منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   القصص المهجورة والغير مكتملة (https://www.liilas.com/vb3/f837/)
-   -   لاتبكي ، للكاتبة : عيون القمر .. (https://www.liilas.com/vb3/t86736.html)

♫ معزوفة حنين ♫ 21-02-11 11:00 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة jibriil4ever (المشاركة 2640626)
مشكووووووورة يا عيوني ........... بجد رواية رائعة وأنتظر التكملة بفارغ الصبر





العفــو يالغلآ ..
نووووووو^_^وورووووتي ..



♫ معزوفة حنين ♫ 21-02-11 11:00 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ألوان (المشاركة 2642242)
رغم اني ما بعد قريتها لكن شكلها حلو كتيرررررر

واذا بتوعدينا انك بتنزلين الاجزاء بشكل دوري وباستمرار


أعتبريني من هلا من أحد قراء القصه


وشكرا لك على القصه




أختك الوان





بصراحة ..
الكااتبة تنقطع فترااات طويلة وترجع فجآه وتكمل ..
ما تضمن ظروفها يعني ..

نووو^_^وورتي ..



♫ معزوفة حنين ♫ 21-02-11 11:01 PM



الجـــزء 25..
-----------------------------


شادن ما صدّقت : بير ..؟؟؟؟
والفتت يمين جهة ما يأشر .. وكل اللي شافته قطعة خشبية تغطي شي عالأرض ... تأكدت انه فعلا بير وشكله مهجوور !
شادن بتوتر : ... يمكن يكون جاف ؟؟... وش اللي جابه هنا وما حوله أحد ..؟
مارد عليها للمرة العاشرة .. وقبل لا تكمل سؤالها مشى ناحية البير وركضت خايفة تلحقه : انتظر.. عمر.... يمكن يكون ملك لأحد !
نزل على ركبة وحدة ورفع القطعة الخشبية اللي تغطيه .. كانت مجرد حفرة دائرية .. ظلما ظلااااام حالك ما يبين أي شي من قاعها ..تأمله عمر لفترة وشادن محتارة ..تنقل نظرها بين جانب وجه عمر ، وبين البير... وكأنها تنتظر منه تصرف أو قرار ..!!

فجأة وبطريقة مفاجأة التفت لها : تبين ارميك فيه ؟؟
نظرته الغير مفهومة خلتها تتراجع بعيد بخوف : .... وش قلت ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
خافت صدق لا يسويها لأنهم من كانوا بالسيارة وهو غريب .. وكأن وجودها الحين غير مرحّب فيه ،!
انقلبت نظرته الغريبة لمرح مخفي ،.. وابتسامة خفيفة بالكاد تبين لكنها جذابة : ما تتغيرين !!..تاخذين كل كلمة أقولها جد ..
باحمرار خفيف نزلت عيونها للأرض.. وماردت عليه.. وجاها شعور انها صدق ضيّقت عليه بوجودها ..
سمعته يقول وهو يطل براسه في وسط البير : عطيني حصاة ..!
مباشرة وسرعة دوّرت حول رجولها عن حصاة .. ما صدقت انه يطلبها وهي اشتاقت تلبيه بأي شي.. لقت حصاة صغيرة خذتها ..واقتربت منه وهو يطل براسه وسط البير..
رفع كف يده من غير لا يلف لها .. مدت يدها بحرج وحطت الحصاة بيده .. لكن بحركة مفاجئة ومباغتـة مسك يدها من المعصم وجذبها بقوة بيرميها في هالبير الأظلم .. بذيك اللحظة اسودّت الدنيا بعيونها بيغمى عليها وكل اللي سوته انها صرخت من قلبها ..

انتهت صرختها المررعوبة من حنجرتهاا..
ومـرت لحظة صمت.. وكنّها استسلمت لمصيرها !
بهاللحظة حسّت نفسها معلّقه بالهوا ..وثقلها مستسلم وهي مغمضة عيونها برد فعل دفاعي طبيعي !
فتحت عينها بتردد ورعب ولا تدري وش صار ..ما شافت الا سوااااد البير قدامها وكل اللي كانت تسمعه ضحكـة تبدد سكون الكون ..ضحكة من النادر تنسمع .. !
أدركت إنها طايحة على ذراعه وهو ماسكها بقوة وشبه حاضنها ..
شالت ذراعه القوية عن خصرها وتراجعت وهي معصّبة ومنحرجة مووت والدمعـة بعينها : ... تبي تذبحني ؟؟
تحوّلت الضحكة لابتسامة خفيفة تعوّدتها وهو جالس على نفس وضعيته وثقلها ما زحزحه : فيني رغبة غريبة اني أرميك بوسط هالبير.. تدرين ليه ؟؟
شادن وقلبها يدق حب وخوف : ل..يه ..؟؟
عمر : انتي علميني ليه !!... لأني انا نفسي مدري عن السبب..
شادن بقهر نسـت في هاللحظة وضعهم وكأنها رجعت سنوواات طويلة لـ ورا.. وركلت الحصاة اللي تحت رجلها وضربت في فخذه : هذي حصاة خذها وارمها بسرعة لأني عطشانة ..
طالعها بنظرة مستفزّة يتهزى : الحين جاية معي بالعافية وتبيني اخدمك..؟

من متى وهالانسان يحب يحرجها ويخوّفها .. قالت بحزن : عمر إنت مرة تغيرت !!!
انقلبت نظراته اللطيفة لنفس النظرات المبهمة .. ومزاجه واضح إنه تغيّر للأسوأ.. أخذ الحصاة جنبه ورماها بالبير بصمت وهو يسند يده على ركبته..
سمع صوت ارتطام الحصاة بالموية .. ثم مد يده لقطعة جلدية مهترئة كانت مربوطة بالقطعة الخشبية .. تُستخدم في الصحرا لسحب مياه البير .. نزّلها بهدوء وشادن تراقبه بصمت واررتباك.. زيادة على شخصية عمر الغريبة معها .. إلا إنها بدت تخاف من المكان اللي هم فيه اكثر وصارت تتخيل أصوات وأطياف رغم ان الوقت العصر لسا وباقي ساعة عالغرووب.. !
سحب عمر القطعة الجلدية بالموية اللي فيها ..
ثم رفع عينه لشادن.. اللي كانت تتلفّت يمين وشمال كنّها شايفه شي مو طبيعي... التفت يمين وشمال مثلها ما شاف شي ،!
عمر ببرود : بتشربين ولا أرجّعه..؟
التفتت له : ها .. الا بشرب ..!
جلست قباله ووجهها قبال وجهه وقطعة الجلد بينهم .. قام عمر مباشرة ليبتعد عنها ..وبصوته الهادي قال : اذا صار لك شي ترا انا مو مسؤول ..انتي اللي جيتي بالعافية ..
عمره ما كان يكلّمها بهالاسلوب .. ناظرته نظرة عتاب ونزلت عيونها بتشرب ... وعقب ما خلصت مسحت فمها بكمّها وهي تقول : ما تبي تشرب.. ؟
عمر كان معطيها ظهره والجوال بيده وكأنه يحاول يتصل بأحد .. ثم ناظر الجبل اللي صار قريب : خلصتي ؟؟
شادن : ايه ..
عمر وهو يناظر جواله : عطيني ..
مد يده .. شالت القطعة الجلدية وعطته اياه بحذر وهي تتجنب أي حركة مفاجئة أخرى ممكن يعملها فيها..!.. شرب شوي والباقي كبه فوق راسه.. لين صار مثل المتسبّح !
شادن استغربت وبقلق : مجنون بتمرض !!
عمر بإهمال ولا مبالاة رمى القطعة بالتراب لين تدحرجت وطاحت بوسط البير ... شادن زادت عندها وتيرة الخوف لسبب مجهول..لأن عمر كان يتصرف وكأن هالبير ملكه.. وخافت يتورّطون ! ،
وفعلا ما درت شادن ان هالبير لـه.. وما وصلوا هنا إلا هو عارف المكان !
نفض راسه من قطرات الموية..وصار شعره طايح على وجهه والموية تتساقط من ملامحه وشاادن مفتونة فيه وحاولت تتجاهل النظر ..بتشتيت نظرها بالطبيعة لا ينتبه !
مشى للجبل وشادن مشت وراه من جديد..
قال : لا تتحركين انتظريني !
ما طاااوعته ولحقته..لأنها ما تدري وش بعد ناوي ! يكفي غرف قلبها من ضلوعها بذيك الحركة المرعبة وتخاف يسوّي فيها مقلب مرعب ثاني..!
وقالت بتوتر وهي ترمي نظرة أخير عالبير : شرايك نرجع نسكر البير مثل ما كان..؟
عرف إنها مارح تسمع كلامه .. ورجع لوتيرة الصمت من جديد ما رد على كلامها..
شادن بقلق : والله عمر اتكلم جد .. سالفة هالبير مو مريّحتني.. أخاف يكون ملك أحد واحنا اعتدينا على ملكية غيرنا !
واضح انه انزعج من كثر كلامها وخوفها.. وعشان يسكّتها قال : تدرين ان موية هالمنطقة ملوثة كلها يورانيوم دقايق وتطيحين ميتة..
شادن وقفت مصدومة : .. وشو .. وش ذا ؟
وقف.. وناظرها بجدية : أول مرة تسمعين عنه ؟؟
شادن بخووف وصوت مخنوق من ألاعيبه : إنت وشو تبي تذبحني ؟.. قبل شوي تبي ترميني في البير والحين يورانيوم.. عمر وش فيك علمني.. انا ما صرت أعرفــك !
دارت بوجهها عنه ودمعتها تهرب من عينها.. غلطت يوم جت معه ..كانت تتوقع تقضي معه لحظات أحلى من الايام اللي راحت.. أحلى من جراحه.. لكن بدل الوقت الحلو تكدّرت وشكّت إنه وده يتخلص منها بأسرع وقت..!
ما صرّح لكن كلها تلميحات واضحة ،! والمشكلة تفهم تصرفاته !
هالفكرة عوّرتها وعذبتها وخلت دموعها تغرق أكثر من أول .. وين وعده لها ؟؟؟..
حست فيه.. يقترب ويوقف قبالها مباشرة..ما بينهم غير سنتيمترات.. رفعت راسها وهي تغالب دموعها الحزينة.. ولأنه أطول منها بكثير كان منزّل راسه لها..!
وجهه كان جامد مافيه أثر أي شعور..
رفع اصبعه ونغز راسها بطريقة صدمتها .. وقال : ..وهو لازم تعرفيني ؟؟؟
تأملت وجهه الجامد وبـ مرااارة : ..مو... مو انت .. عمر حبيب..ي ؟؟
رمش بعينه وهو ينحرف بنظره عنه ..ثم غمض عيونه لثواني وزم شفايفه متضايق..
تراجع عنها يخفي كثييير معاني بوجهه.. وكمّل طريقه وبدا يصعد الجبل.. خاافت شادن ولحقت وراه ..
لأن طريق الصعود يحتوي بعض الحصا ويزلق الأقدام .. قرّبت ورا عمر ولزقت فيه .. إذا راح يمين راحت يمين ، واذا راح شمال راحت شمال مثل الروح الثانية له .. كانت وهي تصعد تزلق رجلها عدة مرات .. وكل مارفعت راسها لـ عمر تلقاه ما يلتفت لها حتى ..وكأنه نسى وجودها معه بالمرة ،
تضايقت من تجاهله ..وما وقف الا يوم نادته باسمه : ... عُـمر ..!
وقف يوم سمع صوتها بشكل مايل ..رجل فوق ورجل تحت حتى يتوازن.. ولاحظ إنها تقاوم الحصى الزلق اللي بكل مكان ، فهم إنها تطلب منه ينتظرها ، فوقف يحتريها بصمت ،.
ويوم صارت وراه ..مشى يكمّل طريقه .. ولأنها تبي تصير جنبه حطّت خطوتها بمسافة كبيرة ..
لكن رجلها اللي تحت زلــقت صررخت وهي تمسك بقميصه من ورا .. كان سريع جدا بردة فعله مسك ذراعها ورفعها وهي تلهث من التعب والروعة..!!
عمر بعتاب وضيق : يومك ما تقدرين تطلعين هذا كله .. كان انتظرتيني تحت ..
شادن باعتراض والرعشة واللهاث بصوتها : تبيني أجلس لحالي تحت.. ممكن يجيني شي وإنت مو معي... بعدين أخاف تكشت فيني ..تطلع فوق ولا ترجع وتخليني لحالي !.. من قلت تبي ترميني في البير ويورانيوم وانا عارفه ما تبيني ..( شافت بعيونه لمحة ألم أخفاها بسرعة )... ماني مخليتك بظل جنبك .. وين ماتروح انا جنبك فلا تحاول تبعدني
ابتسم أخيرا في وجهها الابتسامة اللي عذّبتها.. وكلامها حسسه بالمرح : انا قايل إنك تحبين تاخذين كلامي جد !! ، البير واليورانيوم مزحة انتهت بوقتها .. شايفتني مجرم لهالدرجة ؟؟
" مجرم " !
شادن ضربت الوتر الحساس بقصد واستقصاد : مجرم !؟... حتى لو قلت لي إنك مجرم..بعيني بشوفك صفحة من البياض !!
صدمه كلامها وما فهم هي وين تحاول توصل.. ترك ذراعها وهو يدراي عنها وجهه : كمّلي وراي أنا مو فاضي كل شوي أوقف.. ويكون أحسن لو نزلتي تحت وانتظرتي !
ابتعد وكلامها أرّقه .. كلامها اللي خلاه يفكر بسره الأسود اللي مخفيه عنها وعن الكل ! حاضره الأسود اللي غيّر من حياته كثير ويؤلـمه أكثر ،!
وصلوا للقمة بعد تعب .. شادن طاحت على ركبها تلقط أنفاسها ،، وعمر تركها وراح للحافة الثانية يلقي نظره عالشي اللي يخفيه هالجبل وراه ،، الشي اللي جا عشانه !!
عقب ما استردّت شادن أنفاسها ..قامت من الأرض المغبرّة ولحقته تشوف المنظر اللي قاعد يشوفه.. ويوم وقفت جنبه .. ضاقت عيونها وهي تتأمل
ثلاث خيام .. بعز الصحرا ..
حولها قطيع من الغنم .. وقطيع من الجمال ..
بعيدة عن أي منطقة نائية
منطقة معزووولة تماماً وصعب الوصول لها إن كنت ما تعرف الاتجاهات !!

سيارة وحيدة مصفوفة هناك.. ما كانت سيارة عادية مع شكلها ولونها الفاقع..
سيارة يعرفها عُمر زين !
قالت شادن ببراءة : بدو ؟؟
ما رد عليها.. وفضّل يخليها على عماها وما تدري عن شي !
رفع جواله وجا بيتصل على رقم معيّن.. بعد ما عرف الشي اللي جا علشانه !
لكن قبل لا يكمّل الاتصال .. قالت شادن اللي كانت تتأمل : فيه سيارات جاية ! شكلهم ناس مخيمين مثلنا !
رفع عينه باستغراب.. كون ان هالمكان سرّي في نظره وظاهره غير باطنه .. شاف سيارتين جيب بلون أبيض.. مقبلات ناحية اللي يبدو إنه مخيّم !
دقيقة ..ثم شاف شاب يطلع من وحدة من الخيام .. استقبل الضيوف واللي كانوا ثلاثة أشخاص..
فيه حوار دار بينهم .. وعمر يراقب بعيون حااادة وكأنه فاهم الأجواء اللي صايره هناك !
شادن لاحظت شي زاد من توترها : معهم سلاح ! مو بدو يا عمر !
عمر ما قال شي ، وظل يراقب الوضع وهو يتذكّر بلحظة إنه شاف هالناس من قبل ويعرفهم !
شادن بخوف : الوضع مو طبيعي عمر !
لاحظ عمر عملية تبادل مريب بين الشاب وبين هالناس ،!

فهم اللي صاير مباشرة .. وقال بغضضب واضح : يالملعـون !
ناظرته شادن برعب وهي مو فاهمه شي ، وشكّت إن عمر فاهم اللي صاير !!
ارتبكت زود يوم حست بأصابع عمر تلمس يدها .. وصوته يقول بهدوء "خلينا نرجع!... بسرعــة !"
كان عمر يبي ينسحب قبل لحّد يلاحظهم لأنه أدرك خطورة الوضع خصوصا إن شادن معاه .. والمكان مو مكانها !
خافت يوم بدت تستوعب الواقع : وش ذا ..عص عصابات يا عمر !
اعترف : أدري ..
خااااااافت : وش جابهم هنا ؟
عمر : خلينا نرجع قبل ينتبهون
جديّة ملامحه الصلبة خوّفتها .. ولقت نفسها تنقاد له يوم شبك أصابعه مع أصابعها .. وسحبها بيرجعون أدراجهم..
لكن أمل عمر إنهم ينسحبون بسلام ما تحقق..لأن منظرهم وهم واقفين بأعلى الجبل المكشوف واللي كان علوّه متوسط كان واضح جدا للي بالأسفل ..قبل يتراجعون سمعوا طلق نار دوّى في الكون حولهم.. خلّى شادن تنتفض من الرعب والصوت العالي اللي حسته جنبها مزّق سمعها.. التفتوا عمر وشادن مع بعض ناحية اللي تحت ..
وانتبه عمر إن الشاب اللي هو يعرفه زييين واقف يطالعهم.. وعيونه عليهم مبااشرة ..الأكيد إنهم لاحظوهم والنتيجة واحد منهم وجّه سلاحه لهم بطريقة أرعبت شادن !
مادرت الا عمر يسحبها من يدها .. ويركض معها بشكل جنوووووووووني..
بدت تصيح من الخوف : عمممر بيذبحونا.... !!!!!!!!
ما رد عليها وبدأ ينزل الجبل بسرعة ومهارة ولياقة عالية وهي عكسه حالتها صعبة .. كل اللي يسمعونه كان دووي اطلاق النار المتكرر يخترق سكون الصحرا.. شادن كل ما سمعت وحدة زادت دموعها ولا تدري وش السالفة..حسّت إن يومها قرّب وبتنتهي على يد واحد من هالناس ، اللي أدركت إنهم مجرمين ومجانيـن ما تدري من وين ظهروا !!
نزلوا الجبل بصعوبة كبيرة وسرعة ..
شادن ببكي ودمووع ورعب وهي تحس إنها بتتعثّر برجولها وتطيح : عممممممممممر....
ما رد عليها ..وما فلت يدها وهو يركض بسرعة مو طبيعية ناحية السيارة البعيدة !

وهي مو حاسة برجولها : عمر يطلقون علينا !! < مو مصدقه
بعد ركضضض كأنه ركض سنة كاملة لشادن اللي مو عارفه هي بأي عالم..
وصلوا للسيارة.. ولأن مافي وقت لـ شادن إنها تدور حولها وتركب من الباب الثاني.. فتح عمر باب السواق ..ودفع شادن بقوة لداخلها مو مهتم للي بيصير لها ،، الأهم بنظره إنهم يبتعدون عن هالمكان اللي ما توقّع انه بيكون بهالخطورة !
شادن بألم من الطيحة قامت وجلست في مقعدها الأمامي جنب السواق.. وهي تلهث من هنا لبكرة !
ثم الفتت تشوف عمر اذا ركب وراها ،، لكنّه..اختفـى !
نادتــه بخووف : عمـــر !!!!
لمحته يفتح دبة السيارة الخلفية...ثم ناظرت الجبل.. وشافت من بعيد نفس الرجال ينزلونه.. صااحت وكأنها بعالم غير عالمها : عمر وين إنت ؟؟؟
سكر عمر دبّة السيارة وجا ركب بسرعة .. رمى عليها شي أسود ثقيل وهو يطلّع مفتاحه : امسكي !
ما استوعبت شادن هالشي الا يوم دقّقت فيه ،..
مســدس أسود !!!!
رمته بخووف وهي تبكي : عمر وش بتسووووي ..
عمر وهو يفرّ المفتاح بعجلة : امسكيه بس ..
شغّل السيااارة وفحط بسرعة البرق مبتعد عن المكان ومستغل ان الناس كانت جايتهم على رجولها.. شادن كانت ترتجف بعننف والمسدس طايح تحت رجولها مو قادرة حتى تتحرك وتاخذه..

مرت ربع ساعة.. وهي ساكتة وهو ساكت ..
ابتعدوا عن مكان الخطر .. وقّف عمر السيارة بهدوء والتفت لها : أظن السيارة خذتنا مكان بعيد الحين ..مارح يعرفون هالناس وين رحنا اذا احنا بنفسنا ما ندري وين احنا فيه !
رفعت شادن عيونها بصدمة وروعة : ضعنا ؟؟.. يعني ضعنا ؟؟؟
ابتسم بخفة مثل المعتاد : .. صدقتيني ؟.. ههههههه...
شادن بضيق لأنه لعب بأعصابها بما فيه الكفاية : مو وقته تلعب والله .. (انخنق صوتها من خوف )
عمر وهو يتأمل فيها بهدوء
قال : لا تخافين كلها ساعتين واحنا بالمخيم..
حاولت تطرد الخنقة الكاتمة على صدرها : يارب
مد يده العريضة لها .. وبهدووء : المسدس ؟
فهّت شادن : هاه.... ( ناظرت يده الممدودة والمسدس تحت رجولها )... ايه صح المسدس..
انحنت تاخذه وحطته بوسط كفه .. وبحركة خفة يد ،
لفّ المسدس بمهارة لين صار اصبعه عالزناد وفوهة المسدس على جبينها..
شهقت بررعب للمرة العاشرة : شفيك ؟؟؟؟؟؟
عمر بجمود : وش شعورك لو تنطلق الرصاصة ؟
شادن بخوف يتزايد : وشو شعوري ؟.. أكيد بمووت ... ( خوفها رجع ..وحسّت انها مع واحد بارد مو مهتم لا لخوفها ولا لاحساسها ) .. وش فيك عمر ابعده ؟
عمر وهو يضغط الفوهه الباردة على جبينها : ودي اذبحك ..
شادن أيقنت انها مع انسان آخر مو الانسان اللي قضت أغلب حياتها معه : ليييييييييييييييش ؟؟؟
ابتسم ابتسامة جانبية خفيفة..
وقال وعينه تلمع ببريق رقيق ما قدر يسيطر عليه : .... جبانة !!
فتحت عيونها مرتاعة : جبانة ؟؟؟؟
وهو يبعد المسدس عن راسها : ايوه جبانة...!!
ثم أزاح عينه عنها وفتح الدرج اللي قدامها وحط المسدس فيه .. وشافت شادن ثلاث أو اربع رصاصات داخل الدرج ، استغربت وجود السلاح عنده من الأساس ،! ، ونغزها قلبها !
قال وكأنه عارف أفكارها : المسدس فاضي.. دايما أخليه فاضي للاحتياط..
قالت تبي تتطمّن بارتباك : وش ..جاب السلاح معك ؟.. من وين جبته ؟
عمر ناظر بعيونها ولاحظ فعلا انها بحيرة ..تنهد وهو يفتح باب سيارته : مخلّيه معي للاحتياط.. وعشان ما تاخذك الأفكار لبعيد ..عمري ما استخدمته..
ما ردت.. وما تدري تصدقه ولّا ما تصدقه !.. اللي اكتشفته عنه من سنة ونص ليلة ملكتهم بالصدفة يخليها عايشه بكابوس...
تذكرت ذيك الليلة ،
بكل تفاصيلها !
ليلة ارتباطهم !

بعد ما انتهوا من كتابة العقد بساعة ..انفض تجمّع الضيوف اللي كان في بيتهم ..
وبعد ما حصّلت التباريك من العالم كلّه ! وبعزّ دموع الفرح اللي كانت فيها ،
ما بقى غير تشوفه..
طلعت من الصالة وهي لابسه فستانها الفيروزي القصير اللي اشترته مخصوص لهالمناسبة !
ما كانت مصدقه بذيك اللحظة رجعة عمر لهم .. رجعته بعد ما تمّ الـ 3 سنين الأولى غايب عنهم فيها .. رجع مثل ما وعدها عشان يتمّ ارتباطهم ..
رجع بعد ما كوّن نفسه وبدا مشوار مستقبله مثل ما وعد أبوها..
رجع وهو مشتاق لها وهي ميّته علييه !
راحت ناحية المجلس اللي تدري انه فضى هالوقت والناس مشوا بعد ما انتهوا عشا .. كانت تبحث عن عمر بلهفة وهي كلها شقااااوة..
وصلت للمجلس وطلّت داخله .. وما لقت أحد.. كل اللي شافته بقايا من صينية قهوة وصينية ثانية للشاهي !
مطّت فمها لقدام بحنق .. لكن مسرع ما ابتسمت يوم سمعت صوته جاي من برا .. وتحديدا عند
مدخل المجلس!
ابتسمت ابتسامة عذبة كلها شقااوة مجنونة.. وتقدّمت للباب وهي تسمعه يسولف وعرفت انه يكلّم جوال!
وصلت للباب.. ومسكت بالوكرة وهي تطل براسها لبرا ..طاحت عينها عليه واقف وهو معطيها ظهره..حاط جواله عند اذنه ويحكي باندماج ..
عضت لسانها بشقاوة مثل طفلة وهي ناويه تسوّي حركة ترويع فيه.. لكنها جمدت وهي تسمع كلامه !
" جهّز الموضوع .. أول ما أرجع نتممها .. الساعة 3 بالليل كل السيارات المحددة تكون وصلت للقراج "
ركّزت بكلامه أكثر وأكثر.. وهي تحاول تفهم ،!
كمّل " يومين وراجع.. تقدرون تكملونها من دوني انا عندي ظروف أخلصها وارجع .. لا تشيل هم.. السيارات المسروقة ذاك الاسبوع بنتهي منها بالوقت"


اللي سمعته ذاك اليوم.. وبصوت عمر !
البـرئ في نظرها..الملاك ..حبيبها اللي تعيش تفاصيله مهما كانت
صدمها .. وعوّرها .. وشتتها ..لهاليوم !
في ذيك اللحظة ، ما قدرت تطلع عليه بنفس المرح اللي كانت ناويه تسوي المقلب والترويع فيه
تراجعت عن الباب بصمت مثل ما جت.. وتركت عمر لحاله يكمّل مكالمته !
في ذاك الوقت وذيك الليلة.. استوعبت شلون رحيل عمر عنهم دمّره.. وأدركت شلون رفض أبوها له يوم خطبها أول مرة قبل رحيله ..أثّر عليه سلبياً.. تفهم هي شخصية عمر وتدرك إنه عانى كثيييير ولو هو ما صرّح..
ومحد يقدر يتخيّل ..شلون عانى عمر.. ووشلون الوحدة اللي عاشها من عقبها.. شلون عانى من تركها هي بالذات.. ولأي مدى رماه فراقها في أعتى الطرق المظلمة !

رجعت شادن للواقع ولقت نفسها لحالها جوا السيارة.. وعمر من لحظة ما نزل..ما رجع !
تذكرت أهلها وإن لها ثلاث ساعات مختفية عن المخيم.. سحبت جوالها من جيب بنطلونها الجينز تبي تدق .. بس ما مسك معها الارسال أبد .. حاولت مرة وثنتين وثلاث وعشر وكل محاولاتها فشلت ،!
نزلت من السيارة تبحث عنه ..انتبهت انه واقف بعيد .. غايص في موجة تفكير غير معروفة ! .. وما درت انه كان يبي يبتعد عنها هالدقايق عشان يستعيد هدوءه ..زيادة انه يفكر باللي صار قبل شوي ..
ناظرت السما وهي تمشي له والشمس النازلة .. قريب بتغرب ، .. كلها ربع أو ثلث ساعة والليل يشرّف !
قربت منه وهي ماسكه الجوال عند صدرها..
وبنعومة صوتها الفطرية : عـمـر..!
التفت لها بصمت بعد ما قطعت موجة تفكيره.. من غير كلمة !
وناظرها بملامح فيها من البرود والغموض وشي مخفي..
عرفت انه رجع لقوقعته اللي بصعوبة تقدر تطلعه منها ،!
وهي تمد الجوال له : حاولت أدق عالمخيم بس مافي ارسال..
ناظر بعيونها .. وباستخفاف مفاجئ قمة بالهدوء : شايفتني برج ارسال ؟!
توتّرت من ردّه : لا... بس ..قلت يمكن يمشي معك .. جرب بجوالك..
تركها وهو رايح للسيارة : جوالي طافي.. مافي شحن ..
بصدمة من جوابه : من متى ؟؟؟
عمر : طلعت من المخيم وهو فاضي وطفى قبل شوي ،!
تضايقت من اهماله وبقلق صاادق : كيف تقرر تطلع بالسيارة لحالك كذا وحتى جوال صاحي مو معاك ..وش بتسوي لو صار شي واحتجت أحد ؟؟
قال وهو ماسك باب سيارته..بنبرة تحذير هادي : انا آخر واحد تخافين عليه .. فاهمتني ؟؟
ركب سيارته وسكر الباب ..وهي منصدمة من تغيّره..ومتألمة !
قبل شوي بالسيارة والمسدس بيده كان انسان غير.. كان مختلف ،
لاحظت بعيونه مشاعر ترجع بقوة..
حسّت بتقارب روحي يزيد..
وهي متأكدة ما كانت تتخيّل !

بس الحين.. كل شي انقلب وكأن اللي صار قبل مجرد وهم وخيال !!..
فتح الشباك وناداها : بتجين ولا أمشي ...؟
انتبهت .. وجت بسرعة وركبت جنبه.. متجاهله رغبته إنّها تركب ورا !
هو يبيها ورا ،، لكن هي تبيها قدام !!
تجاهل وجودها القريب جنبه .. وما ناظرها وهي تسكر الباب.. ولو تدري شادن عن التشويش والتأرجح اللي يعيشه عمر بمشاعره من لحظة جيّتها معه.. كان قصرت الشر !
شغّل السيارة .. ودعس بنزين لكن السيارة رفضت إنها تمشي وكأنها عالقة بشي .. تذكّر عمر إن المكان اللي هم فيه منطقة رمل ناعم .. ملاه الغضب المخيف ،، ثم وجّه ضربة قوية بقبضة يده للدركسون بكل قسوة وغضب وهيجان..!
فزّت شادن كـ ردّة فعل ، وردّت ظهرها للباب بخرعة من انفجاره المفاجئ ..وفتحت عيونها بخووف وهي تشوفه انقلب 180 درجة !!..
قبل لحظات كان هادي قمة بالهدوء..
حتى يوم كانوا بذيك الورطة مع الناس المجهولين ..كان هادي جداً !
وش اللي غيّره .. نادرا ما تشوفه بهالنفسية !!
ما درت شادن إن قربها الرقيق هو المشكلة !!
واللي خرّعها أكثر .. ان عمر فتح الباب شوي.. ثم رجفه برجله بقوة لدرجة ان الباب كان ممكن ينكسر على برا.. ونزل وهو حمقان يشوف وش مشكلة السيارة ،!
ما تحمّلت تبقى جالسه .. فتحت الباب ونزلت تشوف اذا كان يحتاج مساعدة .. شافته راكع عند الكفر الخلفي والكفر مغرّز مسكت قلبها ... هذااا اللي كان نااااااااقصنا !!!
همست بخوف رقيق : وش ..بنسوي الحين؟؟
ناظرها باستخفاف وهو مسند يده على ركبته : وش بنسوي ؟؟.. بننتظر الدفاع المدني يجي !!.. ولا أقول شرايك ننسدح هنا لما الصبح ننتظر واحد من الذيابة يتعشون علينا .. صحيح إنتي مو قلتي تبين تنامين تحت السما؟ يلله هذي الفرصة جتك لين عندك وش تبين أكثر..هذا اللي استفدته انا من جيّتك هذي !
ما عجبها أسلوبه الجديد معها .. راضيه هي إنه يطنّشها ويكون بارد لكن لا يستخف ويستهزء فيها.. هالشي ما تتحمّله منه هو بالذات !!
كتمت الألم اللي انخلق من أسلوبه..ومن غير شعور قرّبت منه بعصبية وقهر جاااامح ، وبحركة مفاجئة حطت يديها على صدره ودفّته بكل قوة ملكتها عن الكفر لين طاح على جنبه.. ثم جلست مكانه وبدت تحفر من غير لا تقدر تحبس دموعها اللي انهمرت بغزاارة ..!
قالت باختناااق مؤلم ودموعها واضحة على صوتها رغم محاولتها تخفيها : اذا أنا السبب بمشكلتك قولّي بطلعك منها بنفسي ماله داعي تعصّب مني.. روح نوم لو تبي ووقت ما انقذ سيارتك الغالية بناديك ...
كان على حاله طايح على جنبه ما تحرك ، وردة فعلها جمّدته وهو يسمع لكل حرف .. تأثّر جدا ووضح عليه وهو يغمض عيونه وزم شفايفه لثواني.. بحركة ضيق وألم !
شادن اختلطت دموعها بالرمل الغزير .. ويديها الغرقانة بالتراب فقدت نعومتها بذيك اللحظات .. نست عمر والجرح اللي سبّبه لها وحاولت قد ما تقدر تساعده.. لين أخيرا حست بيدين تلتف من وراها وتمسك ذراعينها وتجذبها واقفة برقة جامحة..!
عمر من وراها وبهمس عند اذنها : قومي خلي هالشغل علي !!
شادن وهي وتكحّ وتصيح من الغبار اللي دخل صدرها : عشان ما تلومني خلني أعالجه بنفسي ..مو انا السبب خلني أحلّها بنفسي،
ما رد عليها سحبها من يدها وفتح الباب الأمامي وجلّسها
ثم قال : اجلسي لما أخلص..كلها عشر دقايق بالكثير ربع ساعة واحنا طالعين من هنا ،
ناظرت وجهه العذب .. بملامح حزن صامتة !
وتشابكت نظراتهم ،
ذبحته ذيك النظرة الصريحة..
وقطع تواصل العيون بينهم وهو يسحب يده من يدها بسرعة ..
قالت بصيحة يوم لاحظت حركته اللي زادت من ظماها : عمر !
فهم حيرتها من عيونها .. وعوّره قلبه وقاطع الموضوع اللي تبي تبداه واللي هو ما يقدر يصارحها فيه
قال : استني شوي دقايق ونطلع من هنا !
شادن سكتت وهي تتأمل فيه :..................!
ابتسـم..بنعووومة مجنونة.. انتزعت قلبها من موطن اضلاعها .. آآآآآه ليته ما ابتسم بذيك الطريقة..
اشتاقت هالبسمة !
دهر ما شافتها ،
ودهر ماحسّت فيها ،
بسمته الصادقة اللي ما يرسمها إلا لها !!
وبلحظة اختفى من عينها وصار واقف ورا السيارة .. فاتح الدبه ويطلّع منها كذا غرض..
شادن جلست مكانها ثواني وهي تهدّي من انفعالها .. مسحت دموعها بظهر يدها وهي تاخذ شهيق وزفير لعلها تهدى من العذاب اللي هي فيه .. والاشتياق اللي يدمّرها ببطء !
أخيراً قامت من مكانها .. ومشت لخلف السيارة عشان تساعده.. مهما كان هم طايحين بهالورطة ثنينهم لازم تبادر بشي وان كانت في الحقيقة مدمنة إنها تعيش بلحظاته !
قرّبت منه وهي تمسح بقايا دموعها بسرعة ..كان عمر منحني وراسه داخل الدبة المليااانة أدوات غريبة عمرها شادن ما شافت مثلها ..
حس فيها وهي واقفة وراه بسكون ،، رفع عينه وابتسم نفس الابتسامة المجنونة رغم نعومتها !
تأثّرت وهي تحس إن عمر القديم .. بدا يردّ لها بهاللحظة.. وبدا يخلع أقنعته !
تأملت في ابتسامته اللي لثاااني مرة يرسمها خلال دقايق ..وتأكدت إنه يبي يطيّب خاطرها ..
عمر : مصرة يعني؟؟؟
تغلّبت على تأثير ابتسامته..
وقالت بمرح مصطنع وخشمها احمر من الدمع : مشكلتك هي مشكلتي ما أظن نسيت مبدأي هذا !
تغيّر وجهه للحظة خاطفة ..ثم رجع ينحني للدبة وهو يداري وجهه عنها !
انتبهت لردة فعله.. ووجعها قلبها !
قال وهو يفتش : اوكي على راحتك ..
عطاها حفارة كان جايبها معه مخصوص لمثل هالمواقف.. ولمحت شادن من جديد الأداوات الغريبة والعجيبة الموجودة داخل هالدبة ... مو أدوات استبدال الكفرات المألوفة..ولا أداوت الاشتراك الكهربائي الي يستخدمونه البعض..
وكأنها تستخدم بتفكيك أجزاء السيارة..أو هذا اللي تهيأ لها وتوقعته !!!
داهمها الحزن من جديد وهي تتذكر نفس الموضوع !.. ليش كل الأدلة تدينك يا عمر !
ليه أمنّي نفسي اني فهمت مكالمتك غلط !
وليه أتمنى أكتشف يوم إن كل هذا ظنووون وخيالات ،!

لاحظ إنها سكتت ونظراتها الطويلة داخل الدبّة.. التفت يشوف اللي لافت نظرها ولاحظ انها تتأمل بهالادوات الغريبة..
حط يده على سقف الدبة ودفعها للأسفل بقوة قاصدها قطعت عليها تأملاتها.. وبصمت راح للكفر وبدا يحفر وهي ودها تسأل وتتغلّب على هالحاجز.. بس ما قدرت..!
عمر كان يحس إن في كلام على طرف لسانها .. قال وهو يحفر والعرق يقطّر من جبينه ووجهه : عندك شي بتقولينه ؟؟
شادن : ها ...؟؟..... ( بتردد ) .... لا.... مو.... مو شي مهم..
عمر وهو يحفر : كويس... لأن كلمة ثانية وممكن أنفجر من جديد..
شادن بهمس : انا الغلطانة...!!
سمعها وما علّق.. يبي ينتهي من هالمشكلة .. حفر المكان حول الكفر وبعدها التفت لها : روحي شغلي السيارة وحاولي تحركينها
من غير نقاش ..ركبت خلف الدركسون .. شغلت السيارة ولأن عندها أسياسيات من اخوها محمد حركت القير وضغطت عالبنزين.. ما تحركت السيارة في البداية .. وشافت عمر بالمراية يدفع السيارة وهي تضغط عالبنزين..
بالأخير وببطء ..تزحزحت السيارة من كومة الرمل ..
سمعت عمر يصرخ بارتياح : ... الله !!!!!!!!!!!!
ابتسمت غصب .. نادر جدا جدا تشوفه بهالانفعالات ..طلعتها هاذي معه رغم إنها جلبت لها المشاكل والخوف الا إنها .. كشفت لها عن جوانب في عمر ما شافتها الا الحين !
نزلت من السيارة بصمت وهو جاي بعد ما ركّب الأغراض الدبة ..
مشت للباب الثاني وقبل لا تفتحه ..
قال وهو فاتح بابه قبل لا يركب : ورا !
ناظرته بعناد مجنون من فوق سقف السيارة .. وبتطنيش لأمره فتحت الباب الامامي بأصابع كلها عزيمة ..
وركبت مكانها..
حك جبينه بإصبعه من عنادها..وابتسامة ناعمة كلها حنيّة ما قدر يسيطر عليها انرسمت على فمه..ثم ركب جنبها وحرّك السيارة !
:
/



♫ معزوفة حنين ♫ 21-02-11 11:02 PM




عند البنات ..
جنب ملعب الطائرة ومباراتها المشتعلة ..
كانت سحر جالسه عالأرض وهي ثانيه ركبه وحدة وممددة الثانية عالأرض ..والبطانية المتوسطة الحجم تلف كتوفها..وعيونها التايهه من المرض تراقب البنات وهم يلعبون بكل استمتاع ويطيرون بالهوا بكل حيوية !
كانت تبتسم بتعب كل ما سمعت صرخة مشاعل على نقطة جابوها هي ورهف كـ فريق.. أو صرخة أروى على نقطة مضادة عشان تقهر مشاعل ..
شدّت قبضتها عالبطانية عند صدرها من هبوب هوا بارد خلاها تغمض عيونها ..وتدفن راسها بين ركبها من رعشة المرض اللي فيها !
ما قدرت ترفع راسها .. حاسه بنعااااس والمرض كل ماله يزيد ..
وكل اللي كانت تسمعه صرخات البنات الحماسية.. تهديد مشاعل من هنا .. وضحكة رهف من هناك.. وانتقام اروى وضحكة بسمة معها .. تمنّت بهالوقت تشاركهم وتنسى اللي شاغلها.. تنسى اللي صار لها .. والألم اللي تحس فيها يقتلها ويتلاعب فيها !
خنقتها الدموع من جديد
الدموع اللي حاربتها طول مراقبتها للبنات ..
شعور يذبح وانت مركّز في لعبهم وضحكهم ، ومن جهة ثانية الدموع تنزل من نفسها..
تناظرهم وإنت تبكي!
تبكي من غير صوت ..
ليه
ليه بندر كلّمها بذيك الطريقة !
ليه حسّت انها انجرحت من كلامه !
وليه للحين مو مستوعبة اللي سمعته !

حست إنها بتنهار لو بقت جالسه هنا ..
تحاملت على نفسها ..ورفعت ثقلها من الأرض وهي تستند بيد عالأرض واليد الثانية ماسكه فيها البطانية ..
من استقامت حسّت ركبها ترتعش وراسها مصددع .. وبخطوات قصيرة ومتهاوية مشت راجعه للمخيم ..
كانت تمشي وهي تتنفس بلهاث وكنّها راكضه لها سنة ..
وصلت لتجمّع السيارات الموقوفة اللي لازم تتعداه حتى توصل لمخيّم البنات.. وقفت مكانها يوم شافت من بعيد جلسة الشباب حول النار وشكلها كانت جلسة رواق وشاهي وفصفص..كلهم كانوا جالسين بما فيهم خالد ومحمد وبندر ووليد وواحد ما عرفته..
سكنت .. ووقّفت تناظرهم من خلال عيونها الذبلانة دقايق تلتها دقايق ولا تدري وش تحتري او تبي من وقفتها.. كانت بتكمّل طريقها لولا إنها شافت بندر بعد مدة يقوم واقف وهو يعدّل بلوزته.. و يبتسم لـ خالد ويأشر على سيارته وكنّه بيروح ياخذ منها شي..
تسمّرت ما تدري ليه وناظرته وعيونها التايهه تطالعه..

سحب شال خالد من رقبته وهو يضحك وحطه على كتفه وكنّه يحارشه أو يستعيره لـ دقايق.. ثم مشى وهو يرد على خالد اللي على ما يبدو رمى سبّة عليه !
كانت تقدر تهرب من طريقه حتى تتجنّب مواجهة جديدة.. وما تدري ليش الهرب راودها بهاللحظة !
لكنها ما قدرت وأي مواجهة أكثر من اللي صارت !
جتها حالة من التصنّم والجمود وهي تشوفه يمشي ناحيتها ولا هو منتبه لأنه كل دقيقة يلتفت للخلف يرد على سبايب خالد بضحك !
جذبت البطانية حولها من برد يزداد وتعب يتضاعف داخل خلاياها.. وهي تحتريه يلاحظها يمكن تقدر تنطق بشي يتحشرج بنفسها ما تدري وش مكنونه !!
أخيرا صد بندر عن خالد وهو يضحك وخطواته رايحه لسيارته.. ليكتشف الشخص اللي كان واقف هناك ..
سحر المتصنمة قبضت أقوى على بطانيتها وهي تشوفه يهدّي من خطواته كـ ردة فعل من طاح نظره عليها ..
ما وقفت خطواته ، لكن هدت سرعتها وهو يناظرها من فوق لتحت بنظرات هادية !
عالأقل ما كان معصّب..
كان طبيعي جداً .. وهادي جداً
لكنه.. صامت جداً !
نزّل نظره لمفتاح السيارة بيده وكأنه يتجنب النظر فيها.. ثم زاد من سرعة خطواته ..ومر من جنبها بسكوووت ..وهي واقفه بتعب ما فيها حيل باقي !
تألّمت زود عالمرض !
تألّمت من ردّة فعله
واضح إنه حااازّ في خاطره كثير !!
وواضح جدا إنه شايل عليها كثير !!
لكن هي ..
ليش تحس بالذنب ؟!!
الذنب الكبير ؟!
ما تحركت وهي تسمع من وراها حركته وهو يحوس في سيارته .. أخذ اللي يبيه وسكر الباب باليد اللي فيها المفتاح .. واستدار راجع من جديد.. قبل ما يكشتف إنها باقي واقفه مكانها مثل الصنم حتى ما تناظره !
أزاح نظره عنها ومرّ من جنبها ناوي يرجع لجلسة الشباب اللي قبالهم مباشرة لكن بعيدة !
نطقت بصوت قتلته البحة : لحظة !
وقف بعد ما تعدّاها بخطوتين .. وما قال شي !
قالت برجا متعذّب : لحظة ما انتهينا !
زاد من قبضته عالكيس اللي بيده ،
قالت وما تدري من وين تبدا ضاع الحكي منها : بندر !
قاطعها بنبرة جافّة هادية : مافي شي نحكي فيه اللي عندي قلته لك يا سحر !
سحر بنفس البحة : بس.........
ما عطاها فرصة للمرة الثانية ..
كمّل طريقه ناحية الجلسة وهي واقفة ودموعها على وشك الهطول من الألم المتزايد.. تبي تقول له كثير حكي ..تبي تسأله.. تبيه يعيد الحكي.. كيف ووشلون.. للحين هي مو مصدقه وتحس إنها بحلم ولا تدري شلون تواجهه !!
أو ..حتى تواجه نفسهـا ،!!

رجعت أدراجها للمخيّم ورجولها ماعاد تشيلها تبي ترتاح..
لقت أمها طالعه من الخيمة وهي قلقانه : وينك ماما المريض يطلع يلعب كذا؟؟
دخلت وهي تدوّر مخدتها : رحت جلست مع البنات شوي.. مو تعبانه مرة
تحسست حرارتها وعاتبتها : حرارتك للحين مرتفعة وتقولين مو تعبانة مرة.. شوفي وجهك بكلّم خالد يوديك للمستشفى الحين ..قلبي موب مرتاح..!
عارضت بشدّة وبصوت منهك : لا ماما ما أبغى .. برتاح الحين وبكون زينة
أمها : مرضك يا ماما تعرفينه انتي.. خلينا نوديك لا يزيد عليك
سحر برجا مافيها حيل نقاش : ماما ما أبي الله يخليك ما أبي اروح مكان.. بكرة احنا بنرجع .. اذا ما خفّيت من اليوم إلا بكرة ودّوني للي تبون..ألحين خلوني على راحتي مابي اروح مكان ..

كيف تترك المكان ..وفي خاطرها كثير اسئلة
كيف تترك المكان.. وهي ما أروَت حيرتها ..
رمت راسها على الوسادة وهي تغمض عيونها بأنفاس مرهقة ..
ولو درَت سحر إن جلستها لليوم الأخير.. وإن بقاءها لـ "بكرة" بتقتل كثير اشياء فيها.. بتجرحها وتدمّرها .. كان اختارت الهروب..
واختارت الرحيل اليوم ..
حتى ما تعيش اللي رح تعيشه !
:
×

رجع بندر للجلسة ورمى على خالد شاله اللي قال وهو يلتقطه : جبت الفستق؟
رمى بندر عليه الكيس المحشو بأنواع المكسرات وهو يجلس : خذ اختار وتنقّى !
خالد وهو يفتحه ويطل فيه : ما يعجبني غير ذوقك تعرف كيف تختار الله يقلع ابليسك
بندر ابتسم متناسي اللي صار قبل لحظة ولا عنده أي نيـة إنه يفكّر فيه لأنه حاليا ما يهتمّ : لا تخليني افتحها بسطة الحين وأعلمك الشغل شلون يمشي
خالد : بللل عليك ما تسوى كيسة بعشرة !
بندر ضحك : هههههههه عطني كيسي اهووفه..فيه نوع جايبه مخصوص لي يا ويل اللي بيلمسه بأكسر يده !
خالد : اعنبوا بليسك صاير بجيح !
بندر طبّ فيه : البجيح انت انا عاطل وفلوسي على قدي شايفني اصرف عليك .. !
تدخّل محمد وهو كاتم ضححكه لأن بندر حاليا رجع لأسلوبه المعروف وكنّ الهم اللي كان جاثم على كتوفه زال .. واللي يضحّك أكثر ان مواقف بندر وخالد ضد بعض ما تتغيّر لازم كل واحد ينقر بالثاني بطريقته الخاصة !
قال : خلاص يا خالد الولد صادق تبي من نوعه ارخ الريال الحياة اليوم بيزنس ومصالح
بندر أيّد بششدة : ايه هذا الصح..جاك اللي يعرف بالبيزنس احسن مني ومنك !
قال خالد وهو يناظر محمد اللي كانت يشرب من بيالته والضحكة بعيونه تجاه خالد : البيزنس لراعين البيزنس ولا اخوك الله يخلف عليه وش عرّفه بالبيزنس.. خلنا انا واياه نتفاهم بطريقتنا
بندر : وش ذي كنّها مسبّة يا دكتور الغفلة !!!
خالد : ههههه كل واحد ويعرف قدره .. قلتها دكتور والنعم مليون !
بندر بتحدّي : لا تطير بالعجة يا مثقف الغفلة مو معناة اني مريّح راسي ومخي ومختار البطالة اني مقدر أغلبك بطريقتي
ضحك خالد من بندر اللي صاير عنيف حتى بتحدّيه : ههههههههههههههههه نوّرنا بأفكااارك وش ناوي
قال بندر بغرور ولأول مرة يجدّد عن رغبته بعد سنوات : ..ناوي الأولومبيات الجاية !
ناظره محمد باهتمام .. وقال : جاد ؟
بندر ناظر محمد وهز راسه ايجاب : ايه جاد ابي أحترف بحق وحقيق.. حاولت ألقى نفسي بمجال بعيد عن الرياضة ما لقيتني والحين ناويها ..تعبت من مقابل وجيهكم !!
خالد ابتسم : ان شاء الله كاراتيه بعد ؟ أنا مدري وش لاقي بهاللعبة أشوفها للأطفال بصراحة
لف بندر على خالد بطرف عينه وفهم إن خالد يغيضه لا غير .. وبابتسامة سخرية : مثقف الغفلة ما عليك شرهه وش يدريك انت بمتعتها.. الكراتيه فن ما يتقنها إلا فنانها ..خلك بالكتب والمواضيع الغريبة اللي انت هاويها..
خالد بضحكة : بلل علييك حاقد علي لأني ناجح.. يا عمي محد مسكك رح ان شاء الله تنافس عالمركز الأخير
بندر : يصير خير بكرة تقول للعالم بفخر شوفوا ترا هذا ولد عمي.. بذكّرك يالمتغطرس
خالد مات ضحك : ههههههههههههههههه أما متغطرس ماااش ما فهمت ولد عمك .. هذا مو تغطرس كل السالفة إني شخص له معايير محددة ما يرضى باللي أقل منها بكل أموره..
بندر : يا حبك للفلسفة ابلع لسانك احسن لك منيب مستعد اسمع محاضرة

خالد وهو يوجّه الكلام لـ محمد : بلل عليه اخوك صاير عنيييف ما يمديني اقول كلمة !
تدخّل محمد بابتسامة موجه كلامه لـ بندر : انت قبل لا تنويها.. قدامك حاجز اللي هي الوالدة ولا نسيت إنها اللي حلفت عليك قبل 4 سنين !
بندر وهو ياكل فستق بنبرة لا مبالاة : هذا قبل اربع سنين.. هالمرة بحلّها لا تخاف

مرت دقيقة ..
إلا محمد يتلفّت حوله وهو فاقد أحد : وينه عمر ما شفناه من جينا من المشي ؟؟
خالد ناظر ساعته : غريبة ما رجع للحين ؟؟ قالي انه يبي يخلص مشوار وبيرجع

بندر باستغراب : مشوار ؟؟.. ما ينتظر طيّب نرجع الرياض ويخلّص مشاويره.. أحد يروح مشاوير وهو بالبر ؟؟
حاول محمد يدق عليه عشان يتطمن لكن لقى جواله مغلق !
قال وهو ينزّل الجوال : مغلق !!
خالد : بيرجع ماعليه خوف..يمكن يكون بالطريق!


جا وليد اللي توّه تاركهم من دقايق .. وجلس جنب راهي اللي كان منشغل بالتلفون وشكله يسولف مع أحد كتابيا.. ومندمج ولاهو مهتم للسوالف اللي حوله.. كان مطنّش وعايش بجوّه المختلف !
لاحظ تركي ان بيالة راهي عالأرض فاضية .. ابتسم وهو يقرب منه ويتقرّب : بيالة شاهي؟
رفع راهي عينه عن الجوال وقال بانسيابية وبدون شعور : ya one more !
كاستجابة طبيعية سحب تركي الترمس وصب له ولـ راهي بيالتين ليكتشف فجأة ان محمد كان يناظره باستغراب !
انتبه لغلطته اللي ما كانت مقصودة ..أدرك بشكل متأخر استجابته الطبيعية اللي تقول إنه فهم لغة غير لغته وخلال اجزاء من الثانية.. رغم إن مؤهلاته بالنسبة لمحمد ما تتعدى سادس ابتدائي !
ابتسم تركي بتدارك.. ومن غير ما يفقد الثقة : خير استاذ محمد.. تبي شاهي اصب لك؟
محمد باهتمام وتركيز : وش قال راهي قبل شوي ؟
رفع راهي عينه بانتباه يوم طرى اسمه على مسمعه : انا ؟؟
محمد وهو يبتسم لـ راهي : اسأل وش قلت قبل شوي ؟

تركي حاول يرقّع بمزح : سألته ان كان يبي شاهي..ليه استاذ محمد ممنوع ضيافة الضيف هههه ؟
محمد باستغراب : ايه بس هو وش قال ؟
راهي وهو يناظر تركي باستغراب ثم في محمد ومو فاهم ليش محمد يسأل ..
كمّل تركي بنبرة ما فقدت ثقتها وكأن الوضع اللي صار طبيعي ولا فيه شي غريب : وش المشكلة استاذ محمد؟
محمد ابتسم بصرااحة أزعجت تركي : مو شي مهم..لفت نظري بس انك فهمت جملته بسهولة مع إنه قالها بسرعة..
ضحك تركي بمرح وما قدّامه غير كذا لازم ياخذ الأمر ببساطة وبدون حساسية : ههههه ما اعرف أنا الا كلمتين ييس ونو هذا حدي..وراهي ما فهمت منه غير ييس .. (التفت لـ راهي بنعومة يضيّع السالفة ) وش معنى اللي قلتها؟
محمد ابتسـم وهو يتغلّب على شعور الغرابة الغاامض اللي داهمه من جديد بهاللحظة واختفـى ..
ثم قال بذات الابتسامة العادية : فطين انت يا وليد !
حك تركي راسه بابتسامة احراج : مب شي يسوى تسأل عنه يا استاذ كلها كلمة تعلّمتها من أولى ابتدائي هههه !
هزّ محمد راسه بـ تفهّم بعد ما ارضى شعور الغرابة ..ورجع يلتفت لـ خالد وبندر وسوالفهم..
وتركي تنهّد جوا نفسه من الغلطة الغبيّة اللي سواها.. وكَرَه تركيز محمد اللي فطنته وذهانته العالية نبّهته لشي خلال ثواني..شي ما كان أي أحد ممكن يلاحظه !
حركاته وردود أفعاله الغريزية ممكن تفضحه أو تثير الشكوك حوله ولازم يكون منتبه أكثر ! لسا المشوار طويل ولا يبيها تنتهي عقب ما وصل لهالمرحلة.. لسّا ما أنجز شي !
:
/

بعد ساعة ..
حلّ الليل.. وانتهوا البنات من صلاة المغرب..
الجلسة هالمرة داخل الخيمة..آخــر جلسة للبنات سوى ..
كانوا مجتمعين حول سحر بحكم إنها ما تقدر تطلع برا بسبب البرد والمرض..واللي كانت جالسه بفراشها والبطانية تغطي رجولها تسمع للبنات وهم يحكون عن تفاصيل مباراة الطائرة اللي كانت ممتعة بكل المقاييس
سحر بنبرة ضعيفة وهي تبتسم بضعف : مين فاز منكم ؟
مشاعل : طبعا شعوولة وبفارق خممممسس نوقاط
اروى ضحكت : ماااش انتي ورهف ما تركبون سوى..
مشاعل بغياااض : طبعا لازم الخاسر يدوّر أعذار

شوي ودق تلفون أروى من أمها ..وردّت.. والبنات يترقّبون وكنّهم عارفين الخبر !
قالت مشاعل باحباط : بتمشوون؟؟
اروى وهي تقوم واقفة وتدخّل الجوال بجيب بنطلونها.. وبطريقة مسرحية : يب ! .. وداااااعيه يا ااااخر ليلة تجمعناااا
مشاعل عصّبت : وجعع لا تقولين كذا فال الله ولا فالك
اروى ضحكت : هههههه.. (وبحزن مخترع وهي مايله بفمها للأسفل مثل طفل زعلان ) .. انا بعدك عمر مفقود.. دنيا بلا معنى..بلا معنى
مشاعل بسخرية : روحي الله يستر عليتس امتس تحتريتس
اروى : ههههههههه حقيرة انتي !

رهف اللي كانت ساكتة من لحظة المكالمة.. لفّت لـ سحر الهااادية واللي فقدت حيويتها بلطف : خلاص بنمشي وبنخليكم
رسمت سحر ابتسامتها الناعمة الضعيفة..وهي تقول ببحة سيطرت على صوتها : أكيد بنشوفكم..

قالت اروى وهي تشوف رهف : يلله رهف نص ساعة وبيمشون..أمي تقول خلاص تقريبا ركّبوا كل العفش..خلينا نرجع ونشيّك على اغراضنا الغالية

ما علّقت رهف وكل اللي أرسلته نظرة رجا غريبة لأروى اللي فهمتها مباشرة ..
اروى ما عندها وقت : عارفه تبين تجلسين زيادة بس مافيه وقت..انتهت اللعبة قييم اوفررررر !
مشاعل ما فهمت المخفـي بينهم واللي ما يفهمه إلا هم .. لكنها قالت يوم حسّت إن رهف لها رغبة تطوّل بالجلسة : خليها تجلس بنرجّعها معنا ..مب زيّك تبين الفكة !
اروى وهي تراقب رهف الساكتـة تماماً : إنتي ما تدرين وش وراها .. لا يغرّك شكلها الثقل والوديع تراها خبلة..تبي تجلس مب عشان سواد عيونك !
رمت رهف نظرة محبطة وشبه حانقة على اروى اللي ما تعطيها الفرصة !
قالت مشاعل ولا تدري ان فيه معاني خفية بينهم : وش تبين بها مقابله وجهك أربع وعشرين ساعة ..بعذرها تبي الفكة !

اروى لـ مشاعل : انتي يعني تبينها خناقة على آخر لحظاتنا سوى .. تبينها وداعية بفرااااق
مشاعل ضحكت : هههههههه ( لفّت لـ رهف اللي كانت بآخر ساعة معهم مختلفة وسارحة ) خلّك يا شيخة لو تبين وارجعي معنا بكرة افتكي من ذي المجنونة..مدري صراحة شلون صابره عليها
ابتسمت رهف ولا علّقت .. وشافت أروى تشنّ هجوم كاسح على مشاعل ..
يوم قالت : شلون صااابررره علي؟؟؟أصلا هي ما تقدر تعيش من غيري !!
مشاعل : واااااضحح مين اللي مهبّل بالثاني
اروى ضحكت : انتي ما تدرين عن شي تراها متمسكنه عندكم ..لا تخافين كل وحدة فيها حقّها على الثانية ..قولي مدري شلون صابرين على بعض ولو أني أهون شوي !
مشاعل بغيااض : طبعا القرد في عين نفسه غزال
اروى : وقححححححححححة !

أنهت رهف الجدال وقامت واقفه.. وسحبت شالها وكابها من الأرض وهي تلبسهم : خلاص خلينا نرجع !
مشاعل قامت واقفه ومعها بسمة عشان يسلّمون عليهم ..
انحنت رهف وباست سحر اللي كانت مبتسمة وقالت بصدق رغم مرضها : فرحنا بشوفتكم هالفترة..كانت شي حلو
ابتسمت رهف بالمقابل : حتى احنا.. والله البر كان شي حلو بجمعتكم..اشوفك على خير
ثم قامت وسلّمت على مشاعل ثم بسمة.. وانتظرت اروى اللي راحت وضمممت سحر بقوووة
ويوم ابعدت قالت : يا شيخة والله إني احبببك من طاحت عيني عليك في بيتنا.. وكنتي وجه خير بهالبر خليتينا نعرف الخبلات بنات عمك هههه
ضحكت سحر رغم انها ضحكة ضعيفة بس طالعه من قلب : يا حلوك .. حتى انا فزّ قلبي بشوفتك ..مدري شلون طلعتي علينا من تحت الأرض
باستها وسلّمت عليها سلام اخير..ثم قامت وسلّمت على بسمة وتلتها مشاعل اللي كان سلام محارش مهوب سلام طبيعي !
وعند مدخل الخيمة ودّعت مشاعل (رهف وأروى) اللي مشوا سوى.. ثم رجعت داخل وهي تضحك على آخر الكلمات بينهم..
:

رهف وأروى مشوا أمتار لين ابتعدوا شوي عن الخيام ..ثم وقّفت رهف عن المشي فجأة.. وهي ساكتة وكن خطواتها رافضه تاخذ أي خطوة زيادة !
وقّفت أروى معها وناظرتها باهتمام : لا توقفين خلينا نرجع وانسي اللي صار !
ابتسمت رهف برجااا اكتسى نبرتها : خلينا نشوفه.. لآخر مرة بس !
اروى بضييق : تشوفينه ليه؟؟.. ما تعرفينه يا رهف.. شوفتك له بتتعبك أكثر انسيـه..
رهف بررجااا : أدري ما أعرفه بس ابي اشوفه للمرة الأخيرة... من بعيد يا اروى..بشوفه من بعيد.. لآخر مرة !
غمضت اروى عيونها ..واستغفرت ربها ولا تدري توافق أو ترفض وتسحبها غصب ويرجعون للمخيّم؟!!
فركت جبينها بحيرة ولا ودّها تنفذ طلبها ..لأني اللي تطالب فيه مو منطقي ولا بيفيدها أبدا..
فتحت عيونها لتلقى رهف تناظرها وعيونها الراجيه تلمع وممكن تبكي وتترجى..وما عندها مشاكل ممكن تسويها..!
زفرت أروى هوا عميق من صدرها ..وقالت يوم شافت ملامح رهف الرااجية بعننف : يااارربي لا تسوين بوجهك كذا تكسرين خاطري
رهف ودمعة وحدة تسيل وهالرغبة تقتلها : بسسس مرررة قبل نمشي.. اروى ماني مرتاحه لما اشوفه لا تعذبيني الله يخلييك

اروى بضيق : احنا ما اتفقنا ذاك اليوم عقب حركته المتهورة فيك..إنك تنسينه ولا كأن شي صار ؟؟.. كنتي طبيعية هاليومين وسمعتي كلامي..ليش يوم جينا نمشي تبين تشوفينه.. أخاف تتعلقين فيه وانتي ما تعرفينه أعرفك مجنونة من هالناحية !!
ما تحمّلت وبكت لأن أروى ما راعتها : راعي شعوري انا ما طلبت منك معجزة ابي بس اشوفه من بعيييد او خليني اروح لحالي
اروى سكتت وهي تشوفها مصرره..ولا تدري تطاوعها أو لا..
وقالت بهدوء وعطف : من جدك هذا أثّر فيك بهالشكل.. وذكّرك فيه ؟!
سالت دمعة ثانية على خدها وقالت بضحكة استغراب من اللي صار لها : ليه ما تفهميني ؟..ما أبي أتذكّره أنا ولا أتمنى أتذكّره ..بس كل شي فيه مثله .. روحه..حركاته..حيويته وتهوّره !!..كلها نسخة غريبة ما بغيت بحياتي اشوف أحد يشبهه كذا يا أروى بس مدري ليه !
أروى ترددت : مدري يا رهف ما ودّي تشوفينه لأنك من شفتيه انقلبتي رهف ثانية ..مع إنك طول السنتين كنتي طبيعية
رهف بحزن وهي تقاوم رغبة بكي شديدة : ادري حتى انا ما ادري ليه تأثّرت كذا
اروى : خلاص اجل دام كذا خلينا نمشي وبكرة تنسين..هي الحين كلها إلا رغبة لأنك حسيتيه يشبهه كثير بشخصيته..يوم يومين وبتنسين من جديد صدقيني
بكت هالمرة وغطّت وجهها بيديها الثنتين : ليه ما تفهمين ليه ما تراعين شعوري مو يكفي إني فقدته بسبّة اخوك !!..
تضايقت أروى وقربت منها.. وضغطت بيدها على كتفها : ماله داعي هالكلام..تدرين ان الموضوع كله قضاء وقدر.. اخوي واخوك ما كانوا عيال عمة وخال وبس..إلا كانوا اصدقاء الروح بالروح.. ومحسن أخوي أكثر من تأثّـر بموته ومو إنتي لحالك ..فيكفي اللي سويتيه فيه للحين ارحميـه !
مسحت خدها بظهر كفّها وقالت بررجا أخير : طيب ممكن أشوفه لدقيقة بس مو أكثررر !!

استسلمت أروى ووافقت أخيرا ..
وقالت وهي ترفع السبابة : أوكي دقيقة وحدة بس مو أكثر.. وبعدها تنسينه وكأنك ما شفتيه وترجعين رهف الأولى.. رهف اللي قدامي الحين غريبة عليّ صراحة ..مدري شلون صارت كذا بسبب موقف غبي مع واحد متهوّر ما يفكّر!!
ابتسمت رهف برضا : اوكي راضيه ووعد أرجع مثل ما تبين ..بس ارحميني بهالفرصة
تنهّدت أروى من اصرارها الراااجي وما لامتها على رغبتها.. قدّرت شعورها ..وبالأخير شبكت ذراعها بذراع رهف وهم يغيّرون مسارهم : خلينا نشوف وينه هالغبي !
:
/

عند الشباب..
اقترب بندر من الجلسة اللي تركوها الباقين وما بقى غير محمد اللي كان جالس بمووجة تفكير عميقة لحاله..والنار قدامه تتراقص ومعطيه دفا للمحيط حولها
جلس بندر وهو يضيف حطبة للنار .. وما قدر يتجنب السؤال ..
قال : كلّمته ؟
رفع محمد عينه ..وابتسم على اهتمامه : لا.. رحت له العصر وعطيته خبر ان فيه موضوع أبي أكلّمه فيه.. طلب مني أأجله..بس ما أظن إني بأجله أكثر..
هز بندر راسه بتفهّم : يعني صار عنده خبر انك تبيه بموضوع ؟!
محمد وهو يحك خده ثم يشبك اصابعه وهو جالس عالمركى : ايه.. بس الله يستر من ردة فعله.. ابو راهي اليوم ما كان طبيعي معي حسيته متضايق من شي
سحب بندر المركى الثانية وجلس عليها وهو يحاول يعطي وياخذ بالموضوع : يمكن تكون لمّحت له عن الموضوع؟؟
محمد وهو يهزّ كتوفه ..ويعقد حواجبه : لا ما لمحت له..توني اليوم طلبت اكلمه بالموضوع بس ما حددت له وشو بالضبط
هزّ بندر راسه بتفهّم.. وكان واضح عليه انه هالمرة أكثر ليـن مع محمد وأكثر مرونة.. الشي اللي ريّح محمد كثير وريّح بندر اللي نفسه صاير يكره تصرفاته ..
قال محمد بابتسامة اخوية حنونة : على كلامك للحين تبي تساعدني ؟
بندر ابتسم بخفة وهو يلعب بحطبة : بحاول ..
محمد بلطف ونبرة أخوية : تدري اني محتاجك لو خرج الموضوع عن السيطرة.. من الحين أقولك أبو راهي ما أقدر أتوقع ردة فعله !
ترك بندر الحطبة..ونفض يدينه ببعضهم وهو يقول : وتدري اني قلت لك من قبل ما رح تعرف ردة فعله الا لما تحاول !
محمد ابتسم وهو يتأمل في بندر اللي ما يقدر ينكر انه يحتاجه قبل كل الناس : تدري يا بندر ؟!

رفع بندر عينه لأخوه ..بصمت والهدوء والأريحية تملا تقاسيم وجهه..
كمّل محمد بابتسامة : أثق بكلامك وما كنت باخذ هالخطوة لولا إلحاحك اني أكلمه .. صرت أعتمد عليك
بادله بندر الابتسامة الهادية..الأخوية المتألمة ..بيكون حقير وكلب إذا ما بادله ابتسامة على الأقل.. محمد ماله ذنب !!.. محمد له مشكلته اللي أعمت عيونه عن مشاعر أخوه
له مشاعره اللي ألقت بالضباب على اللي حوله
له أمنياته.. له أحلامه..

تنهّد بندر من قلبه وابتسم : متى بتكلمه ؟
قام محمد واقف وهو يزفر زفرررة عميقة ..مستعد يدخل لجولة من معركة : الحين
وقف بندر معـه وهو ياخذ الموقف الايجابي لأنه كره عمره صراحة ..زيادة على إنه موقفه مع سحر ريّحه كثير وفرّغ كثير شحنات داخله..وخلاه عالأقل يتوازن !
قال بابتسامة وهـدوء : تفاهم معه وعطه اسبابك ..توكّل على الله..واللي الله كاتبه بيصير
محمد : بروح اشوفه دعواتك !
بندر وهو يجلس من جديد : بنتظرك هنا بشوف وش صار عليك !
ابتسم محمد..وتقدم لـ بندر الجالس عالمركى..ربّت على كتفه بشكل سريع وهو يتعدّاه ليشوف وين ابو راهي .. وياخذ الخطوة اللي ما يدري وين بتوصل نتايجها .. ولو إن داخله أمل متمسك فيه لعلّ وعسى !

جلس بندر لحاله وهو يتمنّى خير هالمرة !
فرك عينه اليمين بأصابعه..ثم عينه اليسار وهو يتمنّى نتايج خير فعلاً لـ محمد !
وكن الحنق اللي كان تجاه محمد..اختفـى وتسلّط كله على سحر !
سحر اللي بنظره الحين ..لا بدّ انها كانت حاسّه فيه وتدري !
ذنب سحر بنظره ..أكبـر من محمد ولا يوازيـه حتى ،،
لأن فرق بين شخص يدري وشخص مـا يدري !
اتخذ القرار ..وقرر ينتظر النتايج اللي بتسفر عنه مصارحة محمد لأبو راهي بقراره رفض هالزواج !
:
/

من بعيـد.. على بعد أمتـار وأمتـار ،
وبالظلمة الحالكة خارج حدود مخيّم الشباب
قالت أروى بهمس وهم بعزّ الظلمة السابحة حولهم : ها شفتيه ؟
رهف وهي تتأمله جالس قبال النار وبيده كماشة يحوس ويضيع وقته فيها : تقريبا..بس مو واضح وجهه يا أروى
اروى : بس عااد تدرين ما نقدر نقرب .. يكفي شفتيه جالس ..الحين شيلي الأفكار السودا من مخّك وآخر مرة أشوفك كذا..
ابتسمت رهف باحباط ..
أروى وهي تمسك يدها : خلينا نرجع الحين..يكفي شفتيه قبل تمشين.. انتهت الفرصة قيييم اوفررر
رهف ومو قادره تشوف ملامحه زين من بُعد المسافة.. قالت بحنييين : يا الله يا أروى حتى قعدته نفسها !!.. كأني أشوف قدامي أخوي !
اروى بابتسامة عطوفة : الله يرحمه.. يلله رهوف جد مالها داعي طوّلنا.. لو أحد يطلع برا المخيم امتار بيلاحظنا ..
رهف لمحته يقوم واقف على جيـة الدكتور اللي عرفوا شكله "خالد" وهم يتضاحكون وصوته يلعلع بعد ما كان جالس لحاله ..ركّزوا يبون يسمعون سوالفهم وصوته
ابتسمت اروى : وهذاك سمعتي صوته.. لو يشوفونا مب زينة بحقّنا يلله خلينا نمشي
رهف بنعومة وهي تستحضر صورة أخوها قدامها : نفس الشخصية يا أروى ملاحظه ؟؟

اروى شوي وتطقّها : ايه والله العظيم ملاحظه.. من موقفه المتهوّر فيك وانا ملاحظه بس يلللله ..
رهف أخيرا طاااح اللي براسها .. وضحكت : ما كنت أدري ان فيه ناس تشبهه بالعالم
اروى ابتسمت بمكر : لا تكذبين رهف تدرين إن محسن أخوي أكثر واحد يشبه أخوك..وكنّهم توأم بس انتي اللي مو راضيه تسامحينه ..
سكتت رهف.. والتزمت الصمت وكنّها تقر بهالكلام !
أخيرا سحبتها راجعين ادراجهم .. وهالمرة استسلمت رهف واستدارت معها بعد ما أروت هالرغبة ..
شافته .... نموذج أخوها !!
النموذج الثاني اللي يشبهه...بعد محسن !!
ابتسمت بارتياح ودعت من قلبها ..
"الله يرحمـك" !
:
/

عند البنات ..
داخل الخيمة ما بقى غير سحر اللي كانت جالسة وحاطه الوسادة ورا ظهرها .. ومعها مشاعل وبسمة..
تغيّر الجـو شوي ..
واكتئب عقب رحيل أروى ورهف !
زاد عليه غياب شادن اللي تأخرّت ولا يدرون وين أراضيها وصلت..!
دخلت أم محمد الخيمة وهي معصّبة على مشاعل : أختك وينها ذالفه ؟؟؟
مشاعل ارتاعت من عصبية أمها : يمه قلت لك مع عمر !!
ام محمد : مع عمر من العصر ؟؟!!.. أدق عليها ويعطيني مغلق وأدق على عمر حتى هو مغلق .. متأكدة إنها معه ؟؟
مشاعل توتّرت وخصوصاً إن شادن معد راسلتها : يمه هي مرسله لي رسالة وقالت لي ساعة ساعتين وبترجع أكيد !
أم محمد : وهذي الساعة 7 الحين .. أربع ساعات وهي لا حس ولا خبر.. أنا أقوله هالبنت لين جا الموضوع لـ عمر يروح عقلها.. تنهبل مدري وش يصير فيها كل ركادتها تروح !
مشاعل : تدرين فيها يمه انتي .. ان شاء الله انها بخير !
ام محمد : وانا بجلس على اعصابي لين ترجع..؟!.. مدري وش صاير فيها !!
مشاعل توتّرت من توتّر أمها .. وقالت وهي تسحب جوالها المرمي جنب شنطتها : يمه قلت لك مع عمر ما عليها خوف .. الحين بحاول اكلمها وارسل لها يمكن ترد ..لا تقلقين مصيرها بترجع ان شاء الله
ام محمد وهي طالعه ناويه تكلّم واحد من عيالها : شوفي وينها .. الله يهديها تروح وبس ..وما تعطيني خبر !
هزت مشاعل راسها ايجاب : عشان كذا أرسلت لي رسالة وقالت بلّغي أمي لا تخاف
ام محمد : الله يهديها .. لو عمر يرد على جواله تطمّنت ..لكن المشكلة اثنينهم مغلقة جوالاتهم
مشاعل : يمكن مافيه ارسال !
ام محمد : مدري عنهم الله يهديهم !
وطلعت تشوف واحد من عيالها لعلّ احد عنده خبر عن عمر..

مشاعل جلست تحاول تتصل بـ شادن لكن نفس النتيجة.. الجوال مغلق!
قامت واقفه.. وسحر بصوت واطي ضعيف : ما ردّت ؟؟
مشاعل وهي ماسكه جوالها بيدها : لا ..بطلع برا أحاول ..أشك إنه مغلق عشان مافيه ارسال !! مدري وين ذالفين سوى !
سحر : ان شاء الله شوي وبيرجعون !
طلعت مشاعل برا الخيمة تحاول تعيد الاتصال ..

وبخروجهـا ..
صارت سحر جالسه لوحدها وما معها غير بسمة !
السكوت بالبداية كان عنوان جلستهم .. وسحر بالأحرى طنّشتها وتجاهلتها مالها خلق أي نقاش من أي نوع معها !
سحبت بطانيتها ناحية صدرها وهي تحس ان الحمّى باقي مسيطرة عليها وتعبها كل ماله يتزايد !
إلا بسمة تقول وهي تلعب بجوالها : تدرين مستغربة من شي !!
رفعت سحر عينها الذبلانة وهي ساكتة.. تحتري استفزاز جديد لأن أسلوبها كان يهيء لهالشي !

بسمة بابتسامة ونبرة غريبة : شكلك تحبين ؟؟

ارتاااعت سحر وناظرتها بصدمة ..
وقالت بهمس : وش قلتي ؟؟
بسمة كررتها : واضح من شكلك انك تحبين !!
سحر بدهشـة : انتي ما تعرفيني اصلا ..لا تسوين نفسك الذهينة ..

ضحكت بسمة باستمتاع .. ثم غيّرت نظرتها ..وهي تستبدل الضحكة بابتسامتها الغريبة : ليش تنكرين ؟؟
سحر وهي تغالب المرض وصوتها اللي ما يساعدها : أنا ما أقرّ ولا أنكر.. فلا تسوين نفسك الفاهمه.. خلك ساكتة أوكي ترا مو كل مرة بسكت لك ولاستفزازك
بسمة رفعت حاجب ..وببرود والاستفزاز لعبتها مع سحر : عادي انا مجرد افتح نقاش عادي.. ليش خذتيه جد.. انا بنت وانتي بنت وهالمواضيع عادية بيننا ماله داعي الحيا ،!

سحر رمتها بوجهها من غير تردد : عادية بيني وبين مشاعل ..أما وحدة سايكو مثلك ما أعتقد..فخلّك مع نفسك لأنك لايقه مع نفسك صراحة أما مع الناس تبطين !!!
سكتت بسمة والجمود والوجووووم كسا وجهها وهي تحدّق في سحر اللي لفّت وسحبت وسادة ثانية وهي قرفانه من وجود مثل هالآدمية جنبها !
قالت بنبرة جااامدة والحقد يتزايد : وش قلتي ؟؟
حطّت سحر الوسادة ورا ظهرها ثم لفّت عليها ببرود ..وكررتها بوضوح يعني اسمعي واللي براسك سوّيه : انتي سايكو.. يعني مريضة نفسيا.. يعني محتاجه دكتور يشوفك لو ما تفهمين عربي..!
بسمة بنبرة واااجمة : بتندمين على هالكلام صدقيني !
ابتسمت سحر بسخرية من خلال ضعفها الواضح على ملامح وجهها المريض : وانتي خليتي فيها مجال للندم ؟..اسلوبك الردي مثلك ما يشجع عالندم ولا أظن سويت لك شي حتى تعاديني ..
بسمة بقهررر : إلللا سـوّيتي !
سحر ببرود وبصوت ملاه البحّه : ما قلت لك انك سايكو ومريضة ! محد فينا عاملك معاملة مو كويسة لأنك ضيفة..ولا أتذكّر من جيتي ان فيه موقف مو زين صار بيني وبينك ! كله أوهام غبية من راسك..
بسمة بقهر يتضااااعف : مصرّه تغلطين احترمي نفسك
ضحكت سحر ضحكة ضعيفة ساخرة واكتفت إنها ترمي راسها عالوسااادة وهي تقول : الغلط بدا منك.. الحين اطلعي أبي ارتاح انا مريضة
بسمة بحنننق وغضب : تطرديني !!
غمضت عيونها وسفهتها وحيلها الباقي يتناااقص ..وأفكار كثير براسها وبسمة مو أهمّها..تبي تلقى فرصة تحط الأمور في نصابها وبسمة مسويه لها قلق .. والمشكلة ان بسمة تستغلّ تواجدهم لحالهم لأن مالها قوة تستفزّ وتقول اللي تقوله بحضور البقية ..!!

بسمة وصوتها تخنقه الدموع : طيييب يا سحر طيييب والله بتندمين ..
وقامت واقفه وهي تمسك جوالها ودموعها غررقت بعيونها..والقهر والحنق مالي نفسها لأبعد مدى..!
ودقّت على أرقام وهي طالعه من الخيمة ودموعها تطييح.. وآخر شي سمعته سحر وهي مغمضه عيونها..صوت بسمة وهي تقول بصياااح "بابـااا"
ضحكت سحر غصب عنها قسما مصخرررة.. هالبزر رايحه تشكي لأبوها !!
ما اهتمّت أبدا ولا ألقت لها بال .. وما درت سحر إن بسمة ما اتصلت عشان تشكي وبس.. لا في راسها نيـة ورغبـة ماهي سهلة !
:
/

رجعت مشاعل وهي ماسكة جوالها عقب ربع ساعة.. وهي ضايقه لأن الخط ما مسك معها ،!
شافت سحر راقده ومغمضه عيونها وشكلها ما نامت ..
مشاعل : وينها بسمة ؟
قامت سحر جالسه على حيلها.. بعد ما حسّت إنها مو قادره تنام من القلق والضيقة : مدري عنها

مشاعل لاحظت مودها المنعفس..وقالت بقلق : شفيك مو على بعضك..؟
سكتت سحر .. وحانت الفرصة أخيرا إنها تسأل مشاعل دام إنّهم صاروا لوحدهم .. تسألها الأسئلة اللي تبي تلقى لها أجوبة .. اكتفت حيرة هالساعات ..واكتفت تسترجع كل حرف وكل كلمة مؤذية من بندر..
اكتفت تفكر بالاتهام اللي لبّسها اياه وهي مثل الأطرش بالزفة مو عارفه ليه ؟؟؟

اقتربت مشاعل منها وهي تلاحظ إن سحر ممكن تبكي ألحين ..
جلست جنبها وبعطف : تعبانة كثير يا سحر ؟؟ تبين المستشفى ؟؟

فركت سحر عينها الدامعة بأصبعها وحاولت تبتسم ..
ثم قالت برجاا من الأعماق : مشاعل أبي تصارحيني !
مشاعل بدهشة : اصارحك بوشو ؟؟
سحر بألم : باللي كنتي تلمّحين عنّه قبل يومين ..

مشاعل ما فهمت ..وعقدت حواجبها مو متذكّره : أي سالفة تقصدين ؟؟
سحر باندفاااع ورغبة جامحة للأجوبة : سالفة بندر يا مشاعل كنتي تلمّحين عنه أتذكّر زين لا تقولين إنك نسيتي !
ارتااعت مشاعل : شفيه ؟؟؟
سحر : وش كنتي تقصدين بالضبط.. ريّحيني الله يخليك !
مشاعل بقلق : ليه هامّك الموضوع الحين..؟ قلته لك ونسيته..

سحر وشفاتها ترتعش من الألم والبرد اللي ما قصّروا فيها..ولأن تفاصيل بندر بذيك اللحظة كانت مؤلمة بكل شي ..
قالت بضععف ونبررة مهزووزة : أبي أفهم وأتأكد.. أبي أسألك قبل أسأله قولي لي هو شلون يعتبرني ...بالنسبة ..له !!؟

سكتت مشاعل ثواني وهي تتأمل وجه سحر التعبان من المـرض وشي مجهول.. صفرة وجهها .. ارتخاء ربطة شعرها اللي على جنب.. الخصل المتناثرة بنعومة حول وجهها .. القلق والتوهان اللي ينضحون بنظراتها.. والوهـن المستقر بجسمها !
مسكت يدها وابتسمت..
ونطقتها بكل وضـوح : يعتبرك كل شي بحياته !
انهارت عوالم سحر والدموع تغشي عيونها ..الدموع اللي حجبت ملامح مشاعل عنها وما صارت تشوف إلا طيفها..
كانت مشوّشة من كلمات بندر وأشغلتها حالته وصوته ونبرته ..وطلبت التأكيد من مشاعل لعلّ اللي سمعته له احتمال ثاني مو اللي في بالها..!
قالت والدموع توصل لشفاتها : م.. من متى.. بندر كذا ؟؟
تنهدت مشاعل وابتسمت تخفف عليها : أعتقد من رجعتي قبل سنتين.. كنت أشكّ فيه دايما بس بالأخير تأكدت إنك شي غيير بعينه !
هزّت راسها نفي رافضه هالحقيقة اللي كل ساعة تتسرب أكثر وأكثر بمخّها وادراكها..الحقيقة اللي بدت تسيطر عليها وعلى مشاعرها اللي ما عاد عرفت وين برّها .. فقدت هويّة أحاسيسها ومشاعرها والسبب بندر وعملته فيها !
مشاعل بحنية : ليش يهمّك تعرفين الحين ؟؟
قامت واقفه بسرعة وهي تهزّ راسها نفي بتكرار وهي رافضه.. وفكرة إنها تفهّمه مسيطرة على كل خلاياها من غير وعـي منها !! تبي تفهّمه إنها ما تدري ..تبي تفهّمه إنّه ظلمها
ويا قوّ هالظلم اللي جاها .. !!

مشاعل قامت معها بتمسكها وهي خايفه عليها : وين بتروحين ؟؟؟
سحر ودموعها تهطل وكل اللي تبيه تطلع : برووح أكلمه برووح اشوف ليه قال ذاك الحكي؟؟؟

مشاعل باستغراب : هو كلّمك ؟؟
سحر : اتركيني بروح أسأله بنفسي ..
حاولت تمنعها وهي تقول : ارتاحي قبل وين بتطلعين بالبرد ؟!.. بكرة اسأليه مارح أمنعك ..
سحر هدت وهي تبحث عن شالها بين الحوسة والعفسة والأغراض المرميّة.. وقالت والوهـن بمفاصلها يزييد : أنا طيبة الحين بقدر اطلع !
مشاعل بهدوء معها : سحر بندر يحبك ما يحتاج تسألينه أنا أأكد لك..
سحر صابها السكون والسكوت وهي تلبس كابها الصوفي ودخّلت كل شعرها جوا.. ثم سحبت شالها ولفّته حول كتوفها وهي تمسح أثار الدمع الجاف بظهر كفّها ..
ثم ابتسمت وهي تدّعي القوة قدام مشاعل رغم وهنها الداخلي : خليني مشاعل اروح لحالي.. كنت أبي أتأكد منك والحين أبي أكلمه !
مشاعل سكتت وما قالت شي..وما توقعت إن هالموضوع ممكن يأثر في نفسيّتها كذا .. ما قدرت تمنعها ولا لها حق..
وقالت : تعالي بسسررعة لا تطوّلين ترا خويلد الخايس موصّيني عليك !
ابتسمت سحر ابتسامة أخيرة تطمّن مشاعل فيها .. ومن جوا هي على مشارف الانهيار ولا تدري شلون تتصرف !!
وطلعت وهي ما تدري وش اللي بيواجهها !!
:
/

مخيم الشباب ..
محمد اللي اتخذ قراره.. راح مباشرة للمواجهة..
دخـل الخيمة وهو مبتسم ومتمسّك بثقته بنفسه..
أخيرا لقى أبو راهي جالس بروحه.. وهو ماسك الجوال بيد..واليد الثانية فيها المسبحة ومركّز بـ مكالمة ..ووجهه تكسوه الجدية تقريباً..!
انتبه أبو راهي لـ دخلة محمد عليه..واللي تقدم له بهدوء وابتسامة.. ثم رد للي يحاكيه بعد ما رمى عليه نظرة حازمة صارمة خلّت محمد يشكّ بنفسه : يصير خير حبيبتي انا بشوف الموضوع معه الحين !
"........."

قال بنبرته المسيطرة : لا تبكين .. اللي تبينه بيصير قلت لك بشوف الموضوع ..
أنهى المكالمة بسرعة وصوت بنته الباكي بـ حُـرقة ما عجبه أبدا ،
ثم وجّه نظرة الإتهام المباشرة ناحية محمد اللي كان مستعدّ يخوض معركة لازم ينتصر فيها !!.. مهما كلّفه الثمن !!
ما راقت لـ محمد ذيك النظرة ! وكنّه انحطّ بموضع اتهام بطريقة مفاجئة !
ابو راهي قفل الجوال ورماه عالأرض قدامه ..وقال كأنه يحاكي واحد من موظفينه بالاستبداديّة المعروفة عنه : خير يا محمد ؟؟
ما عجبه محمد لا الأسلوب ..ولا النظرة.. ولا نبرة الصوت..
لكنه حافظ على أدبه وأسلوبه الذوق والثقة المكتسيه صوته : أبيك بموضوع خاص فيني يا عمي !
ابو راهي وكنّه حاس : خير وش هالموضوع؟.. عساه ما ينكّد الواحد !؟
ابتسم محمد لعلّ الابتسامة تعدّل الجو إن كان معكّر.. ولا يدري ليش هو بدا ياخذ موضع الدفاع..!
قال : تأكد ان اللي ابيك فيه مجرد رغبة خاصة فيني ولا أبي أظلم نفسي وأظلم غيري معي .. أبيك تفهم وضعي
تغيّرت ملامح أبو راهي للجديّة المتزايدة..وعقدة حواجبه برزت بين عيونه..عطاه منظر جدّي ومرربك !
قال عقب ما لقطها لأنها رجل معروف عنه الفطنة ..بالأضافة إلى إنه الشكوك اللي خلقها وليد بدت تلعب لعبتها : لا يكون يخص زواجك من بنتي ؟؟!!
بان الاسترخاء على وجه محمد كون إنه ما يحتاج يمهّد للموضوع وزاد أمله إن أبو راهي ممكن يفهمه .. وغلط بتفكيره لأنّه قلل من ردة فعل أبو راهي كثير.. !!
وقال بابتسامة ودوودة : تقدر تقول .. محتاج أتناقش معك بهالموضوع !

تغيّرت تعابير ابو راهي لـ جديّة أكبر.. ثم ابتسم بعنجهيّة وسيطرة هي جزء من طبعه : جيت بوقتك.. تعال نتفاهم عالملكة..والخطبة الرسميـة !
اقترب محمد وهو محافظ على هدووء اعصابه والكلام أزعجه : اسمع رايي يا عمي قبل ما نحكي عن ملكة !!
ابو راهي حرك راسه وهو يرفع حاجب واحد : خطيبتك ملّت تنتظرك أعتقد لازم نعلنها من بكرة !
أخذ محمد نفس عميق يملا شعبه الهوائية..ورجع يطالع بعيون أبو راهي بذات الهدوء والثقة : قلت لك يا عمي جيتك أبيك تسمع الكلام اللي عندي قبل.. لا نسبق الأمور اسمع وجهة نظري ..
سكت ابو راهي ونظراته لـ محمد كساها البرود والسيطرة..
ثم قال بنبرة تحذير مُهيبـة : زواجك من بسمة مقرر من زمان كلامك ماهوب مغيّر شي.. !
غمّض محمد عيونه يستجمع نفسه وأفكاره ..ثم فتح عيونه وقال وهو يتمالك أعصابه : خلني أقول اللي عندي يا عمي محتاج أتناقش معك بهدوء ..إنت للحين ما عطيتني الفرصة أتكلم !

أرجع ابو راهي ظهره للمسند وراه..والسبحة تنتقل ليده الثانية.. وبملامح وجهه الواجمة عطا محمد الاشارة يتكلم ويقول اللي عنده.. وما درى محمد إنه يتكّلم أو ما يتكّلم..ابو راهي اذا براسه راي محد من البشر له القوة إنه يغيّره.. واللي براسه هو اللي بيمشي !
:
/
مرت ربع ساعة ..
والنقاش تفرّع وأخذ تفاصيل كثير .. تفاصيل ما توقّعها محمد ولا يدري ليش انفرضت عليه بهالشكل !!
حس بالإهانة.. والابتزاز !!
انتهى النقاش الحاسم نهاية غير متوقعّة.. وبنهاية أسوء من ما تخيّل محمد
كان حاط في باله احتمالات سيئة ونتايج عكسية.. لكن ما توقّع لهالحد.. حد رح يدمّر فيه ..قلبه ..
وحبيبة قلبه اللي مو قادر يوصلها !!

طلع محمد من الخيمة وهو بقمة العصبية والغضب العاااصف .. وبحالة ثوران بركاني مدمممررر..
لأول مرة يفقد اعصابه ،، ويفقد السيطرة على هدوءه ..
الطلب اللي فرضه عليه أبو راهي ما رحمه.. بدا يسب ويشتم بصووت عالي وغضب مزمجر..
مو مهتم للي بيسمعه وفقد هدوءه ، فقد رزانته فقد أدني اعصابه بذاك الوقت .. !
قام يسبّ عمره ويشتمها بصراخ عالي.. ومن ثورة هياجه لقى قباله كرتون مليان اغراض.. وبدون شعور وادراك بنفسه رفسه بعنف ساحق وطيّره بعيييد وهو يزمجررر.. ثم مسك كابه اللي على راسه ورماه بكل قوة في الأرض ، وأنفااسه تصعد وتنزل بعنف وقسوة ..

ما كان حوله أحد قريب ..سوى بندر اللي كان جالس بروحه عند جلسة النار .. واللي سمع صوت محمد الغريب يقرب..وكلماته ونبرته كانت غير اعتيادية..!
اقتحمه قلق جامح وهو يسمع صوت محمد الغير طبيعي يقرب وكل ماله يصير واضح .. قام واقف بسرعة وهو يترك اللي بيده ومن غير شعور ركض باتجاهه يوم صار يسمع صراخ أخوه بوضوح !
ركض بسرعة وهو يناديه : "محمــد".. !!!

شاف من بعيد ..محمد ينزل ويمسك حجرة من الأرض وعروقه بتنفجر من الضغط..
ركض قدامه وهو يمسكه : محمد شفيك؟؟؟
حط يدينه على صدر محمد يمنعه من الحركة لأن محمد كان فاااقد أعصابه بشكل تام.. صار بندر يلهث معه من خوفه وهو يقول : محمد.. محمد... محمد خلاص هد أعصابك شفيك... وش صار...؟؟... اذكر الله..!
صرخ محمد وهو يشيل يدين اخوه عنه ويرميها : اترركني ماني ناااقصك... يهددني يا بندر.. يهددني !!

تفاجأ بندر وانصدم : يهددك ؟؟؟
حط محمد يده على شعره وهو يلتفت يمين ويسار مثل الضايع .. مسكه بندر وهو خايف على اخوه.. كان مو طبيعي .. ما كان محمد الطبيعي .. عروقه تنبض بالدم .. وأنفاسه تزيد .. أول مرة يشوفه بهالحالة وغصب ملاه الخوف والقلق لأنه أخـوه !
قال بهدوء لعله يفهم : وش قالك؟؟

قال محمد مباشرة ما صدق ينسأل : سمعت كلامك وكلام قلبي وكلّمته.. لكن ابو راهي معروف ما يرضى من يقول له لا.. قال لي ترفض بنتي أفضّ شراكتي مع عمك... وأنهيــه !
انصدم بندر : وش قلت؟؟؟؟
ابتسم محمد بمرارة ..وطلب ابو راهي بيذبحه : وما وقّفت على كذا !.. يبيني أرجع أتقدم لها بكرة وهالمرة علانية قدام كل الأهل ! ..تخيّل أسويها وسحر موجودة !!
بندر وعيونه بتطلع من محاجرها : مستحيل يكون قالها !!
ضحك محمد لكن ضحكة مرارة وعلقم وعدم تصديق اللي سمعه : ماني مستوعب هالطلب وليه الحين.. كنت أبيها تنحل لقيتها فجأة اتعقدت !!

بندر بحزن كساه من أوله لآخره ولا يدري من الجاني ومين المجني عليه..
واكتشف الحين..وتأكد ان كل واحد فيهم ضحيـة ..وأيقن إن محمد يشابه حاله إن ما كان أشدّ ألم !
وقال بعطف غلّف صوته : وش ناوي تسوي؟؟
محمد وهو يحط كفه على وجهه وبمرارة : سواة الله.. أعتقد الموضوع انتهى للحين ! ,, قام يهددني بعمي ..وهذا اللي كنت خايف منه !
بندر بألم : طلب الخطبة بكرة لازم ترفضه.. ان كان ما تبي تسويه منت مجبور !

اخذ نفس عميق وهو يغمض عيونه لعلّه يتمالك أعصابه الثايرة : تدري وش اللي يضحّك .. اني كنت متوقع هالنتيجة من قبل.. لكني تعلّقت بأمل إنت خلقته فيني .. كنت عارف ان مافيه مجال اتراجع... أنا وافقت من البداية ولازم أتحمل نتيجة هالقرار..
بندر بألم : محمد....
غمض محمد عيونه بقوة ..وشد على اسنانه وهو يرفع أصبعه بوجه بندر : قفّل السالفة ولا عاد تفتحها .. لأني ملّيت من التفكير حتى بالموضوع... كنت بالأول راضي بهالقسمة ومتعايش معها من أحسن ما يمكن.. وشايل من بالي فكرة ارتباطي بـ سحر... كنت مقتنع اني مابيها لين ما جيت انت... وقلت لي لازم تقاوم وتقوله عن رغبتك.. وشوف وين وصلت انقلب حالي فوق تحت... فاترك هالموضوع لأن كل هالحالة بسببك.. أنا مدري ليش طاوعتك !!

عصّب بندر : الحين بتلومني يا محمد وتخليني أنا الغلطاااان؟؟؟
قرب محمد منه لين صار قباله مباشررة .. وعيونه تنضح مرارة ..وهو يقول بقوة وحدّة ما ينلام عليها بهاللحظة : إيه ألومك وألوم نفسي .. كنت فاقد الأمل وراضي لكن جيت أنت وكل مرة تقولي لازم تكلمه ولازم تتراجع.. كنت عارف إن النتيجة بتكون كذا لكن إنت وعناااادك عيشوني بأمل كان وهم .. تسمع يا بندر وهــم !
طالعه بندر بين عيونه .. وقال بألـم .. وبهدوء : تدري.. يا ولد أمي.. وأبوي... الشرهه على اللي كان يحاول يضحّي عشانك... شرهتي يا محمد.. إني تعوّدت أدوس على نفسي.. عشان غيري..

حســوا بوجود انسان ثالث .. دخل معهم عالخط للتو..
التفتووا بهدوء مع بعض.. لأن قلوبهم حسّت بنفس اللحظة ..

طاحت عين بندر على سحر.. اللي كانت واقفه تناظرهم ببراءة وتوهان يملا عيونها المريضة وهي ماسكه شالها اللي يلف كتوفها بشكل كامل..
وصلت لهالمكان بهاللحظة.. لأنها سمعت عصبية وصراخ محمد وهي رايحه تبحث عن بندر.. وبشكل طبيعي وقفت من لمحتهم قدامها.. وتوّها توصل لكن ما تدري وش السالفة !!
شاح محمد وجهه عنها وهو يخفي ألمه ومرارته .. ولاحظت سحر هالحركة الجافية منه..!
انتبه بندر لحركة أخوه.. وطقه من صدره وهمس : محمد خلاص.. كل مشكلة ولها حل..

تنرفز محمد من هالكلمة.. واتخذ خطوة ما كان ودّه ياخذها لكن الأمور خرجت عن نطاق سيطرته .. قال بصوت عالي..وهو يفتح عيونه ويناظر سحر بزواية عينه : ليش واقفه؟؟؟؟
اقتحمها الارتباك.. وعاد لها شعور الرهبة والتوتّر اللي ما يـرحم ، لأن محمد بهاللحظة رجع لمحمد القديم.. الجافي.. اللي تعبت تغيّره وتملكـه لها !
نفس المعاملة رجعت واللي ظنّت إن عهدها انتهي !

قالت بارتباك وبصوتها المبحووح : لا بس .. خفت.. يوم سمعت صوتك عسى ما شر !
ابتسم بسخرية : طيب ليه واقفه.. ما تتحركين وتبعدين عن عيني

غرقت عيونها من الإهااانة.. وداهمها شعوور إنه يتلاعب فيها بعد ما ذوّقها أحلى لحظات..!
قالت من غير شعور ودموعها تفيض من نظرة عينه القاسية : انت ليش تحب تسوي كذا..؟

بندر حب يفض النزاااع قبل لا محمد يرد : خلاص سحر روحي لا توقفين
بس محمد قال : لحظة لا تروح .. خلنا ننهي هالوضع لأني ما عاد أتحمل.. ما عاد صرت أطيق هالحالة..!!
ناظره بندر بقـوة : محمد خلاص !!

بس سحر ناظرته ودموعها تنزل فيض من الألم..والتعب والجرح الجديد..وكلامه أبد ما عجبها لأنه يخفي وراه ألف معني ومعنى ،!
محمد وهو يلف لأخوه : لا مو خلااص خلّها تفهم وتريّحنا .. ( ناظرها )... إذا كنتي مأمله على شي من ناحيتي فانسي لأني انسان ما يميل لك... هالمرة بقولها صريحة لأني تعبت من حالتك اللي مو مخليني بـ حالي..

رجفت يدها نتيجة للوجع الكاسح اللي اخترق كل أطرافها ..وكلماته تنغرز فيها مثل الخناااجر الملتوية ..دموعها تفيض وتفيض ..ثم سالت وعبرت شفاتها وهي تناظره بـ وجوم مثل ما تناظر الفراغ..!
ناظرها بندر بألم وهو يشوف كيف تغيّر وجهها بثواني ..وسكت لأنه بهالحال ماكان قادر يسوي شي.. شااح محمد وجهه بعيد وعطاها ظهره.. وقلبه يتقطططع !
صعّبت علي الأمور يا بندر باقتراحك اللي زرع الأمل فيني.. وكان حالنا من قبل أحسن..!!

ألم يتحرك بأحشائها.. يعور يعور يعور... ناظرتهم ثنينهم... وتمنّت إنها ما عرفتهم اثنينهم .. ليتها ما عرفتهم بيوم..!
حطت كفها على وجهها وهي تحاول تصمد..وهي تحاول تستوعب اللي انقال لها..
لكن جت لحظة ما قدرت !
استدارت وشهههههقت بكل طاااقتها .. شهقة حس بندر إن روحها بتطلع معها .. وحس محمد إنه بيلتفت ويلقاها ميتة..!
تلاها صوت بكيها يبـعد وهي تحاول تكتمه ..
التفت بندر بهدووء لـ محمد يوم ركضت عنهم ،
وقال بألم : عجبتك نفسك الحين؟؟؟

غمّض محمد عيونه وهو مغلف وجهه بالجمود وهو من جوا يحارب أوجاعه : هذا أحسن شي..أسويه بالوقت الحالي طالما إني بكرة مدري وش بيصير !
بندر بألم وصوت هامس : يعني... تظن ان هذا في صالحها ؟
محمد : قلت لك أنا مو بيدي شي.. أنا بنفسي أبي اللي يعيني !

وصلت سحر لسيارة خالد وهي تترنح من البكي + الحمّى اللي مو راضيه تخفّ عنها .. استندت على السيارة ويدها على فمها تكتم صوتها لا يوصل للعالم من حولها... شهقت شهقات من قلبها كتمت على أنفاسها..
فتحت باب السيارة الخلفي بيد واليد الثانية على فمها وهي تحاول توقف لا تنهاااار... ليش الأحلام الحلوة.. تحوّلت لكوابيس... وليش اليوم... ينهيها..؟
ليش كان يبتسم.. ويضحك... مدامه كان ناوي يجرحها بهالطريقة!!

ركبت وهي تسحب الباب وراها..وهي تشهق بألم... ثم نامت بالمرتبة الخلفية على وجهها وهي تبكي باستسلام..
ألم لا يحتمل.. ألم لا يحتمل انك تحس نفسك مُتلاعب فيك..
ليش محمد؟؟..يعاديها كذا؟؟
وليش أذنبت بحق نفسها.. يوم خلت عمرها شفافة له !!
وليش دايما تتألم بأسبابه ؟؟؟



يتبــع ..

ألقاكم يوم السبت اذا ربي كتب ..
وبانتظار ردودكم الكريمة^^



♫ معزوفة حنين ♫ 21-02-11 11:03 PM




قراااءة ممتعـــة للجميع ..




الساعة الآن 07:06 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية