منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   القصص المهجورة والغير مكتملة (https://www.liilas.com/vb3/f837/)
-   -   لاتبكي ، للكاتبة : عيون القمر .. (https://www.liilas.com/vb3/t86736.html)

♫ معزوفة حنين ♫ 05-12-10 01:51 PM



الجــــزء 23 ..
-------------------------


شادن مفقووودة !!
لا زالت داخل !
مرت ربـع ساعة من خروج البنات .. وشادن مالها ظهور !!

نـزل الليل الحالك والدنيا أظلمت تماماً .. والنجوم التمعت بوضوح !
عند المكان اللي كانوا عمر ، ومحمد ، وبندر واقفين فيه قبال مدخل المغارة ..
أقبلوا مشاعل وسحر وهم يمشون جنب بعض .. وخالد اللي كان يرافقهم .. يمشي وراهم بفارق خطوتين ويديه داخل جيوب بلوفره.. جايين من الناحية الثانية!

التفت محمد لـ بندر وهو يحاول يتصل من جواله : بندر حاول تتصل عليها جوالي مو راضي يلقط الاشارة!
فتح بندر جواله بسرعة وحاول يتصل على رقمها .. لكن نفس المشكلة واجهته .. الشبكة مو راضية تمسك الخط معه
بندر وهو يسكر الجوال : صعبة يمسك جوالها الإشارة وهي في مكان معزول !
وصل خالد وهو يسمعهم ..وقال يطمنهم بهدوء : لا تشيلون هم ترا المغارة ماهي بذيك الخطورة .. شادن كبيرة وبتلاقي طريقها
الوحيد الساكت فيهم .. اللي كان يفكر فيها بانغماس.. ومية صورة وصورة تمر بخياله .. باختصار ، لأنه كان يعرف طبيعة شادن الرقيقة لما تمر بمثل هالمواقف... يعرفها زين !.. وعاش تفاصيلها ولا زال يتذكرها ..
بمثل هالمواقف... دايما ما يكون هو حصنها العالي اللي يحميها.. ومهما تجاهل ..صعب عليه يتخلى عن هالدور !!

راحت مشاعل بسرعة للناحية البعيدة اللي كانوا رهف وأروى واقفين فيها بروحهم.. ولحقتها سحر بسرعة وهي ملهوفة
مشاعل بسرعة : متى طلعتوا؟؟
أروى وهي تعدل لثمتها : من ربع ساعة .. المغااارة من جوا ترروووع !!.. داخلها مفترق طرق بالموت لاحظناه .. بس من حسن حظنا خذنا الطرق المستقيمة وقادتنا للمخرج الثاني هههه < ضحكة خوف !
رهف بقلق : كنت أتوقع ان شادن لحقتكم !
سحر وهي تفرك يدينها بتوتر : من الخوف تصاقعنا ما دريت إلا أنا لاحقه مشاعل !

مشاعل التفتت ناحية الشباب اللي كانوا واقفين سوى وهم يتناقشون .. ومكونين دائرة صغيرة للنقاش..
رفعت حاجبها بدهشة يوم شافت عمر .. ينسلّ من تجمّعهم بسرعة .. وبحركة سريعة فتح حقيبة الدربيل اللي كانت بيده وهو يمشي باتجاه مدخل المغارة بخطوات واسعة ..أخذ الدربيل بيد.. ورمى الحقيبة باهمال قوي باليد الثانية.. وبملامح جريئة اختفى جوا الظلام !!!
مشاعل بخرعة : الخبل يبي يضيييع !!!
ناظروها البنات باستغراب ..
تلفت بندر حوله وهو يقطع نقاشهم.. ومعه خالد ومحمد .. لقوا عمر مختفي ..لأنه انسلّ منهم بخفة وسرعة عجيبة !!
بندر وهو منصدم : لا تقولي إنه دخل !!!
ابتسم محمد ..بدون ما يعلّق بكلمة لأنه فهم الحالة العصبية اللي دخلها عمر الحين.. وهالحالة ما يدخلها إلا نادراً ..
اليوم دخلها واُستفزّت أعصابه !!
بندر وهو يناظر حقيبة الدربيل الفارغة .. والمرمية على الأرض بدهشة : أخذ الدربيل الليلي معاه !!
ضحك محمد : ههههههه ماخذ احتياطاته لا تخاف عليه !
كمل خالد عقب ما تفقد باقي أغراضهم : الكشاف الثاني مفقود برضو !
بندر انقهر : متى يبطل حركاته ذي ! .. ندخل سوى أفضل !
خالد بابتسامة : ما يحتاج عمر لحاله عن 20 رجال ولك مني ما يمر 10 دقايق الا هو لاقيها

قربوا الشباب من فتحة المغارة يحتروون .. وبندر وقف قريب من المدخل وهو فاتح الكشاف الثاني بيده .. ومتكّي على صخرة جنب المدخل بيده الثانية !
مشاعل اللي كانت واقفة مع البنات على بعد أمتار .. عن الشباب : تهقون بيلقاها !! ، يا خوفي تكون انهبلت ولا جاها شي .. اختي رقيقة وأعرفها ..
ابتسمت سحر وما تدري ليش تطمنت.. يوم درت إن عمر دخل عشانها : بالعكس تراها اشجع منك.. بنت عمي وأثق فيها شادن مو ضعيفة !!
ناظرتها مشاعل بسخرية : المكان داخل يروووع شكلك ما استوعبتي الموقف اللي مرينا فيه للحين !
ضحكت سحر لأنها بدت تستوعب ان الموقف بكبره يضحك وهم اللي تسببوا على نفسهم بهالموقف : يرووع لأننا تفاجئنا بسبتك ! ، لو مسكتي لسانك هالطويل كانوا ما صحوا الخفافيش وسببوا لنا قلق !..شوفي الشباب دخلوا وطلعوا وما صار لهم شي !
ابتسمت رهف بعد ما جلست عالأرض جنب أروى ، وقالت : شادن مو ضعيفة أثق فيها ..
اروى الجالسة عالأرض ..وهي حاطه يدها تحت خدها بحالة انتظار : صحيح تراها اشجع منك يا مشاعل .. يمكن لو انتي جوا بتنهبلين لأنك جبانة
مشاعل رفعت حاجب : تتريقين .. مع انها اختي يارب ما تكون منهارة !!!
سحر بابتسامة : مدري ليه جاني احساس فجأة إنها بخير !
مشاعل بقلق وهي تجلس معهم بحالة انتظار : ياااارب الله يسمع منك !
:


داخل المغـارة المظلمة ..
ظلام داامس .. ورطوووبة غريبة !
لبس عمر الدربيل بعد ما حطه على وضعية المنظار الليلي..واللي يستخدم الأشعة (تحت الحمراء) .. وثبّتها على عيونه وهو يعقد حواجبه بتركيز يحاول يلمح جسمها أو حركتها !
لكن السكون كان بالأنحاء .. كل اللي كان يشوفه من خلال الأشعة تحت الحمراء هو الصخور ولا غيرها !
تقدم داخل .. وتعمق بالمشي وهو ما يدري المسافة اللي قطعها ..كان يقدر يستخدم الكشاف لكن المنظار بالنسبة له أكثر فائدة لأنه يسوي لي مسح وتقريب الصورة لخمسين متر قدام ! عكس الكشاف اللي ما يضيئ له أكثر من 10 أمتار !
مرت خمس دقايق وهو يمشي وينادي على اسمها بصوته الفخم.. كان يسمع صداه يرجع له ..من غير اجابة منها !
كمل مشي وهو يتفحص المكان حوله .. لكن صبره قليل ..طفش وفلتت أعصابه .. وبحركة سريعة سحب المنظار المثبت على راسه مثل الطوق بطريقة عفست شعره .. تأفف بضيق وهو يفتح الكشاف اللي أضاء نوره المكان اللي هو متواجد فيه .. حرّك الكشاف في جميع الاتجاهات لعله يلمح أشارة تريّح أعصابه !

وقفت خطواته عند مكان مليان صخور بأحجام مختلفة.. الممر فيه واسع .. أوسع من الطريق اللي جا منه !
ضوء الكشاف الأبيض لفت نظره لشي صغير في الأرض..عند أقدامه ! ..عقد حواجبه..وضاقت عيونه يوم شاف ربطة شعرها اللي كانت تلم جديلتها الفرنسة..طايحة بالأرض... انحنى راكع ..وقلبه يقرصه .. عشان ياخذه !
استقام واقف وهو يتأمل الربطة الزرقا بين اصبعه الابهام والسبابة.. لقا نفسه يلبسها مثل الاسوارة على معصمه ! ..بنفس اللحظة اللي لقطت إذنه ..ضحكة بغااااية النعومة ..جايه من وراه !
ما أمداه يصدر ردة فعل لأنه تجمّد مثل الصنم.. يوم التفّت يدينها حول خصره .. وحضنته بشووق من ظهره !
انصدم !!!! .. صدمة عمره !!
وكملت ضحكتها العفوية : نجحت بالاختبار !
طلعت عيونه من محاجرها .. لأنه فهم كلماتها !
كملت بابتسامة هيمانة وراسها على ظهره : كنت أختبرك يا عمر ! .. فجأة لقيتها فرصة .. سامحني !
سكت !!
انخرس !!
وهو واقف على نفس الوضعية .. مشاااعره متلخبطة ومو مستقرة ..
شدت يدينها على بطنه وقلبها يدق بعنف مو مصدقة انها سوّت هذا فيه .. ما تدري شلون جتها الفكرة أصلاً !!!
شادن بنبرة شبه غايبة عن الوعي : كنت أعشّم نفسي انك أول واحد بتظهر لي هنا .. (ابتسمت ودموعها بعيونها من التأثر) ما كنت غلطانة يا عمر .. انت تخاف علي..مهما مثّلت العكس إنت أكثر انسان تخاف علي صح ؟
مواجهتها ونبرتها اللي فضحت خوفه عليها.. خلته يفوووق من السكرة اللي هو عايش فيها .. بلع ريقه بسرعة .. وحط يده على يدها وفكها بقوة..وهو يلف لوجهها بسرعة وعصبية !
قال : مجنونة انتي !!
ناظرته وجه لوجه ..ويدها بيده ما فكها : تعلّمت الجنون ذا منك !
ناظرها مستغرب وأعصابه متفلته : مني ؟؟ قد علّمتك أنا إنك تضيّعين نفسك بأماكن مثل ذي !!.. هبلة انتي ما تفكرين !؟
رفعت راسها هالمرة بقووة وحاربت دموعها لا تظهر : ايه ما افكر .. انا مجنونة ما افكر .. وعشاني ما افكر سويت هالمقلب فيك حتى اشوف انت وش راح تسوي .. ممكن تشرح لي ليش انت اللي داخل جوا تدوّرني .. ليش إنت مو محمد أو بندر.. ممكن تشرح لي ولا للحين فيك شدة تصد؟؟؟؟
ناظرها وعيونه تتطاير منها الشرار .. منصدم.. منصفق ..
قال بنبرة عصبية وهو يضغط أسنانه : هالأمور ما ينلعب فيها اخوانك برا قلقانين عليك وانتي هنا تلعبين مقالبك السخيفة !
ابتسمت ابتسامة مُستمتعة..لأقصى درجة !.. صدمته هالابتسامة .. وفاجئته .. كانت تقابل أعصابه الحارة والمفلوتة بأعصاب أبرد من الثلج .. وابتسامة .. أعذب من الورد !! .. وهي تقول : مصر يعني تجيب طاري اخواني وتنكر انك جيت لأنك أكثر واحد خايف علي !؟
نبرة الثقة بكلامها استفزت أعصابه وهو يطالعها بعيون متفاجئة ..لأنها بشكل أو بآخر أصابت الحقيقة !! ، ويدري إنه ما يقدر ينكر .. ما يقدر ينكر بينه وبين نفسه !
نفض راسه بسرعة كنه يبي يطيّر كلامها من مخه.. وهو يقطع حوارهم..مشى بيترك المكان ويده تسحب يدها اللي ما فكتها أساساً من البداية ..
قاومت شادن ما تبي تمشي معاه..وفيها عناد ركب راسها فجأة ..
ناظرها وهي واقفه مكانها ما تبي تتزحزح .. وقال : اخوانك برا يحترون !
ناظرت وجهه الحلو ..بملامحه الحااادة.. والعصبية الشابة بنظرات الصقر بعيونه ..
وقالت بنظرة ثعلبية طفولية كان ستايلها معاه : ليه جيت تدورني ؟
ناظرها مستغرب وهو يرفع الكشاف بيده الثانية ويسلطه على وجهها العذب.. يبي يشوفها زين.. لقا وجه الثعلب بملامحها .. رفع حاجب لأنه فهم أسلوبها والمشكلة ما يبي يرجع لـ عمر القديم معها .. له حساباته معاها .. واتخذ قراره من زمان !!
عمر وهو رافع حاجب وبنذالة سلّط النور على عيونها لدرجة رفعت كفها ..تغطي عيونها من النور القوي وهي تكشر وهو يقول : بتجين ؟ ولا بتخليني أمشي عنك .. تعرفيني أسويها من غير ضمير
شادن وهي تناظر ملامحه الغاضبة .. ما ردت ..وهي تبلع ريقها من هالملامح اللي يتزايد الغضب فيها..كانت تمثل عليه الثبات والسيطرة على مشاعرها .. بينما هي في الحقيقة كانت ترتعش من هاللقا من البداية...من لحظة ضمته ! تنتفض وترتجف !.. كانت تحاول تمثل القوة والجرأة..وتحاول تكون شادن القديمة معاه .. لعلّ هالشي يستدرج عمر الحنون المحب معها .. وشكلها فشلت لأنه كان يناظرها بامتعاض وعيون صقرية حادة ممتلئة بالحنق !!
سكتت ما جاوبت عليه ...وبحركة مفاجئة تقدم عمر لها .. مسك يدها .. وحط الكشاف بين أصابعها بقوة .. وقال وهو قريب منها بنبرته اللي تنهي الموضوع : واضح عليك ما وقفتي هنا الا انتي عارفه الطريق زين ... ارجعي بنفسك .. يا قوية !

مشى عنها وأعصابه مفلووته على غير العادة .. وحاجب نازل وحاجب طاير فوق .. حمقان وغاضب من الموقف اللي سوته فيه شادن.. وعلى عدم سيطرته على نفسه !!
ماهي شي غريب ان شادن تستفز أعصابه.. ويحس إن نقطة ضعفه مكشوفة.. شادن اكثر وحدة تفهم له من هو طفل ! ، وهالموقف بينهم ماهو شي جديد ! ، سوى إنه فصل جديد من مواقفهم القديمة !
نادته وهي ماسكه الكشاف بألم : عوووممممر !!
ما رد عليها .. مشت وراه بسرعة والكشاف يضيء لها طريقها .. سبقها بمسافة وتبعته لين وصلت للمخرج .. ولقت اخوانها ينتظرونها والبنات ركضوا لها أول ما شافوها ...
ما اهتمت لفرحتهم بشوفتها .. قد ما اهتمت تلتفت يمين ويسار تبحث عنه .. لأنه ما كان بينهم !!
كان قلبها يدق .. يدق .. يدق .. وهي مرتبكة من نتايج اللي سوته !!
يدينها اللي لمّته للحين ترتعش وأنفاسها ملخبطة .. ما تدري شلون جتها القوة وسوّت هذا فيه !!
بس ما تنكر .. إن وجهه الخايف والغاضب منها..يدل على أهميتها له !!!

بندر وهو يقرب بسرعة أول ما شافها ظاهره من الظلمة : وش صاااار لك سليمة ما فيك شي؟؟؟
شادن وهي تبلع غصة : ايه ما فيني شي ...(بلهفة).. وينه؟؟؟
فهم بندر على طول : عمر ؟؟... (همس بسرعة) .. طلع معصب نادينـاه وما رد.. وش سويتي فيه؟؟؟
ابتسمت بألم يوم لمحت طيفه بوسط ظلمة الليل..وهو يمشي بعيييد راجع باتجاه المخيم
طفرت دمعة من عينها ويدها ترتعش : ولا شي ..
ناظر وجهها اللي كان فيه خدش تحت عينها : فيك جرح هنا ؟؟
حطت يدها على خدها وتحسست خدش صغير بخدها الصافي .. وسكتت
بندر : شلون جرحتي نفسك
شادن بصوت مخنوق : مدري جرحت نفسي وانا مو حاسه ..

قرب محمد وبوجهه علامات الاهتمام البالغ : شادن سليمة ما جاك شي؟
ابتسمت لاخوها الكبير وهي تحاول تبيّن طبيعية رغم إن ألم الصد والانكار من عمر .. على وشك يقتلها ! .. قالت بابتسامة مهزوزة : شفيكم تراني سليمة ما صار لي شي.. عمر لقاني وبعدين تراني مو خوافة وضعيفة لذيك الدرجة .. طايحه من عيونكم أنا ؟!
ضحك محمد .. وابتسم بندر رغم إن صورة وجه عمر الغاضب وهو طالع من المغارة..استقر في باله !
تحركوا الشباب راجعين مع خالد اللي كان واقف بعيد طول ما كانوا يكلمون شادن .. وتحركوا البنات وراهم وهم يسألون ويستفسرون بقلق من شادن اللي كانت ترد بكلمات مقتضبة وابتسامات مرحة توزعها على الكل.. تغطي فيها الوجع والارتعاش الساكن فيها من الموقف اللي نفذته بجرأة ما تدري شلون استجمعتها !!
×
؛
قبـل عودة الشباب .. بفترة قصيرة !
استغل تركي .. عدم تواجد بقية الشباب ..
وطلع من الخيمة يدوّر فريسته !! ،، عدّل ملابسه وضبطها عقب ما اخذ قيلولة سريعة داخل الخيمة.. وطلع بعد ما نزل الليل ..
كان يفكر بفريسته ..وفريسته هالمرة !!... أبـو راهي !!
أول ما وطت رجليه خارج الخيمة ..صادت عيونه راهي ،! ،، واقف على مقربة وهو ماسك جواله.. عقدة بين حواجبه وشكله كان يحاول يتصل.. باندماج !
ابتسم تركي واقترب منه : مرحبا ..! (بـ ود)
رفع راهي راسه عن شاشة الجوال.. وزادت عقدة حواجبه بهدوء وكنه مستغرب من هالبشر ونبرته "الودية" المفاجئة
قال بصوت شبه واطي ، مو مركز وهو يرجع باهتمامه للجوال الفخم بيده : هلا !
تركي وهو يقرب : وين الوالد ما اشوفه !

أول سالفة تنفتح بينهم .. أو ببساطة أول حوار يحدث ، وبداه تركي..
رفع راهي راسه ..وناظره.. من فوق لـ تحت بتأمل وهو معطيه جنبه والجوال للحين بيده ما نزله.. ولاحظ تركي هالنظرة المتفحصة والعميقة..
قال أخيرا وهو يرجع اهتمامه للجوال وعقدة بين حواجبه بنبرة هادية.. لكنها واضحة وواثقة وهالشي من طبعه : تلقاه هناك ! (وهو يأشر وراه )
بس تركي ما تزحزح .. ابتسم بوداعة وهو وده يعرف وش وراه : من جيت وأنا حاس انك مو مرتاح بالجلسة .. عسى ما شر !؟
رفع راهي راسه من جديد .. وناظر تركي بنفس النظرة المسيطرة اللي يمتلكها أبوه .. لكنها تمتاز بالهدوء الغريب ورفعة الحاجب الواحد : انت مين بالضبط ؟؟
تركي بابتسامة تزيد كان يظن إنها رح تجذب استلطاف راهي .. لكن راهي ببساطة ما استلطفه .. والدليل إن تعابير وجهه الهادية والمتفحصة لـ تركي ما تغيّرت ! : أنا وليد .. معجب بالوالد وأحبه كثير !
تغيّرت تعابير راهي لابتسامة شبه ساخرة وهو ينزل جواله بعد ما كان رافعه يناظره..ببساطة أدرك الموضوع وهو يقول : تبي تتقرب من الوالد .. رح له سيدا ..ترا ما تحتاج تحط عينك علي لأني مارح أعطيك وجه !
ببساطة ..
راهي .. كان يمثل
نوع من الغرور ..الفريد من نوعه .. وبعض من اللامبالاة !!
أدرك تركي هالمزايا بهاللحظة وهو يطالعه ويطالع وقفته ، وعدم اهتمامه بالناس من حوله .. أو اهتمامه بالمكان اللي هو فيه !
وراهي .. من اللمحة الأولى ..فـهم نوايا تركي ، أو وليـد البسيط .. بالتقرب من ابوه !!
شي أعجب تركي بالبداية إن راهي .. فاهم طبيعة الناس اللي مثل وليد.. احـتك بأمثاله كثير كونه .. راهي.. ولد أبو راهي !!! وأبوه .. هدف الكثير من الناس !! معلومة ما تغيب عن باله !
تركي وهو يضحك من رده الصريـح : هههههههه لا تفهمني غلط .. بس الوالد لي زمن وأنا اتمنى ألتقي فيه .. وفوق كذا حظي حلو إني التقيت بولده الوحيد بعد .. تشرفت يخوي ( مد كف يده بيصافحه)
لف راهي عليه وهو يدخل الجوال بمخباه .. ومن جديد قال وهو يتأمل تركي من فوق لـ تحت.. ويتأمل كف يده الممدودة : اذا تبي مصلحة دوّرها عند الوالد.. سلام المصالح ذا مو من اهتمامامتي يخوي
ضحك تركي .. وحك راسه وهو ماد يده يقال منحرج
وقال : أفا عليك ترا مو كل الناس نيتهم مصالح .. أنا معجب لا أكثر ولا أقل والوالد قدوة..عالعموم بناديك راهي دامنا كلنا شباب وشكلنا قراب لبعض بالعمر .. تسمح لي؟
رد راهي إنه رفع حاجب واحد وهو يطالع فـ تركي بصمت.. وباين عليه للحين ما بلع هالمدعو .. "وليد".. راعي المصالح !
ابتسم تركي : عالعموم يا راهي .. شرفت المكان .. وباين عليك جد مو مرتاح .. اذا محتاج شي كلمني تراني هنا لخدمة الكل ( ما زال ماد يده ينتظره يصافحه)
تحرك راهي وهو يلتفت يمين وشمال للطبيعة من حوله.. ثم حوّل نظره لتركي بعد ما تنهد تنهيدة سريعة ..تنمّ عن عدم الارتياح اللي هو فيه ..وأخيرا طلع يده من مخباه وصافح يد تركي .. وهو يبتسم ابتسامة خفيفة للمجاملة !
تركي وهو يترك يده بعد ما لمح أبو راهي يمشي قريب من عندهم : اعذرني .. ودي أجلس معك دامك مو مرتاح لكن من ساعة وانا ودي أكلم الوالد .. اذا احتجت شي كلمني وابشر !
اهتمام راهي رجع للجوال ..مو مهتم أساساً بالموضوع .. هالمشهد يتكرر بحياته كثير أبوه بالنسبة له أشهر من نار على علم .. ومعجيبنه عمرهم ما شكلوا له أي اهتمام !!
راح تركي بسرعة وهو يرمي طرف شاله على كتفه يعدله.. ومشى بخطواته خلف ابو راهي اللي توه تارك الجلسة يمرّن رجوله شوي ..وواضح إنه لهى بتأمل الطبيعة من حوله !

تركي وهو يقرب قال بنبرة عالية : عممي أبو راهي !
وقف ابو راهي .. واستدار للخلف وبوجهه علامات الاستفسار .. من الصوت الغريب اللي ناداه بـ "عمي" !
ابتسم يوم تذكر إنه وليد .. "المعجب" ..
ابو راهي : هلا وليد
وصل تركي ووقف قباله بابتسامة عذبة : كنت أدورك
تفاجئ ابو راهي من كلمته وأسلوبه المندفع اللي قاله فيها : تدوّرني؟.. عسى ما شر يا وليد محتاج شي؟
تركي بـ ود : ولا شي طال عمرك بس ودي أسولف وياك.. ما حصلت لي فرصة من قبل .. (ضيّق عيونه ) عسى ما أزعجتك؟
ناظره ابو راهي من فوق لـ تحت .. ثم ابتسم بملامحه القوية والمسيطرة : مافيه ازعاج... لكن وش الموضوع اللي واحد مثلك يبيني فيه؟
تركي فاجئــه يوم قااال من غير تردد : زواج الاستاذ محمد من بنتـك !
؛
×

وصلوا البنات للمخيم وانفصلوا عن الشباب كل واحد راح لـ مخيّمه ..
دخلوا للخيمة وصلّوا المغرب وبدلوا ملابسهم لأن البرد هالمرة اشتد بشكل فضيييع !
أروى ورهف استأذنوا يرجعون لمخيّمهم عشان يبدلون ويصلون .. وراحوا سوى !
عقب الصلاة جلست مشاعل قباال شادن اللي كانت تجدل شعرها اللي انفك داخل المغارة ..بالطريقة الفرنسية اللي لايقة على شكلها وستايلها !!
قالت مشاعل بحمااس : وش صار لك جوا بالضبط اشرحي ؟ .. وليش عمر طلع معصب كذا ؟؟
ابتسمت شادن بمرح تغطي ارتباكها : ما سويت شي يستاهل تعرفينه ..
مشاعل بحماس : لا جد عمر يوم طلع ما التفت على أحد مع إن محمد وبندر كانوا ينادونه ! .. ما كان طبيعي وبعدين فجأة انتي طلعتي وراه ..
شادن : ولا شي اقولك مو لازم تعرفين !!!
مشاعل بحنق : يعني انتي ما اغمى عليك ولا طحتي في حفرة !!؟
ضحكت شادن من خيالات هالخبلة : هههههههههه .. ما فيني الا العافية .. كنت اركض ورا أروى ورهف وأتبع صوتهم بس مدري شلون ضعت عنهم فجأة .. ( كذبت بآخر كلمتين )
مشاعل :ايه وبعدين؟.. وش صار؟؟
شادن : وبعدين طال عمرك سمعت صوت عمر يناديني .. وطلعنا سوى ..
مشاعل بمكر : أي سوى الله يخلف ؟.. أقولك الولد طلع ما يناظر أحد وتركنا فجأة ورجع المخيم !
شادن عقب ما ربطت الجديلة الفرنسية بطريقة مرخية جذابة..وخصل متمردة منتثرة على وجهها بعشوائية مغرية .. حطت يدها عالأرض وقامت وهي تقول : عاد هالجزئية بالذات مو لازم تعرفينها
طارت حواجب مشاعل فوق بصدمة : هييييييييييه لا تقولين انك سويتي وحدة من أفلامك !
قبّت شادن مصدومة وهي تناظر مشاعل اللي كاتمه ضحكة ماكرة : افلامي ولا مسلسلاتي قلت لك هالجزئية مب لازم تعرفينها.. (بحنق) .. يا حبك للتفاصيل !!
راحت بسرعة وطلعت من الخيمة بسرعة الصاروخ .. ومشاعل ماتت ضحك من وجهها ..

مشت شادن لجلسة الأمهات وهي تنتفض من اللي صار بينها وبين عمر للحين .. حاولت تنساه عقب ما صلت لـكن استجواب مشاعل ذكّرها بالتفاصيل الدقيقة .. لمسته وكلماته وعصبيته ونظرة عيونه الحادة الغاضبة من استدراجها له .. وحتى كلماتها له كلها رجعت في بالها !!
كانت تظن إنه فقدت ذيك الشخصية الجريئة معه .. عقب ابتعاده عنها وغيابه لأربع سنين .. كانت تعتقد إنها تغيّرت سلبياً مثل ما هو تغيّر .. لكن اللي سوّته اليوم عطاها قوة فقدتها من زمان .. وشجاعة اختفت من روحها بعد غيابه !.. وردّت اليوم تسكن جوارحها!!
ابتسمت متناسبه ارتباكها .. بذيك اللحظة.. كانت تركض خلف أروى ورهف بالظلمة وجوالها كان بالموت يضيء الطريق قبالها .. كانت تتبع صرخاتهم رغم انها ما كانت تصرخ مثلهم ! .. علمها بتواجد عمر وتفكيرها عنه والمسيطر عليها .. كانت على وشك الخروج مع البنات يوم وصلت للمخرج خلفهم تماما .. ما يفصلها عن المخرج سوى أمتار .. أدركت إنها فرصة .. وفكرة مجنونة استقرت في بالها وبلحظات مجنونة .. ولأنها عاشت الجنون من صغرها معه ..تعلّمت على يديه الغير عادي .. والتهور يسيطر عليها بسبّته لأن عاشت تهوره وتمرده بالماضي !!

وصلت لجلسة الأمهات اللي كانوا مبسيطن جنب النار ..ويقضون وقتهم بمتعة وسوالف حلوة تستهويهم... كانت ام محسن تتكلم بموضوع يوم اقتربت لهم .. ويوم أقبلت انقطع نقاشهم وهي تلتفت لها بعد ما انتبهت لحضور أحد.. ابتسمت شادن وهي تسلّم عليهم كلهم ( أمها ، مرة عمها ام خالد ، ام محسن ، ام راهي )
ناظرتها ام محسن/ أم أروى .. وابتسمت بلطف وهي تقدم لها علبة الرطب لأنهم كانوا يحتسون قهوة مع بعض
ام محسن : ارتاحي ما تنشافون انتوا يالبنات
ابتسمت شادن وهي تجلس جنبها بذوق وهي تشكرها : تسلمين يا خالة
ام محسن باهتمام : شادن صح؟
ابتسمت شادن : ايه آسفين يا خالة ما جلسنا معكم البنات انشغلوا بالروحة والجية واللعب هههههه
ابتسمت ام محسن الشابة : ما يخالف .. اعرف اروى بنتي ما تترك عنها الروحة والجية .. ما تعرف تقرّ بمكانها الله يهديها ..مدري وش بتسوي اذا اعرست !
ضحكت شادن لا ارادي يوم تذكرت المكالمة والخطيب المتورط بانسانة مجنونة مثلها : هههههه حكت لي يا حبي لها .. لا تخافين عليها يا خالة ..أروى عسل.
ابتسمت ام محسن ،، وتأملت ملامح شادن ثواني .. ثم قالت باهتمام : توني دريت من امك انك مملكة .. (بنظرة متفحصة معجبة ) .. كنت بخطبك لولدي بسم الله عليه.. الله يحفظك ويوفقك..
صخت شادن فجأة .. وسكنت وهجدت.. حافظت على ابتسامتها الودودة.. رغم تورّد الخجل اللي ظهر بخدودها .. ما تدري كان شعور غريب يجتاحها .. لأول مرة تنخطب من تمت ملكتها عليه ! .. محد تقدم لها لأن الكل عرف من البداية ..إن عمر لـ شادن.. وشادن لـ عمر !!.. بس سماعها لهالشي أحرجها وزرع شعور غريب داخلها.. ببساطة ما تتخيل نفسها لـ غيره !!
ضحكت بعذوبة : الله يرزقه يا خالة ..
لفت ام محسن لـ صديقتها المقربة أم خالد "هيفاء".. وهي مبتسمة قالت : فكّرت بـ سحر يا هيفاء .. والله إنها مثل الفراشة يوم شفتها بالعزيمة وفزّ قلبي لها !
ضحكت ام خالد : سحر بنتك يا غالية ما تغلى عليك ..
ام محسن : محسن الله يحفظه ما يبي من الأقارب .. يبي من بعيد وعجزت أدور له يبي مواصفات خاصة .. (ناظرت شادن بابتسامة ودودة.. وفهمت شادن النظرة وارتبكت ! ).. بناتكم مشاء الله زين ودلال..تدرين يا ام محمد (ناظرت ام محمد ) .. سحر وشادن حسبتهم خوات ولولا إني اعرف سحر من صغرها كان قلت انهم خوات.. ما شاء الله يتشابهون يا حظ من بياخذهم الله ينول لهم.
غصب عن شادن ملاها الخجل وهي تناظر اصابع يدها وخصلة ناعمة تطيح على وجهها .. تدري انها هي وسحر يتشابهون بالهيئة العامة ..بغض النظر عن تفاصيل الملامح لأن سحر تغلبها النعومة .. عكس شادن اللي تمتاز بالأنوثة الجذابة الممزوجة بالجمال الهادي ! .. خجلت غصب لأنها ما قد عاشت اجواء خطبة علنية ..ولأن ارتباطها مع عمر كان مثل المصير المحتوم !
ام محمد وهي تبتسم يوم شافت ملامح بنتها الخجلى : بنات عم من لحم ودم .. شادن وسحر مثل الخوات الله يحفظهم ويخليهم لبعض ..
ام محسن وهي تبتسم ..وترجع لصديقتها هيفاء/ ام خالد : ها يا هيفاء وش رايك بالسالفة ..شوفة سحر هاليومين وهي تروح وتجي تخليني أبيها لولدي !
ام خالد بحب لصديقتها : قلت لك يا غالية بالنسبة لي أتمناها لرجال مثل ولدك مهندس ورجال ومسؤول عن نفسه لكن هالأمور يبيلها شور مع البنت وأبوها ،!
ابتسمت ام محسن بتفهم : قدامكم الوقت كله يا هيفاء والله يكتبها من نصيبنا ..

هاللحظة ..ابتسمت ام راهي بعد ما كانت مستمعة وهي تناظر شادن اللي كانت تلعب بأصابعها وخصلة شعرها تغطي وجهها : ما شاء الله شادن ماخذه ولد مين ؟
ردت ام محمد بابتسامة : ماخذه ولدنا عمر .. الله يتمم على خير
ام راهي بفضول : عمر من ولده ؟
ام محمد : ولدنا مربيه ابو محمد بعد وفاة امه الله يرحمها ..
تغيرت ملامح ام راهي وكن خاطرها انكسر عليه : ياحياتي .. ووش يصير لكم ؟
ام محمد : ابو محمد كان متزوج امه بعد ابوه .. (بنبرة حنية وشفقة ) ابوه توفي وامه حامل فيه وخذاها ابو محمد بعد ما جابت عمر على طول لكن امه كانت مريضة توفت وعمر ما كمل السنة من عمره !
ام راهي بشفقة : يا حياتي .. و قدرتوا تشيلون مسؤوليته بعد مسؤولية اليتيم بهالزمن ماهي سهلة !
ام محمد بابتسامة ما أخفت المعاناة اللي مروا فيها معه وبسببه : عمر وصية امه لأبو محمد .. الحمدلله عاش وكبر وما ضرنا شي..
ام راهي وفضولها يزيد : وزوجتوه بنتكم عشان الاحراج يعني ؟

هاللحظة.. رفعت شادن راسها .. وناظرتها باستغراب والاستنتاج اللي وصلت له..
ام محمد وهي تناظر بنتها ثم ترجع لـ ام راهي بابتسامة : لا هي رغبة عمر .. وبعدين اذا عالاحراج فعندنا بنتنا مشاعل المسألة مهيب على شادن بس.. عمر اختار بنتنا واحنا ما رديناه..ويكفي اننا عارفينه وتربيتنا ..
هاللحظة نزلت شادن عينها بألم .. وما قالت شي لأن كلمة أمها الأخيرة ضربت وتر حساس .. صحيح تربيتهم لكن عمر شذّ عن هالتربية وشادن تدرك هالشي تقريبا .. وأخفتها وكتمتها عن الكل وعن حتى عمر نفسه ! ، وكل اللي تعيشه الحين الأمل إنها تكون غلطانه !!
ام راهي بفضول يزيد : وما شاء الله عايش عندكم للحين؟؟
ام محمد : لا عمر استقر هالوقت في الشرقية يشتغل وله اربع سنين تاركنا الله يحفظه
ام راهي بتعليق عفوي من طبعها ما درت انه بيزعج شادن : انتبهوا له ترا بعض الرجال لين قابلوا المرة طول حياتهم حسوا انهم يبونها ثم لا طلعوا للدنيا وعاشوا اكتشفوا ان اللي كانوا يبونه الحين ما يريدونه !
ببساطة انصدمت شادن من التعليق اللي طلع من هالمرأة .. قامت تناظرها بحيرة ..انزعجت وتضايقت من أسلوبها اللي الظاهر هو جزء من طبعها الفضولي.. حاولت شادن تبتسم يوم التقت عينها بعين ام راهي المبتسمة ..رغم ان معنى كلامها قد يلامس الحقيقة .. وان ام راهي ما قالت شي غلط .. لأن فعلا فيه رجال من هالنوع بالضبط !!.. النوع اللي يمل بسرعة .. ويبحث عن التجديد!! ..خااااافــت ان عمر يصير ..من هالنوع !
عاش معاها الماضي بكل تفاصيله ..
لكنه بالحاضر ..انطلق للحياة وعاش تفاصيل مغيّبة وغامضة هي مو متأكدة منها للحين !
مين قابل ..؟
ومع مين عاش ..؟
اللي متأكدة منه للحين .. إن .. نهى بنت عمته.. تحتل جزء من حياته المغيّبه عنها !
استأذنت وجت بتقوم إلا مرة عمها .. أم خالد تقول : نادي البنات يجون يكفي هجولة .. تعالوا ارتاحوا
هزت راسها بابتسامة طاعة : ان شاء الله ..

دخلت على سحر اللي كانت جالسة لحالها بزاوية الخيمة ..بالمكان اللي تنام فيه.. وهي حاطه شنطتها تحت راسها مثل الوسادة .. ومنسدحه على جنبها الأيمن وعيونها تطالع بالأرض بـ خدر ، وسرحان وسكوووون عميق .. وشعرها المفلول طايح على كتفها بعشوائية!
شادن وهي تقرب : سحر امك تناديك
رفعت عينها المتعبة وطاحت على شادن بارهاق : ما فيني شادن طفيت مافيني حيل
شادن باستغراب : شفيك ؟؟
سحر بصوت متخدر : حاسه إني تعبانه .. وابي انام !
شادن : الحين ؟؟؟؟ تونا ما جت 7 المغرب حتى ..
سحر وهي تبتسم ابتسامة خفييفة وتغمض عيونها بشوييش : عالأقل ساعة .. ابي انام لو ساعة ..
غمضت عيونها وما عاد ردت .. سكنت أنفاسها المرهقة .. تركتها شادن وطلعت وقابلت مشاعل وراحوا سوى لجلسة الأمهات اللي سألوا عنهم ..
:
×
مخيم الشبـاب..
اتخذ محمد قراره .. أخيرا بعد صراع ! وبعد تفكير عميييق وشد وجذب مع روحه .. لقى نفسه يوقف قدام الخيار الوحيد المتوفر أمامه.. لقى عمره يستقر على القرار .. والقرار هو إنه يدوس على مصالح الغير.. ويفكر براحته الشخصية ولا غيرها.. يتمنى يتخلص من هالخطبة اليوم قبل بكرة .. وهالقرار لازم يتعامل معه بحذر !
نزل من سيارته ..اللي كان جالس فيها بروحه يناقش نفسه عشان يعرف يفكر ويتخذ القرار النهائي، خصوصا بعد ما صدمه ابو راهي اليوم برغبته بتعجيل الملكة والزواج !
سكر الباب واتجه لجلسة الشباب المجتمعين حول النار .. بينما الرجال الكبار فضلوا الجلوس داخل الخيمة .. لمح بندر جالس جنب خالد وهو ينكت .. ونصاه مباشرة من غير مقدمات ..
وقف قدامهم وكان الجميع جالس بما فيهم تركي ، وراهي اللي كان جالس معهم ولكنه غير مهتم ..وملامح وجهه تمتلي لا مبالاة بالحديث الداير.. كان منشغل بالاي فون حقه والسماعات على اذنه ..
قال محمد بوضوح قاطع عليهم نقاشهم : بندر !
رفعوا روسهم بما فيهم بندر.. اللي ناظر اخوه .. بنظرة باردة وهو ساكت !
محمد مباشرة وهو رافع حاجب واحد وبقوة شخصيته المعهودة عنه : تعال أبيك بكلمة !
نزل بندر راسه ناحية النار وهو يشوي ذرة بيده : قوله هنا محد غريب !
نظرة الوعيد بعين محمد زادت .. انتبه خالد للجو المشحون بين الاثنين وتذكر اللي قاله محمد ان بندر مب طبيعي ..ابتسم وهو يدف بندر من كتفه : قم مع أخوك يبيك بكلمة راس !
رمى بندر على خالد نظرة وخالد بادره : بتقوم ولا أطردك من الجلسة .. قم اشوف
قال محمد ما انتظر : قم ابيك بموضوع مهم

ترك بندر الذرة من يده .. وقام واقف وهو يمس بلوزته الثقيلة على جسمه .. وبصمت ترك الجلسة ومشى بعيد.. ومحمد تحرك وراه بصمت ..
وصلوا لملعب الطائرة اللي يمتاز بالبعد عن الجلسة.. وصعب أحد يقدر يسمع نقاشهم دامه ماهو معهم ..

استدار بندر وهو يواجه محمد ويعقد يديه على صدره : خير ؟ .. وش موضوعك هالمرة ؟
قرب محمد ..وابتسم يبي يذوب الصقيع اللي نشأ بينهم فجأة : لأنك الوحيد العارف برفضي للموضوع .. قررت اسمع نصيحتك وابيك تساعدني !
ناظره بندر بنظرة مستفسرة : اساعدك؟؟؟
محمد بابتسامة حلوة : بندر .. مو انت قلت لي واجهه .. وقول له عن رغبتك .. فكرت بهالشي كثير وقلبته براسي لايام وايام .. اقتنعت اخيرا اني ابي أكلمه.. ومحتاجك جنبي ومن غيرك ترا ما رح أقدر اتقدم خطوة !
نزل بندر يديه عن صدره.. وهو يناظر اخوه بملامح مو مستوعبة بالبداية .. ثم تغيّرت نظرته للسخرية الواضحة
استغرب محمد من هالنظرة ..
وقال بندر وهو رافع حاجب واحد ..وبتحدي : واذا ما ساعدتك؟؟؟
عقد محمد حواجبه وهالنبرة من بندر.. صايره تزعجه زود زود ..وتستفزه !
بندر كمل : واذا قلت لك إني أبي أطلع منها .. المشكلة مشكلتك..إنت اللي دخلت نفسك فيها ليش تبلشني فيها وانت المسؤول عن كل اللي إنت فيه
بندر بهالأسلوب يستثير محمد .. اللي غضبه ممكن يفجّر كون بأكمله لو ما راعي بندر هالشي..وهو أكثر واحد عارفه !
اتقلبت تعابير محمد لجدية بالغة ومخيفة .. وعيونه التمعت بتحذير واضح وهو يقول : تعرفني أكثر من غيرك يا بندر .. أنا أكثر انسان بالوجود أكره التلميحات والاشارات اتكلم بوضوح عشان نتفاهم لو فيه مشكلة بيننا !!
ضحك بندر ضحكة سريعة وهو يحك جبينه .. تلفت حوله ثم طالع في محمد وهو يقرب : انت لو تراجع اللي قلته لك يمكن تفهم !
محمد : ولو تراجع اللي انت قلته بتفهم أن اللي قلته انت رموز وطلاسم .. تتهجم علي غير سبب واضح يا بندر .. صارحني وقول اللي فيك.. انت من يومين وانت منت طبيعي صاير تنكر وتكذب علي وانا اكثر واحد حاس وعارف ان عندك شي ما ودك تقوله !
تغيّرت تعابير بندر .. وهو يتراجع ويلتفت بوجهه عن نظرات محمد..
محمد بنبرة واضحة وقوية.. وفيها لمسة من الحنيـّة : من وشو خايف بالضبط؟.. بندر أنا أكثر واحد تقدر تامنه على اسرارك .. مهما كان اللي فيك محد رح يفهمك كثري.. مهما كان اللي ما تبي تقوله .. قوله مستعد أسمعك.. مهما كانت غلطتي بحقك.. قوله ان كنت غلطت بشي يخليك تعاملني بهالاسلوب وترمي علي ذاك الكلام الغريب العجيب مستعد اسمعه ..
غمض بندر عيونه وفتحها يحبس ألمه والصراع المستمر داخله ! ، عطا محمد ظهره ما يبي يشوف ملامحه المفضوحة..
ورغم إنه بلحظات تمنى زواج محمد يتم .. ما يدري وش اللي خلاه يلتفت ويطالع محمد الساكت واللي يناظره بتفحص
وقال : متى بتكلمه؟
ابتسم محمد : افكر بكرة .. أهم شي قبل ما نترك المخيم أكون تفاهمت معاه ..
بندر وهو ياخذ نفس عميق ويزفره.. حاول يبتسم..وابتسم وهو يتغلّب على الصراع بلحظة خاطفة : تبيني أكلمه عنك؟
ابتسم محمد يوم شاف بندر كنه رجع لطبيعته : أبيك تكون جنبي .. هذا اللي أبيه تدعمني لو كبر الموضوع
غصب بندر ابتسااامة ما كانت من قلب .. لكنه مجبور يرسمها والألم والصراع داخله مستمر .. بس عالأقل قدر يبتسم بوجه محمد ..بعد ما كان كارهه هالساعات اللي طافت .. ولا يدري اللي يسويه صح أو غلط !
قرب محمد من بندر وقال بحنية : بندر .. حالك مو مريحني .. تكلم بالله عليك انت فيك شي متعبك ؟
ابتسم بندر لكن هالمرة سخرية على نفسه .. وما يدري شلون طلعت منه يوم قال : عالعموم بوقف معك هالمرة.. بس لأنــي كارههــااا (يقصدها).. وغيره لا تطلب مني شي .. مابي أتعب ضميري بعدين لأني رفضت اساعدك ولا تتوقع إني بسوي لك شي غيره ..خصوصا بهالموضوع.. يكفي اللي جاني !
وتحرك من قباله ومشى.. وهو أهدى من المرة اللي طافت .. بس ما يمنع ان ملامحه الحزينة وبوضوح استقرت في خاطر محمد .. اللي وقف مثل الصنم وشكوووكه زادت وكلمة "كارهها".. خلقت الاحتمالات والشكوك الكثيرة والمتزايدة براسه..
؛
×
اليوم قبـل الأخير .. من رحلة المخيّم ..
الصباح الباكر .. الساعة 6 .. الكل نايم.. بعد ما صلوا الفجر رجعوا ينامون.. وياخذون ساعة نوم قبل الفطور خصوصا البنات والأمهات..
ما عدا سحر .. اللي ظلت صاحيه من بعد صلاة الفجر معاندها النوم.. كان نومها بالليل متقطع وهذا امتداد متكرر لليومين الاخيرة اللي ما كانت تقدر تنام فيها بالليل براحة..
وهالشي أثر على نفسيتها وشكلها والارهاق الواضح على وجهها ..
بدّلت ملابسها.. وحطت ميك أب خفيف صباحي يخفي الهالات السودا المتزايدة.. وطلعت تمشي بالمخيم بروحها .بينما الباقين كانوا نيام.. كشرت وجهها وهي تتوجه لرماد النار من رجلها اللي رجعت آلامها عقب الركض اللي ركضته أمس داخل المغارة وحطت جهد زايد عليها سبّب لها ألم يروح ويجي ..
جلست جنب رماد النار بصمت وهي تلف رجلها المصابة .. وتفكيرها كله استرجع لحظة اصطدامها فيه أمس .. ونظرة عيونه الأولى من نوعها ... نفضت راسها تبي تنتزع طيف بندر اللي مو راضي يتركها بحالها .. رغم إنه من المفروض بهاللحظة الصباحية الجميلة تفكيرها يروح للي سالب منها كل مشاعرها محمد.. ولكن لسبب غير معروف . بندر صار ياخذ مساحة من تفكيرها ..مساحة ماهي له وخصوصا باليومين الأخيرة !
بعز الصمت والوحدة الكئيبة اللي كانت جالسة فيها ..
حست بجسم صغير يقترب منها .. رفعت راسها وشافت بيان تمشي ناحيتها ويدها تفرك عينها بكسل متمكن منها ..
ابتسمت لعلها تنسى قلقها والمشاعر المرتبكة والمتوترة اللي تحس فيها ..واللي مو راضيه تستقر على برّ !
سحر : صباح الخير بيونة
جلست بيان وهي تنزل يدها عن عينها : جوعاااناااا !
سحر : ما تعشيتي أمس ؟
بيان : بس خبزة ما تشبعني
سحر : روحي لناني شوفيها بالخيمة هناك أكيد صاحية.. خلها تسوي لك ساندويتش وانا بسوي لك شاهي على النار يدفيك ..
استانست بيان ونطت وراحت لخيمة الأغراض والخدامات .. تدوّر على خدامتها ..
قامت سحر وهي تبحث عن ابريق الحطب .. ولقت فيه مويه باقية من أمس وفّرت عليها التعب.. راحت تبحث عن الحطب حتى تشعل النار بدل الرماد الساكن والباقي من أمس .. تذكّرت اللي كانت تسويه شادن أمس لأن هذي بالنسبة لها أول مرة تشعل نار .. ابتسمت لنفسها يوم نجحت .. وثبتت الابريق على النار ..وانتظرته يغلي ..
جلست تقابله وهي رابطه يديها حول رجولها..بحالة انتظار وحيدة..البنات محد صحى حتى الامهات.. ويبدو انهم سهروا هالمرة أكثر من المعتاد ..
وهي عايشه مع نفسها .. لمحت كائن يقترب من بعيد ..رفعت راسها على بالها بيان ..
لكنها كانت .. رهـف !
لحالها من غير أروى !
على غير العادة !

ابتسمت سحر بنعومة يوم شافتها مقبلة وقالت : صباح الخير
رهف اللي كانت لابسة جينز .. مع بلوزة بيج اكمامها طويلة وثقيلة .. وعليها جكيت باللون البني المحروق وعلى راسها كاب صوف بيج يغطي حتي أذانيها..
وصلت وهي تلتفت يمين ويسار مستغربة : صباح النور .. غريبة وين الناس؟
سحر بضحكة : نايمين محد صحى .. عداي !
ابتسمت رهف وهي تتربع جنبها : حتى هناك اروى رافضه تصحى .. سهرنا أمس كثير مع شادن ومشاعل.. بس انتي وينك نمتي بدري !؟
ابتسمت سحر بـ هم وقلق : يليت كنت نايمة.. كنت أحس بتعب طول الليل.. بس عجزت انوم نومة صاحية ..شوفي وجهي كيف صاير مدري شفيني
رهف باهتمام : جد وجهك تعبان .. ليه عسى ما شر ؟
سحر وهي تناظر النار : مدري رهف عجزت اعرف اللي فيني .. احس اني قلقانة من يومين ..
رهف : افا.. ليه صاير معك شي !؟
ناظرتها سحر وهي تنفض صورته من ذهنها .. غريبة صاير يسرق منها النوم حتى !
وقالت متناسيه : ولا شي أهم شي ودك بشاهي؟؟ .. شرايك نفطر سوى ماله داعي ننتظر لخياش النوم !
ضحكت رهف : يلله قدام .. انا صراحة جوعانه وبررردانه
سحر وهي تصب الموية المغلية بالكاس ..وبمززح وضحك : بششري عسى ما زارتك كوابيس عقب مغارة أمس هههه
ضحكت رهف من الذكرى : ههههههههههه يا شيخة قولي الحمدلله طلعنا سليمين ..(تذكرت شي).. بس تعالي غريبة الشباب ما زفونا أمس .. مر الموضوع بسلااام هههه !!
ضحكت سحر : ههههههههههه من جدك تتوقعين اننا خدعناهم ؟!.. شكلهم كانوا عارفين بوجودنا بس كانوا يسلّكون والدليل يوم طلعنا انا ومشاعل لقيت اخوي خالد وبندر اخوها ينتظروننا عند المدخل .. وعمر ومحمد ينتظرونكم من الجهة الثانية .. هههههههههههههه كانوا عارفين وشكلهم خافوا علينا أو كانوا يبون يصدمونا ويحطونا بموقف محرج !
رهف ضحكت : ههههههههههههههههههههههههههه الا قولي الحمدلله ما كفخونا .. والله أحس نفسي متهورة بعض الأحيان أحب لحظة المغامرات والتهور فيها أحس إني أتحرر من شخصيتي .. ( ابتسمت وتغيرت نظرتها للحنين .. وهي تناظر بوسط كاسها اللي يصدر البخار )
انتبهت سحر لنظرتها اللي تغيرت لمعنى ثاني .. ما فهمته .. وقالت : رهف شكلك ما نمتي مثلي .. وجهك ما يحكي انه وجه وحدة نايمة هههه !
ناظرتها رهف واعترفت : ما نمت الا ساعتين .. وبقيت اتقلب ساعتين ثانية .. ثم يوم شفت مافي أمل أنام لبست وجيت على طول قلت يمكن ألقى البنات صاحين ..
ضحكت سحر : حتى انتي ما نمتي هههههه.. شفينا بالله ؟
رهف بابتسامة : انا هالحالة طبيعية تجيني مب شي غريب.. لما أستنكر المكان ما أنام كويس نمت ساعتين تكفيني وزيادة ! ،، (غيّرت الموضوع).. ألا أقول انتوا متى بترجعون الرياض ؟
سحر : امممم أتوقع بكرة ..مدري ان كان غيروا !
رهف بحززن : قهر .. احنا بنمشي اليوم المسا !!
سحر بخيبة أمل : لاااا.. لا تقولين ..
رهف : عمتي غالية/ أم أروى تقول رجالنا قرروا .. كنا بنجلس لبكرة بس طرالهم شي وعندنا بزارين مرضوا من هالبرد ههههه !
سحر : لازم نشوفكم عاد بالرياض
رهف بابتسامة وهي تحتسي الشاهي الساخن : ان شاء الله ..
سحر انتبهت لبيان جاية ومعها فطورها .. ابتسمت وهي تناديها : بيااان تعالي ..
جت بيان وهي تجلس جنب اختها .. وتطالع رهف وما تطالعها من الحيا .. ابتسمت رهف بحنية لهالطفلة وهي تقول : أخبارك بيونة ؟؟ أحد قالك إنك حلوة وتهبلين مثل العرايس !؟
ناظرتها بيان وابتسمت ثم ناظرت اختها من غير لا تعلق ..
استغلت سحر الفرصة وقالت بسرعة : بيان .. تدرين هذي مين ؟
هزت بيان راسها نفي .. وهي تناظر رهف بتمعن ..
ابتسمت رهف .. وسحر قالت : مو إنتي قلتي من قبل وين اصدقاءك من الروضة ؟.. هذي صديقتي من الروضة كنا نلعب سوى
طالعتها بيان باستغراب .. ورهف ناظرت سحر مو فاهمه
غمزت لها سحر وهي .. تخاطب بيان : بيوونة اذا رحتي للروضة بتلاقين اصدقاااء كثاااااار وألعاب .. ورمل مثل اللي هنا .. تقدرين تلعبين فيه كل يوم
بيان طالعت رهف باهتمام.. ورهف فهمت المشكلة : هذي صديقتك؟؟
ردت رهف : ايه انا وسحر كنا نروح سوى الروضة ونلعب سووى دايما .. ليه بيونة انتي ما تروحين الروضة ؟؟
هزت راسها نفي
رهف : ليش يا سكر ..ما تبين ؟؟
هزت راسها نفي
ضحكت رهف : ليش كثير أطفال يروحون ويلعبون الروضة مرة حلوة
بيان كشرت : ما أبغى
رهف وهي ترفع راسها لـ سحر باستغراب : كم عمرها سحر ؟
سحر : 5 سنين
رهف : اوف .. المفروض داخله من سنتين ..ليه وين المشكلة؟
سحر بضيق : ما تبي بيان مب من النوع اللي يحب يختلط بغرباء ما تعودت .. لي فترة احاول اقنعها بس للحين راسها يابس
رهف وهي ترجع لبيان : بيونة لازم تروحين عشان بعدين بتدخلين للمدرسة
بيان بتكشيرة : اذا سحر بتروح معي .. بروح
ضحكت سحر : ماقدر بيان عندي جامعة أنا..
بيان بعناد : أجل ما أبغىى ارووح

رهف تأملت فـ بيان اللي بدت تاكل الساندويتش...و تذكرت شي.. ثم قالت بحماس : بيونة .. تبين تشوفين الأطفال اللي يروحون الروضة ؟
ناظرتها بيان مو فاهمه
قالت رهف بابتسامة لسحر : اقول سحر خل ناخذها لمخيمنا .. تراه كله بزارين وبعمرها وأغلبهم راعين روضة .. لاحظت انها تلعب بروحها هنا مسكينة .. خل ناخذها هناك بتستانس وبتآلف الجو
عجبتها سحر الفكرة وقالت بحماس : والله فكرة شلون ما فكرت فيها وهي يا حياتي لها يومين تلعب لحالها
رهف : خلها تجرب تختلط معهم يمكن تتغير نفسيتها
سحر بحماس : والله انتي خطيييرة.. يارب يعجبها الجو معهم !
ثم التفت سحر تتأمل بيان اللي كانت تاكل ومو فاهمه وش يقصدون لأنها باختصار كانت جوعانه ولا تبيهم يجيبون طاري الروضة !
؛
×


♫ معزوفة حنين ♫ 05-12-10 01:52 PM

؛
بعد ما أفطروا سحر ، ورهف سوى وانتهوا
قاموا مع بعض ..وسحر تنادي بيان اللي طارت لمكانها المعتاد ..حيث ألعابها منتثره عند الطين والرمل : بياااان تعالي
راحت ومسكتها من يدها .. ومشوا طالعين من المخيم سوى.. باتجاه المخيم الثاني واللي يقدرون يشوفونه صغير على مد النظر .. وياخذ مشوار مشي من 5 لـ 7 دقايق متواصله !
سحر وهي تناظر الساعة : تونا 6 ونص .. بزارينكم صحوا ؟
ضحكت رهف بمتعة : بزاريننا من الفجر يصحووون عكس الكبار.. احيانا نصحى من اصوت ركضهم وصجتهم ولعبهم !
ناظرت سحر .. لـ بيان اللي كانت ماسكه يدها : بيان بتشوفين الأطفال يلعبون سوى الحين..
بعد دقايق ..
وصلوا للمخيم اللي كان كبيير.. وكان عامر بالأطفال والأصوات العالية المرحة..عكس المخيم الثاني اللي مافيه غير بيان طفلة!
وقفت بيان جنب سحر وهي مصدومة ..تشوف قدامها حوالي 12 بزر بعمرها يلعبون سوى باستمتاع بالغ وبقمة البراءة .. هذا غير الأطفال الآخرين من الأعمار المختلفة 8-9-10 سنين !
التفتت سحر لـ بيان بابتسامة : بيان تبين تلعبين معاهم ؟؟
سكتت بيان وهي تتأمل ..بنات وأولاد سوى يلعبون بالرمل .. والكورة .. يركضون ويضحكون ويروحون ويجون
رهف قربت منها ومسكت يدها : بيان تعالي العبي معهم.. هم حلوين زيك تعالي خليني أوريك اياهم
مشت بيان معها ..وسحر تمشي وراهم وهي تدعي يارب يلين راسها.. مع ان دهشتها بمنظر الأطفال مجتمعين واضح ان لفت نظرها وان شاء الله تكون بداية خير !
قرّبت رهف من مجموعة بنات بعمر بيان .. ونادت وحدة منهم : لمووو حبيبتي تعالي شوفي بنوتة تبي تلعب معاكم
قامت وحدة من الـ 3 بنات .. اللي كانوا يلعبون بالطين ويبنون أشكال خيالية ..وقربت باستغراب من الضيف الجديد..
ابتسمت رهف : لمى يا قمر هذي الحلوة تبي تلعب معاكم .. تسمحون لها ؟؟
قامت لمى صاحبة الـ 5 سنين ..تناظر بيان شوي.. ثم ناظرت رهف وابتسمت بطفوولة خيالية : خالة رهف مين هذي؟؟
رهف : هذي بيان صديقتكم الجديدة جاية تبي تلعب معكم لأن ما معها احد..
جوا البنات الباقين وهم مستغربين..
ردت لمى اللي يبدو ان رهف ما اختارتها الا لسبب..وهو جرأتها وذرابتها الطفولية : اييييه عااادي .. أحسن عشان الأولاد هنا أكثر من البنات.. عادي خالة رهف خليها تلعب معنا
ضحكت رهف ..وانحنت على لمى وباستها على خدها كـ امتنان.. ثم قرصت خدها بأصابعها وهي تقول : لمووو خلوكم كويسين معها طيب .. ؟
ومن غير نقاش .. نطت لمى .. لين صارت واقفه قبال بيان البريئة.. ثم قالت : تعااالي عندنا ألعاب كثييرة ..
ناظرت بيان بـ سحر ..بتردد ..
فهمتها سحر .. ونزلت بمستواها وهي تمسك يدينها تطمنها : بيونة اجلسي العبي معاهم .. وانا بنادي ناني تجي معك وما تخليك.. واذا تعبتي ارجعي معاها .. الحين العبي معاهم شوفي كلهم أطفال مثلك يلعبون سوى .. العبي معاهم بالرمل مو انتي تحبين الرمل؟
كأنها بدت تتقبل الموضوع.. وكأن منظر الأطفال وهم مجتمعين ..ومستمتعين ..رسخ في خاطرها وحرك رغبتها إنها تشاركهم !
هزت راسها ايجاب بعد ما اطمأنت من كلمات أختها .. الا لمى تقرب وهي تمسك يدها وتقول بطفوولة : يلله نلعب سوى !
انطلقوا الـ 3 بنات وبيان رابعتهم سوى .. وقفت سحر تتأمل بيان وهي تتعامل مع الأطفال بعمرها .. وكيف إن الأطفال تجمعوا حولهم لأن لعبة لمى على ما يبدو انها ممتعة !

رهف وهي تلف لـسحر : ما عليها خوف الحين بتنسى نفسها معاهم وسالفة الروضة بتنحل ههههه
ضحكت سحر : يشيخة وينك من زمااان
رهف بفخر وهي ترفع حواجبها : أي مشكلة تعالي انا برسم الخدمة هههه صارت لي خبرة بحل المشاكل من كثر مشاكل أروى (تستهبل)
سحر يوم تذكرت : الا اقول وين أروى خل نصحيها
رهف : خليها اذا ما قامت من نفسها مارح تقوم .. تعالي أوريك مخيمنا .. تراه أحلى من مخيمكم (بغرور)
سحر : ههههههههه والله تبين الجد هالمبزرة معطينه جو ..ومن غيرهم ما يسوى
؛

تركوا الأطفال اللي انغمسوا باللعب..ومشوا سوى بأنحاء المخيم ..يتمشون بأرجاءه وهم ويسولفوون ونسوا نفسهم من السالفة اللي كانوا يقولونها..
انتبهت رهف بينما كانت سحر تحكي.. لـ شاب مقبل وهو شايل بين يديه غرض .. واضح انه كان جاي من جهة الرجال يبي يوصّـل هالغرض لعندهم..
قالت بسرعة وربكـة مفاااجئة : يـوه هذا محسن !
باستغراب التفتت سحر تناظره وهي مو مستوعبة شي.. باللحظة اللي كان قريب طاحت عيونه عليها وعلى رهف اللي بسرعة ركضت منحاشة بطريقة غريبة .. وتركت سحر لحالها تواجه الموقف !!
ما كان بينها وبينه .. إلا عدة أمتار.. اضطرت تواجه هالرجال لحالها واللي كان طوبل.. مو سمين ولا نحيف..متوسط الوزن ولابس أسود بأسود.. من بنطلونه لـ جكيته لكابه الصوف اللي يغطي راسه ..كل شي كان لونه أسود ومعطيه فخامة بهيئته ..مرت لحظات وهي مو مستوعبة إن رهف راحت وتركتها..
بسرعة رفعت شالها على راسها .. ونزلت عينها بخجل واستدارت تبي تركض من نظراته المصدومة اللي ما عرفت تفسرها .. حاولت تركض لكن ما قدرت وكل اللي قدرت عليه إنها تسرع خطواتها ..
سمعت وهي تبعد صوته الرجولي ..وشكله كان معصصب ينااادي "رهــفففف"!!
أدركت انه أخو أروى ، وولد عمة رهف .. لأن شبه أروى واضح بملامحه ولكن على رجولية !
كرر نداءاته لرهف اللي اختفت فجأة .. ومن غير سابق انذار وبطريقة عجيبة !
سحر بربكة وخجل ابتعدت بعيد ثم نزلت شالها وهي منعفسة.. بينما لازالت تسمع صوته ينادي رهف بنبرة حست فيها شوي من النرفزة والعصبية..
وقفت سحر قدام الخيمة.. إلا بطلعة ام محسن من الخيمة باستغراب : وش يبي محسن يا رهف ؟
لكنها لقت سحر .. واقفه قبالها بأناقة ونعومة .. وابتسامة رسمتها على وجهها الصبوحي .. رحبت فيها بحفاوة : هلا سحر صباااح الخير
سحر : صباح النور يا خالة..
ام محسن: ما شاء الله جايه تبين البنات؟؟
سحر بارتباك : لا جيت مع رهف .. كانت معي قبل شوي مدري وين راحت

بهاللحظة..طلعت رهف من اللامكان وهي تعدل ملابسها .. ولمحت سحر بوجهها بقايا ارتباك تحاول تخفيه !
ام محسن وهي تناظرها باستفسار : وش يبي محسن ؟
رهف: محسن؟؟
ام محسن: ايه كني سمعت صوته يناديك !
رهف : ها.. لا ما سمعته أخافه ينادي احد من الصغار..
تحركت ام محسن .. وراحت بالجهة الثانية من المخيم تشوف ولدها وش يبي..

لفت سحر باستغراب لـ رهف اللي سكتت ولمحة حزن التمعت بعينها : شفيك رحتي وخليتيني كذا ؟ انحرجت مرة !!
ابتسمت رهف بمرح ..تخفي التغيّر اللي طرأ عليه : ههههه سوري ما قدرت أتحمل تطيح عيني بعينه .. وانتي كان استيعابك متأخر هههههه
سحر قربت يوم حست بأمر غريب .. وهمست بصوت واطي عشان محد يسمع : كان يناديك باسمك؟.. كان معصب منك !
رهف وهي تناظرها وتسوي نفسها ما سمعت : جد ؟ ..ما سمعته زين
سحر ولأنها ذكية أدركت ان رهف فيها شي مو طبيعي : رهوف ..إنتي سمعتيه .. بس ما رديتي عليه.. شفيك؟؟
رهف ابتسمت : مو شي.. ولد عمتي شلون تبيني اشوفه جاي وأبقى مكاني..
سحر : بس ليش كان معصب؟؟
رهف وهي تناظر سحر : مدري عنه أقولك !
سحر بصدق : رهف فيك شي؟؟؟

تغيّرت ملامح رهف وحاولت.. تبقى طبيعية ..بس ما قدرت لأن سحر لمحت اشياء واشياء بوجهها ..
سحر بصراحة : رهف ؟... محسن هذا يعني لك شي؟؟؟

انقلبت تعابير رهف ونزلت بصرها .. واستدارت معطيه سحر ظهرها .. وراحت ناحية الأطفال اللي كانوا يلعبون ببراءة وحماس واصواتهم ماليه الدنيا..
لحقتها سحر باهتمام... إلا رهف تقول وهي تبتسم بألم ممزوج بحنين : كان !
ناظرتها سحر باستفهام : كان ؟ ..شلون يعني ؟؟

ناظرتها رهف.. وقالت بنبرة واضحة وهي ترجع لابتسامتها المعهودة : كان ...خطيبي...انفصلنا قبل الزواج بشهر !
سحر بدهشة : متى هالشي؟
رهف بابتسامة : قبل سنتين .. شي طويته وأحاول أنساه !
سحر باهتمام : رهف انتي كنتي بتتزوجين ؟؟؟
رهف وهي تضحك من قلب : ههههههههه ايه ليه طايحه من عينك
ضحكت سحر معها وارتاحت لضحكتها اللي عادت بسرعة ..

قالت رهف بمرح رجع لها بسرعة : يلله نرجع اكيد البنات صحوا الحين .. الساعة تعدت الـ 7 !
مشوا سوى راجعين للمخيم .. وسحر ما راحت الا يوم طلّت على بيان وابتسمت براحة يوم شافتها اندمجت مع الأطفال ولا اشتكت من شي !
×
؛

بعد ما صلوا البنات الظهر .. وقبل الغدا بساعة ..
شادن اقترحت على بسمة يطلعون يمشون شوي .. لأن شادن فيه نشاط هالمرة عكس البنات اللي من البرد كل وحدة ضامة فروتها حول جسمها وجالسه قدام النار المشتعلة ..
راحوا سوى .. الا سحر تلحقهم وهي تنادي : لحظة انا بجي معكم !
مشاعل اللي كانت مكسله وهي ضامة نفسها بفروتها : وين بتروحين والله اليوم بررررد مو صاحي مافيني حيل امشي البرد دخل بعظامي من الصبح !
ناظرت السما اللي كانت مغيمة .. وكنها تنذرهم بـ مطر جاي بالطريق !
مشاعل وهي تبتسم بحبور من شكل السما الملبدة بغيوم رمادية : السما اليوم رووعة مع انه بررد بس زمان عن المنظر !
ابتسمت رهف اللي كانت جالسه جنب أروى ولافين نفسهم بفروة وحدة مقاسها رجااالي هههه !
رهف : متوقع هالفترة رح ينزل مطر .. بس الله يستر مانبي سيل هههه
مشاعل بمتعة : اومما سيل ! .. ههههه المنطقة آمنة ما فيها مجرى سيول .. يارب تمطر ..جد نبي مطر.. أبي أحس نفسي مبللة موية بالهوا الطلق
أروى بخرررعة : يا خبلة إنتي الحين ميتة برد شلون لا جا مطر وتسبحتي فيه ! بتموتين صدقيني
مشاعل : ههههههه والله اذا نزل مطر مارح أفوت هالفرصة .. وان مرضت فترا الدكتور موجود ههههه ( انتبهت لنظراتهم المصدومة .. وهبت فيهم ).. لا تصدقون تراني استهبل... ما بقى الا هي يفحصني ثالث مرة !
ضحكت اروى من قلب : هههههههههههههههه ليه هو قد فحصك أصلا !؟
انتبهت مشاعل وقبّ وجهها رغم إنها من النوع اللي مـا يخجل بسهولة وقالت : لا تحققين خلاص مارح أقول شي !


عند شادن ، وسحر ، وبسمة .. اللي كانوا يمشون وكل وحدة لابسة جكيت ثقيل مع كاب صوفي يحمي راسهم من البرد اللي زاد بدرجة موو طبيعية .. زادها الغيوم الملبدة اللي قللت من كمية أشعة الشمس ودفاها !
لاحظت سحر وهي تسولف مع شادن وبسمة .. إن بسمة تتجاهلها .. وإن حاولت تتكلم ما تعيرها اهتمام.. وإن تكلمت شادن فهي تصير لها آذان صاغية ..
حتى شادن نفسها حست إن فيه شي مو طبيعي بين سحر وبسمة ..خصوصا من ناحية بسمة اللي متجاهله سحر تجاهل تام .. وكل سواليفها مع شادن وان علقت على سوالف سحر فهي تعلق بـ تعليقات أقرب للوقاحة المبطنة !
زادت هالمرة يتعليقاتها المبطنة بالاستفزازات.. وسحر تحمّلت بالبداية وحاولت تنسى مواقفها الغريبة من أمس !
لكن بسمة ما عندها نية تقصر الشر
كل ما تكلمت سحر مع شادن .. لقت بسمة تعلق بأشياء سخيفة !

بدت سحر تتنرفز من جد .. لأن تعامل بسمة من جت كان يثير الأعصاب..وسحر من امس كـ بداية ما كانت تعير هالتصرفات أكبر من حجمها وأقنعت نفسها بأن البنت طبيعتها كذا ..وما تقدر تحاسبها على طبيعتها !
لكن تعاملها المختلف والذوق مع شادن .. يطرح مليون سؤال وسؤال !

بعد استفزت أعصاب سحر بتعليقاتها السخيفة .. تقدمت سحر خطوة ووقفت قبالها وهي تعترض طريقها .. وقالت بقوة : ممكن أعرف وش سالفتك بالضبط؟
ناظرتها بسمة بنظراتها الثلجية ذاتها ..وقالت : أي سالفة ؟
سحر وهي ترفع حاجب واحد : ان كنتي تظنين اني بسكت كل مرة على اسلوبك معي فانتي غلطانة ترا..
بسمة بابتسامة ودودة مفاجئة ..فاجئت سحر : ليه سحوور غلطت انا بحقك .. ؟
سحر : اسلوبك وش تسمينه بالله .. ؟
تدخلت شادن يوم لاحظت ان سحر كانت مستفزة ومنزعجة لأقصى حد.. بالمقابل كانت بسمة تقابلها ببرود اعصاب غريب يزيد استفزاز أي احد ! .. وقالت : سحور وش فيك ؟
سحر وهي تناظر شادن بحنق : اسأليها شادن .. الغريب انك حتى انتي ما لاحظتي طريقة تعاملها معي من امس !
شادن سكتت .. وغمزت لها تحاول تهديها ..
لكن سحر ما تدري ليه ركب راسها تفهم وش سالفة أمها هالغريبة أطوار هذي
سحر وهي ترجع لبسمة بانزعاج : تكلمي لو سمحتي !
بسمة وهي ترفع حاجب واحد.. قررت ترميها بوجهها وبجرأة مغيضة قالت : من حقي أدافع عن شي ملكي لما اشوف وحدة مثلك تبي تسرقه مني !
انصدمت سحر..واتسعت بؤرة عيونها بعد هالكلمة..
وشادن بدهشة ناظرت فـ بسمة اللي قالت كلمتها وملامحها الباردة ما تغيّرت !
سحر وهي تضيّق عيونها وابتسامة ساخرة ارتسمت على فمها : انتي مجنونة على فكرة !.. ههههه (ضحكة غير تصديق)
بسمة بنفس النظرة الباردة ، كمّلت تبي تطلع اللي في خاطرها من أمس وهي تناظر سحر من فوق لـ تحت وكأنها تعيد تقييمها : انا مو مصدقه اصلا ...انتي وحدة سامجة ودلوعة وانا احلى منك !!!!
ناظرتها سحر وهي فاتحه فمها .. بدهشة وعدم تصديق .. لا بالله بدت تصدق جد يوم قالت لنفسها ان هالغريبة أطوار ماهي الا مجنونة !!!
شادن ما لقت نفسها الا تسكت ولا تعلّق عالموقف وردة فعل بسمة الغريبة ..والغير طبيعية !
سحر بعد لحظة..لقت نفسها تغرق بموجة ضحك .. أقرب للهستيرية .. رفعت ضغط بسمة اللي قامت تشوف سحر ماسكه بطنها بيديها وتضحك.. تضحك...تضحك !
رفعت سحر راسها وهي تحاول تهدى .. وقالت : ههههه هذا اللي قاهرك... تبين تصيرين أحلى مني ! .. هههههه يشيخة انتي أحلى وحدة بالكون وأنا قدامك ولا شي..
بسمة بمقت زاد بملامحها .. قالت بقوة : انتي سخيييييفة وغبيييية ! (كانت تبي تقهرها )
ناظرتها سحر بدهشة وأعصابها استفزت لأقصى درجة.. خلاص ما فيها صبر ! .. هالمرة قررت توقف بوجهها هي تحترم الناس اللي يحترمونها وبعمرها ما دخلت بـ حرب مع أحد..ولا تعرف للمشاكل مع الناس ..لكن الظاهر إن بسمة هالمرة بتدخلها حرب أول مرة تدخلها مع بشر !
سحر وهي تقرّب وبشخصية قوية وجّهت عيونها لـ عيون بسمة مباشرة..بشكل صدم شادن لأنها أول مرة تشوف سحر بهالهيئة والتحدي ضد أحد : قد الكلمة اللي قلتيها يا بسمة ؟
نزلت بسمة عينها عن عين سحر مو قادرة تستمر تواصلها بالعيون مباشرة .. لأن بسمة يظل عندها قصور بالشخصية مهما كانت مستفزّة وباردة !
سحر يوم شافت سكوتها : ردي يالقوية ! .. قد كلمتك اللي قلتيها.. فعلا مجنونة مجد قالك هالشي من قبل !؟
طالعتها بسمة بحقققد طفح بعيونها ..
سحر بجرأة ما تدري من وين جابتها قالت بصيغة آمر متعودة عليها : اعتذري !
ناظرتها بسمة بمقت وااضح ..
سحر بسخرية يوم لاحظت هالنظرات : عرفنا انك تكرهيني ترا وما يهمني.. من أمس وانا حاسه انك مو متقبلتني ومو معنى إنك تغلطين علي أسكت لك ...(بأمر وهي ترفع خشمها ) .. اعتذري !
بسمة بتحدي : واذا ما اعتذرت !
سحر : تحملي ردودي عليك قدام البنات والكل .. لأني من اليوم لين بكرة لما نترك المخيم .. مارح تسلمين من لساني بعاملك بنفس الأسلوب وتصدقين اكتشفت الحين اني اقدر ارد عليك.. مدري ليش كنت أحس اني مقدر أرد على امثالك... (ولثالث مرة أمرتها بتحدي ) .. اعتذري !
تدخلت شادن اللي كانت تتابع بدهشة ولسانها معقود .. من التتش والتوتر اللي توه اكتشفتها بينهم !
شادن : شفييييكم هدوا اذكروا الله
طالعتها بسمة من فوق لـ تحت .. وتمتمت بشي مو واضح ثم استدارت ومشت تاركتهم راجعه للمخيم بروحها.. ما قدرت سحر تسمع اللي قالته لكنها أدركت إنها كلمة سب أو شتم فيها ..!
رفعت حاجب واحد وهي تتابع مشيتها السريعة الراجعة للمخيم !.. وجد ما اهتمت هالمرة .. ولا حست أنها غلطت بالعكس ما تدري ليش يوم ردّت عليها ملاها شعور ايجابي عكس أمس لما كنت تنغز بالكلمات والنظرات وتسكت لها بحسن نيـة !!

لفت شادن بدهشة لـ سحر اللي تعاملت مع البنت بأسلوب مو أسلوبها : سحر شفيك الله يهديك أول مرة أشوفك كذا ؟
سحر ابتسمت برضا : وش تبيني اسوي أظل ساكتة كل مرة ؟!.. أنا لأني سكتْ لها المرة الأولى والثانية حسبت الأخت إني ضعيفة وتقدر تدونسي على هواها كل ما بغت.. البنت وقحة يا شادن لا يغرك هدوءها ووجهها البرئ !
شادن بضيق : البنت مسكينة يا سحر !
سحر بحنق : أي مسكينة والله إنها عقرربة .. أنا مثلك يوم شفتها أول مرة حسيتها مسكينة وعلى نياتها.. وحاولت أتقرب منها بحسن نية عشان ندمجها معنا..بس طلعت غلطانة وليتني تجاهلتها من البداية !
شادن بضيق : سحر البنت مو قصدها ليتك طنشتي
سحر بقهر : شادن المشكلة انك سمعتي اللي قالته وتقولين كذا !..هالأشكال ما ينفع معها التطنيش ..وربي لو كررت قلة أدبها معي مارح أخليها تمر بالساهل ..
شادن باستغراب : سحر ما خبرتك جريئة كذا ؟؟؟؟

سحر وهي تتنهد : انا خلقه قلقانة هاليومين وأعصابي متوترة تجي ذي تكملها علي بأسلوبها.. والواحد له طاقة حِلم وأظن ان بسمة خلتني اوصل لهالمرحلة.. (بحنق).. وجع والله قهرتني !
تنهدت شادن ومسكت يدها : خلينا نرجع نشوفها.. والله تكسر الخاطر تحسينها مع نفسها
رفضت سحر وهي تفك يدها : ما بقى الا اروح لها ، تبين تروحين انتي روحي ..
؛
×
مشاعل ورهف وأروى.. لازالوا حول النار وكل وحدة تنعم بفروتها ودفا النار اللي يحميهم من البرد المتزايد.. مع لفحة رطوبة تزيد مع الوقت بسبب ريحة المطر والغيم !
شافوا بسمة تمر من جنبهم ..وشكلها ما كان طبيعي ..ما ناظرتهم مرت وتعدّتهم ..ونصت الخيمة ودخلت !
ما اهتموا لأن شكلها كانت مستعجلة ..
بعد دقايق وبعز سوالفهم .. قالت مشاعل يوم تذكرت باقي حلوياتهم من أمس
ابتسمت : اقووول وش رايكم نشوي مارشميلوو..كل العدة معي ترا تجربة حلوة ما قد جربتوها ؟؟؟
اروى : جدد؟؟.. جيبي بديت اجوع وشكل الغدا بيتأخر !!!
نطت مشاعل من مكانها وهي تلم جكيتها اللي مبطن بصووف .. واتجهت للخيمة اللي كانت خالية لأن الأمهات تركوهم من دقايق وراحوا يمشون حول المخيم يستمتعون بالجو قبل الغدا ..
الغريب انها يوم قربت من الخيمة .. سمعت صوت بسمة .. تتكلم مع أحد .. بصوت مو طبيعي وشكلها كانت تبكي !!
غصب عن مشاعل وقفت عن الباب ما دخلت .. وهي تسمع بانصات
"مالي شغللل أبي الخطبة تنعلن اليوم على أهله مليت اصبر بكمل السنة يا بابا وانت تقول انه يبي ينتظر .. لمتى يعني تراني ماسكه نفسي ما قلت لهم ، لأنك قلت لي إنها رغبته "
عقدت مشاعل حواجبها وهي تستمع بانتباه يزيد..واستغرابها يزييد !
بسمة "بابا ابيهم يعرفون وخصوصا هالزفت ..تعبت أنتظر مابي وحدة ثانية تسرقه مني وياخوفي انه يماطل ما يبيني (تبكي) "
سكتت شوي تسمع لأبوها ..ثم قالت بقهر وحقققد
"والله والله ترا أعلمهم وأبيع السالفة مليت اصبر وانت تقولي انتظري خلاص مو يكفي انه ما شافني حتى طول هالمدة (لا زالت تبكي) "
مشاعل من جد ركّزت وهي مو فااهمه شي.. وش السالفة شفيها هالبنت الغريبة ؟؟؟
بسمة بتهديد "بابا تفاهم معه أبيهم يعرفون اليوم قبل بكرررة ولا أنا اللي بقولهم وأحرق قلبها الزفت"

انتبهت لـ دخول مشاعل اللي اتجهت مباشرة للمكان اللي تحتفظ فيه بحلوياتهم والتشوكليت .. وملامح وجهها عادية وكأنها ما سمعت شي.. رجعت لأبوها بسرعة وربكة : خلاص بابا اكلمك بعدين !
نزلت جوالها وعلى طول راحت تدوّر كلينكس بشنطتها .. مسحت دموعها وهي تتجاهل تناظر فـ مشاعل اللي اخذت الكيس.. ولفت على بسمة بابتسامة وملامح عادية ولا كأنها سمعت شي : بسمة تعالي لجلستنا برا
بسمة وهي ما تناظرها : طيب دقايق وبجي
طلعت مشاعل اللي ما درت ليش طقها الفضووول وحست إن هالبنت وراها سر.. ترديدها لجملة .. "يعرفوون اليوم !" ما تدري ليش شكّت انها تقصدهم.. أصلا خير ليش كانت تبكي !!
×
؛

طلعت وهي شايله الكيس راجعه للبنات .. شافت سحر جالسه معهم وشادن جايه جهتها بسرعة .. تعدّتها ودخلت الخيمة وشكلها تدوّر بسمة ..
وصلت للبنات ورمت الكيس وهي تجلس
وقالت بعفوية : الحين تأكدت ان هالبنت مب طبيعية !
ناظروها البنات باستغراب
اروى : مين؟؟
مشاعل : بسمة... غريبة البنت أحسها ما تقبّلت أحد مننا كثر شادن ..
سحر وهي تبتسم بسخرية : ولا كرهت أحد مننا كثري !
جلسوا يتسلوون بالتشوكليت والمارشميلوو .. لين وقت الغدا ..
؛
:
بعز جلوسهم ومتعتهم ..
حست سحر.. بقطرة رطبة تطيح على يدها الممدودة للنار ! ، رفعت راسها للسما باستغراب واكتشفت انه مطر.. لأن القطرات طاحت بكل مكان حولهم
صرررخت مشاعل من الفرررحة والجنون اللي ركبها يوم حست إن أمنيتها تحققت : مططططططططططططر
رهف وأروى اللي كانوا مربوطين ببعض بالفروة.. قاموا بسرعة وركضوا للخيمة مو مستعدين إنهم يتبللون لأنهم ينتفضون من البرررد ..
سحر وهي حاطه يدينها الثنتين على راسها .. ومكشره من هطول المطر على عيونها واللي كل ماله يقوى : مشششاعل خل ندخل بسسسرعاااااه..
شافت برق يلمع بالسما.. تلاها صاعقة تضرب بالأفق وبعدها صوت رعد مدووي
صرخت وهي تنحاااش : ادخلي يا خببللللة لا تضربنا صاعقة !
مشاعل ما اهتمت ظلت واقفه لدقايق .. تحت المطر بوناسة واستمتاع .. البرد نفض عظامها بس مع ذلك عرفت إنها لحظة ما تتكرر ولا تبي تفوّتها !!
ما دخلت إلا يوم جتها تهزيئة من أمها .. اللي رجعت مع باقي الأمهات وشكلهم قطعوا جولة المشي حقتهم وهربوا للخيمة من المطر اللي تزايد بقوته !
مشاعل : دقيقة يمااااه مطططر زمان عنه
ام محمد وهي واقفه بعصبية عند مدخل الخيمة تحتمي من المطر :مشييعل وصمممه تبين تمرضين دخلي قدامي اششوووف !!

بسبب الجو بالخارج ..
حطوا الغدا داخل الخيمة .. وكان ممتع ذيك اللحظات .. لحظات الأكل وانت تسمع ضربات المطر على الخيمة من الخارج والهوا اللي كان ثاير ..
:
×

مخيم الشباب ..
الكل دخل الخيمة بعد ما اشتد المطر عليهم .. حطوا غداهم وبدوا ياكلون ما عدا عمر وبندر سرقوا اللحظات ووقفوا على باب الخيمة يتأملون المطر اللي كان جميييل .. ويسلب العقل بكل ما للكلمة من معنى !
عمر وهو متسند بيد وحده على المدخل.. ومتخصر بيده الثانية : روعة الجو !
بندر وهو يتأمل المنظر .. وما يدري ليش كان يحس إن المطر بروحانيته كان يغسل روحه معاااه .. تنشق ريحته اللي سيطرت على الأرض.. الرمل صار طين والنار برا انخمدت !
قال : ليته يبقى كذا لين نرجع !
ناظره عمر بابتسامة : صحيح انت تعشق المطر .. خابرك بهاللحظات يطلع جنونك لازم تتسبح فيه .. وش فيك هالمرة ؟؟
بندر وهو يضحك : هههههه تبي ينفضني البرد !.. ودي وبموت عشان اسويها بس أنا خلقه اليوم مصددع وراسي الحين يعورني وهالحركة ممكن تمرضني وتزيده علي..
عمر باهتمام : ريّح طيب واضح وجهك أصفر !
بندر استدار ومشى ياخذ مكانه على سفرة الغدا : بتغدا وبنام لي ساعة وبرجع تمام..هي كله لأن لي يومين ما اخذت فيتاميناتي خلصت وما خذت حسابي قبل لا أجي
رجع عمر يتأمل بالمطر .. المنهمر واللي يغسل الأرض قدامه!! .. ليته يلاقي اللي يغسل روحه بهالبساطة والسرعة .. لعله يرتاح !
لاحظ ان المطر قد ياخذ فترة على ما يوقف ... فكر بينه وبين نفسه ...إن استمر المطر بانهماره فترة طويلة .. فما رح يقدر يوفي بوعده لعياف اللي وعده فيه أمس بالمكالمة !
تنهد من قلبه واستدار .. وانضم لسفرة الغدا
×
؛
لكن المطر ما استمر فترة طويلة ..
كلها ساعة أو أقل.. وخفت قوته ..ثم توقف نهائياً ..
رغم ان الغيم لازالت ساكن السما وما يمنع احتمالية هطوله من جديد... تجددت متعتهم لأن الجو عقب المطر كان جنان وشي خيااااالي !
قرروا الأمهات مع البنات فجأة .. إنهم ياخذون رحلة مشي يبتعدون فيها عن المخيم ويتأملون آثار المطر بالمنطقة ..
الوحيدة اللي اعتذرت فيهم .. كانت سحر اللي فجأة حست بآلام رجلها المصابة ..ترجع تثور عليه ..
ناظرتها أمها اللي كانت تستعد للخروج : ماما متأكدة ما تبين تجين ؟؟؟
سحر بابتسامة وهي جالسه بتعب : ايه يمه روحوا انا بريّح رجلي أحسها شوي تعورني مقدر أمشي عليها لفترة طويلة .. وراسي شي مصدع لأني ما نمت كويس أمس.. اخاف يدخلني برد وأتعب زيادة
امها : خلاص شوي البندول بشنطة بيان عند الخدامة اذا احتجتيه
سحر : ان شاء الله

طلعت أمها .. وشوي طلت عليها مشاعل اللي كانت مثقله لبس ومليون قطعه وقطعه لابستها من كثر ماهو برد ولفحة هوا صاقعه !
مشاعل : ما رح تجين معنا ؟.. قومي ما في أحلى من المشي عقب مطرة قوية !
ابتسمت سحر : روحي مشمش انا مقدر امشي معكم رجلي ثايره علي مدري شفيها !
مشاعل راعتها لأن واضح على سحر إنها مرهقه ..ورجلها مو مقصره فيها
مشاعل وهي تطلع كاميرتها الدجيتال من جيبها : ولا يهممممك بوريك الصور الخطيرة اللي بصورها ..
سحر بضحكة : هههههه وربي انتي فلتة.. روحي اقول شكلهم مشوا وخلوك ما اسمع حسهم
انتبهت مشاعل وركضت برا ..وفعلا لقتهم مشوا الأمهات والبنات سوى وسبقوها !
:
×
عند الشباب ..
الحال نفسه ..
الكل سكنهم الحماس انهم يطلعون يمشون بالمنطقة بعيد عن المخيم يعيشون الأجواء الخيالية اللي ما تتكرر كثير..
ما عدا اللي كان مصدع .. وتعبان ..واللي فضل انه يجلس وينام شوي ويرتاح

داخل الخيمة
خالد ناظر فيي بندر المنسدح وهو يلف شال ثقيل حول رقبته : بندر ما ودك تطلع معنا الجو خيالي؟
بندر وهو مغمض عيونه وهو حاط يده على عيونه : مالي خلق... روحو انتوا
خالد باستغراب : شفيك بندر؟؟...تعبان؟؟
بندر : شوي... يبي لي أريح شوي
خالد : وش تحس فيه؟؟؟
بندر : أبد .. راسي يعورني... وأذني تطن!
خالد باهتمام : أعراض فقر دم .. اكلت فيتاميناتك؟؟
بندر : نسيت إني قلت لك إنهم خلصوا.. ان شاء الله اذا رجعت الرياض شريت جديدة كلها فترة راحة وبرجع زين.. هو بس صداع وتعب لأني من أمس ما وقفت عن الركض فحسيت بارهاق
خالد : متأكد بتجلس لحالك .. ترا محد بيدري عنك لو جاك شي.. حتى الحريم طلعوا يمشون توها امي اتصلت فيني .. بتجلس لحالك وانت تعبان؟؟
ابتسم بندر يطمنه وهو مغمض : مب أول مرة ابقى لحالي يا خالد .. أعرف اتحمل مسؤوليتي !
خالد باهتمام : زين أجل ارتاح وريّح جسمك هالساعتين
بندر وهو متخددرر : ولا يهمك رح استانس انت بس

طلع خالد ولحق الشباب اللي بدوا مشيهم مع الرجال الكبار تحت السما بالمغيمة بمنظر خيالي ..
وظـل بندر لحاله يحاول ينام ويتخلص من التعب اللي متمكن منه .. والنفسية الزفت اللي مو راضيه تخليه بحاله مهما مثّل العكس !
؛
×
فتحت عيونها بعد ما خذت غفوة قصيرة ما استمرت 10 دقايق ... واستغربت الهدوء بالمخيم..هي تدري ان البنات راحوا بس الغريب حتى الشباب ما عاد لهم صوت !
قامت قاعدة وهي تتثاوب... وقفت ولبست جكيتها الثقيل الطووويل.. اللي يوصل لحد ركبتها.. وقررت تتمشى عالأقل بالمخيم بعد ما ضيعت على فرصة الاستمتاع بالمناظر مع البنات ..
لفت شال كبير على راسها يحمي اذنها من البرد اللي يزداد مع الوقت..

طلعت والتفتت لخيمة الخدم.. وسمعت سواليفهم داخلها... لكن من ناحية ثانية المخيم هالساعة كان هاااااااادي وساكن بشكل عجيب وكأنه انهجر للأبد ! ..المخيم من غير صوت كئييييييييب وما تدري ليش جاها هالأحساس .. من الهدوء العامر بالمخيم فهمت إن الشباب من جهة ثانية غادروه وشكلهم راحوا يتمشون مثل البنات بالضبط !!
تحركت ومشت شوي .. لكن استوقفها الصوت اللي سمعته !
سمعت صوت شي يطيح عالأرض.. ومعها صوت ونّة... التفتت للمصدر....واتسعت بؤرة عيونها ... يوم شافت بندر متسند على عامود خيمة الأغراض بيد...واليد الثانية على راسه ... وكاس معدني طايح عند رجوله..
كان شكله بذيك اللحظة.. مو طبيعي !!
رقع قلبها يوم شافته يترنح .. كأنه بيطيح!!... ويتعنز على العامود بيده الثانية... والواضح عليه انه مو قادر يشيل ثقل نفسه..

كان رغم قوته الجسمانية إلا ان التعب واضح عليه... حست إن وقوفه مو متوازن... لأن فجأة مسك راسه وطاح على ركبته ..
صرخت من غير شعور وهي تركض له : بننننننننننننننننننندر..

طاحت جنبه من الخوف.. وهي ما تدري وش تسوي ، .. وقالت بخوف : بندر شفيك؟؟
قال من غير ما يفتح عيونه.. بصوت واااططي : مافيني...شي...
قالت وصوتها الناعم ..يهتزز ، ويرتعش : شلون ما فيك شي؟؟.. انت تعبان؟؟

كملت يوم ما رد.... وهي تناظر الكاس المكبوب..والبقعة المبتلة بالموية عقبه : تبي مويه؟؟
بندر والدوخة ماسكه راسه.. بضعف : لا... بس ...أبي أر..وح للخيمة...
وبهدة حيل قال : ساعديني !

اهتز قلبها من نبرته الضعيفة .. تلفتت وهي توقف يمين وشمال.. لعلها تلمح أحد من الشباب موجود... لكن الصمت يعم المكان.. ما عدا لهاث بندر..
وينهم.. ليش محد موجود بهالوقت .. ليش راحوا ؟؟؟
رجعت تنزل عنده... ومن غير شعور لقت نفسها تحط يد ورا ظهره .. واليد الثانية تمسك يده... وبصعوبة أسندتـه.. وقف وهو يترنح.. بغى يطيح عليها لولا حطت رجلها عالأرض.. وقالت برجى وخوف : امسك نفسك بندر..
فتح عيونه المرهقه... وطاحت على وجهها اللي يناظره بخوف... كانت أقصر منه ، وأضعف بالنسبة لبدنه العريض... وقريبة ! .. قريبة جداً !!.. بشكل يتعبـه أكثر.. ويتعب قلبه!!

قال برجى وألمه العاطفي يزيد : خليني أروح لحالي سحر.. أقدر..
حاول يفكها ويحرر نفسه من يدينها اللي لامه ظهره... لكن ما سطى قلبها تتركه وهو حتى التوزان عنده مختل : لاااا.. خلني أوديك معليش بندر..

طالعها بنظرة .. هزت كيانها !!..
باختصار
في هاللحظة
هاللحظة بالذات ...ومع ذيك الملامح
بدت تفهم مشاعر بندر.. اجتاحها طوفااااان خذاها يمين وشمال من غير رحمة
كانت نظراته عتاب... عتــاب صريح...
غمض عيونه وشاح وجهه... وكمل مشيه الأعرج وهي تساعده..
دخلت الخيمة الخاصة للشباب وهي تساعده... وحمله كان فوق طاقتهااا لأن بندر كان رامي ثلاث أرباع حمله عليها... وصلته للمكان اللي ينام فيه.. ورمى عمره بكل تعب.. ما صدق يتحرر من يدينها

طلعت دموعها بعيووونها .. بندر يهمها يهمها يهمها ، كيف ما تخاف عليه : بندر....بندر... شفيك قولي.. وش تحس فيه؟؟... تبي المستشفى؟؟؟
ما رد عليها... وزاااادت روعة وخررعة عليه... شافت العِرق اللي برقبته ينبض بوضوح وسرعة شديدة... بغت تنجن لأن وجه بندر كان أصفرر ، مخطوف !
طلعت جوالها وحاااولت تتصل على خالد.. لكن الارسال كان معدوم بذاك الوقت ، وكان بحالة تذبذب ضعيف ما ساعدها..
دست الجوال بجيبها ورجعت لـ بندر .. جلست جنبه برعب ،، وطلت على وجهه وهي خاااااااااااااايفه : بندر ..رد علي.. بندر

مارد عليها... كان مغمض عيونه بشكل أثيري وعقدة بين حواجبه..
شهقت بقووووة مثل المكتومة.. وصاااااحت وهي تمسك ذراعه : بنــدر رررررررررررررد عللللي...

فتح عيونه... والمفاجأة.. إنه ابتسم.. ابتسامة جانبية خفيفة..

توقفت شهقتها بنص الطريق... بس دمعة سالت وهي تقول : شفيك ؟.. وش تحس فيه؟؟؟
قال بهدوء ما يبي يخوفها : صداع.. وتنميل بيديني... ودوخة... عادي... شوي وتروح

قالت بعفووووية : فقر دم؟؟؟
ابتسم وكمل وهو يغمض عيونه بصوت هاامس ، مليان بحة : ايه... شوي ويخف
بكت لأن وجهه أصفر : متأأكد؟؟؟
فتح عيونه .. وناظر دموعها اللي تسيل سيلان على وجهها... حلم ولا علم.. سحر تبكي قدامه... كانت حلوة بدموعها... ومبعثرة ، ومرتبكة ، وحالتها مو طبيعية... لدرجة انها قامت تتصرف بعشوائية..
ارتعشت شفاة سحر وهي تشوفه صاااااامت لكن اصفرار وجهه ما خـف... وانهـز بدنها يوم شافت من جديد.. نفس نظرة العتاب الغريبة .. قبل لا يغمض عيونه.

شهقت خافت لا يكون اغمي عليه : لحظظظة لا تنوووووووووم خلك وااااااعي....
وقالت وهي تقوم واقفه والصياح مالي صوتها.. لأنها ما تعرف تتصرف بهالموااااقف.. ولا عندها خبرة في مواجهة المواقف الصعبة : دقيقة بندر بشوف لك عسل !!...يقويييك..
وركضت مثل الملحوووقة برا ...وهي تشهق ما تدري وش تسوي... تلفتت عالبر حولهم لعلها تلمح رجوعهم... بس البر حولها فاااضي.. مافي صوت يدل على قرب عودتهم..
كملت للخيمة المخصصة للخدم والأغراااض ودخلت وهي تصيح .. شافتها خدامة عمها وسألت بخررعة : سحر ايش فيه؟؟؟
صاحت وهي واقفه بدون حيله : أبغىىىىى عسل... وين العسل؟؟؟
الخدامة بسرعة طلعت لها علبة عسل طبيعي .. وسألت وهي تحضنه لصدرها مثل اللي خايفه تضيع كنز ثمين : وووين حبة اسود .. فيه حبة اسود؟؟؟
الخدامة بحيرة : حبة اسود؟؟؟
بكت سحر وصاحت وهي تشاهق... خايفه من اللحظة الجاية : ووووووووين حبة اسود بسرعه.................. (وصاحت وهي واقفه)
الخدامة اختبصت.. وطلعت علبة صغيرة فيها حبة البركة .. وبسرعة خطفتها سحر لحضنها ورجعت تركض وهي تشهق..

دخلت الخيمة.. لقت بندر مثل ماهو ساااااكن من غير حراااك .. عيونه مسكره ..ومنظره يوحي انه مغمى عليه !! ما تدري اذا واعي أو لا...
ما تدري وش اللي خلاها بهاللحظة..تتذكر كلام خالد مرة ..ومحاضرته المملة لها عن فقر الدم.. وكيف طريقة علاجه ، بأكل العسل ممزوج بحبة البركة...كانت تظن انها نست هالمعلومات اللي ما منها فايدة.. لكن اليوم ذكرتها من غير قصد.. وشكلها بتفيدها !
جلست عند بندر ويديها ترتعش... وحاولت تفتح اللي بيدينها وهي تنوح من قلب مو عارفه تهدى.. ودموعها متعلقه بخدودها بسيلان مستمر

فجأة سمعت شي ما توقعت تسمعه ...
ضحكته !!
رفعت عيونها مصدومة...
كان يبتسم .. وهو حاط يده على جبينه ..
قال وهو مغمض : كبرتي السالفة وهي صغيرة... يا سحر..
ارتجفت شفاتها .. وما قدرت تتكلم..

قال بهدوء من غير لا يفتح عيونه : انا بخير .. مافيني الا العافية
صاحت بوجهه : كنت بتطيح من الدوخة وتقول ما فيك شي... خذ كل هذا بسرعة
شالت ملعقة عسل بالحبة السودا.. ومدت الملعقة له وهي مرعوبة : بسرعة كلها!

لقى نفسه يمد يده بهدوء ..وياخذ الملعقة... وياكلها مرة وحدة..
ويوم شافت ان اللون رجع لوجهه ... قامت واقفه وهي تبكي : يا سخخخخخخخخخخخخخييييف...

وطلعت من عنده وهي تصيح.. ويدها اليمنى على خدها الأيمن !!
استجمع حيله الباقي .. وجلس منصدم من ردة فعلها... هو صحيح كان تعبان ودايخ ومو قادر يشيل نفسه... بس من انسدح وريح راسه .. بدا يحس بتحسن خفيف...
ابتسم بحنيـة.. فديت قلبـــها !


ما تدري ليش قالت له هالكلمة... بس الخوف اللي عاشته مو هين لأنها فجأة حست بالمسؤولية بوجودها لحالها هنا .. وكان لازم تتصرف بسرعة..
وما تدري ليش بابتسامته حست إنه يتلاعب بأعصابها !!
::

جلست نص ساعة برا لحالها..تمسح دموعها... وكل ما مسحت دمعة هلت بدالها عشر.. وش حقيقة هالمشاعر !!
اللي حست فيها ناحيته !!
واللي شافتها تنبع بعيونه !!

وقفت عند سيارة خالد تبكي.. لأنها أقرب سيارة لمخيم البنات... وابعد مكان عن مخيم الشباب..
وهي كانت بهاللحظة... تبي تبعـد عنه..
لعلها تفهم ..!! وتستوعب !
لو رايحه مع امها والبنات .. كان ما مرت في هالموقف اللي يختبر درجة تحملها ، وقوتها ... وهي عارفه انها ضعيفة بهالمواقف.. حتى بندر خلته يضحك عليها وهو كله فقر دم !!
رفعت جوالها بتدق على أمها .. مـا لقت الارسال.. حاولت تدق على مشاعل لعل وعسى... بس برضو ما كان فيه غير اشارة وحدة ما ساعدتها !

حست بخطوات ثابتة تقرب.. من وراها ... ولا التفتت... عيونها للحين محمرة من الموقف اللي طيّحها بندر فيه..
جاها صوته.. متعااافي وكأنه رجع مثل ما كان وأفضل : كنت أدورك .. خفت لا يكون انحشتي من المخيم كله !
سكتت... وتحفظ غريـب سيطر عليها .. ما تدري ليه !!... بدت تخاف... منــه ...لسبب ما تعرفه..

ضحك : هههههه ..آسف سحر... خوفتك
قالت من غير لا تلف : شخبارك الحين؟؟
قال : لا الحين عاااال العال... مفعول العسل والحبة كان خطير .. أحسن من الفايتامينات اللي اخذها..
لفت ومشت عشان تتجاوزه : زين ..
مرت من غير لا ترفع عينها له... شعور غريب اجتاحها اليوم من تصرفات بندر ... أو ... نظراته بمعنى أصح...
هالشرارات خلقت نوع غير مألوف من التوتر..
بندر من غير لا يلف : وين رايحه؟؟
وقفت وناظرته : بروح للخيمة... تبي شي؟؟
ابتسم من غير لا يلف.. وبنبرة غريبة صعقتها : ليش مصررة تتجاهليني .. وتخليني مثل الغبي يا سحر ؟؟؟؟



يتبـع ..
بانتظاركم يا قمامير ..




5dooj 06-12-10 04:26 PM

في انتضااااااااااااااار البارت الجي بفاااااااااااارغ الصبببر و على احر من الجمر

00رؤى00 10-12-10 12:24 PM

الجزء رووووووووووووووووووعه ومتابعينها بشوق انا متابعه الروايه من اول قبل سنتين او اكثر وفرحت ان الكاتبه رجعت تكملها

مشكورين على النقل وننتظر التكمله بكل شووق

#قنوع# 10-12-10 11:45 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

بجد الكاتبه كملة الروايه ولا اشاعه؟؟؟؟؟؟؟

بليزززززز انا لي اكثر من سنه ويمكن سنتين وانا كل يوم انتظرها ولكن بدون فايدة..

بليز ابي خبر صدق يكوووووون

هل الكاتبه رجعت تكمله الروايه ولا لا؟

انتظر الرد باسرع وقت


الساعة الآن 05:58 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية