منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   القصص المهجورة والغير مكتملة (https://www.liilas.com/vb3/f837/)
-   -   لاتبكي ، للكاتبة : عيون القمر .. (https://www.liilas.com/vb3/t86736.html)

القشراء 24-03-11 12:54 PM

انا من متابعين روايات هذا المنتدى بشكل عام وهذي اول مرة احط رد بس لاني ما احب اشغل بالي علشان كذا ممكن تسالون الكاتبة القديره متى اخر موعد لاختبراتها او اي يوم نتوقع العوده لها لاني كل ما ادخل اكون ملهوفه واقول اليوم بيكون فيه جزء جديد بس اتحطم انه لسى مافي شيء فعشان خاطر وحده ما تعرفونها بس ابي اعرف من اي يوم ابدا اشيك على الرواية

♫ معزوفة حنين ♫ 25-03-11 05:54 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة القشراء (المشاركة 2684645)
انا من متابعين روايات هذا المنتدى بشكل عام وهذي اول مرة احط رد بس لاني ما احب اشغل بالي علشان كذا ممكن تسالون الكاتبة القديره متى اخر موعد لاختبراتها او اي يوم نتوقع العوده لها لاني كل ما ادخل اكون ملهوفه واقول اليوم بيكون فيه جزء جديد بس اتحطم انه لسى مافي شيء فعشان خاطر وحده ما تعرفونها بس ابي اعرف من اي يوم ابدا اشيك على الرواية





الاثنين هو موعد البارت القادم ..
على حد كلام الكاتبة ..

تسلمين عالمرور ..
نوووووو^_^وووووورتـــي ..



عشق طفله 25-03-11 05:12 PM

×


الف شششكر لك حبوبه ..

وننتظر بقية الروايه بكل شوق ..

تقبلي مروري ومودتي ودمتي بود ..




×

♫ معزوفة حنين ♫ 29-03-11 03:20 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عشق طفله (المشاركة 2685832)
×


الف شششكر لك حبوبه ..

وننتظر بقية الروايه بكل شوق ..

تقبلي مروري ومودتي ودمتي بود ..




×






العفو يالغلآ ..
نوو^_^وورتي ..



♫ معزوفة حنين ♫ 29-03-11 03:21 PM



الجــــزء 27 ..
----------------------

الأجـواء بممرات المستشفى هادية ،..خصوصا قُرب غرفة الكشف..
مر حول الساعة من حضور ابو خالد ومعه تركي ..اللي كانوا جالسين عالمقاعد وكلن له هواجسه وخصوصا ابو خالد اللي كل شوي يشوف ساعته بقلق ..وبندر ساند راسه عـ الجدار وراه وسادل رموشه بشكل أثيري وانفاسه سااكنه وكأنه غافي...
أما تركي فـ ماله أفكار ولا شعور محدد لأن الوضع ما كان هامّه بصراحة ولاهو حاس بأدنى التوتر اللي يعيشونه من حوله !
بالنسبة لـ خالد فكان جوّا مع الدكتور المسؤول عن الكشف عن حالة سحر ..يتابع المستجدّات !

بعد دقيقة.. انسمع صوت باب الكشف ينفتح ..
وطلّ خالد بهدوء .. وهو ماسك طرف الباب لا يتسكّر : ..يبه !
قام أبوه بلهفه : ها يا خالد بشر !
ابتسم خالد ..ابتسامة متوتّـرة : ..خير ان شاء الله..توّ الدكتور ما انتهى بس جيت اقولك كان تبي تشوفها.. استأذنْت لك من الدكتور ..

مباشرة تحرّك أبوه.. ودخل من الباب اللي فتحه خالد بشكل أكبر حتى يفسح له المجال.. ثم تبعه لـ داخل وارتّد الباب من وراه بشكل طبيعي !

واستمرّ السكون والجو الهااادي بالمكان..
تركي ارتدّ نظره ناحية بندر الغافي .. ووضعه اللي مش مضبوط وسكوونه المستمرّ من لحظة وصولهم !
كان جالس بالكرسي المقابل له في الممر.. وسنحت الفرصة لـ تركي انه يتفحص كل شي فيه بدقّة !
وجه بندر المسترخي يشيل كثير معاني ، وشكّ في الموضوع !

قال بهدوووء النسييم : ..بندر !
وعى بندر وهو يفرك عيونه.. غفى هالساعة وكنّها دقايق ..ثم قال وهو يناظر الباب المسكّر : قالوا شي؟
تركي وهو يتأمله : ..لسّا

سكت وهو يقوم واقف وتركي يناظره : وين بتروح ؟
بندر : بروح لدورة المياه ..

مشى من قدامه .. وبقى تركي لحاله جالس .. ومن انتظاره دخّل يده ببنطلونه الجينز وهو قاعد ..وسحب جواله يفتّش فيه عشان يلهى ،

بعد خمس دقايق رجع بندر .. وكان واضح إنه غسل وجهه بعنف لأن بدايات شعره كانت مبلله جدا والقطرات للحين متكوّنه في أعلى جبينه وقريب من أذنه..
مشى من قدام تركي المنشغل .. وجلس بمكانه الأول يعني مقابله وحط رجل على رجل..وهو يتكتّف بانتظار ..
قال أخيرا بعد دقيقة من الهدوء : وين عمي ؟؟
قال تركي من غير لا يرفع راسه : ..دخل مع الدكتور خالد قبل شوي !
تنهّد بندر وهو خايف من النتيجة ..خايف كثيير ووقلبه مليان عتب على نفسه..لأن يدري ان ذيك اللحظات كانت مؤلمة وسحر كانت مريضة بعنف واضح عليها وعلى هيئتها..
رفع تركي راسه من الجوال وشاف بندر من جهة يطلّع جواله ويحوس فيه وشكله يكتب رسالة ..
راقبه من جديد بسكووت ..
وبندر مو حاس بنظراته ومراقبته له..

وتركي يراقب حركات بندر المتوترة بشدّة.. ما ينكر هو قاعد الحين يشوف بندر وش قد قلقان ..واضح عليه القلق والخوف عليها ..واضح كثثير أكثر من وضوح الشمس !
ما منع نفسه من السؤال : عسى ما شرّ ؟
رفع بندر عينه :... هلا؟
تركي بابتسامة ناعمة : شفيك متوتّر بزيادة ؟
بندر ابتسم على خفيف .. ابتسامة محبطة : بنت عمي مدري وش بلاها.. ووضعها ما كان زين يوم نجيبها..
تركي : روّق روّق ما فيها الا العافية .. تعرف دلع البنات..الحين بيطلعون علينا ويبشّرونا

بندر رسم ابتسامة كـ رد وما كانت ابتسامة متشجّعة.. وكلام تركي ما قدر يطمّنه لأنه ما عرف وش اللي صار واللي ما عاش اللي عاشه مارح يعرف ليش هو يحسّ كذا !
تركي كمّل : جد بندر منت طبيعي ! ، حتى خالد وعمي مساعد مب زيّك ..
بندر تنهّد : .. كافي يا وليد مابي احكي في الموضوع..
سكت تركي بعد ما عرف من جواب بندر هذا..ان فيه شي صار.. وما أصرّ عالسؤال ..
:

بعد دقايق.. انفتح باب غرفة الكشف من جديد.. وطلع من وراه ابو خالد وجنبه الدكتور المسؤول عن حالة سحر.. وخالد آخرهم ..
والنقاش داير ما توقّف حتى وهم يطلعون..
بندر رفع راسه وهو يسمع..ومعه تركي اللي كانت ملتفت يمين وهو قاعد يطالعهم ..

الدكتور وائل اللي كان بآخر الثلاثينات : بنشوف نتايج الأشعة لأن مافيه شي مبيّن حاليا وفقدان الوعي التام اللي هي فيه مو مريح.. بالإضافة إلى إنها مثل ما قلت لـ الدكتور خالد ، عندها مشكلة عضوية وتحديداً بدايات التهاب رئوي.. ان شاء الله نقدر سيطر عليه..
ابو خالد بنبرة قلقة : وش تتوقع معاها غير ذا يا دكتور..تدري هالبنت مب عادتها تطيح بمستشفيات وبهذلة ..
ابتسم الدكتور يواسيه.. ثم التفت لـ خالد اللي كانت ساكت وتارك ابوه يسأل ويتطمّن ..وقال : الحين بروح مع الدكتور خالد حتى نشوف نتايج الاشعة وان شاء الله كل خير..
هز خالد راسه.. وطمّن أبوه..ثم دخل معه من جديد لداخل الغرفة ..

جلس ابو خالد مكانه.. وبندر ساكت وتركي الآخر ساكت.. واحد ضايق ومهتم.. والثاني رجع لجواله يحوس فيها بلا أدنى شعور ،
:

قدام جهاز تصوير الدماغ المقطعي ..
الدكتور وائل جالس على كرسي ويراقب الشاشة.. وخالد واقف جنبه وهو متخصّر بيد وحدة ..ومتسنّد بيده الثانية على الطاولة اللي تشيل شاشة الجهاز ، وكل واحد يراقب الاشارات والحركات الصادرة منه باندماج !
قال الدكتور وائل بصوت جدّي وهو يتحكّم بالجهاز بيد وحدة :... أعتقد يا دكتور خالد .. تقدر تفهم هالاشارات اللي انت تشوفها !
خالد وهو مركّز غصب عنه بالشاشة ..ووجهه جدّي ومتوتّر :.........!
الدكتور وائل وعينه عالشاشة : ... ما حكيت قدام الوالد لأنك طلبت مني ما أحكي شي قبل ما تدري عنه إنت...
سكت خالد وهو يتابع الصورة الدماغية اللي يشوفها .. وقلبه موووجعه ،
رفع الدكتور وائل عينه لـ خالد السااكت : دكتور خالد ؟..
بلع خالد ريقه.. وقال بهدوء يبي يستوعب الصدمة : اشرح ماني مستوعب الصورة !

ارتد نظر الدكتور وائل للشاشة.. وأشار بإصبعه لـ نقطة معيّنة !
وقال بهدوء وبأسلوب شرح : تدري ان دماغ الانسان ينقسم لثلاث اجزاء وتعرف أنت أي واحد فيهم هذا !
خالد وهو يتابع..وقلبه مضغوط وبصووت واطي : ..نظام ليمبك..مركز الدماغ أعرفه...!
ابتسم الدكتور بمواساة وهو يتابع :..صحيح... واكيد انت فاهم ذا
وحرّك اصبعه لـ نقطة معينة .. وكمّل : فيه تغيّر واضح هنا بتركيبة الدماغ ووظايفه يا خالد.. تغيّر كبير في هالنقطة
سكت خالد..
وكمّل الدكتور وهو يدور بكرسيّه ليواجه خالد المنحني جنبه عشان يواجه الشاشة : .. مستوعب هالشي ولا تبيني احكي زود ؟
رفع خالد يده لـ وجهه وهو يفرك عيونه بحركة لا إرادية ..ثم قال يبي يستوعب الوضع اللي مو لاقي له سبب : ..اختي كانت طبيعية يا دكتور ! ، تدري انت إن هالشي لا يمكن يحدث بسهولة من غير مؤثر خارجي قوي ! صح ولا انا غلطان !؟
ابتسم د.وائل بتعاطف : مدري وش اقولك لكن انا اصدق اللي قدامي يا د. خالد... ومثل ما انت شايف.. مركز الدماغ اللي تدري انت إنه مسؤول عن الوظايف العاطفية البحتة..يعاني من اضطرابات هيكلية ووظيفية كبيرة غيّرت من تركيبة الدماغ العامّة... الموضوع مو سهل !..
(ناظره وهدى من صوته ) باختصار اختك تعاني من صدمة نفسية ..أول خل أكون واضح... صدمة عاطفية شديدة رح يكون لها أبعاد مستقبلية..من الحين بكون صريح معك يا د. خالد !.. تدري انت وش تأثير مثل هالنوع من الصدمات على حياة الانسان العادي ! ،

خالد وقلببه يختتنق زود داخل ضلوعه.. مووو مستوعب لأن اللي صاير لها وهالنتيجة مو منطقيّة بـ نظره..اخته طبيعية ما تعاني مشاكل من أي نوع !!!
كمّل د. وائل وهو يلفّ بكرسيّه الدوار من جديد للشاشة : ما يحتاج أزيد بالكلام مع دكتور مثلك عارف بتفاصيل مثل هالحالات .. اختك رح تحتاج لـ علاج ومساندة نفسية كبيرة ..ما رح أحبطك لكن زي ما شفت طبيعة مقاومة جسدها ضعيفة.. رح ننوّمها لفترة بالمستشفى لما نسيطر ونعالج الالتهاب الرئوي.. كان خطر لو أهملته أكثر من كذا.. بنحوّلها لغرفة حاليا تحت المراقبة واذا اهلك يبون يزورونها مافيه مشكلة ..
نادى د. وائل عالممرضة الموجودة وطلب منها تبدا استعدادات نقلها لغرفة تحت المراقبة ،
وخالد تقدم لـ سحر ..اللي كانت منوّمه على السرير الخاص بجهاز الأشعة.. مسدله رموشها على وجهها المريض المصفرّ اللي ما كان يشبه وجهها العذب أبداً.. ما كانت ملامحها الشقيّة البريئة ابداً ،!
منصدم من النتيجة.. ومو متخيّل أي سبب خلّاها كذا !
مد يده لشعرها اللي كان مفكوك ومنسدل بعض منه على كتفها وبعضه عالسرير.. ومسح عليه بعطف وحب أخوي.. وتركها للممرضات حتى يشوفون شغلهم ،
/
،
في بيت أبو محمد ..
مرّ على وصولهم للرياض حوالي الساعة ..

جت مشاعل وهي ماسكه جوالها لـ شادن اللي كانت شايله ملابسها المتّسخة عقب البر..بتوديها لـ غرفة الغسيل.. وقالت بخننقة : أبببي أروح أشوفها !! ،
قالت شادن وهي حاضنه كومة الملابس ..بقلق: وش قالك بندر .. علّمك وش فيها ؟؟؟
مشاعل : أرسلت له رسالة ورد يقول ما بعد طلعوا .. ! ، أبي أعرف وش اللي فيها !!
شادن : وش اسوي والله لو معي سيارة ودّيتك ورحت معك عشان اشوفها ..
مشاعل : يااااررربي.. بكلم بندر يرجع مالي دخل مارح انام الا لما أعرف وش فيها !!!

ودخلت غرفتها وضربت بالباب بعصبييية كبيييرة .. حمقانه وخايفه عليها..
هي أكثر وحدة خايفه لأنها آخر انسانة شافت وجه سحر ذاك وشافت ذيك الملامح اللي لا يمكن وصفها عقب صدمة خطوبة محمد !!
محمد اللي حاليا حااانقه عليه وضااايقه منّه.. وبسمة اللي كارهتها الحين !!
بسمة اللي سرقت حلم سحر..
واللي اختارها أخوها بشكل مفاجئ ،!
ضايقه لأنها حتى ما تقدر تتخيّل شعور سحر بذاك الألم ! ، رغم إنها متأكدة إنه موووجع ويذبببح ولا حتى تقدر تستشعره !
ومتعاااطفه معها كثير ،!!

رمت نفسها عالسرير وهي تطقطق عالأزرار ، تكتب مسج لـ بندر ،
"تعال خذني ألحين
والا والله لأركب تكسي وأجي"
:

نزلت شادن وهي شايله الملابس المتّسخة ..ورمتها بالسلّة الموجودة بـ غرفة الغسيل ،
ثم طلعت رايحه للصالة .. وبالممر قبل تدخلها ... وصل لـ سمعها نسمة صوته يحكي مع أمها..
بلعت ريقها ووجهها يتقلب بعنف من تذكّرت اللحظات الأخيرة بينهم ..
مسحت على بنطلونها اللي توّها غيّرته عقب مشوار الرجعة الطويل .. ولبست بنطلون قطني رياضي لونه رمادي مريح بالبيت ، وتي شيرت ابيض عليه صورة أرنب معطيها هيئة مغرية مع تقاسيم جسمها الأنثوية والرويانه..
ثم دخلت بهيئة طبيعية وابتسامة ناعمة .. ومشت للجلسة اللي كانت بآخر الصالة ..جلسة الكنب وبالزاوية التلفزيون مشتغل قبال الجلسة ..
ومن التقت عينها بعينه اللي رفعها من انتبه لـ دخول أحد ..قالت بمرح : انت وصلت ؟!

ردّت أمها : ايه توّه دخل من ربع ساعة..
قالت وهي تحاول ما تطيح عينها بعينه : ايه استغربت انك ما وصلت معنا..مع انك مشيت قبلنا !
قال بصوته الهادي وهو يطالعها : درت بالسيارة شوي بالرياض وجيت ، مفتاح البيت مب معي ،
ام محمد بابتسامة وهي تصب له فنجال قهوة : .. دخل يسلّم من ناحيتي من زماان ما سمعت أخباره ..
ابتسم ابتسامة خفيفة مو واضحه ..واخذ الفنجال بصمت ..

قالت شادن الكلمة اللي انتظرت سنين ودهور عشان تقولها..بكل صدق : ..الحمدلله عالسلامة.. نوّر البيت برجووعك ( ابتسمت يوم تشجعت وناظرته ).. فقدك بيتنا والله..!

رفع عينه عن الفنجال .. وناظرها ولقى الترحيب الغااامر بشكلها وكلماتها العذبة.. ترحيب ممكن يغرقه بفيضاان لأنه يدرك وش قد لهفة انتظارها لهالعودة ،!
ما قدر غير ..يبتسم ابتسامته الحلوة واللي نادراً ما يرسمها إلا متى ما يبي هو.. وقال بصوته الفخم : .. منوّر فيك..
ما قدرت تطوّل بنظراتها عليه ولأول مرّة تحس إنها ما تقدر تحط عينها بعينه بهالوضع .. بسبب اللي صار بينهم آخر مرة ،! .. من ساعات !!
مشت تبي تجلس جنب أمها .. وتاخذ منها ترمس القهوة .. وعمر من قال آخر كلمة رجع لأمها اللي سولفت معه وقالت بمزح : ...عسى ما استنكرت البيت عقب هالغيبة ؟
ابتسم يرد المزحة : لا أبشرك ضعت بالحارة .. ساعة على ما لقيت البيت

(ضحكت) : محد كثرك يعرف تفاصيل هالحارة..
قال بابتسامة : حارة فضايحي يا ام محمد .. هههه (ضحكة بسيطة وعابرة )
ام محمد : ايييه شيطنة عيال لابد منها .. المهم بشّرني عنك عساك مرتاح..
بابتسامة وهو يناظر يديه المشبوكة ببعضهم وهو منحني لقدام شوي : .. مرتاح يمه الحمدلله..

ابتسمت ام محمد : الله يالدنيا !!.. ما كنت تناديني يمه يا عمر !
تغيّر وجهه لـ ثانية .. بس مسرع ما حاول يكون طبيعي ولا يتأثّـر .. وابتسم كـ رد ،
وشادن تراقب تعابيره ،.. بعطـف ،
لفّت ام محمد لـ بنتها اللي كانت ساكته طول الحوار ..
: وش صار على بنت عمك ما ردّوا لكم خبر ؟
شادن : مشاعل تتواصل مع بندر.. توّه ما وصلهم خبر ..
ام محمد : ان شاء الله خير وما تتعدى حمّى عادية
شادن : ان شاء الله ..

ثم لفّت ام محمد من جديد لـ عمر اللي كان هالمرة مريّح ظهره على الكنبة.. وممدد يد وحدة على المسند اللي ورا ظهره.. وعيونه تناظر التلفزيون اللي كان مايل بزاوية على يمينه ..
وقالت : عمر ترا قلت للخدامة تجهّز غرفتك..

ترك التي في ، ونقل عينه لها ..وابتسم : الملحق يكفيني !
ام محمد برفض : لا هااو غرفتك فوق على حالها مثل ما تركتها .. 4 سنين ونص وشادن شايلتها شيل فوق راسها يا ويل اللي بيجيها هههه
كـ رد فعل.. نقل عينه لـ شادن اللي كانت منزّله راسها تناظر الترمس اللي حاطته على فخوذها وشبه حاضنته .. ونظراتها تتبعثر هنا وهناك.. اهم شي ما كانت تناظره ،!
ابتسم وردّ يناظر فـ أم محمد : .. ما تقصّرين يمه بس ارتاح بالملحق..
ام محمد : اذا على مشاعل مافيه خلاف غرفتك مب على طريقها وانت أخوها من يوم ولدتها لا تشيل هم ذا الأمور ..
قال : أدري يمه محد ينكر بس أنا تدرين فيني من عمري وانا ارتاح هناك أكثر.. وكلهم غرفتي
ام محمد تنهّدت تدري فيه إنْ قال لا ما قال بلى : ... على راحتك... بقول للخدامة تروح تجهّزها وتنظفها ..
مسكت شادن يد أمها تمنعها .. وهي تنزّل الترمس عالأرض : أنا بتولّاها يمه .. ارتاحي..
تركتهم وطلعت من الصالة عشان تبدا شغلها ، متناسيه كل شي مُربك صار ،!
،

بعد حوالي ساعة ..
كانت شادن مشغولة بالملحق لحالها .. تكنس الأرضية وعقب راحت للطاولة الموجودة وبدت تمسحها .. ويوم انتهت بدت تدخّل بعض الأغراض لـ عمر جوّا الدولاب .. شالت صفّت الملابس بيد وحدة وباليد الثانية بدت ترتبهم على الرف داخل الدولاب.. كانت مندمجة ومركّزة عشان تنتهي بسرعة..

بهاللحظة.. وطت رجل عمر داخل عتبة الباب ..ودخل خطوة وحدة بس..ثم وقف وهو يتأمل الغرفة اللي تركها دهـر.. الغرفة اللي حملت كثير لحظات من طفولته ومراهقته الجاااانحة والمعقدة..وأخيرا ارتدّ نظره عليها وهي واقفه ما يشوف منها غير جنبها وهي مشغولة بين رفوف الدولاب ، ومو حاسه بوجوده الهادي !
من غير لا يصدر حس .. التفت يساره جنب الباب حيث موجودة طاولة عليها برواز قديم.. تذكّره ورفعه يناظره ، كان شي من اشياءه القديمة هنا ولقاه فاضي مافيه أي صورة ... أعاد البرواز مكانه وهالحركة أصدرت صوت بسيط خلّا شادن تحط آخر قطعة ملابس على الرف وتلتف بسرعة وانتباه.. وشافته واقف عند الباب يتأمّل المكان ..
سكّرت البابين بيديها الثنتين وهي تحاول ما تطيح عينها بعينه .. ملاها الارتباك وقلبها بدا يتلخبط..
حاليا ما تقدر تكون طبيعية معاه ..عقب ذيك اللحظة..
لحظة قُبلتهم الأولى..!
وما تدري متى هالتأثير بيختفي !
وهو؟.. وش وضعه ؟

مشت للجهة الثانية من غرفة الملحق اللي كان حجمها لا بأس فيه ويساعد يكون غرفة نوم.. وبدت ترتّب بعض العدّة اليومية على الطاولة من غير ما تفتح نقاش معه ،
اقترب عمر خطوات أكثر لين صار بوسط الملحق .. يطالع الوضع المرتّب قدامه.. بالزاوية سرير بمفرش جديد توه مرتّب.. وأغراضه الضرورية اللي كانت بغرفته صارت الحين هنا ،!

لفّ لها وهي مشغولة بالترتيب ما تطالعه.. وقال بصوت مبحوح : ..شكراً ،
لفت وبيدها معجون أسنان ..بابتسامة تخفي وراها ارتباك : .. واجبي !

وصل له ارتباكها المخفي وتوتّرها .. وفهم أسبابه .. ذيك اللحظة اللي حتى هو ما نساها .. !

حطّت باقي أغراضه عالطاولة.. وأشغلت نفسها لدقايق ودقايق.. وسكتوا خلال هالدقايق !
ومرت دقااايق ثانية على ما انتهت من كل شي.. ثم لفّت ناحيته وهي تحكّ رقبتها بحركة لا شعورية !
مو قادره تحكي معاه كلمة طبيعية وحدة... وهو نفسه ساكت وكأنه ما يبي يعلّق عاللي صار !
ورقع قلبها يوم شافته فاصخ بلوزته ورامي عمره على السرير بوضعية ما تدري متى خذاها .. وبلوزته مرميه عالأرض بلا مبالاة متأصّلة فيه !!
أزاحت عينها عنه حتى تكبح شعورها .. زمااان ما شافته بوضعياته المختلفة اللي تعيش اختلافاتها باليوم الواحد.. زمان ما شافته بهالوضعية !!
كان منسدح على ظهره ورجل رافعها عالسرير.. والرجل الثانية لا زالت عالأرض.. وعيونه عالسقف،
وعشان ما تنغمس بمراقبته ..رجعت تعطيه ظهرها تحوس بالأغراض رغم إنها انتهت من ترتيبها ،
لا زالت هالذكرى الأخيرة ما تفارقها ،
القُبلة !
ذاك الشعور المو طبيعي..
مشاعره المتفجّرة بذيك اللحظة !! ، واللي يحاول يكبحها قد ما يقدر ،

مرت دقايق ثانية وهي تحوس بالأغراض وترجع ترتّبهم.. مو قادره تحط عينها بعينه !!.. ولا هي قادره تطلع !!
أخيرا.. اخترق السكون.. صوته المبحوح وهو راقد
: ..شادن ؟

استجابت بدون شعور ولقت نفسها تلتفت له :.. هممم؟
لأنه راقد .. كان يناظرها من تحت عيونه :.. يكفي ترتيب !
حكّت رقبتها من جديد.. بابتسامة مترددة : ... مو مشكلة.. ما تعبت
قال بنفس وضعه ونظراته : لا ترتبين... ساعتين وبرجع أحوسهم... يعني ما تعرفيني ؟!
قالت بهدوء ظاهري : ..معليش ما اخالف..

وعشان تقطع النقاش مشت لبلوزته المرميه عالأرض وشالتها ..وهو يتابعها بنظراته الهادية والوسادة حاضنها على صدره العاري..
حطّت البلوزة عالطاولة .. وكمّلت تنظيف الأدراج اللي كانت الجزء الأخير الباقي ،
قال يوم شافها مصرّه : قلت لك لا ترتبين !
ما وقّفت استمرّت عاللي هي فيه : لازم كله غبار !
قال وهو راقد ويطالعها : .. خلاص يكفي بنام !

قامت واقفه وهي تضف أغراضها عشان تتركه ينام.. وللحين وهي تتجنّب النظر فيه ،
كان ملاحظ هالشي من البداية .. وقال وهو منسدح للحين : .. بطلبك طلب !
نبرته الناعمة وتّرتها .. لفّت تناظره وكان منظره خقة بـ عيونها ..
وبهدوء : .. طلب؟
قال بذات النبرة : ... لا تسوين شي عشاني .. لما أطلبك أنا !
رقع قلبها .. وحاولت ترجع لوضعها الطبيعي تبي تكسر هالحاجز الجديد.. لازم تتعوّد وراها حياة معاه : .....؟
قال وهو يسحب ثقله عشان يقوم قاعد على طرف السرير والمخدة اللي كانت تستر صدره طاحت عالأرض : ... طلبي صعب ؟
ناظرت بالسقف بسرعة وكأنها مو متأثرة لا منّه ولا من وضعه : .. غريب طلبك
ارتسمت ابتسامة جانبية .. جعّدت خده الأيسر .. وقال : الغريب هو وضعك!
ناظرته ووجهها يحمرّ.. من تعليقه
قال وهو يمدد يديه الثنتين وراه بشكل مسترخي.. وعيونه تمر عليها من فوق لـ تحت : انسي اللي صار بيننا اليوم ..ما أحبك خجولة معي !
انقلب وجهها وصاار أحمرر زود.. والأكسجين اختفى !
ضحك لـ ثانية وحدة وهو جالس باسترخاء : .. انسيه !.. اعتبري ما شي صار !
مررت لسانها على شفاتها بسرعة .. وهي ترمش بسرعة وعيونها تطالع بعيد عنه..
أخيرا ناظرته : ... انت نسيته ؟
هدت ملامحه.. وابتسامته توارت.. لكن الاسترخاء ماخذ مكانه على وجهه .. وما ردّ !
وقال بعد لحظة يبرر بكل نبرة هادية : ..لا تنسين إنك فوّرتي لي دمي !
ناظرته وبـ نفس هدوءه : واللي دمه فاير يسوي ذيك الحركة !!
عمر بدا يتلاعب بأعصابها : يعني بتفهميني انك ما انتظرتي ذيك الحركة !؟
أنكررت بقوووة : مين اللي بينتظرها حتى انت كنت مفوّر لي دمي !!
قطع النقاش اللي ما يبغاه يحمى بينهم : ..طيب... أبي أنام ! ( بكل هدوء بارد يفوّر الدم )
شادن وهي تلملم باقي اغراضها : نام احد قالك لا تنام ..
وجت بتطلع قال وهو منسدح : ..لا تنسين طلبي !
ناظرته وهي واقفه عالباب : طلبك غريب وانا ارفضه !

ناظرها .. ورفع من مستوى طلبه ..وبحاجب واحد : دام كذا .. أجل هالغرفة ممنوع عليك تدخلينها دامني فيها !!
ناظرته بنص عين : ..نعم؟
بابتسامة جانبية جعدت خده من جديد : واضح كلامي؟
شادن : لا مو واضح بعتبر نفسي ما سمعت
عمر : لا سمعتي ..غرفتي هذي.. ما تدخلينها وأنا فيها !
ناظرته بسكوت تتأمل وجهه قالت لـ نفسها يمكن يمزح !.. بس مـا حسّته يمزح رغم نبرته الهادية !
قالت : مب على كيفك !
عمر بنفس الهدوء اللي ما يتخلّى عنه : وما أبيك تخدميني بشي.. لما أطلب أنا منك.. اعتبريني مب موجود !

عوّرها قلبها بس تقدمت لـ داخل الغرفة بعد ما كانت على وشك تطلع : .. مزحك ذا مب حلو.. والله !
ابتسم بنعومة وهو راقد : .. ما أمزح !.. عشان كذا طلبي ابيك تلبّينه !
شادن بقهر : وأنا أررفضه ..ما تقدر تمنعني من أشياء أحب أسويها ..هواياتي هذي !

تخلّى عن ابتسامته.. ومن جديد قام قاعد على طرف السرير .. ومن طرف السرير حط يديه على ركبته وقام واقف.. وتقدم لها وهي واقفه بدت تنتفض من اقترابه ونفس الذكرى رجعت..
وقف قبالها مباشرة وبنفس القرب الأخير :... ريّحي راسك مني.. انسي اني موجود ولا تشيلين همي..
شادن بعناد : ما أبغى.. هوايتي وما أبي أتركها ..
قال وهو يمسك خصلة من شعرها بحركة جمّدتها : ..انسي اني هوايتك.. طلبي وأبيك تنفّذينه
رفعت راسها له متناسيه قربه وشكله ووضعه وكل شي : طلبك مو منطقي قلت لك.. انا وياك متعوّدين على هالشي من كنّا صغار !
ترك شعرها وتراجع بعد ما أربك جوّها ..
وجلس عـ السرير وهو يناظرها بنظرة غريبة : ..قلتيها كنّا صغار ! ، ..شايفتني صغير الحين؟.. أنا رجال كمّل من عمره 28 الأحسن تاخذين بالك معي لأن لا أنا ولا أنتي نبي نتهوّر !
التفتت بعيد عن وجهه لأن كلامه يوتّر واللي يقصده يربك ..
قال وهو يراقب تعابيرها المتغيّره : .. من جديد..دامني موجود بهالغرفة..مابيك تدخلينها ، تفهمين كلامي؟
ارتدّ نظرها لوجهه وهي متشوشة : ..بس.. أنا... مو أي وحدة !
عمر بنفس نظراته الهادية ونبرته الأهدى : ..أدري.. إنك .. مو أي وحدة
تكتّفت وهي تقلّب عيونها بتوتّر : ...وإذا رفضت؟
عمر بهدوء وعينه الهادية بعينها : ... مارح ترفضين
قالت بسخرية بسيطة وهي تناظر الطاولة يمينها : تتكلم يا عمر.. كنّك ما تعرفني !
سكت وهو قاعد.. ويراقب ملامحها اللي مو معجبها كلامه ،
لكن هو لازم يجبرها ويجبر نفسه على هالخطوة..
كفاية إنّه خرّبها بينهم اليوم.. !
ولا يبي الأمور تتجاوز لأكبر من ذاك الحد،

رفعت راسها فوق شوي وهي تاخذ نفس عميييق.. ثم قالت وما فهم وش اللي يدور براسها : ..يصيـر خير !
وطلعت وهي تسكر الباب وراها.. وغاب طيفها العذب،
كانت عينه متعلّقه بالباب .. رمش وهو يرمي نظره عالأرض بابتسامة حنونة..
مكتوب علي الشقا يا شادن !
:
/

بالمستشفى ،
بندر يكلّم تلفون : أقولك انتهت ساعات الزيارة ! ،
مشاعل بحمـق : وش علي أنا أبي أشوفها ..
بندر : يا بنت الناس اقولك الزيارة انتهت حتى انا بطلع الحين.. وعمي بيطلع مب جالس..كلنا بنطلع بكرة ان شاء الله اذا تبين بجيبك !
تأففت بقوووة وضييق : وانا شلون بصبر .. ابي اعرف شفيها ..
بندر بهدوء وهو يغمض عيونه بطووولة بال : قلت لك معاها التهاب رئوي ..
مشاعل بعصبية : تلعب علي انت.. الالتهاب بيفقدها الوعي.. مو انت تقول مغمى عليها وللحين ما صحت؟؟؟
غمض عيونه بطوولة بال من جديد.. وهو يفرك جبينه بسرعة بقل صبر..واليد الثانية ماسكه الجوال : ..ماقالوا لنا غير كذا..وش اسوي لك !
مشاعل بحنق : اسأل خالد !
بندر بعجب : وش أسأله قلت لك اللي قالوه لنا !
مشاعل : اسأله وش بتخسر.. انت ما تدري وش صار لها قبل ما نمشي من هناك عقب ما درينا ان محيميد والزفت ذيك اللي أشك إنه وراها سالفة (تقصد بسمة)...
قطعت كلامها وحوّلته لمجرى ثاني : .. المهم تكفى شف شفيها
بندر بصبببر : مشيعل ترا عطيتك وجه يلله انقلعي.. بكرة بتشوفينها مع السلامة !!
سكر بسرعة منها عشان يفتك ..وقرر يرجع البيت.. خلاص قرفان من نفسه هو حتى محتاج شاور ينعش وملابس نظيفة وراحة ،

نط في باله "محمد" اللي ما بيّن واللي توقّع إنه بيلحقهم عالمستشفى .. لكنه ما جا ولا له ظهور !
وشكله ما له نيـّة يجي !
مالومك يا محمد ! ، تجي وش تسوي عقب اللي صار !

قام واقف تارك المقعد عقب ما شاف عمه ومعه وليد جايين من جهة ثانية وشكلهم ناوين يطلعون للبيت ..
قال بندر : عمي بتطلع ؟
وصل عمه وهو يهزّ راسه بتنهيدة : ايه وانا عمك.. جلستنا مالها سنع وولدي خالد بيكون معها
بندر ابتسم يواسيه : ان شاء الله بكرة بتكون صاحيه وما عليها الا العافية
عمه : ان شاء الله .. يلله سرينا كلنا وانت بعد جلستك مالها سنع
بندر : يلله انا طالع معكم

مشوا سوى وطلعوا لسياراتهم ،
:

وصلت سيارة ابو خالد لـ قصره اللي غابوا عنه خمس أيام .. واللي كان يسوقها تركي وابو خالد جالس جنبه يهوجس وساكت.. وواضح إنه مب مرتاح
دخل بالسيارة من البوابة العريضة اللي كان واقف فيها الحارس .. واللي سلّم بيده من شاف ابو خالد داخل السيارة يحييه ويتحمّد له بالسلامة ..
مشى بالسيارة لين الساحة الداخلية الواسعة لين صفّها قدام المدخل الأنيق ..
حرّك تركي القير لوضعية الوقوف ، والتفت بابتسامة : ماله داعي قلقك ذا يا عمي !..سمعت وش قال الدكتور التهاب رئوي بمرحلة بدايته ويمكن السيطرة عليه ..ما في شي يستاهل قلقك ذا ..
ابو خالد وهو يفتح الباب : يقدّم الله خير ان شاء الله.. بكرة الصبح قبل أروح الشركة أبيك تودّيني لها ..
ابتسم بعذوبة مزعومة : ابشـر .. بكرة بستنّاك برا

وقبل ينزل التفت عليه..وبصوت واطي وشوي ضعيف من الارهاق : صحيح ان كانك جوعان وتبي عشا دق عالمطبخ من غرفتك اطلب لك اللي تبي..
هز تركي راسه بصمت موافقة ..
ونزل ابو خالد.. وصعد الدرجات ودخل جوّا ..

ثم حرّك تركي السيارة متوجّه للكراج الخاص بالسيارات بالجهة الثانية من القصر.. وقّفها بالمواقف الخاصة
وسحب المفتاح وهو يهزّ راسه يمين وشمال من سخرية ..!
أجل التهاب رئوي !!
ما صدّق وهو من داخل نفسه ، عارف ان هالبريئة الساذجة طاحت من خبر خطوبة محمد !!

نزل وهو يدخّل المفتاح بجيبه وباليد الثانية دفع الباب يسكّره .. وتجاوز الممر المقابل لكراج السيارات.. ودخل المساحة الخضرا المزيّنه بأنوار الحديقة المصممة باتقان.. وعبرها رايح للجهة اللي تحويها غرف الملاحق.. نصى غرفته وهو يحك شعره المعفووس ..
محتاااج نظافة ونووم طوييل عقب هالرحلة اللي عيّت تنتهي !
دخل غرفته اللي تركها على حالها .. ووضعها نفس الوضع اللي تركها عليه مافيه شي متغيّر ، وأشياءه نفس مكانها ،
قفلها بالمفتاح ومباشرة شغّل المكيّف بالكنترول اللي كان عالطاولة.. ومشى للحمام وهو يخلع القميص ورماه عالأرض وهو يدخل عشان ياخذ حمااام حاار يفكك فيه عضلاته ويسترخي من عقبه ،
ويستعدّ لـ بكرة ،
:
/

داخل قصر أبو خالد ..

نزلت زوجته وهي مبدّله ملابسها والقلق بادي على وجهها ..لقت زوجها جالس بالصالة وقدامه حبوبه ،
زاد قلقها فوق قلقها : مساعد وش صار على بنتي !
رفع عينه وهو يرمي حبة الضغط داخل فمه..ويتبعها بكوب الموية : مافيها الا العافية
ام خالد : كنت بجيكم بس من قلت لي لا تجين وانا على اعصابي.. وينها ورا ما جبتها معك ؟
ابو خالد وهو يريّح ظهره للمسند : .. يقول الدكتور معها التهاب بالرئة وخفيفة ان شاء الله..عشان كذا بتجلس هناك يومين ثلاث ..
جلست بقلق : خالد الله يهديه ياخذها للمستشفى وبس وما يعطيني خبر قبل.. عصر قلبي عليها
ابتسم بتعب خفيف : ما عليها شر ان شاء الله..
ام خالد : لو داريه ان حرارتها كذا كان ما طاوعتها من البداية .. وخليت خالد ياخذها من أمس ولا تسوء كذا
ابو خالد وهو يتنهّد : خالد معها دقي عليه اذا تبين تتطمنين.. انا طالع برتاح وبكرة ما بيصير إلا كل خير..
طلع فوق وهي مسكت التلفون تتصل على ولدها عشان تفهم وضعها وقلبها ناغزها ،
:

خالد وهو يمشي بالممرات راجع لـ عيادته.. ماسك التلفون بيد واليد الثانية داخل اللاب كوت
: .. يمه صدقيني ما فيها الا العافية !
أمه : هالالتهاب اللي فيها خطير ؟
ابتسم وهو يوقف بحنيّة : لا مسيطرين عليه لا تخافين .. بس تحتاج لعناية وشوية مضادات ومراقبة عشان ما يتطوّر..
امه : انتبه لها يا خالد.. وانا بكرة بجي اشوفها .. تبي أغراض لك أجيبها معي؟.. داريه فيك مارح ترجع الليلة !
خالد : ايه بالله يمه جيبي لي غيار ملابس.. بتحمل باللي علي لين بكرة..
امه : خلاص اجل واذا استجد شي لأختك كلمني
خالد : مارح يكون شي.. روحي نامي انتي.. وانا معها ..

سكّر وهو يتنهّد .. دس الجوال بجيبه ، وأصابعه تحك حاجبه من الوضع اللي هو فيه !
وش ذا اللي هو مو فاهمه !!
وراه طايح بالحيرة.. !! ، وللحين مو مستوعب !!

نزّل يده عن حاجبه ورفع راسه عشان يكمّل طريقه لـ عيادته ..لكن خطوته اللي امتدت شوي وقفت يوم شافها مقبله تمشي بهدوء مع وحدة من صديقاتها ، وابتسامة طبيعية على وجهها وهي ملتفته تسولف ..
ارتدّت رجله لمكانها الأول وهي تلف وجهها لقدام بوضع طبيعي.. والسالفة مستمرّة ..
ومن لاحظته قطعت السالفة وكمّلت مشيها هي وصديقتها .. لين وقفت قدامه وبنبرة قلقة : ... الحمدلله على سلامة اختك !
عقد حواجبه ،،
وابتسمت بنعومة : دريت من الدكتور نايف !
ابتسم بأدب ورسميّـة وهالابتسامة تطيّح الطير من السما : الله يسلمك !
قالت بحسافة : ما كمّلت اجازتك يا دكتور خالد ،
عقد حواجبه من جديد ..
وابتسمت من جديد : لا تستغرب برضو عرفت من الدكتور نايف.. ولا تنسى انك المشرف علينا معاه.. يعني أخبارك تهمّنا

تذكّر سالفة التدريب.. ورفع راسه وهو فاتح فمه شوي بطريقة اللي توّه يتذكر
وضحك على نفسه : ..بالله نسيت بالمرة ! ، آسف راح عن بالي ،
قالت بأدب : تذكر اني قلت لك.. اذا فيها ثقل عليك قول وانا مستعدة أكلم د. نايف بنفسي..

ابتسم لأدبـها الجمّ : وأذكر إني قلت لك لو عندي مشكلة .. بقدر أكلّمه مافيه احراج.. وبالنسبة لي بتكون تجربة حلوة وأتمنى ما أكون ثقيل عليكم..
هزّت راسها بأناقة وتفاعل مؤدب ،
وبالمقابل نقل نظره ما بينهم وهو يهزّ راسه بلباااقة مُلفتة حد الصميم ،!
: عن اذنكم..مشغول الحين شوي واذا احتجتوا شي لا تترددون ،

ومشى وهو يحك رقبته من ورا وهم تنحّوا شوي وابتسامات مؤدبة على وجههم .. عبرهم وابتعد لحد ما صار بعيد..
لفّت اللي اسمها سناء لـ صديقتها ياسمين : ملاحظه إن شكله اليوم مور كاجوال عن العادة !!.. ما أذكره كان يلبس كذا !
ياسمين رمت نظرة عليه وهو يدخل عيادته.. ورجعت لـ صديقتها بسرعة وبنبرة طبيعية : لأنه جاب اخته للمستشفى !
سناء : ليه ما يلبس كذا دايم ..والله أحلى .. مور بيوتفل آي لايك هز ستايل !
هزّت ياسمين راسها وهي تضحك ومشت : تعالي خلينا نشوف البنات خلّصوا ولا بعد..نبي نطلع نتعشّى !
سناء بضحكة وهي تلحقها : خلينا نقولهم ..كانوا يسألون عنه ما رح يصدّقون ان د. خالد رجع من اجازته ،

ضحكت ياسمين وبمزح متعوّده عليه مع صديقاتها : شرايك نسكت ونخلي هالموضوع بيني وبينك.. أخاف يطيّحون عنده كل يوم خصوصا هند ومرام .. خليهم يركّزون بتدريبهم.. أنا ما جبتكم لهالمستشفى عشان تطاردون ورا الدكاترة !
ضحكت سناء بلكنة انجليزية مُتقنة :come on .. we need some fun .. تدرين السنين اللي راحت شلون طلعت عيوننا من الدراسة.. خلينا نتهنّى شوي ..
دخلت ياسمين المصعد : اتهنّوا بس بعيد عن تلاميذ ابوي..
سناء : هههههههه والله انك درج .. ما همّك إلا دراستك !
ضغطت ياسمين زر اللوبي وهي تضحك : راضيه اكون درج.. دقي على هند شوفي وينها ،
:
/

اليوم التـالي ،

دخل خالد كافتيريا المستشفى عشان ياخذ له قهوة تعدّل مزاجه وتنشّط خلاياه.. يكفي إنه ما نام طول الليل.. وما غفى له إلا حول الساعـة ونص الفجر وهو جالس بعيادته .. ما استلم أي حالة ولا كان مستعدّ ذهنياً أصلا ، وبحكم إن اجازته باقي فيها يومين .. فاستغلّها بالاسترخاء بعيادته ، ومتابعة حالة سحر اللي كل شوي يمرّ عليها بغرفتها عشان يشوف إن كان قامت !..لكنّها للآن ما وعت !
استلم طلبه كوفي لاتيه مع كروسان .. وراح لوحدة من الطاولات ..حط الطلب عالطاولة ثم جلس وهو يمسح بأصابعه على جبينه من فوق لين أسفل دقنه من التوتر وقلة النوم اللي خذاها ..
ما حس بـ جمال اللي توه واصل شكله للدوام .. وراح مباشرة ياخذ طلبه قبل يطلع لعيادته هو الثاني ..
لكن عقب ما طلب.. استند بكوعة على كاونتر الطلبات وهو يتلفّت يمين ويسار بحالة انتظار.. وطاحت عينه على اللي ما توقع يلقاه مداوم هاليوم !!
أشار للعامل انه يجيب الطلب اذا انتهى .. وراح لطاولة خالد اللي كان مسند كوعه على الطاولة .. واصبعه الابهام والسبابة يفركون عيونه وهو ناسي اللي حوله ،
قال وهو يسحب الكرسي وبصوت عالي ضاااحك : وش جاااابك اليوم !!
فزّ خالد من الروعة .. ورفع راسه مرتاع : لا إله إلا الله... من وين طلعت؟!
جمال وهو يرمي روحه عالكرسي : توني جاي من البيت.. أول حالة عندي بعد نص ساعة !.. وش جابك خبري باقي باجازتك يومين
خالد ابتسم بتعب وهو يرفع كوبه : حالة طارئة .. ما تشوف شكلي متبهذل... ملابسي ذي من امس !

انحنى جمال براسه شوي.. عشان يشوف من تحت الطاولة.. البنطلون الجينز الفاتح اللي لابسه.. ثم رفع عينه للقميص الكاجوال الأسود المقلم بخطوط رفيعة سماوية وأزراره العلوية المفتوحة .. باختصار كان شوي أقل أناقة عن العادة ويختلف عن اسلوب ملابسه المعهود بالمستشفى .. واستغرب، !
ناظره : شفيك.. حتى شعرك منعفس ؟!
ابتسم خالد : وينك امس ؟ طالع من الدوام بدري.. دوّرتك ما لقيتك ؟
جمال : انتهت مواعيدي واستأذنت وطلعت.. (باهتمام)..ليه خالد جد وش صار ؟ انت من أمس جاي المستشفى ؟؟

تنهّد وقاال : سحر اختي طاحت امس واحنا بالبر.. مرضت وجبتها سيدا عالمستشفى
جمال باهتمااام : أفااا.. ليش سلامتها ؟
خالد : والله معاها التهاب بالرئة ... و...... (سكت ما قدر يقولها.. مو مستوعب لحد الحين)
جمال بعيون ضيّقة : ...و...ايش؟؟.. فيها شي خطير ؟
هز راسه نفي راافض الفكرة : مافيها شي... بس التهاب !
جمال : وراه وجهك مو طبيعي ؟!
خالد : مدري شبلاها يا جمال.. حتى انها فاقده وعيها من أمس !!
جمال يطالعه باهتمام : ...............!
كمّل خالد : متى بتصير فاضي ؟
جمال ( يطالع ساعته ) : قلت لك عندي حالة بعد شوي .. ان شاء الله فترة الغدا اكون فاضي

وصل طلب جمال .. وبدا يرتشف قهوته
وخالد يناظر كوبه بتفكير عميق : بما إنك نفساني.. فـ يمكن أفهم منّك اللي مو قادر أفهمه !
سكت جمال ..وطرف الكوب اللي كان عند شفاته نزّله شوي وعيونه تضيق باهتمام ،
قال : خالد شفيك؟
خالد اللي كان بيردّ..التفت يمين الكافتيريا يوم انتبـه لدخلة أبوه من بوابة المستشفى .. ومعاه وليد .. قطع كلامه وهو ينزّل نظره لـ جمال ،
: الوالد جا .. لا تنسى أبيك بفترة الغدا .. اشووفك

تركه وقام .. ومشى بسرعة لأبوه ووليد اللي كانوا يتجّهون للمصاعد.. ناداهم قبل يوصلون..
التفتوا له وخالد ابتسم : صباح الخير
ابوه : صباح النور.. ها خالد.. وش صار لأختك ؟
توتّر خالد.. ونقل نظره لـ وليد اللي انتبه لـ توتّره .. ثم لأبوه وهو يبتسم : لازالت ما صحت..بس متوقّع ساعات وبتقوم ..
أبوه : وش صار على نتايج الأشعة ؟

سؤال مو قادر يجاوب عليه بصراحة .. وهو مو مستوعب.. أجل كيف أبوه بيستوعب ؟؟!
قال خالد بهدوء : سليمة ما فيها الا العافية
ابوه : زين.. أجل بدخل اشوفها دقايق ثم بروح للشركة ..
خالد : وامي بتجي؟
ابوه : ايه بيوصلني وليد للشركة ثم بيرجع يجيبها ..
طلعوا سوى حتى يدلّهم عالغرفة المنوّمة فيها سحر ،
:
/

بعد ساعتين ،
وصلت مشاعل للمستشفى مع بندر اللي ألحّت عليه من الصبح يجيبها لدرجة إن شادن ما جت بسبب انها نايمة وبتلحقهم بعدين ،
وهم بالمصعد لفّت لـ بندر : .. صحت ولا ما كلّمت خالد ؟
بندر يطالع نقطة في باب المصعد بجموود وسرحاان وملامحه مافيها شي واضح : .. مدري ،
مشاعل : اسأل خالد ..؟
بجمود وعيونه ما فارقت الباب :.. تلقينه عندها الحين ،
صدت عنه باللحظة اللي انفتح فيها الباب .. وطلعت وهي ماسكه شنطتها على كتفها وبندر يمشي وراها.. سبقها لـ طريق الجناح وهي وراه وأعصابها مشدودة مو متخيّله شلون بتدخل وبتشوف وجه سحر.. مو متخيّله صورة معيّنة لها ولا هي قادرة تركّب خيال واحد !!

وصلوا للجناح.. بندر وقفت خطواته ولف على اخته بنفس الجمود : ادخلي.. هذي غرفتها ،
ناظرته وباستغراب : مارح تدخل تسلّم ؟
هرب بعيونه عنها وهو يناظر ممرضة واقفه على كاونتر عشان ما يطالعها : ..بعدين مو الحين !
سكتت ما استفسرت ولو إنها حاااسه إنه مو طبيعي ،، .. تدري هي بأهميّـة سحر بالنسبة له.. أهميّتها كبيرة لـ بندر بس عدم اهتمامه هذا ، و تأجيله للزيارة محيّر..صاير غريب ،!
لفت وهي تمد يدها للباب بتفتحه .. لكن الوكرة تحرّكت للأسفل قبل تلمسها..
ارتدّ الباب لـ ورا وطلع شخص طويل لابس اللاب كوت..
كان خالد اللي فتح الباب وهو ملتفت للخلف يحاكي أمه اللي صوتها واصل من داخل وكأنها توصيه على شي..
"ان شاء الله"
قالها ، ومشى للأمام وهو يلتفت لـ قدام قبل تطيح عينه على بندر ..
وقف بسرعة قبل يصدم فيهم ومشاعل رجعت خطوة لورا وهي ساكتة ..
خالد بابتسامة لـ بندر : ما شاء الله بندر جاي من الصبح !
بندر اللي كانت متكتّف بقوة .. فكّ يده اليمين وهو يأشر بالسبابة على البنت اللي جنبه ووجهه معفوس بطفش من غير لا ينزّل يده الثانية .. ورجع عقدهم عقب ما فهم خالد ..
التفت خالد للبنت اللي أشار لها وفهم : اهاا.. مشاعل جايه من الصبح !
قالت بجمود : شخبارها .. وعت؟
ابتسم وهو ينقل نظره ما بينهم : ايه توها وعت من ساعة ..

رفع بندر نظره باهتمام ساااكن.. ومشاعل بقلب مليان غصة : وشخبارها ؟
خالد باقتضاب : بخير.. ادخلي شوفيها.. بتحب شوفتك أكيد ،
رفعت عينها رمت عليه نظرة من أسلوبه العفوي اللي يستخدمه معاها ولا كأنه أذاها وجرحها من قبل.. يحب ينسى ولا يهتمّ كثير وهذا طبعه معها ،
نزلت عينها يوم تراجع خطوة ورا وهو يلزّق ظهره بالباب اللي فتحه على آخره .. ومرّت من جنبه من غير كلمة ..حسّ بهدوءها على غير المعتاد ولا علّق ،
دخلت هي ..وهو ابتعد عن الباب اللي تهادى وتسكّر بهدوء من نفسه..
وناظر بندر : وانت وش بتسوي ؟
بندر : برجع للبيت .. ما اظن مشاعل بترجع الحين ، هي من أمس وهي تحنّ..
ابتسم خالد ووافق : ايه خلّها أنا أبيها تجلس عندها ..

رفع بندر عينه وهم يمشون يوم حسّ ان فيه شي غريب : ..سحر فيها شي؟
خالد بضيق تنهّد :.. مارح أعرف اللي فيها.. إلا لما أكلّمها بنفسي !
سكت بندر ووقف عن المشي.. وخالد وقف معه باستغراب ..
بندر وهو ماسك اعصابه :.. فيها شي.. غير التهاب الرئة ؟
خالد : .. ما أقدر أقولك شي.. عضويا ما فيها الا الالتهاب .. بس وجهها يوم صحت مو طبيعي..
(غيّر الموضوع ) عالعموم ان شاء الله يوم يومين وترجع لها الحيوية ..
فضّل بندر السكووت .. وفهم من أسلوب خالد إنّه فيه شي ما يبي يقوله ! ..أو يحاول يخفيه !

قال : اجل انا بطلع للبيت .. وسلامتها ما تشوف شر
خالد : اشوفك اجل..(ابتسم.. وكمّل .. ).. ومشاعل أبيها تكون مرافق .. قل للوالدة إني أبيها عند سحر هالكم يوم
!
بندر ابتسم : حلالك هالبنت.. خذها فكّني منها هالكم يوم.. عالأقل أفتك من لعوزتها شوي ،
خالد بضحكة : مب لله هالموافقة هههه
بندر : تريّحني بعد من مشوار جيبتها ..يلله سلام

ودّعه وطلع للمصاعد..

::

دخلت مشاعل الغرفة وهي تسمع مرة عمّها تكلم سحر اللي ما كان لها صوت ،
عبرت ممر الجناح وهي تتخيّل شكلها .. يارب ما تكون تعبانة مرة !! يارب ما تكون مثل ما تتخيّل !

وصلت للغرفة الواسعة والتقت عينها بعين مرة عمها اللي انتبهت لـ دخولها..وكانت جالسة جنب سرير بنتها .. ابتسمت : هلا مشاعل ..
مشاعل ردّت التحية بهدوء وهي تزيح عيونها لـ بنت عمها اللي مالها حس ولا صوت : ..هلا !

وشافت منظرها اللي كان قمـة بالهدوء والسكينة ،
لابسه ملابس المستشفى ، وشعرها البني الناعم مفكوك وطايح على كتوفها بعشوائية وفوضوية غير مرتبة .. وبوضعية الجلوس ويديها بحضنها ، والمغذي موصول بكفّها .. وعيونها اللي كانت تناظر الفراغ .. رفعتها لـ مشاعل من قالت "هلا" ..

فهمت مشاعل وضعها النفسي من الهدوء والصمت وصفرة وجهها التعبان .. وبعفوية شخصيتها وما تدري شلون فكّرت.. قررت تقلب الجو الكئيب بالغرفة بضحكة حيوية طلعت منها وهي تهرول لها بمرح وحمااس..
رمت شنطتها عالكرسي بطريقها ، ونطت عليها وضمّتها وهي جالسه ..وبوووسة قوووية على خدها خلّت حتى مرة عمها اللي ارتاعت من ردة فعل مشاعل تضحك ..
مشاعل وهي تبوسها : امممممووووواح..( وخرت عنها شوي وهي تضحك ) .. يا زينك يا شيخة حتى وانتي مريضة تهبلين !
سحر ناظرت وجه مشاعل القريب... وابتسمت.. بس ابتسامة ميتة كانت أقصى طاقتها ..

مشاعل ضحكت وهي تقبص خدها بمزح : اييييه يا حلوة وه وه يا زييييييييينك !
ضحكت ام خالد : ههههههههه وينك من أول لها ساعة ساكتة .. ( لفت لـ بنتها ) تعبانة مرة ماما ؟
مشاعل ضحكت : ما عليك خالتو أنا بستلمها لك من الحين.. ومارح تطلع من هنا إلا مثل الحصان
ام خالد بحب : ايه عليك فيها .. خالد راح يحدد قائمة الغذا .. وبيجيبون أكلها الحين وهي رافضه
مشاعل ابتسمت : سحوور ترا حتى انا ما أفطرت .. عادي آكل معك ؟

أخيرا نطقت ولأول مرة من صحت قبل ساعة ..بصوت مبحوح : خذيه كله مشاعل.. مو مشتهيه الحين ،
مشاعل : لااا وش دعوة تخيّليني أكله كله لحالي !!..وش بيسوي فيني أخوك؟؟..والله إن يطلعه من عيوووني ههههه
سحر بابتسامة بسيطة : والله مو مشتهيه

ابتسمت ام خالد وهي تقوم واقفه .. وتناظر ساعة يدها : أجل دام مشاعل عندك الحين .. أنا برجع للبيت الحين اختك بيان لحالها..وبعد الغدا كذا حول العصر برجع .. تبين شي اجيبه لك من البيت ماما ؟

هزّت راسها نفي وهي تناظر آخر السرير بصمت وشرود ،
مسحت على راسها ووصّت مشاعل عليها ..قبل تطلع
مشاعل بابتسامة بشووشة ومرحة : لا تخافين خالتو.. أنا مارح أرجع للبيت الحين ..بجلس لين تجين اذا تبغين
ام خالد بضحكة : ادري ما تقصرين بتحطينها فوق راسك.. اذا اشتكت من شي على طول كلمي خالد
مشاعل بانصياع : ولااا يهممك.. وجيبي بيان معك خلني أجننها ههههه
ام خالد : هههههه ما تدرين طول الليل تونّ يوم ما لقت سحر بالبيت.. مرتاعة مب عادتها سحر تغيب عنها
مشاعل : خليها تعيش من غيرها مصيرها بتكبر
ام خالد : يلله اجل اشوفكم العصر

طلعت ام خالد.. ومشاعل رجعت للغرفة وهي تشيل العباية بسرعة..
كانت لابسة جينز برمودا وفوقه بلوزة صوفية هاي نيك لونها سكري وفيها خطوط حمرا بسبب البرد ،
وشعرها القصير رابطته ورا ومن قصره بعض الشعرات متفلته من الربطة ومنثورة بعفوية حول اذنها ووجهها ..
راحت وجلست بالكرسي اللي كانت مرة عمّها جالسه عليه جنب السرير : شخبااارك سحور ؟.. خفّ تعبك ؟
هزّت راسها ايجاب وهي تلعب بأنبوب المغذي بكفّها ..
مشاعل : وكيف صدرك ؟.. متعبك ؟ تتنفسين زين ؟
سحر باقتضاب : ..شوي ..

سكتت مشاعل دقايق وهي تراقب وجه سحر اللي واضح إنها تهوجس بعيد وما تبي تتكلّم وتضحك.. خافت لا تكون تفكر بـ محمد فقالت بسرعة وبمررح عشان تمحي محمد بهاللحظة : ..تدرررين بندر جابني ..وبيجي بعدين يسلم وياخذ أخبارك !

حركة يدها على الأنبوب جمدت.. وعيونها اللي بحضنها تمّت مثل ما هي ،
مشاعل : ..وشادن بعد بتجي تشوفك ميييتة عليك ..

رفعت اصابعها اللي بدت ترتعش لعيونها وهي مغمضة.. وكنّ مشاعل ضربت وتر حساس وهي ما تدري..
مشاعل بابتسامة حنونة : .. مو قلت لك إنه يحبّك.. بندر بيقدر يعوضك ومتأكدة إنه ما نام أمس عشانك..
قالت كذا تبي ترفع من معنوياتها وان اللي راح ما يهمّ.. لسّا قدامها حياة حلوة ،! مع بندر !
لكـن ، .. مشاعل ما تدري باللي صاير !!
ولا تدري إلا إن سحر.. تعاني من التهاب رئوي !
وغير كذا ما تدري !

رعشة يدها اللي على وجهها زادت بشكل ملحووظ وكنّها رجفة برد عنيفة.. وكنّ سحر تحارب نفسها لا تستسلم لتأثير هالكلام !
مسكت مشاعل يدها اللي ترتجف ..بخوف : سحر..!
نزّلت يدها وانكشف وجهها اللي كان يطالع تحت .. واللوعة الصامتة على وجهها .. حتى ما بكت ! مافيه دموع !! .. مجرد ملامح مقتولة !
ضااق صدر مشاعل وقررت ما تتكلم بهالموضوع.. تبيها تنسى الحين.. بس شلون تنسى ... الجو كئيب هنا.. ووضع سحر مكأبه زياده ..
قامت وراحت للثلاجة الموجودة .. لقت بعض الاغراض اللي جابتها مرة عمها.. خذت علبة موية صبت شوي بكاس .. نفثت فيها وقرت المعوذات .. ومدّته لها لعلّه علاج يهدّيها هاللحظة ..
وبصمت أخذته سحر ..وشربت جرعة هدّت من أنفاسها شوي .. ثم رمت راسها عالوسادة تبي تسترخي ،
ابتسمت مشاعل.. وعلى طول مسكت الريموت وشغلت التي في.. ثم تربّعت على الكرسي بأريحية وكن المكان غرفتها .. لقت مسرحية لعادل امام بالصدفة.. وقامت تضحك وتعلّق وهي كل شوي تناظر سحر المنسدحة وتتابع معها بعيون ما تنقرى .. لكنها مع كذا كانت تبتسم ابتسامات صغيرة مع تعليقات مشاعل وضحكها المتواصل واللي ما تقدر تسيطر عليه ،،
:
/

برا المستشفى ..
ام خالد ركبت السيارة اللي كانت تنتظرها برا .. سكرت الباب وهي تتنهّد على بنتها اللي ما تدري ليش طيحتها بذا الشكل ..
تركي وهو يحرك السيارة : .. الحمدلله على سلامتها !
رفعت عينها .. وابتسمت من ورا الغطا : الله يسلمك يا وليد... الشر ما يجيك ،
تركي وهو يطالع من المرايه الجانبية ويبي يعرف تفاصيل الحالة : عساها بسيطة ؟
ام خالد : ...بسيطة ان شاء الله.. التهاب رئوي وشوي حرارة .. بسيطة كم يوم وبتطلع ..
هز راسه وهو من داخله مو مقتنع ! ، وسكت ،
يتمنى بس.. يعرف ردّة فعلهم .. لو عرفوا سبب طيحتها !

قالت يوم قرّبوا من قصرهم : وليد.. بعد العصر برجع للمستشفى ..لا تبعد
ابتسم بطاعة : ان شاء الله.. عطيني رنة قبل بعشر دقايق عشان اكون موجود

نزلت داخل .. وهو حرّك السيارة من جديد للكراج .. ،
نزل وطلع من القصر .. أخذ سيارته ومشى وهو يدق على ولد عمّه ..

رد بعد لحظات : هلا بـ ترييييك
ابتسم تركي وهو يثبّت السماعة على إذنه ويده الثانية على الدركسون : .. وينك ؟
ثامر بهجووم : منيب فاضي لك من الحين !
ضحك : بلْ عليك... جوعان ابيك تغديني !
ثامر : حتى ما تسلّم.. شايفني بنكك المتنقّل .. توك جاي من البر ما كلّمتني ..يوم بغيتني دقيت يالشيخ !.. منيب فاضي لك افهم
ضحك : هههههه وينك اخلص علي.. جايك ..وربي جوعان ما يهنى لي أكل من غيرك
ثامر : انا بالشركة .. تعال هناك ..اخلص شغلي ونطلع سوى
تركي : ومطوّل يالمشغلجي ؟
ثامر : هههههه شف من يتكلّم... انت لو صاحي وتبي تردّ حلالك زين.. كان جيت تمسك مكانك بشركة عمك.. وتمسك أسهم أبوك اللي لي سنين أداريها وانت برا !

ضحك تركي من ذا الطاري اللي جا فجأة : هههههه ما يهموني ذيك الاسهم .. تبيها خذها لك..
ثامر باستخفاف : وش اخذها ؟؟.. انتي تدري كم تسوى الحين... ؟؟
تركي بسخرية وهو يناظر المراية : والله اللي أذكره إنها ما تسوى شي... حكاكة على قولتهم
ثامر بضحكة : ههههههههه .. تعال يالحبيب.. تعال تراها صارت مسؤولية .. خذها تراني تعبت منها وتصرّف فيها على كيفك !
تركي بملل : قلت لك ذيك الأسهم مهيب شي بالنسبة للي خسرناه.. وش قيمتها يعني .. اربعمية.. خمسمية... ستمية ألف... وش أبي فيهم ..؟
ثامر بسخرية : انت مو طلبت مني أنـمّيها لين ترجع ؟؟.. عشان تقدر تتصرف فيها اذا تخرّجت من دراستك؟؟
تركي : إييه وأذكر إنك إنت ..قلت لي إنها أسهم خسرانة... فقلت لك أجل خلّها لك.. وتصرّف فيها لين تشبع ما عاد أبيها دامها ما توكّل عيش !

ثامر بابتسامة وهو يقلّب بأوراق قدامه : ..أعترف إني ما حسبتها صح.. من قلت لي ما عاد تبيها سلّمتها لقسم الاستثمار عندنا يتابعونها ونسيتها لأني ما كنت مأمّل .. بس حظك يكسّر صخر .. السنتين الأخيرة سوقها قام ومن يومين وصلني تقرير عنها بالصدفة..

تركي بملـل : طيييب يصير خير بموضوعها أهم شي الحين انا جايك ..
ثامر : مع انك مستسخف كلامي بس بسامحك ...يلله تعال وخل الموظفين يشوفونك لهم سنين ما شافوك يسألون عنك ..
تركي : هههههه أجل برجع للبيت أغيـّر ملابسي ..
ثامر : هههههههه بالله وش لابس ؟
تركي : زي العادة..خلاص ببدل وبجيك ما يصير يشوفوني بعد هالسنين مبهذل
ثامر : هههههه لا تكفى تعال أبي أضحك عليك
تركي بحنق : اقلب وجهك والله ما أجي بخلاقيني
مات ثامر ضحك : هههههههههههههههه طيب يالأنيق.. لا تطوّل ..
تركي بضحكة : يلله ببدل وبجيك ..

نزّل السماعة بيد ، وبيده الثانية حوّل مسار طريقه لبيت أبوه... وصل وهو يناظر الساعة.. حوالي الـ 12 الظهر .. بدري شوي على رجعة اخته جنى من المدرسة ،،
فرصة يبدّل ويطلع قبل توصل..لأنها إذا وصلت وهو موجود ما رح يطلع قبل ما تمسكه ساعتين.. وبتعطّله،
دخل وسلّم على أمه اللي كانت جالسه بالصالة تتقهوى لحالها ..
ابتسمت من بين تجاعيدها وهي أمه صاحبة الـ خمسين سنة : هلا حبيبي !.. وينك مالك شوفات.. اختك تقول انك قلت لها انك برا الرياض ،
ابتسم وهو يلتفت لـ باب غرفة ابوه المغلق : ايه كنت منشغل شوي .. شخباره ؟
ناظرت الباب : الله كريم.. ابوك نايم الحين
ابتسم براحة : زين... ولا تقولين له اني جيت.. قولي اني اتصلت وسألت عنه
تنهّدت من عناده : .. ان شاء الله ..
تركي : ببدل ملابسي وبطلع ..ولا تقولين لـ جنى اني مرّيت البيت.. بتشلعني لو درت
ضحكت على طبايع بنتها المراهقة : تلومها يا تركي.. كافيها انها صابره على سفرة دراستك .. هي الحين شالعتني ليش تركتي تركي يطلع من البيت ..وين يروح..ووش قاعد يسوي ؟!.. وش هالشغل !!
ابتسم : ما عليك اقدر اتصرف معها..

حب راسها وهي جالسه عالأرض كـ سلام وتوديع.. وطلع الدرج بسرعة..
دخل غرفته وعلى طول بدّل ملابسه ..لبس ثوب ابيض ومعه غترة بيضا .. ضبّط العقال وبحركة سريعة رمى أطراف الشماغ على راسه.. ابتسم برضا من أناقته .. وأخذ نظارة الغوتشي السودا اللي يحبها من عالتسريحة وطلع بعد ما تعطّر ..

سلّم على أمه وهو ماشي.. وأمه تناظره وتسمّي عليه منه ومن تهوّره اللي محد فيهم قدر يثنيه عنّه ،
سكّر باب البيت وهو يطلّع مفتاح سيارته الأودي اللي له أيام وليالي تاركها هنا وما استخدمها.. لبس نظارته وهو يفتحها بالكنترول ..قبل ما يمر من وراه باص مدرسة .. ويوقّف قبال باب البيت ..

رفع راسه قبل يفتح باب السيارة.. والنظارة الشمسية على عيونه يوم عرف ان هذا باص أخته !
طاحت عينه عالبنات المتجمعين عند نافذة الباص الخلفية يطالعووونه بلهفه.. وكل وحدة تدفّ الثانية ..
ابتسم على حركاتهم.. ولهم ،
سمع صرخاتهم من باب النزول اللي انفتح.. وظهرت منه اخته وهي شايله شنطتها على كتفها.. دعى ربه انها تروح للباب وما تشوفه..لكنه شافته من أقبل الباص للبيت..
لفّت يمين ناحيته من وطت رجلها الشارع... ومشت له وهي تنقل عيونها بين اخوها وبنات متوسطتها اللي متجمّعين بآخر الباص عشان يشوفونه...
سمعت أصواتهم ينادونها باسمها ويسألونها بس زحمة الأصوات خلتها تروح له وما ترد.. ما كانت يمّهم وميب فاضيتلهم ،
قالت بسرعة : متتتتتى جييييت ؟؟
تنّهد.. صادته !
: توني جيت أبدّل مستعجل والله !
جنى وهي توقّف قباله : مو شغلي.. تعال تغدّا معي .. وبعدين اطلع
تركي : والله مستعجل .. مرة ثانية ..
جنى : وهالمرة الثانية.. متى بتجي؟
ضحك وهو يطالع البنات : ..روحي ينادونك يبون شي منك !
جنى بسخرية : تصرّفني !.. (باهتمام وحماااس ) .. جد تعال داخل نتغدّى ليه ما قلت لي انك بتجي اليوم؟
تركي : ما كنت مخطط .. جيت عشان أبدّل حتى ابوي ما شفته

أشارت للبنات يسكتون لأنهم أزعجوها بالنداءات..ورجعت تناظره
ضحك بجاذبية : هههههه شعبيتك كبيرة ...توّني أدري !

ناظرته بنص عيين : ..شعبيتي توّها ترتفع الحين !
ضححك لأنه فهم !!
جنى بمرح من شوفته : يلله ندخل !
قال : والله مستعجل.. مواعد ثامر لازم أروح له !
جنى بقهر : بذبحه ثامر بيوم من الأيام ..
ابتسم عليها وعلى قهرها اللي ما يقدر يملّ منّه : ليه؟؟.. مو انتي تحبّينه ؟!!

سكتت ووجهها يحمرّ.. ابتسم زود : .. ترا أعلمه إنك تبين تذبحينه !
ارتبكت : كل تبن زييييين
ضحك عليها وهي ترووح للباب بحمق..
ناداها وهي واقفه عالباب : جنااا .. والله آسف.. مرة ثانية بجي طيب؟
ناظرته وهي تفتح الباب بمفتاحها .. والباص تحرّك ..
قالت بملل : نستنّى ونشوووف.. بس أبي هديّة وانت جاي.. مو تسحب علي!
ضحك : ابشري...
ابتسمت تخفي احباطها ودخلت ،

تابعها لين سكّرت باب البيت ثم ركب .. وحرّك لشركة عمّه اللي ماسكها ثامر ..،
:
/

وصل بندر للبيت وكان يأمل إنه يلقى سيارة محمد واقفه هناك.. لأنه من أمس ما شافه !..
الغريب إنه ماله حس.. أمس رجع بالليل وما شافه.. واليوم الصبح..صحى وما شافه ،!
نزل وهو يتصّل عليه يبي يشوف أخباره.. غريبة ما دق حتى يسأل بعد كل اللي صار !!

وبعد عدّة رنّات وصله صوته .. بعيييد وعمييق ومنشغل ،
: هلا بندر...

بندر مـا استشفى شي من نبرته : .. محمد وينك ؟؟
محمد وواضح إنه منشغل بـ شي : ..بـ الشركة.. وين بكون بظنك ؟
سكت بندر لحظات.. وكأن هالجواب شرح له باختصار.. وضع محمد النفسي !!
الشغل بالنسبة لـ محمد... أفضل ملهاة !!!
بندر : .. ليش ما ريّحت اليوم .. لاحق عالشغل !
محمد وهو يكتب بشي وصوت تقليب الأوراق الكثيرة واضحة جدا لـ سمع بندر : ..انتهت اجازتي أمس بالنسبة لي... وحشني الشغل !

سكت شوي.. وهو يسمع محمد مندمج ويحووس بأوراق لـ درجة إنه ما استغرب صمت بندر الطويل ،،
بندر بتنهيييدة : ...محمد ...
محمد بعدم تركييز : هممم ..؟
بندر محتار ما يدري وش يقول ..
بعد ثواني وبخفووت : .. ما... سألت..عنها ؟

صوت الأوراق اختفى لـ ثواني ... ثم رجع بعنف أكبر ،
وقال بنبرة جاامدة وهو غايص بالأوراق : ... سحر.. صارت مسؤوليتك يا بندر.. ما عاد أفكر فيها قلت لك..
بندر : محمد لا تقسى على نفسك... الشغل اللي ضاغط نفسك فيه ماهوب حل
اختفى صوت الأوراق من جديد..
وواضح إن محمد هالمرة وجّه كامل اهتمامه للمكالمة يوم مسك السماعة بيده : بندر ؟.. تبي شي واضح يوم تتصل ؟؟
بندر : متصل اشوف وينك لأنك من امس مختفي !
محمد : وهذاني قلت لك إني بالشركة .. بالله إذا ما عندك شي مهم سكّر لأني غايص لين راسي ..

بندر وهو يدخل البيت.. ويوقّف بالحوش الخالي : اوكي بس بتجي للغدا ولا شلون ؟
سكت شوي.. ثم قال وهو يقلب بورقة : بجي.. امي اتصلت علي وقلت لها إني بجي ..
بندر : زين اترك الشغل لأني عارف ان راسك مزحووم ..أنا مدري شلون مستحمل نفسك

سكت محمد شوي.... وما عنده تعليق ،
بندر ما وده يزودها عليه : يلله بسكر .. مع السلامة
سكّر.. وهو عارف ان محمد يدّعي العكس.. يدّعي عدم الاهتمام.. لكنه من داخل مشغووول البال لـ درجة إنه هرب للشركة وامتنـع حتى عن السؤال ،،
::

بعد ساعة ..
طلع محمد من الشركة وهو شايل حقيبته ..متناسي كل اللي صار ولعلّه يقدر ،
وبينما هو جالس داخل السيارة عند وحدة من الاشارات الحمرا.. وواقف ينتظر الخضرا ..
التفت بعفوية لوحدة من المحلات على جانب الشارع .. وعيونه التايهة تتأمل بأفكار مشوشة وغير مركّزة ..
جلس ساعة يطالع وما يطالع وكأنه ما يعرف الخطوة اللي المفروض يسويها بهاللحظة..
لكن فكرة عابرة مرّت بخاطره وهو يشوف المحل ..
شي بسيط تقدر تسوّيه .. شي صغير لو قدرت !
شي !!.. أي شي !
باقـة ورد !
أبسط شي.. بيدّك !!


دخل محمد المحل اللي طاحت عينه عليه.. بعد ما وقّف سيارته جنب الرصيف ،
دخل وعيونه تتلفّت يمين وشمال وهو مو واثق من الخطوة هذي .. طاحت عيونه على أنواع كثير من الورد بألوان مختلفة وخلّابة !
وقف شوي بنص المحل وهو يتأمل بسكوت أحواض الورد وتنسيقها .. وما يدري ليه استسلم لـ رجوله اللي قادته لهالمكان !
لكنّه تأكّد من شي واحد .. ، ويتمنّى شي واحد ..
هو إن سحر تفهم ظروفه... بيوم من الأيام !

اخذ باقة من الورد الأحمر ، والسكري .. وطلع للسيارة وهو يناظر فيها والتردد ماليه ،
ركب وحطّها جنبه وهو مو عارف إذا يقدر يرسلها عقب كل اللي صار !!
:
/

بالمستشفى ..
بعد ساعتين ..

اندق باب الغرفة عليهم وهم يتابعون التلفزيون بينما مشاعل تسولف وسحر ترد بكلمات مقتضبة فاقده حيوية ..
اندق الباب من جديد وعرفوا إنّه شخص ما يقدر يدخل !
مشاعل نزّلت علبة العصير من يدها : .. مين ذا.. دقيقة بروح اشوف مين ؟؟

راحت وفتحت الباب وهي وراه : يس ؟
صوت عامل من المستشفى : يس مدام .. ذسس فور يو !
ما فهمت وش يبي ..الا يوم شافت طرف باقة تظهر قدامها..باقة بغااااية الجمال والأناقة.. خقققت عليها مشاعل من ألوان البنفسج والأصفر المدموج بإتقان ..
خذتها وهي مسحورة جداً من تنسيقها الفخم والكورنيش الغالي الملفوف فيه ! ،
شكرته : ثانكيو ..

خذتها بحذر.. ومشت بسرعة وهي تستنشق عطرها العذب !
وبلهفة : سحووور باقة لك !

رفعت سحر عينها التعبانة بحيرة .. وببحححة ضعيفة : ... لي ؟
مشاعل وهي تحطها قدامها : ..ايييه عامل جابها .. شوفي تجنن ..
سحر وهي تناظر بتوهان : .. من مين ؟
مشاعل بفضول لفّت الباقة يمين وشمال.. متوقّعه إنها بتلقى بطاقة...
بس ما لقت .. ،
: وش ذا .. مافيها بطاقة !!

وقلّبتها يمين وشمال مرة ثانية يمكن تكون مدسوسة هنا ولا هناك .. بس ما لقت شي !
مشاعل باستغراب : يمكن نسوا يحطون بطاقة ... لحظة بروح أشوف عند الباب يمكن تكون طاحت !

تركت الباقة على رجول سحر اللي قامت تناظرها بتأمّل .. من بين هدّة حيلها وسكونها وهيئتها المبعثرة..،
أوركيد .. مدموج مع السوسن بإتقان !
أكثر نوعين تحبّهم !!

رفعت عينها لـ مشاعل اللي جت وهي تحكّ شعرها ، وتناظر الباب المغلق وبحيرة : ما لقيت شي طايح !
سحر بضعف : ..يمكن مغلّطين بالغرفة !
ابتسمت مشاعل وهي تشيلها وتودّيها للطاولة المقابلة : موب مشكلتنا .. الباقة خقققة شكلها رااايق .. مارح نتنازل عنها !.. وبصراحة الغرفة تحتاج منظر جميل زي ذا..ههههه ولا شرايك !

حطّتها على الطاولة وتراجعت تتأملها :.. اللي مسويها ذوق من جد ! .. تتوقعين من مين يا سحر !
سحر بدون اهتمام ونبرة واطية وهي تعدّل وضعية جلوسها للنوم : ..وش يدريني.. مو..مهم !
مشاعل وهي تضحك : .. يمكن من خالد اخوك ! .. يدري فيك تحبين هالنوع !!

سكّرت سحر عيونها من غير لا ترد وبدون ما تعير السالفة اهتمام لأنها جداً تعبااانة من دااخل ومو مبيّن على هدوءها الخارجي..
مافيه شي مهم تفكّر فيه سوى الحدث الموجع اللي صار لها !! ، والمشاعر المكتوومة داخلها !!
سحبت غطاها لـ صدرها وأسدلت رموشها.. وهي تتنهّد من أعماااق أعماااقها ،،

رجعت مشاعل ورمت نفسها على نفس الكرسي.. ورجعت تشفط من نفس العصير يوم لاحظت ان سحر تبي تناام وتهدى ..
راعتها يوم لمحت بوجهها آلام ودمووع تحارب عشان ما تظهر ..
ودعت مشاعل إنها تنااام وما تفكر بشي ،،.. لأن وضعها واااضح إنه سئ جدا .. ومهما كانت هادية إلا ان وجهها يعكس اللي داخلها من لوعة ،


يُتبــع ..

نلتقي الاسبوع القادم ..
لما أحدد اليوم راح أقولكم ^^

بانتظاركمممم


الساعة الآن 01:33 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية