منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   القصص المهجورة والغير مكتملة (https://www.liilas.com/vb3/f837/)
-   -   لاتبكي ، للكاتبة : عيون القمر .. (https://www.liilas.com/vb3/t86736.html)

{{.... ذم ــــا !! 06-08-08 01:21 AM

الجــــــزء 13 ...
::::




بعد ساعتين.... في المستشفى

طلع بندر من غرفة مشاعل بهدوء وخفة.. وهو نازل قابل خالد عند المصاعد وكان مستعد يطلع فوق..
خالد : ها بندر على وين؟؟
بندر وهو يأشر على جواله : بتصل على الوالدة قالت لي ادق أطمنها على مشاعل.. وبطلع أشتري لمشاعل ايس كريم طاقه في بالها تبي ايس كريم..

كتم خالد ضحكته ما عمره شاف مثل تركيبة هالانسانة .. آيس كريم هالوقت!!
خالد : مو المفروض تستشريني قبل لا تروح .. موب أنا دكتورها الحين ومسؤول عن حالتها.
بندر : ههههههههههه الله لا يوريك شوي وتشب فيني الغاز.. قلت يمكن الايس كريم يطفيها شوي !
خالد : ههه ليه ؟
بندر بــ لووم : انا قايلك بتكفخني بس ما سمعتني .. قلت لك بتصحى وتقوم الدنيا فوق راسي ليش انك انت اللي فحصتها !!

اكتفـى خالد بابتسامة ناعسـه من غير لا يعلق ، وبندر كمّل وهو يعطيه نظرة : خل الأمور عادية من ناحيتك لا تحسسها بشي ترا البنت مرة صايرة طماطم !!

زادت ابتسامته الناعسه وضحك بصوت واطي ، ما عمره تخيل يوم انه بيشوف وجهها أحمر دايم مخروووشة ورجة.. اللي يقهره أحيانا..!
خالد : انا طالع أشوفها الحين اذا صارت اوكي تقدر تطلعها.
بندر : خلاص بكلم الوالدة والحقك.

راح بندر من طريق وخالد طلع بالمصعد لفوق... وصل لغرفة مشاعل وفتح الباب شووي.. حاول يسمع لها حس ما سمع شي..
دخل بخطوات أوسع وشافها مغمضة عيوونها وأنفاسها ساكنه.. نايمة!

وقف مكانه شوي يتأملها ..لاحظ ان وجهها رجع لـ لونه الطبيعي بشكل مطمئن بس فيه شي لفت نظره وخلاه يعقد حواجبه !!
فيه شي يلمع تحت رموشها..... دمعة!!

قرب أكثر باللحظة اللي تحركت فيها وانقلبت للجهة الثانية... تأأوهت فجـأة : آه آي !!

قرب منها مستغرب لين صار يقدر يشوف وجهها : للحين بطنك يعورك ؟؟

فتحــت عيوونها بكبرها من صوته اللي وعّاااها.. وقاااامت قاعدة بسرررعة مو حاسه بالدمعة اللي برمشها..

خالد وعيونه تتابع حركاتها المتوترة : للحين تحسين بألم ؟
بلعت ريقها وحمرر وجهها وهي تفرك ذراعها : لا لا بس أبي أررجع البيت
خالد : وليه تبكين طيب؟

فتحت عيونها منصدمه من ملاحظته : أبكي؟؟.... من قااااااااااال ؟

ومسحت وجهها بيدينها كم مرررة .. من فوق لتحت ومن اليمين للشمال بقوة وخالد يطالعها مستغرب من تصرفااتها هذي بلاها ؟؟
خالد : اذا شي يعورك قولي لي عشان اساعدك !

ما تنكر رغبتها الشديييدة باهتمامه ، وهذا هي حصلته اليووم بوجودها هنا.. الاهتمام اللي ياما حلمت فيه انها تلقاه من خالد... خالد الدكتور الحنووون مع اخته لحد الدلااال !
بس ما تدري ليه تحس ان هالاهتمام اهتمام مـؤقت وبمجرد خروجها من المستشفى بيختفي كل شي حلو ، وهاللحظات الحلوة بتنتهي بسرعة !

بحرج : مافي شي يعورني ... بس.... شوي صداع!
ابتسم بنعوومة مثل أي دكتور يعامل مريضه بلطف : الصداع مع الراحة بيخف ويختفي..

ابتسامته الحلوووة انحفرت في عيونها .. ما قدرت تبعد عينها عنه كانت مثل الهبلة تناظر فيه !!
ليه تحس برغبة في البكي قوووية ، ليه ما تبي هاللحظات تنتهي ليش تتمنى تبقى على هالسرير للأبد ما دامه بيصير جنبها يراعيها ويهتم فيها.،!

لاحظ خالد دمعة جديدة بطرف رمشها شك انها تحس بألم بس ما تبي تعترف..!

خالد : تبيني أكشف عشان أتأكد..
حــمّر وجهها هي تبي تنسى هالسالفة .. لفت بجسمها وهي على قعدتها للجهة الثانية وعطته ظهرها وهي تقول : لا لا مو لاااازم.... بببس أبي أطلع للبيت

على العكس ما تبي تتحرك من مكانها بس الخجل وما يسوي... حسبي الله عليك يا بندر يالكرييييييييييييييييييييه!

سمعت صوت من الباب التفتت الا النيرس داخله.. أشر لها خالد براسه ..قربت وهي مبتسمة لـ مشاعل اللي مووو فاهمه شي..
نومتهـا عالسرير ومشاااعل رااااايحه فيييها !!

ابتسم خالد بنعومة من غير لا يناظرها : كشْف اخير وتطلعين للبيت ارتاحي بتفتكين من وجهي.. انا عارف انك تبين تقتليني الحين ..

ناظرته مبلمه وهو يحط السماعه على اذنه .. كمّل وهو يعطيها ابتسامة سريعة بعيونها : بس عشان نتأكد انك بخير !

ياااااااااااليته يغمى علللللللللي !!

:::::


بعد نص ساعه دخل بندر غرفة مشاعل شافها لوحدها واقفه عالشباك ، ولابسه عبايتها تنتظره ..
لاحظ انهم شالوا المغذي منها.
بندر : كل شي تمام؟

لفت له ومرت من قدامه من غير لا ترد... ابتسم عليها بخاطره كـان وده يضحك.. مووو لايق عليها الحيا أبد ههههههه..

لحقها ومشى وراها ناحية المصاعد.. ركبت قبله وهو بعدها من غير لا تقووول شي، وهو بعد ماله مزاج طوالة لسانها.

نزل بهم طابق واحد بس وانفتـح باب المصعـد لأحد طالبه..
دخل د.جمال وهو يبتسم بصمت لـ بندر وبندر بادله الابتسامة ،ومشاعل تناظره ساكته..

د.جمال : شخبارك بندر ؟
بندر : بخير يا دكتور انت وشعلومك؟
د. جمال : الحمدلله عايشين..

ناظر مشاعل بسرعة اللي كانت مثل الصنم واققه لا حس ولا صوت ، ورجع لـ بندر يستفسر : ها بشر ؟؟
بندر : لا الحمدلله .. الدكتور خالد ما قصر ساعتين مغذي وصارت بخير !

رفعت مشاعل حاجب وهي تستوعب انهم يتكلمون عنها .. ناظرت بهالشخص صاحب الصوت الملفت الرجولي ..
ياااا طووووله عملاااااااق.. شكله مو أقل من 30 سنة !!!

بشكل خاطف التقت عينها بعين جمـال اللي ابتسم بلطف مباشرة.. نزلت عينها للأرض بسرررعة ياااا فضيييحتي يوم اقوله مابي أحد يعرررفني..

د. جمال : دكتور خالد شاطر اللي معه ما يخاف !
بندر يتميلح : ايه مو بندر السُــكر ولد عمه..

د. جمال : ههههه وانا اشهد..

وسكتـووا .. استرق جمال النظر ناحية مشاعل شاافها قـمة بالهدوووء ما صدق انها نفسها اللي شافها قبل ساعتين تنفـخ عند مدخل المستشفى !

انفتـح باب المصعد أخيرا ، وتحرك بندر بيطلع بس مشاعل مسكت ذراعه بخشوونة وجررته بقوووة وراها.. وطلعت قبله رافعه خشمها !

بندر بغى يطيح على وجهه بنص المصعد، ناظرها مفهي وهي تبتعد مو مهتمه لـ شي! .. التفت لـ د.جمال شافه واقف والضحكة محبوسة على فمه.

ضحك بندر بهبل : ههههه لا تشره البنت مزاجيه بقوة !
د. جمال : هههه الله معك..

رفع بندر يده وسلم بالهوا ، وطلع يلحق اخته اللي بغت تطيحه...
و د.جمال أغلق على نفسه باب المصعد والضحكة تهز كتوفه وراسه.


ركبت مشاعل السيارة ووراها بندر اللي شغل السيارة بحنق : بغيت أصفط على وجهي بسبتك قدام الدكتور!!

مشاعل بكل بروود : أحسن !
بندر : والله انك قليلة ذوق الحين موديك للمستشفى من صباح الله وجالس معك وتكلميني كذا !
مشاعل : عشانك حمار وغبي..

بندر : ايه والله صدقتي انا حمار وغبي لأني رحمتك وجبتك هنا.. المفروض خليتك مثل ما انتي.. بس وش اسوي بقلبي الرهيف
طالعته بطرف عينها وما ردت ناظرت من الشباك بصمت ..


دخل د. جمال غرفة د. خالد وهو مبتسم.. لاحظ خالد ابتسامته وهو يقلب في بعض ملفات المرضى : شفيك تبتسم؟؟
د. جمال : شلونها اخت بندر ؟

رفع خالد عينه مستغرب من سؤاله : وانت شدراك انها كانت هنا؟؟
د. جمال : لأني شفتها داخله مع بندر ولد عمك قبل لا تطيح عليه..

د. خالد : ابد كانت تعبانه شوي.. اعطيتها مغذي وتحسنت
د. جمال ما قدر يقاوم فضووله : وش منه؟؟

رفع خالد عينه عن الملف بكل برود : وش سر اهتمامك؟
د . جمال وهو يحط رجـل على رجـل : بس استفسر.. اخت بندر وبنت عم الدكتور خالد لازم نسأل من الذوق !

رجع خالد لملفاته وهو يقول ببساطة : كانت معها نزلة معوية حادة.. وجفاف
د. جمال : أفـا !

مسك خالد قلمه الكشخة اللي دايم يشيله بجيب صدره وكتب شي في وحدة من الملفات وهو يكمل : صارت بخير الحين ومع الراحة بترجع مثل ما اعرفها... مشكوور على سؤالك


//

على طاولة الطعام في قصـر ابو خالد...

سحر تطالع في صحن الشوربة قدامها من غير لا تلمسها.. والخدم حولها يشيلون الصحون الوصخه اللي خلصوا منها... ما تدري تسأل ولا تسكت الافكار ما خلتها حتى تاكل.

ناظرتها امها وهي تقطع لـ بيان تفاحة قطع صغار : شفيك سحر ما تاكلين؟
لاحظت سحر ابوها يرفع راسه عن اكله ويبتسم.. ويقول : لا تقولين متغديه بالجامعه.

كذبت لا تغدت ولا شي بس مالها نفس : ايه تغديت شبعانه.
أمهــا : طيب كلي برتقاله ، تفاحة كلي فاكهه كلها فايتامين.

مدت سحر يدها بصمت وخذت عنقود عنب من صحن الفاكهه العميق المحطوط بالنص.. وقطعت حبة وحطتها بفمها وهي تسرح من جديد باللي صار اليوم!

وصارت تاكل العنب حبة حبة ببطء شديد... لاحظت بعد دقايق ان اهلها كلهم قاموا عن السفرة وخدامتين حولها يشيلون الصحون والملاعق.. التفتت ورا تناظر الصالة شافت ابوها يجلس ويقلب بقنوات الاخبار .. من غير تردد قامت واقفه بتروح تسأله يمكن ظنها يخيب وبكرة يجي سايق جديد..

تركت باقي عنقود العنب عالطاولة والخدم يشيلون من وراها... جلست وهي تعض ابهامها ، وقبل لا تسأل سألها يبي يتطمن.
ابو خالد : رحتي الجامعة اليوم !!

سحر : ايه رحت... بس...
ابو خالد : وكيف السايق عساه احسن من الأول؟

تغير وجهها من معنى كلامه ..اجل مثل ما توقعت وليـد صار ساااايقها الخاااص اللي بيرافقها في كل ايامها .. وش هالحظظ الانسان اللي ورطته معي بيوم الحادث يصير الحين سايق خاص لي!.

لاحظ سكوتها وعلق : تراا مافي غيره من اليوم وطالع مافيه سايق اجنبي..
ابتسمت بتوتر : مو لازم اجنبي.. بس.. يعني مافيه غيره ؟؟

طالعها باستغراب : ليش وليد شفيه ؟

سحر ما تدري وش هالشعور ! وليد هذا غريب.. داخلها احساس انها تعرفـه ، وبنفس الوقت ما تعرفه : مافيه شي.. بس ما اظن بيتحمل مشاويري انت تعرفه سعوودي!

ابتسم على تفكيرها : لا وانا ابوك تطمني هالولد غير بيسوي كل اللي أقوله عليه.. وبعدين انا قايل له من قبل لا يستلم هالوظيفة ان مشاوريك كثيرة ما تخلص.. هو عارف هالشي وما عارض بالعكس قبلها برحابة صدر.

هزت راسها وسكتت ما فيه سبب مقنع عندها عشان ترفض هالسايق.. تحمد ربها أصلا ان ابوها غير لها سواقها الغبي ذاك.. بعد بتطلب تغييره من جديد... تنطم احسن لها وتسكت!

ابو خالد : عسى ما تأخر عليك بالجامعة اليوم.

تذكرت انه كان غرينيتش بمواعيده.. قال لها انه بيكون عندها قبل بـ عشر دقايق من وقت خروجها وفعلا قبل عشر دقايق كان عند الجامعه ينتظرها.

قالت بحقانية : صراحة لا ، ما تأخر ولا ثانية.. جا للجامعة نفس الوقت اللي قلت له عليه!

ابو خالد برضا : اها زين.. هو من يومه وهو عالوقت.

حبت تستفسر عنه ما تدري ليش يمكن تبي تشبع فضولها : الا قلت لي انه ماعنده اهل !
ابو خالد وهو يطالع التلفزيون : ايه ما عنده غير عمه وكبير بالسن..

سحر : ووين سااكن ؟

التفت عليها يبي يجاوب .. لكنه تذكر واستوعب انه ما قد سأله هالسؤااال.. ولا عمره وليد تكلم عن مكان سكنه.. بس اللي يتوقعه الا متأكد منه انه بدون شك مكان فقير رث، ما يحتاج يسأل لأن خلفيته وكلامه عن نفسه يوحي بهالشي.

ابو خالد : تصدقين مدري وانا ابوك ما سألته !
سحر : وما عنده اخوان معقول عايش على باب الله ما عنده احد
ابو خالد : لا ما خبرت عنده اخوان يتيم من صغره.

يتيـــم !!..
والقساوة اللي تلاحظها بعيونه ، وبملامحه ! الشموخ الغريب
اللي تعرفه ان الفقر يخلي كثير من الناس عايشين بذل !.. لكن هذا مو فقيـر وبس.. الا حتى انه جاهــل!
معقولة اليتم والحياة القاسية قسـته معها عكس الكثير من الفقارى.

هزت راسها ما تبي تفكر فيه.. ولا عمرها اختلطت مع ناس فقارى ولا تبي.. طول حياتها تعايش ناس من مستواها هذا اذا كان لها صديقات حقيقيات..رغم ان صداقاتها شببه معدوومة مالها صديقات ، واذا كان لها في الجامعة ، فهم ما يتعدون زمااالة تنتهي مع انتهاء السنة الدراسية.

لاحظت انه ابوها لهى مع اللي يشوفه.. فطلعت بالمصعد لغرفتها تذكرت ان مشاعل مالها شوف اليوم بالجامعة.. مسكت جوالها واتصلت عليها بس مــا حصلت رد..

بعد كم ساعة دق تلفونها باسم شادن..

سحر : هلا..
شادن : هلا سحووورة... شفت اسمك بجوال مشاعل قلت اتصل عليك
سحر استغربت : ليه والبومة وينها ؟

ضحكت شادن وسحر مو فاهمه شي.
شادن : هههههه مشاعل الخبلة بغت تذبح نفسها !
سحر خااافت : لييييييييييه !
شادن : عندك خبر انها اليوم راحت للمستشفى

مسكت سحر قللبها هالهبلة وش مسسسويه بعمرها : ليه وش سوت بعمرها؟؟
شادن : اذا شفتي خالد اسأليه.
سحر : وخالد شدخله؟؟
شادن : اخوك الوسيم على قولها هو اللي تكفل فيها اليوم هههههههههههههههههه

سحر بصدمة : خالد؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

ما قدرت سحر تفهم شي .. بس استنتجت بشكل سريع ان مشاعل أذت نفسها قاصده عشان تشوف خالد.... خببببببببلة هذي تسويها ومليووووووووووون تسويها..!!

قالت سحر تكلم نفسها : الحمارة تسويها !

شادن وهي مو فاهمه : وش تسوي؟؟
سحر : مو تقولين بغت تذبح نفسها... وش سوت بالضبط؟؟
شادن بضحكة ما تقدر تكتمها : ماكله شيبس منتهي صلاحيته... لا ويا ليته واحد خمس اكياس تخيلي..

من الصدمة فتحت سحر عيوونها على وسعهــا .. مشيعل هالهبلة لا يمكن تفكر بعقلانية خمممس اكياس مرة وحدة.. ما تسووووووى علييييها... الله يهديك يا خالد شوف وين وصلت البنت معك.. ما قلنا لك حبها بس عالأقل عاملها بشوية لطف ورحمة.

شادن : هههههههههه هذا هي نايمة من جت من المستشفى وما أظن بتصحى قبل بكرة
سحر : زين.. وانا بسأل خالد عنها...

ناظرت ساعته وكمّلـت : الوقت تأخر الحين .. بكرة بجي اشوفها وأتفاهم معها هالدببببا..

شادن : زين.

سكرت وظلت بغرفتها لين الساعة 10 بالليل..

بعدها نزلت تحت وشافت خالد جالس بالصالة بتفرج عـ التلفزيون..حاط رجل على رجل وهو لابس بلوزة سودا كت بدون اكمام وبرمودا اسود... كان يختلف عن هيئة الدكتور بالأبيض والثوب..

واضح انه جاي من مدة مغير ملابسه ومرووق وقدامه صحن فاكهه.. ويبتسم على فلم كوميدي يناظره..

سحر وهي تنط عالكنبة وتجلس : جاي من زمان ؟؟
خالد وعينه ما تفارق الشاشة : يعني ايه !

على طول فتحت السالفة : شلووووونها شعولة؟

على اسمها التفت لها بهدووء : دريتي عنها؟؟
سحر : ايه وصلني خبر !.. كيفها شخبارها..

رجع يطالع الشاشة وهو يقول : بخير لا تخافين عليها
سحر : عسى ما تعبت كثييير ؟؟

ابتسم غصب عنه وهو يتذكر ردات أفعالها منه بالمستشفى.. لاحظت سحر ابتسامته وهو يناظر الشاشة : وش صااار ؟؟
خالد على ابتسامته : نزلة معوية وعدت على خييير

سحر تلقائيا بحسسرة : يا عممممممممررري بنت عموووو !
طالعها باستخفاف : بنت عموو هذي اذا ما انتبهت لنفسها بتصير دووم تأذي عمرها من غير لا تدري..

ناظرته بضيق وعتاب : لو ما انت جاف معها كان ما سوت اللي سوته !

مـا فـهم : سوت اللي سوته ؟!!
سحر مسكت لسانها .. شكله ما يدري انها سوت اللي سوته عشانه وهذا اللي هي استنتجته : موووو شي..

لكن خالد ذكي فهم شي ثاني ، استقعد جالس بعد ما كان غايص باسترخاء بالكنبة : لا تقوولين انها أذت عمرها قاصده !

سحر مسكت لسانها هي حتى مو متأكدة من هالشي : لالا مدرري..

عطاها نظرة صارمة : مشاعل سوت اللي سوته بقصد .. صح يا سحر؟؟
سحر : لالالالا .. مستحيل مشاعل تسويها مو لهالدرجة..

خرربت الدعوة يمكن ظلمت مشاعل.. مشاعل مهما كان فيها جنون اكيد مارح تأذي نفسها..
خالد : شكلك يوحي لي بالعكس..

سحر : لا تررااا ما اادري عن شي.

تجاهل كلامها ورجع يسند ظهره عالكنب.. شلوون ما فكر بهالاحتمال بالمستشفى.. كانت أول مرة بحياته يشوف ضعفها يشوفها متألمـة... يشوف هالجانب الرقيق منها، تعامل معها بلطف ورقة لأنها كانت مريضه تحتاج لعنايته واهتمامه كـ طبيب.... بس ما توقع انها تتحايل عليه !

سحر خاااافت من ملامحه المتقلبة لاااا يا ربي مو قصدي اخرب الصورة براسه اكثر من ماهي خربانه !.. كنت بس أبي أبين له انه هو جزء من السبب ويمكن كل السبب.

سحر : اذا كنت صدقت انها سوت هذا عشانك لازم تعرف انك انت السبب

ناظرها بدهششة : انا مالي علاقة بتصرفاتها الغير معقولة
سحر بحزن لحال بنت عمها اللي يشابه حاله : انت قاسي معها بزياادة عن اللزوم.. ترا الجفا يجرح يا خالد لو كنت ما تدري.. اذا كنت مو قادر تهتم فيها ما قلنا تحبها... عالأقل عاملها زيين ..انت تتصرف معها وكأنها حشرة مو مخلوق انسان يحس ويشعر !

خالد : انا ما عاملتها بأسلوب غلط.. انتي اللي ليش مصرة انها غلط... هذي تصرفاتي انا اشوفها صح بـ صح مو مستعد أغيرها..

وقام من عندها وهو مصدوم من اللي قالته والنتيجة والاستنتاج اللي براسه... معقووولة مشاعل توصل لهالحد من التهوور..
تأأأذي نفســها عشان تتحايل عليــه !!!!!!!!


سحر بمكانها شوي وتقطع شعرها هذااااا شلوووون فهم... ماكنت ابيه يفهم كذااااا..!!

؛؛؛

الصباااح ولأنه يوم خميس... صحت سحر ولقت خالد ما بعد طلــع توه منتهي فطوره.. صبحت عليه ورد عليها التحية.. ما فتحت الموضوع وحتى خالد ما فتحه والظاهر ان مزاجه متعكر... كلام أمس مأثر عليه للحين مو مستوعب الكلام!

يوم شافته بيطلع فوق قالت بهدوء : خالد اذا كنت بتطلع ابيك توصلني بيت عمي!
خالد : ليه وين السواق؟؟

تذكرت وليد وتوترت اعصابها : ماله داعي مادامك طالع بروح معك على طريقك

ما جادلها هز راسه وهو يطلع : اوكي عشر دقايق وانا طالع.

راحت وراه لغرفتها وغيرت بجامتها ، لبست بنطلون أسود وتي شيرت سبور ابيض مخلوط بفضي فضفااض.. ونزلت شافت بيان بكشتها توها مصحصحه ..

بيان : يا سلاااام وين بتروحين
سحر : بروح بيت عمي يام كشة !
بيان : وععع عند مشاعل!

على نزلة خالد اللي ابتسم على كلمتها .. سحر : ايه عند مشاعل
بيان : اجل خلاص مابي اروح
سحر : ابرك بعد !

خالد : يلله انا طالع..

مشى قدامها ولحقته وبيان لهت مع قنوات الكرتووون..

وصلت سيارة خالد بيت عمه... وأول ما فتحت سحر الباب وقبل لا تحط رجلها عالشارع قال خالد : سلميني عليها وشوفي أخبارها عقب النزلة اللي جتها..

ابتسمت ولفت له ، شافته يناظرها بهدوء وسخرية على افكارها اللي عارفها : لا تفكرين بشي... مهما صار ومهما سوت بظل انا الدكتور المسؤول عنها.. ومن واجبي اسأل عن صحتها... يلله انزلي

بخيبة نزلت وحرك السيارة من بعدها .. دخلت بيت عمها وهي متطمنة لأن سيارة محمد ما كانت موجودة معناته انه مو موجود...

دخلت الصالة وهي وتطلع جوالها من جيب بنطلونها .. وتدق على شادن لأنها عارفه انه صاحيه هالوقت..

شادن : هلا صباح الخير سحورة
ابتسمت ،، شادن دايم بلسم لمزاج الواحد .. وه بس الله لا يخليني : هلا شااادن صباح النور... انا تحت جيت
شادن : الله أووووكي نازله لك ركض..

ومن سكرت سمعت احد يركض من فوق .. وشافت شادن تركض على الدرج ببجامة نومها وشعرها الطويل الفاتن الواصل لنص ظهرها والمعتفس بشكل عشوائي يجنن يطير بحيوية من قفزاتها على الدرجات...

وهي تضحك : كننت أنتظرك والله ..عارفه انك بتجين بدري
سحر : قلبي والله يلووموني بحبك...

طلعووا مع بعض فوق وسحر تسأل : عسى البومة صحت لا تقولين للحين نايمة..
شادن : لا طليت عليها قبل شوي صاحيه بس بسريرها ما قامت..

ودخلوا غرفة مشاعل وفتحوا الأنوار.. ومشاعل كانت منسدحة ومعطيه الباب ظهرها

سحر : مشمشاااااااااايه قلبي... سلامتك يا حبي وتوأم روحي ما تشوفين شر..
لفت مشاعل للباب وهي منسدحه : بسم الله وش جااابك ؟؟

رفعت سحر حاجب : خايفه عليك يا وحشة جايه اشوفك
مشاعل : تخافين على مين ؟؟.. علي؟؟... هههههههههههههه ضحكتيني

سحر : ليه اضحكك ؟؟
مشاعل : انااا ما ينخاف علي بس مثل ما يقولون كبوة جواد !

ضحكت شادن غصب وسحر ناظرتها ببلاهه .. وششش دخل !!

سحر : الحمدلله.. وش دخل... المرض ما يعرف كبير وصغير هههههههههههههههههه وانت مثل كل الناس.
مشاعل : كلللله منك لو ما اتصلتي علي وقلتي لي عن خالد كان ما صار اللي صار..

عضت سحر شفايفها ، تذكرت الكذبة اللي قالتها لـ مشاعل وللحين ما اعترفت لها انها كلها لعبة... لا يكووون كل هذا بسبب ذيك الكذبة البريئة..

شادن وهي تروح للباب : برووح اجيب فطور .. "وبنبرة مختلفة" الدككتور خالد يقول تغذي زين هاليومين

انقلب وجه مشاعل من ذكرى أمس وسحر لاحظت وسكتت.

شادن : تبين سحر معنا ؟؟
سحر : مع اني كلت بس مو مشكلة

طلعت شادن عنهم.. وسحر ركضضت ونطت قدام مشاعل بآخر السرير وتربعت بعد ما فصخت عبايتها ورمتها بفوضوية على الكرسي ..

سحر : مشاااعل بعترف لك بشي بس أخاف تذبحيني
مشاعل بحيرة : وشوو ؟

سحر بعتاب : أول شي تدرين انك غبية ؟؟
عصبت مشااعل مو فاهمه : لا تغلطييين انا مريضة ترا بدعي عليك !!.. ترا دعاء المريض مستجاب..
سحر : ممكن تعلميني ليش سويتي اللي سويتيه ؟؟

بلمت مشاعل : وش سويت مـا سويت شي!!
سحر وهي متنرفزه : يعني تبين تفهميني انك ما سويتي اللي سويتيه عشان تشوفين خالد وتستحوذين على اهتمامه!!

مشاعل فهّــت : هاه ..!... عن وشو قاعدة تتكلمين ؟؟
سحر : انتي مو اكلتي الشيبس الخربان بس عشان تروحين المستشفى عند خالد.. اعترفي تراني فاهمتك

فتحت مشاعل عيووونها مو مستوعبة اللي تسمعه .. وصرخت بعصبية : تبيني أرجفك الحييييين وش شافيتني يا حمااارة مجنووونة بلا عقل!!؟

سحر : اعترفي احسن لك ليش سويتي كذا
مشاعل بقههر : اعترف ايش لا تخليني اقوووم عليك.. انا ما سويت اللي سويته قاصده وش تحسبيني... انا كلت الشيبس بالغلط مو قصدي... بغيت أموت امس من الألم... تحسبيني يعني بجيب لنفسي كل هذا..مستحيل أسويها..!

بلعت سحر ريقها من الفكرة الغلط اللي خذتها وخلت خالد بعد ياخذها : يعني ما سويتي اللي سويتيه بالعمد ؟؟

مشاعل كلمت نفسها بحنق : وش اسوي فيها هذي الحين...

ورجعت تناظر سحر بعيون معصبة : قلت لك اللي صار صار بالغلط ما انتبهت ان الشيبس منتهي... وبعدين كله بسببك يوم دريت عن اللي صار بين خالد وشادن رحت وحطيت حرتي بهالشيبس..

شافت دمووع تتكون بعيون سحر ،، استغربت : سحووور وجع لا تصيحين ترا ما فيني الا العافية..

وش تسوي سحر الحين عقدت المووضوع لازم تعترف ان الكلام كله كذب ومزح..

مشاعل : وجع سحر قلت لك انا طيبة الحين مافيني الا العافية يالدلوعة

ما كملت كلامها الا سحر ناااطه عليها وحضنتها بقوووة وهي تعتذر : اسفة مشااااعل كنت انا وشادن نلعب ونمزح ما كنت ادري انك......

ما استوعبت مشاعل شي وسحر حاضنتها شوي وتخنقها : سحر ووووش السالفة ؟؟

كملت سحر كلامها وهي تحس بالذنب.. عقدت الوضع من غير لا تقصد : الكلام اللي قلته لك عن شادن وخالد كذب ما صار شي ابد.. بس حبينا نلعب عليك شوي أناااا آآآسفة..

بللمت مشاعل سااااكته ما تحركت... لين ابتعدت عنها سحر وجلست وهي تمسح دموعها... قامت مشاعل بسرعة تجلس : وش قلتي ؟؟؟

سحر : والله آسفة كلها لعبة.

مشاعل : يعني خالد ما قال عني غبية بذاك اليوم؟؟

هزت سحر راسها نففي وهي خايفه من ردة فعلها..

مشاعل بحننق : وخليتيني امرض واتعب ببلااااااااااااااش!

ومسكت الوسادة وبووجه سحر على طول : احمدي ربك اني ما اقدر اراكض ولا كان ذبحتك !

سكتت سحر وش تسوي تتكلم ولا تسكت.. تعلمها بعد عن الكلام والظن اللي خذاه عنها انها قاصده تتعب عشان تشوفه ولا تنطم.. كويس ما ذبحتها على هالكذبة..

خلها تسكت احسسن.. فجأة تذكرت وصية خالد بالسيارة وابتسمت بسررعة
سحر : خالد يسللللم علييييييييييك !!

بلمت مشاعل وضحكت بسسسخرية : هه هه تبين تهربين وتكحلييينها
سحر : الااا يسلم ويقووولك اسأليها عن أخبارها

مشاعل مو مصدقه : ما تعرفيين تكذبيييين يالدلوعه !

دخلت عليهم شادن وهي شايله صينية بين يدينها وحطتها عالطاولة..

ناظرتها مشاعل بنظرة : شادن ياحمارة متفقه معهاااا ضددي!!

ناظرت شادن في سحر وابتسمت يوم فهمت : هههه اخيرا عرفتي كنت شايله همك
مشاعل : كلكم شريرااات وخبيثات

سحر : مشاااعل سااامحييييييييييني

مشاعل استنذلــت : مانيب مسامحتك ليووووم الديييييين
سحر : يلله عاااااااد والله آسفة
مشاعل : انقلعي مناك


:::


في الشـركـة..

دخل محمد مكتبه وجلس على كرسيه بكل هدووء... سحب وحدة من الملفات المكومة قدامه وبدا يشتغل عليها..
بعد دقايق اندق بابه قال من غير لا يرفع راسه عن الورق : تفضل !

سمع الباب ينفتح وواحد يدخل وويوقف قدامه ويقول : انا المراسل الجديد المدير ابو خالد ارسلني لك !

رفع محمد راسه عن ملفه مستغرب ، العادة وليـد هو اللي يمر عليه وينهي أشغاله.. شافه شاب يبدو عليه اصغر من وليد .. ومن نظرات عيونه يبين انه أقل ذكاء وكفاءة منه حتى..

هز محمد راسه وأشر بالقلم عالباب : اهاا شغلك اليوم حطيته عند موظف اسمه فايز.. ثاني مكتب في الممر على يدك اليسار !
هز راسه باحترام وطلع ومحمد الافكار ماخذته... وليد مختفي له فترة ما مر عليه !!.....تذكر ان عمه قال له انه بيعطي وليد وظيفة جديدة... وش هالوظيفة اللي بالشركة ووليـد له يومين مو مداوم ولا حتى شاف وجهه.

نسى هالافكار والهواجس وكمل شغله بسرعة ومهارة وكفاءة عاااالية... لين جا وقت الخرووج طلع من مكتبه وهو شايل معه حقيبة أوراقه اللي بيشوفهم ويطلّع عليهم بالبيت.

شاف الموظفين يستعدون للخروج اللي راااح ، واللي واقف يسولف مع غيره ..

مشى في الممر بكل هيبة وثبات والموظفين يبتعدون عن طريقه بكل احترام وهم يودعوونه.. سمع فايز واثنين معه اللي كانوا واقفين على باب مكتبهم يسولفون يتكلمون بسالفة فيها اسم " وليـد".. خلته غصب ينصت وهو يمر من جنبهم

حمد : تتوقع انطرد !!
فايز : ياليت مع اني ما اظن !
الموظف الثالث اللي معهم : سمعت انه اخذ وظيفة جديدة براتب اعلى... مو بعيدة يترقى مدامه بهالسرعة اخذ وظيفة براتب 3000 وهو منتف حتى شهادة جامعية ما لـه!

رفع محمد حاجب وهو يوقف عن المشي ، حسوا بمروره جنبهم وسكتوووا وفايز بسرعة رفع يده يحييه : مع السلامة طال عمرك !
محمد وهو ينقل حقيبته الجلدية السودا لليد الثانية : مو ناوين تطلعون... انتهى الدوام
فايز : ايه الحين طالعين بس خذتنا سالفة !

محمد وهو ينقل نظره ما بينهم : الاا ما شفتوا وليـد اليوم ؟؟
فايز : لا طال عمرك لنا يومين ما شفناه

هز راسه معناته انه ما مر عالشركة.. كان وده يسأل عمه ويستفسر لكنه تراااجع .. عمره ما تدخل بقرارات عمه وكان دايم يطيعه بكل قراراته... بس شي يحير وش هالوظيفة اللي بـ 3 الاف صراااحة عمه ابو خالد مكرمه زيادة عن اللزوم وليته يعرف السبب !

مشى للمصاعد وطلع لسيارته البي ام السودا رمى حقيبته جنبه ومشى للبيت..!!


//


00رؤى00 06-08-08 02:27 AM

مشكوووووووووووووووووووووره عززتي على اختيارك الموفق للقصه لانها

قصه رائعه وانا كنت متابعه القصه بألم بس للاسف اغلقت القصه من قبل المنتدى ماتدرين الحين الكاتبه وين بتكملها؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟


ومشكوووووووووووووووره غلاتو على النقل

{{.... ذم ــــا !! 06-08-08 02:47 AM

شادن وسحر متربعين على سرير مشاعل اللي متمدده بالنص وهي مغطيه رجولها باللحاف يلعبوون اونو..

مشاعل بصرررخة : أونوووووووووووووو...

شادن : لاااااااااااه مانيب مخليتك تفوزين..
سحر : ههههههههههه شادن معك ام أربع !
شادن بمكر : ايه معي ثنتين..

شهقت مشاعل : وووجع مانيب مخليتكم تسحبوووني موب على كيفكم..
سحر : ههههه وانا بعد اونووووو !!

شادن فتحت عيونها : خيييررر تفوزون كلكم !!

وحطت ام الأربع.. ضحكت مشاعل بخبث وحطت اللي معها كانت ام الأربع نفس شادن

شهقت سحر من الصدمة : خيييييييييير تسحبووني ثمااانيه حرام عليكم!
مشاعل قامت تطق اصبع : انا فززززززززت .. يلله اختاري اللون اللي تبينه .. عشان ما تزعلين !!
سحر بحنق ناظرت شادن اللي ناويتها .. عرفت ان مافيه امل هي خسرانه خسرانه..

ضحكت شادن بشررر وحطت اللي معها وهي تغني : اونوووو حبيييييبي !!
سحر : افففف مافيه امل.. ( ولعبت بضعف حيلة )

حطت شادن ورقتها وفاازت .. من القهر سحر قامت تعفس الأوراق وطيرتهم بالهواااا..

سحر : شكلكممم مخططين من وراي!
مشاعل : ههههههه مثل ما خططتي انتي وشادن ضدي!

سحر : شدووون الوحشة تخطط مع كل الناس..

سمعت شادن امها تناديها قامت من مكانها وهي تضحك وطلعت ...

نزلت تحت شافت محمد جالس مع ابوها وشكله قبل دقايق واصل لأنه للحين بثوبه وحقيبة أوراقه عالأرض جنبه.. راحت لأمها بالمطبخ : يمه ناديتيني..

امها وهي مشغولة مع الخدامة بالطبخ : ايه صحي بندر كانه ما صحى عشان الغدا..
شادن : ان شالله.. بس ترا احنا بنتغدا فووق سحر فيه بتتغدا عندنا

ام محمد : زين روحي صحي اخوك وانا بقول للخدامة تجيب لكم غداكم فوق


طلعت شادن فوق تشوف بندر ... ومن وراها قام محمد واقف وهو يشيل حقيبته : انا استأذن يبه بروح اغير..
ابو محمد : ايه بس لا تنام عن الغدا لك يومين ما تغديت معنا

ابتسم محمد : ان شالله على هالخشم !

ومشى طالع لفوووق... اول ما وصل شاف شادن وهي طالعه من غرفة بندر... بنفس اللحظة سمع ازعاج وضجــة تصـدر من غرفة مشاااعل خلاه يلتفت يناظر بابها.

وقال يكلم شادن : الحين التعبان يصارخ كذا ؟!!

شادن : هههه لأن سحر معها !

بس قالت اسم "سحر" انقلب لون وجهه.. وقل الاكسجين حووله ،.. ليش مصرة تقرب منه وهو مضطر يبعد عنها..
لاحظته شادن : حموودي شفيه وجهك ؟؟
ابتسم وهو يكمل طريقه : مو شي بروح اغير وانزل اتغدى مع ابووي

شادن : ايه وقوله احنا محنا نازلين لأن سحر موجودة

محمد وهو داخل غرفته : زين !

//

بعد الغدا...

دق جوال سحر اللي حاطته على طاولة مشاعل .. نطت بسرعة لأن النغمة نغمة أمهـا... وعقب ما سكرت لفت لـ مشاعل وشادن وهي تقول : انا بطلع البيت الحين..

شادن : بدرري اجلسي شووي
سحر : امي تقول انها بتطلع معزوومة وبيان لحالها بالبيــت ولازم اروح اجلس معها... صايرة البيبي سيتر لهالبنت
شادن : يا حلوووها جيبيها وتعااالي

استصعبت الفكرة : صعبة لأن بيان ما ينعرف لها يمكن بأي لحظة تنام ولا تصيح لازم اكون جنبها اذا امي مو موجودة.
مشاعل وهي تاكل ايس كريم : ومين بيودييك ؟؟ انت قلتي خالد اللي جابك وخالد بدوامه الحين..

صدق ميين بيرجعها ؟!!!..
طقت سحر جبينها يوم تذككرت... وش تسوووي الحين مالها الا وليـد... ياربي وش هالحظظظ !!
مشاعل بسخرية : شفيه وجهك يتقلب !

ابتسمت تمحي الشكوك : مووو شي... بدق عالسواااق مو مشكلة..

ومسكت جوالها وراحت لشرفة مشاعل الصغيرة اللي مو قد شرفة غرفتها الواسعة الملكية.. طلعت وسكرت الباب وراها ،، وشادن ومشاعل يناظرون بعض باستغراب .. ليه راحت تكلم بعيييد!!!؟؟

دقت سحر وهي واقفة بآخر الشرفة... دقت الرقم اللي اتصل عليها امس بالجامعة... واللي حفظته باسم وليد واعصابها متوترة..

رد مباشرة بسرعة ما توقعتهااا.. بصوت ثااابت : سمــي ؟؟

سمي؟؟!!!!
ناظرت بالحديقة تحتها وهو تحاول تقول شي!.. ليش هي متوترة... هو مجرد سايق لها ينفذ أوامرها وبس المفروض ما تتوتر....

سحر : وليد !
تركي وهو يطالع ثامر جنبه بابتسامة ملتوية : سمي ؟!
سحر : أبيك... تجيني الحين !!

تركي : ابشري!... البيت؟؟
سحر بصوت أهدى من المعتاد : لا... في بيت عمي
تركي : اهااا... بيت الاستاذ محمد ؟

استغربت انه يعرف محمد بس سرعااان ما تذكرت انهم كانوا بالشركة مع بعض : ايه عمي ابو محمد..
تركي : اوكي ربع ساعة بالكثير وانا عندك..

سحر : اوكي لا تتأخر..
تركي : ان شالله ..

وسكر من عنده ، للمرة الثانية يسكر من عنده وتظل هي جامدة..

//

قام تركي واقف وثامر ما تحرك من الكرسي قدامه : انا طالع لها الحين..
ثامر : زين انا بطلع بعد وش يجلسني دامك بترووح

طلب تركي فاتورة القهوة اللي شربووها ودفع عنه وعن ثامر !!

ضحك ثامر بسخرية وهم يطلعون من الباب : من يصدق انك انت بهالشكل تدفع عني فاتورة قهوة..

ابتسم تركي وهو يروح للسيارة الكشخة المخصصة لسحر : المظااااهر خــداعة وانا اخوووك
ثامر وهو يركب سيارته ويضحك : صدقت المظاهر خداااعة وانت اكبر مثال ههههههههه

ضحك تركي وهو يركب وأشر لثامر يودعه وتحرك ..


في بيت ابو محمد .. اندق الجرس..

بهالوقت كانوا ابو محمد ومحمد ومعهم بندر يحتسون الشاهي عقب الغدا... محمد رفع التلفون يرد بما انه الأقرب.
سمع صووت مو غريب عليه خلاه يعقد حواجبه...

محمد : مين ؟؟

- انا وليـد..

سكر السماعة مـو فاهم شي "وليد؟"... وش جابه هنـا !.. قام واقف على باله ان وليد جاي يبيـه ..
بندر : على وين؟؟.. مين عالباب؟؟

محمد : واحد من الموظفين بطلع أشوف وش يبي!

وأول ما طلع من الباب .. كانت سحر تنزل بسرعه وشادن معهاا..

شادن : سلميني على عمي.. ومرة عمي
سحر بابتسامة : يوصل ان شالله .. بباي

ومرت عالصالة لاحظت عمها وبندر اللي ابتسم اول ما شافها : سلام عمووو اخبارك؟؟

ضحك ابو محمد على دلعها بطريقة كلامها " عموو" من عمرها سنتين وهي تناديه عمووو والسفر والغربة ما غيرت فيها شي حتى كلامها..
اضطرت تسلم على بندر قدام عمها ما يصير تتجاهله : شخبارك بندر

بندر وهو يقلد صوتها : بخير بنت عموووووو..
ما درا الا بضربة على راسه من ابووه..
ابو محمد : اصطلب لا اكسر راسك
بندر : ان شالله ..


طلع محمد من الباب .. وفتح عيوووونه مستغررب يوم شاف سيارة عمه واقفه - سيارة سحر الخاصة بمعنى ثاني- ، ووليـد واقف جنبها يدق بأصابعه على سقف السيارة ، وشكله ينتظر.

عقد حواجبه وهو يتقدم خطوة : وليـد ؟؟

ابتسم تركي وهو يتقدم يسلم.. مد يده يصافح محمد اللي بدت الشكوك تملا راسه.

صافحه محمد وهو يسأل بحيرة : تبي شي؟؟

تركي : أبد بس بنت ابو خالد دقت علي وجيت اخذها للبيت.

انقلــب وجه محمد مـوو فاهم شي : دقت عليك!!!!!

لاحظ تركي ان محمد منخبص مو فاهم شي.. وابتسم من غير داعي : ليه استاذ محمد ما دريت..
محمد : ادري عن ايش؟؟

وقبل لا يتكلم تركي اللي حاس بتغير وجه محمد... التفتوا ثنينهم للباب يوم حسوا بخرووج أحد..

كانت سحر طبعا اللي تصنمت واقفه وهي تشوفهم متصافحين ويتكلمون.. ونظرة محمد تتغير بشكل جذري.. خاااافت ورجعت لورا ... عدلت حجابها وغطت وجهها بسرعة مالها حيل تطيح عينه بعينها.

طلعت ومشـت للسيارة بصمت وقلبها لعب فيها لعب !.. مرت من قدامهم كأنها ما تعرفهم... فتحت الباب من غير لا تشوف وراها وركبت،، وتركي يوم شافها ركبت.. لف لمحمد بابتسامة : اشوفك على خير استاذ محمد.

هز محمد راسه يودعه بصمت.. والصدمة متلبسته لا يكون هذي الوظيفة الجديدة... سااااايق لـ سحـر!؟!؟!.. ليــه!!

كان مستعد يروح للسيارة ويسحب سحر منها بالقـووة... بس ما أمداه يتحرك خطوته الأولى الا السيارة تحركت ومشت ..وتركي يبتسم لـ محمد الواقف مكانه وهو مشدوووه !!


لاحظ تركي وهم يبتعدون عن البيت ان سحر كل شوي تلتفت تناظر من القزاز الخلفي للسيارة.. بشكل وتــّره هو بعد..

قال وهو يناظرها من المرايه : فيه مشكلة ؟؟

ناظرته بارتباااك وتعدلت بجلوسها : هاا !.. لا لا مافي شي..روح للبيت الحين

وسكتت ما عاد طلعت صوت ولا سوت أي حركة.. الخبلة بتفضح نفسها حتى قدام وليد !!

دخل تركي بالسيارة لمحطة بنزين ووقفها عشان يملاها... نزل من السيارة ودخل البقالة التابعة للمحطة .. وسحر سااكته تراقب من الشباك المظلل ما تدري حتى وين راح.

بعد خمس دقايق رجع وهو شايل كيس... دفع ثمن البنزين وركب السيارة .. وقبل لا يتحرك مد لها الكيس بصمت من غير لا يلتفت.

طالعته مستتغربة هي ما طلبت منه شي !

تركي : شكلك متوترة !

بهت لوووونها هذا شدرااااه !!

بسرعة سحبت منه الكيس من غير لا تقول شي... ابتسم عليها وهو يناظرها بالمراية ويشغل السيارة بنفس الوقت !

رفعت عينها شافته مبتسم ويناظر بالطريييق.. ما قدرت تاخذ اللي بالكيس خلته مثل ماهو... ما قدرت تقبل منه شي أصلا !!..عزة نفسها ما تسمح لها تقبل من هـ الفقير شي !.. فتركت الكيس مثل ماهو ، لييين وصلت للبيت.

نزل وفتح لها الباب بكل لباااقة ..ودخلت جوااا من غير لا تقوله كلمة !

قبل لا يسكر تركي الباب لاحظ الكيس اللي شراه لها في مكانه والبارد داخله... ابتسم بسخررية من تحسب نفسها هذي عشان ما تقبلهاا !!!

وبحنق سحب الكيس وطلّع البارد منها .. فتح العلبة بسرعة وبعصبية وهو يناظر الباب اللي دخلت منه سحر وكأنه يناظرها هي !

وشرب البارد بثلاث دفعات مو مهتم ان كان بيضره... وكان بيرمي العلبة عالأرض باهمال واستهتار ،،، ما يهمه لو تلطخت هالارض بـ نفاية يكفي انهم عايشين بقذاااارة نفوسهم ! لكنه تذكر انه لازم يحافظ على صورته مثل ماهي .. عفط العلبة الفارغة بين أصابعه ورماها بالكيس من جديد .. ورمى الكيس بالسيارة قبل لا يركبها،!


//

كان خالد يتمشى بحديقة المستشفى الواااسعة ، اللي كلها أشجار وأحواض ورد وعشب أخضر تريح نفسية اللي يمشي فيها...وبنفس الوقت يدور ويتطقس أحوال مرضاه اللي طالعين يغيرون جو .
كان منزعج صدق من الفكرة اللي براسه عن مشاعل ، مو مصدق ان تعلقها المجنون فيه يوصل لهالدرجة من التهور !!.. وش سويت يا خالد ؟؟... معقول سحر تكون على صواب وسبب صدك لها المستمر خلاها تتهور !،

كل يوم عن يوم تثبت له انها متهورة ولا يمكن تفكر بعقلها !
ما كان يتوقع ان لعبتها بتنطلي عليه وتخليه يلتـفت لها !،، واللي يخليه يقتنع بهالفكرة أكثر انه تذكر تخطيطها عشان تشوفه ذاك اليوم بغرف التبديل عند حوض السباحة !

- خااااالد.... خلووووود !

التفت خالد ورااا ووقف عن المشي ، شاف جمال جاي وبيده علبة عصير يشرب منها.. همس له خالد بحنق يوم وصل : خلود بعينك وش بيقولون المرضى عني .. بتهتز صورتي بعينهم !
د. جمال : هههههههههههه اللي ماخذ عقلك........

د. خالد : لا تكمل !... وبعدين لو سمحت نادني بـ الدكتور خالد ، اذا صرنا لحالنا نادني باللي تبي
د. جمال : ههههههههههه انا أكبر منك وأناديك بالطريقة الي تعجبني
د. خالد : مو عاد خلوووود قدام المرضى..
د. جمال : لا تخاف صورتك مارح تهتز الكل يشهد لك !
د. خالد : عاااارف ما يحتاج تعيد وتزيد طالع عليك يا دكتور.

مشوا جنب بعض في وحدة من ممرات الحديقة الأنيقة ، وجمال يسلم بصوت عالي على هذا وذاك ، داق صداقات مع ثلاث أرباع المرضى هنا... مع انه طبيب نفسي وعلاقاته محدودة مع مرضاه النفسيين ، لكنه يعرف اغلبهم وحديقة المستشفى كانت الباب انه يعرف الأغلبية..

د.جمال : شفيك خالد عسى ما شر؟؟
خالد : مدري يا جمال حاس اني غبي..
د. جمال : أفاا !!.. ما عاش من يقوله !

خالد يحاكي عمره : موووو عارف أفهمها خير شر...

د.جمال بحيرة : منهي هذي اللي منت فاهمها ؟!!

جاهم صوت من بعيــد : دكتوووور جمـااال !.. دكتور خالــد !

التفتوا مع بعض ، وشافوا الدكتور نايف أستاذهم ورئيسهم جاي من بعيد ، ومعــاه شخص يمشي جنبه ولاصق فيه..!

استداروا له وقربووا وكل واحد فيهم مبتسم... وخالد عقد حواجبه يوم تبيـّن ملامح البنت اللي تمشي جنب الدكتور نايف...

وقفوا متقابلين والبنت تبتسم للدكتور نايف !

د. جمال بعفوية وبلاهه : مو انتي اللي..............

نغزه خالد يسكته لأنه فهم نوع العلاقة بين الدكتور نايف والبنت من غير لحد يقوله ، بس حالهم يقوله... انهم ، بنـت وابووها !

الدكتور نايف بتساؤل يوم شاف وجه جمال : تعرفون ياسمين بنتي؟؟
ابتسم خالد للدكتور نايف وناظر بالبنت اللي نزلت عيونها بالارض : ايه تلاقينا من قبل بس...... ما كنا ندري انها تصير لك... مفاجأة !

ابتسم د.نايف وحط يده على كتف ياسمين : هذي بنتي خليفتي جت اليووم تبي تشوف المستشفى وتتعرف على أفضل الاطباء عندنا ، فجا في بالي انتوا ..

ابتسموا كل من خالد وجمال بحرج..

د.جمال : هذا من ذوقك يا دكتوور... ما زلنا تلاميذك
ابتسم د. نايف وناظر في بنته : وياسمين الحين بتصير وحدة من تلاميذي !

طالعوا خالد وجمال بعض مو فاهمين .. ورجعووا يناظرون ياسمين اللي ابتسمت لهم ابتسااامة تذوووب الصخر،

خالد كتم دهشته واعجابه وجمال المطفوووق طارت عيونه !!... خلت ياسمين تنزل عيونها بالأرض وتقول : تشرفنـــا !

وناظرت بـ خالد وكمّـلت : دكتور خالد سمعت عنك كثير من الدكتور نايف.. ابوي !

ناظر جمال بـ خالد بقههر دايم يسرق الأضواء منه ، كون ان تخصصه يشبه تخصص الدكتور نايف !

ابتسم خالد وحدة من ابتساماته البسيطة لكن الجذااابة : تشرفني سيرتي الحلوة بعيون الدكتور نايف.. ( والتفت لرئيسه ).. مازلت أتعلم على يديك يا دكتوور.

د. نايف : تستاهل يا د. خالد.... ( وشد على كتف بنته اللي من الخجل منزله عيونها بالأرض خصوصا من نظرات جمال اللي يسرقها ناحيتها كل شوي )... ياسمين تدرس الطب الحين .. وهي ومجموعة من صديقاتها بيجون يتدربون هنا !

استغرب خالد : بس هذي مستشفى أهلية !
د. نايف : مو مشكلة قروب ياسمين قدموا طلب انهم يتدربون هنا ، لا تنسى ان امكانياتنا هنا أفضل بكثير من امكانيات بعض المشافي الحكومية... وياسمين تبي تدرب قريب مني مع الدكاتره اللي دربتهم من قبل !

كمّلـت ياسمين بهدوء : وأكيد بنحتاج مساعدتكم وارشاداتكم بأي وقت!.. اعذرووونا يعني

خالد تلقائيا : احنا بالخدمة !


سلم د. نايف وراح هو وبنته يوريها كل شبر بالمستشفى ، وجمال وخالد بمكانهم يراقبون طيفهم ..

أخيرا لف جمال لـ خالد : ما توقعت ان هالبنت بتكون بنته !
خالد : ما شالله العائلة كلها شكلها دكاتره أبا عن جد !... الأبو وبنته !.. غريبة ما شفنا له ولد دكتور ؟

جمال وهو يمشي ، ومعه يتحرك خالد : سمعت ان ولده بعد مسافر يدرس الطب برا !
خالد : ما شالله !


::::


بهالوقت شادن كانت بغرفة عمر ... تغير فيها وتعدل وتنظف ،، كانت من رحل عمر عنهم وهي بعمر 17 سنة وهو 23 .. هي المسؤولة عن غرفتـه حتى انها تمنع الخدامة من دخولها.
وكأن هالغرفة مملكتها الخاصة ترتاح فيها حتى أكثر من غرفتها هي... ما تدري ليش جا في بالها اليوم تعدل الغرفة وتنظفها ،، يمكن من استعجالها لعودة عمر اللي وعدها فيها يوم كانت بالشرقية قبل ايام رغم انه ما حدد يوم معين وكل اللي قاله ان عودته بتكون بأقرب فرصة !!

بس داخلها احساس انه بيرجع قريب والأمل للحين في في قلبها ، على انها للحين عايشه الخوف من اكتشافها السر اللي بحياته واللي مأرق نومها !.. من الخوف والقلق !

الشي الوحيد اللي يخليها تبتسم هو ذكرياتها معه ،، حياتهم اللي انحصرت ما بينهم !
كانوا مثل أي اثنين .. يتضاربون ، يتزاعلون ، يتراضون ،... كانوا التناقض بحد ذاته !!

هو متهور ! ، وهي متحفظة وحذرة ...
هو محب للمشاكل ولفت الأنظار ، وهي مسااالمة..

هو الجرووح ، وهي الدواء !

كانوا مختلفين اختلاف الليل عن النهار،،.... ابتسمت شادن وهي تغير مكان برواز الصورة للزاوية الثانية من الطاولة... وترجع لورا كم خطوة تتأمل شكلها..

استدارت تناظر أرجاء الغرفة ،، تفكككر تبات هالليلة هنااا... وتفكر تكلمه بعد !... بس تخاف ما تحصل منه رد تخاف شغله يلهيه من جديد !

سمعت الباب يفتح لفت الا امها واقفه تناظرها : وش تسوين شادن ؟؟

احمر وجهها محد بيفهم وش قد اللي تشيله لـ عمر بقلبها : أنظف الغرفة يمه !
ام محمد : الغرفة نظيفة وش فيها !
شادن : لا بس اغير فيها اشياء تعرفيني ماحب أجلس بلااا شي !

ام محمد : لا تفكرين واجد يمه وتتعبين !!
شادن بحرج : وش قصدك يمه ؟
ام محمد : ما تشوفين وجهك شلون اهتمي بنفسك عمر هذا الله يصلحه ما جاب لك الا التعب !

هبت شادن تدافع عنه : يمممه لا تزعلين منه انا اللي ابي أتعب كذا... يستاهل عمر !

ام محمد : اشوفك تجلسين هنا واجد... كل ماروح غرفتك ما القاك حسبتك تركتي هالعادة .. الله يصلحك كنتي تتعبيني معه من كنتي صغيرة

عضت شفايفها بحرج وتذكرت... تمرد عمر ايام طفولتهم كان يجبرها احيانا تتمرد معه ، مو أيام طفولته بس حتى أيام مراهقته هو... ابتسمت لأمها : يمه هذيك أيام وانقضت كلهااا شقاوة طفولة..

ام محمد : زين انا رحت لمشاعل لقيتها نايمه.. لاتنسين تذكرينها بفيتاميناتها

شادن : ان شالله

طلعت امها وأغلقت الباب... وشادن تبتسم امها رغم انها ما تفتح هالمواضيع الا انها مابين فترة وفترة تذكرها ببلاويها اللي كان عمر يجبرها تسويها..

كانت فعلا تِتْعِب امها لما تقوم بالليل وتمر على غرف بناتها تتطمن عليهم... وتلاقي مشاعل هي اللي نايمه ، وشادن هي اللي مختفيه من سريرها بأنصاف الليالي..

ضحكت وهي ترمي عمرها على سرييره الوثييير... ياااربي وش كثر اشتاقت لذيك الأيام ... ما كانت راعية سهر وأمهم عودتهم ينامون من بدري...
بس لأن عمر كان مثل الخفاش اللي ما يمارس نشاطاته الا بالليل .. كانت تحب تشاركه اوقاته وتنسى النوووم وأهله اذا كانت معه ،، حتى لو اضطرت تروح للمدرسة وعيونها حمرا.


قبل 12 سنــة..... بنص الليــل

شادن بخوووف : عمرررر انززززل بتطيييييييييييييح

كان عمر واقف فوق سور البيت العالي... اللي يطل على بيت الجيران.. وشادن واقفه تحت ودها تطلع له بس تخااااف..

ابتسم لها وجلس على ركبته .. ومد يده لها : امسكي يدي !
شادن بخوف : عمممر الساعه 1 لو يصحى بابا بيعاااقبنا... اخاف نطيح ونتعور

قالها بسخرية : انتي ليه جبانة ؟
شادن بخوف : اخاف أنضرب !
عمر : امسكي يدي شادن وتسلقي الجدار تراه شي يونس..

كان وقتها عمر مراهق ما تجاوز الـ 15 سنة.. مدت شادن يدها ودها تسوي اللي هـو يسـويه تحس فيه متعة غير طبيعية من سواليفه ... وقبل لا تلمس أصابعها أصابعه رجعت يدها وضمتها لصدرها .. خايفة ومترددة..

عمر : اوهوووو انا بنط عالجيران لا تعلمين أحد.

فتحت عيوونها بخوف : بعدين يحسبونك حرامي ويودونك للشرطة..

ضحك على براءة تفكيرها وهو واقف بطوله عالسور وهي مثل القزمة عالأرض : ههههههه هذا اذا قدرووا !.. وش تبين من بيتهم مستعد أجيبه لك !

شادن : لااا تروووح وتخليني

عمر : سمعت ان عندهم شجرة فُل؟
ما فهمت قصده وناظرت الباب خافت لا أحد يطلع عليهم ... ورجعت تناظر بوجه عمر المبتسم... كان يناظرها بحنية وهو يقول : تبين فُل شادن ؟؟

شادن : لااا عمر ما تقدر تسويها !
ناظرها بتحدي : تبيني أثبت لك اني أقدر ...

وقـفز للجهة الثانية .. شادن شهقت ومسسكت قلبها وهي تسمعه يطيح عالأرض... مجنوووون الساعة 1 بعز الليل يطب عند الجيران .. كان فعلا انسان مزعج متهور مقدم على أي شي لا يمكن يثنيه أي رادع .. لو صمم على شي يسويه مهما كانت العواقب حتى لو انضرب حتى لو انطق.

همست شادن وهي تمسك الجدااار ودموعها بعيونها : عممممممممممر...
ما سمعت له رد .. مرت عـشر دقايـق وعمر مارجع الولد قاعد يتسكع في بيت الجيران ... لمحت نور غرفتها ينفتح .. عرفت ان امها الحين قاعدة تمر على غرف عيالها تتطمن عليهم... ياااا ويلها لو عرفت انها مع عمر الحين سهرانه .

رجعت تنادي عمر ودموعها بتطلع من عيونها كانت طفلة خوافة تخاف من العقاب .. على عكس عمر اللي كان متمرد على كل القيوود.

ما سمعت له رد شوي وتببببكي ... شافت من الشبابيك أنوار الصالة تنفتح مسكت على قلبها خلاااص راحت فيها واليوووم ما ماراح تنام من الضرب.


حست بأحد يلمـس كتفها لفت وراسها مرفووع ، شافت عمر منبطح على السوور وماد يده لها : انحاشي ولو مرة يا شادن... خلك مرة شجاعة مثلي

من دون تردد حطت يدها بيده كانت صدق تبي الـهرب.. سحبها عمر لفوووق لين صارت بحضنه .. تعلقت برقبته خايفه من الوقووع.

عمر : خنقتيني شادن.
شادن بخووف كنها تبي تحتمي فيه : أممممي بتضرررربنـي !

حاول يبعدها عنه كانت صدق ضامته بأقوى ما عندها .. قال بهمس وهو يحس بأحد يحاول يفتح الباب : شادن انتببببهي بنطيح... شـ.........

ماكمل كلمته الا زلّت رجله من السور... وانقلبوا على وراا.. طاحوا في بيت الجيران على حوض مزروع عمر على ظهره وشادن فوقـه ما فكته !

قام قاعد يفرك ذراعه وشادن بعدت عنه وهي خاااايفه ... سمعت صوت أمها من ورا السور يناديها : شاااااااادن.... عمر ؟!.. شاااااادن....

من الخوف كانت بترد وتقول "أحنا هنـا"... بس عمر حط يده على فمها قبل لا صوتها يطلع ... ناظرته بخوف مو مستوعبه انها الحين فـ بيت الجيران.

عمر بهمس : اششششش... انتي ما تبين تنضربين صح ؟
هزت راسها موافقه ودموعها تلمع.

عمر : لا تخافين دامك معي
هزت راسها .. وهي تسمع صوت امها يقـرب ويبـعد تبحث عنهم..

ظلوووا جالسين بالحوض بصممت لين حسووا ان امها راحت واختفى صوتها معها ... تلفتت شادن حولها وهي تحس نفسها وحدة من الحرااامية.... التفتت لـ عمر شافته يبتسم لها بين الظلام.

شادن : شلوون بنرجع للبيت !.. مابي أطلع السووور مرة ثانية أخاف
قام عمر واقف : مارح نرجع الحين .. تعالي شوفي مطبخ الجيران كله حلويات شكل عندهم حفلة

فتحت عيووونها مو فاهمه : وين بتروح... امي تدور عنا لازم نرجع
ناظرها باستخفاف : تبين ترجعين ارجعي لحالك أما أنا لا.

ومشى خطوة لكنه وقف... ورجع يناظرها وهو يدخل يده بجيبه : ايه نسيت !

وطلع من جيبه زهرة فُل ومدها لها بابتسامة : هذي جبتها لك

قرب منها وهي بلا حراك جالسه عالارض مو مستوعبه الوضع اللي هي فيه... دخل الزهرة بشعرها فوق اذنها وابتسمم : حلوووة !... يلله تعااالي بهدوووء لحد يحس فيك

ومشى عنها ... بخوف قامت من الحوض اللي هي فيه وركضت ببجامتها السماوية اللي كلها رسومات طفولية تلحقه ... حاولت تثنيه وهو يفتح باب المطبخ اللي كان بالأساس منسي مفتوح !

شادن وهي تناظر جانب وجهه وظلااام المطبخ الدامس : عمر !... مابي أدخل !

ما عطاها اعتبار سحبها من يدها وهو يدخل المطبخ المظلللم ... راح للثلاجة اللي نوّرت اول ما فتحها ... وشادن فتحت فمهااا بدهشة من اللي تشوفه !... انوااااع الحلوياااات يمممممي !.. كان شي مغررري لـ طفلة بعمر 9 سنين !

عمر ضحك بشطانة : شكل عندهم حفلة يستعدوون لها

شادن : وش بتسوي ؟؟

ناظرها بعيونها عرف وش بخاطرها : تبين تذوقين؟؟
شادن بتردد : مدري .. حق الناس !

عمر بكل جرأة وعدم تردد .. شال صحن داخله كيكة شوكولا... وحطها عالأرض وجلس عنده ... جلست شادن جنبه وهي سااااكته... بحق كانت الكيكة مغرررية لهم ..

عمر قطع قطعة بيده ومدها لـ شادن .. اللي خذته منه بصمت... أخذ بأصبعه من الكريمة البيضا اللي تغطي الكيكة ولعقها...

ضحكت شادن بنعووومة عليه .. خلته يطالعها مستغرب : ذوووقي ترا حلو
أشرت بأصبعها على وجهه : فمك صار كله أبيض ههههه !

قال يحارشها : تضحكين علي ؟!

شال من الكريمة بأصابعه الثلاثة .. وحطها على خدها وخشمها خلاها تشهق مصدومة... وبعدها تضححححك بفررررح.
حطت القطعة اللي ماسكتها بوجهه ومرغتتته فيه وهي تضحك بطفووولة ..
وماااتت ضحك يوم صار شكله ولا شبح من الأشباح... الوجه أبيض ما غير عيونه اللي تتحرك !

قامت بتنحاش الا هو اسرع منه مسكها وطيحها .. وجاب الكيكه بكبرها وعلــى راااسها ... ناظرته مصدوومه وهو ميت من الضحك على شكلها.

حطت يدها على راسها وامتلت يدها بالكريمة... امتلت عيونها دموووع يوم حست بالورطة اللي طيحت عمرها فيها ..

شاف دموعها وجلس على ركبه عندها ...مسح بأصبعه على خدها ولعق اللي علق فيها .. ضحك وهو يقول : لا تصيحين.

شادن : امي بتطقققني اذا شافتني
عمر : هههههههههههه شكلك حلوو... وطعمك بعد حلووو

طلعت شادن لسانها وكلت اللي حول فمها وتذوقته... وعجبها الطعم الحلووو وابتسمت بعد ما كانت على وشك تبكي : الله الكيكة حلوووة !

بحاسة سَمْع قوية .. سمع عمر صوت من ناحية الباب ، أحد يمكن جاي للمطبخ بعد ما أصدروا أزعاج وضجة... سحب شادن اللي كانت طايحه ولاهيه بأكل اللي بوجهها .. وطلعوا يركضووون وراحوا لنفس الحوض المزرووع ..

تسلق عمر الجدار قبـل ، وشادن تراقبه بخوووف... وتطالع وراها حست انهم قوموا البيت كله بضحكهم قبل شوي ولعبهم..
سحبها عمر لفوق بنفس الطريقة... وهالمرة كان حذر عشان ما يطيحون... نزل للجهة الثانية قبلها ..
وقال وهو يرفع يدينه لها : يلله نطي..

كانت متهورة بس خوفها خلاها تتشجع عن لا ينكشفون... غمضت عيونها ونطـت بين يدين عمر اللي مسكها بكل حيله..

فتحت عيونها بهدووء وببطء وطاحت على وجهه المبتسم القريب...
قال وهو يتأمل وجهها اللي كله كريمه وقطع بنية من الكيكة : شرايك ؟؟؟

قالت تعاند : يخووف !.. لا تسويها مرة ثانية.
عمر : ههههههه عجبتك ..

اعترفت وهي تتذوق الكريمة من جديد : ايه..

عمر : روحي الحين داخل انا بروح اغسل بالمحلق واجي..

سبقته لداخل بخوف وحذر لا احد يشوفها... وصلت لغرفتها وبسرعة قفلت الباب .. دخلت الحمام عشان تغسل شعرها عالأقل ، وبدلت ملابسها ببجامة ثانية الا باب غرفتها يندق !

كانت أمها... تناديها بقلق !.. تركت المنشفة من شعرها وراحت فتحت الباب

امها : شادن وين كنتي دورت عليك بهالليل ما لقيتك ؟
شادن : اناا هنـا !

تأملتها أمها وباستغراب : ليش شعرك رطب ؟
شادن : ها؟؟..... لا بس......حسيت بالحر وتسبحت
أمها : وين كنتي ؟؟
شادن بتوتر وهي تلمح عمر من ورا كتف امها رايح لغرفـته وهو يغمز لها : ما رحت ماما .. انا هنا كنت اتسبح
أمها وهي شاكه بالموضوع : طيب مرة ثانية لا تتسبحين بنص الليل... نامي الحين تأخرتي عالنوم كيف بتروحين للمدرسة بكرة..
شادن : خلاص بنوم الحيين


رجعت للواقع وهي ضاااامه وسادته لصدرها منسدحه على سريره وتضحك على هالذكرى...
اللي خلاها تفز وتمسك الجوال وهي تضحك على جنونها اللي تفجر بذيك الليلة... وعلى غمزته اللي شجعها فيها بكل شقاوة...

أرسلت له وهي خاطرها تكلمه وتسولف له عن ذاك اليوم.. أكيد يتذكر زي ما هي تتذكر..

قالوا لي بكرة بتكبرين وتفهمين
وتفكين الضفاير وتلبسين اللي تبين
‏قالوا لي بكرة بتجري بك السنين
وتعيشين الحياة وبدنيتك تفرحين
مافهموني إن الشقـا يحب البالغين
وإن الحـزن يمشي بدرب الراشدين
ولاعلموني إن الفرح يغيب
لـسنين
وإن البشرفي دنيتي متباينين
وإني بحن للضفاير لين يشكيني الحنين
بس العيون لازم تشوف مكتوب الجبين


::::

يتبـــع...

{{.... ذم ــــا !! 06-08-08 02:52 AM

أهليــــــــن حبيبتي رؤى ...

تسلمـــــــــــــــــي يا عســـــــل ...
أنا رح أكووون الناقل الرسمي لكم بالمنتدى ... <<< يا كبرهااا الناقل الرسمي
وإن شاء الله رح أنزل لكم البارتات أول بأول ......

لا تحـــــــــــــــــرميني طلتـــــــــــكـ

{{.... ذم ــــا !! 06-08-08 03:06 AM

الجــــــزء 14...
(1)
::::::::::::



في الشرقيـــة..


في يــخت متوسط الحجم... يسبح في وسط البحر ، تقدر تشوف من على متنه الشط بشكل ضبابي من بعيد !!

كان عمر منسدح على السطح ومغمض عيونه نايم ومغطي عيونه بشال أسود... ما درى الا بشي ينرمي على وجهه وصراخ رفيقه : قـــووووووم آخر زمن الزعيم هو اللي يخدم مساعده !!

فتح عمر عين وحدة وسحب اللي على وجهه .. وقال بهدوء بارد : عياف حل عني أحسن لك
عياف : شنوووو هذا قوم امسك السنارة وانتبه لها
انقلب عمر للجهة الثانية وهو حاط يده اليمين تحت راسه : ماحب الصيد تعرفني
عياف : انتبه لها بروح أجيب شي نشربه من تحت... بشوف الثلاجة شنو فيها

ونزل من الباب اللي يودي للدور الأسفل من اليخت.. دخل الغرفة اللي فيها سريرين مجهزين .. واتجه للثلاجة الموجودة بالركن فتحها ...بس لمح جوال عمر الموجود عالطاولة جنبه يأشر بالنوور .


عمر طنش وصايا عياف وغمض عيونه يكمل غفوته... وهوا البحر يلعب بالخصل السودا النازلة على عيونه.. كان لابس شورت أسود وبلوزة كت رماديه ... ومطنش كل الدنيا ورااااه

ما حس الا برجفة ترجفه قااام معصــب ، هو خلقه هالأياااام مو في مزاجه ويا ويله اللي بيقرب له..

وتو بينفخ على عياف.. بس ما أمداه يفتح ثمه الا عياف ماد جواله قبال وجه مباشرة : لك رسالة !

خطف الجوال وهو يعطيه نظرة .. وبس شاف أسم المرسل نزل الجوال ورماه جنبه .. من غير لا يفتحها ويقراها .

عياف وهو يجلس عالمقعد الأسفنجي المغطى بجلد أحمر .. وبيده كاس مليان : شفيك تضايقت اقراها

طالع عمر من زاوية عينه في عياف وتجاهل سؤاله : وش تشرب ؟؟؟
عياف بمرح وهو يرفع الكاس : ويسكي ... تبي كاس؟؟؟

طالعه عمر بنظرة : لا شكرا مخلي الخمرة لك !
عياف : انت الخسران

والتفت للسنارة اللي مثبتها من الجهة الثانية .. لاحظ انها تتحرك رمى الكاااس وقفز ركض لها : شششت !

ضحك عمر ضحكة وحدة سريعة وساخرة.. اكتفت بهز كتوفه وهو يراقب رفيقه.. أو بالأحرى زعيـمه

رجع عياف متنرفز ان السنارة طارت طاحت في البحر ، يبدو ان السمكة كانت كبيرة ما قدر يلحق عليها.. جلس وهو يصب له كاس ويسكي ثاني ويجلس : مو قلت لك راقبها ؟!

عمر وهو يمدد يدينه عالسور البارد وراه : وانا قلت لك ماني مراقبها..

وقــام وعياف قال : على وين؟؟

ما رد عمر ما يحب كثر الكلااام اصلا.. راح للباب الوحيد اللي يودي لتحت وهو يبعد الخصل عن جبينه بيده.

ونزل من الدرج الضيق وهو ينحني براسه بسبب السقف المنخفض .. فتح باب الغرفة بيد وباليد الثانية فتح المسج اللي وصله من شادن... قراه وقفله بسرعه وهو يملى صدره هـواا ، يمكن يرتاااح...

أخذ عصير بارد من الثلاجة .. صب له في كاس وطلع فوق من جديد والكاس ممتلي بيده..

عياف حس بملامحه المتغيره وهو يوقف على سور اليخت الواصل لـ خصره : شفيك يالليث !

عمر وهو يناظر بالمدى البعييييييييييد : عياف قلي اللي مثلي وش يقدر يقدم لزوجته ؟؟
استغرب عياف وناظره بسرعه : زوجتك ؟؟

ناظره ببرود ورجع للبحـر الأزرق : انا خاطب ولا نسيت !!

ناظر عياف بكاسته وهو يقول بهدوء : هذا اللي معكر مزاجك الفترة اللي راحت ، وما خليت أحد من الشباب يسلم من شرك..

ابتسم عمر وناظره : انا عصبي تعرفني
ابتسم عياف وكمل : بس فنان ، وداهيـه
عمر بحقد : اسكت لا اذبحك ترا ما طيحني فهالمصايب غيرك
عياف بلا مبالاة : لا تحطها فيني ما غصبتك تنضم لعصابتنا
عمر : بس استغليت حاجتي ذيك الفترة
عياف : لا تلوومني المفروض تشكرني ...انا ضفيتك مثل ما ضفيت غيرك ، لولاي كان محد منكم اكل وشرب

ناظر عمر في زرقــة البحر ، وطالع بالجوال بيده ، يكلمها ؟؟.. شعور الذنب بيقتله من طاحت عينه عليها وهي نايمه بشقته.
يعرف وش قد تعلقها فيه ..يعرف ذاك القلب وش قد يشيل ناحيته ..


رجــع عمر لصمتـه العميق اللي يعتبر طبع من اطباعه... ويخلي اللي جالس معه يفكر وش ممكن تدور من أفكار داخل هالشخص الصامت.

عياف : شوف الفلوس اللي جبتها ، ما ندري شنو بيحصل لو تركتنا
عمر بنظرة من زاوية عينه وهو يرفع الكاس الزجاجي لفمه : مشكلتي ان هالشغلة تجري بدمي..
ضحك عياف: ههههههههههههه والله ما غلطت يوم سميتك الليث.

لمح عمر الجو يتغير... ولف لـ عياف اللي لاحظ نفس الشي .. قام واقف : بنرجع الشمس بتغيب والجو بدا يتغير

راح عياف ورا مقود اليخت وشغله... ورجعـوا للشط المقابل شاليه عياف الخاص.

بدلوا ملابسهم ولبس عمر بنطلون وتي شيرت وطلعوا لسيارة عياف السبورت الحمرا المكشوفة... ركبوا وتحركوا لوجهة مجهولة.

وهم بالطريق وعياف يضحك ويسولف وعمر يسمع بصمت ، ويكتفي بابتسامة خفيفة على سخافة نكاته.. لمح عياف سيارات الشرطة واقفه من بعيد .. التفت لـ عمر ينبهه : الشرطة انتبه !

عمر بكل برود : خير يا طير ... اغبياء لا يهمونك
عياف : بس كاثرين اليوم .. تتوقع يتحرونا ؟؟
عمر : ما أظن

عياف : زين ابتسم بوجهه
عمر ببرود : الابتسامة ما تلبق لي
عياف : يا ملاقتك

ووقفت السيارة بنقطة التفتيش وعياف شاق الابتسامة بوجه الشرطي الواقف... التفت الشرطي لـ عمر اللي ما كان يناظره.. كان ملتفت للجهة المعاكسة ويناظر الشارع متجاهله بكل برود ، يكره الناس اللي يمثلون المثالية والاستقامة.. يمكن لأنه مو قادر يوصلها..

الشرطي : الرخصة لو سمحت
طلع عياف رخصته وعطاه اياه... ألقى الشرطي نظرة عليه ورجعها... وناظر بـ عمر مرة ثانية اللي كان ملتفت ومو معبره..

الشرطي : يالأخوو ؟؟

مارد عمر ، ولا كأنه يكلمه ..

الشرطي : لو سمحت ؟!
طقه عياف بكوعه ، هالمرة استجاب عمر وناظره ببرود أعصاب : نعم ؟!

الشرطي ضيق عيونه وهو يناظر وجهه : بطاقة الهوية لو سمحت ؟!

ناظر عمر في عيـاف اللي هز راسه ، وطلع بطاقة هويته وعطاه اياه..

عياف بـ مرح : الا اقول يا اخ وش سر تجمعكم هنا ؟؟؟؟
طالعه الشرطي وهو يرجع البطاقة لـ عمر : دواعي امنية ..

عياف : أهاااا.... لا تقول عشان عصابة السيارات ؟!!
ما رد الشرطي واكتفى انه مد يده يسمح له بالعبور : تفضل ..

عياف بمرح : امسكوهم لا تخلونهم
الشرطي : نسوي اللي نقدر عليه
عياف : الله يوفقكم ترا ننتظر خبر صيدتهم نعرف انكم قدها

الشرطي : ان شالله

تحرك عياف وهو يضحك وعمر مبتسم بجانبية... علق عياف بعد ما ابتعدوا : والله ما جابوا خبرنـا !!
عمر : قلت لك أغبياء يبحثون بالمكان الغلط

عياف : تبيني أوديك لشقتك..

عمر : ياليت.



::::::

بعد اسبـــوع ...

وقف تركي السيارة قدام قصر ابو خالد... ونزل وهو يتلفت بالشارع الخالي... المنطقة هااادية جدا مريحة للراس بعيدة عن الازعاج ومناطق الازدحااام.
ناظر بمدخل القصر المفتووح عادة ، والتفت لقزاز السيارة يطالع صورته المنعكسة وهو يفتح ياقته العلوية مثل العادة.. وبالأخير سحب البلوزة لتحت يعدلها وهو يبتسم لنفسه..
ناظر ساعته الوقت 8 الصبح ،، ما يدري ليش جا هنا بس فعلا من استلم هالوظيفة وعنده أوقات فراغ غير يوم كان بالشركة يدق بالمشاوير الطويلة والمتكررة.. جا هنا يمكن يحصل له يشوف ابو خالد ويسلم عليه ، ولو انه من داخله ما يبي حتى يقبل بوجهه !

الظاهر ان حارس القصر حس بوجوده طلع من غرفته الخارجية ، وابتسم لتركي اللي بالمقابل رد الابتسامة..

قرب تركي وهو يناظر جوا القصر عبر البوابة المفتوحة ،، باستفسار : ابو خالد ما طلع؟؟
الحارس السعودي : لا اليوم اجازة ولا ناسي؟
لا ما نسى بس يتناسى هههه : اشوف البوابة مفتوحة؟
الحارس : البستاني قاعد يشوف شغله... وبعدين ابو خالد يبي البوابة تكون مفتوحة الصبـاح يمكن أي أحد يمر عليه يبيه.

تركي وهو يتحرك للبوابة : أهااا زين انا بدخل داخل أشوف

الحارس ما عارض ، وتركي دخل جوا وهو يلتفــت يمين ويسار ، يتأمـل ، بالحدايق الخضرا .. شاف البستاني الباكستاني بجهة بعيدة يشتغل .. يقطع بالحشايش الزايدة.. وشكل التعب بادي عليه !

قرب بهدوء منه يشوف وش يسوي.. حس البستاني الكبير بالسن باقتراب احد.. لف وهو منحني شبه راكع.. وطاحت عينه بعين تركي بكل هدوء.. ورجع يكمل شغله بصمت من غير كلمة.

البستاني وهو يقطع بالحشايش والعرق يلمع بـ جبيـنه: مين انتا ؟؟
تركي عرف انه ما عرفه : انا صديق ابو خالد.
ناظره الباكستاني بريبة شكله ما يوحي بهالشي .. وتركي فهم عليه : انا يشتغل هنا مثل انتا.

الباكستاني فهم غلط ، على باله ان تركي جاي يشتغل بالحدايق.. يعني بستاني مثله !... ابتسم وهو يحس الفرج جا... استقام واقف وهو يمسك ظهره من التعب.. وتقدم لـ تركي بابتسامة

وعطاه المحش وهو يقول : اجل سوي هذا .. انتا في يشتغل هنا أكيد؟؟
تركي هز راسه ايجاب مو فاهم هذا شلون فهم.. بس الثاني ما عطاه فرصة يوضح : مافي بربلم سوي شغل.. هذا ايزي بس سوي كتتتت.

أي شغل يا عممممي ؟!!!!...
بس الباكستاني المسكين أجبر تركي يمسك المحش من يدها الخشبية ، وربت على كتفه يشجعه : انا مافي كويس تآبااان سوي انتا شغل اليوم اوكي!!... لازم سير أبو خالد مافي زعلان أوكي؟؟؟

وأشر على مكان يشبه الكوخ بآخر الحديقة : هدااا مخزن آني ثينغ يو نيد روح تيك ات !.
ومشى من قدامه وهو يمسد رقبته شكله صدق تعبان ، وكثر التحرك والانحناء هنا وهناك أثر عليه وهو بهالسن.

ناظر تركي بهالأدااة الحادة اللي بيده بحيرة ، هو ما يعرف شي ابدا عن أصول الاهتمام بالحدايق ! ، وهالباكساني ورطه ،، هذا شلون فهم يعني فوق اني سايق بعد بصير بستااانــي!!!

تحرك يمشي هنا وهناك والمحش الحاااد بيده ، لدرجة انه ما درى من وين يبدى !..
أوووكي يا تــركي !!

حط المحش عالأرض ، وفك أزرار أكمام قميصه الاثنين ...وبدا يرفعهم بسرعة لين كوعه.. ويوم انتهى حرك رقبته يمين ويسار يمرنها... وانحنى ياخذ المحش.
تأمل تحت رجوله يمين ويسار يناظر اذا في حشايش زايدة يقطعها ، مثل ما شاف الباكستاني يسوي من دقايق.

وعشان يجرب نفسه ... مسك حشيش طويل بين اصبعه السبابة والابهام ، وبحركة سريعة مرر المحش على أسفلها وقطعهـا ، استقام واقف وهو يبتسم لنفسه الموضوع سهل جدا ههههه.. ليش حسيت انه صعب !

ناظر حوله واتجه لمكان كاثره فيه الحشايش تحت وحدة من الأشجار.. وانحنى يسوي مثل ما سوى...
ابتسم وهو يراقب حركة المحش ، الظاهر يا تركي رح تاخذ من هالشغلة فايدة... بتجرب اشياء كثيرة ههه ما كنت بيوم تتخيل انك بتسويها.. هذاك صرت سايق للبنت اللي كنت تشوفها بصغرك مجرد كتلة دلال ماصخ ، ما لفتت نظـرك ولا إنت لفت نظرهـا .. كنتوا مثل الأعـداء ، أو انت ما كنت تستسيغها ولا هي كانـت تستسيغك بالمقابل.
انت اللي سافرت تدرس برا عشان تصير بيزنس مان ناجح تعوض اللي فات ابوك وتحيي اسمه الكبيــر باسمك اللي بيشل اسمه في السوق بالمستقبل.

كنت تبي يكون اسم "تـركـي بن جـاسـر" يكبر ويكبر مو عشانك بس... عشان اسم ابوك اللي يتبع اسمك ، عشان الناس يتذكرون ان جاسر مو مجرد اسم كبـــر وفجأة طاح واندفن.

جمع بيده حشايش كثيرة ويوم ما بقى في يده مساحة لأكثر ، تلفّت حوله يبحث عن شي يحطهم فيه ،، وطاحت عينه على كيس كبير كان الباكستاني يجمع فيهم.
راح وفرغ اللي بيده هناك داخل الكيس الكبير ، ويوم انتهى صفق يدينه في بعض ينفضهم.. ومسحهم في بنطلونه يشيل بقايا الأتربة.


داخــل القصر... الساعة 8ونص..
في غرفتها

رفعت سحر يدها فوق وتمطت وهي تتثااااوب... حركت راسها وهو عالمخدة ناحية الساعة... فتحت عين وحدة تشوفها والنوم مالي العين الثانية.
لساااا بدررري ارجعي ناااامي !!

انقلبت على جنبها اليمين وهي تلم الغطا لصدرها... لكن النوووم طار لأنها وبكل بساطة نومها خفيف.
تأففت وهي تغطي راسها تبي ترجع لعالم النيام... اليوووم إجاااااااااازة نااااااامي

بس لأن النوم عاندها ، قامت من السرير عقب ما يأست .. ونزلت الدرجة الصغيرة والوحيدة الموجودة بغرفتها... ويوم شافت ان ما عندها شي والكسل لاعب فيها.. دخلت الحمام تاخذ شاور طووووويل.. تبدا فيه اجازتها .


في الحديقة... تركي تبهذل وهو جالس على ركبة وحدة يقطع في الحشايش اللي عيت لا تنتهي... التراب صار يغطيه.. وبنطلونه تلطخ ببقع طين بسبب بعض البقع الرطبة ، ووجهه صار أغبر من الحشايش وذرات التراب المتطايرة ..

وهو مندمج والعصبية بدت تسيطر عليه من اللي هو فيه.. عطـــس غصب عنه من الذرات اللي دخلت خشمه.. " أتشوووو"

سمع من مكان قريب ضحكة تهبل : "ههههههههههه"

التفت تلقائي يشوف مين ضحك... شاف بيان واقفه على بعد أمتار منه تناظره وبيدها عروستها الغالية ، لابسه بجامتها القطنية البيـضا ، مرسوم على صدرها صورة باغز بوني وهو ماسك جزرة !

ابتسـم ، بيان تذكره بأخته ما يدري ليش ، .. رغم الفرق بالعمر بينهم بس البراءة والنظرات نفسها سبحان الخالق!
عصب من هالفكرة .. مهما كان لا تستلطفها ولا تسمح لنفسك تحبها حتى لو كانت مجرد طفلة... بيان تظل بنت أبو خالد اللي خدع أبوك وداس على مشاعره.

سفهها وكمل شغله .. يكره نفسه اللي خلته يذل عمره بهالشكل..

بيان بصوت طفوولي : وليـــد

ناقص انا هالبزر !

ابتسم والتف لها وهو جالس على ركبـة ، وحط المحش جنبه : تعالي سلمي
ناظرته وبشكله المتلطخ بكل مكان... و ضحكت : هههههههههههه شكلك يضحك !

احلفي انتي بس !

تركي : ليه ؟؟
بيان : ليش انت وصخ كذا؟؟
تركي : تعالي سلمي زين على عمو وليد !
بيان : انت ولللليد مو عمووو.

وقربت منه وهو كاره حتى استغلاله لـ مشاعر هالطفلة... تنــهد ،، حتى بيان مالها استثناء بما انها فرد من هالبيت... هو قرر يوصل لقلوبهم كلهم يعلمهم معنى الألم الحقيقي ومو ابو خالد بس !
وصلت عنده وقربت راسها من راسه ..وطبعت بوسة على خده.
بس مسرع ما بعدت عنها وهي تصرخ منقرفه : وعععععع وشووو هذا !!

وصارت تضرب فمها بحركات متكررة..

تركي : هذا تراب
ناظرته بطرف عينها : ليش انت دااايم وصخ كذا ؟!

سكت مارد ، يكفي الذل اللي معيش عمره فيه ، تعوّد طول عمره يعيش وراسه مرفوع.. ماله جواب لسؤال بيان هذا.. لسا بدري.. بـدري مــررة عالجواب الصريح.

قَلَب تجهُم وجهه لابتسامة وشال بيان بحركة خاطفة على كتفه... صرخت وهي تضحك.. وصار يدور فيها وهي تضرب ظهره مرة ، وتضحك مرة..


طلعت سحر من الحمام وهي لابسه فستان بسيط قصير لونه تفاحي ، لنص الساق بربع كم.. راحت للتسريحة ومسكت وحدة من كريمات البدي لوشن... وبدت تدهن على ذارعها ووجها ورقبتها.

الا تسمع ضحكات " بيـان" عااااالية.. بشكل مــو طبيعي .. بـ روعة وخوف لفت للساعة وشافتها 9 !!... رمت اللي بيدها عقب ما عرفت مصدر الصوت .. وأسرعت لبلكونها ودفعت البابين الزجاجيين مع بعض وضحكات بيان ترن براسهـا رررن... ركضت لدرابزين شرفتها بخووف لأن مو من عادة بيان يطلع لها صوت هالوقت ، حتى مو من عادتها تضحك كل هالضحك الغريب والمفجع !

وصلت للدرابزين وهي تتنفس وشعرها الرطـب طااار مع الهوا... رفعت حواجبها متعجبه من اللي شافته.. وهدى قلبها يوم شافت ان اختها بخير... وكل هالضحك عشان وليـد يلعب معها.

بيان برجا : ولللييييييييد نززززلني بطيح.. هههههههههههههه.. الله يخليك
وليـد : مين الوصخ ؟!!!
بيان : هههههههههههه..
وليد : اجل ماني منزلك

وسحر عقدت حواجبها وش جابه اليوم؟!

لكنها بصراحة ما اهتمت للجواب... لأنهــا بدت تقتنع بـ وليــد وبدت تتعود وجــوده.. أكثر من اسبوع مر وهو اللي كان يوديها ويجيبـها.. مشاويرها ذاك الأسبوع اقتصرت عالجامعة وبس.. وعقب ما كانت رافضه وجوده ، ورافضه كونه سايق لها ، صــاارت الحين متقبله الأمر كليـا.. هذا غير انه يؤدي وظيفته على اكمل وجه ومخليها مرتاحـه.

تأملته وهو يدور في بيان اللي شايلها على كتفه .. وهو يضحك...
يا الله وش كثر الضحك يغيـّر ملامحه ، ويخليه أقرب للقلب!!

ابتسمت على بيـان ، ما عمرهـا شافت أختها الصغير تضحك بهالشكل الهستيري ، بالعكـس وحيـدة مثلها بالضبط... أصدقائها الوحيدين هم ألعابها.
ابتسمت سحر بحزن وهي تراقب وليد وبيان... ما تبي بيان تعيش نفس المأساة .. نفس الوحدة اللي تحس فيها هذي الأيام.

وعشان كذا هي طلبت من أمها تدخل بيان في الروضة عالأقل تختلط مع أطفال بعمرها .. تتعلم تصنع صداقات من الحين.. تتعامل مع ناس غير ألعابها.

بس الموضوع انقبل بالرفض.. والسبب أن أمها مقتنعه ان دخول بيان الروضة لسا بدري عليه رغم ان بيان تمت الـ 5 سنين من فترة.. والسبب الأكبر اللي يخلي امها تشيل هالفكرة من راسها أن بيان نفسها رافضه الفكرة وكل ما طروها لها بكـت !
والسبب انها ما تعودت تختلط مع ناس غير القريبين منها.. وخروجها من البيت يقتصر على صحبة سحر بالعادة.

هذي المشكلة صايره تزعج سحر.. يكفي هي منحرمه من معنى الصداقه الحقيقية... يكفي عاشت أيام الابتدائي والمتوسط وحتى الثانوي بالمدارس الأجنبية برا... حتى ذكريات الروضة - المرحلة الوحيدة اللي درستها بالسعودية - نستها وما تذكر منها أحــد !!

ما تبي هالشي يصير لـ بيان.. بيكون صعب عليها تدخل المدرسة وهي بهالحال من غير إعداد نفسي عالأقل.. والمدرسة ما بقى عليها الا سنتين وبتدخلها.

ابتسمت وهي تشوف وليد ينـزل بيان عالأرض... وبقبضة يدها الصغيرة ضربت بطنه بقوة وانحاشت والعروسة بيدها الثانية.

مدام بيان آلفت وليد الغريب بهالسرعة وهي اللي ما تالف الأغراب فهذا الشي يبـشر بخير.. وبيخليها تفتح معها الموضوع مرة ومرتين وعشر... جلوسها الطويل بالبيت ومجالستها الخدم ما عاد يعجبها لازم تتعلم تختلط بالناس.

تراجعـت سحر للغرفة وسكرت باب البلكون وهي تسمع ضحكات بيان ما وقفـت...


عقب ما انتهـى تركي من قص الحشايش ، جمع المحش مع الأدوات الثانية وراح ناحية المخزن اللي يشابه الكوخ بتصميمـه... وبيان تمشي ورااه لها ساعة وهي تلعب حوله.

فتح الباب ودخل ، كان المكان مظلـم وكثير أدوات محطوطه هنا وهناك ، وكثير رفوف تشيل أدوات بستنه وأكياس سمـاد.
تقدم شوي وحط الأدوات اللي معه برف فاضي...

والتفت بيطلـع طاحـت عينه على بيان ماسكــه محش كبير حاد جدا وتتلمسه بيدها... رفع صوتها عليها وهو يروح لها : اتركيـــه من يدك !

رفعت عينها له وهي تفــز من نبرته ... وصل عندها وسحب المحش منها برفق وهو يرفعه بـ رف عالي : لا تمسكينه تعورين نفسك.

دمعــت عينها ، وناظرها باستغراب.

بيان بعبـرة : لااااا تصارخ عللللي.
تركي باستغراب : ما صرخت !

بس ما سمعت له ركضت برا بعيد عنه... الحمدلله انا ما صرخت رفعت صوتي بس ما صرخت !!
طلع وهو يسحب الباب وراه.. سكره.. ومشى للحديقة من جديد... لكن مزاجه تعكر عقب ما طاحت عينه على أبو خالد واااقف بعييييد عند النااافورة الأنيقة المقابلة للمدخل ، وبيان تركض له .. وتضمه..

شالها أبو خالد وهي متعلقه برقبته .. تكلم معها شوي وبيان ترد عليه... بعدها التفت ابو خالد لناحية تركي وابتســم.

قرب منه وبيان متعلقه بأبوها... صبح عليه : هلا وليد انت هنا ؟؟
تركي : صباح الخير طال عمرك
ابو خالد : صباح النور...

وتأمل حال تركي والتراب اللي مغطيه ومغطي بنطلونه ووجهه .. وكمّل باستغراب : وش تسوي يا وليد؟؟

ابتسم تركي وهو يحك راسه منحرج : اللي تشوفه..
ابو خالد : مين طلب منك تسوي هالشغلة ؟؟؟؟؟
تركي : محد أنا بنفسي ..

ابو خالد : وانت تعرف لشغل البستنه والحدايق ؟؟!
تركي بحرج : لا بس نتـعلم..

تلفت ابو خالد يمين ويسار..وناظر بـ وليد : وينه البستاني المفروض هو اللي يشتغل اليوم ؟!

تركي : شفته تعبــان.. وقلت له يرووح يرتاح أنا أشتغل عنه... ( أنواع الكذب >_< )

ابتسم أبو خالد ونزل بيان عالأرض : الله يجزاك خير بس لو ما تعبت نفسك.. مالك بالبستنه خلك باللي تعرفه
تركي : لا مافي مشكلة... ومن يوم وطالع انا بهتم فيها اذا تبي .. الشغلة سهلة وممتعة.. وتشغل الوقت.. ( بغى يقتل نفسه يوم قالها )

وبدا تركي ينزل كمومه وخلاها مفتوحة من غير لا يقفل أزراها ، بينما أبو خالد تلفت يتأمل الحديقة ونظافتها وتنظيمها... وأخيرا ناظر تركي اللي حالته حاله من التراب والغبار.

أبو خالد : لا شغلك حلوو ما عليه كلام بس لا تعيدها ... اقول يا وليد... أنـا لازم أروح الحين لمقر مشروع من مشاريعنا أشوفه.. أبيك توديني
تركي : ابشــر أوديك للي تبي... بس أروح للبيت أبدل ملابسي وأغسـل وأرجع لك..كلها نص ساعة بالكثير وانا عندك.

وتوه بيتحرك للبوابة الا ابو خالد مسكه من ذراعه قبل لا يكمل خطوتين .. ناظره تركي مستغرب.
أشر أبو خالد على ملحق من الملاحق الموجودة بالجهة المعاكسة من الحدايق : روح غسل وغيّر هناك... بقول لـ سحر تجيب لك من ملابس خالد ولدي !!

ناظره تركي بصمت شوي مستغرب... ابتسم بعدها : ماله داعي طال عمرك .. أروح نص ساعة أغير ملابسي وأتغسل وأرجع لك
ابو خالد : وشو له المشاوير... روح للملحق هناك .. فيه غرفة وحمااام تغسل ونظف وجهك والملابس بتوصلك.

ماله الا يرضخ.. عشان كذا راح للملحق اللي قال عليه.. وطول ماهو يمشي يلتفت ورا يناظر ابو خالد وهو راجع للفيلا وبيان جنبه..

رجع يناظر بطريقه منقهر ومعصب من حيرته هذي... يتمنى لو مرة يعامله ابو خالد بسوء عشان يمسكها عليه.. لكنه صاير يتعامل معه بطيبــة متناهية !!!... ليش هو الوحيد اللي يتعامل مع بهالطيبة اللا محدودة !!

يجوز يكون عارف بحقيقتك يا تركي... يجور يكون عارف انك تركي ومو وليد ؟!!! ويكون عارف وش تبي منه عشان كذا يتعامل معك بهالأسلوب عشان تتراجع !!..
لا مستحيــل... لو عارف كان ما أمني على بنته.!

طيب يجوز يكون نادم مثلا عاللي سواه من زمان!!.. ويبي يعوض ويكفر احساسه بالذنب ؟؟

لا يُمكن يكون ظالــم أبو خالد... ولا عمره فكر انه يكون ظالمه!!.. تدرون ليه ؟؟
لأن كلماته وتهديده لأبوه بذيك الليلة للحين راسخة في باله وكأنها صارت أمس... مازال يتذكر الخلاف الكبير اللي صار قبل 15 سنة وهو كان حاضره... ويتذكر كل كلمة قالها ابو خالد لأبوه بذاك اليوووم.

انقطعت أفكاره وهويفتح باب الملحق... سكر الباب وراه وعزيمته تزيد... لا تفكرون انه تراجع من طيبة ابو خالد الزايدة معه... بالعكس هو كل ما تذكر زاد اصراااار.

كان الملحق راااقي بألوانه الهادية البيج مع الأورنج الهادي.. رغم انه شبه فااارغ مافيه غير طاولة خشبية يبدو انها زايدة.. وسرير متوسط عاري ماعليه شي .. ومتبوع بحمام من الداخل.. نادرا ما يستخدم..

بدون تردد وكأن المكان غرفته الخاصة .. فصخ قميصه ورماااه بكل أهمال عالأرض.. وراااح للحمااام يحتاج شاور سريع يشيل هالقرف اللي يغطيه.


بدخوول ابو خالد الفيلاا كانت سحر بالمقابــل تنزل الدرج بفستانها القصير البيتوتي.. ورجولها يغطيهم شبشب أصفر.

سحر : غريبة ما طلعت ؟؟
ابو خالد : بطلع بس أنتظر وليد.... سحر
سحر وهي توصل لآخر درجة : سم ؟
ابو خالد : روحي لغرفة خالد جيبي أي بدلة من بدلاته النظيفـة

سحر باستغراب : ليـش؟؟ خالد يبيها ؟
ابو خالد : لا... لـ وليد يحتاجها
سحر : ليش شفيها ملابسه ؟؟
أبو خالد : يحتاج ملابس نظيفة وانا ابووك... ( بانزعاج ) هذا اللي يزعجني فيه يحب يتعب نفسه ويسوي اشياء محد يطلبها منه.. يشيل شغل غيره

سحر ابتسمت وهي تتذكر شكله المضحك قبل شوي.. هو ناااقص قذارة عشان يروح يشتغل بالبستنه.
ابو خالد : روحي بسرعه جيبي أي بدلة من بدل خالد

توها بتنادي الخدامة تقول لها.. بس احترمت نفسها لأن ابوها بيلح عليها.. فراحت فوق لغرفة خالد.

وفتحت دولابه.. فتشت بين بناطيله الجينز وقمصانه والتي شيرتات... وش تختار له ؟!.

تخيـلوووووا ذوقـــي ما يعجبه ؟!!!!

هالفكرة نطت براسها بشكل غريب ومفاجئ !!
عصبت أصلا خالد ما يلبس الا أحلى الأشياء... وأنا ذوووقي مافيه منه.

لاحظت في وليـد انه ما يلبس الا ستايل واحد.. قميص موضة قديمة.. وبنطلون جينز باهت ما تذكر انه غيّره !

بتختار له ستايل يختلف ههههههه كيف بيكون شكله... هو نفسه بيرتاع..

خذت جينز لونه غااامق يختلف عن السماوي الباهت اللي يلبسه واللي ما يعجبها أبدا.. وقميص فضي بياقة أنيقة وأزرار فضية .. ونزلت تحـت ركض..

::

طلع تركي من الحماام وهو لاف منشفة لقاها بالحمام على خصره ، ومنشفة أصغر راميها بكل أهمال على راسه..

طاحت عينه عالملابس المثنية بترتيب عالطاولة ، وابتسم بسخرية مين هاللي متحمس ومختار هالألوااان !!
قرب للطاولة وشال البنطلون بكل احتقار بطرف اصبعه.. قلبه يمين ويسار يناظره ويقيّمـه.. حق ولده الدكتــور أجل هه !!!

ترك البنطلون يطيح منه عالطاولة وناظر بالقميص المثني جنبه.. رفعه يناظره وابتسم ابتسامـة جانبية ملتوية... ولو انه مو من ذوقه بس مقبووول ،!

لبس البنطلوون ووقف قدام مراية الحمام وهو يقفل أزرار قميصه... تأمل نفسه بإعجـاب ، الحيـن يقدر يقول لنفسه انه تركـي القديم صاحب الأناقة والطلة المميزة... فقد نفسه بصراحة ، بس الحين ابتسم لـ عمره.

أخذ ملابسه القديمة الوصخه وثناهم وشالهم معه ، وطلع... راح لسيارته وحط الملابس فيها ورجــع بيدخل الفيلا ، الا أبو خالد بوجهه.. طالع من القصر.

أبو خالد بابتسامة رضى من هيئة وليد : خلصت يا وليد؟؟
تركي وهو يمسك طرف قميصه من تحت .. بحرج من تصنيعاته : ما يلبق لي طال عمرك

ضحك ابو خالد : ههههههههههههههه تصدق عاد انه أحلى عليك من خالد ولدي
تركي بابتسامة : لا يسمعك الدكتووور طال عمرك مابي مشاكل معه
ابو خالد : هههههههههههه الا خالد ولدي .. يتقبل الراي الآخر بكل رحابة صدر
تركي : مو هو ولدك طالع عليك أكيد

ابو خالد : زين خلنا نمشي... الاستاذ محمد ينتظرنا بمقر المشروع ومعه شريكنا
تركي : يلله مشينــا.


ركبوا السيارة ومشوا... ومن ورا ستار وحدة من نوافذ الصالة كانت سحر واقفه تراقبهم..
ضحكت على حسن اختياارها هههههه أتحداه اذا عرف نفسه.

لفت لورا لـ بيان الجالسه تتابع توم وجيري اللي تعرض الصباح.
ابتسمت وهي تجلس جنبها : بيان وش لعبتوا انتي ووليد اليوم ؟؟

ابتسمت بيان وناظرت بـ سحر : لعبنا شوي مو كثير
سحر : ما تخافين منه ؟؟
بيان : لا ما اخاف
سحر : طيب شرايك بالروضة؟

ناظرت بالتلفزيوون بسرعه وهي تبوز : مااابيهااااااااا
سحر : طيب ليه ؟؟.. كثير أطفال هناك تقدرين تلعبين معهم وتلقين لك أصدقااااء
بيان : ماااااااااابي أروح لحااالي... اذا بتجين معي بروح
سحر : بيان ما اقدر انا عندي جامعة... انا يومي مثلك كنت اروح الروضة
بيان بشك : صدق؟.. طيب وش اسمهم صديقاتك بالروضة

توهقت ما تذكر أحد منهم.. وبيان هزت راسها : شفتي انتي مارحتي الروضة ..اجل انا مابي اروح.
سحر : ليش انا كذابة يعني؟؟
بيان : انا صديقي بندر... وصديقي وليد... هذولا اصدقااائي

ياربي على هالبزر عنييييدة.. تركتها تناظر التلفزيوون... بترجع تفتح معها الموضوع ومع الوقت بيلين راسها وبتقتنع !

::

بـ مقر المشرووع .. اللي كان تحـت الإنشــاء.


كان محمد وأبو راهي واقفين بعيد شوي عن العمال وأجهزة وسيارات البناء الخاصة.. وصوت الإزعاج والضجيج مالي المكان الكبيـــر..

محمد بهاللحظة كان مندمج وهو يشرح لأبو راهي فكرته اللي طرت عليه عن المشروع..

أبو راهي : والله فكرتك حلوة وبتنفعنا
محمد : اذا موافق عليها بقترحها على عمي ابو خالد
ابو راهي : والله انا اشوفها زينة...... الا وينه ابو خالد تأخر ؟!!!

محمد طالع ساعته : أكيد بالطريق..

وما أمداه قال كلمته... الا شاف سيارة تدخل داخل الأرض الكبيرة وتثير التراب حولها وهي تقرب ، ووقفت على بعد أمتـار منهم..
طاحت عينه على ولـيد وهو ينزل مع عمه... ما يدري هاللحظة وش جاه... على طول تذكر وظيفته الجديدة اللي عطاه اياه عمه .. سايق لـسحر بنت عمه اللي غصب احتلت جزء منه... شد على قبضته ونــار غريبة أول مرة يحس فيها تشتعل بقلبـه.

تأمل محمد وليد وهو يقرب كان شكله جديد وغريب ..وش هالملابس الجديدة !!... ما عمره شافه يلبس مثلها ؟!!!.... إلهــي هالوجه مر عليه بس وين ؟!!

قطع عليه صوت ابو خالد... شال عينه عن وليـد والتفت لـ عمه اللي قال : ما شاء الله من متى وانتوا هنـا ؟؟
ابتسم محمد : من نص ساعة تقريبا

أبو راهي : تعال يابو خالد خلنا نشوف المشروع من قريب
ابو خالد : يلله مشينا..

تحركوا الكبار مع بعض... وظل محمد مع وليد اللي ارتــز جنبه... ونار قلبه تزييييد .. ما التفت لوليد ولا حاكاه.

بس تركي صفر وهو يتأمل المشروع بانبهار ، ويتأمل مئات العمال اللي يتحركون مثل النمل بكل نشاط.

التفت له محمد من تصفيرته... وتركي كمل : المشروع واضح انه كبير وحلووو
محمد بهدوء وهو يطالع المشروع عن بعد : قل لا اله الا لله..

ناظره تركي واستغرب ان محمد ما يناظره أو يتحاشى يناظره... ولأنه دقيق ملاحظة حس ان محمد أعصابه متوترة.. وابتسم : لا اله الا الله..... ( وناظر بأبو خالد والرجال اللي يمشي معه ).. مين هذا اللي مع ابو خالد؟؟؟

محمد ببرود : ابو راهي شريكنا بالمشروع !!

قطب تركي حواجبه باهتمام : مو هذا ملك السوق ورجل الأعمال الكبير والمشهور
محمد بنفس البرود : ايه هو نفسه ... ( وناظره بعيونه )... شكلك تعرف الكثير عنه... مو مثل ما يظهر لنا عنك انك ما تعرف شي.

ابتسم تركي وهو يحس وش كثر أقنعهم بشخصيته الجديدة... وتأمل بالعمال اللي يمرون من عندهم وهو يقول : لا يغرك شكلي .. أبو راهي أشهر من نار على علم.. مين ما يعرفه ويتمنى يكون مثله

محمد علق بشكل ســاخر بينـه وبين نفسـه : "طموحك كبير"

سكتوا وتركي يبدي اعجابه باللي يشوفه... ومحمد جنبه يتمنى منه يسكت وينطم ماله خلق يسمع صوته.

دار في باله سؤال ما قدر يحبسه : اقول وليد
تركي : سم استاذ ؟
محمد : شخبارك مع وظيفتك الجديدة؟؟
تركي ابتسم وهو يناظره : الحمدلله مرتاااح لا تشيل هم

محمد : مو متعبتــك؟؟
تركي : لا مدامني أخدم ابو خالد مافيها تعب
محمد : لا تكذب مافي اكثر من مشاوير البنات

ناظره تركي مستغرب من تعليقه .. وبعدهـا ضحك : صدقت لكن هذي وظيفتي ولازم أقوم فيها
محمد وهو يخفي غيضه ورا البرود : وما لقى أبو خالد غيرك ؟؟؟

تركي رفع حاجب من أسئلة وتعليقات محمد الغريبة... وكمل ضحكه .. وش يسوي ماله الا يضحك بهالحالة ولو ان الضحك مو في محله : نصيب يا أستاذ... وعلاقتي مع ابو خالد الحمدلله كل مالها تزيد قوة... وصارت علاقة ثقــة أكثر من أي شي ثاني

طالعـه محمد بنظرة عميقة وهو رافع حاجب : أتمنى تكون قد هالثقة..

وبتهديد مبطن : ولازم تسمع مني هالكلام...

ويوم حس ان وليـد ركز معه وانشد انتباهه له .. كمـل محمد بثقة وبدون خوف.. ثقة رجل الأعمال المسيطر : اذا اكتشفت ان هالثقة بغير ملحها...أنا اللي بشيلك من هالوظيفة... سامعني يا وليد ؟؟

قالها محمد بشكل ودي قد ما يقدر لكن قوة اللسان اللي تحدث فيه .. حسس تركي ان محمد جاد وان هالشخص أقوى وأكثر قدرة من ما يبدو عليه.

وابتسم يلطف الجو : شقصدك يا أستاذ ؟؟... انا مو قد الثقة ؟؟

شــرح محمد وهو يناظر بعمه وابو راهي اللي صاروا بعيييدين : ما اقول انك مو قد الثقة... لكن عمي عطاك ثقة ما يعطيها لأي احد ووظيفتك تتطلب محافظتك عالأمانة .. تخاف الله بهالأمانة... أتمنى تكون قدها.... هذا تذكير لك مو أكثر

وتحرك ماشي تارك وليــد وراه يفكر بكلامه.. ابتسم بسخرية وهو يتبعه بنظره..
تحب عمك بشكل كبير أكثر من ما كنت متصور..

بس للأســف أعترف لك أنا مو قد الثقة...


محمد وصل للمكان اللي فيه أبو راهي وعمه وهو يفكر بالكلام اللي قاله... أكيد سحر هي الأمانة اللي يخاف عليها... ولا يتمنـى لها أي أذى.

بس وش هالنار اللي مشتعلة بقلبه .. من شافها تطلع من بيتهم ذاك اليوم وتركب السيارة مع وليد وهالاحساس ملازمه.. وده يقتلعه من قلبه اقتلااااع !!.. لأي حد وصلت بمشاعرك يا محمد .. مشاعرك اللي كنت متجاهلها من سنتين... من لحظة رجوعهم من الغربة ؟؟؟

من شفتها بالمطار ذاك اليوم وهي تركض لـ خالد اللي كان واقف معك ينتظر اهله يوصلون من روسيا بالسلامة..

رجعت ذاكرته لـذاك اليوووم يوم اطلالتها بكل سحرها وحيويتها..


محمد وهو يتلفت : وين اهلك تأخروووا
خالد بحيرة وهو يناظر من بوابة الواصلين : مدري ابوي كلمني وقال ان وصولهم بيكون الساعة 4... يعني قبل ساعة..
محمد : تجوز رحلتهم تأخرت في موسكوو ؟؟
خالد : ما أظن لو تأخرت كان دقوا وقالوا لي..

صوت ناااعم وصـــل من بعييييد يناااادي : خاااااااااااااااااااااااالد..

لفوا ثنينهم يناظرون البوابة .. وطاحت عين محمد على سحر اللي كانت وقتها ام 18 سنة.. جاية تركض والدمعة بعييينها.. والشوق واللهفة ناحية خالد أخوها الوحيد

ضحك خالد وهو يشوفها مسفحه تركض تجاهه ما همها الناس ولا همها أحد...
قفز برشاقة من فوق الحاجز وراح لها وهو فاتح لها ذراعينه يضحك...

طاحت بحضنه وهي تصيييييح مو مصدقه ان رجلها وطت ارض الوطن من غير رحيل من جديد ... سنة كاملة ما شافت خالد اللي كان خلال سنوات دراسته الطب جالس بالسعودية ، السبب اللي زاد من وحدة سحر بالغربة من بعده ..

كان محمد واقف ورا الحاجز يتأمل اللقاء الأخوي الحميمي... كان وقتها من زمان ما شافها ... ثلاث سنين متواصله قضوها برا من غير زيارات للسعودية.. وهذا اللي زاد شوقها ولهفتها اللي تفجرت قدام كل الناس..

كان يتأمل البنت اللي فجأة كبرت وتغيرت... كان اخر علمه فيه لما كانت فالـ 15 من عمرها بوحدة من زياراتهم.. كانت مجرد مراهقه تشتاق لبنات عمها وتلهو معهم في زياراتهم القصيرة..

خالد : ههههههههه الحمدلله عالسلاااامة يالبزر
سحر بلوم وهي تشهق وتناظر وجهه : حرام عليك مخليني لحالي هناك ماعندي احد... ان شالله مااااااااااااااتنجح في كليتك

كتم محمد ضحكته... على عكس خالد اللي انفجر ضحكه... من هذيك اللحظة وسحر حاقدة على الطب واللي اخترع الطب .. اللي خلا خالد يتركها تغترب لحالها من غير ونيس لسنين وسنين... وفضل يرجع لوطنه بس عشان يدرس حلمه.

سحر بدموع وشهاق : اشتقت لك يا خالد
ضمها وهو يضحك ويتحمد لها بالسلامة .. وهي تصيح وتلومه... محد يلومها 12 سنة مو شوي.. وخالد ودع الغربة من 5 سنين... كيف 5 سنين عاشتهم برا فاقده أنيسها الوحيد.

قرب محمد منهم بيتحمد له بالسلامة.. وقال بابتسامة : الحمدلله عالسلامة سحر ..
رفعت سحر راسها من صدر خالد .. وناظرت في اللي نطق اسمها... كانت هذيك اللحظة أول لقاء ينكتب بين نظراتهم من بعد طووول غيــاب.

ابتسمت بعد ما استوعبت مين يكون هالشخص.. ابتسامة للحين راكزة في باله : الله يسلمك... محمد !

ومسحت دموعها وهي تكتم عبراتها ، تحاول ما تنفعل أكثر.. تركها خالد عقب ما طاحت عينه على أمه وأبوه مقبلين... وركض لهم بشوووق كبير..

يتذكر محمد انه التفت لها وقتها يكلمها... يبي يخفف عليها عقب ما لاحظ انها على وشك البكي بسبب منظر خالد مع ابوه وامه .. فقال : كيف الرحلة عسى ما تعبتوا ؟؟

وبالفعل شتت انتباهها عن المنظر المؤثر .. وخلاها تلتفت له تطالعه.. نزلت عينها وهي تمسح دمعة رمشها .. وقالت بصوت منخفض : الحمدلله ..كانت تعب .. بس كل شي يهون مدامنا وصلنا.

ابتسم لها يهون الأمر عليها... كانت بنظره ذيك اللحظة طفلة مثل ما كان يقول عنها خالد.. تدور الأمان ، وتبحث عن الاستقرار.

من ذيك اللحظة وشي داخل قلبه بدى يكبر...

::::

يتبـــع...


الساعة الآن 07:42 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية