وهي لابسه عبايتها والطرحة على اكتافها ما بعد لبستها ..
طلعت من الباب وشافت وليد يتكلم مع خااالد.. شهقت ورجعت على ورااااا ... نست انه موجود معهم في القصر ..ونست إنها لازم تكون حذرة كل ما جت تطلع وتدخل لا يكون بالأنحاء .. بسرعة شالت الكاب وحطته بالشنطة .. ولفت الطرحة بإحكام على راسها..

حانت من تركي التفاته للي واقفين عالباب .. وابتسـم بوسع وجهه ابتسامة خطيرة ..سحر بلمت وطارت عيوونها وش قاعد يسوي قليل الأدب.
ركضت بيان قدامها وصندوقها معها : ولييييييييييييد..
وليد بابتسامة لبيان : هلا بيان..

زفرت سحر من غير صوت ..والله هي اللي قليلة أدب الابتسامة كانت لـبيان !!... نزلت بصمت وتوجهت لسيارة خالد وهي تحاول تتناسى هالتوتر الغامض اللي ، يتلاعب بقلبها مثل ماس كهربائي.. ويخليها ما تركد.. كل ما طاحت عينها عليه..

تذكرت اللي صار قبل يومين .. يوم دخلت غرفته بالغلط من غير علم انه موجود... وحمر وجهها يوم تذكرت كلامه..
بعصبية رمت شنطتها بكل قوة على الدبة .. أصدر صوت عالي.. التفت خالد اللي كان يوصي وليد ، لأخته لأن حركتها قوية زيادة عن اللزوم : شوي شوي عالسيارة!!

ناظرها تركي .. وكملت سحر : افتح الدبة بحط شنطتي..

بادرها اللي مسمي نفسه وليد وهو يتقدم لها : عطيني أحطها بالسيارة معي..
طالعته باستغراااب مو فاهمه ..وقالت بهدوء وعفوية : وانت شدخلك ؟
رفع حاجب.. لكنه ابتسم بوداعة وقال : انا رايح معكم !
سحر بدهشة : هاه ليه مين قال ؟
تركي جاوب على سؤالها لأنه حس ان حضوره مو معجبها : عمي أبو خالد اللي قال..

سكتـت.. وقال وهو يمد يده لها : عطيني احطها.. الأغراض كلها معي..
قالت بهدوء وهي تشيح وجهها عنه .. وتناظر أخوها : لا.... أبي شنطتي معي
وليد : أخف عليكم..
ناظرته بنظرة قوية.. وقالت : قلت لك لا... شنطتي أبيها معي.

سكت تركي وناظرها ..وهي تشيح وجهها عنه .. وتعطيه ظهرها وهي تفتح باب السيارة..
جا خالد وطل عليها : عطيني شنطتك بتضيق عليك انتي وبيان..
سحر : حطها بسيارتك أبيها قريبة مني !
خالد بسخرية : ليه لا يكون فيها ذهب وألماس وانا مدري... وش خايفه عليه؟؟

سحر : مو خايفه على شي .. بس أبيها قريبة مني
خالد بسخرية : أجل عطيها وليد خله يركبها معه ، أحنا معنا الأغراض اللي تكفينا.. لا تخافين مو مضيعها!
سحر : لاااا خلاص أبيها معي .. مارح تضيق ..بس خله يروح يشوف شغله ..

تنهد خالد باستغراب من اصرار اخته الغريب.. وكأنها شايله شي ضد وليد... رفع راسه من فوق السيارة وابتسم لوليد اللي كان واقف.. وسامع كل اللي قالته..
خالد : خلاص وليد كلها شنطة مارح تضرها.. روح شوف باقي الأغراض..
تركي بابتسامة : لا يهمك ..

ومن استدار.. وعطاهم ظهره العريض .. مشى والابتسامة الوديعة .. تنقلب ببطء لـ جموووود مو مفهوم .. على انها مجرد شنطة لكنه لمس انعدااام ثقة من ناحيتها.. وش هالتغيير اللي طرا عليها !!.. تصرفات هالبنت بدت تقلقه .. مو أول مرة تصدر ردات أفعال غريبة تجاهه ... قبل أيام بالسيارة .. كانت غريبة يوم بكت بشكل غير متوقع !!

والله لو تكون حاسه بشي.. لـ ينهيها قبل لا تعرف !!

وفيما سحر تنتظر جوا السيارة رن جوالها .. ويوم طلعته كانت مشاعل : هلااا مشاااعل
مشاعل بحيووووووية : هلا سحورة هلا
سحر : ههههههههههه لا المزاج عال العال ما أغلبك فيه
مشاعل : هههههههههههههههه أكيد مو السالفة فيها كشتة .. ها مشيتوا ولا لسا ؟
سحر : ايه الحين بنمشي انا بالسيارة

مشاعل بمكر يغلفه ترقب : كل عايلة عمي الكريمة ؟؟
سحر ابتسمت وقالت : ما تصدقين لو أقولك
مشاعل بضحكة كاتمتها : ايش؟

سحر : حضرة الدكتور متنازل اليوم وصدمني انه ماخذ اجازة وبيرافقنا.. لا وهو اللي بيمسك الدفة وبيسوق بنا لأن أبوي بيتأخر كم ساعة............
ما كملت سحر الا تجيها ضحكة تنفجر من الطرف الثاني : ههههههههههههههههههههههههههههههههه كلاها أجل من أولها لآخرها .. ههههههههههههههههههههههههه

سحر باستغراب : مشيعل شفيك قلت شي يضحك ؟؟
مشاعل بهبل : هههههههههههه لا مافي شي قاعدة أضحك على بندر خخخخخخخخخخخخخخخ
سحر : هبله وش دخل بندر !!
مشاعل : موووو شي خلاص احنا بنمشي بعد شوي بس ننتظر بندر يوصل ما بعد جا ..
سحر : وتقووول قاعده اضحك على بندر !!

استوعبت مشاعل غبائها : هههههههههههههههههههه قصدي اضحك على محمد
سحر : ايه استهبلي علي.. والله انك غريبة واحيانا مدري وش تفكرين فيه
مشاعل : كللل خير يا بنت عمو لا تخافين ههههههه

سحر : مشيعل
مشاعل : هاه
سحر : ليه ما تقلبين وجهك
مشاعل : هههههههه مقلوب خلقه
سحر : بااااااااايخه
مشاعل : ههههههههه مقبوله منك يلله انا بسكر عشان بطلع للسيارة..

قفلت ..وطالعت من الشباك تشوف سالفة خالد ليش ما جا... كان واقف مع وليد عند سيارته.. يرتبون الأغراض بالدبة عشان توسع العفش الكثييييييير..

::

بعد ربع ساعة .. في بيت أبو محمد ..

ضرابة وجدال صايرة بين بندر ومشاعل ، ...

كانت مشاعل واقفة برا بالحوش ..عند سيارة بندر اللي توه جاي وشايل ثعبانه "مشاعل" فوق اكتافه ويلاعبه ويداعبه وهو متسند على سيارته من قدام ، ومشاعل شااابة نار منه وهي واقفة بعيد.. مو قادرة تقترب من السيارة ..

مشاعل بصراااااااخ : والله مااااااااااااااااا أركب سيارتك يا بو الحيايا
بندر من غير مبالاة : لا تركبين ابركها ساعة انا من غير حيتي ماني رايح .. ويكون بعلمك لها الحق تركب السيارة اكثر منك
مشاعل طالعت بالأرض تدور شي تاخذه ترجمه فيه من القهر .. بس الأرض نظيفة ..احترقت.. مو قادرة ترد له الحركة : بنيدر حيتك ذي مهيب رايحة حطها بقفصها واذكر ربك.
بندر وهو يبوس راس الحية ومشاعل من هالمنظر ماااااااااااتت قرف : قلت لك مو مجبورة .. ماتبين.. سيارة محمد توسع بعير ..

مشاعل بقهر : انت انسان تبط الكبد ياااخي هالمقرفة ذي وين ناوي تحطها والله لأدفنها هناك لأخلي قبرها هناك وبتشوف.. انسااااان مجنووووووووون
بندر ضحك : هههههههههههههههه وانتي وحدة مخبوووولة ماعرفت العقل بيوم .. جاك العلم ماتبين تركبين معي اجلسي بالبيت ..

شوي وتصيح ضربت رجلها بالأرض ..الا أبوها طالع من الباب ..
راحت له وصوتها فيه الصيحة : يببببببببببببببببببه شوف ولدددددددددددددددددك ..

ابوها اللي كان طالع وبيده مجموعة أغراض : شفيكم ؟؟؟؟
مر من جنب ولده وهو يلاعب حيته : بسك من هالحيوان .. لا يقرصك ..
بندر بثقة : هههههههاي يقرصني ؟.. لا يبه أليفة ومربية وما منها شر ..

مشاعل من مكانها البعيد : انت اذا مت ناقص عمر فهو من حيواناتك.

رفع عيونه بنظرة ثاقبة ، وبصمت نزل حيته عالأرض .. وعطاها إشارة غريبة ما فهمتها مشاعل .. لكن يوم تحركت الحية ناحيتها مااااااااتت خوف وصرخت وراحت جوا البيت والصياح مالي صوتها..

ضحك بندر وبإشارة ثانية رجعت له حيته وطلعت فوق كتفه..
باسها يلاعبها : برافوو كل يوم تتحسنين وتفهميني أكثر..

سكر ابوه شنطة السيارة بعد ما حط الاغراض : لمتى مع ثعابينك ؟
بندر : يبه الثعابين عشقي اللا منتهي ..
ابوه : الله يصلحك .. انت ما تشوف البرامج اللي يموت فيها مربين الحيوانات بسبب التهور الزايد..
بندر : لا تخاف ولدك ذيب وماخذ كل احتياطاته ..

بعد عشر دقايق... طلع محمد وهو لابس بدله سودا وكاب أبيض على راسه ونظارة شمسية بنية عاكسة على عيونه .. ومشاعل متمسكه بذراااعه ..وراسها يطل بحذر من وراه..

ابتسم بندر على شكلها
محمد : وش سالفتك ؟؟
بندر : اختك ماتبي تركب معي تبي تركب معك ..
مشاعل : ايه ماني راكبه مع ثعبانه لو يموت .. آخر عمري انا وهالحيوان المقرف بسيارة وحدة!!

ابتسم بندر وظل يداعب حيته متجاهل نظراتها المقهوورة .. ومحمد التفت لمشاعل : خلاص اركبي معي.
مشاعل : فكة من المذلة .. وخل حيتك تنفعك ، .. تخسرني عشان حية مااااااااااالت عليك وعلى اللي يبيك ويبي سيارتك..
ابو محمد لـ مشاعل : خلاص انا بركب مع بندر .. واذا اختك تبي تركب معنا قولي لها ..
مشاعل بصدمة : يبه بتركب مع حيته ..

ابتسم ابو محمد وقرب من حية ولده يلمسها : ايه وش منه خوف..
مشاعل : يبه بتقرصك !!!
ابو محمد وهو يبتسم على خوف بنته المبااالغ : لا مابه شر ان شالله ..

طلعت شادن اللي كانت أنيقة بلبسها السبوور.. بنطلون برمودا اسود ، وتي شيرت أبيض عليه كتابات بالفضي عالصدر بحروف كبيرة ...وشعرها الأسود اللي كانت مسويته جديلة فرنسية ..وقبعة فرنسية من الستايل القديم شوي.

هنا بندر هتــف : أذووووووووووووووووووووب أنا !!

مشاعل بفضول لفت وشافت أختها ..وضحكت : ههههههههههههههههههه وين ترانا مو بباريس
شادن : خخخخخخخ بس اليوم الجو باريسي وأحلى من باريس ..
مشاعل : ما جبتي معاك كاب أو أي شي أصغر ؟؟!
شادن : الا جبت كل شي معي بس هالقبعة عندي من زمان وما جت مناسبة..قلت أحللها اليوم
مشاعل : ههههههههههههههههههه
شادن : ساعتين وبمل منها ...هو تغيير لا أكثر

بندر : تكفين صورة يا مدموزيل !!
شادن : هههههههههههه بونجوووور بندغ
بندر : بندغ !!.. تلاااعب صرييييييييييح

شادن : خخخخ بندوغه طيب
مشاعل اللي كانت رابطه بندانه ععلى شعرها القصير: هههههههههههههههه وقسم أحلى

بندر بغيــض : ما طلعت بندوغه الا من تحت راس ام البلاوي والمصايب مشيعل
مشاعل : اناااااا مالي دخخخل.. انا اقول بندوره
بندر بسخرية : ومين اللي اخترع هالاسم الخكوره ..؟
مشاعل : خخخخخ خكوره بس يناسبك
شادن : هههههههههههه مشاعل ما غلطت لأن الاسم راكب عليك

ضحك على مشاغبات خواته وهم يرمونه بالكلام .. رن جواله بجيبه الجينز الرمادي .. نزل ثعبانه الساكن للأرض..
وطلع الجوال وهو يرووح بعيييد عشان يرد ..

مشاعل بخبث وهي تنغز أختها : خيـر بندر مو من عادته اذا دق تلفونه ينحاش بعيد... انا اشك فيه
شادن : ههههه والله الابتسامة اللي عليه يقول شخص غالي.. يمكن حبيبته
مشاعل بسخرية : هالأهبل وين بيلقى له حبيبه الله يخلف عليه... اصلا انا اللي بنحش حبيبته منه أجل يستاثم في بنت الناس بسبب هواياته الغريبة .. مو بعيدة ينوم ثعبانه معهم بالفراش
شادن : ههههههههههههه ان شالله تجيه وحدة زيه نفس الهواية عشان ينفعون لبعض
مشاعل باعتراااض : وتحسبيني بخليه يتزوج هبلة زيه ... عندنا أهبل واحد ويالله متحملينه بعد بيبلانا بثاني..
شادن : ههههههههههههههههه والله انتي الهبلة وهو أركد منك
مشاعل : لا تغلطييييين

جاهم ابو محمد وهو يشوف حماس بناته من الصبح : يلله اركبوا ما عاد الا الخير.. بيت عمكم أكيد تحرك ..
شادن : يلله أمي دقيقة وجايه بس راحت تتأكد من الغاز وان كل الأغراض الضرورية اخذناها.

رجع بندر مبتسم بعد شوي وهو يحط جواله بجيبه... فتح باب السايق حق سيارته ودخل راسه جوا يكلم أبوه اللي ركب وقاعد ينتظره ..
مشاعل بسيارة محمد.. نطت بين الكرسيين عند محمد اللي قاعد يعدل كرسيه : محممد بالله عليك حرك السيارة ودوس ثعبانه هاللي بس اربع وعشرين ساعة نايم ..

ابتسم وهو يرفع عينه للثعبان الملتوي .. ووجه بندر اللي قاعد يضحك لأبوه : تبينه يذبحني ويدوسني بسيارته
مشاعل : تكككفي سوها ودي أشوف وجه بندر بعد ما يموت ثعبانه..

محمد : ههههههههههههه انتي ناويه على موتي !.. هذي مشاعل حبيبته نسيتي
مشاعل بقهرر : حبه برص ياربي كان هالمعفنة المنقطة القروية سميتي .. شوف لونها بالله وععع

ضحك وفتح شباكه ..ونادى على بندر : بنيــدر تعال شوف المؤامرة اللي عندي

رفع بندر راسه باستغراب .. وصرخت مشاعل : اوصصص من متى انت فضيحة !!
محمد باعها .. وضحك وهو يثير الفتنة : بنــدر مشاعل ودها تدوس على ثعبانك النايم بالسيارة ..شرايك الفكرة مو بطالة

سكر بابه بقوة يقاله معصب .. وقرب من ثعبانه وشاله بيدينه .. ومشى ناحية سيارة محمد اللي قاعد يضحك ويتخيل اللي بيصير بعد لحظة.
مشاعل بس شافت بندر يقرب بثعبانه المتوحش صرررخت صرخة هزت السيارة ونقزت للباب بتنزل لكن محمد وبنذالــة مد يده للقفل بسرعة وقفل الأقفال كلها ..

مشاعل : افتتتتتتتتتتتح تكفى افتح يممممممممممممممماه
وبندر يقرب وهو مبتسم بمكر .. جا عند شباك محمد اللي كاتم ضحكته عالزوبعة والصراخ اللي ما وقف ..
بندر وهو يطل من شباك محمد : وينها مشيعل ؟؟

مشاعل وهي تحاول تفتح الباب ما قدرت صارت تضرب الشباك بيدينها وشادن جنبها منفجرة ضحك عمييييييييق..
طلعت دموعها وهي تتلفت للثعبان وللباب اللي عيا لا ينفتح والنذل محمد اللي قاعد يستغل نقطة ضعفها ..
مشاعل : يمممممممممممممممممممممممممممممااااه
بندر : بالله محمد خذ الثعبان ودخله يسلم عليها وخلها تبوس راسه
مشاعل شافت انهم جادين ومحمد صدق بياخذها ويدخلها السيارة .. صرخت بخووف : لا لا لااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ااااااا

بندر يوم شافها رايحه وطي : هههههههههههههههههههههههه خلاص سماح هالمرة بس المرة الجاية ان دريت انك ناويه على حبيبتي بنومها معاك بنفس الغرفة مفهووم يالملسونة

وراح عشان يحط ثعبانه بقفصه اللي موجود بسيارته ..

شادن : هههههههههههههههه وش هالفلم اللي سويتيه والله ما يسوى عليك
مشاعل ما تبي تصيح : هين مردوده له ماني مخليتها بقلبي لأردها اليوم قبل بكرة..
شادن : ههههههههه من حقك تردينها انا أشجعك

محمد وهو رافع نظره للمرايه : وشادن تشجع الكل ما عمرنا شفناك بجنب طرف على حساب طرف ثاني
شادن : ههههه انا حيادية مع الكل ..
محمد : هههه الا دبلوماسية

جت ام محمد وركبت مع محمد وبناتها .. وابو محمد وبندر بسيارة ..
بالطريق الطويل ، مشاعل فكت الطرحة اللي تلف راسها وحطت راسها على رجل شاادن وناااااامت .. وشادن معها مجلة أزياء شرتها أمس مخصوص عشان تونسها بالطريق.
::


في سيارة خـالد..
سحر ابتسمت يوم شافت قطيع من الجمال ترعى على جنب الطريق... منظر خيالي .. رمال ذهبية .. سحاب أبيض... وصبح بارد ما بعد طلعت الشمس لفوق.. وقطيع من هالحيوانات العجيبة بخلقتها .. سبحان الله..!!
كانت السيارة صمت في صمت.. خالد ساند يد وحدة على الدركسون.. واليد الثانية على الباب.. وعيونه تغطيها نظارات شمسية سودا.. وأمها كانت تكلم أبوها تلفون.. وسكرت من مدة..
التفتت لـ بيان اللي بدورها كانت حاطه راسها على رجل اختها.. ونااايمة بكل براءة الدنيا..

قطع الصمت يوم قالت ام خالد : بيان مالها حس؟؟
سحر : نايمة يمه.. صاحيه من بدري..احسن لها تنوم عشان تكون نشيطة اذا وصلنا
ام خالد : بعد عمري.. مافيه أطفال على قدها بتروح الحين وتلعب لحالها قلبي بنيتي
ابتسمت سحر : أهم شي تغير جو الحين.. ما دام فيه تراب على قولها احسن شي.. بتغوص فيه كل الأيام اللي بنجلسها هناك
ام خالد بحنية لطفلتها الصغيرة : حبيبتي..

تذكرت سحر أبوها ورفعت عينها : الا أبوي ليش ما جا معنا؟؟
ام خالد : توه مكلمني.. يقول ساعتين بالكثير وبيجي مع احد هالسواقين.. عنده شغله مع ابو راهي بيخلصونها وبيجي
تذكرت "ابو راهي".. اسم قاله ابوها قدامها مرة : وما قدر يأجل هالشغلة؟؟
ام خالد : والله انا ما افهم بسالفة شغله كل اللي قاله مارح يتأخر..

سكتت... ورجعت تناظر الرماااال الممتدة قدامهم الى ماله نهاية..
تذكرت مشاعل.. وقررت تتصل فيها تسألهم هم وين؟!


في سيــارة محمـد،،
دق الجوال بشنطة مشاعل ولأنها كانت نايمة ..مدت شادن يدها وسحبت الشنطة من الطرف الثاني وطلعته.. شافت اسم " سحوره" .. ابتسمت وهي ترد : أهلا بسحوووورة ..
رفع محمد عينه بالمراية..
سحر : هلا بك شدون .. وينها البومة ليش ما ردت؟
شادن وهي تناظر وجه اختها النايم.. اللي اذا نامت تصير وديعة وبريئة عكس الشيطانة اللي تخطط وتمكر : هذي هي نايمة العمة ماخذة رجولي وسادة

سحر : ليش اجل سهرانة ؟؟؟
شادن : تعرفينها بنت عمك ما تنام الليل أكيد انها نايمة متأخر
سحر : حمارة هذا وانا قايلة لها نامي عشان نستغل الوقت هناك .. الحين بتروح هناك تنام وتضيع وقتها كله بالنوم..
شادن : خليها تنام وتصحى تساهر الحيايا والعقارب
سحر : هههههههههههههه طيب نشوفكم هناك كنت بس بسأل وينكم ؟؟
شادن : لنا ساعة ماشين ..
سحر : اوكي نشوفكم

سكرت شادن وهي تبتسم... وناظرت من الشبااك.. وشافت نفس ما شافت سحر .. قطيع من الجمال.. بمختلف الأحجام...
زادت ابتسامتها النقية..خلف روح تتمزق..

تنتظر.. ويا صعب كلمة "تنتظر".. تنتظر.. كلمة منه... تجدد اللي كان بينهم!!
كان يقولها... افرحي.. ولا تخلين ابتعادنـا.. حاجز يمنع ابتسامتك..

وهي رغم كل قلقها.. وكل الضغوط.. والكوابيس اللي تعيشها... وزادت فوقها مكالمة البنت "نهى"... بتحاااول اليوم.. تعيش وتبتسم.. وتنسى كل همومها.. من حقها تنسى اللي شاغلها فترة.. وتعيش حاضرها..
وهالرحلة يمكن تكووون فرصة لتجديد النفسية.. والاحساس بالحياة واللعب.

00رؤى00 07-08-08 03:19 AM

مشكوووووووووووووووووووووووووووووووره عزيزتي انتظر الاجزاء الجدييييييييييده بشغف


الله لا يحرمنا طلتك


تقبلي شكررررررررررررررررررررري وتقدييييييييييييييييييييييييييييير لجهودك

{{.... ذم ــــا !! 07-08-08 04:40 AM

-------------------------------------------------------------------------------

::

بعد ساعتين وعالساعة 8 الصبح ،،..

في سيـارة خالد ... بدت ارض معسكر التخييم تظهر لهم واضحة للعيان ،، كل شي من بعيد يشير انه مرتب ..الخيام منصوبة.. الأرض ندية مخضرة في بعض البقع خلال هالفترة من السنة ،،،..

وهم يمشون وسط التراااب ناحية المخيم البعيد .. فتحت سحر الشباك وطلعت راسها تخلي الهوا يلاعب خصل شعرها ..تنفست بعمق وهي تطلع يديها برا وتضحك مثل طفلة ...
خالد : هههههههههههههههه عن البزارة..
سحر لأنها وراه ناظرت انعكاس وجهه بالمراية الجانبية.. وقالت وهي تصرخ عشان يسمعها : ياخي الجووو نقي ليت جو الرياض كذاااااااا ..
خالد : بأحلامك ان شالله ..
سحر : نقول يارب ليش التحطيم

وصلوا أخيرا ... وهدت السيارة من سرعتها ..
سحر استغربت .. كل شي مرتب وبإتقان بفعل فاعــل.. لكن المخيم هااااادي مرة ما يشير لـوجود أحد !!

لكن يوم طفى خالد محرك السيارة ... طلع شخص غريب من أحد الخيام وهو مبتسم .. لابس جينز ازرق غامق.. وتي شيرت رمادي .. ونظارة شمسية على جبينه ..
التفت خالد وهو بينزل من السيارة... وانصدم من اللي شافه ..
سحر تنحت لأنها أول من شافه يطلع.. وما عرفت منهو.. بس كانت تحس انها شافته من قبل !!

خالد بصدمة : عمر ؟؟؟؟؟؟
عمر وهو يقرب : هلا بالدكتور..
نزل خالد بسرعة وراااح له وهو يضحك : ههههههههههههه وش هالمفاجأة ما عندي خبر انك بتجي

كل واحد رمى كفه بكف الثاني بكل قوة ..وطريقة شبابية .. وضموا بعض
عمر : هههههه انا مكلم بندر وقلت له لا تقول لأحد
خالد : يا بن اللذينا ... أجل انت اللي اشرفت على كل شي
عمر : ايه وصلت من الشرقية اليوم الفجر ، وعرفت من بندر انكم طالعين قلت اسبقكم... ووصاني ان فيه رجال بيجون يرتبون كل شي وقالي شوف شغلك معهم.. ولا أنا ماني فاضي
خالد : هههههه أجل وهقك بندر
عمر : بردها له بس اصبر ..

سحر استاااانست على طول مسكت التلفون ودقت على جوال شادن : الوو
شادن وهو تتثاوب.. وبكسل : هلا سحورة ..
سحر : خبر بمليون ألف ريال..

شادن : يا ساتر !!.. ما عندي حافية منتفة من وين اجيب لك مليون ألف ..
سحر وهي تضحك : لا جد مين تتوقعين شفنا بالمخيم ..
شادن بصدمة : انتوا وصلتووووا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
سحر : ايه بالسلامة ولله الحمد ..
شادن : هب عليكم سبقتونا..
سحر : وجع هب عليك انتي الله يحفظنا..
شادن : ههههههههههههه يلله قولي
سحر : .. شفنا واحد بالمخيم ..

شادن باستغراب : مين؟
سحر نفسها مو مصدقه : ...حزري!

ابتسمت شادن بسخرية .. وطردت اللي في بالها.. كان فقدانها للأمل بالحال الغريب اللي وصلوا له هي وعمر..كفيل انه يفقدها الأمل حتى بالفكرة العابرة اللي خطرت عليها .. وإن اللي تقصده سحر... هو عمر !

قالت بهزل : سخافة !
استغربت سحر : سخافة؟؟؟.. وش اللي سخافة؟؟؟
ابتسمت شادن بأسى على نفسها : سخافة اللي أفكر فيه... صرت أفكر بأشياء مفقود منها الأمل..

ابتسمت سحر وقالت بكل قوة ووضووح : لا يا شادن مو سخافة... عمر قدام عيوني الحين..

..دايم... حروف اسمه.. لها أكبر تأثير .. وسماعها لصوت سحر الواضح .. خلا كيانها يتبعثر.. ويفقد كل احساس متوازن...
غمضت عيونها بعد ما حست انها بتفقد السيطرة على عواطفها : لا يا سحر.. الله يخليك هالألعاب ما تضحك

حنت سحر على صوت شادن الهامس .. والألم بصوتها .. وقالت وقوة صوتها ووضوحها يزيد : ورب السما... يا شادن.. ان عمر قدامي الحين.. ويضحك بعد..

آآآآآآه يا ضحكته...
رنت في ذاكرتها .. صدى ضحكاته .. ترجع لها من الماضي... ضحكاته اللي يضحكها من قلب... لأن عمر..عمره ما افتعل الضحك.. وعلى الحزن والوحدة اللي عاشها ... إلا ان الضحكة اذا طلعت منه... فهي ضحكة القلب بعفويتها..اذا ضحك.. ينعكس هالشي على عيونه.. وسواد عيونه ..
اذا ضحك..كانت اللحظة خياليـة بعيونها... اذا ضحك ..سلبت ذيك الضحكة كل شي باقي فيها..
هو ..أحلى ضحكة .. عاشتها .. وبتعيشها بحياتها الفانيـة..

مسكتها غصة.. وقالت بخنقة وهي تنفض هالذكرى : لي...ش... ما قالي؟؟
سحر باستغراب ما سمعت زين ، لأن الصوت بدا يقطع : وش قلتي شادن؟؟
شادن بابتسامة مغصوبة : خلاص.. مشكورة... احنا شوي وواصلين
سكرت.. وهي تحاول تستوعب .. مفاجأة وجوده

راحت سحر لمخيم الحريم وشافت هناك امها ترتبها وتعدها بمساعدة الخدامة،، اللي تنفذ كل شي ينقال لها
بيان اللي وقفت لفترة مو قصيرة مشدوهة بهالمساحات الخيااالية من الرمال قدامها.. ركضت على طول لبقعة من الرمل الندي ، وبدت تلعب فيها بسعااادة لا توصف .. سحر انقلبت طفلة بريئة.. جلست معها وخلعت كوتشها.. ودست أصابع رجلها بالرمل الباااااارد وضحكت وهي تحسه يتخلل اصابعها باستمتاااع .. رفعت يدينها بالهوااا مثل الطير.. وهي تضحك وتنثر الرمل من اصابعها .. مع هبة الريح اللي طيرها لبعيد..

وصلت سيارة وليد ..وسحر ناسية عالمها انقلبت طفلة من جديد.. طفلة بريئة تشوف العالم من نظرة طفولية .. تبتسم للسما الزرقا الواااسعه ،.. تبتسم للشمس الدافية .. للسحاب اللي يمر من فوقهم.
بيان شافت وليد ..قامت تركض وهي تناديه.. وسحر مو حاسه باللي حولها مغمضة عيونها والهو ينعشها..

بيان : ولييييييييييييييييد ...
كان وليد أو "تركي" واقف عند شنطة سيارته وبدا ينزل الأغراض .. التفت لها وقال بجمـود : هلا بيان !
جت عنده تلهث وبسعادة : هناك في رمل كثير ..

تركي وهو ينزل صندوق عالأرض : وين؟
بيان وهي تأشر : هناك عند سحر..

رفع عينه لذاك المكان ... واختفت ابتسامته اللي غصبها عشان بيان ... ليه هالبراءة ما تمثلت الا فيها؟؟.. وليه طفولتها لا زالت تستفزه... وتذكره بعداوته معها!!
نزل عيونه للأرض وهو يعض شفته .. بكل قوة.. كلهم ذنبهم واحد.. وكلهم لازم يتعاقبون !!
رفع عينه لسحر .. ونزلها مرة ثانية وهو يلف للسيارة .. يشيل باقي الأغراض
وقال وهو يدخل يدينه داخل الدبة : روحي عني انا مشغول الحين

لاحظت بيان انشغااله فـ رجعت لأختها .. وتوها تلاحظ سحر ان بيان قامت وتركتها : وين رحتي ؟؟
بيان : رحت لوليد

رفعت راسها بسرعة هناااااك.. وناظرته وهو يشيل الأغراض ويحطهم عالأرض بيدين قوية.. رغم ثقلها .. إلا أنه مو مبين عليه أي تعب او ارهاق..
جسمه .. مو جسم ضعيف أبد.. واضح انه في صحة ممتازة !!.. وقوته البدنية تثبت هالشي.. ياربي..
وش سالفة هالفقير؟؟؟

شافت سيارة واحد من عيال عمها توصل ،، وبسرعة قامت تركض حافية... لكنها تذكرت كوتشها.. رجعت تلبسهم وهي واقفة .. وقفت على رجل وحدة وهي تحاول تدخل رجلها الثانية بالكوتش.. ويوم ما قدرت ..
استخدمت يدينها وهي واقفه .. اللي خلاها تنطط في مكانها بشكل مضحك تبي تتوزان

بيان ضحكت عليها وهي تشوفها تنطط على رجل وحدة ..والرجل الثانية عالقة بالكوتش

تركي رفع عينه بلحظة عفوية وهو ينزل كرتون من الأغراض.. شافها تنطط ومتورطة بجزمتها اللي ماسكتها بيدينها .. كتم ضحكة على شكلها الغبي.. ونزل راسه يكمل شغله..
أخيرا مشى معها الوضع.. راحت للخيمة ركض تنتظر محمد يروح عشان تروح لبنات عمها .. بس الكل نزل إلا مشاعل مالها شوف.

جت شادن بسرعة وسحبت سحر ورا الخيمة .. وبصوت مرتعش : سح..ر ..انتي من جدك ؟؟؟
سحر ابتسمت على تعابير شادن... واصطنعت الغباء : بإيش؟؟
نزلت دموعها .. وهي تقول : عمر...هنـا ؟

تغيرت ملامح سحر .. لملامح عطف..وحنية... أي قلب فيك.. يخليك تصبرين كل هالصبر..يا شادن؟؟
قالت تشجعها : ايه زوجك هنا.. سابقنا كلنا.. سمعته يقول انه معطي بندر خبر انه جاي وانه موصيه لا يقول لأحد... كان يبيها مفاجأة لك يا شادن..

شادن بضحكة تخترق دموعها : صدق..؟... جد هالكلام؟.. سحر؟
سحر بضحكة تخفي تأثرها.. مين ما يشوف دموع شادن وما يتأثر : ايه والله... سمعته يقول هالكلام لخالد..

ضحكت شادن وسط دموعها .. وهي تحاول تصدق هالكلام... لعله يكون بلسم.. لكل شي عايشته..في بروده...الفترة الأخيرة..
سحر تلفتت يمين ويسار.. وقالت عشان تهرب من دموع شادن.. لأنها لو بقت هنا يمكن تبكي معها : انا برووح اشوف مشاعل !!

وركضت بعيد.. تاركه شادن لحالها واقفه... مثل الضايعه.. التايهه .. اللي ما تدري وش تسوي..
سمعت ضحكته تجيها من مكان مجهوول.. غمضت عيوونها وهي تسند ظهرها للخيمة..

وبكل خوف.. وبكل شوق يغمرها.. ويدمرها.. ويرجع يعمّرها... تحركت لزاوية الخيمة عشان تطل.. وتسرق نظرة لوجهه الحبيب.. اشتاقت وإن قالت اشتاقت.. فما رح تعرفون وش كثر اشتاقت.
قربت وهي تسمع ضحكاته العذبة ترد لها الروح.. وتنعش نفسها.... ليش أنا ؟؟... اللي يصير معي كل هذا؟؟
ليش انت اللي مكتوب لي.. حياة.. ومصير؟؟

طلت ..وليتها ما طلت..
شوفته.. وشوفة قامته وحضوره اللي ما تغير فيه شي... كان..مثل ما تركته بالضبط.. ما ضره شي!!
شافته يضحك من جديد وهو يتقدم لـ محمد .. اللي جا بسرعة وعانقه بقوووة وهو يسلم عليه..

وهي؟؟.. مالها حق تسلم عليه؟؟
رجـع!!... وكانت شوفته بعيونها الثنتين .. أكبــر تأكييــــد على رجوعه ..!!
يعني خلاص.. مارح يتركها مرة ثانية؟؟

ابتسمت من جديد وسط دموع الفرح... لأنه وعدها ، إن رجوعه مارح يكون من بعده فراق... وهذا موعد رجوعه حل .. وكانت أقوى من مفاجأة عادية.. هدت حيلها وخلتها تبتسم.. وسط الدموع.

دخلت سحر الخيمة تدور مشاعل .. وما لقتها ..
سلمت على مرة عمها وسألتها : خالتي وينها مشاعل ؟؟
ام محمد باستغراب : ما نزلت ؟؟؟؟.. مدري اللي اعرفه انها كانت نايمة بالسيارة ..ما صحتها شادن ؟؟؟

تنهدت سحر...شادن يبي لها من يصحيها الحين..
سحر : أنا بروح أشوفها..

وصلت سحر لسيارة محمد بحذر ..يوم تأكدت ان الشباب بعيدين..
طلت على الشباك المظلل وشافت ، ظلال جسم نايم داخل السيارة .. ابتسمت ودقت الشباك عليها .. لكن مشاعل كانت غرقانة ..
فتحت الباب اللي عند راسها ونادتها : مشمش !! مشاااعل قومي... شوفي الصبح هنا جناان

تحركت مشاعل بثقــل.. وفتحت عيونها بصعووبة والنووم ماخذهاااا : سحر !.. وين انا ؟
سحر: انتي بالسيارة قومي وصلتوا من ساعة..

قامت قاعدة بكسل وهي تتنهد من النوم .. مسحت وجهها بيدها وبعدت خصل الشعر الصغيرة المنثورة على وجهها ..
مشاعل : متى وصلنا .. ووينها شادن وامي ؟؟
سحر : كلهم نزلووا.. قومي عمتي تسأل عنك.. قومي غسلي وجهك احنا ما جينا هنا عشان ننام

ابتسمت مشاعل.. وسحبت عمرهااا لين نزلت من السيارة... ومن وطت رجلها الرمل.. تمططت بكلل قوووة وهي تصرخ ..
مشاعل : الجوو خيالي

وصلت سيارة بندر وهي تضررب بواااري مرحة من بعيد.. يعلن فيها وصوله
نـزل بندر وهو يلتفت لأبوه : يبه انزل.. عندنا ضيف ما شفته من زمان !!
ابو محمد باستغراب : مين ؟؟

جاهم صوت رجولي من ورا السيارة : صباح الخير يبه !
التفت أبو محمد وراه... وارتفعت حوااااجبه من المفاجأة اللي ما توقعها : ...عمر؟؟؟؟

ابتسم عمر وقرب من اللي مربيه عقب أمه اللي ما يذكرها : وحشتني يالغالي
ابتسم ابو محمد وناظره من فوق لتحت : على بالي نسيتنا... وينك كل هذي غيبات

تقدم عمر بصمت وباس راسه : مشاغل الحياة يبه..
ابو محمد : لو داري ان هالمشاغل بتقطعك عنا كل هالفترة كان ما خليتك تطلع من بيتي من الأساس ..
عمر بابتسامة : طلعتي كان لابد منها يبه
همس ابو محمد لـ عمر بينهم : الله يصلحك.. لو تدري شادن وش سوت من عقبك... والا كل هذا عشان تبيض وجهي وتثبت لي انك رجال وقادر تبني نفسك بنفسك

من جاب طاري شادن كان ساكت... لكن بعد الجملة الأخيرة ابتسم وهو يقول : لا تنسى يبه إنك ما رضيت تعطيني اياها الا بعد ما أبني نفسي.. وأنا ما ابتعدت إلا عشان أغير النظرة اللي كنت ماخذها عني..
ابتسم أبو محمد : يا ولدي كنت مراهق صحيح وشيبت راسي معك وبهذلتني... لكن الحين.. انت ناضج.. وتفهم بالحياة مو زي قبل..

سكت عمر...والألم ينهش قلبه... احساسه بالفشل ..يزيد مع الأيام.. واحساسه بـ نبـذ نفسه يتصاعد ..ويخنقه
لو تدري يا بو محمد.. عن حاضر اللي قدامك الحين... ولو تدري إنه ما قدر يغير من حاله شي !!.. وكل ابتعاده .. وانقطاعه ...كانت مو في صالحه... كانت كاااابووووس وإلى هاليوم.. كابووس ما يقدر يهرب منه.

ابو محمد بحنية : بشرني عن علومك.. اشتقنا لك يا ولدي
ابتسم عمر : علومي بخير... بشرني عن صحتك
ابو محمد : والله بشوفتك اليوم يا عمر.. انا بخير.. المهم انت شخبارك

جا بندر بعد ما خذا لفة سريعة عالمخيم : لا لا يا عمر المخيم منظظم.. اتاريك مو سهل
عطاه عمر نظرة : أنا كنت ناوي أردها لك.. بس بمشيها لك هالمرة

جا بندر وضمه : ههههههههه الحمدلله عالسلااااااااامة وأخيرا رجعت .. ياخي ما بغيت.. فوق السنة ونص ما طبيت الرياض.. من ملكتك انت وشادن !!

عمر ببرود : ظروف شغل يا بندر.. مو بكيفي
بندر بنظرة ماكرة : متأكد انه مو بكيفك... لأن ما أظن أحد يقدر يمشيك على كيفه
شاح عمر وجهه بملل عن بندر : ما تترك فراغتك ..

ابتسم بندر ومسكه من ذراعه.. وتلفت يمين وشمال : ما شفت شادن؟؟
وقف عمر وسحب ذراعه بهدوء وهو يقول : لا ما شفتها.. ما بعد حصلت فرصة
بندر بابتسامة : أناديها لك..

مشى عمر وهو يقول ببرود : لا خلها على راحتها... تلقاها مستانسة مع البنات..

بندر باستغراب: عمر؟؟
ما رد عمر وانضم للشباب .. وبندر لحقه من غير تعليق
::

يتبـــع..!
[/SIZE][/COLOR][/CENTER]

{{.... ذم ــــا !! 07-08-08 06:17 AM

::
الجــــــزء 18 ..
::


عند البنـات..

مشاعل بصدمة : عمر معهم ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
سحر بابتسامة وهي تناظر شادن الساكتة : ايه .. تخيلي سابقنا كلنا وهو اللي منظم المخيم..
مشاعل : معقووول وشلون درى عن المخيم؟؟؟
سحر : أكيد بندر اللي قاله... وهم اثنينهم اتفقوا يكون حضور عمر مفاجأة..
مشاعل ضحكت وهي تناظر اختها : وأخيرا جابــه الشووق لين عندك يا شادن..

ابتسمت شادن وقالت بضحك هي أبعد ما تكونه في الحقيقة : ونعم الشوق اللي مخليه ناسيني للحين ..

فكرة وحيـدة تعكر صفوها ومو مكملة فرحتها...
غمزت مشاعل تغير جوها : أكيييد ينتظر الجو يخلاله ..عشان يخطفك بعيد من غير محد يحس ويكون السلام على اصوله..

هنا حمررر وجه شااادن واشتعل ... ومشاعل ضحكت وسحر معها بشكل قووي..
شادن : قليلة أدب!... عيب يا حمارة توك على هالحركات
مشاعل : ليش ان شالله اذا كنت انا صغيرة انتي وش تصيرين.. ترا ما بيني وبينك الا سنتين يا دوبه
شادن : بس انا متزوجة واستحي اتكلم كذا .. وانتي بايعتها

سحر يوم شافت انهم مطولين : ههههههه خلاص شادن قومي نطلع نشم هوا وننسى همومنا ولو ساعات

ابتسمت شادن لبنت عمها والقريبة لقلبها.. وقامت واقفه .. لازم تنسى هالهم وهو متى ما بغاها..بيطلبها ... و بتطير لــه..

طلعوا مع بعض... وتنفسوووا هوا الصبح النقي تحت السما الزرقا..
مشاعل : يلله سباااق
سحر : ههههه يلله مشاعل انا وياك
مشاعل : لا عمري انا بتسابق مع شادن انتي صاروخ محد يغلبك

شادن عرفت ان مشاعل تبي تتسابق معها .. عشانها سهلة الهزيمة : لا قلبي ...أنا بتسابق مع أبطأكم...

ناظروها ببلاهه...
وعقبها ضحكوا..وقالوا مع بعض : كلنا بطيئين

شادن : تلعبون على مين ..لا أبي أبطئكم عشان ما اخسر
سحر : مشاعل يلله لين هذيك الشجرة ونرجع

شادن : وانا الحكم..بصفر لكم..

ناظروا سحر ومشاعل بعض بتحــدي... وتقدموا للخط اللي رسمته شادن برجلها في الرمــل.. ورفعوا أطراف بناطيلهم..وطرحهم على أكتافهم
شادن وهي تمثل دور الحكم البثر : لحد يتعدى الخط ولا بيعتبر خاسر... هيي مشيعل ارجعي ورا... سحر رجعي رجلك.. يا ويل اللي يغش ترا بطرده

مشاعل : اففف لا تنشبين يلله صفري..

حطت شادن أصابعها بفمها .. وصفررت تصفيرة حااادة ررن صداااها في الطبيعة حولهم.. ووصلت حتى للشباب.. عقبها ما شافت الا غبرتهم.. ضحكت من قلبها وهي تشوفهم طااايرين وماخذين المنافسة جديـة..

صارت تضحك وتصفق.. تشجع مرة سحر.. ومرة مشاعل ..
كانت الشجرة بعيدة.. عشان كذا خذوا وقت على ما يوصلونها.. جت بيان تركض يوم سمعت صرخات شادن وتشجيعها ...
شافت اختها سحر تركض مع مشاعل.. صرخت عفويا وهي تناديها وتشجعها..عشان تسبق مشاعل ..

بيان : سحررررررررررررر بتفوز
شادن : ههههههههههههههه والله عنيدات كلهم
بيان وهي تصرخ بكل حماس طفووولي : سحررررررررررر فوزي عليها

شادن ناظرتها بنص عيوون : ليه ما تشجعين اختي؟؟؟
بيان : عشانها تقهرني .. مابيها تفوز
شادن : هههههههههههههه طيب انا بشجع مشاعل ..

ناظرتها بيان بنظرة.. يعني لا تحاولين سحر بتفوز : سحرر بتفووز سحر سريعة لما تركض
شادن بغرور والنقاش مع بيان أعجبها : ومشاعل بعد سريعة لما تركض.. ( وناظرتهم وهم جايين لجهتهم والمنافسة حاااامية) .. يلله ميشو يلله فووووووزي على اخت بيونه

بيان : لااااااااااااااااااااااااا سحر لا تخلييييييينها

قربوا وهم يركضون .. وكل وحدة شوي وتطيح على وجهها من التعب... مشاعل تعثرت وحاولت تمسك قميص سحر عشان تطيحها .. بس سحر ما خلتها ووصلت قبلها بلحظاااات..
بيان انجنت من الفرح .. قامت تنطط : سحررر انتي اسرع..انتي اسرع..

جت سحر وهي تلهث من قلبها .. وضمت اختها وهي تضحك.. وتترنح..

شادن : واخزياااه عليك مشيعل فشلتيني !!.. توبة أشجعك مرة ثانية
قامت مشاعل من الأرض وهي تلهث لهااااث واصل لآخر الدنيا : وجع تعبت كل ما قلت بوصل لقيتكم تبعدوون... الشجرة بعيدة والرجعة منها أكثر تعب...سحر ليش ما اخترتي شي اقرب
سحر : مافيه معالم واضحة قريبة لنا إلا هالشجرة..

ناظـرت شادن في بيان : بيان تسابقيني
بيان بدهشة : أنا؟؟

شادن بطفولية : أيه ابي اهزمك
مشاعـل بحررة : ايه تكفين بردي حرتي في هالبزر ودي أشوفها تصيح لين انهزمت

ناظرتها بيان نظرة : انا ما اصيح... اصلا انا بفوز
مشاعل بسخرية : نشوف يا واثقة زمانك

سحر : يلله استعدوا... واحد.. اثنين .. ثلااااااااثة

ركضت بيان ومعها شادن.. اللي ما خذت كل حيلها بالركض

مشاعل وهي تناظرهم : وش هالغش شادن متساهله معها ..
ضحكت سحر : ههههههههههههه وش تبين انتي؟؟.. تراها بزر تبينها تاخذ حيلها معها..
مشاعل بنذالــة : تبين الجد ايه.. أبي اشوف هالملسونة وهي تصيح
سحر : حرام عليك اختي مو ناقصها..

جت بيان ترركض واستقبلتها سحر بحضنها .. ووصلت بعدها شادن وهي مبوزه مثل الأطفال : بيان ليش انتي سريعة

رفعت بيان حواجبها بغروور طفولي .. وناظرت بمشاعل .. يعني شوفي..واسمعي يا جارة...
مشاعل : عشتووووا..

:::

عند الشبــاب .. اللي جلسوا لهم جلسة برا الخيمة مع ابو محمد.. بعد ما حطوا لهم بساط ..

محمد بنظرة لأخوه : بندر ليه ما عطيتنا خبر عن جية عمر؟؟
ابتسم بندر وناظر عمر اللي جالس جنب أبو محمد : والله هو اللي قالي لا تعطيهم خبر ..خلها مفاجأة..
عمر بزعل بزران : ليه يا محمد.. ما عجبتك المفاجأة ولا كيف؟؟

محمد ابتسم : كيف ازعل صاحي انت... بس شايل عليك لأنك ما عطيتني خبر
عمر ابتسم : المرة الجاية اعطيك خبر وما اعطي بندر .. رضيت الحين؟؟

بندر بحنق : تسولف مع بزران يا حضرة محبوب الجماهير..
عمر : ههههههههههه ما يهون علي زعل محمد..

التفت بندر هالمرة لـ خالد : وانت يا حضرة المثقف وش جابك .. مو قلت لي امس انك مارح تجي وش اللي رز وجهك معنا دامك تتغلى

تذكر خالد الحركة اللي سوته فيه اخته..
وابتسم : قاعد على قلبك وش عندك!!
بندر : يا شينك لا تلزقت فيني.. ياخي قول تحبني

خالد : كتب ربك وجيت... عندك أي اعتراض... اصلا ما يحلى البر الا فيني ولا شرايك محمد
ابتسم محمد : مافيها كلام..

رفع أبــو محمد راسه عن الجريدة.. وناظر في خالد : خالد وين ابوك ليش ما جا؟؟
خالد : ابوي يا عمي يقول ان عنده شغلة في الشركة بيخلصها ويجي على طول... مارح يطول
ابو محمد : زين !


تلفت خالد حوله مستغرب.... لأن وليد من ساعة ما وصل ، ما شافه..
انتبـه له من بعيد..وهو يرتب الأغراض وينقلهم.. لخيمة الأغراض ..

ناداه : وليـــــد !!
التفت له وليد بصمت وهو يثبت كرتون لا يطيح .. وناداه خالد : تعااااال ارتاح .. خل الباقي الخدم يرتبونـه..

التفت محمد بهدوء وناظره...وراقبه وهو يمشي ناحيتهم.. ما يكذب اذا قال انه استغرب يوم شافه مرافقهم بهالرحلة ..وما كان متوقع وجوده من البداية ..

جا تركي وهو ينفض يدينه... وسلم بالهوا : سلام عليكم..


الكل : وعليكم السلاااام..

أبو محمد ابتسم بأبوية : انت وليـد يا ولدي؟؟؟
تركي باستغراب : ايه يا عمي انا وليد

ابو محمد وهو يقيمــه بعيونه : ما شاء الله... كلمني عنك ابو خالد كثير .. فرصة سعيدة اللي شفتك اليوم
تركي بابتسامة : ما تقصر طال عمرك

ابـو محمد وهو يأشر على مكان جنب خالد : تفضل تقهوى معنا...

جلس تركي وتربع بجلسته .. وقال : تسلم طال عمرك ما تقصر ..
خالد ناظره بعتاب : وليد الله يهديك .. ليش قمت تنقل الأغراض الخدم بياخذونه ويرتبونه.. المفروض نزلتهم وجيت ترتاح
تركي : مو مشكلة يا دكتور حصل خير..

بندر باهتمام مفاجئ لأنه بالنسبة له أول مرة يشوفه : إلا يا وليد وش تشتغل؟؟
تركي : اشتغل عند ابو خالد...
بندر : ادري.. لكن وش شغلتك بالضبط؟؟

تركي وهو ياخذ الفنجال اللي مده لـه خالد : كنت اشتغل بالشركة ... بس حاليا اشتغل سايق طال عمرك..

ضحك بندر : هههههههههههههه تكفى ترا "طال عمرك" ما تلبق لي... نادني بندر..
تركي وهو يلتفت لـ محمد : أهاا... أجل انت اخو الاستاذ محمد..؟

بندر : ايه أنا اخوووه... شكلك يا محمد مسوي الهوايل بموظفينك ..اسمك مخوفهم

قال تركي يـرد : تبي الصدق ايه اسمه لاعب دوره بالشركة.. شخصيته قوية وقيادية ما شاء الله والكل يحسب له حساب.. ( ابتسم بغرابة وهو يناظر محمد) ..حتى أنا..

ابتسم محمد بصمت لوليد... وعلق بندر بضحكة : لا يا عمي بديت أغار... شكلي بطلب من عمي يوظفني عنده محمد مهوب أحسن مني

أبو محمد باهتمـام : كم عمرك يا وليد؟؟
تركي : 27 طال عمرك .. وداخل الـ 28 قريب..
ابو محمد : ما شاء الله العمر كله .. انت كبر عمـر ولدي أجل..

وناظر عمر جنبه .. اللي ابتسم وهو يقول : ايه يبه ..بعمري..
تركي : ما شاء الله ... هذا بعد ولدك طال عمرك؟؟

ابتسم ابو محمد بحنية.. وناظر عمر اللي متركي عالمركى.. وقبضة يده تحت خده : ايه ولدي اللي ما جبته..

ابتسم عمر لأبوه... وبندر علق : عمر أكثر واحد حصل اهتمااام من ابوي اكثر منا احنا ..
علق عمر بروح رياضية : اهتمام وضرب قصدك ..

ضحك ابو محمد : هههههههههه للحين بقلبك وانا ابوك
ابتسم عمر.. ابتسامة كأنه يقول لا تشيل همي..

بندر طفش من الجلسة.. وقال : ما ودكم تتحركون؟؟
خالد : خله بعد الفطور... جوعانين طلعنا من البيت من غير فطوور وفوق هذا سواقة السيارة ساعتين
::

دخلوا البنات خيمة الأغراض يشوفون ام خالد وام محمد وش يسوون ... لقوهم يجهزون الفطوور مع الخدامتين الموجودات ... ومافيه فطور أحلى من الفطور بالطبيعة وبهالجوو..

شادن : يمه ما تبون نساعدكم؟؟
ام محمد : الا هذا حق الرجال.. وديه برا عشان ما ينخلط مع حقنا..
شادن : ان شالله..

والتفتت ام خالد لـ سحر ومشاعل : وانتوا خلوكم ساعدونا... تعلموا

شالت شادن حق الرجال وطلعت فيه لبرا.. حطته عالأرض.. وطلعت من بلوفرها الطويل الزيتي جوالها ..ودقت على بندر عشان يجي ياخذه..

بندر : هلا
شادن : تعال خذ فطوركم خلصووه
بندر : جا بوقته... يلله جاي..


قام بندر من الجلسة ..وهو يلتفت لـ عمر المتمدد عالأرض بنظرة : عمر قوم معي..
عمر : وش تبي؟؟
بندر : تعال نجيب الفطور.. اجيبه لحالي يعني..

عمر طنشــه : خذ محمد معك انا بجلس مع ابوي
بندر : ابوك موب طاير قوم يلله

ابو محمد لـ عمر بضحكة.. لأنه عارف بندر وعمر وعنادهم لبعض : قوم معه هذا عنيد.. وانا بمكاني ماني رايح
ابتسم عمر وقام واقف .. وهو يتوعد بندر بنظراته..

مشوا مع بعض على الرمل ناحية الحريم .. وبندر يصفر بألحااان عذبة مثل الناي.. وعمر ساكت جنبه ..

يوم وصلوووا للخيمة.. لقوا فطورهم عالارض عند باب خيمة الأغـراض..
بندر : وين راحت؟؟
ناظره عمر باستفهام ..

شال بندر نص الأغراض... وعمر شال النص الثاني ...وسبقه راجع ..
كان بندر بيمشي لولا خرووج شادن من الخيمة بسرعة..وهي تهتف : لحظة بندر ... نسيت هذا ..

التفت لها باستغراب.. ولقاها تناظر اللي ورا كتفه.. بصمت ... وعيونها يفيض منها الشوق..
بندر : وش تبين ؟؟
شالت عيونها عن عمر ... وابتسمت لـ بندر وهي تقرب : خذ ترمس الشاهي ..
بندر : دقيقة يديني مليانه .. برجع له حطيه عالأرض ..

راح عنها يلحق عمر .. اللي مشى مسافة بعيدة من غير لا يلتفت وراه ..ومن غير لا يدري عن اللي تناظره..
رفعت راسها للسما.. وهي تزفر من فمها...
الفرص الجاية أكثر ..أكيد ..

ودخلت جوا ..

::

بعد الفطـووور ..

طلع عمر من خيمة الرجال.. لبقعة خالية يختلي بنفسه.. ويوم صار لحاله دخل يده بجيبه.. وطلع باكيت سجااير ! .. سحب وحده بفمه .. وثبتها بين أسناانه.. وأشعلها بالولااااعة..
تصاعدت سحابة دخااان فوق راسه.. وعكرت نقاء الجو من حووله ..

هو نفسه .. ما عاد صار نفسه... يحس ببرود في مشاعره .. وتغير في شخصيته .. ويمكن اللي يفكر فيه... هو اللي خلق هالبرود أو أجبره إنه يصطنعه
بأصابعه الاثنين .. حط السيجارة بفمه وهو يناظر نقطة بالأرض... بصمت وسكووون ... متى ؟؟.. بينتهي من اللي جا عشانه؟؟... ومتى بينتهي.. من عقدة الذنب !!

طلع بندر من الخيمة ، وتلفت يمين وشماال... وشاف عمر واقف بعيد..وهو حاط وحدة من يدينه بجيبه...وسيجارة بيده الثانية ..

انصدم وراااح له بسرعة ..
بندر : عمر ؟؟

التفت عمر من فوق كتفه بهدوء .. ورمى السيجارة تحت رجله بأكثر هدوء .. وهو يقول : هلا بندر ..

بندر باستغراب : وش تسوي يالخبل؟؟؟؟
داس عمر عالسيجارة برجله... بشكل اقوى واقوى..وكأنه يحط طاقته فيها : تبي شي؟؟

بندر بتقزز : سيجارة يا عمر؟؟؟؟... تبي تبلي عمرك؟؟؟
غمض عمر عيونه من كلامه اللي ضرب عنده أوتار مو وتر... واستدار بكل جسمه له : تبي شي؟؟
بندر : لا تطلع من الموضوع... من متى مع هالسم؟؟

ابتســم عمر : لا تعصب عاد ..
بندر : من متى قولي؟؟؟؟
عمر ضحك : مو من زمان.... وبعدين ما ادمنت عليها هي بس اذا تضايقت

بندر بقهر : وانت على بالك اذا تضايقت هذي بتونسك !!.. ما كنت أدري انك مخفة يا عمر ..

رفع عمر يده .. وحك فيها شعره وهو يقول : ولا يهمك خلاص نتركها... بس لا تزعل
بندر : زين ..تعال الشباب ينااادونك..

راحوا راجعين مع بعض ..
دخلوا خيمة الرجال من جهة ..ومن الجهة الثانية.....

طلعوا البنات عقب ما انتهوا فطور .. والحيوية والنشاط يرجع لهم .. تمشوا في المخيم اللي كان كبير ومجهز بكل شي يحتاجونه.. حتى دورات المياه كانت موجودة.. واحد للحريم والثاني للرجال... وكل واحد منهم موصول بخزانات موية تكفي أيام.. يعني حتى اللي يبي الدش فهو متوفر ..

مشاعل بإعجاب : صراحة المخيم روعة ومجهز بكل شي... ما توقعت انه بيكون كذا... كنت احسب انه خيام بينصبونها وخلاص
شادن : الخيام للي بيجلس يوم ويروح... أما اللي بيجلس ايام مثلنا .. لازم كل شي يكون موجود ..

سحر وهي تتأمل الطبيعة الخلابة : لا وأحلى شي.. ان المكااان شبه فاااضي مافيه ناس... يعني بتاخذين راحتك


وهم يتمشووون ويشمون ريحة الأرض المندية ... ابتعدوا عن المخيم شوي لعل سِحر الطبيعة ياخذهم ..ويحلي لحظاتهم..
وصلوا عند الشجرة اللي تسابقوا سحر ومشاعل عندها ... وجلسوا تحت ظلالها ... كانت الشجرة وحيدة ما حولها شجر ..كبيرة نوعا ما .. وعتيقة... وظلالها زاد الجو برودة..
جلسوا وكل وحدة اسندت ظهرها لجذعها الكبير.. ومدت رجولها قدامها ..

شادن اللي جلست بالنص بينهم : المنظر من هنا خيالي !!
ابتسمت سحر : خيالي مرة ... بكرة نفطر هنا تحتها..

مشاعل : سموها شجرة مشاعل !
شادن بسخرية : ليه ان شالله مستحلية اسمك انتي ووجهك !!.. انتي كفوك ثعبان بندر ويخب عليك

انقهرت مشاعل لأنها تذكرت موقف اليوم الصبح... يوم أرعبوها بندر ومحمد بالثعبان لين طلعت دموع عيونها من الخوف ... وما زالت على وعدها إنها ترد لبندر الحركة ..
شادن عرفت وش تفكر فيه يوم شافت وجهها المنقهر .. وضحكت وخصله من شعرها تطير مع هبة هوا : هههههههههههه كنتي جبانة يا مشاعل مع احترامي ههههههههههههه

سحر باستغراب : وشو وش السالفة؟؟؟

حكت لها شادن السالفة وسحر ضحكت..وهي تقول : مشاعل ترا بندر يسوي كذا لأنه يعرف انك تخافين منها.. لو سفهتيه وعطيتيه طاف وأوهمتيه انها ما تخوفك.. بيتركك في حالك..

مشاعل بقهر : وهو بكيفي ... انا لين شفتها تزحف وتتلوى حول عمرها حامت كبدي وقامت تقلب... وشلون لا شالها وجابها عندي...
سحر : هههههههههههههههههه وربي انك سالفة
مشاعل بوعيــد : هين يحسبني بسكت ..انا من البيت وانا ناويه ارد الحركة له بس اصبروا.. ما عاش من يدوس لي على طرف وانا شعول..
شادن : هههههههههههههههههههههههه ورينا قدراتك الدفينة ..

ضحكت سحر يوم شافت اللي يمشي ناحيتهم : جبنا سيرة القوط .. جانا ينوط !!

رفعت مشاعل عينها ..وتغير وجهها وتبعثر قلبها ...يوم شافت بندر يمشي مبتسم ...والحبيب الجافي يمشي جنبه .. مبتسم بنعومة من غير لا تظهر اسنانه وكأنه يبتسم لسالفة قاعد يقولها بندر..
تعدلوا بجلسوهم .. كل وحدة لمت رجولها تحتها .. شادن ومشاعل رفعوا طرحهم عن اكتافهم وتغطوا عشان خالد.. وسحر تحجبت عشان بندر ..

بندر اللي لفته جلوسهم بهالمكان : وش عندكم يالشيخات ؟؟ متسطحين تحت الشجرة !!
شـادن بهدوء : قلتها متسطحين ..وبعدين خلنا من تعليقاتك ..
بندر : ههههههه كنا ماشين بطريقنا .. بس لفتت نظري جلستكم مع بعض...المرة الجاية اعزموني معكم ...
( ناظر سحر... وهدت نبرة صوته ) ..شخبارك سحر ؟؟

ابتسمت سحر بهدوء.. وهي ما تدري ان بابتسامتها ... تظلم قلب.. ماله أي ذنب : بخير بندر .. انت شلونك؟؟

ابتسم وعيونه تحـن من ورا نظارته السودا : انا تمام

خالد وهو يسلم بالهوا : شخبار بنات عمي ..؟
شادن ومشاعل بهدوء : الحمدلله..

خالد : ازعجكم هالخبل اجل؟؟... ترا هو اللي سحبني معه يوم شافكم
بندر استنكر : أجل أغازل لحاااالي؟؟

مشاعل بحنـق : تغازل خواتك يالخبل؟؟
ناظرها بندر .. وعرف من صوتها انها معصبة عليه...
وضحك : هههههههههههههههههههههههه الظاهر موقف الصبح مأثر للحين... تبيني أجيب مشعولتي لك..

مشاعل بقهر : جيبها والله مــاااا أسكت هالمرة إن تشوفها جثة ميتة
بندر وهو يمسك ذراع خالد : هههههههههههههههه مشينا خالد.. بعض الناس ما يتشطرون الا بالكلام ..لا نضيع وقتنا معهم ..

عرفت مشاعل انه يقصدها .. وانه يقصد انها مو قد كلامها.. وانها فالحه بالحكي وتطلق التهديدات لكن ما تنفذها ..
ابتسم خالد بصمت ومشى وهو يعطيها نظرة أخيرة... نظرة استخفاف !!

طق عرق مشاعل من ذيك النظرة... وكانت بتصرخ وتقوله موووو أنا اللي تستخف فيني .. لكنها مسكت نفسها ، بجننك يا خالد.. بجننك على هالنظرات والنغزات اللي ترميها ... بجننك وبتشووووووووووووووف !!

نزلت شادن طرحتها على كتفها وهي تقول : ههههههه مشاعل ترا عصبيتك تزيد استفزازيته لك
مشاعل بحنـق : الحماااار مدري ليه يفرح اذا عصبت
سحر : هههههههه هذا دليل المحبة يا مشاعل.. شي معروف !
مشاعل : ما دام هذي طريقته بتعبير محبته .. أجل أنا بستخدم نفس الأسلوب ..

شادن : ههههههههههههههه مشكلتك ما تعرفين تتحكمين بأعصابك ..
مشاعل سندت ظهرها للشجرة .. ومدت رجولها وهي تتحلطم : هو خلا فيني اعصاب بثعبانه المنقط الغبي !

سحر : ههههههههههه.. خلاص ترا بندر والله عسل وما يستاهل ..
ناظرتها مشاعل بنظرة غريبة.. وقالت بهدوء : عسل مع ناس... بس ناس.. لا ..

استغربت سحر النظرة : وش قصدك ؟؟
مشاعل بنبرة مبطنة : انتي لو ذكية.. كان فهمتيه من زمان !!

مــا فهمت بس نبرة مشااااعل .. أبد ما ريحتها : أفهم ايش؟؟؟
مشاعل وهي تناظر خالد وبندر اللي أبعدوا يمشون : مو شي.. ما أقصد شي..

سكتت سحر... وناظرت بندر وخالد تلقائيا.. تحاول تلاقي جواب... لـ سـؤال ما تعرفـه..

مر الوقـت.. وتحولوا من السوالف للصمت...

وهم جالسين بصمت..كل وحدة تناظر الأميال الرملية الممتدة قدامها .. شافت سحر وليد يمشي بعيد رايح لسيارته.. وقلبت وجهها لا أراديـاً..وهي تبحث عن شي تناظره غيره..

فجأة قالت مشاعل : الحين سواقك ذا وش جابه معنا؟؟؟
غمضت سحر عيونها وهي مسنده راسها للشجرة : والله مو أنا اللي قلت له تعال معنا !
مشاعل : لا جد وش دخله راز وجهه معنا؟؟
سحر : ابوي اللي قاله ولا لو علي كـااان قلت له يجلس بالرياض..

ناظرتها مشاعل باستغراب : ليه وش فيك؟؟.. ليش تتكلمين عنه كذا؟؟

تنهدت سحر من قلبها... ولقـت نفسها تقول تلقائيا : سؤال مشاعل... انتي ما تحسين انك شفيته من قبل؟؟... ولا بس أنا الوحيدة اللي أحس كذا؟؟
مشاعل استنكرت : وش بيعرفني فيه؟؟
سحر : يعني تهقين اني مشبهه عليه؟؟؟
مشاعل : وانا شدراني عنك... وش اللي يهمك أصلا اللي اعرفه انه واحد جاي يترزق عند عمي...

سكتت سحر .. وهي حيــرانــه..

التفتت لهم شادن اللي كانت من ساعة مغمضة عيونها اللي يشوفها يقول كانت غافية : منهو هذا اللي تتكلمون عنه؟؟
مشاعل : سواق عمي ..

شادن : شفيه؟؟؟
مشاعل باستهبال : مافيه شي بس سحر معجبة فيه...

فتحت سحر عيونها .. وشادن مثلها ناظرتهم منصدمــة ..
شادن : وشووو ؟؟!!

سحر منقهره : وجع والله كذابة..
مشاعل : لا منيب كذابة ..
سحر : وأكبر كذااااااااابة .. ما أدري مين بغت تصكه بعين أول ما شافته..

ناظرت شادن أختها بنص عييين .. وعرفت ان هذي حركات مشاعل..
شادن : مشيعل لا يكون فضحتينا عند الرجال أنا اعرفك لسانك متبري منك..
سحر : هي فضحتنا وبس !!.. أدبيها كانت تبحلق فيه من غير حيا..

مشاعل تصطنع البراءة : وش اسوي اذا كان ربي خالقه قمر !!
شادن : اذا كان ربك خالقه قمر احشمي نفسك ولأنك اختي واعرفك فأنا ادري ان لسانك هالطويل وصل له..
مشاعل : يوووه خلاص توبة ما اعيدها

شادن : تبين تسكتينا انتي ووجهك؟؟
مشاعل : ههههههههههههه خلاص عاد بتأدب بس لا تقرقون فوق راسي..


بعد ساعتين ..

وصل أبو خالد مع أحد سواقين الشركة .. اللي حطه ورجع..
قرب من الجلسة اللي جالسينها الشباب وهو مبتسم.. وبصوت عالي : ما شاء الله الجلسة تفتح النفس..

قام محمد واقف احترام وهو مبتسم ومعه الشباب وقفوا : هلا عمي .. والله الجلسة من غيرك كانت ناقصه ..

سلم ابو خالد على اخوه بعد الشباب .. وجلس جنبه وهو يبتسم لـ عمر : ما شاء الله ورجل حبيبتي شادن فيه؟؟... شخبارك يا عمر عساك بخير... عاش من شافك..

عمر : عاشت ايامك عمي.. شلونك عساك طيب؟؟
ابو خالد : بخير عساك بخير..

أبو محمد بعتاب : وينك فيه وراك تأخرت... أقرقوني هالشباب بسواليفهم صدع راسي منهم ..
بندر : هههههههههههههه أفا يا بو محمد... أجل جا أبو خالد... يعني نضف وجيهنا معد لنا مكان..

ابو خالد مازح : زين انك فهمتها وهي طايره..
بندر : أفااااااااا والله... مدام كذا انا بطس..

وقام واقف وسحب خالد من بلوزته من ورا .. بشكل مضحك..

خالد : ياخي وراك متسلط علي؟؟
محمد اللي كان نص جسمه عالبساط والنص الثاني عالرمل .. ويلعب بالرمل بيده : هههههههههههههه معطيه وجه بزيادة عن اللزوم يا دكتور..

بندر ما همه سحبه لين عفس بلوزته وخنقه : قوم يالمثقف حسابك عندي محد بيخربك غيري..
خالد وهو متبهذل من هالعلة : فكني وخلني بحالي لا اشوف لك تصرف ثاني
بندر : أقول قم معي أنا ذا اليومين فيني طاقة ودي افجرها..

خالد بقهر : أحد ماسكك؟؟

قام عمر واقف وهو مبتسم .. شافه بندر وترك خالد اللي سحب بلوزته يعدلها ..
بندر : ههههههه حبيب قلبي محد يفهمني غيرك.. تعال وخل نشوف وليد وينه له ساعة ما شفناه... كود يكون راعي سعة صدر

لاحظ ابو خالد غيابه .. وباهتمام : ايه صحيح وينه نسيته مرة وحدة !!.. ما شفته بينكم..
محمد وهو يناظر عمه : له قايم من عندنا ساعة يا عمي وما عاد شفناه.. تلقاه يتمشى


في سيارة تركي...

كان منوم الكرسي ومنسدح ، وهو حاط يده على عيونه ونايم.. ومسكر الأبواب والشبابيك حتى ما يسمع الازعاج والضحك اللي برا...
كان مستغرق بغفوته ومستررخي تمااااام.. يوم سمع تخبيط عالقزاز خلاه يفز من النوم مرتااااااع...

التفت بسرعة وشاف بندر يضحك برا ووراه عمر ... ضحكت من سرك يا بن الـ........
شتم بندر في نفسه وشاح بوجهه للجهة الثانية ..وهو يقلب ملامح وجهه بقرف...
زفر بطفش وفتح الشباك يوم شاف ان وقوف بندر طوّل ..

قال بجمود .. وما تردد انه يخفي ضيقه أو حتى قرفه : نعم ؟؟

بندر استغرب .. ثم ابتسم : آسف اذا كنت ازعجتك..
تركي ( حلو عارف نفسك ) : ... حصل خير ..

بندر : ليه نايم انزل معنا... عمي ابو خالد سأل عنك..
تركي ( سأل عنه الموت ) : تعبان شوي وقلت أريح كم ساعة..
بندر : أفا سلامتك
تركي : الله يسلمك

بندر : انزل عمي ابو خالد يبيك.. وبعدها تعال وخلك من النوم..

تلقائيا لقى تركي نفسه.. يفتح الباب ويحط رجله ويطلع.. ويسكر الباب وهو رافع حاجب بملل : وش ناوين تسوون؟؟

انتبه تركي ..إن عمر يقيمه بصمت... من غير ما يعلق بكلمة وحدة من أول ما جا...وعيونه فيها حـدة رهيبة يخيل لك إنها تنبع دهاء ..يمكن تنافسه..
شاح عيونه عن عمر الصامت الغريب.. وناظر في بندر : بروح لأبو خالد وبجي لكم..

مشى وهو يسحب بلوزته على صدره لأنها انعفست مع النوم... تحت أنظار بندر ، وأنظار عمر...
بندر مبتسم : يا حليله حسيته شوي ويكفخني..
قال عمر.. بنبرة واطية : غريب !

ناظره بندر باستغراب : وش اللي غريب؟؟؟
عمر بهدوء يلازمه : هاللي اسمه وليد... ما حسيت انه مو طبيعي هالرجال؟؟؟
بندر : وشلون يعني مجنوون؟؟؟

رفع عمر حاجب على سخافة تعليقه : يالغبي... ما حسيت بانطباع عنه أول ما شفته؟؟
هز بندر كتوفه وهو يقول : انطباعي انه واحد مسكين .. لا تنسى اني أول مرة اشوفه ما بعد عاشرته ولا تعاملت معه أي انطباع تبيني أخذه عنه ؟؟

مشى عمر خطوتين لباب سيارة وليد.. وأسند جسمه عليه ويدينه بجيوب جينزه.. وهو يقول : عشان تعرف اللي قدامك ما يحتاج تتعامل معه .. يا بندر.. لازم تعرف هالشي زين

ناظره بندر مستغرب مو فاهم اصلا وش قصده : وش هالكلام اللي تقوله.. صاير محاضر وانا مدري ..
ابتسم عمر لأن شغلته علمته هالقاعدة : الحياة تعلم يا بندر .. صرت أعرف معدن اللي قدامي من عيونه

رفع بندر حاجبه باستخفاف : وانا وشو معدني يا فيلسوف زمانك ؟؟
عمر بابتسامة جانبية .. تزيده جاذبية : انت مافيه أطيب من قلبك يا بندر..
بندر غصب ابتسم .. وبمرح : يا عيني أول مرة تعترف لي وش طاري عليك

عمر بابتسامة : ما يحتاج أعترف انت تدري ان هذا رايي فيك من زمان..
بندر : المهم خلك من هالحكي تعال خلنا نشوف لنا لعبة نلعبها.. جبت كورة طائرة وشبك اللي وصيتك عليهم؟؟
عمر : جبت وانا اقدر عليك .. تلقاهم بالسيارة


جا خالد.. ووراه محمد للساحة الخلفية من مخيم الرجال ..يشوفون بندر وش قاعد يسووي.. لقوه جالس عالأرض على ركبة وحدة ، يثبت عامود الشبك مثل الوتد ..
محمد : لا إله الا الله وش ذا بعد ؟؟؟
خالد باستغراب : بندر وش قاعد تسوي؟؟

ناظرهم بندر باستخفاف من فوق كتفه.. ثم ناظر العامود وهو يتثبت : بدل لا توقفون فوق راسي مثل الشيوخ... ساعدوني ولا ترا مافيه لعب !

ضحك محمد على بزارة أخوه : وليه ان شالله ممنوع عنا اللعب؟؟
بندر : ايه ممنوع اذا بتوقفون فوق راسي كذا مثل الشيوخ .. وأنا اللي اشتغل ..

استوعب خالد بسرعة حقيقة العامودين اللي قاعد يثبتهم.. والشبك اللي مفكوك ومرمي بالأرض.. وضحك على حماس ولد عمه الغير منتهي واللي يميزه عن الناس : وملعب كرة طائرة بعد؟؟... بندر وش ناوي انت؟؟؟
بندر بغرور : أنا يا حبيبي رياضي ما تعودت أجلس بالأيام من غير حركة..
( رمى عليه الشبك من غير ما يشاوره ).. خذ الله لا يهينك واربطها..

مسك خالد الشبكة بحيرة وش يسووي فيها : وشلون تبيني أربطها يا ذكي؟؟

بندر وهو مشغول بدفن العامود عشان يثبت : دبر نفسك ورنا طولك.. ولا اطلع على كتف محمد !

فتح محمد عيونه منصدم.. لأن خالد التفت عليه بنظرة وعيد.. وكن الاقتراح راق له..
محمد وهو يتراجع : لا يا عمي تبيه يطحني؟؟
خالد ببرود : وش قصدك تراني أخف منك
محمد باعتراض وأشكالهم مضحكة : وأنا اللي أكلها حبيبي... عطني أنا اطلع فوقك واربطهم ..

بندر طفش : خلصونا يا هوووه واحد منكم يتبرع..

اتفقوا .. كل واحد مسك طرف وراح يربطه على حسب استطاعته... جا عمر وبيده كورة الطائرة الخفيفة .. ورماها على بندر بخفة من بعيد..
بندر : حلو !
خالد وهو يفحص الأرضية اللي كانت أقسى من اللي حولها : الأرض تساعد خطير يا بندر ..

بندر بغرور : احم يلله انت وياه استعدوا للهزيمة ..

ناظر محمد وخالد بعضهم بغباء لأنه كان يقصدهم.. وكمل بندر وهو يحط يده على كتف عمر المبتسم.. وهو يقول بغرور : أنا وهالأطخم بفريق وانتوا بفريق... وما نمانع اذا جا وليد معكم..

محمد بسخرية : وش هالثقة الزايدة... انا وخالد ما نتفق!!
ناظره خالد بحنق : ليش ما نتفق ما عجبتك يابو الشباب؟؟

بندر مسك الكورة وقام يضربها بوعيد : يلله أول نقطة مضمونة لنا..

خالد وهو واقف من الجهة الثانية من الشبكة.. أول مرة يلعبها : ارفق علينا عاد اعرف يدك قوية
بندر : ههههههه تراها سهلة كل اللي عليك تلحقها وما تخليها تلمس الأرض.. فهمت يا شطور
خالد : ايه اطرد وراها مثل المهبوول..
بندر : هههههههههههههههههههه
عمر اللي تدخل بضحكـة : لا تقولنا انك ما تعرف قوانينها؟؟

خالد : الا أعرف قوانينها بس ما قد لعبتها..
بندر : يعني أنا اللي محترفها ... يلله هذي لك يابو الشباب..

رماها وضربها بكل خفة... وخالد انحاش عنها يستهبل .. الشي اللي قهر محمد لأنه ما يرضى بالهزيمة مهما كانت..
محمـد : دلوع امك يالجبان
خالد : ههههههههههههههههههه لا عاد هالمرة جد..

بندر صفر : واحد زيرووووووووووو
::

كانوا البنــات راجعين للمخيم اللي ما ابتعدوا عنه كثير... بعد ما تمشوا بالطبيعة شوي ..
شادن باستغراب : الشباب صراخهم واصل لآخر الدنيا وش قاعدين يسوون؟؟
سحر اللي لفتها ضحكاتهم العالية رغم انهم بعيدين : مدري أكيد يلعبون..

سمعت شادن صرخة بندر وهو يقول "قووول"... ابتسمت تلقائيا : شكلها كورة !
مشاعل : والله انهم موسعين صدورهم..

سحر : أسمع صوت أبوي يشجع شكله رجع !
شادن : هههههههههههههه لا تقولين عمي يلعب معهم؟؟
سحر : ما اتوقع هو يشجع بس ما يلعب..

وقفت مشاعل فجأة وهي تناظر يسار... لمحت بعيونها من بعيد... سيارات وناس في منطقة قريبة من منطقتهم .. يخيمون..
أشرت عليهم بحماس : شوفووا فيه ناس مخيمين مثلنا !

انتبهت سحر للزحمة اللي صايره : عووااايل زينا !
ابتسمت مشاعل بحماس : وناسة لو عندهم بنات

شادن باستغراب : واذا عندهم بنات ؟؟؟
مشاعل : ندق صداقة معهم ... بعد احنا بنصير جيرانهم كم يوم لازم نتعرف عليهم..
سحر ضحكت : اخاف يقولون ذولي يتلزقون ..
مشاعل : ههههههههه اذا هم راعين سعة صدر مثلنا... كان أبيها .. وغير كذا لا احنا نعرفهم ولا هم يعرفونا ..

شادن : لا تتحمسين ..يمكن أهاليهم ما يرضون... تعالوا نجلس شوي مع امي وخالتي ام خالد...


راحوا وجلسوا عالبساط اللي جالسين عليه الحريم ..خارج الخيمة

أم خالد للبنات : ها عسى عجبكم المكان؟؟
شادن : والله يا خالتي المكان ياخذ العقل وجوه مريح..
مشاعل : يسلم قلب ابوي وعمي ...

ام محمد وهي تناظر العوايـل البعيدة : هالناس توهم واصلين أجل؟؟؟
سحر : ايه خالتي... شكلهم ناوين يخيمون مثلنا ..

ام خـالد : ما شاء الله العالم كلهم برا بيوتهم... أغلب اللي اعرفهم طالعين هالأيام يخيموون..

ابتسمت ام محمد وهي تسمع صراخ الشباب وضحكهم العاااالي : الحين هالشباب الله يصلحهم وش يصارخون عليه؟؟؟
شادن : هههههه يمه شكلها كووورة..
ام محمد : الله لا يبارك فيها هبلت بعيالنا..
شادن : ههههههههه يمه أحسن لهم يشغلون وقتهم بكورة ولا يشغلونه بشي ثاني..

قامت مشاعل وسحبت سحر معها : شكل المباراة عالحامي تعالي نسرق لنا نظرة !
سحر : وين ؟؟
مشاعل : تعالي ناخذ نظرة من بعيد..

قامت سحر معها بقل حيلة .. تجاوزوا مخيمهم لين وصلوا لخيمة الرجال اللي كانت فاضية .. وبعد الخيمة كان بساط الرجال موجود ..
طلت مشاعل من عند زاوية الخيمة عشان تتأكد اذا مافيه أحد ..

مشاعل : مافيه الا ابوي وعمي جالسين...

انتبه أبو خالد لهم ..وابتسم وهو يناديهم : مشاعل مافيه احد تعالي كل الشباب بعيدين..
طلعت مشاعل وهي تعدل طرحتها على كتفها .. وسحر وراها.. وقربوا منهم وهم يتقهوون..

ابو خالد : هلا والله..
حبت مشاعل راسه وجلست جنب ابوها .. وسحر سلمت على عمها .. بابتسامة..

ابو محمد : شلونك سحر؟؟
سحر : بخير عمي ..
مشاعل بفضول : عمي وش هالصراخ اللي عندكم؟؟؟؟

ضحك ابو خالد وهو يأشر وراه بيده : هالشباب قاعدين يلعبون طائرة والحماس ماخذهم ..
مشاعل باستغراب : ووشلون قاعدين يلعبون ؟؟
ابو خالد : مدري عنهم جايبين ملعب وشبك مدري عن خرابيطهم هالشباب..

مشاعل بقهر : حركات بندر أكيد !.. ولا عطانا خبر ولا عبرنا !!... احنا نبي مثلهم نبي نستانس
ابو خالد : ما يخالف اذا خلصوا منه العبوا فيه..

مشاعل ناظرت ابوها : يبه نبي مثلهم !!
ابو محمد : من وين أجيب لك أخلق لك !... قالك عمك اذا خلصوا منه العبوا فيه..

برطمت مشاعل... وسحر سحبتها وهي توقف..
وهمست : قومي لا يطلع لنا أحد الحين واحنا جالسين

مشاعل بلا مبالاة : جالسة مع عمي وابوي وين العيب؟؟
سحر : مو عيب بس خلينا نرجع لشادن ونشوف لنا شي نسويه..

انسحبوا من الجلسة .. لكن ما رجعوا لمخيمهم ...
راحوا ورا وحدة من السيارات عشان يشوفون المباراة اللي مخليه الشباب متقطعين من الصراخ ..

سحر باعجاب : بندر لعبه خطير !!
مشاعل بقهر : جعله يخسر !
سحر : هههههههههههه وش هالنصب عمر وبندر فنانين... ليه مع بعض وخالد ومحمد مع بعض

مشاعل انتبهت لـ وليد جالس عالارض يراقب من غير مشاركة : وليش الأخ العزيز ما يلعب معهم !!
سحر باستهبال : يمكن احتياط !

طاح خالد على وجهه من كثر ما أتعبه بندر بضرباته .. وانهد مستسلم ويدينه مستنده عالأرض : خلاص انا انسحب... بدلوا وليد بيدخل بدالي..

وطلع وهو يزحف من التعب.. وسحب وليد وهو يقول : وليد الله لا يهينك قوم بدالي لأن اذا انهزمنا بيذبحني محمد..
رفع تركي عينه لـ محمد من كلام خالد..
واضح انه ما يرضى بأي هزيمة.. أعرف هالشخصيات زين وأعرف إنها من النوع الصعب ..

خالد : وليد قوم خذ مكاني مافيني حيل
تركي بابتسامة : عاد انا اللي بصير احسن منك !
خالد : ما عليه عالأقل تسد فراغ .. لين أرتاح


استسلم تركي وقام واقف من الأرض ، وهو ينفض ملابسه... وبهدوء وخطا ثابته ..تقدم لداخل الملعب المرسوم بخط عالرمل ... ووقف جنب محمد اللي كان ماسك الكورة ..

همس له محمد : نقطتين ونعادلهم .. تقدر؟
ابتسم تركي لا إراديا.. لاحساسه بالمتعة فجأة : بحاول !

سحر بفضول..من ورا السيارة : تتوقعين بيعرف؟؟
مشاعل : مدري خلينا نشوف !

سحر وهي تناظر أخوها المنسدح عالأرض وهو مغمض : يا عمري ياخوي !
ضحكت مشاعل بوناسة : يستاهل ما جاه

ناظرتها سحر بصدممة : وش فيك على اخووووي ؟؟
مشاعل وشكله هذا كان يخطفها من عالمها : سؤال يقهرني سحير اخوك ليش بكل حالاته يسحرني .. حتى وهو معرق وحالته استغفر الله الا اني ما أتوب عنه !
سحر بضحكة على خبالها : هذا سؤال تسألينه نفسك مو تسأليني اياه..

مشاعل بوعيد من غير ما تحس بنفسها : ما بعد شاف شي مني اخوك..مثل ما خليته يجي غصب عنه ببهذل له عيشته مثل ما بهذل عيشتي..!

ناظرتها سحر وكل الصدمة بعيونها من الاعتراف الغريب اللي قالته مشاعل... ومشاعل ما حست باللي قالته للحين...
سحر : وش قلتي يا هبلة؟؟
مشاعل كنها حست باللي قالته... قالت وهي تناظر الشباب من غير لا تلتفت لـ سحر : ما قلت شي انسي اللي قلته
سحر : لا والله مانيب ناسيته انتي مسويه شي يا حمارة من وراي ولا قلتي لي..؟
مشاعل : افففف قلت لك ما سويت شي لا تنشبين

جاهم همس من وراهم .. "وش تسوون يا حمارات"..

التفتوا مع بعض بسرعة لدرجة صقعت روسهم في بعض ..
شادن اللي كانت جايه بالدس : ههههههه شايفين جنية ..

سحر وهي تفرك راسها بألم : شادن شلون عرفتي ان احنا هنا ؟؟؟

شادن : ما لقيتكم توقعتكم رحتوا تراقبون المباراة ؟؟ ( بحماس )... ها مين فاز ؟؟
سحر : ما ندري بس قاعدين نشوف؟؟
ابتسمت شادن يوم شافت عمر معهم .. يلعب بكل قوة وندية .. وما تنكر إنه كان أفضلهم باللعب رغم هدوء أعصابه وسيطرته..

بالصدفة طارت الكورة لناحيتهم وصقعت براس مشاعل اللي كانت منحنيه .. صرخوا صرخة خفيفة وهم ينزلون للأرض عشان يسترون أنفسهم ..
سحر بهمس : رجعيها يا دبه قبل لا يجي واحد منهم يدورها ويشوفنا ..
مشاعل بشقاوة الأطفال.. قامت ورمتها ناحية الشباب بكل قوة... وتحديدا ناحية خالد المنسدح واللي ما يدري عن شي..

ضربت بوجهه ضربة معتبرة !

مسك وجهه بقوة وهو يرفع راسه يحسبه واحد من الشباب : مين هالتبن؟؟؟
بندر : ههههههههههههههههههه فيه مدافع ورا السيارة...

البنات بس سمعوه كذا انحاشوا عشان ما ينكشفون... دخلوا خيمتهم وهم يضحكون على حركة مشاعل اللي يحسبونها كانت عفوية.. بس الحقيقة كانت متعمدتها ، خله مـا يذوق الراحة اللي انا مو ذايقتها !!
::

صار الضحى .. ووقت الظهر ... أذن ابو محمد فيهم وأقام ..وصلوا جماعة..
والبنات بعد ما صلوا الظهر داخل الخيمة ... جلسوووا يتمددون لأن فترة الصباح كاملة قضوها بالحركة والروحة والجية واللعب .. فانسدحوا يسترخون شوي ، وهم يفكرون وش يسوون بفترة العصر .. بعد الغداء..

طلعت سحر من الخيمة يوم استعادت نشاطها .. وتركت شادن ومشاعل اللي خذتهم غفوة من النوم بسبب قومتهم المبكرة من الفجر..
ابتسمت للجو اللي اعتدل ودفى اكثر من برودة الصبح .. طاحت عينها على بيان تلعب.. لحالها ..
قربت منها وهي تبتسم : ها بيان وش سويتي ؟؟
بيان : ابغى اسوي بيت بس ما عرفت..
سحر : البيت صعب سوي كيكة بدالها..

ابتسمت بيان وعجبتها الفكرة : كيكة بالشوكولا..
سحر : هههههه وبالفانيلا بعد ..

راحت لأمها ومرة عمها وجلست معهم... لقتهم عالبساط مبسطين لأن مسؤولية الغدا على الشباب ..
ام محمد : مدري هالشباب بيغدونا ولا بنموت جوع
سحر : هههههههه ليه؟؟
ام محمد : مدري عنهم قالوا هم اللي بيهتمون بالغدا ..
سحر : أحسن لنا.. وأريح يا خالتي

ام محمد : ايه عاد محد فيهم طباخ..
سحر : هههههههههه ما ينخاف عليهم خالتي..عمي معهم !

شوي قالت ام محمد وهي تبحث في شنطتها : وين تلفوني بدق على ابو محمد ولا محمد اشوف حالهم... مهيب مريحتني سالفة هالغدا؟؟
سحر :...يمكن بالخيمة أروح أشوفه لك؟؟
ام محمد يوم ما حصلته جوا الشنطة : لا ماذكر حطيت شنطتي بالخيمة ابد !

سحر : وينه أروح ادوره لك؟؟
ام محمد: أهقى اني ناسيته بسيارة محمد ..

ابتسمت سحر وهي تقوم واقفه : بروح أجيبه ارتاحي..
ام محمد ابتسمت لها وهي تروح : تسلمين ما تقصرين..


راحت سحر بهدوء للسيارات وهي تعدل طرحتها على راسها ، وبلوفرها الطويل حول جسمها يحميها من الجو المتقلب اللي ما ينعرف له... ابتسمت وهي توصل لسيارة محمد السودا.. الموقفة جنب سيارة بندر.. وبعدها سيارة وليد..

دعت ربها وهي تتقدم للباب الأمامي انه يكون مفتووح ... حطت يدها عالباب وجربت تفتحه بحذر... وانفتح.... ابتسمت وفتحته بشكل أكبر وهي تطل داخل السيارة ..قابلتها ريحة عطـره القوية تفووح بالمكااان.. كتمت على انفاسها وخلت عواطفها تتبعثر ، لأن هالريحة دايما تصاحبه كل ما مر من عنده وتسحرها !!

ما لقت الجوال على الكرسي... فخذاها الفضول انها تشوف سيارته من داخل ..مدت يدها بتفتح الدرج.. بس طاحت عينها على نظارته الشمسية مخليها بالسيارة..موضوعة بالنص بين الكرسيين... ابتسمت وبجنوون مسكتها وهي تجلس عالكرسي ناسيه عمرها والمكان اللي هي فيه .. فتحت المراية العلوية ..ولبست نظارته العاكسة على عيوونها وهي تبتسم بحبووور... ضحكت لأن النظارة ما طلعت حلوة عليها مثل ما تطلع ساحرة عليه... كانت عريضة وتناسب وجهه العريض مو مثل وجهها الصغير..
نزلت النظارة قبل لا يكشفها أحد..وحطتها مكانها .. وجنب النظارة لقت عطره... رفعت حواجبها وهي تزم شفايفها مثل اللي لقى شي ثمين... فتحت العطر وحطته عند خشمها وهي تغمض عيونها من ريحته الخطيرة ... ذوقك حلو بالعطورات محمد !
لقت نفسها من غير شعور تبخ كم بخة من العطر على رقبتها وكتوفها ..

رجعته مثل ما كان وبحثت عن الجوال داخل الدرج وما حصلته... قررت ترجع وتسألها وين حاطته بالضبط ..
حطت رجلها خارج السيارة وطلعت وهي تلقي نظرة أخيرة داخل السيارة ..

الا صوته المهيب وراها : وش تسوين؟؟؟؟

فزت على ورا مرتااااااعه وروحها بغت تطلع... ناظرته وهي ترمش مرتبكة.. وش تقوله الحين؟؟..بيصدقها ؟؟
كان الهدوء على ملامحه ..شي طمنها عالأقل..

قالت بربكة : ك..كنت أدور... جوال خالتي؟؟
قال بهدوء : خالتك اللي قالت لك دوريه بسيارتي؟؟

سحر قررت تروووح وقفتها معه اصلا غلط.. زيادة عليه خوفها : ايه انا آسفة بروح أقولها ما حصلته ..
ومشت بسرعة تجاوزته وهو واقف بثبات... مرورها السريع من عنده خلاه يشم ريحة عطره !!..فيها وتتبعها !!

غمض عيونه بقوة ..وقال من غير ما يلتفت لها : لحظة أشوفه لك..

وقفت لا إرادياً...ولقت نفسها تنصاع له !..
التفتت له وشافته رايح للسيارة... فتح الباب اللي كانت عنده وانحنى داخل السيارة..يبحث عنه..
قلبها يدق بجنووون.. الدم تحسه ينضخ داخل راسها بقووة كبيرة..

فيه عيووون ثالثة كانت تراقبهم... من داخل سيارة وليد.. اللي أزعجته أصواتهم فجأة وصحته من غفوته ..

مرت دقايق ولاحظت انه طوّل وهو يدور عليه.. وفكرت تنسحب وقوفها هنا يأثر عليها كثيييير... ويوجع قلبها أكثر..
كانت بتلف وتنسحب لولا انه تراجع وهو يخرج راسه من السيارة ... والجوال بيده !!!

فتحت عيونها منصدمة من وين طلع؟؟... ناظرته منحرجة وبان على وجهها ..
محمد فهمها.. وقال بهدوء : حصلته تحت المرتبة .. طايح..
سحر بربكة : مشككور..

ما قدرت تتقدم وتاخذه من يده .. خله هو اللي يتقدم !!
لاحظ انحراجها وفهمها للمرة الثانية.. وتقدم خطوة كانت كفيلة إنها تبعثر الباقي منها ... وقف يوم صارت المساحة تسمح له انه يعطيها اياه من غير لا يكون قريب منها ..

محمد : خذي...
مدت يدها ومسكت طرفه من تحت وهي تحاول تكون طبيعية من غير لا يبين أي تأثير عليها... ويوم مسكته بسلام استدااارت ومشت .. لولا انه قال : هالعطر اللي عليك غالي.. استأذني قبل لا تستخدمينه ثاني مرة..

صوته وهو يقولها فيها نبرة ضحك مخفية ..خلا وجهها يولع ..وانحاشت تركض قبل لا يغمى عليها..


رجع للسيارة عشان ياخذ نظارته الشمسية اللي جا أصلا عشان ياخذها بسبب الشمس اللي زادت بهالوقت... ورجع لخالد وبندر اللي ناوين يتولون الغدا .. وابوه كلفه يراقبهم لأنه ما يضمن ولده بندر وتهبيباته..
جلس محمد جنب بندر اللي كان يحاول يشعل النار .. ولاحظ بندر ابتسامة محمد الغريبة.. يعرف بندر هالابتسامة زين ويعرف أكثر وش معناها..
خصوصا اذا طلعت من محمد!!

بندر ببرود : وش سر هالابتسامة؟؟
محمد وهو يعدل الحطب : أي ابتسامة؟؟
بندر : هالابتسامة اللي على وجهك...
محمد بلا اهتمام : وش فيها ؟؟
بندر وهو رافع حاجب ، محمد ما يبي يتكلم... يوم يقولكم يعرف زين وش معناة هالابتسامة الحانية : يعني ما ودك تقول؟؟؟

ناظره محمد ببرود : مافيه شي ينقال بندر... اخلص اشعل النار ..

سكت بندر ومسك الكبريت.. وألقى نظرة أخيرة على محمد اللي مو قادر يخفي ابتسامته.. هالابتسامة الرقيقة فيها سحر يا محمد لا تنكر !!
شي حصل لك معها..يوم تتركنا قبل شوي..

غمض عيونه يقتل شعور الغيرة داخله ..لا تكبر.. لا تكبر .. خلني مثل ما أنا..

ولع الكبريت بعصبية ورمااااه وسط الحطب وهو ماسك عمره.. مشاعره صعبة الوصف النار الشابة داخله مين يطفيها.. الألم اللي ينهشه مين يقدر ينهيه.. حياته المرة مين يحليها؟؟
شاف ان الكبريت طفى من غير فايدة.. ولع ثاني وهو يسيطر على أعصابه .. يسأل نفسه؟؟... لو محمد يدري عن مشاعره لـ سحر.. بيتغير الوضع..ولا بيضل مثل ما هو؟؟؟
محمد باستغراب وهو يراقب تصرفات اخوه الغير مفهومة وكأنه أول مرة يشعل نار : وشفيك قمت تولع وتطفي... حطها عالمادة البيضا وريح نفسك

ناظره نظرة سريعة..ورجع يحط الكبريت مثل ما قال.. من غير لا يعلق بكلمة... لو قلت لك يا محمد إن ودي أشعل فيك الحين... بتعذرني؟؟؟؟



طلعت شادن من الخيمة لأن سحر جت وقومتها هي ومشاعل للغدا !!
شادن بابتسامة وهي تجلس ، لأن الغدا كان يفتح الشهية .. رز بالخضراوات أشبه بالمقلوبة : يممي مين الطباخ اللي سواه ؟؟

ام محمد بابتسامة: يقولون بندر وخالد.. بإشراف من محمد..

شادن بإحباط : وعمر ما شارك فيه؟؟
جلست مشاعل وهي تعلق : ما تدرين يعني ان عمر فاشل بالطبخ ..
شادن بحنق : مين قال؟؟... مدام بندر ومحمد قدروا يسوون هذا.. فهو يقدر ذكي ومو ناقصه شي..
ضحكت مشاعل لأنها عرفت ان الكلام اللي قالته بيستفز شادن : هههههههههههه وانتي طرتي بالعجة على طول..
شادن : أحسب بعد !

ام محمد بابتسامة وهي تناظر بنتها المتعلقة بـ عمر من طفولتها : توه عمر جايني قبل شوي يسلم.. وسألني عن أحوالك ...

ما صدقت شااادن على طول قالت بلهفة : سأل عني؟؟؟؟
ام محمد بابتسامة : ايه سأل وارتاح يوم درى انك بخير، وكنت بناديك له بس قلت له انك نايمه... قال خلوها على راحتها

انحبطت من قلبها .. يعني ما تدري يا عمر.. ان راحتي هي انت ، ولا متناسي هالشي؟؟.. وما تدري اني اعيف النوم اذا دريت بوجودك!!

خلصوا غداء .. وعقب ما غسلوا وصلوا العصر ..
طلعوا سحر ومشاعل يتمشوون من جديد ..لأن جو العصر يختلف تبدا البرودة ترجع.. والشمس تخف والأهم السحاب رجع يتكوم في السما..
، وشادن جلست مع امها ومرة عمها تشاركهم السوالف ، لعل وعسى يمر عمر ويسأل عنها... وتكون قريبة !


ناظرت مشاعل الناس اللي خيموا اليوم الصبح قريب منهم .. وابتسمت..
مشاعل : تتوقعين بيجلسون مثلنا ؟؟
سحر : مدري بس من مخيمهم شكلهم مطولين !
مشاعل باستهبال : شرايك نقلط عندهم نتقهوى ونعزمهم عندنا
سحر : هههههههههه من جدك خليهم في حالهم ما تدرين عن طينتهم


التفتت سحر للشرق.. حيث جبال بعيييدة شوي غريبة الشكل ومو مألوفة... ومعطيه الطبيعة حولهم جمال مو عادي
سحر : الشي اللي يلفت صدق اللي هناك!!.. شكلها غريب لفتت نظري من الصبح !
مشاعل : مو بعيدة مرة.. نقدر نروح لها..
سحر : مدري أخاف يكون عندها ناس أو شي..

جاهم صوت بنت .. تصرخ بعصبية وهي تنادي اسم أحد..
التفتوا وشافوا بنت بعمرهم.. تركض ورا ولد شكله من النوع الشقي والمزعج جدا.. وهي تناديه بعصبية وهو مهبل فيها يركض يمين وشمال ..
" رياااااااااااااانوه ارجع يا كلب"

سحر : هههههههههههه شكلهم من ذاك المخيم..
مشاعل انقهرت : اكره البزران اللي كذا أنا أوريه ..

رااحت مشاعل يقالها فزعة.. وركضت عشان تحاصر الولد اللي كان جاي ناحيتهم مباشرة والبنت تناديه بقهر.. شافها الولد جايه حاول يفحط ويغير مساره.. بس مشاعل مسكته بقوة بكل طاقتها... وابتدت المصارعة ..
هو يصرخ ويسبها ويشتمها قبل لا توصل اخته.. وهي مقيده يديه وهو يرافس بيدينه ورجلينه

مشاعل : عيييييييييييب عليك
الولد تفل بوجهها : وش دخلك !
مشاعل انصدمت : وجع يا حمار ..
جت البنت تركض وهي معصبة : رياااااااان وين رايح.. اتركيه لو سمحتي

ناظرت سحر في وجه البنت ، لأن الصوت مألوف.... وشهقت بصدمة : .....أروى؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

رفعت اروى عينها ...وانصدمت : سحر؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
نست أخوها وجت تضحك تضمها وتسلم عليها .. بكل ميانه طايحة ..

ومشاعل مثل الطرشا ما تدري وش السالفة .. تناظرهم بغباء..

أروى : ههههههههههه كيفك شخبارك؟؟
سحر بابتسامة مو مصدقه هالصدفة : الحمدلله انتي كيفك... وش هالصدفة العجيبة؟؟
اروى : من جد صدفة عجيبة .. أتاريكم انتم اللي جنبنا؟؟
سحر : ايه احنا...

تقدمت مشاعل داخله خط.. تبي تعرف السالفة..
ابتسمت سحر : أروى هذي بنت عمي مشاعل..
اروى ابتسمت لمشاعل : هلا عاش من شافك..
مشاعل للحين ما تدري وشلون عرفوا بعض... لأن سحر ما عندها صديقات طايحه بينهم الميانة مثل ما شافت من أروى قبل شوي..
قالت : عاشت ايامك...

ثم ناظرتهم اثنينهم : من متى تعرفون بعض؟؟

اروى ضحكت يوم شافت نظرات الاستفسار عليها : مو من فترة طويلة... من اسبوعين تقريبا كانت سحر معزومة عندنا في البيت مع خالتي ام خالد..
مشاعل : أهااااا صدمتوني بصراحة
سحر بفرح غريب حل عليها : ههههههههههههه والله فرحت يوم شفتك
اروى : حبيبتي وانا اكثر... ( تلفتت تدور أخوها .. شافته يركض راجع لمخيمهم ).. اففف من هالولد ما جنني الا هو...
(وبفرح).. لا تروحون بعيد السهرة صباحي الليلة... بروح اقول لـ رهف عنكم يا سحر.. بتفرح اكيد..

انصدمت سحر : ورهف بعد جاااايه؟؟؟؟؟
اروى ضحكت : هههههههههههههه أيه ما استغني عنها .. شوي وراجعه ..( غيرت رايها ) .. ولا أقولكم تعالوا معي أمي اكيد بتفرح بشوفتكم..

وافقوا وراحوا مع بعض للمخيم اللي كانوا يتسائلون عنه.. كان كبيير مو صغير أغلبه أولاد بعمر 10 سنين وحولها

أروى وهي تلتفت لهم عشان تدلهم : تعالووا امي داخل الخيمة..
دخلت أروى وابتسمت لأمها اللي كانت جالسه توها منتهيه صلاة العصر : يمه موووفاااجأة..

التفتت ام محسن باستغراب... وارتفعت حواجبها يوم طاحت عينها على سحر داخله والخجل على وجهها ..
ام محسن : سحر؟؟؟؟؟؟؟؟؟
سحر : هلا خالة ..
ام محسن بابتسامة وسيعة : هلاا حبيبتي وش هالمفاجأة..من وين جايبتهم يا أروى؟؟

تقدمت سحر وسلمت على صديقة أمها .. وأروى ضحكت : هههههههههههه جايبتهم من المخيم اللي جنبنا... شفتهم صدفة وانا اركض ورا ريانوووه القلق
ام محسن : هذي السااااااااعة المباااركة..اتاريكم اللي جنبنا والله ما درينا
سحر بابتسامة : ولا احنا... الله يكثر خير ريان..

ضحكت اروى ، لأن اخوها الصغير ابو 6 سنين هذي الحسنة الوحيدة اللي تكرم وسواها..
ام محسن : تفضلوووا والله فرحت بشوفتك يا سحر ..
سحر : تسلمين خالتي..

ام محسن وهي تناظر مشاعل : وهالحلوة ما تعرفنا عليها؟؟

ردت مشاعل بكل جرأة : أنا بنت عمها مشاعل ..
ام محسن : ما شاء الله ارتاحووا ..
سحر : لازم نرجع عالأقل عشان نعطي اهلنا خبر لا يقلقون علينا..

أروى : دقيقة بروح أنادي رهوف مدري وين غاطسه.. بتنصدم شر صدمة مثل ما انصدمت !!

طلعوا ورا أروى اللي راحت تمتر المخيم تدور رهف...
أروى : رهااااااااااااااااااااااف تعالي بسرعة..

جت رهف تمشي وهي تعدل شعرها : وشفيك تنابحين؟؟
ضحكت أروى وأشرت على البنتين اللي وراها... انصدمت رهف يوم طاحت عينها على سحر خصوصا اللي واقفه وهي مبتسمة...

اروى : هههههههه وجهك يحكي !
رهف بصدمة : مين؟.. سحر؟؟؟
اروى : لا جنيتها ههههههههه

جت رهف بسرعة .. وضحكت سحر لأن صدمتها عيت لا تخف ..
راحت بنفسها وسلمت عليها وهي تقول : ههههههههه شفتي الصدف شلون تلعب دورها بالحياة..

رهف : وشلووون؟؟؟؟
اروى : هههههه هذولي جيراننا يا رهف... اللي كنتي تسألين وتقولين مين الناس اللي جنبنا؟؟
ابتسمت رهف .. صدفة أحلى من الحلى نفسه : ههههههه أحلى ناس والله..

عرفتهم سحر على مشاعل اللي كانت مستغربة من متى سحر تعرفهم وبهالسرعة علاقتهم صارت حلوة .. وكأنهم يعرفون بعض من زمااااان..
اروى : صراحة بوجودكم بيحلى المكااان... جيران بنشوف بعض كل يوم وش نبي احلى من كذا
سحر : معزووومين عندنا أروى.. انتي ورهف تعاالوا.. معكم بيحلى الجو..

رهف : حبيبتي كنت طفشانه من مقابل اروى وفجأة طلعتوا لنا... وقسم بالله احساس حلوووو

سحر : هههههههههههه انتي ما شفتي وجهي يوم شفت اروى .. ما استوعبت انها هي حسبت اني مشبهه عليها
اروى : ريااااانوه القلق أول مرة يسوي شي مفيد بالحياة .. لو ما خلاني ألحقه كان ما شفتكم
رهف : هههههههههههههههه وينه يبي له بوسة

تحركت سحر وهي ماسكه يد مشاعل .. وهي تقول : بنرجع للمخيم الحين عشان نطمنهم علينا... وبنشوفكم بعد شوي.. تعالوا طيب؟
اروى : من عيووووووووووني

سحر : ههههههههههه تسلم عيونك لا تتأخرون..

رجعوا سحر ومشاعل للمخيم ..ومشاااعل مصدومة .. قالت وهي تنغز ذراع سحر بدفاشة : انتي هييييه وش سر هالعلاقة اللي بينكم؟؟
سحر : مافيه سر يا هبلة... تعرفت عليهم ودخلوا قلبي بسرعة ..
مشاعل : تبين الصدق دخلوا قلبي بعد...خصوصا اروى حسيتها تشبهني !!

ضحكت سحر : تبين الجد رهف واروى من نفس الطينة كلهم راعين ضحك وسعة صدر..

دخلوا للمخيم وعلى طووول راحت سحر تقول لأمها عن هالخبر الحلوووو
:::

بعيد عن أجواء الفرح..

طلعت شادن من الخيمة ووجهها يعبر عن حزن وشوووق عميقين... ناظرت السما وهي تبحث عن شي تخفي دموعها فيه ... صعبة تطلع لهم ودموعها بعيوونها وهي اللي كانت دايما تستمد قوتها وصبرها منه...صعبة وهم يقولون عنها انها دايما قوية.. صعبة تطلع عليهم وتبين لهم وش قد جارحها !!
ساعة ورا ساعة ورا ساعة .. يمرون ببطء وهي تعدهم وكل ساعة تقول الحين بيجيها... لو تقدر راحت له برجولها وما عليها من احد... لكن المؤلم انها تنتظر منه اهو يجيها ...تنتظر منه هو اللي يبدا بهالخطوة ويعفيها عنها.

ليه صاير كذا ؟؟.. ليه متناسيها وهو عارف ومتأكد انها هاللحظات تفكر فيه !!

مشت وراسها بالأرض ودموعها تغمر عيونها... ولقت ان رجولها تقودها لا إراديا لسيارته... بأمل انها تلقاه هناك... وصلت بخطواتها البطيئة لسيارته المركونة بعيد شوي عن سيارة خالد .. وبلعت ريقها وهي تقترب ببطء..
دموعها فقدت سيطرتها ونزلت متدافعة بسيل على خدها...وهي تلمس سيارته بأصابع مرتجفة...
وصلت لباب مقعده واستندت عليه وهي تكتم دموعها وآهاتها... لشووق دمرها مليون مرة..


بهالوقت .. كان عمر متجه لسيارته وهو يلعب بالمفتاح بيده... كان بيتجاوز سيارة خالد عشان يروح لسيارته.. لولا ان خطواته لصقت بالارض يوم طاحت عينه عليها واقفه عند سيارته .. تبكيــه وكنها تشكي لها عن صاحبها !!

ضغط عالمفتاح بين أصابعه .. وبهدوء وخفة تراجع خطوتين ورا .. وأخفى نفسى ورا سيارة خالد.. وأسند جسمه عليها وهو يستمع بإنصات لنحيبها الواطي...
وغمض عيونه !
بكل ثانية يتمنى انها تهدى... لكنها بكل ثانية كانت تزيد!
يعترف... إنه ما كان قد وعوده !!

غمض عيونه وصوت دموعها أزعجه فوق ما كان يتصور... لو يطلع عليها ألحين؟؟.. أي كلام بيقوله لها؟؟؟
وأي تبرير ممكن يعطيه على كل هالانقطاع... والأهم البرود!!
فيه أسئلة كثيرة رح تسألها... هو ما يقدر يعطيها الإجابة عليها..

فضل إنه ينسحب مثل ما جا.. من غير ما تدري...
وحالها عند سيارته..ما فارقه بسهووولة


ريحة عطره وصل لها وهي تبكي... رفعت راسها عن قزاز السيارة اللي غسلته دموعها... وتلفتت حولها مثل المجنونة لعلها تلقااااه.. لا يمكن خيالها خيل لها ريحته.. التفتت يمين ويسار ودموعها ما وقفت ...وانهار عالمها يوم اكتشفت انه ماشي مبتعد عنها .. معطيها ظهره..

عرفت .. إنه شافها !!
وعرفت... إنه سمعها !!
وعرفت.. إنه حس فيها !!

لكن ما عرفت ..ليش أقفى وخلاها... وهو عارف انها تنتظره..
مو هذا عمر !!
مو هذا اللي اعرفه !!
لما كنت أبكي كان يجيني أول انسان.. كان يخفف عني قبل الكل.. بس الحين مو هذا زوجي... مو هذا حبيبي..

كانت بتصرخ .. وتناديه ..
لكن صوتها أختفى..أنهكته دموعها الغزيرة ..

همست وكان هذا أقصى طاقتها : عمر

ومثل ماتوقعت ..ما سمعها.. ولا حس بصوتها المذبوح..
مخااااوفها تأكدت... عمر تغير مية وثمانين درجة !!


مشاعل وسحر استضافوا رهف وأروى داخل الخيمة .. وجلسوا يسولفون...
قامت مشاعل واقفه يوم شافت شادن داخله : شدوووون تعالي عندنا ضيوف ..

رفعت شادن عيون ذبلانه.. وابتسمت ابتسامة هادية ميتة : مين عندنا؟؟
قربت مشاعل لأختها.. وهمست : وشفيك وجهك مخطوف لونه ؟؟ تعبانة؟؟

شادن كذبت : ايه شوي راسي مصدع مدري شفيه.. شكلي اخذت برد
مشاعل : عاد الجو ما برد ذيك الدرجة
شادن : مدري صداع شوي وبيخف

وقربت تسلم عالبنات اللي عرفتهم عليها سحر ..
شادن : انتوا اللي جنبنا؟.. وتعرفون سحر؟
ابتسمت رهف : ايه

ضحكت شادن لهالصدفة : صدفة ما تصير كل يوم !
سحر : ههههههههههه والله فرحت بشوفتهم ما تصدقين...

أروى : قلبي وانا أكثر والله يا سحر..
سحر : سمعت امي مرة تقول ان بيت خالتي ام محسن ناوين يطلعون يخيمون مثلنا بس ما توقعت جنبنا عااد !!
اروى : هههههههههههه ولا أنا..

{{.... ذم ــــا !! 07-08-08 06:27 AM

--------------------------------------------------------------------------------
عند الشباب...
عالبساط .. الكل جالس ما عدا عمر وخالد..

ابو خالد يسولف مع اخوه ابو محمد عن الشغل ، وعن جية ابو راهي .. بحضور بندر ، ووليد .. والأهم محمد اللي انصدم ، ولقى نفسه يناظر عمه بصمممت مطبق !
كل ما نسى ..لقى شي يذكره !!
حتى هالرحلة كان يبيها فرصة..عشان ينسى المسؤوليات اللي عليه..والالتزاام اللي يجب عليه مع ابو راهي..الشخص المخيف! ، جت عكسية..

لاحظ بندر تغير ملامح أخوه.. وضااااااق قلبه وش هالورطة ، ابو راهي بيلحق محمد لين هنا !!!؟

ابو محمد : ما شالله .. ومتى بيجي شريكك؟؟
ابو خالد : يقول مهوب متأخر يومين بالكثير وبيجي مع عايلته.. يا بو محمد كل جلساتنا مع بعض عن الشغل فـ قلت هالمرة نخليها غير..
ابو محمد : الله يحييه ..بأي وقت..

تركي ابتسم وهو يسمع ان ابو راهي بيجي.. الرجال اللي بيصير خصمه بيوم من الأيام... فرصة يعدل أوضاعه معه من الحين !!
التفت عفويا لـ محمد ، ولاحظ شي غريب كان يدور في ملامح وجهه... ان ما غلط تركي فهو ضيق وألم...

السالفة أزعجت راحة محمد فوق ما يتصور .. ولقى نفسه يقووم من الجلسة يدور الهدووء ..والهروب من هالاسم اللي خرب عليه عيشته..

وقف لحاله عند ملعب الطائرة اللي كان خالي... ما يبي يسمع أكثر ... المشكلة انه مو قادر يعلن رفضه !!
كان راضي..
كان مقتنع ..
بس بسببها... انقلبت رغباته !

ليش ضعف لقلبه ؟؟..ليش ما استمر على قساوته وأبعدها عنه من غير تردد !!

"محمد"

التفت محمد وشاف بندر جاي بهدوء.. وصل .. وابتسم وهي يمسك كتفه : شفيك ياخي ترا حلك بسيط !
ابتسم محمد لأخوه ابتسامة باهتة : هلا بندر... سمعت اللي قاله عمك؟؟

بندر بضحكة لعلها تغير الجو : سمعت .. تراها مهيب مشكلة يا محمد... بالعكس تراها فرصة لك عشان تنهي الوضع اللي ما ينطاق ذا..
ناظره محمد بهدوء .. وسكت..

كمل بندر بجدية : محمد كلم الوالد وخله يكلم ابو راهي.. أو كلم عمي وقوله عن رفضك ..وخله يتصرف اذا انت مو قادر تنهيها
محمد : يا بندر شفت انك مو فاهم الموضوع بكل جوانبه... ياخي ليش ما تفهم ان الرفض بهالحالة مستحيل... اصلا الرفض ما كان وارد من البداية... اذا رفضت وش بيصير في عمي ؟؟؟

ناظره بندر باستغراب : وش بيصير يعني؟؟
محمد بسخرية : شفت انك تتكلم من هوا وما تدري وش خطورة الموقف اللي أنا فيه... محد يعرف ابو راهي كثر ما اللي يتعاملون معه يعرفونه... بندر ابو راهي له قصص تخوف ترعب... ناس انقلب حالهم بين ليلة وضحاها والسبب ابو راهي..

تغير وجه بندر للجد ..
وكمل محمد : وأنا حاليا مو مستعد أرفض .. ومو مستعد أوافق... انا ضايع يا بندر ضايع

حن وجه بندر وقرب وهو يضغط على كتفه : محمد... لكل مشكلة ولها حل.. لو انا مكانك ومهما كان ابو راهي ذا.. بسوي اللي أنا أبيه محد له حق يحدد مصيري.. بوقف في وجهه وأرفض وبعدين ما أتوقع ابو راهي بذاك السوء اللي انت تقول عليه .. اكيد بتجي لحظة ويتفهم موقفك .. انت حاااول وش بتخسر.. مشكلتك ما تبي تحاول يا محمد وكن الوضع هذا عاجبك

غمض محمد عيونه.. وناظر بعيون بندر مباشرة : أخاف اتهور.. بعدين أندم..

ابتسم بندر ودقه كتف بكتف : تبي الجد جية ابو راهي يمكن تكون في صالحك.. وبعدين انا من زمان ودي اشوف هالرجال العظيم (بسخرية)...
..لو تبيني أكلمه بنفسي انا حاضر..

محمد غصب ضحك.. ضحكة خفيفة : هههه عشان تعفس ابو جد حياتي..
بندر : أفا أنا اخوك أخرب حياتك ..ما عرفتني زين ياخوي الكبير

ابتسم محمد بحنية.. ولقى نفسه من غير شعور.. يحوط رقبة بندر بذراعه ويضمه بقووة.. بندر استسلم لحركة اخوه وهو يبتسم ابتسامة خفيفة تخفي ألم... مشكلتي إنك أخوي..يا محمد!

ما منع يده انه يرفعها .. ويربتها على ظهر محمد لثواااني ، والصمت بينهم ..

شوي بضحكة خفيفة قال بندر : خنقتني ابعد..
تراجع محمد بشويش ويده على كتف بندر ما نزلها...وطـاحت عينه بـ عيون بندر الساكت .. بندر اخوه من حينه وهو عااااطفي.. يعرف هالشي مو غريب عليه ودايم يشيل هم غيره..
لكن الغريب هالنظرة الغير مفهومة بعيونه..

محمد بعيون ضيقة : شفيك بندر؟؟... مخبي علي شي؟؟
ناظره بندر ولمعة ارتسمت بعيونه... انصدم محمد لأن هاللمعة كانت دموع يحاول يخفيها : ...بندر!

ابتسم بندر وهو يبعثر نظره بالأرض بعيد عن أخوه : مافيني شي..
ضاقت عيونه أكثر.. ومسك كتفه وهو يهزه بقوة عشان يشوفه بصرامة : ناظرني !

ناظره بندر بقل حيلة.. وحس محمد ان بندر يخفي شي : شفيك؟؟
نزل يد محمد من كتفه وهو يحاول يبتسم.. لكن الابتسامة كانت كذابة : مافيني شي وش شايف؟؟

محمد وهو رافع حاجب من هروب اخوه : شايف اللي محد غيري يقدر يشوفه يا بندر... تكلم وش مخبي؟؟

عطاه ظهره بـ آآآه في قلبه... وش تبيني أقولك؟؟.. وش تبيني أصرح أقول وأنا عارف ان اللي في قلبي بـ يصدمك بيدمـرك... بيشتتك أكثر مارح يرحمك..

محمد يراقبه وهو يروح للكورة اللي كانت مرميه عالأرض : بندر لا تهرب .. أنا ما أحزر أنا متأكد ان عندك شي وكاتمه في نفسك..
ضرب بندر الكورة بقدمه ورفعها بالهوا .. وقال بصوت طبيعي بس وجهه عكس الطبيعي تماما : أنا ما أهرب من شي محمد.. لو عندي شي بقول ليش بخبي ؟؟.. انا شايل همك لا اكثر ولا أقل..

رفع محمد حاجب واحد وهو يراقب حركات اخوه.. بصمت..
بندر طول ما هو يداعب الكورة ما التفت ، كان عارف نظرات اخوه المتفحصة زين... محمد صحيح من النوع الجدي واللي ما يظهر عواطفه بسهولة.. لكنه يشيل هم غيره يمكن أكثر منه هو.. بس ما يصرح!

شات الكورة ناحية محمد وهو يبتسم : تعال نلعب ..

تدحرجت الكورة لين رجل محمد واستقرت عنده بسكون.. ومحمد ما حرك ساكن..
رفع بندر عينه لوجه اخوه ولقاه يطالعه بصممت مطبق... بلع ريقه ، محمد بهالنظرات يخوف ذكي وما تفوت عليه هالحركات بسهولة...

بندر بهدوء مرح : شوتها يلله..

لكن محمد ما شاتها.. تحرك من جنبها لناحية بندر وترك الكورة..
وقف قدامه وبهدوء : بندر انت فيك شي وما تبي تتكلم
تغير وجه بندر ، ولاحظه محمد بدقة ..

محمد بقووة تهز اللي قدامه بالعادة : وجهك هاللي تغير الحين يثبت هالشي..
بندر بهدوء مصطنع : وش فيك انت ، قلت لك شايل همك قلقان عليك بس..
محمد بنبرة منخفضة تأكد ظنونه : بندر تقدر تخبي عالناس كلها إلا مني أنا... فاهمني؟؟

رجع بندر على ورا وهو يضحك لكن ضحكة بغير مكانها : هههههههه والله انك موسوس.. وش تبيني اقول أحلف لك ان مافيني شي؟.. الا غصب بيصير فيني شي !

وانتبه بندر لـ خالد وعمر يمشوون ناحيتهم.. ورفع يده يناديهم بسرعة غريبة : تعالووووا يا هوه..
رفع محمد حاجب من حركة اخوه اللي تثبت انه يتهرب من شي !.. شي ما يدري وشو!!

راح لهم بندر بسرعة تارك محمد وراه .. كانوا بهاللحظة المنقذ اللي انقذوه من تحقيق محمد.. اللي اذا حط احد براسه ما يفكه بسهولة !!
بندر : جيتوووا بوقتكم !

عمر رفع حواجبه : شفيك؟؟
بندر : مو شي تعالوا نلعب ..

خالد : اذا طائرة ماني لاعب !
بندر : اللي تبي بس تعال..

راحوا لمحمد اللي كان واقف وساكت .. يطالع بأخووه..

بندر وهو يحاول يشيل الجدية من وجه محمد : ها محمد بتلعب؟؟
محمد بنظرة ، وهدوء : سكوتي الحين مو معناته اني بخليك في حالك ..

ناظروا عمر وخالد بعض باستغراب... ثم ناظروا محمد باستفسار ..
بندر بهاللحظة ما لقى الا انه يضحك.. ضحكة ما غطت على مخاوفه : ههههههههه طيب يالعنيد بس الحين خلونا نلعب..
::

بعد ساعة ..
الفترة بين العصر والمغرب ..
رجعوا أروى ورهف من فترة لمخيمهم... باتفاق انهم يجتمعون بعد صلاة العشاء عشان يسهرون سهرة حلوة..

داخل الخيمة ..
التفتت أم خالد لـ سحر وهي منسدحه : سحر روحي شوفي اختك.. من ساعة ما شفتها للحين تلعب؟؟
سحر : ايه يمه تلعب
ام خالد : روحي شوفي تأكدي..

قامت سحر من غير حيلة تشوف هالبنت اللي مالها صووت حالها في حالها : ان شالله...

طلعت برا ..وناظرت الشمس اللي كانت نازله... باقي نص ساعة عالمغرب ..مشت وهي تاخذ يمين ناحية بيان... واشفقت عليها وهي تناظرها وحيدة تلعب بالرمل وتحاكي نفسها ... ضحكت سحر ، لأنها اذا حاكت نفسها معناته انها بعز اندماجها بلعبها..

قربت وهي تبتسم :ها بيوونه وش تسوين ما تعبتي؟؟
رفعت نظرها لأختها.. وقالت بزعل : انا طفشانه... ابي احد يلعب معي محد يبغى !

يا عمري عورها قلبببها على حالها... ابتسمت وهي مصرة من داخل قلبها انهم أول ما يرجعون الرياض بتكمل سالفة الروضة..

سحر : انا بلعب معك بس وش نلعب؟؟
بيان استانست وقااامت واقفة بيدينها المتسخة بالتراب : انا بروح اتخبى وانتي تدوريني
سحر ما عجبتها اللعبة بس قالت باستسلام : طيب اوكي بعد لـ عشرة !!

عطتها ظهرها وغطت عيونها وهي تعد... وبيان ركضت بسرررررعة تتخبى ورا وحدة من السيارات القريبة..
سحر : اوكييي تسعة..عشرة... جيييييييييييتك

تحركت وهي تتلفت بخبث : بياااان جيييييتك انا اشووووفك

الا تسمع ضحكة تجنن جاية من مكان.. ابتسمت بخبث يوم عرفت انها ورا وحدة من السيارات وشكلها سيارة خالد..
قربت بهدوء على أطراف اصابعها وطلت من ورا السيارة .. شافت بيان جالسة عند الكفر الأمامي وتطل ..

سحر : شففففففففففتك

صرخة بيان الحادة علت.. واندمج مع ضحكها الهستيري وهي تركض هربااانة.. ناحية الجبال الغريبة..
ضحكت سحر وهي توقف عشان تعطيها مجال... لكنها قررت تلحقها يوم شافت انها تركض من غير هوااادة مبتعدة عن المخيم ناحية الجبال الغريبة.. واللي أثارت فضولها من الصبح..
سحر : انتظررررررري وين رايحه.. لا تروووحين هناااااك بياااااااااان..

بس بيان ما سمعتها كان تركض بحمااااس من غير حتى لا تلتفت وراها... سحر لقت نفسها تركض وراها خايفـه عليها ، وهي تناديها ترجع..

وبعد ركض متواااصل أتعبها ..ابتعدت عن المخيم بمسـافة مو قصيرة... ووصلت للجبال الغريبة الشكل والتركيب..
سحر : بيان اطلعي خلاص !

ولقت ان عيونها تتجول بالمكان ..كان شكل الجبال عن قرب يختلف كثثييير عن شكلها من بعيد.. بانت أعلى.. وأغرب...وساااااكنة بشكل يبعث عالرهبة.. ما حولها أحد ..
الصخور اللي حولها كانت ملساء وألوانها مختلفة متدرجة بين درجات البني والأحمر ..
الجبال ممتدة لمئات الأمتار.. وكأنها حاجز يخفي شي وراها ، ارتفاعها متوسط بس تعتبر عالية ..يعني اللي بيصعد بيقدر يوصل لفوق بس بيتعب ، لكن المشكلة انها زلقة وأرضيتها كلها حصا صغير زلق...

ابتسمت لقتها فرصة تشوفها عن قرب.. وخصوصا ان ارتفاعها المعقول خدعها..

حطت رجلها على أول الاحجار الصغيرة الثابتة بالأرض.. وبحذر شالت نفسها وطلعت أول خطوة.. وكل خطوة كانت تصعدها ما كانت ثابتة لأن الحصى زلق تحت اقدامها بشكل رهيب.. وكم مرة كانت بتطيح على وجهها..

يوم وصلت للنص.. سمعت ضحكة بيان من ورا... ناظرت تحت شافت بيان تطلع من ورا وحدة من الصخور وتركض راجعة وهي ميتة ضحك ..

سحر بقهر : بياااان يا حمارة انتظري..

ما ردت وركضت ناحية المخيم البعييييد مباشرة .. هالهبلة وش بينزلني ألحين؟؟؟..
تنهدت سحر وهي ترفع راسها لفووق ما بقى الا القليل.. تلقي نظرة سريعة وترجع !
ركعت وهي تصعد عشان تتمسك في بعض الأحجار الثابتة مع ان المنحدر مو شديد بس الحصا ما يساعد ..


راحت بيان تركض من غير ما تلتفت وهي تضحك... وقابلت بنص الطريق ، تركي اللي كان يتمشى لحاله : ولييييييييد هههههههههههه
وقف تركي مستغرب من ركضها السريع اللي يشوفها يقول هربانه من شي : هلا بيان

بيان وقفت وهي تلهث : اذا جت سحر من هناك لا تعلمها انا وين طيييييييييب
تركي مو فاهم : ليش؟؟
بيان : قاعدين نلعب.. انا اهرب وهي تلحقني..
تركي باستغراب : وهي وين الحين؟؟

بيان تركته ، وركضت : بتجي تلحقني الحين لا تعلمها انا وين رحت.. هي هناك
( وأشارت بيدها الصغيرة وهي تروح )
عقد حواجبه مستغرب وش ودا هالبنتين هناك ... كان قد راح قبل ساعتين هناك ..وألقى نظرة.. جبال خطيرة وزلقة واذا الشخص طاح مارح يوقفه شي غير الأرض..

التفت لـ بيان اللي ابعدت : بياااااااان تعالي ناديها..
لكن بيان ما سمعته كملت وهي عااايشه جو اللعبة... ناظر قدام محتار يروح ، ولا يخليها ..يمكن يكون معطي الموضوع ..اكبر من حجمه !!
لكنه بالأخير كمل طريقه مشي لهالجبال.. لأن مقصده كان لها من البداية

وقفت سحر فوووق ورفعت يديها بالجو مثل الطيووور .. تتنفــس وهي تطالع المنظر قدااامها .. ابدااااااااع سبحان الله... أرض منبسطه رمل أحمر بالمدى البعيد... وأسفل الجبل أشجار وخضرة غريبة.. يمكن مع المطر الموية تنزل من هالجبل للقاع ..السبب اللي خلا الزرع والخضرة تنبت وتزيد بهالمنطقة اكثر من غيرها..

وقفت عالحافة المنحدرة ..وناظرت تحت عند رجولها..ونزل بقلبها رهــبة قوووية ، الجبل مو مثل ما توقعت الجهة هذي غير اللي طلعت معها ...الانحدار كان شديد لو تزلق رجلها بهالحصى بتروح فيها ... فكرت بجنون انها تنزل لكنها تراجعت تخاف تنزل ..ومعد تعرف تطلع ، زااوية الانحدار حاااادة والمجنون اللي بينزل من هالجهة !

تراجعت بحذر وهي تبتسم ..المكان روعة ..لازم تقول للبنات عنه ويقررون يفطرون هنا بكرة !!.. مشت على الحصى الصغير الزلق بحذر للجهة الثانية وهي مبتسمة .. الله لو تقدر توقف مع محمد هنا .. جنبـه.. الله لو تقول له عن هالمكان الابداعي..
طردت هالحلم المستحيل.. ، وبيدها فكت ربطة شعرها السايح ، من نعومته انسدل على كتفها .. تبي تحس بالهوا يتخلله ويطير روحها معه .. الجو روعة ومهما قالت روعة مارح احد يتخيل ! المنظر يبعث عالارتيااح بشكل سحري..

هاللحظة اللي اختلت فيها بنفسها خلتها مثل ملكة ملكت الكون وهي تناظر المنظر قدامها.. بدت تغني اغنية تايتنك بصوت عالي..وصوتها اللي ينتشر بالكون بصدى خفيف ويرجع لها كان معجبها..

- وش تسوين هنا ؟؟؟
شهقت من صوت الرجال اللي وراها .. والتفتت بخرعة ومن حظها ما انتبهت انها واقفه على كومة حصى زلق قريب من الحافة... زلت رجلها والحصى ما رحمها زلقت قدمها اليمنى لتحت ..تلتها صرخة وهي تحاول تتسمك بأي شي .. تركي انصدم من ردة فعلها وبدون شعور لقى نفسه يركض لها.

قدرت سحر تثبت رجولها عالأرض بواسطة أصابع رجلها ..اللي وقفها عن الانزلاق قبل ما تجذبها الجاذبية اكثر.. لكن وضعيتها ما تساااعد ابدا .. هي لو حركت رجولها بأي طريقة بتزلق اكثر.. غير ألم يدينها اللي تجرحت بسبب الأحجار الخشنة المتمسكة فيهم...
طلعت دموعها بعيونها وهي تشوف وليد يحط رجوله بهدوء ويحاول ينزل بتوازن..
ناظرت فيه تستنجده ودموعها بتنزل .. مدري وش اللي خلاها تناظر تحت هاللحظة ، الشي اللي خلاها تغمض عيونها بقوة وتناديه بخوف : ولييييد ..
تركي كان معصب وهو يحط رجوله بهدوء.. ويحاول ينزل : انتي وش جابك هنا؟؟؟

ما لقت رد ، كانت بس تبي يده تنمد لها عشان تطلع وتنقذ روحها !!.. هي ان زلقت بتدحرج عالحصى الزلق..واكيد بتموت
صارت ترتعش ما تدري وش بيصير لها باللحظة اللي عقبها .. قرب تركي منها بحذر وخطواته تهتز بسبب الانحدار وطبيعة الارض اللي كانت بغير صالحه وصالحها .
مد يده القوية لها وهو يحاول يتمسك بأي شي لكن للأسف مافي شي.. اعتمد على قوته الجسمانية اللي الظاهر بتخذله بعد..
مدت سحر يدها له .. بس هالشي كان بغير صالحها..لأنها من رفعت يدها عن الحجر زلقت رجولها مو متحمله ثقلها .. وطاحت على بطنـها ويدها ترجع لنفس المكان بشكل تلقائي..

صرخت مو عارفه وش تسوي حتى رجولها مو قادره ترفعها !!.. كل ما حطتها عالأرض بتثبتها زلقت وجرّت ثقلها معها... وتركي فوق بعيد عنها شاف وضعها ، عرف ان قدامه خيار واحد مافيه له ثاني .. يا ينفذه ولا البنت بتروح فيها

جلس عالأرض الزلقة بعد ما كان واقف ... واستخدم رجوله عشان تثبته .. وبدا ينزل بالانزلاق عالحصى..وكل ما حس انه بدا يفقد السيطرة حط رجوله عشان يوقف..
سحر كانت تبحث عن أي شي ينقذها .. جسمها يخونها ..ورجولها ويدينها وكل أطرافها كانت تخونها.. الجاذبية كانت اقوى من قدرتها ..طاقتها كل ما لها تضعف
ناظرت في وليد ودموعها تغشي عيونها .. تبي تتمسك فيه هو أملها الحين..
وصل لها ما بينه وبينها غير مسافة بسيطة .. مد يده لها وهو على نفس وضعه رجوله مثبتها بالأرض

قالت سحر بدموع يوم شافت يده الممدودة ، وهي مو قادرة ترفع يدها وتمسكها : ما ..اقدر..
تركي بعصبية : امسكي يدي بسرعة
قالت ودموعها تسيل بانهيار : ما اقدر بطيح ..وليد

شاف حالتها الصعبة .. قرب أكثر ماله الا يمسكها بنفسه..وصل جنبها وهي تبكي بصمت لأنها حتى مو قادرة تعتدل بوضعها.. تنتظر منه ينقذها بطريقته لأنها الحين مثل المشلولة ، ان حركت اصبع بتنهار قواها..

غمضت عيونها يوم حست بيده القوية تلتف على خصرها عشان يعدل جلستها..
سحر بضعف وخوف ، وهي مستسلمه : ول...يد... وليد
تركي بعصبية من الحالة الصعبة : اششش ولا كلمــة !

انطمت مثل ما يبي ..الوضع ما يسمح تقول كلمة ..زمام الأمور بيدينه الحين مالها سلطة تقول شي..

سحبها من الأرض لأنها كانت طايحة على بطنها.. ولفها بقوة عشان تصير جالسه من غير ما تتركها يده..
صارت لازقه فيه وهي ترتجف ..، بلعت سحر ريقها وهي تشوف الانحدار اللي قدامهم..

انفاس وليد جنبها تزيد ، ويده مو راضيه تتركها .. دموعها زااادت وش هالموقف اللي هم فيه..لا ومع مين مع وليد!!..
بكت غصب عنها يوم شافت انهم عاجزين ما يتحركون

التفت عليها ولأول مرة كانت بهالقرب منه.. اجسادهم متلاحمة من غير ارادتهم ..
قال بعصبية : قومي واقفة وبهدوء اطلعي

ناظرته ودموعها تنهمر.. واصطدمت نظراتهم بلحظة سريعة ما كملت الثانية في ظل الخوف اللي تعيشه سحر .. والعصبية والتعب اللي يواجهه تركي..
قالت سحر وهي تصد عنه وتناظر الانحدار ناسيه العالم وناسيه وضعهم : ما اقدر وليد بطيح ساعدني
كانت يده الملتفه على خصرها من قدام موفره عليها تعب كبير ، لكن على حسابه هو... تركها للحظة عشان يعدل وضعه الشي اللي دفعها الثمن غالي..

زلقت من جديد بغمضة عين .. تركي ما لحق منها الا يدها.. لكن اندفاعها الكبير خلا مقاومته تنهار والثمن انه طااار وياها للقاااااااااااع..

ثوااااني تمر.. بصمت وسكووون..
أثار التراب والغبار متناثرة بالجوو.. والحصى الصغير لا زال يتدحرج من غير توقف بسبب وقوعهم العنيف...
لحظات مرت كان الوضع هااادي سكووون عجيب ... محد منهم أصدر صوت .. أحياء ولا موتى محد يدري !!

ثواني.. وفتحت سحر عيونها بهدوء ..ما تدري وين وصلت بأي قاع... حية ولا ميتة ؟؟...
حست بأنفاس حارة تلفح جبينها ، خلاها تفتح عيونها بقوة على وسعها...ومن غير ما تتحرك شافت انها طايحه على صدره ..
بفززززع قامت قاعدة مرعووووبة ، وشافته ساكن ومغمض عيونه.. ما قدرت تستوعب اللي صار قبل لحظة.. ولا تستوعب اللي صار لهم الحين..

استقرت عيونها على وجهه تناظره..وقلبها يررجف.. تنتظره يفتح عيونه.. تنتظره يصدر ردة فعل..
لكنه كان جامد وساااكن من غير حراك ،،

بالأخير وبصوت باكي حطت يدها على صدره وهزته : ولييييييد
ما رد عليها ...
نزلت دموعها وش فيه ..
هزته بخوف تبيه يرد : وليييييد رد علي
ما حصلت رد ..
نزلت دموعها وش تسوي.. حاولت توقف لكن ألم ولّع برجلها خلاها تنهد عالأرض بإنهااااك ،،
الظاهر لوت رجلها من غير ما تدري !!

رجعت لوليد الطايح من غير حراك .. وانهمرت دموعها وش سوت هالمجنونة : وليييييييييييييد
شافت شي أحمر يسيل من راسه .. وينزل بهدوء لين اذنه ..طارت عيونها بصدمة وهي تشوف هالأحمر القاني يرسم خط من غير توقف !!

دم؟؟ ...دم؟؟... دم يا سحر!!!

فجأة ...فتح عيونه بهدووء وبطء... وبصمت قااام قاعد بهدووء وهي تناااظره مفزوعة ..مو قادرة تنطق..
مسد رقبته وهو مكشر !!.. وهي تراقبه مو مصدقه ... قربها له بهالشكل خلا وجهها يحمررر رغم خوفها ..

اخيرا رفع راسه والتقت نظراتهم.. لقاها تناظر بصمت والخوف يطفح بعيونها...
بلعت ريقها طرحتها فقدتها يوم تطيح ما تدري وين .. ووضعها الحين لا تحسد عليه

طالت نظرته لها ما كأنه واحد مصاب او فيه شي .. سحر نزلت عيونها بالأرض والدموع بعيونها ..
قال اخيرا : تعورتي؟؟

ما عرفت ترد .. ورغم ألم رجلها هزت راسها نفي..
بدا ينفض يدينه وذراعينه وهو جالس..وكأنه واحد ما تعود عالقرف والوصاخة... شكت سحر ان هالبشر عنده احساس او شعور ..لأن الدم ينزل منه وهو ولا داري..

قالت بقلق : دم !
رفع راسه باستغراب : دم؟؟
أشرت على راسه وهي شوي وتنهار : راسك... ينزف !!

مسح على جبينه وناظر في يده.. تلوثت بالدم.. رفع عينه لـ سحر شافها متأثرة والخوف ماكلها.. ببرود قام واقف وهو ينفض ملابسه ..
سحر ما صدقت يوم شافته يوقف ويتحرك مافيه شي... شي من الارتياح نزل بقلبها ..كانت ممكن تكون سبب بأذيته ويمكن موته.

مشى تركي بصمت يبي يطلع من هالمكان ، لأن وجوده معها شي ما يحتمله... ويوم ابتعد كم خطوة التفت وراه يشوفها... لقاها على نفس وضعها جالسه مثل طفلة وتناظره بطريقة تذوب الصخر "نظرة خوف" !

تركي بهدوء واستغراب : لمتى بتجلسين هنا؟؟
سحر كانت خايفة.. لو عرف انها ما تقدر تتحرك وش بيسوي.. كانت خايفه خااااايفه ..

ناظرها بصمت.. وبلحظة دخل الشيطان بعقله !
وقام يوسوس له بمليون شي وشي..
تغير وجهه من الأفكار اللي تدور براسه..

سحر بغت تموت يوم شافت تقلب غريب على وجهه.. رفع عينه والتقت نظراتهم من جديد ، وضرب قلبها خوووف نظرة عيونه مألوفة... بس الحين الشر زايد فيها؟؟.. ولا هي تتخيل!!
قرب منها من جديد وقلبها بدا يرتععععد..

وقف بنص الطريق وملامح وجهه غير مقروءة....
سحر ضربات قلبها وصلت للمليون بالثانية ما تدري وش مصييييرها.. ووجهه ما يبشر بخيير..

قال وهو في مكانه ، يعاند خطوته : بتقومين ولا اروح واتركك

طالعته ودموعها بعيونها.. مو قادرة تقول كلمة.. احتار وش بلاها ذي ..
راسه بدا يعووره.. قرب اكثر وهي بيغمى علييييييييها..
شك تركي ان فيها شي وقال وهو معقد حواجبه : متعوره؟؟

اخيرا حس على قلبه .. هزت راسها ايجاب ودموعها تنزل ما تدري خوف رهبة رعب ولا شي ثاني !!
تركي : وش اللي يعورك ؟؟
سحر بتردد : رج..رجلي لويتها
قرب ..وجلس على ركبة قدامها وهي تمنت بهاللحظة تموووووووت تفقد روحها ... وقبل ما يلمس رجلها قالت بسرعة ، وبصوت مرتعش : أظن لازم تنادي خالد هو بيعرف يتصرف

رفع عينه لوجهها وهو عارف سبب خوفها.. وابتسم بسخريـة هزّتهـا وهو يقول : اتركي هالخوف انتي آخر وحدة ممكن أفكر فيها..!

طالعته بصدمة ووجهها راااااااااح تناثر بالأرض..احتررق .. أولا من جرأتـه ، ثانيا سخريته الغريبة ، ثالثا ذيك النظرة اللي ماراح تفهمها ابدا واللي استفزتها لأنها دايما تخلق توتر ما تفهمه وعجزت تتذكره
دايما تحس انه مو متقبلها ويمكن يكرهها بس دايما تكذب نفسها.. وش بينها وبينه عشان يطالعها بذي النظرة .. وهذي السخرية وأخيرا هالجرأة ..
انقهرت منه ومن جرائته اللي اعتبرتها وقاحة ، وقالت بقهر من غير ما تحس بعمرها : تدري ان الشعوور متبادل !!

طالعها باستغراب ، وبعدها بعصبية : الحين هذا جزى اللي جالس معك وكان بيموت بسبتك .. ولا هذي اخلاقك اللي دايما معتزه فيها ومارح تغيرينها !!

طالعته بذهول.. هذا من متى يعرفها عشان يحكم عليها بهالطريقة .. وقالت بقهر وعزة : محد قالك تستفرد عضلاتك وتجي تساعدني محد طلب مساعدتك
انقهر منها ومن وقاحتها ... قام واقف وهو معصب : مدام كذا يا انسة اجل انا راجع وانتي دبري نفسك بنفسك

راح من قدامها وهو منقهر .. وهي بمكانها مصنمة تتابع طيفه اللي ابتعد واختفى .. من جده رااااح وتركها..
نزلت دموعها وش تسوي الحين ، حاولت تقوم لكن كل محاولاتها باءت بالفشل.

ناظرت فوووق ..للجبل اللي طاحوا منه.. مدري شلون ربي حفظهم وما جاهم شي.. وطاحوا بالبقعة اللي تقل فيها الصخور ويكثر فيها الزرع !!
نور الشمس اختفى من فترة ، والظلام بدا يغمر المكان من حولها ..
مرت دقايـق مثل دهـوور وهي لحاااالها ، والوحشة بدت تسكن قلبها..المشكلة ان جوالها مو معاها تاركته بالمخيم..

حست بأحد يوقف قدامها ..رفعت راسها بحيرة ..شافته وليد.. رجع لـ هدوءه المعروف
تركي : قومي معي لا تنسين انك أمانة برقبتي
ناظرت بوجهه القوي من غير ما ترد ، ودموعها خذت مجرى بعيونها .. ما تدري يمكن لأنها بهالوقت بحاجة له

تركي كمل بنفس الهدوء : عمي ابو خالد موصيني عليك .. قومي معي ولا تبيني اساعدك؟

ما ردت وشلون تقوله ايه مافيه غيرك يساعدني .. نزلت راسها للأرض تحاول تقوم من نفسها..
بس.. حست بيده تنمد لها ..

بصمت ناظرت وجهه بضعف.. وكل همها انها تطلع من هنا سالمة...
حطت يدها بيده وبكل سهولة سحبها لين وقفت على حيلها

بدت تحس ان الدم صار يجري برجلها .. الشي اللي أشعرها بتحسن اكثر من يوم كانت جالسه عليها .. حاولت تمشي لقت انها تقدر تمشي بس بعرج.. اهم شي انه مو كسر !!

تركي : تقدرين تمشين؟؟
هزت راسها ايجاب وقالت بصووت وااااطي : ايه

تحرك بعدها وهي بشكل غريزي تبعته ..

بعد لف ودوران قدروا انهم يتجاوزون الجبل ويرجعون للمخيم.. سحر كانت تمشي وتناظر قفا وليد وهو يمشي قدامها.. الغريب انه ما التفت ولا مرة يتطمن انها وراه..
جوا بينفصلون بنص الطريق..هو بيروح لجهة مخيم الرجال وهي الحريم..
قالت بهدوء : وليد

وقف بصمت من غير ما يلتفت ..

قالت بهدوء :مشكور على مساعدتك مارح أنساها لك
ومشت للمخيم وهي تعرج على خفيف ما انتظرت رده..

وتركي من شكرته ظل واقف مكانه .. استوعب وصولها ووصوله سالمين ..
الشيطان دخل قلبه وخلاه يسأل نفسه .. ليش ما خلاها تموت هناك يمكن يحرق قلب ابو خالد.. وسوس له إنها فرصة ذهبية والغبي هو اللي يضيعها منه !
عصب تركي وصداع راسه زاد عليه..
هز راسه ينفض هالأفكار ماله خلقها الحين راسه يوجعه ، بيروح للدكتور خالد يمكن يلاقي عنده شي..


وصلت سحر للخيمة بعرج ، الا بطلعة مشاعل من الخيمة : سحررر وجعة من ساعة أدورك وينك؟؟
سحر بهدوء : كنت مع بيان ألعب معها!!
مشاعل ما صدقتها : عن الخراط بيان من زمان وهي هنا انتي وين كنتي؟؟
سحر : كنت العب معها حتى اسأليها...

دخلت الخيمة وهي تحاول تكون طبيعية .. لو يدرون باللي صار لها هناك ومع مين ؟؟ بيصدقوون؟؟..
دورت جوالها .. ويوم حصلته اتصلت على خالد .. اللي رد على طول : هلا سحر

سحر بابتسامة هادية من داخلها هي ترتعش : خالد... ألاقي عندك شي لرجلي؟
بحيرة قال : شفيها رجلك؟؟
سحر : كنت العب مع بيان والتوت علي.. توجعني شوي
خالد : تقدرين تمشين عليها؟؟
سحر : ايه اقدر امشي بس احتاج لشي يخفف الألم تعرف قدامنا كم يوم هنا..ومستحيل اجلس كذا عشان رجلي ..
خالد : اوكي تعالي لـ سيارتي بتلاقيني هناك خليني اشوفها لك
سحر :اوكي جايه

سكرت وقامت بتروح الا مشاعل تقول: شفيها رجلك ؟؟
سحر : سمعتي وش قلت ..كنت اركض ورا بيان والتوت وطحت ..وعشان كذا انا تأخرت.. بروح اشوف خالد
مشاعل : طيب لا تتأخرين البنات بيجون الحين... وبنجلس هنا تعالي
سحر : مارح اتأخر بشوف رجلي وارجع

طلعت من الخيمة وراحت لسيارته الموقفة بعيد والأقرب لـ مخيمهم من مخيم الرجال..

وصلت لـ سيارته شافته قاعد يحوس بالدبة مو حاس فيها
قالت بنعومة وكأنها تدور الأمان : خالد ؟
رفع راسه وابتسم : هلا اجلسي ارتاحي لين اجيب شنطة الاسعافات

فتحت باب السواق ، وجلست ورجولها لـ برا .. ابتسمت لأن خالد دايما محتاط لهالأمور ..

جا لها وهو شايل حقيبة متوسطة الحجم ومليااانه أشياء ما تفهم فيها.. وركع على ركبة وحدة قدامها عشان يشوف رجلها.. ومن جلس قدامها وقريب منها..حست باطمئنان وأمااان.. دموعها تدافعت بعيونها وحاولت تخفيها لا يشوفها خالد..

خالد من غير ما يرفع عيونه من الشنطة : وش هالطفاقة اللي عليك ..أمداك تجين تلعبين وتلوين رجلك
ابتسمت وهي تحاول تنسى اللي صار : شوف لي صرفة.. مارح اجلس كذا وراي لعب انا
ضحك وهو يرفع راسه : مطفووقة

واختفت ابتسامته يوم شاف دموعها.. والخووف يشع بوجهها.. ما عرفت كيف تخفيه
قال بسرعة وبجدية : سحر وش فيك ؟؟

بلعت ريقها وهي تبتسم : مافيني شي.. بس الألم عيا يخف
قال بجدية : لدرجة انك تبكين؟؟؟

سحر : وش اسوي مو أنا دلوعة على كلامك؟؟؟
ابتسم رغم انه قلق عليها..
لمس رجلها بيد خبيرة وضغط عليها على خفيف : تألمك؟؟
سحر : شوي..
خالد : مدامك تقدرين تمشين عليها يعني الوضع يطمن .. بحط لك هالكريم عالأقل ثلاث ساعات لا تمشين عليها لين ترتاح وتخف الكدمة
سحر : ان شالله يا دكتور

ابتسم بحب لها ونزل راسه يشوف شغله...
لف رجلها بمثل الرباط الخاص للكدماات.. وأخيرا وقف وهو يمسك يدينها
خالد : وقفي اشوف

وقفت بحذر ويدينها تضغط على يده كل ما حست بألم ..
خالد : تألمك؟؟
سحر : شوي .. بس ان شالله بتخف
خالد : اذا تبينها تخف وتلعبين بكرة وبعده .. ريحيها الليلة لا تسوين شي الأحسن تجلسين.. عشان بكرة الصبح تكون خفت ..
ابتسمت بروعة وحبوور : مشكور خالد
خالد : العفو يا دلوعة اخوها .. انا لو افتك من هالدلع بس كان انا بخير
سحر : ههههههههه حبيبي اخوي ..

- يا دكتووور !!
التفت خالد ومعه سحر .. وشافت وليد مقبل لهم وهو حاط على جبينه كيس ثلج... عورها قلبها حست بتأنيب الضمير.. مع شوي خووف من الذكرى
بان على خالد الأستغراب : هلا وليد عسى ما شر....لحظة..
ولف لـ سحر : ارجعي الحين

راحت .. وهي تمشي سمعت خالد يقول لـ وليد : هلا وليد تبي شي؟؟
وليد : والله اخاف تضحك علي بس طحت على راسي ونزفت دم !!

ضغطت على قلبها لو قال الصدق وش ممكن يصير...
خالد باااانت الجدية بصوته وهو يقرب : نزيف براسك ؟؟... وشلون طحت؟؟
تركي : كنت امشي بذيك المنطقة والأرض زلقة .. ما انتهبت وطحت .. بس ابشرك الجرح مو كبير لكن ابي شي احطه عليه
خالد : تعال خلني أشوفك

جلس تركي وخالد وقف يشوف الجرح الموجود بزاوية جبينه اليسرى..
خالد : ما حسيت بدوخة أول ما طحت؟؟
تركي : دوخة بسيطة بعدها راحت وألم خفيف براسي... الضربة ما جت قوية شكلي ضربت بحصاة صغيرة..
خالد : يبي لها تعقيم تقدر تصبر يا وليد؟
تركي بابتسامة : شوف شغلك يا دكتور

عقم خالد الجرح وحط عليه قطنه وأخيرا لف الشاش حول راسه مثل الدائرة .. ويوم انتهى قال : الجرح سطحي مو عميق .. والأهم انك صاحي وواعي ما فقدت الوعي هذا يطمن
تركي : يعني ما يحتاج مستشفى ؟
خالد : ما طلع عليك اعراض تستوجب المستشفى والجرح خفيف حتى ما يحتاج خياطة
تركي : تسلم ما قصرت
خالد : بس ارتاح هالكم ساعة لا تجهد نفسك .. ( وباستغرااب ) مدري شفيكم .. اظن بيجيني محمد بعد شوي ولا بندر واحد منهم مصاب
ادعى تركي الغباء : ليه عسى ما شر؟؟
خالد : سحر اختي توها جايتني لاويه رجلها
تركي بعبط : افاا سلامتها

خالد : ما عليك هالبنت كم ساعة وبترجع حصان يركض هنا وهناك
لقى تركي نفسه يقوم واقف : مشكور يا دكتور
خالد : العفو ما سويت الا الواجب..

زفر تركي بنفسه وراقب خالد وهو يرتب الأغراض داخل الشنطة ويقفلها بسرعة..
ابتسم بسخرية على الدنيا الغريبة... هالدكتور ما يستاهل يكون ولد ابوه المخادع !!
حرام تصير هالأخلاق والرجولة اللي في خالد... في انسان مثل خالد !!
::

دخل خالد الخيمة عند الشباب..
محمد اللي كان متمدد : وين رحت ترانا قطعنا اللعبة عشانك؟؟
ابتسم خالد وهو يجلس لأنهم كانوا يلعبون ورقة قبل اتصال سحر : رحت اشوف سحر واشوف رجلها..

رفع محمد حواجبه باهتمام : ليه عسى ما شر؟؟
خالد : ابد جتني لاويه رجلها تقول طايحه !
والتفت لـ بندر الساكت واللي ما علق..وهو يقوله : يلله وزع الورق اللعبة الأخيرة كانت خطيرة ..

التفت محمد لـ وليد اللي دخل عليهم مصاب من ساعة : شلون راسك يا وليد؟؟
تركي وهو يلمس جرحه : بخير عالجه الدكتور وطهره..


التفت بندر بهدوء لـ عمر اللي كان منسدح وحاط يده على عيونه.. بجهة لحاله بعيد عنهم..
بندر : عمر تلعب؟؟
عمر ببرود : العبوا انتم..

سكت بندر لأن عمر من كم ساعة وهو ساكت ومزاااجه متعكر.. واذا تعكر يعني لا أحد يقرب له !
وزع الورق بيد خفيفة.. ولمح بزاوية عينه وهو يوزع الورق.. عمر يقوم وهو يتأفف ويسحب شاله معه ويطلع !..

خالد استغرب : وشفيه انقلب حاله؟؟
ابتسم بندر : ماعليك .. هذا عمر تلقا شي في باله مضايقه
خالد باستغراب : ليش ما يتكلم اذا فيه شي مضايقه .. مو زين اللي يكتم في قلبه مو صحي ابدا..
بندر بابتسامة : يعني ما عرفت عمر؟؟... لو تنط للسما وترجع مارح يقول شي... هو انسان واحد يقدر يسحب منه الكلام اذا بغى..

رفع خالد حاجب : ومين هالانسان الحنون؟؟

ابتسم بندر وقال بفخر وهو يتأمل أوراقه : هو فعلا انسان حنون مافي أحن منه... وهو الوحيد اللي يقدر يتعامل مع عمر بحرفنة رغم شخصيته الصعبة..
خالد ضحك : ما يمديني يا حرفنة

رفع بندر حاجب : هو فعلا حرفنة... وذكاء ما يتقنه غيرها....انت وش يعرفك العب العب خلصني


طلع عمر من الخيمة ومزاااجه مو رااايق.. كان يبحث عن الهدووء بعيد عن الخيمة واللي فيها... لعب طول النهار وضحك واستانس.. لكنه بالنهاية يرجع لـ همه..وتفكيره بالشي اللي شاغل باله..

كانت الدنيا ظلاااام أنوار قليلة كانت مشتغلة بماطور خاص.. راااح بعيد عن المخيم وسط الظلمة... وطلع سيجارة وأشعلها ..
نفخ دخان من فمه وهو يناظر السما يدور القمر... ما لقاه !
أزعج سكوونه رنين تلفووونه.. اففف موب وقته ابد !

طلعه واستغرب اتصال من "عياف"... كان بيصفطه لأنه مو رايق.. لكن الحاحه بالاتصال خلاه يرد
عمر ببرود : هلا..

عياف : هلااااا بالليث شعلومك يابو الشباب؟؟
عمر بنفس البرود : خير؟

عياف باستغراب : الخير بوجهك وش هالأسلوب؟؟
عمر : هذا أسلوبي من عرفتني... تبي شي؟
عياف ابتسم : بشرني عنك...
عمر بهدوء : بخير .. وش سبب اتصالك عطني اللي عندك من غير هالمقدمات..

عياف : ههههههههه طول عمرك دمك حار... ابد دقيت اشوف احوالك وصلت الرياض بالسلامة؟
عمر بسخرية : يهمك هالشي؟
عياف باستغراب : طبعا يهمني مو انت ذراعي اليمين..

سكت عمر وهو يحط السيجارة بفمه..
وقال عياف : من صوتك باين انك بخير.. ما ينخاف عليك يا عمر بالعكس الغير يخاف علي نفسه منك
ما علق عمر .. وكل اللي قاله : عطني الزبدة وش مناسبة هالكلام؟؟
ضحك عياف : مافي مناسبة... دقيت اشوف اذا انت بخير دامني وصلت للجنوب بخير مع الشباب .. قلت ادق اشوف اخبارك

عمر ببرود ساااخر : مشكور هذي من أخلاقك العالية
عياف بلع سخريته وتغاضا عنها : طيب ما ودك تسأل عن الشباب؟؟

عمر بلا مبالاة : لا وما يهمني ..
عياف : والله انك قليل أصل.. اخوياك ذولي اللي معاك من سنتين عالحلوة والمرة وما تسأل عنهم

اعترف عمر وهو يدوس عالسيجارة برجله : ايه انا قليل أصل.. عندك شي ثاني؟؟
عياف عرف ان عمر مو في مزاااجه المعتاد : المهم عادل مو معنا.. حاولت ادق عليه ما يرد ، حاول انت يمكن يرد..

عمر : ولعنـه وش أبي فيه؟؟
عياف باستغراب.. وانقلب للعصبية لأن اسلوب عمر تمادى : عمر حسن ألفاظك..
عمر بكل قوة : عادل هذا مالي شغل فيه من اليوم ورايح سامعني...انا ما جيت الرياض عشان تقلق راسي بمشاكلك مع رجالك .. انا جاي هنا ارتاح فلا تخليني استخدم اسلوب ثاني معك يا عياف واغير ارقامي كلها وأخلي الأرض تنشق وتبلعني فاهمني..

عصب عياف : انت شفييييك هذا جزى اللي كان يساعدك؟؟
عمر : مساعدة ايش تلعب على مين انت؟؟
عياف : بديت تتنكر يا عمر اشوفك... اسلوبك هالايام مو معجبني
عمر : أنا ما تنكرت لأحد.. ممكن تخليني الحين انا تعبان وأبي ارتاح ..

هدا عياف وراعى شعوره : أوكي اذا اتصل عليك عادل او شي.. قوله اني حاولت اتصل عليه ولازم يجينا بالجنوب..
عمر : قلعة تاخذه هالملعون..
عياف : المهم هو قالي انه رايح للرياض بس ما قالي ليش... وقال انه بيلحقنا للجنوب فقلت اتصل عليك وعليه اشوف وصلتوا بالسلامة او لا..
عمر : وجاي تغثني بسيرته الحين..

عياف عرف ان عمر خلاص قفلت معه : انا بسكر مزاجك مو رايق..
عمر وهو متنرفز : دامك عارف انه مو رايق ليه مزودها... آخر مرة تدق علي عشان سالفة مالها معنى..

وقفل بوجهه..
وبكل قرف استدار راجع للخيمة .. الله لا يعيده من يوم اللي قابلتك فيه يا عياف !
::

مــرت فترة الليل سريعة..

عند باب الخيمة .. وقفوا سحر ومشاعل وشادن ..يودعون اروى ورهف .. اللي مشوا وهم يلوحون لهم بأياديهم ..
سحر اللي حاولت بهالجلسة تنسى اللي صار : بكرة من الصبح من بدري نفطر مع بعض... تراكم معزومين
رهف من بعيد : ولا يهمك... يلله تصبحوون على خير..

راحوا رهف واروى... والتفتت مشاعل لـ شادن وهي تفرك ذراعينها من البرد : بررررررررررد ، وين الدفا اللي كان بالنهار..
ضحكت شادن وهي تناظر ساعتها : الساعة تعدت الـ 1 .. نص الليل اكيد بيبرد الجو.. اجل وش بتقولين اذا دخل الفجر..
طارت مشاعل لـ جوا تدور بلوفرها العريض عشان يدفيها ..

دخلوا شادن وسحر بحذر .. لأن امهاتهم انسدحوا ينامون من فترة..
همست شادن بشويش : مشاعل بشويش امي ومرة عمي نايمين..
مشاعل ناظرت سحر وشادن وهم يستعدون للنوم.. باستغراب : بتناموون الحين يا دجاجات؟؟

سحر وهي تتثاوب لأنها على قومتها من الفجر .. شوي وتكمل 24 ساعة ، زاد عليها رجلها المصابة : انا تعبااااانة حدي ما اقدر اكثر من كذا.. تصبحون على خير..

واندست بكيسها جنب بيان اللي نايمة.. وتغطت ..
مشاعل وهي تناظر شادن : وانتي شادن بتخلوني لحالي؟؟
شادن اللي كانت تعبانة نفسيا وجسديا : نامي مشاعل عشان نصحى كلنا من الصبح... نامي حتى انتي صاحية من بدري..

استسلمت مشاعل وقررت تنام معهم ، رغم انها كانت تتمنى سهرة أطول جنب النار..
كلاها البررد.. وراحت تبحث عن شنطتها عشان تاخذ شي يدفيها .. بس اكتشفت انها ما نزلت شنطتها من السيارة !!..

طقت راسها بقههرر... وزحفت على ركبها بين الظلام..لين وصلت لـ راس شادن وهمست : شاادن نسيت شنطتي بالسيارة..
شادن وهي مغمضة عيونها : روحي خذيها..
مشاعل بهمس : وش بيوديني سيارة محمد بعيدة..
شادن بنفس الهمس : روحي خذيها تلقين الشباب نايمين الحين..

برطمت مشاعل .. وما لقت لها حيل الا انها تقوم وتروح تجيبها بنفسها ..

طلعت من الخيمة وسكرت بابها وراها .. وضمت نفسها من البرررد الجامد ..بلوفرها خفيف وما يحميها...رفعت شالها الأحمر القاني ، والملفوف حول رقبتها ..لراسها وتلثمت فيه عن البرد.. وسكرت أزرار بلوفرها عليها..

مشت ناحية مخيم الشباب اللي يفصله عن مخيمهم ساحة طولها حوالي 20 متر... تجاوزت هالعشرين متر بالظلام لين وصلت لمخيمهم.. ولقت انه هاااادي رماد النار من عقبهم ساكن..
ناظرت خيمة الشباب وسمعت أصوات واطية .. وهمس ومعها ضحك واطي.. عرفت انهم ناموا أو يستعدون للنوم..

كملت مسيرتها لسيارة محمد وهي بتتجمد من البرد... وش هالغباء اللي عليها ليش توها تتذكر انها ناسيه شنطة ملابسها بسيارة محمد...

وصلت لملعب الطائرة وجنبه سيارة محمد مركونة... لمحت شي معلق على عامود الشبك.. بس ما ميزته من الظلام ولا اهتمت.. يمكن واحد منهم ناسي جكيته..
راحت لسيارة محمد وهي تتعوذ بالله من الحشرات اللي ممكن تطلع لها بهالليل..

حاولت تفتح الدبة ماعرفت.. انقهررت وارتفع ضغطها..هذا وقته؟؟... تقفل السيارة يا محمد..

بقبضة يدها ضربت عالدبة بكل قوة من القهر.. وش تسوي ..
حاولت تفتحها من جديد لعلها ترحمها وتنفتح... ومن القهر شاتت السيارة برجلها مو رايقه لأي مقلب وهي بهالتعب... بموووووووووووت من البرد..

سمعت صوته يوصلها .. رفعت راسها باستغراب ومن بعيد شافت طيفه وهو يطلع من الخيمة.. ويطل براسه جوا وهو يضحك..
ويقول : بروح اجيب جكيتي ماني قادر انوم في هالبرد..
شافته يلبس جزمته اللي قدام باب الخيمة وهو واقف .. ومشى ناحيتها مباشرة... تخبت بسرعة ورا السيارة وهي تفرك يدينها من البرد..

راح خالد ناحية الملعب عشان ياخذ جكيته اللي ناسيه معلق عالعامود... سحبه وهو يتنحنح من البرد .. وحطه على كتوفه من غير لا يدخل يدينه فيه..

مشى راجع بس حس بحركة غريبة ..وقف وحواجبه معقودة... وميل رقبته يمين وشمال وهو يشوف طيف واقف ورا سيارة محمد ..
من غير تردد مشى لهناك..بخطا ثابتة... واستغرب يوم شاف الطيف يركض بالجهة المعاكسة عشان يدور حول السيارة ..

عرفها هذي حركاتها ..وقال بهدوء : مشاعل عارف هالشي .. محد غيرك

وقفت مكانها وهي تبلع ريقها..

خالد وهو يسحب بيده اليمين طرف جكيته اليسار على كتفه : وش تسوين هنا بهالوقت ؟؟

قربت خطوتين وهي لافه الشال على وجهها ما يشوف منها الا عيونها ..وبان عليها انها مترددة..
رفعت عينها له ونزلتها بسرعة من شكله الساحر بهالليلة.. ومن وضعية جكيته الموضوع على كتوفه بكل بساطة مع هالليل..

وقالت بتردد : أنا.. أبغى شنطتي... نسيتها بسيارة محمد..
رفع حواجبه : طيب ليش ما طلعتيها واخذتيها..

مشاعل : ما..عرفت افتحها.. شكلها مقفولة..

تحرك قدامها من غير لا يقول شي.. وغريزيا ابتعدت عن طريقه كم خطوة .. لأنه راح لباب محمد الأمامي وفتحه بكل بساطة.. وركب

مرت ثانيتن وسمعت شي ينفتح ورا ...نزل بعدها وهو يجذب الجكيت على كتوفه
ويقول : فتحتها لك خذي اللي تبينه وارجعي عن البرد..

فتحت الدبة وشالت شنطتها بصمت .. ورفعت زاوية عينها لأنه وقف على جنب السيارة ويده على الدبة.. وشكله كان يفكر بشي، وابتسامة واثقة كانت على فمه.. واثقة ، لكن غريبة !!

من غير أي كلمة مشت بهدوء ..لكنه صدمها يوم قال : الاتصال اللي جا للمستشفى... منك يا مشاعل؟؟؟
طلعت عيوونها بصدممة قووية.. وارتعدت شفايفها وهي ترمش بسرعة.. تبي تستوعب اللي قاله !!
فكرت تهرب وتركض.. بس اذا هربت بتكون بنظره... جبانة!!

بلعت ريقها وهي تصطنع البرود : أي اتصال؟؟

ضحك ضحكة ساخرة على الموقف اللي ما استوعبه الا متأخر.. وقال وهو رافع حاجب : انتي تعرفين أي اتصال.... غلبتيني هالمرة يا مشاعل !

اقراره ونسها .. ولا ردت وهي معطيته ظهرها لأنها عارفه انها غلبته هالمرة ما يحتاج انه يثبت هو هالشي..

خالد بهدوء قهر مشاعل لأنها توقعت ان اللي سوته بيعصب فيه : مشاعل انتي اكيد تعرفيني زين ما زين.. مو انا اللي تمشي علي هالحركات مثل الغشيم... بس هالمرة مشيتها بمزاجي لأن مالي بالمشاكل ولا وجع الراس..

فهمت معنى خفي من ورا كلامه.. مثل التحذير
وقالت تنكر رغم ان الانكار صعب : ما عرف أي اتصال تتكلم عنه..

ابتسم وهو يحك شعره.. ومشى وتجاوزها من غير ما يطالعها قاصد الخيمة : الزبـدة حركة مثل هالحركات مرة ثانية..مارح يصير لك طيب..

ودخل الخيمة .. وعم السكوووون مرة ثانية..
وقفت مكانها ثواني .. كان هادي بالنقاش..مثل عادته.. لكن الوعيد كان بصوته..
خالد مو من النوع اللي يستفز بسهولة..

ابتسمت بنعومة والبرد ياكلها .. بأي طريقة تبيني اتعامل معك ، وكل الطرق استنفدتها ؟؟!!
تدري يا خالد بكل المشاعر اللي اشيلها لك..وتدري انها من حجمها بتغطي هالكوون .. بس متجاهلها .. ومستصغرها.. وشايفهها تافهه..
ما تدري.. ان هالمشاعر تدمر قلوب.. وتحيي قلوب

لمت شنطتها لصدرها ومشت راجعه وهي متضايقة... ما بغت انه يعرف انها هي ، لكن خالد ذكي وفطين وهالحركات الملعوبة ما تمر عليه بالساهل..
تنهدت من قلبها وهي توقف قدام باب الخيمة المسكر..
ودخلت عشان تناااام..
::

مرت ساعتين ..
ومع مرور الوقت زاااد الليل ظلمة ..وبروودة .. القمر هلال ونوره ضعيف عالأرض ..
الساعة جاوزت 3 بعد منتصف الليل .. والكل نام وهنى بنومه من عقب اللعب اللي لعبوه..

ما عدا وحدة.. ما زارها النوم من التفكير والاحتمالات اللي براسها... شادن !... منسدحة في السليب باغ حقها وعيونها مفتحه ... الألم ينهشها من تجاهلات عمر لها... كانت تنتظره بفارغ الصبر.. لكنها صدمت بحواجز غريبة بينهم..عمر متغير!!... متغير كثير !!.. والسبب للحين مو واضح!
شالت مكالمة نهى من بالها ..
وش تسوي ؟؟ وش المفروض اللي تسويه؟؟... تواجهه؟.. تسأله ؟؟ تستفسر؟؟

تنهدت وقامت من فراشها ... وقررت تطلع شوي برا تشم هوا..

مدت يدها في الظلام تتحسس شالها العريض.. ولقته... قامت واقفه وهي تلفه حول كتوفها وجسمها ..تحمي نفسها..
مرت بحذر بين مشاعل وسحر النايمات ولقت طريقها أخيرا لبرا... طلعت وسكرت باب الخيمة وراها ..

رفعت عيونها للسما الظلمى .. ونجومها البراقة الكثيرة والمنتشرة بشكل لا يحصى.. المنظر روعة يخلي القلب يبتسم رغم حزنه..
استنشقت الهوا البارد وهي تسرح... فيه... وفي اللي ممكن يفكر فيه..
كان يحبها ...ما تنكر ..
كان يعزها ...ما تنكر..
كان يغليها... ما تنكر..

لكن سنين اربع مرت... ما تدري وش سوت بحاله وكيف غيرته!!

تحركت شوي وهي تتنهد قلبها الضعيف... ووقفت يوم سمعت صوت طرطعة الحطب جايه من جهة الشباب.. تعكر هدوء السكون...
ناظرت بذيك الجهة بتساؤل ..وركزت بعيونها عليه.. شافت طيف لهيب النار ينعكس على الأرض بتراقص...لهيب نار شابه وجنبها ظلال انسان جالس.

قادتها خطواتها لـ هناك بتساؤول مين اللي صاحي هالوقت... ومسرع ما جاوبها قلبها وعرفت مين يكون... هو الوحيد اللي يحب يختلي بنفسه في الليل وبهالوقت المتأخر ..بيعد عن العالم والناس.

ابتسمت بحنان .. ما ترك عادته هذي أبد ،، دايم يسرق عمره من الناس ويجلس لحاله يناجي حاله !

وصلت عند ذيك الجهة وكل ظنونها في محلها ... كان هو... معطيها ظهره وجالس قبال النار المشتعلة... ولاف يدينه حول رجوله والسكون عليه .. سرحان بشي تتمنى تعرف وشو... وبإيش يفكر بهاللحظات.
رغبة كبيرة اكتسحتها إنها تروح وتجلس جنبه... تشاركه همومه ..

نست نفسها وهدوءها.. وتحركت ببطء ناحيته .. وقلبها ينزف ألم ،، ينزف حب... ما تقدر تعيش من دونه ..ما تقدر تتحمل غيابه أكثر.

اقتربت كثير منه ..وقفت وراه بصمت.. وكل شعور يكتسح قلبها ويهزها..من غير رحمة...
عمر قدامها... قدامها الحين..
طاحت على ركبها ودموعها غزت عيونها بقسوة... وما لقت نفسها إلا تلمه من ورا ..بكل قوووة ملكتها ..


انصدم من اليدين اللي التفت حوله... تعصره عصرر بكل قوة تملكها ... وأنفاسها اللاهثة قريبة..أشعلت كل شي فيه...
ريحتها العطرية نبهته بوجودها قبل لا توصل... لكنه للحق... ما توقع هالحركة منها!!
حركة... خلته جاااااامد..
ما أصدر ردة فعل.. كل اللي سواه..عيونه المفتوحة على وسعها..ووضعية جلوسه اللي ما تغيرت..
كان مثل الصنم بين يدينها..

نزلت دمعتها وهي مغمضة عيونها وطاحت على كتفه..
قالت بهمس : وح...شتني عمر..

وكأن همسها وعاه ،، من لحظة كانت من أصعب لحظات عمره.. صوتها اللي هز.. كل كيانه...
رفع يده القوية.. ومسك يدينها اللي عند صدره... وبكل قوة فكها عنه قبل لا تتمادى أكثر.
وعاها عمر من الحلم الجميل اللي ما استمر ثواني.. بمسكته الخشنة ليدها ، التفت لها بنظرة ذبحتها ..

والتقـت عيونهم ..
عيونها المتألمة.. بعيونه الباردة..

عمر بهدوء : وش تبين؟
زادت لمعة عيونها بسبب تأثير شعلة النار.. وقالت تقاوم دموعها : ع...مر... أنا..

شافته يغمض عيونه بهدوء وقل صبر... وعطاها ظهره يواجه النار...حطت يدها على قلبها وهي جالسه وراه مثل الجريحة بطريقة تعور القلب... ليه .. ليه... ليه كل ردود افعاله تقول إنه ما يبيها ؟!!! ليه يعطيها ظهره ؟؟.. وهو عارف ان هاللحظة تحتاجه اكثر من أي وقت ثاني

عمر غمض عيونه بقووة وهو يشد على اسنانه.. ونطق بهدوء : تكلمي يا شادن؟... ليش صاحيه الحين؟؟.. فيه شي مزعجك؟؟
سؤاله صحيح عنها،، لكن ما حست فيه ذرة شعور... ما قدرت ترد... دفنت يدها وقبضتها وسط التراب ودموعها تموج .. من مشاعر.. هي ابد مو قدها .
حاولت تتكلم.. تنطق ... تعبر ... تصرح بكل شي وكل ألم يخلقه بتصرفاته.
ليته يلتفت ويشوف دموعها .. يمكن يحن... يمكن تلين قلبه اللي صار صخر.

قال وهو يناظر النار : إذا مافيه شي... روحي نامي .
ما قدرت تتحرك.. كيف تتحرك وتبعد عنه.. وهي انتظرت هاللحظة من اربع سنين..
شي يضغط على صدرها ... من متى يعطيها ظهره كذا؟؟ ... من متى... كان بمثل هالقساوة..معها؟؟

قالت بألم وهي تحاول توقف.. مثل الطير الجريح ..اللي ماعاد فيه حيل عالوقوف : جي....جيت أشوف... أخبارك... أنا...آسفة على إزعاجك

نبرة الدموع تفيض من كلماتها فيض...
غمض عمر عيوونه بقوووة وهو يحس فيها تمشي وتروح... وما بقى عنده... غير بقايا عطرها اللي علق..في ملابسه ..

وصلت شادن للخيمة بس ما دخلت.. تعلقت فيها وهي تبكي بألم.. وصمت.. من شعور الرفض اللي لاقته منه.
وين اللي كان يقول... غيابي ما يغير من واقع حياتنا شي... إنتي حياتي اللي أعيشها ..يا شادن!!
وغيابي مارح ينقص من غلاك وحبك ..شعرة!!... إنتي بس..انتظري رجعتي!!

طاحت عالأرض جنب الخيمة والتراب تبلل من دموعها ... وش الشي الكبير اللي يخليه يصدها كذا..ويبعد عنها ..

تذكر يوم جيتك برد.. أبي حضنك يدفيني
رجعت وخاطري منك.. صقيع البرد في جوفه
تذكر ثورة اشواااقي.. ولهفه قلبي وعيني
على شوفك تسابقني.. خطاوي الشوق ملهوفة
تذكر حرقة غيابك ..ونار البعد تكويني
تذكر من على همه.. حمل همك على كتوفه
تذكر كم دعيت الله.. يحفظ خطاك وتجيني
بعيد انته وأنا مدري.. وهمي يصفق كفوفه
تذكر كم سهر طرفي.. وحار الدمع في عيني
وكم لجلك وهن حالي ..وزهري شانت وصوفه
أنا من كثر ما أحبك.. جهلت اللي يناديني
ومن زود الغلا قلبي.. عشق زلاتك العوفه
أخبي لك بعض شوقي.. وادس الورد بيديني
لجل ما اخترع عالم.. تحير العين من شوفه
أمـــوت بداخلي واضحك.. إذا في يوم تلفيني
أبين لك فرح وجهي.. واداري عنك ظروفه
جعلت القلب له روضة ..زهرها أجمل سنيني
سقيت ترابها بدمعي.. رعاها صدري بخوفه
غربيه كيف ما هزه.. وداع النور من عيني
غربيه كيف ما زلزل.. بكايه أرض تحوفه
جمد قلبي على بابه ..ووردي مات بيديني
رحلت وخاطري منه ..صقيع البرد في جوفه

::



يتبــع..


الساعة الآن 12:04 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية