منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   القصص المهجورة والغير مكتملة (https://www.liilas.com/vb3/f837/)
-   -   لاتبكي ، للكاتبة : عيون القمر .. (https://www.liilas.com/vb3/t86736.html)

♫ معزوفة حنين ♫ 12-02-12 04:17 PM



في بيت ابو محمد..

ابو محمد بعصبية : وين راح له ثلاث ايام ما شفناه؟؟
ام محمد وهي تشوف زوجها يحاول يتصل : .. الله يستر لا يكون صار له الشي..
ابو محمد: وهو هذا الاحتمال اللي ببالي.. البارح واللي قبله جواله يدق بس ما يرد.. واليوم مغلق.. اكيد صاير له شي !
ام محمد وهي تحاول تهدي قلقها : لا إله الا الله ان شاء الله ما يكون الا الخير ..
ابو محمد وقلقه تجاوز عصبيته : .. ليته يرد بس عشان نعرف وش حاله.. ثلاث ايام ما عتّب البيت ولا سمعنا له صوت.. وبكرة زواجه وهو مهنا خبر ..
ام محمد بهدوء لعلها تهدّي أعصابه القلقه.. وطرى على بالها ملاحظة : .. طيب كلّمت عمته أخاف يكون راح يزورها قبل الزواج ؟؟
ابو محمد : لو فرضنا انه سافر يشوفها.. يروح وما يقولنا؟؟
ام محمد : والله مدري يا عبداللطيف احتمال سواها وهو عندها هالكم يوم..

ما سوى ابو محمد شي غير انه مسك التلفون من جديد.. وقرر يتصّل يمكن يلقى خبر ولو انه من جوا متضايق ان كان سواها فعلاً وراح يزور عمته من غير لا يعطيهم خبر ..
كلم وردّت عليه عمة عمر.. سألها عن عمر اذا كان مرّ عليهم او شافوه هاليومين.. والرد كان النفي ..
سألته بقلق ان كان فيه مشكلة تتعلق فيه.. ولا حاول يخوّفها ونفى ان فيه مشكلة..

سكر منها عقب ما طمّنها ..
ام محمد وهي تتابع : .. مهوب عندهم ؟؟
ابو محمد وهو يستغفر : .. لا !

وقام واقف بشكل مفاجئ ..
رفعت ام محمد راسها باستغراب : على وين ؟
ابو محمد : بروح أشوف شادن.. حتى هي لي ثلاث ايام ما شفتها ..
ام محمد: أظن نامت الحين ..
ابو محمد: بروح أشوف السالفة واسألها عنه .. الوضع ماهوب طبيعي .. الولد غايب له كم يوم والبنت ما تعدّت غرفتها..

راح طالع ناحية غرفة بنته .. لقاه مغلق ودقه ..
بالبداية ما ردت عليه وهالشي خلاه يحتار زود من حبستها بالغرفة لثلاث ايام متواصلة..
ابو محمد: شادن افتحي أنا أبوك ..

ناداها مرة ثانية وثالثة .. الين ما استجابت وحس بخطواتها تقررب..
فتحت الباب ووجهها ما كان هو الوجه اللي يعرفه .. ذاااابل بشكل مخيف ، والسواد تحت عينها ما ذاقت ذرة نوم وحدة !!

لا إراديا نطق بقلق جاااامح: شفيك وانا ابووك؟؟
تركت الباب وهي تتراجع.. تحاول تخبي وجهها اللي يفضح كبر مصيبتها وخسارتها ...والواقع الكرريه اللي عاشته..
دخل وهو يتابعها بعيونه : شادن شفيك وانا أبوك؟؟ ..
دخلت الحمام تبي تغسل وجهها والهدف انها تهرب بهالملامح عن أبوها ، يمكن الموية تمحيها ..
بس غسّلت وما فاااد ..طلعت عليه وملامحها الميتة هي هي .. !

اقترب منها وهي واقفه تناظر الارض ما تحط عينها بعينه : تكلمي وانا أبوك وراك حابسه عمرك بالغرفة مهوب من طبعك ..

شادن بخفوت وهي تناظر نقطة خفيّة بالأرض : .. مو.. شي..
ابو محمد: شلون مافي شي شوفي وجهك؟؟
شادن بخفوت : مافي شي بس تعبانة لي كم يوم ولا خفيت..

حس انها تخبّي شي .. وتحاول تداريه..
قال : .. عمر ما كلمك هاليومين؟؟
انقبض وجهها بشدة.. : .. لا..
ابو محمد بجدية: تدرين وين راح؟ .. له ثلاث ايام ما ينشاف ..
انقبضت زوود ، ووضح عليها وهي تقول ببحة ونبرة ميتة : ... لا ... ما عندي خبر ..
اقترب منها وهي جامدة مكانها عيونها ما زحزحت عن الارض : .. قلبي مهوب مرتاح .. فيك شي وانا أبوك؟

رفعت عينها أخيراً.. وبإصرار غريب: لا مافيني..
أبوها : متأكدة ما صار شي بينك وبينه؟.. اذا صاير شي علميني.. ولو ان زعلكم ورضاكم مثل شربة الموية بينكم.. عارفين لبعض ( وابتسم)

كان يبيها تبتسم.. وحاولت تبتسم بس فيه شي بوجهها غلط مع الابتسامة المزيفة..

شادن: تبي شي ثاني لأني بنام الحين..
أبوها : سلامتك تصبحين على خير ..

اقترب وباس راسها وهاللحظة نزلت راسها للأرض بسبب عبرة خنقتها مع حركته .. واخفت عنه دموعها وهو يطلع.. كانت تدري انه طالع وهو مو مرتـااح ، ولأن أجوبتها ما ترّسي على بر ..

قفلت الباب ودموعها تغشي عيونها.. للحين في حالة الصدمة للحين ما صدقت اللي صار ..
ثلاث ايام مروا عليها مثل الجحيم.. ما غير تستذكر كل كلمة وكل حرف طلع من فمه..

مستحيل ، هذاك مو عمر ..
تحلف انه مو اهو ..

عمر عاش معها 17 سنة متواصلة قبل لا يتركهم.. ما قد مرة جرحها بمثل هالجرح وبمثل هالطريقة ..
تحلف انه مو اهو .. والله مووو اهو !!

مشت وهي تفرك أصابعها بأعلى خدها تنزع الدموع اللي طاحوا ..
ما عمره تخلى عنها ،،
بس ليش كذاا ؟؟؟؟!!!

رمت عمرها عالسرير وأغرقت وجهها بوسط المخدة تفرّغ فيض جديد من اللوعة ..
ماضيها فيه ..
وحاضرها فيه..
وكل سعادتها فيه..

كيف بتعيش الحين !!؟؟
مالها مستقبل ولا رح تسعى له !! ..

ما تشوف نفسها بغيره .. ومهما تمنّت تنزع اسمه من ذاكرتها يظل اكثر انسان بالكون يحتل كل المساحة بروحها.. أخذ داخلها كل زاوية وما بقّى شي للناس ..!!
عمر انت مرض ما ابي اتشافى منه..
مرضت فيك من يومين طفلة ، وعشت على هالصورة وتكونت فيك ومنك !!

قبضت على الوسادة بأصابعها على وشك تقطعها.. وهي تحارب اوجاعها..
ما تدري وش اللي بيصير لها من اليوم ورايح..،
لكنها أدركت شي واحد..
من غير عمر ..... مالها حياة .!
:
/


‏ثاني يوم ..

كانت الساعة حوالي 3 العصر بموسكو ..
وسحر مشغولة بالشاور لها نص ساعة.. وجوالها كان يرن بإلحاح طول ما كانت بالحمام.. مرة اتصال ومرة رسالة..
طلعت أخيرا ولأنها بالحمام ما كانت تسمعه..
سكرت الباب وهي تمسح وجهها من القطرات وشعرها يقططر.. توجهت للتسريحة ويوم بدت تنشفه رن جوالها بنغمة رسالة ..
راحت بكسل لهناك.. والتقطته وتفاااجئت انها من ' سايكو' ..
وانصدمت اكثر يوم شافت منها 7 اتصالات و 5 رسايل على مدى نص ساعة ، .. خلال ما كانت بدورة المياة..

فتحت رسالتها الاخيرة وهي متحفززة لسمومها واعصابها طلعت من طور الهدوء :
'وربي ما شفت جبانة مثلك'

قرت اللي قبلها :
" مارح أسامحك لو خربتي حياتي معه.. فلا تسوين نفسك البريئة والمسالمة.. ردي لو فيك جرأة تواجهين"

واللي قبلها:
" أبعدي عن محمد يا زفت.. أنا عارفه جالسه تخططين عشان تخربين حياتنا.. محمد ما يبيك افهمي فشيليه من بالك احسن لك ولا تحاولين تتواصلين معه من وراي"

ما كملت الباقي ، ووجهها اعتلاه الوجووم..
والنار من جوا بدت تشب وتشتعل وتاكلها..
مصره تقهرها وتغثها وتثير لها أعصابها... وفعلا نجحت لأن سحر طلعت من طوووورها كليا ..

وبلحظة قررت تشعلها حرب عالمية ..!
قرااار أخذته بغمضة عين وبدون تفكير .. في لحظة هيجان داخلي وانعدام توازن !

لبست ملابسها وحجابها وطلعت من الغرفة.. وما نست تاخذ جوالها معها ..

نزلت وبراسها فكرة وحدة ... وحدة بس !!
وشلون تعيّشها بجحيم وترد لها حركاتها السقيمة حركة حركة ..!

طلعت برا الفيلا وهي تمشي بسرعة وانفاسها تتعالى لا إراديا من الضغطط الداخلي اللي تحس فيه .. مضغووطة نفسياً بطريقة تحررقها من جوا وتبي تفجره بس مو عارفه كيف ..
غرقت عيونها بدموعها لكن هالمرة مختلفة.. لأنها كانت دموع غضضب حارة !!

خذتها رجولها ناحية اللي كان منسدح بسرير الشجر وهالمرة ما كان يقرا، كان يلعب بتلفونه وهو لابس نظارته الشمسية وناسي الدنيا كلها ..

وصلت عنده ووقفت وانفاسها الحادة سبقت خطواتها لمسمعه..
رفع عينه عن الفون بـ رد فعل صامت لحضورها وشافها تنتفض بوقوفها.. انتفاضة غيييض وغضب ولمح بعيونها الحمرا دموع ..
رفع نظارته لجبينه وهو يقوم جالس بهدوء.. وأدرك مباشرة انها مغتااضة من شي !!

وقال وهو يناظرها باستفسار : .. خير؟

قالت وصوتها يرتعش غيض وقههر مؤلم: أبي أهينها.. أبيها تعيش بجحيم ..

سمع وش قالت.. ونزل بنظراته للجوال اللي يرتعش بيدها، ثم ردّ بعيونه لوجهها اللي كان مقبوض..
فهم مباشرة انها استقبلت مضايقة جديدة من اللي مسميتها هي " سايكو" ..

وشاف الحقد يلتمع بعيونها.. وسكت لثواني يتأمل حالها ..

سحر بغبــن وعينها بعينه : ابي اعرف وشلون تتعامل مع مريض نفسي مو مخليك بحالك!؟ .. أبيها تندم على كل حركة سوتها معي...

أخيرا..
ابتسم ابتسامة جانبية غريبة وعيونه تتحول للجد .. وبعيد عن الهزل: .. يعني مستعدة؟؟
سحر من غيير تفكير ورغبة جاامحة : اييه حطيتها براسي وما رح ارحمها ..كل أحلامها فيه بعععفسها وأنهيها ..

ابتسم بمتعة من نبرتها وتصميمها اللي تضاعف .. ومن نبرة الشر المنبعثة منها ..
تركي وهو يشيل النظارة عن جبينه .. ويقوم واقف وهو يثبتها على شعره : اوكي ..! تحت أمرك !

ارتفعت نظراتها له يوم قام .. وهي تتحرى وش بيقوول..
تركي : بس تذكّري انك وافقتي البارح تسوين كل شي أقولك عليه.. مابي اعتراض..
هزّت راسها إيجاب وهي ما تدري وش ناوي ..

تقدّم ناحيتها وفتح كفه : ..جوالك؟
عقدت حواجبها مو فاهمه.. ولا تحرّكت عشان تعطيه ..

كرر وهو يرفع حواجبه يحذّرها : قلنا ممنوع الاعتراض .. !
استجابت بصمت وحطت الجوال بكفه..
فتح قائمة الرسائل ، ومن دون ما يقرا شي فيها.. رجع يمد الجوال لها : إقريها بصوت عالي.. خليني اسمع وش كاتبة لك ..!

سحر باعتراض : وليش ما تقراها انت.. كافيني مرة وحدة..

تركي بجدية : بلا عناد.. اقريها وانا اسمع..

مسكت الجوال مُكرهه.. اما هو استدار راجع لمكان الاسترخاء حقه.. وجلس مثل المدرس اللي ينتظر تلميذه يلقي شي، وحط رجل على رجل..

قبضت سحر على الجوال بيد ترتعش لا إرادياً ... كيف بتقدر تقرا اهاناتها بصوت عالي وقدامه !! .. مارح تملك صوتها ذيك اللحظة ويمكن تفقد كل رباطة جأش متمسكة فيها الحين ..!



يُتبــع..


هذا اللي أسعفني فيه الوقت..
نلتقي الأسبوع القادم ان شاء الله..


بانتظاار تعليقاااتكم بششغف ..


عنون







♫ معزوفة حنين ♫ 12-02-12 04:20 PM




وبس ..
هذا اللي نزلت للحين ..

قرآإءه ممتعه ..



mozah 19-02-12 04:30 PM

روايتك روعه وحلوة مررررره من متابعينك وزعلت لما وقفتي وفرحت لما رجعتي خلاص لازم تكملينها

♫ معزوفة حنين ♫ 21-02-12 03:04 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mozah (المشاركة 3013683)
روايتك روعه وحلوة مررررره من متابعينك وزعلت لما وقفتي وفرحت لما رجعتي خلاص لازم تكملينها




الكاتبة مستمرة حاليا في التنزيل =) ..
نوو^_^وورتي ..



♫ معزوفة حنين ♫ 21-02-12 03:04 PM

الـــجزء 37
------------------------------



طلعت برا الفيلا وهي تمشي بسرعة وانفاسها تتعالى لا إراديا من الضغطط الداخلي اللي تحس فيه .. مضغووطة نفسياً بطريقة تحررقها من جوا وتبي تفجره بس مو عارفه كيف ..
غرقت عيونها بدموعها لكن هالمرة مختلفة.. لأنها كانت دموع غضضب حارة !!

خذتها رجولها ناحية اللي كان منسدح بسرير الشجر وهالمرة ما كان يقرا، كان يلعب بتلفونه وهو لابس نظارته الشمسية وناسي الدنيا كلها ..

وصلت عنده ووقفت وانفاسها الحادة سبقت خطواتها لمسمعه..
رفع عينه عن الفون بـ رد فعل صامت لحضورها وشافها تنتفض بوقوفها.. انتفاضة غيييض وغضب ولمح بعيونها الحمرا دموع ..
رفع نظارته لجبينه وهو يقوم جالس بهدوء.. وأدرك مباشرة انها مغتااضة من شي !!

وقال وهو يناظرها باستفسار : .. خير؟

قالت وصوتها يرتعش غيض وقههر مؤلم: أبي أهينها.. أبيها تعيش بجحيم ..

سمع وش قالت.. ونزل بنظراته للجوال اللي يرتعش بيدها، ثم ردّ بعيونه لوجهها اللي كان مقبوض..
فهم مباشرة انها استقبلت مضايقة جديدة من اللي مسميتها هي " سايكو" ..

وشاف الحقد يلتمع بعيونها.. وسكت لثواني يتأمل حالها ..

سحر بغبــن وعينها بعينه : ابي اعرف وشلون تتعامل مع مريض نفسي مو مخليك بحالك!؟ .. أبيها تندم على كل حركة سوتها معي...

أخيرا..
ابتسم ابتسامة جانبية غريبة وعيونه تتحول للجد .. وبعيد عن الهزل: .. يعني مستعدة؟؟
سحر من غيير تفكير ورغبة جاامحة : اييه حطيتها براسي وما رح ارحمها ..كل أحلامها فيه بعععفسها وأنهيها ..

ابتسم بمتعة من نبرتها وتصميمها اللي تضاعف .. ومن نبرة الشر المنبعثة منها ..
تركي وهو يشيل النظارة عن جبينه .. ويقوم واقف وهو يثبتها على شعره : اوكي ..! تحت أمرك !

ارتفعت نظراتها له يوم قام .. وهي تتحرى وش بيقوول..
تركي : بس تذكّري انك وافقتي البارح تسوين كل شي أقولك عليه.. مابي اعتراض..
هزّت راسها إيجاب وهي ما تدري وش ناوي ..

تقدّم ناحيتها وفتح كفه : ..جوالك؟
عقدت حواجبها مو فاهمه.. ولا تحرّكت عشان تعطيه ..

كرر وهو يرفع حواجبه يحذّرها : قلنا ممنوع الاعتراض .. !
استجابت بصمت وحطت الجوال بكفه..
فتح قائمة الرسائل ، ومن دون ما يقرا شي فيها.. رجع يمد الجوال لها : إقريها بصوت عالي.. خليني اسمع وش كاتبة لك ..!

سحر باعتراض : وليش ما تقراها انت.. كافيني مرة وحدة..

تركي بجدية : بلا عناد.. اقريها وانا اسمع..

مسكت الجوال مُكرهه.. اما هو استدار راجع لمكان الاسترخاء حقه.. وجلس مثل المدرس اللي ينتظر تلميذه يلقي شي، وحط رجل على رجل..

قبضت سحر على الجوال بيد ترتعش لا إرادياً ... كيف بتقدر تقرا اهاناتها بصوت عالي وقدامه !! .. مارح تملك صوتها ذيك اللحظة ويمكن تفقد كل رباطة جأش متمسكة فيها الحين ..!

استمررت ساكتة ما نطقت بحرف وهي مو عارفه شلون تبدا ..
تركي يوم شاف ترددها : من وشو خايفه ؟.. اقري خليني اسمع ..

ما عرفت وش يبي من هالخطوة ليش ما يقراها بنفسه ليش يطلب منها؟؟.. يبي يوتّر لها أعصابها يعني؟

تركي قرأ أفكارها : .. لمصلحتك ! ..(وبأمر) ..اقريها !

بلعت ريقها .. وبدت بوحدة منها ..بصوت وااطي يالله ينسمع ..: " مارح ..أس سامحك لو خربتي حياتي معه..... فلا تـ.......
قاطعها بصوت عالي : ... ما أسمع !
رفعت عينها لـه باستغراب ..
تركي بوضوح : ما أسمع عيدي...
سحر بضيق ... قربت خطـوة ناحيته عشان يسمع ..
وداهمها بهدوء : ما قلت اقربي عندي....قلت ارفعي صوتك ما اسمع ...
(ورفع اصبعه يشير لها بأمر ) : ارجعي مكانك...وارفعي صوتك ..
ضاقت : وش فرقت ؟؟؟؟؟؟
تركي بحاجب مرفوع وثقته العفوية تقتلها : تفرق !!... ارجعي بدون نقاش !

طاعت بصمت ..
ورجعت لورا نفس مكانها الأول.. ورفعت عينها له تتأمله من جديد وكان على وضعه حاط رجل على رجل ومكتّف وعيونه الجاادة بعقدة صغيرة بين حواجبه مسلّطه عليها...
كان مركّز معها من قلب وهالشي أررربكها زود ...

بلعت ريقها وقررت تقرا الرسالة بسرعة وما تحط عينها بعينه...
: " مارح أسامحك لو خربتي حياتي معه فلا تسوين نفسك البريئة والمسالمة ردي لو فيك جرأة تواجهين " < بسررعة وما تدري اذا كان فهم اصلا ..

انتهت.. ورفعت عينها له بتحفّز ... لقت انه على وضعه وملامحه هي هي ..
قال : فيه غيرها ؟
هزت راسها ايجاب ..
قال بأمر جديد : اقريها ..وهالمرة بشويش ..بلاش سرعة خليني اسمع وافهم !

أطاعت من جديد غصب مالها الا تمشي عاللي يقول عليه ..مع أسلوبه الآمر ذا ما تقدر تجادل..
نطقت بصوت يررتعش : أبـ..عدي عن محمد يا زفـ..ت (اهتزّ صوتها هنا لا شعوريا) .. أنا عارفه جالسه تخططين عشان تخربين حياتنا..(خذت شهييق عميييق لا إراديا وتركي يتابع) ..
(وزفرته ): محمد ما يبيك افهمي فشيليه من بالك ..احسن لك.. ولا تحاولين تتواصلين معه من وراي.."

كان صوتها هالمرة أعلى وأوضح وتركي سمع كل كلمة ...بس بان التأثير على سحر وهي تنزل الجوال وتحاول ما تناظره ونفضه صغيرة تحاول تسيطر عليها.. من بياخة الموقف قدامه !
تركي بأمر وهو يتابع وضعها : .. قلنا ما نبي انهيارات ...!
رفعت عينها له وحاااولت تمسك نفسها ..وتقوى قد ما تقدر ما تبي تظهر بصورة الضعف قدامه من جديد..
تركي قام واقف وهو يعدل بلوزته الهاي نيك السودا ..وابتدا محاضرته بأسلوبه الخاص: الكورة بملعبك الحين.. هي قالت اللي عندها وما عندها أكثر من كذا..بأي طريقة تردّين عليها هالشي راجع لك... مهما كانت الطريقة اللي تختارينها اعرفي إنها من حقك...
سكتت وهي واقفه مُنصته لكلامه ..
تركي : .. كلامها مكرر بكل رسايلها ولو اختلفت الكلمات...اللي قريته انا بالصدفة أول مرة يوم طلعتي بالليل واللي انتي انهرتي بسببها.. (تحفزت)...ما كانت مختلفة عن هذي اللي قريتيها ألحين... ( ابتسم ابتسامة غريبة فيها شي من المتعة اللي ودّه يعيشها وهو يرمي عليها نظرة جانبية ) .. مو ملاحظه شي ؟

عقدت حواجبها وما فهمت سؤاله.. وتأملت الجوال بكفّها وهي تحاول تستنتج شي بس مو قادره..
تركي تنّهد من فهاااوتها .. وقرر يفتّح عيونها على شي ما تدري عنه : .. البنت خايفه منك يا آنسة !
رفعت عينها باستغرراب وعدم استيعاب ..
هزّ راسه بملل وهو يغمّض عيونه من ذيك النظرة الفاهية ... جد برييييئة ولا يمكن تصحى على نفسها !!
وقال : مو ملاحظه ؟؟؟

قالت : .. هي تبي تقهرني بس... هي ما تقبّلتني من البداية ..
تركي : اتركينا من سالفة ما تقبلتك ... البنت مو واثقة بحالها وشايفتك خطر عليها ..
ركّزت معه من غير شعووور..
تركي أردف : ... خايفة لا تاخذين خطيبها منها ...!

سكتت شوي..ثم ضحكت بسخرية عفوية : والله لو تعرضه عليه من ثاني ما أفكر فيه... الحقير !!!
تركي بابتسامة غامضة : ..باختصار البنت ملعوزتها الغيرة... (رفعت عينها باهتمام ) ... ومن مصلحتك تستغلين هالنقطة عشان تضربين ضربتك !
ضحكت : ههههههههه تغار !!... وش تغار هالغبية وهي ملكته خلاص !!!
تركي رفع حاجب : ... قلت لك شايفتك خطر عليها...وشلون شايفتك عاد هذا شي خاص فيها... الكورة بملعبك الحين والهدف واضح... تبين توجهين لها ضربتك المجال مفتوح لك ...

ما تنكر انها مشتاااقه ومتلهفه عـ الرد اللي تبيه يكون "قاااضي"... ما تصحى من عقبه...
تنهي فيه كل أحلامها...
تعيش بعدها بجحيم... ويكون محمد بالنسبة لها كابوس...بعد ما كان حلم جميل ..!!

سكت تركي عقبها ورجع لمكانه وجلس على سرير الشجر... وعينه تتابعها بدقة ...
بدينا يا سحر...بدينا !

وابتسم وهو يشوفها تقرب منه بحماس ولمعة عينها اختلفت... درى انها وصلت حدها من رغبة الردّ والانتقام : تقترح أرسل لها يعني ؟؟؟؟
زادت ابتسامته ايوووه كذا بديتي تفهميني : ... طريقة الرد راجعه لك قلت لك كل الطرق متاحة ولا تفكرين بلحظة ان الطريقة اللي بتختارينها غلط ..
زاد حماسها من نبرة التشجيع هذي اللي فتحت لها كل الطرق وكل الوسائل ... كانت متحفّزة بسببه ومتحمّسه بسببه وكل شي فيها مُثار بسببه ...

وقفت مع نفسها شوي بعيد عنه ..ومقابل عيونـه المترقّبة لتصرفاتها..
هالمرة عرف تركي انها ابتدت الخطوة ...
دخلت عالمها الخاص لأنها كانت ساكنة وهي ماسكه جوالها عند فمها ومغمضه عيونها بحالة تفكير عميقة ...
وتركي من بعيد يراقب بسكوت واسترخاااء وهو حاط رجل على رجل..من غير ما يبدي أي تصرف ..تركها مع نفسها تتصرف !

نست إن وليد حولها ونست عمرها وكل تركيزها تسلّط على الجوال والأزرار اللي تضغطها ..
قوّة خفيّة كانت تدفعها للأمام وتكتب اللي خطر على بالها والشيطان داخلها يضحك... ان كان تغار فعلا فهذا عزّ الطلب !
كتبت شي ما تدري وشلون طلع منها ... وأرسلته من غير تردد أو حتى إعادة تفكير !!

وأخيراً ابتسمت ابتسامة غريبة وهي تلف ونظراتها تروح لـ وليد المسترخي وملامح الهدوء على وجهه ...
فهم تركي معنى ذيك الابتسامة .. وعرف انه زادت العيااار لألف.. والابتسامة ذيك ما تبشّر بخير...
وابتسم وهو من داخله مستمتع وماخذ الدعووة لعب ...!

قربت وهي عاضّه على زاوية شفتها السفلية والجوال بين كفوفها بطريقة عفوية وهالحركة خلّت عيون تركي تتسلّط عليه أكثر من أول..
ضحكت ضحكة شقية طالعه من قلبها وكأنها الحين بس بدت تعيش متعة غير وتاخذ هالحرب تسلية دامها ضامنه الفوز فيها ...
وهالضحكة جذبت تأمّلات تركي زود...
والمود اللي اختلف وتبدّل !

وقفت سحر قباله وهي تتحدى : الحين تبدا الحرب !
وهو عاقد حواجبه باهتمام : .. وش كان ردك ؟
سحر بعفوية : اخاف تنصدم لو قلت لك !

ضحك لا شعوريا من جوابها : ... لا لا ما رح انصدم !
مدّت يدها بتعطيه الجوال عشان يقرى وش كتبت ... انحنى ناحيتها وهو جالس بياخذه...وقبل يلمسه دق الجوال..!
اثنينهم رفع عينه للثاني بنظرات فاهمه بعض ...واثنينهم عرفوا المتصل !!
وعفوياً تراجع تركي لوضعية الاسترخاء وسحر استرّدت الجوال وهي تناظر الشاشة بنظرات مكر ووعيد ..!!

ابتعدت كذا خطوة وتركي شبك يديه فوق راسه وعيونه وسمْعه تراقبها ... كان ينتظر مسرحية بتنعرض قدامه والاسترخاء مالي وجهه وهيئته ..!

وقفت سحر ..ولمست زر الرد اخيراً وهي تحط الجوال على اذنها وعينها تلمع بـ شر ما قد صار ..!!
ما تكلمت ،، بس سمعت ذيك تصارخ فيها وألف عبرة وعبرة بصوتها : .. يالحقييييييرة وشلون تسمحين لنفسك !
ابتسمت ابتسامة باردة والحين بالذات حسّت ان الأدوار تبدّلت : ..حقيرة ..اوكي راضيه اكون حقيرة ولا اكون مريضة !
بسمة منهارة بكي : ... والله ما اسامحك محمد مارح يتركني فاهمه لو يصير اللي يصير..مارح اسامحك يا حقيرة مارح اسامحك لو خليتيه يخوني !
ضحكت بسخرية : ليه هالثقة ..غريبة كلامي بالرسالة ما كان واضح ؟؟؟
بسمة : لا تقربين منه محمد الحين صار زوووجي ومارح يرجع لك لو تحلمين...نجوم السما اقرب لك يا سحر سامعه مالك أمل فيه !!
سحر ضحكت باستفزاز مُقيت: ههههههه جد انتي غبية وما تفهمين... رسالتي كانت واضحة وتراني أعني فيها كل كلمة !
ما تحمّلت بسمة كل هالتحدي والثقة المفرررطة اللي سحر عليها
وصررخت فيها زوووود : يا كلللللللللللللللللللللللبة محمد ما يخوووووون !!
سحر رفعت حاجب ونبرة تفوووح تحدّي واستفزاز : كلمة توصلك وتتعداك ..محمد ولد عمي وانا أولى فيه رضيتي أو ما رضيتي وما رح أتنحّى ..ولازم تعرفين ان علاقتي بمحمد بتستمر ومو عشان وحدة مثلك اتركه...حطيها حلقة بإذنك يالمريضة ..
هنا انهبببلت بسمة وهي تصرخ فيها : حقييييرة ووواااطية ولك وجه تقولينها بوجهي... اتحداااك تسمعين اتحدااااك يا حيوانه !
سحر بضحكة مستفزة وناسيه عمررها والكلمات قامت تطلع وحدة ورا الثانية بدون احساس : ...تأكدت الحين انك تغارين وخايفه مني ومتأكدة انك عارفه باللي بيني وبينه..دام كذا حابه اقولك باخذ الدور اللي عطيتيني واخليك تعيشين بجهنم ساااامعه ، محمد مارح يكون لك يا بسمة مارح يكون لك لو تنطين لسابع سما وترجعين لسابع أرض...شيلي انسحابي من حياته من راسك لأني حطيتك براسي ومارح أخليه لك...افهمي يا مريضة لأني مارح اعيد ..
بسمة ما تحممملت هالكلام القاسي وهالتهديد وهالسمووم : يا حيوووواااانه أحقر منك ما شفت افهمي محمد زوجي واختارني انا ..انسي احلامك الغبية مثلك لأنه ما يفكر فيك !
شخرت بسخرية وما تدري وشلون طلعت منها هالكلمة اللي كان القصد منها اغاضتها : هه ...متأكدة انه ما يفكر فيني ؟!!!
بكت بسمة زود وهي تسب وتشتم فيها لأن سؤالها كان بالصميم ...وسحر مثل الجدار ما تأثرت بأي كلمة مع ان السب والشتم كان من العيار الثقيل...
سحر ببرود : جاوبيني متأكدة انه ما يفكر فيني ؟؟
بسمة صرخت تهينها : لاااا لو يبيك ما رماك رميــة الكلب واختارني...(ضحكت بمقت من بين دموعها) ههههههه ايه صح اذكر شلون انهرتي بالمخيم يوم وصلك الخبر..هههههه سمعتي رماك رمية الكلب !!!
سحر تغيرت ملامحها للمقت الكبير وهي تسمع ذيك الكلمة .."رمية الكلب" ... !!...
ضغطت على انفاسها وهي تكتم كل غيض وكل غضب والبراكين اللي تفجرت جوا راسها ...
شدت قبضتها وفتحتها وهي تسيطر على نبرتها البااردة وكنتيجة زادت العيار : خليك على هالثقة ..بكرة بتعرفين اني اعني كل كلمة ..
بسمة بحقد : ..الله ياخذك الله ياخذك الله ياخذك...
سحر ضحكت وبلحظة قررت تقضي عليها : هههههههه اييه صح نسيت اقولك... محمد اتصل فيني البارح...حياتي ما صبر على سفرتي عنه...
هنا انجنننت بسمة : ... والله تكذبين ..!
سحر باستهزاء : وليش اكذب... اذا تبين اقولك الاتصال بالساعة والدقيقة مستعدة ..وانتي روحي اسأليه ..مو زوجك وخطيبك وحبيبك...اتوقع ما رح ينكر اعرف محمد ما يكذب ولا يحب اللف والدوران ..يحب الصراحة ورمي الكلام بالوجه ههههه!
بسمة انهااارت وهي تواجه أحلامها الهششة اللي ما استقرت للحين وسحر اللي صايره لها كابوس مزعج : .. والله تكذبين مارح اصدق ماااااااااااااارح اصدددددددق وحدة واطية مثلك..
سحر : اوكي... امممم ...اتذكر محمد اتصل علي البارح مثل هالوقت بالضبط...دامك خطيبته اكيد رقمه عندك ولا؟ (سخرية)..دقي اسأليه ونصيحة مني قولي له ان سحر بنفسها تقول انك اتصلت عليها....مارح يتجرأ ينكر صدقيني ..
بسمة ما تحممملت هالثقة والاصرار وهي تتذكر مكالمتها له بالأمس بكت زوود وهي تشتمها وتدعي عليها وبالنهاية صككرت السماعة بوجهها ...

سحر تركّزت عيونها بالفراغ مع صوت انقطاع الخط... ونزلت الجوال بالتدريج والجمود مغطيها تحت انظار تركي اللي ما تغيّر فيه شي..
أنصت لـ كلام سحر من البداية للنهاية من دون تعليق ..لاحظ إنها بدت المكالمة ونست الكون والعالم عاشت حررب نست فيها نفسها ..وللحق ما توقع كل هذا يطلع منها ومن أول مرة !!

عقد حواجبه وهو يشوفها تطيح جالسه عالأرض منهدّة...والجوال يطيح من أصابعها للأرض.. وعيونها تهيم بالفراغ من دون لا تلتفت له وكأنها نست وجوده تماماً..!
فهم حالتها ...
وبهدوء قام واقف ومشى بخطوات هادية ناحيتها ...لين واقف قدامها وهي جالسه..وهاللحظة انتبهت لحضوره رفعت راسها ببطء، والتقت عينها بعيونه الجــادّة اللي تناظرها من فوق ! ..
تعلّقت نظراتهم ببعض للحظات والصمت بينهم ....
وكانت تنتظر منه يقول شي.....أي شي .....
لكنه ما قال حرف..!

قالت تترجاه ينطق بشي يحسسها إنها بالطريق الصحيح : .. أنا....
قاطعها بنظرة رضـا كست وجهه ..من غير تعليق...
فهمت ذيك النظرة مباشرة واللي أرخت التشنج اللي تحس فيه وارتخت كتوفها عفوياً من شافت ذيك النظرة .. دليل الارتياح !
شالت جوالها وقامت واقفه وهي تنفض يديها...
ثم رفعت راسها والنشووة تملا وجهها ..
قال أخيراً وهو يتابع ملامحها اللي انتشت بشي غريب ..بنبرة تحذير : .. لازم تعرفين شي واحد !

رفعت راسها باستفهام وهي تدخل الجوال بجيبها ..
وتركي أردف :.. الموضوع مارح يوقف لهالحد ... اللي صار مجرد جولة لا تتوقعين ان البنت بتخليك بحالك عقب ما قلتي لها اللي قلتيه...
تمسّكت بثقتها وما سمحت له يهزّها بكلامه ، ورفعت راسها بتحدي : .. مهما كان اللي بتسويه ..معاد صار يهمني... بكون لها الند واللي صار اليوم مجرد بداية ..بعلمها مين اللي كانت تبي تهينها ...
ابتسم ابتسامته الجانبية الغريبة واللي جعدت خدّه : .. حلوة الثقة يا آنسة !
سحر رمشت عيونها بغرور : .. ما عجبتك !؟
زادت ابتسامته وظهرت اسنانه : .. الأهم تعجبك انتي..وترضيك ولّا أنا مو مهم ..!
خذت نففس من الاعماق وبشكل عفوي : .. كانت جولة حامية ماعرف كيف مرّت أول مرة يطلع مني كلام زي ذا ..
رفع كتوفه وهو يدس اصابعه بجيوب جينزه : .. القسوة احيانا ضرورية ..
رفعت عيونها له بعفويية والنشوة لازالت تملاها : .. سمعت كل كلامي معها ؟؟؟؟
وهو يهزّ راسه ايجاب ويميل بفمه لتحت بطريقة تقييمية : اها !
ما تدري ليش حبّت تعرف رايه : .. وكيييف كنت ؟!!
غمز بعين وحده وهو عافط وجهه : قاسية ......نوعا ما ..
قاطعته يوم حسته ينتقدها من هالناحية : تستاااااهل... مو انت قلت ردي الصاع صاعين..؟
ضحك ضحكة عابرة وصغيرة : صحيح ولاني انتقد... زي ما قلت القسوة ضرورية احيانا..
تبدّلت ملامحها للرضا التااام..وهي تحس انها استردت ولو شي من كرامتها ..
تركي : بس زي ما قلت..فيك طاقة تتحملين للآخر؟..
سحر بدون تفكير : طبعاً ..
تركي : كذا تمام .. !

أنهى الكلام وهو يشوف ساعة يده ..واستدار عنها راجع لمكانه وهي تتابعه بنظراتها ..شال كتابه اللي كان هناك وشال معه جواله ..
ومشى وتعداها : ..انتهينا لليوم ...الحين عندي شغلة للمعهد لازم أسويها ..!

تجاوزها وهي تراقبه بعيونها.. وبقلبها كلمة كانت تبي توجهها له !!.. بس ما طلعت !
ما تدري وش هالكلمة اللي تبي تقولها لكنها حاليا ، ومبدئياً حاسه بالامتنان ..
اختفى عن مجال نظرها ناحية الكوخ ،
ثم اتجهت لسرير الشجر ورمت عمرها فيه على بطنها بالعرض وصار راسها يتدلى من جهة ورجولها من الجهة الثانية وقام يهزها بعنف يمين وشمال وهي طريقتها الطفولية المعتادة باللعب فيه...
نست كل شي بالعالم وهي تناظر شي بالارض..وما استحوذ على تفكيرها الا شي واحد...اللي سوته قبل شوي !!
وكرامتها اللي مارح تتنازل عنها ،،،!

انقلبت على ظهرها وثنت رجولها وهي تثبّتهم على الحافة ..وصارت تناظر السما وهي تتهادى يمين وشمال والسكينة ساكنه روحها ...!
:
/

في بيت ابو محمد ...

الساعة حوالي 11 الضحى يوم الخميس وتوها مشاعل صحت من فترة قصيرة .. دخلت غرفة شادن وهي كلها استغراب ..لقتها جالسه بالبلكون بروحها ..
مشاعل : شادن ؟
شادن كانت جالسه ببجامتها عالكرسي وهي رافعه ركبها لصدرها وراسها مرمي بزاوية الكرسي بحالة شرود ويأس...
جلست مشاعل قبالها وهي حاسه ان فيه شي صاير : وش صاير ؟؟
شادن رمت عليها نظرة ميتة من غير لا تحرّك راسها ..ولا ردّت ..
مشاعل : ابوي تحت مع امي معصب وقلقان من شي والسالفة فيها عمر...
ما جاوبت بشي..
مشاعل : وبعدين ليش جالسه ما اشوفك مستعدة لليلة ... ؟؟
شادن ما قالت غير كلمة وحدة : مشاعل خليني بروحي..

عقدت حواجبها وقربت منها بجدية : متضاربه مع عمر شي؟؟؟
خنقها الأكسجين واختفى وبان على وجهها ، ليتها كانت خناقه ليتها كانت ..!!
مشاعل بجدية : جاوبيني امي تو تقوول انك بغرفتك من اربع ايام ..وش صاير وانا مدري عنك !!
شادن : مو ..صاير شي..
مشاعل : وشلون مو صاير شي !!...شايفه وجهك انتي ؟؟؟
شادن بترجي ضعيف : بليز مشاعل مافيني حيل اتكلم..
مشاعل فهمت : دام وجهك كذا فـالسالفة فيها عمر...

ما كان فيها حيل تناقش بششي أبد ، فقامت واقفه وبخطواتها التعبانة والمنهكة رجعت للغرفة بصمت يلفّها..
مشاعل لحقتهـا وهي تشوف شادن تاخذ الروب وشكلها ناويه على دش : ..يا جوّكم العجيب بعد !!...اليوم الزواج وانتوا متضاربين صباحيته..!!؟
شادن وقفت قدام المراية وهي تفك المطاط اللي ماسك شعرها بفوضوية.. وما علّقت
ومشاعل بعتاب : جد ما شفت مثلكم بحياتي تركيبة غريبة انتي وياه...الزواج اليوم وانتوا متضاربين...!!
ضربت شادن بالمشط على التسريحة وصوتها مخنووق حدّه : احنا..مو متضاربين ..!
مشاعل : أجل؟؟؟؟
شادن مشت للحمام بنبرة قاطعة : اطلعي باخذ حمام ..
مشاعل : كلميني أول !!...شاااااد....
ضربت باب الحمام بوجهها ومشاعل واقفه وهي مو فاهمه اختها ...سمعت صوت الدش يضرب الأرض بقووة كبيرة وما تدري ليش تخيّلت انها سمعت بكاء شادن ينطلق معه ...
خاافت وهي تقرب من باب الحمام وصوت الدش مشوّوش عليها... حطت إذنها عالباب وهي تستند عليه براحة يديها الثنين وقلبها ناغزها من الصوت اللي تخيّلت..
سمعت بكاء وشهقات عالية يختلط مع المياه اللي تضرب الارض..
وتوتّررت زووود...
كانت تسمع بكاء بحرقة يصدر من داخل...!!
طرقت الباب من خوفها : ..شادن وش فييييييييييييك؟؟؟
جتها صرخة مدوية نفضتها على ورا : .. قلت اطططلعــــــــــــــي !!

بلعت ريقها وقررت تتركها لحالها...طلعت من الغرفة وهي مو فاهمه شي ...اذا كانت مضاربه فهي مو أول ولا آخر وحدة تحصل بينهم !!
نزلت الصالة ولقت ابوها مع امها على وضعهم اللي تركتهم عليه قبل دقايق..
غير إن محمد كان معهم هالمرة ..ببجامة البيت والواضح إنه توّه صاحي.. وواقف قدام جلسة ابوه وعقدة بين حواجبه من اللي درى عنه ..ويتناقش معهم غياب عمر المفاجئ عن البيت..
:
..
شادن جلست تحت الدش بملابسها ..من عقب ما صرخت على مشاعل وهي تحاول تهدي الروح المذبوحة داخلها وتبكي من قلب وضمير..!
خيال وجهه قبالها طول الساعات ما يفارقها ..
هاليوم المفروض يكون أسعد يوم بحياتها...اليوم اللي تكلل فيه انتظار امتد سنوات...!
بس لا !
مو هو اليوم اللي باتت وكبرت تتخيله...
مو هو اليوم اللي كانت تتمناه ..
يوم زواجها وتبكي فيييه !!
تبكي ..صباحية زواجها ...
ومنهارة ...لأنها تدري إنّه مارح يحضره !!
نساه ونساها ...!!

من غير شعور ضربت راسها بالجدار وهي مستنده عليه ..من الوجع اللي يفتت خلايا الحس فيها ..
تبي تقضي عالألم بالألم...!
ضربت راسها من جديد والموية تنزل عليها وشهقات تجر شهقات ..!!
وأخيرا جلست وسط البانيو ودوخة تسيطر عليها... وصورة عمر ما فارقتها ..
وبعيون هايمة وسط البخار اللي انتشر بالحمام قامت تشوف ملامحه تتشكل قدامها بالجوو..
صرخت وهي تضرب بيدها وسط الموية على هالخيال تبيه يتبدد : لا تتركنيييييييييييييييييييييييي...لا تسوي فيني كذذذذذذذذذذذذذذذا ..
وقامت تصرخ فيه وكأنه قدامها بحالها المبهذل وشعرها لاصق بوجهها : .. ماعرف أعيش ماعرف ...ماعرف يا عمر وانت تدري... انت تدري فليش تسوي كيييذا...
وحطّت يدها المرتجفة من الانفعال على حافة البانيو ..تبي توقف...ما قدرت ضُعف سيطر على رجولها ودوخة براسها ..انهدت وسط الموية من جديد والدش ينزل عليها بأقوى اندفاع ... ولا شعوريا حطت يدها على راسها الداير وهي تحاول تتمالك روحها ... وتستعيد قوتها البدنية ..
لكن شلون وهي لها أربع ايام ما أكلت ...!!
:

ابو محمد بقلق : متأكد انه ما كلمك هاليومين؟؟ ولا شفته ؟؟؟
محمد باهتمام : ..لا ما شفته ...ليش ما علمتوني إنه ما جا البيت من اربع ايام؟ .. ليش توكم تعطوني خبر .. ؟
ابو محمد : انت ما عاد تنشاف الله يهديك...رامي روحك بهالشركة كن مالك بيت ...!
محمد التفت لقى مشاعل جايـه ... وعقد حواجبه زود : وين شادن ؟؟؟
توتّرت مشاعل ...ألحين حسّت إن الموضوع يتحوّل لجد مع جدّية ابوها والحين جديّة محمد ..
وقالت : تتحمم !
محمد : ما تعرف وينه ؟؟
مشاعل : ما سألتها ..

أبو محمد رجـع لـ محمد : ما تعرف احد من أخوياه ، زملاه ...اللي هو...أي أحد يدري عن خبره...المهم ندري هو حي ميت !!
محمد نفى : ما اعرف احد من اخوياه ولا يتهيّأ لي ان عنده أخويا أصلاً...
تنهد أبوه يستغفر ..وتوّه الحين يدرك إنهم ما يعرفون شي عن معارفه او محيط صداقاته ...
أردف : طيب دق على شغله بالشرقية يمكن عندهم خبر...
محمد : ما أذكر إنه عطانا رقم لـ شغله.. جواله هو رقم شغله ..
ابو محمد : لا حول ولا قوة الا بالله ... الحين وشلون بنتطمن عليه !!
محمد : مين فيكم آخر واحد شافه ؟؟
ابوه : محد شافه ، صحينا الصبح ذاك اليوم وما كان موجود ..
محمد وهو يرفع جواله ، كمحاولة وأمل أخير : بكلم بندر اشوف...يمكن كلمه هاليومين !!

وتحرك بالصالة وهو يتصل فيه...ومشاعل جلست معهم وهي تراقب بصمت...والوضع جدّي وما تدري ليش بدت تقلق !
محمد هتف : هلا بندر...
بندر اللي كان شحنان وتنفّسه متسارع : هلا محمد ..واخيرا افتكرت تتصل..
بابتسامة استغراب : وش قاعد تسوي ؟؟
بندر وانفاسه مقطعه : ..قاعد امشي...عالسير ..
محمد : اتركه عنك واسمعني ..
بندر طفى الجهاز..ونزل منه وهو يمسح على وجهه بالمنشفة..وبلهاث : خير ؟..قلقتني بلاه صوتك ؟
محمد : كلمت عمر ؟؟
بعقدة بين حواجبه : عمر ؟
محمد : ايه ما كلمته او كلمك هالأربع الأيام اللي مضوا ..
بندر باهتمام : لا... ليش شفيه ؟؟
محمد : مختفي من ايام ولا ندري وينه ..
بندر باستغراب : شلون ما تدرون وينه ؟؟
محمد : اللي سمعته .. ابوي قلقان عليه ويحاول يتصل فيه من كم يوم وما لقى رد ... والمشكلة ما ندري وينه فيه ..!
جلس بندر على كرسي موجود في جيم الفندق اللي هو فيه .. والمنشفة تمسح العرق من رقبته : ..لا تقلقون ولا شي...مافيه الا كل خير..
محمد : شلون يعني.. تدري عنه انت ؟؟؟
بندر : لا ما ادري عنه بس هذا عمر وهذا طبعه ..خلوه على راحته
محمد بضيق : شلون نخليه على راحته...اقولك ما ندري وين مختفي وما ندري وش صاير عليه، واتصالاتنا ما يرد عليها..!
تنهّد : طيب سألتوا شادن عنه؟؟...اخبار عمر كلها عندها !!
محمد : ابوي يقول سألها قبل يومين ولا تدري...
بندر : اقص يدي اذا ما تدري !..
محمد بضيق : بندر مو وقته مزحك...
بندر : قلت لك ما تواصلت معه من فترة ولا عندي خبر...(رفع راسه وشكل احد قام يناديه )...طيب طيب جاي...(رجع للمكالمة وهو يقوم من الكرسي) .. محمد مضطر اسكر المدرب يبيني ..
محمد : الله معك ...

نزل الجوال وابووه يتحرّى جواب : حتى اخوك ما يدري ؟
محمد : يقوله ..
ضربت امه كف بـ كف ، وبحسرة : وش صار على هاليتيـم وش السواة يابو محمد ...؟
ابو محمد والحل الأخير تملّك عقله : ..بننتظر للمسا اذا ما جانا خبر منه .. مافيه الا نبلّغ الشرطة ..(بقلق) قلبي ناغزني الله يستر لا يكون صاير له شي...
محمد وراق له الحل : ..مافيه الا كذا ... وبنعطيهم رقم سيارته عالأقل نعرف مكانه ..
هز ابو محمد راسه موافق : يقدم الله خير ان شاء الله ..

فجأة سمعوا خبطة قوووية جاية من الدور العلوي ...ارتطااام حاد ..!
رفعت مشاعل راسها برعب وهي تناظر فووق...وقلبها دلّها مباشرة على مصدر الصوت واللي هي اختها .. اصلا مافي احد بالدور الثاني غير شادن ...
كلهم ملاهم الاستغراب والقلق..ما عدا مشاعل اللي نقزت بررعب وهي تركض : يممه شااادن !!
مباشرة لحقها محمد يوم فهم إن فيه شي صاير ومن شكل مشاعل ...
امهم وابوهم قاموا ينادونهم : شفييييييكم ؟؟؟

ركضت مشاعل لفوق بأقصى ما تملك..اقتحمت الغرفة واتجهت للحمام اللي كان موصد ..
قامت تضربه بخووف جامح : شاااااااااااااااادن ..
ما وصلها جواب وملاها الرعب .. ودخل محمد والجدية الكبيرة على وجهه : بلاك يا مجنونة ؟؟؟
التفتت عليه وهي مرعوبة : ش شادن داخل...صوت الخبطة من عندها ..

نقل عينه للباب وعقدة حواجبه تزيد...تقدم بخطوة وحدة ويده تسحب مشاعل بخشونة ..وأخذ مكانها وهو ينادي بجدية : شادن ؟
ما جاوبت ، وازدادت نبرته حدّة : شادن تكلمي !

تبادل نظرات الجدية مع مشاعل اللي كانت مررتبكة ولا تدري وش صاير عليها ..
رجع يناديها ، اما مشاعل ما تحمّلت انتظار تحركت غريزياً لعلبة المفاتيح ..وجابت مفتاح السبير ..
وبرببكة : بسسسسرعة افتحه...صاير لها شي أكيد ..
فتحه وهو مو متخيّل وش بيقابله ...
أول شي قابله البخااار الكثيف الخاااانق بالجووو...
وما أمداه يوعى علي شي إلا مشاعل شهههقت شههقة خلّته ينتبه للجسم اللي متساوي بالأرض ..ووحدة من رجولها كانت مرتفعة لحافة البانيو ..
مشاعل تجممدت رجليها عند الباب..وبدت تبكي من المنظر : شاااادن....دم يا محمد !!

تماااسك من هول الصدمة ..واقترب بسرعة وهو يرفع راسها اللي واضح إنه تلقى ضرربة قاسية ..
كانت مبللة بملابسها وتنقط وما فيها استجابة ..
محمد وهو يهزّها بقووة : شااادن فتحي عيونك...شااااااااادن !!
مشاعل وهي ترتجف بصياح : اقووولك دم ناظر راسها ..
حرك راسها وانطبع الدم القاني على يده ... ووجعه قلبه وانقببض ..وهزّها من جديد بعنف : شادن !!
مشاعل انهبلت وهي تشوف جـرْح ثاني ينزف من جبينها : دم ثاني يا محمد ..(شهقت وهي تهوي عندها وجنب محمد ) شااااادن كلميييينا ...
محمد : عبايتها بسرعة ..
ركضت مشاعل لبرا الحمام وكل شي فيها يرجف ...أما محمد التفت يمين وشمال يبحث بعيونه عن شي يسدّ فيه الجرح الخلفي براسها .. طاحت عينه على كرتون كلينكس فوق المغسلة ..مد يده بصعوبة وهو حاضن راسها بيد وحدة ..سحب له كمية كبيرة وبشكل خاطف حشره عالجرح ..

رجعت مشاعل للحمام وبيدها العباية ..وقابلها محمد طالع من الباب وهو شايلها باستعجال..
مشاعل وقفت برجفة وعينها تتأمل وجه اختها الغااايب والدم اللي نازل من جبينها وصل لأسفل خدها ...
محمد : هاتيها ..

لحقته لما السرير .. حطها لثواني ..واثنينهم لفوا العباية حولها وهي مثل القماش البالي يتناقلونها بينهم ..
شالها بسرعة ومشاعل تتابعه بخووف : بجججي معك ..
محمد : بسرعة وجيبي مفتاح سيارتي معك ..
طلع هو من هنا ..ومشاعل خطفت عبايتها مع مفتاح سيارة محمد من غرفته ونزلت ...

سمعت صراخ امها وهي نازله ركض ...لقت ان محمد واقف وسط الصالة وامه مو راضيه تخليه يروح ماسكه وجه شادن وصوتها ينوح ..
امه : بنتي شفيها !!..يمه شادن ردي ..
محمد وهو ينطلق ومشاعل وراه : ماعليها الا الخير ..طاحت وضرب راسها ما يكون الا كل خير...
ابو محمد وعينه تتابع شادن وقلبه قابضه بقوة من منظرها : بسم الله عليها وشلون طاحت...
محمد ما يبي يخوفهم ومشاعل وراه : اذكروا الله ما عليها الا العافية ..جرح بسيط ان شاء الله ..
وانطلق برا ومشاعل تركض قدامه للسيارة ..
لكن امهم ما صبررت..ركبت مع زوجها بعدهم بخمس دقايق ولحقوهم ..
::







الساعة الآن 02:58 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية