منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   القصص المهجورة والغير مكتملة (https://www.liilas.com/vb3/f837/)
-   -   لاتبكي ، للكاتبة : عيون القمر .. (https://www.liilas.com/vb3/t86736.html)

♫ معزوفة حنين ♫ 12-02-12 04:13 PM



مرّت الساعات وجاوزت منتصـــف الليـل .. وهدأ الكوون وهدت الأصوات في بيت ابو محمد ..
من خلال نور الأبجورة الوحيدة بغرفة شادن ... التفتت بـ تعب للساعة اللي جنبها واللي كانت تشير لـ 1 إلا ربع.. ثم رجعت بنظرها للألبوم اللي على فخوذها تنتقل بين الصور المنتثره على صفحاته بعشوائية .. ألبووم صور يرجع لأكثر من 10 سنوات ..!
ألبوم ..يعتبر أغلى كنوزها وأثمنها ..!
يحتضن فيه أحلى سنين .. وأهم سنين .. وأغلى ما عطاها الله بهالدنيا ..!
"اهو" ،
مسلسل حياتها بالكامل يتمثّل بهالألبوم... وقريب بتضيف له.. ذكرى جديدة ،
بتضيف له صور زواجها !
ابتسمت وشفاتها تميل لتحت وهي مو مستوعبه كيف الموعد صار قريب كثيير،،

سكّرت الألبووم وحطته على جنب وهي تتأمل غرفتها المظلمة والزوايا من حولها بهالليل ..
خلاص بتترك وحدتها بهالغرفة .. !
بترجع تشاركه كل شي مثل ما كانوا زمان .. اشتاقت لأدق التفاصيل ذيك ..
رغم قربهم الحالي لكن فيه كثير اشياء مفقوودة .. أشياء من أيام الصغر مافيه شي بالدنيا يقدر يعوضها ..

نزلت من السرير وهي تسحب بلوفرها وتلبسه فوق بجامتها..
عجزت تنوووم مو قاادره مخــها مليان افكار وصور متزااحمه ماهي لاقيه صفاء الذهن اللي يخليها تنوم مرتااحه..
نزلت تحت واختارت تطلع برا للحوش ..واتجهت لحوض السباحة المتوسط الحجم واللي ماخذ مكان خلفي شوي ..
مرّت على ملحق عمر بطريقها والمغلق بابه ولمحت من بين العتمـة إن النور مفتوح من خلال النافذة ..
عرفت انه صاحي ما بعد نـاام .. وتنهّدت متسائلــه يا ترا حاس هو باللي تحسّه هي الحين؟؟..
مو قادر ينام مثلها؟؟؟
نفضت رغبتها بالكلام معه وهي حاسه انه للحين ماخذ موقف من اللي صار مع اخو بسمة .. لأنه من وقتها رغم طاري الزواج اللي تحدد ..ما تكلّم معها ولا حتى طلبها .. أصلا ما شافته من زعل منها !!
وصلت للمسبح القريب من غرفته وكاانت العتمة شديدة ..كل الاضااءة بهالمكان مطفيـه ورغم ان هالشي كان مووحش لكنها فضّلت هالجوو .. هدووء وظلمة المكاان ما عدا القمر المكتمل يحفّز الواحد إنه يصفّي ذهنه شوي ويهدّي من ثورة عواطفه اللي ما تذكر يووم إنها هــدت أو خذت استرااحة ..! ..
جلست عالكرسي البلاستيكي اللي موجود قريب لحافة المسبح ورفعت عينها للسما تناظر القمر والنجوم القليلة الواضحة ..
مرّت 10 دقايق بطيييئة وهي تدندن بألحاان عشوائية وراسها مرفوع للسما..
والشي اللي خلّاها تنزّل راسها هو سماعها لقفل باب غرفته ينفــتح فجأة..!
انقطعت ألحانها وهي تتسمّع لـ حسّ خطواته اللي طلعت .. ما تقدر تشوفه من مكانها بس قدرت تلقط حركته المتّجهه ناحيتها !!
سكتت تراقب الزاوية اللي جت منها يمكن يكون جاي لهالمكان بحكم إنه الأقرب لغرفته وكثير ما كان يغيّر جوْ فيه ،،
وفعلا صدق احساسها لمحت طوله وهيئته من بين العتمة وهو يظهر من الممر اللي جت معه وبيده شي منشغل فيه !
ما قدر يلاحظها بسبب الظلام .. زيادة أنه ما كان مركّز بشي حوله ..وهو مدنّق يناظر اللي بيده وخطواته البطيئة تاخذه لحافة المسبـح المقابلة ..
عقدت شادن حواجبها وهو يوقف قبالها عالحافة الأخرى ، ويطلّع شي صغير من شي ثاني بيده ويثبته بين شفاته .. وما قدرت تميّز بسبب الظلمة الغااامرة بالمكاان!
وما استوعبت هالشي اللي يوم شافت نار الولاعة الصغيرة تضيئ ملامح وجهه ،
وشهقت لا إرادياً من الصدمـة بصوت مسموع !!

يدخّــن؟؟؟
هالشهقة العالية خلّت عمر يفزّ من كتوفه لين رجوله من الصوت المفاجئ .. وطاحت السيجارة من فمه وهو يدقق بنظرااته ناحية الجسم اللي جالس مقابله تماماً بوسط هالعتمة... كيف ما لاحظ؟؟

وشادن فاتحه عيونها عالأخير وهي تشوفه جـااامد أمامها مباشرة ..
مستحييييل اللي تشوفه !!... هي تخبره ما يحبّ هالأشياء .. ولا حتى تستهويييه !!

قامت واقفه بسرعه كأنها مقروووصه من عقرب وعيونها عليه ..
عمر عرفها يوم وقّفت.. انها شادن ومو غيرها ،
وبردة فعل غريبة .. انحنى للأرض ياخذ سيجارته اللي ما طفت..ومن غير أدنى اهتمام بموقفها حطّها مرة ثانية بفمّه ،
عوّرها قلبها زوود وهي تصدّق المنظر قدامها يوم شافته ينفث كوومة دخاان تبعثرت بالهووا ...!
كررهت هالمنظظر وصدمتها هالحقيقة ولا إراااديا نطقت بوضووح ..بنبرررة مصدوومة : .. عووومــر ؟؟؟ .. وش تسوووووووي ؟؟؟

مشت بسررررعة حول المسبح اللي ماخذ شكل قوس من غير زوايا لين وصلت عنده .. وهو مو معطيها أي اعتبار حط السيجارة بفمه مرة ثانية وهو يتأمل المسبح وظلمته وما التفت لوصولها ..
شادن سوّت حركة لا شعورية وهي انها يوم وصلت جنبه ، سحبت السيجارة بكل جرأة من فمه ،
التفت عليها وعيونه مفتوحة بصدمة من حركتها الجريئة الغير متوقعه ..
شادن لما مسكت السيجارة البيضا النحيفة ملااها تقزز كبير وارتعشت يدها الثانية وكأنها مكهرربه بحركة لا إرادية ، وبسرعة رمتها وسط الموية وقلبها ووجهها مقبووض بملامح حسرة من اللي شافته ..!
قامت تتنفس وهي تناظر الموية اللي رسمت دوائر مظلمة وكأنها بذلت مجهوود وما قدرت تتحمل وهي تلمس ذاك المرض بيديها ،،
التفتت على عمر بقووة وأنفاسها عالية من كل معاني الصدمة والحسسرة .. وكان يطالعها بنظرات متوسعة وحواجب مرفوعة ..وجمووود تام!!
اختفت نظرات الصدمة...وبدّلها ببرووود الصقيع الموؤلم يوم امتصّ تأثير حركتها المندفعـه ،!
عمر : ..انتبهي تسوينها ثاني مرة !
والتفت مرة ثانية للباكيت ناوي يطلّع سيجارة ثانية ..
وشادن مسكت ذراعه قبل يطلّعه وهي شااايشه : .. مممممن متتتتى ؟؟؟؟؟
التفت عليها ويده داخل جيبه : .. مو شغلك !
شاادن بقهههر : إلا شغغغغلي إنت موووو ملك نفسك فااااهم !!

عصصب جــذب ذراعه من يديها بقووة ساحقة لدرجة إنه طيّرها بعيد وفقدت توازنها للحظة وهي عالحاافة وكانت على وشك تطيح بالمووية ..
صررخت لا شعورياً ومسكت عمرها على آخر لحظة بصعوبة...ويوم توازنت بوقوفها التفتت وهي منشلّه من الصدمة والذهوول..!
كان واقف مكانه ما رفّ له رمش أبد ..ولا تحــرّك خطوة عشان يساعدها رغم إنها كانت على وشك تطيح..
كان جااامد مثل الصنم ..ونظرراته جليديــة بحته وهااالة مخييييفة تحيط حووله حوّلت الجو الهادي الناعم اللي قبل شوي لجو آخر على النقيض تماماً ..!
بهالهيئة والحضور المخيف كل شي تبدّل ..
عرفت عمر بحالات كثير وبوضعيات مخيفة ومربكة من قبل...لكن مثل كذا ما شــافت..!!
هالمرة الجرعــة زاايدة .. والقناااع صار أسمــك !!
وجهه الجامد ونظراته اللي تخلو من أي عاطفــة قبضت قلبها وهي واقفه عالحافة بنظررات مصدوومة !!
ذاك الحلم المخيف اللي زارها قبل كم يوم.... رجع يمرّ بخاطرها...
لأن عمر ألحين ...كان يشبه عمر ذاك !

قالت برررجفة وهي تحسّه بدا يصير غررريب عنها : .. ع عمر؟...وشفيك ؟
قال بصووت جامد خااالي من العوااطف الانسانية : .. اتركيني ... ما ابي اشوفك !

وشوووو ؟!
"ما أبي أشوفك " !!!
شادن وهي تقررب بشوويش وبعثثره : .. وش فيك !.. لا تكلّمني كذا !
عمر وهو يواجه المسبح من دون ما يعطيها نظره : ابعدي عني يا شادن ..!
شادن وهي مو فاهمه وين يبي يوووصل تشوووشت بالكامل : وشفيك علمني ليش انت كذا الحين؟.. زعلان مني ؟؟
وهو يناظرها من جانب عينه ..واكتفى بهالنظرة اللي تثقب القلب وتهزّه ..
خنقتها العببرة وهي تشوفه يصدّ ..
شادن : علمني ليش انت كذا ؟؟؟؟
ما رد عليها .. وعاملها كأنها مو موجودة .. ولفّ بيمشي كم خطووة بعيد عنها ..
لكنها فاجئته بقبضتها اللي مسكت ذرااعه بكل قووة تملكها ..
التفت عليها بحاجب مرفووع..
وباشمئزااز : .. لا تلمسيني !
شادن : انت معصب من اللي صار اليووووم ؟؟.. قلت لك ما كانت مقصوودة..
ما شافت بوجهه غير ابتسامة جانبيــة .. ساخرة ..ولاذعة !
معقووولة مو مصــدقها !!
معقوووولة كذا موضوع يغيّره عليها ؟!!

مد يده الثانية وفك أصابعها النحيلة المتمسكه فيه .. وببروود : مقصودة او مو مقصودة .. اللي صار برضاك !.. وهذا المهم ..
شادن قامت تناظره بصدمة وهي تررمش !!
لا جد .. مو طبيعي ..يفكر بالموضوع بهالطريقة ..
يحكي وكأنه ما يعرفها .. !!
كمّل بسخرية وهو يناظرها من فوق لـتحت بطريقة مزدرية : الولد معجب فيك !.. واضح عليه !
صررخت بوجهه من سمعت هالكلمة اللي هزّتها واللي المفرووض ما ينطقها بالأساس : .. ما يهمممممني خلّه يعيش اعجااابه مع نفسسسه ..انا أكره هالولد ولا حتى فكرت فيه دقيقة !!!!
عمر ببروود : اللي سويتيه اليوم مو لعبة أقدر أعديها ..
شادن وهي مو فاهمه ويييين يبي يووصل : عممممر الله يخليك لا تلعب بأعصابي يكفــــي !
عمر وهو يعطيها ظهره ناوي يمشي : هذا اللي عندي... من اليوم وطالع ما أبي أشوفك ،!
شادن وصووتها ينووووح خلاص تعبت من هالشد والجذب : عمر زواجنا بعد خمس أياااام يكفي تلعب بأعصابي يكففففي ..

سكت شوي وكأن اعصابه انشدّت من هالطاااري..
وشادن لاحظت تشنّجه ذا وهي تناظر قفاااه .. ولا إراديا تحفّزت وعرفت انه بيقول شي ،
التفت عليها بشويش وابتسامة ساخرة على وجهه رسمها ببطء : ..صحيح .. كنت ابي اكلمك بهالموضوع
شادن بطنها قامت يتقلّص ويألّمـها من هالملااامح المخييفة..
عمر وهو ملتفت بنص جسمه : ما أعتقد أقدر أنفّذ اللي يبيه ابوك..

فيه شي داخلها هوووى لأعمق نقطة وهي تحاول ما تسمع باقي كلامه لأنها أدركت ان مافيه شي بيسرّهــا ،!
عمر ببحة : قولي له ان مافيه شي صار بيننا ..
شادن بـ ألم وعدم فهـم : ص صار بيننا ؟؟
عمر بوجووم : ابوك يحسب شي صار بيننا .. فهميه انه غلطان .. لأني شايل فكرة هالزواج من بالي !

سكتت خلاص مو قادره تركز بشي ..
كل هذا كثيييير عليها .. !!
وقالت وصووتها يختفـي بـ ضياع يكتنفها : ل ليش يا عمر ؟؟
ما جاوب وأنهى النقاش : أنا ماشي بكرة من هنا ...تفاهمي معه بطريقتك ..!
شادن وعيونها شااااخصـه بمنظر غريب وكأنها تسأل الدنيا حولها : ل ليش طيب ؟
عمر : تصبحين على خير ،
ومشى من قدامها ناحية غرفته .. وعيونها تراقبه والرؤيية تغيّيييم وتغيّييم لأنها استنتجت من كلامه إنه رافض اتمام الزوااج !!.. رافضها ؟؟
و...وإنـه... ماشي بكرة !!
وش يعني انه ماشي؟؟؟
ليش دايم مخاوفها تلاحقها..وتشوفها تتشكل لـ واقع ملمووس !!
ذهوول كامل مسيطر عليها...
حسّت انها تتهاوى ..تفقد توازنها ..الدنيا قامت تمييل يمين وشماال ببدايات فقدان للوعــي..
فيه شي غريب متلبّســه.. شي غريب مو قادره تفهمــه ،
هاللحظة بالذات داهمهــا شعور قووي إنه يبي يتخلّص منها بأي طررريقة !!!
خطواتها المهزوزة قامت تاخذها للخلف وهي تحاول تتواازن من هالدوار ..وتثبت بوقوفها بس كان صعب وناسيــه انها واقفه عالحافة ..!
نااادته بضعف وهي تحس إنها تفقد شعورها بالوااقع : ع عمر .. لأ !

كان عمر يمشي من غير لا يلتفت وراه عقب ما قال اللي قاله ..
لكن شي خلّاه يتصنّننم مكااانه وعيوونه تطلع من محاجرها لأنه سمع صووت سقووط شي ثقيل داخل الموية !!
بلع ريقه وهو يشدّ على عيوونه ، ما يبي يلتفت ويكون اللي في خياله صحيح !!

لكنّه تجررأ والتفت وهو عاقد حواجبه وكل اللي يهمّه إنـه يلقى شادن واقفه مكانها ..!!
لكن مكانها كااان خالي...!!
تغيّر وجهه الواجم وهوووى قلبببه للقاااع يووم أدرك وقوعها ...
وتذكّر مباشرة انها ما تعرف سبااحة !!
همس وهو يررركض : يـ المجنووووونــه ..!

:
/
بعد دقايق ..
دخل عمر غرفته وهو شايلها..وهي فاقده وعيها الكاامل وراسها مرمي على صدره وحالها مبهـذل للغاية..وكل واحد منهم ينقط بغزاارة..
كان ضامّها لصدره بخوووف طااغي طول ماهو شايلها ومشاااعره الحقيقيـة طغت عليه..
انحنى عالسرير وهو يحطّها بشويش وقلبه مووجعه عليها .. وبسرعة غطاها بالبطانية وهو يتأمل وجهها يحاول يتطمّن عليها ،
لقاها تتنفس بتساارع ...
عالأقل تتنفس !!
ابتسم بألم ممزوج برااحة ..اللحظة الفايته كانت لحظة رعــب مو طبيعية !
مد اصابعه الاثنين يبعد خصل شعرها الملتصق بوجهها ، وهو يلعن ويشتم نفسه على هالوضع اللي وصلوا له !
وعلى هالحقارة اللي قاعد يسويها !!

جلس عالأرض جنب السرير يلتقط بعض الأنفاس وهو يسند راسه على قبضة يده.. بهيئة حييرة وتفكيـر..
مجرد تلميح وكذا ردّة فعلها .!!
كان يبي يمهّد لها..
كان يبيها تتلقى الصدمة بالتدريج ..!
كان يقدر يمشي للشرقية اليوم من غير لا يقول شي وتراه فكّر فييها ..وكان على وشك يسويها !
بس بالأخير ما قدر... !!
لو يقـدر يكرّهها فيه .. لو يقدر بس..!.. حاول طول هالفترة بس دايم النتيجة الفشل ،
عطاها كل أسباب الكره وهو من جهـة عارف إنه مارح يوصل لنتيجة معها..
ببسـاطة لأنه عاارف ومدرك لحـجم المشاعر اللي كبرت ونمت على مدى سنين وعُمر كامل.. تعلّقها فيه مو تعلّق مشاعر حب فقط .. تعلّقها فيه تعلّق طفوولة بالأساس ..وكبر مع الأيام..
إن كان كذا..فما بيدّه شي غير... الانسحاب بكرة بهدووء !
:

طلع الصبــح بعد ساعات قليلة ..
واستردّت شادن وعيها بالتدرييج على صوت رنين جواال بعيييد ... فتحت رموشها ببطئ ولأول وهلـه ما تذكرت وش اللي صار أو ليش هي بغرفة عمـر ..!
تلفتت يمين وشمال وهي مكشره من ألم خفيف براسها ..
حست برطوبة ملابسها ..وبصدمة تأمّلت حالها لقت انها لابسه وحدة من جاكيتات عمر الثقيلة فوق بيجامتها المبللة ..!!
تغيّر وجهها بحييرة
ما لقت لـ عمر أثر بالغرفة بس مفاتيحه موجودة عالطاولة والمكان خاالي.. كانت تااايهه نفسيا ، وبشوويش تذكّرت بعـض مقاطع ذاك الحووااار الغريب المؤلم والصااادم !
حاولت تجلس ويوم أبعدت البطانية عنها ..اررتجفت من البررد ولمّت الجكيت حول ملااابسها..عقدت حواجبها بتعب وهي مو متذكره آخر شي صار بالتحديد ..!!
صدددداااع مزعج !!

انتبهت من بين السكون ..لـ صوت خافت !!
صووت عمر ..كان بعيد شوي ومنخفض وهو يتحدّث مع أحد ..
رفعت راسها للباب اللي كان مردوود مو مسكّر وتقدر تشوف لمحة من الحوش..بس ما تقدر تشوفه..
حاولت تتحرك من السرير وهي منهكة مررة ..اللي صار امس امتصّ قوتها بالكااامل ..
بس صووت عمر البعيد خلّاها تعقد حواجبها بتسااؤل عن الشخص اللي يتكلم معه ..وهي تتمنى ان اللي صار كان حلم من أحلامها الشاطحة !! كابوس من الكوالبيس اللي ما فكّتها !!

التفتت للساعة تبي تشوف الوقت .. كانت حول الـ 6 ..
مشت ببطء وعظاامها بالموت تشيلها .. بالفعل طاقتها مختففففيــه !!
اللي صار أمس مثل الحلم ..
كل الحواار مثل الحلم
واستررجعت كل الكلام اللي قالــه !!

وصلت للباب بخطوات بطيئة وهي ناويه تطلع ..
ومع اقترابها كل خطوة صوت عمر يزداد وضـووح ،،
كان يتكلم بنبرة هاااادية للغاية ..وقفت على العتبة لا شعوريا يوم سمعت..

عمر : " أنا بخير وصحة ...
سلّمي على عمـتي..
فترة ما كلمتها! "
انهدّ جسمها على اطار الباب بتعب وهي تستنتج من كلمة عمتي... إنه يحاكيها ..!

أما عمر فكان معطي الباب ظهره وهو مندمج بـ مـلـل بالمكالمة اللي وصلته من لحظات ،
حسّ بالحركة الخفيفة اللي وراه.. وأدرك ان شادن صحت بوقت أبكر من اللي تمناه !
وقبضه قلبه بقووة ....الحالة متلخبطة من أمس !!
وعرف إنها وواقفه قريب تسمع له !!
سكت عن الكلام لحظات وما جاوب اللي تكلمه ..
كان متشتت طول الليل ولا قدر ينام..
بالأخير .. وبتهووور أقدم على تصرف غريب وكمّل بنبرة طبيعيـة وهو قاصد ينطق اسمها : ..أنا بخير نهى ..انتوا شخباركم ؟!
شادن وهي تنتفض بوقوفها لاكتشافها انه يحاكيها بهالانفراد ..!

عمر وهو يقزّ شادن من على جنب : ان شاء الله قريب..!
حااولت تركّز بكلامه وهي تتابع أجوبته المقتضبـة من دون ما تدري ان عمر حاسّ فيها ،
عمر ابتسم ابتسامة صغيرة وهو يسمع ، ابتسامة من غير مناسبة لكن شادن انذبحت وهي تشوفها
الابتسامة خاص لها هي كيييف تكون لـ غييييرها ..!؟؟؟؟؟!
ذبحتها ذيك الابتسامة وحتى حروف اسمها كرهتهاا..
عمر : إن شاء الله أجي قريب .. ولا يهمك غالية والطلب رخيص ..
وابتسم من جديد مع ضحكة خفيفة
ومررت دقاااايق وهو مشغول بالمكالمة وشادن تتهاااوى أكثر من أمس ..
أخيرا قال : نهى بسكّر الحين .. سلمي على عمتي ..

بلعت شادن ريقها وهي تشووفه يسكّر الخط .. وتراااجعت لداخل الغرفة وهي تتهاااوى أكثر من أولـــ..!
وبهاللحظة بالذات محد متوقّع ردّة فعلها الجااية بالطريق..!!!

عمر ما دخل الغرفة جلس برراا ..وفضّل ان عينه ما تطيح عليها بهالوضع..
على حقارة اللي سواه قبل لحظة يكمّل فيها اللي سواه امس...بس هذا هو لاقي نفسه عاجز وما بيده حيلة ..
مستحقر ذاته ومستحقر اللي يسويه ألحين..!
ولا يقدر يحط عينه بعينها...
حااس بالرخص وحااس بـ تفاااهة الذات وكل ماله يغرق داخلها أكثر..ولا هو قادر ينتشل عمره أو حتى يشرح لها وضعــه الحالي..!
يتمنّى لو كان يقدر... يقدر يشرح لها ظروفه...يشـرح لها وش صار معه من يوم تركها أول مرة..!
يشرح لها المتااهة اللي مالها مخرج !!
ويتمنى لو يلجأ لها الحين في أشد أزمااتــه.. !!
محتاااج لها الحين أكثر من أي وقت ثانــي ..!
بس اللي هو فيه أكبـــر منهــا ، ..
ولا يبي يلوّث برائتها وتفكيرها النقي فيــه ،
هالشي بالذات ما يتمنى يخسـره ،،
عالأقل مو بوجوده !!
:

جلس برا وكل تفكيره يتمحور حولها .. واختفى تركيز نظراته صار يناظر الفراااغ وهو جالس على وحدة من العتبات بعيـد عن غرفتـه ..
مرّ الوقت وقرر يرجع لغرفته لأن شادن أكيد طلعت.. رغم انه مو متخيل الوضع اللي صارت عليه عقب ما سماعها لـمكالمته..
راح راجع وتلقائيا اقتحمه القلق وهو يحس إن فيه حركة مو طبيعية هناك ،، حافظ على هدوءه مع انه ما يدري وش اللي بيواجهه ..
وقبل لا يوصل للملحق بأمتار شاف الباب مفتوح ، وقف عن المشي منصدم وعيونه طلعت من مكانها من اللي يشوفه منتثـر بالأرض..
رفع عينه للباب وزادت صدمته وهو يشوف أغراضه وملابسه تطير بالهوا من فتحة الباب وصراخها وصوت شهقاتها يسمعه..

نسى نفسه وانطلق يرركض وهو مشدووه ..وقف عالعتبة ويدينه على اطار الباب وعيونه تتوسع من المنظر اللي شافه ..طارت بلوزة من بلايزه بوجهه لولا انه تحاشاها بردة فعل سرييعة وطارت برا ..
نقل عيونه من الأغراض المبعثره بفوووضى مو طبيعية لـ شادن اللي قربت منه ويدينها مليانه من ملابسه المعطره بعطره الحلوو وحالها الأليم ما ينوصف.. رمتها عند رجوله وهي تجهشش بألم يلعب بقلبها من غير رحمة : خذ اغراضك واطلع من هنااااا.. ما عاد أبي اشوفك عمر ما عاد أبي اشوفك ,,,رح شوف حياتك بعيد إنت ما عاد تعرفــني..!!
ناظر بالملابس تحت رجله ثم ناظرها بصمت ودموعها تهلّ..نظراتها تلومه وتطلب أجوبة صريحة غير موجوودة..
استدارت بسرعة وراحت تشيل الباقي.. وجت له وهي تشهق بشكل متواصل اللي يخلي كتوفها تهتز كانت مو في وعيها أبد.. لزقت فيه باندفاع وهي تدف ملابسه لـصدره بقوة.. ثم دفعتـه من كتوفه اللي خلاه يرجع لورا اربع خطوات وهو يطالعها بصمت .. بصدمة عيّت لا تختفي..
ما يبي ردة هالفعل العنيييفة...ما يبي يشوووفها كذا أبد ،،

شادن وهي تشهق على عتبة الباب وشفايفها ترتجف كنها بعز الشتا : ليش رجعت أصـ..لاً ؟؟ ليش رجعت دامك مصر تهدم وتنسف اللي باقي في قلبي ولا ما كفاك اللي قلته وسويته فيني للحين ..؟؟
سكت وطاحت الملابس من يده بهدوء وهو يشوف الانكسار الهايل بعيونها..
توتّر وهو يرفع يده وفرك عيونه يحاااول يضبط أعصابه ... وعوااطفه !

صرخت بوجهه يوم شافت سكوووته المشكلة انها ما تدري وش قاعد يفكر والصمت هذا بيذبحهاااا : لييييش واقف قدامي مثل الصنم.. مابيك ياخي مابيك اطلع من البيت هذا واطلع من حياتي اللي ما عاد صارت ملكي ولا أظني يوم بملكها اذا انت فيها..
قالت كذا من جهة وجلست عالأرض من جهة ثانية تكمل صياحها ودموعها بانهيار .. تحرّك الصنم على قولها ومشى خطوتين لها .. انحنى بيمسك ذراعها عشان يقوّمها لكنها نفضت ذراعها ما أمداه يلمسها : اتتتتتتتتتتتتتركني ..اطــلع من حياتي اطلع من ايامي.. انا حتى النوم ماعاد أعرف أنــام والسبب انت......
ونزلت راسها للأرض تشهق بصوت عالي وبألم تحسه يجرّح صدرها من حدّته
قال بهدوء وهو خايف عليها : شادن هدّي حالك الحين

ليته ما ينطق اسمها .. اسمها بلسانه كفيل لحاله يشعل باقي النيران بقلبها اللي باقي ما اشتعلت وهي مو ناقصة زيادة اشتعال ،
صـرخت من أعماقها وهي تسجد عالأرض : لا تنطق بإسممممممممي ارحمني

قامت واقفة ودخلت الملحق بسرعة بعد ما هدت بشكل مفاجئ وسريع تكمل اللي بدته .. فتحت الأدراج بتطلّع الباقي من اغراضه وهي موو حاسّه بعمرها كانت تعيش ردّة فعل عنيييفة.. ويمكن بعض اللي تسويه وتقوله مو طالع من قلبها ..كانت تتصرف بدون وعي ،
دخل وهو يرفع يده لها ويقول بذات الهدوء : شادن خلي اللي في يدينك الحين وخلينا نتكلم
صررخت بتهديـد غررريب وصوتها مخنوق : لا تنطق باسمي قلت..
سحب هوا عميييق لداخل صدره وهو يشوفها معطيته ظهرها ما تبي تلف وتطالعه ..فلتت أعصابــه الثااايرة منه واستدار للباب يسدد له ركلــة مزمجرررة غااضبة حطّ فيها كل هيجااانه اللي انفجر !

ارتجفت شادن من خبطة الباب المدويـّة واللي احتمال سمعها كل البيت.. واستدارت ودموعها تنزل على بالها طلع...شافته للحين واقف على بعد ثلاث خطوات منها... تحرك فجأة بخطواته الثابته والبطيئة لها ..صرخت ما تبييييييييييه ببكى متواصل : اطلــع من هنا .. إنت مو ناوي ترحمني ..مو ناوي على خير قلت لك ارحم وحدة ما تشوف غيرك.. لا تسوي فيني اللي تسويه
قال وهو يقرب : لمتى عايشه على هالحلم يا شادن...؟
بكت زود من كلامه ومن اقترابه .. ومن غير شعور طاحت يدها على كرتون كلينكس وراها ورجمته عليه وهي تصرخ بهستيريـا : الحلم هذا إنت اللي كبرته أنا مالي ذنب ابعد عني.. أنا مالي ذنب عشان أتعذب إنت اللي عيشتني بهالحلم والـ..ـله
ضرب الكرتون بوجهه ووقف مكانه وهو مغمض يسيطر على كل عصب باقي فيه... عض على شفايفه وفتح عيونه ،.. شافها جايه له مثل الصاروخ مسكت ياقته من غير هوادة وهزّته من دون ما يبدي أي تفاعل..
وبصوت مرتجــف : اذا كان اللي سوّيته لك مو كافي عشان تحبني مثل أحبك كان المفروض تقول عشان أتراجع وما أوصل للحد اللي انا فيه.. انت واحد خاين كذاب اربع سنين عيّشتني بوهم اربع سنين يا عمر ضاعت من عمري وانا انتظر عشان واحد كان مثل السراب بحياتي.. واحد ابتعد عني بـوعد انه يرجع .. ابتعد عني وقطع كل صلة تربط بيني وبينه لا تلفونات لا رسايل لا أخبار.. كان المفروض أفهم من البداية انها رسالة منك عشان ابتعد من غير ما أغرّق عمري.......
سكتت من موجة الهيجان اللي غمرتها وهي تبلع ريقها اللي اختلط بالدموع المالحة واللي خلا وجهها يلمع مع انعكاس النور..
وأصابعها الماسكة قميصه ترتعش وهو لا جواااب.. تناظره تبيه يرد لكنه ساكت وهو مغمض عيونه وكنه يحاول يبلع كل الكلام اللي قالته.. وما تدري انه يقاااوم براكين تفجّرت داخله ومحد يعرف عواقبها!!
هزّته من جديد وهي تشهق بقسسوة مدوية : انت ليش كذا ليش ما تحسّ وش اللي قسّاااك ... ولا الكذب والخيانة صارت من أطباعك اللي ما تقدر تستغني عنها ..!! هااااااااااا

ما كمّلت هالكلام إلا مسكها من ذارعينها بأصابعه القوية ولفّها ودفعها للجدار بقوة وهو ماسكها ناسي إن هالحركة ممكن تحطّم ظهرها او شعورها المرهف
تأوهت من ألم الضربة ومن ألم مسكته ، رفعت نظرها له ودموعها تزيد اندفاع والصدمة الثالثة إن النار والعصبية كانت تشتعل بضراوة في عيونه.. قال وكل اللي قالته كان سبب انه يفقد نفسه وأعصابه والأهم هـدوءه : وش تبيني أقولك.. إيــه أنــا واحد خاين وكذاب وقليل تربيـة واللي تبين سمّيني ..انا معاد يهمني فهمتي معاد يهمني .. أنا ما كنت أبي ارد على تلفوناتك ورسايلك عشان تفهمين اللي أبيه وتفهمين ان رجوع لك ما عاد أبي ارجع.. انا صارت لي حياة جديدة هناك والأحسن لك تنسين واحد اسمه عمر وتنسين ملامحي وكل شي يخصني حتى ذكرياتنا سوى امحيها من بالك مثل ما محيتها أنا من بالي ..
سكت وأصابعه تزيد ضغط على ذراعينها وهي تناظره بذهوول اكتسح ملامحها وكل شي فيها جامد مافيه حياة..عيونها ما عاد ترمش ثابته على نقطة عيونه السودا حتى أنفاسها تهيأ لعمر انها توقّفت .. عمر قتلها ذبحها من لحظة وكل حرف كان مثل طعنة ألف خنجر وسكين..

شاف الجمود بعيونها وكمّل وهو يزيد ضغط بأصابعه .. وصوته اعتلاه الهدوء لحد الهممـس : فهمتي ليه انا طوّلت وابتعدت....؟؟
لقت صوتها أخيرا وعيونها الدامعة بعيونه الحادة : ...عمر...!
هذا الشي الوحيد اللي قدرت تقوله "اسمه" ! كانت تترجاه يسكت وما يكمل ..
عمر بهمس ووجهه الرجولي قريب من ووجهها : ..ليه ما تنسين اسمي من اليوم وطالع ؟
مال فمها لتحت بتعب وألم ، كيف يسترجي ويطلب منها هالطلب وهو عارف وش قد هو بحياتها ..
هو حيــاااتها ،!
وبصوت متقطع : اذا نس..يت شلون بع..يش ..انا..
هزها بقوة وهو يخفي تأثـّـره : انسيه قلت لك انسيييييييه ،.. أنا كوّنت لي حياة جديدة تختلف عن حياتنا هنا وحياتك خصوصا.. افهمي !

نزلت دموعها والألم والغيييرة القاتلة بقلبها ..
وقالت من غير شعور : نهى هي حياتك الجديدة واللي ما عادك قادر تبعد عنها ..؟
هــدأ ..وسكت لحظات وعيونه ما نزلت عن عيونها تنتقل بينها بسرعه..
هالمرة نفضت يدينه عنها ودفته من صدره وهي تصيح بشكل ما صار لها بحياتها والهدوء اللي تتسم فيه كله اختفى : تكلم اعترف وش باقي ما قلت وش باقي موت ما ذقته انا ..!!؟؟؟

عض على لسانه وهو مغمض عيونه.. يحااارب تبعثره الداخلي ، ويحارب صعوبة الموقف هذا ! .. صعب صعب للغاية !!
فتح عيونه ..وقال بهدووووء : هذي الحقيقة.. حياتي كلها صارت هناك ما عاد لي أي شي هنا.. نهى حياتي الجديدة وحلو انك عارفه..

قالت وهي تحس الاكسجين بدا يختفي من حولها : ل..ليه .. ليه يا عمر متخيّل إنت شلون بعيش الحين..

اقترب منها ومسكها من جديد ..وهزّها وهو يقول بحـزم وقوة وعصبييية واضحة : بتعيشين يا شادن مثل ما عشتي اربع سنين من غيري بتعيشين الباقي من عمرك من غيري ..أعرفك قوية
شادن ببكي وألم ليييش ما يفهمها : أي قوة تتكلم عنها شايفني قدامك الحين قوية يعني !! كيف أهون عليك يا عمر كيف أهووون قولي كيف ..انت ما تدري إن الاربع سنين كانت جحيم..........

هزها بقوووة يقاطعها بعصبية ما يبي يبين أي تأثير عليه ..وعشان يحط حـد لهالموضوع اللي أتعبـه واستنزف منه حدود نفسية محد يقدر يتحملها : خلااااااااااص لمتى انا وياك على هالحال ..يكفــــي..!!!.. روحي بطريق وانا بطريق ..

نفض يدينه عنها بقوة خلاها تهتز بوقفتها.. وتحرك للباب بخطوات سريعة وواسعة والعصبية الهاااايجة مسيطرة عليه .. فتح الباب وضربــه من ورااااه .. وهي من بعده انهدت على الجدار من وراها وزلقت عليه لين جلست عالأرض تبكي الكابوس اللي عاشته والألم اللي ينزف داخلها .. دفنت وجهها بالأرض وسط بلوزه من بلايزه المشبعة بعطره وغسلتها بدموعها الغزيرة وشهقاتها العالية اللي تكتم على أنفاسها ..
شهقت وشهقت وشهقت.. واستسلمت لرعشات جسمها وارتجافاتها اللي هزت كل بدنها..
حطّمها وأنهاها.. ما بقى فيها عصب احساس صاحي..
:
/



♫ معزوفة حنين ♫ 12-02-12 04:14 PM



على وقت الفطوور ..نزل خالد من فووق عقب ما أخذ نوومه طوويلة ..وانضم لأمه واخته بيان على السفرة ..
أمه من شافت شكله وعيوونه المنفوخه بزيادة : لا إله إلا الله... نومتك طوّلت عن العاادة !
ابتسم وهو يمر من خلف بيان وهي تاكل ويده تحوس شعرها الناعم ..وسحب كرسيه وجلس جنبها : لأني كنت مرهق زود عن العادة !
أمه : والحين شخبارك؟؟.. مناوبتك امس كانت ثقيلة شكلها ؟!
خالد وهو يصب له كوفي : ..نوعا ما ،
لفّت بيان عليه بوناسة وانشرااح : خااالد كلمت سحر عن الروضة ..
رفع راسه بسرعة ثم التفت لأمه بانتباه : ..سحر دقّت ؟.. (وهو يغضّن حواجبه) : ..بدري عليها ! كان انتظرت اسبوع بعد ..!
أمه : تقول كانت فاقده جوالها يومين وتوّها تلقااه..
خالد بعصبية خفيفة : وشخبارها ؟
أمه : تقول بخير... بس ما عجبني صوتها ..
خالد : وش فيها بعد ؟
أمه : استنكرت صوتها ..كنّها مريضة بس تقول مافيها شي.. اهم شي تطمنت عليها ..
خالد : زيين ..قلتي لها تكلمني ؟
أمه : ايه ..
من غير ما ينتظر اكثر .. طلع جواله ودق عليها ..
لكنه ما لقى رد .. وتنررفز : .. تستهبل بنتك يمه !
امه تهديه : لا تقلق حالك تونا بدري اكيد نايمه ما بعد صحت ..
رمى الجوال جنبه ورفع كوب قهوته ... ويوم انتهى فطور وجا بيقوم : عندك رقم الفيلا بموسكو يمه؟
وهي تعقد حواجبها : والله موب عندي حاليا... بس اظن انه موجود بمكتب ابوك فوق ... بروح ادوره كان تبيه
خالد : ابيه بشوف النهاية مع بنتك ..
ابتسمت يوم شافت حرصته الزايده : شفيك مهتم على اختك كذا ؟
قام واقف من غير لا يقول لها السبب ..وقال وهو يتحرك : انا طالع ابدل وبمشي
امه : الله يحفظك ..

ترك الطاولة وطلع فوق ..وأول ما دخل غرفته رن جواله بجيبه بسرعة طلعه ولقاها سحر...
كتم غيييضه ..ورد : ..ما شاء الله !
ردت بكسل : هلا خالد !
بغييض : لا جد كان سفهتيني بعد !
سحر وهي تسحب جسمها من السرير عشان تقعد : توني صحيت الحين ..حتى ما تركت السرير ..
خالد وهو يوقف بنص الغرفة وسلّط كل اهتمامه عليها : اخبارك؟..تشكين من شي ؟
سحر : بخير مافيني شي
خالد : امي تقول كلمتك امس وصوتك متغير عليها ..
سحر انقبض وجهها مو ناقصه احد يذكرها...بس كمّلت بهدووء : .. ما كان فيني شي.. لا تخاف
خالد : اخبار النفسية معاك ؟
سكتت شوي ... وخالد انتبه لهالصمت القصير
ثم قالت : .. بنرجع لهالتحقيق؟
خالد بحاجب مرفوع : .. وليش تحسستي من هالموضوع ؟ ..سؤالي كان بسيط..نفسيتك شخبارها هناك؟
سحر وهي تسحب شعرها المشعث ورا اذنها : بخيير كم مرة بقوولها ..
خالد وقف قدام المرايه...وبتهديد : .. تدرين لو عرفت انك تكذبين وانه صاير لك شي ما تبين تقولينه...لا تلومين الا نفسك !
سكتت من نبرته الغريبة..ما كان رايق كالعادة فيه شي بنبرته مشدود : .. خير خالد وش هالنرفزة ؟
خالد : لا تغيرين الموضوع ..
سحر : ما غيرت الموضوع انت جد شكلك من طبيعي واضح معصب ..
خالد : منك !
سحر : وش دخلني !!!!
خالد : لأني عارف تكذبين ..
سحر : اللهم طولك يا روح .. خالد متصل عشان تعيد الاسطوانة ؟
بدا يتيقّن صدق انها مو حاسه بنفسها...وتيقّن للمرة المية إن سحر ما تدري إنها تعاني صدمة..
مثل ما قال جمال بالضبط .. المريض ما يعرف وش علّته !!

هدّا من نرفزته شوي وبدا يسألها عن أخبارها وهي تجاوب...تلاشى قلقه ومع الوقت راق مزااجه..وخذت المكالمة من وقته..
خالد : اوكي بسكر الحين..تأخرت بطلع على دوامي.. ..اذا شكيتي شي كلميني !
بكسل نووم وهي تنسدح مرة ثانية : ان شاء الله ..
سكر منها وبسرعة بدل ملابسه وطلع من الغرفة..

قبل ينزل شاف امه طالعه من مكتب ابوه...وبيدها ورقة صغيرة : خالد لقيت لك رقم الفيلا بموسكو كان تبيه !
خالد : توني مكلم سحر...بس مو مشكلة عطيني اياه اكيد بحتاجه ..
اخذ الورقة ودعسها بجيبه وهو ينزل مستعجل...
/

في بيت ابو محمد ..
مشاعل واقفه قبال المرايا تعدل ازرار قميصها ..تستعد للخروج للمعهد ..
انتهت تضبيط حالها وشافت ساعتها لقت انها على وشك تتأخر.. ررركض لملفها ودفترها ودعستهم جوا الشنطة وخطفت العباية وعلى بررا على طوول ..
نزلت تحت لقت امها وابوها لحالهم سلمت عليهم عالماشي ..
ابوهاا : شاادن اختك مووو رايحه ؟؟
مشاعل بعجلة : ما اظن الظاهر ما عندها ..انا متأخرة اسألوها اذا بتروح عشان اقول للسواق يرجع لها

وبسررعة طلعت برا وركبت مع السواق الشايب الجديد اللي جابه ابوها..وحمدت ربها انه قد اشتغل بالرياض لفترة وعارف شوارعها لأنها فاشله بوصف الشوارع ..
علّمته عن المكان وهو تكفّل بالباقي ..وطول الطريق اشغلت نفسها زي العادة بقراءة المحاضرات اللي اخذتها امس وتتحاول تتغلب على صعوبة بعض الكلمات والمصطلحات..
وقفت السيارة عند أول اشارة حمراء قابلتهم.. وعفويا ناظرت الساعة وهي تتأفف بضييق نومها طوّل اليووم وشكلها متأخرة متأخرة !!
التفتت للسيارة اللي واقفه جنبها بشكل عفووي وهي تزفر بملل...وكانت بترجع لدفترها لولا انها رجعت تنااظر في اللي جالس بذيك السيارة بانتباااه مشدود !!
خالد!!..
توّه طالع للدوام !!
ما استغربت شوفته لأن بيت عمها قريب من هالمنطقة ..وشكل خالد متأخر مثلها !!
ابتسمت بسخرية وهي تشوفه يدق على الدركسوون بأصابعه بحااالة استعجال وانتظار للنور الأخضر !
خيير متأخر اليوم وش عنده مو من عاداته ...تخبره يقدّس شي اسمه الوقت !
لاحظت انه استقبل مكالمة على جواله...
رد وهو يبتسم..وفجأة ضحك .. وصار يسولف بروواق وكأنه نسى انتظااره هالدقاايق ..

طييب طييب يا خالد هالرواق بعرف انا شلون اخليك تحلم فيه ..
عايش انت بالراحة ولا تدرري باللي خليتني أدخّل نفسي فيييه ...
صدّت عنه ما تبي تشوفه وهو يضحك بهالعفووية الحلووة ..عشان ما تتأثر ولا يهتز شي داخل قلبها...
تحتاااج تمارين تقوية لهالقلب خلال هالفترة..لأن الحرب اللي ما بعد بدت ..يحتاج لها قلب قووي ..
كلها كم شهرر وبتبدا الحرب الحقيقية ومن الحين هي عارفه وش الهدف اللي تبيه توصله... عرشك العالي يا خالد... بعلّمك شلون أقدر اوصل له ومو انت الوحيد اللي تقدر تستفرد فيييه..

رجعت تناظره لقت انه لازال يضحك وشكل اللي يسولف معه ماهر في اضحااكه لان خالد من دقيقة ما سكت..
التفت عليها بعفوية وهو يضحك وطاحت عينه عليها ..فزّزت ...وهالالتفاته خلّتها تشك إنه عرفها لكّنه صد عنها بذات العفوية وعرفت انه ما جاااب خبرها ..!!
عفطت شنطتها من هالاحساس اللي مو راضي يخليييها...ليش تتمنى انه يحس انها قريبة الحين..!! ليش تبيه يلاحظ !!
مشاااعل أجّلي هالأحاسيس لبعديين...
مو وقتهااا !!
لا يشتتك شي عن اللي تبينه !

شافته يسكّر المكالمة والابتسامة العفوية على ثغره ..
التفت عليها بعفوية جديدة وهو يدخل جواله بجيبه ..وهالنظرة المباغتة منه خلّتها تصد بسررعة وتناظر بدفترها ..
لكن هالمرة ..حسّت ان نظرااته ناحيتها طووّلت بزيادة..
ما تدري وش يفكر فييه !
مستحيل يكون عرفها ..
سرقت نظرة جانبية ناحيته..ولمحته يناظر سيارتها وعقدة بين حوااجبه ..
اللي قطع عليه تأملاته ان الاشارة فتحت خضررا وتحركت السيارة فيها باتجاه معاكس عن خالد ...
ما فهمت سر نظرات خالد ذيك..بس بعد لحظات أدركت ان خالد شكّ بالسيارة إنها لـ عمه وهالشي اللي خلاه يناظر بذيك النظرة... وصدقت بظنّها !!

وصلت للمعهد أخيرا ومشاعرها من شوفته رجعت تثووور..
تحتاااج فترة عشان يخف تأثير كلماته ذيك..تحتاج فترة عشان تسيطر على هالثوورة داخلها..
دخلت بسررعة عشان تلحق عالمحاضرة ..

بعد ساعتين طلعت هي والبنت اللي تعرفت عليها بأول يوم وكانت بمثابة حبل انقاذ لأنها كانت تحتاج للي يثبت رجولها بهالمجال الجديد واللي ما كانت تفهم فيه أي شي...
سمعتها تقول : مشاعل نروح الكافتيريا؟..ودي بكوفي..
مشاعل : يلله ..
راحوا الكافتيريا وطلبوا لهم اثنين كووفي..هاللحظة حست رنا بشرود مشاعل وهي واقفه تنتظر الطلب..
رنا : ..كنت بسألك اول ما دخلتي المحاضرة..حسيتك مو طبيعية !
مشاعل انتبهت : هااا...مو شي...
رنا : كان المود منعفس واضح عليك..
مشاعل وهي تتذكر خاالد وشكله اللي شافته عليه اليوم : .. شفت شي اليوم وتضايقت !!
رنا باهتمام وهي تمد لها الكوفي : .. وش شفتي !؟
مشاعل تنااست وهي تمشي معها لأحد الطاولات : مو شي مهم !

جلسوا وعلى طول رنا التفتت لها باهتمااام : حسيتك مو فاهمه المحاضرة اليوم؟..كأنك مضيعة الهدف هههه
ابتسمت مشاعل لأنها لازالت بالبداية وللحين تعاني صعووبات بالفهم : ..شووي ضعت .. مستعدة تعيدين الشرح كالعااادة هههههه؟
رنا برحابة صدر : طبببعا...لو تبين ..
مشاعل بامتنااان :..والله انك حبل انقاذ جد هههههه..وطفشتك معي..
رنا وهي تقرب جنبهابالكرسي وتفتح القلم بحماس : أحب اشررررح...لأن حتى انا استوعب اكثرر مع شرحي..
مشاعل وهي تقبص خدها بدفاااشة : يا شيخة والله انك كنززز لا يقدر بثثثثمن..
رنا : هههههههههه ..اسمعي ..اول شي افهمي هذي المصطلحات ...

وبدت تشرح لها المحاضرة من أول وجديد بطريقة مُبسطة وترجمة لبعض المصطلحات...ومشاعل مركزه معها بقووة ..
سيناريو متكرر أي صعوبة تواجه مشاعل بأي محاضرة تلقى رنا ترجع تشرح لها النقاط الضرورية من أول وجديد..وهالطريقة نفعتها لأنها بدت تحس ان قدراتها العقلية في تطوور ، فهمها وادراكها تحسنواا كثييير...ولسا الجاي أحسن..
ورنا فعلا كانت نعم الزميلة الخدوومة ..والشخص المناسب اللي ظهر لـ مشاعل بالوقت المناسب ..!
:
/

في بيت أبو محمد ..

قامت ام محمد من عند زوجها عشان تروح تشوف بنتها شادن اللي ما نزلت عليهم ولا طلّت على هالصبح ..
راحت لغرفتها وكان مغلق بالمفتااح ..دقت الباب وهي تناديها ..
مرة ومرتين وثلاث..من دون رد..
قلقت عليها والمرة الرابعة ردّت شادن بصووت غرييب وبعييد ..
أم محمد : شفيك ما قمتي؟..ما عندك دوام اليوم؟؟
شادن بصوت مكتوم : ..لا !..خلوني..
قلقت عليها : مريضة يمه ؟
شادن : لا..!.. خلوني ما عندي شي اليوم ..
تركتها أمها ونزلت تحت عند زوجها ..اللي رفع راسه عن فنجاله وجريدته : ما قامت؟ ..قولي لها تصحى وتجهز عمرها ما باقي غير اربع ايام...
ام محمد : خلها تنام شوي صوتها ما عجبني ..
ابو محمد : شفيها اسم الله عليها..
ام محمد : مدري كنها مريضة ..
ابتسم بحنية ورجع يقرا بجريدته.. نادى عالخدامة اللي جت بسرعة وآمرها تروح تنادي عمر من غرفته وهو ناوي يكلمه بتجهيزات هالزواج..،
بعد دقيقتين رجعت الخدامة : بابا أومر مافي موجود..
رفع راسه : دقيتي عليه الباب ؟
الخدامة : هذا باب قفل موفتاح وشباك ظلام .. انا يدق باب مافي صووت ..
ابو محمد : ما شفتيه وانتي تنظفين الحوش ؟؟
الخدامة : لا انا ينظف حوش ساعة 7 مافي شوف ..

رجعت للمطبخ وهو التفت للتلفون بيدق عليه ..
ام محمد : يمكن يكون نايم..
ابو محمد : بدق اشوف..
اتصل على رقمه ..وجلس الخط يدق لدقيقة كاملة من غير ما يحصل أيّ رد..
جرّب مرة ثانية ونفس النتيجة ..
ام محمد وهي تصب له فنجال : ما يرد؟
نزل التلفون : لو انه نايم كان صحى .. الله يهديه وين طالع من صباح الله ؟؟
ام محمد : تونا بدري تلقاه طالع يقضي له شغله ..

رجع لقهوته ومر الوقت... وخلال سوالفهم رن تلفون البيت ..
رفع ابو محمد الساعة ...وابتسم أول ما سمع الصووت : وعليكم السلااام يالغاااطس..
ضحك بندر : ههههههههههه شخباركم
ابوه : بخير.. بشرني عنك ..
بندر : ماشي الحال وانتوا ؟
ابوه : الحمدلله كيف جدة ؟
بندر : والله حلوة والجوو منعش ..
ابوه : الساعة 10 الحين وش تسوي على هالصبح؟
بندر : ابد ..الحين نازلين من الفندق عندنا تمارين..
ابوه : انتبه لعمرك وشد حيلك..
ابتسم : ااابشر ... امي عندك ؟
ابوه : ايه خذها تبيك..
عطاها السماعة وردت وهي تسأله عن اخباره وصحته.. ياكل ما ياكل..ينام ما ينام...وعقب ما تطمنت عليه..
بندر : البنات شخبارهم ..؟...(بحنق) مير نسوني مرة وحدة محد دق علي فيهم من يوم رحت ..
ابتسمت : كل وحدة مشغولة بعمرها الحين محد يمك..
ضحك : أفااااا... الاشعاعية وينها؟
امه : بالمعهد الحين .. شادة حيلها دوم ان شاء الله كذا ..
بندر : ههههه زيييين .. وشادن ؟
امه : شادن تتجهز لزواجها خلاص مو يم أحد..
بندر باهتمااام : الزواج؟...خلاص يعني تحدد ؟؟؟؟
امه : ايه الخميس الجاي .. اربع ايام الله يتمم
بندر بصدمة : اوففف...قرريب...!
امه وهي تناظر زوجها بطرف عينها : والله قرار ابوك لحاله ..
بندر : ليش العجلة انتظروني لين ارجع طيب..
امه : الزواج بيكون عائلي وابوك مصرّ يكون خلال هالفترة ..اذا تقدر ترجع الخميس تعال..
بندر عفط وجهه : مستحييل تونا بدينا المعسكر ..صعبة ..
امه : عالعمووم ما يضر دق على اختك الخميس وبارك لها ..يكفي هي بتفهمك..
بندر : الله يتمم على خير... اجل سلميني عالبنات مضطر اسكر الحين ..
امه : بحفظ الله ..
::

مرّ ثلاث أيام ..
صحت سحر الصباح من بدري ..وطلعت من غرفتها وهي تتمغط بكسسل ..قررت تنزل تشوف أبوها لأن صوفيا قالت لها انه صحى وبيطلع بدري مثل العادة ،
نزلت وقبل تروح المطبخ تجيب لها عصير اتجهت للصالة وهي تفرك عيونها الكسلاانه ..
دخلت بصوت مبحووح من غير لا تركّز باللي كان واقف : .. صباح الخير ..!

كان لحالـه وأبوها مو موجود ،، طاحت عيونها على قفاه فجأة ومـا كانت مستعدة تواجهه !
التفت تركي اللي كان واقف عند الشباك الجانبي بصمت وهو شايل كوب قهوته يوم سمع صوتها ..
سحر وقّفت بـ صدمة وعينها تلتقي بعيونه.. كونها كانت تتجنّبــه الأيام اللي راحت ..وشووفته ذي خلّتها تتذكر اللي صار مباشرة !!
تركي ابتسم بهدوء ورواق : ..صباح النور ...
بلعت ريييقها والتفاصيل ترجع لذهنها..ما عرفت وش تسوي وش تقووول ..وش تعلّق...
وما تعرف هو وش يفكّر فيه الحين ..
مافيها حيييل تواجهه ...وهي تشوفه رغم ابتسامته الحلوة عارف بكثير اشياء عنها ..
تراجعت خطوة لـ ورا ببطء...وبعفوية وربششة انحاااشت لـ برا الصاالة ناحية المطبـخ .. بطريقة رسمت الدهشة على وجه تركي ..!!
ردّة فعلها ..!!
لون وجهها اللي تغيّر ...
عرف ان اللي صار قبل كم يوم للحين مأثر عليها ..!

دار بجسمه للنافذة مرة ثانية ويده الحرّة داخل جيبه الجينز .. رفع الكوب اللي يطلق الأبخرة لفمه ونظراته العسلية للمنظر الأخضر برا ..
وفكره يرجع للي صار قبل ثلاث ايام ...
مايعرف وش صار لها من عقبها ... ما شافها وكأنها فعلا كانت تهرب ..!!
هالموقف اللي هي أخذته ناحيتك مارح يكون مريح... لكم اثنينكم !!
بس ما قدر غير ..يبتسـم بعفوية على ردة فعلها قبل لحظـة ..
:

اقتحمت سحر المطبخ الخاالي وقلبها يددق باررتباك من لقائها فيه كذا..
وش فيها مو قادره تحط عينها بعينه !!!
ليش اصلا تهرب منه ؟!! وهي تدري انه كاشفها ..!

مشت للثلااجة وهي معصبة من نفسها .. فتحتها بعننف بغت تكسر الباب .. وطلّعت علبة العصير الجديدة اللي شرتها صوفيا أمس وصبت لها بكووب وهي تحاول تهدي من أعصابها ..
مارح تقدر تروح الصالة وهي للحين مو قادره تطلع من آثار الموقف قبل يومين ..
من تشوفه ترجع لها ذيك النفضة اللي سبّبها لها بسبب كلامه القاسي والصرييييح ،، رغم إنه اعتـذر.. واعتذر من قلب !!
جلست عالكرسي هناك وهي تهوجس .. وقشعريرة صغيرة تمر بظهرها ... جزء من الموقف بينهم كان غريب ..!!
انقلابه ذاك من العصبية للهـدوووء كااان جداً غريب...!! .. لُطفـه المفاااجئ كان مو معقول .. ما قدرت تستحمله ذاك الوقت وبكت أكثر وهي تحاول تجمع بقايا كبريائها..!!
نفضت راسها بسرعة واللي بيشوفها بيقول مجنوونة ..!!
حطّت الكاس عالطاولة ورفعت اصابعها لفمها بتوتر وهوااجيييس...وش بيصير لو قال لأبوها ..؟!
معقولة ممكن يقووله كل شي !!
حاسه نفسها كأنها بلا سواااتر .. كأن كل متشبثة فيه عشان يسترها ويقوّيها انسحب منها واختفى والسبب هو ..!
مارح يقوله !!
واضح انه مو من النوع اللي يحب يكشف أسرار أحد ..!
أو هذا اللي هي تتمنّاه ... يحفظ سرّها !! ويكون أمين بالشكل اللي تتمنّاه ..،!
بس وش بيصير لو استنذل وقرر يقوله ؟!!..
ما تقدر تتوقع أفعاله ...!!
وهالشي أرررربكها وهي تتخيل ابوها يدري عن سبب حالتها الغريبة ذي ..!!
:

بالصالة ..
انحنى تركي عالطاولة وهو يحط كوبه عقب ما انتهى .. والتفت عقبها لحقيبة ظهره الموجودة على الصوفا بياخذها..
على دخول ابو خالد اللي تركه دقايق عشان ينهي بعض أموره بمكتبـه بالدور الثاني ،
ابو خالد : طالع ؟؟
تركي وهو يلبس جكيته البني بخفّة : ايه.. مابي أتأخر.. عندي ورشة عمل اليوم مدّتها 3 ساعات ،
ابتسم ابو خالد وهو ياخذ فنجاله ويجلس عالصوفا : ..براحتك أجل ،
رفع الحقيبة لكتفه مثل العادة : .. أشوفك بكرا ..مارح أقول الليلة ههههه..
ابو خالد بابتسامة : ههههه لا تعاير تراك بنعمة ..
تركي ضحك ومشى عنّه ...تجاوز القوس اللي يودي لـ صالة الاستقبال الصغيرة .. مد يده للباب بيفتحه بنفس اللحظة اللي انحرفت عينه لا إرادياً ناحية الحركة اللي جايه من اليسار من جهة المطبخ ... التفت وهو ماسك الباب وشافها طالعه من الممر اللي جنب الدرج وبيدها كاس عصير برتقاال وهي تتمتم على عمرها وتناظر طريقها ..!

حسّت سحر بوقوف أحد عند الباب وهي تهوجس...رفعت راسها عفوياً وطاحت عينها بعينـه للمرة الثانية ، وشافت بنظرته ابتساامة ولطاافة ..ارتعش الكاس بديها وبغى يزلق ويتكسّرر ولقفته بيدها الثااانية بسررعة بحركة سريعة وهي تكتم صرختها اللي طلع نصّها مكتوم ..!!
كل شي فيه يقوول إنه عااارف ..!!..كاشفهااا ...حتى ابتسااامته ولطافته هذي.. استكمااال لاعتذاااره !!
شافته يترك الباب ..ويتقدم لها بعد ما رمى نظـرة لـ داخل الصالة يتأكد ان ابو خالد منشغل عنهم... وبسرعة سحبت الشال من ورا رقبتها لفوق راسها وهي تستعد للهرب من جديد...
بس وصل عندها قبل تتحرك خطووة ،،
وهي من داخل تسترجع كلامه ذاك ... وتحاااول تثبت لا تنهار... أو عالأقل ما تبكي إذا قال كلمة جارحة منّا ولا منّاك ..!
لكن ابتسامته الناعمة لها واللي شافتها لأول مرة قبل يومين... ظهرت مرّة ثانية الحين وهو يهمس ببحّة : .. قلقتيني عليك ،!
بلعت ريقها وهي فاقده صوتها .. ودقاتها متبعثرة ... نبرته هذي مؤؤثرة ورقيقة وكأنه شخصية ثانية غير اللي تعرفها ،
حاسه انها فاقده كل اعتبار لذاتها قدامه لأنه هو اللي فاهم كل شي !.. ما تقدر تتلبس القناع وهي متأكدة انه فاهم وان هالقناع مارح يفيد معه ..
رفعت نظرها له ببطء وهي تحاول تثبت مثل الجبل ... لكن رعشة الكاس اللي بيدها لاحظها تركي ..نزل بنظره للكاس اللي يهتزّ بخفة بين أصابعها المتشنّجة ...ثم رفع عينه مرة ثانية لوجهها الصااامت وهي مثبّته نظراتها على مستوى صدره.. !
قال بهدووء : .. سحر !
ما رفعت عينها له وكأنها بتحدّي مع نفسها إنها ما تردّ ،
يوم شاف عيونها جامدة ما زاحت عن مستوى صدره ... أشار براحة يده قدام وجهها فوق وتحت بعفووية وميانة ،
قامت ترمش من حركاته ومع كذا ما رفعت عيونها ...
ضحك وهي يشوف هالحرب الطفولية اللي على وجهها ..
قال بميانة طايحه : ..سحر.. أكلمك أنا ،
لا شعوريا استدارت ناحية الدرج تبي تصعد .. بس سبقها ووقف بطريقها بخطوة وحدة..
هالمرة رفعت راسها له باستغرراب وهي مبعثررة..
تركي وهو ملاحظ انها ما تبي تتكلم معه..ابتسم للمرة الثالثة بنعومة : ..قبلتي اعتذاري ؟
بللت شفاتها والحروف ضايعه منها ..
سحر بهمس : .. و..خر !
تركي بهدووء : .. أنا جد آسف !
رفعت نظرها له وهي تسيطر على انفعالها الداخلي... برجاء : .. ممكن؟
تركي ببحّة محد غيرهم يسمعها : .. ما يصير اللي تسوينه بنفسك !
لمعت عيونها وهي تفهم إنه يلمّح من جديد لوضعها البائس ..ولا عرفت تعلّق..حاسه بضععف كبير ولا هي قادره تجادله مثل العادة !!
وشاف تركي هاللمعة المكتئبة اللي برقت بعيونها : .. بس أبي أقولك شغلة ...قبل أطلع !
رفعت عيونها له يوم حسّت بصوته إنه بيقول شي مهم ..
تركي بـ نبرة لييين وبحّة هامسة ..وابتسامة عذبة توحي بالثقة فيه : .. بقولك ..إن سرّك محفوظ بأمان.. مارح أقول لأحد شي خصوصا الوالد.. لأن الواضح ان هذا اللي تبينه..!
نزل عليها سكووون ممزوج بشي من الدهشة..ما توقعت انه بيقول شي مثل ذا ،
شاف تركي هالتعبير على وجهها .. وكمّل : ما يحتاج تتخوفين من شي..اللي صار كان بلحظة غضب... مارح أنطق بحرف ..
ارتعش فمّها تبي تردّ..
بس ما عرفت وش تقول ..
يطمّنها من جهة ..لكنه من جهة ثانية يأكد للمرة المليون انه عارف ..!!
تركي شاف التردد بوجهها واااضح..
قال وهو ناوي يمشي : ..انا بغيت أطمّنك لأني حسّيت اني غلطت هذا كل شي... أشووفك ،

تحرّك من قبالها ..وفتح الباب قدام عيونها وطلع وهي تتابع قفاااه ..ومشاعر متضاربة داخلها ..
كلامه هاللحظة فيه شي من الثقة والتأكيد اللي يبعث عالراحة..
من جهة ثانية .. معرفته للي سمّاه بسرّها...يخلق شعور غريب... إنه هو الوحيد من بدّ الخلق يعرفه ومطّلع عليه ،!
طلعت للدور الثاني .. واعتذاراااته تتردد ببالها...
فيه شي بشخصيته مختلف عن اللي ببالها ... فيه شي بشخصيته... يبعث عالدفء !
حسّت فيها أول مرة بـ عزّ انهياررها قدامه..
"لا تبـكين"
كانت دافية مع انه كان بقمة عصبيته ..!!
فتحت باب غرفتها وهي تنفض راسها ... هاليومين تعيش بعثرة أكثر من أي بعثرة فاتت ،!!
:
/




♫ معزوفة حنين ♫ 12-02-12 04:14 PM



في الريـاض ..
انفتح باب غرفة الاجتماعات ، وطلع منه محمد وهو شايل ملفّين عقب ما انتهى من اجتماع مهمّ ترأّسه بنفسه واستمرّ ساعتين ..وطلع وراه فوج الموظفين اللي شاركوا بالاجتماع وكلن راح يستأنف شغله ...
توجّه لمكتبه ورمى جسمه عالكرسي وهو يحط رجل فوق رجل والملف بحضنه عشان يطّلع عليه وهو كله ملل...
لازم يكتب تقرير ويرسل نسخة منه لأبو راهي بخصوص المشروع دامه هو المدير التنفيذي ..وماسك أموره من الألف للياء... بدا يتعب من هالمشروع ويتمنّاه بس لو يفشل يمكن تنتهي هالعلاقة !!
ما أنهى غير الصفحة الاولى وطفش .. رمى الملف بملل وطار للحافة الثانية من المكتب... وشاف النوت اللي موجود جنبه وتذكّر انه لازم يكلّم عمه ابو خالد ويقول له عن بعض الامور اللي استجدّت خصوصا بمشاريعهم الصغيرة والكبيرة .. وهو وصّاه بعد كل اجتماع يُعقد ينقل له أخبار النتائج...
مسك التلفوون وحاول يتصل على جوال عمّه لكن ما لقى رد !!
نزل السماعة لـ فمه وهو مغمّض عيوونه من الزهق .. شاف الساعة وعرف ان الوقت بموسكو حول 4 العصر ..! وعلى حسب علمه يقدر يكلّمه هالوقت ،
فتح وحدة من دفاتره القديمة يدوّر رقم الفيلا بـ موسكو ...وبعد بحث لـ دقيقة لقاه أخيرا بين زحمة ملاحظااته القديمة ودق الأرقااام بأصابع خفيفة ..
أسند ظهره باسترخاء وهو يسمع الخط يدق من الطرف الثاني ..
:

بالفيلا بـ موسكو ..
دخلت سحر الصالة بسرعة بعد ما سمعت التلفون يرن وهي بالمطبخ تحوس عشان تسوي شي تاكله...نادت صوفيا بالبداية عشان ترد..لكن صوفيا ما كان لها حس وشكلها طالعه لـ مكااان من فترة ..،
رفعت السماعة وبلكنة أجنبية : hello !
وصلتها لكنته الأجنبية الرجولية لأنه حسبها الخدامـة : هاي قود افترنون..!
عقدت حواجبها وهي تربط على قلبها بأقصى ما تملك...يوم لمست من النبرة إنها نبرته الخاصة ..
محمد وهو يفرك عيونه بكسل وهو مغمض .. بعفوية : هيلو !
"...."
ما لقى جواب لـ تحيّته..وعقد حواجبه لا إراديا وهو يفتح عيونه..
سحر نشف حلقهااا بالمررة ..والسماعة بيدها بدت ترتعش وهي تحس انه هو بدمه ولحمه ومتصل على هالبيت بالذات..
درى إنها سااافرت ؟؟؟
كرر بـ رسمية وانجليزية : هاي ..أيمكنني التحدث للسيد مساعد إذا سمحتِ ؟
والصمت وصله من الطرف الثاني من غير جواب ..
سحر كانت بحالة تشنّننج كاملة ..مو قادرة تتخذ ردة فعل... آخر شي تتمناه إنها تسمع صوته !!
لأنها ما تبي تتذكر .. هي تحاول تمحي اللي صار مع الأيام وتحتاج الوقت ..
محمد وهو عاقد حواجبه بحيرة : يس بليز .. هلّا طلبتِ لي السيد من أجلي ؟
سحر فهمت إنه ما عرفها وقررت تكمّل دور الخدامة وتثبت لنفسها إنها تقدر تعبر هالموقف بسلام من غير آثار جانبية وانهيارات ،
وقالت بنعوومة صوتها اللي حاولت تخفيها لكنها تظل بصوتها : No, he is not here !
محمد ما كان محتاج جملة جديدة ..لأنه من أول كلمة عرفها مباااشرة توسّعت عيونه وهالشي كان بمثابة الصدمة لأنه ما كان عارف انها سافرت ولا حاول حتى يتقصّى أخبارها هالكم يوم : ... سحر ؟؟؟؟؟؟
اسمها بصوته صفقهاااا...
ومحمد ما عرف وش يقول وهو يسمع أنفاااس مترددة ، ودعى قلبه ما تكووون هي ..

لكنّها لبست القناع والجمود واستمرّت عالدوور اللي اقنعت نفسها فيه : .. ذا مستر إز نوت هير..كول انذر تايم !
(السيد ليس هنا ، اتصل بوقتٍ آخر )
محمد كرر بحييرة : .. إنتِ..سحر؟
قالت ببرود : Anything else?
(شيئاً آخر ؟ )
محمد بـ حييرة ودهشة : إنتِ..بـ روسيا ؟؟؟

فهمت من سؤاله إنه مصدووم وإنه ما كان داري ، وان اتصاله هذا مو عشانه درى انها بروسيا ...
مسكت انفعالاتها الداخلية وهي تحاول تثبت لا تنهااار بسببه..
وتتقمّص القووة ،
حسّ محمد ان وضعها على الطرف الثاني مو طبيعي..
وما عرف وش يقول ، لكن كلمة وحدة غلّفها بكل رسميـة باااالغة يملكهاااا
وقال من دوون مشـاعر واضحة : ..أخبارك ؟؟

هالسؤال بالتحديد ..ماله حق يسأله ..!!
يسألها وش أخبارها..!!
كأنه ما يدري وش اللي صار لها ...!!!
ما ردّت على سؤاله لأنها ما تبي تنفجججر ، ولا تبي تقول كلمة لأنها مارح تسيطر على عمرها هي عارفه ، ولا تبي تنهار وتنذل أكثر وهو يسمع ،
محمد بـ رسمية عقب ما استعاد توازنه وفهم ان ضعفه هاللحظة مو في صالحه : معذرة عالازعاج.. اتصلت ابي عمي ما كنت أدري إنك هناك.. لو كنت ادري ما اتصلت

هالرسمية استفزّتها زووود... واضح من نبرته ان مافيه أي شعور بالذنب ...ولا حتى نقطة !!
ومن دون شعور نطقت أخيرا : ..زين عارف انك شخص غير مرغوب فيه.. لعاد تحاول تتصل هنا تبي عمّك عندك جواااله !!!
سكت من تأثير كلمتها ومعناها ..
وقال بهدوء : سمعت إنك ما حضرتي الملكة !
طاااري الملكة وجعهااا من جديد..
وما لبث إلا كمّل بارتياح : .. زين ما سوّيتي !

وش يقووول جاي يبي يتلاعب فيها من جديييد !!!
واستدرك بابتسامة عطوفة : وزين انك سافرتي !
بلعت ريقها وهي تحسّه مثل الحصى بـ حلقها ...
فعلاً كان يبي يتخلّص منها ...!
ودموعها تخنقها من غيير شعور : .. وما رح أرجع خير شر... دام هذا اللي تبيه.. مارح أرجع اتهنّا !
سمع صوتها اللي تهدّج .. وأخذ نفس عمييييق يوم حس انها فهمت كلماته غلط: .. مو هذا قصدي !
صرخت فييييه صرخة من أعماااقها هزّت الجدررراان حولها .. وخلّته يفزز : لااااااااا هذا قصدك !!!
غمض عيونه وهو يهدّي صوته أكثر دامها هاجت : لا غلطانة !
غضضضبت زوود وصرخخت وهي تسمح لكل انفعالاتها انها تظهر وتزيد : ..لا تستغبيييني يا حيوواااان صرت افهمك أكثر من أوووووووللللل.. انا مو غبية ساااااااااااااااااامعني
بلع السبّة لا يحمق ..!
وبهدووء بالموت متشبّث فيه : .... ما عمري استغبيتك !!
ضحكت بسخرية وهي من جواا تبكي : .. ما زلت مصر تستغبيني ... واللي تسويه الحين وششششو !!!؟؟.. أنا صررت أكرهك سااااااامعني أكرررهك...
عض شفاااته وهو يكتم انفعاله داخله ..
وحافظ على بروودة ردة فعله ما يبي يدخل معها بجدااال : .. أدري !
سحر بغضب غطّى دموعها : أكررررررررهههههك مليون مرررة ..وأكره نفسي لأني صرت كذا أحقد على نفسسسسسي ..
محمد بثبات : بتفهمين يوم ليش سويت كذا ... قلتها لك مرة ، ..
سحر وححححققد الدنيا بصوتها : وفّـرر أسباااابك يا واااطي لأني مارح أفهمم..
محمد ضاااق : سححححر!!
سحر وهي تكرر من غير شعوور كانت هاللحظة مجررد تفرريغ للغبنة اللي تحسّها..عن طرريق الصرااخ : أكررررهك أكررررهك مارح تكفي لو قلتها لك لـميلووووون سنننة يا واااااططييييييييييييي..
محمد غمض عيونه وهو ماسك السماعة يسمعها تجهش بخليط من القهر والغضب : ....!
سحر فقدت سيطرتها : وياليت تقول لخطيبتك المريضة تحلّ عني ولا ترا قسماً بربي مارح أخليها تتهنى والله بخلي حياتها معك جحيم ان ما شالتني من راسها ...والله والله لا تخليني أسويها يا واااطططي..

مافهم ..وعقد حواجبـه : .. وش تقولين ؟
سحر وهو تمسح خدها بقووة وهي تضغط على اسنانها : .. قلت لك امسك خطيبتك عني ان كان تبي تعيش معها بسلام..ولا ترا بكوون كابوس عليها فااااااااااااهم يا حققققييير ...آخر مرة تتصل فيني سااااااامع ...!!!!
وما سمحت له يفهم قصدها ضربت بالسماعة في مكانها مقفّله الخط بوجهه عقب ما طلع من خاطرها اللي طلع ، على دخول صوفيا جايه من برا وهي تسمع آخر جملتييين كانت تنطقهم سحر بصراااخ ..
كانت تسمع المكالمة من برا من قوّة حدة صوت سحر ...
وطاحت عينها على سحر وهي تشيل التلفوون بالكااامل بيديها الثنتين وتقذف فييه بغضب جامح وهمجية نحو الجداار الأقرب..
ركضت صوفيا وهي ترمي شنطة اليد عالكرسي وهي تشوف سحر تناظر التلفون المنكسر عالأرض وكتوفها تطلع وتنزل بهيجان.. وبغضب وصل لأقصى مراااحله..مرحلة ما قد وصلتها إلا ألحين ..!
غضب أعمى عيونها وقلبها..وتحوّل لـ سواد ناحيته ،،!!!
مسكت صوفيا كتوفها بقلق وهي تشوف آثار الدموع على خدها ..وخافت وهي مو عارفه مين المجهول اللي كانت تتكلم معه
صوفيا : مابكِ؟..هل أنت بخير؟؟..مالذي حدث؟؟؟؟
سحر وهي تحاااول تدفها بغضضب : ابتتتتعدي عني !!!!
صوفيا مسكتها بالقووة بعصبية وهي تشوفها طالعه من وعيها : .. لن أبتتتتعد أهدأي !!.. أهدأأأأأأي ..!!!
سحر وهي تصيح بقهههر : .. لمَ يتصل الآن ذاك الحقييير لمَ يتصل إنه يتلاااعععععب بي ..!!!
خذتها صوفيا بحضنها وهي تشوفها تصررخ وتصررخ بغضب وغبنة مو فاهمه هي سببها ...
صوفيا : اهدأي ..وأخبريني الآن مالذي دهاك ؟..من كان المتصل ؟؟؟
سحر ابتعدت وهي تمسح وجهها بسرعة وهي تحاول ترد طبيعية مارح تسمح لنفسها تنهار زوود بـسببه ..!!
بس صدمها اتصاله..
ما كانت أبد متوقعته كانت ناسيه كل شي ذيك اللحظات ..

ومشت ناويه تقتل كل شعور سئ بهاللحظة ..
صوفيا : إلى أين ستذهبين ؟؟؟
سحر بوجوم وهي تفتح الباب : ..سأخرج !

اكتفت بهالكلمة وهي تضرب الباب وراااها ..
ركضت صوفيا للنافذة اللي تطل على واجهة البيت ..وفتحتها على فوق وهي تخرج راسها..
صوفيا : إلى أين ؟؟؟؟
سحر وهي تنزل بسرررعة وتمشي بعيد : ... لا تتبعيني !
صوفيا : أخبريني فقط...
سحر بجمود : قلتُ لكِ سأخرج !
صوفيا وهي ترفع صوتها اللي ضاع بالكون الفسيح : .. هل هاتفكِ معك ؟؟
سحر بوجوم : لا أريده ،

ووصلت لبوابة السياج الخاصة بالفيلا وعبرتها..واختفت من نظر صوفيا ..
رجعت صوفيا للصالة وهي تتنهّد... راحت تشيل التلفون اللي انكسر وصار غير صالح للاستخدام.. تحتاج توديه للتصليح !
بس لو تفهم اللي كانت تحاكيه واللي خلاها كذا بقمة غضبها ،!!!؟
لو تدري السبب اللي يخليها تكتئب بـ لحظات .. وتتحوّل لهالعصبية بكثير أوقات ،!!
التفتت للطاولة ولقت جوالها مترووك ،!
فعلا ما أخذته معها ،!!
:

بعد ساعة ..
كانت غاية في الصعووبة ..
بالنسبة لـ محمد بالذات ..!
مرّت ساعة من اتصل في سحر من غير قصد .. والتشويييش مالي ذهنه وباااله ..
جالس على مكتبه ما يسوي أي شي ، ماسك قلم وقدامه نفس الورقتين من ساعة ولا أنجز شي..
دخلوا عليه 3 موظفين خلالها يكلموونه ويناقشوونه وهو يجاوبهم باختصار وبكلمات مبهمة ..ببساطة لأنه ما كان مركز ومتضاااايق مرة ،،
زهق من وضعـه والموقف اللي سوّاه ..
ندم على قرار اتصاله بالفيلا ..
ما كان لازم يسويها ...
بس هو وش درّاه...أكثر شي ما توقعه إن سحر اللي متوقعها موجودة بالرياض ألحين ..ترد عليه بنفسها !!
حتى ما بحث عن الفرصة يسأل خواته عنها .. لأنه هرب من ظروفه ووضعه للشغل ..كبّ كل اهتمامه بشغله وتناسى كل شي ..
هو حتى بوضعه مع سحر.... مارح ينسى وجود بندر !!
لأن أكبر سبب خلّاه يستسلم ..وينهي كل شي بالوقت اللي كان فيه يبحث عن منفذ أمل...هو بندر !!
لا تنسى ..
بندر هناك..موجود !!
وسحر عمرها مارح تكون لك ،،،!!!
:
رجع يركّز بشغله عشان يتناسى كل شي..
انغمس بكتابة تقرير على جهاز اللابتوب الخاص فيه...وبينما هو يطقطق عالأزرار بسرعة وعقدة بين حواجبه ،
دق جواله الموجود بطرف المكتب ...
ترك لوحة المفاتيح والتقط الجوال ..
شاف رقم غريب خلّاه يعقد حواااجبه أول مرة يشوف هالرقم ،،
فتح الخط ..وبصووته الثااابت والرسمــي : نعـم..؟

الطرف الثاني ارتبك عند هاللحظة لأن صوت محمد كان قوي وواضح للغاية..
عقد حواااجبه وما درى ليش حسّ انها سحر...!...
لا يُمكن تسوّيها عقب كل ذا ..!!..ولا يرجي شي من جهتها من اليوم ورايح !،
محمد وهو يرفع حااجب من هالحركااات اللي تعوّد عليها مع سحر ..ما ترد أول مرة لما تسمع صوته : .. مين معي؟
تأكّد إنها بنت عالطرف الثاني ..لأن ترددها كان واضح ..
محمد وهو يتنهد : .. تكلّمي يا بنت الناس .. مغلّطه بالرقم ؟!!
تأتأت وهو تحااول تقول كلمة : ..محمد...ه.هلا !
عقد حواجبه بحيرة وهو يسمع الصوت الأنثوي لأول مرة ..تعرف اسمه بس ما عرفها !!؟
قال : ..معك محمد !
قالت باررتباااك كبير : .. أنا...بـ.. بسمة !
ضاااقت عييوونه والكلمات ضاعت لثانيتين..استوعب فيها مين هي بسمة ... احتاج لحظات عشان
يستذكر مين تكووون !!
بسمة ؟؟
بنت أبو راهي !!!
فاجئته !!

بسمة ما تدري ليش استثقلت هالثواني اللي سكت فيها... توقعت انه بيجاوب مباشرة وبيرحب فيها لكنه احتاج لـ ثوواني ..!!
ما كان متوقع ؟؟
اييه أكيد ما كان متوقع !!؟
وهو اللي ما بادر أبداً... وتركها هي اللي تنحدّ للمبادرة ،!!...
وتاخذ الخطوة الأولى اللي تعبت عشان تستجمع شجاعتها فيها ،!!

محمد كان في حالة تشتت مؤقتة من الموقف المفاجئ... اتصالها فيه من غير مقدمات .،!
وعدم استعداده للتعامل مع مثل هالأمور ،
ركّز على شاشة اللابتوب وهو يحسّ بالضغط يداهمه من اول وجديد ومفاجئتها ذي كانت مضاعفة : .. هلا !
كاااانت باااردة بشكل !... طلعت منه لا إراديا بهالصورة ... كان ناوي يقولها بشكل أكثر لبااقة بس طلعت منه بهالشكل ..!
وعض على شفته السفلية وهو يغمّض لما استشعر الطريقة السيئة اللي قالها فيها ،!
بسمة حاولت تتجاهل البرودة ذي، وسوّت نفسها مو حاسه بشي : .. حبيت ..أشوف أخبارك !.. ان شاء الله ما ازعجتك ،
نقل محمد الجوال للإذن الثانية وهو يتمالك نفسه وأعصاابه .. ماهو مستعد للحين يتبادل معها أي مكالمة : .. بخير .. وانتي ؟
ابتسمت لا شعوريا بشوية ارتباك : بخير يا محمد...
وسكتوا لثانية
وثانيتين
وثلاث..
كل واحد ما يدري وش يقول ..وخصوصا بسمة اللي جهّزت كلام مصفصف لكنّه طااار ..وكرهت هالحاالة وحقدت على نفسها ،
محمد وهو يمسك القلم وعينه عالورقة : .. من وين جبتي رقمي ؟
فزّت لسؤاله اللي اخترق صمتهم : .. آآ..آخذته من اختك...
محمد بجديّة : مين ..مشاعل ولا شادن ؟
بسمة وهي تحاول تندمج معاه ابتسمت قالت يمكن يحاول يلقى سالفة : ..شادن ..! ما قالت لك؟
محمد ببرودته الطبيعية : ..لا ..،... تفاجئت باتصالك ،
ضحكت تحاول تستميله : .. أحسن عشان تكون مفاجآة ههههه..
رغم ضحكتها الناعمة ...ما علّق ورجع لصمته ...وبسمة مسكت ضحكتها يوم حسّته بعييييد عنها.. واكتفت ضحك ما تبيه يحس بغباءها قدامه ..
مرّت ثواني جديدة وهو ساكت منشغل بتحريك القلم عشوائيا على ورقة بيضاء...
وكأنه يعطيها الاشارة الخضرا تقول اللي تبي تقوله...لأنه هو شخصيا ما عنده أدنى حرف يقوله !
وهي انتظرت لثواني ويوم أدركت ان ما فيه أمل يفتح سالفة ..
قالت وهي تجمع الثقة بالنفس بمثل هالموقف... ما قد تكلّمت مع رجال على تلفون ..واليوم محمد معها عالخط ،
بسمة : .. ك كنت أنتظر اتصالك هالأسبوع ،
محمد رفع عينه عن الورقة لـ نقطة خفيّة بالفراغ يوم سمع هالطاري اللي متناسيه ..
بسمة وقلبها يدقّ بعننف من هالموقف..كانت تعيش ارتباك بنت توّها بأول أيام مرحلة جديدة : مرّ أسبوع عالملكة... ما شفتك...ولا اتصلت ..
محمد استدرك الجواب بهدووء : .. كنت مشغول !
بسمة : اسبوع كامل؟
محمد مباشرة : ايه وبكون مشغول لـ شهور.. مو بس اسبوع ..
كانت جووابه فيه تلميح..
وحاولت تتجاوز تأثيره : .. وأنا ؟
محمد بعقدة حواجبه : .. انتي؟
بسمة : .. ايه.. مو المفروض نتواصل !
محمد وهو يفرك عينه بطرف القلم المدبب : .. بس أنا مشغول !
بسمة حقققدت على سحر وعلاقته فيها يوم فهمت تهرربه ..واضح اصلا أسبوع كامل ما تواصل معها أكيد السبب وراه كبير..
وأصرّت على كلامها : .. الشغل مو اربع وعشرين ساعة !
فتح عيونه يوم لمح اندفاعها .. وما قدر يطلع من دائرة بروودته الملازمة لشخصيته الجاادة : .. بس شغلي انا 24 ساعة.. انا مو راعي تلفونات بالساعات لازم تعرفين هالشي زين...
جررحتها نببرته اللامباللية ..والبرودة اللي واضح انها جزء لا يتجزّأ من شخصيته ..
قالت وهي تحاول تثقل وتقنعه بشخصيتها الرزينة : .. طيب عطني اوقات اقدر اتصل عليك فيها ،
محمد ابتسم ابتسامة جانبية ساخرة لوضعه : ما عندي اوقات فراغ للأسف... انا واحد مشغول قلت لك ،
بسمة وهي تحاول تستميله : تدري اني كذبت على ابوي يوم سألني عنك ..!
حوّل اهتمامه من شخبطاته لكلامها : .. ابوك؟
بسمة وهي تغطي قهرها منه : ..ايه سألني اذا كنت اتصلت فيني وتواصلنا ... وكذبت عليه خفت تطلع بصورة مو حلوة أو يزعل منك..
ضااقت عيوونه من كلامها وطااري أبوها اللي منغّص عليه حياته..
وبنبرته الثقيلة والجادة كالعادة : .. ابوك يدري اني مشغول .. ما يحتاج تكذبين عليه..
انقهرت شوي من اسلووبه والواضح انه صريييح للغاية ما يعرف للمراعاة ..
بسمة : أنا كذبت عشانك !!
ابتسم بسخرية : .. لا تكذبين ثاني مرة ...

حسّت بسمة بتغيّر نبرته وكأنها لمست سخرية فيها... بس ما عرفت على وشو يسخر ،!!
وقالت بدون شعور : انت متضايق لأني اتصلت ؟
محمد ما جاوب ورجع لشخبطاته ..
بسمة وما تدري ليش صورة سحر مو راضيه تفارقها هاليومييين مو قادره ترتاح بسببها .. ورغم اللي سوته للحين ما برد اللي بخاطرها..وسماعها لبرودة محمد معها بهالصورة..يزيد نارها وغييييرتها ..
قالت : سمعت من خواتك انك انسان حنون معاهم.. ليش منت كذا مع خطيبتك !
كلمة خطيبتك حرّكت أوجاعه ..
وقال ببروده الهادي..يعطيها صورة محددة عن نفسه : انا مو حنون ..ودايم طريقتي وحدة مع الكل.. انسان جاد وباااارد وما اعرف للحنية ..!
صدمها كلامه وانكاره ..ووصفه لنفسه بهالطريقة ..
بسمة بلوعة : بس...بس انا خطيبتك !
محمد بجموود : .. لأنك خطيبتي لازم تعرفين طبعي !
بسمة قهرها هالجموود بصوته مافيه أي مشاعر .. مافيه أي شي خاص تحس من خلاله إنها "مميزة" بالنسبة له..
محمد وهو يرفع عينه للباب يوم دخل سكرتيره ومعه ورقة وصلت بالفاكس : .. أنا مشغول الحين ..!
بسمة : بس أنا ما انتهيت.. أبي من وقتك !
محمد وهو يأشر براسه للسكرتير اللي حط الورقة قدامه : بعدين نتكلم ،
بسمة وعيونها تمتلي دمووع يوم فهمت انها ما تشكّل أي اهميية وقلبه منشغل عنهاا وساكنه غيييرها : .....ومتى نتكلم ؟
وهو يرفع الورقة يتأملها بتمعّن : .. لما ألقى وقت ،

عرفت ان هالجواب
لما يلقى وقت !!
هه !

قال يوم شافها سكتت ناوي يسكر : بسكر تامرين بشي؟
بسمة وخنقتها الدمووع مباشرة وبااان على صوتها : .. بنتظر اتصالك !
لاحظ صوتها المخنووق وعقد حواجبه يوم شك انها تبكي : .. قلت لك انا مشغول هالفترة !
بسمة بصوت مهزووز : حتى لو مو عذر !
غمض عيونه وهو يتنهّد... لأنه مو مستعد لهالنوع من العلاقة والالتزام أبد ..
وقال بهدووء : يصير خير ..اعذريني مضطر اسكر الحين !

وسكر منها من غير ما يعطيها كلمة واضحة او التزاام...لأنه ما يدري اذا كان يقدر يوفي بهالالتزام..
مسك الورقة وهو يحاول يتناسى الخنقة اللي جواه واتصالها فيه ...،
يبي لك وقت عشان تتعوّد !!

:
/

في موسكو ..

صوفيا للمرة العشرين تطل من النافذة لبرا لعل سحر رجعت ...لها أكثر من ساعتين من طلعت بذيك الحالة الهايجة وما رجعت للحين...
هي تدري ان سحر تدل موسكو وما رح تضيع بس المُقلق هو حالتها اللي طلعت عليها ...

رجعت تناظر ناحية السياج البعيد يوم لمحت حركة جاية ... ركّزت الا وليد كان راجع للفيلا مشي ..
بسرعة اتجهت للباب وطلعت ... اللحظة اللي نزلت الدرجات الحجرية كان تركي ناصي كووخه ..
نااادته بصوتها الانثوي : وااليييد ...
وقف تركي وهو شايل حقيبته ..وعقدة بين حواجبه من اسراعها له : .. ماذا هناك ؟
وقفت قدامه : ألم ترَ الآنسة في طريقك ؟
تركي باستغراب : لا ... لمَ؟
صوفيا : لقد خرجت منذ ساعتين وهي غاضبة للغاية ..كانت في حالة غريبة ..
تركي باستفساار : غريبة ؟
صوفيا : أجل كنتُ خارجة وعندما عدت كانت تتحدث بالهاتف ..كانت غاضبة جدا ثم خرجت مسرعة وتركت هاتفها فلم تأخذه معها ..
التفّ صوبها بكل جسمه بانتباه : ما الذي حصل ؟؟
صوفيا بقلق : لا أعلم لم تقل شيئا ..
تركي : لا تقلقي قد تكون عائدةً الآن ..
صوفيا : أيمكنك الذهاب للبحث عنها ؟... أخشى عليها كثيرا فهي لم تخبرني ما بها ..
تركي ابتسم : لا داعي للقلق ..ربما أرادت التمشي قليلا..
صوفيا بقلق : لا أعلم لم أعد أفهم مشكلتها .. والمساء سيحلّ قريباً..
شافها قلقة من قلب ..
وقال بهدوء : حسنا سأذهب يكفي..
ناظرته بامتنان ..
وقال : اتعلمين الى أي مكان ذهبت ؟
صوفيا : لست متأكدة...لكنها كثيرا ما تحب الذهاب الى الداون تاون ..
عفط وجهه بضيق : ذلك المكان المزدحم !!
ابتسمت : ..هههه ليس كثيرا ...
تنهّد باستسلااام ما قدر يتجاهل قلق هالشقررا ... وعطاها حقيبته : ضعيها في غرفتي وسأعود معها...لا تقلقي..

مشى عنها وانطلق ناحية الداون تاون... وعشان يوصل اسرع قرر ياخذ الباص ..
وصل هناك..ولأن المساء قررب فالمكان مع الدقايق يزداد ازدحاام .. فهم ان هالمنطقة تصير أكثير حيوية بالليل .. لازم يلقاها قبل تغرب الشمس أسهل له ..
صار يمشي عالأرصفة المرتبة ويتلفّت بين المحلات لعله يلمحها ...
كان شاك بسبب اللي قالته صوفيا انها كانت تتكلم تلفون ثم طلعت غاضبة بحالة غريبة ..
ما يدري ليش شك أن السبب خطيبة محمد من جديد...دام السالفة فيها تلفون .. أكيد رجعت تتحرش فيها !!
صار يمشي ويمشي لين جاوز منطقة المحلات والتسوق..ووصل لـ بارك كبيرة يرتادونها الناس والحياة تضج فيها ..
لمحها أخيرا جالسه على وحدة من المقاعد على جانب الطريق وقريب من بوابة البارك..يعني ما دخلتها...
تأمّل حالها من بعيد لقاها وحيدة ومو حاسه بالناس حولها...
اقترب منها بهدووء وهي مركّز عليها ... الين وقف قدامها مباشرة وفوق راسها .. لكنها ما حست فيه رغم قربه الشديد !
قال بحنية وبنبرة ليّنة : ...سحر !
رفعت راسها بقوة وهي تشهق وتوها الحين استوعبت ان فيه انسان واقف فوق راسها..
ابتسم وهو يشوف عيونها محمرره ..والضياع ساكنها .. فهم حالتها النفسية العصيبة اللي كانت عليها...
نزّلت راسها بسرعة يوم شافت ابتسامته وهي تحاول تتجاهل..

قال بنعوومة : تسمحين لي أجلس ؟





يُتبــــع ...


يااارب يعجبكم ...
بانتظااار تعليقااتكم علييه .. لا تبخلون علي..


البارت الجاي ان شاء الله اذا خلصته مثل ما أتمنى بيكون بالويك اند .. وبحاول بأقصى جهدي
دعوااتكم .. القصة كل مالها تصعب وتستهلك حل وربط .. :new graaam (55):



انتظر ردوودكم بشغغغف ..

ألقاكم ان شاء الله

عنون




♫ معزوفة حنين ♫ 12-02-12 04:15 PM

:toot:



اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عيـــــون القمر ! (المشاركة 18843656)


مررحبا حبيباتي ..

البارت دقايق وينزل ان شاء الله..

فيه جزئيات كتبتها عن طريق الآي باد فـ لو طلعت كلمة غلط منا ولا منا فاستروا ما واجهتوا ..
من اليوم وطالع اذا فيه اي شخصية ما تطرقت لها ..لا تتساءلون ليش لأني مو ناسيتها لكن كل شي بيجي بوقته .. واحيانا في شخصيات لا بد تسبق غيرها..


واتمنى القى تفاعل عالبارت
لأن الفايت على طوله ودسامته ، ما حسيت انه انعطى حقه ..


قراءة ممتعة مقدما.. ^^



:lol:

♫ معزوفة حنين ♫ 12-02-12 04:17 PM




الجـــزء 36 ...
------------------------

مشى عنها وانطلق ناحية الداون تاون... وعشان يوصل اسرع قرر ياخذ الباص ..
وصل هناك..ولأن المساء قررب فالمكان مع الدقايق يزداد ازدحاام .. فهم ان هالمنطقة تصير أكثير حيوية بالليل .. لازم يلقاها قبل تغرب الشمس أسهل له ..
صار يمشي عالأرصفة المرتبة ويتلفّت بين المحلات لعله يلمحها ...
كان شاك بسبب اللي قالته صوفيا انها كانت تتكلم تلفون ثم طلعت غاضبة بحالة غريبة ..
ما يدري ليش شك أن السبب خطيبة محمد من جديد...دام السالفة فيها تلفون .. أكيد رجعت تتحرش فيها !!
صار يمشي ويمشي لين جاوز منطقة المحلات والتسوق..ووصل لـ بارك كبيرة يرتادونها الناس والحياة تضج فيها ..
لمحها أخيرا جالسه على وحدة من المقاعد على جانب الطريق وقريب من بوابة البارك..يعني ما دخلتها...
تأمّل حالها من بعيد لقاها وحيدة ومو حاسه بالناس حولها...
اقترب منها بهدووء وهي مركّز عليها ... الين وقف قدامها مباشرة وفوق راسها .. لكنها ما حست فيه رغم قربه الشديد !
قال بحنية وبنبرة ليّنة : ...سحر !
رفعت راسها بقوة وهي تشهق وتوها الحين استوعبت ان فيه انسان واقف فوق راسها..
ابتسم وهو يشوف عيونها محمرره ..والضياع ساكنها .. فهم حالتها النفسية العصيبة اللي كانت عليها...
نزّلت راسها بسرعة يوم شافت ابتسامته وهي تحاول تتجاهل..

قال بنعوومة : تسمحين لي أجلس ؟

ما ردت وهي تناظر الناس ،،
شافها ما عارضت واعتبره قبوول '.. اقترب وجلس على الطرف الاخر من المقعد اللي يشيل ثلاث أشخاص تارك مسافة بينها وبينه ،،
تحركت مكانها لا شعوريا من جلس وسحبت عمرها عالطرف .. ورجعت تتأمل الناس حولها من غير لا تقول أدنى كلمة ...
دقيقة وأراح تركي ظهره للخلف وهو يحط رجل على رجل .. لين ما حس انها تقبلت جلوسه
ثم التفت بهدوء عليها .. لقاها تناظر قدامها ب سكون مسيطر عليها ولا كأنها تعرفه : سحر !
التفتت عليه عفويا يوم ناداها بنظرة صامتة ..
ابتسم بتشجيع : .. الهروب مو حل
عقدت حواجبها وهي تناظره مباشرة ..
تركي : لازم تسمعين الكلام اللي بقوله
سحر عقدت حواجبها مو فاهمه وش يبي يقول فجأة
تركي بجدية : ما أبيك تنهارين مفهوم ؟؟
سحر ما عرفت وش يبي يقول وليش ينطق بهالنبرة الآمرة ..
جت بتقوم واقفه بصوت مبحوح : مو مستعدة أتكلم مع احد ..
مسك يدها يوم قامت يمنعها .. التفتت عليه مستغربة من حركته وقاام واقف وهالمرة واجهها من دون ما يترك يدها: لازم تسمعين !
سحر بصوت ضعيف لأن جد مافيها طاقة حاليا : أتركني وليد
تركي بإصرار : مارح نرجع البيت قبل تسمعين
سحر : ما ابي اسمع منك شي أتركني
وحاولت تفك معصمها من أصابعه ما قدرت .. رفعت راسها مستغربة من عناده وهي تحرك يدها تبيه يتركها : وليد وبعدين..
تركي بأمر حاسم : أجلسي
سحر بضعف ما فيها حيل جدال أبدن : وليد الله يخليك مافيني حيل أتكلم بأي شي
شاف انها لينة معه اكثر من العادة وحدتها مختفيه وأقصى جدالها إنها تطلب منه يتركها ..لكنه ما تركها أشار عالمقعد بأمر جديد انها تجلس من غير كلمة
لفت عيونها عالناس اللي يمرون جنبهم بحالة طفش وتعب واستسلام .. جلست وهي تلم يديها بحضنها وتركي أخذ مكانه عالمقعد .. وانصاعت لأمره هرباً من اي اصطدام جديد بينهم طالما انها ما فيها حيل ولا تبي تكرر اللي صار اخر مرة ..
تركي : الشقرا تقول طلعتي من البيت بحالة مو زينة ..
رمشت وهي تناظر الناس عالرصيف المقابل من غير تعليق وشكلها ما عندها نية
تركي بنبرته الهادية بإقرار مو سؤال : اتصال وصلك وأزعجك !
هالمرة لفت عليه بانتباه من نبرته الإقرارية والمواجهه لها وكأنه كان حاضر معها ذيك اللحظة .. استغربت هالبشر وشووو بالضبط كيف يحكي بهالنبرة
لاحظ بعينها تساؤل .. وكمل: وصلني خبر .. مو جني لا تخافين ..
قالت بخفوت : صوفيا ؟
تركي بليونه : إيه قلقت عليك وعطتني خبر ..
صدت عنه تناظر نفس الرصيف اللي تتأمله من ساعة
تركي بهدوء وحذر : بسألك سؤال بس أمسكي أعصابك
لفت عليه لا شعوريا وأسلوبه وتحذيره شدها وخلاها تركز معه
تركي ابتسم وهو ينطقها : ... سايكوو ( انشدّت أعصاب سحر غصب وبان على وجهها وهو يكمل ) اتصلت فيك اليوم ؟؟
لفت عليه بعصبية من نطقها بحالة هجومية خلت تركي يرتد على ورا وكان على وشك يطيح من الجنب ..
مسك عمره لا يطيح ورجع لمكانه وهو يوضّح وجهة نظره : بلاش هالنظرات أنا جيت أساعدك !
عرفت إنه رجع يقر الحين وبكلامه هذا إنه عارف كل شي ..
تركي يوم لاحظ انها طقتها هواجيس هاللحظة : .. قلت لك أني مارح اقول لأحد .. سرك محفوظ ببير..
ناظرته من جنب واستشعار ان غسيلها كله انعرض عليه خلاها تلتفت للجهة المعاكسة وهي ما تدري وش تسوي
تركي وهو يشوف تهرّبها.. ابتسم : وعدْ يا سحر !
التفتت عليه من العهد اللي قطعه وهو للحين يحاول يخليها تثق فيه وتبطل هالتجاهل .. عشان يقدر يطلعها من اللي هي فيه بطريقته ..
وكرر بهدوءه ونبرته اللي تشد غصب : اكرر أنا جيت أساعدك ..
ناظرته مو فاهمه ..
وأردف بنبرة صدق مغلفه بشي ثاني ما فهمته .. شي غاامض مو مريح : لا تستغربين بس أنا ما احب أشوف الظلم وأسكت ولا احب أشوف الضعف بعيون احد .. هالشي يستفز واحد مثلي يا سحر ..

نست اللمحة الغير مريحة بصوته وجذبها الإصرار بعيونه وهو يقولها ..
تركي وهو يشوف كيف قامت تناظره باندماج.. ابتسم : .. أتكلم جد .. هالشي يستفزني
سحر شاحت وجهها عن ابتسامته الآسرة اللي تربك أي أحد ولأن بنظرها محد من البشر رح يقدر يدفع عنها الظلم اللي جاها .. وشلون عاد وليد المسكين ذا !
ضحكت وهي تنزل راسها ضحكة عكس الفرح يوم شافته يحاول يزرع فيها أمل وكرهت إنه يتلاعب فيها بكلمات : .. الكلام سهل ..!
تركي : اول شي قولي لي .. مستعده ؟؟
التفتت عليه مو فاهمه .. بحيرة..
تركي ببطء : جاوبيني .. لك رغبة تردين الصاع صاعين ؟؟
سحر سكتت وكلامه بدا يستحوذ عليها بشكل غريب ..
تركي وهو يصد للناس اللي تمر وكلامه الجاد موجّه لها : هالشي يعتمد عليك ..تأكدي مارح أقدر أساعدك اذا انتي مالك رغبة ..
ثم التفت عنها يتابع الأطفال والناس اللي تمر من جنبهم طالعين من البارك .. التفتت سحر عليه وشافته يراقب الناس وسكت عن الحديث لفترة.. عرفت إنه يعطيها مجال للتفكير .. تأملت فيه بشرود وكلامه بشكل غريب استحوذ على شي داخلها .. كان جالس وهو ممدد يد وحدة على ظهر المقعد أصابع يده شوي وتلمس سحر بمكانها..ابتسم لعائلة مرّت جنبهم وخصوصاً إن الطفلة اللي كان شايلها أبوها واللي ما جاوز عمرها السنتين تضحك له ..
حس بنظراتها الطويلة التفت عليها وراسه مايل بابتسامة وثقة ورجل فوق رجل .. لقاها ما زاحت عيونها وفيها إصرار ماكان موجود قبل لحظة ..
تركي تحفّز لهالنظرة .. وفهمها مباشرة وهو الفطين : .. مستعدة ؟؟
عرفت انه جااااد بكلامه : .. ليش؟
عقد حواجبه من سؤالها .. ثم ابتسم : قلت لك ما احب اشوف الظلم واسكت.. والأهم اني ابيك تعتبرين هذا اعتذار مني عاللي صار ..
لازال يحاول يعتذر على كلامه الجارح قبل كم يوم وهالشي خلا سحر تسكت لثواني ..
ثم قالت من غير لا تناظره : ..كيف بتساعدني ؟؟
تركي بابتسامة جانبية بدت تتحوّل للمتعة الخاصة فيه : يعني مستعدة تخوضين الحرب مع سايكوو ؟؟
اسمها استفززززها وكن تركي فعلاً يحاول ينشّط خلايا الحقد فيها .. يستثيرها .. يبيها تحقد عشان يكون الرد على أصوله...!
وبهمس تحاكي عمرها : حلفت مارح اسسسسكت لها..
سمعها تركي ورفع حاجب واحد باستمتاع شخصي : .. نبدأ الدرس الاول ؟؟
لفت عليه وملامحها انقلبت للاستفهامااات ..
ضحك : بكرة تردّين عليها اما الحين خلينا نسوي شي ..
وقاام واقف وسحر تحوّول وجهها للاستفهامات والأسئلة ماهي عارفه خططه أو كيف بيساعدها ..
اول شي وقف قدامها : بالبداية .. ابي وعد منك انك بتسوين كل شي أقولك عليه ، دامك تبين تردين كرامتك..

اختار لفظ " الكرامة" بعمد ونجح لأن سحر تحففزت وهي تركز عليييه وتتابع..
كرر بجدية وهو مدنّق يناظرها وهي رافعه راسها : .. ابي هالوعد يا آنسة ؟
ناظرته والحقد الممزوج بالحماس أخذها من غييير تفكير .. ما همها ان هذا وليد او غيره .. غيّبت كل شي عن عقلها وما خلت براسها إلا بسمة !!
هزت راسها إيجاب بصمت واشارة موافقة صريحة ..
ابتسم ابتسامة جانبية وهو يشوف الجدية غلبتها بالكااامل وعلى استعداد تكون تلميذته بكل ارادتها ..
تحّول للشرط الثاني : .. هذا اولا.. ثانياً ما ابي أشوفك تنهارين ثاني مرة ولا تتحسسين من اي كلمة بقولها..
فاجئها هالشرط.. وتوتّرت مو عارفه اذا بتقدر تقاوم اي إساءة من ناحيته ..لأنها جربت وانلقعت ودرت ان جرحه مو اي جرح.. وصعب تعيشه من ثاني !!
تركي بجدية تزييد : ها؟ ابي جواب سريع يا آنسة.. أبيك تستوعبين ان التردد علامة ضعف واضحة فيك !
رفعت راسها له والغيض بعيونها يوم انتقدها بكل هالجرأة.. وكانت بتقول شي
لقت ان البرود والاستهزاء الكبير بعيونه انصدمت من هالتغيّر اللي اعتراه وشكّت إنه يتلاعب فيها من البداية..
رفع حاجب واحد باستهزااء : تنكرين؟؟
انغبنت وهي تشوفه يسخر ...
سحر بغيض : أنا موو ضعيفة !!
تركي بسخرية وتبدل حااااله لطافته كلها اختفت : بس أنا أشوفك كذا (وهو يعدد على اصابعه بأسلوب حقير) ضعيفة وجبانة وساذجة.. وتاخذين الناس بالنية الطيبة عاطفية وقلبك يسبق عقلك..
ولللللعت لأنها شرشحها بكلمتين ..
تركي باستهزاء غريب : وغبية للأسف !!!

عند هنا ووصلت حدهااا .. قامت واقفه بمستواه تواجهه بتحدي ووقوفها العنيف حرّك الهوا حوله من غير لا يتزحزح وعيونه ارتفعت تتابعها ..صارت قباله وقريبة وهو مدنّق يناظرها بنظرات السمّ حقته..
قام صدرها يطلع وينزل وهي مغتثه من هالنظرات وطنقررت بالفعل لأن كل كلمة قالها ما كذب فيها..
تركي ببرود وعينه بعينها : .. وبكاااايه !!
ما تحملت وخنقتها العبرة وهو يضربها بسوط كلمات وليته تكلم بأي شي الا شخصيتها اللي مالها يد فيها..
سحر بعبررة تحذره : .. ولـ.يد !
تركي باستهزاء يوم شاف دمعتها تلمع : .. ودمعتك على جرريف ومخدوعة من الناس !!
ضرب وتر حسسساس والنتيجة انها ضربت صدره بقبضتها وهي تصرخ بوجهه ، ببكى مقهور : يا حققققير..!!
تزحزح من ضربتها بخطوة صغيرة للخلف وكانت بتضربه من جديد وهي تشهق الا مسك يدهاا عند صدره بالقووة ورفعت راسها باختناق لوجهه ودمعتها متعلقه.. شافت نظرات الجدية على ملامحه ..

قال أخيرا بنبرته الطبيعية : .. سهل استفزازك للأسف !!
ناظرته بصدمة يوم شافته رجع طبيعي .. وكأنه كان بمسرحية يمثّل دوور..
ما توقعت انه بيبدا بهالطريقة وبهالسرعة ..!!
بلعت ريقها وهي مشوّشة يوم استوعبت الموقف البايخ اللي حطها فيه..
تركي ومن غير لا يفك يدها وعيونه الجادة بعيونها المصدوومة : كيف بتاخذين حقك وانتي أبسط شي يثيرك!!؟
ارتعشت شفاتها وهي تحاول تفك يدها ما قدرت..
كمّل بجدية مخيفة : ما ابي أضيع وقتي معاك عالفاضي.. اذا مافيك حيل تتحملين علميني من الحين ..

ارتبكت يوم تبدّلت شخصيته.. كل الحنية واللطف اختفوا صار وليد الجاد اللي تعرفه واللي يثير لها أعصابها..
تركي بجدية وحدّة : اللي مسميتها انتي بسايكوو ما تمادت معك الا لأنك ماعرفتي توقفينها عند حدها..
تعلقت عيونها فيه بحييرة وهي تشوفه منقلب معهااا ومو عارفه وش تقول.... ، وأردف : .. والدليل انك ما رديتي عليها حتى برسالة وحدة !!!!
اهتزّ قلبها وهو يأنّبها، وتذكرت سالفة الرسااالة وانه مطّلع عليها..
تركي بسخرية يستثيرها: ليش لهالدرجة ضعيفة وتاركتها توصّلك لهالحال ؟؟؟!!!
أخيرا فاض فيها الكيل سحبت يدها منه وهالمرة سمح لها تبعد: ماااالك دخخخخخل أترركنـي!!

ابتعدت وهي تشوفه معصّب من جد عليها .. ومو فاهمه ليش ضايق المفروض هي اللي تضيق ولا هو وش دخله .. !!
قال من جديد: اذا بتنهارين على أدنى كلمة أقولها........
قاطعته بغبنة وهي تحس بالإهانة : دام كذا مو محتاجه مساعدتك !!
ابتسم بسخرية لاذعة ، ورجع لـ طبيعتـه : .. ما تحمّلتي من البداية !! (شاف ساعته) .. ما كمّلنا دقيقتين !!
ناظرته بغيض يوم فهمت انه لا زال يلعب دور استفزازه.. وكرهت انها اُستفزت صددق منه..

سحر بغيض: لا تستفزّني !
ابتسم ابتسامة جانبية ساخرة وهالشي طنقرررها .. وعرفت إنها دخلت باللعبة غصبن عنها ..
سحر: ولييد لا تستفز لي أعصابي ..
تركي بسخرية: لو شاطرة لا تسمحين لي أستفزك !
قامت تناظره وهي تتنفس تحاول تمسك اعصابها لا تخربها زود.. يكفي انه أظهر رداءة حصونها وهشاشة دفاعاتها بكلمتين !!!!
كلمتيييين !!!

تركي ببرود : الشرط الثاني مهم اذا بتتأثرين من أي كلمة أقولها فما رح يمشي الوضع معاك ..
قالت بألم ومن غير شعور وهي تداري جرحها : ... مو بكيفي !

سكت وهو يشوفها تصد عنه والوجع بصوتها : لا تحسبني اسوي كل ذا برضاي.. ( وهي تكتم العبررة) .. محد يدري عن شي...
تركي رماهــا : .. لكن أنا صرت ادري !

ناظرته باستسلاام نظرات أسف .. وندم من إدراكه لـ هالشي وان موضوع معرفته لقصتها واقع لازم ترضى فيه !!
قال يوم شاف هالنظرات ، يحطها قدام الامر الواقع : دريت وانتهى الموضوع !!

صدت عنه يوم قال كذا وسمع العبرة بصوتها واقترب بشويش وهي واقفه معطيته قفاها... وبهدوء : سحر !
ما لفت عليه .. واضطر انه يتعداها عشان يقابلها : يا آنسة؟
صدت بوجهها بعيد عشان ما تخليه يشوف عيونها المقهورة بالدمع..
تركي بجدية: علميني الحين...مستعدة تاخذين بحقك أو لا ؟؟
سكتت وهي تحارب عمرها من جواا.. ومترددة بسببه !!

تركي ما ضغط اكثر : .. أوكي اذا مو مستعده فالقرار راجع لك ! .. بعطيك مهلة الى بكرة لكن اعرفي بعدها أنا انسحب !
ناظرته بهدوء يوم لاحظت انه يحاول يقيّدها ..

أنهى النقاش : الحين خلينا نرجع ..

بصمت تحركت قدامه من غير أدنى كلمة والحركة اللي سواها فيها كان لها أثر في نفسها ..
تركي ما حكى معها زود طول طريق رجعتهم والصمت كان عنوان بينهم..
/

وصلوا الفيلا أخيرا وسحر تمشي بالأمام وتركي بالخلف ..

يوم وصلوا قريب طلعت صوفيا من الباب بابتسامة : finally ! ..
نزلت لهم : اين وجدكِ ؟
سحر بهدوء : ألم أخبركِ انني اريد البقاء وحدي؟؟ لمَ أرسلته ؟
صوفيا : لأنك لم تخبريني !! .... (ثم لفت لـ تركي بابتسامة) : ثانكيوو !

هزٌ راسه بابتسامة كـ رد .. ثم تحرك تاركهم من غير لا يقول لـ سحر كلمة ..وسحر بالمقابل ما استدارت تناظره كانت معصببة ومتأثرررة بسببه !!

راح هو من هنا.. وطلعت هي الفيلا ونصت غرفتها مباشرة ..
ردعت بالباب بقههر من اللي سواه .. وقهرها من نفسها اكبرر..
كلامه ضرب أوتار كثيرة داخلها لأول مرة تحس نفسها بموقف بايخ مثل كذا وبمنظر غبببي زي ذا ..
فكت شالها من رقبتها وشالت حجابها وهي توقف قدام المرايه .. تناظر عمرها ووجهها اللي كان ممتقع !!
محمد غثها اليوم وقلب مودها فوق تحت ..
والحين وليد حطها فموقف !! كرهت عمرها !!
/
:

دخل تركي لـ غرفته الداافية بنار المدفئة .. لقاها مرتبة ومنظمة عكس يوم طلع الصبح... والظاهر ان الشقرا رتّبتها يوم دخلت تحط شنطته ..
فك جكيته وهو يتنهد ورماه عـ الطاولة بنفس اللحظة اللي رن فيها جواله ..

رفعه ولقى ان " البيت " يتصل فيه ..
رد وهو يفرك شعره من ورا بانهاك وكسل : .. هلا !
وصله صوت امه : .. هلا تركي يمه
ابتسم وهو يرمي روحه عالصوفا : هلا عاش هالصوت ..
امه : بشرني عن علومك ؟ قلقتني عليك دقيت اليوم الصبح وما رديت ..
تركي : بخير يالغالية .. ابد كنت مشغول بالمعهد وكنت بتصل فيك اول ما ارجع لغرفتي لكن شغلني شي وتوني رجعت الحين ..
امه باهتمام : وش اللي شاغلك وانا امك ،؟
تركي بابتسامة جانبية : مو شي مهم .. لا تشغلين بالك ..
امه : والله مدري يا تركي بتطلع روحي وانت ما رجعت من هالسفرة الغريبة معه .. صايره افكر فيك بزود هاليومين ..
تنهـد بملل واضح : رجاءن يمه لا تفتحين هالموضوع من جديد ..
امه : الله يصلحك ويهديك قل امين وانا امك ..
ابتسم وهو يغمض عيونه بنعاس : آمين .. (تثاااوب وبان على صوته وهو يستدرك): وغير كذا يمه أكيد داقه بغير هالسبب !
تنهـدت وكأنها مرّت بـ معاناة صغيرة : أختك !!
عقد حواجبه وهو يفتح عيونه بانتباه : .. خير شفيها !؟
امه : .. ما طلعت من غرفتها من رحت إنت ، وللحين المدرسة ما عتّبتها !!
تركي باهتمام : أوف ؟؟
امه : زعلتها كايده هالمرة.. وإنت تركتها وهي حست انك رميتها وراك حتى ما راضيتها ..
تركي تنهد وهو يحك شعره : تدرين حاولت معها قبل امشي بس ما عطتني فرصة !.. وحاولت أكلمها امس وبرضو ما ردت..
امه : المهم تصررف.. اختباراتها قرّبت ما يصير تستمر على كذا .. والمدرسة كل يوم متصلين يسألون عن سبب غيابها ..
تركي استسلم : طيب ولا يهمك الحين بشوف وضعها .. عطيها خبر اني بدق عليها .. وحذريها لا تسفهني ..
امه : زين الحين بقولها ..

قفل من امه .. وانتظر دقيقتين ثم اتصل في أخته والنتيجة مثل محاولاته الأخيييرة معطيته اكبررر طااااف...!!
ارسل لها رسالة كتب فيها :
" جنى ردّي يكفي زعل "

انتظر خمس دقائق كامله يحتري فيها رد .. ولكن ما جاه اي شي منها ..
غيّر أسلوبه يوم شافه ما نفع معها .. وكتب :
" بتصل لآخر مرة وإذا ما رديتي علي الحين قسم بربي لأمدد سفرتي سنة "

ونفع .. !
لأنه يوم اتصل عقب دقيقة .. انفتح الخط بس ما سمع صوتهاا ..
ابتسم ، ومثّل العصبية : وبعدين ؟؟

قالت بصوتها اللي لا زال يحمل من طفولة عمرها : اي خدمة ؟؟
تركي : مافي شخبارك ؟؟
جنى بسخرية : ما يهمني ..
تركي : آفا ! .. ( ابتسم) : كتكوت يكفي زعل ..
جنى : لا تطلب لأن واضح ما يهمك ..
تركي : يا ليييل معاك.. دايماً ظالمتني..
جنى باستهزاء : واضح !
ضحك: هههههههه يا لبى قلب الكتكوت المعصّب .. مو لايق عليك خليك ريلاكس...
حمقت على رواااقه: وششششش تتتتتتبي تراك غاثنننني ؟؟؟؟؟
ضحك على نبرتها غصب : ههههههههههه كتكوت قسمن مو لايق عليك ...

سكت ، يوم حس العبررة تخنقها وسمع حسها تحاول تكتم غصاتها ..
تنهد وهو ما بيده شي يسويه حاليا : كتكوت بس روّقي يكفي زعل ..
ما ردت، وكمّل: تقول أمي انك مضربه عن المدرسة،؟
جنى : بسببك كرهتها ومو ناويه اكمل!!
تحول للجديّـة الواضحة : الا المدرسة يا كتكوت... هذي خط احمرر !
جنى بملل : والله طفشش انت مو حاس باللي أحسه..
تركي : ليش فهميني؟؟
جنى بدت تفضفض وكن زعلها بدا يتلاشى بالتدريج مع الأخذ والعطا ومع اسلوب تركي اللي ماخذها على قد عقلها : .. تخيّل نفسك ما تطلع من البيت الا للمدرسة حتى المشاوير الحلوة الثانية ما قد عشتها .. السوق وهو السوق ما اذكر متى دخلته انت ما تسمع سوالف البنات بالمدرسة وشلووون ، والله تخنقني العبرة وانا اسمع ولا افهم وش يتكلمون عنه.. صرت احس اني غبية ومالي اهتمامات مثل باقي البنات منطقّه بالبيت اربع وعشرين ساعة ولاني عارفه الدنيا... ماما كل ماقلت لها ابغى اطلع ..توعدني وتقول ان شاء الله اذا صار بابا بخير ويقدر يمشي بوديك واجيبك.. ومع حالة بابا ما أتوقع اني بشوف دنيا.. وانت حضرتك (بدت تحمق) كم مرة وعدتني وقلت حاضر باخذك للي تبين وما شفت منك الا الكذب والتسليك !!!.. آخرتها شوف وش سويت.. سافرت ورميتني وراك ولا كأني انسان ...!!

ضحك على اخر كلمة : ههههههه طيب طيب والله انك انسان محد قال غير كذا ..
جنى بغيض : لا تتريق !!
ما هان عليه يردّها ، ومن غير تردد : طيب اااابشري كم كتكوت عندي أنا؟
جنى بسخرية ما صدقته : ..زي العادة !
تركي : لا هالمرة جاد.. متى تبين تطلعين !؟
جنى : لا تستهبل علي..!!
تركي باستمتاع: والله ما استهبل .. علميني متى تبين ؟؟
حسّته صدق يستهبل عليها وينكت.. وقالت تجاريه : يعني اذا قلت لك بكرة ، بتطلعني ؟؟
ابتسم يجاريها : لو تبين اليوم !

جنى عصبت : تررركي تراني جد معصبة منك وانت تتريق !!
ضحك ، : هههههههههههههه والله ما اتريق..
جنى بعصبية : وشلون حضرتك بتطلّعني وإنت منقلع بآخر الدنيا مدري ويييين!!!

قال ونبرته تهدى عشان يستشعر ردّة فعلها : .. ثامر بياخذك !

ما صدقت وانصدمت : هاه ؟
مات ضحك : ههههههههههههههه.. أحسن مني داري هههههههه ..
قالت والواضح انها ارتبكــت : سخيييييييف !!
تركي : ههههههههههه .. لا تقولين كذاب تراني جاد ..
سكتت ! ، وأردف : تبين بكرة خليك جاهزة بكرة !

هدت نبرتها واستكانت : .. انت..قلت له يعني؟
تركي : مالك شغل قلت له او ما قلت له المهـم خليك بكرة جاهزة ،
ما استوعبت وحاولت تتأكد : يعني هو.. موافق؟؟
تركي بنعومة : اكيد موافق ..

كن صدرها بدا ينشرح .. وابتسمت عفويا ..
تركي : بس هاااا لا تنسين إن زواجه قرريب لا تاخذك العجة إذا شفتيه ..
( طنقررت ) : على تررررررراب شايفني مطيوووووره !!
تركي : هههههههههههههههههههه..
جنى : والله سخيف وبعدين أنا ما أحبه ...وش ابي بواحد بيتزوج !!
تركي والضحكة بصوته : زين زين .. أبيك ثقل دووم ..
جنى بحنق : خايس !
تركي : بس شرط بكرة تروحين عالمدرسة .. أوكي يا كتكوت ؟
جنى ما عارضت : أوكي ..
تركي : يلله انبسطي ..
ابتسمت عفويا : شكرًا ..

سكر منها ، ومباشرة اتصل على ثامر ...
رد عليه بعد شوي ، والواضح من صوته انه منشغل بشي ..

ثامر بـ حنق وهمس واطي : تدري ان وقتك غلط ..
تركي : قل لي هلا قبل يمال العافية !
(ابتسم ) : هلا تركي
تركي : إيه كذا اقدر اتفاهم معك ،
ثامر : الله يستر وش عندك جديد ..؟
تركي باستغراب : شفيك تحكي كذا بصوت واطي ، احد مهم عندك ! ؟
ثامر : انا عند اروى اخلص علي .. والله لو تدري انك داق علي وانا عندها إن تفجّرر بعمرها..
تركي بسخرية : بقرييح ان شاء الله تحترق .. غيرتها هالبنت زايده حبتين !!
ثامر : الله لا يلومها لازق فيني مثل العلك ..
تركي : وينها الحين؟ .. حولك؟
ثامر : لا ، راحت دقيقة تجيب هدية شاريتها.. بسرعة اخلص لك دقيقة وحدة قبل ترجع.. ما فيني اقلب المود بسبتك..
تركي بدون مقدمات : طيب اسمع ! .. بكرة فرّغ نفسك !
ثامر باستغراب : بكرة؟
تركي : اييه بكرة من العصر .. تراك مسؤول عن اختي ..
ثامر باستغراب : جنى ؟
تركي : إيه وعدتها انك بتاخذها بكرة تطلّعها مشوار تغيّر جو فيه.. وخذ أختك اللي بالجامعة معكم..
ثامر بحنق: ومن متى قررت !!؟
تركي اعترف بدون هوادة : توني مقرر من عشر دقايق..
ثامر : بعد تقولها كذا بدم بارد..!
تركي : إنت المنقذ إن ما لبّيت طلبي احتمال تكرهني واحكي جاد تراني ..
ثامر: تكرهك بعذررهااا ياخي... يوم كنت أقولك عط اهلك من وقتك وأختك اللي فاقدتك ما سمعت كلامي .. الحين كلها بروحك!!

تركي بحنق : لو كنت قريب الحين مارح أقصر لكن تدري اني بآخر الدنيا.. تكفّل فيها هالمرة ادري فيك بتسويها بقلب وسيع..
ثامر تنهد وهو وده يدخل عليه مع الجوال ويعطيه كم كف ..
تركي : ثامر لا ترد طلبي البنت بتموت من جلسة البيت بروحها.. خذها بكرة وسّع بخاطرها..
ثامر بحنق : اييه تدري فيني مارح أعارض بس بكرة عندي مشوار ..
تركي : أجّله !! وش المشكلة ..
ثامر : إيه انت الأمور عندك شربة موية كل شي عندك سهل..!!
تركي : أقولك وعدتها ولو تنط للسما مارح أقولها تأجّل طلعتها.. البنت مغتثه وانت تدري فيها..
ثامر بحنق : إيه بسبّتك.. تغثها إنتْ ثم تجيني أنا أصلح مشكلتك ..
تركي أنهى النقاش : ثامر ازهلها ولا يكثر...

ثامراستسلم : خلاص أوكي.. بس بغيت اقولك تركي انت واحد صعب التعامل معاه...( سكت فجأة ورفع راسه للي دخلت )
وحس تركي ان خطيبته رجعت ، وسمع صوتها وهي تسأله :
" ثامر مين تكلم؟ "
قال تركي بـ نذالة : قل لها لا تكذب عليها... خلها تقتنع اني واقع مفروض عليها لازم ترضى فيه..

رجع ثامر للسماعة وهو محافظ على ابتسامته الصغيرة : تركي اقضب أرضك احسن لك !
تركي : ههههههههه بعآآد صرت تهزئني قدامها..
ثامر : خلاص وعد وعطيتك.. بكرة أختك بأيدي أمينة الحين ضف وجهك..
تركي : ايييه كذا أنا بتطمن ..
ثامر : تبي شي ثاني ؟
تركي يحارش : قول للي جنبك مارح افكك لو تموت ..
ثامر : اقصر الشر تريك .. ( همس وهي ما تسمـع) .. حاقده عليك الحين الله لا يوريك..
تركي ضحك وهو مستمتع ما يدري ليش ..
ثامر : يلله أشوفك ..

سكر تركي منه عقب ما وسع خاطره شوي وقام عشان ياخذ شاور ويستعد للخمدة ..
:

عند ثامر اللي نزل الجوال وهو مبتسم .. انحنى عالطاولة الانيقة يحط الجوال.. ورفع راسه وهو يعدل شماغه الابيض لأروى اللي كانت جالسه قريب وراسها راكبه مليوون شيطان ..
قال بـ هدوءه المعهود معها : شفيه المود انعفس ؟؟؟
أروى بحنق : وش يبي منك؟؟؟؟؟
ثامر : ولاشي شغلة بسيطة ..
أروى : ليش قمت تتهامس معاه ما تبيني اسسسسمع ؟؟؟؟؟
قال برواقه الطبيعي : شي بيني وبينه ..
أروى بغيض : ابي اعرف كم مررة تكلمه باليوووم؟؟؟.. هذا وهو مسافر على قولك توقعت انه بيفكك شوي بس الظاهر ولد عمك ذا صدق صمغ بتكسس ما يحس..!.. حتى وهو مسافر ملاحقني..
ضحك على هالتعبير اللي قد قالته مرة قبل هالمرة.. وبهدوءه : .. ولد عمي وهذا طبعه صعب اسفهه !
قامت تلوي شفايفها بضيق واكتفت تعليق ..
ولا علّق لأن بينه وبين نفسه مستمتع بهالموضوع من مدة.. حاب غيرتها الغبية هذي!!!
شي جديد على شخصيتها اللا مبالية معه ..

شاف الهدية المغلفة اللي جابتها موجودة عالطاولة واللي المفروض انها أعطته إياها من يوم دخلت .. وابتسم ..لأول مرة تحرص تعطيه شي من يوم ملك عليها وشكل الدرس اللي عطاها إياه بالجفاء فاد فيها ..
قال وعينه عالهدية : .. ليش راميتها بعيد عطيني أشوفها !!
رمت عليه نظرة حانقة من على جنب .. وبصمت مالت للطاولة وأخذتها.. ورمتها بحضنه من غير لا تعطيه يد بيد بدفاشة شوي !!
رجعت لـ حركاتها .. هذي أروى اللي يعرفها ..!!

ثامر : يا ساتر !! كذا الناس يعطون الهدية .. طرارة هي؟
أروى : ليش كل ما جيت عندي لازم ولد عمك يدق عليك وياخذك ساعة بالسوالف ؟؟؟؟ اشك انك متفق وياه عشان تطفشني !
قال بابتسامة حابسها : ما اتفقت معاه.. بس انا اقرب واحد له وش تبيني اسوي.. اسفهه؟؟
أروى : بزر هو عشان يتعلق فيك كذاا ؟؟
ضحك : هههههههههه .. خلاص روقي ..
أروى : وش يبي مننننك؟؟ لا تقولي شغل زي العادة لأني مليت من هالجواب..

ثامر : يبي مني خدمة ..
أروى : وش دخل أخته بالسالفة سمعتك تطريها ..؟
تنهد وقرر ما يخبي عليها والواضح انها مصرّه تعرف : .. باخذ أخته بكرة أطلعها تنبسط وتغيّر جو..

هنا وبشكل غير متوقع.. شبببببببت وطرررقعت .
أروى : وشششششوووو ؟؟؟
قامت واقفه .. من رباشتها ما تقدر تجلس
رفع راسه يناظرها ..
أروى : بصفة ايييش تاخذها وتبسطها.. انت اخوها ولا اهووو ؟؟؟
ابتسم وهو يشوفها محتقنه... فعلا تركي عفس المود فوق تحت...
أروى: اعتذررر منه...
ثامر: عطيته كلمة.. وبعدين تعرفينها أخته بنت عمي وصغيرة واخوها مو حولها الحين..
أروى: وليش تطيح على راسك..؟؟؟
ثامر: أنا مثل اخوها تركي بالضبط.. اكثر من ولد عمها..

أروى: مو يكفي اهتميت فيهاا وهو مسافر يدرس.. هي وأهلها ..كم سنة وانت تعابل فيهم طول ماهو يدرس.. ليش تطيح على راسك مرة ثانية !!
غيّر من اسلوب نبرته .. للجدية والحزم: أروى هذول مب غُرب.. هذول عمي وعياله .. لو اعابل فيهم عمري كله مارح اقول شي.. واتركي عنك هالحكي!!
أروى : إيه بس مو حالة كل ما قال لك شي قلت له حاضر وتم..

ثامر قام واقف وشكله جد ضاق عليها : مثل ما انتي بنت خالي وقريبة.. هم عيال عمي ولهم حق علي.. ما يستاهل الموضوع تضيقين عشانه..

شافته جد ضاق عليها .. حاولت تخفف النبرة لأن بالنسبة لـ ثامر بيت عمه يُعتبر خط احمرر بالنسبة له ،!
ثامر بجدية : غيرتك هذي بتقضي عليك .. بغيتك تتغيرين لكن مش كذا !!
ناظرته ووجهها ينصبغ بالأحمرر غصب ..
ابتسم وهو يشوف هالتغير اللي طرأ على ملامحها .. وقالت بسرعة: أغار من ولد عمك ههههه وش هالغباء !!

رجع يجلس وهو يتلقف الهدية وحاول يغير الموضوع لعل الجو الرايق يرجع : .. خلينا نشوف وش جبتي..

كتمت باقي حنقها ومشت جنبه .. وتفاعلت مع تغييره للموضوع وهي تحاول تتناسى مشاعرها السلبية اللي تملكها ناحية ولد عمه واللي اسمه تركي ،!
:
/


بغرفة سحر بعد ساعات بعز الليل ..

نفضت غطا السرير عن وجهها وقامت قاعده بعصبية وشعرها منكووش..
صوته يرن براسها رررن...
ساعتين وهي تتقلب.. وصوته ما فارقهااا..

صوته وهو يعدد سلبياتها بكل هذيك الثقة..
ليش تحس انها تعرررت قدامه خلاااص كل شي داخلها مكشووف له .. !!
وشلون صاير فاهمها ..!

قامت من السرير ومشت بخطواتها ناحية نافذتها ذات التصميم الكلاسيكي... طلّت ناحية الكووخ اللي تقدر تشوفه من مكانها.. لقت انه مظلم مافيه شعاع نور واحد..
ناااايم..!

هو نايم... وهي تاركه لـ كلامه انه يطقها بهواجييس..
مر بخاطرها آخر كلامه ،
' بعطيك مهلة الى بكرة لكن اعرفي بعدها أنا انسحب ! ' ،

عفست ملامحها كني أنا اللي ترجيته يساعدني، مو كأنه هو اللي عرض المساعدة ..
عقدت حواجبها عند هاللحظة وهي ترجع السرير..
استرجعت جدّيته وهو يعرض عليها المساعدة ذاك الوقت .. واضح ما كان يمزح ولا حتى يتتريق عليها...
رمت راسها عالوسادة وهي تناظر السقف المظلم...
وما سمحت لنفسها تفكر بالموضوع اكثر.. لأن النوم أخذها ...

:
/






الساعة الآن 12:27 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية