منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   القصص المهجورة والغير مكتملة (https://www.liilas.com/vb3/f837/)
-   -   لاتبكي ، للكاتبة : عيون القمر .. (https://www.liilas.com/vb3/t86736.html)

♫ معزوفة حنين ♫ 30-08-12 12:25 AM




عادت الكاتبة لاكمال الرواية ..
تضل مغلقة حتى نزول البارت ..



♫ معزوفة حنين ♫ 04-09-12 12:55 AM


الجـــــزء 40 ..
------------------

مشاعل دخلت دورة المياة المكان الوحيد اللي تقدر تلتقط فيه أنفاسها ..
كانت أنفاسها مسمووعة وصداه يرجع لها..ومن حسن حظها ان دورة المياه خالية.. قامت تتنفّس كأنها راكضه لها سنة ..
نظرراااته كانت ثاااقبة ..كانت مركّزه عليها بشككل يرربك... عُقدة حواجبه ذيك خلّتها تشك إنه عرفهااا..
وشلوووون ما فكككرت انه احتمال يكون موجود !!!
غبييييييييية... !!
مو وقته والله !
مو وقتـه تخلينه يعررررفك !!

فكت طرحتها وغسلت وجهها وقلبه يددق بجنون ما تدري ليش !!
وش بيصير لو عرفها ...بيخرب كل مخططها !!؟
لا ..
لا .... ماتبيه يكشفها بهالطريقة السخيفة ..

رفعت راسها للمراية وهي تشوف وجهها يقطر وعيونها تلمع ببريق ..
مستحيييل يكون عرف ...مستحيييل !!
وأنا عارفه انه مو متوقع وجودي أصلا..... ما رح يخطر على باله وجودي !! أبدا أبدا ..
هالفكرة طمّنتها ...

رن تلفونها بشنطتها وانقطعت افكارها..وبيدها المبللة طلعت الجوال : هلا..
رنا بعجلة : ويييينك ؟؟
مشاعل : رحت دورة المياه ..
رنا : طيب كان قلتي ...جلست احوس عليك...ويوم ما لقيتك دخلت عشان القى مكان..يلله ثواني ويفتتحونه..
مشاعل : اوككي...

سكرته وطلعت بسرعة ...وأول واحد قابلته بطريقها سألته عن المكان..
راحت لين وصلت ..باب كبييير ..بني أنيق مفتووح على مصراعيه وعرفت انه مدخل القاعة ..


مشت بسرعة واندفاع ناحية الباب وكل همها انها تلحق على مكانها .. والنتيجة انها تواجهت وياه عند المدخل بالضبط ..شهقت من الروعة وبغت تغوص بحضنه.. لولا انتباهه وفراسته تراجع على ورا وهو مررتاااع بسرعة ويديه تطيح على كتوفها من غير قصد عشان يخفف من اندفاعها ... ثبّتها بحركة اتوماتيكية لا شعورية وهو يناظرها مرتااع من اندفاعها المجنوون..
وقفت غصب وصدرها يطلع ويهبببط بصدمة.. وبتوترر رفعت يدها ومسكت البطاقة اللي على صدرها..واللي تشيل اسمها ..والجهة اللي تتبع لها وهي معهد التمريض..غطّتها بأصابعها تحاول تغطي الاسم قبل لا يقراه ، بحركة ما تحسسه انها تحاول تخبيها .. وعيونها على وجهه القريب اللي يقتلها مليون مررة والعقدة اللي انرسمت بين حواجبه.. ويديه اللي مستقرة على كتوفها من الجهتين سلبتها القوووة.. هاللمسة ما استمرت الا ثانيتين ..بس كان تأثيرها قووي عليها شللع قلبها من مكانه...ما تدري وش تفسر لحظة الصمت هذي .. هي تطالع بعيونه وما فيها تنطق بحرف لانها اذا قالت كلمة بيعرفها مباشرة..

قال بصوته اللي رسم معه ابتسامة اعتذار مؤدبة.. عقب ما امتص درعمتها ..وحط الغلط عليه : اعذريني اختي ما انتبهت !
رمشت كم مرة واشوى انها كانت مغطيه عيونه بطرف الطرحة الخفيف عالاقل يشوّش الرؤية عليه وما يلاحظ انها هي !
هزت راسها نفي بمعنى " عادي" .. وما تدري اذا فهمها .. وهي بس تبيه يبعد وما يطول هاللقاء اللي ينهي كل ذرة ثبات فيها .. قلبها قام يرجف نبضات .. وكرهت هالاستجابة منه !!
يا رب ما يلاحظ انها هي .. يا رب .. يا رب...

لكن انخطف لونها يوم حكى.. وأيقنت ان خالد طول عمره نبيه وهالموقف مو استثناء : طالبة التمريض؟
رفعت عينها بتووتر لعيونه الحاذقة وما نطقت.. يا رب ما ينطق اسمها...يارب... رنا ليه قلتي اسمي قدامه....ليييه !!! مارح تنطق... ما رح تنطق... خله يحس انها طرررماء بس مارح تنطق بكلمة ..
خالد بهدوء وكأن فيه شي شاغله : انتي اللي قبل شوي ؟
فهمت انها لفتت انتباهه يوم هربت قبل دقايق..ولعنت الشيطان.. والبلا ان رنا نادتها بمشاعل..
هزت راسها نفي ولقت نفسها تتكلم من خشمها بصوت غريب غير عن صوتها المعروف : لا !
مرّت لمحة ابتسامة على شفاته الحلوة..حفرت الغمازة العميقة بخده اليسار.. وكأنه كتم ضحكة كانت بتنفجر..بسبب صوتها.... ايييه والله مارح أخليك تعرف اني مشاعل..
خالد تراجع عنها يعتذر بشكل خوّفهاا : شبّهت عليك أسف !!
الله يسترر !!.. سوّت نفسها مو عارفه قصده ... وقررت توهمه انها مايعه وما تحكي الا انجليزي ... هذا ابعد شي عن شخصيتها الحقيقية ..! البنت المايعة...
غيّرت من نبرة صوتها مرة ثانية ..وبشبه دلع : اياااام سووورري (بترقيق الراء) ...(وحاولت تتحرك عشان تمر ) اكسكيوز مي ..؟..
عقد حواجبه للحظة خاطفة من الصوووت النااعم وجرعة الميوعة اللي فيه... ومشاعل حبست انفاسها... ان شاء الله يخق مع صوتها بس ما يعرفها ...
بس خالد أنهى اللحظة ...وابتسم بأدب وكأنه محى هاجس غبي اشغله الدقائق اللي راحت..: تفضلي .. (وهو يفتح لها ذراعه ناحية المدخل عشان تمر )
ما توانت لحظة انها تدخل وتختفي عن عينه..

خالد اللي تابع البنت بعيونه .. استغفر ربه وهز راسه من الهاجس اللى سيطر عليه قبل دقايق ..
مستحيل تظهر لك هنا.. !! وش قاعد تفكر فيه انت..!!
فكرت فيها يا خالد لدرجة تتخيل وجودها في مكان مستحيل تتواجد فيه.. تأنيب الضمير لاعب فيك للحين !!!
جاه رنين جواله.. اتصال من جمال خلاه يتناسى كل هاجس غريب راااوده من دقايق ..وتحررك بسرعة لسيارته بسبب نسيانه لـ سي دي مهم......
وهو يرد عالجوال : دقيقة ورااااجع !
جمال بهبااال : يالداااج يالملكع تقولي بروح أجيب سي دي وأنا اقزززك تحاكي وحدة ورا البيبااان !!
ضحك خالد غصصب وهو يدس يده داخل السيارة : إلــهي صبّرني على هالآدمي !! .. وشلون قززيتني متأكد إني ماخذها ورا الباب على قولك عشان محد يشوفنا ( يجاريه بسخرية)
جمال : قليل خاتممة ... ( رجع لطبيعته) .... يلله تعال
خالد: لا تستعجل .. خطابنا مو بالبداية يبيلنا بعد نص ساعة او ساعة الا ربع.. قدامنا الوقت..
جمال : أنا عارف .. برضو استعجل مو حلوة تدخل وهم بدوا
خالد : بسببك تدري... كنت أقولك انزل والسي دي بيدك وبالأخير تنساه !
جمال يقهره : اقول إلفقه وانت ساكت المفروض تشيله وسط ملفك..مو ملزوم فيك
خالد وهو يتأفف : استغفر الله بس... يلله يلله قفل هذاني راجع..


جلست مشاعل جنب رنا بالمكان المخصص لهم ..وبسبب الظلمة على مكانهم رفعت الطرحة لفوق.. والإضاءة كانت مسلطة على المقدمة اكثر شي حيث صاحب كلمة الافتتاح وعرض البروجيكتر على شاشة كبيرة ..
رنا : تأأخخرتي.. خفت تكونين ضعتي !
مشاعل وقلبها مضطرب وهي تسب خالد مليون مرة بخاطرها عاللي هي فيه... همست بتفرييغ : ..لو تدرين بس !
رنا باهتمام لأن مشاعل قالت الكلمة من غير لا تحس : ايش ؟؟
انتبهت مشاعل على عمرها .. وحاولت ترجع طبيعية : هااا.. ولا شي... بغيت ادعم في واحد عند الباب.. جلست اعتذر له عشان كذا ،
هاللحظة ارتد نظر رنا للباب البعييد الموجود بالأسفل لأنهم جالسين بمكان عالي يشبه المدرج.. وطاحت عينها تحديداً على خالد وهو يدخل من الباب.. وقالت : بغيتي تدعمين بهذاااا ، صح ؟؟
رفعت مشاعل عينها بعفوية لجهة الباب اللي دخلت منه.. وشافت خالد يبتسم للي يعبر من جنبهم باحترام انييق وبيده شي صغير... ارتااااعت : يمه شلون عرفتي ؟!!!!
رنا بابتسامة : مدري طاحت عيني عليه وهو يطلع وانتي تدخلين عقبه... يعني توقعي صح ؟ ترا قلتها صدفة هههههه !
ضحكت مشاعل معها وهي من داخل تررجف وتدعي ما تكون ذيك النظرة مجرد تلاعب فيها .. وهو بالأساس عارفها.. لا تسويها فيني يا خالد.. لا تخليني مثل الغبية .. ان كنت عارفني قولها بوجهي !!
رنا : مشاعل !
مشاعل وهي تتابع خالد بعيونها وبالها شارد : هممم ؟
رنا : شكله دكتور !
ما ردت مشاعل وهي تشوف خالد يجلس بكرسي مخصص له.. بين زميله بالمستشفى اللي نست اسمه .. وواحد كبير كان هو د. نايف.. كان مبتسم لزميله اللي قام يهمس لخالد بشي في اذنه .. خلاه يضحك وهو ينزل راسه للأرض وكأنه يحاول يسيطر على ضحكه !
وبينما كلمة الافتتاح المملة بنظر مشاعل مستمرة .. همست رنا اللي كانت تراقب الوجيه اكثر من الكلمة : حلللمي أتزوج دكتور... اه يا قلبي !
مشاعل باستغراب كبير : ليش؟؟
رنا : مدري من وانا صغيرة أشوف الدكتور شي غير... وكبرت على كذا ... يمكن بالنسبة لك شي غبي !! .. عادي لا تستغربين احلام الناس تتفاوت هههههه !

ابتسمت مشاعل ابتسامة ناعمة.. وبنبرة لطف لها معنـــــى : إبعدي عنهم ! ..
رنا بحيرة : ليش؟؟
مشاعل وعيونها اتوماتييكيا تتجه مثل السهم لمكانه..ما قالت شي غير كلمتين : قلوبهم جامدة ! وما عندهم اهتمام غير الشغل... وش تبين بواحد مثل كذا !
دققت في خالد بدون ادرااك ...كان مستند على مسند الكرسي الجلدي والفاخر على كوعه .. وقبضته تغطي فمه بوضعية أنيقة وكاريزما .. وثقة ما تخفى على احد.. وعيونه وسمعه مركزيين مع صاحب كلمة الافتتاح وإلقائه.. كااان يشد يشششد مثل المغناطيس.. بطريقة عورت قلبها وهي تشوف انها تعجز تكسر هالشعور .. هي اضعف منه.. ولازالت تحاارب وبتستمر لما توصل للهدف اللي هي حددته وبدت فيه..
هاللحظة كأنها تشوف نسخة جديدة من خالد.. بالجدية والتركيز اللي عليه..
شالت عيونها من عليه وسلطت اهتمامها على اللي ينعرض عالشاشة والخطابات اللي تتوالى..


قدامهم بصف واحد.. كانت ياسمين وصديقاتها جالسين يسمعون .. وهند تسأل بحماس : متى دور حبيبنا؟؟
ياسمين ابتسمت وعيونها على خالد اللي كان واضح عليه يستعد لشي : أتوقع الجاي! ..
هند : ابي أشوف وقفته.. هالشي اللي انتظره..
ياسمين : هههههه مارح يطول صبرك.. ( وعفويا توردت خدودها بسبب ذكرى)

انتبهت سناء لوجه صديقتها .. ونغززتها : وش سر هالملامح !؟؟
هند اللي لاحظت احمرار خدود ياسمين... ، قالت بنص عيوون : ياسمينوو أنا اقول من الصبح انتي مو طبيعية .. وش صاير من ورانا ؟؟
ياسمين بنعووومة : مو شي مهم ..
هند بسخرية : أشم ريحة خيانة ..
ضحكت ياسمين : مافيييه وش فيكم !

قالت سناء : I don't believe u ..(ما أصدقك )
هند بهممس : وانا بعععد..
ياسمين : انطمووا خلاص.. رح يقدمون مستشفانا الحين..
سكتوا غصب وهم ينصتوون ..

ومشاعل كانت تسولف مع رنا بالهمس .. القاعة كبيرة مرة ..نصها الخلفي مدرج ..مخصص للجنس الناعم.. وأغلب الحاضرين فيه دكتورات ، وطالبات طب وتمريض .. والبنات جالسين فيه .. مشاعل ورنا ماخذين مكان واضح.. الجزء الأمامي اللي يملاه الرجال كان مثل الأقواس اللي يواجه الستيج وشاشة العرض.. وخالد جالس في قوس جانبي اللي يساعد إنه ينشاف.. كان الملل بدا يسيطر على مشاعل بالتحديد كون الخطابين اللي مروا روتينية وما فيه اللي يحمسها..
رنا بضحك: مااااش الملل وااااضح !
مشاعل وهي غايصه بجلستها كأنها في صالة بيتهم : ما عجبوني .. كله كلام إنشائي .. لولا العرض اللي لهااني كان شخرت من النوم
رنا : ههههههههه لسا تونا في بسم الله..

كانت مشاعل تناظر رنا وتتذمر ..ما توقعت تحس بالطفش بهالسرعة .. سمعت تقديم جديد .. واللي لفت انتباهها اسم المستشفى اللي انذكر...
التفتت لا شعوريا ناحية الستيج البعيد.. وصابها استغرراب ودهشة يوم شافت خالد بشحمه ولحمه يشق طريقه بين الصفوف.. بنفس الهدوء والثقة العجيبة ..
طلع الستيج وهي تتابع بعيون مذهوولة وكأنها مو فاهمه وش بيسوي..
همست رنا بضحكة : اللي بغيتي تدعمينه !!
ما علقت ..وهي مصنمه تناظره وهو يثبت المايك على اذنه ..
وبهمس حيرة تبي تفهم : وش بيسوي الحمار ؟
رنا باستغراب : حمار !! ..... ( ناظرت خالد بابتسامة) .. هالمستشفى سمعته زينة ... بس شكله صغير ولا أنا غلطانة؟ .. تحت الثلاثين شكله؟..حمااااس
مشاعل تملّكها الصممت غصب : .................!

قدامهم بصف واحد..
هند بخقة: لبى قلبك والله !!
سناء باستخفاف : هههه أعصابك !

ياسمين كانت صامتة وهي تسمع غزل هند وتعليق سناء بالمقابل .. وكل اللي تسويه انها تناظره ..بابتسامة ناعمة... وتتذكر اللي صار اليوم الصبح... من غير ما تقول شي.... شعور واحد تحس فيه... الفخر ، وشي ثاني !

بلحظة عفوية ..طاحت عيونها مباشرة بعيون خالد اللي رفع عيونه للحضور عشان يبدأ .. وابتسمت من بعيد تشجعه وكأنها تقول له شي بلغة الصمت .. رد لها خالد الابتسامة من بعييد .. ثم ابتدأ السلام والصلاة على رسول الله بطريقة إلقائه اللي ما يختلف عليه اثنين..
صديقات ياسمين كلهم قدروا يلقطــون ابتسامة خالد المتوجّهة ناحيتهم.. وكلهم ..بشكل عفوي التفتـوا لـ ياسمين اللي حمررت من هجومهم بالنظرات ..
فوقهم بصف... مشاعل لاحظت بالمقابل ابتسامــة خالد اللي كانت ذات معنــى.. والحين بس..، انتبهت ان اللي قدامها بصف ..هي حبيبة خالد وصديقاتها ما غيرهم..
كتمت شعور العلقم الي سيطر عليها وهي توهم نفسها ان اللي شافته ما يمثل الا خيالات وأوهام..وأصلا ما يهمها... وبلعت أوجاع وحافظت على هيئتها اللامبالية بصعوبة...

قدّم خالد نفسه باسمه الكامل ..وتخصصه... ووظيفته... وابتدا عرضه على البروجيكتر بالقاء ما تردد فيه ولا ثانية ...
رنا انتبهت لـ شي ..يوم قال اسمه... التفتت لمشاعل بهدووء واللي كانت جامده بنظراتها وشكلها..!
رنا باستغراب : ... اسم عائلته نفس عائلتك .. تعرفييينه ؟؟
مشاعل بجمود وملل : ..لا ...!
رنا بحيرة : .. أخاف يقرب لك من بعيد ..!
مشاعل بهدوء : .. يمكن ...أول مرة اشوفه !
رنا بفرح : الله ونااااسة ..
مشاعل وهي تناظرها بحيرة : وش اللي يونس ؟.. انهبلتي ؟
رنا بضحكة : هههههه .. معقولة يكون يقرب لك من بعيد ولا تدرين..؟
مشاعل بعصبية خفيفة : .. وان كان يقرب لي من بعيد وش اللي بيخليني اعرفه.. انا يالله اعرف اخواني وعيال عمي .. هذي حدودي..
رنا بضحكة استغراب : ههههههه وش فيك ..امزح..
مشاعل : انتي من شفتي هالدكاتره وانتي مخك مضرووب..
رنا بابتسامة : يحق لي حلمي قرب يتحقق.. ما تبيني انبسط ..
مشاعل : انبسطي ..بس خلينا نسمع ...
وقطعت الحوار ورجعت تتابع خالد بتركيييز مضاااعف..

أما قدامهـم بصف... عند ياسمين وصاحباتها ..وعقب ذيك الابتسامة الغريبة...
قالت هند بحنق : طييييب طييب الوعد عالعشاء.. لازم اعرف قصة الابتسامة ..
ياسمين تحاول تبدد الموقف : مافيه قصة ولا هم يحزنون .. وش فيكم انتوا ؟؟؟
سناء بضحكة : أنا رح اقول ما يهمني الموضوع.. بس الله يعينك على تحقيق هند !!
ياسمين ابتسمت : هههههه مجنونات خلاص أوصص !
هند بتحذير : لا تتوقعين اننا بننسى.. الوعد على طاولة العشاء..
ياسمين وهي تتنهد : هند مافيه شي يستاهل.. خلاص هدوء عن لا نزعج اللي حولنا ..

كان صوت خالد يررن عبر السبيكرات الكبيرة الموجودة بأركان الصالة الفخمة والضخمة ..
خالد اللي كان مسترسل بشرح بعض الصور عالبروجيكتر : من أهم رسائلنا السامية اللي نحاول نصدّرها للمستشفيات الأخرى هو توسيع مفهوم دور المستشفى التقليدي حتى يكون مواكب للتطور في عالم الطب والتقنيات اللي انتشرت في العالم المتقدم ..مثل دول اوروبا وامريكا الشمالية .. (التفت للحضور وهو يبتسم مع ضغطة زر بالريموت اللي بيده انتقلت فيه لصور جديدة من العرض) .. وهدفنا القادم اللي جالسين نعمل عليه هو فتح قسم جديد للأمراض النادرة والمستعصية..وبيكون أول قسم يعنى بهالنوع من الأمراض في المملكة كلها.. مع استيراد تقنيات حديثة ومتطورة لأول مرة تستخدم هنا..وطبعا بوجود كفاءات شابة قادرة على تحمل هالمسؤولية...مع تقليل الاعتماد على العنصر الاجنبي....

بالنسبة لـ مشاعل..كان الخطاب هالمرة مختلف... ما تدري ليش ! ..شاااادّها لأبعد شي..ماخذها التركيز معاه..
ما تدري ..هل لأنه خالد اللي كان يتكلم...ويشرح .. أو لأنه يتكلم عن مستشفى يعتبر هدفها القادم ..!
كان السبب الاثنين سوى ...
بالنسبة لها ..أول مرة بحياتها تشوف خالد..بهالوضعية .. هي تدري انه ناجح وربي معطيه قدرات ما عطاها اياها..لكن ان تشوفها بعيونها حست ان اللي كانت تعرفه عن خالد ولا شي...
تركيزها تضاعف بعد .. لأن خالد كان يشرح امور تتعلق بالمستشفى اللي هي ناويه عليه.. خبراتهم..توجهاتهم..خدماتهم.. ودورهم بالمجتمع.. كله شدها وهي تجمع اكبر معلومات ممكنة بوسط ذاكرة عقلها... هذي فرصة ذهبية ولازم تستفيد منها...
انتهى العرض عقب نص ساعة تخللتها مناقشات من بعض الحضور وآراء مختلفة ... وبالنهاية قدّم خالد الدكتور نايف اللي كان بيلقي كلمة بسيطة على نهاية عرضهم ..
هنا مشاعل ركّزت على الرجال الكبير بالسن اللي طلع الستيج ووقف جنب خالد.... وعرفت اخيرا انه صاحب المستشفى اللي يشتغل فيه خالد...واللي هي قد مرة اتصلت فيه .. يوم ترجّته يعطي خالد اجازة ذاك اليوم ...قبل روحة البر بليلة ...اذا تذكرون !!

هاللحظة مرت ابتساااامة غريبة وسط الجمود على فمها ..وهي تطالع هالرجال اللي الطيبة تنبع من ملامحه...
وايقنت فعلا ان جيّتها هنا اليوم..مارح تطير عبث... لأنها بتقربها لهدفها... وانها لازم ما تضيّع الفرصة.. شلون والدكتور نايف قدامها مباشرة ..،،
وانتهى دور خالد..وبدا غيره..ومن عقبها ومشاعل ما تسمع لشي...وكأنها سمعت اللي يكفيها لحد الآن ..
كان مودها ومزاجها على وشك يزين مع الأفكار الايجابية اللي تحاول تشحن نفسها فيها...بس سوالف وهمسات قروب البنات اللي قدامها رجع يوتّر لها أعصابها .. حبيبة خالد .. وصديقاتها ..!

هند بغرور : لو الموضوع مسابقة كان حبيبنا فاز بالمركز الأول وبجدارة ..
سناء : ههههههه وبعدين معك .. خلاص دوره خلص من ساعة..وانتي تعيدين وتزيدين..
هند : وش اسوي احس بالفخر يختي..
سناء : انا بصراحة ما ادري ليش انتي طايره فيه لهالدرجة ... مافيه زود ترا..اللهم الغمازة وثقة النفس اللي فيه..ذاتس ات ..
هند : وش يدريك بالزين انتي .. وحدة ما تعرف تفصل العربي عن الانقليزي ..خليك بمصيبتك ذي احسن..
سناء عصبت شوي : .. شت يور ماوث ! ...(لفت لـ ياسمين اللي ما كانت تعلق على طقاقهم ) .. ياسسسمين شوفيها !!
هند : ههههه بزر قسم بالله .. ما قلت غلط هذا واقعك المزري للأسف..
لا شعوريا ..سناء كفخت هند على راسهاا ..

ياسمين عصصبت عليهم شوي : هييييه ترانا مو بالبيت.. مو وقته !!
هند بعصبيــة : طيب الوعد على العشاء....


مشاعل اللي طفى الحماس عندها ومن قرقة البنات اللي قدامها .. وشعورها بياسمين بينهم .. اللي ما تدري لأي مدى احتلّت قلب خالد...
شافت ساعة يدها ولقت انه باقي ساعة على نهاية المؤتمر ..ومافيها تجلس اكثر..قامت واقفه بصمت وهي تشيل شنطتها معها ..
رنا بسرعة واستغراب : على وين ؟
مشاعل باختصار : بطلع !
رنا : وين بتروحين ؟
مشاعل : بروح اشم هوا...اختنقت ..مافيني اجلس اكثر..
رنا بقلـق لأن مشاعل كان واضح فيها شي : وش فيك؟..
مشاعل وهي تتحرك وسط الظلمة وقدام صف الجالسين : .. مافيني شي..بس مليت...
وابتعدت بعيد وهي تمشي بحذر.. وما عطت رنا فرصة تسأل...
نزلت المدرج بحذر بينما كان فيه واحد جديد يتحدث على الستيج....وهي تتجه للباب ..اقتربت من القوس الجانبي اللي يجلس فيه خالد وصديقه والدكتور نايف ... كان لازم تمر من وراهم حتى توصل للباب اللي قريب منهم ... كمّلت مشي وهي ما تحاول تناظر خالد اللي تقدر تشوف جانب وجهه .. وهو يتابع العرض باهتمام ويده على رقبته...
رح تمر وتطلع بسلااام... تحتاج اكسجين تعيد فيه التفكير ... لكن خالد التفت ناحيتها بشكل مباغت ..بشكل عفوي ويده على رقبته... ونظراته يعتليها الهدووووء..
لكن مشاعل هاللحظة الأولى فزّت من راسها لساسها ..ونظراتها تتعلق بنظراته وسط العتمة الخفيفة بهالجهة ..ولقت يدها تتعلق بشنطتها أقووى...
قطعت نظراتها فيه .. ورجولها تسرّع بالخطى أكثثرر...
وما وعت على نفسها الا وهي تسب عمرها يوم طلعت من الباب للممر الفاخر المضيء بأنواع الثريات عكس الظلمة داخل...
متى تقدر تسيطر على ردود أفعالها ... ليش خافت كذا.... ما عرفك يا حمارة ما عرفك...!!


داخل القاعة ..
خالد وهو يرد بنظره للستيج ..بهمس فحيح : .. اعوذ بالله من الشيطان !
ناظره جمال باستغراب : وش فيك ؟
خالد وهو يهزّ راسه بيأس....وضيـق : فيه بنت هنا ذكرتني بوحدة أعرفها !
جمال بحواجب مرفوعه : بنت؟ ..وين؟
خالد : اللي مرت ورانا قبل شوي ..
جمال : ما فهمت ..ليش؟
خالد بسخرية : اللي بغيت ادعمها عند الباب وانت صدتني..اتوقع عرفتها الحين ..
جمال ضحك : هههههه..ام شنطة كحلية كبيرة ..
خالد بسخررية : بللل عليك.. قزيتها وانا ما لحقت ..
جمال بضحك : هههههههههه... بلاها ؟
خالد : ما بلاها شي...بس كشّت يوم شافتني..واللي يبدو لي ان طلعتها تحولت لـ هروب..
جمال تنح شوي...بعدين ضحك وهو يحاول يخفض صوته : الله واكبرر... الحين يالمغرور تضايقت إنت عشانها كشت منك...يجوز تكون ما ارتاحت لك... ما حبتك ..كذا من الله..
خالد بنظرة جانبية : .. وليش تكش مني... اعرفها انا يالغبي..؟.
جمال بلؤم : يجوز ما حبت عرضك ونقاشك .. ما دخلت مزاجها ..ما رقت لها... غصب تجوز لها ويا وجهك ..
خالد باستسخاف لحكيه : انا ادري ودك تنرفزني بس حامض على بوزك ..
جمال : هههههههههههههههه..


برا القاعة ..
حاولت مشاعل تبتعد عن القاعة أبععععد شي... والحين اعصابها تزيد توتر .. من صدفت خالد هنا.. ومن طاحت عينه عليها ثلاث مرات .. وهي متوترة .. وجوده متعب متعب ..لأبعد مدددى...
ماتبي مخططها يخترب ..وهي بنص المشوار..ما بعد وصلت للي تبيه.. لا ..مو خالد اللي يعفسه وبسبب صدفة غبية !!
حست بالتعب يزداد وقررت تطلع تشم هوا نقي... بس وين بتروح...أكيد في مكان بهالفندق تقدر تطلع وتجلس فيه ..
ما ترددت كثير... تحركت في المكان والممرات الكثيرة ..وابتعدت عن مكان المؤتمر.. لين شافت لوحة جنب واحد من الاصنصيرات تشير الى مكان حوض السباحة ..ابتسمت لأنها لقت مرادها... ومشت للباب اللي يطلع لبرا ...
طلعت لمكان سحري...جميل .. بأنواره الهاديه مع المساء .. مكان هادي مافي ناس غير عاملين اثنين من الفندق يرتبون بعض الجلسات اللي فيه ... ارتاحت اكثر يوم ما لقت احد.. تقدمت من المسبح الكبيير والصاافي ..كان خالي محد يسبح ..أنوار صفرا تتلألأ من داخل الحوض اللي كان شكله مثل المااسة.. يسسسطع....تشوف عمقه العميق من صفاوته... لا شعوريا نزلت عند الحافة ومدّت يدها للموية اللي توصل للحافة تماما لدرجة ان بعضها يطلع على برا...
لمست سطح الموية بأطراف يدها ..وسرت برودتها في أعصابها ..انتفضضت.. بعذرهم محد يسبح هالوقت..
سمعت صوت عامل وراها يوم شافها شبه جالسه عالحافة : مدام..بي كيرفل ..... (كوني حذرة)
رفعت راسها ..وقامت واقفه بهدوء : سوري..!
العامل شاف البطاقة اللي شايلتها على صدرها ، وفهم إنها من الضيوف اللي تبع المؤتمر ..قال بأدب وبالانجليزي : صالة العشاء ليست هنا.. انها مع الباب التالي لحوض السباحة ..
تلخبطت شوي تحاول تستوعب كلامه ... ولقطت كلمة دينر .. (العشاء) .. فعرفت انه يقصده .. وسألت بالانجليزي بكلمات خفيفة : دينر ؟...وير ؟
اشار لها بيده يحاول يوصف لها ..وفهمت ان فيه باب قريب من هنا ..لازم تدخل منه ..وبيوديها لصالة العشاء ..
شكرته : اوكي ثانكيو..

ابتسمت بأدب : نو بروبلم ...
وراح عنها ..صارت لحالها بهالمكان الهادي... ولقت نفسها مو متحمسه لا لعشاء ولا شئ...كانت الصراحة متحمسه لهالجزء من السهرة ..بس الوضع تغير من بدا الجد... وعلى إنها ما تغدت زين..الا انها مو مشتهيه ونفسها مسدوووده..
اقتربت من المسبح مرة ثانية وهالمرة جلست على مقعد التشمس وعيونها على الانوار الصفرا اللي معطيه المسبح الفاخر منظر خرافي ..انعكست الاضاءات على عيونها وسرحت فيها ..
وجلست تفكر في نفسها.. وفي وضعها...وفيـه..
شهر واحد يفصلها عن الانتهاء من الكورس المكثف اللي تدرسه الحين...شهر واحد هل بتقدر تثبت نفسها فيه..وتنتهي منه بمستوى يخولها انه تدخل ذاك المستشفى اللي يبحث عن الكفاءات ولا غيرها..!!!؟؟
مافيها تفشل..لأنها اذا فشلت...مارح تلوم خالد على النفور منها... وبتقتنع جد انها وحدة غبية ما تنفع لشي غير اللعب والطيش ..! وهي مصره تثبت لخالد غلطه .. وترد له كلامه الجارح اللي تلفظ عليها فيه..
مع وصولها لهالنقطة... نزلت راسها لحضنها وعيونها تدمع من ذيك اللحظات الحااامية اللي انفجر في وجهها..وقال اللي قاله من كلام هزها وجرحها يوم قارنها بوحدة ... هي تكرهها... كلماته تتردد في بالها من ذاك اليوم... بنظره هي غبية ..وبدون طموح..وبدون ثقافة...وبدون هدف...
طول الايام اللي فاتت كلامه الجارح كان الوقود اللي تدفع نفسها فيه لين وصلت لهالمرحلة وغضبها واصل أقصى حد !!
لازالت تنزف من داخل بسبب كلامه ذاك... رغم انه هي اللي اجبرته يقوم ذاك الكلام حسب ما قال...استفزته وعصبّت فيه ..
نزلت اللثمة يوم ما شافت فيه احد حولها .. واكتفت بلفة الحجاب لعلها تتنفس وترووق ...دّنقت للبطاقة المستطيلة اللي تشيل اسمها . وانعكاس النور الأصفر الساطع من الحوض..منعكس على دموعها اللؤلؤية ...


مررت الساعة بسرعة ..وانتهى المؤتمر بكلمة شكر من اللجنة المنظمة للحضور ...على التصفيق من الكل...بما فيهم رنا اللي قامت تصفق بابتسامة وهي تحس انها استفادت وانبسطت...
طلعت الأفواج من القاعة ..متوجهين لصالة العشاء...
رنا يوم طلعت ..فقدت مشاعل اللي صار لها فوق الساعة طالعه...طلعت جوالها واتصلت وهي مستغربه ..
جاها صوتها ..كئيب وكأن الطفش ماليها : ..ها رنا !
رنا باستغراب : وينك ؟؟..
مشاعل : قريبة ..خصلتوا ؟
رنا بحيرة : ايه ..طالعين الحين للعشاء... (وصلت للصالة المخصصة مع العالم اللي تمشي معهم) .. تعالي لأن صالتنا غير صالة الرجال.. بس هم جنب بعض... بتعرفين تدلين ؟
مشاعل تنهدت : .. شكلي مارح اتعشى ...مو مشتهيه !
رنا باستغراب من تبدّل حالها : شفييك...جايه عشان العشاء والحين ما تبين !
مشاعل : الحين مو مشتهيه... روحي تعشي وانبسطي ..
رنا : طيب انتي وين؟؟؟؟ لك ساعة مختفيه ..
مشاعل وهي تتنهد باكتئاب من انتكاس وضعها.. قلبها معصوور من طاحت عينها عليه...ولأنها ماتبي رنا تجي لها...تبي تجلس مع نفسها فترة ..قالت : قريبة لا تخافين..ودي اجلس لحالي شوي...اذا خلصتي عشاء كلميني ...
رنا : وين تجلسين مع نفسك؟؟...وين انتي الحين ؟؟
مشاعل بضيق: خلاص رنا مو بزر انا...روحي تعشي وانبسطي وخذي وقتك...
رنا باستسلام مو فاهمه وش فيها : طيب على راحتك...

سكرت من مشاعل وهي مستغربه...مو كأنها نفسها اللي وصلت للفندق والحماس ماخذها...فيه شي صاير لها...
التفتت بتروح لمدخل صالة العشاء الخاصة للحاضرات .. طاحت عينها على خالد وهو يمشي بابتسامة مع جمال وهم يسولفون بتفاصيل معينة عن العرض الأخير... مروا من قدامها وهي واقفه ..وعفويا قرت اسمه على البطاقة الموجودة على صدره بالجهة اليسرى...وخصوصا اسم العائلة الواضح... ومن جديد راح فكرها لمشاعل ... نفس الاسم !!..بس معقوول ما تعرفه مثل ما تقول !!
ما طال فيها التفكير لأن خالد وجمال دخلوا من الباب الواسع اللي يلي الباب اللي هي بتدخل معه ... دخلت رنا وشافت الحضور من البنات بمختلف الاعمار سواء دكتورات او طالبات .. يملون الصالة اللي طبعا تكون اصغر من قاعة العشاء الرئيسية اللي دخلوها خالد وجمال ..وقررت تتعشا وتروق وبعدين تروح تشوف وين مشاعل...

عند مشاعل اللي لازالت جالسه على كرسي التشمس قريب المسبح .. والشروود ماخذهاا... تلعب بأصابعها وبالها بأبعد نقطة .. ووجهها يحكي عن الاكتئاب اللي ماليها من جوا... عيونها لازالت تلمع من انعكاس النوور على صفحة الموية..
افكارها تروح وتجي... وفكرة وحدة سيطرت عليها...وبدت تتمكن منها..
قدامها شهر واحد بس.... لازم تثبت خلاله اقدامها بذاك المكان...ومارح تنتظر لما يكمل الشهر...لازم تبدا من اليوم..!!
رفعت راسها وهي تزفر هوااا حااار من صدرها ..وشافت المكان للحين هادي...محد حولها... بس وصل لإذنها رنين اشواك وسكاكين قريب .. قامت واقفه بهدووء..وتذكرت ان صالة العشاء قريب من حوض السباحة .. تحركت للجهة الثانية من الحوض ..والاصوات تزداد وضوح.. كان في منطقة شجر مرتبة ومشذبة ..تفصل منطقة الحوض عن حديقة ثانية شكلها تلاصق القاعة الداخلية للعشاء .. سمعت اصوات رجال من ورا الشجر وعرفت انهم يتعشون ..رجعت مكانها وهي متطمنه لأنهم ما يقدرون يعبرون الشجر اللي صاير مثل السور يفصل المنطقتين عن بعض .. واللي بيجي هنا لازم يطلع من القاعة للممر...ويجي مع الباب اللي جت هي منه ... ما اهتمت كثير ..ورجعت مكانها تفكر بوضعها ..مع الجو اللي بدا يبرد ويخدرها..




♫ معزوفة حنين ♫ 04-09-12 12:55 AM


بعد ثلث ساعة ..
قام جمال من الطاولة عقب ما اكل خفيف... خالد رفع راسه وهو ماسك شوكته باستغراب : خلصت؟؟
جمال : ايه مافيني اكثّر...والفندق اكلهم دسم عز الله قمت بكره والكرش قدامي..
ضحك خالد واضطر يحط قبضته على فمه لا يشرق ..
جمال وهو يتأمل الحديقة اللي هم جالسين فيها ..والملاصقة لقاعة العشاء الرئيسية والمكان مزحووم : بروح اتحرك شوي ..احس اني ثقلت..والمكان هنا زحمة .. بس الجو رايق !
خالد : ما كلت شي عاد عشان تمشي..
جمال : لي فترة عن الدسم أنا .. اذا خلصت لا تنساني ..تراني جاي معك في سيارتك مو توهقني..
خالد بابتسامة : الله يصبرني..

تحرك جمال تارك الحديقة اللي كانت محفوفة الأشجار واللي تضم البوفيه الكبير... وراح لصالة العشاء الداخلية عبر الباب الزجاجي المفتوح ..واللي كانت مليانه نفس برا ..ترك الصالة وطلع للممر وهو وده يتمطط... على انه ما اكل الا لقمتين الا انها عن عشر من ثقلهم .. وعشان يخفف لازم يتنفس هوا نقي..
مشي شوي وتعدى صالات العشاء...لما وصل باب زجاجي ثاني يطلع على برا...ابتسم يوم عرف انه يودي للمسبح ومن غير تردد طلع .. الجوو كان خيالي بعيد عن الزحمة والمكااان هااادي... رغم لفحة البرودة اللي مسيطره عليه ...
اقترب من الحوض اللي كان يسطع بشكل حلوو مع النور الاصفر .. وانحنى يجرب برودة الموية لأن شكلها مغري للسباحة... نثر الموية من اصابعه يوم لقاها باردة بزوود... وعند هاللحظة حس انه ما كان لحاله بهالمكان ... حس بجسم قريب جالس...رفع راسه وهو شبه جالس قريب الحافة ...وطاحت عينه على بنت جالسه على كرسي ومدنقه تناظر بحضنها ..او بالأحرى باصابعها اللي تقلّبهم بشرود ..وواااضح انها بعااالم ثاني ..
تكّى على فخده واستقاام على حيله ... ولقى نفسه يقرب متساءل من وجودها بهالمكان ...
تنحنح بهدووء ... ومشاعل بس سمعت الصووت..طلعت من دائرة الشرود العميق...رفعت راسها بسرعة ناسيه انها فاكه الغطا... طاحت عينها بعين جمال اللي وقف مكانه لما التفتت..وعيونه تمر عليها بسكوت ... تغيّر وجهها ..وتخربطت يوم شافت انه صديق خالد ..!! واستوعبت انه فاكه غطاها... بسرعة وارتباااك رفعت طرف الطرحة وتغطت فيها...وهي متوترررة ...ما تدري من وين طلع ..!!.. صديق خالد !!... قد مرة قال اسمه !!..بس ما تذكر ...جميل؟..او جمال !!
ابتسم جمال يوم لمح وجهها بشكل سريع..وعجبه اللي شافه .. رغم انه لقط انها بحالة مو طبيعية ...وبهدوء : اعذريني اختي ... ما قصدت ازعجك !
قالت بهدوء وهي ما تناظره : ..لا عادي...خذ راحتك ..

نبرة صوتها ..كانت مميزة ..ومألووفة ...وتذكّرها على طوول...يشبه صوت هذيك البنت .. يشبهه كثييير !
وهاجمه فضول يسأل : ..انتي ساكنه الفندق ؟
قامت واقفه تبي تترك المكان...وداهمها توتررر لمجرد انه صديق خالد..يعني خطرر عليها ..!! ونست تغطي بطاقتها اللي وضحت لـ عيون جمال : ايه ساكنه بالفندق ...( ومشت بتروح)
لكن كذبتها مااا طافت عليه ... وعقد حواجبه...وداهمها بسرعة : ..مشاعل ؟
ناظرته برعب ..لقت انه يطالع مكان صدرها ..وحواجبه معقودة باهتمام..وتحديداً يطالع البطاقة اللي تبرز اسمها بكل وضوح ... لا شعوريا ارتفعت يدها لصدرها تخفي الاسم وهي منعفسة وانفاسها تلخبطت .. وجمال لاحظ ردة فعلها بدقة !!
قالت من غير تفكير : غلطان !
زادت حيرته من حركاتها .. هو قرى الاسم الكامل بوضوح.. ومستحيل يغلط...
جمال بتساؤل : انتي مشاعل؟.....بنت عم خالد ؟
شوي وتصيييح .. هذاااا من وين طلع لي !!! .. هزت راسها نفي مثل المجنوونة تبيه يصدقهااا...
وجمال مو فاهم سبب هالإنكار .. قال بهدوء : انتي مشاركه معنا بالمؤتمر ...؟؟
قامت ترمي خيط وخيط : أي مؤتمر ؟؟ ..انا ما شاركت في شي... انا ساكنه هنا ...
جمال ما فهم...وحركاتها المتوترة ..وهي شوي وتنهبل... من ويييين طلع لي هذا !!!
جمال لاحظ انها تحاول تخفي البطاقة اللي خلاه يستغرب من تصرفها...لكنه ابتسم يوم حس انها تحاول تخفي شي : ليش جالسه هنا ؟... صالة العشاء داخل ..
بلعت ريقها : أي عشاء ؟
ابتسم على جنب يوم حس انها مصرة تنكر : .. اختي انا قريت اسمك ... انتي مشاعل ..بنت عم الدكتور خالد..والبطاقة اللي لابستها معناتها انك جايه معنا...

سكتت مافيها تنكرر.. وهو يأكد لأنه قرى اسمها بوضووح ..وشلون بتنكر !!
قالت بتردد وهي مو عارفه وش تسوي : ..أنا ...
عقد حواجبه : ايش؟؟

مالقت الا حل واحد...لازم تقوله يسسسسكت وما يعلم خالد : .. انا ..جيت....بس... خالد ما يدري اني جايه...
سكت جمال وهو مو فاهم وش تقصد ..بس اللي لفت انتباهه التوتر اللي ماخذها ...
قالت تحاول تجمع شجاعتها : انت...صديق خالد...صح ؟
ابتسـم يحاول يشجعها : ايوه... دكتور جمال ..اذا نسيتي ..

ايه صح..!..تذكرت اسمه..!..جمال..
بس ما تدري شلون تقوله ..أو تثق فيه...أو حتى شلون تطلب منه ما يقول لـ خالد !!
خنقتها العبرة من الموقف اللي هي فيه...يوم ابتعدت عن المكان اللي فيه خالد عشان ما يكشفها ...يطلع لها هذا ...ماتبي التعب اللي تعبته يروح من غير فايدة ..أكييد بيقول لـخالد وكل اللي سوته وتعبت عليه لحد الحين بيطير في الهواا...


ماافي مجااال تنكررر...شاف الاسم وتمقل فيه وخلص...انا غبية المفروض رميت البطاقة من الأول ...!
جمال حس ان فيها شي واللي تسويه له سبب....سأل بعفوية : قلتي لي خالد ما يدري إنك موجودة ؟
ناظررته برعب وهو مو عارفه شلون تلملم الموقف...وكأنه جااي بس عشان يفضحها ...بلعت ريقها وهي شوي وتببببكي ...

حس جمال برعشة يديها اللي تحاول تسيطر عليها ... ما فهم ليش مررتبكه هالكثر ..
مشاعل نطقت وصوتها يرجف وكأنها بتصيح : .... لا .... لا تقوله !

استغررب جمال اكثر واكثر ...يوم لمح الارتعاش بصوتها .. فيها شي مو طبيعي هالبنت !!
مشاعل ودمعتها تنزل ما قدرت تحبسها .. يمكن يحن عليها : ..لا...تقول..لخالد...
اللي خلاه يركّز أكثر ..وبجدية خفيفة يبي يفهم شي : ..ليش؟....خالد ضد جيّتك هنا ..؟؟

توّها بتنطق...لكن صار اللي ما توقعته ... حسّت بجيّة أحد...وحركة عند المدخل الزجاجي...
التفتت هي..ومعها جمال ... وانصدمت زوود يوم شافت خالد يطلع وهو مكشّر شوي من هبة هوا باردة ...وكأنه جاي يتوجّه لناحيتهم ..!!
لااااااااااا...!! ... التفتت لـ صديق خالد برعب وارتباكها يزيد..والحروف طااارت منها ....كان خالد توّه بعيد ما يقدر يسمعهم ...

خالد اللي طلع من الباب يوم لمح وقفة جمال عند المسبح... قال وهو يمشي من بعيد : وش تسوي عندك ؟!
زادت نبضات قلبها وهي تعد خطواته ناحيتهم ...كان يقرب بهدوء ..وهي تنهار بهدوء ... وخفقان قلبها واصل أقصى مراحله... هالليلة مصره ما تعدي على خير ...!!
جمال اللي حس بتغيّر حالة البنت اللي قدامه... التفت يناظرها لقاها ترتعشش من قلب ..ووضعها أبدا مو طبيعي ...
رجع يطالع خالد اللي كان يمشي ناحيتهم وابتسامته ناحية جمال..لكن ابتسامته بدت تخف يوم لمح البنت المتوسطة الطول واقفه قريب ...
وصلت لإذن جمال.. نبرتها الخااايفه ..تهمممس ببحة مخنوقة : ...لا...تقول ...له !
التفت لمشاعل من جديد وهو مو فاهم شي....
وكررت تترجاااه بهمس قبل يوصل خالد : ....الله يخليك !
جمال وهو عاقد حواجبه : على هونك !.. مافيه شي يخوف !
حسّت انه مو فاهمها ..وزااادت عبرات البكى بصوتها : ..حلّفتــــك بالله لا تقووووله !!
ارتاااع جمال زوود من نبرة صوتها ..وكلمتها ... ولقى نفسه يستجيب : ... مارح أقوله !..لا تخافين !
وسكت وهو مو فاهم سبب خوفها ...ورجع يطالع بخالد اللي كل ماله يقرب ..وهو يحاول يفهم سبب رغبتها ان خالد ما يدري.....يجوز يكون خالد ضد فكرة حضور بنت عمه لمؤتمر مثل هذا !...بس ليش !؟
على انه عطاها كلمة ...إلا انها لا زالت تردد بهمس وخالد يقرب وكأنها مو واعيه على نفسها: ..لا ..تقول.... بليز...لا... يدري....لا...تق..ول..

ابتسم جمال لـ خالد اللي وصل لهم ..ونظراته تمر ببطء على البنت الواقفه قريب ...ومشاعل كأن احد جالس يكب على راسها موية باردة ببطء... لأن خالد كان يقيّمها بنظراته من فوق لتحت..بصمت يررربك ..
كانت قد قلبت البطاقة على وجهها عشان تخفي الاسم ولأنها ما لقت الوقت حتى تشيلها من صدرها ...
وتمسكت بشنطتها اللي على كتفها وهي تحاول تتشبث ببقايا قوتها وثقتها بنفسها ....والتزمت الصمت وقررت ما تقول كلمة !
خالد بهدووء يملا تقاسيم وجهه ..وهو ينقل نظره من البنت اللي لفتت نظره بوقوفها ... لـ جمال : .. وش تسوي ؟
جمال بابتسامته المعرووفة .. لقى نفسه يدخل بالتمثيلية ولا يدري ليش : .. ولا شي...طلعت اشم هوا قلت لك..
خالد وهو يرمي نظره جانبية للبنت اللي تحركت خطوتين ورا..وتراجعت عنهم...وكأنها تعطيهم المجال مع بعض ..!..ورجعت تجلس بالكرسي القريب اللي كانت جالسه عليه.. على بُعد خطوات منهم ....ما كانت تبي تترك المكان كله لأنها جد اذا سوّتها بتثير شكوك خالد..هروبها بهالموقف ...بيزيد الطين بلة ...وخالد لمّاح ما يفوت شي بسهولة ...خصوصا اذا أدرك إنها نفسها اللي قابلها عند باب القاعة ... لازم تقوى وتثبت...وتقنعه إنها فعلا ما تعرفه ..وإنها أول مرة تشوفه ..!
جمال اللي راقبها وهي تجلس...والهدوء كاسيها ...احتار اكثر يوم شاف حالها انقلب من التوتر العارم للهدوء الغريب ...

اقترب خالد بجسمه...وهمس بجديــة : إنت ما تجوز عن طبايعك ؟..
التفت جمال مرتاااع .. كان خالد يناظره بجدية ..وارتبك.. لا يكوون عرف وزعل..!
وقال لا شعوريا : ..ما اعرفها...شفيك !!
خالد وحواجبه معقودة : أدري انك ما تعرفها ... انت ما تتحمل تشوف وحدة الا نسيت نفسك ...متى تثقل !؟
جمال عصب شوي : خلينا الثقل لك...
ومشاعل تسمع همسهم وهي متوترررة ..تسمع كلمات من هنا وهناك ولا تدري وش يقولون ...ياااااارب...عدّيه على خير ! ما فيني أطيح من أول خطوة ..مافيني أنتهي وانا توني ما بديت ..!

خالد بهمس : اعنبوك خل بنات الناس في حالهم !
جمال بحمق : وجعتين خويلد...لا تخليني أهفففك داخل هالمسبح ..قالولك متوحش...شفتها واقفه وزميلة لنا بالمؤتمر قلت اسألها عن رايها ..
خالد : لاه ؟...ما تعوق معك اشوف..
ابتسم جمال يضيع السالفة : .. انت وش اللي قاهرك الحين ؟

خالد وهو يلتفت للبنت اللي كانت مدنقه تناظر جوالها ..وكأنها بعالم ثاني ما تسمعهم ولا تشوفهم ..!
قال ونظراته عليها ..: ..مو هذي...ام شنطة كحلية كبيرة على قولتك !
انتفضضت مشاعل وهي مدننننقه عند هالكلمة ...ومسكت اعصابها بقوووة ...وهي تحس بنظرات خالد تلسعععها ..كانت تحس انه يكويها بنظراته اللي تمر عليها ببطء ..وهي تحاول تثبت وتلهى بجوالها ..
وجمال حس ان البنت في حالة مو زينة من التوتر ...جمودها مو طبيعي ..وعشان ينقذ الموقف...ويساعدها دامه وعدها إن خالد ما يعرف ...وما يدري ليش أخذ هالوعد جــد...!
قال بدون تفكيير : ايه .... دكتورة سارة ..

رفعت مشاعل راسها ناحية جمال مصدومة ...من اللي قاله .. وشلون طرى عليه ...
طاحت عينها بعين جمال...اللي غمز بعينه لها ...وكأنه أخذ الموضوع لعب ..وشكله استمتع بهالتمثيلية ..
خالد اللي ترك البنت ..وطالع بجمال باستغراب : ..وشوو ؟..دكتورة ؟
جمال وهو يألّف قصة من راسه : .. اللي عرفته منها ..انها طالبة امتياز...وبتتخرج قريب...

سكت خالد لحظات من الخبر..وبعفوية التفت مرة ثانية للبنت اللي جالسه بهدووووء وسكينة ...يتأملها ..!!
فيها هااااالة غريبة تحاوط فيها ...فيها شي.. مشوّش عليه أفكاره ..ومو قادر يمحيه !

مشاعل اللي قررت تكمّل التمثيلية...استجمعت شجاعتها كلها ...هذا هو الحل الوحيد..وصمتها الزايد عن حده ..مو في صالحها...ودامه صديق خالد بدا الكذبة...هي بتكملها ..عالأقل تشيل من راس خالد أي شكوك حطتها براسه من بداية السهرة ...!

قامت واقفة وهي تشيل شنطتها ...وقالت بنبرة مياعة ..نفس النبرة اللي قالتها لخالد عند مدخل القاعة : .. مضطرررااه آآآآآآمشي...فورسة سعيدة دوكتور جمال...
جمال ارتااع من نبرتها ...وخالد تأكد انها نفسها اللي بغى يدعمها قدام الباب ...........يا الله وش هالمياعة !!
وتحركت وهي ترفع الجوال لإذنها وكأنها بتكلّم أحد ...وابتعدت عن المكاان وظاهرها الهادي غير باطنها المعتفس !

راقبها خالد بنظراته الجادة الين دخلت مع الباب الزجاجي....وأخيرا التفت لجمال...لقا وجهه احمـررر وماسك ضحكته بالقوووة !
خالد بحيرة : شفيك ؟
جمال وهو ماسك نفسه لا ينفجججر: ..ولا شي...
خالد وهو يطالعه بجددددية تخوف : ... هذي طلة دكتورة ..؟؟؟؟ بالله عليك...وش هالمياعة !!!!
جمال ما تحمل : ههههههههههههههههههههههه....(مسك نفسه ).. وشفيك مو مصدق ؟؟!
خالد : هذي اللي بغيت ادعمها عند الباب ..
جمال : ايه ادري...
خالد باهتمــام : وش تكلمتوا عنه ؟؟
جمال ابتسم ومايدري ليش حس بمتعة غييير شكل مع كل هالتمثيلية وخصوصا ان مشاعل ختمتها بحركة ما توقعها : ابد...عرفتها بنفسي...وعرفتني عن نفسها ...اسمها سارة ..طالبة امتياز بجامعة سعود ... وجت هنا مع وفد طالبات الجامعة ..
خالد باستعجاب : ممداك تركتني !!......دقيت سالفة بهالسرعة..
جمال سكت ...وفضوووول عارم بدا يداهمه...ما نسى توترها الكبير واررتباكها اللي ما يخفى على احد ..!.. يبي يعرف السبب اللي يخلي بنت عم خالد ما تبغاه يعرف انها موجودة...معقولة خالد ضد فكرة تواجد احد من اهله هنا...بس خالد مو من هالنوع !!
خالد : ما ترد ؟؟
جمال انتبه : وش تبيني اقول...قلت لك اسمها ..
خالد وعيونه تضيق : ..مابي اسمها ...ولا همني اعرف...يلله ما ودك نرجع يقولون فيه صحافة جاية تسوي شوية مقابلات ..
جمال : خلنا شوي هنا ..عاجبني الجو...
:

عند مشاعل اللي اول ما دخلت للممر ... راحت وجلست على اقرب كرسي شافته وهي تحس رجولها ما تشيلها ...وقلبها مو راضي يهدددى ..
ان شاء الله تكون أنهت الموقف بسلام...وقدرت تشيل شكوكه...بس ولووو... خالد يخوف !!... وأحيانا يظهر عكس ما يبطن !!...وهذا اللي مخوفها !
لا...مستحيل...قالت مستحيل يخليه يعرفها ...

- مشاعل !..
رفعت راسها مرتاعه .. وشافت رنا قدامها ...زفرررت براحة ..
قامت واقفه بسرعه ومسكت يدها : اسمعي ...لا تناديني هنا بمشاعل ....
رنا باستغراب : ..........!
مشاعل : اسمي سارة ...ناديني سارة ...لا تقولين مشاعل ..
رنا بروووعة : ليش؟؟؟؟
مشاعل : كذا...سوي اللي اقولك...الحين بيدخل هذاك الرجال اللي سوى عرض ..اللي اسمه زي اسمي...انتي بس ناديني سارة ..!
رنا زادت شكوكها ..وحست ان مشاعل تخفي شي : ليش؟؟؟...تعرفينه ؟؟
مشاعل: مو وقته اسألتك ...اذا شفتيه حولنا على طول ناديني سارة ...
رنا : مو فاهمه ..!!
مشاعل عصصبت : مو لازم تفهمين ...
رنا بروعة : طيب ..بس ترا بتقولين لي السالفة ..
مشاعل وهي ترجع تجلس على نفس الكرسي : مو الحين ..يا ويلك تناديني مرة ثانية مشاعل...سااامعه ؟؟؟
رنا ما فهمت شي..بس شافت عصبية مشاعل ..ووافقت ..
::

قريب من مكان مشاعل ورنا ... طلعت ياسمين وصديقاتها عقب ما خلصووا عشاء ..
ومروا من قبال الباب الزجاجي اللي يطلع للمسبح ...لمحت ياسمين بشكل سريع...وقوف اثنين من بعيد.... دققت فيهم بسرعة وشكت انهم دكتور خالد ودكتور جمال ...
ياسمين التفتت لـ صديقاتها : بروح شوي وبجي...اسبقوني للوبي..
هند بنظرة تحقيق : وين بتروحين ؟؟؟
ياسمين ضيعت السالفة : بروح دورة المياه .. اسبقوني عشر دقايق وجايه ..

وما سمحت يحققون..راحوا قدامها وهم يمرون من قدام مشاعل ورنا اللي كانوا منشغلين مع بعض ...أما ياسمين ..انطلقت مباشرة وهي تدفع الباب لبرا ...
تقدمت بهدوء من الاثنين اللي كانوا واقفين وهي ترسم ابتسامة ناعمة على وجهها ..
كانوا يسولفون بهدووء ... وهي تناظر بـ خالد اللي كان مدخل يديه بجيوب بدلته الرسمية السودا اللي لابسها ..واللي كانت عاكسه على لون بشرته البرونزية ..كاااان أنييق وجذاب .. يزيد جاذبية مع الأيام ..ومع انها خذت وعد على نفسها يظل زميل ..لكنها مع الأيام تحس ان مشاعرها تتمكن منها ..وما قالت لأحد...حتى لصديقاتها ... ولا تبي تقولهم ...لأنها ما تدري وش بيصير لو دروا...!

اللي انتبه لها بالبداية جمال... التفت بهدوء يوم حس باقتراب جسم ناحيتهم ....التفت معه خالد بعفوية ...لقاها بنت د. نايف...
ياسمين بهدوء وابتسامة : مرحبا ...
ابتسم خالد ابتسامة صغيييرة ..جانبية ...فيها كمية ثقل مو طبيعية ... من عرفته وهو كذا يبتسم معها ومع صديقاتها...ومباشرة تذكرت اللي صار الصبح معه ...وبسببه كساها احمرار خفيف ..
جمال رد : اهلين دكتورة ..

ياسمين بهدوء : كيف كان العشاء ؟
تكلم خالد بهدوء : ماشي حاله ...
ياسمين ناظرت جمال اللي كان يتأملها بجرأته المعهودة ..وبارتباك خفيف رجعت لخالد : دكتور ..خالد ..جيت ابي اتكلم معك ..
خالد باهتمام ..وهو يطلع يده من جيب بدلته : آمري..

قال جمال فجأة : انا برجع الحقني عقب شوي ..
وراح عشان يخليهم ... وخالد رجع لـ ياسمين بابتسامته الجانبية الصغيرة ..وكأنه كان عارف هي ليش جت ...واثنينهم ما نسى اللي صار الصبح : .. كيف كان ؟؟
ابتسمت ياسمين لأنه فهم هي ليش جت : .. بنظري كنت الأفضل ..
ابتسم بزوود : .. مشكورة ...تشجيعك لي اليوم الصبح...كان له دور..
ضحكت بحبور : الحمدلله...كنت اشوفك متوتر اليومين اللي راحت.. قلت اساعدك ..
خالد وهو يحك خده فوق غمازته بالضبط : ... مو عادة اتوتر...لكن لأن الوقت كان ضيق عشان استعد..ودكتور نايف ما عطاني خبر اني بمسك العرض إلا متأخر..كنت شوي حذر... وأبي الموضوع يمشي مثل ما كلنا نتمنى ..

ياسمين بمباركة : جيت ابارك لك...لأن بصراحة والكل يشهد...انت غطيت عالباقين ...ما شفت كيف الكل كان مشدود معك..وكثير حبوا يناقشون الأفكار اللي انت طرحتها ..
خالد ويده ترجع لجيبه : ..الحمدلله ... مساعدتك لي اليوم الصبح..ساعدتني كثير...مشكورة دكتورة ياسمين ..

اسمها بلسانه له رنيين غييير..خلتها تنزل راسها والخجل يملا وجهها ..ولأوول مرة تتغير ملامحها لهالدرجة قدامه...
وخالد ابتسم بزود يوم شاف التغير الأحمر على وجهها .. وما قدر يبعد عيونه عن وجهها اللي كان يهرب بنظراته للأرض..
أول مرة يشوفها هالشكل ..والارتباك ماخذها بزيادة... طول الفترة اللي راحت كانت طبيعية معه بس من الصبح وهو حاس انها متغيره ... يمكن بسبب التقارب اللي صار ..!
ابتســم ابتسامة ألـــم وهو يشوف كيف ياسمين مرتبكه ...
ليت مشاعل عندها ربع اللي عندك...كان الحين أنا مو تعبان ومنهدّ ..!
غمض عيونه يوم طرت صورتها بباله... واستمر على هالحال ما فتحهم ..!
ومشاعر وجع داخله..تعصر أطراف قلبه... مو قادر ينسى آخر مرة جرحها فيه.. ما كان طبعه .. ما كان..،

رفعت ياسمين راسها يوم شافت صمته ... واستغربت يوم شافته مسكر عيونه..وعقدة حواجبه تشبه للألم ..،
باهتمام : دكتور خالد ؟

فتح عيونه ببطء وهدوء..وطاحت على وجهها .. وابتسم يمحي طيفها ..
ياسمين : عسى ما شر ؟
خالد بابتسامة رجع لوضعه الطبيعي : ما شر...بس كأني بديت أصدع ..
ابتسمت : سلامتك..
خالد : خلينا ندخل ...

مشت معه لداخل ... وبالنسبة لخالد كان ناوي يتصل بجمال يشوف وينه ...وهو يمر جنب بنتين جالسات وياسمين تمشي وراه ..
- ايوه سارة ..وشرايك نطلع..المؤتمر خلص..
- لحظاااه بشوف الدرايفر وينه ..يقلع بليساااه.. دايم ما يسمع الكلام ويحب يتأأخار ..اووفف ! ( بدلع ماصخ مخلوط بعصبية مايعه )
وقف خالد لا شعوريا ..وطالع بالبنت اللي كانت تسولف ويا صديقتها ..نظرات صامتة عميقة... وهي على أعصابها ...ثانيتين ومال براسه بعيد عنها ..وكمّل طريقه بنفس الهدوء من دون ما يقول كلمة ..

وهو يرجع للوبي...سمعته ياسمين يهمس لـ عمره : استغفر الله ..اعوذ بالله من الشيطان ..
ياسمين باستغراب : شفيه دكتور خالد ..؟
التفت عليها ..وشافت بعيونه حييرة وكأن فيه شي شاغله ومو لاقي له جواب : .......ولا شي...لا تشغلين بالك ..!
ياسمين بابتسامة : اوكي اجل انا بروح..حبيت ابارك لك بس...تستاهل ..
ابتسم للودّ اللي ينبع من ملامحها : .. ما قصرتي ..يعطيك العافية ..

راحت عنه ناحية صديقاتها ..أما هو فرك جبينه ..ومو فاهم سر الشعور اللي يداهمه من بداية السهرة ...
نفض راسه وللمرة الألف يقول لنفسه...ان اللي يفكر فيه ..مستحيل ..!

رنا بصددمة : يمه!...ليش تكلمتي بمياعة ؟؟..حومتي كبدي !
مشاعل وقلبها يخفق من نظرته الأخيرة : .. ما كان قدامي الا كذا...
رنا : ترا مافهمت شي..علميني وش القصة ...

قررت مشاعل تقولها دامها دخلت بالسالفة : ... هذا اللي شفتيه قبل شوي ...يصير ولد عمي ..
رنا بصدمممة : ..نعععم؟؟... ولد عمك ؟...ولد عمك على طول ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
مشاعل : ايه...ولد عمي على طول... ابوه أخو ابوي ...
رنا وهي مو فاهمه شي :..طيب ليش ما علمتيني من البداية ...ليش قلتي انك ما تعرفينه !!؟
مشاعل : لأني ما توقعت انه بيكون موجود...ولو كنت ادري ما كان حضرت المؤتمر أساسا ..
رنا بحيرة : ليش؟؟
مشاعل : قصة طويلة ..أهم شي طول ما احنا هنا ..ناديني سارة ... وانا بكلم اخوي محمد...اخاف يتأخر ..مافيني أجلس هنا أكثر..أحس اني مراقبة ومفضوحة ..!!
رنا للحين ما فهمت شششي أبد : ...يعني انتي ما تبينه يعرفك ؟؟...ليش؟؟...هو ضد وجودك هنا يعني ..وتخافين يسوي مشكلة لو درى؟؟؟
مشاعل : ايه...مابيه يدري...بيعصب لو درى اني فيه..وانا مابي مشاكل ..

وبلحظة خاطفة ..لمحت الدكتور نايف وهو يمشي مع رجال ثاني من عمره ..يسولف وياه...عرفته وتذكرت انه هو مدير المستشفى اللي يشتغل فيه خالد.. رمت شنطتها على رنا وفززت واقفه : دقيييقه ...!
رنا بخرعه : وين؟؟

راحت بسرعه ناحية الدكتور نايف عقب ما أخفت بطاقتها .. وقالت وهو تجمع ثقتها بنفسها : دكتور...نايف؟؟
التفت الدكتور نايف لها وهو يوقف مع الرجال ...وقالت بهدوء : ممكن...؟..أبيك بموضوع !
ابتسم د.نايف بأدب.... والرجال اللي معه قال : بسبقك أجل ..

وراح...أما د.نايف عطاها كل اهتمامه : آمريني يا بنتي ؟
مشاعل وقلبها مضطرب..قالت لازم اكسب الفرصة من الحين ..مارح تفشل ..يعني مارح تفشل ..
نطقت برزانه.. والجرأة الفطرية بصوتها واضحه وضوح الشمس : .. بغيت أطلب منك طلب...
د.نايف باستغراب : طلب؟... (وبهدوء مستفسر ) ...انتي جايه للمؤتمر ؟
مشاعل وهي تصفصف الحكي : ايه ..تبع معهد التمريض .. وسمعت عرضكم ..كان مرة جميل..عجبتني اهدافكم ..ودوركم بالمجتمع فعال...وبغيت أكون جزء منكم..
ابتسم لا إراديا من اندفاعها : تبين تكونين جزء منا ؟
مشاعل : ايه..سمعت انكم ما تاخذون أي احد..وانا من البداية كنت اتمنى اشتغل بهالمستشفى ..حلم من أحلامي ..وجيت اطلب منك تساعدني..وما تردني اذا جيتكم ..
د.نايف على ابتسامته : مارح نرد احد قادر انه يثبت نفسه ...وانا دايم احب الشباب الجاد اللي يبون يقدمون اقصى ما عندهم ..
ابتسمت : ..انا اذا ما اشتغلت بهالمستشفى..ما اظن بقدر بغيره...قلت لك ان مستشفاك حلم من احلامي...وان شاء الله ما تحطمني..
ضحك لا شعوري لأنها كانت تستميله : .. وش اسمك يا بنتي ؟
بلعت ريقها ..وقالت : .....مشاعل ..
د. نايف : مشاعل ؟
مشاعل وتجنبت تقول اسم العائلة : ..ايه ...مشاعل عبداللطيف...
( ابتسم ) : والنعم ... كم باقي لك يا مشاعل ؟..ووش تدرسين ؟
تشجعت اكثر واكثر : .. ادرس تمريض... تمريض اشعاعي ..
رفع حواجبه باعجاب : حلوو... وكم باقي لك ؟
مشاعل : باقي لي شهر...وأبي اتطمن من الحين...أبي أبشر اهلي...لأنهم مرة حاطين امل علي..
ابتسم بحنية : ما شاء الله .. وان شاء الله مستواك حلو ..؟
مشاعل بدون تردد : طبعا ... انا بالشغل مافيه مني..
ضحك من ثقتها المفرطة : ..بس شغل مستشفانا صعب.. مو مثل ما تتخيلين..غير كثير مستشفيات حكومية ..
مشاعل : انا عارفه... وادري انه متعب... وانا احب التعب... واليوم لما سمعت خطابكم.. حبيت ادخله اكثر من قبل..اتمنى ما تردني دكتور..اتمنى..
د.نايف : ما اقدر اعطيك كلمة الحين... لأني حريص على توظيف اللي يستاهل..
بغت تصيح... وزادت من نبرة الرجاء : .. وانا مصره اجي عندكم .. ممكن تعطيني رقمك ؟
استغررب من طلبها : ليش يا بنتي؟؟
قالت باصرار : ابي اكلمك اذا خلصت دراستي...مابيك تنسى اسمي...ابي وعد من الحين... وانا واثقه من الحين اني بكون قد المكان...
د.نايف تعجب زود من انفعالها اللي اول مرة يشوفه على طالب ..شاف مجموعة طلاب الليلة وتناقش مع البعض بس اول مرة تكلمه طالبة هالشكل وبهالاندفاع والاصرار اللي بصوتها ..
ابتسم وما قدر يرد طلبها : اوكي..ولا يهمك يا بنتي...خذي رقمي...وما اظن اني بنسى اسمك لأن كلامك يلفت..
ابتسمت بارتياح وهي تشوفه يطلع بطاقته الخاصة...عطاها اياه ..
وهي بتطييير : .. يعني ان شاء الله ما تردني..
د.نايف : اذا جيتي ناجحه ان شاء الله كل خير...

وراح عنها ...رجعت مشاعل لرنا وهي حابسه أنفاسها من الفرحة...
مشاعل وهي تجلس : شكلي ضمنتها رنوو...ضمنتها !!
رنا اللي ما سمعت شي : وش قلتي له؟...
مشاعل : خذيت منه وعد انه يوظفني عندهم ..اهم شي انجح ..
رنا بتعججب : ما صعبت عليك ..بسم الله عليك الله لا يضرررك ..
مشاعل بضحكة : ههههههههههه صبر ... ( وبمكر وهي تتوعد خالد بقلبها ) .. انا قررت استغل اسم خالد بالموضوع.. بس مو الحين... انا ما قلت له اسمي الكامل ...واذا قدمت ملفي عندهم ذيك الساعة بيعرف اني اصير لـ خالد ... بخلي اسم خالد واسطتي .. حلفت على نفسي ..ادخل هذاك المستشفى .. مارح اتخلى عن هالهدف لو كان آخر يوم بحياتي ..
رنا توها تلاحظ : ايه صحيح...توني انتبه....انتي تبين تشتغلين بالمستشفى اللي يشتغل فيه ولد عمك ...!
مشاعل : هذاك فهمتي ..
رنا بحيرة : وشوله هالحوسة كلها اجل....كان من الأول تطلبين من ولد عمك...بدل لا تكلمين مدير المستشفى بكبره..
مشاعل : انتي وش فيك متنحه...ولد عمي ما يدري اني داخله التمريض اساسا ..وانا ابي اشتغل بهذاك المستشفى ..
رنا وقف مخها ما عاد صارت فاهمه شي.....وقبل لا تسأل ...كان جوال مشاعل يدق ..
قامت واقفه : هذا اخوي محمد... اكيد وصل ... (شافت ساعتها ) ... الساعة عشر إلا ... تبين اوصلك؟
رنا : لا ...اكيد سيارتي بالطريق..
مشاعل : اجل اشوووفك...مع السلامة ..
رنا : مع السلامة ..

وراحت مشاعل ناحية اللوبي ....وردت على محمد ..
مشاعل : هلا محمد ..
محمد: ها خلصتي ...انا جايك..
مشاعل : ايه...اسمع... (وعينها تطيح على خالد مع جمال جالسين في وحدة من الجلسات باللوبي ) ..
محمد : ايش؟
مشاعل : لا تجي عند الباب....بجيك ..قولي وين انت وبجي..
محمد باستغراب : ليش؟
مشاعل تدور سبب..وهي بالأساس ما تبي خالد يلاحظه ولا يلاحظ خالد : ..بس...عشان زحمة ..كل الناس قامت تطلع..انت قولي وبجي ..
محمد : طيب دقيقتين وبكون عند البوابة الرئيسية..يبيلك تمشين دقايق
مشاعل : خلاص مو مشكلة ..

سكرت وتوجّهت للمدخل مباشرة بدون ما تلفت نظر خالد لها ... لكن اللي لاحظها هو جمال...اللي كان جالس ووجهه ناحية المدخل ...وخالد معطي الباب ظهره ...عرفها عن طريق شنطتها المميزة...وابتسم من جديد عالموقف اللي صار...ولو ان فيه أسئلة كثيييرة ملت راسه عن هالبنت..وجيّتها اليوم...ورغبتها ان خالد ما يدري...
نزل بنظراته لـ خالد اللي كان يقلب بجواله واهتمامه مركّز فيه ... وش سبب تصرفها ذااك ؟.. ليش ما تبيك تعرفها يا خالد ؟؟
رفع خالد راسه لقى جمال يتمقّل فيه.... وبهدوء : شفيك تطالعني؟
جمال بهدوء مقابل : .. مو شي مهم ..
خالد شاف ساعته : يلله ..خلنا نمشي..أنا تعبان ..وحيلي مهدود ..
وقام واقف...وتحرك..وجمال كان يشوف على وجه خالد تعب يتزايد مع الدقايق ... تجي لحظات يحس فيها جمال ان خالد شايل شي كبير بقلبه ..ماهو واضح !.. رغم انه يرجع طبيعي بسرعة...لكن ما يدري..تجي لحظات ..يشوف في ملامحه قلق..وشرووود...! والأيام الماضيــة ..كان متقلّب بعض الشي ..!
قام وراه ..عشان بيرجعون سوى....من دون ما يفتح موضوع بنت عمه...أو يقول شي بخصوصها...!



♫ معزوفة حنين ♫ 04-09-12 12:56 AM



مشاعل اللي طلعت من الفندق ..راحت للمكان اللي فيه سيارة محمد...واول ما ركبت سلمت ..وتوّها تحس الحين انها بسلااام وابتعدت عن مكان الخطررر...
كان محمد مدنق لجواله ..ويطقطق فيه بيديه الثنتين ...
مشاعل وهي تسكر الباب : .. تأخرت؟
محمد وهو يطقطق بتركيز : لا ..
مشاعل باستغراب : مين تكلم ؟؟
محمد عقب ما انتهى نزل الجوال..وبيده حرّك السيارة : ارسل رسالة لـ عمي بروسيا ..كان مرسل لي شي يستفسر عن شي بالشغل وكتبت أرد عليه..

من يوم طرى عليها روسيا ..تذكرت سحر...اللي من راحت ..ما كلمتها ..
ولا شعوريا زفرررت وهي تهمس بحرارة : وحششتني الكلبــة !
التفت عليها محمد وهو ساكت يوم استوعب انها تقصد سحر...وبدون ما يقول شي رجع للطريق ..
مشاعل وهي تكمل بحررة : لو بيدي رحت لها هناك..وقطّططعععت شعرها تقطييييع ...
محمد ما قال شي...رغم ان أحداث آخر مكالمة بينهم ..رجعت تهاجمه..وتألمــه،، مع انه يبي ينسى هالحركة اللي سواها بالغلط..واللي ما كانت بوقتها أبدا...ليتها تسامحـه.. ليتها ..
وعشان ينهي طاريــها : شخبار المؤتمر ؟..كيف بشري ؟
مشاعل ابتسمت ولو ان رعشة الارتباك من كل شي مرت فيه للحين ساكن اطرافها : ..كان حلو...
محمد : تعشيتي ؟
مشاعل اللي نغزها جوووع : ..الصراحة....لأا..
ناظرها باستغراب : وليش؟؟
مشاعل وهي تقلب بفمها من الضيق : فجأة انسدت نفسي ..(التفتت عليه وهي ترمش بعيونها بغنج...لعلها تستعطفه ) ..شرايك تشتري لي على حسابك....تراني والله ميتة جووع واحس انا بطيح من التعب..طاقتي كلها راحت..
محمد بسخرية : وش ماسكك...احد يدخل مثل هالفندق ويفوّت عشاه..جد حمارة ..!!
عصبت عليه : وجعه لا تسب ...ترا موب ناقص منك شي..لو دفعت لي عشرين ريال على همبرقر ..
محمد بابتسامة ساخرة : ..وش اللي سد نفسك طيب ؟؟
مشاعل وطيف خالد يرجع لها بعننننف : ... مدري...انسدت نفسي...وقلت وانا راجعه ..اشتري لي أي شي...وخلنا نشتري لـ شادن معنا..
محمد ما عارض ..ولقى نفسه ينحرف بالسيارة على اول مطعم وجبات سريعة قابلهم ...

عقب فترة رجعوا للبيت ...وقبل ينزلون ..دق جوال محمد جنبــه ..ويوم شاافه ..تغيّر وجهه ..كانت خطيبته بسمة اللي تحاول تتصل فيه ..وهو متردد يجاوب ..هذي ثالث مرة تتصل فيه من أول مكالمة رد عليها بالشركة.. وهو ما يرد ... ما يدري شلون يستأنف هالعلاقة ..ويقتنع ..انها ..خطيبته..!..ولازم يتجاوب معها !!
مشاعل لاحظت انه ما يبي يرد : ..مين؟
محمد نزّل الجوال وهو يتنهد : محد مهم ..
مشاعل : اجل انا بنزل .. بتروح مكان ؟
محمد : لا بجي وراك ..

نزلت قبلـه وراحت وهي شايله كيسة أكلها معها ...عشان تتعشى هي وشادن سوى ..
أما محمد ..جلس مكانه.. كان يتأمل الجوال..ورغبته تجاه هالعلاقة مقتووووولة من بدايتها ..هدأ رنين الجوال ..
لكنه رن من جديد...بس هالمرة مسج ... فتحه بهدووء ولقاه منها ..
"لازم أتكلم معك....بليز رد علي "
وجعه قلبــه ... متى تفهمين اني ما فيني ..ما فيني !!....
رفع راسه للسقف وهو يسنده .. وأفكار جوفاء تملا مخه ....
وعشان ينهي الحاحها الليلة ...قفل الجوال مرة وحدة ..ونزل من السيارة ...!


يتبــع ..

احاول اخلص الجزئية المتبقية بأسرع وقت ممكن ..
استمتعــوا ...وأتمنى اشووف انطباعاتكم ...

قريبا نلتقي بإذن الباري ..:

عنووون




♫ معزوفة حنين ♫ 04-09-12 12:58 AM




نزل البارت وأخيرا ~_~ ..
قراءه ممتعة ياقمورات ..




الساعة الآن 11:57 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية