منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   القصص المهجورة والغير مكتملة (https://www.liilas.com/vb3/f837/)
-   -   لاتبكي ، للكاتبة : عيون القمر .. (https://www.liilas.com/vb3/t86736.html)

♫ معزوفة حنين ♫ 04-08-11 09:48 PM




في كوفي تركي وثامر المعتاد ...
نزل تركي من سيارته وبيده ملف غريب لونه أسود.. ودخل الكوفي عشان يقابل ثامر اللي تواعد هو وياه عشان يبي يقوله شغلة ضرورية ..
جلس عالطاولة مقابل ثامر اللي استعد يسمع وش بيقول .. وحط الملف جنبه..
ثامر : داق تقولي عندك شي ضروري تبي تحكي فيه قبل تسافر بكرة... خير اللهم اجعله خير ؟
تركي وهو يرفع يده للجرسون يشير له بطلبه : اييه مـا بغيت تكون بالتلفون ..كذا أريح..!
ثامر باهتمام : تفضّل قول اللي عندك..؟
تركي : اسمع انا عندي خطط بعد ما أرجع...فأبيك تساعدني فيها شوية ..
ثامر وهو عاقد حواجبه : أي نوع من الخطط؟

تركي : تذكر الأسهم اللي حكيت عنها..الأسهم اللي خليتها تحت مراقبة شركتك..
ثامر ما نسى : لا ما نسيت... إنت حتى يوم حكيت لك عنها قبل فترة..ما رضيت تسمع باقي كلامي !
ابتسم تركي بمتعة : حلو ... كم تسوى ؟
ثامر : والله قلت لك ان سوقها قايم هالفترة ..وكل شهر عن شهر تتضاعف وقسم الاستثمار مهتمّ فيها...هلحين ماعرف كم صارت ، لكن يوم أقولك آخر مرة وصلت بحدود 20 إلى 25 مليون..ولسا الخير جاي !
طارت عيون تركي ما توقّع هالرقم... كان متفاءل حسب كلام ثامر بس توقّع أقل من كذا بكثير...
ثامر ابتسم من ملامح تركي... وزاد العيار : لا وأزيدك من الشعر بيت... دامنا نبيع ونشتري فيها هالوقت...متوقّع خلال شهرين توصل بحدود الـ 50 مليون...
تركي تحمّس..
ثامر ضحك : لا تنصدم بس هالأسهم الخسرانة لها فوق الـ 10 سنين ...كتب لها ربي تقوم ورزقك جاي بالطريق..
تركي انبسط وضحك ..وقرر يفتح الموضوع : هههه طيب اسمع... هذا اللي كنت أبي اسمعه... أبيك وانا مسافر..تفتح شركة وهمية عشاني..

انصدم ثامر صدمة عمره : وشو؟؟؟...شركة وهمية ؟؟
تركي بمتعة : اييه مجرد اسم .. مارح تشارك بأي نشاطات تجارية..اتركها لي لين ارجع ورح أبدا فيها باسم مستعار..
ثامر ما استوعب طلبه : ..ايه بس إنت تعرف...مصايب الشركات الوهمية هالوقت ... أغلبها تشتغل بأمور غير قانونية..
تركي ابتسم : أنا مارح استخدمها بشي غير قانوني ... أبيها وهمية وباسمي المستعار ..لوقت ما أرجع ذيك الساعة بدبرها.. ونفس الحال مع أسهم أبوي اللي عندك ..إن قدرت تعدّيها الـ 50 مليون بكوون ممنون لك..

وصل الجرسون ..وحط كوب العصير قدام تركي اللي سكت لين راح عنهم ..
ثم كمّل وهو ينحني على الطاولة بحماس : كل شي حاسب له حساب لا تخاف ...
ثامر : طيب اوكي بفتح لك سجلات تجارية من غير ممارسة أي نشاطات.. مارح أقدر أسوي لك غير كذا !

دفع تركي الملف فوق الطاولة ناحية ثامر وهو مبتسم : هذي كل المعلومات اللي أبيها عن الشركة ..والوثائق المطلوبة ..عاد انت ضبّطها حسب معرفتك..

فتح ثامر الملف وهو عاقد حواجبه ..وقلّب بالأوراق لمدة دقيقة وهو يقرا الوثائق وعقدة حواجبه ما اختفت..
يوم انتهى من إلقاء نظرة سريعة قال : اوكي بشوف موضوعها ولو اني مو فاهم ليش تبيها ؟
تركي : ما يحتاج تفهم الحين..انا مسافر بكرة الصباح ..وبتاخذ سفرتي كم شهر مع أبو خالد ، يعطي جد بطوّل معه... هذا غير المعهد التدريبي اللي يبيني أداوم فيه..
ضحك ثامر بتريقه عليه : هههه شد حيلك يا شطّور !
تركي بسخرية : تتريق يالغثيث... يصير خير
ثامر : ههههههههههههههههههه والله الواحد ينبسط اذا فوّر لك دمك ..
(وسكت يوم تذكّر شي.. ).... إلا تعال تريييك ...نسيت عرسي ؟..باقي له أقل من شهر ونص لا تقولي إنك مارح تلحق عليه..؟؟!!
حاس تركي بفمه وهو يحكّ خدّه متورط : .. والله عرسك جاي غلط !
عصّب ثامر عليه : عرسي اللي جاي غلط وإلا سفرتك الغبية ذي هي اللي داخله غلط !
ضحك تركي من عصبيته : والله شف يالحبيب... احتمال ما أحضره ، من الحين أقولك !
ثامر بقهر : صدق انك قليل خاتمة !!
تركي بضحكة : وش تبي فيني ! .. أصلا خابر ان خطيبتك ما تواطني وتغار مني على قولتك.. اخاف وقتها أتهور واحرق دمها ومرة وحدة أشغلك عنها بأهم ليلة ..
ضحك ثامر : لا لا عاد بأهم ليلة تخسي تسويها !
تركي قام واقف عقب ما شرب عصيره : دام أخسي ..اجل انا طالع لسا باقي كم شغلة أخلصها قبل السفر..
ثامر بحنق : راجع نفسك بموضوع عرسي..ترا جد بزعل لو ما جيت..
تركي : بحاااول لكن ما أوعدك ...

تركه وطلع لـ سيارته .. يوم مشى لـ قصرأبو خالد ..دق تلفونه وكان أبو خالد..
رد : سم عمي ؟
ابو خالد : هلا وليد.. مرّيت عليك غرفتك ما لقيتك!
تركي : طلعت أنهي بعض الأمور قبل السفر..
ابو خالد : محتاج شي ولّا تممت أمورك !؟
تركي : لا تقريباً كل شي تمام لا تشغل بالك..
ابو خالد : زين بس حبّيت أذكّرك بنطلع بكرة للمطار من بدري.. نام مبكّر وريّح ترا مارح تكون الرحلة سهلة.. وخذ معك شي دافي الجو بموسكو هالفترة تحت الصفر...
تركي ابتسم بسخرية : أشوفك مهتم عليّ كثير يا عمي لا تخاف مارح أنسى شي ؟
ضحك ابو خالد : لازم انصحك دام انك أول مرة تسافر برا المملكة .. وبعدين لو نزلت موسكو بمثل ملابس الرياض بتطيح علي شهر مريض..انتبه لأغراضك اللي بتاخذها...وان كان ناقصك شي قولي
تركي : ولا يهمك.. كلو تمام !
ابو خالد : أجل أشوفك بالبيت..
تركي : ان شاء الله ...

سكّر ..وتذكّر شغلة نسى يجيبها عشان السفر .. حوّل طريقه لأحد المحلات على الشارع ... ونزل يشتريها..
:
/

في بيت ابو محمد ..

طلع بندر من غرفته والجوال بيده توّه منتهي من مكالمة مع خالد...
وهو ناصي الدرج..انتبه لـ غرفة مشاعل مفتوحة ونورها أظلم ... تذكّر كلام شادن إنها مرابطه من غرفتها من امس..وبفضوول راح يطلّ ولقاها فاضية..
ما كانت هناك..
نزل تحت وشاف امه قاعده لحالها بالصالة تتابع التلفزيون ..وقال : يمه تراني عازم خالد اليوم عالعشا ؟
ام محمد : ايه حياه الله...بس مب عادة تعزمه يتعشى..؟
بندر : والله انا دايم أعزمه بس هالغبي ما يرضى ، يقول يالله ارجع من المستشفى ميت..عاد هالمرة أصرّيت عليه ..
ام محمد : ما يخالف الله يحييه ..
بندر : ومحمد ما رجع من الشركة للحين !.. وراه ملكه بكرة !
ام محمد وهي تتنهد : اخوك دق قبل ربع ساعة وقال بيتأخر شوي...بيروح يمرّ على عمك في بيته قبل يسافر !
بندر باهتمام : عمي بيسافر ؟؟
ام محمد : يقوله محمد..

بندر وهو يتلفّت يمين وشمال : اجل وينها مشاعل يومين ما شفتها ..؟
ام محمد : قبل شوي شفتها نازله ومعها هالابليس ..
ضحك بندر : ههههههههههههه ابليس ؟؟؟.. بسس عرفته ! ، قصدك اللاب توب ؟
ام محمد : اييه طلعت برا ..تقول ملّت من الغرفة تبي تكمّل شغلها برا..
بندر بفضووول : وش شغله ؟..لا يكون جد قاعدة تدرس ترا هذا الشي الوحيد اللي ما رح أرضى أصدقه ..

عصّبت أمه عليه : إلّا الله يفتح عليها !!...خلّها تدرس ، ويا ويلك تغثّها بحكيك اللي ماله سنع..
بندر مات ضحك : ههههههه لا يكون مصدّقه يمه إنها تدرس !!؟
ام محمد : ما قالت لي تقول عندها بحث خاص وتبي تخلصه !
بندر ما استوعب : بحث؟؟

طلع للحوش يشوفها..ومن الحوش مشى للحديقة الصغيرة... كانت جالسه هناك باسترخاء على الأرجوحة الكبيرة ولابها على فخذها ..وراسها منزلته باندماج واضح..

وصل عندها والفضول واصل حده : مشيعل !.. وينك غاطسه من يومين!؟
قالت من غير لا ترفع راسها : مشغولة مثل ما تشوف !
راح وجلس جنبها بطريقة هزّت الأرجوحة قدام وورا... ومباشرة صكّت شاشة اللاب قبل لا يشوف شي !
بندر باستغراب : ليش سكرتيه ؟؟..أبغى اشوف وش تسوين !
مشاعل بفراغ صبر : عارفتك بتشوف.. وبتقعد تتمصخر علي وتضحك وتكسّر مجاديفي.. إبعد مو ناقصة حكيك الغثيث انت الثاني !
بندر بدهشة : وش ذا اكسّر مجاديفك !!؟
مشاعل : بندر مو وقتك ترا راسي مشغول الحين
بندر : امي تقول قاعده تسوين بحث؟؟.....بحث للجامعة؟؟
مشاعل : شغل خاص فيني ... مو لازم تعرف الحين... بندر عارفتك ان قلت لك بتجلس تضحك وأنا مو ناقصه تكسير جنحان وتحطيم !

حس بآخر كلمة قالتها..عبرة مخنوقة مو واضحة .. لكن غيضها غطى على هالعبرة ..
بندر باستغراب : كلامك غريب وكأن ما عندنا شغل غير التحطيم فيك !.. ( بتميـلح) .. مين حطّمك شادن ولّا محمد..والله أوريهم شغلهم !
مشاعل بسخرية : هه هه .. يا ملحك!.. إنت أكثر واحد تتريق عليّ فيهم !.. طالع منها يعني !
رفع يده يحكّ شعره من فوق بوهقة : ..هههه طيب آسف !
مشاعل وهي تدفّه بكوعها واللاب على رجلها : الحين اتركني مالي خلق أسولف !
بندر : دفشششة مالت عليتس !
مشاعل : رح جهّز أغراضك على خبري قبلوك المنتخب !
بندر بغرور : يب يب والمعسكر رح يبدا بعد اسبوع في جدة..
مشاعل بسخرية : الله يسهّل عليك ..

دق تلفون بندر..ورفعه يشوف الرقم وكان خالد ..
قام واقف بسرعة عن الأرجوحة وخلا مشاعل تهتز قدام وورا وهو يقول بصوت عالي : هلا خويلد !
رفعت مشاعل عيونها عن اللاب ناحية بندر...وهي تمتلي حدّة !

خالد على الطرف الثاني : افتح الباب الله يبلشك !
ضحك بندر وهو يمشي للباب..ومشاعل تراقبه من مكانها ..
بندر : الشرهه عاللي يعزمك !
خالد : مابي عزيمتك أنا ، اشغلتني الله يشغل عدوانك!
بندر وهو يفتح الباب ..والجوال على اذنه : وش فيك معصّب ؟؟ الحين هالأطخم عازمك وانت معنفق يالمغرور ؟!
دخل خالد وهو يسكّر الجوال ويقول بعد ما صافحه : قبلت عزيمتك بس عشانك مسافر عقب أسبوع !.. تقول بتشتاق لي عشان كذا جيت !
ضحك بندر : كويس فاهم الموضوع... ايه يالحبيب أنا مسافر عقب اسبوع لجدة وبنشغل مع المعسكرات والبطولات الودية...ثم بطير للأولومبيات في بكين...يعني بتمر فترة طويلة مارح أشوفك ولا بتشوفني !..
خالد ابتسم ومحى عصبيته : وأنا جيت ابارك لك ..قلت أقصر الشر واقبل عزيمتك ونصير أصحاب هالمرة ..
بندر : هههههه تفضل يالخااايسس.. (اشار له بأصبعه ناحية الحديقة).. لا تروح مع الحديقة مشيعل جالسه هناك ..

تغيّرت ملامح وجه خالد للحظة عقب ما استرجع آخر لقاء معها والحوار الحامي اللي صار..
ثم مشى مع بندر ناحية المجلس وهو يقول بهدوء وحذر : ..شخبارها ؟
التفت بندر يناظره باهتمام .... ثم قال : ..ليش تسأل ؟؟
ابتسم خالد يضيّع قصده الأساسي : ..أبد... أحسّها تعبت مع سحر بالمستشفى .. فقلت اسأل عنها لأن سحر كانت متعبتني أنا وهي ذاك الوقت !
بندر : لا تخاااف على مشاعل ما تعبت.. بس لها يومين مو طبيعية !

وقف خالد عند الباب.. والتفت عليه يتوجّس...يكفيه تأنيب الضمير اللي طارده للحين !
قال بحذر : مريضة شي؟؟
ضحك بندر وهو يفتح باب المجلس ..ويمد يده للنور : لا مو مريضة بس صايره وحدانية من يومين .. عندها شي شاغلها الله أعلم وشهو !

دخل خالد وجلس والاستغراب بعيونه : نفسيّتها كيف ؟
بندر : والله ماينعرف لنفسيّتها بس كأنها طردتني قبل شوي هههه !


برا في الحديقة...
صكّت مشاعل شاشة اللاب توب بعصبية ..من درت ان خالد موجود داخل !
كل مشاعر الحمق والغيض اجتمعت ...وكل كلمة نطقها بوجهها ذاك اليوم ، رجعت بحذافيرها ،،
شرارة مشاعل الجديدة اللي ابتدت أيام البر..
رجعت تشتعل بشكل أكبر عقب آخر مواقفهم...وعقب كلماته الاخيرة اللي قالها!!
مالها هدف الحين ...غير هدف واحد ..
مارح ترتاح ..إلا لما توصله !
والنار داخلها ما رح تنطفي بسهولة !!

بعد العشـا ..
غسل خالد يديه ورجع للمجلس بابتسامة : قول لمرة عمي تسلم يدينها !
بندر وهو منسدح عالأرض من الشبـع وخدراااان : آآآه الله يسامحها كم مرة قلت لها لا تطبخ هذا الشي ..
خالد وهو يصب له بيالة شاهي يهضّم فيها : طابخته عشاني مب عشانك..

راح وجلس وهو يرتشفها بهدووء... وبندر سحب ثقله وقام قاعد ونبرته تغيّرت شوي ..يوم طرى عليه يعرف أخبارها وهذي وحدة من الأسباب اللي خلّته يعزم خالد اليوم ..
قال بهدوء : شخبارها سحر الحين؟
وقفت البيالة عند فمه...ثم نزلها بشويش : من أي ناحية ؟
بندر : من كل النواحي.. أخبر طيحة المستشفى مو سهلة على أي أحد..
خالد وهو ينحني لـ قدام ويحط البيالة على الطاولة : صارت طيبة الحمدلله !

بندر حسّ بتغيّر نبرة خالد ولو إنها هدت : أذكر إنك قلت لي إن نفسيّتها مو زينة !
ابتسم خالد يطمّنه وهالشي الوحيد اللي كان بيده : تدري عقب المستشفى والمرض ، حالة طبيعية إن النفسية تسوء..كلها كم يوم وترجع زينة

أنهى بيالته وحطّها عالطاولة وهو يقوم واقف : يلله اجل شكرا عالعشا..انا راجع عالبيت..
بندر : وين بتنحاش تونا بدري !؟
خالد : ابوي مسافر بكرة لـ روسيا فلازم أرجع بدري عشان ألحق أشوفه... ما اضمن اشوفه الصباح من بدري..
بندر : دام كذا بسلامتك..
خالد بتريقه : اووه يالمؤدب صاير ذرب ..!!
بندر : ههههه حقير طول عمرك !!

ودّعه خالد وهو يطلع من المجلس...بينما بندر ما تعّب عمره عشان يروح وراه....رمى جسمه عالأرض وانسدح من ثقل الأكل اللي كلاه ..
طلع خالد من باب المجلس.. وتوّه بينزل الدرجات وهو يناظر ساعة جوّاله .. لمح الجسم اللي كان يتمشّى..وجاي من جهة الحديقة ..
عرف إنها هي ، وشكلها ما انتبهت له....
من غير ما يحسسها بوجوده او انتباهه لها .. قرر ينصى باب الشارع ويهرب من أي مواجهة حامية جديدة... ما باقي فيه حيل أبدن !!
نزل درجات المدخل من غير لا يناظر لا يمين ولا شمال...
وهو يمشي حس إنها انتبهت لـ مروره...لأنها وقفت مكانها وسلّطت عيونها عليه ، واللي ما يدري وش تشيل من نظرات هاللحظة ...
تجاهل وكأنه ما يدري إنها موجودة ... لكن جواله طاح منه وهو يمشي قبل يوصل الباب..
اضطر معها إنها يلتفت لورا.. ويرجع... وينحني للأرض عشان ياخذه..
رفع راسه يوم التقطه ..وهالمرة لا إرادياً طاحت عيونه عليها وهي واقفه ببقعة مظلمة بالحديقة ...ما يقدر يميّز شي منها ..غير هيئتها العامة والغير واضحة ..
بحركة عفوية رفع يده اللي شايله الجوال يسلم بالهوا بينما اليد الثانية فتحت باب الشارع ..

ابتسمت مشاعل بـ سخرية يوم شافته يسلم بكل هالرواق .. ما ردّت على سلامه وكل اللي سوّته
انها رجعت للحديقة ..وطنّشت سلامه ...

خالد ما توقّع منها أقل من كذا أصلا ... ابتسم بسخرية على نفسه يوم لمس من ردة فعلها موجة حقد وبرووودة ..
تنهّد وهو يسكّر الباب ..وطلع لسيارته...
:
/

في قصر أبو خـالد...
قريب منتصف الليل.. الساعة 11 بالليل ..
سحر كانت جالسه في بلكون غرفتها بسكووون ..
جالسه على الكرسي ورجولها مرفوعه على الطاولة ..وراسها مرمي لورا ..وعيونها تناظر السما المظلمة ، والنجوم القليلة الملتمعة ..
مافيه شي تفكر فيه...!
معدومة الأفكار كليّاً.... والفراغ مالي راسها
فراغ فكري ...
وهذا مأثّر على هيئتها لأنها كانت جامدة .. مافيها غير عيونها اللي ترمش للسما ،!

سمعت صوت أبوها يوصلها من تحت من ساحة القصر .. ومعاه صوته !!
صوت جارحها الأول !!
ما تحرّكت بالثواني الأولى واستمرّت على وضعيتها المستكينة ..وما تركت منظر السما المظلم !
أصواتهم لازالت توصلها ..
والشي اللي فهمته من نقاشهم .. أبوها وهو ويتكلم ويوصّي محمد على بعض الأمور خلال سفره ..
ويوم حسّت إنهم يتوادعون .. رفعت راسها المتثاقل ..وقامت بكل ثقل وكأن أغلال مقيّدة رجليها ..ومشت ببطء لحافة الشرفة وهي تحط يدها على الدرابزين.. ومالت بجسمها حتى تشوفهم ..
كل اللي تسمعه وصايا من أبوها لـ محمد..والثاني يردد
"ان شاء الله".. وَ.. "لا توصي حريص" ..وَ.. "ولا يهمك"..
ليتها تقدر تقطع الرابط بينها وبينه حتى ما تضطر تشوفه يتواجد حولها..
ليتها تنتهي من هالقرابة ..لعلّها تنسى !
ليته مو ولد عمّها ...
عالأقل ما يكون له الحق إنه يتواجد في بيتها.. وما تضطر تشوفه !
لأن تواجده كذا... مجرد فتح لجروح ..مارح تلقى الفرصة إنها تبرى !
ما تقدر تستمر ..بهالرابط بينهم !
وما تقدر تنسى إن ملكته...بتكون بكرا !!

قامت تراقبه وهو يروح لسيارته الواقفه بالساحة الداخلية...وعيونها تموج بالدموع بطريقة لا إرادية .. لأنها أيقنت إن هالجرح مامنه مفرّ...وكابوسه بيلاحقها طول عمرها !! ..دامه بيظل حولها ..ودامه ولد عمّها !!
طاحت دمعتها عالدرابزين وهي تشوفه يوقف عند باب سيارته ..ويلوّح بيده لـ عمه ..باللحظة اللي ارتفعت عينه لـ شرفة غرفتها ..ويدّه جمدت عالباب... وما ركب ،
انتبهت لـ وقفته ..وعرفت إنه لمحها ... وشافت في وجهه أشياء وأشياء .. وملامح عطوفة ناحيتها !
صدّت وجهها للشجرة اللي يمينها بينما هو كان يسارها... وقامت تناظرها بكل برود ومن دون ما تتأثر...

هالحركة خلّت محمد بدوره يصدّ عنها.. وألم قلبه يداهمه..
عمّه يناظره بابتسامة ينتظره يروح .... ابتسم له وهو يتغلّب عالتأثير الكريه ...ثم ركب سيارته... والألم داخله يتفاقم... كاره هالألم بسببه !
كاره ليش إنها حبّته بيوم من الأيام !
وليش ما قدر يقطعه من البداية !!

تابعت سحر سيارته وهي تطلع من البوابة..بنفس نظرات البرود اللي كانت تناظره فيها قبل شوي ..وآثر الدموع اللي قبل لحظات..كان ناشف وجاف على وجهها ...
ما في بالها شي الحين... غير إنها تهرب من هالواقع !
غير إنها تدفن هالألم..
غير إنها تنسى ...وتنسى....وتنسى !
رغم صعوبة النسيان ..!
بس كيف تنسى ؟!

تراجعت للغرفة بنفس الخطوات المثقلة ... وكأن سلاسل وأغلال مقيّدتها بكل شبر من جسمها ..
تبكي ألم من داخل !
ومن غير ثانية تفكير ... شي مجهول حرّك خطواتها للباب ... مشت ولا تدري وش اللي جا في بالها ذيك اللحظة ..
طلعت من الغرفة ومشت .. إلا أمها طالعه من غرفة بيان ،،
تهلل وجه أمها من شافت سحر طالعه من غرفتها..
وبحنان : ها ماما..تحسين إنك أحسن ألحين ؟!
سحر بهدوء نفس الهدوء الواجم : ..زينة ... وين أبوي؟
أمها : توّه مخلّص من محمد... أظنه راح لمكتبه ينهي بعض الأشياء قبل السفر !

التمعت عين سحر بلمعة غريبة ..وانطلقت من قدام أمها بسرعة غريبة خلّت أمها تناظرها وهي خايفه من تغيّر بنتها المو طبيعي !
دقت سحر الباب دقة وحدة بس وما انتظرت الإذن..فتحته مباشرة ...ودخلت باندفـااع رغم ثقل خطواتها ..

أبوها رفع راسه من ورقة قباله..وابتسم بأبوية جامحة وارتياح من شافها تركت غرفتها ..عقب أسبوع كامل كانت فيه منفصله عنهم وما ترضى تجلس مع أحد !
: ..هلا ماما .. تعالي تعالي خليني أشوف وجهك قبل أسافر..بشتاق لك ، هالمرة بتطول سفرتي...
تقدمت وهي ساكتة واختناق يزداد داخل ضلوعها... داخل صدرها يكتم أنفاسها...
هالحنان ما تقدر تتحمله... حنان ممكن يخلّيها تنفجر... وتعلن وتقول عن كل شي يوجعها !!
جلست وهي ساكته عالمقعد المقابل للمكتب...وأبوها يتابع ملامحها وعقدة بين حواجبه ، ووجهه يشعّ اهتمام..
ابو خالد : شفيك سحر؟؟.. وش اللي مضايقك؟.. صايره مو معجبتني...وكل مرة تقولين مافيك شي أحسك تكذبين على ابوك!
لفّت وجهها للباب يوم حسّت موجة جديدة تتدفق لعيونها...ما تبي أبوها يشوفها .. تبي تنهي هالجرح لحالها !
لاحظ حركتها ..ولاحظ إنها متألّمه من شي..ولابدّ فيه شي مضايقها ..
ترك الورقة من أصابعه ..وقام ودار على المكتب...وجلس قبالها على الكرسي الآخر..
ابتسم بأبوية : ..سحر يابوي !
ارتعشت شفتها السفلية .. وهي ودّها تصرّح عن رغبة الهرب وترتاح !
شاف حركة فمها ..واقترب وهو يشد على يدها وبحنااان يزداد : احكي يابوي..وشفيك..إنْ سافرت وانتي كذا والله ماني مرتاح... وش صاير ماما ؟..فيه شي صاير معك وما تبين تقولينه؟؟
طاحت دمعتها على يده... ووجعه قلبه بشدة ..

قالت وهي مختنقه : .. خذني معك !
رفع حاجبه باستغراب : أخذك معي؟
رفعت راسها ودمعة ثانية تطيح على يده....وبحّة اختناق قويّة اخترقت صوتها وهي تقول : ..اشـتـ.قت لبيتنا هناك !
عوّره قلبه وهو يشوفها..مو بنته الحيوية اللي يعرفها ... كل شي فيها ميّت..مقتول..
نظرتها..وصوتها ... وشكلها ..
قال بحنان : انا رايح لشغل بابا... مارح أكون معاك لو جيتي.. بكون مشغول لراسي
بكت ما تحمّلت .. وهي تقول بين بكاها : مو لازم... بابا ابي أرجع روسيا... اشتقت لبيتنا هناك... أبي أروح معك..والله مو قادره ..والله
ما قدرت تشرح شي... وهي تشهق تحت ناظره..
هالحالة ما سمحت له يرفض أو يقنعها تتراجع... ما قدر يرفض لها هالطلب وهو يشوفها كذا صايره !
تبكي من دون سبب واضح !

قام وخذاها بحضنه ..أحاطها بيديه وهو يبوس قمة راسها ..
ابو خالد: بس بابا ... باخذك معي ان كان هذا اللي تبينه.. بس اهدي والله مو معجبتني وانتي كذا ،
باس راسها مرة ثانية وهو يبعدها بابتسامة أبوية : بس سحر ما يحتاج تبكين عشان بس تجين معي !

ابتعدت وهي تمسح دموعها بباطن كفها .. وابوها بابتسامة : جهزي حالك ...بكرة الصبح من بدري بنطلع للمطار..
حاولت تبتسم بألـم بينما أنفها وشفاتها حمرا : حلوو أنا وإنت بس؟!
ضحك : من قدي بنتي حبيبتي بتطلع معي بسفرتي..
ضحكت تجاريه..بس ما كانت ضحكة ..إلا شهقة ...وهي تناشق..وعيونها ما وقفت للحين
قرص خدها وهي تلف وتطلع من الباب ..راجعه لغرفتها تستعد لرحلة هروبها من هالواقع !!

بعد خروج سحر..دخلت ام خالد وهي تشوف زوجها يجلس قبال اللابتوب وشكله يطقطق بأحد مواقع الحجز ..
ام خالد بقلق : بنتك ما عاد يعجبني حالها ..فيها بلا واحنا مو دارين ،!
ابتسم بضيق وعيونه عالشاشة : باخذها معي تغيّر جو ..
ام خالد باهتمام مفاجئ : بتاخذها معك روسيا ..؟
ابو خالد : ايه...بيتنـا وهناك... والبلد مو غريبة عليها .. يمكن تغيير الجو يفيدها ..
ام خالد : والله ماني عارفه ..طيب والجامعة ؟
ابو خالد : دامها غايبة عن الجامعة هالأسبوع... قدّمي لها اعتذار وتكفلي بهالموضوع... سحر بهالنفسية ما رح تقدر تقدّم شي وبيأثر على مستواها ... برايي تعتذر لين ترجع مثل أول ..
هزّت أمها راسها بتفهّم ..ومالها إلا تمشي على شور زوجها ..
لكنها تذكرت موضوع خطبتها : .. طيب وام محسن وش أقولها !.. ما ودي محسن يفوت عليها
ابو خالد : والله مدري بس قولي لأم محسن سحر مب مستعده حاليا... تفاهمي معها بطريقتك..
:
/










♫ معزوفة حنين ♫ 04-08-11 09:49 PM






بعد منتصف الليل ..
بـ غرفة شادن..

الساعة على الكمدينا تشير لـ 2 ونص بعد منتصف الليل... والغرفة ظلاااام × ظلااااام... وبرودة خفيفة منتشرة بسبب الجو برا ،
بعز السـلام والهدوء المستكين بالغرفة.. كانت شادن تعاني بعالم آخر عكس الجو حولها.. كانت تعاني مع حرب كابوسيـة مع عمر اللي كان متعبها بالحلم .. مفزعها.. مرعبها.. ناثر الخوف وانعدام الأمان بجوفها ..
كانت في عمق النوم.. ولكن عقدة حواجبها مرسومة على وجهها وهي تحرّك راسها بحركات على الوسادة بضيق وعدم ارتياح .. وأصوات غير مفهومة تصدر منها ، أنفاسها مرة تزيد ومرة تخفّ مع موجات الألم اللي تواجهها بأحلامها !!
مرّت دقايق قبل لا تزيد وتيرة رعبها ..
وبلحظة خاطفة .. انفتحت عيونها على وسعها وهي تشهق من غير شورها من صراع كانت تعيشه
صراع مؤلم جداً واكتشفت بلحظة إن البلل كان منتشر بوجهها كامل..
بأنفاس سريعة ومرعوبة تحسست المخدة بأصابعها ولقت ان دموعها غسلتها حتى ، وما اكتفت بوجهها !!
"أعوذ بالله من الشيطان الرجيم"
قامت تبلع ريقها وهي مو مستوعبة هذا الرعب اللي متملّكها.. والوضوح الكامل للحلم بتفاصيله .. وكل هذا وهي تلهث وعيونها المفزوعة على السقف !
من دون سابق انذار.. حطّت يدها اللي ترتعش وكنها رعشة برد على جبينها وتحديدا على حاجبها فوق عينها ..
ورجفة دموع جالسه تتصاعد من صدرها ..لرقبتها ، ثم لـ وجهها وعيونها ...
ثم مالت شفاتها لأسفل ونزلت يدها لعينها ..و قامت تبكي .. تبكي .. تبكي ..وهي تغطي وجهها باللحاف...
مرعب الشعور .. كان مرعب ..ولا تقدر تتخيّل إنها ممكن تتحمله !!
تبي أمانها ... تبي أمانها لأن شعور الخوف وانعدام الأمان هذا .. مرعبها !!
تملّكها إن الحلم للحظة كان حقيقة وماهو حلم ... وزاد فزعها ، وجرّت معها شهقات تتوالى ... لقت نفسها ترمي الغطا عن جسمها اللي كان يغطيه قميص أبيض ناعم سادة لـ حد الركبة .. وتركض للباب بسرعة وررعب .. وكأنها تعيد سيناريو شادن صاحبة الـ 5 سنين بالماضي ...
نزلت ركض وهي عاضه شفتها لا تطلع لوعتها وشهقات خوفها ورعبها لأنها ممكن تصحّي البيت كلّه..
كل اللي تبيه الحين ..إنها تشوف وجهه...
تشوف وجهه بس !
وتنسى اللي قاله اليوم... وتنسى هالكابوس...

وتتأكد إنها مو نفس الملامح بالحلم .. مو نفس النظرة بالحلم .. تبي تتأكد إنها رجعت لواقع يرضيها
وإنه لا زال وبـ يظل.. آمانها المقنع !
وماتدري ليه تخيّلت إنه مارح يكون موجود ... وأفزعها هالشي زود وهزّ كيانها من الاعماق !!

فتحت الباب الداخلي بسرعة ومن كثر ما كانت مرجوجة ومرعوبة جرحتها المفاتيح... ثم دفعت الباب وركضت في الحوش الاظلم رايحه لذيك الغرفة القااابعة.. واللي كان واضح من بابها المغلق ..وشباكها المظلم.. إنه نايم هالوقت ، مثل باقي الناس !
وصلت وهي حافية ولا تدري ليه قامت تبكي هالمرة بصوت أعلى يوم ضمنت إنها ابتعدت عن البيت ..
رفعت يدها الناعمة وقامت تضرب الباب بسرعة وخووف ، وكتوفها تهتزّ.. وشفاتها تنتفض.. وعيونها عالباب تتحرّى ظهوره !
كانت غايصه بشعوور مريير ومرعب ومفززع... والحلم يتراود قدام عيونها رايح جاي من غير توقّف !
زادت من ضرباتها العنيفة عالباب وهي تشهق... تبيه يظهر ألحيييين ولا بتمـوت!

انتبهت لأنارة خفيفة تصدر من الشباك على جنب وكأنها اضاءة أبجورة.. زاد بكاها بعد ما تأكّدت إنّه صحى وإنّه داخل !.. وإنه ما ترك البيت ورحل مثل ما تتخيّل !!
شهقاتها الواطية والمتلاحقة سيطرت عليها يوم سمعت هاللحظة...صوت المفاتيح من الداخل وهي تنفرّ

وأخيراً .. تحرّكت وكرة الباب للأسفل بشكل سريع وشكلها صرعته بالطق العنيف !
انسحب الباب لـ ورا .. ومعاه رفعت عينها الدامعة لظهوره الغير مستعد لـ عاصفتها !
فتح الباب من غير ما يفلت يده من الوكرة ، ويده الثانية كانت تفرك عينه ثم ارتفعت لشعره فوق اذنه ..
ونظراته المكشّرة مو مستوعبة شي للحين ،..

اهتزّت شفاتها بعبراات جديدة من ظهوره المريح.. والوديع.. قدامها .. عكس الحلم ووضعه المخيف !..وعكس وضعه الغاضب البارح !
من بين الظلام حولها وحول وجهها ...احتاج ثواني عشان يستوعب جيّتها ..
نزّل يده عن شعره وهو يلتفت لا إراديا لمفتاح النور ..ثم رجع يناظرها بعفوية يوم وضح وجهها مع الاضاءة ..
بان على وجهه الاستغراب الكامل ومو مستوعب وضعها ولا هيئتها المفزوعة : ...ش..ادن؟

حيلها إنها تناظر وجهه الحبيب .. تبي تمحي ذاك الوجه.. ذيك النظرة..
كانت ترتعش قدامه ومو لاقيه طريقة عشان تهدى..
ملامحه الطبيعية والمريحة كانت دواء مسكّن ومخدّر... مخدّر خدّر كل أعصابها وكنّها فقدت قوّتها ..ولقت نفسها تشههههق بقوة.. وهي تتجاوز عتبة الباب اللي حرّم عليها دخولها من ذاك اليوم .. ورمت كامل ثقلها على صدره العاري بعنف ، ودسّت راسها تحت رقبته وهي تبكي.. لدرجة إنّه ارتدّ على ورى من غير مقاومة ، وحطّ يده اليمنى على حافة الطاولة من وراه عشان يسند عمره.. مستسلم لاندفاعها والتصاقها العنيف فيه !

توتّر من وضعها المربك وريحتها وبكاها وجيّتها بهالوقت .. وكل شي تجمّع بهاللحظة :.. شادن...وش صاير معك؟
بس سمعت صوته الهادي.. زاد نحيبها وهي تلوي يدها ورا خصره وتدسّ جسمها ووجهها فيه وكنّها تبي تختفي داخله ..
قام يرمش وهو يحس إنها مو طبيعية وإن الموقف هذا مو طبيعي ولاهو حاسب له حساب !
قال بصوته الواطي والمبحوح : .. تكلّمي... شفيك .. مجنونة وقّفي بكي !

كانت تهمهم وصوتها متهدّج .. وسمع مليون كلمة بس ما فهم ولا شي لأن كل شي كان كلمات متقاطعة ..
قال وهو يحس إن دموعها بللت رقبته وتلاعبت فييه : .. ششش بس ... شادن .. شادن؟ ...كلميني ..
وحاول يرفع وجهها بيده الحرّة لأن يده الثانية كانت متحمّله ثقله وثقلها .. حاول يرفع وجهها عن رقبته بس شادن ردة فعلها إنها دسّت وجهها أقوى من قبل وهي تشهق .. وتبيه بس يفهمها !
تبيه يتعامل معها .. مثل ما تعوّدت !
تبي أسلوبه ذاك.... العذب !
تبيه يطمّنها ... يطمّنها .. إن ولا شي.. من مخاوفها ... بيتحقق!!

تعب عمر نفسيا وجسديا منها .. وبقوّة جمعها ترك الطاولة المستند عليها وعدّل وقفته وهو يمسك جوانب وجه شادن بالقووة ..
طالعها بصرامة : ناظريني !
أبعد وجهها عن رقبته اللي انغسلت بدموعها ..وكانت تناظر تحت ووشهقاتها المتلاحقة تصدر منها...
رفعت عينها من آمرها وهي ما تشوف الا غشاوة !
من شاف عيونها المتأثرة بدموع غزيرة...كشّر تكشيرة ألم انرسمت على عيونه وفمه وحواجبه ..
منظرها مو مرييييح !
قالها وعيونه مباشرة بعيونها :... تكلّمي !.. فيك شي؟
فتحت فمها المليان غصات وعبرات .. وقالت بصوت متهدّج ضعيييف : .. أبي أبقـى هنا !
تكشيرة الألم على وجهه.. تحوّلت لملامح استغراب ودهشة ..
كمّلت بعد ما بلعت ريقها : ... أنـ.ا ..مررعووبة.. مقدر أبقى لحالي... أبيك معي الحين بموت من الخوف.. والله !

ما قال شي ولا لقى كلمة يقولها ... هو طلب منها ما تجيه دامه هنا ولحاله...بس وضعها ذا مو طبيعي ..
كـ رد فعل طبيعي.. لقى نفسه يتأمل ملابسها ..من كتوفها لـ رجولها... !
وللحق..وبينه وبين نفسه.. شادن بـ عيونه !... بنت مو طبيعية من الفتنة !

أبعد عينه عنها وهو يرفع نظره لأرجاء الغرفة وكأنه يبحث عن مكان ممكن تجلس فيه !
ومافيه الا مكان واحد ..
حسّت شادن بتردده .. ومن دون وعي حطّت راسها على صدره العاري من جديد .. وبصوت واااطي تترجاااه :... لا تمنعني ..عمر لا تمنعني والله خايفه .. بموت من الخوف !
ردّت عيونه لها ..وأنفاسها تلفح صدره بطريقة عذّبته !
شبك أصابعه بأصابعها وأبعدها بشويش : ..تعالي ارتاحي !

مشى معها وهو ماسك يدها ..وهي مو متوازنة بالمشي من الرجفة اللي هي فيها...
جلّسها عالسرير وهو مو عارف ليش منتكسه كذا ... حالها كذا يرعبه !
جاب علبة موية من الثلاجة اللي عنده ... وعطاها اياه وهي جالسه بسكوون وعيونها تذرف الدمع بصمت...
قاوم نفسه لكن بالنهاية ما قدر... جلس جنبها وهو يمد لها العلبة..
وقال : اشربي واذكري الله... واهدي..
اخذت الموية بصمت وكأنها ابتدت تهدى مع ادراكها انه لازال متواجد ...وانه ما راح مثل ما تخيّلت...!

سحب تي شيرته اللي عالأرض ولبسه ..بينما هي أخذت كم جرعة من العلبة...ردّت لها الرووح !
رجع يجلس جنبها لين هدت كليّا ... وتدريجيا ومع الدقايق نامت على سريره..وسكنت أنفاسها...

ما قدر عمر يسوّي شي... ماله القدرة بحضورها ... دايم يضعف قدامها وإن قاوم هالضعف ..يلقى نفسه يجرحها ..
تركها على راحتها ... ونامت تحت ناظره...
جلس على طرف السرير قريب منها ..وقام يتأملها وهي محتلّه مكانه ونااايمه بسكووون عميق ..
بشويش تحرّكت يده ..وأبعدت خصلة لازقه بوجهها بسبب الدموع لفوق اذنها.. وابتسامة احتياج ولهفة على فمه ..
ما يدري شلون هالبنت... لها كل هالتأثير عليه... ليش ما يقدر ينسلخ منها ؟!!
:
/

الصباح ..
الساعة 7 ...

كانوا الخدم بغرفة سحر عشان يشيلون شنطتها ..وهي جالسه تلم شعرها عقب ما اخذت شاور ينشّط خلاياها لعلّها تتخلّص من كل شي سيطر على روحها الأيام الماضية ،،
وبينما هي تلبس عباتها عند المراية ..
شافت انعكاس صورة خالد وهو يدخل من الباب وراها.. توّه ببجامة النووم وشعره حووسة ، ما بعد استعدّ لدوامه..
كان الاهتمام والاستغراب على وجهه... وعيونه تلاحق الخدم اللي مرّوا من جنبه :... بتروحين ؟
ازاحت نظرها ببرود عن وجهه المستغرب بالمراية ..لعلبة الكليبس اللي عندها عشان تربط شعرها : .. ايه !

رفع عينه لها وهو يقرب : .. ليش يا سحر؟
سحر ما حبّت تشرح شي : بدون سبب...ضايق خلقي وأبي أغيّر جو !
خالد : وتقررين بدون ما تعطيني خبر ..؟
سحر : هذاك دريت !
خالد : ما كنت رح أدري ..لو أمي ما صحّتني من نومي قبل شوي ، وقالت انزل ودّع ابوك وأختك !
سحر : مهيب مشكلة كبيرة في نظري لو ما دريت... السالفة مو كأني بهاجر للأبد..
ابتسم بضيق وعتاب : بس تدرين سفرة ابوي هالمرة بتطول ..؟...
ناظرته وهي ساكته ويدها تلم خصل متطايره فوق اذنها
كمّل بعتاب : يعني مارح أشوفك لـ فترة !

سحر تحرّكت تاركه المرايه... واتّجهت لشنطة اليد فوق الكمدينا وهي تقول : كلّمني إذا اشتقت لي !
ما عجبته نبرة البرود : الله !
انشغلت تدخّل اشياءها الصغيرة ..
وهو يتأمل عدم مبالاتها : ببساطة تقولينها ... يعني انتي مارح تشتاقين !
سحر وتركيزها بشنطتها : احتمال !
ضحك مستغرب من وضعها وكلمتها : تمزحين ؟!!!

شالت الشنطة على كتفها... وابتسمت .. بس ما كانت نفس ابتسامتها المرحة ..
ابتسامة ثقيلة .. ومتعبة !
قرّبت منه ..ومن غير لا تقول شي... رفعت نفسها على اطراف اصابعها لين وصلت لـ خده.. وباسته بسرعة تنهي عتبه ..
وقالت : آسفة بس كل شي صار بسرعة ..
ابتسم بضيق وما قدر يقول شي : سحر أنا أخوك !

ابتسمت ذات الابتسامة الثقيلة : .. من قال غير كذا ؟
خالد : أنا عارف إن فيك شي...ولازم تعرفين ان علاجه مو بالوحدة والهرب... لازم تحكين مع احد قريب منك..تثقين فيه ويثق فيك...ومارح تلقين أحد أنسب مني حتى تقولين له عن مشاكلك !
سحر أنكرت من جديد : وهذي عاشر مرة أقولك ما عندي مشكلة ... السالفة وما فيها إني أبي أغيّر جو .. اكتشفت أصلاً إني أحب السفر والتنقّل ..والاستقرار بمكان واحد ما يناسبني ... يمكن عشان كذا اكتئبت وأبي أغيّر جو .. كرهت الرياض والعيشة فيها... أبي حيـاتي القبليـة ..!

ما عجبه كل هالحكي ..
وكرر : تبين حياتك القبليـة ..؟
أيّدت بوضوح : إيه .. حياتي القبلية تختلف عن هنا ... وأبي أرجع لبيتنا بموسكو ... ولأصدقائي هناك ..

استسلم يوم شاف رغبتها الجامحة للسفر .. حاول يجاريها .. ويريّح نفسه يوم جا في خاطره إن هالشي يمكن يكون لـ مصلحتها ..
أخيرا ابتسم واقتنع إن هالشي ايجابي... بعد ما كان خايف من انطوائها بغرفتها الاسبوع الفايت..وازدياد حدة سلكوياتها في بعض المواقف ..
يمكن تغيير الجو ...يكون مفيد... مثل ما قال جمال ،

ابتسم أخيرا وقرص خدها : بس لا تنسين اخوك... مو تروحين هناك وتستانسين ..وتسحبين علي..تدرين عني أقلق عليك كثير..
ابتسمت تجاريه : .. بحاول ،

ومشت قدامه طالعه من غرفتها وهو وراها ...

قابلت أبوها تحت مستعد ... سلّمت على أمها قبل تمشي
سحر : بيان نايمة؟
أمها : ايه خليها اخاف تفتحها مناحة ان درت ..

قال أبوها : يلله السيارة تنتظر برا ..
طلعت مع أبوها ... وشافت وحدة من سيارات الشركة برا مع سواق ينتظرهم ..
ركبت ورا جنب أبوها وهي ما تبي تفكر بأي شي أكثر.. ومشت السيارة فيهم لناحية المطار ...
بالطريق حطّت سحر راسها عالمسند وغفت لأن طريق المطار يبيله وقت على ما يوصلون ..

ابو خالد رفع جواله واتصل بـ وليد ...
رد الثاني بابتسامة : صبحك الله بالخير ..
ابو خالد : صباح النور.. تراني مشيت للمطار وينك انت؟؟
تركي بابتسامة : قلت لك أمس لازم أمر على عمي اشوفه وأسلم ..وبلحقك مباشرة ..
ابو خالد : زين لا تتأخر تدري إن الرحلة 8 ونص..
تركي : لا ما نسيت... اخلص سلام على الأهل وألحقك على طول ..
ابو خالد : زين اشوفك بالمطار أجل..
تركي : ان شاء الله ..

سكّر من وليد... والتفت على بنته اللي طاح راسها على زجاج النافذة..وهي غافية بعمق !
ابتسم بحنان عليها...
ثم تذكّر أبو راهي... ودق عليه عشان يعتذر عن حضور ملكة محمد على بنته اللي بتصير اليوم ..




يتبــع ..


بانتظار متعتكم بـ شغف
لا تكسفوني ^^


♫ معزوفة حنين ♫ 04-08-11 09:54 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة pure white (المشاركة 2824963)
يسلموووووو البارت رووووووووعة بس نرفزني تصرف خالد مع نوف كان ودي اطلعلو من السكريين و اكفخو >> هههههه حاقدة و بقوة انتظر البارت الجاي على نار ابغى اعرف وش بيصيير بين ولييد وسحر :IuL04800: لوووووووووول



يسسلمك ربي ..
نوووو^_^وووورتي ياعسسسل ..

----------------------- [ :bouquet2: ] ---

♫ معزوفة حنين ♫ 04-08-11 09:56 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة nsamir (المشاركة 2826232)
بارت رائع صراحة

انقهرت من اسلوب خالد في الكلام عن مشاعل - ربنا يزيل حبه من قلبها

سحر حالتها محزنة - لازم تكون أقوى

في انتظار البارت الجديد



تسسسسسسسسسسسسسلللمين عالمرور ..
نوووو^_^وووورتي ..

----------------------- [ :bouquet2: ] ---

♫ معزوفة حنين ♫ 04-08-11 09:56 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ياسمين المدينه (المشاركة 2826598)
أنا من متابعين القصة من قبل سنتين في المنتدى السابق والآن استكملتها هنا بس تقطع القصه يفقدها بعض من حلاوتها ياليت الكاتبه تنزلها بنفسها لأنها لو قرأت الردود راح تتحمس ونشجعها
قصه جميله ننتظر البارت



مرورك الآجمل ..
نوووو^_^وووورتي ياعسسسل ..

----------------------- [ :bouquet2: ] ---

♫ معزوفة حنين ♫ 04-08-11 09:57 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة القشراء (المشاركة 2830141)
اتوقع انه بعد اللي الصار لفرح بتكون شخصيتها غير وتكره كل اللي حولها ومارح تسمح لاحد انه يدخل قلبها ورح تحط حرتها بوليد وأبوها بيحاول يوسع صدرها ويأخذها نقاهه للسفريه مع وليد ويمكن يصير فيه شي هناك وتكون سحر تحت رحمت وليد . ومشاعل راح تعاني كثير علشان تزيل حب خالد من قلبها وراح يكون للدكتور جمال اثر في حياتها واتوقع خالد يخطب ياسمين بس بالأخير اتوقع انه جمال لياسمين وخالد لمشاعل بس بتكون بليييده معه ومارح تحبه وهو بيندم ويحاول انه يكسب قلبها وكل شي هي صار لها من ورأ حبه بيصير له واكثر لانه بيكووون غيووووور .ومحمد بيتعرف على بسمه وراح يعاني اول شي من دلعها وتصرفاتها الطفوليه وهي بتعاني من محاولتها انه ينسى سحر ويحبها بس بالأخير اتوقع يحبها وينسى سحر .وبندر اتوقع انه بيتغير بعد سفره بيرجع شخص جدي وراح بتكون بينه وبين البنت اللي سحبها من السياره بالبر مواقف كثيره يمكن يحبها ويمكن ترجع البنت لخطيبها اللي تركته بعد وفاة اخوها. شذى احسها راح تذل نفسها علشان حبها لعمر وراح تكون للبنت عمته اثر في تحطيم حبها يمكن انه يذلها ويتركها بطريقه بشعه وراح تتحطم ويمكن اخو بسمه يحاول يتقرب منها وراح تكون ضحيه لحياة الأجرام اللي عايشها عمر يمكن يخطفوها علشان يضغطون عليه وراح ينقذها بس بعدها تصير ما تعطيه وجه ويحس باللي فقده بس بيعاني لانها يمكن تكون انخطبت لاخو بسمه وراح يشوف كل شي كانت تسويه له ويحبه تسويه لغيره وهنا بيحاول يرجعها. حبيت اقول توقعاتي *وانا مره مبسوطه انك رجعتي واتمنى ما تغيبي عننا مثل اللغيبه اللي راحت




تسسسسسسسسسسسسسلللمين عالمرور ياحلوة ..
نوووو^_^وووورتي ..

----------------------- [ :bouquet2: ] ---

pure white 05-08-11 04:04 PM

بارت رائع كالعادة اتمنى ان سحر تتحسن مع هالسفرة ومتشوقة اعرف على شو ناوية نووف هه
يسلمووو وكل عام و انتم بخييير :6trfdc:

القشراء 13-08-11 11:02 AM

امممم مدري والله احترت يمكن توقعاتي الاولى تكون صح بس اتوقع انه بعد سفر سحر تحاول باي طريقه انها تنسى وراح تسوي اشياء غلط او تطيح نفسها بمصيبه لانها تكلمت عن أصدقها يمكن يودها بداهيه ويكون سبب في مرض أبوها على العموم انا اتوقع انه بالسفر راح تلقى سحر نفسها لوحدها وما حولها الا تركي وتصير تحتمي فيه مع انها بتهينه كثير لانها راح تبدا تحس بمشاعرها تتكون له وهذا راح يخوفها ويغرقها اكثر في الخطأ علشان تلهي نفسهااحسي خاشه عرض مع توقعاتي كني تعديت حدودي وصرت احسب نفسي الكاتبه هههههههه ترى والله مو قصدي أبدا سوووري بعض الاحيان اتحمس مو اكثر واذا ضايقت عادي قولي لي لأني ما انعطى وجه *

pure white 17-08-11 07:15 PM

يوووووووووووووه أناا مدري شصاير لي قاعدة أخربط بالاسامي لا تااخزوني بدل ما أقول مشااعل قلت نوف :lkjkjlkjlkjkjk: و الظاهر ان الكاتبة أجلت تنزيل البارتات لبعد العييد بادن الله

♫ معزوفة حنين ♫ 05-09-11 06:42 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة pure white (المشاركة 2832033)
بارت رائع كالعادة اتمنى ان سحر تتحسن مع هالسفرة ومتشوقة اعرف على شو ناوية نووف هه
يسلمووو وكل عام و انتم بخييير :6trfdc:




تسسسسسسسسسسلللمين عالمرور ..
نووو^_^ووورتي ..



♫ معزوفة حنين ♫ 05-09-11 06:42 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة القشراء (المشاركة 2839719)
امممم مدري والله احترت يمكن توقعاتي الاولى تكون صح بس اتوقع انه بعد سفر سحر تحاول باي طريقه انها تنسى وراح تسوي اشياء غلط او تطيح نفسها بمصيبه لانها تكلمت عن أصدقها يمكن يودها بداهيه ويكون سبب في مرض أبوها على العموم انا اتوقع انه بالسفر راح تلقى سحر نفسها لوحدها وما حولها الا تركي وتصير تحتمي فيه مع انها بتهينه كثير لانها راح تبدا تحس بمشاعرها تتكون له وهذا راح يخوفها ويغرقها اكثر في الخطأ علشان تلهي نفسهااحسي خاشه عرض مع توقعاتي كني تعديت حدودي وصرت احسب نفسي الكاتبه هههههههه ترى والله مو قصدي أبدا سوووري بعض الاحيان اتحمس مو اكثر واذا ضايقت عادي قولي لي لأني ما انعطى وجه *






تسسسسسسسسسسلللمين عالمرور القشراء ..
نووو^_^ووورتي ..



♫ معزوفة حنين ♫ 05-09-11 06:42 AM




السلام عليكم ..
هذا رد الكاتبة قبل يومين في موقع القصة ..




اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عيـــــون القمر ! (المشاركة 17270017)



كل عااام وانتوا بخير حبيباتي..
ينعاد علينا وعليكم باليمن والمسرات

أخباركم ان شاء الله طيبين ^^.. يا رب انبسطتوا بالعيد

وحشتوني ^^ ووحشني تفاعلكم مع الأحداث ..

انتهينا من دوشة العيد والروحات والجيات... وتفرغت للبارت أخيرا
البارت بدأت أكتبه البارح ..وان شاء الله يومين بالكثير وحولها يكون جاهز ..
الله يعيني وأختمه بسرعة ..

أشوفكم قريـب بإذن الله






سمووورة 05-09-11 11:22 AM

عساك عالقوة معزوف ^^

بسألك .. عندك فكرة كم بارت باقي على نهاية الرواية؟؟ ودي أقراها مكتملة =)

يعني الكاتبة ماقد قالت كم تتوقع باقي ؟؟

وتسلمين مقدماً

♫ معزوفة حنين ♫ 05-09-11 11:24 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سمووورة (المشاركة 2861450)
عساك عالقوة معزوف ^^

بسألك .. عندك فكرة كم بارت باقي على نهاية الرواية؟؟ ودي أقراها مكتملة =)

يعني الكاتبة ماقد قالت كم تتوقع باقي ؟؟

وتسلمين مقدماً





الله يقويك سمووورة ..

لا والله ياقلبي ماقد شفت انها ذكرت شي عن النهاية ..
بس انا اظن مو مطولة >> فيس على كيفه ههههههههههههههه ..

يسسسللللمك ربي ..
نوو^_^وورتي ..



♫ معزوفة حنين ♫ 07-09-11 10:40 AM



الجـــزء 32...
-----------------------

عند سحر اللي نزلت وخالد معها عقب ما عرف عن سفرها ...
تحت قابلت أمها ، وابوها اللي كان مستعد للروحة للمطار.. سلّمت على أمها تودّعها والثانية توصّيها على نفسها ..

أبو خالد : يلله السيارة تنتظر برا ..
طلعت مع أبوها ... وشافت وحدة من سيارات الشركة برا مع سواق ينتظرهم ..
ركبت ورا جنب أبوها وهي ما تبي تفكر بأي شي أكثر.. ومشت السيارة فيهم لناحية المطار ...
بالطريق حطّت سحر راسها عالمسند وغفت لأن طريق المطار يبيله وقت على ما يوصلون ..

ابو خالد رفع جواله واتصل بـ وليد ...
رد الثاني بابتسامة : صبحك الله بالخير ..
ابو خالد : صباح النور.. تراني مشيت للمطار وينك انت؟؟
تركي بابتسامة : قلت لك أمس لازم أمر على عمي اشوفه وأسلم ..وبلحقك مباشرة ..
ابو خالد : زين لا تتأخر تدري إن الرحلة 8 ونص..
تركي : لا ما نسيت... اخلص سلام على الأهل وألحقك على طول ..
ابو خالد : زين اشوفك بالمطار أجل..
تركي : ان شاء الله ..

سكّر من وليد... والتفت على بنته اللي طاح راسها على زجاج النافذة..وهي غافية بعمق !
ابتسم بحنان عليها...
ثم تذكّر أبو راهي... ودق عليه عشان يعتذر عن حضور ملكة محمد على بنته اللي بتصير اليوم ..
:
:

عقب ما سكّر تركي من مكالمة أبو خالد اللي قال إنه بيسبقه للمطار...
نزّل الجوال وهو جالس عالكنبة بصالة بيت أبوه...وعينه ترتفع لأمه اللي كانت جالسه بكنبة مقابلة تناظره..وحواجبها معقودة من نقاشهم اللي قبل شوي..لأن تركي ما قال لهم عن سفرته إلا ألحين ..ويبي يحطّهم قدام الأمر الواقع ،
أمه بضييق واضـح : عقب ما قررت ونويت... توّك جيت تقولنا ؟؟؟
تركي وهو يحط الجوال جنبه بالضبط : .. ما بغيت أقولكم..عشان لا تسوونها سالفة ..وبعدين انا عارف وش اسوي
امه بضيق يزيد ، وندم ، : .. ليتني ما قلت لك ..ليتني ما قلت لك عن اللي صار بينه وبين أبوك...لو إني ساكته احسن !
تركي تنرفز شوي : ... أجل أشوى إنك وضحتي الأمور اللي ما كنت فاهمها وأنا صغير ..وأشوى إني رجعت من كندا وقطعت دراستي عشان أفهم اللي ما كنت فاهمه !!
أمه باكتئاااب : الله يهدييييك انا ما قلت اللي قلته لك عشان تتهوّر وترمي روحك بالنار... أنا حتى قمت أتخيّله يأذيك بأي لحظة...صرت ولدي اللي ما أعرفه !!
تركي ترفززززز زوووود : يهبى إلا هووو ...لا انتي تعرفيني زييين... تعرفين تركي ولدك... وتعرفينه لا بغى يصير ابليس بعينه بيصير ولا رادّه شي
أمه بقللق : والله مو عارفه وش بيطلع لنا من هالسفر... خايفه يكون ناوي عليك يا تركي ، مو تقول إنه هو اللي طلب ياخذك معه..أخاف ناوي لك على أذيّة !!
تركي بسخرية : بالله من جدك خايفه علي؟؟.. خايفه علي منه؟؟..
امه بقلق على ولـدها : ولييش ما أخاف عليك منه؟؟..وكل اللي فينا بسبّته !
قاطعها : الامور اختلفت ألحين .. أنا بعرف كيف أتصرف معه...بس أبيكم تصبرون معي شوي وكل هالنكد اللي احنا فيه بينتهي ..
أمه : يا تررركي اسمع شوري.. كافينا مشاكل...ما فيني حيل أتحمل يصير فيك شي مثل ما صار لأبوك ..أبوك طايح على فراشه الأبيض من ذيك السنين...15 سنة يا تركي ...بالله وش بيصير فيني من عقبك لو صار لك شي!!

تنهّد وهو يشوف أمه تداري عبرتها وهي تحكي بقلب مقهوور..بقلب تحمّل سنين وسنين..!!
وهدّى من نبرة صوته : يمّه يرحم لي والديك كم مرة قلت لك... بعرف شلون أتصرف..مارح يصير فيني شي ..مهب كفو أصلا يلمس شعرة من راسي...إن تجرأ وسواها والله لأمحيه وأنا ولد جاسر..
أمه قامت تتنهّد... عارفه إن محاولة اقناعه مجرد مضيعة وقت.. لكن وش تسوي بالخوف داخلها؟؟؟

قام واقف وهو يدس جواله بجيب بنطلونه الجينز واللي كان فوق تي شيرت أبيض وعليه جكيت بني ..ملابس سفره اللي بيروح فيها ..
وقال : أنا قلت لأبوي إني رايح لشغل وما قلت له اني بروح مع مساعد ... ما بغيته ينغثّ بطاريه..وانتي طمّنيه عليّ كل ما سأل عني..
أمه باستسلام لرغبته اللي محد يقدر يوقف قدامها : ..ان شاء الله وانا امك...بيعين الله !

أخيرا التفت لـ طاولة الطعام القريبة ..ولقى فطور أخته لازال عالطاولة..وقطعة خبز مقطوع نصّها مرميه عالطاولة باهمال وباقي صحون الفطور لازالت مليانه ، وواضح إن اللي كانت تاكل ما كمّلت فطورها...
قال باستغراب : أشوف جنى ما كمّلت فطورها .. (وهو يناظر ساعته)...بدري شوي عالمدرسة لا تقولين إنها راحت وأنا قايل إني بجي أشوفها قبل أسافر..
أمه وضااااق صدرها زود : اختك كانت لابسه مريولها وتفطر يوم اتصلت إنت وقلت بتجي تشوفنا عشانك بتسافر... شاااشت عليّ ودموعها أربع أربع...تركت فطورها وركضت فوق ...وقالت ما تبي تشوفك ..!

ابتسم ابتسامة عطف وضيق..! من تخيّل شكلها البريء وهي معصّبه ..
تحرّك بصمت ناحية الدرج.. إلا امه تقول وهو تشوفه : اقصر الشر يا تركي وخلّها .. تعرف اختك انت ..ان شافتك الحين بتتنكّد زود...وبتقعد مغتثّه طول اليوم وحتى المدرسة مارح تروح لها..
طلع الدرج وهو يسمع كلامها...ثم تنهّد من أعمااااق صدره...

وصل لـ باب غرفتها اللي كان موصد ..رفع يده بيدقّه لكنها تعلّقت بالهوا وهو يسمع بكاها من جوّا..
تنهّد مرة ثانية بقوة...وأطلق يده للباب يدّقه بهدووء..
وببساطة قال بررقة : جنااي ماما...

ما ردّت ..لكن صوت بكيّها اختفى ..
وهو يبتسم بنعومة : يـ كتكووت !

ما جاوبته...والوضع كان صمت ...
كرر ندائها بمررح : كتكووووووووت !

ردّت بعاصفة هوجاااااااااء : انقققققققققققققققققققلع عن غرفتتتتيييييييييييييييييييي ...
وقامت تشاهق من قلب .. وصوتها الباكي واصل لعنده ..

رفع راحة يده يمسح بها وجهه ... الله يستر ما تكرهه بيوم من الأيام!!..وهو اللي دايم يوعدها وينقض وعوده !!
قال بليونة : افتحي خليني أقولك..
قالت بشهاق متتالي : ما أبي أشوف رقعة وجهك يالكذاب اتتترررركني .. إنت دايم كذا دايم كذذذذذا ..
ضاااق خلقه شوي : انا مو كذاب ظروفي اللي تخليني كذا معكم ..
ردت بصراخ يتخلله دمووع : لك ست شهور تقول ظروووفي ولك ست شهور تقول بجي وأجلس معاك وأطلعك ..والحين جاي تقول بسافر يا كذذذااااب ما شبعت سفر كل اللي همك وناستك وبس..

تضاااايق زود : طيب افتحي خليني أفهمك... كذا ما ينفع !
بصراااخ وعبرات : ما أأأأأبببببي... أكررررررررررره حياتي وأكرهني.. ما عاد أبي شي منك خلاااااااااص اتركني ما أبي أشوفك..
تنهّد واستسلم لأن الواضح أنها مصرّه وماااخذه منه موقف... زود على كذا.. هو تأخر عالمطار لازم يطلع الحين ويالله بيلحق...
ما كان يتمنى يتركها من غير لا يفهمّها أو على الأأقل ما يروح وهي زعلانه ..
قال وهو ناوي يمشي : جنى انا مضطر أمشي ألحين... بكلمك أول ما أوصل هناك... ردي علي لا تطنشيني أوكي يـ كتكوت؟

ما ردّت عليه ..
ومشى هو للدرج نازل..وهو عارف انها مجرد ردة فعل ورح تنتهي...
ويدري إنه بمجرد ما يكّلمها اول ما يوصل هناك ، رح ترجع الأمور لمجاريها... متأكد لأنها لازالت صغيرة وقلبها قلب طفلة ...
مرّ على أمه..باس راسها وودّعها... وهي كل كلامها مجرد وصايا له عشان ينتبه لعمره ويحذر لنفسه...
قبل يطلع..اتجه لغرفة أبوه القابعة بركن من أركان الصالة ...فتح الباب فتحة صغيييرة تسمح له يناظر... لقاه نايم بسكوون ..اطمئن عليه وسكّر الباب بنفس الهدووء ..ثم ابتسم لأمه وهو يودعها مرة ثانية وطلع لسيارته بسرعة ...وسيييييدا عالمطار ..وعساه يلحق !!!

:
/


بالمطار ..

بصالة انتظار الرحلة ... كانت سحر واقفة وهي متكتّفه قبال الواجهة الزجاجية لصالات الانتظار... الواجهة المكشوفة قبالها ..ومنظر الطيارات المنتشر أمامها ... وقوفها صامت وعينها تتابع طيارة الخطوط الروسية اللي رح يركبونها بغضون نص ساعة ...
عيونها انتقلت من الطيارة الواقفة قبال أنبوب البوابة ..لـ منظر السما المغيّمه بعض الشي... والجو اللي يبدو إنه بارد... سَحَرها منظر السما والبقع السودا المنتشره بعشوائية ... والشمس المختفيه بهالصباح .. ، هالبرد يشابه مشاعرها الحالية.. ويشابه قلبها اللي بدا يتجمّد بكتلة جليد غليظة ..
مرّ أكثر من سنتين من ودّعت روسيا بكل ما فيها ... وما كانت تظن إنها بترجع لها لأنها وقتها كرهت السفر والغربة ..بس الحين ...
كل شي داخلها اختلف ...
رغبة الرجوع لذيك الحياة البعيدة ... غلبت أي رغبة ثانية ..
تبيك ذيك الحياة اللي كرهتها ... تبيها واشتاقت لها...ايه نعم اشتاقت لها... مقتنعه الحين إنها تفضّلها على كل شي واجهته هنا ...
ليتها تمّت بعيدة ومسافرة عنهم... ليتها ما ألحّت على أبوها يتقاعد...عشان ترجع !!

فكّت عقدة يدينها عن صدرها...وارتفعت يدها اليمين لحزام شنطة يدها المعلّقة على كتفها...ويدها الثانية حكّت فيها خدها وهي مو متحمّله انتظار... تبي تصعد الطيارة الحين...وترحل ..ترحل...ترحل لأبعد مكان ...وتبحث لها عن حياة مختلفة .. تنسى كل شي صار.... تمحي هالفصل من حياتها... ترجع لحياتها هناك... وتبقى سنين من غير عودة !

التفتت وهي ماسكه شنطتها بملامح متسائلة ..للمقعد اللي كان ابوها جالس عليه على بعد أمتار بمنتصف الصالة ..وعند رجوله شنطة اللابتوب الخاص فيه مع الأوراق الضرورية ... كان يكلّم تلفون وهو حاط رجل على رجل ويده الثانية تعدل الكرفته (ربطة العنق) ... وما كانت قادره تسمع كلامه من ضوضاء الناس ...ونداءات الرحلات...ومن بُعد المسافة ...
تنهّدت يوم سمعت إن النداء ..كان على رحلتهم ... تركت الواجهة الزجاجية ومنظر الطائرة المهيب والقريب...ومشت بهدوء وبطء ناحية أبوها اللي نزّل الجوال يوم وصلت ..وأنهى المكالمة ..
سحر وهي ترفع صوتها لأن النداء العالي كان يتكرر : هذي رحلتنا بابا نمشي؟
ابو خالد وهو يوقف ويدخل جواله بجيب بنطلون بدلته.. قام يلتفت ورا باهتمام وهو يقول : ايه يلله...
لاحظت أنه يناظر وراه ويحاول يبحث عن احد بين زحمة الناس من بعيد...
باهتمام : تنتظر أحد ؟

ما كانت تدري..إن فيه طرف ثالث بيشاركهم الرحلة ...
وقال أبوها : ايه اسبقيني اذا تبين ... (أعطاها البورد حقها ) ... روحي قبلي تدلّين الطريق...حجزنا بدرجة رجال الأعمال اجلسي وبلحقك لين يجي وليد..
مسكت البورد بهدوء..
لكن اسمه بالأخير خلّا هدوءها يتبددّ ..وهي ترفع راسها بصدمـة عنيفة..وعيونها تتوسّع : نعم؟....و...ول....مين ؟
ناظرها بابتسامة ..ثم رجع يطالع بالناس البعيدة خارج صالات الانتظار : وليد جاي معي وانا ابوك ما قلت لك !

جملته قالها ببساطة وأريحية ....ما استوعبت...ليش؟؟؟... ووشلون؟؟؟
وفاجئها الموضوع... ما كانت عارفه عنه شي.. وما قدرت تستوعب ..إنه هو بالذات ...دون غيره..بيرافقهم ؟!!
قالت بضحكة سخرية ..ونبرة صوتها تكرر عدم استساغة الموضوع : ...وليد؟....وليييد ما غيره ؟
ضحك وهو يشوفها مو على بعضها ... على غير العادة !
ابو خالد : ايه... مخططين لهالشي من زمان...وش فيك مستغربة ؟
سحر وهي تحك حاجبها ما تدري وش تقول : اا.. مستغربة لأني عارفه أنه مو قد سفراتك...أصلا ليش نط وبيجي معنا ؟ ما أحس يلبق له الموضوع!
ابو خالد : ما نط بكيفه...قلت لك اني مخطط معه لهالشي من فترة ... اللي نط وبيجي معنا هو إنتي الله يهديك !
ضحك مع آخر كلمة يمازحها ...وهي ابتسمت تجاريه ابتسامة مزيّفة ...
ما قدرت تستسيغ الموضوع ... وتتخيّله معهم ... لكنها مع كذا ما قدرت تنتظر وصوله أكثر... تأخّر عليهم وهي ببرود وسخرية رفعت البورد قدام وجهها وهي تقول : أشك إنه ضاع ...أنا داخله اوكي؟...تعبت واقفه ...
ومشت وهي ترفع حزام شنطتها وتعدّلها على كتفها من جديد... وصلت للبوابة وأعطت موظف الخطوط البورد... شقّها وعطاها نصف الورقة اللي تحمل رقم المقعد...
دخلت الأنبوب من غير لا تناظر وراها ...ومشت خطواتها مع الناس الاجانب اللي دخلوا معها ...
وصلت لمدخل الطائرة وابتسمت للمضيفة الروسية ..اللي بادلتها الابتسام... ومن لاحظت إن مقعدها في درجة رجال الأعمال ..زادت حفاوتها وارتفعت درجة الترحيب ...
أخذت الممر الأيسر المعاكس للدرجة السياحية ..والأقرب لكبينة الطيار... ومشت ورا المضيفة الى إن وصلت لمقعد وثييير وواااسع بجانب الناافذة ..
جلست بمقعدها وهي تبتسم للمضيفة اللي واقفه على راسها بكل أدب ..قالت وهي تنزّل شنطتها بالمقعد الواسع الآخر بجنبها : سپاسيبا ..!
مع كلمة الشكر هذي ردّت لها المضيفة التحية وتركتها بعد ما تأكدت إنها مو محتاجه شي ...
ريّحت سحر ظهرها للمقعد الوثيير والواااسع ...وبعفوية ...قامت تلتفت يمين ..وورا... وقدام... بهالمكان اللي ما يحتوي على مقاعد كثيرة ... ما كان مزحوم المكان.... لحد الآن ما تشوف إلا واحد أجنبي جالس بالجهة الاخرى وشكله روسي.. ووراه عائلة أوروبية صغيرة ..رجل وزوجته...وولدهم الصغير اللي ما جاوز الـ 3 سنين ...
وقدامها ببداية الدرجة ... رجال سعودي لحاله.....وهي بمنتصف الدرجة !
ابتسمت يوم استوعبت الهدوء ..تحب السفرات الهادية ... قد جرّبت مرة السفر بالدرجة السياحية وما تحمّلت من صجّة العوائل وبزارينهم !...خصوصا ان كانت الرحلة طويلة مثل هالرحلة !!
طاحت عينها على المقعد الخاالي المقابل لها مباشرة ..وابتسمت لأنه يفترض إنه يكون لأبوها ...تصميم الدرجة مختلف عن الدرجات السياحية ...المقاعد متقابلة ...بمعنى إن كل أربع مقاعد متواجهه على الجانبين... ما فيه مقاعد وسطية بسبب كبر حجم الكراسي...

بعد ما أخذت نظرة عالمكان والناس المعدودة...طلّت مع النافذة يسارها وهي تشوف الشاحنات تحت رايحة جايه بمدرجات المطار... ويوم أنهت نظرتها ...رفعت معصمها تشوف ساعتها... ثلث ساعة تقريبا ورح يكونون بالجوووو !
ابتسمت لنفسها بأسى ...
ما كذبت يوم قالت لخالد اليوم...إنها كرهت عيشتها بالرياض .... وإنها اشتاقت لحياتها القبلية ...
ما تكذب... لأنه فعلا اشتاقت ...صدق اشتاقت..
تبي ذيك الحياة ...
تبي تنسى اللي مرّت فيه...وتبي تتجاوز البعثرة اللي هي فيها..
واللي مو قادره تطلع منها ..
وما تدري إذا بتقدر...لأنها حاليا ..مو قادره..
تعاني أشياء داخليه ...أشياء مو قادره تفرّغها...وهالشي متعبها حيييل..!!

أخذت نفس عميييق يوم حسّت إنها بتدخل بمتاهة من جديد...وبسرعة استدرات بجسمها نص استدارة للحقيبة جنبها...فتحت سحّابها بسرعة وسحبت طرف الكتاب البارز... كتاب التقطته اليوم بعشوائية من مكتبتها قبل تطلع..وممداها حتى تقرى العنوان او تعرف نوعه...
كانت رواية أروت انتظارها هالدقايق ...فتحت أول صفحة وعيونها تستقر على أول الحروف ...








♫ معزوفة حنين ♫ 07-09-11 10:41 AM


داخل صالة الانتظار...
ابو خالد كان واقف عالبوابة مباشرة ويده اليمنى شايله حقيبة أوراقه..واليد الثانية شايله البوردات ...
ما دخل ..لأنه شاف طيف تركي يركض بين الناس..ويدخل صالتهم ويقرب وهو يلهث...لهاث مخلوط بابتسامة اعتذار وهو شايل حقيبة ظهر متوسطة الحجم بيده..
تركي وهو ينزّل شنطته عالأرض من التعب : أدري تأخرت السموحة طويل العمر..
ابو خالد وهو يعطي الموظف البوردين بضحكة : على هونك اذكر الله ... أشوفك تركض بين الناس...بغيت اروح عنك ..
ضحك تركي يجاريه : اول وآآآخر مرررة ..
ابو خالد دخل الأنبوب...وتركي انحنى لحقيبة الظهر..ومشى وهو يرميها على كتف واحد ...

عند مدخل الطائرة كان واقف المضيف والمضيفة ...
الحفاوة من المضيف الروسي زادت لأبو خالد ..وبإشارة مؤدبة من يده أشار للممر الأيسر عشان يتبعه لمقعده عقب ما شاف البورد حقه..
تركي مشى ورا أبو خالد وهو يغمز بشقااوة حلوة للمضيفة الشقرا المملوحة مع ابتسامة روعة يغازلها...
ردّت له المضيفة الابتسامة بحفاوة وهو يتجاوزها ورا ابو خالد مباشرة ... يوم دخل أول خطوة للدرجة الفسيحة نزّل الشنطة من كتفه وظلّ شايلها بيده وحاضنها قدام جسمه... لاحظ انها الدرجة الأفخم وابتسم برضا ...هو الثاني يكره زحمة الدرجات السياحية..وزين جت له هالرحلة عالكيف ،،
لاحظ ان ابو خالد اللي كان قدامه وساابقه بأمتار ..يوقف عند أحد المقاعد الأربعة المتقابلة وهو يبتسم لأحد كان جالس بالمقعد الداخلي عند النافذة...
ظن إنه أحد المسافرين يسلّم عليه لتواجده قريب منهم...واقترب أكثر وهو يبتسم للمضيف اللي فتح له الدرج العلوي عشان أغراضهم المحمولة ...
وصل تركي من غير لا يطيح نظره على اللي جالسه..وهي مدنقه تقرا روايتها بانغماس..
شكر المضيف ..اللي راح ...وتركي رفع حقيبة الظهر بكل قوته لأنها ثقيلة بعض الشي ورماها داخل الدرج...وقال وهو يتنفس بلهاث بسيط وعينه ما نزلت عن الشنطة : ما تبيني أرفع لك شنطتك يا عمي ؟
سمع ابو خالد يقول : ودي تكون جنبي لكن ضروري ارفعها وقت الاقلاع... دام كذا بغثّك اذا استقرينا بالجو تنزّلها لي..
تركي بضحك وهو يثبّت شنطته بترتيب : تامر آمر...!

قبل يدنّق عشان ياخذ شنطة ابو خالد ...
باغته صوتها الناعم والهااادي ..
- أخيراً شرّفت !

الصوت خلّاه غريزيا يترك شنطته ..وينزّل مستوى بصره للي قابعه بكل اريحية عالمقعد وكتاب بين يدينها...ونظراتها الهاااادية البريئة عليه...
عيونه وقفت عن الرمش... وأنفاسه اللاهثة عقب الركض قبل شوي ..سكنت ...ويديه تمّت معلّقه فوق بالدرج ما نزّلها ...
كان واقف على وضعيته بجمووود....جموووود خيّم عليه ،، وعلى نظراااته المسلّطه عليها مباشرة ..!
الابتسامة اللي كانت مرسومة عليه... تقلّصت بالتدريج... لين اختفت...
موقف عجيب...لأن اثنينهم كان جامد...ويطالع الثاني بعيونه !

سحر ماسكه الكتاب...وعيونها بعيونه مباشرة ووضعها أهدى وطبيعي أكثر منه !
وهو يناظرها بنفس الطريقة الجامدة ويديه ما تركت الدرج العلوي...

هي مو مبيّن عليها أي صدمة لأنها استقبلت الخبر من بدري قبل شوي..واستعدت لوجوده..رغم إن السالفة مو معجبتها !
لكن هو... الصدمة والمفاجأة الغير متوقّعة...كانت واضحة عليه !..واضحة مرة !
ما تخيّل إنها بتلحقه...لين هنا ! ..
ما تخيّل ،!

سحر يوم شافت إن الكلام قاعد يخونه : سوري ..إذا كنت بغثّك حتى بسفرتك الحلوة هذي !
امتص صدمته ...وضحك لتلميحها هذا..وقدام أبوها ...ضحكة يبدد فيها شعورها ناحيته : هههه طويلة العمر هنا !
ابتسمت بسخرية وهي تدنّق لكتابها ...وأنهت ترحيبها البارد فيه...
ابو خالد وهو ياخذ المقعد جنب النافذة والمقابل لبنته مباشرة ...يوم شاف مزاج بنته الغير ودود مع وليد بعض الشي : شفيك سحر وش هالكلام ؟
ما ردّت وهي تقرا...
تركي وهو يدنّق بجسمه عشان ياخذ حقيبة ابو خالد : أي غثا الله يهديك... (التفت لأبو خالد...وقرر يلعبها بطريقة ثانية ) ..عمي الواضح ان الآنسة متضايقة من شي...ما تبيني أجي انا حاضر أنزل من الطيارة الحين ...
ابو خالد وهو يربّت على المقعد اللي جنبه بسرعة : اقعد يا رجااال واتركك منها.. سحر ما تقصد هي بس ما كانت تدري انك بترافقني ..
صك الدرج بدفعه من يدّه... وجلس جنب أبو خالد وعينه تطيح على سحر اللي تبعد عنهم حوالي المتر والنصف..من فساحة الممر بينهم كانوا يقدرون يتحرّكون بأريحية ..
قال بابتسامة عذبة : طويلة العمر ؟
رفعت راسها عن الكتاب ..بنظرات ناعسة وصامتة ناحيته..
قال يوم شاف تجاوبها معه : مرة ثانية أنا آسف على أي انطباع غلط معطيك اياه عني !

التفت أبو خالد لتركي باهتمام : صاير شي ؟
تركي بابتسامة وهو يلتفت لأبو خالد يمينه : ..ما صاير الا كل خير... الانسة الصغيرة ما اعرف أحس إني مو مريّحها ومزعّلها بشي مع انها تدري ان رضاها من رضاك يا عمي !
التفت ابو خالد لـ سحر اللي رجعت لكتابها وكأن الكلام مو معني فيها : سحر بابا صاير مع وليد شي ؟
سحر وهي تقلب الصفحة بلا اهتمام : لا ..!
رجع لـ تركي : وليد ليش هالحكي ؟
تركي بابتسامة مريحة : مو صاير شي...بس طويلة العمر مو مرتاحه معي هذا اللي احسه...
ابتسم ابو خالد ..واقترب من تركي وهمس له ..بينما سحر لمحت همسهم ..بس حاولت ما تعطيهم اهتمام..

ابو خالد يداريه..عقب ما شرح له بسرعة : هي بس هالأيام تعبانه شوي..وان تصرفت بغير طبعها اعذرها ..
تركي : ولا يهمّك... هي مثل اختي الصغيرة مارح أخذ بخاطري منها ...

بهاللحظة سكّرت الكتاب ودسته بجيب شنطة اليد..يوم سمعت نداء الطيار استعداد للإقلاع...ومحركات الطيارة ارتفع صوتها وهي تبدا تتحرك عشان تاخذ وضعها على المدرّج...
كانت المضيفة اللي غازلها تركي سابقا..تدور على المسافرين القليلين بهالدرجة..عشان تتأكد من ربطهم لحزام الأمان...
وصلت لهم وهي تبتسم ..وحطت يدها على راس مقعد تركي وهي تنحني قريب منه لأنه ما بعد ربط الحزام ... رفع راسه لوجهها القريب الحلو وابتسم بنفس العذوبة الأولى وسوّى نفسه مو فاهم وش تبي !
انحنت المضيفة زود وهي تسحب طرف الحزام من جنبه... عشان يستوعب ..
سحر اللي كانت تتابع الموقف ..اكتفت بابتسامة ساخرة ممزوجة بنعومة ..على هباااالته !!
ابو خالد ضحك وعلّق : واضح إنك فاهم هي وش تبي الله يهديك..بس تتجيهل !
ضحك تركي بالمقابل يوم صاده بنواياه : ههههه كشفتني يا عمي !
ابو خالد : استعجل خل الحرمة تاخذ مكانها..
تركي : ههههههه صدتني ..!

مسك طرف الحزام من يدها...وهو يغمز نفس الغمزة الشقية للمضيفة اللي ابتسمت للمرة الثانية من هالجرأة والشخصية..
تركته ومشت لكبينتها ...وسحر تراقب وليد اللي كان مدنّق عشان يسكّر قفل الحزام على خصره عقب ما شافت موقفه الغبي ..وغمزته وتميلحه للمضيفة الشقرا ... وااااضح ما شااااف خيييير !
رفع تركي راسه عقب ما ضبّط الحزام...وطاحت عينه على سحر اللي تناظره بهدووء... ومن التقت نظراته بنظراتها ..بكل هدووء حوّلت عيونها للنافذة يسارها ..!
ابتسم تركي لنفسه... واضح إن وضعها أهدى بكثير من آخر موقف صار له معها ...!

اتخذت الطيارة وضعية الاقلاع وزادت سرعتها بالتدريج... وسحر غمّضت عيونها وهي تتمتم بين شفاتها دعاء السفر والمعوذات ...
ثواني وحسّت نفسها تنفصل عن الأرض... وتتأرجح بالجو ... صاعده لفووووق وراجعه لـ موسكوووو ..المكان اللي احتواها بمرحلة من مراحل حياتها... المدينة اللي ما كانت تتمنى ترجع لها ..اللي عاشت فيها ثلاث سنين مضت ...لكنها الحين قررت ترجع لها وتبدا مع نفسها من جديد...
دقايق واستقرّوا بالجو... ورن جرس الحزام وانطفت لمبته ...
فكّت سحر الحزام وهي مو عارفه تاخذه راحتها ووليد قدامها ... يمكن لأنها للحين مو متقبّله انه بيرافقهم .. رغم انه جالس قبالها وبينهم مسافة معقولة ..
فكّرت يمكن خلال الساعات الجاية تتقبّل وجوده ..وتقتنع...مع انها تمنّت بهالسفرة راحة بال كاااملة وبُعد عن التشويش والأفكار اللي مالها معنى ...

قام تركي واقف بشكل مفاجئ... وهي رفعت عينها مع حركته باستغراب !..
تركي وهو يطلّع شنطة الظهر من الدرج العلوي : بغيّر مكاني يا عمي !
ابو خالد : ليش ؟ منت مرتاح ؟
تركي بابتسامة حلوة ..التفت لـ سحر ..ثم رجع لأبو خالد : مو مشكلتي... الانسة الصغيرة اكيد تبي تاخذ راحتها ووجودي معكم ماله داعي..
ابو خالد بابتسامة : بلا كلام فاضي اجلس ابي اسولف معك !
تركي بضحكة : اذا بغيتني نادني ...
ابو خالد : على راحتك..

راح وهو شايل حقيبته على ظهره للجهة الثانية من المقاعد.. ناحية الرجال الروسي اللي كان جالس لحاله ويقرا بكتاب جنب النافذة بالجانب الأيمن..بينما هم كانوا بالجانب الأيسر...
سحر قامت تتابعه بعيونها وهو يمشي لهناك ... ما تنكر إنه جت منه... وحمدت ربها على الاسترخاء اللي بتحظى به هالساعات..لأن ما فيها حيل على تبادل النظرات الغير طبيعية معاه ..

تركي سلّم على الرجال اللي رفع راسه عن كتابه.. وابتسم ..
تركي وهو يأشّر عالكرسي بإصبعه : may I ? … (أتسمح لي؟)
رحّب الرجال فيه .. ثم حط تركي حقيبته على الكرسي اللي عالطرف.. وجلس هو جنب النافذة قبال الرجال...
غيّر مكانه..وتعذّر بسحر... بينما الحقيقة إنه مو قادر يجلس هناك ويتحمّل نظراتها الغريبة فيه... يبي يبتعد عنها هاللحظات ..لأنه لحدّ الآن مو مستوعب وجودها ...
مفاجئة من العيار الثقيل.. !!

تركي تنهّد وهو يريّح ظهره .. وقرر يتناسى هالمفاجأة ..
وابتسم للرجال اللي رفع عينه عن كتابه مرة ثانية وابتسم ...
تركي بيفتح نقاش : r u russian? (هل أنت روسي؟)
الرجال : yes I am .. (أجل )
ابتسم تركي يوم لمح لهجته الانجليزية المكسرة المأثرة عليها لهجته الروسية : .. going back home? (عائد لموطنك؟)
ضحك الروسي الأشقر : .. yaa after loooong business trip ! (أجل بعد رحلة عمل طووويييلة )
ضحك تركي معه يوم شاف من وجهه أنه ملهووف للرجعة وشكل رحلته كانت جد متعبة ..
ثم التفت لحقيبة الظهر اللي محد عارف وش حاشر فيها ... وسحب كتاب .. عنوانه مكتوب باللغة الانجليزية ولغة ثانية غريبة ..
ابتسم الرجال يوم قرأ العنوان على الغلاف ..
وقال : u wanna learn russian? (تريد أن تتعلّم الروسية؟)
تركي وهو يميل براسه على عنوان الغلاف..ثم ضحك : yaa sort of ! (أجل نوعا ما )

اكتفى الرجال بابتسامة...
بينما تركي كمّل : لقد سمعت ان الناس ببلدك لا يستخدمون الانجليزية بكثرة ..لهذا السبب !
ابتسم الرجال اللي يبدو إنه مـرح : لا تقلق ..هناك العديد من الناس يتحدثون الانجليزية..لذا لن تكون ضائعا هههه
تركي بضحكة مرحة : ربما تستطيع أن تعلّمني الآن ..ههههه
الروسي البشوش وهو يسكّر كتابه : بالطبع هذا من دواعي سروري
تم يسولف معه وياخذ ويعطي...وشكل الرجال متقبّله وحاب سوالفه...

بالجهة الثانية ..
سكّرت سحر كتابها عقب ما خلصت الفصل الثالث...وقررت تريّح شوي...رفعت عينها لأبوها اللي انشغل بشغله..قدامه اللابتوب على طاولة متوفّرة خصيصا لرجال الأعمال بهالدرجة ...وبيده كم ورقة ، والواضح انه مو فاضي يسولف...
تنهّدت وهي تميل للنافذة ..منظر السحاب بالأسفل ..منظر يسلب القلب...وكأنها جبال من قطن تحلّق بالجو ..ومع هالصباح المغيّم جمال المنظر اكتمل !
رفعت جوالها وحاولت تلتقط صورة... ويوم انتهت ..التفتت عفويا للجهة الأخرى من الدرجة..وين ما كان الرجال الروسي يتكلّم ، ووليد يسمع له.... ما كانت قادره تسمع وش يقولون بس الواضح ان الروسي مرتاح مع وليد... عقدت حواجبها باهتمام ..!!... تبي تعرف بس ، وشلون جالس يفهم له !!.... ولّا بس قاعد يهزّ راسه بهبالة وهو ما يدري وش اللي ينقال !!

ما تحمّلت...وقالت بهدوء لأبوها اللي كان مركّز بشغله : بابا !
رد من غير لا يرفع نظره عن الورقة : عيونه ..!
سحر بشويش وعيونها ما فارقت وليد : شوف وليد !... جالس يتكلّم مع هذاك الأجنبي !
ابو خالد وهو مـو مركّز معها : ..وش فيها خليه يتكلم ..
سحر باستنكاااار : ما أحسّ يفهم عليييه !
رفع أبوها راسه والتفت لـ وليد... شافه متجاوب ويهز راسه مع الروسي اللي كان هو الطرف المتحدث... ثم رجع لـ بنته بهدوء : وليش شايله همه إنتي ؟!
سحر بعفويـة بريئة : أحسه متوووهق ما تشوفه الأجنبي يبربر عليه وهو يهزّ راسه بهبااااالة !
ضحك لتعليقها العفوي ...ثم رجع يناظر وليد اللي لا زال يستمع للروسي وهو ساكت ...
ثم رجع لبنته : وليد شاطر ويدبّر أموره... لا تشيلين همّه ..

أنكرت بضحكة قصيرة سااخـرة : مو شايله همّه !!...بكيييييفه !!
ابو خالد بابتسامة : وليد صحيح فقير بس عرف شلون يعلّم نفسه بنفسه ..فلا تستغربين..مفاجئاته صايرة تذهلني وترفع من أسهمه عندي !
سحر وهي تسند زاوية جبينها على اصابعها بملل : بقولك شي أول مرة أقوله..!... أنا مو كارهته...بس دايم يحسسني بشعور غريب لما أشوفه... غير عن أي أحد ثاني ...
ابتسم أبوها وعيونه تمتلي اهتمام : مضايقك هو بشي !؟
ابتسمت بسخرية على نفسها...مـو عليه...وهي تعترف بهدووء : لا... دايم محترم معي... بطريقة زايدة عن حدودها ، بس ما اعرف ليش أحس كذا .... إنت مو مثلي بابا ؟؟
ابو خالد وهو يحط الورقة على كيبورد اللاب : طبيعي يكون محترم لأن هذي هي أخلاقه... وتوه يقول انك بمثابة اخته الصغيرة ورضاك من رضاي... لا تتحسسين من كل شي...
سحر كررت : طيب انت مو مثلي؟
ابو خالد : مثلك بإيش؟
سحر بملل : بأنه انسان غريب !
وهو يعقد حواجبه مو فاهم : غريب بوشو؟؟
سحر وهي تحاول تشررح ولا عرفت : اذا هو ما يعطيك شعور غريب...مارح تفهم اللي أقصده !

ابو خالد بحنية : والله يا ماما ما اقدر اقولك عن شي ما أحسه..قلت لك حبيبتي ، وليد الحين مثل اخوك وبمثابة ولدي ، من اليوم وطالع رح يكون مستقبله مختلف ..
سحر بعقدة بين حواجبها : شلون يعني مثل اخوي؟؟؟؟
ضحك يوم شاف ان الكلام مووو عاجبها : ههههههه يعني ولدي الثاني ..
سحر : صاير تحبه بابا وتموت فيه !
ابو خالد بضحك : وش اسوي ..اخوك هذا نجح باختباراته بشهادة امتياز وشفت اني لازم استغل قدراته ومنها استفيد ويستفيد..
سحر وهي مو باااالعه الكلام كله : أمما بتستفيد منه ما ظنيت !...أتوقع الطريق قدامه طويل ولو اني للحين مو عارفه ليش هو اللي يرافقك دون غيره..... العادة اللي يطلع معك بسفرياتك هو مح..........
بلعت الأسم ..ومنعت ظهور الباقي....وهي ترتد للنافذة بوضعية ضيييق وكتمة ...!
ابو خالد كمّل عنها وهو ينزّل عينه للشاشة من غير لا يلاحظ تغيّر وجهها : صحيح ...محمد كان يطلع معي ذيك الفترات عشان ياخذ خبرة ..والحين بما ان سفرتي بتطول مقدر اترك الحبل على الغارب والشركة من دون والي... فجلس ياخذ مكاني ويداري الشغل والمصالح...وجا دور وليد هالمرة عشان ياخذ خبرة ..
أنتهى الحوار وهي تهز راسها تجاري كلامه ....ومع آخر كلمة نزل راسه للأوراق من جديد.. وبدا يطقطق عاللاب يكمّل ...

وسحر رجعت للنافذة وكلمة .. "وليد أخوك" ... ترررن براسها ...
ابوها يمزح أكيد... قال اخوي قاااااال !!

رجعت تناظر وليد وهو يشارك بكلمة وكلمتين... بس لحظة.... معقولة تكون غلطانة بحكمها عليه؟؟
وانه ما يكرهها مثل ما يصوّر لها خيالها... معقولة تكون توضيح وجهة نظره طالعه من قلبه ؟؟؟

الروسي انتبه لنظراتها وهو يتكلم...اللي كانت موجّهه ناحيتهم بشروود... وناحية تركي بالذات...
ابتسم الروسي وهو يرجع لتركي اللي كان حاط رجل على رجل ..وغاايص بحضوره القوي ..ومسترخي وما يدري بشي... وأشار له براسه للبنت اللي تناظرهم...
الروسي بابتسامة وسيمة .. وهمس : تلك السيدة الصغيرة تنظرُ إليك !
تركي اللي كان رامي راسه بزاوية الكرسي باسترخاء.. واصابعه شابكهم فوق بطنه..ورجل فوق رجل ..بعفوية الدنيا وكاستجابة طبيعية...التفت بهدوء مع كلامه من غير لا تجيه أي فكرة .... وطاحت عينه على سحر اللي كانت شااردة فعلا ومو عارفه انهم صادوها....
انتبهت أخيرا انهم لاحظوها...وان وليد بالذات شافها ... ولأنه الفترة الأخيرة صادها كثير وهي تسترق النظر له.. حبّت تلطّف الجو وتكحّل سواياها... خصوصا بعد كلام ابوها قبل شوي ..وتخيلاتها اللي قامت تتعبها... ما قدرت تصد بسرعة خافت يفهمها غلط وانها تسترق النظرات لإعجاب او شي من هالقبيل...فقررت تخلي الأمور طبيعية ... واتخذت ردة فعل بنظرها أحسن من الهروب ...
فـ ابتسمت بعذوبة ابتسامة صغيرة غيّرت ملامحها العامة ... ثم صدّت للنافذة من غير أي توتر...

تركي اللي كان مسترخي فهّى للحظة من ردة الفعل ذيك... وذيك الحركة اللي ما تعوّدها منها !
ابتسامة !.... اول مرة تبتسم بوجهه بهالعفوية !!
ضحك الروسي : واو ، تبدو لطيفة جدا
سكت تركي .. وهو عاقد حواجبه وهالمرة هو اللي قام يتفحّصها من بعيد... ما لقى أي شي غريب فيها ،

ضحك الروسي زود من تحديقه فيها...وبما إن تركي حكى له إنه يشتغل لذاك الرجال..وسايق لبنته اللي نفسه أطلق عليها قبل لحظة ( السيدة الصغيرة )
فقال : ربما تحتاج لشئ منك

ابتسم تركي وهو ينزل رجله المرفوعة للأرض... وقام واقف بثقـة طبيعية وهو يسحب بلوزته للأسفل.... بيشووووف ألحين وش وراها مارح يخلّيها... !!... كل يوم طالعه له بردة فعل !!... بيعرف يتصرف معها الحين ..مارح يسمح له تتلاعب بأعصابه !!!

قال بأدب للروسي الأشقر : excuse me ! .. اعذرني !

ومشى للجهة الثانية واللي ما تبعد عنهم غير خطوات ... وصل لمقاعدهم ...واتخذ مكانه الأول جنب أبو خالد
وهو يقول : تسمح لي يا عمي !
ابو خالد وهو يرفع راسه بابتسامة : حياك !

سحر اللي كانت سارحة بالمنظر الخارجي والكوني ....التفتت من وصلها صوته ....قامت تناظره باستغراب من عودته ...
تحرّك بكرسيّه وهو يرد ذيك الابتسامة..بابتسامة أحلى وأجمـل خاصّة لها.. أربكتها ! ،
عرفت إن ابتسامتها البريئة ذييك هي اللي جابته.... وتوتّرت لأنه تعامل معها بهالطريقة !
قالت بعفويـة بريئة تمحي أفكاره ان كان عنده ذيك الأفكار : وش جابك !؟
تركي وابتسامته تزيد يوم فهمها : جيت اشوف كان محتاجه شي ؟...
سحر بتوتر : ما طلبتك ومو محتاجه شي...
تركي وهو مستمر على ابتسامته اللي يعرف تأثيرها : على راحتك بس كأني تخيّلت انك محتاجه شي..؟
سحر باقتضااب ما تدري ليش توتّرت ..وأسلوبه البرئ هذا رافقه شعور مجهول ..بالخطر !!.. حسّت ان فيه شخصية ثانية غير الوداعة اللي تشوفها...وكرهت هالتخيّل اللي ماله أساس !!
قالت : لا...

ابو خالد رفع راسه وهو يقفل اللاب : لا تشغل بالك يا ولدي..أشوفك تشيل همّها كثير... دامنا بالطيارة مارح تحتاج لشي..انت ريّح واجلس قدامنا 4 ساعات للوصول ..
تركي : أكيد...بس مو قادر انسى اني أولا وأخيرا بخدمة الانسة الصغيرة ..
ضحك ابو خالد : انسى هالشي الحين.. ترانا مو بالرياض ..وبسّك حمااس زايد...

أرضى غروره شعورها الواضح بالتوتر.. والصمت اللي تلبّسها... عرف ان حركته جابت مفعولها وصدمتها ..
ما رح يخلّيها تظن إنه هدف سهل...وكل حركة غريبة منها رح يقلبها عليها !!
ما ترك المكان على طول .... جلس يسولف مع ابو خالد اللي ترك الشغل هالساعة ... وسحر اشغلت نفسها بإكمال الرواية...التسلية الوحيدة المتوفرة ....
:
/




♫ معزوفة حنين ♫ 07-09-11 10:41 AM

:


كانت الساعة حوالي الـ 9 صباحاً..في بيت أبو محمد...وتحديدا بـ غرفة عمر الخارجية ،،
داخل الغرفة المضاءة بنور الشمس الخفيف من خلال نافذتها المكشوفة .. الهدوووء يعم المكااان ..لحظات سلام مسيطر على جو الغرفة الصامت...
كانت أنفاس شادن مستقرّة قبل ما تبدى تتوقظ وتتحرّك بشكل خفيف ... وهي تحس إن يدها الممدودة جنبها ماسكها شي مجهول بقوّة ...
فتحت عيونها اللي طاحت عالكومدينا جنبها لأنها مايله شوي على جنبها الأيمن... انعقدت حواجبها يوم استنكرت شكل الكومدينا ولونها... فيه لحظات كانت مفقودة من ذاكرتها ..لحظات من أمس !!
اللحظة اللي استردّت فيها وعيها الكامل وضح على وجهها لأن ملامحها انشدّت يوم تذكرت لمحااات سريعة من اللي صار أمس... كابوسها.. صحوتها..رعبها..بكيها...نزولها ...ووصولها أخيرا لـ عمر !!...
وصولها لـ حضنــه !!!
بآخـر المشهد،!
شي قام يلوي ببطنها يوم تذكّرت كل هالتفاصيل اللي كانت خاااارج سيطرتها !!..خارج كنترولها !!
وش صاااااار عقبها !!!!؟؟؟؟؟؟؟؟؟..وشلون وصلت هنا ؟؟؟؟

هالسؤال خلاها ...تستشعر اللي ماسك يدها بكل قوة وهي تحاول تحرّك أصابعها ..!! ما قدرت !!
نزلت بمستوى نظرها وهي راقده لـ يدها عشان تشوف الشي اللي قابض عليها ... وطاحت عينها عليه بمنظر سلب لبّها بكل مافيه !!...
كذا ؟؟..
كذا كان طول الليل ؟؟؟؟

أصابعها كانت مشبوكة بيده..أو بالأحرى هو اللي كان شابك أصابعه بأصابعها ..بكل قوة !!
تذكّرت الحين إنه بالأمس مسك يدها يوم جت لعنده..ودخّلها معه !!.. معقولة ما فكّها ؟..ما فكّها للحين!!
كان نايم بوضعية نادرة ...جالس عالأرض جنب السرير بالضبط وهو ممدد ذراع وحدة عالسرير وهو ماسك يدها... وراسه مرتخي على ذراعه ونااايم!!!
ما صدقت وهي تشوفه نايم كذا !!...وشلون قادر ؟!!!
الشي اللي كل يلوي في بطنها زاااد عليها وهي تحس بالأحاسيس ناحيته تتفاقم وتزيد... أحاسيس تزيد عمق !!
ما تحرّكت من وضعها ...وعينها ما تزحزحت من وجهه اللي كان ناحيتها وهو نايم... سرقها من روحها بذيك الملامح... نايم ببراااءة...ملامح وجهه البريئة والمستسلمة بكل هدووء ..ورموشه المسدولة بكل ملائكية على خده!
دقات قلبها زااادت وهي مو عارفه وش صار عقب ما غفت من غير شعور على سريره من التعب..والانهاك والرعب!!
تذكرت الكابوس اللي كان فيه عمر مختلف..مختلف بكل شي...مختلف بشكله..وبصوته...وبطبعه وتصرفاته!!
كان وحـش بمنامها.. كان شي غيير ..كان شيطان !!
نفضت راسها من صورته المرعبة ذيك ، وهي تردّ بنظرها لوجهه الغااافي فوق ذراعه...وانتقلت بنظرها لأصابعه اللي كان شابكها بأصابعها بكل قـوووة وتسلّـط...
هالقوة جايّه منه مو منها... بطريقة غريبة خلّتها تبتسم بشبه دمعة تتبلور بوسط عينها !!
ما همّها تفكر وش صار عقب ما غفت !...ما همّها ولا شغل بالها..!!..اللي هامّها انه قاعد بهالقرب!!..وفوق هذا متشبّث فيها !!
تحرّكت بخفة وهي عاضه على شفتها السفلية..وهي تستخدم يدها اليسرى اللي كانت حرّة عشان تجلس على حيلها من غير لا تحرّك اليمنى اللي بقبضته ،
طاح شعرها المفلول على اكتافها بنعومة يوم جلست وهي تتأمل راسه وشعره الأسود المعتفس بعشوائية مع النوم...
ليش تحس إن هاللحظات بالذات...ترجّعها 12 سنة ورا .. كانت وهي تتأمله تشوفه عمر ولد الـ 10 سنين..
هالـة من السلام والسكينة تحيط فيه...
نست عمرها وهي تتأمل عيونه المسدولة بعمق ...وما درت ان عمر هاللحظة كان غاافي فقط ومو مستغرق...لأنه حس بالحركة القريبة منه...
ثقلت أنفاسه دليل استيقاظه وهو يفرك خده بذراعه الممدودة..ثم رفع راسه بشوييش عن ذراعه وهو مكشّر شوي ..وطاحت عيونه النعساااانة بعيونها اللي تبرق عشانه وله ،،
ثم ارتفعت يده الحرة لشعره المعتفس وهو يحاول يجمع الصورة اللي قدامه...الانسانة الفاتنة والملائكية اللي قدامه !!
بادرت بالكلام وقلبها يدق طبوله ..الوضع مهما كان فوق الطبيعي بالنسبة لها !!
وقالت بخفووت وبحة الصحوة : ص صباح الخير !
يده اللي كانت تحك راسه..نزلت ورا رقبته واستقرت هناك وراسه مدنّق..وهو يقول ببحّة أكبر ونبرة استجوابيـة كسوووولـة وبطيييئة : ...عارفه وش سويتي فيني؟
كانت نبرته هااااديه وهو مدنّق يستجمع تركيزه المفقود... وهي مو عارفه وش تسببت عليه طول الليل ؟!!
قالت ببحّة مقابلة : آسفة... ك كان شي فوق احتمالي ،،
رفع راسه أخيرا عقب ما ردّ لوضعه الطبيعي...وبعفوية ..طاحت عينه على السرير وتحديداً على أصابعه القوية المشبوكة بتسلّط بين أصابعها الرقيقة والناعمة ..استوعب تشبّثه فيها !! ، وبسرعة جذب يده بقوة ونزّلها وهي ساااكتة تراقب هالحركة اللي فزّت لها..
تم عمر يرمش وهو يرمي نظره بعيد عنها .. وهي تطارد نظراته اللي تهرب منها...
كانوا على نفس الوضع...هي على السرير واللحاف يغطيها لما فخذها وهو جالس عالأرض قريب..
عمر بتوتر وهو يحس بنظراتها : انتي كنتي بوعيك البارح؟؟
فزّت من سؤاله..وهي تسلط كل اهتمامها على سؤاله..وبربكة : و..وش سويت البارح؟؟
التفت عليها بشوية ..سخرية ..وما يدري ليش حسّ إنها تتلاعب فيه بهالسؤال : تسأليني وش سويتي ؟؟؟؟
شادن وهي متذكّره بعض اللمحات الخاطفة اللي أربكتها.....أنكـرت : مو متذكره !!
ضاقت عيونه وهو يناظر عيونها مباشرة : مو متذكره اجل ؟؟
اهتزت شفتها السفلية بارتباك لأن موقف امس محد يسويه الا ان كان فاقد وعيه الكامل..وهي كانت شبه فاقده سيطرتها على نفسها...
لاحظ حركتها المتوترة...وبهدوووء نبرته يبي يعرف اللي خلّاها تسوي كذا ..واللي خلاها تخوّفه عليها بذاك الشكل وبذيك الصورة : وش صاير لك أمس؟؟؟؟
وهي ترفع يدها لرقبتها : م مو صاير شي !
عمر بعتاااب غلب نبرته : انتي عارفه وش سويتي فيني أمس ؟؟
شادن بتوتر وهي تسحب خصلة من شعرها ورا اذنها .. سكتت..
قال وهو يتأملها بوضعها المغري والعفوي قدامه : وش صاير لك أمس جاوبيني !؟
تغيّرت ملامحها وتقلّصت..ما تدري تقوله عن الحلم..عن الكابوس..!!
قال وهو يشوفها تهرب من الجواب : ما ودي أصدق انها تمثيلية !
رفعت وجهها بعنف وصدمة من كلامه...
وابتسم لا إراديا ابتسامة ناعمة وبسيطة : مـو تمثيلية لأني أعرفك زين...فيه شي صاير لك وما تبين تقولين!!
سكتت ...ما ودّها تقوله عن الحلم...تخاف يتحقق وما تبي تصدّق إنه ممكن يتحقق ويتحوّل عمر لـ ذاك الوحش والشيطان ،،المرعب !!
نزلت راسها للحاف اللي بـ حضنها ومع هالحركة طاح شعرها على وجهها ..وهو يراقب ملامحها العذبة اللي لعبت بحسبته من امس البارح !!..
قال برقـة غلبت صوته الهادي : شـادن !
رفعت راسها وهي ساكتة باختنااااق...والتقت عينها بعيونه الحادّة المسلّطه على وجهها..
قام من الارض وهي تتابع وجهه اللي ارتفع بنظرات متوتّره...
اقترب خطوة وجلس مرة ثانية لكن هالمرة على طرف السرير وقريب منها حيل..
وقال وهو يعرف حدود سطوته عليها : بتحكين ولا شلون ؟؟
قالت وهي تصدّ بعيد ، مررتبكة من قربه الشديد : ..ما أبغى احكي..مو شي مهم !
عمر بنظرات ضيّقه : بالله؟... هالجنون اللي سويتيه أمس..ومو شي مهم؟!
استجمعت شجااااعتها المعهودة عن نفسها وقالت بكل وضووح راميه بكل الأرتباك عرض الحااائط : بغييييييت أشوووووفك......فيها شي ؟!!

فيها شي؟؟؟!!
فيها شي؟!!..
عمر رفع حاجب واحد ونزّل الثاني وهو منبهت من هالجوااب المجرّد...
هالجواب الصريح !
شادن وهي تتجرّد بكلامها ومعانيه : اعتبرها تمثيلييية ..بغيت اشوف خوفك علي.. بغيت اشوف اذا كنت جاد يوم قلت لي أمـس "إنسي اني عايش" !!!!
تذكّر عصبيته البارح...وغضبه ..وانفجاره بوجهها..
واطلاقه لذيـك الكلمة ..اللي تجرحه وتعذّبه قبل تعذّبها !!
ذيك الكلمة اللي يتعب حيل لا فكّر فيها !..وإنه قالها !!

كان جوابه الصمت...، وأبعد عينه عن وجهها يناظر الفراااغ ..
قالت وحشرجة صغيرة بدت تلعب بصدرها : بغيت ألعب بأعصابك ..مثل ما صرت تحب تلعب فيني !!!
طلعت منها عفويا نتيجة لكل اللي سواه من ايذاء نفسي...وهالكلام خلّاه يرتد بوجهه لها مرة ثانية وعيونه تضيق وتضيييق !
قال بنبرة تحذيرية لأن كلمتها ما عجبته بتااااتا : أنا ما ألعب !!!
شادن بنبرة خاافتة تحاول تسيطر على أعصابها المتوترة : لا والله أجل طباعك الغريبة معي ..وش أقدر أسميها؟؟
عمر وعيونه تضيق أكثر وتزداد حدّتها : قلت لك أنا ما ألعب ولا أحب اللعب ...معك خصوصاً !!

"معك خصوصا".. قالها بنبرة مختلفة وهو يصد من جديد... بعيد عن ملامحها ..
مشاعرها قامت تلويها أكثر وهي تلمس ذيك النبرة ...
قالت من غير شعور بحييرة : ...م ما فهمتك !
قال وهو يزفر نفس عميييق : مو لازم تفهمين..!
شادن بنبرة مهزوزة : كلامك متناقض يا عمر...صايره لعبة بيدينك ماعرف راسي من ساسي وتقول ما تحب تلعب !!!؟
كان يدق باصبعه السبابة على فمه وهو يناظر بعيد عنها... ثم التفت لها وهو ينزل يده من قالت هالكلمة اللي نرفزته شوي ،، ...ليش؟؟... لأنه مو قادر يقولها عن سبب كل اللي يسويه فيها..
مو قادر ..يعلّمها عن المبرر... ويطرح لها الأسباب... ما يظن رح تفهمه وتعذره !!
قال وعيونه ترتدّ وتستقرّ بعيونها مباشرة : تعرفيني زين... آخر واحد أحب اللعب هو أنا... وأكثر شي آخذه فـ حياتي بجديّــة هو إنتي .. تعرفين هالشي زين!

ثم قام واقف يبتعد عن هالجاذبية لا تزيد.. عقب ما أنهى هالكلمة لعلّها ترضيها...وتفهم شي منها ولو بسيـط ،،
لكن شادن رغم وضوح كلمته ومعنى الأهميـة لكن عمر بحدّ ذاته يجسّد معنى التناقض... تصرفاته عكس كل كلامه !!
قالت برجفة خفيفة : ك كلامك م متناقض !!
وقف في نص الغرفة والتفت عليها وهي جالسه بذيك البراءة والعفوية..وعيونها الملتمعة بشكل طبيعي تراقبه ..
قال بسخرية : متناقض؟؟؟
قالت بربكة : ايه... مو ملاحظ تصرفاتك الغريبة معي... وكأني غريبة عنك.. مو كأني أقرب وحدة لك من 21 سنة !!
قال ببرود وهو يتكتفت ويصدّ للفراغ : تصرفاتي لها سبب لازم تستوعبين هالشي..
ابتسمت بسخرية وحُرقـة : وش هالأسباب اللي مو قادر تقولها؟؟؟
عمر اختصــرها : أشياء خاصة فيني ..!

استمرت على ابتسامة السخرية الصغيرة ...وسكتت... والتزمت الصمت وكل اللي قاعد يدور في مخّها...هي نهـى واسم نهــى !!!
لاحظ سكوتها اللي استمر نص دقيقة ..وان الغرفة فجأة غلّفها السكوت وهو ينتظر نقاشها اللي بدى يحمى..لكنها هجدت من قال "أشياء خاصة فيني "..
التفت عليها بهدوء وهو واقف بنص الغرفة... لقاها مدنّقه وهي تلعب باللحاف حول اصبعها.. والواضح ان فيه فكرة وشرود خذوها ...
اقترب وهو يبي ينهي هالوضع الغير محتمل...ما يدري لمتى بيمثّل اللامبالاة قدامها ..
قال وهو يوقف جنب السرير مباشرة : ممكن ننهي هالنقاش الحين ..؟
رفعت راسها له ..وهي ساكتة
كمّل وهو يناظر بـ عيونها الحيرانه : يكفي اللي سويتيه فيني للحين.. وجودك عندي الحين أكبر غلط !
استفزّتها ذيييك الكلمة لأكبر حـــد...
واحتدّ صوتها شوي : غلط ؟؟ ...أنا ما سويت شي عشان تحسسني اني مسويه جريمه !!!
قال بهدووء عكس توتّرها وحدّتها : انتي ما تدرين وش سويتي فيني طول الليل !.. وش اللي مريت فيه بسببك !!
سكتت وهي مو مقدّره حجم الحرب اللي خاضها مع نفسه وهي عنده نايمه ومو حاسه فيه،،

وهمـس عمر بخفووت يكمّل : مدري شلون مرّت هالليلة على خير ،،!
ردّت بنفس الخفووت : ما عاد يهمّني اللي بيصير..!!

همس بحـدّة وعيووونه تضييق : ما يهمّك اللي بيصير؟؟
رفعت عيونها وأربكتها ذيييك النظرة بعيونه.. كانت نظرته جاااادّة...جادّة مرة ،!
حافظت على كلمتها رغم ربكتها : ايه ما يهمني ... مو بنتزوج بكل الحالات وقريب !!؟

ما تدري وش اللي تغيّر بوجهه .. وما اهتمّت ،،
وقررت تضرب على هالوتر إلى بكرة : اييييييه بنتزوج وقريب بعد !!

عطاها ظهره وهو متوجّع لأن الوتر هذا حساس حيل بالنسبة له : ... يكفي !
شادن بـ خنـقه : مو فاهمه ليش يزعجك الموضوع !!
تنهّــد وهو ما يناظرها : إنتي مو فاهمه شي... أبد مو فاهمه شي...!

اهتزّت أوتار قلبها وحاربت غصّاتها ..وتمنّت يقول السبب ويحكي كل شي يخبّيه عنها : دامني مو فاهمه تكلم وقول تدري عني أفهمك وعمري ما وقّفت ضدك !!

غمض عيونه بـ مرارة ، ولثواني جلس بهالوضعية وهو يدري إنها كانت دايماً بصفّه حتى لو كان الغلط راكبه من راسه لساسه... بس الحين الوضع يختلف... اللي فيه ماهو نزوة مراهقة ولا مجرد غلطة طفل !!...اللي داخل فيه .. أكبر ولا يظن انها بتسامحه !!

سكت ما جاوب واستمر الحال لدقيقة وهو صامت وصاد عنها...
شادن بغصّة وهي تشد عاللحاف بأظافرها : ليييش ساكت !

التفت وقرب منها وهي للحين جالسه عالسرير وبنظراتها الحيرة والرغبة انه يصارحها..
عمر : قفلي الموضوع !
شادن : ليش كل ما جيت أتكلم معك تسكر الأبواب بوجهي !!؟
عمر بضيييق وعصبية توّها تبدا تصحى داخله : خلاااص قفلي الموضووع قلت لك امور خاصة فيني !!!
شادن بعناااد وخنقة بنفس الوقت : ماااارح أسكت..ومارح أطلع من هنا ..لما ألاقي أجوبة !!!!
عمر بعصبيـة : لا تعااااندين يكفي اللي سويتيه فيني من أمس !!!..
شادن بعبرة تخنق صدرها ورجفة تهزّ يديها من الغبنة والألم : لا تحسسني ان وجودي عندك الحين غلطة...لا تخليني أحسّك غريب عني.. إنت تبيني أحس كذا والله عارفه...تبيني أحس انك صرت غريب وانك مو عمر اللي عشت معه بهالغرفة ذكريات كثيرة ..
تضاااايق زوود من حكيها : يكفي بس ....!
شادن من غير سيطرة على نفسها وبانفجار : افهمك والله افهمك....كل تصرفاتك فاهمتها....إنت كل اللي سوّيته وتسوّيه تبيني أكرهك وأحقد عليك..ومنها تتركنــي !!!

ما تحمّل كل ذا وكل هجومها بالكلااام ، ومصارحتها إنها فاهمته....لأنها فعلاً صابت الحقيقة وكل اللي كان يسويه فيها من وصل لهم بالبر ...كان لجل هالسبب اللي هي ذكرته!!
ما سكتت عن الكلام عند هالحد وهالشي خلّاه يستدير ناحيتها ..ويهجم عليها بسرعة واندفاع وهو يحط يده على فمها يسكّتها وعيونه تنضح لهيييب ..وهالحركة خلتها تندفع ورا وتطيح على ظهرها عالسرير وعيونها مرعوووبة !!
عمر وهو منحني فوقها وهو متعنّز على ركبته فوق السرير والثانية بالأرض...وعيوونه شاااابّه بعصبية ويده خانقه فمها : قلت لك يكفي لا تثورين لي أعصابي ..!!
كانت تناظره وهي راقده بعيون مرعووبة وصدرها يطلع ويهبط من الانفعال..!!
عمر وهو يضغط بيده على فمها ..وصوته مبحوح : لا تخليني أسوي شي ما ودّي أسويه !!
حاولت تتكلم وتقول شي ما قدرت..لأن عمر من حس إنها تحاول تتكلم كتمها زود بيده وهو يعض بغيييض على شفته السفلية..وما عطاها مجال !!
قامت تنتقل بعيونها المرتبكه والمتوتره على وجهه المشدود ..واللي كان فوقها وقريب منها ..
وقال ببحّته وعيونه القريبة بعيونها الالمترقّبه : أكره نفسي لا صرت مكشوف قدامك !!..فلا تاخذين هالدور أكثر لأنه ينرفزني..لا تحكين عني وكأنك عارفه كل شي !!

كلمته ذي وجعتها وخلّتها تمسك دموعها لا تنزل من عينها للوسادة ..
يحاول ينكرها !!
ينكرها بأي شكل من الأشكال !!
حتى انه يطلب منها تفصخ ثوب هالدور مع انه يدري انه مو دور...هذا طبعها ..وهذي حقيقته معها !!
ما يدري انه هو اللي يحاول يتقمّص دور جديد معها... دور مو دوره أساساً !!
وما يدري انها عارفه كل شي...عكس كلامه !!

لاحظ دموعها اللي التمعت مع النور بوسط عيونها وما نزلت..وأنفاسها اللي تجاهد عشان تاخذها تحت وطئة يده اللي كاتمتها ..
هالدمعـة خلّته يهدّي اللعب شوي ويتأثر منها..
هدت وتيرة نبرته عقب ما فقد أعصابه... وسكت ما عاد قال شي لكنّه ما تزحزح من مكانه وما تركها ..ظل على ماهو....عفويّا قام يتأملها للحظات عابرة وهي مستسلمه لقوتـه وما أظهرت أي بوادر مقاومة...حتى يديها ما استخدمتها عشان تبعده..تأملها من فوق لتحت ...ثم رفع عينه لوجهها مرة ثانية واكتشف انها مغمّضه بسكوون..وقطرة وحدة متعلّقه بزاوية عينها المسكّره ..مو راضية تطيح !
خفّف من ضغط يده على فمها بالتدريج..وعيونه الحادة تتأمل عيونها المسكّره وهي مرتخيه بضعف مو مظهره أي ردة فعل أو مقاومة !!
هدووءها الغريب أثـار حيـرته وأعصابه ... مو فاهم ليش مستسلمه كذا !!
قال وعقدة بين حواجبه بعد ما خفف ضغط يده عن فمها بالكامل : وش تسوين ؟؟
فتحت عيونها بشويييش وبطء ..وهالحركة خلت الدمعة الوحيدة تطيح .. وبضعــف جاوبت : ..أحاول أفكّ نفسي من الدور !
عقد حواجبه وهو يشوفها تناظره مباشرة بعيونه .. من غير لا تتحرك !!
شادن شافت استغرابه... قالت بعتاب متألم : قاعده أحاول ..دامك تشوفه مجرد دور ماخذته من يومني صغيرة !

يا الله !!
تعرف شلون تضرب أوتاره الحساسة وتعرف شلون تألّمــه...
يدري إنه مو مجرد دوووور يدري إنه طبعها ويدري إنها هي من يوم ولدتها أمها...ومن يوم كانت الأقرب لـ قلبه
ومن يوم صارت هي الدنيا ،، والدنيا اهي !!
لاحظت شادن وهي راقده انه ساكت وقاعد يتأملها وكأنه لان شوي وقدرت تسحره ولو للحظة.. وتبعثره ولو بشكل قليل !

قالت الكلمة اللي من زماااان ما قالتها ..الكلمة اللي قالتها في حياتها مرة وحدة بس..
الكلمة اللي طلعت منها لا شعوريا وكانت تعبّر عن كل شي داخلها هاللحظة .. بنبرة ترجف من خلال صوتها الباكي : ..عُـمر أنا أحبـك..!!

هالكلمة بهالنبرة الباكية والراجية بعنف.. خلّته يتشنّج للحظة وحدة بس ...
يدري بهالشي .. وعااارف... بس سماعها بهالصوت وبهالنبرة الصاااادقة ..تحرّك البدن والعواطف كلها ولو غصب ،!
شادن شافته تشنّج ومع كذا ارتفعت يدها لخده تبيه يصدّقها وأصابعها ترجف ..

ما تحمّل تلف أعصاب.. وهي بس جالسه بهالطريقة تلعب بحسبته والمشكلة يدري ان مقاومته على طرف الانهيار..
تراجع عنها بسرعة البرق وهو يوقف برجليه عالأرض ويده تسحب يدها بقوة خلّاها من غير مقاومة تشهق وهي تطيير طيرااان من السرير وتوقف على حيلها بالغصب..
عمر وهو ماسك يدها وبجدية حادّة : يكفي لعب !
ناظرته وهي تضغط بيدها عليه...وبحركة متهورة ثانية استغلّت مسكته ليدها ..وشبكت أصابعها بأصابعه مو ناوية خير ...
عمر مو عارف شلون يتعامل معها : شادن يكفي عناد !..
شادن بعناااد من خلال رجــفة دموعها : عطني اجوبة !!.. ما أبي اتركك قبل تعطيني اجوبة..
عمر يترررجا ولكن بعصبية خفيييفة : قلت لك يكفي ..!

سحب يده من بين أصابعها وهو متردد ومتشتت.. وسكتوا كل واحد يجمع انفاسه وشتاته من بعد الشد والجذب المُتعب ...
ثواني وهو ساكت وهي ساكتة ...
وخلال هالهدووء المؤقت ...اندق عليهم الباب 3 دقات ..وقطع سكونهم وشرودهم...
عمر بحيرة التفت على شادن باستغراب ..وبعيونه يسأل مين اللي صاحي هالوقت خصوصاً ان اليوم ويك اند..ثم شاف ساعة معصمه لقاها ما جاوزت الـ 9 وربع !!
شادن وهي تروح وتجلس عالسرير ببروود بعد ما تعبت نفسيّتها قبل شوي : اكيد الخدامة جايبه فطورك !

مشى وهو يرمي عليها نظرة حانقه لقاها مطنّشه وهي تناظر أظافرها وهي جالسه عالسرير من غير اهتمام !!
فتح الباب وهو يناظرها ، ثم انتقلت عينه عفوياً للي واقف عالباب... وتغيّر وجهه لا إرادياً يوم شاف ان اللي واقف هو.. أبو محمد !!!
ابو محمد اللي كان مبتسم : صباح الخير وانا ابوك !

شادن سمعت صوت ابوها وهي تلعب بأظافرها... رفعت راسها بسرعة ووجهها يتغيّر شوي ...
تذكّرت القميص الأبيض والقصير اللي لابسته.. سحبته شوي لتحت ركبتها لأنه مع الجلسة كان شوي منكمش !

أبو محمد انتبه إن وجه عمر تغيّـر مع انه حاول يبتسم بشكل بسيط... وتلقائياً التفت لداخل الغرفة يوم حس بوجود انسان ثاني يتحرك هناك ..
عقد حواجبه باستغــراب عقدة صغيرة يوم شاف شادن جالسه هناك وهي حاضنه الوسادة على فخذها ..وقال : شادن ؟!
ابتسمت شادن ابتسامة هبلة شوي : ه..هلا بابا حبيبي..صباحك خير..
خطا ابو محمد لـ داخل بهدوء ، وعمر واقف مكااانه جنب الباب وهو مغمض عيوونه وزااام شفايفه لبعض من اللي بيصير !!..والأسئلة اللي بتنطرح !!!
ابو محمد وهو حاس بالأجواء المتوتـرة.. قال بنبرة هادية : ما شاء الله!... صاحين اثنينكم أشوف !
ضحكت بحرج بينما عمر ملتزم الصمت : ايييه مثل ما تشوف !
ابو محمد وهو يلتفت لـ عمر اللي كان مثل الصنم واقف هناك : من متى ؟؟؟

عمر سكت ..!!
وشادن اللي جاوبت بمحاولة للترقيـع : قبلك بشوي ...

التفت أبوها لها بصمت ..وتأمّل لبسها اللي تحاول تغطيه بالوسادة ... وبجديّة غلبت شي من صوته : من متى انتي هنا يا شادن؟؟
توتّرت بس قالت بابتسامة صغيرة : ..من.. قبل شوي !

قالت جوابها من هنا ،، ثم التفت ابو محمد لـ عمر اللي ترك الباب مردود .. وجا قريب من ابو محمد وهو يحك شعره الأسود من ورا..ويده الثانية بجيب بنطلون بجامته القطني ... وساااكت ما علّق بشي ،
ابو محمد بهدووء: ...وإنت شفيك ساكت ؟!

عمر وهو مدنّق للأرض دس يديه الثنتين بجيب بنطلونه وعينه ارتفعت من الأرض لـ شادن... اللي رجعت تناظر أظافرها وكأن الموضوع مو هامّها ذاك الكثر ...
بلل شفاته وهو خايف من اللي ممكن يدور بخاطر ابو محمد... واللي ممكن يفكر فيه !!
ابو محمد باهتماام : بلاك منصفق؟
ابتسم يرقّع وعسـاه يقدر : لا أبد مافيني شي بس بنتك الله يهديها نطت علي بعزّ نومي وبهذلت حالي عشان كذا أحس اني مو على بعضي ،،

هز ابو محمد راسه بهدووء من هالرد... وما علّق بشي أكثر...
ثم التفت لبنته : وش مصحّيك من بدري ؟
شادن باقتضاب : طار النوم من عيني !
ابو محمد : طار النوم من عينك معناها تزعجين الولد من صباح الله خير !
شادن وهي رافعه عينها لـ عمر بنبرة لا مبالية : ...يستاهل !

رفع عمر عينه لها بنظر حااادة ..وما حبّ يعلّق .. لا تخرب السالفة زووود أكثر من ماهي خربانة !!
قال ابو محمد بهدوووء غريب وتّر عمر اللي توقع تحقيييق شامل : زين انك صاحي... كنت ابي اتقهوى قهوة الصبح بس ولا واحد من العيال صاحي لا محمد ولا بندر جيتك اشوف كانك صحيت تتقهوى معي بدل الفطور لحالك بهالغرفة ...
عمر وهو مبتسم ويده على رقبته بابتسامة مجاملة واليد الثانية بجيبه : ابشر ما طلبت ..
ابو محمد وهو يناظر شادن ..ثم عمر : انا طالع اجل لا تتأخر ..

شادن بحركة مررحة انجبرت عليها لا تحسس ابوها ان فيه شي غير عادي...رمت الوسادة من يدها وهي تنط واقفه : بجي معك اجل.. ملييييييت منه !!!!
ومشت وهي تمسمس في قميصها وابوها يبتسم .. ومحد كثر عمر اللي حس ان هالابتسامة مو عااادية وان هدووء ابو محمد بهالموقف ...كان غريب !!!

طلعوا ابو محمد وشادن ركضت قدامه عشان تبدل ملابسها التحفة اللي لابستها...
سكر عمر الباب بيد وحده واليد الثانية تفرك راسه... تأثير النقاش الساخن مع شادن للحين واضح عليه..وترجف أوصاله ،، وصاير مؤخراً يفشل كثير بالسيطرة على نفسه وعلى مشاعره ...
بالبداية أول ما رجع من الشرقية كان مسيطر عليها تمااام..لكن مع الأيام تضعف سيطرته ويباااان عليه...
آآآآآآآآآآخ يا شادن !!
لو تدرين باللي أنا فيه !!
ولو يدري أبــوك !!
وش بيصير ؟!!!
:
/

مرّت الساعات وقرّب موعد وصولهم ..
سحر وهي ترفع ساعتها تشوف : كم باقي ونوصل ؟
أبوها اللي كان يقرأ بملف : ما بقى شي... نص ساعة ان شاء الله ونكون حطينا بالأرض.. دخلنا الأراضي الروسية ..
سحر : لك ساعة تقرا بهالملف !!
ابوها بابتسامة : لأن عندي اجتماع بالليل ..قلت لك اني مشغول لراسي مارح أكون فاضي..
سحر بوّزت بضيق : يعني مارح اشوفك خير شر !
ابوها : الله أعلم !
تنهّدت وهي تقوم وتشيل شنطتها معها : أجل أنا بروح أبدل ملابسي وألبس أثقل .. الجو واااضح برد أشوف الثلج من السما !
ابوها وهو يطلّ من النافذة ما شاف شي : ...مافيه ثلج وينه !!
سحر : شفتها فوق الجبال اللي مرينا عليها قبل شوي ..
ابوها : ايه فوق الجبال اكيد غير ...ان شاء الله موسكو تكون أدفى ما فينا حيل عالثلوج ..
سحر بابتسامة : مافيها ثلوج هاليومين بس رح تكون باردة بكل الحالات ..أمس شفت حالات الطقس بتكون الحرارة تحت الـ 10 ..
قال برضى : ايييه يعتبر زين على موسكو ..
سحر وهي رايحه : اجل رايحه أبدّل ..!

مشت رايحه جهة دورة المياه.. ومرّت من قبال مقعد تركي والروسي من غير لا تلتفت عليهم ...
لاحظها تركي وهي تمر من جنبهم .. والتفت يتابعها بعيونه الجادّة بينما كان الروسي يتكلم وهو متساءل على وين رايحه..
الروسي بابتسامة وبالانجليزية : لقد قاربنا على الوصول !
ابتسم تركي وهي يرجع يناظره : يبدو ذلك !.. أرى البيوت والشوارع من النافذة !
الروسي بضحكة : ستعجبك موسكو أنا متأكد !
تركي بابتسامة : آمل ذلك ..لقد رأيت صوراً لها تبدو جميلة..
الروسي : آمل أن نلتقي مرة أخرى.. هذه بطاقتي إن احتجت شيئاً .. (وهو يعطيه بطاقة عمله)
آخذها تركي بابتسامة : بالتأكيد سنلتقي !

دس البطاقة بجيب شنطة الظهر الخارجي .. ثم قام وهو يستأذن يروح يشوف ابو خالد دامه جالس لحاله ..
قال وهو يجلس جنبه : جالس بروحك يا عمي؟؟
ابو خالد : مثل ما تشوف جالس استعد لاجتماع الليلة ..
تركي باهتمـاام وهو يشوف الأوراق الكثيرة اللي بالملف : اجتماع على طول !..توك ما وصلت وريّحت عشان تدخل اجتماعات بهالسرعة..
ابو خالد وهو يبتسم على جنب وقلمه يتحرك عالورق : هالاجتماع مهم كثير وبداية لاجتماعات جاية... الله يعين هذا اللي أقوله..
تركي بفضول : تبيني أرافقك الليلة للاجتماع !
ابو خالد : لا ..انت ريّح الليلة..عشان بكرة الصبح من بدري تبدا برنامجك التدريبي...من الحين أقولك مارح يكون فيه شي سهل .. اذا ما خذته بجدية بتكون مشكلتك..
تركي وهو يرد ظهره للمسند وهو عاض شفته السفلية وراحة يده تضرب فخذه : من هالناحية لا تشيل هم ..
ابو خالد بضحكة : احيانا استغرب من ثقتك.. انت حتى ما بدأت عشان تعرف اللي بتواجهه..
تركي وهو يرفع حاجب واحد وأصابعه تدق فخذه بلا مبالاة : قلت لك يا عمي..بلاش تشغل بالك..انت ركّز باللي شاغلك وانا بعرف أتصرف مع نفسي..
ابو خالد : دام كذا مارح أقلق حالي..
تركي وهو يتثاااااوب وظهر كفه على فمه : انا بنام لي شوي لين نهبط...
ثم مال بجلسته عاليسار عشان يطلّع كابه من جيبه اليمين..نفضه بحركة وحدة بالهوا ثم لبسه باهمال وكسل عشان يغطي عيونه... عقد يديه على صدره ورمى رجله اليمنى عاليسرى وهي عالأرض... واسترررخخى ..




♫ معزوفة حنين ♫ 07-09-11 10:42 AM


داخل دورة المياه ..
كانت سحر بالحمام لها فترة وهي حاسه بالضيق والكتمة ..مدنقه تشيل المويه بيديها وتغسّل وجهها لعلّها تطرد شي مو راضي يتركها ..!!
رفعت راسها تناظر ووجهها اللي يقطر موية من ناحية دقنها... قامت تتلمّس بشرتها بأصابعها اللي فقدت شي من نضارتها وعينها تلمع من اللي يصير فيها ...
حتى وهي بالطيارة مو قادره تنسى انه ملكة محمد..بقى لها مجرد ساعات... ساعات بس !!
وهي كل اللي قاعده تسويه... انها تهرب !! .. مو قادره تواجه هالواقع ...
كانت تتمنى تتحدّى نفسها وتحضر الملكة وقدام بسمة...لكن هي عارفه ان قلبها ضعييف وماهي قد هالخطوة !! ،
حطّت ظهر كفها على فمها تسد اللوووعة وهي ضامّه أصابعها لقبضتها .. وعيونها تنكمش وتنكمش من الدموع اللي اندفعت من غير مقدمات لعيونها ...
كتوفها قامت تهتّز من البكي الصامت وهي تضغط بظهر كفّها على فمها زود عشان تخنق أي صوت بيطلع !
جلست دقيقة تبكي بصمت وهي واقفه قدام المرايا..تناظر عمرها ..وتحديداً عيونها المنكمشة بفيض دمووع ينزل وكأنها تترجاها توقف...
ما عرفت تضبط نفسها.. او تمسك زمام الأمور !.. قامت تفرك ظهر هالكف على فمها بقوة تبيه يوقف عن الشهقات !!
تعبت أنفاسها ومن غير حيل..وبكل بطء...حطت يدها على طرف المغسلة وهي تنزل بجسمها للأرض وتضم ركبها لصدرها مثل الطفل الضايع بالشارع !!
وبعدين؟...وبعديييين !!...وشلون بينتهي هاليوم عليها !!! وشلون وهي تحس إنها منسيّـه .. وكارهه حالها لأنها سمحت لنفسها توصل لـكذا !!
نست حالها ونست هي وين جالسه... واستسلمت بلوعة لتذكّر الاحداث اللي صارت لها.. واللي تحفر داخلها أثر ما وقف !!

مرت الدقايق ...
أعلن الكابتن قرب الهبوط... وبسرعة شاف ابو خالد ساعته بقلق... ثم رفع عينه لدورة المياه البعيدة واللي كان بابها مغلق !
سكّر لابه عشان يدخّله الشنطة ويرفعه استعداد للهبوط وهو كلّه قلق ...
حسّ تركي الغافي بالحركة جنبه... وبكسل رفع طرف كابه عن عينه بإصبعه الوسطى عشان يشوف ابو خالد...لقاه يضف اغراضه بقلق..
تركي وحيلـه ميّت : بنهبط ؟
ابو خالد : ايه خلاص وصلنا ...
تركي حس بغياب سحر اللي طال.. وقال عينه على مكانها الفاارغ : وينها الآنسة ؟
ابو خالد اللي كان ناوي يقوم يناديها : مدري الله يهديها لها فوق الـ 25 دقيقة من راحت تبدّل ملابسها ..وما رجعت
تركي لاحظ قلقه على بنته .. وحط كفّه على يده قبل يقوم : خلّك هي بدورة المياه؟
ابو خالد بقلق : ايه خايف يكون صار لها شي..هي من فترة تعبانة ولا أدري وش بلاها..

تركي عارف هالشي وعارف السبب اللي بنظره سخيف ..السبب اللي خلاها كذا ومحد غيره يعرفه..
وابتسم يطمّنه : ما يكون الا خير الحين اروح اشوفها لك..
قام وهو يعدّل الكاب على راسه بعد ما كان مرخي.. مشى لدورة المياه التابعة للدرجة الفارهه ولكنها بعيدة شوي عن أماكنهم..وأول ما وصل للباب المغلق .. قرب بإذنه للباب قبل يدقّه يحاول يسمع لها حس أو حركة تدل على وجود أحد حيّ داخل...
ما سمع شي بالبداية ... وعقد حواجبه باستغراب وجديّة من هالسكوون بالداخل ..
وقبل يدقّه ..قدر يسمع شهقات مكتومة وكأن فيه انسان جالس يبكي في حفرة عميييقة ..
زادت عقدة حواجبه جديّة يوم استوعب معنى هالصوت !!
مجنونة تبكي داخل !!
نفخ هوا من صدره بطريقة نفخت حتى خدوده ..وقال وهو يدق الباب باصبعه بهدووء : آنسة سحر !
ما ردّت عليه...وقال وهو يدقه مرة ثانية وهالمرة تخلّى من لقب "آنسة" من غير شعور : ...سحر!

داخل...
كانت على نفس جلستها ... لاويه يديها حول ركبها وراسها بينهم...
من سمعت اسمها المجرّد .. رفعت راسها وهو مغسووول بفيضان مو طبيعي .. وجهها رايح فيها واللي بيشوفها بياخذها بحضنه من غير ما يحس !
ما تدري ليش بكت كذا وبهالطريقة.. وبهاليوم اللي المفروض فيه انها تنسى.. وما تتذكّر !!
بكت بهالشكل المؤلم !!
سمعت صوت وليد يناديها باصرار.. وهي مو لاقيه صوتها عشان ترد !!

تركي من برا ما عرف وش صاير لها جوّا..
قال وهي يقرب زود للباب ويحاول يوطّي صوته : الوالد يسأل عنك.. دقايق ونهبط لازم تكونين بمكانك الحين!
سحر وهو تسند يدها عالمغسلة وتوقف بصعوبة .. ووجهها يلمع لمعااان بلعت ريقها تحاول تستعيد صوتها ..
تركي وهو يصرّ على أسنااانه ببدايات غضب من تسفيهها فيه : يا آنسة مصلحتك تطلعين الحين !

تحتاج ثواني عشان تستعيد صوتها المفقود ..وعشان تعطيه جواب قامت فتحت الحنفية على اقوى شي ..
تركي استرخت اكتافه شوي يوم سمع الموية تنزل .. بس ما عجبه تسفيهها فيه..
قال بهدوء : الوالد قلقان عليك بأي لحظة ممكن يجي ..
هاللحظة رشّت وجهها بموية باردة ..وقااالت ببحّة خااافتة بالموت طلّعتها وهي تناظر الباب المغلق ويدها مسنده جسمها عالمغسلة : ق...قولـ..ه ..اني ..جـا..يه....

ما تدري بعد اذا كان فهم اللي قالته من صوتها اللي راااايح في خرايطها !!
تركي كان متكّي بيد وحدة عالجدار جنب الباب ويده الثانية على خصره ... يحتري حضرة جنابها..!
شاف مضيف جاي ناحية درجتهم وشكلهم بدوا اجراءات الهبووط ... وصل عنده وقام يخربط عليه بكلمتين انه لازم يرجع ولازم يستعجل لأن الطيارة فعلاً بدت تنخفض ووقوفه هنا خطر عليه ..
تركي كان يبتسم وكل اللي يقوله... اوكي وما قال غيرها ...

راح المضيف يشيّك على باقي المسافرين ..وتركي التفت للباب وطرف أصابعه تحكّ جبينه من اللي مو راضيـه تترك دلعها وتطلع !...
بنظره !!!

سمع أخيرا صوت انفكاك قفل الباب ودوارنه... ابعد يده عن الجدار وتراجع خطوة واسعة لورا..
وظهرت من خلف الباب وهي مبدّله شتوي ولابسه حجابها بس شكلها كان مريييييير وشنيع !!
تركي انفجع يوم شافها كذا... متبدّل حالها بشكل مو معقووول !،،، ما كأنها اللي كانت قبل شوي جالسه بهدووء والسكينة محاوطه فيها !!
طلعت سحر خطوة وهي ماسكه شنطتها بيد ترتعش تحاول تخفيها ورا ظهرها...بس تركي لاحظ هالرعشة اللي تحاول تخبّيها... وسكت وملااامحه جادة وصامتة ،،
بلعت ريقها وهي تحاول تتنحنح .. عارفه ان شكلها يبعث عالشفقة ..وهالشي اللي يخليه يحدّق فيها كذا !
قال وهو عاقد حواجبه وشكلها يجبر الواحد غصب إنه يتساءل : ... تعبانة ولا وش المشكلة؟؟
قالت وهي تناشق وتحاول تمشي بتوازن : ..ما..فيني شي..

ومشت قدامه وهي تهرب هرب جديد من نظرات الشفقة اللي يمكن تظهر بعيونه... ما تبيه يشوفها زود بهالمنظر اللي خرج عن سيطرتها...
قربت من مكان ابوها وهي تتمنى ان الموية الباردة اللي غسلت فيها وجهها تكون محت أثار البكي العنيف لا يلاحظ .. ،، وصلت هناك وهي تحاول تبتسم بس وينها ووين الابتسامة ..وجهها المتقلص من البكي قبل دقيقة ما يؤهل لأي ابتسامة ناجحة ..
أبوها فزّ وهو جالس من شاف وجهها المريع... جفونها متورمة وعيونها وشفاتها حمر ..
قال بقلق جامح : شفيك بسم الله عليييك !
جلست وهي تتنحنح وتحاول تجمع حروف : م..مافي شي..

وصل تركي بعدها وهو ساكت وتغضينة حواجبه للحين ما انمحت .. جلست هي... وجلس بعدها مباشرة جنب ابو خالد...
ابو خالد : شلون مافيك شي...لك حول النص ساعة من رحتي تبدلين ملابسك...وش جلستي تسوين؟..وش اللي مسوي بوجهك كذا وانا ابوك !
بتوتر مسحت على خدها بكفّها وهي تقول : مو شي.. لا تشغل بالك ...

تنهّد بضيق وهو ينحني قريب منها من غير لا يقوم من كرسيه : وبعدين يا سحر... مافيه احد يدخل الحمام ويبكي من غير سبب... علميني ليش وجهك كذا بابا ؟
ما قدرت تقول شي واضح ومقنع .. وبتوتر نقلت عيونها لوليد الحاضر واللي كان منزّل عيونه لتحت وما تدري وش يناظر ..ووضعه سكون بسكون ... ثم حاولت تبتسم عشان تطمن أبوها وللمرة الثانية تفشل برسم ابتسامة ناجحة ..
ابوها بجدية وقلق : وجهك مو طبيعي وش صاير لك ؟؟؟

تلقّف تركي والتف لـ عمه وهو يقول بهدووء : كانت تبكي يا عمي !
التفتت سحر عليه بصدمة انه تلقّف وجاوب عنها ...
ابو خالد التفت لـ تركي بجديّة صارمة بعض الشي : أنا ادري انها كانت تبكي.. ما تشوف وجهها شلون صاير !
سحر وهي مخنوقة مالها خلق جدال : مافيني شي خلاص سكر السالفة !!!
ابوها بجدية : اسكرها وانتي وجهك كذا صاير !!؟
سحر وهي تدوّر أي عذر يمكن يقنعه : مافيني شي مهم بس عشاني سافرت وبشتاق لبنات عمي ولبيان هذي السالفة..
ثم رمت ظهرها لمسند الكرسي بتعب وهي تجر حزامها عشان تسكره والتعب واااضح عليها ..
ابوها هزّ راسه نفي بيأس على وضع بنته اللي مو فاهم أي سبب لانتكاستها هذي.. ولبعض تصرفاتها اللي صارت تبعث على التساؤل والحيرة وانها مو هذي بنته اللي يعرفها فيها أشياء متغيّره ..!!
:
/


هبطت الطائرة فيهم....
نزل ابو خالد أول واحد من الدرج ومشى بدون ما يوقف... وعقبه سحر اللي من وطت رجلها للأرض رفعت عينها لسما موسكو المشبعّه بالغيوم... وتنشششقت هوا بااارد ولاااسع لعله يجدد شعبها الهوائية ...قدرت تستعيد نفسها خلال دقائق الهبوط وترجع شبه طبيعية ،،
وقف تركي جنبها عقب ما نزل من درج الطيارة والهوا يلعب بشعره ..وحقيبة الظهر على كتفه..
وبابتسامة غبيــة قال : من اليوم محتاج مساعدتك بهالبلد !
التفتت عليه باستغراب وهي رافعه حاجب واحد من كلامه اللي من دون مقدمات : .. تحتاجني بإيش؟
تركي وهو يدخّل يديه بجيوب جينزه وعيونه بعيونها العسليّة مباشرة : البلد غريبة علي... وعلى خبري انتي عشتي فيها مع الوالد ايام شغله الدبلوماسي كم سنة .. يعني خبرة فيها... تعرفين الواحد إذا كان ببلد غريب ، أول الأيام لازم يسوي اشياء غبية لين يتعوّد وأنا ما أحب أعيش هالمرحلة...

سحر وهي تناظره من جنب وهي زامّه شفايفها بعفويـة وخبث بريء : امممم تحكي وكأنك سافرت لبلد غريب وعشت هالمرحلة من قبل...!!!

بلل شفاته بسرعة ثم ابتسم وهو مو مستوعب كيف صارت ذهينة فجأة ولهالدرجة !!
ركضت بسرعة تلحق ابوها وهي تقول بعفويـة : ..بحاااول !
تابعها بعيونه الجادّة وهي تركض مثل طفلة قدامه..وتقفز بمررح يوم وصلت لأبوها.. ومسكت يده وهي ترخي راسها على كتفه ..
ملاحظتها قالتها بعفوية والواضح ان قصدها كان بريء...بس ما يمنع انها قالتها عن ذهانة وادراك !!
تعوّذ من الشيطان ومشى وهو يوسّع بخطووااته عشان يلحقهم ...

ثلث ساعة وهم عند احد البوابات عقب ما أنهوا كل الاجراءات ... كانت فيه سيارة ليمو تنتظرهم .. والشخص الواقف كان كبير بالسن شوي على مشارف الـ 45 واضح إنه كان على معرفة قديمة بأبو خالد لأنه سلّم عليه بحفااااوة ..
حتى إنه يوم شاف سحر ابتسم بحفااااوة وشووق لأنه ببساطة كان سواقهم ايام حياتهم هنا ..
سحر ما صدقت يوم شافته حسّت انها رجعت مراهقة 14 سنة أول معرفتها فيه ..
هتفت بفـرح غامر : اركاااااادي !!
بضحكة مرحة واضح من طبعه وهو واقف جنب أبوها : هاي ليتل ليدي ! ... (مرحباً أيتها السيدة الصغيرة)
وهي تناظر أبوها وتغالب شوقها : لييييش ما قلت اني رح أشوفه !
ابوها بضحكة : كلّمته البارح بالليل ما امدى اقولك ..

سحر وكأنها طفلة قامت تنط بمكانها على خفيف من الحماس : أي مييييس يو اركااادي والله !
ضحك وعيونه العفوية عليها : مي تو ! (وبالروسية) .. لقد أصبحتي كبيرة !.. يا إلهي !!!
جاوبت بضحكة والدمعة بعينها..من ذيك الأيام الخوالي : انها سنتان ونصف فقط !
قال يمازحها : لم اعرفكِ للوهلة الأولى ..
قالت بضحكة ..ودمعتها تنزل غصب على خدها : لا تبالغ أرجوك !

ارتااااع من شاف دمعتها ..وقرّب منها وهي واقفه مو قادره تمنع هالدمعه : نييت نييت !! .. ( لا لا )
مسحت دمعتها بسرعة بظاهر كفها قبل يوصل وابتسمت لا تقلقه ..
قال بضحكة من شوقها اللي ما توقّعه : ار يو اوكي؟
هزت راسها ايجاااب بسرعة ولهفة ..

جا ابو خالد وهو يأشر على تركي اللي كان ملتزم الصمت ويتابع الحوار والسلام بين هالشخص الروسي وبين سحر اللي لفت انتباهه تعلقها فيه ..أو عالأقل كل هالشوق والفرحة ..
ابو خالد بابتسامة وبالانجليزية : اركادي هذا الشاب بمثابة ابني ويدعى وليد ..
ابتسم اركادي وهو يصافحه ويتفحّصه : دابرو بجالوفات !

صافحه تركي وهو عاقد حواجبه مو فاهم ... وسحر ابتسمت بعفوية وهي تقول : يقولك اهلين وسهلين !
التفت تركي لـ سحر وهو يرمش.. ثم رجع للرجال وهو يبتسم بسرعة : ثانكيو...

ابو خالد : يلله خلونا نمشي....
ركبوا السيارة... ابو خالد وسحر ورا...وتركي قدام جنب السايق وشنطة الظهر حاطها على فخذه...
سحر بفرحة من شوفة سواقهم القديم : الحين اركادي بيرجع يشتغل لنا ؟؟
ابو خالد بنفي : لا وانا ابوك... مهوب راجع هو له شغله الحين ...
سحر وهي تبوّز فمها يمين وشمال من الاحباط : توقعت انه بيرجع ،
ابو خالد : ما نحتاجه .. انا كلّمته امس عشان بس يوصلنا من المطار للبيت ..ووافق لأنه يبي يشوفنا ويسلّم علينا.. وبعدين ما طرى على بالي اطلب منه يرجع..
سحر من طرى بيتهم الروسي..نط قلبها بين ضلوعها من اللهفة : وحشني ذاك البيت..والله كثير !
ضحك وهو يقرص خدها : جيّتك المفاجئة هذي معي ..خلتني أكلم صوفيا بعد..

ما صدقت من الصدمة واتسّعت عيونها : صوفيااا !!
ضحك : ايييه لازم أحد يقابلك بالبيت.. وشلون تبيني أطلع وأنشغل وانتي لحالك !

ابتسمت بلهفة لذكريات ذاك البيت ومشاغباتها فيه .. لسنين المراهقة ذيك..
لفّت للشارع اللي يطوونه بالسيارة ..الشارع اللي تعرفه والمعالم اللي لازالت موجودة...
قال أبوها وهو يناظر ساعته : اكيد تنتظرنا هناك... أنا قايل لها لازم يكون البيت نظيف وجاهز..وعلّمتها أمس انك جايه معي ما تصدقين شلون طارت من الفرحة..
سحر والعبرة خانقتها ..قالت وهي تناظر الشارع : ما توقعت اني بشوفها مرة ثانية !!

وتركي كان يسمع حوارهم وهو سااكت وعيونه تتأمل الشوارع الراقية ..والمعالم الغريبة اللي ما شافها بأي مكان غير هنا... أعجبه بعض اللي شافه وهو يحس إن هالمدينة أكيييد بترووق له مهما كان اللي رح يصير فيها ...
لاحظ ان السيارة تجاوزت العمران الراقي لمناطق طبيعية وشبه ريفية بموسكو ... وماهي بعيدة عن وسط المدينة..لكنه بفضول لف بوجهه على ابو خالد والتساؤل بعيونه : عمي .. وش هالمنطقة كلها شجر ؟؟
ابتسم ابو خالد وهو يراقب من النافذة وكأن المكان وحشـه وحرّك حنينه : اييه هذي حدايق البيوت اللي هنا !
تركي مرتاع : الحين هذي حدايق !!!.. كنّها غابات !!
ابو خالد وهو يضحك : كل اللي هنا فلل فخمة على الطراز الروسي الكلاسيكي وانا عمك... والخضار والشجر هذا جزء من تصميمها ولا ما يكمل حلاها ...ميزة البيوت اللي هنا ان حدايقها متداخله وتمتد لكيلومترات من غير حواجز ولا أسوار ...

اعتدل تركي بجلوسه وهو يفرك شفاته بأصابعه والمناظر اللي يشوفها رااقت له... إذا كان بيسكن بهالمنطقة الرايقه فما رح يطلب اكثر .. عز الطلب !
تركي بابتسامة وهو يناظر الطريق قدامه : البيت قريب من هنا ؟
ابو خالد : ايه بهالمنطقة ..
هز تركي راسه برضا والتفت يشوف الأشجار الخضرا على جنب الطريق...

وصلوا لأحد المداخل عاليمين..واللي كانت بوابته مفتوحة مسبقاً وعلى يمينها ويسارها الأشجار ممتده...
من عبرت السيارة المدخل رفع تركي عينه للفيلا العملااااقة اللي موجوده بآخر الطريق قدامه..وشدّه تصميمها الفريد ولونها الحجري الأصفر ..
سحر بابتسامة اشتياق ..همست وهي جنب أبوها : للحين بيتنا عايش !
ابوها : ههههه .. وين بيروح يعني وانا ما بعته ولا تصرّفت فيه..

اقتربت السيارة وهي تعبر المساحات الغنية بالخضار عاليمين واليسار والطبيعة الواضح جمالها بهالبلد .. وكل ما اقتربت السيارة كل ما بان لـ تركي أكثر ارتفاع هالفيلا الجميلة اللي تصميم سطوحها مختلف حتى.. نصها على شكل منشور ونصها مثلثات ... تصميم كلاسيكي روسي بحت ..!!
فتحت سحر الباب بسرعة وهي تنزل... وعينها تبتسم لمنظر الفيلا اللي ما توقعت انه بترجع لها بغضون سنتين ونص...
كانت الفيلا من برا مبنيه من الحجر الأصفر الجذاب مع فواصل بأحجار رمادية عند الزوايا والنوافذ ..
ونوافذها ماخذه الطراز الكلاسيكي وممتده على جوانب الفيلا...وسطوحها اللي متنوع تصميمها ما بين المثلثات كانت رمادية على زراق طاغي شوي !

تركي فهّى وهو رافع راسه يتأمل .. الفيلا من برا مبنيه من مجرّد حجر.. بس واضحه الفخامة عليها..
قال بنبرة مذهولة : .. هذا ملكك يا عمي ؟!
جا ابو خالد ووقف جنبه : اييه شريته ثاني سنة من انتقالي هنا ايام ما كنت سفير..
تركي وهو يلتفت : يعني كنت ساكن بغيره ؟؟
ابو خالد وهو يتأمل هالبيت اللي يعتبر واحد من أهم أملاكه وأغلاها : اييه كنا ساكنين بفيلا أصغر وعادية .. بس لأني أحب البيت الرحب والواسع شريته زيادة على ان ام خالد ما كانت مرتاحه بفيلتنا الأولى .. اضطريت اشتري بيت اوسع من ثروتي الخاصة..بس والله مكلف كان..يكفي ان هالمنطقة من أغلى الاماكن بموسكو .. وما قدرت أبيعه عقب ما تركت الدبلوماسية..عزيز على قلبي..
تركي وهو يميل بشفاته لتحت باعجاب واضح : والله يستاهل..

تركي تحرّك يتأمل يمين ويسار وهو يحس كأنه بوحده من هالأفلام الكلاسيكية... واجهة البيت كان لها درجين حجريين.. .واحد بأقصى اليمين والثاني بأقصى اليسار..وكلهم يطلعون على باب المدخل الأساسي ..
طاحت عينه على سحر وهي تركض على هالدرج الحجري مستعجلة عالدخووول ...
لحقها أبوها وهو يناديها : لحظة يا سحر خلينا ندخل سوووى ..

لحقه تركي الثاني وهو يصعد هالدرجات الحجرية الـ 12 الثانية اللي ما صعدت معها سحر ..
وهو يرقى التفت وراه يتأمل وكان منظر الحدائق الممتده من هالارتفاع جميل بنظره ..

سحر دقت الباب بابتسااامة وابوها جا جنبها...بينما تركي سرح مع نفسه بمنتصف الدرجات ما كمّل طريقه...
انفتح الباب وظهرت شااابة بآخر العشرينات لابسه ملابس الخدم الأنيقة..يافعة وشقرا ونحيفة من شافتها سحر صرخت بحمااااس... وهي تنط بحضنها بعنف الدنيا : صووووووووووووووفيااااا !!
صرخت الثانية وهي تستقبلها بحضنها..

ابو خالد وهو يشوووف كيف بنته انهبلت !
قال : بشويش عالبنية الله يهديك ..

صوفيا حضنتها وهي تحاول تكتم انفعااالها ..بس ما قدرت تمنع دموعها اللي اجتمعت بعيونها ..
سحر وهي تبعد عنها : ميييييس يو سووو متش !
صوفيا وهي تتنفس من الانفعال .. خصوصا قبال ابو خالد لازم تكون قمة بالأدب : كاك ديلااااا ؟ ( كيف حالكِ)
سحر بابتسامة عذبة : خراشوو !

تراجعت عن سحر وهي تحيي أبو خالد بأدب .. اللي أخذ أخبارها عالسريع ..
صوفيا هذي كانت تشتغل عندهم ..كانت خدامة بهالفيلا وتحديداً جليسة لـ بيـان ذاك الوقت اللي كانت رضيعة واهتمت فيها بأول 3 سنين من عمرها .. وبنفس الوقت كانت قريبة لـ سحر بحكم شخصيتها والفارق العمري القصير بينهم ..
ابو خالد : كيف حالكِ صوفيا؟
صوفيا : بخير سيدي ..
سحر بفرحة : لم أتوقع رؤيتكِ !
صوفيا : وأنا كذلك !

نقلت صوفيا عيونها بين سحر وبين ابو خالد..وبتساؤل : جئتما أنتما فقط.. أين باقي العائلة ؟
ابو خالد بابتسامة : هناك شخص ثالث... أود أن تهتمي بغرفته فقد نسيتُ أن أوصيكِ بذلك !
وضح الاستسفار والفضول على وجهها الأبيض وملامحها الروسية الواضحة ..

التفت ابو خالد باستغراب للباب يوم لاحظ ان وليد ما دخل ... جا بيناديه عشان يعرّفها عليه...
لكن قبل ينادي.. دخل تركي .. وجاوز عتبة الباب بخطواات بطيئة وهو شايل شنطته على كتف واحد بملامح صلبة ونظرات مرتفعة فوق وتنتقل بالأرجاء بكل ثقة وهدووء... أخذ نظرة شاملة وهو يميّل بشفاته لتحت .. ثم أخيرا نزّل عينه للشابة اللي برقت عيونها ببريق خاطف أول ما دخل !
ابو خالد : صوفيا هذا وليد ..
صوفيا ابتسمت بهزّة من راسها : دابرو بجالوفات !
تذكّر إنه ترحيب.. وحياها براسه وبابتسامة حلوة وعفوية : ثانكيو ..

سمعوا صوت السايق اركادي وراهم..والتفتوا للباب لقوه حط كل الأغراض وهو يسأل اذا كان ابو خالد يبي شي عشانه بيمشي.. سمح له ابو خالد يروح بعد ما شكره وعطاه مبلغ محترم لكن الثاني رفض احتراماً للود اللي بينهم ...
طلع أركادي لسيارته...وسحر ركضت من قدام أبوها وتركي وهي تناديه ينتظرها : أركاااادي وييييييييييييييت !!!

نزلت الدرجات الحجرية وهي تقفز قفْز فوقها نفس طريقتها القديمة بتجاوز هالعتبات وكأنها ما تركت هالمكان ولا يوم...

صوفيا من بعدها انشغلت تشيل الشنط ..وأبو خالد التفت لـ تركي بابتسامة : تعال أوريك مكانك... رح يعجبك !
تركي وهو مغضن حواجبه بابتسامة مااازحة وروح وسيييعة : ما أظن رح أسكن داخل هالفيلا... الأعراف ما تسمح !
ضحك ابو خالد من اسلوبه السهل والعفوي وإنه ما ياخذ الامور بجدية وحساسية ..
وقال : صحيح كنت رح أسكّنك معي هنا ..لكن هذا قبل ما تصير سحر بالموضوع ... بس ما يمنع انك مثل ولدي وثقتي فيك مالها حدود... صدقني لا شفت مكانك الجديد بتعاف الفيلا... بيروق لك !
تركي بابتسامة : لا تحاول تداري خاطري..لو اسكن بالحديقة ماعندي مانع لأن المكان كله رايق ما شاء الله ..
طلع ابو خالد من الباب .. وقال وهو ينزل الدرجات الحجرية : دام المكان عاجبك بيعجبك بيتك الصغير..
ما ينكر تركي إنه تحمّس لشوفة مكانه .. وهو ينزل الدرجات ورا ابو خالد طاحت عينه على سحر تسولف للحين مع أركاادي والثاني يرد عليها بحنااان... ولاحظ عليها الانشرااح وكأنها ما بكت بذيك الطريقة بالطيارة .. غريبة هالبنت !!!
انتبه ان ابو خالد يناديه.. أزاح عيونه عن سحر اللي كانت تثرثر مثل طفلة مع السايق وكأنها مو قادره تسيطر على نفسها ، ومشى بسرعة يلحق أبو خالد اللي دار حول الفيلا ..واكتشف هناك وجود كوخ صغير ماخذ تصميم مصغّر عن الفيلا... مبني من نفس لون الحجر الأصفر..وسطحه يشبح سطوح الفيلا المثلثية والمرتفعة

ابتسم تركي من شاف هالشي : صدقت يا عمي أحلى من الفيلا هههههههه
أبو خالد وهو يطلع المفتاح من جيبه ..فتح له الباب وهو يبادر : أهم شي يريّحك.. واذا ما ارتحت قلّي منت مُجبر تسكن هنا.. بلقى لك شقة بوسط موسكو وقريبة من معهدك..
تركي رفض مباشرة لأنه مو غبي حتى يبتعد وخصوصاً عنها بهالمرحلة : لا بالعكس .. أبي هالمكان ..

دخل ابو خالد هالبيت المنفصل اللي اشبه بالكوخ الراقي .. من داخل كان عبارة عن غرفة واسعة..وحمام متكامل..
ابتسم تركي وهو عاجبه كون هالشي "بيته الصغير" التااابع للفيلا... ما تفرق معه دام الفيلا ما تبعد عنه سوى أمتار..
أبو خالد بمزاااح وهو واقف عالباب يتابع وليد اللي قام يدور بالغرفة : سامح بنتي..بتحدّك على هالغرفة ..!
تركي بابتسامة جانبية غريبة : .. مو فارقه معي يا عمي ..

سمعوا حسّها أخيرا.. وهي واقفه عالباب قالت بنعومة : وش تسوووون؟
تركي ناظرها وهي تدخل وتتعدّى عتبة الباب ..وعيونها تدور باشتياق بأنحاء هالغرفة الحميمة إلا أبوها ماسكها من ذراعها بعتاااب قبل توصل للنص : وين داخله هذي صارت غرفة الرجال؟؟؟
التفتت على أبوها وذراعها بيده باستغراب وعدم فهم...وببراءة نقلت عينها لـ وليد اللي كان واقف وهو يطالعها بعيونه الصامتة واللي دوم تخفي ألاف المعاني : غرفته؟؟... (ما عجبها الموضوع)...بس هذي جلسة الشتا حقتنا..ما تشوف المدخنة والمطل هذا... ما ينفع يكون غرفة نوم هذا كوخ الشتاء !
نهرها أبوها بهدوء لأنه يدري عنها احيانا تحكي من غير وعي : من اليوم صارت له... وجلسة الشتاء ما نحتاجها ألحين.. تذكّري هالمكان صار غرفة وليد.. ادري فيك تحبينه وتحبين الجلسة فيه لكن الحين معاد صار تحت تصرّفك !

ما تدري ليش حسّت ان وليد كتم ضحكة واستدار يعطيهم ظهره ووجهه للنافذة وهو يغطي فمّه..
حسّت نفسها غبيّة وهي تدخل بهالحرية لهالغرفة..وثانيا كلام أبوها الشديد والمباشر معها ووليد يسمع !!
قالت منقهره يوم حسّت ان وليد يضحك عليها : داااامه صار له كررررهتــه !!
قالتها من غيضٍ فيها ... ومشت ووقفت على عتبة الباب يوم حسّت فجأة ان هالمكان صار محرّم عليها وما يجوز تتجاوز عتبته !!..وقفت على الباب وهي تتكتف بضيييق وحنق وعيونها وإذنها تناظر وتسمع ابوها وهو يتكلم مع وليد اللي ما تدري ليش خذاها سخرية قبل شوي !
قسم بالله حسااافة علييييييييييه هالمكان... هذا ملجأها الحميم ذيك الأيام... ومكان خلوتها بنفسها.. !!
تلقى نفسها فجأة تنمنع عنه وبسبب ذا الانسان !!
هالمكان اللي يعتبر الأقرب لقلبها من بين جميع الأماكن بهالفيلا ..!!

وصلها صوت صوفيا وراها من خارج الكوخ الشتوي ..والتفتت شافتها جايبه شنطة وليد ..
سحر يوم حسّت ان الحقيبة ثقيلة عليها ووجهها أحمر من ثقلها ..قالت بغيض : دعيها هنا يستطيع حملها بنفسه !
صوفيا حطّتها جنب الباب يوم فهمت ان هذي هي الغرفة اللي طلب منها أبو خالد تجهيزها لهالشخص ..
وراحت عشان تجيب بعض الأغراض الناقصة ..

ابو خالد : خل أغراضك وتعال ندخل داخل لين تجهّز لك صوفيا غرفتك...
تركي ترك شنطة الظهر على أحد الصوفات اللي كانت من فرو... وطلع مع أبو خالد لقى سحر تنتظرهم برا بملل...
مشى ابو خالد وتركي لداخل الفيلا يريّحون شوي .. وسحر كانت تمشي وراهم لكنها يوم شافت جلوسهم بالصالة قررت تروح تشوف غرفتها اللي تركتها من زمان.. وتريّح فيها !!

بعد شوي وهم جالسين ...
تركي كان رامي راسي لورا وهو مغمممض وكأن الرحلة متعبته شوي ..
ابو خالد هاللحظة كان منشغل بمكالمة بخصوص الاجتماع الليلة ..دقايق وسكّر..
قال تركي وهو يرفع راسه عن وسادة الصوفا : طالع ؟؟
ابو خالد وهو يتنهّد بتعب : ايه قلت لك الاجتماع الليلة ..
تركي : تونا الساعة 3 العصر..قدامك وقت
ابو خالد : بهالاجتماعات لازم تحضر عالوقت.. انا طالع لغرفتي اتحمم وأستعد ..
تركي : أنا بجلس هنا لما تخلص غرفتي..
أبو خالد : خذ راحتك أظن سحر طلعت تنام لها شوي...

:
/


♫ معزوفة حنين ♫ 07-09-11 10:42 AM


بهالوقت..
في بيت ابو محمد ...
أجواء الاستعداد للملكة هي اللي مسيطره عالجوو ..
دخلت شادن غرفة مشاعل هي ماسكه فستان ليموني حفر من فوق وضيق من تحت يوصل لتحت الركبة ..
وقالت : مشاعل أنا بلبس هذا وش رايك !
مشاعل بملل وهي تقرا بمجلة ومنبطحة عالسرير وكأن مافيه شي مهم بيصير اليوم : .. حلو !
شادن بحنق لأنها ما رفعت حتى عينها عشان تشوف : حلو وانتي ما شفتي شششششي !!!!
مشاعل بملل : أي شي بتلبسينه بيطلع حلو ما يحتاج تسألين !
شادن : انا أسألك اذا كان مناسب... مرة محتااارة ودي بشي بسسيييط وناااعم !!..
مشاعل وهي تسكر المجلة والطفش وااااصل حده : معرفتي بهالأشياء صفرر... لا تسأليني !
شادن بضيييق : افففف دايم كذا لما اسألك ما تعطيني حق من باطل..!!... وبعدين ما بقى وقت على بال ما تلبسين وتستعدين بنمشي وانتي حتى شاور ما اخذتي !
مشاعل بزهق : لو الود ودّي ما جيت هالملكة الغبيّة من أساسها !!
شادن : مو وقته كلامك ذا ... (تذكّرت) ... اييييه كلّمي سحر وشوفي متى بتجي مع مرة عمي !
رفعت مشاعل عينها بسخرية : سحر؟... ما أتوقع تجي وهي تعبانة ..
شادن باستغراب : لها أكثر من أسبوع طالعه من المستشفى أكيد تحسّنت.. وبعدين مو زين لها القعدة بالبيت عقب طيحة المستشفى..لازم تطلع وتشوف الناس
مشاعل وهي تتنهّد من قلبها : اتصلي فيها يمكن ترد عليك... أنا لي كم يوم أحاول أكلّمها وجوالها مغلق واضح ما تبي تكلّم أحد !
شادن ضاقت وهي مو فاهمه ليش... قالت : بحاول أتصل فيها .... (تذكرت ونقزت ).. محمد تحت تذكّرت..بروح أسأله عن رايه !!

نزلت تحت توري محمد الفستان...ومشاعل سحبت روبها وبخطوات طفشاااانه دخلت الحمام عشان تستعد لهالملكة الغبيّة بنظرها ..

تحت .. دخلت شادن الصالة يوم شافت محمد يسولف مع أمه وهم يتقهوون والواضح انه توّه راجع من الحلاق لأن طلته بهية وشعره مقصوص ودقنه محلوق كله ما عدا سكسوكة خفيفة محلّيته ..
قالت وهي تقرب : محماااااد...
رفع راسه وهو ينزل فنجاله .. وابتسم بشكل طبيعي يوم فهم سبب جيّتها ..
شادن وفيها الصيحة : لا تقولي مو مناسب ترا ما عندي حالياً إلا هو ...
محمد بابتسامة جانبية صغيرة : أفهم انك جايه تاخذين رايي !!
شادن بورطـــة : ايييه مو ملكتك .. ما امداني ادخل السوق وقبل امس يوم دخلته ما لقيت الا اشياء سخيفة .. انت شوفه وعطني رايك ... ترا ما لبسته إلا مرة بحفلة بنات والكل انهبل عليه !
محمد بابتسامة فيها لمحة وجع صغييرة .. من حماسهم هذا اللي ماهو حاسّ فيه خير شر : .. من ناحية اللون عجبني !
شادن ما صدّقت على الله : دام اللون عجبك لا تدقق في الباااااااقي.... خلاص تمممممممم !!
ركضت مرة ثانية لفوق عقب ما ثبتت عالقرار ..

رجع محمد لـ فنجاله وأمه تراقب وجهه بتركيز ..ما لاحظت بوجهه أي علامات تشير ان هذا واحد ينتظر ليلة ملكته..
قالت باهتمام وحنية : محمد حبيبي..
محمد وهو مشغل عمره بقراءة عناوين الجريدة : سمي !
أمه : لك ساعة جالس ورا ما تقوم تجهز ..يبيلك حمام عقب هالحلاق..
ابتسم وهو يرفع راسه لها : لاحق يمه لا تخافين...لسا بدري...
تركته على راحته يوم حست أنه ما ودّه وإنه مو مستعجل... وقامت عقب ما أنهت قهوتها عشان تجهز لملكته أحلى جهاز .. بالأول والأخير هذي ملكة بكرها ،،

جلس لحاله بوسط هدوء الصااالة يشغل عمره بعناوين الجريدة يمكن يلقى شي يستدعي اهتمامه ويشتت أفكاره عن ملكة الليلة اللي لا زال يحاول يرضى فيها ..ولا زال !!
بس وصله من بعيد ضجة اصواات..وضحك من برا ...
ومنهو غير بندر .. والواضح ان عمر معه ..

دخلوا الصالة وكل واحد يذب عالثاني وينكت عليه...لأن اثنينهم جايين من الحلاق بالمقابل .. عمر خفّف شعره شوي أما بندر حلق شعره بالكااامل وصار شبه اصلع ..
محمد رفع عيونه بدهشة : وراك حلقت لهالدرجة !!..صلعتك باينه..!!
ضحك بندر وهو يضرب صلعته... "معجبته" : لبى هالدميجة... اكتشفت اني أوسم كل ما خففت الشعر أكثر..
محمد وهو ينقل عينه لـ عمر اللي جلس بالكنبة : وانت عمر ليش ما سوّيت مثله !
ضحك عمر وهو يمرر يده على شعره واليد الثانية ممددها على الكنبة : شعري ما أستغني عنه... وبعدين كذا وضعي تمام ..
بندر وهو يحك صلعته باستغراب : ليش ما استعديت للحين ؟؟
محمد : لاحق كلها شاور وثوب وشماغ..وبخّتين عطر!
بندر ابتسم وهو يحس إن وضع محمد النفسي مستقر بعض الشيء..يعني أهون بكثير من الأيام اللي فاتت : أجل دااام كذا انا رايح آخذ شاور .. (بضحكة شقاوة ).. انا أخو المعرس يمكن ألقى لي بنوتة منا ولا مناك تسد الفراغ العاطفي اللي أنا فيه !!
عمر المنسدح قام يضحك وهو مستسخف حكيه ..أحيانا يصير بزر ما تقدر غير تضحك عليه ،
ومحمد قال بسخرية وااااضحة : لا تفكر تاخذ منهم من الحين اقولك..
ضحك بندر وهو يرفس فخذ اخوه الجالس عالأرض على خفيف : عُقدك لا تطلّعها علي... ان شاء الله ألقى الحلوة اللي تستاهلني...
محمد بسخرية وهو يتمعن بالجريدة ..بنبرة وااضحة : .. نعرف اثنينا مين هي الحلوة اللي تستاهلك !

تغيّر وجه بندر هاللحظة من عودتهم لهالموضوع... اللي قرر ينساه هالفترة لين يكتب الله فيه أمرٍ جديد... ويرتاحون ثلاثتهم من اللي صار... لكن محمد بحركة غريبة ذكّره الحين !!
ضاقت عيونه بندر بعدم رضا من اللي طراه الحين : مو وقته هالكلام محمد !
قام محمد واقف بيروح يستعد...وهمس بينه وبين بندر : كنت طلبت منك تدق الحديد وهو حامي.. طلبت منك هالشي لأني اعرف زين إني ذبحتها وبغيتك تكون الدوا عشان أتطمن دام مالي أمل... بس انت قررت بطريقتك !
سكت بندر ما لقى تعليق... ومحمد مشى وهو يسحب غترته معه طالع لفوق عشان يستعد لليلته اللي من المفروض تكون مميزة بنظره عكس هالفتور اللي يحسّه ،،

رمى بندر روحه عالكنبة وهو يحكّ راسه ويغمز بعيونه ... أحيانا الواحد يحتار ويتساءل ان كان قراراته اللي اتخذها صح!!...وللحين وهو يشوفه صح ..ومقتنع منها ! ،،
ويدري ان ابتعاده وسفره أمر لابد منّه لأنه هو الثاني مو قادر ينسى اللي صار.. وفي قلبه جرح ما برى ...ويحتاج هالفترة اللي يكون فيها بعيد عن كل منهم.. محمد...وسحر...
عمر وهو منسدح ، باهتمام : جهّزت لـ سفرتك لـ جدة؟
بندر وهو يتنههههّد : اييه تقريبا...
عمر بسخرية : بدينا تناهيد من ألحين... ترا ان بدا المعسكر مافيه أبي أهلي..
بندر لف عليه وهي يرجفه برجله والضحكة بصوته : انثبر يالزفت..
عمر : متى بتمشي ؟
بندر : بكرة بالليل !
عمر : اوه مستعجل أشوف !!
بندر : لو الود ودي اسافر اليوم..بس حكمتني ملكة محمد !.... (قام واقف)... انا طالع أستعد وانت؟؟
عمر وهو يمسك الريموت يقلب : شوي ورايح ..

تركه بندر وطلع فوق ، وصار عمر لحاله بالصالة ..
بوجوده لحاله...دخل ابو محمد جاي من برا .. وتقدم وهو يسلم بهدووء ..
ردّ عمر السلام وهو يستعدل بجلسته .. وغيّر قناة الأغاني مباشرة لقناة اخبارية..
إلا ابو محمد يقول وهو يقعد : اشوفك ما جهزت !
عمر : الحين اقوم ..
ابو محمد : محمد موجود؟؟
عمر : ايه طلع يجهز..

ابو محمد هز راسه بتفهّم وسحب الجريدة من الأرض يتصفّحها وما عاد قال شي...وعمر ما يدري ليش تذكّر اللي صار اليوم الصبح مع شادن ، وأبو محمد اللي نطّ عليهم فجأة ومن غير سابق انذار للحين ما علّق بشي واضح عن السالفة....
الموضوع يوتررر ، وهو ما يبيها تتعقّد يبي ينهي الموضوع بسلام لـ مصلحة شادن أولاً وأخيراً !!
سكوت أبو محمد الغريب وعدم حكيه.. خلّا عمر يزيد توتّر وبلحظة ماله الا يقوم ويهرب...
تنحنح وهو يوقف : .. أنا ..طالع أجهز تامر بشي !
ابو محمد وهو مغضن حواجبه بطريقة جادة.. وعيونه على السطور : سلامتك..

مشى عمر بسررعة براا... وهو متوتر ..وبدايات عصبية بدت تسيطر عليه...
شادن خااااااارتها بذيك الحركة... الحين وش بيفكر أبو محمد وهي بذاك المنظر بغرفته !!
دخل الغرفة وسكر الباب بالقوة... وقبل ما يخلع ملابسه رن جواله ...شاف المتصل بعيون ضيييقة.. ولقاه اسم الكريه اللي حاقد عليه من كل قلبه......... عياف !!...
زاد غضبه ولقى نفسه يتفل على الشاشة بكل قوة ...
الحقير هو سبب تخريب حياته هذي وهو السبب اللي يخليه يعطي مسألة ارتباطه بشادن ألف اعتبار واعتبار...
الحقير استغلّه بأضعف أيامه ,,, وأكثرها ضياع !!!

رمى الجوال اللي كان يلح بالرنين على السرير والقرف مالي وجهه... وتركه يرن ماله أي نيّة إنه يرد عليه !!
قام يبدّل ملابسه بينما الجوال عاد بالرنين مرة رابعة وخامسة وسادسة وهو واقف قدام المرايا مثل الأصمخ اللي ما يسمع أي شي...وعلى وجهه علامات البرود ما كأن فيه أحد يحترق يحاول يتصل فيه...
يدري إن عياف دامه يعيد الاتصال مراراً معناها انه بدا يفقد أعصابه ويمكن الحين أعصابه هايجة ...
ابتسم بسخرية وهو يلتقط زجاجة العطر ويرش كم رشة على ثوبه ... عيااااف حسابك عندي !!!!!
وأول حركة سوّاها إنه قفل الخط بوجهه وهو يشدّ على فمه من الغيض... من غير أي اهتمام بالعواقب !!
ثم قفل جواله مباشرة وهو عارف ان عياف مو من النوع اللي يستسلم بسهولة ...اليوم بالذات ماله خلق يسمع صوته ،،

:
/

مر الوقت... ووصلوا ابو محمد لقصر ابو راهي ...
دخلوا مشاعل وشادن مع امهم .. وكان باستقبالهم أم راهي اللي رحّبت وهلّت فيهم...
بالصالة الفخمة شافوا رهف وأروى حاضرين هناك مع بسمة اللي كانت جالسه بابتسامة ناعمة..مع بعض الحضور من قرايبهم ..
أول ما شافتهم بسمة قامت واقفه وهي تبتسم.. كانت لابسه فستان نيلي لتحت الركبة يغطي كتف واحد وبسيط ما تكلّفت فيه كثير ... وشريط نيلي من نفس اللون يغطي مقدمة شعرها اللي مايل على شقاار ..

قربت شادن اللي كانت لابسه فستانها الليموني الماسك على جسمها وواصل لتحت ركبتها...وشعرها مسويته شنيون مرخي نازل على جنب من شغل يدها البسيط .. ومشاعل تمشي وراها واللي كانت بدورها لابسه فستان بنفسجي وغني بلونه ..حفر من فوق ونازل لتحت ركبتها بشوي ولكنه واسع من تحت عكس شادن.. ويلف خصرها شريط حرير عريض باللون التفاحي ومربوط على جنب مثل الفيونك بوسطه ورده وأطراف الفيونك نازل على جنب... وشعرها القصيير اللي ما تعدّى رقبتها تركته على حاله بس حطّت شريطة بنفس لو الفستان تضفي رونق مميز على شكلها ..

سلّمت بسمة على شادن اللي ردّت عليها بحفاوة..عكس مشاعل اللي كانت باردة شوي بسلامها لـ بسمة ..
بسمة مع ذلك كانت تاخذ السلامات من مشاعل بشوية حرارة : نوّرتونا ..
مشاعل بملل : منور فيكم...
بسمة : تفضلوا ..
جلسوا جنب رهف وأروى اللي كانوا ينتظرونهم ...
بسمة راحت تسلّم على أم المعرس... "ام محمد"... ورجعت للبنات وعيونها تطلّ منها الفرحة من اللي بيصير الليلة ..
رهف بفضول وهي تناظر الصالة الواااسعة والحضور المتفرّق والمتنأنق : ما اشوف بنات غيرنا..
بسمة بخجل : محد غيركم لأني اعتبرتكم أقرب صديقاتي..
شادن عطفت عليها وابتسمت لها من غير كلام... وأروى التفتت للباب البعيد يوم لاحظت دخول أحد جديد ...وطاحت عيونها على أم خالد وهي تدخل واضح توّها جايه .. وباستغرااااب كبير يوم ما شافت سحر معها : ويييييينها سحر !!!

التفت مشاعل بسرعة لـ أم خالد اللي بدت تنزل عبايتها وام راهي ترحب فيها ... وفعلا ما لقت لـ سحر ظهوور.. قلبها انكمشش بقوة ...يعني وش متوقعه بتحضر ملكة اللي خذلها ؟!!!
رهف بضيق يوم ما لمحتها : جد ما اشوفها...لا تقولووون ما جت ؟!!!

بسمة سكتت وهي تنااااظر ام خالد بنظرات باااردة يوم استوعبت ان سحر ما جت !!... عكس ما تمنّت!!
شادن قامت بتروح تسلم وتستفسر لأنها حاولت تتصل على سحر اليوم وما حصّلت جواب.... وتوقعت انها بالأخير بتحضر ملكة محمد..مو معقول مارح تجي !!
مشت وهي تعدل فستانها الليموني لين وصلت لأم خالد اللي اتجهت لأحد المرايا البعيدة عشان تضبط زينتها ..
شادن بابتسامة : خالتوو اهلين..
لفت ام خالد بابتسامة وهي تدخل عطرها جوا الشنطة : هلا شادن حبيبتي...مبروك ملكة محمد !
ضحكت شادن : ههههه لسا ما بعد تمّت..بس بقبلها مقدماً
ام خالد : هههه حبيبتي... امسكي شنطتي شوي..
اعطتها شنطتها لين نفضت شعرها ثم رجعت تاخذها منها...وشادن قالت بقلق : خالتي وينها سحر !! لا تقولين مارح تجي احاول أتصل فيها وما ترد !

تنهّدت أم خالد وهو تحط شنطتها على كتفها وتمشي ببطء وشادن جنبها ..
ام خالد بهدووء وهم بعيد عن الناس : سحر الله يهديها سافرت اليوم الصبح ...
شادن بصدمة : شلون !!!!!؟
ام خالد : ايه كانت تعبانة وراحت مع أبوها ..
شادن بكآبة وقلق : ليييش وش صاير لها؟
ام خالد : مدري الله يهديها قررت فجأة وعمك خذاها معه...

ثم تعدّتها وراحت تسلم عالحضور..وعلى أم محمد خصوصاً..
رجعت شادن للبنات وهي مكتئبة وحيرانه ...إلا رهف استقبلتها بسؤال : هااا شدوون فرّحيني وقولي انها جايه بالطريق !
هزت شادن راسها نفي وهي ساكتة ...ما تدري وش تقول..ومو متخيّله ردة فعل مشاعل إذا عرفت !!
مشاعل مثل ما توقعت أصلا ما كانت تأمّل... وعفوياً لفت تناظر بسمة اللي ما عجبها الخبرر ابداااا ،،،
بسمة بعتااااب : مالها حق بصرااااحة !!!
رمت مشاعل عليها نظرة حااارقة خلّت بسمة تنتبه لـ عمرهااا...
بس حاولت تثبت على موقفها وبكل هدووء : جد حسافة إذا ما جت... حركة ابد مالها داعي..

شادن بابتسامة تحاول تبرر عذرها : اعذريها بسوووم خالتي ام خالد تقول انها تعبااانة ..
بسمة بزعـل : كنت أتمنى الكل يحضر بس خرّبت فرحتي !!

مشاعل رمت نظرة على شااادن... تقول فيها ، سكّتيييها لأقوووم عليها !!!
شادن رمشت بـ ، امسكي أعصاااابك !!

بسمة وهي تمسك جوالها : دام كذا بقوم أكلّمها أشوف أخبارها ..وحشتني !
عرفت مشاعل نيّتها ..ومسكت يدها بقووة قبل تتحرك : ..خلّك منها سحر ما تغيب إلا لـ عذر قوي ..
بسمة بنظرات بـريئـة ما انطلت على مشاعل : طيب بشوف أخبارها قلقتوني عليها !
مشاعل : وفّري قلقك وركزي بليلتك..
شادن قالت بابتسامة يوم لاحظت على مشاعل الفتوور ناحية بسمة.. وتدعي بس هالليلة تمر على خير بينهم : بسووم صحيح نسيت اقولك..سحر أرسلت لي رسالة اليوم تقول سلميني عليها ومبروك مقدما ..

بسمة رفعت حاجب واااحد وسكتت يوم حسّتهم يغطّون على سحر ويبررون لها ،،،
بس هييين ...الموضوع ما انتهى لهالحد... بتنتظر لما يكون محمد لها... وبعدين بتأدبها على حركتها البايخة هذي !... أجل أنا ما تحضر ملكتي !!!

:

عند الشباب ..
بمجلس الرجال اللي كان قمممة بالفخااامة والرحابــة ... كان القهوجي الأسمر الموجود يصب القهوة على الضيوف بانتظار وصول الشيخ لكتب الكتاب ...
خالد بابتسامة حلوة وهو يهمس لمحمد : أخيرا بشوفك معرررس..
محمد طقه بركبته من غير محد يحس ..وهو يتكلم من بين اسنانه عبر ابتسامة مبالغ فيها : اسسسكت يالسخيف تراني متوترر!!
ضحك خالد على شكله : ههههه متوتر ..أجل البنت وش حالها دامك كذا ؟!!!
محمد من بين أسنانه وهو يبتسم لـ راهي اللي التفت عليهم : خويييلد اقضب أرضك !!

ضحك خالد عقب ما طقطق وتونّس عليه ، والتفت على عمر الجالس جنبه...
خالد : ههههه سؤال محير دايما المعاريس الجدد كذا بليلة ملكتهم ؟؟؟
عمر وهو يعطي القهوجي فنجاله : هههه يعتمد..
خالد بـ فضووول : إنت كنت متوتر كذا ليلة ملكتك بشادن ؟؟؟
عمر وهو يتذكر ذيك الليلة "الحلم" بكل تفاصيلها .... كانت حلم...بس مضطر يهدم هالحلم مُجبر !!
قال بابتسامة هادية : ملكتي مع شادن استثناء محد يقدر ياخذنا مقياس ..
خالد سخر منه ومن نبرته المغرورة : اللهُ أكبــــررر على غرورك !!!
عمر ضحك : ههههه بنتظر ليلة ملكتك ..ترا دورك بعد محمد !!
خالد : هههههه يصيييير خير !!

حضر الشيــخ أخيرا ... وانضم لهم بالمجلس...
محمد حاول يبتسم للكل وهو يشوف ان الشيخ فتح دفتره وجهّز قلمه لكتب عقد جديد... حاول يحافظ على هالابتسامة عسى ما ينكشف زيفها .. حاول يبتسم عشان ابو راهي خصوصاً اللي توتّرت العلاقة معه... من ذاك الحكي بينهم فـ البر ومحاولته للتفاهم معه بخصوص الغاء هالزواج وهو متغيّر عليه ..ومن ذاك الوقت إلى الحين وتعامله معه يغلفه بعض الجفاء... تعامله مع محمد اختلف وذيك الحميمية تلاشت ..وصار أكثر رسمية بتعامله !!
وهالشي يزيد الضغط على محمد ..لأن علاقته بأبو راهي قبل ما تكون نسب ..علاقة شغل مهمة كثير ،،

تم عقد الملكة .. وتم التوقيع من الطرفين ...ومحمد كان يدفّ حاله دفّ عشان يتممها على ما يرام من غير لا يحسس أبو راهي بأي شي يعفس الموضوع اكثر من ماهو معتفس ...
أول من تقدم له عشان يبارك كان بندر اللي كان هااادي طول الجلسة وما ينلام لأن ابو راهي من اول ما شافه ما بلعه ولا ارتاح له : مبروك محمد.. الله يهنيك..
محمد : الله يبارك فيك...عقبالك..
بارك له أبوه... ثم جا خالد...وعقبه عمر... ثم راهي... إلا أبو راهي ظل جالس بصمت مهيب فـ مكانه وهو يلعب بسبحته بينما البقية كانوا وقوف مشغولين بالسلام...
لاحظ محمد ان ابو راهي هو الباقي ما سلّم...جالس وهو حاط رجل على رجل حتى ما رفع عينه بنظره وحدة... والواضح إنّه يعاقبه بهالأسلوب ...
كره محمد طريقته بالتعامل هذي.... وكره وصوله لهالمستوى من التنازل ،
ولولا دخول أطراف ثانية بالسالفة وأولهم عمّه... كان عفس الدنيا ومارح يهمّه النتايج !!
لكن فيه اللي يمنعه من هالتهور ،،!!!

رسم ابتسامة ناعمة وتقدّم لأبو راهي اللي لازال جالس بعقدة بين حواجبه ما يناظره ... وقرر يتنـازل للمرة الألف وهو ينحني عليه ..ويحب له راسه ، وقال : مبروك يا عمي ..
اكتفى ابو راهي بهزّة راس صلبة وثقيلة.. وحواجبه متغضنه للحين من دون ما يرفع عينه ،،

جا راهي لـ خالد وبندر وعمر وهم واقفين يسولفون عقب ما انتهت مراسم الملكة .. خالد وبندر ابتسموا له..إلا عمر اللي عقد حواجبه وغلّفه الجموود ونظراته بردت !!
جاااي يوقّف جنب عمر بكل هالبجاحة .. ما كأنه سوّى سواته ذيك وقلّة حياه مع بنات الناس !!
كره عمر هالتبجّح في هالولد ... وما أخفى هالنفوور ..ومو من طبعه أصلاً يخفي شعوره تجاه الأشخاص... يمتلك الجرأة باظهارها بوضوح ومو يهمّه الطرف الثاني... مسك خالد من ذراعه : تعال معي اختنقت !
التفت خالد عليه باستغراب...وراهي ناظره بصمت وبروود وما علّق..
خالد : على وين !
عمر : بشمّ هوا ...

طلعوا من باب المدخل لناحية الساحة الخارجية اللي يزيّنها حدايق خضرا واضاءات ملوّنه حول الأسوار وقريب من الشجر...
خالد بحيرة : شفيك عالولد..!؟
عمر وهو يعدل شماغه الأحمر اللي له زمان ما لبسه..بكل بروود الدنيا : شفيني ؟!
خالد : ما شفت وجهك كيف كان عليه ؟؟...الكل لاحظه حتى هو ..
عمر : خلّه يلاحظ يمكن يستحي على دمّه..
خالد بدهشة : هاا !!!!
عمر باشمئزاز وهو يلمحه طالع من الباب : أنا طالع الحين ما رح احضر العشا ..
خالد وهو يهمس على جيّة راهي : وش بقول لـ عمي؟؟؟
عمر : قوله طرى له شي ضروري وطلع..

جا راهي وهو يقول : شباب بتطلعون ؟؟
عمر وهو يلتفت عليه وبنظرته صقيع البرد .. واضح إنه ماخذ منه موووقف وبقوووة : أنا ماشي..
راهي عقد حواجبه وهو حااااس بهالعداء الوااضح..عمر ما يتوانى بإظهار مثل هالتعابير الصريحة..وجرررريء فيها ،،
راهي وهو محترم هالمناسبة مع إن اللي صار بينهم ذاك اليوم محد نساه فيهم : ما يصير تمشي الحين الوالد محرّص على عشا يليق فيكم..
عمر بسخرية وهو يشوفه يختار الكلمات اللبقة بعناية : .. بلاش هالأدب معي يالشيخ دامك منت صادق فيه..

تغيّر وجه راهي شوي ..وخالد دق عمر بكووعه لأن عمر ماعنده حدوود أحياناً ولا يحشــم إذا كان كااااره الشخص من قلبه !!!
عمر لف لـ خالد بنفس البرود والقوة : انا مااشي..

اتّجه عمر لـ خارج القصر وركب سيارته المبركنه قدام الواجهة...
خالد لف لـ راهي اللي كان متجهّم وابتسم يحاول يرقّع أسلوب عمر الحاااد ،، مع إنه ما كان فاهم شي وليش حسّ بالتوتر موجود بالجوووو !!
وهو يحاول يلطّف الجو بسالفة عابرة... دق تلفوونه ويوم شاافه كان جمال..ابتسم لأنه يدري ان اليوم ملكة محمد ولد عمه ..وأكيد اتصل يبارك وياخذ الاخبار ..
استأذن من راهي انه بياخذ هالمكالمة وبعدين بيلحقهم داخل ...

:
/



♫ معزوفة حنين ♫ 07-09-11 10:43 AM


طلعت بسمة مع البنات للحديقة وهي مبسوووطة عقب كتب الكتاب..وعقب ما أخذت التباريك من الكل كانت شوي وتبكي من الفرحة..
أخذتهم برا لين يحين وقت العشا عشان توريهم الحديقة..برغبة منهم لأنهم يبون يشمون هوا نقي بعيد عن جلسة الضيوف داخل ..
بسمة وشادن واروى ورهف يمشون على مستوى واحد ... ومشاعل لحالها بالأخير .. تمشي بعدهم بمسافة والهدءو سااكنها.. كانت طول السهرة على غير عادتها قليلة سوالفها وضحكها مع البنات..
والحين عقب ما سمعت من شادن عن سحر .. أعصااابها ثايرة من اللي قالته !!
"سحر سافرت مع عمي ..رجعت لـ روسيا" ..
منصدمة ومنقهره من الخبر...سحر تروووووووح كذا !!!! وهي ما عندها خبر !!..
بقد ماهي مصدومة من سفرها المفاجئ هذا...وبصباح ليلة الملكة !!
مقهورة عليها كمان وهي عارفه إنها اكيد خذت هالقرار من دون وعي ...
على إنها معصّبه من الخبر .. إلا إنها من جهة ثانية حااااسه بالمــرااارة من اللي صار ..،،
سحر سافرت !!!؟.... وهي ما تدري !!!
وتدري إنها ما تقدر تلومهــا مهما كان حجم عصبيّتها !!
ما تقدر تلومها...وهي عارفه ظروفها ..!!


شادن وهي تتأمل الأنوار المزيّنة الأحواض بشكل راقي : بسووم حديقتكم كبيرة ورااايقه !
بسمة : من ذوقك !

اخذتهم لجلسة موجودة بوسط الحديقة يوم ابتعدوا عن مكااان الحفلة والضيوف .. مكان هادي ومنعزل..
جلسوا وهم يسولفوون..ولحقتهم مشاعل وانضمت لهم وكل فكرها بجوّالها ما تدري تحاول تتصل فيها وتشوف أخبارها ولا لا !!!
بسمة اللي كانت منحرجة شوي لأن في بالها طلب تبي تطلبه من شادن... ومو عارفه تبداه..خصوصا قدام البنات ما قدرت تحكي ..
أروى بضحكـة مُستمتعة وهي تشوف بسمة وش قد ماكلها الحيا عقب تمام الملكة : بسمة خلاص ريّحي أعصابك واسترخي ..ما يسوى عليك كل هالحيا..
بسمة بخجججل : مو قادره..حاسّه بشعور غرييييب !
أروى وهي تضحك : ما يحتاج تتوترين... انضميتي لنا انا وشادن كل وحدة وراها عرس قد الدنيا...
ضحكت بسمة وهي تتخيّل عرسها.. واحمر وجهها زود خلّت أروى ورهف يضحكون عليها...

مشاعل كانت عايشه مع نفسها بعالم ثاني.. تقلّب بالجوال بين اصابعها وهي مدنقه وسااارحه وكل تفكيرها يروح ويجي بين إنها تتصل فيها أو ما تتصل،،!!
قاموا البنات على حلول وقت العشاء ... ومشاعل خذتها فرصة إنها تحاول تتصل فيها دامها بتكون لحالها..
مشوا البنات قبل ... إلا شادن قالت باستغراب : ليش جالسه يلله ندخل !
مشاعل : اسبقوني بحاول اتصل بسحر ...
شادن رجعت تجلس وانحنت قريب منها ، بهمس : انتي تعرفين وش فيها ؟؟.... حركة سفرها هذي من دون لا تقولنا غريبة !!
مشاعل تقلص بطنها ما تدري وش تقول .. هل تقول لها ان هالمِلكة هي السبب !!؟!!
مشاعل وهي تضغط الأرقام : ماعرف ، عشان كذا بتصل أشوف ليش سوّت كذا !!

رجعت بسمة مرة ثانية يوم شافت ان شادن ما لحقتها ..وبتساؤل : وش فيكم يلله ندخل !
قامت شادن تاركه مشاعل على راحتها : يلله .. مشاعل بتلحقنا بعد شوي ..
لفت بسمة لـ مشاعل بفضــوول وهي تشوفها مشغولة بالجوال ، ومن أول السهرة وهي مو معهم !!..مشغولة البال وشكّت ان سحر هي السبب.. وانها هي اللي تتصل فيها الحين ،،
بسمة بنبرة جامدة : تتصلين بـ سحر ؟؟
رفعت مشاعل عيونها بملـــل ونزّلتها من غير لا ترد ،،

شادن : لا تتأخرين طيب بتسأل امي عنك..ما يصير تتأخرين عالعشا وانتي ضيفة..
مشاعل وهي تحط الجوال على اذنها : مارح اتأخر ..شوي ولاحقتكم...

راحت شادن وبسمة معها ... اللي استغلت وجود شادن وقررت تطلب منها الطلب اللي كانت مستحيه تقوله قدام البنات ..
بسمة : شادن... بطلب منك شي دامنا لحالنا..
شادن وقفت عند اهتمام باستغراب : ايش؟؟
بسمة وهي تعض على شفاتها ، وتفرك يديها ببعض : ..و...ودي.... ودي منك رقم محمد ..!!
رفعت شادن حواجبها من هالطلب : ..تبين رقم محمد.. الحين؟
بسمة بتوتر : مووو شرط ألحين...بس قبل تروحين... مقدر أطلبه من احد غيرك !
شادن : وليش مستعجلة كذا... ما يحتاج انتي تدوّرين رقمه لأنه بالأخير هو اللي بياخذ رقمك ويتصل وتكون المبادرة منه...

بسمة في قلبها مو متأكدة إنه بيبادر ..ومستبعدة هالشي ومارح تأمّل نفسها عشان لا يخيب أملها ..
بسمة بتوتر : برضوو ودّي يكون رقمه موجود معي... عادي؟؟؟
شادن ما قدرت تعارض... : اوكي ..بعد العشا أعطيك اياه..
بسمة براااحة : شكرررا شاادن... بتصيرين أحلى اخت زوج..!!
ضحكت شادن على هالكلمة ودخلت جوا..وبسمة وراها..


مشاعل اللي كانت تحاول تتصل...ركبها عفرريــت وقااامت تخبّط بالجوال على حافة الطاولة بعصبية بشكل متكرر يوم ما لقت جواااب...!!
مشاعل بغييييض والجوال بيدها اهترى : يا كلبة يا سخييييييفة لييييييييييييييييش تسووين كييييذاااا !!!!
فلتت الجوال من يدها يوم حسّت انه راح فيها !!
مسكت راسها بالقوة وهي تدنننق بقهر ... "لييييييييييش تسوين كيذا؟؟" ..
وش بسوي أنا الحين !!..وش بسوي من غيرك وأنا اللي كنت ناويه اقولك عن قراراتي اللي بعطي فيها أخوك درس بحياته مارح ينساه !!..
من غيرك مالي قووة !!.. لييييييييش تسووين كذا !!

خنقتها عبرتها وهي تحس إنها مارح تشوفها ...وما تدري ليش تخيّلت إن روحة سحر هذي لـ روسيا... هي روحة من غير رجعة !!
ما تخيّلت ان سحر بترجع عقب كل شي صار ..!!

انسدّت نفسها حتى عن الأكل... ورغم رحابة هالبيت وفخااامته وجماااله إلا إنها كارهه المكان وما لقت فيه ميزة وحدة تخليها تحبه...،
وصل لسمعها حس أحد يضحك ، ويسولف بـ مرح.. صوت جايها من الخلف مع نسمة الهوا.. صوت بعيد ولكن واضح ... وتمنت هاللحظة إن أذنها تصوّر لها وما يكون النبرة اللي تسمعها حقيقة ..
وعشان تتأكد إنها مو حقيقة ....التفتت لـ ورا وهي جالسه عالكرسي...وشافته حقيقة × حقيقة بالناحية الثانية يمشي بالمنطقة اللي هي قريبة من مجالس الرجال ومداخلهم...يمشي وهو يحكي بـ جواله بكل زينته وكشخته...ومندمج مع اللي يحاكيه لأنها كان يضحك وهو يعلّق..!!
ارتدّت مكانها وهي تعطيه قفاها ..غمضت عيونها بخفة وهي تعض شفااتها بغييض وحقد من آثار كلامه ذاك !!
والله والله ما يمر كلامك بهالبساطة يا خالد !!
فلتت شفايفها السفلية من أسنانها وهي ترجف من غيييض وغضب !!..
ورغم إنه كان بعيد عنها ..إلا إنها حسّت باقترابه لأنه ببساطة كان يتجوّل عشوائياً بالأنحاء القريبة من منطقتهم.. والمكان اللي جالسه هي فيه ما هو بعيد..!!
مهيب على استعداد للتصادم معه ألحين.. ولاهيب في موود يسمح أصلاً !!
سمعت بعض سواليفه وعرفت ان اللي يحاكيه..واحد اسمه جمال... وتذكّرت مباشرة إنه الصديق الوحيد اللي تعرفه من أصدقاء خالد المجهولين... هذاك الدكتور !!
اتّخذت قرارها في ثانية...وقررت تقوم بسرعة وتترك المكان بلمح البصر... لأنه لو تجرّأ ووجّه لها مجرد كلمة حتى لو كانت سلام مارح تسسسكت واحتمال تفجّر فيييه !!!


عند خالد اللي كان يكلّم جمال وهو يضحك..وخطواته تاخذه من غير لا يحس : وبعدين معاك...قلنا لك عقبالك !
جمال : والله كان ودي أحضر دامها ملكة ولد عمك...بس انت ما عزمتني يالهيس !
خالد : آآسفين قلنا... بس ما توقعت انك متحمس لهالدرجة !
جمال : مو مسألة حماس...بس ياخي ولد عمك بيملك وأنا أحب هذي اللحظات السعيدة..!!
خالد ضحك غصب : ههههههههههه خلاص خلاص فهمت ، من الحين الزواج إنت معزوم عليه..
جمال بانشراح : اييييه هذا الحكي الصح... المهم سلّم لي على محمد..وبارك له باسمي..
خالد : عشرين مرة قلت لي..خلاص ولا يهمك اعتبر سلامك واصل ..
جمال ينكّت عليه : يا زييييينه ولدي الشطووور اللي يسمع الكلااام... تربية ايدي يا حبيبي !!
خالد بـ سخريــة : كأني عطيتك وجه على سالفة ولدي هذي !!
جمال : ولدي غصبن عليك...ما تشوف الفرق بيننا.. أنا عدّيت الـ 31 وانت توّك بنص العشرينات يعني بزر بعيوني يا عيووووني !!
خالد ما استحمل ، اسلوبه كان مضحك : ههههههههههههههه مقدر أجاريك لين صرت مثل العجيّز الحنانة !!
جمال : هههههههههه نذل !!!
خالد باستهزاااء : وبعدين كم مرة قلت لك ان الأهم هو رجاحة العقل وبهالحالة أشوف اني انا أبوك وانت ولدي ..!!
هالمرة ضحك جمال : هههههههههههه ما يصدقوني الناس لين قلت لهم انك حقير ونذل بس مو مبيّن عليك..
خالد بغرور : نذالتي لايقه علي !

ثم رفع راسه لجهة المجالس اللي تركها يوم حس بحركة الرجال هناك وشكلهم بدوا يدخلون للعشاء.. رجع للجوال عشان يستأذن بيسكّر إلا طاحت عينه على المخلوق البنفسجي اللي كان يعبر قدامه من بعيد...دقق بنظره باستغراب وشافها بنت لابسه بنفسجي حلووو وهي تعبر الحديقة بسرعة صاروخية .. قدام عيونه اللي ما قدرت تميّز الملامح بهالبعد وبسبب كميّة الاضاءة المتوفرة ..
حانت منها التفاته شرسة له وهي تمشي بسرعة .. وهالالتفاته منها خلّت خالد يعرفها رغم انه بالبداية ما قدر يستوعب انها هي ... عمره ما شافها بهالهيئة الأنثوية ، وبمثل هالفستان اللي يخلّي أي بنت قمة بالنعومة وبهاللون الآخاذ اللي مطلّعها بطلّة مختلفة..!!
بس كل هذا تلاشى بجزء من الثانية وهو يشوفها تمشي وعيونها الحااااقده مسلّطه علييه !!
نظراتها الشرسة هي اللي استقرّت بباله وهو يشوفها تسرّع بخطواتها رغم انها لابسه كعب حاد صعب المشي فيه بالحدايق ..

مشاعل اللي كان كل همّها توصل لـ داخل .. شتمت عمرها وهي تحاول تسرع مو قادره بسبّة الكعب اللي ما في بينه وبينها أي علاقة صداقة وود..تكره الكعوووب وما تعوّدت تلبسهم بس شادن الله يهديها أجبرتها !!
زادت سرعتها تبي تختفي عن عيونه ..وهي ترجف من الغييض ومو قادره تنسى كل كلمة سم رماها عليها ذاك النهار !!
هالسرعة خلّت كعبها يغووص ببقعة رطبة بالحديقة ومنها التوت رجلها وما درت نفسها الا طاااايحه على وجهها !!!
عضت على شفااتها من الغيييض اللي زاد مرارة وهي ترفع صدرها عن الأرض بيديها..والدمووع تتجمّع بعيونها لا إراادي لأنها حسّت ان الكعب انكسر ، والأهم ان هالغباء والطيحة صاروا تحت نظر خالد !!!

خالد لا شعوريا فزّ مع سقوطها وطااارت عيونه من صدمة وقوعها الغريب !!
تحرّك بسرعة ناحيتها والقلق مااالي عيونه يوم شافها ما قاامت !!

ناداها بصوته الرخيم وهو يقرب بسرعة : مشاااعل ؟؟
عضّت على يدها وهي مغمضه عيونها مو قادره تلف وتناااظره .. دموعها لا تطيح !!..لا تطيييح !!

وصل خالد لعندها ، ولا شعورياً وبديهياً انحنى ويده تقبض على ذراعها عشان يقوّمها ..
ما تحمّلت اقترابه وتعامله اللطيف هذا ، وعطره ورقّته..وبدون شعور نفضت يده بكل قوة ملكتها لدرجة ان يده طاارت بالهوا : وخخخخخر يدددددك عني !!!

ناظرها مصدووم من حركتها العنيفة ذي... وعقد حواجبه بجديّة يوم شافها تناظره وعيونها تمووج.. وهي جالسه عالأرض ويدها حاطتها على رجلها ..اللي شكلها بدت تألمها..!!
خالد باهتماام وااضح : رجلك تألمك ؟!
مشاعل وهي تحاول توقف بصعووبة ووجهها للأرض : مو شغلك...
جا بيمسكها مرة ثانية يوم لاحظ ان الوقوف صعب حيييل عليها ... نفضت يده مرة ثانية وهالحركة خلتها تهوي للأرض مرة ثانية ..
مشاعل بغييض يرجف لأن دموعها للحين ما نزلت : قلت لك مو شغلك وخخخخر عني !

ما عجبه وضعها وعنادها... قرّب للمرة الثالثة وهالمرة مسكها بالقووة من ذراعها وجرّها واقفه وهي تتأوووه وما اهتم لشتمها ورفضها..
مشاعل نفضت يدها عنه وهي تسبّه وتشتمه !!
ويوم شال يده عنها انحنت هي راكعه عشان تلتقط كعبها اللي انكسسر !!

التقطت كعبها وهي راكعه ومستنده بيد وحده على ركبة وهالشي خلاّ أول دمعة تطيح من عيونها لتأثير الجاذبية... ما حبّت خالد يشوفها ولذلك سوّت حركة غريبة وهي انها جمدت راكعة ما عاد رفعت راسها ..
خالد ما عاد فهم وش فيها ... راكعه وكأنها مريضة أو حاسه بلووعة !!
ناداها بقلق جامح : مشاعل ..؟
مشاعل وهي راكعه كانت مغمضه تاخذ أنفاس عميقة ومتسارعة عشان تهدّي من ثورتها ..ما ردّت عليه لأنها إن ردّت ما تدري وش بتقول !!

مشاعل أخيرا حكت عقب فترة ..بصووت واااجم من غير لا ترفع راسها : اتركني !
خالد بألـــم : ..... مشاعل !
مشاعل بحركة عنيفة ثانية رفعت راسها وهي ترجمه بالكعب المكسووور : يا غبــي اتركننننننني !!!
ضرب الكعب بصدره .. نقل عيونه من مكان الضربة لوجهها ببطء وهو جد مصدوووم من حركتها والحقد اللي بعيونها ،، ورجفة الغيض اللي بأوصالها تهزّها من فوق لتحت !!
خالد بألم : مشاعل بس !
مشاعل بغييض الدنيا : مابي أشوفك ولا طلبت مساعدتك روح عني.. جعلي أموت وش اللي يهمك !!
ثم تقدّمت له وهي تعرج وانحنت مرة ثانية للكعب المكسور.. اخذته واستدارت وهي تعرج ، راحت وهي تسب وتشتم بنفسها وفيييه ... !!
أما خالد فالموقف كله للحين ما استوعبه ... منبهت من اللي صار !! .. منصدم من هالحرب الواضحة اللي شنّتها عليييه !!!
عوّره قلبه حييييل..وحس إنه مختنق !!

:
/

بـ روسيـــا ،،
بغرفة سحر اللي رجعت لها بعد طول غياب ... كانت تحاول تشغل نفسها بوضع ملابسها بالخزاانة..وترتّب بعض الأشياء الضرورية بالغرفة طالما إنها قررت تعيش هنا فترة طويلة !!.. هالقرار اللي سيطر على مخها بالكامل.. ما بعد قالت لأحد عنه ..
وناوية تقول لأبوها عن قرارها ويمكن تتحجج بالدراسة او شي من هالقبيل..لأن اللي تعرفه حالياً رجعة للرياض مارح ترجع !!
كانت تحط الملابس ويدها ترجف لأنها متيقنة ان هالوقت بالرياض..وهالساعة بالتحديد ساعة الاحتفال بالملكة...
مو قادره تتغلب على هالشعور رغم أنها تحاول تفكر بأفكار ثانية..اشياء حلوة ثانية !!..
بس مو لاقيه...مو قادره تلاقي افكار حلوة ...خيالاتها عن الملكة مسيطرة عليها وهي تحس إنها منسيّه وإن محمد جالس يعيش ليلته بكل ما عطاه ربي من فرح...متناسي ان فيه وحدة كانت تبيع الدنيا كلها وتشتريه!!!
مسحت دموعها بقطعة من الملابس يوم استوعبت انها انذرفت...
فيه شي جاااثم على صدرها مو قادره تفسره... فيه اشياء كثير ما تدري شلون تعبر عنها وترتاااح !!
شهقت وهي ترمي باقي الملابس داخل الخزانة بكل همجية مو قادره تكمّل شغلها !!
فزّت وهي تبكي يوم سمعت جوالها يرن بنغمة رسالة ... جوالها طول اليوم وهو يرن وهي ما ترد عليها ..ما كانت تقدر ترد على شادن ومشاعل لأنهم أكيد بيطرون الملكة وبيسألونها عن اشياء هي ما تحب تسمعها ولا تبي تجاوب عليها ..!!
لكن هالرسالة كانت مختلفة ... كانت من (بسمة) اللي ذبحتها من الوريد للوريد..
" مبرررووك علي محمد !
كنت أبي اسمعها منك...بدل الحركة اللي سويتيها
عالعموم غيابك مارح يأثر على فرحتنا انا ومحمد"

مبروك علي محمد !
مبروك علي محمد !
هالكلمة قطعت قلبها نصصصيين يوم استوعبت ان الملكة تمّت خلاص...
وان الحلم اللي كانت تحلمه بكل عذوبة وشفافية..انسلب منها وصار هالحلم ملك لانسانة ثانية ..مالها أي حق فيه !!
حلمها اللي كانت تبنيه بخجل...اليوم ما بقى منه شي!!
تلاشى بالكامل ... تيقنّت إنه ألحين تلاااااشى وان اللي كانت تعيشه ما كان يوم حلم ، إلا وَهَم وسرااب !!
الحلم اللي تعبت عليه ورسمت عليه أحلامها...تحوّل لخنجر يذبحونها فيه وأولهم بسمة اللي مصرّه تزيد أوجاعها ..!!
ما صارت تعرف تسيطر على آلامها العاطفية والنتيجة انها تبكي وهي مو عارفه توقّف !!
حطّت يدها على قلبها ما تدري لمين تشكي هالألم اللي تحس فيه..وماهي عارفه تداويه..تبي أحد يداويه ..تبي احد يساااعدها تتخلّص من هالتهاااوي بحفرة مالها قاع !!
رمت الجوال بعيد ما تبي تقرى حروفها ..والتّشمّت الواضح بحروفها ..!!
وغطت وجهها بيديها وهي تحس بالوحدة النفسيّة ..مو عارفه تفهم اللي قاعد يصير لها.. ما عارفه تتخلّص منه وهي كل شوي تحاول تتقمّص القوّة !!

وهي بهالحال سمعت دق عالباب... ودخول صوفيا البشوشة ..كانت جايه ناويه تساعدها على ترتيب اغراضها ولكن منظر سحر المنهار خلّاها تركض لها..
قالت وهي تخلط روسي مع انجليزي مكسّر : مابكِ ؟... عزيزتي ما بكِ؟؟
ما عرفت تجاوب أو حتى توقف شهقاتها ..
صوفيا خاااافت جد : ماذا حدث لك ؟.. هل تعانين من شيء؟
عدم استجابة سحر...خلّاها تركض برا الغرفة وهي مرعوووبة عليها.. نزلت تحت ركض تبي تنادي أبو خالد...

بالصالة كان أبو خالد جالس يسولف ويا تركي وينكّت وياه... وهم يحتسون قهوة سودا توّها صوفيا صلّحتها لهم... ابو خالد كان لابس بدلة من فترة ومستعد يروح الاجتماع بعد شوي... وقبل ما يحين الوقت جلس هو وتركي يتقهوون ويسولفون بمرح ...
ابو خالد : جهزت غرفتك؟
تركي بضحكة : أظن إن هالشقرا ضبطتها ..
ضحكت ابو خالد عليه : هالشقرا اسمها صوفيا احفظه لا تفشّل عمرك..
تركي يمزح : ههههههه ما تدري يا عمي ان نقطة ضعفي الشقار يعني..
ابو خالد : ههههه الله يهديك

انحنى تركي للطاولة الخشبية الكلاسيكية وألتقط فنجال قهوته .. باللحظة اللي دخلت عليهم الشقرا على قولة تركي ..وهي خاايفه ووجهها منعفس...
ابو خالد باهتمام : صوفيا وتس أب ؟ .. (مالأمر؟)
رفع تركي عيونه وهو ماسك الفنجان.. وضاقت بجديّة من شاف وجهها منقلب !!
وقالت بانجليزيتها المكسرة : سير الآنسة لا اعرف ما حصل لها !!
ابو خالد بقلق : ما بهاا ؟؟
صوفيا : لا أعرف تبكي بشدة وكأن أمرا كبيرا قد حصل !!

طاح قلب ابوها وهو يفزّ واقف ...وعبر الصالة الكلاسيكية بأثاثها وأرضيتها الرخامية الغريبة ..بينما تركي ما تزحزح واكتفى انه يعقد حواجبه بجديّـة تزيييد..ونظراته تضيق بصرامة وهو يشوف ابو خالد يسرع لفوق وصوفيا معه ..
سؤال واحد حيّره ...
وش صار لها الغبية ؟؟؟!!



يتبــع ،،


تعبت عالبارت بجد واللي خلقني..
ولأني مشتاقه لتعقيباتكم فأنا حاولت أعطي أكثر شي بهالبارت ..
وعساها تكون عيدية قد الدنيا ..

البارت الجاي ان شاء الله مارح يتأخر..
وبحاول أبداه من بكرة ^^

احبكممم



pure white 08-09-11 12:26 AM

جدد باااارت روعة و يستاهل الانتظاار الحمد لله حالة سحر تحسنت عن قبل و حاسة انها بتكشف تركي قرييب اما محمد مسكيين و ربي رحمته مدري كيف بيتحمل هالغثة بسمة لوعت كبدي :busted_red: ومشاااعل وااي عجبتنيي بس يا خوفي تكره خاالد من قلبها يعطييك العافية يا عسل :;lkjlkutrfc:

nona-zidan 08-09-11 04:53 AM

كتير حلو البارت تسلم ايدك علي النقل :winking_doll::361::361:

الغنادير2 08-09-11 01:33 PM

وااااااااااااااااااو روعه مشكوره على النقل

جوجو الدلوعة 08-09-11 09:50 PM

روعة ياعسل

nsamir 11-09-11 11:39 PM

بارت أكثر من رائع

الأحداث كثيرة ومشوقة

مسكينة سحر والله يأخذ هالكريهه بسمة

ان شاء الله سفرة روسيا تحسن حالها

مشاعل ان شاء الله تثبت لخالد انه خسرها

عمر يا رب يبعد عن العصابة ةويرجع لشادن

في انتظار البارت الجديد

♫ معزوفة حنين ♫ 14-09-11 09:32 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة pure white (المشاركة 2863166)
جدد باااارت روعة و يستاهل الانتظاار الحمد لله حالة سحر تحسنت عن قبل و حاسة انها بتكشف تركي قرييب اما محمد مسكيين و ربي رحمته مدري كيف بيتحمل هالغثة بسمة لوعت كبدي :busted_red: ومشاااعل وااي عجبتنيي بس يا خوفي تكره خاالد من قلبها يعطييك العافية يا عسل :;lkjlkutrfc:





يعاافيك ربي ..
نووو^_^ووورتي ..



♫ معزوفة حنين ♫ 14-09-11 09:32 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة nona-zidan (المشاركة 2863355)
كتير حلو البارت تسلم ايدك علي النقل :winking_doll::361::361:





يسسسسسسسسسسسسلللمك ربي ..
نووو^_^ووورتي ..



♫ معزوفة حنين ♫ 14-09-11 09:33 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الغنادير2 (المشاركة 2863603)
وااااااااااااااااااو روعه مشكوره على النقل





العفو ..
نووو^_^ووورتي ..



♫ معزوفة حنين ♫ 14-09-11 09:33 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جوجو الدلوعة (المشاركة 2863826)
روعة ياعسل





مرورك الاروع ..
نووو^_^ووورتي ..



♫ معزوفة حنين ♫ 14-09-11 09:33 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة nsamir (المشاركة 2866549)
بارت أكثر من رائع

الأحداث كثيرة ومشوقة

مسكينة سحر والله يأخذ هالكريهه بسمة

ان شاء الله سفرة روسيا تحسن حالها

مشاعل ان شاء الله تثبت لخالد انه خسرها

عمر يا رب يبعد عن العصابة ةويرجع لشادن

في انتظار البارت الجديد






آنتي الرووووووووووووووووووعة ..
نووو^_^ووورتي ..



♫ معزوفة حنين ♫ 17-09-11 07:01 PM



الجـــزء
33

---------------------------------



بغرفة سحر كان الحال مقلووب .. ومن دقايق وأبو خالد يحاول يهدّيها وهو مو فاهم سبب واحد يخليها كذا !!
دخل عليها وهو مفزووع من اللي قالته صوفيا تحت وإن فيه شي كبير صاير لها ،،
والحين ماخذها بأحضانه وهو كله قلق وارتياب وحييررة !! .. كانت مستسلمة استسلام تام لهالموجة العنيفة من البكي وما حاولت تقاومها ،، ولا عندها ذرة مقااومة ..!!
حاول يسألها وهو يطلب منها تهدى لأن وضعها هذا ماله تفسييير واضح !! ، وبالمقابل هي ما كانت قادره تتكّلم !!
ابو خالد وهو يربّت على أعلى ظهرها بينما كانت راسها مغروز بصدره : بسس بابا بس اهدي وقولي لي وش اللي متعبك ؟!
كانت تلهث بقوة تحاول تجمع اكسجين وهالصوت الوحيد اللي كان يطلع منها نتيجة للطاقة الكبيرة اللي استنفدتها هالدقايق !!
ابو خالد بقلق : احكي وانا ابوك خليني أعرف وش صاير معك ؟!
ما ردّت وكان صعب الرد لأن طاقتها تقريبا تلاشت مافيها حييل حتى تفتح عيونها !! هي الحين بالموت تلتقط أنفاسها ..
أبو خالد بعطف : تبين المستشفى ؟... خلينا نروح بابا
هزّت راسها نفي كـ رفض وهو مدفون بوسط صدره...
قام يمسح على راسها وهو يقرى عليها وهالشي اخذ منه ثلث ساعة إلين حسّ ان طاقتها نفـذت والبكي أخذ منها اللي أخذه !! وهدت أخيراً وماعاد لها صووت ..
رن تلفونه داخل جيب بدلته السودا وعرف ان هالاتصال له علاقة بالاجتماع..اللي اقترب وقت بدايته..
رجع لـ سحر بنظرة قلقة لقاها هجدت تقريبا واستكانت .. وبتردد بين إنه يروح أو يبقى ... رفع عينه لـ صوفيا اللي كانت فاهمه تردده...
قالت يوم لاحظت هالقلق عليه : سأبقى معها ..لا تخف !
ابتسم بـ شكر ..ثم رجع لـ سحر وهو يغطيها باللحاف ويمسح على راسها ... وكأنه تطمّن نوعاً ما يوم غلبتها موجة الهدوء والطمأنينة.. وأغلقت عيونها تبي تغفى ..
أبو خالد انسحب يوم حس ان بنته تبي تنام ... ومشى بعيد عن السرير ناحية الباب .. وهو يقول : صوفيا تعالي لـ دقيقة !
لحقته صوفيا لـ خارج الغرفة ..وهي عارفه إنه بيعطيها عدّة وصايا جادّة وصارمة ، بخصوص سحر طالما إنه ناوي يطلع ألحين !
:
/

تحت بالصالة الكلاسيكية .. اللي تمتاز بألوانها الغامقة والدافية الممزوجة بين الزيتي والبيج والبني..
تركي كان ماسك فنجان قهوته وهو واقف عند الرف أعلى المدخنة اللي كانت مشتعلة بنار جديدة ..نتيجة للجو البارد بالخارج .. كان يلعب بالشمعدانات فوق الرف..يحرّك واحد ويحطّه بمكان الثاني بعبــث ، وانتظار ..
لحظــات ، ورفع عينه للساعة الدائرية الكلاسيكية المعلّقه فوق الرف يشوف كم دقيقة مرّ على روحة ابو خالد فوق.. ثم أرخى عيونه مرة ثانية وهو يرفع الفنجان لشفاته وأصابعه تعبث بهدوء وبدون توقّف...
سمع خطوات تطرق الأرض من وراه... ترك الشمعدانات وهو يلتفت بهدوء للخلف والفنجان حطّه عالرف...
تأمل أبو خالد اللي كان ينزل الدرج
واقترب وهو يحك خدّه وعقدة واضحة بين حواجبه : عمي بشّر عساه خير؟؟
وصل أبو خالد قباله وسط الصالة وهو يتنهّد : خير ان شاء الله ..
تركي : شخبارها الحين؟؟
ابو خالد : الحين تركتها غافية ... ( أخرج جواله اللي رجع يرنّ للمرة الثالثة ! .. ثم اتّجه لحقيبة الشغل المتروكه عالصوفا... وكمّل ) : مضطر أمشي ألحين...
جلس يلمّ أغراضه بسرعة وهو يقول بقلق واضح : بس قبل لا أمشي بغيت اقولك هالكلمتين..وسامحني بزعجك فيها ..
تركي عقد حواجبه باهتمام واضح ...
سكّر الشنطة ثم رفع عينه لـ تركي بجديّة : بما إني مارح أكون موجود هالكم ساعة قلت لصوفيا ووصّيتها اذا استجد شي أو صار شي ثاني مو زين .. تقولك !
تركي باستغراب وهو يأشّر على نفسه باصبعه الابهام : ...تقولي أنا ؟؟
ابو خالد وهو يدسّ بعض الأوراق بوسط ملف بسرعة : مدري وش بلاها اخاف تحتاج المستشفى وبهالحالة لازم واحد يعرف يتصرف ..ان شاء الله مارح يصير شي بس لأني أبي أتطمّـن من ناحية وجود أحد مسؤول ..واذا صار شي لا تنسى تدق علي !....لا تنسـى !!
رفع تركي يده يحك شعره المنعفس وهو يغمز بعينه بخفّة... ببساطة لأنه مو متخيّل وش بيصير ونتيجة لهالشي مو متخيّل وشلون بيتصرّف !! ..
ابو خالد وهو يلبس سترته لاحظ سكوت تركي : .. بغثّك وانا عمّك..بس والله هالبنت مقلقتني مدري وش صاير لها...مدري شلون بروح الاجتماع الحين وهي بهالحالة ...بس مضطر وان شاء الله دامك هنا وصوفيا معها برتاح شوي...
ترك تركي شعره وهو يبتسم مرة وحدة ابتسامة مريييييحة جداً : لا يهمّك... قلت لك اليوم هي اختي وخوفي عليها من خوفك... لا تشيل هم بكون قريب وان شاء الله مارح يصير شي !
رفع ابو خالد يده وهو يربّت على كتف تركي العريض : ..ما تقصّر يا ولدي... مع نبرتك هذي أنا بروح متطمّن...
تركي : لا تكبّر الأمور مافيها الا العافية .. روح لشغلك وانت مرتاح... واعتبرها في أيدي أمينة دامي أنا والشقرا معها ..
ضحك ابو خالد لنبرته المريحة وابتسامته العذبة ... فيه شي داخله يخليه يرتاح له وكل مالها الراحة تزداد مع الأيام !!..
اتجه ابو خالد للباب بخطوات سريعة وتركي مشى وراه...لين ركب السيارة اللي طلبها وتركي واقف يراقب أسفل الدرجات الحجرية...
ابو خالد وهو يفتح الشباك والسيارة تستعد للتحرّك : ارتاح بغرفتك يا وليد وان صار شي كايد صوفيا بتقولك...
رد عليه تركي بإشارة سلام صامتة من يده واليد الثانية بجيب بنطلونه...وابتسامة صغيرة على ثغره ،،

تحرّكت السيارة وسط هالمساء المظلم... وطلعت من حدود الفيلا عبر البوابة البعيدة الموجود بين الشجر.. واختفت...
وأخيرا رمى تركي نظرة خلفية للفيلا وتحديداً ناحية باب المدخل المغلق من عقبه..والنور الأصفر المضاء على عتبة الباب.. يقول لأبو خالد السبب ؟؟؟...هل يقوله السبب اللي يخلّيها كذا ؟؟؟...هل يعلّمه إن ولد أخوه واللي واثق فيه...هو السبب ؟؟؟

أعطى الفيلا العالية ظهره وعينه تغوص بالظلمة الخفيفة المحيطة بالريف حوله.. والأفكار تاخذه وتودّيه...
ومشى وهو شارد فيها ناحية الكوخ الشتوي الموجود خلف الفيلا...واللي يطل على منظر طبيعي ريفي ممتد لأميال واميال خلف الفيلا... فتح الباب الخشبي المعتّق وداهمه الجو الدااافي الغريب جوا الكوخ !!...أغلق الباب بطرف أصابعه وعينه تطيح على الموقد المشتعل .. ابتسم برضا يوم شاف ان الكوخ محتوي على اشياء ما كانت موجودة يوم يوصل وان الخادمة جهّزته وأشعلت النار بخبرة ...
مشى بهدوء لداخل وحذاءه يطرق الأرض الخشبية ...تقّدم للصوفا الفرو وهو يمسك ياقة جكيته بيد وباليد الثانية يفتح السحّاب من أعلى رقبته للأسفل..
رمى جسمه رمي عالصوفا ورفع رجوله الثنتين عالطاولة الخشبية الموجودة قدامه... وعيونه تتأمل الموقد الموجود قدامه والنار اللي تاكل بالحطب البني ... حرّك بصره بصمت وهو ياخذ نظرة تأمليّة جديدة بالمكان اللي ينقال له الكوخ الشتوي ...!!.. واللي هو عبارة أصلا عن غرفة معيشة ..والاختلاف الوحيد عن غرفة المعيشة داخل الفيلا ان هذي داخل كووخ..وملموومة ..وحميميّة أكثر !!..والجلسة فيها لها طعم مختلف !!
تخيّل عايلة ابو خالد وهو تجلس هنا بعض الأوقات.... لا شك فيها متعة غير عن الفيلا...وأدفى !!
رفع عينه للجدران اللي كانت عبارة عن أحجار بنية غامقة ومتراصّة بقوة نفس طريقة الأكواخ التقليدية ... والأضاءة الصفرا الخفيفة واللي معطيه رونق ساحر للمكان كان مقتصره بس بوجودها بالزوايا الأربع أعلى جدار..مع وجود بعض الأبجورات للحاجة جنب شاشة البلازما المسطّحة والمعلّقة على الجدار البني حتى ما ياخذ مساحة زايدة... أما ديكور الصوفات فكان يغلب عليه الفرو والألوان المدموجة ما بين البيج والبني حتى يعطي انطباع بالدف في عز الشتاء ..
ابتسم وهو يتلمّس الفرو براحة يدّه...
ودّه ينااام .. من الصبح وهو صاحي وما غفى الا دقايق بالطيااارة ...وبكرة من بدري لازم يروح المعهد عشان يشوف أموره ...
تذكّر عنوان المعهد اللي عطاه اياه ابو خالد...دس يده جوا جيب الجكيت وأخرج الورقة الصغيرة اللي عطاه اياه قبل ساعة ... فتحها يتأملها مرة ثانية وكان مكتوب فيها اسم المعهد والعنوان..وكل اللي عليه بكرة انه يعطيه راعي التكسي وهو يدلّه.... ابتسم وهو يحرّك اصبعه على الورقة باستمتاع بسيط وترقّب..!!
دسّ الورقة مرة ثانية داخل جيبه ..وسحب بدالها جواله وأهله يطرووون على باله ،،،
تذكّر اخته اللي تركها وهي بعزّ غضبها ودموعها ... ومن غير تردد اتصل على رقم البيت ...

ثواني وردّ عليه صوت أمــه ...
ابتسم وهو يرمي راسه عالوسادة الفرو الموجودة جنبه : هلا يمه ..
( تهلل صوتها ) : ...هلا تركي.. انت وصلت؟؟
تركي : ايه لي فوق الـ 6 ساعات ..بس توني فضيت اكلمك ما كنت بروحي..
أمه : عسى ما تعبت يمه ؟
تركي : لا الحمدلله......أخباركم؟؟
أمه : بخير وأنا امك... أبوك بخير لا تشيل هم...
تركي بضحكـــة : والكتكوت الزعلان؟؟
أمه وهي تتنهد بصبــر : اختك من رحت ما طلعت من غرفتها ... ما راحت حتى المدرسة ...
تركي وهو رافع حواجبه : الله !!... ما طلعت للحين؟؟
أمه : مدري وش أسوي معها...البنت تكبر يا تركي وانا ما اقدر اعطيها كل اللي تبيه دام وقتي كله لأبوك..
تنهد تركي وهو يحط أصابعه الحرة على عيونه ، ويتمتم : عارف ..!
أمه : ليتك تفاهمت معها قبل ما تروح.. ألحين وش أسوي معها؟؟
تركي : ما يكون الا خير .... بكرة ان شاء الله تنسى زعلها..
أمه : الله يصلحها ...
تركي وهو ينزل يده عن عينه ويحطها على صدره ، وهو منسدح : قوليلها تركي عالتلفون يبيك !
أمه : لحظة أشوفها ..

تركته أمه عالتلفون دقايق وهو يناظر السقف بانتظار وملل...
إلى أن رجعت بعد شوي وهي تتنهّد بوضوح : .. عيّت تجي !
زم شفايفه لبعض وهو ساكت ...ثم قال بعد لحظة : مصرّه ما تبي ؟؟
أمه : قلت لها اخوك يبيك ..قالت ما تبي تكلمك !
ابتسم بخفّة على جنب : .. تلوي يدي يعني ؟؟
أمه ابتسمت : والله هذا اللي بيدها مسكينة بعد وش تسوي ؟؟؟
ضحك بتهديييد : قوولي لهااا يصييييير خير.... دواها عندي !
أمه : والله انت واختك تصلحون... أنا تعبت من كثر ما تحشّ بطاريك عندي !
ضحك غصب : هههههه شايله بقلبها هالبزر !
أمه : ..حاول تتصل بكرة فيها...يمكن يكون اللي براسها طاح ..تدري انت ان جنى ما تقوى على صدّك بس اللي تسويه الحين مجرد اخذ موقف وأنا أمك..!
وهو مبتسم : أدري تراني خابزها هالبزر بيديني... بكرة بتنسى ..
أمه بقلــق : وانت وينك فيه الحين؟؟ وش تسوي ؟؟
تركي : أبد بغرفتي وناوي انام من التعب..
أمه : وانا امك انتبه لنفسك تراك صرت مقلقني ... بكل لحظة أهوجس فيك مدري وش صاير عليك
تركي بليووونة : لا ينشغل بالك علي... تطمني وخلك مرتاحه...

ودّعها وسكر الخط...ثم رمى الجوال على الطاولة اللي جنبه وهو راقد...
وبرجوله رفع نفسه لين قام واقف وهو يشيل الجكيت .. فتح التي في بريموت الكنترول اللي طاحت عينه عليه... قصّر عالصوت واتجه لشنطة أغراضه.. أخذ منشفته وبعض الملابس الدافية والمريحة ...واتجه للحمام الموجود بالجهة الثانية والمتواجد على يمين مدخل الكوخ... ناوي ياخذ دش حااار ويسترخي عقب هاليوم المتعب !!
:
/

انتهت حفلة الملكة تقريبا ... وما بقى أحد من الضيوف الا البنات تقريبا ..
وخلال الجلسة اللي كانت بالمجلس المجاور للصالة ..بسمة جالسة وهي ماسكه جوالها ومنزّله راسها ..تتأمله بشرووود وتفكير وماهي مع البنات بسوالفهم... مرّت ساعة ونص تقريبا من أرسلت الرسالة لـ سحر ...وللحين ما حصّلت رد !.... ابتسمت ابتسامة خفيّة محد انتبه لها وهي داريه ان الرسالة صعب ينرد عليها...

أروى ورهف قاموا يلبسون عباياتهم عشان بيطلعون ...
بسمة رفعت عينها من وقوفهم المفاجئ...وبخيبة أمل : ...بتطلعون ؟؟
أروى بابتسامة : ايه ما عاد الا الخيير...شوفي الساعة كم الحين .. صارت 12.. وامي اتصلت تسأل!
بسمة : كنت أتمنى نسهر أكثر...
رهف وهي تشوف المكان اللي قلّوا فيه الضيوف وما بقى غير 2 أو 3 من المقربين جداً : ..لا خلاص كل الضيوف راحوا ..واحنا البنات ما جلسنا الا عشانك... بس تأخر الوقت ..

لبسوا وسلّموا عليها ..ثم راحوا طالعين ..وبهاللحظة شافت شادن أمها وهي تأشّر لهم يقومون لأنهم خلاص بيطلعون ...
قامت شادن وهي تلبس عبايتها ومعها مشاعل..
بسمة شافتهم وبخيييبة ثانية : ..حتى انتوا بتطلعون؟؟؟
شادن : ايه الماما تقول بنطلع...
بسمة : ما مليت منكم !
شادن بضحكة : نخليك عاد تعيشين ليلتك.. الواحد يحتاج فترة مع نفسه عقب الملكة ..

مشوا سوى لأمهم اللي سلّمت على أم راهي وتبادلوا حديث وداعي سريع... ثم طلعوا للباب ..ورهف وأروى كانوا قدامهم .. يستعدون للخروج !
بس واقفين مكانهم وشكلم ينتظرون أحد !

مشاعل وهي طالعه شافتهم عند باب الشارع : ما بعد طلعتوا ؟؟
رهف وهي تلتفت لورا : ..ننتظر سواقها...جديد وشكله مضيّع البيت !
شادن بضحكة : هههههه اركبوا نوصّلكم !
أروى : ههههه لا الحين بيوصل توّه معطيني رنّة ..

شادن وهي تشوف أمها تطلع أول وحدة من الباب : أجل احنا بنسبقكم بندر وصصل !!
أروى باستهبال : بندر الشوجاع !
ضحكت شادن : هههههههههه ايه... ( سمعت صوت هرنااات سيارته متواصلة بمرررح وازعاااج ... وكمّلت بتأفف ) : بدا حركاااته الحين موب ساكت لين نسكّر باب السيارة ..
أروى وهي تسمع هررناااته معكّر الجوو الهاادي : بسرعة أجل ..واضح مو هامّه هالازعااج اللي يسويه ..
شادن : اشوووفكم على خير..
وطلعت بسرعة ومشاعل وراها.... واروى رفعت جوالها بتشوف السواق إذا وصل...ما درت إلا بيد تسحبها بكل عنف وتتجاوز معها الباب للـشارع.......كانت رهف !
أروى بخرعة من حركتها : وش تسووووين !!!؟؟؟
رهف بإقدام وهمس : أبي أشوووفه !
أروى بصوت واطي : مجنونة !
رهف بهمس بالمقابل : سمّيني اللي تبين ! ، خلينا ننتظر برا ..
تأفّفت أروى وهي تسحب يدها من قبضة رهف وتمسك جوالها بيديه الثنتين وهي تطقطق أرقام السواق... ورهف ابتسمت وهي واقفه بعيد ..وقدرت تسمع صوته باللحظة اللي فتحت مشاعل الباب الخلفي...والتهزيء من الاثنين مشتعل !
تناظره وهي تتذكّر اثنين ..كانوا من أهم محاور حياتها ... بأسبابه تتذكر كل من .. أخوها ..ومحسن !
أروى لمحت السيارة : يلله هذا هوو جا ...

مشت أروى ورهف وراها مباشرة ... وعشان يوصلون لسيارتهم اللي وقفت بعيد شوي .. كان لازم يمرّون قدام سيارة بندر الواقفة واللي كان ملتفت لورا مشغول بملاسنة وتهزئ مع مشاعل !!
ثم التفت لقدام عقب ما انتهى وهو ماسك ضحكته من فورة أعصاب مشاعل اللي عرف يثيرها ... شاف البنتين اللي يمرون ووحدة منهم تأشّر بيدها بطريقة وداع ناحيته ... عقد حواجبه وما فهم ، إلا يوم سمع شادن في المقعد اللي وراه تضحك : يا حبيييلها ... (كشفت وجهها وطبعت بوسة على راحة يدها وهي ترميها ناحيتها ) امووااااااه... باااااي أروى !
رفع بندر حاجب واحد .. وابتسامة ماكرة على وجهه : ..صديقاتكم ؟؟
شادن : ايييه اللي أشّرت بيدها شكلها أروى ...

من غير تردد وبلكاااعة رمى قبضة يده عالهرن بقوة وهم يمرّون من أمام السيارة ...
نقزوا أروى ورهف يوم انطلق الصوت المفزع جنبهم..ووحدة صرخت والثانية مسكت صرختها ...وناظروه بفزززع وخطواتهم تهدّي غصب ..لقوووه ميّت ضحك وهو مدنّق...وشادن من وراه تكفّخه مع كتفه والواضح إنها معصّبه عليه..!!

شادن : حرااااااااااااام عليك روّعتهم !
بندر : محد قالهم يتحركون مثل البطّات ... أنا واحد أبي أمشي للبيت بسرعة..
شادن وهي ماسكه ضحكتها : إلا قل حركتك هذي ما تخلّيها.. تسوّيها باللي تعرفهم واللي ما تعرفهم !! كم مرة طاح قلبي بسببها ..وانت تنبسط !
بندر ضحك : هههههههههههه ما أمداني اسويها فيك انتي ومشاعل اليوم...وصديقاتكم الضحية هالمرة !

مشاعل بسخرية وهي مستكينة بمكانها : تلقاهم حقدوا عليك !..حركتك ذي سامجة وربي..!
رفع بندر عينه للبنات وهو مبتسم ابتسامة عريضة مو قادر يمسكها من الموقف... شاف وحدة منهم تركب مباشرة...لكن الثانية فتحت بابها ..ورمت عليه نظرة طويلة ..قبل تقطعها وتصعد السيارة العالية..وتسكّر الباب!
بندر بضحكة مشاغبة وسااخرة يوم شاف ذيك الحركة : ههههه ...يا إنها معجبة ..يا إنها حاقدة !
مشاعل بسخرية : وين تعجب فيك يا حسرة وانت مشتغل بعبع ... هذي البنت اللي بغت تموت بسبّتك !
بندر التفت للخلف ببلاهه... وواضح إنه ناسي عملته وما شكّلت عنده اهتمام !
بندر بغباء : أي بنت ؟؟
مشاعل باستهزاااء : بالله يالمجرم؟؟...ان كنت ناسي اللي سويته ذاك اليوم ..فذي مصيبة ما بعدها مصيبة !
بندر عفط وجهه وهو جد ناااااسي : ما اعرف بنات تراني..من الحين أقولك ...(التفت لأمه يوم شافها تناظره من على جنب ....ضحك من قلبه وهو يحاول يدافع عن نفسه ) : هههههه مشاعل يا تبن أمي قامت تشكّ فيني ...ههههههههههههههه !!
مشاعل بسخرية : قال ناسي قال... انت تنسى والبنت يا حياتي أخذتك كابوس بالنسبة لها ..!!
ضحك زود يوم شاف أمه ترمقه بنظرااات..ومشاعل مو راضيه تسكت ..
بندر : ههههههههههههههههههه خلاص انطمي ..يمه تراني ما اعرف وش تقصد هالخبلة !
امه : ... والله مدري وش يطلع من وراك...
بندر : هههه أقصى شي سويته الخرعة اللي قبل شوي ..

حرّك السيارة ورا سيارتهم ..متجّه للشارع العام عشان يمسك طريق البيت...

عند أروى ورهف بالسيارة ..،
أروى وهي ترمي جوالها جوا الشنطة بعصبية : اوففففف...خرّعني الله يقلع ابليسه... عقب هالحركة كل الاعجاااب راح !
ثم التفتت لـ رهف اللي كانت حاطه خدها على يدها وعينها عالشارع ..وجوابها الصمت ..
أروى بحنق : هييييه عقب هالحركة اكرهيه !... جد ما عنده ذوق يخرّع بنات رقيقات مثلنا... واضح ما يعرف للذوق !
رهف اكتفت بنظرات عالشارع ..ويدها تحت خدّها..
أروى أردفت : .. شكل ترويع خلق الله من هواياته هذي ثاني مرة يخرعنا...!!
رهف للحين ساكتة والواضح ان ما ودّها تدخل بالنقاش..
أروى : رهف أكلمك أنا !
نزّلت يدها من خدها والتفتت بهدووء .. وقالت : أسمعك !
أروى : بتنامين عندي اليوم ؟؟؟
وهي تتنهّد بصوت كسووول : ..شكلي !
ابتسمت أروى مبسووطة : أخيراااااً بنرجع لعادتك القديمة ..زمان ما نمتي عندي وش الحلو اللي صاير لك اليوم !!.. هاديك الله !
رهف بكسسل : .. لأني عارفتك مارح توصليني للبيت ..والوقت متأخر الحين.. وابوي هاليومين مسافر للدمام ما عندي أحد بالبيت..
أروى : خالي مساافر؟ الله يرجعه بالسلامة ...(بسطت يديها للسما بربشة ) : يا رب كل يوم يسافر عشان تجين عندي !
رهف بنظرة ساخرة صغيرة : وش بيفكّني الحين ..بتمسكيني عندك أسبووع..مارح تطلّعيني بتحبسيني فـ بيتكم
ضحكت أروى : هههههههه والله اشتقت لنوماتك عندي... (بابتسامة ناعمة لها مغزى كبير) : ..مدري وش بيسوي محسن لا درى..!
فتحت عيونها بقووة وهي تناظرها بارتبااك : لا يدري...سوّي أي شي ، دخّليني لبيتكم بالدس هرّبيني مثل الحرامية ..بس محسن لا يدري !.
كتمت أروى ضحكة كبيرة : وليش ان شاء الله ...خايفه من انتقامه فيك !!
رهف بارتباك : مافيني حيل مواقف معاه...ما تدرين انتي.. أتعب أنا لا شفته ..ينهد حيلي وقلبي يعوّرني !
أروى وهي ترخي راسها عالمسند وراها ..وبنبرة كسولة : .. واضح محبّتك له وش مسويه فيك !!
بضيق لفت رهف للنافذة : قفلي الموضوع !
أروى : مصرّه انتي على عقابك الغبي هذا فيه... كم مرة قلت لك ارحميه يكفي اللي صار فيه من موت عزيز..
رهف بضييق : قلت لك قفّلي الموضووع !!
أروى بملل : والله تراك تعاقبين نفسك قبل تعاقبينه...ولّا هو وش ذنبه... ترا أخوك كان متهوّر أكثر منه ..واثنينهم كانوا غلطانين..بس ما نقول غير الله يرحمه واللي صار قضاء وقدر..
غمّضت رهف عيونها..وبهدوء وكأنها تسترجع الذكرى : ..مين اللي اتّصل بعزوز في نص الليل والناس نايمين..وأصرّ عليه يطلعون سوى لسهرة التفحيط الخطرة ذيك ؟؟؟
غمضت أروى عيونها بالمقابل.. وهي تتذكّر معها : ومين اللي علّم محسن أساساً على حركة التفحيط بأنصاص الليول ؟؟...مو أخوك الله يرحمه؟؟!
سكتت رهف وهي مخنوقة..تناظر الشارع والحكي في هالموضوع متعب ...من سنتين وهو تاعبها !!
أروى حاولت تخفف وتتكلّم بليونة أكثر : اللي صار قضاء وقدر.. عزوز ومحسن كانوا مثل الاخوان ومحسن عانى من فقده يمكن أكثر منك...
رهف وهي تتأمل السيارات برا بشروود وصدرها مختنق : خلاص قفّلي الموضوع... مو قادره أنسى انه سبب بموت عزوز ذيك الليلة !
أروى وهي تتنهّد..وبنبرة بدت تتحوّل للجد : ... لا تجبرين محسن يطوي صفحتك للأبد... تراه صابر على أمل لكنك مسكّره بوجهه كل الأبواب..
التفتت رهف بسكوت وصمت لأروى عقب هالكلمة ..
أروى بابتسامة متألمة : ما كنت بقولك شي عن هالموضوع...بس الظاهر بتجبريني اقولك ..
رهف عقدت حواجبها بحيرة .. وكأن أروى بتحكي عن شي ..جديد ومستجد !
أروى : أكررلك مرة ثانية لا تجبرين محسن يطوي صفحتك...وشكله جدْ بدأ بهالموضوع !
رهف ما فهمت هالتلميح ..وعيونها على بنت عمّتها ..
أروى بوضوح : محسن خطب يا رهف !

التمعت عيون رهف بقووة ..واتسعت بؤرتها والخبر كان بمثابة الصدمة ..وشي ببساطة ما كان متوقّع !
أروى لمحت ردّة الفعل بعين بصيرة..رغم ان رهف حافظت على هدوءها وحاولت ما تبيّن شي على مظهرها الخارجي..
أروى بــ نبرة استجوابية : ..مصدومة ؟!
أنكـرت رهف وهي تهز راسها نفي : ... لا !
اروى بابتسامة : بعد تنكرين !... شوفي رعشة يدك وتعرفين وش قد انتي فاشلة بالكذب..
بردة فعل طبيعة خبّت يدها تحت شنطتها ..وهي تقول بنبرة ثاااابتة : .. أنـا.. وهو انتهينا من زمان !
أروى تنهّدت من قلب : .. إلهي منــك.!..!!
رهف بصوت مهزووز شوي ، تحاول تسيطر عليه : .. ما أقدر أنسى يا أروى...ما أقدر..!
تنهّدت أروى وقررت تضرب عالأوتار الحساسة يمكن تجيب نتيجة مع هالعنيدة : .. طيب ما ودّك أقولك...عن البنت اللي خطبها ؟؟

لفّت رهف مرة ثانية على أروى وهي تحاول تسيطر على عمرها من هالخبر اللي كان بمثابة الضربة الموجعة !! وعيونها تمتلي حيرة من جديد..
أروى ابتسمت على جنب..بمزيج من سخرية وألم ..من الصدف : ..بتنصدمين ..اذا عرفتي !
رهف وعيونها تلتمع..مو قادره تتخيل اسم محدد من نبرة أروى الغريبة ..
أروى كمّلت بوضوح : ... سحر.. يا رهف !

رهف وعيونها تتوسّع بقوة....والكلمة انسلّت من شفاتها من غير شعور : ... مُستحيل !
أروى بصوت خافت : .. مو مستحيل... محسن خطب سحر !...سحر صديقتنا !!
رهف جمعت كفوفها المرتعشة بحضنها ..وهي مو راضيه تستوعب...ومو راضيه تسمح لنفسها تتأثر... لأن هالشي بالنسبة لها انتهى !.....بس...
هالخبر صعب !..
لأن محسن كان بيوم من الأيام ... قلبها اللي ينبض !
فارسها اللي تحبه...!

أروى وهي تلف قدام بنبرة تستكمل الحديث : أمي اختارت سحر وكأنها ما صدّقت تلقى ضالة محسن...انتي ما تدرين ان محسن حط مواصفات تعجيزية بالبنت اللي يبيها..بس عشانك وعشان يرتاح من حنّة امي...حطّ مواصفات صعبة لأنه كان يبي يكسب وقت معك ..!
غمّضت رهف عيونها بالقووة وهي تحاول تسيطر على ثورة الخبر داخلها ... ما يصير تتأثّر..ما يصيييير..!!
كيف ما يصير؟... وهي كانت بيوم من الأيام...على وشك الزواج منه !!! ..كان بينهم عقد !!..
كانوا على مشارف حياة مشتركة...بس كل شي تغيّر بيوم وليلة !!
كل شي انهدم..بسبب ذيك الليلة !!
قالت بصوت يرجف :..م مستحيل سحر توافق !
ناظرتها أروى باستفهام ..
رهف وهي تكرر : ايه مستحيل توافق...!!
أروى وهي تتنهد : لا تستعجلين الأمور ... أمي تقول إن خالة هيفاء (أم سحر) واضح إنها موافقه..ويمكن تقنع سحر !
رهف هزت راسها نفي بقوة واصرار : لا !...م مستحيل سحر توافق أقولك !!
أروى بحيرة : مو فاهمه سر هالثقة !!
حطت رهف يدها على وجهها وهي تحاول تطرد هالتأثر..الغير مبرر بالنسبة لها !!

وصلت السيارة ودخلت فيهم داخل البيت ..
أروى وهي تفتح الباب..حسّت أن رهف تعيش آثار هالخبر : ..الحين خلينا ننزل !.. سيارة محسن مو موجودة ويمكن يوصل بأي لحظة ..!
بيد سريعة ومرتعشة فتحت الباب ونزلت وهي تكتم خنقتها من هالخبر...
سحر يا محسن ؟؟؟؟....سحر ؟؟؟

ركضت بسرعة لداخل ..وأروى لحقتها تمشي وهي تهزّ راسها بحسرة ويأس منها ،،
:
/








♫ معزوفة حنين ♫ 17-09-11 07:02 PM



دخلوا شادن ومشاعل البيت...وبندر عقبهم ... أمهم طلعت فوق عشان تنام بينما هم فضّلوا يجلسون شوي يسولفون عن الملكة وجوّها..
شادن وهي تشيل عباتها ...وتجلس بفستانها الليموني : ما قلت لنا بندوره كيف كان وضع محمد !!؟
ابتسم بندر وهو يرمي روحه عالكنبة : والله كان ثابت الولد..جبل ما يهزه ريح...
شادن بضحكة : ههههههههه لبى قلبه... رجع ؟؟
بندر : مدري طلعت قبله بدقايق ..بس أظن انه رجع !!
شادن وهي تشوف مشاعل تنصى الدرج وهي ساااكتة والصمت متلبّسها..وصايره هادية ما حكت شي عقب السيارة : مشاعل شوفيه اذا كان بغرفته خليه ينزل ..أبي أسأله ..
مشاعل بنبرة كسولة وهي راقبه : ..زين !

واختفت عنهم فوق ...
بندر التفت لـ شادن بملامح متسائلة لأن مشاعل كانت هادية طول مشوار الرجعة ..مما أثار استغرابه !
بندر : شفيها مو على بعضها ؟؟
شادن تنهّدت بقووة : بعذرها ...البنت مصدومة !
بندر وهو عاقد حواجبه : مصدومة ؟؟؟.. من وشو ؟؟
شادن بنبرة ضاايقه : .. تونا اليوم درينا عن سحر بنت عمي !

تقلّصت ملامح وجهه بانتباااه .. وعقد حواجبه زود : شفيها بعد؟...صار شي جديد؟
شادن : ..ما ندري كل اللي عرفناه اليوم إنها سافرت ...
تحرّك بندر بمكانه باهتماام اكتسح وجهه ..ودهشة : ...وشو؟؟
شادن وهي تحضن مخدة الكنبة : ما حضرت الملكة ...سافرت مع عمي...راحت روسيا....
سكت بندر وملامح الجدية على وجهه... وميّة فكرة اكتسحت خياله وكأنه عرف السبب !
قالت يوم شافت انه ساكت ما علّق : .. الغريب بالموضوع إنها سافرت من غير لا تقولنا...ما قالت لي لا أنا ولا حتى مشاعل ... ومشاعل زعلانة بسبب هالشي !
بندر قام يحك شعره من ورا وهو منحني شوي على قدام...واختار عدم التعليق عالموضوع .. ولو إن الخبر يُعتبر صــدمـة !!..
روسيا ؟؟...روسيــا مرة وحدة ؟؟؟!
شادن بضيـق وقلق وكأنها لقت فرصة تفضفض: مدري وش فيها ..من وقت رجعتنا من البر وطيحتها ذيك بالمستشفى..معاد صارت طبيعية وما تردّ علينا !!
غمض بندر عيونه وهي يزفر هوا خفيف من فمه.. لأن كلام شادن كان وكأنها توجّه التهم بطريقة غير مباشرة ، ومن غير علمها !!
شادن : مرة قلقانه عليها..!

أخيرا لقى بندر صوته...وقال بهدوء وثبات : حاولي تكلمينها !
شادن : حاولت لكنها ما تردّ !
بندر يحاول يطمّنها ..ويطمّن نفسه : ..يمكن وحشتها روسيا وراحت مجرد نقاهه وتغيير جو مع عمي ،
شادن بقلق : مدري بس مشاعل خوّفتني ،.. قالت إن سحر مارح ترجع !!

بندر رفع حواجبه فوق بدهشة ..ما يبي يصدّق هالاحتمال : وانتي تصدقين خزعبلات مشيعل... !!
شادن بقلق : مدري بس جدْ طريقة مشاعل وهي تقولها خوّفتني !
بندر ضحك يطرد هالهاجس الغريب عنها : بلاااش تخريف..
شادن بحزن : هي سافرت...وانت بتسافر بكرة !... وش هالكآآآآبة !!
ضحك وهو يمعط شعرها ويخرب شنيونها اللي ارتخى ..وطاح شعرها على كتفها : ههههه ..أنا محتاج هالسفرة بكل مافيها.. لازم تفهمين هالشي ،
شادن باكتئاااب : اوكي ما قلت شي...بس تدري انت مكانك محد يقدر يملاه...
بندر بمــزح : كان تبين تعالي معي ..ما أخالف تراني!
شادن بسخريــــة : ...وين بتحطّني ؟؟؟؟
بندر باستهبال : بالمعسكر خلّي عمر الجليد يحترق غيرة ههههههه
ابتسمت من اللي قاله : ..بيحترق ويحرقني معه... لا بجلس هنا لازم أحطّ عيني عليه ولّا بيضيييع !!
ضحك بندر يحسبها تمزح ...بس هي من خلال المزح ..عبّرت عن الشي الحقيقي اللي يقلقها ..
بندر : هههههههههههههه لا أوصّيك فيه ..
شادن بنبرة هادية ومُحبطــة : الله يعيني عليييه هذا اللي أقوله...أكبر امتحان أواجهه بحياتي هو ..!
ابتسم وهو يحوس شعرها مرة ثانية : جننيه شرشحيييه لا أوصيييييك... تراه يقولي بفتكّ من وجهك ومغثّتك عاد انتي حطي حيلك وحيلي فيه ..علّميه ان الله حق !
شادن بضحكة : هههههه لا ما فيني... جد ما فيني !
بندر : صايره جبانة اشوف؟..
شادن بضحكة : هههههه من هالناحية أفضّل اكون جبانة ..
بندر : ناكره جميييييل !
شادن : المهم غيّر الموضوع...متى بتمشي بكرة ؟
بندر : بالليل...عالساعة 8 ...رحلتي 9 ونص..
شادن وهي تقوم واقفه وتشيل شنطتها الذهبية وعبايتها معها : أجل أنا بطلع أبدّل.. وبشوف مشاعل ان كانت تحاول تتصل على سحر .. مع اني عارفه مارح تنام إلا لما تلقى جواب..
اكتفى بندر بابتسامة صغيرة وهادية ..من غير لا يعلّق على هالنقطة بالذات ..،
جت بتمشي بس التفتت ناحية الدرج الرخامي وهي تشوف محمد ينزل وهو لابس بنطلون ابيض قطني وفوقه بلوفر أصفر له قبعة من ورا وبأكمام طويلة...
ابتسم وهو يقرب ويديه بجيوب بلوفره .. ورمى روحه بكل عنف جنب بندر بحركة مقصودة ..
بندر : ياااااخ صاير دب !
محمد ببرود : وزني ما تغيّر !
بندر بسخرية : واضح...!!
محمد ببرود وهو يرفع رجوله فوق الطاولة ويحط الاولى عالثانية : ايه مشاعل تقول انكم طالبيني بشكل عاجل ..خير وش عندكم ؟؟
شادن وهي واقفه ابتسمت : بروووح أغير الفستان وبجيك ركض...أبي أعرف وش صار معك وقت الملكة !
تقلّصت ابتسامة محمد .. واكتفى بابتسامة صغيرة ونظرات دافية ناحيتها ..من غير أي تعليق !
شادن يوم شافت نظراته الصامتة : لااااا تقول ما عندي وقت... ترا مو مخليتك لما الفجر !!
ضحك بندر عليها : اعنبوها !!...أجل وش خليتي لليلة العرس... الملكة ما فيها ذاك الآكشن العظيم !
شادن رجمته بشنطتها تسكته وضربت ببطنه : وانت شدخلك !؟؟؟؟؟
بندر مسك بطنه بيد والشنطة بيد : اححح...مجرمة !!...وش حاطه فيها حشا حصاااة موب شنطة !!
جا بيفتحها من اللقافة بيشوف وش فيها ..جت شادن بسرعة وسحبتها منه بالقوة ...

بندر ببلاهــة ويديه معلّقه بالهوا : بشوف وش حاطه فيها ..؟
شادن : وش بيفهّمك انت باحتياجات المرأه العصرية !!..؟
بندر بحنــق : ووجع وش شايفتني ثووووور ما أفهم شي عنكم !؟
شادن : مدري صراحة بس إنت مالك مستقبل مع البنات ..عقب حركتك بصديقاتنا قبل شوي..طاح آخر كرت لك عندي !!
بندر رجع يضحك مرة ثانية : هههههههههههههه ... مالي مستقبلي عشاني روّعتهم ..!!
شادن : ايييه أجل بالله ذيك حركة من انسان راقي يحترم مشاعر البنات الرقيقة !؟
بندر بسخرية وملل : أقوووول روّقينا بلا بنات رقيقات بلا هم ،،
شادن لفّت لـ محمد اللي كان متمدد ومُستمع بإنصات : محممااااد شف أخووك تراه مخرّع بنات الناس اليوم !
محمد بابتسامة كسولة : .. خليه مصير البنات بيكرهونه على دفاشته !!
ضحكت وهي ترد بعيونها لـ بندر مرة ثانية : وهم بينتظرون أكيد كرهوووه من زمان !!..أروى أرسلت لي رسالة تهزأك فيه قبل شوي..
ضحك مرة ثانية...وبغرور : ههههههههههههههه عساها المعجبة اللي كانت تناظرني !!
شادن وهي رافعه حاجب بغرور : ..وانت مصدق انها معجبه فيك !!.. اللي كانت تناظرك تلقاها حاقده عليك حقد الدنيا...!!
بندر بضحكة مستمتعة : يا ساااتر ..كل ذا لأني روعتهم ببوري واحد !
شادن بسخرية وهي تقرب منّه...وبنبرة غييير تصديــق : إنت من جدّك نسيت اللي سويته ببنت الناس ذاك اليوم؟؟؟؟
عقد بندر حواجبه والابتسامة للحين على فمه... والأسئلة بعيونه !!
شادن هزّت راسها نفي بسخرية يوم شافت هالملامح البلها على وجه أخوها وكأنه ما يدري عن نفسه إنه أقدم على تهور شنيع ذاك اليوم ...
شادن بعدم تصديييق : لا جد شكلك نااااسي...يالأهبل...حالتك مستعصيه جد إنك دفششش وما عندك ضمير..!!
راحت بسرعة تاركته عشان تبدل...بينما محمد المنسدح قام يضحك من تهزيء شادن ونظرات بندر الضايعة ..
محمد : هههههههههههه وش مسوي بس عشان تهزئك كذا؟؟؟
بندر وهو يحكّ شعره بغبااء : ههه ...والله علمي علمك !..
محمد : هههههههه أهبل !
:
/










♫ معزوفة حنين ♫ 17-09-11 07:03 PM




بــ روسيــا...
جاوزت الساعة منتصف الليل... وسحر غافيـه بسكون وسلااام هاللحظات .. تقلّبت وهي تبدا تتوقّظ وشوي فتحت عيونها النعسانة وهي تحس انها شوي مصدعة... !
حطّت يدها على راسها وهي تاخذ أنفاس ثقيلة ..من النعاااس والخدرة المسيطرة عليها ،،
كم صار لها نايمة ... ؟؟.. وكم الساعة ألحين؟؟؟
دوّرت على جوالها وسط الظلمة بيدها..ولكنها ما حصّلته...ونست إنها راميته بعييييد عقب الرسالة !!
تأفّفت شوي يوم ما لقت مكانه عالكومدينا ، وجنب الوسادة ، وحول جسمها ...وييين راااح ؟؟
ما صبرت كثير... قامت من مكانها وشعرها مشعّث حول وجهها ..وصداع خفيف ماسك راسها..لكنه مزعج !
اتّجهت للنور وهي تترنّح بالظلام ..لين أخيرا توازنت عالجدار عند مفتاح النور...
أشعلت النور وهي تشوف الساعة الصغيرة المعلّقة عالجدار.... تقريبا 1 ونص ...!!
تكررره نفسها إذا صحت فجأة بهالوقت وطار النوم !!.. مو وقته هالعادة الغبية... تحتاج هي لنومة طويلة !!

تحرّكت لدورة المياه وبطريقها طاحت عينها عالشي الصغير الأبيض المرمي عالأرض وقريب من المكتب ..!!.......جوالها !!
منظره المرمي باهمال ذكّرها باللي صار قبل تستسلم للنوم... تنهّدت من قلب...
وبدون شعور ..مشت للجوال المقلوب على وجهه... وانحنت بخفة وهي تلتقطه....
تأمّلت الجوال من ورا بنظرات جامدة وهي تستذكر حركة بسمة السخيفة فيها... ورسالتها الحقيرة اللي واضحه نواياها من خلالها ..!!.. قبضت عالجوال بين اصابعها بشدّة وهي تتوعّد جوا قلبها...مارح تكون سحر إن سكتت لها !!
هالرسالة مارح تخليها لها مجرد انتصار..وشماتة !!
رمت الجوال عالسرير من بعيد..من غير لا تفتح فيه أي شي ...ومشت لدروة المياه وهي متشوّشة فكرياً ومعنوياً...!!
غسلت وبدّلت ملابسها .. ولبست شي دااافي مع كاب صوفي يغطي كامل راسها حتى أذانيها..وشال فرو على رقبتها ..
تحتاج لجولة بالهوا الطلق..لأن الجلسه بمكان مغلق بهاللحظة الكئيبة..مارح يفيدها بشي...!!
سكرت جكيتها الواصل لين ركبها حول جسمها لأنها عارفه الوقت بآخر الليل يشتد فيه البرد..!!
من غير تفكير طلعت برا الغرفة ..ونزلت للصالة المظلمة ... والخالية ...
اتجهت لباب المدخل اللي كان مغلق ومقفول من الداخل...والمفتاح للحين موجود بالقفل والواضح إن صوفيا قفلته..قبل تنوم !!
فتحته وطلعت للعتبــة المضاءة بإنارة وحيدة والمعلّقة فوق الباب..!!

نزلت بهدوء الدرجات الحجرية اليسارية وهي تستشعر الجو البااارد... وتأملت المكان الريفي حولها تستذكر أيامها فيه..!!... اشتاقت لليل بهالمكان !!
كان المكان مظلم الاضاءة الوحيدة القريبة..كانت اضاءة الباب بالأعلى...
مشت من غير هدى وأفكار كثيرة مسيطرة عليها..وأولها رسالة بسمة اللي تحاول تقنع نفسها...إنها مارح يكون لها تأثير بعد هاللحظة...
دارت حول الفيلا..للريف الخلفي الممتد لأميال واللي ما تقدر تشوف معالمه بوضوح بسبب الظلمة الدامسة.. ما كانت تسمع شي غير صوت خطواتها عالعشب واحتكاكها فيه...
طاحت عينها عالكوخ الشتوي اللي للحظة كانت تبي تنصاه...لكنّها تذكّرت إنه حاليا ما عاد صار لها !!
انحبطت من قلب وهي تغيّر وجهتها ..مو عارفه وين تروح ولا وين تمشي... هالكوخ كان المفروض يكون أفضل ملاذ وملجأ بهالظروف ، وبهالشرود والحيرة !!
كان بيوفّر لها بيئة دافية وحميمية عشان تستفرد بنفسها وتفكر بعمق !!
لكنّه انسلب منها...وما تقدر تملكه مثل أول !!
رفعت عينها للسما وهي تتنهد وتزفر هوا ساااخن... يا ربي !! ..ساعدني إلهي !
خذت اختيار عشوائي وهي تلمّ الشال لفمها ..ومشت وسط الأعشاب وهي تتجاوز الكوخ المظلم أنواره.. وتعدّت حدود الفيلا بأمتار وأمتار من غير تفكير... وغااصت بالظلمة أكثر وأكثر ..واتجهّت للأرياف البعيدة اللي تبعد عن الفيلا شوي ..ومن بعيد تشوف أشجارها وظلالها خلال الليل...
ما كان لها هدف...كان المشي بهاللحظة هو الحل عشان تفرّغ الشحنات السالبة ... واختارت ذيك المناطق البعيدة عشان تنصاها ..،،..من غير أي تقدير للوقت !!.. أو الساعة المتأخرة !!
:

بعد فترة ... مرّت حوالي الساعة إلا ربــع .. جاوزت الساعة 2 وربع بعد منتصف الليل ،،
تركي كان نايم على جنبه وهو خااام الوسادة لصدره ووجهه... وينعم بأحلام دافية وحلوة على الصوفا الفرو اللي كانت محتضنته..
كان مسترخي تمااام وغايص بأعماق النوووم قبل لا يسمع تخبيط شديد عالباب !!
تحرّك كتفه أول شي من الخرعة... ورفع وجهه اللي كانت مختفي داخل الفرو..وعيونه المكششره بعنف تطالع الباب بعدم استيعاب ولا حتى صحوة كاملة !!
لحظات وهو يرمش بعيونه بحالة استيقاظ تدريجية ...وما انتبه بشكل كامل إلا لما تكرر التخبيط القوي والسريع عالباب ..وصوت وحدة تناديه من برا ..
فلت الوسادة الفرو من يده..وهو يترنّح واقف وعيونه تحاول تتبطّل بالقووة ..
مشى بخطوات سريعة وهو يفرك عيونه ، وروعة التخبيط للحين مسيطرة عليه..
فتح الباب وهو مكشر بعين وحدة من غير لا يترك الوكرة ..وطاحت عينه عالشقرا واقفه ببجامة نومها وشعرها مربوط بارتخاء على جنب ونازل على كفتها ... وحالها مبعثر..والتوتر والارتباك مسيطر عليها..
صوفيا بسرعة وقلق ..وبانجليزية مكسسرة : والييييد .. !!
صحصح من المنظر اللي غصب خلّاه يعقد حواجبه لأنه حسّ فيه شي مو طبيعي صاير ... وبـ جواب عفوي بانجليزيته المتقنة : .. ماذا هناك؟؟
صوفيا بخووف وقلق..والعبرة بدت تخنقها : ..الآنسة...ل..لا أعرف أين هي !
ترك الوكرة وتقدم خطوة للخارج وعينه تزيد جديّة وحدّة : ..ماذا ؟!
تراجعت عن العتبة يوم تقدم وهي متوووترة ..
وقالت بتوضيح بلكنة مكسّرة بالموت تركي يفهمها : ..كانت نائمة منذ ساعة...ذهبت لأطمئن عليها..ولكنها لم تكن هناك !!

تركي فرك وجهه بسرعة وبـ صبـر ...ثم نزل يده وهو يحاول يستوعب شي : ..هل بحثتي عنها بالداخل ؟؟
صوفيا بهزّة ايجاب : أجل...بحثت عنها لخمس دقائق داخل الفيلا..وبالخارج حولها...لا أثر لها !!
لاحظ توتّرها ..وانتبه لـ جوال أبيض بيدها ..
تركي باستفسار : هل حاولتي الاتصال بها... ؟
رفعت الجوال الأبيض وهي تشرح بارتباك وصوت مهزوز : لا هذا هاتفها ، لقد تركتْه بغرفتها... لم تأخذه معها !!
بهدوء وصمت أخذ الجوال منها وهو يقلّبه بيده بنظرات متفحصة من غير تعليق ،،
صوفيا وهي تلتفت يمينها وشمالها..بالمكان المظلم وهي تتمتم : لا أعلم اين هي لا أعلم !..إلهي ماذا حدث لها !!

شافها تزداد توتّر وصوتها يرجف اكثر... حاول يطمّنها وهو يتحلّى بالصبر...
تركي : لا أعتقد انها ابتعدت كثيرا...ربما كانت بالجوار..
صوفيا بقلللق : كيف تذهب من دون هاتفها.. لقد أخبرني والدها بأنها مريضة منذ فترة أخشى أن مكروهاً قد حصل لها... إلهي ماذا أفعل !!
تركي ما يحب التهويل ..وذي ما قصرّت فيه بهالنبرة الراجفة والمتوترة ..
قال وهو يبيها تسكت : يكفي الآن !.. سنجدها لا تخافي !

ثم رفع ساعته يشوف الوقت... وتغيّرت ملامحه للجدية يوم شافها عالـ 2 وربع..يعني وقت متأخر على الطلعات من البيت !!
سحر!!.... مو وقتــك أُقسم بالله !!
قال وهو يزفر هوا ..يهدّي من نرفزته : ألم يرجع السيد؟ .. (ابو خالد)
صوفيا بنفي ونبرة سريعة ومتوترة : لا...لم يعد بعد لقد قال بأنه سيتأخر كثيراً..وقد لا يعود حتى الفجر... أخشى عودته قبل أن نعثر عليها ..

رفع يده بحركة تهدئة بالهوا : اذهبي وابحثي عنها بالداخل...وأنا سأبحث بالخارج..
وافقت بسرعة..وهرولت ناحية الفيلا لعلها تلقاها...بينما تركي دخل الكوخ وسحب جكيته المرمي على الطاولة باهمال...لبسه على بجامته الشتوية وجوالها الأبيض للحين بيده !!

طلع من غير شي على راسه واكتفى بجكيت .. وأول ما وطت رجليه الأرض برا الكوخ..وقف محتار وهو يتلفّت بهالظلام ما يدري وين يروح !!
معقولة تكون طلعت من البيت !!...طيب طلعت وين راحت ؟!!!
الشقرا تقول من ساعة كانت لا تزال موجودة بالغرفة..والحين الساعة 2 وربع... يعني بكل الحالات خروجها من البيت تمّ بوقت متأخر حيل !!

تحرّك خطوتين يمين ثم وقف بحيرة .. غيّر لليسار ومشى كم خطوة..ووقف مرة ثانية وهو تايه ما يدري يروح أي اتجاه ؟!!
رفع يده وفرك شعره المنعفس أساساً من نومته العميقة ذيك وهو عاااض على شفته بغييييض !!!
يكره هالنوع من الحيرة والتوهان !!... ما يدري وين يروح !!..
وبحركة عفوية رفع تلفونها الأبيض يناظره... وبسؤال عابر خطر على باله...
ليييش ما اخذته معها ؟؟ دامها ناويه تطلع ؟؟؟
تنهّد وهو يضرب بالجوال على فمه ضربات خفيفة وهو مغمّض عيونه..بموجة تفكير سريعة !!
احتمالين ..يا إنها نسته.. او إنها ما أخذته متعمّده !!
طبعا ..مافيه احتمال ثالث ،،

فتح عينه السودا العميقة بنظرة بطيئة والجوال مثبّت على فمه... وفكرة سريعة استقرّت في باله ..!
ومن غير لا يشاور عمره أو حتى يراجعها... رفع الجوال قدام عيونه وهو يفتح الشاشة بعقدة جااادة بين عيونه وكأنه عارف وش قاعد يسوّي ، أو مو هامّه إنه يتطفّل على خصوصياتها !!..
أضاءت الشاشة وهو ناوي يشوف آخر الاتصالات يمكن يلقى طرف خيط... لكن المفاجأة إنها كانت متوقّفه على آخر رسالة مُستلمة !!
رسالة بسمــة !!
بكل ما فيها ..من شماتة.. وحقارة ..ورخْص !
وقف تركي عن المشي لا شعورياً وعينه تاكل الحروف أكل... يقرى هالرسالة بتمعّن وعيونه تزاد جديّة وجديّة وجديّة...! ثم تحوّلت الجديّة...للـحدّة كـ ردة فعل!!

للحظة ما قدر ينزع حروف الرسالة من عينه... فيها حقارة واضحة !!
ولا شعوريا ارتفعت عينه لوقت الاستلام...لقاها.. ذيك الساعة اللي انهارت عليهم فيها...
وكأنه فهم السبب !!... كأنه فهم !!
نزل الجوال بيد ، واليد الثانية ارتفعت تفرك جوانب أنفه...
حاول ما يتأثر... ولكن أسلوب الرسالة يستفزّ أي أحد...حتى لو ما كان معني فيها..!!
يدري هو ان ملكة محمد تمتّ اليوم... بس ليش هالرسالة ؟!!..
ما لقى لها أي مغزى مفيد غير الشماتة وهو عارف ان الملكة تمّت...رغم أنه ادرك بشكل سريع ان فيه نوع من الصراع بسبب هالرسالة بين هالبنتين !

نزل الجوال وهو يدسّه بجيب جكيته ..ومشى متجاوز الكوخ وما أكذب إن قلت إنه تنرفز شوي ...وكأنه استشفى من الرسالة حالة سحر... ، وبديهياً هالحالة بيخلّيها بوضع غير متوازن وكنتيجة ما رح يلقاها بسهولة...!!
هبط الأرض المنحدرة انحدار بسيط وسهل ناحية الأرياف الخلفية للفيلا واللي تنشاف من بعيد..لأنه المكان الوحيد اللي يسمح له بالبحث طالما ان المنطقة حوالين الفيلا خالية ...!! ماله إلا هالاتجاه !!

ابتعد عن الفيلا وهو يعبر العشب الأخضر وصوت احتكاك ملابسه بالأعشاب هو اللي مسيطر عالجو... وكل شوي يلتفت بالظلام يمينه ويساره لعله يلمح ظلالها عالأقل...!!
بدا يعصّب يوم وصل للأشجار المتفرقة واللي تشوف حولها بعض الفلل متناثره ولكن احجامها نوعا ما صغيره من بُعدها .. وسحر ما لها أثر ،،!
كمّل طريقة ناحية الشجر وهو مو عارف اذا كان اتجاهه صح... وهالشي خلّاه يطلع من طووووره !! ،
حس عمره بلعبة سخيفة لازم يعيشها ... هاللحظة لازم يكون بفراشه يكمّل نومته...لكنّه طالع بهالبرد عشان يلاقيها !!
أُقسم بالله مو وقتـــك !! ،،

تجاوز بعض الأشجار المتفرقّة وهو يصبّر نفسه... الحين بتلقاها ..ألحين بتلقاها !!

قريب من المكان ،،
كانت سحر تمشي وهي مثل المخدّره تقريبا..عيونها نص مسكره وخطواتها تتمايل بكسل .. لكن شي بالجو خلّاها تهدى نفسياً .. او كأن المشي نفعها بعض الشئ..!
لها حول الساعة وهي تتمشى من غير توقف..ورجولها تقريباً تخدّرت من الحركة + البرد ... !!
ما فيها زوووود حيل... ومشوار الرجعة للفيلا وسط هالريف بيكون اكثر تعب ...!

وهي تمشي بكسل وعيونها على رجولها اللي تدعس العشب..سمعت أصوات مشابهه لخطواتها من الناحية المقابلة... رفعت راسها بسرعة وهي تتحرى ظهور شي...خاافت من وجود أحد بهالليل أو يكون أحد هالقطاوة ولا الأرانب بتطلع بوجهها..!!
اقتربت هالخطوات الثابتة وارتفع صوتها...وتراجعت هي لورا بخوف وركضت بسرعة وكأنّ الخدر كله طاااار ،، وصوت ركضها خلال الأعشاب نبّه تركي بوجودها قريب...!!

وقف وهو عاقد حواجبه من سماعه اصوات العشب تنداس بسرعة ... وشكّ إنها هي ،،
أسرع بخطواته بالمقااابل وهو يأمّل إنها هي ... إن ما جرّها مع شعرها ما يكون تررركي !!
قال من غير شعور وبعصبيـة : هيــــه سحر !!!
ما سمعتـه وهي تبعد بسرعة .. وشاف هو زولها الأسود يركض بين الشجر..وبالموت لمحها تظهر لحظة وتخفي لحظة ...وبالمقابل ركض وراها بلياقة عالية وقرون الشيطان راااااكبه فوق راسه !!!
سحر بس حسّت بالانسان اللي يركض وراها... ارتعبــت زوود وهي تحاول تمسك صررررختها ..وانطلقت بسرعة أكبــر فوق العشب اللي جالس يشتغل منبّه على مكانها ...ركضت وركضت وأخيرا التفّت ورا وحدة من الشجر..وهي ترتعش !!!
الساعة أكيد قاربت عالـ 3 ...مين اللي موجود هالوقت...هي تعرف ان هالمنطقة أمان بسبب إنها تابعه للفلل الكثيرة المنتشرة واللي معروفة اصحابها...بس واحد يطاردها بنص الليل...شي مخيف !!
أخفت وجهها ورا الشجرة لكن اقترابه الشديد للمكان وهي تسمع خطواته السرييييعة خلّتها تفزع زووود وتترك مكانها لأنها حسّت انها بتنكشف..وركضت مرة ثانية وهي مو عارفه وين تروح بهالظلمة ...!!
كانت مرتعبه مو قادره تلفّ وتناظر وراها...

عض على شفاااته بغيض يوم شافها مصرّه عالركض الغريب ذا !!
ناداها وهو يلحقها : وييييين رايييحه !!!
هالصوت المألوف ..خلّاها تلتفت لورا من غير لا توقّف ركض...كانت تلهث بخوف ومو عارفه توقّف لأن جسمها تبرمج عالهروب ..!!
شافته وراها مباشرة بس صار شكله أوضح.... وقفّت عن الركض لا شعورياً لكنّها طاحت جالسه وعيونها المرعوبة تتأمله وهو يقرب بالمشي ..عقب ما وقّف عن الركض هو الثاني !
قالت بلهاااث رعـب مو مصدقه عيونها : و..وليد !
اقترب وهو عاقد حواجبه وبدوره يتنفس بلهاث بسيط.. من الجهد اللي بذله : .. وش تسوين هنا؟...ممكن تشرحين لي؟؟؟
كانت مستنده بيدها عالأرض وهي جالسه جلسه خوف وتعب : .. إ.إنت...انت من وين طلعت؟؟؟

وقف قبالها وعيونه تنضح عصبيـة واضحة : بالله شوفي ساعتك !.. مستوعبه الوقت؟؟
بسرعة قامت واقفه وهي تنفض ملابسها ... عقب ما استعادت توازنها واطمأنت إنه هو ومو غيره ! .. و قالت وهي تهدّي من نبرتها : ..وش دخلك ؟؟
رفع حاجب بغيييض..ومسك عمره لا يكفخها : .. أحد يطلع بهالوقت ؟..لهالدرجة ما تخافين على نفسك؟؟
سحر وهي تسيطر على نبرتها : أعرف هالمكان أكثر منك..مافيه شي يخوف!
تركي بسخرية نسى عمره : واضح ...!
فهمت قصده إنها خافت منّه وهربت ..
وبعصبية من نبرته ذي : ..متعوّده أتمشى هنا .. بس إنت مجنون وما تعرف الأصول قمت تلحقني من غير صوت !..حركتك سخيفة والله طيّحت قلبي !
تركي بسخرية : لحقتك عشان أرجعك الفيلا...الشقرا منهبله هناك عليك ودموعها بعيونها..
رمت عليه نظرة ملل وبرود.. وسفهت نبرته ما حبّت ترد عليه وعلى اسلوبه المتغيّر ذا !..ما تبي يخرب مودها عقب ما ارتاحت شوي ،،
مشت بطريق الرجعة للفيلا من غير لا تقوله كلمة ..
تركي طنققر شوي من تسفيهها ..ومشى وراها وعيونه تتابع قفاها وهي تاخذ طرق ملتوية بعيد عن الأعشاب الطويلة ...
وهو يلحق خطواتها بنبرة استجوابية : ممكن أعرف اللي مطلعك بهالوقت ؟!

قالت بنبرة مبحوحة..وغييير مبالية وعيونها بدربها : ..مو شغلك !
تركي وصلت لراااس خشمه.. ووسّع خطواته لين تجاوزها... واعترض طريقها بصمت وعيونه تلمع فيها تحدّي مو واضح خلال الظلمة !
رفعت سحر عيونها بنظرة باااردة...ونظراتها الصامتة تقول له "تنحّى"..!
تركي ما تزحزح...وبنبرة واضحة : ..دام كذا مضطر اقول للوالد عن حركتك ذي..وأنا متأكد إنّه بيضيق منها !
تغيّرت نظراتها للجليد...يوم شافته يلعب دور الوصي عليها ..!!
وقالت ببحّتها الباردة...الغير مبالية بتهديده : .. وخّر أحسن لك !
ما تزحزح تركي ..وحاجبه الأيمن يرتفع لفوق ويعطيه هيئة تحدي أكبر وأكبر ،،
سحر بصيغة أمـر ما تقبل النقاش : تنحّى عن وجهي أقولك !
تركي : مارح أوخر...طالما ما عرفت وش تسوين برا بهالوقت !؟
وهي مستعجبـة من لقافته ذي : من جدك تتكلم !... ياخي قلت لك مو شغلك.. سالفة اني اطلع واروح وأجي بأي ساعة هذي حرّيتي ...ما بقى الا إنت تحاسبني !
تركي بنفس الثبات والنبرة : طالما كذا على راحتك...بس اللي ما تعرفينه ان ابوك وصّاني والشقرا عليك..وأكّد علي اذا صار شي اقوله...وبهالحالة مضطر اقوله بنتك طلعت بأنصاص الليالي..!
تكتّفت بسخرية وهي تناظره من فوق لـ تحت : هــه مررة ماخذ مقلب بنفسك إنت...!!.. لا يكون صدّقت إنك أخوي !
تركي بنبرة نرفزززتها : .. ما يهمني شلون تعتبريني ..اللي يهمّني إني أكون قد ثقة الوالد فيني !
سحر طفشششت جد منه : وخخخر !

مالت بجسمها عن مسارها .. ومشت لين تجاوزته ، ثم رجعت تمشي بمسارها الأول ..
حاولت تسرع بخطواتها عشان توصل بسرعة للفيلا اللي ظهرت للعيان من بعيد..طلعت الهضبة الصغيرة واللي كان انحدارها بسيط وسهل طلوعه...من غير لا تلتفت لورا وهي متأكدة ان وليد لا زال يمشي وراها ، وكأنها حارسها أو الوصي عليها !!!
لمحت صوفيا من بعيد وهي واقفه عند الكوخ...وواضح القلق عليها ..وأول ما شافت زولهم يقبل...هرولت لـ سحر وقلقها يتبخخر ويتهلّل وجهها براحة غاااامرة ..
صوفيا بصوت ملهوف : .. ماذا حدث لكِ؟..أين كنتي؟!
سحر ابتسمت لها وهي تتجاهل الانسان اللي تجاوزها بصمت والواضح إنها قفففلت معه...لأنه نصى كوخه مباشرة من غير أي كلمة !!
سحر : لا تقلقي...خرجت لأمشي قليلاً
صوفيا ويدها على صدرها : إلهي لقد أفزعتني ! ..ما كان عليكِ الخروج في هذا الوقت المتأخر !!
سحر بابتساااامة اعتذاااار وأسف : ايااام ريلي سوري...ولكني احتجت حقاً للخروج !
صوفيا بابتسامة مسترخية : ستشرق الشمس قريبا... لم يبقَ إلا ساعة ...الآن دعينا ندخل فالجو بارد !
سمعوا خبط باب الكووخ ..اللي ضربه تركي بكل قووة من غيضٍ فيه !!
التفتوا ثنتينهم للكوخ اللي يبعد عنهم أمتار... يوم لمحوا انطفاء النور عبر النافذة وشكله يستعد للعودة لنومه..
صوفيا بحيرة : ما به؟؟..يبدو غاضبا ً؟!!
سحر وهي تتحرّك ناحية الدرج الحجري عشان تطلع للمدخل..بلا اهتمام : دعيكِ منه !
لحقتها صوفيا للمدخل...وقالت وهم يدخلون جوا الفيلا الدافية : ماذا حدث؟؟
ابتسمت سحر وهي تفكّ شالها الصوف : لم يحدث شيء!..ما بكِ!؟
صوفيا وهي تعض لسانها بندم من الربكة اللي صارت : لقد ظننتُ أنّ مكروهاً حدث لكِ...فأيقظته ليساعدني بالبحث عنكِ..ولكني أفزعته !..إلهي كنت مرتعبة جداً .. بدا غاضباً حينما أخبرته عن اختفائك !
سحر وهي تصعد الدرج وصوفيا جنبها ، باعتراض : لم يكن هناك داعٍ لاخباره... لا تخبريه أي شيءٍ مرة أخرى !
صوفيا وهم يوصلون لغرفتها : ولكنها وصايا والدك..لقد أمرني بالبقاء الى جانبك وفي حال حدوث أمر سئ يجب اخبار وليد..لأنه سيُحسن التصرف !
سحر وهي مستنكره الموضوع : حدوث أمر سئ؟؟؟...سئ مثلُ ماذا !! .. هل أبي جاد !!..لقد صدّق بأن ذاك المغرور هو أخي !!!!
ضحكت صوفيا من وجه سحر المستنكر أكثر من نبرتها وكلامها...
دخلت غرفتها وهي ترمي روحها رمي عالسرير...
صوفيا بحنية : ستنامين هكذا !!
سحر عرفت انها تقصد ملابسها : أريد ذلك !
ابتسمت صوفيا...وتركتها عقب ما سكّرت النور والباب..
وسحر استسلمت لنوووم عمميييق... وفعلا كان للمشي الطويل تأثير قوي عليها لأنه استرخت مبااااشرة !!
:
/

ثاني يوم...
في بيت ابو محمــد ..
طلعت شادن من غرفتها بعد ما بدّلت بجامتها والنشاط واضح على وجهها...كانت الساعة حول الـ 10 ونص وفي بالها فطوور رايق...مرّت جنب غرفة مشاعل وكانت بتكمّل طريقها لكن باب مشاعل الموصد خلّاها توقف ..وبشطانة قررت تقتحم غرفتها يمكن تكتشف شي من أسرارها هالفترة !

فتحت الباب بهدوء وبــطء شديد فتحة صغيرة وما أصدرت أي صوت ... كانت متوقعه ان مشاعل بتكون جالسه عالسرير تحوس باللاب زي عادتها..لكنها تفاجئت بالمنظر اللي قدامها..ومشاعل اللي ما كانت حاسه بنظرات أحد !
مشاعل كانت بهاللحظة واقفه قدام مراية التسريحة...وهي لابسه لاب كوت أبيض وفاكه أزراره...وتتأمل نفسها بغرور وابتسامة تقول أنه عاجبها شكل نفسها...ويديها كانت ترتفع لخصرها وتنزل وهي تلف يمين وشمال.. ونظراتها تتفحّص نفسها بهاللوك !!

أخيرا حسّت على نفسها على صوت شااادن وهي تفتح الباب هالمرة بشكل اوسع وصوتها يلعلع : مشاااااااااااعيييييل !!!
شهقت مشاعل برووعة وهي تلّف بقوة..ويديها تشيل اللاب كوت بعفسسسسة...
فصخته وخبّته بسرعة ورا ظهرها..وشادن تتقدم لها بسرعة وعينها تلتمع مكرر وخبث !!
مشاعل قامت ترجع على ورا : خييييير وش تبغييين ؟؟
شادن بدهشة : وريني هاللي في يدك !!
مشاعل بانكار : شي خاص فيني وش تبين؟؟؟؟
شادن وهي رافعه حواجبها فووووق : وش هالبالطو اللي عندك أول مرة أشوفه !!
مشاعل بانكار مفضووح : مووب بالطووو!!
شادن بسخرية وهي مستمتعة من اللي صاير : أكذّب عيني يعني ؟؟؟
مشاعل بحنق وهي متوررطة : اوفففف !!..قاعدة أجربه وش فيها يعني ؟!!
شادن ضحكت هاللحظة : هههههههه... وريني وريني !!..
مشاعل : لا !
شادن بتررجي : يللا عاد ..تخبين علي أنا؟؟؟
مشاعل : مووب شي مهم أقولك !!
شادن : لو مو شي مهم ما خبيتيه!!

استسلمت مشاعل وما عاااندت... طلّعته بشويش من ورا ظهرها وهو متجمّع ومحتاااس بيدها... شادن مدّت يدها بابتسامة مُحرجة وعيونها تناظر اختها من على جنب ..مسكته من الأكتاف ونفضته بالهوا ...وهي تتأمله باستمتاااع كان لاب كوت أبيض مثل ما لمحته قبل شوي..وتأكدت !!
لكن جا في بالها سؤال والفضوول يملا راسها : حقك؟؟
مشاعل ما ردت...لفت للمراية وهي تمشّط غرّتها بأصابعها ... تخفي ربكتها الصغيرة ،
شادن : أعتبر هالصمت إنه حقك !!
مشاعل أنكرت : لا...!
شادن : لا والله !..ترا أعرفك لما تكذبين !
مشاعل بحنق خفييف مُضحك ..وهي تضرب بالعطر على التسريحة : اييييييييييييييييه حقي ..حقي حقي حقي...
ضحكت شادن من ذيك الطريقة : ههههههههههههههههههههههههههههههههههه
مشاعل : على تراب !!!
شادن : ههههههههههههههه طيب ليش هالنبرة الهجومية !!
مشاعل وهي تمد يدها بدفاشة وبرود : خلصتي منه هاتيه !!!
شادن : من وييين جبتيه أبي أعرف !!
مشاعل : شريته !!
شادن وهي رافعه حواجبها بدهشة : بسم الله ؟؟ متى شريتيه ما خبرتك رايحه سوق هاليومين !!؟
مشاعل وهي تخطف البالطو بدفاشة : وانا راجعه من الجامعة قبل أمس !..ارتحتي ؟!
شادن بضحكة : وليش شريتيه بسكات؟؟؟ ليش ما قلتي لي أجي معك؟
مشاعل : كذا !

مشت لدولاب ملابسها..وفتحت وحدة من الأبواب..سحبت علاق وثبّت اللاب كوت عليه..ورجعت دسّته بين الملابس وشادن تراقب وابتسامة مستمتعة على ثغرها ..
مشاعل سكرت الدولاب..ومشت لسريرها ناحية اللاب توب..من غير لا تعلّق على شي أو تفتح تفاضيل أكثر بخصوص وجود مثل هالقطعة الخاصة عنها !!
شادن هدت نبرتها..وبدت تتحول للجدية يوم حسّت إنه يشكّل شي مهم لـ مشاعل : طيب قولي ليش شريتيه؟
مشاعل وهي تفتح لابها بصوت كسول : كذا !
شادن : عادي قولي والله يهمني أعرف!
مشاعل : بغيت اشوف نفسي فيه !...بس !!
شادن وعيونها تضيق شوي وبرواق : مو مصدقتك..مشاعل عادي قولي مب عادتك تخبين أشياء !!
مشاعل : شادن قلت لك بغيت أشوف نفسي فيه...بس هذا السبب !
شادن بابتسامة يوم تهيّأت بعض الأمور : هذا بالطو طبي!.. مو لاب كوت عادي !..
مشاعل قامت ترقع : لا تخربطين..انا شفت بنات معامل الكيمياء بالجامعة يلبسونه وعجبني شكلهم...وبغيت اشوف نفسي فيه !
شادن : اقولك هذا بالطو طبي واضح...(بتلميح واضح)...مثل اللي يلبسه خالد بالضبط !!

رفعت مشاعل راسها عن شاشة اللاب...بعنف كبييييير على اختها..وعيونها السودا تنضح حدة ..
وقالت : لا تطرين لي اسمه هاليومين ..تراني ضايقه منه وكاااارهه نفسي بسبّته !!
شادن باستغراب : هااااو !!
مشاعل : لا تهوهوين وتبدين تحقيق....كذا مووو بالعـه حالي وودي أقتله واقتل روحي وراه....
شادن ضحكت ما تدري ليش : ههههههههههه ما ودي أتخيّل وش صاير عشان ما ودي أنصدم !
مشاعل : احسن لا تتخيلين ولا تخليني أحكي عنه !..
شادن خاافت يوم تذكّرت ان اختها ما يردّها شي في اللي تبيه : لا جد غيّرت رايي وش صاير؟؟..لا تقولين انك قمتي تخورينها معاه ؟؟؟
مشاعل ردّها إنها نزّلت راسها للاب ..
شادن فهمت حركة مشاعل انها خارتها وخلّصت ..
شادن : هييييييييييه وش سوّيتي مع خالد يالهبلة؟..عشان تبين تقتلينه وتقتلين روحك معه؟؟
مشاعل بحنق : شااادن حاليا ما أبي أفكر بشي ..!
شادن وهي تتأمّلها تبدا تطقطق عاللاب : طيب يا حلوة ما ودّك عاد تكشفين هالأسرار اللي مخبيتها عنا !

التمعت عيون مشاعل وهي عالشاشة ببريق خاطف..وابتسامة صغيرة غريبة ارتسمت على فمها..
وقالت بخفوت وهي تقرا شي : اليوم بتعرفون !
شادن بضحكة حماس : الله اليييوم أخيرا...متحمّسه لشي مدري وشو !
مشاعل : بعد الغدا يكون خير..
شادن بمتعة اتجّهت للباب بتطلع : دام كذا بنتظر الغدا على نار ..

سكّرت شادن الباب..ومن وراها ازدادت ابتسامة مشاعل الواثقة...عقب ما سوّت بحث خاص فيها هي .. وقرت عن اشياء كثيرة...ومن بينهم اتخذت قرارها اللي بيغيّر مستقبلها بنظرها ...!!
:

بعد الـغدا...
مشاعل كانت واقفه بوسط الصالة والباقين جالسين...محمد وبندر وشادن..وأمها وأبوها ..
وتوّها انتهت من قرارها اللي صدمهم كلّهم ..
عدا أبوها اللي ابتسم واكتفى بالصمت ..

بندر بصدمة : وشششو ؟؟؟...بتتركين الجامعة ؟؟؟
مشاعل بنبرة إقدام ما فيها أي بوادر تراجع : ايييه اللي سمعتوه !
بندر : متأكدة ؟؟
مشاعل وهي رافعه حاجب وعينها المتحديه بعيون بندر : ايييه ..وسجّلت بمعهد التمريض !..وذا قراري لحالي ..مارح ادرس الا التمريض ..وما أبي أكوون إلا ممرضة !
شادن لا شعوريا قامت تصفق وتصفّـرر وهي متحممسه مع هالقرار المفاجئ... محد كان متوقّع !
إلا أمها ناظرت بنتها بقلق : وشلون سجلتي واحنا ما ندري ؟؟
مشاعل : سجّلت بالنت....واخترت أصعب التخصصات...ومابي أحد منكم يقولي خطير وما يصلح...بدخل اللي أبيــه ..وأنا اليوم أقولكم ما أشاوركم مع احترامي لكم !!!
بندر وهو مرتااع من هالخطة المفاااجئة...تحوّل كبير بنظره !!
قال بحيرة : وش هالتخصص !؟
مشاعل وهي ترفع عيونها للسقف تحاول تنطق الاسم بالشكل الصحيح : يقولون عنه .. ن ..نو.رسينق اوف راديولوجي !
عفط بندر وجهه وهو يحاول يفهم المصطلح ..!!
قالت مشاعل بغرور يوم شافت بلاهته : بالعربي التمريض الاشعاعي...فهمت يا شطور ؟؟
بندر بسخرية : الله !!!...بدا الغرور من الحين !!!
مشاعل وهي تناظر أبوها الساكت..والمبتسم ...وارتاحت من هالملامح المسترخية ..
قالت : بابا ترا مافيه تراجع...سجّلت وخلصت ..وبداية الأسبوع بيبدا دوامي !

أخيرا قال بهدووء : دامك حابّته وتبينه...ماني قايل لا ..!
ابتسمت من تشجيعه الايجابي لها...وهذا الشي هو الوحيد اللي تحتاجه بهالفترة عشان تبدّع بهالمجال اللي اختارته عن اقتناع ورغبة بكسر التحديات ...وكل نيّتها إنها تخلص هالكورس بأسرع ما يمكن ..!!

:
/

بعد صلاة المغرب ،
نزل بندر وهو شايل أغراضه وشناطه اللي بياخذهم معه لجدة....
بالصالة كانت امه مع أبوه..ينتظرونه عشان بيسلمون عليه
امه : انتبه لنفسك وأنا أمك...وكلمني أول ما توصل هناك !
بندر بابتسامة : ماني رايح بعيد...بعسكر هناك حول الشهر .. ثم بطيييير للأولومبيات في الصين..بتشوفيني بالتي في يمه بتشبعين مني !
ابتسمت غصب : ..انتبه لنفسك وبلاش خبالك الزايد...
بندر : ههههه ان شاء الله..
أمه بقلق : ولا تاخذ حيلك كلّه باللعب..خفّ على نفسك !
ضحك عليها :... لو ما آخذ حيلي معناها بيرفسوني برا...بحلم بالفوز !

قــال أبــوه: المهم انتبه لنفسك... ولا تقطعنا ..
بندر بابتسامة وهو يحب راس ابوه : ابببشششر على هالخششم !

جت شادن من وراه وأول ما التفت عليهم حضنته وهي تتعلّق برقبته بقوة ..ولأنه كان أطول منها فكان منحني شوي عليها ..
شادن بكل صددق : بشششششتاق لك يالدفش !
بندر وهو حاضنها بيد وحدة : برتااااح منك ..
فكّته وهي تضربه مع صدره : أثثثبــت ألحين إنك دفــشش أصلي..!!..اقولك بشتاق لك تقولي برتاااح منك ..
ضحك وهو يحوس شعرها ..ثم التفت لـ مشاعل اللي كانت واقفه لكنها سانده جسمها على مسند اليد حق الصوفا ...ويديها متكتّفه على صدرها تتابع التوديع والسلام..

قال بضحكة : تعالي يالاشعاعية ...بتصيرين خطيرة وانا مو موجود!!
ابتسمت بصمت وهي تفك عقدة يديها ...وتتقدم له وذات ابتسامة الغرور على وجهها واللي استمرّت بوجهها من ساعات !!
حضنته وهو يرفعها شوي عن الأرض بيديه القوية.. بمحااارش : تراني للحين مصدوم من سالفة التمريض !
ابتعدت وهي رافعه حاجب ..بثقة : وفّر صدمتك للنجاح اللي بحققه إن شاء الله ..
بندر وهو يحووس شعرها القصيير: لاااا مش طبيعية...ثقتك جاوزت الحدود !
مشاعل بغرور : بيننا الأيام ..!
بندر : نشوووف !
مشاعل وهي تعطيه بكس خفيف ببطنه : عاااد شد حيلك !
بندر : هههه لا توصييين !

أمه من وراه : مين بيوديك للمطار ؟؟
بندر وهو يشيل شنطة الكتف ..ويجرّ الثانية اللي كانت بعجل : ..عمر قال بيوصّلني !

دخل محمد هاللحظة جاي من برا... وشكله كان مع عمر برا..
محمد : يلله ترا عمر ينتظر بسيارته...
بندر : يلله جاي..

جا محمد وأخذ شنطة العجل من يده ..وسبقه لـ برا..
ودّع بندر أهله بابتسامات ودعوات بالتوفيق...سفرته هذي أبد مو قصيرة...وبالتالي شي طبيعي يحسّون إنهم بيفقدونه هالفترة الطويلة !!
برا ..ودّع محمد أخوه بتوصيات وسلامات ..وأخيرا ركب جنب عمر اللي كان ينتظر ...
وانطلقوا سوى للمــطار ..



يتبــع ،


تصبحون على خير ..







pure white 17-09-11 09:52 PM

وااااااااااوو خطيييرة هالمشااعل كان مبين انها ناوية على شي بيفاجئ الكل بس ما توقعت انها بتدخل التمريض بس تراني زعلت شوي لان خالد مابين بهالبارت و لاصار شي بين عمر و شادن :dfghd654: في انتظاار البارت الجااي
مــــــــــــرسي يا عسل :98yyyy:

rubroob86 18-09-11 02:37 PM

pleassssssssssssssssssssssssse bidna il roowaya kamleh 3anjad izhe2na ou ni7na nistana il a7dath mooshawka bidna il takmele

nsamir 18-09-11 04:57 PM

بارت راااااااااااااااااائع

مشاعل فجرت مفاجأة كبيرة فعلا بس سعدت لها وأتمنى أن تتفوق

سنفتقد بندر وان شاء الله موفق

غيمة الشتاء 18-09-11 06:25 PM

باااارت روووووووووعه
يسسلمو حنووو ع النقل
ابد ماتوقعت ان هذي المفاجئه تبعاهاا وراها مقصد تتحدى فيها خوويلد

nona-zidan 19-09-11 02:44 PM

بارت جامد جدا :peace:...تسلمي يارب علي النقل:11:

rubroob86 19-09-11 03:06 PM

بليز نزلو الرواية كاملة بدنا نعرف النهاية

ابتسم يا قلب 21-09-11 12:29 AM

تسلم يدك ع النقل

ولكن مللنا الانتظار

براءه طفله 24-09-11 09:59 PM

اهلين بعيون القمر نشكر على كتباتك الاكثر من رائعه وبليز نبي التكمله باسرع وقت::peace::peace:

MaNiLa 28-09-11 02:42 PM

وآآو !
رواية جميله ، و مُختلِفة جِدًا !


في اِنتظآرك ،
متآبعه جديده ..

ياسمين المدينه 01-10-11 01:07 PM

الروايه حلوة بس كاتبتنا الله يهديها تتأخر علينا لو يكون لها يوم محدد كل اسبوع افضل بكثير اتمنى تقدروا تبلغوها :liilas:[SIZE="3"

انثى 01-10-11 08:22 PM

بجججد هذا عيبهآ الوحييد التأخيير ...



معزوووفه حبيبتي البآارت نززل أممس ^ـــ^

♫ معزوفة حنين ♫ 02-10-11 02:54 AM




آسسسسسسسسسفة والله عالتآخير ..
النت كان فيه شوي مشاكل عندي ..

ثواني ويكون عندكم البارت ولي عودة مع الردود >> فيس يحسب نفسه هو الكاتبة خخخخخ ..



♫ معزوفة حنين ♫ 02-10-11 02:54 AM



الجــــــزء 34...

-------------------------------


هذا اليوم الثالث لـ سحر من وصلت موسكو ...
والوقت ألحين بساعات الصباح الأولى.. وسحر هالوقت توّها خلّصت من الشاور..وبدّلت ملابسها بـ ملابس دافيه وبأكمام طويلة بحكم الجوو اللي رغم برودته إلا إنها تعشقه !
كان واقفه قدام المرايا تنشف شعرها وتلمّه وهي تفكر بس شلون تبدا هاليوم بشي مختلف ..!..يومين من جت هنا والروتين هو الروتين..واللي تبيه ألحين إنها تغيّر روتين الرياض هذا...وترجع لنفس الحياة قبل سنتين ..بكل ما فيها من اختلاف !!
من صحت من النوم وهي ناويه بخطط مختلفة..وبرامج يومية غير عن الجلسة هنا بالفيلا..للحين ما تدري وش بتسوي لكن اللي هي متأكدة منه مستحيل تجلس بهالحالة !!...وأكيد فيه بحوزتها مليون اختيار واختيار!...
أبسطها إنها تقضي اليوم كله برا الفيلا ! وما يهمّ المكان !
موسكو حلوة...وكثير أماكن لازالت بذاكرتها وتبي تزورها مرة ثانية !

انفتح باب الغرفة ودخلت صوفيا بابتسامة بشوشة وهي لابسه ملابس الشغل عشان بتقولها إن أبوها بيطلع لشغله المزحووم وسأل عنها قبل يمشي..
وسحر من شافتها بهالهيئة ، عاتبتها : .. ماذا قلتُ لكِ؟..لماذا ترتدين هذا ؟
صوفيا اقتربت بضحكة بلكنتها الروسية : حتى لو لم يكن عملا رسميا...اعتدتُ على ارتداء هذا بينما انا هنا !
سحر وهي ترمي المنشفة على طرف التسريحة : ذلك قبل سنتين !.. الآن لستِ خادمة بقدر ما أنكِ مجرد رفيقة !.. أبي أخبرني هذا !
صوفيا : أعرف ..فأنا هنا لأجلك.. ولكني مرتاحة هكذا !
سحر وهي تستدير للمرايا والحنق بنبرتها : هذا ليس عملاً رسمياً تعرفين هذا ... !..حتى أني لا أجبرك على البقاء معي طوال اليوم..أعلم أنّ لكِ التزامات أخرى ولا تستطيعين البقاء هنا كل الساعات ..وربما أُحرجتي من طلب والدي لكِ بالبقاء معي...أليس كذلك؟
اقتربت صوفيا اللي تبلغ من العمر 28 سنة تقريبا..والابتسامة لازالت على ثغرها وهالشي من طبيعتها : ..أعلم أنه عمل غير رسمي ... ولقد اخبرتُ والدك أني قد اُضطر بعض الأحيان لمغادرة الفيلا... فلم يمانع !
سحر وهي تدهن كريم على يدها : جيد.. فأنا لستُ طفلة ... ليس من المعقول أن تجالسيني طوال اليوم مثل بيان !
ضحكت صوفيا : ..تلك الدمية ! ..مضت سنتان ونصف لا أتخيل كيف تبدو الآن..
سحر بسخرية ممزوجة بحنان : ..لم يتغيّر فيها شي ! لا زالت جبانة !
صوفيا ضحكت ..وسحر لفت لها عقب ما انتهت وهي تكمّل : .. صوفيا تستطيعين أن تتركيني اليوم فلستُ أنوي البقاء هنا !.. سأفعلُ شيئا ما !
صوفيا بفضول :.. ماذا ستفعلين !؟
سحر : لم اقرر ولكني سأقضي اليوم خارجا...لذلك لا داعي لبقاءك هنا !
صوفيا ابتسمت بـ مرح : رائع !...إذاً سأخرج معكِ !
سحر باستغراب : متأكدة ؟؟؟
صوفيا وهي تلوّح بيدها للتأكيد : أجل لا يوجد ما يشغلني اليوم ..
سحر بتساؤل : وماذا عن عائلتك ؟..ربما ترغبين بزيارتهم أذكر أنهم في محافظة خارج موسكو..وقد تكون فرصة للذهاب !
صوفيا : لا بأس.. إنهم مسافرون حاليا ولن يعودوا قبل عدّة أيام ..
سحر بقلق : وماذا عن أصدقائك؟
صوفيا وهي تحط اصبعها على طرف دقنها بتفكيير : اممم يمكنني رؤيتهم لاحقا ..على كل حال معظمهم لديه ما يشغله (ضحكت وهي تناظرها مباشرة )..ما الأمر !؟..يبدو وكأنك لا ترغبين أن أرافقكِ !
سحر وهي تحكّ راسها بحيرة وحرج : ليس الأمر كذلك ، بل لأني أدرك أن لديك عملا آخر ومشاغل أخرى.. وما أتيتي إلى هنا إلا تلبية لـ رغبة والدي...دعيني أخبرك مجددا..لست طفلة ويمكنني الاعتناء بنفسي إذا أردتِ الذهاب لأي مكان يمكنكِ ذلك..فلستُ أهتم حقاً..افعلي ما تشائين !
صوفيا برحابة صدر : أجل أجل أعلم لذلك.. أخبرتُ والدك أني قد أحتاج للذهاب في بعض الأحيان لأنهي بعضاً من أموري..فلا تقلقي أعلم أنك لم تعودي طفلة !
ابتسمت سحر كـ رد صامت.. واسترخت لأنها أولا ما تبي تكون ثقل ..وثانيـاً.. تحتاج لوقت تقضيه مع نفسها من دون وجود أحد حولها..وهذا السبب الأول اللي خلاها تقرر تسافر وتجي هنا لأنه عارفه انها بتلقى الجو الوحداني اللي هي تبيـه ،،!
وهـي ..ما ترفض وجود صوفيا ...لكن ما تبيها حولها كل الوقت !

صوفيا وهي تشوف ساعة يدها : أووبس !! والدكِ بالأسفل يريد ان يراك قبل أن يخرج !
سحر وهي تشوف ساعة الحيط : لازال الوقت مبكرا...هل سيخرج اليوم أيضا هكذا !
صوفيا : يبدو مشغولا فعلا... لا أعتقد أننا سنراه كثيرا هذه الفترة ..

جت سحر بـ تقوم لكنها تذكّرت شي ... والتفتت لـ صوفيا وهي عاقده حواجبها : وأين ذلك الأحمق ؟
صوفيا ما فهمت : شتو ؟؟؟ .. (ماذا؟)
سحر : وليد ..أهوَ بالأسفل مع أبي ؟
صوفيا ابتسمت عفوياً : ..لقد تناولا الافطار معاً..عندما صعدتُ لأناديكِ كان قد غادر طاولة الطعام للتو..يبدو أنه هو الآخر يستعد للخروج !
سحر بسخرية وهي تسحب بلوفر طويل وتلبسه : أجل ، فذلك الأبله لديه مدرسة ههه !
وقبل ما تقول صوفيا شي..عدّلت ياقة البلووفر وهي تنطلق للباب : سأذهب لآراه ..

نزلت تحت مع الدرج اللي يطل على صالة الاستقبال المقابلة للباب الرئيسي بشكل مستقيم..والصالة بكل مساحتها الرحبة ماخذه الركن الأيمن كامل بالنسبة للباب.. بحيث ان الصالة نصها مكشوف ونصها مخفي لداخل والشي اللي تشوفه بوضوح وهي نازله عن طريق الدرج هو مدفأة النار الكلاسيكية والجلسة القريبة منها...
تجاوزت المدخل الواسع واللي كان عبارة عن قوس جدار مرتفع ومزخرف واللي يقسم صالة الجلوس عن الاستقبال من غير ما يمنع الرؤية ...
دخلت وهي تسمع حس حركة أبوها داخل..وكان هاللحظة واقف عند طاولة الطعام..وومثبّت حقيبة الشغل على حافة الطاولة وبيده ورقين يقلّبهم وهو واقف ..والواضح انه مستعد للخروج بشكل كامل !
رفع راسه يوم لاحظ دخولها ..وبنفس الانشغال نزّل عينه مرة ثانية للورقة وهو يقول بنبرة مندمجة : .. بدري !

طبعت بوسة سريعة على خده من غير حماسها المعهود ..كانت مجرد تحيّة صغيرة ثم سحبت الكرسي الأقرب لها : ..بدري من عمرك !
قال وعيونه على اوراقه : .. يومين ما شفتك !
سحر وهي تبدا تحوس بالفطور ، بهدوء : ..لأنك هاليومين ما ترجع الا الفجر..وفجأة تطلع مبكر !
ابتسم وهو يدس أوراقه كامله جوا الحقيبة : مشاغل وأنا أبوك !..قايلك بغيب بالأيام فإذا تأخرت أوقات لا تشيلين هم..
سحر : اوكي على راحتك بس أشك أنك تنام...كذا بترهق نفسك !
أبوها وهو يشيل الشنطة : ما يكون إلا الخير ،،
سحر انحنت بجسمها فوق الطاولة شوي وهي تشيل جيك العصير الزجاجي..عشان بتصب لها ولقت إنه مخلللص ما فيه ولا قطرة !
حمقت لا شعورياً : أشوفكم قضيتوا عالفطور ونسيتوا ان فيه وحدة تبي تفطر !!
ضحك وقال وهو يمــزح : هههه .. الجوع كافر وانا ابوك !
ضربت بالجيك عالطاولة وهي تشوف الفطور مقضي على أكثر من نصّه والأشياء اللي تحب تاكلها مخلللصه ..ما بقى غير فتافيت !!
سحر بصدمة : ما خبرتك كذا شره !!
أبوها بضحكة : ..والله مهوب أنا لحالي .. ما كليت إلا كم حبة زيتون وكوب قهوة..هذا حدّي !
سحر بحنق : اييييييه أدري... بدال ما تناديني آكل معاك..ناديت هذاك الغبي اللي نسى ان فيه وحدة موجودة معاكم !
مات ضحك يوم شافها حمقاااانه من جدّها ..
وقال : الخير واجد !
سحر : وش آكل أنا الحين ؟!.. كل اللي أحبه مخلّص !
أبوها : والله سألت صوفيا عنك وقالت لي نايمه...قلت أنادي وليد يشاركني هالصباح الحلوو بدل الأكل مع نفسي !
سحر : طيب كان قلت له يخفف شوي مو يقضي على فطوره وفطوري معاااه !!
أبوها وهو ماسك ضحكته : والله عيب أقول للولد لا تاكل...بالعافية عليه والخير واجد ..المطبخ هناك دبّري نفسك !
سحر بحننق ما تدري ليش تكالب عليها ..وبلحظة قررت : .. دااام كذا أجل بفطر براا ..

أبوها : وين بتروحين ؟؟
سحر : بروح للداون تاااون..تدري أحب هذاك المكان وبشوف لي أي مكان أفطر فيه..
أبوها بـ حرص : زين ...لا تروحين لمكان ما تعرفينه ..
ابتسمت تطمّنه : وين بروح...ترا للحين حافظه موسكو حفظ... مارح أضيع لا تخاف ..
أبوها : زين انتبهي لنفسك..
ومشى ويوم وصل للباب ..تذكّر شي سريع..وقال وهو يفتح الباب : صحيح ترا امك دقّت قبل نص ساعة وقالت لي خل سحر تكلّمني ...تقول من امس وهي تحاول تتصل على جوالك وما تردّين ..كلميها طمّنيها ..
سحر وهي تعقد حواجبها باستغراب : غريبـة ما وصلني اتصالها ؟!
أبوها : كلميها لا تنسين ..
سحر : ان شاء الله...

ثم طلع هو وسكّر الباب عقبه... وجلست وهي تهوجس بطريقة عابرة ..صحيح ، من يومين وهي ما تدري عن جوالها وما استخدمته ولا حاولت تستخدمه .. كل اللي كانت تسويه إنها تتجنّب حتى تلمسه ..!

جت صوفيا وقطعت سرحانها ..يوم شافتها ما لمست الاكل..
قالت سحر وهي تترك الطاولة بكبرها : .. قررت أن أتناول الافطار بالخارج !
صوفيا ابتسمت : جيد.. لنقضي اليوم بكامله خارجاً..

تحمست سحر من الفكرة .. : أوووووكااااي سأذهب لأستعد..
صوفيا بـ مرح : وأنا كذلـك !.. سأريكِ أماكن حديثة العهد لم تريها...طبعاً إذا كنتي ترغبين ..!
سحر بمرح تحاول تجاريها فيه : طبعا لا مانع...

تفرّقوا ..سحر ركضت لغرفتها فوق عشان تلبس ..وصوفيا اتجهت لغرفتها اللي ماخذتها مؤقتاً هالفترة لأن مثل ما قلت هذا مو عملها الرسمي ..ووجودها أساسا كان للانتباه لـ سحر في حالة غياب ابو خالد اللي يدري انه بيغيب أوقات طويلة بالوقت اللي هو يدري ان بنته تعااني من شي ووجودها بروحها كان شي مقلق أكيد...
ومع كذا يدري ان صوفيا يمكن تكون مضطره للخروج بعض الأحيان وما تقدر تلتزم بشكل كامل..لكن بكل الحالات شي أهون من شي ... تغيب عنها ساعتين او ثلاث...ولا تظل بروحها اليوم كله !
:
/
خلال عشر دقايق كانت سحر لابسه ومستعده وكل شي.. وصوفيا تنتظرها تحت ..
لكنها هاللحظة عافسه الغرفة بفوضوية سريعة ..لحاف السرير متجمّع ومعتفس والوسادتين طايحات عالأرض ، وبعض الأشياء عالتسريحة كانت طايحه من غير ترتيب...وكل هذا عشان تلقى جوالها ..اللي ما قلت له أثر !!
وهي تنفض اللحاف لـ عاشر مرة يمكن يطير منّه : ..يـ زفت اطلع مو وقتك !

ما نجحت تركت اللحاف وهي محتاره ما تدري وين حطّته...آخر علمها فيه يوم تطلع قبل أمس بالليل عشان تمشي.. كانت ذيك آخر مرة تشوفه !
فقدت الأمل انها تلقاه هالساعة..وقررت تطلع الحين ولمّا ترجع تدوّر عليه على رواق أكيد مندس هنا ولا هنا ..
أخذت شنطتها السبور ونزلت لـ تحت ..
ولقت صوفيا مبدله ملابسه بملاس كاجوال عادية مثل باقي الناس..عقب ما تخلّصت من ملابس الشغل ..
ومباشرة طلعوا مع الباب..وسحر قفلته بالمفتاح ودسّت المفتاح بجيبها ..

تأملت السما والغيم المتناثر من غير تكدّس.. وابتسمت وهي تنزل الدرجات الحجرية وكأنها راضيـه عن الجو ..
مشوا سوى وسط الريف التابع للفيلا ناحية السياج الموجود على طرف الشارع .. الين طلعوا من بوابة السياج ووصلوا للشارع اللي تحفه اشجار أكثر من مباني ..
صوفيا وهي تناظر السيارات : هل نوقف سيارة اجرة !
ابتسمت سحر وهي مستمتعة نوعا ما ..المشي على الرصيف بالنسبة لها متعة وحنين : لا..أفضّل ان نذهب هناك مشيا ..
صوفيا : قد يأخذ هذا وقتا أطول..
سحر وهي تمشي من غير اهتمام بالمسافة : its okay

كانت الساعة قد جاوزت الـ 8 ونص صباحاً... وبدوا يسولفون مع بعض وهم يمشون على الرصيف الواسع والسيارات تعبر من جنبهم.. الين وصلوا لمحطة الباص الأولى وهالشي استغرق حوالي 5 دقايق مشي ..
سحر وهي متّجهه لمحطة الباص لمحت شخص واقف هناك ينتظر الباص مع مجموعة الناس واللي كان على وشك الوصول ... عرفته مباشرة من طريقة حملته لحقيبة الظهر اللي شايلها على كتف واحد..والحقيبة مرخية بعض الشي...
صوفيا بعفوية وهم يقربون : ..إنه وليد.!.. ألم يذهب لعمله بعد !؟
سحر وهي تشوفه واقف جنب مقاعد المحطة من غير ما يجلس ومستند بكتف وحدة عالعمود ويده الثانية ماسكه الجوال ويحكي تلفون ..بسخريــة : ليس لديه عمل..بل لديه مدرسة !
ضحكت صوفيا من أسلوب سحر المتحامل شوي على وليد : ههههه ليست مدرسة بل ما فهمته منه أنه يرتاد الى معهد للتدريب..
التفتت لها سحر بنص عيووون : .. ولماذا يخبركِ بهذا ؟؟
صوفيا : كان حواراً عابراً.. طلب مني بالأمس ان أحضّر له افطارا سريعا قبل ان يسرع خارجا للمعهد..هكذا فهمت منه !
سحر وهي تردّ عيونها عليه بينما كان هو لسا بعيد ومنشغل بالحكي بالجوال : .. لا أعتقد أنه سينجح !

على مسافـة قريبة ..
كان تركي مستند عالعمود بكتفه جنب مقاعد انتظار الباص .. وهو يحاكي ثامر : ..الجوو بررد أقولك..ذكّرني جوّ موسكو بجو كندا أيام الشتاء..ويمكن أخس ّ!
ثامر على الطرف الثاني : ههههه انتبه على نفسك لا تمرض !
تركي وهو يرفع عينه للباص اللي أقبل : ان شاء الله لا... متعود عالجو من ايام تورونتو ..لا تشغل بالك..
ثامر ينرفزه : متعود من متى !!؟... تاركها لك أكثر من نص سنة...أكيد رجعت ضب حالك من حالي ههههههه !
تركي غضن حاجبه بعصبية مزيّفة بينما ما قدر يمسك ابتسامــة على تريقته : ... قد قالك أحد إنك ثقيل دم وما تنطاق لين قمت تنكت هالشكل ؟!
ثامر ما مسك عمره : هههههههههههههه واضح والدليل انك متحمّلني بكل رضاك ..
تركي بسخرية : حظي ونصيبي اللي خلاني أفشي كل أسراري لواحد مثلك..
ثامر بغرور : دليل انك ما تستغني عني !
تركي بسخرية وضحت على وجهه : وفّر ميوعتك ذي لحبيبة القلب..
ثامر : هههههههههههههههههه حقيييير وقسماً...ما شفت أحقر منك !
تركي وهو يعدّل وقفته يوم وقف الباص وبدوا الناس يصعدونه : الحين ضف وجهك ..فايدتك انتهت..جا الباص بلحق على معهدي..متأخر عليه !
ثامر : من شفتك تتصل هالساعة وأنا داري ما وراك الا الدجة .. خذتني من شغلي هالكم دقيقة عشان أونسك لين يجي باصك...عساهم يطردونك قل آمين !
تركي جا بيشرشحه وهو كاتم ابتسامة إلا انحرفت عيونه عفويا يمين للي كانوا جايين مقبلين عالرصيف ..
واستقرّت عيونه عليها وهي تمشي جنب صوفيا بصمت بينما صوفيا تسولف..وعيونها تتأمله بابتسامة خفيفة وسبب هالابتسامة الشي اللي تقوله صوفيا !
ورجع لـ ثامر وهو يهمس عفويا بالجوال : .. الحين وقتك خلص ضف وجهك !
سكّر وهو يردّ الجوال لـ جيبه .. ثم عدّل وضعية الحقيبة على ظهره وثبّتها زود ..
وصلوا وقبل ما يتجاوزونه ... قال ببشاشة عقب ما حيّته صوفيا بابتسامة سريعة : صباح الخير !
ردّت سحر عليه بكسل : صباح النوور ..!
تركي بابتسامة صباحية وكأن ذاك التتش اللي حدث بينهم قبل يومين في الليل ما صار : ...شلونها الآنسة ؟؟
قالت لا شعوريا وهي تشوف وجهه المشرق والمرتاااح..بينما هي تعاني من مغص جووع يقلّص معدتها : ميتة جوع بسبب واحد ما عنده أدنى درجات الذوق !
رفع حواجبه ببلاهه لأن نظراتهـا الاتهاميـة اللي صاحبت كلامها ..خلّته يفهم إن هالشخص اللي ما عنده أدنى درجات الذوق ..هو المقصود فيه ! ،، وقال بخفوت : عفواً ؟
سحر بسخرية خفيفة : .. بالله وش شعورك وانت تقضي على كل الطاولة... أثبت جد انك ما شفت خيييير !!!
ما فهم هي ليش متعكّر مزاجها هاللحظة...أو ليش تقول هالحكي !...لكنّه ما اهتمّ أو ما سمح لأعصابه تتنرفز لأن وراه الأهم ..ولازم يطلع الباص .. ولا هو وقت نقرة جديدة !!
وبابتسامة باردة وهو مو متأثر بأي كلمة بينما خطوته تتحرّك ناحية الباص : ما عندي وقت للحكي الفاضي اسمحيلي...اشووفكم !

وبكل رشاقة ولياقة قفز لـ باب الباص ويده ماسكه الشنطة تحت مرأى عيونها ، والباص يتحرك هاللحظة لأنه كان آخر راكب ..
سحر عقدت حواجبها ..وتنرفزت أعصااااابها من كلمتـه : كل ماله يستوووقح !!!
راقبت سحر الباص اللي مشى بعيد..وهي كمّلت مشي عالرصيف وهي حااانقه من أسلوبه اللي كل ماله يختلف...ثلاث أيام من وصلوا هنا..لكن اسلوبه معاها اختلف مــو هو نفس الأسلوب اللي كان يتعامل معها فيه لما كان سواقها بالرياض ...
الظاهر يحسب نفسه إنه بمجرد ما سافر مع أبوها هنا...كل ذاك انتهى ..
الظاهر نسى عمره !!

كمّلوا طريقهم مشي عالرصيف..وسحر مع الدقايق نست ضيقها وحنقها واشغلت عمرها بتأمل الناس والشوارع..إلين وصلوا لمقصدهم ..الداون تاون حيث منطقة حلوة مليانه كافيهات ومطاعم ومحلات..
توجّهت سحر لكوفي هادي بأحد الأركان البعيدة عن الشارع المزحوم بالناس ..ركن هادي على بـ طرف المنطقة اللي هم فيها وبعيد عن الضجة وهناك جلسوا عشان يروقون وتتناول سحر فطورها ..!
:
/
في الباص .. كان تركي جالس وباقي على وصوله عالمحطة اللي يبيها تقريبا دقايق ..
ناظر ساعته والعقارب تشير لـ 9 الا عشر دقايق.. هذا ثاني يوم له بالمعهد وبداية الدوام تقريبا عالـ 9 ..أمس كان حضوره الأول تعرّف عالبرامج وعالدورة اللي بياخذها وتعرّف عالأشخاص اللي بيتعامل معاهم ..
دورة مدّتها 6 شهور !!.. طويلة نوعا ما ..لكنها مكثّفة وفيها الكثير من الامور اللي بيخوضها ..
ما يدري شلون بتخلّص هالست شهور .. وهل بتمرّ سريعة أو بطيئة .. مو عارف !
لكن ما تهمّه المدة ..اللي يهمّه واللي متأكد منّه أنه بينجح نجاح ساحق بهالدورة وواثق من قدراته ثقة عمياء !
رفع راسه للنافذة يتأمل الشوارع ..ويحاول يحفظ الطريق لأن يمكن بيوم يحتاج يوصل للمعهد بنفسه ..
وخلال تأمله الشارع ..طرت سحر على باله واللي قالته قبل شوي ..
ابتسم بسخرية وهو مو فاهم تقلّباتها ذي.. ومحاولتها استفزازه قبل شوي ...مع إنه حاول ينسى اللي صار بينهم قبل يومين وما يظهر أي توتر من ناحيته..حتى إنه ما قال لأبوها عن طلعتها ذيك ولا اهتمّ يقوله أساساً... السالفة ومو كأنه خايف عليها ...بقررررييييح !!
انتبه على وقف الباص ..وبسرعة نزل واتجه ناحية المعهد اللي يفصله عن هالمكان مجرد شارع ..!
:

مرّت الساعات ..وعالساعة 2 طلع من المعهد بعد ما قضى ثاني يوم رسمي له...وأول ورشة عمل فعليّة !
هاليوم مرّ على خييير..والانطباع اللي عطاه لهم انطباع رائع وهالشي قاله مباشرة الأستاذ المشرف عليه ..
اللي صارحه بالانجليزية : " معلوماتك مذهلة..وآرائك ملفتة للنظر ..لستَ عادياً"

ابتسم وهو يتحرك على جانب الرصيف..ابتسامة جانبية كلها استمتاع ووفخر بنفسه ...
تأمل المكان حوله ...قدامه على السايد الثاني من الشارع باارك كبيرة مثل المنتزه اللي يضم النااس وهالشي من ميزة موقع المعهد لأن اللي عرفه إن أوقات الاستراحة المتدربين والموظفين يفضلون يقطعون الشارع عن طريق الجسر اللي على اقصى يمينه ..عشان يتغدون هناك أو يقضون ساعات الاستراحة ..
شكله مكان حلو لأن اقبال الناس من هالمكان واضح .. رح يفكّر يزوره بيوم ثاني أما الحين الوقت بالنسبة له وقت غداء وما يدري يرجع الفيلا أو يتغدا بأحد هالمطاعم..ثم يرجع وينام لأنه بدا يحس بالتعب والارهاق !

مشى على الرصيف لمدة خمس دقايق وهو يتأمل البلد والمنطقة اللي هو فيها عشان يحفظها طالما انه رح يتردد عليها بشكل متكرر .... وأخيرا لمح أحد المطاعم اللي تقدم ايطالي وابتسم يوم لقى ضالته ..!
:
/











♫ معزوفة حنين ♫ 02-10-11 02:55 AM



في الــرياض ،، الســاعة حوالي 7 صباحاً ..
طلعت شادن من غرفتها وهي لابسه عبايتها وحامله شنطة الجامعة على كتفها.. ويدها شايله كتااب مفتوووح..ومشت ناحية غرفة مشاعل وعيونها ما ارتفعت عن الكتاب لأنها هاللحظة تراجع امتحاان عليها اليوم ..!
دقّت باب مشاعل وهي تقرا بتوتر : مشاااعل يللااا بتأخر على اختباري !

ورجعت تتمتم ببعض الأشياء اللي حافظتها وهي تسمع مشاعل ترد من جوا .. ثم نزلت تحت بسرعة وهي متوتّره من هالاختبار..وما تدري ليش تحس إنها ما استعدّت له كويس..أمس عجزت تذاكررر زييين !!!
وصلت تحت أبوها توه صااحي وجالس يتقهوى مع أمهاا..
شافها واقفه بنص الطريق في نص الصالة وعيونها تاكل الحروف والواضح ان التوتر ماكلها لأنها قامت تقلب بالصفحات بشكل سريع...تلقط أشياء وتخلي أشياء..
وابتسم وهو ياخذ فنجاله من زوجته : ..تعالي افطري يبه...خلي المراجعة بعد شوي

تقدمت لطاولة الطعاام وهي تحس بأطرافها باااردة..تخاف من الاختبارات ..وتتوتّر من شي اسمه امتحان... خصوصا إنها على وشك تخرّج ..هي عكس مشاعل اللي ما يهمّها اختبار وامتحان ودايما كانت تخوض أي اختبار بدم بااارد..
تحتاج بروود مشاعل هاللحظة بس مو عارفه...الاختبار هو الاختبار !..والمادة مو سهلة !!..وهي مو عارفه تلاقي تركيزها من أمس !!
تكره الوساوس ذي !!
سكّرت الكتاب وهي تجلس عالطاولة بتاكل لها لقمة عالسريع الين تنزل مشاعل... وبنبـرة مشتتة : يا رب بس ادعوا لي ..الله يستر مو مرتاحه لهاليوم !
أمها تحاول تطمّنها : ..اذكري الله قبل تبدين...ما ينخاف عليك وأنا أمك.. ربي بيعينك !
شادن بنـظرة قلقـااانة وضحت على ملامحها : .. الله يستر مو متفاائله وأخاف أحوقها قبل التخرج... المادة هذي مو راضيه أستوعبها ومو قادره اركز وأنا أذااكر والحين أحس كل شي طاير من مخي... خاااااايفه ما أنجح !
أبوها حاول يمتص توتر ما قبل الامتحان وهو يشوفها جد متوتره على غير العادة .. لأنها قبل الامتحانات عادة تكون أهدى حتى لو صاحبها بعض الخوف والترقّب..
قال بحكمة : توكّلي على الله وما يكون الا الخير...

أكلت لقمتين ..على نزول مشاعل اللي كانت لابسه عباتها والنفسية عااال العال..يمكن لأنها من يومين دخلت تحدي جديد وبدت تتعمّق فيه .. وشكلها ابتدت تستمتع من قلب !
مشاعل : هاايوو صبباااح الورد ..
أبوها وهو جالس عالأرض بوسط الصالة يتقهوى : هلا هلا بالدكتورة !
مشاعل بغرور : ههههههه ما أبي أكون دكتووورة لقب سخيييف بصراحة !
أمها بمـزح : الحين هالشي صار سخيف !
مشاعل وهي تحرّك يديها بغرور : ايه طبعا لقب مستهلك ..وش يعني دكتورة !!..ما أشووف فيه أي ميييزة خلاص طااح كرته.. اشعاعية بنظري لقب بيحلا جنب أسمي..وبالنسبة لي شي فلتـه ..
أبوها بضحكة : ..الله يسهل لك انتي واختك..واشوفك تصيرين اللي تبينه ..

شادن بسرعة قامت عشان تلحـق إلا انتبهت على غيــاب محمد ، اللي المفروض هو اللي يوصّلهم اليوم : ...وينه محمد ما صحى ؟..لا تقولون ..ترا قلت له هو اللي بيوصلني للجامعة بندر ومعاد صار موجود ..
أمـها : ..محمد طرى له شي واضطر يطلع للشغل من بدري...بس يقول وصّى عمر يوصّلكم بداله ..
شادن توتّرت زيااادة : .. عمر؟

أبو محمد : ايه ..اظنه صاحي من فترة ..
مشاعل : طيب بندر ومسافر..ومحمد منشغل وعمر مارح يكون فاضي طول الوقت ..مين بيودينا ويجيبنا دايما؟
ابو محمد : لا تشيلون هم خلال هاليومين يكون السواق موجود..

هاللحظة التفتت شادن لـ مشاعل : يلله أجل خلينا نطلع ..

برا قبل يطلعون للشارع..ما شافوه وسيارته الواقفه برا ما عندها أحد ..قالت مشاعل : وينه؟؟
شادن بتنهيييدة : بروح أناديه ..
ثم مشت وهي ضامه كتابها لـ صدرها والتوتر الداخلي ماليها من هاليوم اللي ما تدري شلون بيعدّي... قلبها قارصها ،، وهالشعوور أبدا مو مريييح !
دقت بابه الموصـد وهي تنادي ببحـة : عوووماار ..!

مباشرة سمعت حركته من جوا ..واقترابه من الباب..قبل يفتحه وهو ينزل البلوزة بيد وحدة على خصره لأن الواضح انه كان يبدّل ملابسه..
عمر وهو يواسي بلوزته بنفس اليد بهدوء : .. خلصتوا ؟؟
شادن حاولت تبتسم ..لكنها ابتسامة صفرااا ونبرة ميتة نوعا ما : ..صباح الخير اول شي..
عمر وهو يستدير ناحية الطاولة عشان ياخذ مفاتيحه وجواله : صباح النور..
شادن بخفوت ونبرة بااردة كثير واللي تعكس الجو الفاتر هاللحظة : عذراً عالازعاج ..بنغثك اليوم أنا ومشاعل !
قال وهو معطيها ظهره يدخّل أغراضه بجيوبه..بنبرة غير مهتمّة : ..مافيها مغثّة..
التفت وهو يطلع من الباب..وطاحت عينه على وجهها اللي كان فيه شي من الارهاق ..
لفتت نظره ..وبعقدة حواجبه وهو يغلق باب الغرفة بيده : .. ليه وجهك كذا !؟
ابتسمت ابتسامة صغيييرة ممزوجة بذات الارهاق يوم استشعرت اهتمام مبطن خلف هالسؤال ..
وقالت بذات الخفوت والنبرة الميتة : .. ما نمت !
قال وهو رافع حاجب واحد : ..وش ماسكك؟؟
شادن : ..وراي هم امتحان وفوق كذا ما جاني نووم !
نزّل نظره للكتاب الكبير اللي شايلته ثم رفعه من جديد لوجهها : ..من متى الاختبارات تسوي فيك كذا ؟
مشت من قدامه وهي تردّ بفتوور : ..عادةً أمر بهالحالة قبل أي امتحان ..

مشى وراهـا وهو يسأل بعفويـة : ..لدرجة ما تنامين وتطلعين بهالمأساة اللي بوجهك ؟؟؟؟
وقّفت عن المشي.. والتفتت عليه بنظرات حانقة بعض الشيء ..من تعليقه ..وقف مكانه لا يصدم فيها وعيونه ما نزلت عنها ..وقالت وهي ملتفته بنص جسمها عليه : مأساة بوجهي ؟؟؟....هذا اللي قدرت عليه؟
فهم قصدها..ولا علّق ..وحافظ على ملامحه الهاديـة !
مشت مرّة ثانية وهي تتحلطمّ بعفوية على نفسها خلّته يبتسـم وهو يسمعها :.. بدل ما تريّح بالي وتطمّني..يا ربي منك !!
ثم قالت بصوت مرتفع وكأنها هالمرة توجّه كلامها لـه : .. واحد خطيبته تشكي له من امتحان ، هاللحظة التصرف الطبيعي انه يشاركها معنوياً..مو يتتريق عليها !!
جاوب وهو يمشي وراها بنبرته الباردة المعتادة : ..هالبنت اللي أعرفها من يومها طفلة ما قد طلعت من امتحان خسرانه..!.. هذي عادتها ..
قالت بتريقــه عفوية وهي تمشي : زييين فيك خير تتذكر انك مرتبط بالبنت من يومها طفلة !.. كنت خايفه بعد انك نسيت طفولتها مرة وحدة !
تمتـم ببرود : ..بلاش تريقه !

وصلت لباب الشارع وطلعت لقت مشاعل تنتظر برا ..ركبوا كلهم ..شادن قدام جنب عمر ..ومشاعل اللي صبّحت على عمر وهو صبّح بالمقابل ركبت ورا.. وطول المشوار وهي تقرا الدرس اللي أخذته امس بالمعهد...تبي تحفظ كل معلومة ممكنة..وتفهم كل شي تمرّ عليه ولو ان هالمرحلة بتحوي أكيد صعوبااات لكنها تمسّكت بالاصرار وآمنت بالمحاولة... والجو بالسيارة هااادي وصامت لأن شادن من جهة ثانية انشغلت تراجع لامتحانها..وعمر الآخر سلّط تركيزه عالطريق ..!

بينما مشاعل تراجع الدرس باندماج تااام رن تلفوونها ..ابتسمت من شافت الرقم وكانت وحدة من البنات في المعهد تعرّفت عليها بأول يووم ..كانت تسأل عن مكاانها وقالت لها مشاعل إنها لسّا ما وصلت باقي لها حول الـ 10 دقايق ..!
سكّرت الجوال..وبادرها سؤال من شادن اللي وقّفت مراجعه : ..مين هذي أول مرة أسمع اسمها ؟؟
مشاعل بابتسامة : ..هذي رنوو ..وحدة ذوق عرفتها بالمعهد ..!
شادن وهي تبتسم تلقائيا : .. على طووول تعرفتي على بنات..ما عاقت معك أشوف !
مشاعل : ما تعرفت الا عليها... قصدي عرفت بنات زميلات بس من بعيد لبعيد..رنا هي اللي دخلت معها أكثر ..
شادن بصدمة : ما ينخاف عليك ..!
مشاعل : ارتحت لها لأنها أخلاق وذكيية كثير وشكلها فاهمه التخصص فحلو أستفيد منها..وهي صراحة تحب تساااعد وأنا أحتاج لهالنوع طول الكورس..
شادن بنبرة ماااكرة : أهااا أجل متصادقه وياها مو لله...تبين مساعدتها ..
مشاعل ضحكت : ..والله تبين الجد..كلهم.. مرتاحه لها كـ صداقة وزمالة وثاني شي أستفيد منها وقت الحاجة .. وبعدين ترا هي اللي بادرت وتعرّفت علي وانا قبلـت.. والدنيا أخذ وعطا.. تحكين كأني ما رح أكون مفيدة لها أبدا خير قالوا لك غبية ومالي فايدة !
ضحكت شادن : لا لا حشى ..كنت أمزح !
مشاعل : بدل البربرة راجعي امتحانك وخليني أركز ..
ورجعت تقلب الصفحة ..وشادن التفتت عفويـاً لـ عمر الجالس جنبها واللي كان مثبت يد وحده عالدركسون..واصابع يده الثانية تدق فمه ..بحااالة تفكير والواضح إنه مو معاهم حتى ما سمع لـ حوارهم قبل شوي !
تغيّرت نظرتها وهي تتأمله ..ولاحظت إنه شااارد بشي بعيييد بعييييد عن محيط السيارة..وما عرفت تتخيّل وشو اللي شاغله ، إلا إنها صارت تخاف من شروده هذا !!..تدري إن حالة السكوت العميق والشرووود اللي من هالنوع..عادة ما يكون وراه خير ..!!...خصوصا منّـه !!
متى تنتهي من هالمعاناة معاه... ؟؟.. متى تحس إنها مستقرة نفسياً.... من رجع قبل 3 أسابيع وهي متأرجحة وكل لحظاتها ترقّــب لأي تصرف خارج المتوقع ممكن يقدم عليه ،... وهالثلاث أسابيع أنهكتها بما فيه الكفاية ..!
والمشكلة ما تقدر تحكي عن مشاكله عند أحد وخصوصا أهلها...لأنها كانت دايم الساتر اللي يستر عيوبه..وينصره مهما صار !!
حتى الحكي معه بهالموضوع اللي تعرفه...مو قادره تقْدِم عليه لأنها ما تدري عن ردة الفعل اللي بتقابلها وسبق وقلت إنها ما تتمنى تصارحه بشي قبل ما يتم الزواج على خير ..عشان وقتها تقدر تعالج الموضوع براحة من غير خوف من احتمالات ابتعاده أو رحيله أو أي شي من هالنتايج اللي ممكن تؤدي له المواجهة اللي هي خاايفه منها ، ولا عندها استعداد حتى تخاطر بهالاحتمالات اللي تسبّب لها الرعب !!
خلال ما هي تتابع وجهه الشاارد وهي بالمقابل شاردة بمليون فكرة ... رنّ جوالــه واخترق جوو السكوون العايم بالسيارة..صحت من شررودها وهي ترمش ...وباهتماام تابعت عمر اللي نزّل أصابعه عن فمه ومال بجسمه ناحيتها شوي عشان يطلع جواله من جيبه... أخرج طرف الشاشة فقط عشان يشوف اسم المتصل بس...ويوم قرى الاسم عقد حواجبه وبكل سكووت دسّ الجوال بجيبه مرة الثانية..وارتدّ لوضعه الأول يرجع لأفكاره ..!
سكت جواله ..ورجع يرن من جديييد وعمر على نفس الوضع مو نااوي يرفع التلفون ويرد !
وشادن دخلت حالة نفسيـة صعبة من جديد..والشكوك تداهمها وتملا راسها ...
ليش ما يرد ؟؟؟
تحاول تقنع نفسها ان هاللي يلحّ بالاتصال ..أي شخص ...أي شخص بالعالم بس أهم شي مو نهــى !!
لكنها ما قدرت.. ما قدرت تبعد هالخيالات والشكوك اللي تسحقها وتنهي اللي بقى فيها من أعصاب !!
ما بغت تحكي وتقول شي ..دام مشاعل موجودة معهم بالسيارة... والكل يظن ان الأمور بينها وبين عمر على خير ما يرام..محد يدري بالشد والجذب اللي يعيشونه !!..ومحد يدري باللي هي تعيشه !..واللي هو يعيشـه !!
استمر رنين الجوال لـ ثلاث مرات الين عمر بنفسه كل ما دقّ حوّله عالسايلنت منعاً للازعاج خصوصا ان اللي معاه ثنتين كل وحدة منهم تحاول تركّز بمراجعتها ..

وصلوا لـ معهد مشاعل بالأول .. ونزلت وهي تودّعهم وعقب تحرّكت السيارة فيهم هالمرة لـ جامعة شادن ..
ومع كذا استمرّ الصمت وعمر مو راضي يطلع من شرووده..مافتح أي موضوع وشادن حاولت تسلّط تركيزها على المراجعة..
مرت 10 دقايق أخرى ..ورجع جواله يرن ويخترق سكونهم ..وعمر هالمرة ما كلّف نفسه يشوف المتصل واستمر على تسفيهه !
لكن شادن توترت أعصابها زوود ، ونفسيّتها تدهورت هاللحظة وهي تسكر الكتااب مو قادره تركّز بـ حرف..
وبصووت راااجي : ..ما ودّك ترد ؟؟
قال وهو يناظر الطريق المزحووم بهدووء : ... مو شي ضروري !
شادن بهدوء تحاول تجمعه : مين يتصل فيك بدري عالصبح؟؟
عمر وهو يلتفت لها ويرجع للطريق مرة ثانية : .. واحد مزعج !
ما قدرت تصدق.. وفهمت إنه يحاول يداري الحقيقة وان نهى هي اللي تتصل بس ما يبي يعترف ، أو ما يبي يرد بسبب انها متواجده معه !!...
وقالت : مييين هالواحد ؟؟؟
التفت عليها مرة ثانية ...وبهدووء نظراته : ..تحقيق هو ؟؟
شادن بثبااات : مدري عنك..!...ليش خايف تقول اسمه !؟..
عمر بهدوء : اذا قلت اسمه بتعرفينه يعني ؟
شادن بنبرة مهمووومة : بس بتطمّن !
التفت عليها بنظرة غريبة وكأنه لمح من كلامها شي مخفي : ... تطّمنين من ايش ؟؟
شادن بكل صــدق : بتطمّن عليك !!
رفع حاجب واحد ، وبنظرة مستغربة : وش هالحكي ؟؟
شادن بضيق : طيب وش فيها أبي أعرف مين اللي يتصل فيك !...ومين أصحابك !... أخاف بعد وحدة تبي تغازلك !!
قالتها بعفوية ومن غير شعوور وكأن عقلها الباطن هو اللي نطق.. وكلمتها أثارت استغرابه لدرجة إنه أخرج صوت ضحكة مكتومة مع خشمه..!
ورجع لنفس الملامح اللا مباليـة وهو مـوو ماخذ مخاوفها على محمل الجد : ..يا كثرهم !
انصدمت من ردّه واعترافه ..
وقالت بصووت متقطّع مخنووق : وش اسـ..ـمها ؟؟

كانت تنتظره يقول اسم "نهى".. ويعلنها صراحة لأنها هي اللي محتله أفكارها وهي الأقرب لـ عمر ومــاا تتوقع ان فيه وحدة أقرب له بالسنين اللي راحت أكثر منها..!!
عمر باستغراب : مين اللي وش اسمها ؟؟
شادن : اللي تتصل فيك الحين !
وهو رافع حاجب : .. قلت لك واحد مزعج وبثر..مابي أرد عليه !
شادن بعبــرة دمووع خنقت صوتها : ..تكذب !

تلقائياً...التفت عليها بسرعة كـ رد فعل من اللي قالته..وعيونه تلتمع بـ جدية يوم شافها خذت الموضوع على محمل الجد ..والتأثر بدى عليها !
سكت ثواني ...ثم قال وهو يحافظ على هدوءه : ... ركّزي على امتحانك وخلّك من الكلام..!
وبهالكلمة أنهى الموضوع..والاهم ان السيارة دخلت بوابة الجامعة وأجبرتهم ينهون الحوار ..!..رغم ان شادن كانت تتمنى هاللحظة ان الطريق يطوول أكثر يمكن تقدر تحلّ موضوع نهى والأسئلة الكثيرة اللي تحووووم حولها ومالها اجاابة ..
تمتمت بغيض وغصة وهي تفتح الباب : .. مكالمة سعيدة مع بنت عمتك !
التفت عليها بسرعة والدهشة بعيوونه من اللي قالته... وهالطاري اللي جا فجأة !!
نزلت ..والتفتت وهي ماسكه الباب .. وبصوت مخنووق يخالط غيضه : أدري انك كنت تنتظر تكون بروحك عشان ترد عالاتصال وتاخذ راحتك... ارتااح أخيرا بتكون لحالك وخذ راحتك مع الوقحة بنت عمتك ..!

كان ملتفت عليها وبعيونه استغرااب وجديـة من اللي قالته..وفتح فمـه بيرد بشي لكنها ألقت كلمتها المغتاااضة وضربت الباب بكل قووة من غير انتظار لأي رد لدرجة ان عمر رمش وفزّ من قوة الضربة ..!
راقبها وهي ترووح بخطوات سريعة بين السيارات لناحية البوابة..وهو مستغرب لأنها أول مرة تطري بنت عمّته بهالشكل ..!!
يتذكر انهم يوم كانوا ضايعين بالبر ..شافت اتصال لبنت عمتـه على جواله ويذكر زين إنها طلبت منه تفسير لكنه ما علّق عالموضوع بكلمة وحدة ..!..واكتفى وقتها بالصمت لأن ما كان فيه شي يقووله وقتها !! وما كان الموضوع يهمّه أصلاً..!

قطع حبل افكاره بهالموضوع رنين جواله للمرة المليووون ...!
غمض عيونه بصبر على وشك ينفففذ وهو يتأفف..وفعلا مثل ما قالت شادن ، هو كان ينتظر يكون لحاله عشان يرد على راحته...بس مو عشانها نهى ..لا كان عياف هو اللحوح اللي يطارده بالاتصالات من كم يووم...وهو سافهه ومعطيه مليون طاف ويلعب معه لعبة نرفزة الأعصاب ..!
ردّ أخيراً بكل بروود الدنياا رغم إنه عارف النيران اللي بتوصله من الطرف الثااني : ... نعم...

وفعلا مثل ما توقع..ما كانت نيراان..إلا بركاااان ثاااير خلّااه يعقد حواجبه : .. يا حيوواان لا تلعب معي هالألعـااب ترااها واصله معي ..!
عمر بجدية حادة : .. حسّن ألفاظك مو أصغر عيالك..!
عياف بغضب مزمجر من خلال صوته الخشن : شنو تحسب نفسك تسوي معي ؟ أتصل فيك من 3 أيام وانت راميني ورا ظهرك ..اقنعني بجواب أسامحك فيه !
عمر يحرّك السيارة ..وبصراحته المعهوودة ومـاا حاول حتى يخفي المبرر : .. تبي الجد عاد..طفشان منك ومن حنّتك ومن الحياة اللي دخّلتني فيها... وكاره عمري وكل شي أعيشه وحتى صوتك صرت أكره اسمعه!!.... اقتنعت يالزعيم ؟! (بسخرية)
عياف بغضب يزداد : ..تريقاتك هذي اللي خذتها عادة مو كل مرة بمررها لك ...لصبري ترا حدود معاك !.. مو كل مرة بطبطب على ظهرك واقول غالي..!
عمر بابتسامة جااانبية تفوح سخرية : .. لا الله يخليك لا تطبطب على ظهري... أذكر أول مرة طبطبت على ظهري وش صار لي... دخّلتني لعالمك الدنئ ذا اللي ما تخيّلت يوم إني بدخله !!
عياف : ما يهمني اللي تحسه الحين..اللي يهمني انك صرت واحد من أدواتي وطول الأربع سنين وانت تاكل من خيري... فـ لازم تسمع اللي بقوله لك الحين ..!
عمر وكنّه ناوي يستفزّه زوود : ...ما ابي اسمع شي من اليوم وطالع!
عياف بجديــة حااادة والواضح ان فيه شي صاير من جديته اللي تعدّت كل الحدود : ..أتكلم معاك جد لازم تسمع اللي بقوله لك وتنفذه بحذافيره وفـــوراً ..!!!!!

عقد عمر حواجبه ونقل الجوال لأذنه الثانية ولا يدري ليش حسّ إن اللي بيقوله عياف الحين "مصيبة" من جدية نبرته اللي تخطّت كل الحدود : ...صاير شي ؟
عياف : ايييه صايره علووم !...لازم تجي الشرقية فوراً ..!
عمر وهو مضيّق عيونه من هالطلب المستعجل : .. فوراً..؟
عياف بطريقة ما تقبل النقاااش : اييه فوراً فوراً... اترك كل شي وراك وتعال ..!
عمر باستغراب وقلق : ..مو قبل ما أعرف وش صاير !..
عياف : حسن رفيقنا انكفش قبل 3 أيام ومن وقتها وانا احاول اتصل فيك!

فتح عمر عيونه بصدمة لدرجة إنه هدّى من سرعة السيارة...ووقّفها على جانب الطريق عشان يركّز بالخبر ..واسم حسن يتكرر بباله...حسن ذاك الولد اللي حتى ما جاوز الـ 21 سنة !!
عمر بعدم تصديق : ..حسن ؟؟؟؟
عياف : ايييه قبضت عليه الشرطة بكمين والمصيبة انه يعرف كل شي عنّا...يعني هي مسألة وقت قبل لا يعترف بكل شي يعرفه...وقتها بنكون في دائرة الخطر كلنا طبعا اذا ما تصرّفنا بشكل سريع ..!
عمر سكت لحظات ... وهو يناظر الطريق الممتد قدامه وأفكاره تداااخلت ..!.. مو مستوعب ان ذاك الولد اللي ورّطه عياف بهالعالم ..انمسك ويواجه مصير كل واحد منهم يحاول يهرب حتى من تخيّله .!!
عياف كرر : تسمعني ؟...لازم تجي الشرقية اليووم عشان نعرف وش نسوي ونلملم كل أوراقنا ..حتى وجودك بالرياض بروحك خطر عليك..!
ابتسم بسخرية ..ما يدري ليش مو قادر يصدق ان هالآدمي خايف عليه كثر ماهو خايف على نفسه..
عياف ألحّ يوم شاف إن عمر ما علّق.. : مستوعب اللي أقولك اياه..لازم تجي ..!
عمر بـ رد غير متوقع : ..وإذا ما جيت ؟
عياف طننننقققر : ...مو وقت استهبالاتك..أتكلم معك جاد يا عمر..حتى الشباب يسألون عنك ومرتبكين من اللي صار..
تنهّد عمر وهو يفرك عيونه من هالمصيبة اللي طاحت على روسهم..!.. والمشكلة يدري ان عياف ما رح يفكّه وبيتعلّق فيه زود..حتى لو حاول يلمّح إنه يبي ينفصل عنهم..!! من ألحين ما يقدر يتوقّع ردّة فعل عياف لو صرّح برغبته إلا إنها بتكون عنيفة وعنييفة وعنيييييفة ..!!..ومافيها شكّ..!
لكنّه قرر يسايره بالوقت الحالي ..ويصرّح برغبته بالوقت المناسب : .. مو لازم أجي..لا تشيلون همي أقدر أهتم بنفسي ..!
عياف بعصبييية : .. انا ما قلت تعال عشان نفسك...عشان المجموعة كلها.. إن تأخرت لا تلوم إلا نفسك..
عمر بعصبيـة : إنت كل شغلك معنا تهديد بتهديد...ياخي بكيفي ما أبي اجي جعلي أنمسك ويذبحوني.. فكني عااد ..!
عياف : شوف عاد علمٍ يوصلك... ان ما جيت الليلة ..لي معك تصرف ثاني.. وتدري فيني أقدر أجيبك من تحت الأرض..!
عمر بسخرية ونبرة الكبر ذي استفزّته لأبعد حد : .. لا تخليني أدخل بتحدّي معاك..نبرتك ذي اللي متعودها مع مبزرتك ..لا تستخدمها معي ..
عياف بسخرية بالمقابل : .. لا تنسى اني اعرف كل شي عن اهلك.. وعن خطيبتك اللي أظنها صارت زوجتك لأن روحتك الرياض أعتقد كانت عشانها... ( بردت نظراات عمر وضاااقت بحدة..وعياف يكمّل) : ان ما جيت لا تتوقع مني وش بسوي ..!

سكت عمر وهو فاهم نبرة الحقارة ذي... ويدري ان أكبر غلطاااته مع عياف من يوم عرفه...هو بوحه له بكل شي عن حياته..واهله..!
لكنه ذاك الوقت.. قبل أربع سنين.. كان توّه تارك اهله ومنفصل عنهم..وكان يمـرّ بحالة نفسية سيئة للغاية بسبب الوحدة اللي اضطر يعيشها وعدم المقدرة على لملمة شتات نفسه ، وذيك الأيام طلع عياف بوجهه وقرر يساعده ووقتها ما كان عمر يعرف حقيقة عياف كاملة ..!
عياف وهو يتحوّل للهدوووء بالنبرة ..يوم حسّ ان عمر لااان : .. لا تتأخر.. جد أتكلم ضروري لازم تجي بأسرع وقت ..!
أخيرا قال عمر بخفوووت : ..يصير خير..!
سكّر منه أخيرا ورمى جواله بالسيت اللي جنبه..وما حرّك السيارة جالس بوجوووم يفكّر باللي صار وكلام عياف ،، والمشكلة الجديدة اللي طلعت لهم هذي..واخيرا طلبه انه لازم يرجع الشرقية بأسرع وقت ممكن ..!
داام حسن انقبض عليه ..وعياف مرتبك من هالسالفة.. فالله أعلم وش بيصير ..!..
مو عارف وش بيصير بالمستقبل القريب ..!!
وهالشي خلاه يفرك عيونه من المصيبة الجديدة اللي دخل فيها ...ليييش كل مالها حياته تتعقد !!..ليش مو قادر يحلّها ..!؟؟؟...
قام يمسح على وجهه بيديه الثنتين نتيجة للحالة النفسية والتوتر اللي بدا يسيطر عليه ...
وعرف وأدرك إن اسمه بيدخل..أو دخل بقائمة المطلوبيين..دام حسن طاح بيديهم !!
ونتيجة لهالشي... ما عاد عرف وش بيصير ..!!

جلس حوالي ربع ساعة داخل السيارة من غير ما يحركها والأفكار تهاجمه والفكرة الأولى كانت روحته للشرقية.. وش بيقول لأهله ..وهم اللي متوقعين انه مارح يرجع لها حالياً..وش بيقول لـ شادن؟ ..اللي متوقعه انه رجع لها وما رح يسافر من جديد..!!
رمى راسه عالمسند وراه وعيونه مفتووحة على سقف السيارة ... وقلبه مووووجعه !!.. حياته منتكسه ومعاد عرف يعدّلها...
معقولة ..هذي هي لحظة الفراق اللي كنت تحاول تعدّ نفسك لها وتبداها لكن ما كنت قادر !؟.... مو إنت رجعت أصلا عشان تنهي اللي بينك وبينها .. بس ما كانت عارف تقولها ، أو كيف تبداها..!
والحين....كيف رح تبرر!!.. تبرر لها مصايبك !!؟..
مع انك تدري انك سويت كل اللي سويته عشانها..وعشان ترجع لها... قبلت بكل شي تسويه وانت تفكر فيها ..!!

تعب من التفكير ونفسيتــه نزلت للحضيض ..وببطء ميّت مدّ يده للمفتاح وشغل السيارة.. وهو متوووجع كثييير من الفكرة اللي وصل لها..!
مارح يقدر يواجه أحد... مارح يقدر يواجه وهو عارف الحين انه مجرم ..مجرم احتمال كبير انه صار مطلوب رسمياً ..!! رغم انه كان يتخيّل دايم انه رح يوصل لهالمرحلة بأي لحظة واحتمال حدوثه كبير وهالشي خلاه يعيش بتأنيب ضمير وشد وجذب ومعاناة مع نفسه طول الفترة اللي راحت !!
والفكرة اللي وصلها ألحين..انه يطلع الشرقية الحين ويختفي من حياتها ... من غير مواجهاات ومن غير آلاام ..!!
يمكن هذا افضل حل ..يكفي اللي سوّاه فيها خلال هالـ 3 أسابيع اللي عطاها فيها عذاب 3 سنين متواصلة !!.. 3 أسابيع حتى هو تعب فيها وعااااانى خلالها وتملّكه الضعف..!
صار يسوق بيد وحده ويده الثانية تفرك جبينه من هالأفكااار اللي تهدّ حيل أي انساان وتجدد أوجاعه.. أفكار تجبره يتخلّى عن أغلى ما يملـك وأغلى ما عرف !!
لكن ما أمداه ياخذ قراره ويبدا بالتنفيذ إلا رن جواله من جديد..وقطع عليه مخططاته ..!
لأن هالمرة ما كان عياف اللي يتصل..... كان أبـو محمد !!
مجرد شوفته للاسم خلّته يكشّر بألم... ما يقدر يواجه هالرجال بالذات ..!!... رجال خذاه ولد له ..ربّــاه وصبر عليه وعلى مشاكلـه العوجااا طول سنين عمره... ما منعـه عن بنته وعطاه اياها مقابل لا شي!!
كيف يواجهه...والأهم وش بيقول لو درى عن كل شي مهببه من وراهم ؟!!!

استجمع صوته وهو يفتح الخط..ورد بنبرة طبيعية مع ان اللي داخل قلبه أشياء مو طبيعية وصعب تحمّلها : ..سم ؟
ابو محمد : صباح الخير وانا ابوك !
عمر بهدووء : صباحك نور وسرور...
ابو محمد : ..وصّلت البنات ولا ما بعد ؟
عمر : ايه وصّلتهم ..ليش تامر بشي ؟؟
ابو محمد : لا بس اشوفك تأخرت ما رجعت... كنت أبيك بموضوع..وينك بعيد؟؟

سكت ما يدري وش يقوله !...يقوله انه ناوي يمسك خط الشرقية ..وانه مو ناوي يرجع خير شر !
لكنه تمالك هدوءه وقال بعد لحظة : .. لا قريب ..!
ابو محمد : زين ..تعال مباشرة للبيت..أبيك بسالفة لا تتأخر..
عمر شكّ بالموضوع...لكنه ما عرف يتهرّب : ضروري يبه ؟
ابو محمد : ايييه ضروري ..تعال الحيين لا تتأخر ولا دقيقة ..
عمر : ..بس... بس انا عندي شغلة ضرورية الحين..
أبو محمد باصرااار : أجّل شغلتك ..تعاال انا انتظرك..لا تطوّل..
عمر استسلم .. ما يقدر يسفهه هو بالذات : ..ان شاء الله.. 10 دقايق واكون عندك..

سكّر منه ورمى جوّاله جنبه والعصبية بدت تسيطر عليييه.. لييييش ما يكون حقير ويسفهه ويرحل عنهم للأبد..؟!..
لكنه يدري انه قادر يسفه الناس كلها لكن هالشخص بالذات يعجز قدامه واللي أفضاله غطّتــه وتعدّتــه ..!
حوّل طريق سيارته للبيت وهو ناوي يعرف الموضوع ..ومن بعدها يطلع للشرقية بـ صمت ..!
:
/

في بيت أبو محمد ..
وصل عمر هناك...ودخل على ابو محمد اللي كان جالس لحاله بالصالة يقلّب الجريدة ومحد كان موجود ..!
انضم له عمر وجلس يتقهوى معه ومرت ربع ساعة إلين فتح ابو محمد الموضوع من غير أي مقدمات..وهالموضووع صدم عمر وكأن فيه أحد ألقى بصخرة قاسية على راسه..!
عمر بدهشة :.. وش قلت يبه ؟
ابو محمد بهدووء ووضووح : .. قلت ان زواجك انت وشادن بيتم على نهاية هالأسبوع...قدامكم 5 أيام جهّزوا حالكم فيها ..!
عمر حسبها مزحـة ..لأن هالشي هو آخر شي يفكر فيها حاليا وسط ظروفـه المعقّدة : .. تتكلم جاد يبه ؟
ابو محمد برزانته المعتادة : .. وليش بمزح؟
عمر بهدووء أعصابه : .. يعني بهالسرعة وخلال 5 أيام... ما تحس انها صعبة ؟
ابو محمد : مو صعبة بنخلي الزواج عائلي ..عاد عقبها تبون تسوون حفلة كبيرة براحتكم..بس أشوف موضوع زواجكم طوّل..وانت لك 3 أسابيع من رجعت ما حكيت بالموضوع بجديّة ..قلت آخذ القرار عنك وانا ابوك ..!
عمر لفتته كلمة "بجدية".. وحزّت بخااطره إنا اللي ربّاه يمكن ماخذ عنه فكرة سلبية أو شي ..ولقى نفسه يقول : .. تدري يابو محمد ان اكثر موضوع اخذه بحياتي بجدية هو موضوع زواجي بـ شادن..
ابتسم أبو محمد يوم حسّ إنه تحسس من الكلمة : .. ما أقصد انك مستهتر بالموضوع..قصدي انك وشادن متباطئين شوي ، ولّا أنا أدري ان الموضوع يهمّك كثر ما تهمّك حياتك ولا عندي شك في هالشي أبد!
عمر وذكرى اللي صار قبل 3 أيام بغرفته تملاه شكوك : .. ليش قررت كذا من غير لا ترجع لنا ؟
ابو محمد من غير تفصيل للأسبــاب : .. قلت لك أخذت القرار اللي فيه مصلحة شادن ومصلحتك..!
لكن عمر عرف وتأكد..إن ابو محمد أخذ فكرة غلط عن اللي شافه بغرفته قبل 3 أيام..يوم كانت شادن بغرفته.. وهالشي هو اللي عجّل بقراره هذا !!..
قراره ..اللي هو مو مستعد له...ولا يقدر يسويــه أصلا..!!
قال عمر بوضوح وتريّث يمكن يعدّل الصورة الغلط : .. إذا كنت تفكر إن فيه شي صار بيني وبين شادن..فتراك استعجلت بظنّك !
ناظره أبو محمد بـ صمت لـ ثواني ..
ثم قال بهدووءه وحكمته المعهوودة : .. ما يمنع اننا نعجّل زواجكم !

عرف عمر ان ابو محمد ما اقتنع...أو ما يبي يقتنع ..لأن الواضح إنه مصرّ على قراره بالحالتين .!
لكن عمر يدري انه حالياً ما يقدر يقدم على هالخطووة... ويدخّل شادن معه بمعمعة هو ما يدري وش عواقبها ..!!
واستحالة ينفذ هالخطوة...خطوة الزواج بعد 5 أيام..
لأنه ببساطة من الحين لين 5 أيام... مارح يكون موجود..!
بيرحل ..
بيترك كل شي وراه...ويتركها...وعساها تفهمه ..!!

شرد بهالأفكار وهو يناظر نقطـة بالأرض ويديه معقودة قدام فمه..إلا ابو محمد يبادره من جديد : جهّز حالك وأنا أبوك...أنا خذت هالقرار مو خوفن منك..خوفٍ من شادن اللي أدري انها متعلقة فيك بكل ما عطاها ربي من قوة.. أدري أنا وش تمثّل لها إنتْ وأدري انها تصير طايشة بعض الأحيان..ولا ألومها لأني اعرف اللي مرت فيه بنتي بغيابك ..!
غمض عيونه يحبس غصّتـه وهو يسمع...يتوجّع ويتلوّى ألم من داخل كل ما طرى له أحد حال شادن بغيابه..يحس بالمسؤولية تكبر أكثر واكثر ويحس بالواجب ناحيتها..
التزم الصمت مو قادر يعلّق بكلمة على هالقرار المفاجئ وكأن ابو محمد يبي يحطّه قدام الأمر الواقع !
سكت لأنه ما يقدر حتى يعترض...يعترض وش يقول ؟..وش يبرر..!!..وهو مو قادر يعلن السبب الأساسي !!

ابو محمد وهو يشوووفه ساااكت : .. شادن ما تدري للحين...من ترجع من الجامعة بعطيها خبر..!
رفع عمر عيونه له ..وهو ساكت ..بنظرااات بااردة من الوضع اللي انحط فيه..!
المصيبة انه لازم يطلع الشرقية اليوم.. والموضوع من الحين بيحتاااس هو عارف...أصلا بيحووسه بالأول والآخر لازم يتفركش !!..
:
/









♫ معزوفة حنين ♫ 02-10-11 02:56 AM




في الجامعة ..

شادن توّها مخلصه امتحانها ..وطلعت وهي مرتااحه نوعا ما ..ما جاوبت مية بالمية لكنها عالأقل أدّت أفضل من المتوقع... محاضرتها التالية تكنسلت وعشان كذا أخذت أغراضها ونزلت للبوابة الأقرب لقسمها واللي تعوّدت تنتظر فيها..وهناك بتتصل بالبيت عشان يجي أحد ياخذها..إما أبوها..أو عمر ..بما إن محمد مشغول بالشركة ..!
لكنها وهي تمشي ناحية البوابة سمعت أحد يناديها من الخلف.... التفتت باستغراب من اللي يكرر اسمها ..
وابتسمت لا شعوريا يوم اكتشفت إنها بسمة ،، أول مرة تشوفها بالجامعة !!
وبدهشة : بسووم... !!
جت بسمة وهي تضحك : أخييييرا لقيتك !
حضنتها وهي تسلم بحرااارة : اخبااارك ؟
شادن بابتسامة وهدّة حييل : ..بخيير ولو إني أحتااج ألحين لمخدة ولحااف..مييييتة نووم !
بسمة : يا حياتي واضح على وجهك ..!.. ليش شفيك ؟
شادن : كان عندي امتحان غثثيييث وسهرت أدرسه وما نمت الا ساعة ..!
بسمة : وان شاء الله حليتي زيييين !
شادن : اممم تقدرين تقولين حليت بنسبة 75 كذا .. عكّيت شوي مع الأسئلة بس الأهم عدّيته..
بسمة : يلله الحمدلله..

شادن باهتماام : تعالي ما أخبر قسمك قريب من هنا....وش جابك ؟؟؟
بسمة بضحكة : أقولك جييت ادورك..ما صدّقت ألمحك تمشين...تصدقين لي حول الساعة وأنا أدور بقسمك ..وأحاول اسأل اذا أحد يعرفك..
شادن باستغراب : ولييش هالحماس بالبحث عني ؟؟
بسمة وهي تهزّ كتوفها : ولا شي... مليت أكون بروحي.. قلت أجي أدورك أجلس معاك شوي ..!
شادن : طيب ليش ما دقيتي علي بدل الدوران والتعب بأرجاء جامعتنا الجميلة ؟؟
بسمة مااالت بشفاتها على جنب : اتصلت فيك لكن ما تردين !!

تذكّرت شادن ولا أرادياً ضربت جبينها بيدها : اووووبسس صح..وقت الامتحان كنت حاطته سايلنت وتوني طالعه قبل شوي ، ما بعد شيّكت عالجوال آسفة..
بسمة بلا اهتمام : يللااا مو مشكلة..أهم شي شفتك ..!
شادن بابتسامة : حبيبتي والله..تعالي خلينا نجلس بصالة الانتظار نريّح..

دخلوا صالة الانتظار المكيّفة ، واللي كانت تضم عدد كبير من البنات واصوات السوالف هي اللي مسيطرة عالمكان كالعادة ..واختاروا لهم ركن فاااضي حطّوا أغراضهم وجلسوا ..
بسمة بنششوة مستمرة معها طوول هالأيام : يااا ربي يا شادن ..مو مصدقة للحين انك اخت زوجي !
ضحكت شادن وهي تحوس بشطنتها تدور كليبس عشام تلمّ شعرها : ..تراني مو شي عظيم لهالدرجة !!
بسمة : والله انك أحلى شي صار لي الفترة الأخيرة... طبعاً بعد محمد (بخجل) !
شادن بضحكة : هههههه بدينا من الحين.. ماله داعي تقارنيني بمحمد..
بسمة بخجل : ههههه كلكم على راسي..

أخرجت شادن علبتين عصير من شنطتها ..وقدّمت وحدة لـ بسمة : تفضلي شريتهم قبل الامتحان ..تبين؟
أخذتها بسمة بابتسامة : شكرا ً..

واستمرّ الصمت دقااايق وشادن تحاول تتصل من جوالها لكن البطارية ما اسعفتها وطفى عليها الجهاااز قبل تكمل مكالمتها ..!
عصبت : اففف...هذا بلاء الامتحانات..الواحد يدرس ويسهر وينسى يشحن جواله !
بسمة استغلّت الفررصــة...
وقالت بسرعة : شراااايك تجين معي أوصلك؟؟
رفعت شادن راسها باهتمام من هالاقتراح : .. توصليني ؟؟
بسمة : ايييه ..عااادي صرنا أهل..أنا زوجة اخوك مافيها شي..!
شادن بتردد : ..ايه ..بس... مدري بثقل عليك..خصوصاً ان بيتي مو على طريق بيتكم..
بسمة وهي تضرب ذراعها بخفة : عاااادي يا شيخة .. مارح تثقلين علي..
شادن : مدري بسووم أخاف جد أكلّف عليك..
بسمة باصراار : .. والله عااادي ..سيارتي بتجي بعد شوي ..10 دقايق وتكوون هنا ..بدل لا تنتظرين تعالي معي أوصلك..
ترددت شادن..لكنها أخيرا وااافقت على مضض..
وظلوا جالسين ينتظرون سيارة بسمة توووصل .. وخذتهم سوالف بأموور متعددة..

لين وصلت بسمـة لسالفة تشغل بالها..وقالت ونبرتها تهدااا وتبـررد : .. أخبار سحر بنت عمك ؟
التفت شادن عليه وابتسمت : بخير..!
بسمة : .. من عقب الملكة وأنا أحاول أتصل فيها.. أبي اشوف أخبارها لكنها ما ترد..قلقتوني عليه يوم قلتوا انها تعبانة؟
شادن وهي تتأمل البنات بالصااالة : سحر مسافره ..
بسمة بدهشة : وشوو؟..مسافره ؟
شادن : ايه طلعت مع عمي برحلة عمله ..
بسمة بنظررة ساااخرة ما لاحظتها شادن لأنها كانت تناظر الناس حولهم : .. وليش سافرت فجأأأة ؟؟
شادن من غير لا تناظرها : .. كانت تعبانة عقب طيحتها بالمستشفى وأتوقع راحت تغيّر جو..!
بسمة سكتت ..واكتفت بـ "هـه !" بكل سخرية..
وكأنها فهمت......طبعاً بتفهم... السبب واضح...
كرهت حركتها وكرهت سفرها الحين ...وش قصدها يعني؟؟... تبي تلفت نظر محمـد؟؟.. أيييه أكيد تبي تلفت نظر محمد ... وتجذب اهتمامه بحركة السفر بنفس وقت الملكة ...محمد اللي أهداها وردة ، وهي خطيبته ما فكّر يهديها شي للحين .!! مع انه مرّ على ملكتهم 3 أيام ..!!
عفطت علبة العصير اللي بيدها..والغيييض يملاااها من أولها لآخرها ..
هييييين يا سحر... لا تفكّرين إنّه بسفرك هذا ...بتهربييين مني !!
بااااخذ حقي كااامل منك ..!!
:

مررت الدقايق وشادن شردت بمشاااكلها الخااصة ..أما بسمة وصلها اتصال على جوالها..ردّت بسرعة ثم سكّرت وهي تلتفت لـ شادن السرحاااااااانة ..
بسمة : شدوون يلله وصلت السيارة !
قامت شادن بسرعة : يلله ..

طلعوا سوى من البوابة ..ولأن شادن ما تدلّ السيارة ولا تعرف شكلها ..اكتفت إنها تتبع خطى بسمة اللي قامت تمشي بين زحمة السيارات وابتعدت عن المنطقة المزحوومة..لمكاان بعيد عن الزحمة وخاالي من السيارات ..كان واقف فيها سيارة سبوور حمرا مكشوفه من نوع لمبرغيني المشهورة عادةً بالسباقات والسرعة العاااالية...
وهالشي خلّا شادن توقف للحظة وهي تشوف ان بسمة تتجه لهالسيارة ..!..سيارة شبااابية بحتـة مو سيارة بنت توديها للجامعة وتجيبها ..
التفتت بسمة عليها ولقتها واقفه وشكلها مذهولة...رجعت لها وهي تضحك ..ومسكت يدها عشان تسحبها معها : وش فيييك يلله تعالي لا ياكلني !
مشت معها وقلبهااا قااابضها .. الين وصلت تماما للسيارة ولأنها كانت مكشوفة السقف ..فشاافت اللي كان جالس خلف المقود وهو لابس نظارة شمسية سودا..وكااب شبابي أسود على راسه راسم ظلال على وجهه ..وهو مدنق ويده تحووس بقنوات الراديو بانشغااال...
فتحت لها بسمة الباب الخلفي أخيرا ..
وشادن همست قبل تركب..وقلبها يرررتعش : ..بسمة...م مين هذا ؟
بسمة بابتساامة : اخوي راهي ..متنازل اليوم عشان يوصلني ..
شادن نقلت نظرها لـه..باللحظة اللي التفت للخلف وتحديداً ناحيتهم ..
وابتسم من خلف النظارة ابتسامة صاامتة...وانتفض قلبها عشرين نفضة يوم تذكّرت هالابتسامة...وصاحب الابتسامة يوم البر !
بلعت ريقها وحسّت ان اللي صاير... مُخطط له !!
بسمة ما عطتها فرصة : يلله اررركبي اذا تبين بركب جنبك..
تماااسكت ولعنت ابليييس.. وحافظت على هدووءها وأقنعت نفسها انه مارح يصير شي ..!..
هي إخت نسيبه ...وأصلا كله وساوس أصلا هو ما يدري هي مين !!
ركبت بهدووء وهي محافظه على صمتها .. وبسمة ركبت قدام جنب أخوهـا.!
أول ما سكّرت الباب..قال بابتسامة وهو ملتفت لـ بسمة : .. مين هالحلوة !؟
سمعته شاادن وشكله تعمّد نطقهـا .. وتوتّرررت لأن ذكرى اللي صار معه ذاك اليوم..رجع لها بحذااافيره ،،

همست بسمة بصووت واااطي حاااانــق ما تسمعه شادن : لا تستعبط وانت اللي مخليني اسوي هالحركة ..
اكتفى بضحكة رضاااا وهو ينقل عينه من بسمة لأحد الازرار الموجودة قدامه... ضغطها وعلّق عليها بأصبعه إلين تحرّك السقف من ورا شاادن وارتفع ..وشادن فزّت برعب في البداية يوم طلع الصوت من وراها..والسيارة تبدا تظلم والسقف يتمدد فوقهم...
خااافت من السيارة ، وراعي السيارة ... وضغطت بقضتها وسط حضنها ..!
كانت تتوقع ان السواق بيجي ياخذهم ..كذا فهمت من كلام بسمة ، لكنها ما درت انه بيكون اخوها ،!
عقب ما قفل السقف...قال وهو يرفع نظره للمرايه..بنبرة هادية : أخبارك شادن ؟

رفعت راسها وهي متوتتتره حدها..شلون يعرف اسمها ..!!؟
قال بنبرة ناعمة : .. اسمك حلو..ماعرف ليش رفضتي تعلميني اياه يوم سألتك..
شادن بدت تعرررق..واضح ما عنده حدوود.. وبدا يذكّرها باللي صار ..
قالت بصووت متقطططع تنهي فيه كلامه : .. م ممكن..توصلني للبيت..بسرعة .!
قال وهو يحرّك القير : من عيوني ..

حرّك راهي أخيراً السيارة الرياضية والسريعة بحركتها لدرجة ان شادن مع كل لفّة أو استدارة تحس إنها طااايرة بالجو مو راكبه سياره..!..زيادة على كذا طريقته بالقيادة ما شافت مثلها ..متهوور وسواقته بهالسيارة السريعة مجرد فلم رعب بالنسبة لها..!
والواضح ان بسمة مستمتعة لأنها كانت تشجعه ..اطلع كذا..ولف كذا...وسوو كذا !!
وهي عايشه مع قلب ينتفض طوول المشوار... شوفته مرة ثانية أصلا تجدد الخوف داخلها وتذكّرها بتفاصيل الخناقة اللي صارت بينه وبين عمر ..!
جلست على أعصاابها طوول الطريق.. وقعدت تعد الثواني والدقاايق عشاان توصل... كااانت مرررتبكة ومتوتتتررة وأعصابها تلفت وهي تحس كأنها قاعدة تمارس جريمة..!
ايه نعم حسّت نفسها تسوي جريمة..لأن ركوبها بسيارة واحد حاول يتحرّش فيها من قبل وبمحض موافقتها..بنظرها جريمة !!
استغفرت ربها وجلست تقرا المعوذات واختارت تغمض عيونها طول الطريق عشان ما تشوف شي...واستمرت على هالحال تستغفر وتكرر الأذكار لعلّ ربها يحميها لين توصل ،،
لكنها سمعت بسمة تقوول بصوت عالي : شدوون شرايك نمر باسكن على طريقنا .. نتسلّى بالطريق..

قبل تقول شي... سبقها راااهي بتأييد : ...فكرة حلوة..!
رفضت مبااشرة بصووت قااطع : لاااا .. وصلوني البيت الله يخليكم..
بسمة : لييييش باسكن على طريقنا مارح يأخّرنا ..
كررت بصوت قااطع : ..ما أبي شي بس وصلوني البيت ..
بسمة باصـراار : طيييييب أنــا أبــغى !!
شادن اختنقت ، وأعصابها على وشك الانهيار : بسسمة روحوا للي تبون ..بس قبل وصلوني للبيت ..

أخيرا قال راهي يوم شااف إلحاحها الكبير : خلاص نوصّلها البيت بعدين نمرّ اللي تبين ..!
:
/

في بيت أبو محمد ..
كان عمر جالس على طرف السرير وهو ضاام كفوفه قدام وجهه ..وعيونه مغمضه بحيرة من الأفكار اللي مسيطره عليه ..!
والوضع اللي هو فيه كااان متعب حيل ...
يعيش صراع صعب ..بين قرارات عدّة..
ساعتين من قال له ابو محمد عن قراره..وهو مو قادر يطلعه من راسه..الموضووع حيييل حسّاس ومحد كثره يعرف حساسيته ..!
ما يقدر يستمرّ بهالأفكار ..... هالزواج ..
كثر ما يتمنّاه..وكثر ما انتظره..!
وكثر ما تعب عشانه..
لكن عنده هالحد...ولازم يحط له حدّ ..!

قام واقف وهو متضاايق ومختنق... وطلع من الغرفة ناحية باب الشارع..
ما يقدر يبقى هنا دقيقة .. يحس انه مخنووق ويديه مربّطه بقيود وسلاسل ،
فتح باب الشارع وهو يطلّع مفاتيحه... وطلع لكن قبل ما ينزل.. طاحت عينه عالسيارة السبورت الحمرا الملفته للنظر.. والمقبلة من بعييد.. عقد حواجبه وهو يشوفها تقرب وتهدّي من سرعتها لين وقفت عند البيت مباشرة..
ضاااقت عيوونه بحدّة يوم لمح اللي الانسان اللي جالس خلف الدرسكوون.. وعرفه مباشرة !!

شادن جت بتنزل وهي ميييتة ررعب لأنها شاافت عمر واقف ووجهه ما يبشّر بخييير..
بسمة : مع السلامة شدوون ..
شادن بهمسة وهي تفتح الباب : ..مع..السلاممة..
راهي : مع السلاامة ..
ما ردّت عليه...!

ونزلت بهدووء وهي متوتترة حييل من داخل ..سكّرت الباب بهدووء مصطنـع وهي تعدّل وضع شنطتها ..
والتفتت بهدوء عشان تمشي للبيت ..وطاحت عينها على عمر الواقف عند الباب بصمت مهيب ، واللي تغيّرت نظرته مية وثمانين درجة وصاااارت أكثرر حدة وعنف وغضب من يوم شافها ..وعرف انها هي اللي نازله من السيارة !
راهي اللي لاحظ الغضب على عمر ما انتظر واجد وما عطاه فرصة يسوي شي ..ومن سكرت شادن الباب حرّك سيارته السريعة واختفى ..
شادن اقتربت بهدووء وهو تشووفه ساااكت يراقب مسار السيارة اللي اختفت ..
وصلت عنده وهي متماسكه وكانت تبي تتجاوزه ..
لكنه التفت لها بنظرته اللي تمتاز بحدّة وبرووودة الثلج المعهودة عنّه : .. وش جابه لك ؟؟
بلعت ريقها وهي متوتره من ردّة فعله..لأن اللي شهد ردة فعله الموقف الأول بيخاف الحين : .. بسمة خطيبة محمد عرضت علي توصلني للبيت ..وما كنت أدري ان اخوها هو اللي بيجيـبها

شي في نظرتـه اختلف ..بسخرية من التبرير : ..كيف يعني ما تدرين؟؟ ..مالك لسان تسألين فيه ؟
شادن : خلنا ندخل وأفهمك... الوقفة هنا ما تصلح..
ومدت يدها لمنتصف ذراعه عشان تمسكه...لكنّه فاجأها بحركة ابتعااده..سحب ذراعه بقووة وهو ياخذ خطوة بعيد عنها..بطريقة غريبة عليها ،
شادن : والله ما كنت أدري ..عمر لو كنت أدري إنه هو ما ركبت سيارته ولا حتى فكرت !
عمر بنبرة قااطعة : ادخلي داخل !
شادن : عمممر والله مالي علاقة ..
عمر ناظرها من على جنب : .. دامك عرفتي انه هو ..ليش ما نزلتي من السيارة؟؟
شادن بتوتر : صعبة أسوي هالحركة واحنا صرنا أهل ..وبسمة صارت خطيبة اخوي ما كان لازم اظهر حركة عدم الثقة هذي ..
عمر وهو رافع حاجب : ..اها أفهم من كلامك إن حركة تحرّشه فيك ما كانت كافية عشان تمنعين نفسك عن سيارته..!!

قال هالكلمة ودخل داااخل من غير لا يعطيها فرصة وحدة ..
لحقته وهي تسكّر الباب : لحظة عمر أتكلم جد..
عمر : ..ما أبي أسمع شي !

دخل ملحقه وسكر الباب وقفله ..
وشااادن راحت هناك بسرعة وهي متوترة وأعصااابها تلفااانه.. دقت عليه الباب وهي خااانقتها العبرة ..
علاقتها معه أصلااا متوترة ومو ناقصه اللي يوترها أكثرر.. إلا هالنووع من المشاااكل ما تبيه يدخل بينهم ! .. لأنه يدري وش قد اخلاصها وتمسّكها فيه ومااارح تختار غيره مهما صار ..
دقت الباب وهي تناديه لكنه ما كان يرد ..
وحاولت تبرر من خلف الباب ..لكن الصمت كان مسيطر من طرفـه ما علّق بشي أبداً..

ما عرفت وش تسوي بهالورطة هذي... لكنها قررت تتركه كم ساعة وبعدين ترجع تتفاهم معه !!
مو من عادته أصلاً يشكّ وماهوب راعي شكوك ناحيتها .. يثق فيها حتى لو هو ما صرّح ..وتدري عن وجود هالثقة المتناهية بقلبــه ..بس ما تدري ليش ردة فعله هالمرة غريبة !
مو ردّة فعله ..!!
مو ردّة فعله أبداً..!
وكأنه افتعلها افتعال .!.
:
/








♫ معزوفة حنين ♫ 02-10-11 02:58 AM




بـ روسيا
تركي رجع للفيلا مشي عالأقدام..بعد ما أكل وجبة الغدا بالمطعم الايطالي اللي صادفه في طريقه ..
دخل كوووخه اللي ارتاح لـه وحبّه كـ مكان من الليلة الاولى ... تقدّم وهو يرمي حقيبة ظهره عالأرض بيده اليمين..ثم شال الجكيت عن جسمه ورماه عالصوفا وهو يمشي ناحية موقد النار... أشعله بالأدوات اللي تركته عنده الشقرا.. وعقب ما أشعل النار وبدت الغرفة تكتسب الدفا قام واقف وهو يفرك يديه... الجو بارد جوا الكوخ من غير نااار...
ناظر ساعته.. تعدّت 3 العصر ..
مشى للنافذة المطلة عالواجهة الجانبية للفيلا.. وتأمل حديقتها وريفها الممتد حولها.. كان الهدووء يعمّ المكان عكس اليوم اللي فات ..لأن اليوم اللي فات كانوا سحر وصوفيا هالساعة يقضون وقتهم بالريف خارج الفيلا ..وكان يقدر يناظرهم من هالنافذة ..!
لكن الحين الهدووء يعم المكاان وكأنه هو الوحيد اللي يعيش هنا...وعرف انهم ما بعد من رجعوا !!
ناظر ساعته ..ولقى إن لهم تقريبا اكثر من 6 ساعات وهم طالعين من الفيلا...

استدار بعيد عن النافذة وهو يحك شعررره .. دام المكااان هادي فهي أحسن فرصة انه ياخذ دوش دافي وسريع ..وينام قيلولته قبل يرجعون ويدوشون الدنيا !
لكنه وهو يتّجه للحمام سمع رنييين غريب صادر من مكان ما بالكوخ !..
كانت نغمة مختلفة ..نغمة لأغنية أجنبية غير عن نغماته المعتااادة ...عقد حواجبه وهو واقف عند باب الحمام بمحاولة إنه يميّز النغمة... ورجع مرة ثانية للغرفة وهي يتتبع مصدر الصوت !!
النغمة مو نغمته ..ولا يتذكّر إنه غيّرها ..
راح لجكيته اللي كان لابسه قبل دقايق..وطلّع جواله يبي يتأكد إنه مو هو ..!..وفعلا ما كان جواله اللي يدق هاللحظة ..!
رمى الجكيت والجوال سوا عالصوفا.. ورجع يلتفت لمصدر الصوت...
وطاحت عينه على الجكيت المرمي باهمال عند الصوفا الثانية والموجودة بالركن ..الجكيت اللي لبسه بالليل لما راح يدوّر سحر ..!
سكت الرنين وما عاد تكرر..
راح هناك باستغراااب ..دنق للجكيت المنعفس على بعضه ، ودس يده بالجيب والتقط اللي داخله..
ويوم طلعه كان جوال ايفون ابيض ، ومبااااشرة رفع حواجبه يوم تذكّر إنه أخذه من الشقرا قبل ليلتين يوم كانوا يدورونها ... ونساااااااه معاه ؟!..
ضرب راسه بيده من العباطة اللي فيه... نسى جوالها معه .!!
وهي ...كيف ما فقدته ؟!!
جد عبيييييطة !
ما اهتم كثييير... وبما إنها مو موجودة حاليا بالفيلا قرر يرجّعه لها لمـا ترجع ..!!

لاحظ ان فيه عدد 7 مكالمات لم يرد عليها طول هاليومين من أخذ الجوال ،،
فتحها وهو عاقد حواجبه لقاها ،،
3 من "ماما" ..
2 من "الدكتور" ..
2 من "سايكو" ..
وقف عند الأسم الاخيير وهو عاقد حواجبه... لأن ماما والدكتور معروفين ... بس هذا
... سايكو؟؟؟.. هذا مو اسم...هذا وصف !
كتم ضحكته ما يدري ليش لأن الواضح ان الاسم مُطلق على شخص غير مُستساغ بالنسبة لها.. رغم انه ما عرف مين تعيس الحظ اللي أطلقت عليه هاللقب المريض !.. سايكو ؟ ههههه..
اهتزّ الجوال بيده يعلن عن وصووول رسالة ..
وبلمسة خفيفة من اصبعه فتحها...وانصدم انها من الـ "سايكو" نفسه... واستغرب أكثر يوم اكتشف إن "سايكو" هي نفسها صاحبة الرسالة اللي قراها بالصدفة قبل ليلتين ...خطيبة محمد !
عقد حواجبه بـجدية وهو يقرا هالرساالة ..
( لا تحسبين ان بحركتك هذي محمد بيلتفت لك أو بيلحق وراك
محمد اختارني أنـا ولا تفكرين فيه.. جد مسويه فلم مسااافره ليلة ملكته
ههههه ضحكتيني صراحة.. محمد ما درى عن هوا دارك وانا وهو جالسين
نعيش سوى أحلى أيام عمرنا فلا تسوين حركات الأفلام هذي عشان تلفتين نظره
أخاف بس ليلة زواجنا تطلعين لنا بفلم هندي وتقتحمين الزوااج هههههه
اكتشتف إنك فلم بجد... مسكيييينة )

ضاااقت عيون تركي واحتدّت وهو يقرا هالأسلوب التهكمي ، والشماتة الواضحه بحروفها..
نفس أسلوب الرسالة الأولى ..بس هذي أقوى !!
ولا قدر يتخيّل وش بيصير بذيك البريئة لو قرتها .. هي مع الرسالة الأولى انهارت ... مع هالرسالة وش بيصير فيها ؟؟ ،، ما يستبعد انها تموت او تدخل بغيبوبة !!
ما عجبه الموضووع ..يكره هالصنف من الناااس ويستفزّون له أعصااابه ..
لكن هالبنت واضح انها فاهمه الدنيا حولها غلط .. لأن معنى رسالتها يوحي إن محمد يموت بترابها واللي يعرفه عكس هالشي لأن محمد يموت في تراب سحر والأرض اللي تمشي عليها ...
يا إنها عارفه وتستعبط... او انها جاهله بالسالفة كلها ..
ولو .. إن مسألة انها عارفه بحقيقة مشاعر محمد ناحية سحر هو الراجح..لأن من خلال الرسالتين اللي قراهم..واضح انها تحاول تثبت شي غير موجود أصلا وتستخدم الاستفزاز والتجريح !
كذا فهمها تركي وربطها..لأن مافيه انسان واثق من محبة الطرف الثاني له...يسوي هالسواة ويرسل هالرسايل اللي مقصدها الاول والأخير التجريح والاهانة ، وهي أكيد ما استقصدت سحر إلا انها مدركه لشـي تحاول تنكره في قرارة نفسها !
وليش سحر بالذات؟...
وضحت الصورة بكل بساطة ..وابتسم تركي بسخرية وتهكّم من حقيقة اللي صاير ..!
البريئــة ذيك تسببت لـ نفسها تدخل بمعمعات يوم سمحت لعمرها تغرق بمشاعر الحب الغبية ذيك لـ محمد !
وش استفادت الحين؟..غير الألم والتشمت من هالبزر !

أنهى اهتمااامه وقطعــه من بداياتـه ..مو مستعد يدخل بعوار راس مثل ذا حتى ولو ما عجبته السالفة...وجا بيقفّل الجوال عشان بيروح ياخذ شاوره اللي ينتظره... لكن الجوال رن بنغمة رسالة ثااانية قبل يتركه وخلّته يعقد حواجبه ويفتحها.. واستغرب انها مرسله رسالة ثااانية ،،

( وين طوالة لسانك اللي طلّعتيه علي بالمستشفى ؟
ما اشوفك قمتي تردين علي.. أفهم يعني ان ما عندك رد؟
لأنك خسرتي بكل الأحوال
وعلّمتك مين تكون بسمة اللي تطاولتي عليها
بس بغيت أوضح لك مو أنا اللي ينداس لي على طرف
انتظر ردّك إذا عندك رد
مع اني ما أظن هههه )

لااا ذي شكلها مو ناويه خير.. تدري ان سحر مسافره..
ومع كذا ترسل ؟؟
وش هالصراع العنيف بينهم ؟؟؟
لكن رسالتها نبّهته لعدم رد سحر ...وخلّته يرجع لبقية الرسايل بينهم ..يمكن يلقى لـ سحر رد ..ومثل ما توقع ما لقى لها ولا رد..وكل الرسايل من خطيبة محمد...
ابتسم بسخرية ..وبغيييييض عفوي : ..الغبيــة ليش ما أشوف لها رد ؟؟
ملااااه الغيــض ووضح عليه وهو يقلب بالرسايل مــو لاااقي ولا رد...وبدا جلده يحكّه من هالوضع الغير عادل لأنه شخص ما يرضى ينداس له على طرف أساساً ،، ومن تجرأ عليه رد عليه أضعاف وهالشي يتوقّعه من أي انسان طبيعي لـه كرامــة ..!..وطبيعي انغاااض من هالشي لأن غريزته هي اللي حرّكته..
سكر الجواال وهو شادّ عضلات فمه بغييض..ورماااه بوسط الجكيييت : ...غبيييية !

راااح وسحب رووبه ونصى الحمااام وهو يحاول يرمي هالسالفة ورا ظهره ...مو مستعدّ يوجع راسه فيها ولو إنه حاس بالغييض ما يدري لييييش ..!
لكنه وهو يستحمّ ما قدر يمحـي هالرسالة من راااسه...وبعصبية قام يفرك شعره بالشامبووو يمكن يقدر ينزع حروفها من أفكاره.. ،
يكره هالضعف ..ويكره كل انسان ضعيف ما يقدر ياخذ حقه بيده... وأولهم سحر ..!!
كانت تقدر عالأقل... ترد بـ رسالة بدل هالسكووت مع إنــه يدري إنها تعاااني من جوا..!!..ويدري أكييد انها مغتاضه منها ومن اللي صار وأول دليل ..قرار سفرها معهم ..!
أنهى شاوره في دقااايق ..وطلع وهو ينشّف شعره بمنشفة صغييرة ..
وأفكاره وحنـقه هذا كان نابـع من طبـع شخصي كونه يكررره الضعفاء واستسلامهم لكل من آذاهم من غير ردّ رااادع ..!!
رمى المنشفة بعييد وهو يتمتم لنفسه عشان يعقل من هالأفكار ..بقرريح يا شيخ..فخار يكسّر بعضه وليش تغتاض عشانها ..!!
لكنه يوم هـدت نفسه وهـدت أفكااره ... رجع ناحية الجوال البعيد...وآخذه وهو يفتح الرسالتين الأخيرة ..!
جد ما يتخيّل وش رح يصير فيها لو قرتهم..!!
بالنسبة له ما تنضمن ردّة فعلها دامها انهارت مرتين من تركوا الرياض .. أولها بالطيارة قدام عينه..وثانيها بنفس الليلة ..!
وبسبب هالأفكار اللي سيطرت عليه .. حرّك اصبعه الابهام لـ خيار "الحذف" ببطء... ووقف عندها لحظة وهو عاقد حواجبه بجديــة يفكّر بهالحركة اللي ناوي عليها ....... وأخيراً اتخذ قراره ...وحط علامة عالرسالتين وحذفهم بشكل كااامل ..!
وكل هذا من غير من يتعمّق بالتفكير سوى انه يتخيّل ردة فعلها ..!
وأخيرا رمى الجوال عالصوفا عقب ما انتهى من اللي سواه ... وببساطة اتجه للصوفا الأكبر حيث مكان نومـه عشان ياخذ قيلولته وهو ينزع كل هالأفكار من مخّــه..
ابتسم بسخريـة وهو يرمي روحه رمي على بطانيـته... لأنه عرف إن حركته هذي مالها إلا معنى واحد ..
حمـايــة سحر ..!!

:
/

بالداون تــاون...
قضت سحر ساعات وساعات وهي تتمشى بالمحلااات وتتفرج من غير أي تسوّق ...على عكس صوفيا اللي كانت تشتري بعض الأشياء بين الحين والآخر...
وهم في وحدة من محلات الاكسسوارات ..التفتت على سحر اللي كانت تتأمل بعيونها على المعروضات ..وقالت للمرة الثالثة تطلب منها تشتري شي بدل الفرجة : هيا خذي شيئاً !
سحر : أخبرتكِ لقد خرجتُ للتفرج..لستُ في مزاج تسوّق.. هكذا مستمتعة ،
صوفيا : هيااا ..أبدو غبية وانا أحمل هذه الأكياس الكثيرة وحدي..اشتري شيئا !
ابتسمت : ..لا عليكِ... (شافت ساعة يدها ) : أريد تناول الغداء الآن ..ألستِ جائعة ؟
صوفيا : جداً.. هيا بنا أحتاج أن أجلس قليلاً..

طلعوا من المحل..وسحر تعيّر عليها كونهم من عقب الفطور وهم يمشوون وما قصّرت على عمرها بهالمشتريات..
صوفيا وهم يمشوون لأحد الكافيهات الكبيرة والمشهورة ..على جانب الرصيف : يكفي !...تعلمين أنني لم أتسوق تسوّقا حقيقيا منذ مدة طويلة .. كنت منشغلة بعملي قبل أن تأتي أنتِ !
سحر وهي تدفع باب الكووفي اللي كان ممتلي بالناااس..والأصوات تنتشر من لحظة دخولهم : لقد مضت مدة على آخر مرة أتيتُ فيها إلى هنا .!
صوفيا : أوه أجل أتذكر ذلك ..!
سحر ابتسمت وهي تتلفّت يمين وشمال : .. كثيراً ما كنت ألتقي بأصدقاء المدرسة هنا ..!
صوفيا بحنييية وهم ياخذون مكاان بالركن يكفي لـ شخصين : .. أعرف شعورك فأصدقاء الدراسة هم أجمل مافي تلك الفترة ..!
سحر بحنيييين يغلبها من هالطاااري : ..أفكّر بزيارة مدرستي الثانوية هنا.. أريد رؤيتها ما رأيكِ ؟
صوفيا مالت بشفاتها للأسفل : امممم لا تبدو فكرة سيئة

مرر الوقت وهم جالسين ياكلون غدااهم..والمكاان هالساعة كل ماله يزدحم لأن باب الكوفي ما هدا والأجراس المعلّقه فوقه من سكنت..وأغلب اللي فيه من الأعمار الشبابية والأزعاج والسوالف مالي المكان ،
وهم يتبادلون أطراف الحديث .. كانت صوفيا تحكي عن الفترة اللي مضت عليها عقب ما رجعوا السعودية وايش اللي صار معها ..وسحر مدنّقه تلعب بالشوكة بصحن الحلا وهي تسمع من جهة..وسااارحه من جهة ..!
الين أخيرا رفعت صوفيا عينها ناحية باب الكوفي البعيد يوم دقت الأجراس بصوت عاالي وعنيف نتيجة للفوج اللي دخل ..مجموعة شباب جامعيين دخلوا يتراوح عددهم من 9 إلى 10 أشخاص ، 3 منهم بنات .. بجنسيات مختلطة ما بين روسيا وجنسيات ثانية...ودخولهم كان ملفت بسبب عددهم اولا ، وثانيا أصواتهم وضحكاتهم بسبب كثرتهم ..والعفوية اللي هم عليها !
صوفيا بسبب الازعاج اللي زاد ضاااقت شوي : .. ما هؤلاء المزعجين !
سحر وهي ترفع عيونها وكانت معطيه الباب ظهرها بما انهم في الركن : .. مَــنْ؟
صوفيا وهي تأشّر باصبعها : .. هؤلاء العابثين .. لقد أحدثوا فوضى بأصواتهم بمجرد دخولهم ..!
التفتت سحر للخلف بشوييش وبطء طبيعي من خلف كتفها ..وشااافت المجموعة الشبابية اللي كان واضح ان بعضهم جنسيات عربية ومبيّــن عليهم انهم طلّاب جامعيين بعمرهــا ما يتجاوزون عن الـ 20 و 21 سنة...ومن غير ما تركّز فيهم لفّت لصوفيا بلا مبالاة : .. يبدون قد خرجوا من الجامعة للتو وجاءوا لتناول الغداء..!
صوفيا بضحكة من قلب يوم شافتهم واقفين يتلفّتون بالأرجااء يبحثون عن مكان شاغر : .. ما هذا !! .. لا أظنهم سيجدون مكانا مناسباً لكل ذاك العدد ..!!

بعفوية التفتت سحر للخلف مجدداً من تعليق صوفيا عشان تشوفهم ، باللحظة اللي طاحت عينها بعيـن واحد منهم واللي التفت ناحيتهم بالصدفــة ..!!
ارتفعت حوااجبها يوم شافته يتنّح فيها ويفتح ثمه بصدمـة ..للحظااات فقط ...ثم بعدها تحرّك ناحيتها بسرعة من غير مقدماات واللي معاه قاموا ينادونه باستغراب..
عقدت حواجبها وهي تشوفه يقررب وكأنها تعرفه !!..واتّضحت ملامحه بالتدريييج الين وصل عندها وتأكدت من ظنونها ..!!
والتفتت بكامل جسمها من الصدمة الغير متوقّعه : ... يزيــد ؟!!!
وقف عندها ووجهه يتهلّــل بشكل وااااضح ..مو مصدّق عيونه : .. سحرر !

جلست تناااظره مو مستوعبه شووفته..والصدمة واضحة عليها مثل ما الذهول مرسوم عليه ...توها قبل شوي كانت تحكي عن أصدقاء المدرسة وما توقعت بهالسرعة يطلع واحد منهم .. !!
قال وهو يتفحّصها زين بنظراته وكأنه مو مصدّق انها موجودة بهالمكااان : .. انتي سحر؟ .. مو مصدق ما توقعت أشوفك اليوم !!
امتصّت صدمتها من شووفته هالوقت...وابتسمت : ..يزيـد شلوووونك ؟؟؟؟
ابتسم بضحكـة يوم شاف اسلوبها وتأكد : .. لا هذي انتي...بخير يا سحر.. بشريني عنك؟
سحر وشوفته رجّعتها للماضي : بخير بشوووفتك ..
يزيد بذهوول : من متى موجودة بمووسكو ؟؟؟ على حد علمي مارج ترجعين لها وهالشي قلتيه لي بلسانك ..!
ضحكت وهي تحكّ خدها : الظرووف ..جيت مع الوالد عنده ظروف شغل وجيت معاه هالفترة ..وحشتني موسكو ما قدرت اصبر عنها أكثر من سنتين ونص ..
يزيد ووجهه يتهلل زووود : أوووه عمي مساعد موجود بعد...؟؟
سحر : اييه لكنه منشغل كثيير ،
يزيد بابتسامة : سلميني عليه أجل... بينبسط أبوي اذا عرف ان الوالد موجود بموسكو ..
سحر باستغرااب : ابووك للحين يشتغل هنا ..؟؟
يزيد : ما ينفع الحكي عالواقف !
وعفويا التفت يمين ويسار يدوّر كرسي خالي بأحد هالطاولات المجاورة... ولقا واحد بطاولة صغير جنبه ..سحبه بيده وحطّه جنب طاولة سحر وصووفيا ..
وجلس وهو يضحك : .. كذا الجلسسسة مطوّله.. لازم أجلس آشوف الأخبار !
سحر بابتسامة عفووية : ..هههه حياك الله..

ثم التفتت للخلف يوم سمع أصوات أصحابه ينادوونه بغييض لأنه سحب عليهم وجلس لحاله ..!
وقالوا له من بعيد انهم بيطلعون لأنهم ما لقوا مكان يجلسون فيه..وأشار لهم بحركة من يده يقول لهم فيها لا تنتظرووني ..

ورجع لها وهو يعقد يديه عالطاولة ويجاوب على سؤالها : ابوي للحين يشتغل بالسفارة ما ترك مثل ابوك ..
سحر : ما شاء الله ... بس ما عرفتك للوهلة الأولى ..!
يزيد وهو يضحك يوم فهم قصدها : ههههه ايييه تضيعين من كثرتنا ..دايم ينقال لنا كذا...
(واشار باصبعه الابهام للمكان اللي كانوا واقفين فيه الشلة من غير لايلتفت) : هذولي شلة الجامعة لا وناقصين بعد..بعضهم ما جا طلع من الجامعة وراح لبيته مباشرة وأولهم نتاليا اذا تذكرينها ؟
سحر وهي رافعه حواجبها بذهوول..يوم تذكّرتها : نتاليا للحين بروسيا ؟.. كانت تقول بترجع لـ فرنسا عند أمها على ما أذكر..
ابتســم بأسى خفيف : ايه راحت فترة ورجعت .. تقول صارت مشاكل هناك بين أبوها وأمها وتطلّقوا..وعشان تطلع من الجو الكئيب قررت ترجع لـ موسكو وتكمل دراستها الجامعية هنا ..
ابتسمت سحر لا شعووريا وهي تسترجع أشياء من الماضي... صداقاتها المدرسية وعلاقاتها البسيطة فيهم واللي ما كان فيها أي تعقيد... كانت صحبـة حلوة وسنوات حلوة وتوّها الحين تقدّر هالشي عقب اللي عانت منه..! ،،،، نتاليا كانت وحدة من زميلات دراسة سحر للمرحلة الثانوية ..وهي وحدة من الجنسيات العربية من أم أجنبية فرنسية ولا تتحدث العربية..كانت زميييلة لسحر ذيك الأيام..وسحر نستها والحين تذكرتها ،،!

كانت سوالف يزيد معها بهاللحظات مجرد استرجاع لذكريات7 سنين...يزيد بـ عُمر سحر ما جاوز الـ 21 سنة ،! .. وهو ابن واحد من الموظفين الدبلوماسيين بالسفارة السعودية اللي اشتغل مع ابو خالد ولا زال مستمر بعمله حتى الآن .... ومعرفتهم ببعض ما اقتصرت على عملهم بروسيا ..لأنهم قبلها اشتغلوا بسفارة جنوب افريقيا سوى ..وانتقلوا مع بعض بالفترة الجديدة للسفارة السعودية بموسكو..عشان كذا معرفتهم مع بعض امتدّت لأكثر من 7 سنوات وهالسبب اللي يخلي يزيد واحد من الأشخاص اللي تشارَك مع سحر مرحلة من مراحل طفولتهم..زيادة على انه واحد من رفقاء الدراسة للمرحلتين المتوسطة والثانوية ..لأنها عرفته يوم انتقلت لـ جنوب أفريقيا وكان عمرها ذاك الوقت 11 سنة ..ومرت سنوات شغل ابوها هناك وبعدها انتقلوا سوى لروسيا..ومنها استمرت معرفتهم ببعض .. وهو شاب سهل المعشر ..اجتماااعي لحد كبيير ومندفع لدرجة تتجاوز الحدود بعض الاحيان ،، وستايــله غربي اللي يشوفه لأول مرة مارح يقول ان هذا سعودي.. ملابسه وجينزاته ..وبدله وكل شي يلبسه يطغى عليه الستايل الغربي..!

يزيد وهو يتكّي خده على يده وعيونه على سحر بنظرة سكرانه بعدم تصدييق : يووه يا سحر.. مو مصدّق مرت أكثر من سنتين ..!... كنّا توّنا متخرجين من الثانوية ذاك الوقت..
سحر وهي تتذكّر حفلة تخرّجهم : اييه سنتين ونص..وقريب بتكمّل الـ 3..
يزيد بضحكة وتوّه يتذكّر وجود صوفيا جنبهم اللي أشغلت عمرها بقراية كتاب لما يخلصون من اجتماع لمّ الشمل هذا ! : مو هذي جليسة اختك الصغيرة ..!
سحر بابتسامة : ايه جليسة بيــان... صوفيا اذا تذكرها ..
يزيد : اذكرها شلون ما اذكرها ههههه..

استمروا يتبادلون أطراف الحديث بعفوية .. ويزيد ياخذ اخبارها وهالشي طبيعي لأن فيه حياة ومعرفة سابقة جمعتهم..!
قطع عليهم رنين تلفون يزيد..ويوم شاف كانوا أصحابه ..
قالت سحر وهي تشوفه يناظر الجوال : طوّلت عليهم ..تقدر تمشي انا وصوفيا خلاص بنمشي للبيت..

وقامت واقفة وهي تشيل شنطتها على كتفها تستعد للرحيل..أما صوفيا قامت واقفه وهي تاخذ بوكها معها : سأذهب لدفع الحساب ..!
راحت صوفيا وسحر قامت تعدّل حجابها لين ترجع..
بينما يزيد قال بابتسامة : للحين ساكنين بالفيلا نفسها ؟؟
سحر : ايه ما غيّرنا مكاننا ..
يزيد : كنت متوقّع انكم بعتوه دامكم رجعتوا للسعودية وعمي مساعد تقاعد..
سحر : لا هو على خبرك.. انا وابوي ساكنين فيه الحين..

يزيد بتساؤل : أفهم من كلامك انك لحالك..باقي العائلة ما جت ؟؟
سحر بعطف على نفسها : ..لا ..أنا بس..

وهو يعض على شفاااته بعطف : يعني لحالك؟.. عمي مساعد مو حولك ؟
سحر : قلت لك ابوي مشغول ..وبعدين مو بروحي..صوفيا معي..
يزيد : بس الواحد يحتاج ناس يعرفهم حوله... (خطر راي على باله..وهتــف ) : أقووولك... عطيني رقم جوالك !
سحر باستغراب : ليش؟؟
يزيد : عشان اخذ اخبارك من فترة للثانية..وبعطيك رقمي اذا احتجتي شي كلميني ..

ضحكت على كلااامه...يحكي كأنها ببلد غريبة عليها وما تعرف فيها شي ولا متعوّده عالعيشة فيها..
يزيد بضحكة مدهوشة : ..ليش تضحكين؟؟
سحر : ..ما يحتاج ادق عليك وتدق علي.. أعرف البلد زين وبقدر أهتم بأموري..مو عشاني لحالي هالفترة من غير أهلي بضييع ..!
يزيد : مو مشكلة .. دامي شفتك لازم أخذ رقمك..نلتقي بعد هالمدة الطويلة وما آخذ رقمك ..ما يصييير..

ما قدرت ترفض وهي تشوفه مصرّ..
وابتسمت باستسلام : اوكي..خذ رقمي .. وما اقدر آخذ رقمك ألحين لأن جوالي مو معي ..
يزيد : اووكي بسجله الحين..وبتلقين مسد كول مني ...
رن جواله بالحاااح وبسرعة قطعه ..
يزيد وهو رافع يده باشارة سلام باستعجججال : تشاو ..!

وتركها وهو يهرووول بسرعة لمدخل الكوفي..وهي تراقبه بابتسامة ناااعمة اختفى وارتدّ الباب من عقبه..
رجعت صوفيا عقب ما دفعت الحساب..إلا سحر كانت واقفه وشاااردة وابتسامة صغيرة على فمها ،،
شالت صوفيا أكياسها : .. لم أعرفه للوهلة الأولى..لقد تغيّر كثيراً.. يبدو وكأنه كبر 7 سنوات ليست كأنها سنتان فقط..
سحر يوم صحت من شرودها التفتت لها : ..ظننتُ أنكِ لم تعرفيه !
صوفيا : في البداية فقط .. ثم عرفته عندما بدأ يتحدّث معك..
سحر بضحكة : فهمت سبب صمتك الآن طوال جلستنا ...ههههه تذكّرت أنك لم تكوني تستسيغيه كـ فتى !
صوفيا : ..لقد كان مراهقا مزعجاً..أتذكر ذلك ..ومندفعا حداً ..
سحر وهي تمشي للباب بغننج : يكفي الآآآن ..ماذا تعرفين عن الفتيان العرب... جميعهم بلا استثناء لابد أن يمرّوا بتلك المرحلة المزعجة .. الأهم أنه لم يكن يزعجني ههههه..

صوفيا ضحكت وهي تطلع للشارع مع اكياسها الزحمة : هههه ربما ..
سحر وهي تتمطط بقووة ويديها ترتفع للسما : لنعد الآن.. فالجو ازداد بروودة..

راحوا يمشوون سوى لين وصلوا لمحطة الباص الأقرب.. وركبوها بما ان صوفيا تعبت من كثرة الأكياس..رغم انها مو ثقيلة لكنها مزعجة بالحمل..وفوق كذا تعبوا من المشي طول النهاار ..قرروا يرجعون للفيلا بالبااص..،
:
/

في الريــاض..

بيت أبو خالد ..
كان عند خالد الليلة الفايتة مناوبة ليلية ..وعشان كذا رجع البيت اليوم بدري ..
دخل الصالة وهو شايل البالطو بيده والارهاق واضح على وجهه ..
لقى بالصالة أمه جالسه مع بيان... اللي كانت فاتحه كتااب للروضة يعلّمها الأرقام لأن بيان سجّلت بالروضة ولها يومين تروح لها..وامها ألحين معها تداريها وتشاركها الأشياء اللي تعلّمتها ..

اقترب خالد وهو يسلم : السلام عليكم..
ام خالد رفعت راسها وبيان مندمجه : وعليكم السلام ..هلا حبيبي جاي بدري اليوم.. تونا داخلين العصر مو عادتك..
خالد وهو يرمي البالطو بطريقه عالصوفا.. ورمى عقبها جسمه ..وراسه لورا وهو مغمّض عيوونه : .. كان عندي مناوبة أمس وما نمت لي اكثر من 24 ساعة ..
أم خالد : وأنا اقول مرّيت على غرفتك أمس بالليل ما لقيتك ..أجل ما رجعت أمس بالليل؟
خالد وهو مغمّض : لا ..
أم خالد : أجل قم كل لك لقمة ورح ارتاح.. وجهك تعبااان وواضح انك منهك نفسك !

رفع راسه وهو يفتح عيونه..وبصووت مبحوح : .. ما كلمتي سحر يمه ؟؟
هاللحظة ضااقت أمه : حاولت اتصل فيها أمس واليوم وما ترد على جوالها .. كلّمت ابوك اليوم الصبح وقالي انها بخير..
خالد : .. نفس الحالة اتصلت فيها اليوم مرتين ..لكنها ما ترد.. ما قالك ابوي ليش ما ترد..؟!!
ام خالد : ..قالي انها بخير وعافية وطمّني عليها.. بس بحاول اتصل فيها مرة ثانية اشوف وش صار عليها..
خالد بانهاك : ايه الله يخليك يمه...اذا ردّت خليها تكلّمني..ضرووري..
ام خالد : ان شاء الله ..
قام وهو يتنهّد : يلله أجل..أنا طالع أريّح..
ام خالد : بتنام كذا من غير أكل وعيشة ؟؟؟؟
خالد مافييييه حيل أي شي : على ما آخذ حمام خلي الخدامة تجيب على غرفتي أي شي...
أم خالد : ان شاء الله ..

سحب خالد البالطو ورماه على كتفه وهو شايله باصبع واحد.. وتركهم طالع لـ فوق لغرفته..
طلع الدرج بخطواات متفاااوتة ومتمايلة من التعب والانهاااك .. ما قد مرّ بأيام تعب مثل الأيام اللي طااافت ..!
وصل لغرفته وهو طاااافي ما فيه ذررة طاقــة ...ودخل وهو يرمي البالطو عالماشي فوق الطاولة اللي على يمينه...
ما يدري وش اللي صاير له هاليومين... مو أول مرة يمسك مناوبات أو يواجه ضغووط بالشغل ..عوّد وتكيّف مع هالشي..بس اليومين اللي طافت ولا كأنــه يعررف نفسه !!
هالانهاك اللي فيه... هالتشتت اللي مسيطر عليه... اليوم بالذات فقد تركيزه بالكااامل وزين ما اشتغل على أي عملية جراحية ولا كان جااب العيد ،،
حتى المتدربات لاحظوا عليه هالشي وهو يشتغل معهم... وياسمين بنفسها جت وسألته إذا في شي مو زين صاير ؟؟؟
وقف قدام مراية التسريحة وهو يفكّ الزر العلوي لقميصه وعيونه تتأمل عمره وحالته ووجهه اللي فااقد الراحة..
شال قميصه ودخل الحماام عشان ياخذه شااوره.. وهو من قرارة نفسه يدرك إن هالحالة الغريبة اللي دخـلها سببها ذيك الآدميـة !
فتح الدش الحار على أقوى شي وغمض عيونه يستسلم للسعات الساخنة تضرب جسمه وتفكك عضلاته ،!
يدري ان هالحالة بدت معه..من ليلة ملكة محمد....
من ذاك الموقف اللي صار بينهم..! .. وهو متشتت!!
مو قادر يتناسى ذيك النظرة .. النظرة الغريبة... اللي ما كانت نظرتها ..ولا عهدها فيها..خصوصا اذا كانت النظرة ناحيته هو !!
يدري انه كان لمدة طويلة ..جاااف معها ..وباارد...وجارح في المرات الأخيرة !
لكنه كان دايما يدري انها بتظل مشاعل اللي هو يعرفها رغم محاولاته إنه يبعدها عنه !!
وهالشي هي أثبتـه باصرارها .. !!
ابتسم بتألّـم تحت الموية وهو مغمض والموية تنزل على وجهه بعنف وتصب بغزارة من عند دقنه ..!
الموقف الاخييير مووجعه بطريقه هو مستغرب منها .. وكل ما تذكّره ابتسم بألم ما يدري ليش..!

انتهى من حمامه وطلع وهو لابسة بجامة نومه..لقى صينية عشان بالطاولة جنب الباب ..
أكل له لقمتين سريعة ..ثم رمى روحه عالسرير من التععععب ما يبي أفكار تزعجه أكثر..!
حوّل أفكاره لأخته سحر..وقرر يتصل فيها قبل ما ينام يمكن يلقى اجابة يتطمّن فيها على أحواله دامه ما يدري وش الدنيا فيها من راحت ،،!
حاول يتصل لكن نفس الرد... ما لقى جواااب..
تنهّد من القلق عليها ..لكن مسرع من غلبه النووم وغفى ..
:
/










♫ معزوفة حنين ♫ 02-10-11 02:59 AM



هالوقت كان تركي توّه صاحي من القيلوولة الجميلة اللي خذاها واللي رجّعت له روقاانه...
طلع من حمام الكوخ وهو يمسح وجهه المبتلّ بالمنشفة وحواجبه معقودة لأنه سمع رنين جوال سحر وهو يغسّل بدورة المياه... نزّل المنشفة من يده وباليد الثانية التقط الجوال وهو يشوف الاسم ..
لقا اتصال وراد من ..."الدكتور"..

تلقائيا رجع لقائمة الاتصالات الواردة عشان يشوف اذا فيه شي مستجدّ من خطيبة محمد ...
ما لقـى شي... وتطمّن !
نزّلــه وهو حاس ان وجوود الجوال عنده كل هالفترة مبالغ فيه... من زمان المفروض مرجّعه المفروض ما نساااه بجيــبه !!
لو تدري انه عنده..بتشلللللللعه !!

شال الموضوع من باله وما عطااه أهمية قصووى لأنه قرر سابقاً إنه يرجّعه لها أول ما يشوفها ...
لبس قطعة ثقيلة شوي فوق ملابسه ..ودسّ جوالها بالجيب اليمين وجواله هو بالجيب اليسار .. وقرر يسوي شي مسلّي دام الوقت لسّا نهار ..
ومباشرة راح لحقيبته وسحب كتاب من كتبه المفضّلة ..وطلع من الكووخ وهو يتأمل الطبيعية الريفية حولهم ..أحلى ما في هالمكان ريييفه وطبيعته والقراااءة بتحلى مليوون مرة فيه ..!
كان يدوّر على مكان يستلقي فيه ويقرا ..لكنّه تذكر إنه شاف البارح وهو يتمشى وجود سرير الشجر على الجانب الآخر من الفيلا المعاكس لموقع الكوخ..
راح هناك وهو مبتسم ..كان سرير قماشي شبكي مربوط على جذع شجرتين من فترة طويلة وظل مكانه طول السنتين ..لأن أبو خالد قاله أمس يوم شافوه إنهم رابطينه من زمااان لأي واحد يحب الاسترخاء وأكثرهم سحر ..!
استلقى عليه ووثبّت نظارته الشمسية على جبينه..وفتح الكتااب يبدا أول لحظات الاسترخاااء،،
:
:

سحر وصوفيا عبروا السياج التابع للفيلا عقب مشوار مشي من محطة الباص لـ هنا..
ودخلوا حدود الفيلا ومشوا بين الشجر المتناثر وسحر تضحك على صوفيا وتعلّق عليها لأن الثانية نااال منها التعب عالآخر..
سحر رجعت لها وسحبت منها كيس بالقوة : قلتُ لكِ دعيني اساعدك !
صوفيا : ليست ثقيلة ولكن قدماي تورّمتا من كثرة المشي..

رفعت سحر حاجب واحد وهي تشوف الحذاء اللي لابسته : انظري لهذا الحذاء ..!..إنه مرتفع ! الآن عرفت لماذا !
ضحكت صوفيا : ..ماذا أفعل فهو هدية من والدتي ولم أرتديه سوى مرة واحدة ..لم تكن هناك مناسبة فقررت ارتداءه اليوم ..!
سحر ركضت بلعاااانه وهي تصررخ : .. إذن ارررركضي لم يبقَ إلا القليييل ..
وراحت تركض بسرعة ونشاااط..وصوفيا صررخت بالمقابل تبيها تنتظررها بدل السحبة هذي ..!

عند تركي..
رفع عينه عن الكتاب وهو منسدح عالسرير اللي يهتزّ يمين وشمال بخفة يوم سمع أصوات بعيدة دلّت على رجوعهم..أصواات صرخاااات مررحة وتراشق بالكلماات ..لمحهم من بعيد.. وشاف سحر ترركض قدام عيونه والشقررا تركض وما تركض ..تهرول بصعوووبة وهي تترجاااها ..
تنهّد من قلبه ..
انتهـــى وقت الاسترخاااء والهدوء يا تركي !!

أصواتهم خلّته يتابعهم بعيونه وهم يعبروون الريف الممتد ناحية الفيلا ..ووضع سحر لفت نظره ! ، فيها نشاط غير عن العااادة .. ومودها واضح انه يختلف عن مودها اللي واجهته فيه الصبح !
دقايق واختفت أصواتهم عنه ..وعرف إنهم دخلوا داخل ..
رجع يتنفّس الصعدااء .. ارجع لاستراخئك ألحين ،،

داخل الفيلا ،،
سكّرت صوفيا الباب من عقبهم ..
وقالت : سأذهب لأضع هذه الأشياء في غرفتي ..
سحر وهي تصعد الدرج : أنا سأرتاح ..
تفرّقوا كل وحدة منهم راحت لغرفتها .. سحر دخلت الغرفة وهي تفك الشال اللي يلف رقبتها ..
ويوم طاحت عينها على عفسة الغرفة اللي خلقتها قبل لا تطلع..أغطية السرير بالأرض والتسريحة معتفسه.. والأاغراض متناثره ..تذكّرت السبب ..وتذكّرت انها لازم تتصل بأمها..
رجعت تشيل الوسايد واللحاف المتكوّم بالأرض ورمتهم عالسرير ... وبدت تدوّر الجوال من جديد بالأماكن الواضحه ..
لكنّها ما حصّلته واستغربت بجد..
وييين اختفى !!
وين بيروح هي تركته بغرفتها ذيك المرة ..

وهي تحوس لها عشر دقايق ..أخيرا دخلت عليها صوفيا وهي مبدّله ملابسها لملابس العمل ..وتغيّر وجهها للاستغراب يوم شافت الغرفة معفوووسة وسحر تبحث عن شي وسط الفووضى ..!
صوفيا : ما الأمر ؟!
سحر وهي تنفض شنطة يـد والأغراض تتساقط عالأرض : .. هل رأيتي هاتفي؟
صوفيا وهي عاقده حواجبها : هاتفك؟
سحر : أجل فقدته منذ يومين !
صوفيا وهي تتذكر : أووه أجل لونـه أبيض ..!!

سحر وهي ترفع راسها وتترك الشنطة تطيح بالأرض : ..أجل هل رأيته ؟
صوفيا بحرج وهي تضرب راسها بأسسف : أووه آسفة لقد أخذته عندما لم أجدك بالغرفة ..
سحر باستغراب : ماذا ؟؟...وأين هو؟
صوفيا وهي تتذكر : أتذكر أنّ وليد أخذه مني عندما أخبرته عن اختفاءك ...

سحر بصدمممة وعيونها بتطلع من مكانها : ماذا ؟؟؟...وليد أخذه ؟؟؟؟
صوفيا بحرج : ..أخذه مني .ونسيت أمره وقتها ...ألم يعده إليكِ ؟؟؟
اغتتاااااضت هاللحظة..وركبت راسها مليون عفررريت ..
وقالت بغييض : هل انتِ متأكدة أنه معه ؟؟
صوفيا : أجل..أخذه مني .. لا أعلم ان كان يحتفظ به حتى الآن ..
هممممست بغضب : الغبي الأحمممممق !!
صوفيا : مابكِ لمَ غضبتِ فجأة ؟؟؟
تحرّكت سحر من غير لا ترد ..وانطلقت مباشرة للباب والنيران شااابة حوولها والغيييض يتفاااقم..
هي تدوّره من يومييين وهو حضرته ماخذه ومخلّيه عنده ..
نزلت الدرج بسرعة أشبه بالهروولة وقروون الشياطين راكبه فوووق راسها..
رح تورّيييه على هالحررركة ..وش يبي بجوال بنت قليل الأدب والله إن تمسح به البلاااط ..هالزززفت !!

طلعت ونزلت الدرج الحجري..ومشت بخطواات واسعة وسرريعة تنّم عن العصبية ناحية الكووخ..
وقفت على عتبة الباب وكان بتدقّه..لكنه كان مردود مو مسكّر بشكل كامل..
دفعت الباب بيدها لين انفتح بشكل كامل ..وناظرت داخل ما كان له أثر... لكنها شافت حقيبة ظهره اللي ياخذها معه وين ما راح ..موجودة عالصوفا ..وعرفت انه راجع للفيلا !!
التفت ونزلت عتبة باب الكووخ وقاامت تهرول بعصبية حوول الفيلاا..يمكن تلمــحه...!
وفعلا مثل ما توقعت ..شافت انسان من بعيييد مستلقي على سرير الشجر الخاااص فيها !!
ما شافت ملامحه من البعد..لكنها عرفته ..هذا هو مو غيره!!

حرّكت رجولها بخطوااات سريعة وهي عاااضه شفااتها من الغيض واعصاب وجهها مشدوودة عالآخر من حركته..!
كانت تمشي بعصبية وجدية حادة ..ويديها تتحرك قدام وورا من السرعة !
اقتربت منه بسرعة رهيييبة وهو يقرا بكتاب كان يغطي وجهه هاللحظة..وهو ممدد رجوله فوق بعض باسترخاااء ومو حااس بقدومها الصاروخي ناحيته !!
حركته حقيرة بنظرها ..وكل ما قربّت ناحيته واستوعبت ان جوالها الخاااص بحوزته ..واللي المفروض ما يكون بحوزة أحد غيرها لاحتوائه على أشياء خااصة من صور ...ورسايل ...تنججنن ويركبها مية عفررريت !!

وصلت عنده.. ومن غير مقدمااات ضربت بقبضتها عالكتاااب ..وطيّرت الكتاب من يده لين ضرب بوجهه ! : عططططططني جووووووووالي ...!!!
انفلات الكتاب من يدّه واصطدامه بوجهه خلّا جسمـه ينتفــض بالكامل من الروعة ..!
أبعد الكتاب عن وجهه بيد وحدة وهو مرتاااع ومصدوووم ...وألم الضربة وصلت خشمه..
وشافها واقفه قباله بوضعية غااااضبة ..والنيران شابّه بوسط عيونها وكتوفها تطلع وتنزل من الغيييض ..!
ما استوعب حركتها بالبداية ولا شعورياً حط يده على خشمه المتألم وهو يعدّل وضعه شوي ويرفع جسمه وكتوفه من وضعية الاسترخااء ، والنظارة الشمسية طاحت من جبينه على صدره..

أبعد يده عن خشمه وهو مكشّر من الألم ...ثم قال بحدددة يوم استوعب اللي سوّته : ..عسى ما شر؟؟... بعقلك شي؟؟؟
سحر وهي تشد شفاتها وترخيهم بغييض : أقووووولك عططططني جوووالي ...
تركي بحممق وغضب : الناس تستخدم أسلوب راقي لما تجي تطلب ..يا آنسة !
سحر تخصّرت بيد وحدة وهي تتعجّب فيه حيل يراادد : يعني حضرتك تعترف انه معاك ..وانا من يومين حايسه الدنيا عليه !
تركي بسخرية ممزوجة بغيض : وتتوقعين بعطيك شي بهالأسلوب ذا ؟
سحر طننننقققرت..الجوال حقّها ويساومها عليه !! : أقوووولك عطني اياااه الحيين...شلون تسمح لنفسك تاخذه.. توقعتك محترم بس طحت من عيني !!!
رفع حواجبه ومن غير لا يتزحزح من مكانه..يعني كان شبه منسدح ..وقال ببرود : للمرة الثانية أقولك اطلبي بأسلوب ..!
حمممقت عليه من قلب وزااد غيضها..لازال يتجرأ يعطي أوامر وبكل وقاااحة ..
سحر وأعصااابها مفلوووته عالأخير : الأسلوب مع واحد محتفظ بجوال بنت ما ينفع وش قلة الأدب ذي؟؟؟
عند هالحد..ووصصصلت معه... رمى الكتاااب بعيييد بكل عنف لدررجة إنه طااار عالعشب حوالي 4 امتاار عنهم ..!!
وهالحركة كانت كفيلة إنه يعلّم سحر عن مدى الغضب اللي وصل معاه ..!
وفعلاً سحر فزّت ورجعت خطووة على ورا من حركته العنييفة .. ، ونقلت عينها من الكتاب اللي تمزّق وانفصل عن الغلاف لـ وليد اللي كان يناظرها بغضب..وهالمرة كان جالس عالسرير ورجوله عالأرض..ما يبي يوقف لا يكفخها !!!!
قال ببرووود صااااقع وهو يناظرها بحاجب واحد وأسلووووبه اختلف بطريقة غريبة : ما تهمّيني بشي ..ولا يهمّني أمرك عشان أهتم بجوالك ..!

سكتت لا شعورياً من نبرة الاشمئزاز ذي...!
وكمّل بنفس النبرة : جوالك نسيته معي بالغلط... وما انتبهت له إلا اليوم...
رجعت تهجم عليه مو مصدّقته : .. تاخذه من صوفيا بالعمد... وتقول ناسيه بالغلط..ليش اخذته أساساً هالشي اللي مو فاهمته.. ومين سمح لك تلمسه.. تدري انه جوالي وفيه خصوصيات ما كان المفروض حتى تفكر تاخذه !
تركي بسخرية نسى نفسه .. وقام يستفزّها دامها مصره تستفزّه : اخذته اشوف انتي وين اختفيتي ذيك الليلة ..قلت يمكن منحاشه من البيت أو متّصله على أحد يجي ياخذك..!
بهتت بصددمة وهي تسمعه يقوول كذا ..
وقالت بغيض : .. وش قصدك؟؟؟
تركي اتخذ من البرود ردّة فعل..
وانسدح مرة ثانية وهو يناظرها بدم بااارد : كلامي واضح !... وحدة طالعه من البيت بنص الليل لا وتاركه تلفونها وراها...أكيد كل الاحتمالات واردة..
سحر تنرررفزت من أسلوبه المستفز ذا : أطلع بنص الليل ما أطلع ..مو شغلك ومو أنت اللي تحكم علي !
تركي من غير لا يرفّ له رمش : أنا أعطيك السبب اللي خلاني آخذ جوالك عشان تفهمين إني مو ميّت عليه وما يهمّني هالخصوصيات اللي خايفه عليها..
سحر بغييييض من من اسلوبه وطريقة كلامه : ولللللللييييد يا زززززفففففت أببببببغى جوووواااالي الحين !!!

تركي بحاجب مرفوع ..وببرود حادّ : .. زفت؟
سحر بغييض وهي فاقده السيطره على نفسها بالكاامل: اييييييه زفت وغبي وماخذ بنفسه مقلب... ارتحت ؟؟...الحين عطني جوالي !
هزّ راسه بصمت وهو مايل بشفاااته للأسفل من هالألقاب السلبية اللي أطلقتها عليه..
تركي بهدوء : ..الحين هذي نظرتك عني؟؟؟..

سحر ما جاوبت سؤاله وهي تتنفس وتنتفض من الغيييض بشكل واااضح .. وصلت حدّها !!..ورغم غضبها إلا إن دموعها صــارت عالمحكّ ..تبي هالجوااال فيه اسرار فيه رسايل في أشياء عن ماضي ضعفها ..ماتبي أحد يشوفه وتنكشف !!

قال وهو منسدح وهو مايل على جنب عشان يطلّع جوالها ببرود : ..اوكي !
أخرج جوالها الأبيض وهو يبتسم بسخرية ومصرّ على رد الصاع صاعين من غير تقدير لمشاعرها الجريحة والرقيقة ..نسى عمره عند هاللحظة وتخلّى عن صفة "الرحمة" : بس اعذريني قريت آخر رسالة بالغلط... كان الجوال مفتوح عليها وما قصدت إني اقراها ..

ارتاااعت من اللي قاله ... وقامت تناظره بعيون متوسّعه ..!!
وش آخر رسالة !!..

تركي بسخرية : .. بس استغربت ليش ما ردّيتي عليها !.. ؟
انهااارت حصون سحر وهي تسمعه يلمّح ويتكلّم بهالثقة بالموضوع...
وقالت بصووت يرتعش بدمووع وشيكة : .. و..وش قريت !!
تركي بذات السخرية وهالشي هو اللي أزّم سحر هاللحظة لأن الواضح أنه عارف شي.. أو وشلون يتكلم كذا !! قال : خطيبة الاستاذ محمد ..."سايكو" !؟
ارررتعش قلبها يوم فهمت إنه يلمّح لرسالتها الأخيرة اللي انهارت بسببها... ذيك اللي ما تحمّلت ولا حرف منها،،
قالت بخنقـة وصوتها ينووووح : .. و...ووش تعــرف ؟!

تركي أنكر ورفع حواجبه فوق..وببرود يتلاعب بأعصابها : أنا؟؟؟..وش اعرف؟؟؟....أبدااا ما أعرف شي..!
سحر وهي تحس إنه يتلاعب فيها وررجفة بكى بدت تهزّها : .. ولللليييد علمني وش تعرف !!!
تركي بسخرية ..وحوّل السؤال عليها تلاعباً بأعصابها بشكل قاسي : .. إنتي علميني ؟..وش اللي تخافين اني اعرفه ؟
هالسؤال خلّا شكوكها تزيييد انه يعرف شي عن قصتها مع محمد..ومع انكار محمد لها ..والمسخرة اللي تعيشها ... ووصولها لهالصورة ..!
سؤاله خبيييث خلّاها تشكّ بعمرها وتفهم منّه إنه عااارف شي من اسرارها اللي ولا واحد من أهلها يعرفونه !!
كيف يعرف ؟؟؟؟...مستحيل يعرف !!!
لاحظت بنظراته الساخرة وهو ينتظر اجابتها مغزى ثاني.. من خلال هالنظرة اللي ما رحمها فيها ..كان يقولها إن اللي خايفه منه انتي ...أنــا اعرفه !!
وهالشي خنق وكبس على صدرها وهي تحس انها مفضوحة ،،
وقالت وهي تنتفض بقووة أكبر..وصوتها الراااجي برتتعش بعنننف : وللللللييييد وش اللي تعرفه عنننننني ؟؟؟

وما سمحت له يجاااوب...طاااحت من طولها وكبريائها قدااامه وهي تبكي من قلب... طاحت عالأرض وهي تستسلم لموجة دموع عنيفة للغاية لأن تركي زاااد الحمل عليها .. من دووون أي مراعااااة..!!

للحظة .. الكون توقّـف عند تركي ..
والموقف كلــه كان مو طبيعي ومفاااجئ !!
ردة الفعل كااانت صاااادمة خلّته يجمـد مثل الصنم وهو يشوفها طايحه بالأرض مثل الجريحة !
الموقف مو طبيعي للغاية ...
إن تشوف انسان كنت تتخانق وياه من لحظة وتتبادل معه الغضب والشتايم ..
واللحظة الثانية.... يطيح كذا بين يدينك وبهالصوورة العنيفة !

تحرّك تركي من مكااانه بعد ما كان منسدح ..وجلس وعينه شاااخصه بررعب على سحر اللي كانت ساجده بالأرض تبكي من أعماق قلب مقهوور.. بصووورة عنيفة للغاااية ما قد شافها ..
تبكي بطريييقة مرررعبة خلّته منصصدم مو قااادر يطلع من داائرة صدمته ..!

أخيرا سمع كلمااات مبهمة وهي تبكي بقسووة مو طبيعية على نفسها .. خلّته يتأكد أن البكي بهالطريقة مو بكي انسانة طبيعيـة ..!!
الكلمة الوحيدة اللي فهمها كانت تكررها باستمرار وبحرقة قلب..
وهي تشهق بغصاتها بشكل متكرر : وش اللي تعرفه انت؟..وش اللي تعرفه محد عارف شي ...محد عارف !!
وغاابت كلماااته .

وتركي للحين جالس على طرف السرير وهو منصــدم صدمة عنيفة من ردة الفعل هذي اللي استدرجها لها ..!
استفزّها صح... وأثار لها أعصابها متعمّد..
بس ما كان متوقع ردة الفعل هذي ..!!
حسّ بتأنيب الضمير يغزي قلبه .. وقااام واقف وهو مو عارف وش يسوي وهي بذا الحالة !!

يروح ويتركها لين تهدى ؟!
طرت هالفكرة في باله... بس نفضها مباشرة وتقدّم ناحيتها بهدووء وترك غريزته تقوده للتصرف !
جلس على ركبه قبالها وهي للحين ساجده منهاره نفسياً ومعنوياً ..ولا هي قادره تسيطر على نفسها لأن اللي يعاني صدمــة عاطفية مثلها صعبة يسيطر على نفسه بأوقات الانهيار !

قال بهدووء : سحر !
لكن سحر كانت خارج الخدمة فاااقده سيطرتها ، ومستسلمه لهالحالة بدون شعور ..
وتركي أدرك هالشي ..عارف انها مو طبيعية وعارف اللي تعانيــه ،
مسك ذراعها يوم شافها ما استجابت : ..ارفعي راسك !

كانت مثل المسيّره لأنه من جذبها من ذراعها عشان ترفع راسها ..استجااابت بسهولة من غير أي مقاااومة لكنها ما هدّت نفضاات ورعشات.. ووجهها يعصر القلب من كل معاني الألم والجرح والكبرياء المحططم اللي فيه !!
صارت جالسه ويدها ارتفعت لنصف وجهها بحركة لا شعورية..
كان يحس بـ اهتزاز جسدها مع البكاء العنيف وهو ماسكها ..
تمااالك نفسك..وحاافظ على هدووءه ..
وبنعوومة : .. لا تبكيـن !




يُتبـــع ..!



هالبااارت كان مُتعب بشكل !
أول مررة أروح الجامعة مواصله بسبب بارت

بس الأهم إنه يعجبـكم ويكون قد المستوى

لبى قلبكم أكيد محتاجه تعليقكم وانطباعكم عنه http://forums.graaam.com/images/smil...m-%20(227).gif

اشووفكم ..



عنون













♫ معزوفة حنين ♫ 02-10-11 03:00 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة pure white (المشاركة 2874008)
وااااااااااوو خطيييرة هالمشااعل كان مبين انها ناوية على شي بيفاجئ الكل بس ما توقعت انها بتدخل التمريض بس تراني زعلت شوي لان خالد مابين بهالبارت و لاصار شي بين عمر و شادن :dfghd654: في انتظاار البارت الجااي
مــــــــــــرسي يا عسل :98yyyy:





تسسسسسسسسسسللمي عالمرور ..
نووو^_^ووورتي ..



♫ معزوفة حنين ♫ 02-10-11 03:01 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة rubroob86 (المشاركة 2874384)
pleassssssssssssssssssssssssse bidna il roowaya kamleh 3anjad izhe2na ou ni7na nistana il a7dath mooshawka bidna il takmele





تسسسسسسسسسسللمي عالمرور ..
نووو^_^ووورتي ..



♫ معزوفة حنين ♫ 02-10-11 03:02 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة nsamir (المشاركة 2874502)
بارت راااااااااااااااااائع

مشاعل فجرت مفاجأة كبيرة فعلا بس سعدت لها وأتمنى أن تتفوق

سنفتقد بندر وان شاء الله موفق





تسسسسسسسسسسللمي عالمرور ..
نووو^_^ووورتي ..



♫ معزوفة حنين ♫ 02-10-11 03:02 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة غيمه شتاء (المشاركة 2874571)
باااارت روووووووووعه
يسسلمو حنووو ع النقل
ابد ماتوقعت ان هذي المفاجئه تبعاهاا وراها مقصد تتحدى فيها خوويلد





تسسسسسسسسسسللمين عالمرور ..
نووو^_^ووورتي ..



♫ معزوفة حنين ♫ 02-10-11 03:02 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة nona-zidan (المشاركة 2875186)
بارت جامد جدا :peace:...تسلمي يارب علي النقل:11:





تسسسسسسسسسسللمي عالمرور ..
نووو^_^ووورتي ..



♫ معزوفة حنين ♫ 02-10-11 03:03 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة rubroob86 (المشاركة 2875191)
بليز نزلو الرواية كاملة بدنا نعرف النهاية





الرواية مو كاملة لسة ..
الكاتبة لسة تكتب فيها وتنزل ..



♫ معزوفة حنين ♫ 02-10-11 03:03 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابتسم يا قلب (المشاركة 2876996)
تسلم يدك ع النقل

ولكن مللنا الانتظار





يسسللللمك ربي ..
نووو^_^ووورتي ..



♫ معزوفة حنين ♫ 02-10-11 03:04 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة براءه طفله (المشاركة 2881441)
اهلين بعيون القمر نشكر على كتباتك الاكثر من رائعه وبليز نبي التكمله باسرع وقت::peace::peace:





تسسسسسسسسسسللمي عالمرور ..
نووو^_^ووورتي ..



♫ معزوفة حنين ♫ 02-10-11 03:04 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة MaNiLa (المشاركة 2885571)
وآآو !
رواية جميله ، و مُختلِفة جِدًا !


في اِنتظآرك ،
متآبعه جديده ..





تسسسسسسسسسسللمين عالمرور ..
نووو^_^ووورتي ..



♫ معزوفة حنين ♫ 02-10-11 03:04 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ياسمين المدينه (المشاركة 2888583)
الروايه حلوة بس كاتبتنا الله يهديها تتأخر علينا لو يكون لها يوم محدد كل اسبوع افضل بكثير اتمنى تقدروا تبلغوها :liilas:[SIZE="3"






كلن وله ظرووووووووفه ياقلبي ..
صعب التوفيق بين الحياة الخاصة والنت والكتاااابة ..

نووو^_^ووورتي ..



♫ معزوفة حنين ♫ 02-10-11 03:05 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة انثى (المشاركة 2888792)
بجججد هذا عيبهآ الوحييد التأخيير ...



معزوووفه حبيبتي البآارت نززل أممس ^ـــ^





تسسسسسسسسسسللمين ياعيني ..



ابتسم يا قلب 03-10-11 02:05 AM

صباح الانوار على قلبك

تسلم يداك معزوفه

واتمني ان لايتاخر البار القادم

ابتسم

فداني الكون0 03-10-11 04:11 AM

يعطيج العافيه علي الروايه

nsamir 08-10-11 12:13 AM

بارت راااااااااااائع

فيه أحداث كثيرة

يا رب عمر يفضل وياهم و لا يرجع للعصابة - بجد شادن راح تدمر

تركي ما أدري ناوي على ايه

وبسمة العلة هاذي من جد "سايكو"

في انتظار البارت الجديد

lala905 12-10-11 09:57 AM

رواية رائعة قرأتها بدةن توقف مع انها طويلة 34 جزء... موفقة... عادة متى بينزل الجزء ؟

♫ معزوفة حنين ♫ 12-10-11 01:23 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابتسم يا قلب (المشاركة 2890343)
صباح الانوار على قلبك

تسلم يداك معزوفه

واتمني ان لايتاخر البار القادم

ابتسم





يسسسسسسسسسسسلللمك ربي ..
نووو^_^وورتي ..



♫ معزوفة حنين ♫ 12-10-11 01:23 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فداني الكون0 (المشاركة 2890399)
يعطيج العافيه علي الروايه




يعاافيك ربي يالغلا ..
نووو^_^وورتي ..



♫ معزوفة حنين ♫ 12-10-11 01:23 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة nsamir (المشاركة 2895564)
بارت راااااااااااائع

فيه أحداث كثيرة

يا رب عمر يفضل وياهم و لا يرجع للعصابة - بجد شادن راح تدمر

تركي ما أدري ناوي على ايه

وبسمة العلة هاذي من جد "سايكو"

في انتظار البارت الجديد





تسسسسسسسسسللمي عالمرور ..
نووو^_^وورتي ..



♫ معزوفة حنين ♫ 12-10-11 01:24 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة lala905 (المشاركة 2900795)
رواية رائعة قرأتها بدةن توقف مع انها طويلة 34 جزء... موفقة... عادة متى بينزل الجزء ؟




مرورك الأروووووووووووووووووع ..
نووو^_^وورتي ..



♫ معزوفة حنين ♫ 12-10-11 01:27 PM





هذا رد الكاتبة من حوالي 4 ايام ..

اقتباس:

مساااااالخيير يا ثكاكر ..

لببى قلووبكم على هالردود اللي تفتح النفس ^.^
ردود حسستني اني تعبي بالبارت اللي طاف ماراح عبث ..
الله يحفظكم ..وشككرا على هالدعم المتواصل ،،


وانا أقرا الردوود العجيبة شفت بعضكم لمّح على يزييد وتوقّع بعض التوقعات بخصوصه ..
ومن هالتوقعات الخاصة ..احتمالية معرفته بتركي وشي من هالقبيل

حبيت أقول شي بخصوص هالنقطة عشان ما تتلخبط أفكاركم ..
ذكرت ان يزيد معرفته بـ سحر ابتدت بعد سفرها بمدة...بينما من اللي عرفناه من تركي ان معرفته فيهم كانت قبل 15 سنة ..وهالشي قبل سفرها ما يعني انها سبقت معرفتها بيزيد..
سحر عرفت يزيد بعمر 11 سنة خلال سفرها بس
وتركي كان قبل سفرها أصلا..
فـ تركي ويزيد ما القتوا أساسا ..
وعُمر يزيد ما يساعد لأنه صغير ..

بس حبيت أنوّه على هالنقطة عشان تربطون الموضوع شوي ^.^

::


بالنسبة للبااارت... ان شاء الله عمما قريب..
أحتاج كم يوم ..ولما أستقرّ في كتابته وقرّبت أختمه ..قلت لكم عنه !
وان شاء الله ما يقلّ مستواه عن اللي قبل..
ببذل جهدي واسأل الله التوفيق ..



ألقاكم قريب بإذن الله




lala905 17-10-11 09:46 AM

شكرا عزيزتي

♫ معزوفة حنين ♫ 24-10-11 04:25 PM




الرواية تقفلت في المنتديين اللي تنزل فيهم الكاتبة ..
مغلق لحين نزول الجزء هناك ..



♫ معزوفة حنين ♫ 12-02-12 04:07 PM




الكاتبة رجعت تنزل من جديد ^^ ..
توني انتبهت اليوم ..

تفتح الرواية ..



♫ معزوفة حنين ♫ 12-02-12 04:12 PM



الجــــزء 35 ..

-------------------------

وهي تحوس لها عشر دقايق ..أخيرا دخلت عليها صوفيا وهي مبدّله ملابسها لملابس العمل ..وتغيّر وجهها للاستغراب يوم شافت الغرفة معفوووسة وسحر تبحث عن شي وسط الفووضى ..!
صوفيا : ما الأمر ؟!
سحر وهي تنفض شنطة يـد والأغراض تتساقط عالأرض : .. هل رأيتي هاتفي؟
صوفيا وهي عاقده حواجبها : هاتفك؟
سحر : أجل فقدته منذ يومين !
صوفيا وهي تتذكر : أووه أجل لونـه أبيض ..!!

سحر وهي ترفع راسها وتترك الشنطة تطيح بالأرض : ..أجل هل رأيته ؟
صوفيا بحرج وهي تضرب راسها بأسسف : أووه آسفة لقد أخذته عندما لم أجدك بالغرفة ..
سحر باستغراب : ماذا ؟؟...وأين هو؟
صوفيا وهي تتذكر : أتذكر أنّ وليد أخذه مني عندما أخبرته عن اختفاءك ...

سحر بصدمممة وعيونها بتطلع من مكانها : ماذا ؟؟؟...وليد أخذه ؟؟؟؟
صوفيا بحرج : ..أخذه مني .ونسيت أمره وقتها ...ألم يعده إليكِ ؟؟؟
اغتتاااااضت هاللحظة..وركبت راسها مليون عفررريت ..
وقالت بغييض : هل انتِ متأكدة أنه معه ؟؟
صوفيا : أجل..أخذه مني .. لا أعلم ان كان يحتفظ به حتى الآن ..
هممممست بغضب : الغبي الأحمممممق !!
صوفيا : مابكِ لمَ غضبتِ فجأة ؟؟؟
تحرّكت سحر من غير لا ترد ..وانطلقت مباشرة للباب والنيران شااابة حوولها والغيييض يتفاااقم..
هي تدوّره من يومييين وهو حضرته ماخذه ومخلّيه عنده ..
نزلت الدرج بسرعة أشبه بالهروولة وقروون الشياطين راكبه فوووق راسها..
رح تورّيييه على هالحررركة ..وش يبي بجوال بنت قليل الأدب والله إن تمسح به البلاااط ..هالزززفت !!

طلعت ونزلت الدرج الحجري..ومشت بخطواات واسعة وسرريعة تنّم عن العصبية ناحية الكووخ..
وقفت على عتبة الباب وكان بتدقّه..لكنه كان مردود مو مسكّر بشكل كامل..
دفعت الباب بيدها لين انفتح بشكل كامل ..وناظرت داخل ما كان له أثر... لكنها شافت حقيبة ظهره اللي ياخذها معه وين ما راح ..موجودة عالصوفا ..وعرفت انه راجع للفيلا !!
التفت ونزلت عتبة باب الكووخ وقاامت تهرول بعصبية حوول الفيلاا..يمكن تلمــحه...!
وفعلا مثل ما توقعت ..شافت انسان من بعيييد مستلقي على سرير الشجر الخاااص فيها !!
ما شافت ملامحه من البعد..لكنها عرفته ..هذا هو مو غيره!!

حرّكت رجولها بخطوااات سريعة وهي عاااضه شفااتها من الغيض واعصاب وجهها مشدوودة عالآخر من حركته..!
كانت تمشي بعصبية وجدية حادة ..ويديها تتحرك قدام وورا من السرعة !
اقتربت منه بسرعة رهيييبة وهو يقرا بكتاب كان يغطي وجهه هاللحظة..وهو ممدد رجوله فوق بعض باسترخاااء ومو حااس بقدومها الصاروخي ناحيته !!
حركته حقيرة بنظرها ..وكل ما قربّت ناحيته واستوعبت ان جوالها الخاااص بحوزته ..واللي المفروض ما يكون بحوزة أحد غيرها لاحتوائه على أشياء خااصة من صور ...ورسايل ...تنججنن ويركبها مية عفررريت !!

وصلت عنده.. ومن غير مقدمااات ضربت بقبضتها عالكتاااب ..وطيّرت الكتاب من يده لين ضرب بوجهه ! : عططططططني جووووووووالي ...!!!
انفلات الكتاب من يدّه واصطدامه بوجهه خلّا جسمـه ينتفــض بالكامل من الروعة ..!
أبعد الكتاب عن وجهه بيد وحدة وهو مرتاااع ومصدوووم ...وألم الضربة وصلت خشمه..
وشافها واقفه قباله بوضعية غااااضبة ..والنيران شابّه بوسط عيونها وكتوفها تطلع وتنزل من الغيييض ..!
ما استوعب حركتها بالبداية ولا شعورياً حط يده على خشمه المتألم وهو يعدّل وضعه شوي ويرفع جسمه وكتوفه من وضعية الاسترخااء ، والنظارة الشمسية طاحت من جبينه على صدره..

أبعد يده عن خشمه وهو مكشّر من الألم ...ثم قال بحدددة يوم استوعب اللي سوّته : ..عسى ما شر؟؟... بعقلك شي؟؟؟
سحر وهي تشد شفاتها وترخيهم بغييض : أقووووولك عططططني جوووالي ...
تركي بحممق وغضب : الناس تستخدم أسلوب راقي لما تجي تطلب ..يا آنسة !
سحر تخصّرت بيد وحدة وهي تتعجّب فيه حيل يراادد : يعني حضرتك تعترف انه معاك ..وانا من يومين حايسه الدنيا عليه !
تركي بسخرية ممزوجة بغيض : وتتوقعين بعطيك شي بهالأسلوب ذا ؟
سحر طننننقققرت..الجوال حقّها ويساومها عليه !! : أقوووولك عطني اياااه الحيين...شلون تسمح لنفسك تاخذه.. توقعتك محترم بس طحت من عيني !!!
رفع حواجبه ومن غير لا يتزحزح من مكانه..يعني كان شبه منسدح ..وقال ببرود : للمرة الثانية أقولك اطلبي بأسلوب ..!
حمممقت عليه من قلب وزااد غيضها..لازال يتجرأ يعطي أوامر وبكل وقاااحة ..
سحر وأعصااابها مفلوووته عالأخير : الأسلوب مع واحد محتفظ بجوال بنت ما ينفع وش قلة الأدب ذي؟؟؟
عند هالحد..ووصصصلت معه... رمى الكتاااب بعيييد بكل عنف لدررجة إنه طااار عالعشب حوالي 4 امتاار عنهم ..!!
وهالحركة كانت كفيلة إنه يعلّم سحر عن مدى الغضب اللي وصل معاه ..!
وفعلاً سحر فزّت ورجعت خطووة على ورا من حركته العنييفة .. ، ونقلت عينها من الكتاب اللي تمزّق وانفصل عن الغلاف لـ وليد اللي كان يناظرها بغضب..وهالمرة كان جالس عالسرير ورجوله عالأرض..ما يبي يوقف لا يكفخها !!!!
قال ببرووود صااااقع وهو يناظرها بحاجب واحد وأسلووووبه اختلف بطريقة غريبة : ما تهمّيني بشي ..ولا يهمّني أمرك عشان أهتم بجوالك ..!

سكتت لا شعورياً من نبرة الاشمئزاز ذي...!
وكمّل بنفس النبرة : جوالك نسيته معي بالغلط... وما انتبهت له إلا اليوم...
رجعت تهجم عليه مو مصدّقته : .. تاخذه من صوفيا بالعمد... وتقول ناسيه بالغلط..ليش اخذته أساساً هالشي اللي مو فاهمته.. ومين سمح لك تلمسه.. تدري انه جوالي وفيه خصوصيات ما كان المفروض حتى تفكر تاخذه !
تركي بسخرية نسى نفسه .. وقام يستفزّها دامها مصره تستفزّه : اخذته اشوف انتي وين اختفيتي ذيك الليلة ..قلت يمكن منحاشه من البيت أو متّصله على أحد يجي ياخذك..!
بهتت بصددمة وهي تسمعه يقوول كذا ..
وقالت بغيض : .. وش قصدك؟؟؟
تركي اتخذ من البرود ردّة فعل..
وانسدح مرة ثانية وهو يناظرها بدم بااارد : كلامي واضح !... وحدة طالعه من البيت بنص الليل لا وتاركه تلفونها وراها...أكيد كل الاحتمالات واردة..
سحر تنرررفزت من أسلوبه المستفز ذا : أطلع بنص الليل ما أطلع ..مو شغلك ومو أنت اللي تحكم علي !
تركي من غير لا يرفّ له رمش : أنا أعطيك السبب اللي خلاني آخذ جوالك عشان تفهمين إني مو ميّت عليه وما يهمّني هالخصوصيات اللي خايفه عليها..
سحر بغييييض من من اسلوبه وطريقة كلامه : ولللللللييييد يا زززززفففففت أببببببغى جوووواااالي الحين !!!

تركي بحاجب مرفوع ..وببرود حادّ : .. زفت؟
سحر بغييض وهي فاقده السيطره على نفسها بالكاامل: اييييييه زفت وغبي وماخذ بنفسه مقلب... ارتحت ؟؟...الحين عطني جوالي !
هزّ راسه بصمت وهو مايل بشفاااته للأسفل من هالألقاب السلبية اللي أطلقتها عليه..
تركي بهدوء : ..الحين هذي نظرتك عني؟؟؟..

سحر ما جاوبت سؤاله وهي تتنفس وتنتفض من الغيييض بشكل واااضح .. وصلت حدّها !!..ورغم غضبها إلا إن دموعها صــارت عالمحكّ ..تبي هالجوااال فيه اسرار فيه رسايل في أشياء عن ماضي ضعفها ..ماتبي أحد يشوفه وتنكشف !!

قال وهو منسدح وهو مايل على جنب عشان يطلّع جوالها ببرود : ..اوكي !
أخرج جوالها الأبيض وهو يبتسم بسخرية ومصرّ على رد الصاع صاعين من غير تقدير لمشاعرها الجريحة والرقيقة ..نسى عمره عند هاللحظة وتخلّى عن صفة "الرحمة" : بس اعذريني قريت آخر رسالة بالغلط... كان الجوال مفتوح عليها وما قصدت إني اقراها ..

ارتاااعت من اللي قاله ... وقامت تناظره بعيون متوسّعه ..!!
وش آخر رسالة !!..

تركي بسخرية : .. بس استغربت ليش ما ردّيتي عليها !.. ؟
انهااارت حصون سحر وهي تسمعه يلمّح ويتكلّم بهالثقة بالموضوع...
وقالت بصووت يرتعش بدمووع وشيكة : .. و..وش قريت !!
تركي بذات السخرية وهالشي هو اللي أزّم سحر هاللحظة لأن الواضح أنه عارف شي.. أو وشلون يتكلم كذا !! قال : خطيبة الاستاذ محمد ..."سايكو" !؟
ارررتعش قلبها يوم فهمت إنه يلمّح لرسالتها الأخيرة اللي انهارت بسببها... ذيك اللي ما تحمّلت ولا حرف منها،،
قالت بخنقـة وصوتها ينووووح : .. و...ووش تعــرف ؟!

تركي أنكر ورفع حواجبه فوق..وببرود يتلاعب بأعصابها : أنا؟؟؟..وش اعرف؟؟؟....أبدااا ما أعرف شي..!
سحر وهي تحس إنه يتلاعب فيها وررجفة بكى بدت تهزّها : .. ولللليييد علمني وش تعرف !!!
تركي بسخرية ..وحوّل السؤال عليها تلاعباً بأعصابها بشكل قاسي : .. إنتي علميني ؟..وش اللي تخافين اني اعرفه ؟
هالسؤال خلّا شكوكها تزيييد انه يعرف شي عن قصتها مع محمد..ومع انكار محمد لها ..والمسخرة اللي تعيشها ... ووصولها لهالصورة ..!
سؤاله خبيييث خلّاها تشكّ بعمرها وتفهم منّه إنه عااارف شي من اسرارها اللي ولا واحد من أهلها يعرفونه !!
كيف يعرف ؟؟؟؟...مستحيل يعرف !!!
لاحظت بنظراته الساخرة وهو ينتظر اجابتها مغزى ثاني.. من خلال هالنظرة اللي ما رحمها فيها ..كان يقولها إن اللي خايفه منه انتي ...أنــا اعرفه !!
وهالشي خنق وكبس على صدرها وهي تحس انها مفضوحة ،،
وقالت وهي تنتفض بقووة أكبر..وصوتها الراااجي برتتعش بعنننف : وللللللييييد وش اللي تعرفه عنننننني ؟؟؟

وما سمحت له يجاااوب...طاااحت من طولها وكبريائها قدااامه وهي تبكي من قلب... طاحت عالأرض وهي تستسلم لموجة دموع عنيفة للغاية لأن تركي زاااد الحمل عليها .. من دووون أي مراعااااة..!!

للحظة .. الكون توقّـف عند تركي ..
والموقف كلــه كان مو طبيعي ومفاااجئ !!
ردة الفعل كااانت صاااادمة خلّته يجمـد مثل الصنم وهو يشوفها طايحه بالأرض مثل الجريحة !
الموقف مو طبيعي للغاية ...
إن تشوف انسان كنت تتخانق وياه من لحظة وتتبادل معه الغضب والشتايم ..
واللحظة الثانية.... يطيح كذا بين يدينك وبهالصوورة العنيفة !

تحرّك تركي من مكااانه بعد ما كان منسدح ..وجلس وعينه شاااخصه بررعب على سحر اللي كانت ساجده بالأرض تبكي من أعماق قلب مقهوور.. بصووورة عنيفة للغاااية ما قد شافها ..
تبكي بطريييقة مرررعبة خلّته منصصدم مو قااادر يطلع من داائرة صدمته ..!

أخيرا سمع كلمااات مبهمة وهي تبكي بقسووة مو طبيعية على نفسها .. خلّته يتأكد أن البكي بهالطريقة مو بكي انسانة طبيعيـة ..!!
الكلمة الوحيدة اللي فهمها كانت تكررها باستمرار وبحرقة قلب..
وهي تشهق بغصاتها بشكل متكرر : وش اللي تعرفه انت؟..وش اللي تعرفه محد عارف شي ...محد عارف !!
وغاابت كلماااته .

وتركي للحين جالس على طرف السرير وهو منصــدم صدمة عنيفة من ردة الفعل هذي اللي استدرجها لها ..!
استفزّها صح... وأثار لها أعصابها متعمّد..
بس ما كان متوقع ردة الفعل هذي ..!!
حسّ بتأنيب الضمير يغزي قلبه .. وقااام واقف وهو مو عارف وش يسوي وهي بذا الحالة !!

يروح ويتركها لين تهدى ؟!
طرت هالفكرة في باله... بس نفضها مباشرة وتقدّم ناحيتها بهدووء وترك غريزته تقوده للتصرف !
جلس على ركبه قبالها وهي للحين ساجده منهاره نفسياً ومعنوياً ..ولا هي قادره تسيطر على نفسها لأن اللي يعاني صدمــة عاطفية مثلها صعبة يسيطر على نفسه بأوقات الانهيار !

قال بهدووء : سحر !
لكن سحر كانت خارج الخدمة فاااقده سيطرتها ، ومستسلمه لهالحالة بدون شعور ..
وتركي أدرك هالشي ..عارف انها مو طبيعية وعارف اللي تعانيــه ،
مسك ذراعها يوم شافها ما استجابت : ..ارفعي راسك !

كانت مثل المسيّره لأنه من جذبها من ذراعها عشان ترفع راسها ..استجااابت بسهولة من غير أي مقاااومة لكنها ما هدّت نفضاات ورعشات.. ووجهها يعصر القلب من كل معاني الألم والجرح والكبرياء المحططم اللي فيه !!
صارت جالسه ويدها ارتفعت لنصف وجهها بحركة لا شعورية..
كان يحس بـ اهتزاز جسدها مع البكاء العنيف وهو ماسكها ..
تمااالك نفسك..وحاافظ على هدووءه ..
وبنعوومة : .. لا تبكيـن !

كان صعب تستجيب من أول مرة ! .. رغم نبرته اللي كانت مؤثرة للغاية ،،
تكراره لذيك الكلمة للمرة الثانية وهو يحاول يهديها ..كانت حبل النجاة الوحيدة..
وقعها مثل وقع المطر.... عذب !
ودافية ..رغم برودة الموقف ...!!

تركي بتأنيب الضمييير اللي هاجمه ..سيطر على هدوء أعصاابه أكثـر لأن الوضع اللي هو فيه كان غريب..،
وازدادت نبرته ليونـه وهو يشوفها مغطيه عين وحده بيدها ومو حاسّه فيه ولا بالموقف ذا : ..خلاص لا تبكين !
وبحركة عفوية ثانية مسك يدها اللي على عينها ونزّلها لتحت بالقووة عشان تفتح عيونها وهو بهالحركة يعطيها أمر إنها تسكت وتوقّف هالحالة ،
دنّقت عفوياً من سحب يدها وهي تحااول تغطي وجهها بكتفها .. وتحاول تسيطر على عمرها بالتدرريج.. وتحاارب هالاستسلام اللي ماخذها بالكامل ،،
ومرّت ثواني وهي تحاارب نفسها بنفسها..وكان هالشي واضح لتركي لأنها كانت تكتم شهقاتها المتمرّدة وتحاول تردّها لداخل جسدها ..
تركي وهو يضغط على يدها ، وللمرة الثالثة يكرر بنعوومـة : .. يكفي...لا تبكين !
كلمته هاللي يكررها بـ سحِر هي اللي خلّتها تستجيب تدريجياً..وكل مالها وصوتها ورعشاتها تخفّ.. وسيطرتها ووعيها يرجع لها حبة حبة !
كان لصوته..وطريقته أثر غريب ..
النبــرة اللي بصوته... كانت هي كلمة السر..!

رفعت راسها أخيراً عقب ما استردّت زماام أمورها وطااحت نظراتها بعيونه اللي تتابعها بدقّة واهتمام..ووجهها يلمع بسطووع من الدموع !
وبلعت ريقها عفويّا وهي تلتقط أنفاسها اللاهثة ..وسحبت معصمها من يدّه ببطء وهي متشتتة من هالوضع !!.. والألم للحين داخل قلبها ..لكنها خارجياً بدت تتواازن !
كانت من جواا تعاني وشي قابض على قلبها يعصره عصصرر .. وخانق على رئتها
التقت عيونها الحمرررا ..بعيونه الجاادّة اللي تتابع وجهها بدقة واهتمام كبير وهو قريب منها حيل،
تركي سحب يده عنها..وسندها على قمة ركبته المرفوعة ..وبصوت هااامس بكل عفوية من غير تفكير باللي يقوله : .. أنا آسـف ،

اعتذاره بعد كان غريب.... ولطيف ورقيق !
خلّاها تسترجع سبب اعتذاره...يعتذر عن كلامه وقسوته...
اعتذاره خلّا شفاتها تميل لتحت ببراءة طفل يهدد بذرف الدموع !
شاف تركي حركة فمها العفويـة ..ولاشعوريا رفع يده أمام وجهها بررجـا المحتار من غير لا يملسها يحاول يثنيها عن لا تبدا من جديد : اششش خلاص أنا آسف.. مو قصدي !
أخيرا نطقت بصووت متقططع من الغصاات : .. إ..إنت..تـ..ـعرف ؟؟
تركي بليونه يجاريها : .. ما اعرف شي !.. لا يهمك اللي قلته !
سحر : ..لا..تـ..ـكذب.....قول..الصـ..دق !
تركي بهدووء عشان ما يثيرها مرة ثانية : ..هذا الصدق !
سحر بشهقـة صغيرة : .. تكذب والله تكذب لا تلللللعب علي.. انت قررريت الرسااالة
عرف ان انكاااره ما رح يفيد ..عقب ما اعترف بنظراته قبل شوي واستفزّها ..
وبهدووء : .. أسحب كلامي !

يسحب كلامه؟؟؟... وش معناها ؟؟؟
معناها يعرف !!
سحر بتعب انهاارت باقي قواها وتحوّل صوتها للانهااك والرجاء ..وهي تحط يدها على صدرها حاااسه بضيق تنفّس.. ضيق تنففس مو طبيعي يكتم شعبها الهوائية !..وكأن الالتهاب الرئوي رجع لها !!
وبهمس ما ينسمع بسبب نقص الأكسجين : ..ما لازم..احد يعرف !..حتى..إنت!
تركي شافها كذاا ..لون وجهها بدأ يصفـرّ بوضوح ويدها تفرك مكان صدرها..وعيونها مغمضه وكأنها تجاهد شي بروحها ..
بقلق من شكلها : ..سحر؟
ما ردت عليه وهي مغمضه تلهث بدون ما تستجيب.. حالتها كانت غريبـة وتثير الأعصاب بقلق !
مو ناقص تطيح عليه ..!!
مسك أعلى ذراعها بقوة يوم شافها فاقده ادراكها ووجهها يتغيّر لونه ..وهزّها بقووة عشان تصحى وهو يرفع من حدّة صوته : ..فتّحي عيونك !
ما فتحت عيونها وكان يشوفها تجااهد نفسها عشان تلتقط أنفاسها... واللوم والتأنيب داخل قلبه يزيد لأنه شاف ان حالتها المُربكه هذي بسببـه !!..
لييش ما مسك لسانه؟؟
وش استفاد الحين ..؟؟

كرر وهو يمسك ذراعها الثانية بيده الأخرى..وهزّها بشكل أقوى وبطريقة عنيفة شوي خلّتها لا إراديا تفتح عيونها : .. قلت لك فتّحي عيونك !..بلاش هالحركات !
قالت لا إراديا وهي تحس انها مخنووقة بسببـه واللهاث بصوووتها : ..مو..قادره.. اتـ..ـنفس !
سكت وهو يشوفها تناظر بعينه مباشرة ..نظرة لوووم وانكساار ..خلّته يغمض عيونه وهو يصد بعيد عنها وهو عاض على شفته السفلية..يمسك أعصابه وهدووءه وتأنيب الذات اللي تفاقم بلحظات..!
قالت ولا تدري ليش تشكي له...غير انها مو عارفه وش تقول بسبب الوجــع : ..صدري..يألمني...خ..خانقني !
رجع يطالعها وهو يشوف حالتها السيئة هذي... و"الكتمة" الواضحة بوجهها
وش سووووّى ؟؟.. واضح حالتها ساااءت بسببـه !!..
ضربته كانت قاسيــة على وحدة مثلها ،، مهيب قدّه مهما سـوّت وهو عارف هالشي ..مهما سوت مارح تكون قده .. بس فلتت اعصابه منه وألحين ضميره يأنبه...!!
قال بهدوء : قومي واقفه..
قــام أول وهو يسحبها من ذراعها بيد وحدة وكانت كائن ضعيف ..لأنها وقفت بقوّتـه كاملة من غير استخدام لقوتها لأن قوتها كااانت متلاااشيه بالهوا ..
تركي وهو ماسكها يدعم توازنها : اهدي ..وخذي نفس بشويش..
حاولت تنفّذ اللي يقووله ..وتتبع توجيهاته ..وبدا صدرها يطلع وينزل لكن للحين التنفس ضيّق وتجاهد عشان تاخذه ،
تركي شافها تواجه صعوبة ولون وجهها مختفي ..! البنت فعلا مختنقه وبقووة بعد !!
قال بهدوء : لا تفكرين باللي صار قبل شوي..استرخي وتنفسي بهدوء !
التفتت عليه بوجه صاامت ونظراات هايمه من غياب التركيز..،!..وحاولت تهزّ راسها بالايجاب وتنفّذ المطلوب !
بـ صمت تركي سحبها بشويش ناحية سرير الشجر عشان تجلس وهي تمشي معه مالها قرار ..كانت منقااااده من غير مقاومة مثل الطفل اللي توّه يتعلّم المشي !
جلست على طرفه وهي مغمضه عيونها ..ويديها ملمومه بحضنها تحااول تنظّم انفاسها اللي بدا يردّ لها بالبطئ..
تركي شاف اللون بدا يرجع لوجهها..
قال بصوت قاطع : لا تتحركين لما أرجع..!
وراح من عندها ..
:

مرّت الدقايق ..
سحر فتحت عيونها أخيرا عقب ما قدرت تسترد أنفاس طبيعية والكتمة تزول بالتدريج..!
الكتمة كانت مخيفة ..أول مرة تحس فيها كذا؟؟.. أول مرة يجيها ضيق تنفّس كذا ،،
بكت وانهارت قبل بس ما وصلت لهالمرحلة...هالمرة الشعور مضاعف حسّت صدرها يضييق عليها وأنفاسها تهرب منها !!
ليش قدامـــه؟؟؟؟
رفعت يديها وأسندت معصمينها فوق حواجبها بطريقة أسف وصدمـة ولوووم لنفسها..وهي تبلع ريقها ومعها غصّااات !
توّها الحين تستوعب اللي صار ..
طاحت قدامه ؟؟؟... تبعثرت قدامه بالوقت اللي كانت هي فيه تحاول تلملم بعثرتها وشتاتها.. وكل الجهد اللي بذلته هاليومين ..طار في مهب الريح !!
دارت بـ عيونها المحمررّة حولها تبحث عنه ، ثم ناحية الفيلا اللي على مرآى منها ما لقت له أثــر..!!
ما تدري وين راح ؟؟
بس اللي تعرفه انها مارح تقدر تقابله الحين...! ..وحتى بعدين !
مو مصدقــه الكلام اللي قاله للحين !!
انسان أبعد ما يكون عن حياتها وخصوصيات حياتها ...وش عرّفــه !!؟
مرت دقايق تأكدت انها ما تقدر تبقى جالسه هنا...مع إنـه آمرهـا ما تتحرك لين يرجع بس برضو ما تقدر تجلس..المكان اللي راح له ما يشكل أي أهميه الحين اللي يهمّها هالموقف اللي طاحت فيه وانكشافها قدامه.. !
لا مستحيييل كذا يصير معها !!.. مستحيل يكون هو ..!!
ما تقدر تجلس لأنها رجعت لوعيها الكامل ..
ولأن وعيها الكااامل عاد لها قدرت تستشعر انهيارهــا ووضعها المزري اللي كانت عليه قدامه بحذااافيره ..
أدركت انها بكت قدام واحد المفروض ما تبكي قدامه اصلاً !..
يكفي اللوعة اللي داخلها .. آخر واحد المفروض يدري عن شي هو وليد ..!
عقب كل هذا مارح تقدر تقول شي ، أو تكلّمه حتى لأن اللي قاله هدّ حصون كثيرة بنتها حولها ..
هدّها بكل سهوولة .. وبمجرد نظرة !!.. نظرة وحدة !!
كيف قدر؟؟؟

مارح تقدر توااجهه وما فيها حيل الحين..
مافيها حيل حتى تطيح عينها بعينه عقب ما استردّت ادراكها...
قامت واقفه وهي تحاول تتوازن..وفكرة الهروب براسها .. ومشت بخطوااات متفاوتة واضح الضياع فيها تبي توصل للفيلا قبل يجي..وهالشي كااان متعب كثير ، كثيييير
ورغم إنه آمرها ما تتحرك لين يرجع لكن طلبه كان صعب التنفيذ هاللحظـة ،،
هربت بكل صدمتها ولوعتها لدااخل.. هربت لعلّها تنزع اللي صار من ذهنها ..
وذيك اللحظة بالذات ..تمنّت إنها تفقد الذاكرة ..!
:

رجع تركي للمكان اللي كانت سحر فيه وهو شايل علبة موية بيده...
لقى المكاان خالي ..وماهي موجوده بالمكان اللي تركها فيه..
تلفّت يمين ويسار وهو عاقد حواجبه بجديّة ما لقاها....
عرف إنها سفهتـه ومـا سمعت كلامه وتركــت المكاان رغم انه طلب منها ما تتحرك ،
رفع علبة الموية الشفافة يناظرها بوجووم واللي راح عشان يجيبها ..!
يعني كنت متوقّع إنك بتلاقيها اذا رجعت ..!.؟؟ بالله كنت متوقّع إنها بتسمع كلامك وتنتظرك عقب اللي صار قبل شوي ..؟!!
غمض عيونه وهو يفتح غطا العلبة بصممت غرريب معتلي هيئته ..
شرب جرعة يبلل فيها ريقه عقب ما نشّفته بطيحتها ..ثم رمى العلبة عالسرير الشبكي باهمال
الصمت متلبّسه طاحت عينه على جوالها مرمي عالأرض..جوالها اللي كان سبب الخلاف الرئيسي ..
راح له وانحنى عشان يلتقطـه.. تأمله ثواني ماله خاطر يحتفظ فيه زود،،
التفت ناحية الفيلا اللي على مرآى منه.. وبلحظة اتّخذ قراره ومشى هناك والجوال بيده ،!
وما يدري ليش قام يتخيّل أسوأ الاحتمالات ..
هالبنت مخلوق يوتّر الأعصاب بكل حالاتها !!

وصل عند عتبه المدخل...دق الباب بيده ثم فتـحه مباشرة قبل يسمع أي رد..
دخل بس بـ راسه لداخل وهو ماسك الباب بطريقة شقية عفويـة ..وطاحت عينه بالصدفة على الشقرا واقفه عند الدرج العريض المقابل للباب بأمتاار وهي معطيته ظهرها .. كانت تناظر لفوق وكأنها كانت تحاكي أحد ،
التفتت صوفيا لما سمعت صوت الباب وهي عاقده حواجبها من اللي صار تو ..
لكن عبوسها اختفى ..وابتسمت بعفوية يوم شافت راس وليد يطلّ عليها وجسمه مختفي برا بشقاوة تجبرك عالابتسامة ..
ابتسم لا شعورياً بـ ودّ يوم شاف ابتسامتها البشوشة خلّت ملامح وجهه تتغيّر من الوجوم للروقان ،
قال وهو يدخّل اصبعه السبابة بـ عبث : ..أيمكنني الدخول ؟
صوفيا وهي تنقل نظرها للدرج ثم رجعت له بسرعة : .. أوه بالتأكيد.. سحر صعدت للأعلى ليست هنا !
أخيرا فتح الباب بثقة بشكل أكبر.. وخطا خطوة لداخل وهو يردّ الباب بيد وحدة من غير ما يغلقه بشكل كامل!
تقدّم بشويش للمكان اللي هي واقفه فيه ، يجسّ النبض : ..لمَ أنتِ واقفة هنا ؟
صوفيا وهي تشير للخلف بعفوية : ..كنت أتحدث مع سحر... لا أعلم ما بها لا تتكلم !
تركي زمّ شفاته سوى ببراءة مصطنعه وكأنه مو عامل شي : .. أوه ! .. ربما منزعجة من شيءٍ ما !
صوفيا بحيرة : .. لا أعلم كانت حيوية قبل أن نعود ..لقد غضبت عندما علمت ان هاتفها بحوزتك ..ألم ترَها ؟؟
تركي أنكر من غير تردد : لا لم أرها ..
صوفيا : هذا غريب ، .. (ابتسمت بسرعة) .. قد تكون متعبة .. لقد قضينا وقتا طويلا بالخارج ..
تركي وهو يهزّ كتوفه : ربما !

صوفيا غيّرت الموضوع : ما الأمر أتُريد شيئاً ؟
تركي وهو يفتح كفه والجوال موجود بوسطه : ..أردتُ أن أعيد هذا !
صوفيا : .. شكرا لك ، سأعطيه لها ..
أخذته منه ودسّته بجيبها...ثم رفعت راسها لوجهه : .. أتريد شيئاً آخر ؟
ناظر فووق وهو يغمز بعين وحدة بطريقة تفكيير عفوية : ..امممم ربما كأساً من عصير الليمون ..(نزّل عيونه لها بعفوية ).. أبدو متشنجاً ولا أعلم السبب ..!
ضحكت بعفوية من نبرته الـودودة الطبيعية واللي مافيها أي تكلف : .. لا بأس..سأحضره لغرفتك.. شيئاً آخر؟
تركي وهو يحك راسه واليد الثانية بيجيبه : لن أكون ضيفا ثقيلا.. لا شئ شكراً..

هزّت راسها بأدب وراحت ناحية المطبخ... وهو ظل واقف جنب الدرج وتغضينة حواجبه ترجع له ..
فعلا يحس بالتشنج ..شي بأعصابه مشدوود للغاية عقب اللي صار قبل شوي ..!
رفع راسه لـ قمّة الدرج الخالي والجدية بشكله..حوااجبه ووجهه مشدودين بشكل جاد..
ما عجبــه اللي صار .. لا منّــه ..
ولا حتى منها يوم أظهرت ردة الفعل العنيفة ذيك ،،!

ترك المكان وطلع من الفيلا رايح لكوخه..
سكّر الباب بهدوء وصدره يرتففع بنفـس عمييييييق..وكأنه الحين وبهالمكان يقدر يركّــز ،،
فَقَد تركيزه الدقايق اللي طافت بسببها وابتدا ذاك الشجار!!
مشى بهدوء للصوفا اللي تشيل وسادته وبطانيته المعتفسة ... ضاااايق من نفســه ومعصّب !!
يعترف ما كانت له أي نيـة يكشف نفسه بهالطريقة ..وما كان ناوي اصلاً يلمّح لها إنه عارف ولا كان يخطط لهالشي..
رمى راسه عالوسادة اللي وراه..وصار منسدح على ظهره وعيونه تسمّرت عالسقف وهو مو مستوعب اللي صار قبل شوي ..
مو مستوعب للحين وشلون كِلمته خلّتها تنهار بذيك الطريقة المفجعة !!.. ما توقّع ان اللي بيقوله بيكون له هالتأثير الكبير عليها ،،!
ارتفعت يده وأسند ظهرها على جبينه وهو يضيّق نظراته الثاااقبة بأفكار وتركيــز وجديّة باااالغة..
وهو يتمعّن باللي صار،،
وضعها اللي هي وصلت له أعْقد مما كان يتصوّر.. يدري إن اللي مرّت فيه مع ولد عمها مأثّر عليها بس ما توقّع لهالحد ،!.. كان متساهل هالشي أو ما اعطاه أهمية كبيرة ،
زففففر هوا ساخن من صدرره وهو يعقد أصابعه فوق عيونه ..
ونفخ خدووده وجلس على هالوضع ثوواني وهو مستااء من اللي صار خصوصا منّه ..
مو بعيدة تكرهه زود !!
وتنقم عليه أكثر..!!

قطع عليه أفكاره طرْق البااب .. التفت براسه وهو راقد يوم انفتح الباب وطلّت الشقرا جايبه عصير الليمون بصينية بين يديها ..
ابتسم بكسل ابتسامة مُحبطة مايله على جنب من تأثير أفكاره ..
ثم صدّ وغمّض عيونه من جديد يعيش أفكاره ..
دخلت تتقدم بالصينية بصمت وهي راسمه ابتسامة صغيرة على وجهها ..
حطّت الصينية على الطاولة اللي جنبه وهو لا زال منسدح مافيه حيل يغيّر وضعه ..!
بالنسبة لها ، كان واضح على هيئته الاحباط والخموول على غير العادة لأنها شافت فيه هالثلاث أيام شخصية غيــر..وبعيدة عن هالصفتين ،!
بأدب : ..أتشكو من شيء؟
قال باقتضاب وهو مغمّض : .. لا شئ !

قالت وهي تشوف بعض ملابسه مرميه على الصوفا الثانية من غير ترتيــب : .. سأذهبُ غداً باكراً الى المغسلة ..أتريد مني أن آخذ بعضاً من ثيابك للتنظيف؟
فتح عيونه بهدوء وهو يلتفت عليها بنظرات نااعسة عمييقة من غير لا يقول شي..
وصوفيا استدركت بنفس الهدوء : لستُ خبيرة بالغسيل فـ مهنتي الحقيقة مجرد جليسة أطفال ..لذلك سآخذ ثياب الآنسة غداً ..لن أغسل شيئا هنا ..اذا كنت تريد فأخبرني ..
ابتسم بكسسل بارد ، وبلا اهتمام : ..يمكنني أخذها بنفسي لا داعي..
صوفيا : .. سيكون صعبا عليك..فالمغسلة التي نتعامل معها ليست قريبة جداً.. ستكون مشغولاً على ما أعتقد ،
التفت عليها مرة ثانية وهو راقد ..وهالمرة ابتسم ابتسامة ودّ أكبر على اهتمامها..
قام جالس وحطّ رجوله بالأرض بخمول : .. اذا كان الأمر كذلك فلا بأس... شكراً لكِ !
(ابتسمت) : .. من دواعي سروري ،

أشار باصبعه لبعض الملابس المرميه على الصوفا الثانية : لا يوجد الشيء الكثير.. خذي كل ما هناك !
التفتت للملابس المنتثره وراحت وبدت تلمّهم .. بنطلون واحد مع كم قطعة قميص..!
وهي تلف عليه عقب ما جمعتهم : ..سأُعيدهم بأسرع وقت ممكن !
ابتسم وهو راخي ظهره عالمسند اللي وراه ، ويديه متكتّفه باسترخاء على صدره..ونظراته مرخيّه عليها بطريقة غريبة : ..خذي وقتكِ لستُ بحاجة ماسّة إليهم !.. أعيديهم وقتما تشائين !
سكتت لحظاات وهي تتأمّله من لطفه بالتعاامل وأسلوبه الرااقي ،.. اللي كل يوم تشوف جزء جدييد منها ،
استدركت عمرها وهي تناظر حولها ، لقت انه فيه شي ناقص : أوه امممم سأُحضر لك هنا سلّة غسيل....كل ما عليك هو أن تضع ملابسك المتسخة فيها ...وأنا سأحضر كل يومين لآخذها .. أهذا جيّد بالنسبة لك ؟
تركي وهو غااايص والابتسامة الكسولة ما اختفت : ..لا بأس..!
صوفيا : ..أتأمر بشي آخر ..؟
تركي : لا شكراً..

أعطته ابتسامة أخيرة واستدارت ناحية الباب وهي شايله الصينية بيد وملابسه باليد الثانية..وتركي يتابعها بعيونه بنظرات كسوولة خارجياً لكنها ثاقبة محّد يفهمها غيره ..
نزلت العتبة الخارجية والتفتت ناحيته بعفوية وهي تسحب الباب وراها .. وآخر شي طاحت عينها عليه وهي تغلق الباب كان تركي وهو يميل بجسمه للطاولة وياخذ الريموت..ثم رمى ظهره لورا وهو يسند ذراعه الثانية على راسه بهيئة استرخااء وعيونه تتابع التي في..
أرخت نظرها عنه بابتسامة واغلقت الباب..

ومن عقبها ،، ابتسم تركي ابتسامة جانبية كسوولة جعّدت خده من غير لا يزيح عيونه عن الشاشة..
من شعوره الحالي !!
يحس باهتمااامها ولو كان خافي ،!
رغم ان اسلوبها طبيعي وابتسامتها طبيعية بحكم إنها أجنبيـة...بس فيه شي بنظراتها غير ،
ابتسم من هالفكرة اللي مرّت بخاطره..
هالاشياء يقدر يلاحظها بسهوولة ..
مثل ما يقدر يُظهر للطرف الثاني عندم معرفته واحساسه بشي ،
اخذ كاس عصير الليمون وهو يرفع رجوله فوق الطاولة ويثبّت الأولى عالثانية من دون ما يعطي هالفكرة أي اهتماام ..
آخر شي يفكر فيه ألحين إنه يلتفت لمثل هالمواضيع ..
كثير أشياء شاغلته وأولهم اللي صار مع سحر قبل شوي ...
:
/

/




♫ معزوفة حنين ♫ 12-02-12 04:13 PM





بهالوقت كانت سحر تحت الدش البااارد اللي يضربها ضرْب مو طبيعي وينزل عليها بغزاارة ..
كانت تررتجف بقووة تحت الدش وهالشي كان تهور منها لأن الجو هالوقت بموسكو شديييد البرودة وهاللحظة تحتاج لموية دافية مو باردة !!
بس بالنسبة لها كانت بحاااجة لشي يعيد توازنها.. شي يصفعها ...شي يصحّيــهااا من اللي صار تحت ..!! .. مع وليد !!
والموية الباردة هو الحل بنظرها ..
لسعات البروودة القارصة والمؤلمة علاج للتخبط الحالي باعتقادها ..
كانت مغمضه عيونها وكلامه يررن براسها ومو قادره تنسى ولا كلمـة ..
مو قادره تستنتج شلووون هو عارف ..ومو قاادره تنكر انه ما عرف !!
بكلامه ونظرراته مغزى ثاني ورسالة وصلت لها بحذافيرها ..ذيك النظرات ما تكذب أبد..واللي قاله طلع بيقين واقتناع ومعرفة ..والثقة المُلفتـه اللي كان عليها تُعتبر قصّـة بحالها !!
عوّررها قلبها وانقببض وهي تحس إن أسووء نقاط ضعفها الحالية مكشوفة لواحد مثله ..!
حطّت يديها على راسها وشدّت على شعرها المبلووول وهي تحاول تطرررد هالأفكار والقهر اللي يوديها ويجيبها ..!!
تبي تفهم بس ..شلووون عرف !!!!؟
رسالة وحدة من بسمة مارح تخلّيه يفهم كل شي !!..إلا إن كان عبقري وذكي وفطيين بقوة !!

سكّرت حنفية البارد وطلعت وهي لابسه رووبها..ووجهها منفووخ وعيونها حمرا ..وللحين أثر اللي صار تحت معــه ما اختفى منها..
طاحت عينها على جوالها الأبيض موجود عالكمدينا ..عرفت ان صوفيا جابته وأكيد وليد وصّله لها ..
تنهّدت باحبااااط ويأس الدنيا كلها من هالحالة ..كانت تتمنى تنهي هالمعاناة لوحدها من غير محد يحس او يعرف بشي لكن وليد خرّب مخططها ..
وهالجوال عقب ما كانت تتمنى تسترده الحين تمنّت انها تتخلص منه بس وش عقبه !!!
عقب ما نشر غسيلها كله قدام وليد ؟؟!!

جلست على طرف السرير والفوطة تلف راسها والإحباط ماليها.. ما قد حست بإحباااط ويأأس وفقدان مثل اليووم..
كل المشاعر السلبية بأنواعها تجمّعت هاللحظات..
عقب ما ابتدت يومها بأحلى ما يكون انقلب كل شي بغمضة عين والسبب وليد !!
مدّت يدها للجوال وهي تحس برغبة انها تكلّم أحد تحبه..وتذكرت أمها اللي ما كلمتها من وصلت هنا واللي المفروض مكلمتها من ساعة ..!
دقّت وهي تحاول تنسى ..وأخيرا وصلها صووت أمها
ابتسمت ابتسامة ممزوجة بالشوق والاحباط : هلا ماما..
أمها بقلــق : .. هلا حبيبتي..وينك عن جوالك أدق من يومين وما تردين..
سحر وهو تحكّ حاجبها وتحاول ما تخنقها العبرة : .. جوالي فقدته والحين لقيته ..
أمها : وشخبارك ؟... لو ما أبوك طمّني عليك كان ما ارتحت ..
سحر ببحّة : الحمدلله بخير لا تشغلين بالك..
أمها باهتمااام يوم لاحظت على صوتها شي غريب : وشفيه صوتك ؟؟؟... مزكووومة ؟؟
بلعت ريقها : ..ها ؟... لا ... مو مزكوومة ..بس توني طالعه من الحمام متسبّحه..
أمها : البسي زين ..أشوف أمس الأحوال الجوية عندكم برد ..تدفّي مو زي أول أترجّاك رجا عشان تلبسين..
ابتسمت بنعوومة ابتسامة تعب.. وعيونها تقفففل من التعب والنووم اللي بدا يداهمها : ان شاء الله ..بلبس ..
أمها : سمعت من ابوك ان صوفيا موجودة معك ؟؟
سحر : ايه... ما عرفت الا يوم وصلت..
أمها بارتياح : زين..ما دريت وش بتسوين لحالك وانا أدري ان ابوك مشغول لين راااسه..
سحر : حتى لو صوفيا مو معي..أقدر أدبر نفسي ..مو صغيرة وعارفه المكان فلا تشغلين بالك يمه..
أمها : زين... خذي بيان تبي تكلّمك ..من يوم درت إنك عالخط وهي تضاربني ..
ضحكت سحر ضحكة خفييفة وعيوونها مثل السكرانه من التعب ..وهالمكالمة كانت مفيدة شوي..
وصلها صوت اختها الصغييرة غااااضب : ..سحححححر ليش تروحين وتخليني ؟؟
عوّرها قلبها من هالصوت ..
وببحّــة : .. هلا بيونتي!..شلونك ؟
بيان كانت تصرخ صراخ أطفال اللي ما ينفهم منه شي غير كم كلمة : ليييييش تروحين وما تاخذيني معك ..؟.. لييييييييش ما قلتي لي؟؟
سحر وهي تتمدد عالسرير والمنشفة اللي تلف شعرها ترتخي : ..رحت لأني تعبانه شوي..أبغى ارتاح..بعدين رح أرجع !
بيان : كذااااابة ..ماما تقول بابا مارح يرجع ألحين ..يعني ما رح تجين !!!

ثقل الجبال فوق قلبها تدري انها مارح ترجع الحين ..
وإن كانها بتشيل هم أحد بسبب هالشي...فهو بيـان !
قالت بخنقه : ..بجي ان شاء الله
بيان : متى ؟؟؟
سحر : لما أرتاح ..!
بيان : وإنتي وشفيييييك؟؟
سحر بابتسامة متألمة وعيونها غرقاانه لاحساسها بالذنب تجاه هالطفلة : .. قلبي...يعورني ..بس !
بيان : ولييش يعورك ؟؟

ليش يعورني؟؟؟ .. وش أقول وش أخلي ؟!!!
غمضت عيونها تمنعها لا تسيل من هالسؤال اللي له اكثر من جوااب..!!
محمد ،!
وبندر ،!
وألحين دخل معهم...وليد !!
وآخرهم هـــي !
نفسها،،
هي ..وغباءها وانجرافها اللامحسوب اللي وصّلها لهالمرحلة اللي مالها مخرج ،!

بيان كررت سؤالها لأن سحر صمتت : .. سححر وشفيك ؟
فتحت عيونها وهي تناظر الزخارف اللي بالسقف : مافيني شي ..قلت لك أبغى ارتاح..بس كذا ،
بيان نست غضبها بالتدررريج..وبلهههفة : ..ايييييه سسسحر ماما ودّتني الروووضة قبل أمس..مرررة حلوة شفت هناك لمى ..
ابتسمت سحر وهي تسمع هالحمااس بصوتها : .. اعجبتك؟؟
بيان : مرررررة حللووة درسنا الأرقام الحين..
سحر تجاريها وهاللحظات ركّزت اهتمامها على اختها : حلووو
بيان : أنا ولمى صرنا بفصل واحد.. مرررة انا فرحاانة...شفت أطفال كثثيييرين
سحر وهي تنقلب على جنبها وشعرها المبلول يطيح على كتفها : أهم شي انك حبيتيها..
بيان : مرررة حللوة ..
سكتت سحر وهي تسمع بابتسااامة وأعصااب مخددره..
قالت بيان أخيرا : ماما تبغاك ..

أمها : سحر..
سحر وهي خدررااانه : هلا..
أمها : قبل لا أسكّر كلمي أخوك خالد..تراه وصّاني اذا كلمتك أقولك تدقين عليه ضروري ..
سحر : .. وخالد وينه الحين؟؟
أمها : نايم الحين..رجع بدري من الدوام..بس لا تنسين تكلمينه..
سحر : ان شاء الله ..
ماما : خذي بيان الله يعينك..مارح تسكت..
سحر وهي مغمضضه بكسل : ..هاتيها ،
وصلها صوت اختها الملههوف : .. اسمعي ما بعد قلت لك كل شي سويناااه بالرووضة..
سحر باستسلاام وهي متكتفه بيد وحدة والثانية ماسكه الجوال على اذنها : ... قولي !
جلست تسمع لاختها اللي تثرثر عن تجربتها وكل شي فيها ... ونصف جسمها يستمع والثاني ناااااايم ..!!
:


:

في الريــاض..

كانت شادن واقفـه بذهوول بالصالة مقابل ابوها ومافيه أحد غيرهـم هاللحظة.. واقفه بكل صدمـة وعيونها على أبوها اللي كان جالس عالكنبة عقب ما ألقى الخبر ..
المفاجأة خلّتها صااامتة لثواني...أبوها قال لها نفس اللي قاله لـ عمر ،،
وشادن مو مستوعبة المفاجأة ..قلبها قام ينط جوا ضلوعها بشكل ما قد حسّته بيوم...نص منها ملهووف ونص منها مو راضي يستوعب السالفة..
شادن مو متوقعه شي زي ذا : .. انت...جاد؟؟؟
ابوها : وشفيكم كل واحد منكم يسألني اذا كنت جاد ... ايه يبه جاد موضوع مثل ذا ما ينمزح فيه ..
فهمت من كلامه هذا ..إنه قال لـ عمر قبلها : .. انت...قلت.. لـ عمر عن هالشي؟؟
ابو محمد : ايه قلت له اليوم الصبح ... أهم شي جهّزي حالك ..
ما جادلت ابوها ولا همّها تجاادله ولا حتى حاولت تطرح الأسئلة ... ما يهمها ولا شي منها ..غير شي واحد ..
رفعت يدها لصدرها ما تبي أبوها يلاحظ التغير عليها ... خ..خمس أيام؟؟...
خمس أيام ؟؟..
هي الفترة الباقية ...هي الفترة الباقية من انتظارها اللي امتدّ لأكثر من أربع سنين ..،
خمس أيام وتنتهي هالمعاناة .!
خمس أيام وينتهي هالانتـــظار كله !!!

اجتمعت الدمووع بعيونها تحت مرآى من أبوها اللي عقد حواجبه يوم شافها ..
وقال : بلاك يبه؟
شادن ضحكت وهي تدمع : ..و..عمر وش قال؟
ابتسم بحنان أبوي : أكيد موافق .. وش متوقعته بيقول وانا ابوك ..
شادن وهي تشهق : أكيييييييد؟؟
ابوها وهو عاطف عليها : ..اسأليه كان تبين..ههههه مو مصدقتني ..

رجعت شادن لغرفتها وهي بعااالم آخر وقلبها لاعب فيها لعب ..الخبر اللي سمعته ما كان سهل وكان مفاااجئ ..
ما تدري وش قال أبوها لـ عمر ..وما تدري أصلا شلون تَقرر هالموضوع فجأة ومن دون علمها ،
وإنها في غضون خمس أيام ..هـي وهـو ..
بيكمل ارتباطهم ،
مارح تخاف من شي عقبها .. مارح تخاف..!

سكرت باب الغرفة وقلبها يرررتعش من دااخل ..
والتخيلاات عن هاليوم قامت تنط في خيالها وحدة ورا الثانية ... وتجرّ معها دموع عدم تصددييق للواقع اللي تغيّر .. كانت تحس انه هاليوم بيكون بعيد..بعييييد كثييير لأن عمر صاير يتهرب من الحكي فيه ..!!
ما قدرت تستمر واقفه...زلقت عالباب وهي تجلس عالأرض وعيونها الغررقانة بـ لمعة خفيّة مستقره بنظراتها اللي تنااظر الفراااغ قدامها ..
خمس أيام ؟؟...
خمس أيام يا عمر؟؟...
ضحكت وهي تنزّل راسها لحضنها من اللي يصير فيها ألحين ..
قبل شوي كانت متوتره بالمررة من اللي صار مع عمر قبل ساعة بسبب اخو بسمة والموقف السخيف اللي انحطّت فيه..!
لكن كلام ابوها جااء عشان ينعشها ويطمّن قلبها ..
يا الله ...شعور غريب ملاها ما تقدر توصفه .. بطنها قام يلوويها !
أسندت راسها للباب وهي تناظر السقف بعيوون شاااردة وخيالاتها تاخذها وتوديها ،،
:
/
عند عمر .. اللي ما طلع من غرفته للحين..
ماسك التلفون ويحاكي عياف اللي اتصل عليه يشوف اذا مشى للشرقية .. والجوو متوتر بالمرررة بينهم !!
صرخ بكل عصبية ..لأن أعصابه متوتره بما فيه الكفاااية : ياخخخــــــي ما تفهم..قلت لك ما اقدر اطلع الشرقية الحين ، استجد شي خاص ولا أقدر إففهـم كلامي يا زفت !!
عياف بغضضب : .. ما يهمني هالشي الخاص..إنت قلت لي انك بتجي الليلة ..وحذّرتك أنا إذا ما جيت لا تلوم الا نفسك ،!
عمر بغضضب يزداااد لو يقدر الحين كان ذبحه : قلت لك كذا قبل ما يستجدّ شي أما الحين تغيّرت أشياء.. الليلة بالذات ما اقدر اجي.. ولا فيني حيل اسوق ..تعبااان يا أخي حس فيني !!!
عيااف : كأني أفهم من كلامك انك تتهرب !!
عمر وهو يغمض عيونه ويرفع راسه للسما..تنههد من قلبه من هالضغط اللي مع كل جهة : عياااف لا تستفزّني اللي فيني كافيني .. أقسم بالله ان ضغطت علي زوود لا تلوم الا نفسك..
عياف بجدية : طيب يا عمر طيب...بشوف النهاية معك !
عمر : عياف واللي يرحم أبوك.. هالساعة مافيني حيل أتهاوش معك.. اتركني بحالي يابن الناس !
عياف وطى من نبرته وحاول يجاريه : دامك مصر مارح تجي الليلة .. بعطيك مهلة لين باكر ...باكر تكون بالشرقية...فاهم ؟؟؟؟
عمر ابتسم بسخرية وهو يجلس على طرف سريره : شكراً على قلبك الكبير..
عياف : ظروفك اللي تقول عنها مانعتك ما تهمني أهم شي بكرة تكون عندي.. مارح أسمح لك تماطل..!.. وضعنا اللي احنا فيـه مو سهل ووجودك معنا مهم.. بككرة تجي سامع؟
عمر يبي يفتكّ من حنّته : يصيييييييير خير ..!!!
وسكّر الخط ورمى الجوال بعيد ورغبــة القتل تكبر داخله ..
الحقد عليه كل ماااله يكبر زود وزوووود ..ويملا صدره..
زواجه من المفترض يكون بعد خمس أيام .. وهو كل اللي يفكّر فيه الحين..كيف يخرّبه!!
يخرّب زواجه !!!!!!!؟؟
وينهي سعادته..!!!
:
:







♫ معزوفة حنين ♫ 12-02-12 04:13 PM



مرّت الساعات وجاوزت منتصـــف الليـل .. وهدأ الكوون وهدت الأصوات في بيت ابو محمد ..
من خلال نور الأبجورة الوحيدة بغرفة شادن ... التفتت بـ تعب للساعة اللي جنبها واللي كانت تشير لـ 1 إلا ربع.. ثم رجعت بنظرها للألبوم اللي على فخوذها تنتقل بين الصور المنتثره على صفحاته بعشوائية .. ألبووم صور يرجع لأكثر من 10 سنوات ..!
ألبوم ..يعتبر أغلى كنوزها وأثمنها ..!
يحتضن فيه أحلى سنين .. وأهم سنين .. وأغلى ما عطاها الله بهالدنيا ..!
"اهو" ،
مسلسل حياتها بالكامل يتمثّل بهالألبوم... وقريب بتضيف له.. ذكرى جديدة ،
بتضيف له صور زواجها !
ابتسمت وشفاتها تميل لتحت وهي مو مستوعبه كيف الموعد صار قريب كثيير،،

سكّرت الألبووم وحطته على جنب وهي تتأمل غرفتها المظلمة والزوايا من حولها بهالليل ..
خلاص بتترك وحدتها بهالغرفة .. !
بترجع تشاركه كل شي مثل ما كانوا زمان .. اشتاقت لأدق التفاصيل ذيك ..
رغم قربهم الحالي لكن فيه كثير اشياء مفقوودة .. أشياء من أيام الصغر مافيه شي بالدنيا يقدر يعوضها ..

نزلت من السرير وهي تسحب بلوفرها وتلبسه فوق بجامتها..
عجزت تنوووم مو قاادره مخــها مليان افكار وصور متزااحمه ماهي لاقيه صفاء الذهن اللي يخليها تنوم مرتااحه..
نزلت تحت واختارت تطلع برا للحوش ..واتجهت لحوض السباحة المتوسط الحجم واللي ماخذ مكان خلفي شوي ..
مرّت على ملحق عمر بطريقها والمغلق بابه ولمحت من بين العتمـة إن النور مفتوح من خلال النافذة ..
عرفت انه صاحي ما بعد نـاام .. وتنهّدت متسائلــه يا ترا حاس هو باللي تحسّه هي الحين؟؟..
مو قادر ينام مثلها؟؟؟
نفضت رغبتها بالكلام معه وهي حاسه انه للحين ماخذ موقف من اللي صار مع اخو بسمة .. لأنه من وقتها رغم طاري الزواج اللي تحدد ..ما تكلّم معها ولا حتى طلبها .. أصلا ما شافته من زعل منها !!
وصلت للمسبح القريب من غرفته وكاانت العتمة شديدة ..كل الاضااءة بهالمكان مطفيـه ورغم ان هالشي كان مووحش لكنها فضّلت هالجوو .. هدووء وظلمة المكاان ما عدا القمر المكتمل يحفّز الواحد إنه يصفّي ذهنه شوي ويهدّي من ثورة عواطفه اللي ما تذكر يووم إنها هــدت أو خذت استرااحة ..! ..
جلست عالكرسي البلاستيكي اللي موجود قريب لحافة المسبح ورفعت عينها للسما تناظر القمر والنجوم القليلة الواضحة ..
مرّت 10 دقايق بطيييئة وهي تدندن بألحاان عشوائية وراسها مرفوع للسما..
والشي اللي خلّاها تنزّل راسها هو سماعها لقفل باب غرفته ينفــتح فجأة..!
انقطعت ألحانها وهي تتسمّع لـ حسّ خطواته اللي طلعت .. ما تقدر تشوفه من مكانها بس قدرت تلقط حركته المتّجهه ناحيتها !!
سكتت تراقب الزاوية اللي جت منها يمكن يكون جاي لهالمكان بحكم إنه الأقرب لغرفته وكثير ما كان يغيّر جوْ فيه ،،
وفعلا صدق احساسها لمحت طوله وهيئته من بين العتمة وهو يظهر من الممر اللي جت معه وبيده شي منشغل فيه !
ما قدر يلاحظها بسبب الظلام .. زيادة أنه ما كان مركّز بشي حوله ..وهو مدنّق يناظر اللي بيده وخطواته البطيئة تاخذه لحافة المسبـح المقابلة ..
عقدت شادن حواجبها وهو يوقف قبالها عالحافة الأخرى ، ويطلّع شي صغير من شي ثاني بيده ويثبته بين شفاته .. وما قدرت تميّز بسبب الظلمة الغااامرة بالمكاان!
وما استوعبت هالشي اللي يوم شافت نار الولاعة الصغيرة تضيئ ملامح وجهه ،
وشهقت لا إرادياً من الصدمـة بصوت مسموع !!

يدخّــن؟؟؟
هالشهقة العالية خلّت عمر يفزّ من كتوفه لين رجوله من الصوت المفاجئ .. وطاحت السيجارة من فمه وهو يدقق بنظرااته ناحية الجسم اللي جالس مقابله تماماً بوسط هالعتمة... كيف ما لاحظ؟؟

وشادن فاتحه عيونها عالأخير وهي تشوفه جـااامد أمامها مباشرة ..
مستحييييل اللي تشوفه !!... هي تخبره ما يحبّ هالأشياء .. ولا حتى تستهويييه !!

قامت واقفه بسرعه كأنها مقروووصه من عقرب وعيونها عليه ..
عمر عرفها يوم وقّفت.. انها شادن ومو غيرها ،
وبردة فعل غريبة .. انحنى للأرض ياخذ سيجارته اللي ما طفت..ومن غير أدنى اهتمام بموقفها حطّها مرة ثانية بفمّه ،
عوّرها قلبها زوود وهي تصدّق المنظر قدامها يوم شافته ينفث كوومة دخاان تبعثرت بالهووا ...!
كررهت هالمنظظر وصدمتها هالحقيقة ولا إراااديا نطقت بوضووح ..بنبرررة مصدوومة : .. عووومــر ؟؟؟ .. وش تسوووووووي ؟؟؟

مشت بسررررعة حول المسبح اللي ماخذ شكل قوس من غير زوايا لين وصلت عنده .. وهو مو معطيها أي اعتبار حط السيجارة بفمه مرة ثانية وهو يتأمل المسبح وظلمته وما التفت لوصولها ..
شادن سوّت حركة لا شعورية وهي انها يوم وصلت جنبه ، سحبت السيجارة بكل جرأة من فمه ،
التفت عليها وعيونه مفتوحة بصدمة من حركتها الجريئة الغير متوقعه ..
شادن لما مسكت السيجارة البيضا النحيفة ملااها تقزز كبير وارتعشت يدها الثانية وكأنها مكهرربه بحركة لا إرادية ، وبسرعة رمتها وسط الموية وقلبها ووجهها مقبووض بملامح حسرة من اللي شافته ..!
قامت تتنفس وهي تناظر الموية اللي رسمت دوائر مظلمة وكأنها بذلت مجهوود وما قدرت تتحمل وهي تلمس ذاك المرض بيديها ،،
التفتت على عمر بقووة وأنفاسها عالية من كل معاني الصدمة والحسسرة .. وكان يطالعها بنظرات متوسعة وحواجب مرفوعة ..وجمووود تام!!
اختفت نظرات الصدمة...وبدّلها ببرووود الصقيع الموؤلم يوم امتصّ تأثير حركتها المندفعـه ،!
عمر : ..انتبهي تسوينها ثاني مرة !
والتفت مرة ثانية للباكيت ناوي يطلّع سيجارة ثانية ..
وشادن مسكت ذراعه قبل يطلّعه وهي شااايشه : .. مممممن متتتتى ؟؟؟؟؟
التفت عليها ويده داخل جيبه : .. مو شغلك !
شاادن بقهههر : إلا شغغغغلي إنت موووو ملك نفسك فااااهم !!

عصصب جــذب ذراعه من يديها بقووة ساحقة لدرجة إنه طيّرها بعيد وفقدت توازنها للحظة وهي عالحاافة وكانت على وشك تطيح بالمووية ..
صررخت لا شعورياً ومسكت عمرها على آخر لحظة بصعوبة...ويوم توازنت بوقوفها التفتت وهي منشلّه من الصدمة والذهوول..!
كان واقف مكانه ما رفّ له رمش أبد ..ولا تحــرّك خطوة عشان يساعدها رغم إنها كانت على وشك تطيح..
كان جااامد مثل الصنم ..ونظرراته جليديــة بحته وهااالة مخييييفة تحيط حووله حوّلت الجو الهادي الناعم اللي قبل شوي لجو آخر على النقيض تماماً ..!
بهالهيئة والحضور المخيف كل شي تبدّل ..
عرفت عمر بحالات كثير وبوضعيات مخيفة ومربكة من قبل...لكن مثل كذا ما شــافت..!!
هالمرة الجرعــة زاايدة .. والقناااع صار أسمــك !!
وجهه الجامد ونظراته اللي تخلو من أي عاطفــة قبضت قلبها وهي واقفه عالحافة بنظررات مصدوومة !!
ذاك الحلم المخيف اللي زارها قبل كم يوم.... رجع يمرّ بخاطرها...
لأن عمر ألحين ...كان يشبه عمر ذاك !

قالت برررجفة وهي تحسّه بدا يصير غررريب عنها : .. ع عمر؟...وشفيك ؟
قال بصووت جامد خااالي من العوااطف الانسانية : .. اتركيني ... ما ابي اشوفك !

وشوووو ؟!
"ما أبي أشوفك " !!!
شادن وهي تقررب بشوويش وبعثثره : .. وش فيك !.. لا تكلّمني كذا !
عمر وهو يواجه المسبح من دون ما يعطيها نظره : ابعدي عني يا شادن ..!
شادن وهي مو فاهمه وين يبي يوووصل تشوووشت بالكامل : وشفيك علمني ليش انت كذا الحين؟.. زعلان مني ؟؟
وهو يناظرها من جانب عينه ..واكتفى بهالنظرة اللي تثقب القلب وتهزّه ..
خنقتها العببرة وهي تشوفه يصدّ ..
شادن : علمني ليش انت كذا ؟؟؟؟
ما رد عليها .. وعاملها كأنها مو موجودة .. ولفّ بيمشي كم خطووة بعيد عنها ..
لكنها فاجئته بقبضتها اللي مسكت ذرااعه بكل قووة تملكها ..
التفت عليها بحاجب مرفووع..
وباشمئزااز : .. لا تلمسيني !
شادن : انت معصب من اللي صار اليووووم ؟؟.. قلت لك ما كانت مقصوودة..
ما شافت بوجهه غير ابتسامة جانبيــة .. ساخرة ..ولاذعة !
معقووولة مو مصــدقها !!
معقوووولة كذا موضوع يغيّره عليها ؟!!

مد يده الثانية وفك أصابعها النحيلة المتمسكه فيه .. وببروود : مقصودة او مو مقصودة .. اللي صار برضاك !.. وهذا المهم ..
شادن قامت تناظره بصدمة وهي تررمش !!
لا جد .. مو طبيعي ..يفكر بالموضوع بهالطريقة ..
يحكي وكأنه ما يعرفها .. !!
كمّل بسخرية وهو يناظرها من فوق لـتحت بطريقة مزدرية : الولد معجب فيك !.. واضح عليه !
صررخت بوجهه من سمعت هالكلمة اللي هزّتها واللي المفرووض ما ينطقها بالأساس : .. ما يهمممممني خلّه يعيش اعجااابه مع نفسسسه ..انا أكره هالولد ولا حتى فكرت فيه دقيقة !!!!
عمر ببروود : اللي سويتيه اليوم مو لعبة أقدر أعديها ..
شادن وهي مو فاهمه ويييين يبي يووصل : عممممر الله يخليك لا تلعب بأعصابي يكفــــي !
عمر وهو يعطيها ظهره ناوي يمشي : هذا اللي عندي... من اليوم وطالع ما أبي أشوفك ،!
شادن وصووتها ينووووح خلاص تعبت من هالشد والجذب : عمر زواجنا بعد خمس أياااام يكفي تلعب بأعصابي يكففففي ..

سكت شوي وكأن اعصابه انشدّت من هالطاااري..
وشادن لاحظت تشنّجه ذا وهي تناظر قفاااه .. ولا إراديا تحفّزت وعرفت انه بيقول شي ،
التفت عليها بشويش وابتسامة ساخرة على وجهه رسمها ببطء : ..صحيح .. كنت ابي اكلمك بهالموضوع
شادن بطنها قامت يتقلّص ويألّمـها من هالملااامح المخييفة..
عمر وهو ملتفت بنص جسمه : ما أعتقد أقدر أنفّذ اللي يبيه ابوك..

فيه شي داخلها هوووى لأعمق نقطة وهي تحاول ما تسمع باقي كلامه لأنها أدركت ان مافيه شي بيسرّهــا ،!
عمر ببحة : قولي له ان مافيه شي صار بيننا ..
شادن بـ ألم وعدم فهـم : ص صار بيننا ؟؟
عمر بوجووم : ابوك يحسب شي صار بيننا .. فهميه انه غلطان .. لأني شايل فكرة هالزواج من بالي !

سكتت خلاص مو قادره تركز بشي ..
كل هذا كثيييير عليها .. !!
وقالت وصووتها يختفـي بـ ضياع يكتنفها : ل ليش يا عمر ؟؟
ما جاوب وأنهى النقاش : أنا ماشي بكرة من هنا ...تفاهمي معه بطريقتك ..!
شادن وعيونها شااااخصـه بمنظر غريب وكأنها تسأل الدنيا حولها : ل ليش طيب ؟
عمر : تصبحين على خير ،
ومشى من قدامها ناحية غرفته .. وعيونها تراقبه والرؤيية تغيّيييم وتغيّييم لأنها استنتجت من كلامه إنه رافض اتمام الزوااج !!.. رافضها ؟؟
و...وإنـه... ماشي بكرة !!
وش يعني انه ماشي؟؟؟
ليش دايم مخاوفها تلاحقها..وتشوفها تتشكل لـ واقع ملمووس !!
ذهوول كامل مسيطر عليها...
حسّت انها تتهاوى ..تفقد توازنها ..الدنيا قامت تمييل يمين وشماال ببدايات فقدان للوعــي..
فيه شي غريب متلبّســه.. شي غريب مو قادره تفهمــه ،
هاللحظة بالذات داهمهــا شعور قووي إنه يبي يتخلّص منها بأي طررريقة !!!
خطواتها المهزوزة قامت تاخذها للخلف وهي تحاول تتواازن من هالدوار ..وتثبت بوقوفها بس كان صعب وناسيــه انها واقفه عالحافة ..!
نااادته بضعف وهي تحس إنها تفقد شعورها بالوااقع : ع عمر .. لأ !

كان عمر يمشي من غير لا يلتفت وراه عقب ما قال اللي قاله ..
لكن شي خلّاه يتصنّننم مكااانه وعيوونه تطلع من محاجرها لأنه سمع صووت سقووط شي ثقيل داخل الموية !!
بلع ريقه وهو يشدّ على عيوونه ، ما يبي يلتفت ويكون اللي في خياله صحيح !!

لكنّه تجررأ والتفت وهو عاقد حواجبه وكل اللي يهمّه إنـه يلقى شادن واقفه مكانها ..!!
لكن مكانها كااان خالي...!!
تغيّر وجهه الواجم وهوووى قلبببه للقاااع يووم أدرك وقوعها ...
وتذكّر مباشرة انها ما تعرف سبااحة !!
همس وهو يررركض : يـ المجنووووونــه ..!

:
/
بعد دقايق ..
دخل عمر غرفته وهو شايلها..وهي فاقده وعيها الكاامل وراسها مرمي على صدره وحالها مبهـذل للغاية..وكل واحد منهم ينقط بغزاارة..
كان ضامّها لصدره بخوووف طااغي طول ماهو شايلها ومشاااعره الحقيقيـة طغت عليه..
انحنى عالسرير وهو يحطّها بشويش وقلبه مووجعه عليها .. وبسرعة غطاها بالبطانية وهو يتأمل وجهها يحاول يتطمّن عليها ،
لقاها تتنفس بتساارع ...
عالأقل تتنفس !!
ابتسم بألم ممزوج برااحة ..اللحظة الفايته كانت لحظة رعــب مو طبيعية !
مد اصابعه الاثنين يبعد خصل شعرها الملتصق بوجهها ، وهو يلعن ويشتم نفسه على هالوضع اللي وصلوا له !
وعلى هالحقارة اللي قاعد يسويها !!

جلس عالأرض جنب السرير يلتقط بعض الأنفاس وهو يسند راسه على قبضة يده.. بهيئة حييرة وتفكيـر..
مجرد تلميح وكذا ردّة فعلها .!!
كان يبي يمهّد لها..
كان يبيها تتلقى الصدمة بالتدريج ..!
كان يقدر يمشي للشرقية اليوم من غير لا يقول شي وتراه فكّر فييها ..وكان على وشك يسويها !
بس بالأخير ما قدر... !!
لو يقـدر يكرّهها فيه .. لو يقدر بس..!.. حاول طول هالفترة بس دايم النتيجة الفشل ،
عطاها كل أسباب الكره وهو من جهـة عارف إنه مارح يوصل لنتيجة معها..
ببسـاطة لأنه عاارف ومدرك لحـجم المشاعر اللي كبرت ونمت على مدى سنين وعُمر كامل.. تعلّقها فيه مو تعلّق مشاعر حب فقط .. تعلّقها فيه تعلّق طفوولة بالأساس ..وكبر مع الأيام..
إن كان كذا..فما بيدّه شي غير... الانسحاب بكرة بهدووء !
:

طلع الصبــح بعد ساعات قليلة ..
واستردّت شادن وعيها بالتدرييج على صوت رنين جواال بعيييد ... فتحت رموشها ببطئ ولأول وهلـه ما تذكرت وش اللي صار أو ليش هي بغرفة عمـر ..!
تلفتت يمين وشمال وهي مكشره من ألم خفيف براسها ..
حست برطوبة ملابسها ..وبصدمة تأمّلت حالها لقت انها لابسه وحدة من جاكيتات عمر الثقيلة فوق بيجامتها المبللة ..!!
تغيّر وجهها بحييرة
ما لقت لـ عمر أثر بالغرفة بس مفاتيحه موجودة عالطاولة والمكان خاالي.. كانت تااايهه نفسيا ، وبشوويش تذكّرت بعـض مقاطع ذاك الحووااار الغريب المؤلم والصااادم !
حاولت تجلس ويوم أبعدت البطانية عنها ..اررتجفت من البررد ولمّت الجكيت حول ملااابسها..عقدت حواجبها بتعب وهي مو متذكره آخر شي صار بالتحديد ..!!
صدددداااع مزعج !!

انتبهت من بين السكون ..لـ صوت خافت !!
صووت عمر ..كان بعيد شوي ومنخفض وهو يتحدّث مع أحد ..
رفعت راسها للباب اللي كان مردوود مو مسكّر وتقدر تشوف لمحة من الحوش..بس ما تقدر تشوفه..
حاولت تتحرك من السرير وهي منهكة مررة ..اللي صار امس امتصّ قوتها بالكااامل ..
بس صووت عمر البعيد خلّاها تعقد حواجبها بتسااؤل عن الشخص اللي يتكلم معه ..وهي تتمنى ان اللي صار كان حلم من أحلامها الشاطحة !! كابوس من الكوالبيس اللي ما فكّتها !!

التفتت للساعة تبي تشوف الوقت .. كانت حول الـ 6 ..
مشت ببطء وعظاامها بالموت تشيلها .. بالفعل طاقتها مختففففيــه !!
اللي صار أمس مثل الحلم ..
كل الحواار مثل الحلم
واستررجعت كل الكلام اللي قالــه !!

وصلت للباب بخطوات بطيئة وهي ناويه تطلع ..
ومع اقترابها كل خطوة صوت عمر يزداد وضـووح ،،
كان يتكلم بنبرة هاااادية للغاية ..وقفت على العتبة لا شعوريا يوم سمعت..

عمر : " أنا بخير وصحة ...
سلّمي على عمـتي..
فترة ما كلمتها! "
انهدّ جسمها على اطار الباب بتعب وهي تستنتج من كلمة عمتي... إنه يحاكيها ..!

أما عمر فكان معطي الباب ظهره وهو مندمج بـ مـلـل بالمكالمة اللي وصلته من لحظات ،
حسّ بالحركة الخفيفة اللي وراه.. وأدرك ان شادن صحت بوقت أبكر من اللي تمناه !
وقبضه قلبه بقووة ....الحالة متلخبطة من أمس !!
وعرف إنها وواقفه قريب تسمع له !!
سكت عن الكلام لحظات وما جاوب اللي تكلمه ..
كان متشتت طول الليل ولا قدر ينام..
بالأخير .. وبتهووور أقدم على تصرف غريب وكمّل بنبرة طبيعيـة وهو قاصد ينطق اسمها : ..أنا بخير نهى ..انتوا شخباركم ؟!
شادن وهي تنتفض بوقوفها لاكتشافها انه يحاكيها بهالانفراد ..!

عمر وهو يقزّ شادن من على جنب : ان شاء الله قريب..!
حااولت تركّز بكلامه وهي تتابع أجوبته المقتضبـة من دون ما تدري ان عمر حاسّ فيها ،
عمر ابتسم ابتسامة صغيرة وهو يسمع ، ابتسامة من غير مناسبة لكن شادن انذبحت وهي تشوفها
الابتسامة خاص لها هي كيييف تكون لـ غييييرها ..!؟؟؟؟؟!
ذبحتها ذيك الابتسامة وحتى حروف اسمها كرهتهاا..
عمر : إن شاء الله أجي قريب .. ولا يهمك غالية والطلب رخيص ..
وابتسم من جديد مع ضحكة خفيفة
ومررت دقاااايق وهو مشغول بالمكالمة وشادن تتهاااوى أكثر من أمس ..
أخيرا قال : نهى بسكّر الحين .. سلمي على عمتي ..

بلعت شادن ريقها وهي تشووفه يسكّر الخط .. وتراااجعت لداخل الغرفة وهي تتهاااوى أكثر من أولـــ..!
وبهاللحظة بالذات محد متوقّع ردّة فعلها الجااية بالطريق..!!!

عمر ما دخل الغرفة جلس برراا ..وفضّل ان عينه ما تطيح عليها بهالوضع..
على حقارة اللي سواه قبل لحظة يكمّل فيها اللي سواه امس...بس هذا هو لاقي نفسه عاجز وما بيده حيلة ..
مستحقر ذاته ومستحقر اللي يسويه ألحين..!
ولا يقدر يحط عينه بعينها...
حااس بالرخص وحااس بـ تفاااهة الذات وكل ماله يغرق داخلها أكثر..ولا هو قادر ينتشل عمره أو حتى يشرح لها وضعــه الحالي..!
يتمنّى لو كان يقدر... يقدر يشرح لها ظروفه...يشـرح لها وش صار معه من يوم تركها أول مرة..!
يشرح لها المتااهة اللي مالها مخرج !!
ويتمنى لو يلجأ لها الحين في أشد أزمااتــه.. !!
محتاااج لها الحين أكثر من أي وقت ثانــي ..!
بس اللي هو فيه أكبـــر منهــا ، ..
ولا يبي يلوّث برائتها وتفكيرها النقي فيــه ،
هالشي بالذات ما يتمنى يخسـره ،،
عالأقل مو بوجوده !!
:

جلس برا وكل تفكيره يتمحور حولها .. واختفى تركيز نظراته صار يناظر الفراااغ وهو جالس على وحدة من العتبات بعيـد عن غرفتـه ..
مرّ الوقت وقرر يرجع لغرفته لأن شادن أكيد طلعت.. رغم انه مو متخيل الوضع اللي صارت عليه عقب ما سماعها لـمكالمته..
راح راجع وتلقائيا اقتحمه القلق وهو يحس إن فيه حركة مو طبيعية هناك ،، حافظ على هدوءه مع انه ما يدري وش اللي بيواجهه ..
وقبل لا يوصل للملحق بأمتار شاف الباب مفتوح ، وقف عن المشي منصدم وعيونه طلعت من مكانها من اللي يشوفه منتثـر بالأرض..
رفع عينه للباب وزادت صدمته وهو يشوف أغراضه وملابسه تطير بالهوا من فتحة الباب وصراخها وصوت شهقاتها يسمعه..

نسى نفسه وانطلق يرركض وهو مشدووه ..وقف عالعتبة ويدينه على اطار الباب وعيونه تتوسع من المنظر اللي شافه ..طارت بلوزة من بلايزه بوجهه لولا انه تحاشاها بردة فعل سرييعة وطارت برا ..
نقل عيونه من الأغراض المبعثره بفوووضى مو طبيعية لـ شادن اللي قربت منه ويدينها مليانه من ملابسه المعطره بعطره الحلوو وحالها الأليم ما ينوصف.. رمتها عند رجوله وهي تجهشش بألم يلعب بقلبها من غير رحمة : خذ اغراضك واطلع من هنااااا.. ما عاد أبي اشوفك عمر ما عاد أبي اشوفك ,,,رح شوف حياتك بعيد إنت ما عاد تعرفــني..!!
ناظر بالملابس تحت رجله ثم ناظرها بصمت ودموعها تهلّ..نظراتها تلومه وتطلب أجوبة صريحة غير موجوودة..
استدارت بسرعة وراحت تشيل الباقي.. وجت له وهي تشهق بشكل متواصل اللي يخلي كتوفها تهتز كانت مو في وعيها أبد.. لزقت فيه باندفاع وهي تدف ملابسه لـصدره بقوة.. ثم دفعتـه من كتوفه اللي خلاه يرجع لورا اربع خطوات وهو يطالعها بصمت .. بصدمة عيّت لا تختفي..
ما يبي ردة هالفعل العنيييفة...ما يبي يشوووفها كذا أبد ،،

شادن وهي تشهق على عتبة الباب وشفايفها ترتجف كنها بعز الشتا : ليش رجعت أصـ..لاً ؟؟ ليش رجعت دامك مصر تهدم وتنسف اللي باقي في قلبي ولا ما كفاك اللي قلته وسويته فيني للحين ..؟؟
سكت وطاحت الملابس من يده بهدوء وهو يشوف الانكسار الهايل بعيونها..
توتّر وهو يرفع يده وفرك عيونه يحاااول يضبط أعصابه ... وعوااطفه !

صرخت بوجهه يوم شافت سكوووته المشكلة انها ما تدري وش قاعد يفكر والصمت هذا بيذبحهاااا : لييييش واقف قدامي مثل الصنم.. مابيك ياخي مابيك اطلع من البيت هذا واطلع من حياتي اللي ما عاد صارت ملكي ولا أظني يوم بملكها اذا انت فيها..
قالت كذا من جهة وجلست عالأرض من جهة ثانية تكمل صياحها ودموعها بانهيار .. تحرّك الصنم على قولها ومشى خطوتين لها .. انحنى بيمسك ذراعها عشان يقوّمها لكنها نفضت ذراعها ما أمداه يلمسها : اتتتتتتتتتتتتتركني ..اطــلع من حياتي اطلع من ايامي.. انا حتى النوم ماعاد أعرف أنــام والسبب انت......
ونزلت راسها للأرض تشهق بصوت عالي وبألم تحسه يجرّح صدرها من حدّته
قال بهدوء وهو خايف عليها : شادن هدّي حالك الحين

ليته ما ينطق اسمها .. اسمها بلسانه كفيل لحاله يشعل باقي النيران بقلبها اللي باقي ما اشتعلت وهي مو ناقصة زيادة اشتعال ،
صـرخت من أعماقها وهي تسجد عالأرض : لا تنطق بإسممممممممي ارحمني

قامت واقفة ودخلت الملحق بسرعة بعد ما هدت بشكل مفاجئ وسريع تكمل اللي بدته .. فتحت الأدراج بتطلّع الباقي من اغراضه وهي موو حاسّه بعمرها كانت تعيش ردّة فعل عنيييفة.. ويمكن بعض اللي تسويه وتقوله مو طالع من قلبها ..كانت تتصرف بدون وعي ،
دخل وهو يرفع يده لها ويقول بذات الهدوء : شادن خلي اللي في يدينك الحين وخلينا نتكلم
صررخت بتهديـد غررريب وصوتها مخنوق : لا تنطق باسمي قلت..
سحب هوا عميييق لداخل صدره وهو يشوفها معطيته ظهرها ما تبي تلف وتطالعه ..فلتت أعصابــه الثااايرة منه واستدار للباب يسدد له ركلــة مزمجرررة غااضبة حطّ فيها كل هيجااانه اللي انفجر !

ارتجفت شادن من خبطة الباب المدويـّة واللي احتمال سمعها كل البيت.. واستدارت ودموعها تنزل على بالها طلع...شافته للحين واقف على بعد ثلاث خطوات منها... تحرك فجأة بخطواته الثابته والبطيئة لها ..صرخت ما تبييييييييييه ببكى متواصل : اطلــع من هنا .. إنت مو ناوي ترحمني ..مو ناوي على خير قلت لك ارحم وحدة ما تشوف غيرك.. لا تسوي فيني اللي تسويه
قال وهو يقرب : لمتى عايشه على هالحلم يا شادن...؟
بكت زود من كلامه ومن اقترابه .. ومن غير شعور طاحت يدها على كرتون كلينكس وراها ورجمته عليه وهي تصرخ بهستيريـا : الحلم هذا إنت اللي كبرته أنا مالي ذنب ابعد عني.. أنا مالي ذنب عشان أتعذب إنت اللي عيشتني بهالحلم والـ..ـله
ضرب الكرتون بوجهه ووقف مكانه وهو مغمض يسيطر على كل عصب باقي فيه... عض على شفايفه وفتح عيونه ،.. شافها جايه له مثل الصاروخ مسكت ياقته من غير هوادة وهزّته من دون ما يبدي أي تفاعل..
وبصوت مرتجــف : اذا كان اللي سوّيته لك مو كافي عشان تحبني مثل أحبك كان المفروض تقول عشان أتراجع وما أوصل للحد اللي انا فيه.. انت واحد خاين كذاب اربع سنين عيّشتني بوهم اربع سنين يا عمر ضاعت من عمري وانا انتظر عشان واحد كان مثل السراب بحياتي.. واحد ابتعد عني بـوعد انه يرجع .. ابتعد عني وقطع كل صلة تربط بيني وبينه لا تلفونات لا رسايل لا أخبار.. كان المفروض أفهم من البداية انها رسالة منك عشان ابتعد من غير ما أغرّق عمري.......
سكتت من موجة الهيجان اللي غمرتها وهي تبلع ريقها اللي اختلط بالدموع المالحة واللي خلا وجهها يلمع مع انعكاس النور..
وأصابعها الماسكة قميصه ترتعش وهو لا جواااب.. تناظره تبيه يرد لكنه ساكت وهو مغمض عيونه وكنه يحاول يبلع كل الكلام اللي قالته.. وما تدري انه يقاااوم براكين تفجّرت داخله ومحد يعرف عواقبها!!
هزّته من جديد وهي تشهق بقسسوة مدوية : انت ليش كذا ليش ما تحسّ وش اللي قسّاااك ... ولا الكذب والخيانة صارت من أطباعك اللي ما تقدر تستغني عنها ..!! هااااااااااا

ما كمّلت هالكلام إلا مسكها من ذارعينها بأصابعه القوية ولفّها ودفعها للجدار بقوة وهو ماسكها ناسي إن هالحركة ممكن تحطّم ظهرها او شعورها المرهف
تأوهت من ألم الضربة ومن ألم مسكته ، رفعت نظرها له ودموعها تزيد اندفاع والصدمة الثالثة إن النار والعصبية كانت تشتعل بضراوة في عيونه.. قال وكل اللي قالته كان سبب انه يفقد نفسه وأعصابه والأهم هـدوءه : وش تبيني أقولك.. إيــه أنــا واحد خاين وكذاب وقليل تربيـة واللي تبين سمّيني ..انا معاد يهمني فهمتي معاد يهمني .. أنا ما كنت أبي ارد على تلفوناتك ورسايلك عشان تفهمين اللي أبيه وتفهمين ان رجوع لك ما عاد أبي ارجع.. انا صارت لي حياة جديدة هناك والأحسن لك تنسين واحد اسمه عمر وتنسين ملامحي وكل شي يخصني حتى ذكرياتنا سوى امحيها من بالك مثل ما محيتها أنا من بالي ..
سكت وأصابعه تزيد ضغط على ذراعينها وهي تناظره بذهوول اكتسح ملامحها وكل شي فيها جامد مافيه حياة..عيونها ما عاد ترمش ثابته على نقطة عيونه السودا حتى أنفاسها تهيأ لعمر انها توقّفت .. عمر قتلها ذبحها من لحظة وكل حرف كان مثل طعنة ألف خنجر وسكين..

شاف الجمود بعيونها وكمّل وهو يزيد ضغط بأصابعه .. وصوته اعتلاه الهدوء لحد الهممـس : فهمتي ليه انا طوّلت وابتعدت....؟؟
لقت صوتها أخيرا وعيونها الدامعة بعيونه الحادة : ...عمر...!
هذا الشي الوحيد اللي قدرت تقوله "اسمه" ! كانت تترجاه يسكت وما يكمل ..
عمر بهمس ووجهه الرجولي قريب من ووجهها : ..ليه ما تنسين اسمي من اليوم وطالع ؟
مال فمها لتحت بتعب وألم ، كيف يسترجي ويطلب منها هالطلب وهو عارف وش قد هو بحياتها ..
هو حيــاااتها ،!
وبصوت متقطع : اذا نس..يت شلون بع..يش ..انا..
هزها بقوة وهو يخفي تأثـّـره : انسيه قلت لك انسيييييييه ،.. أنا كوّنت لي حياة جديدة تختلف عن حياتنا هنا وحياتك خصوصا.. افهمي !

نزلت دموعها والألم والغيييرة القاتلة بقلبها ..
وقالت من غير شعور : نهى هي حياتك الجديدة واللي ما عادك قادر تبعد عنها ..؟
هــدأ ..وسكت لحظات وعيونه ما نزلت عن عيونها تنتقل بينها بسرعه..
هالمرة نفضت يدينه عنها ودفته من صدره وهي تصيح بشكل ما صار لها بحياتها والهدوء اللي تتسم فيه كله اختفى : تكلم اعترف وش باقي ما قلت وش باقي موت ما ذقته انا ..!!؟؟؟

عض على لسانه وهو مغمض عيونه.. يحااارب تبعثره الداخلي ، ويحارب صعوبة الموقف هذا ! .. صعب صعب للغاية !!
فتح عيونه ..وقال بهدووووء : هذي الحقيقة.. حياتي كلها صارت هناك ما عاد لي أي شي هنا.. نهى حياتي الجديدة وحلو انك عارفه..

قالت وهي تحس الاكسجين بدا يختفي من حولها : ل..ليه .. ليه يا عمر متخيّل إنت شلون بعيش الحين..

اقترب منها ومسكها من جديد ..وهزّها وهو يقول بحـزم وقوة وعصبييية واضحة : بتعيشين يا شادن مثل ما عشتي اربع سنين من غيري بتعيشين الباقي من عمرك من غيري ..أعرفك قوية
شادن ببكي وألم ليييش ما يفهمها : أي قوة تتكلم عنها شايفني قدامك الحين قوية يعني !! كيف أهون عليك يا عمر كيف أهووون قولي كيف ..انت ما تدري إن الاربع سنين كانت جحيم..........

هزها بقوووة يقاطعها بعصبية ما يبي يبين أي تأثير عليه ..وعشان يحط حـد لهالموضوع اللي أتعبـه واستنزف منه حدود نفسية محد يقدر يتحملها : خلااااااااااص لمتى انا وياك على هالحال ..يكفــــي..!!!.. روحي بطريق وانا بطريق ..

نفض يدينه عنها بقوة خلاها تهتز بوقفتها.. وتحرك للباب بخطوات سريعة وواسعة والعصبية الهاااايجة مسيطرة عليه .. فتح الباب وضربــه من ورااااه .. وهي من بعده انهدت على الجدار من وراها وزلقت عليه لين جلست عالأرض تبكي الكابوس اللي عاشته والألم اللي ينزف داخلها .. دفنت وجهها بالأرض وسط بلوزه من بلايزه المشبعة بعطره وغسلتها بدموعها الغزيرة وشهقاتها العالية اللي تكتم على أنفاسها ..
شهقت وشهقت وشهقت.. واستسلمت لرعشات جسمها وارتجافاتها اللي هزت كل بدنها..
حطّمها وأنهاها.. ما بقى فيها عصب احساس صاحي..
:
/



♫ معزوفة حنين ♫ 12-02-12 04:14 PM



على وقت الفطوور ..نزل خالد من فووق عقب ما أخذ نوومه طوويلة ..وانضم لأمه واخته بيان على السفرة ..
أمه من شافت شكله وعيوونه المنفوخه بزيادة : لا إله إلا الله... نومتك طوّلت عن العاادة !
ابتسم وهو يمر من خلف بيان وهي تاكل ويده تحوس شعرها الناعم ..وسحب كرسيه وجلس جنبها : لأني كنت مرهق زود عن العادة !
أمه : والحين شخبارك؟؟.. مناوبتك امس كانت ثقيلة شكلها ؟!
خالد وهو يصب له كوفي : ..نوعا ما ،
لفّت بيان عليه بوناسة وانشرااح : خااالد كلمت سحر عن الروضة ..
رفع راسه بسرعة ثم التفت لأمه بانتباه : ..سحر دقّت ؟.. (وهو يغضّن حواجبه) : ..بدري عليها ! كان انتظرت اسبوع بعد ..!
أمه : تقول كانت فاقده جوالها يومين وتوّها تلقااه..
خالد بعصبية خفيفة : وشخبارها ؟
أمه : تقول بخير... بس ما عجبني صوتها ..
خالد : وش فيها بعد ؟
أمه : استنكرت صوتها ..كنّها مريضة بس تقول مافيها شي.. اهم شي تطمنت عليها ..
خالد : زيين ..قلتي لها تكلمني ؟
أمه : ايه ..
من غير ما ينتظر اكثر .. طلع جواله ودق عليها ..
لكنه ما لقى رد .. وتنررفز : .. تستهبل بنتك يمه !
امه تهديه : لا تقلق حالك تونا بدري اكيد نايمه ما بعد صحت ..
رمى الجوال جنبه ورفع كوب قهوته ... ويوم انتهى فطور وجا بيقوم : عندك رقم الفيلا بموسكو يمه؟
وهي تعقد حواجبها : والله موب عندي حاليا... بس اظن انه موجود بمكتب ابوك فوق ... بروح ادوره كان تبيه
خالد : ابيه بشوف النهاية مع بنتك ..
ابتسمت يوم شافت حرصته الزايده : شفيك مهتم على اختك كذا ؟
قام واقف من غير لا يقول لها السبب ..وقال وهو يتحرك : انا طالع ابدل وبمشي
امه : الله يحفظك ..

ترك الطاولة وطلع فوق ..وأول ما دخل غرفته رن جواله بجيبه بسرعة طلعه ولقاها سحر...
كتم غيييضه ..ورد : ..ما شاء الله !
ردت بكسل : هلا خالد !
بغييض : لا جد كان سفهتيني بعد !
سحر وهي تسحب جسمها من السرير عشان تقعد : توني صحيت الحين ..حتى ما تركت السرير ..
خالد وهو يوقف بنص الغرفة وسلّط كل اهتمامه عليها : اخبارك؟..تشكين من شي ؟
سحر : بخير مافيني شي
خالد : امي تقول كلمتك امس وصوتك متغير عليها ..
سحر انقبض وجهها مو ناقصه احد يذكرها...بس كمّلت بهدووء : .. ما كان فيني شي.. لا تخاف
خالد : اخبار النفسية معاك ؟
سكتت شوي ... وخالد انتبه لهالصمت القصير
ثم قالت : .. بنرجع لهالتحقيق؟
خالد بحاجب مرفوع : .. وليش تحسستي من هالموضوع ؟ ..سؤالي كان بسيط..نفسيتك شخبارها هناك؟
سحر وهي تسحب شعرها المشعث ورا اذنها : بخيير كم مرة بقوولها ..
خالد وقف قدام المرايه...وبتهديد : .. تدرين لو عرفت انك تكذبين وانه صاير لك شي ما تبين تقولينه...لا تلومين الا نفسك !
سكتت من نبرته الغريبة..ما كان رايق كالعادة فيه شي بنبرته مشدود : .. خير خالد وش هالنرفزة ؟
خالد : لا تغيرين الموضوع ..
سحر : ما غيرت الموضوع انت جد شكلك من طبيعي واضح معصب ..
خالد : منك !
سحر : وش دخلني !!!!
خالد : لأني عارف تكذبين ..
سحر : اللهم طولك يا روح .. خالد متصل عشان تعيد الاسطوانة ؟
بدا يتيقّن صدق انها مو حاسه بنفسها...وتيقّن للمرة المية إن سحر ما تدري إنها تعاني صدمة..
مثل ما قال جمال بالضبط .. المريض ما يعرف وش علّته !!

هدّا من نرفزته شوي وبدا يسألها عن أخبارها وهي تجاوب...تلاشى قلقه ومع الوقت راق مزااجه..وخذت المكالمة من وقته..
خالد : اوكي بسكر الحين..تأخرت بطلع على دوامي.. ..اذا شكيتي شي كلميني !
بكسل نووم وهي تنسدح مرة ثانية : ان شاء الله ..
سكر منها وبسرعة بدل ملابسه وطلع من الغرفة..

قبل ينزل شاف امه طالعه من مكتب ابوه...وبيدها ورقة صغيرة : خالد لقيت لك رقم الفيلا بموسكو كان تبيه !
خالد : توني مكلم سحر...بس مو مشكلة عطيني اياه اكيد بحتاجه ..
اخذ الورقة ودعسها بجيبه وهو ينزل مستعجل...
/

في بيت ابو محمد ..
مشاعل واقفه قبال المرايا تعدل ازرار قميصها ..تستعد للخروج للمعهد ..
انتهت تضبيط حالها وشافت ساعتها لقت انها على وشك تتأخر.. ررركض لملفها ودفترها ودعستهم جوا الشنطة وخطفت العباية وعلى بررا على طوول ..
نزلت تحت لقت امها وابوها لحالهم سلمت عليهم عالماشي ..
ابوهاا : شاادن اختك مووو رايحه ؟؟
مشاعل بعجلة : ما اظن الظاهر ما عندها ..انا متأخرة اسألوها اذا بتروح عشان اقول للسواق يرجع لها

وبسررعة طلعت برا وركبت مع السواق الشايب الجديد اللي جابه ابوها..وحمدت ربها انه قد اشتغل بالرياض لفترة وعارف شوارعها لأنها فاشله بوصف الشوارع ..
علّمته عن المكان وهو تكفّل بالباقي ..وطول الطريق اشغلت نفسها زي العادة بقراءة المحاضرات اللي اخذتها امس وتتحاول تتغلب على صعوبة بعض الكلمات والمصطلحات..
وقفت السيارة عند أول اشارة حمراء قابلتهم.. وعفويا ناظرت الساعة وهي تتأفف بضييق نومها طوّل اليووم وشكلها متأخرة متأخرة !!
التفتت للسيارة اللي واقفه جنبها بشكل عفووي وهي تزفر بملل...وكانت بترجع لدفترها لولا انها رجعت تنااظر في اللي جالس بذيك السيارة بانتباااه مشدود !!
خالد!!..
توّه طالع للدوام !!
ما استغربت شوفته لأن بيت عمها قريب من هالمنطقة ..وشكل خالد متأخر مثلها !!
ابتسمت بسخرية وهي تشوفه يدق على الدركسوون بأصابعه بحااالة استعجال وانتظار للنور الأخضر !
خيير متأخر اليوم وش عنده مو من عاداته ...تخبره يقدّس شي اسمه الوقت !
لاحظت انه استقبل مكالمة على جواله...
رد وهو يبتسم..وفجأة ضحك .. وصار يسولف بروواق وكأنه نسى انتظااره هالدقاايق ..

طييب طييب يا خالد هالرواق بعرف انا شلون اخليك تحلم فيه ..
عايش انت بالراحة ولا تدرري باللي خليتني أدخّل نفسي فيييه ...
صدّت عنه ما تبي تشوفه وهو يضحك بهالعفووية الحلووة ..عشان ما تتأثر ولا يهتز شي داخل قلبها...
تحتاااج تمارين تقوية لهالقلب خلال هالفترة..لأن الحرب اللي ما بعد بدت ..يحتاج لها قلب قووي ..
كلها كم شهرر وبتبدا الحرب الحقيقية ومن الحين هي عارفه وش الهدف اللي تبيه توصله... عرشك العالي يا خالد... بعلّمك شلون أقدر اوصل له ومو انت الوحيد اللي تقدر تستفرد فيييه..

رجعت تناظره لقت انه لازال يضحك وشكل اللي يسولف معه ماهر في اضحااكه لان خالد من دقيقة ما سكت..
التفت عليها بعفوية وهو يضحك وطاحت عينه عليها ..فزّزت ...وهالالتفاته خلّتها تشك إنه عرفها لكّنه صد عنها بذات العفوية وعرفت انه ما جاااب خبرها ..!!
عفطت شنطتها من هالاحساس اللي مو راضي يخليييها...ليش تتمنى انه يحس انها قريبة الحين..!! ليش تبيه يلاحظ !!
مشاااعل أجّلي هالأحاسيس لبعديين...
مو وقتهااا !!
لا يشتتك شي عن اللي تبينه !

شافته يسكّر المكالمة والابتسامة العفوية على ثغره ..
التفت عليها بعفوية جديدة وهو يدخل جواله بجيبه ..وهالنظرة المباغتة منه خلّتها تصد بسررعة وتناظر بدفترها ..
لكن هالمرة ..حسّت ان نظرااته ناحيتها طووّلت بزيادة..
ما تدري وش يفكر فييه !
مستحيل يكون عرفها ..
سرقت نظرة جانبية ناحيته..ولمحته يناظر سيارتها وعقدة بين حوااجبه ..
اللي قطع عليه تأملاته ان الاشارة فتحت خضررا وتحركت السيارة فيها باتجاه معاكس عن خالد ...
ما فهمت سر نظرات خالد ذيك..بس بعد لحظات أدركت ان خالد شكّ بالسيارة إنها لـ عمه وهالشي اللي خلاه يناظر بذيك النظرة... وصدقت بظنّها !!

وصلت للمعهد أخيرا ومشاعرها من شوفته رجعت تثووور..
تحتاااج فترة عشان يخف تأثير كلماته ذيك..تحتاج فترة عشان تسيطر على هالثوورة داخلها..
دخلت بسررعة عشان تلحق عالمحاضرة ..

بعد ساعتين طلعت هي والبنت اللي تعرفت عليها بأول يوم وكانت بمثابة حبل انقاذ لأنها كانت تحتاج للي يثبت رجولها بهالمجال الجديد واللي ما كانت تفهم فيه أي شي...
سمعتها تقول : مشاعل نروح الكافتيريا؟..ودي بكوفي..
مشاعل : يلله ..
راحوا الكافتيريا وطلبوا لهم اثنين كووفي..هاللحظة حست رنا بشرود مشاعل وهي واقفه تنتظر الطلب..
رنا : ..كنت بسألك اول ما دخلتي المحاضرة..حسيتك مو طبيعية !
مشاعل انتبهت : هااا...مو شي...
رنا : كان المود منعفس واضح عليك..
مشاعل وهي تتذكر خاالد وشكله اللي شافته عليه اليوم : .. شفت شي اليوم وتضايقت !!
رنا باهتمام وهي تمد لها الكوفي : .. وش شفتي !؟
مشاعل تنااست وهي تمشي معها لأحد الطاولات : مو شي مهم !

جلسوا وعلى طول رنا التفتت لها باهتمااام : حسيتك مو فاهمه المحاضرة اليوم؟..كأنك مضيعة الهدف هههه
ابتسمت مشاعل لأنها لازالت بالبداية وللحين تعاني صعووبات بالفهم : ..شووي ضعت .. مستعدة تعيدين الشرح كالعااادة هههههه؟
رنا برحابة صدر : طبببعا...لو تبين ..
مشاعل بامتنااان :..والله انك حبل انقاذ جد هههههه..وطفشتك معي..
رنا وهي تقرب جنبهابالكرسي وتفتح القلم بحماس : أحب اشررررح...لأن حتى انا استوعب اكثرر مع شرحي..
مشاعل وهي تقبص خدها بدفاااشة : يا شيخة والله انك كنززز لا يقدر بثثثثمن..
رنا : هههههههههه ..اسمعي ..اول شي افهمي هذي المصطلحات ...

وبدت تشرح لها المحاضرة من أول وجديد بطريقة مُبسطة وترجمة لبعض المصطلحات...ومشاعل مركزه معها بقووة ..
سيناريو متكرر أي صعوبة تواجه مشاعل بأي محاضرة تلقى رنا ترجع تشرح لها النقاط الضرورية من أول وجديد..وهالطريقة نفعتها لأنها بدت تحس ان قدراتها العقلية في تطوور ، فهمها وادراكها تحسنواا كثييير...ولسا الجاي أحسن..
ورنا فعلا كانت نعم الزميلة الخدوومة ..والشخص المناسب اللي ظهر لـ مشاعل بالوقت المناسب ..!
:
/

في بيت أبو محمد ..

قامت ام محمد من عند زوجها عشان تروح تشوف بنتها شادن اللي ما نزلت عليهم ولا طلّت على هالصبح ..
راحت لغرفتها وكان مغلق بالمفتااح ..دقت الباب وهي تناديها ..
مرة ومرتين وثلاث..من دون رد..
قلقت عليها والمرة الرابعة ردّت شادن بصووت غرييب وبعييد ..
أم محمد : شفيك ما قمتي؟..ما عندك دوام اليوم؟؟
شادن بصوت مكتوم : ..لا !..خلوني..
قلقت عليها : مريضة يمه ؟
شادن : لا..!.. خلوني ما عندي شي اليوم ..
تركتها أمها ونزلت تحت عند زوجها ..اللي رفع راسه عن فنجاله وجريدته : ما قامت؟ ..قولي لها تصحى وتجهز عمرها ما باقي غير اربع ايام...
ام محمد : خلها تنام شوي صوتها ما عجبني ..
ابو محمد : شفيها اسم الله عليها..
ام محمد : مدري كنها مريضة ..
ابتسم بحنية ورجع يقرا بجريدته.. نادى عالخدامة اللي جت بسرعة وآمرها تروح تنادي عمر من غرفته وهو ناوي يكلمه بتجهيزات هالزواج..،
بعد دقيقتين رجعت الخدامة : بابا أومر مافي موجود..
رفع راسه : دقيتي عليه الباب ؟
الخدامة : هذا باب قفل موفتاح وشباك ظلام .. انا يدق باب مافي صووت ..
ابو محمد : ما شفتيه وانتي تنظفين الحوش ؟؟
الخدامة : لا انا ينظف حوش ساعة 7 مافي شوف ..

رجعت للمطبخ وهو التفت للتلفون بيدق عليه ..
ام محمد : يمكن يكون نايم..
ابو محمد : بدق اشوف..
اتصل على رقمه ..وجلس الخط يدق لدقيقة كاملة من غير ما يحصل أيّ رد..
جرّب مرة ثانية ونفس النتيجة ..
ام محمد وهي تصب له فنجال : ما يرد؟
نزل التلفون : لو انه نايم كان صحى .. الله يهديه وين طالع من صباح الله ؟؟
ام محمد : تونا بدري تلقاه طالع يقضي له شغله ..

رجع لقهوته ومر الوقت... وخلال سوالفهم رن تلفون البيت ..
رفع ابو محمد الساعة ...وابتسم أول ما سمع الصووت : وعليكم السلااام يالغاااطس..
ضحك بندر : ههههههههههه شخباركم
ابوه : بخير.. بشرني عنك ..
بندر : ماشي الحال وانتوا ؟
ابوه : الحمدلله كيف جدة ؟
بندر : والله حلوة والجوو منعش ..
ابوه : الساعة 10 الحين وش تسوي على هالصبح؟
بندر : ابد ..الحين نازلين من الفندق عندنا تمارين..
ابوه : انتبه لعمرك وشد حيلك..
ابتسم : ااابشر ... امي عندك ؟
ابوه : ايه خذها تبيك..
عطاها السماعة وردت وهي تسأله عن اخباره وصحته.. ياكل ما ياكل..ينام ما ينام...وعقب ما تطمنت عليه..
بندر : البنات شخبارهم ..؟...(بحنق) مير نسوني مرة وحدة محد دق علي فيهم من يوم رحت ..
ابتسمت : كل وحدة مشغولة بعمرها الحين محد يمك..
ضحك : أفااااا... الاشعاعية وينها؟
امه : بالمعهد الحين .. شادة حيلها دوم ان شاء الله كذا ..
بندر : ههههه زيييين .. وشادن ؟
امه : شادن تتجهز لزواجها خلاص مو يم أحد..
بندر باهتمااام : الزواج؟...خلاص يعني تحدد ؟؟؟؟
امه : ايه الخميس الجاي .. اربع ايام الله يتمم
بندر بصدمة : اوففف...قرريب...!
امه وهي تناظر زوجها بطرف عينها : والله قرار ابوك لحاله ..
بندر : ليش العجلة انتظروني لين ارجع طيب..
امه : الزواج بيكون عائلي وابوك مصرّ يكون خلال هالفترة ..اذا تقدر ترجع الخميس تعال..
بندر عفط وجهه : مستحييل تونا بدينا المعسكر ..صعبة ..
امه : عالعمووم ما يضر دق على اختك الخميس وبارك لها ..يكفي هي بتفهمك..
بندر : الله يتمم على خير... اجل سلميني عالبنات مضطر اسكر الحين ..
امه : بحفظ الله ..
::

مرّ ثلاث أيام ..
صحت سحر الصباح من بدري ..وطلعت من غرفتها وهي تتمغط بكسسل ..قررت تنزل تشوف أبوها لأن صوفيا قالت لها انه صحى وبيطلع بدري مثل العادة ،
نزلت وقبل تروح المطبخ تجيب لها عصير اتجهت للصالة وهي تفرك عيونها الكسلاانه ..
دخلت بصوت مبحووح من غير لا تركّز باللي كان واقف : .. صباح الخير ..!

كان لحالـه وأبوها مو موجود ،، طاحت عيونها على قفاه فجأة ومـا كانت مستعدة تواجهه !
التفت تركي اللي كان واقف عند الشباك الجانبي بصمت وهو شايل كوب قهوته يوم سمع صوتها ..
سحر وقّفت بـ صدمة وعينها تلتقي بعيونه.. كونها كانت تتجنّبــه الأيام اللي راحت ..وشووفته ذي خلّتها تتذكر اللي صار مباشرة !!
تركي ابتسم بهدوء ورواق : ..صباح النور ...
بلعت ريييقها والتفاصيل ترجع لذهنها..ما عرفت وش تسوي وش تقووول ..وش تعلّق...
وما تعرف هو وش يفكّر فيه الحين ..
مافيها حيييل تواجهه ...وهي تشوفه رغم ابتسامته الحلوة عارف بكثير اشياء عنها ..
تراجعت خطوة لـ ورا ببطء...وبعفوية وربششة انحاااشت لـ برا الصاالة ناحية المطبـخ .. بطريقة رسمت الدهشة على وجه تركي ..!!
ردّة فعلها ..!!
لون وجهها اللي تغيّر ...
عرف ان اللي صار قبل كم يوم للحين مأثر عليها ..!

دار بجسمه للنافذة مرة ثانية ويده الحرّة داخل جيبه الجينز .. رفع الكوب اللي يطلق الأبخرة لفمه ونظراته العسلية للمنظر الأخضر برا ..
وفكره يرجع للي صار قبل ثلاث ايام ...
مايعرف وش صار لها من عقبها ... ما شافها وكأنها فعلا كانت تهرب ..!!
هالموقف اللي هي أخذته ناحيتك مارح يكون مريح... لكم اثنينكم !!
بس ما قدر غير ..يبتسـم بعفوية على ردة فعلها قبل لحظـة ..
:

اقتحمت سحر المطبخ الخاالي وقلبها يددق باررتباك من لقائها فيه كذا..
وش فيها مو قادره تحط عينها بعينه !!!
ليش اصلا تهرب منه ؟!! وهي تدري انه كاشفها ..!

مشت للثلااجة وهي معصبة من نفسها .. فتحتها بعننف بغت تكسر الباب .. وطلّعت علبة العصير الجديدة اللي شرتها صوفيا أمس وصبت لها بكووب وهي تحاول تهدي من أعصابها ..
مارح تقدر تروح الصالة وهي للحين مو قادره تطلع من آثار الموقف قبل يومين ..
من تشوفه ترجع لها ذيك النفضة اللي سبّبها لها بسبب كلامه القاسي والصرييييح ،، رغم إنه اعتـذر.. واعتذر من قلب !!
جلست عالكرسي هناك وهي تهوجس .. وقشعريرة صغيرة تمر بظهرها ... جزء من الموقف بينهم كان غريب ..!!
انقلابه ذاك من العصبية للهـدوووء كااان جداً غريب...!! .. لُطفـه المفاااجئ كان مو معقول .. ما قدرت تستحمله ذاك الوقت وبكت أكثر وهي تحاول تجمع بقايا كبريائها..!!
نفضت راسها بسرعة واللي بيشوفها بيقول مجنوونة ..!!
حطّت الكاس عالطاولة ورفعت اصابعها لفمها بتوتر وهوااجيييس...وش بيصير لو قال لأبوها ..؟!
معقولة ممكن يقووله كل شي !!
حاسه نفسها كأنها بلا سواااتر .. كأن كل متشبثة فيه عشان يسترها ويقوّيها انسحب منها واختفى والسبب هو ..!
مارح يقوله !!
واضح انه مو من النوع اللي يحب يكشف أسرار أحد ..!
أو هذا اللي هي تتمنّاه ... يحفظ سرّها !! ويكون أمين بالشكل اللي تتمنّاه ..،!
بس وش بيصير لو استنذل وقرر يقوله ؟!!..
ما تقدر تتوقع أفعاله ...!!
وهالشي أرررربكها وهي تتخيل ابوها يدري عن سبب حالتها الغريبة ذي ..!!
:

بالصالة ..
انحنى تركي عالطاولة وهو يحط كوبه عقب ما انتهى .. والتفت عقبها لحقيبة ظهره الموجودة على الصوفا بياخذها..
على دخول ابو خالد اللي تركه دقايق عشان ينهي بعض أموره بمكتبـه بالدور الثاني ،
ابو خالد : طالع ؟؟
تركي وهو يلبس جكيته البني بخفّة : ايه.. مابي أتأخر.. عندي ورشة عمل اليوم مدّتها 3 ساعات ،
ابتسم ابو خالد وهو ياخذ فنجاله ويجلس عالصوفا : ..براحتك أجل ،
رفع الحقيبة لكتفه مثل العادة : .. أشوفك بكرا ..مارح أقول الليلة ههههه..
ابو خالد بابتسامة : ههههه لا تعاير تراك بنعمة ..
تركي ضحك ومشى عنّه ...تجاوز القوس اللي يودي لـ صالة الاستقبال الصغيرة .. مد يده للباب بيفتحه بنفس اللحظة اللي انحرفت عينه لا إرادياً ناحية الحركة اللي جايه من اليسار من جهة المطبخ ... التفت وهو ماسك الباب وشافها طالعه من الممر اللي جنب الدرج وبيدها كاس عصير برتقاال وهي تتمتم على عمرها وتناظر طريقها ..!

حسّت سحر بوقوف أحد عند الباب وهي تهوجس...رفعت راسها عفوياً وطاحت عينها بعينـه للمرة الثانية ، وشافت بنظرته ابتساامة ولطاافة ..ارتعش الكاس بديها وبغى يزلق ويتكسّرر ولقفته بيدها الثااانية بسررعة بحركة سريعة وهي تكتم صرختها اللي طلع نصّها مكتوم ..!!
كل شي فيه يقوول إنه عااارف ..!!..كاشفهااا ...حتى ابتسااامته ولطافته هذي.. استكمااال لاعتذاااره !!
شافته يترك الباب ..ويتقدم لها بعد ما رمى نظـرة لـ داخل الصالة يتأكد ان ابو خالد منشغل عنهم... وبسرعة سحبت الشال من ورا رقبتها لفوق راسها وهي تستعد للهرب من جديد...
بس وصل عندها قبل تتحرك خطووة ،،
وهي من داخل تسترجع كلامه ذاك ... وتحاااول تثبت لا تنهار... أو عالأقل ما تبكي إذا قال كلمة جارحة منّا ولا منّاك ..!
لكن ابتسامته الناعمة لها واللي شافتها لأول مرة قبل يومين... ظهرت مرّة ثانية الحين وهو يهمس ببحّة : .. قلقتيني عليك ،!
بلعت ريقها وهي فاقده صوتها .. ودقاتها متبعثرة ... نبرته هذي مؤؤثرة ورقيقة وكأنه شخصية ثانية غير اللي تعرفها ،
حاسه انها فاقده كل اعتبار لذاتها قدامه لأنه هو اللي فاهم كل شي !.. ما تقدر تتلبس القناع وهي متأكدة انه فاهم وان هالقناع مارح يفيد معه ..
رفعت نظرها له ببطء وهي تحاول تثبت مثل الجبل ... لكن رعشة الكاس اللي بيدها لاحظها تركي ..نزل بنظره للكاس اللي يهتزّ بخفة بين أصابعها المتشنّجة ...ثم رفع عينه مرة ثانية لوجهها الصااامت وهي مثبّته نظراتها على مستوى صدره.. !
قال بهدووء : .. سحر !
ما رفعت عينها له وكأنها بتحدّي مع نفسها إنها ما تردّ ،
يوم شاف عيونها جامدة ما زاحت عن مستوى صدره ... أشار براحة يده قدام وجهها فوق وتحت بعفووية وميانة ،
قامت ترمش من حركاته ومع كذا ما رفعت عيونها ...
ضحك وهي يشوف هالحرب الطفولية اللي على وجهها ..
قال بميانة طايحه : ..سحر.. أكلمك أنا ،
لا شعوريا استدارت ناحية الدرج تبي تصعد .. بس سبقها ووقف بطريقها بخطوة وحدة..
هالمرة رفعت راسها له باستغرراب وهي مبعثررة..
تركي وهو ملاحظ انها ما تبي تتكلم معه..ابتسم للمرة الثالثة بنعومة : ..قبلتي اعتذاري ؟
بللت شفاتها والحروف ضايعه منها ..
سحر بهمس : .. و..خر !
تركي بهدووء : .. أنا جد آسف !
رفعت نظرها له وهي تسيطر على انفعالها الداخلي... برجاء : .. ممكن؟
تركي ببحّة محد غيرهم يسمعها : .. ما يصير اللي تسوينه بنفسك !
لمعت عيونها وهي تفهم إنه يلمّح من جديد لوضعها البائس ..ولا عرفت تعلّق..حاسه بضععف كبير ولا هي قادره تجادله مثل العادة !!
وشاف تركي هاللمعة المكتئبة اللي برقت بعيونها : .. بس أبي أقولك شغلة ...قبل أطلع !
رفعت عيونها له يوم حسّت بصوته إنه بيقول شي مهم ..
تركي بـ نبرة لييين وبحّة هامسة ..وابتسامة عذبة توحي بالثقة فيه : .. بقولك ..إن سرّك محفوظ بأمان.. مارح أقول لأحد شي خصوصا الوالد.. لأن الواضح ان هذا اللي تبينه..!
نزل عليها سكووون ممزوج بشي من الدهشة..ما توقعت انه بيقول شي مثل ذا ،
شاف تركي هالتعبير على وجهها .. وكمّل : ما يحتاج تتخوفين من شي..اللي صار كان بلحظة غضب... مارح أنطق بحرف ..
ارتعش فمّها تبي تردّ..
بس ما عرفت وش تقول ..
يطمّنها من جهة ..لكنه من جهة ثانية يأكد للمرة المليون انه عارف ..!!
تركي شاف التردد بوجهها واااضح..
قال وهو ناوي يمشي : ..انا بغيت أطمّنك لأني حسّيت اني غلطت هذا كل شي... أشووفك ،

تحرّك من قبالها ..وفتح الباب قدام عيونها وطلع وهي تتابع قفاااه ..ومشاعر متضاربة داخلها ..
كلامه هاللحظة فيه شي من الثقة والتأكيد اللي يبعث عالراحة..
من جهة ثانية .. معرفته للي سمّاه بسرّها...يخلق شعور غريب... إنه هو الوحيد من بدّ الخلق يعرفه ومطّلع عليه ،!
طلعت للدور الثاني .. واعتذاراااته تتردد ببالها...
فيه شي بشخصيته مختلف عن اللي ببالها ... فيه شي بشخصيته... يبعث عالدفء !
حسّت فيها أول مرة بـ عزّ انهياررها قدامه..
"لا تبـكين"
كانت دافية مع انه كان بقمة عصبيته ..!!
فتحت باب غرفتها وهي تنفض راسها ... هاليومين تعيش بعثرة أكثر من أي بعثرة فاتت ،!!
:
/




♫ معزوفة حنين ♫ 12-02-12 04:14 PM



في الريـاض ..
انفتح باب غرفة الاجتماعات ، وطلع منه محمد وهو شايل ملفّين عقب ما انتهى من اجتماع مهمّ ترأّسه بنفسه واستمرّ ساعتين ..وطلع وراه فوج الموظفين اللي شاركوا بالاجتماع وكلن راح يستأنف شغله ...
توجّه لمكتبه ورمى جسمه عالكرسي وهو يحط رجل فوق رجل والملف بحضنه عشان يطّلع عليه وهو كله ملل...
لازم يكتب تقرير ويرسل نسخة منه لأبو راهي بخصوص المشروع دامه هو المدير التنفيذي ..وماسك أموره من الألف للياء... بدا يتعب من هالمشروع ويتمنّاه بس لو يفشل يمكن تنتهي هالعلاقة !!
ما أنهى غير الصفحة الاولى وطفش .. رمى الملف بملل وطار للحافة الثانية من المكتب... وشاف النوت اللي موجود جنبه وتذكّر انه لازم يكلّم عمه ابو خالد ويقول له عن بعض الامور اللي استجدّت خصوصا بمشاريعهم الصغيرة والكبيرة .. وهو وصّاه بعد كل اجتماع يُعقد ينقل له أخبار النتائج...
مسك التلفوون وحاول يتصل على جوال عمّه لكن ما لقى رد !!
نزل السماعة لـ فمه وهو مغمّض عيوونه من الزهق .. شاف الساعة وعرف ان الوقت بموسكو حول 4 العصر ..! وعلى حسب علمه يقدر يكلّمه هالوقت ،
فتح وحدة من دفاتره القديمة يدوّر رقم الفيلا بـ موسكو ...وبعد بحث لـ دقيقة لقاه أخيرا بين زحمة ملاحظااته القديمة ودق الأرقااام بأصابع خفيفة ..
أسند ظهره باسترخاء وهو يسمع الخط يدق من الطرف الثاني ..
:

بالفيلا بـ موسكو ..
دخلت سحر الصالة بسرعة بعد ما سمعت التلفون يرن وهي بالمطبخ تحوس عشان تسوي شي تاكله...نادت صوفيا بالبداية عشان ترد..لكن صوفيا ما كان لها حس وشكلها طالعه لـ مكااان من فترة ..،
رفعت السماعة وبلكنة أجنبية : hello !
وصلتها لكنته الأجنبية الرجولية لأنه حسبها الخدامـة : هاي قود افترنون..!
عقدت حواجبها وهي تربط على قلبها بأقصى ما تملك...يوم لمست من النبرة إنها نبرته الخاصة ..
محمد وهو يفرك عيونه بكسل وهو مغمض .. بعفوية : هيلو !
"...."
ما لقى جواب لـ تحيّته..وعقد حواجبه لا إراديا وهو يفتح عيونه..
سحر نشف حلقهااا بالمررة ..والسماعة بيدها بدت ترتعش وهي تحس انه هو بدمه ولحمه ومتصل على هالبيت بالذات..
درى إنها سااافرت ؟؟؟
كرر بـ رسمية وانجليزية : هاي ..أيمكنني التحدث للسيد مساعد إذا سمحتِ ؟
والصمت وصله من الطرف الثاني من غير جواب ..
سحر كانت بحالة تشنّننج كاملة ..مو قادرة تتخذ ردة فعل... آخر شي تتمناه إنها تسمع صوته !!
لأنها ما تبي تتذكر .. هي تحاول تمحي اللي صار مع الأيام وتحتاج الوقت ..
محمد وهو عاقد حواجبه بحيرة : يس بليز .. هلّا طلبتِ لي السيد من أجلي ؟
سحر فهمت إنه ما عرفها وقررت تكمّل دور الخدامة وتثبت لنفسها إنها تقدر تعبر هالموقف بسلام من غير آثار جانبية وانهيارات ،
وقالت بنعوومة صوتها اللي حاولت تخفيها لكنها تظل بصوتها : No, he is not here !
محمد ما كان محتاج جملة جديدة ..لأنه من أول كلمة عرفها مباااشرة توسّعت عيونه وهالشي كان بمثابة الصدمة لأنه ما كان عارف انها سافرت ولا حاول حتى يتقصّى أخبارها هالكم يوم : ... سحر ؟؟؟؟؟؟
اسمها بصوته صفقهاااا...
ومحمد ما عرف وش يقول وهو يسمع أنفاااس مترددة ، ودعى قلبه ما تكووون هي ..

لكنّها لبست القناع والجمود واستمرّت عالدوور اللي اقنعت نفسها فيه : .. ذا مستر إز نوت هير..كول انذر تايم !
(السيد ليس هنا ، اتصل بوقتٍ آخر )
محمد كرر بحييرة : .. إنتِ..سحر؟
قالت ببرود : Anything else?
(شيئاً آخر ؟ )
محمد بـ حييرة ودهشة : إنتِ..بـ روسيا ؟؟؟

فهمت من سؤاله إنه مصدووم وإنه ما كان داري ، وان اتصاله هذا مو عشانه درى انها بروسيا ...
مسكت انفعالاتها الداخلية وهي تحاول تثبت لا تنهااار بسببه..
وتتقمّص القووة ،
حسّ محمد ان وضعها على الطرف الثاني مو طبيعي..
وما عرف وش يقول ، لكن كلمة وحدة غلّفها بكل رسميـة باااالغة يملكهاااا
وقال من دوون مشـاعر واضحة : ..أخبارك ؟؟

هالسؤال بالتحديد ..ماله حق يسأله ..!!
يسألها وش أخبارها..!!
كأنه ما يدري وش اللي صار لها ...!!!
ما ردّت على سؤاله لأنها ما تبي تنفجججر ، ولا تبي تقول كلمة لأنها مارح تسيطر على عمرها هي عارفه ، ولا تبي تنهار وتنذل أكثر وهو يسمع ،
محمد بـ رسمية عقب ما استعاد توازنه وفهم ان ضعفه هاللحظة مو في صالحه : معذرة عالازعاج.. اتصلت ابي عمي ما كنت أدري إنك هناك.. لو كنت ادري ما اتصلت

هالرسمية استفزّتها زووود... واضح من نبرته ان مافيه أي شعور بالذنب ...ولا حتى نقطة !!
ومن دون شعور نطقت أخيرا : ..زين عارف انك شخص غير مرغوب فيه.. لعاد تحاول تتصل هنا تبي عمّك عندك جواااله !!!
سكت من تأثير كلمتها ومعناها ..
وقال بهدوء : سمعت إنك ما حضرتي الملكة !
طاااري الملكة وجعهااا من جديد..
وما لبث إلا كمّل بارتياح : .. زين ما سوّيتي !

وش يقووول جاي يبي يتلاعب فيها من جديييد !!!
واستدرك بابتسامة عطوفة : وزين انك سافرتي !
بلعت ريقها وهي تحسّه مثل الحصى بـ حلقها ...
فعلاً كان يبي يتخلّص منها ...!
ودموعها تخنقها من غيير شعور : .. وما رح أرجع خير شر... دام هذا اللي تبيه.. مارح أرجع اتهنّا !
سمع صوتها اللي تهدّج .. وأخذ نفس عمييييق يوم حس انها فهمت كلماته غلط: .. مو هذا قصدي !
صرخت فييييه صرخة من أعماااقها هزّت الجدررراان حولها .. وخلّته يفزز : لااااااااا هذا قصدك !!!
غمض عيونه وهو يهدّي صوته أكثر دامها هاجت : لا غلطانة !
غضضضبت زوود وصرخخت وهي تسمح لكل انفعالاتها انها تظهر وتزيد : ..لا تستغبيييني يا حيوواااان صرت افهمك أكثر من أوووووووللللل.. انا مو غبية ساااااااااااااااااامعني
بلع السبّة لا يحمق ..!
وبهدووء بالموت متشبّث فيه : .... ما عمري استغبيتك !!
ضحكت بسخرية وهي من جواا تبكي : .. ما زلت مصر تستغبيني ... واللي تسويه الحين وششششو !!!؟؟.. أنا صررت أكرهك سااااااامعني أكرررهك...
عض شفاااته وهو يكتم انفعاله داخله ..
وحافظ على بروودة ردة فعله ما يبي يدخل معها بجدااال : .. أدري !
سحر بغضب غطّى دموعها : أكررررررررهههههك مليون مرررة ..وأكره نفسي لأني صرت كذا أحقد على نفسسسسسي ..
محمد بثبات : بتفهمين يوم ليش سويت كذا ... قلتها لك مرة ، ..
سحر وححححققد الدنيا بصوتها : وفّـرر أسباااابك يا واااطي لأني مارح أفهمم..
محمد ضاااق : سححححر!!
سحر وهي تكرر من غير شعوور كانت هاللحظة مجررد تفرريغ للغبنة اللي تحسّها..عن طرريق الصرااخ : أكررررهك أكررررهك مارح تكفي لو قلتها لك لـميلووووون سنننة يا واااااططييييييييييييي..
محمد غمض عيونه وهو ماسك السماعة يسمعها تجهش بخليط من القهر والغضب : ....!
سحر فقدت سيطرتها : وياليت تقول لخطيبتك المريضة تحلّ عني ولا ترا قسماً بربي مارح أخليها تتهنى والله بخلي حياتها معك جحيم ان ما شالتني من راسها ...والله والله لا تخليني أسويها يا واااطططي..

مافهم ..وعقد حواجبـه : .. وش تقولين ؟
سحر وهو تمسح خدها بقووة وهي تضغط على اسنانها : .. قلت لك امسك خطيبتك عني ان كان تبي تعيش معها بسلام..ولا ترا بكوون كابوس عليها فااااااااااااهم يا حققققييير ...آخر مرة تتصل فيني سااااااامع ...!!!!
وما سمحت له يفهم قصدها ضربت بالسماعة في مكانها مقفّله الخط بوجهه عقب ما طلع من خاطرها اللي طلع ، على دخول صوفيا جايه من برا وهي تسمع آخر جملتييين كانت تنطقهم سحر بصراااخ ..
كانت تسمع المكالمة من برا من قوّة حدة صوت سحر ...
وطاحت عينها على سحر وهي تشيل التلفوون بالكااامل بيديها الثنتين وتقذف فييه بغضب جامح وهمجية نحو الجداار الأقرب..
ركضت صوفيا وهي ترمي شنطة اليد عالكرسي وهي تشوف سحر تناظر التلفون المنكسر عالأرض وكتوفها تطلع وتنزل بهيجان.. وبغضب وصل لأقصى مراااحله..مرحلة ما قد وصلتها إلا ألحين ..!
غضب أعمى عيونها وقلبها..وتحوّل لـ سواد ناحيته ،،!!!
مسكت صوفيا كتوفها بقلق وهي تشوف آثار الدموع على خدها ..وخافت وهي مو عارفه مين المجهول اللي كانت تتكلم معه
صوفيا : مابكِ؟..هل أنت بخير؟؟..مالذي حدث؟؟؟؟
سحر وهي تحاااول تدفها بغضضب : ابتتتتعدي عني !!!!
صوفيا مسكتها بالقووة بعصبية وهي تشوفها طالعه من وعيها : .. لن أبتتتتعد أهدأي !!.. أهدأأأأأأي ..!!!
سحر وهي تصيح بقهههر : .. لمَ يتصل الآن ذاك الحقييير لمَ يتصل إنه يتلاااعععععب بي ..!!!
خذتها صوفيا بحضنها وهي تشوفها تصررخ وتصررخ بغضب وغبنة مو فاهمه هي سببها ...
صوفيا : اهدأي ..وأخبريني الآن مالذي دهاك ؟..من كان المتصل ؟؟؟
سحر ابتعدت وهي تمسح وجهها بسرعة وهي تحاول ترد طبيعية مارح تسمح لنفسها تنهار زوود بـسببه ..!!
بس صدمها اتصاله..
ما كانت أبد متوقعته كانت ناسيه كل شي ذيك اللحظات ..

ومشت ناويه تقتل كل شعور سئ بهاللحظة ..
صوفيا : إلى أين ستذهبين ؟؟؟
سحر بوجوم وهي تفتح الباب : ..سأخرج !

اكتفت بهالكلمة وهي تضرب الباب وراااها ..
ركضت صوفيا للنافذة اللي تطل على واجهة البيت ..وفتحتها على فوق وهي تخرج راسها..
صوفيا : إلى أين ؟؟؟؟
سحر وهي تنزل بسرررعة وتمشي بعيد : ... لا تتبعيني !
صوفيا : أخبريني فقط...
سحر بجمود : قلتُ لكِ سأخرج !
صوفيا وهي ترفع صوتها اللي ضاع بالكون الفسيح : .. هل هاتفكِ معك ؟؟
سحر بوجوم : لا أريده ،

ووصلت لبوابة السياج الخاصة بالفيلا وعبرتها..واختفت من نظر صوفيا ..
رجعت صوفيا للصالة وهي تتنهّد... راحت تشيل التلفون اللي انكسر وصار غير صالح للاستخدام.. تحتاج توديه للتصليح !
بس لو تفهم اللي كانت تحاكيه واللي خلاها كذا بقمة غضبها ،!!!؟
لو تدري السبب اللي يخليها تكتئب بـ لحظات .. وتتحوّل لهالعصبية بكثير أوقات ،!!
التفتت للطاولة ولقت جوالها مترووك ،!
فعلا ما أخذته معها ،!!
:

بعد ساعة ..
كانت غاية في الصعووبة ..
بالنسبة لـ محمد بالذات ..!
مرّت ساعة من اتصل في سحر من غير قصد .. والتشويييش مالي ذهنه وباااله ..
جالس على مكتبه ما يسوي أي شي ، ماسك قلم وقدامه نفس الورقتين من ساعة ولا أنجز شي..
دخلوا عليه 3 موظفين خلالها يكلموونه ويناقشوونه وهو يجاوبهم باختصار وبكلمات مبهمة ..ببساطة لأنه ما كان مركز ومتضاااايق مرة ،،
زهق من وضعـه والموقف اللي سوّاه ..
ندم على قرار اتصاله بالفيلا ..
ما كان لازم يسويها ...
بس هو وش درّاه...أكثر شي ما توقعه إن سحر اللي متوقعها موجودة بالرياض ألحين ..ترد عليه بنفسها !!
حتى ما بحث عن الفرصة يسأل خواته عنها .. لأنه هرب من ظروفه ووضعه للشغل ..كبّ كل اهتمامه بشغله وتناسى كل شي ..
هو حتى بوضعه مع سحر.... مارح ينسى وجود بندر !!
لأن أكبر سبب خلّاه يستسلم ..وينهي كل شي بالوقت اللي كان فيه يبحث عن منفذ أمل...هو بندر !!
لا تنسى ..
بندر هناك..موجود !!
وسحر عمرها مارح تكون لك ،،،!!!
:
رجع يركّز بشغله عشان يتناسى كل شي..
انغمس بكتابة تقرير على جهاز اللابتوب الخاص فيه...وبينما هو يطقطق عالأزرار بسرعة وعقدة بين حواجبه ،
دق جواله الموجود بطرف المكتب ...
ترك لوحة المفاتيح والتقط الجوال ..
شاف رقم غريب خلّاه يعقد حواااجبه أول مرة يشوف هالرقم ،،
فتح الخط ..وبصووته الثااابت والرسمــي : نعـم..؟

الطرف الثاني ارتبك عند هاللحظة لأن صوت محمد كان قوي وواضح للغاية..
عقد حواااجبه وما درى ليش حسّ انها سحر...!...
لا يُمكن تسوّيها عقب كل ذا ..!!..ولا يرجي شي من جهتها من اليوم ورايح !،
محمد وهو يرفع حااجب من هالحركااات اللي تعوّد عليها مع سحر ..ما ترد أول مرة لما تسمع صوته : .. مين معي؟
تأكّد إنها بنت عالطرف الثاني ..لأن ترددها كان واضح ..
محمد وهو يتنهد : .. تكلّمي يا بنت الناس .. مغلّطه بالرقم ؟!!
تأتأت وهو تحااول تقول كلمة : ..محمد...ه.هلا !
عقد حواجبه بحيرة وهو يسمع الصوت الأنثوي لأول مرة ..تعرف اسمه بس ما عرفها !!؟
قال : ..معك محمد !
قالت باررتباااك كبير : .. أنا...بـ.. بسمة !
ضاااقت عييوونه والكلمات ضاعت لثانيتين..استوعب فيها مين هي بسمة ... احتاج لحظات عشان
يستذكر مين تكووون !!
بسمة ؟؟
بنت أبو راهي !!!
فاجئته !!

بسمة ما تدري ليش استثقلت هالثواني اللي سكت فيها... توقعت انه بيجاوب مباشرة وبيرحب فيها لكنه احتاج لـ ثوواني ..!!
ما كان متوقع ؟؟
اييه أكيد ما كان متوقع !!؟
وهو اللي ما بادر أبداً... وتركها هي اللي تنحدّ للمبادرة ،!!...
وتاخذ الخطوة الأولى اللي تعبت عشان تستجمع شجاعتها فيها ،!!

محمد كان في حالة تشتت مؤقتة من الموقف المفاجئ... اتصالها فيه من غير مقدمات .،!
وعدم استعداده للتعامل مع مثل هالأمور ،
ركّز على شاشة اللابتوب وهو يحسّ بالضغط يداهمه من اول وجديد ومفاجئتها ذي كانت مضاعفة : .. هلا !
كاااانت باااردة بشكل !... طلعت منه لا إراديا بهالصورة ... كان ناوي يقولها بشكل أكثر لبااقة بس طلعت منه بهالشكل ..!
وعض على شفته السفلية وهو يغمّض لما استشعر الطريقة السيئة اللي قالها فيها ،!
بسمة حاولت تتجاهل البرودة ذي، وسوّت نفسها مو حاسه بشي : .. حبيت ..أشوف أخبارك !.. ان شاء الله ما ازعجتك ،
نقل محمد الجوال للإذن الثانية وهو يتمالك نفسه وأعصاابه .. ماهو مستعد للحين يتبادل معها أي مكالمة : .. بخير .. وانتي ؟
ابتسمت لا شعوريا بشوية ارتباك : بخير يا محمد...
وسكتوا لثانية
وثانيتين
وثلاث..
كل واحد ما يدري وش يقول ..وخصوصا بسمة اللي جهّزت كلام مصفصف لكنّه طااار ..وكرهت هالحاالة وحقدت على نفسها ،
محمد وهو يمسك القلم وعينه عالورقة : .. من وين جبتي رقمي ؟
فزّت لسؤاله اللي اخترق صمتهم : .. آآ..آخذته من اختك...
محمد بجديّة : مين ..مشاعل ولا شادن ؟
بسمة وهي تحاول تندمج معاه ابتسمت قالت يمكن يحاول يلقى سالفة : ..شادن ..! ما قالت لك؟
محمد ببرودته الطبيعية : ..لا ..،... تفاجئت باتصالك ،
ضحكت تحاول تستميله : .. أحسن عشان تكون مفاجآة ههههه..
رغم ضحكتها الناعمة ...ما علّق ورجع لصمته ...وبسمة مسكت ضحكتها يوم حسّته بعييييد عنها.. واكتفت ضحك ما تبيه يحس بغباءها قدامه ..
مرّت ثواني جديدة وهو ساكت منشغل بتحريك القلم عشوائيا على ورقة بيضاء...
وكأنه يعطيها الاشارة الخضرا تقول اللي تبي تقوله...لأنه هو شخصيا ما عنده أدنى حرف يقوله !
وهي انتظرت لثواني ويوم أدركت ان ما فيه أمل يفتح سالفة ..
قالت وهي تجمع الثقة بالنفس بمثل هالموقف... ما قد تكلّمت مع رجال على تلفون ..واليوم محمد معها عالخط ،
بسمة : .. ك كنت أنتظر اتصالك هالأسبوع ،
محمد رفع عينه عن الورقة لـ نقطة خفيّة بالفراغ يوم سمع هالطاري اللي متناسيه ..
بسمة وقلبها يدقّ بعننف من هالموقف..كانت تعيش ارتباك بنت توّها بأول أيام مرحلة جديدة : مرّ أسبوع عالملكة... ما شفتك...ولا اتصلت ..
محمد استدرك الجواب بهدووء : .. كنت مشغول !
بسمة : اسبوع كامل؟
محمد مباشرة : ايه وبكون مشغول لـ شهور.. مو بس اسبوع ..
كانت جووابه فيه تلميح..
وحاولت تتجاوز تأثيره : .. وأنا ؟
محمد بعقدة حواجبه : .. انتي؟
بسمة : .. ايه.. مو المفروض نتواصل !
محمد وهو يفرك عينه بطرف القلم المدبب : .. بس أنا مشغول !
بسمة حقققدت على سحر وعلاقته فيها يوم فهمت تهرربه ..واضح اصلا أسبوع كامل ما تواصل معها أكيد السبب وراه كبير..
وأصرّت على كلامها : .. الشغل مو اربع وعشرين ساعة !
فتح عيونه يوم لمح اندفاعها .. وما قدر يطلع من دائرة بروودته الملازمة لشخصيته الجاادة : .. بس شغلي انا 24 ساعة.. انا مو راعي تلفونات بالساعات لازم تعرفين هالشي زين...
جررحتها نببرته اللامباللية ..والبرودة اللي واضح انها جزء لا يتجزّأ من شخصيته ..
قالت وهي تحاول تثقل وتقنعه بشخصيتها الرزينة : .. طيب عطني اوقات اقدر اتصل عليك فيها ،
محمد ابتسم ابتسامة جانبية ساخرة لوضعه : ما عندي اوقات فراغ للأسف... انا واحد مشغول قلت لك ،
بسمة وهي تحاول تستميله : تدري اني كذبت على ابوي يوم سألني عنك ..!
حوّل اهتمامه من شخبطاته لكلامها : .. ابوك؟
بسمة وهي تغطي قهرها منه : ..ايه سألني اذا كنت اتصلت فيني وتواصلنا ... وكذبت عليه خفت تطلع بصورة مو حلوة أو يزعل منك..
ضااقت عيوونه من كلامها وطااري أبوها اللي منغّص عليه حياته..
وبنبرته الثقيلة والجادة كالعادة : .. ابوك يدري اني مشغول .. ما يحتاج تكذبين عليه..
انقهرت شوي من اسلووبه والواضح انه صريييح للغاية ما يعرف للمراعاة ..
بسمة : أنا كذبت عشانك !!
ابتسم بسخرية : .. لا تكذبين ثاني مرة ...

حسّت بسمة بتغيّر نبرته وكأنها لمست سخرية فيها... بس ما عرفت على وشو يسخر ،!!
وقالت بدون شعور : انت متضايق لأني اتصلت ؟
محمد ما جاوب ورجع لشخبطاته ..
بسمة وما تدري ليش صورة سحر مو راضيه تفارقها هاليومييين مو قادره ترتاح بسببها .. ورغم اللي سوته للحين ما برد اللي بخاطرها..وسماعها لبرودة محمد معها بهالصورة..يزيد نارها وغييييرتها ..
قالت : سمعت من خواتك انك انسان حنون معاهم.. ليش منت كذا مع خطيبتك !
كلمة خطيبتك حرّكت أوجاعه ..
وقال ببروده الهادي..يعطيها صورة محددة عن نفسه : انا مو حنون ..ودايم طريقتي وحدة مع الكل.. انسان جاد وباااارد وما اعرف للحنية ..!
صدمها كلامه وانكاره ..ووصفه لنفسه بهالطريقة ..
بسمة بلوعة : بس...بس انا خطيبتك !
محمد بجموود : .. لأنك خطيبتي لازم تعرفين طبعي !
بسمة قهرها هالجموود بصوته مافيه أي مشاعر .. مافيه أي شي خاص تحس من خلاله إنها "مميزة" بالنسبة له..
محمد وهو يرفع عينه للباب يوم دخل سكرتيره ومعه ورقة وصلت بالفاكس : .. أنا مشغول الحين ..!
بسمة : بس أنا ما انتهيت.. أبي من وقتك !
محمد وهو يأشر براسه للسكرتير اللي حط الورقة قدامه : بعدين نتكلم ،
بسمة وعيونها تمتلي دمووع يوم فهمت انها ما تشكّل أي اهميية وقلبه منشغل عنهاا وساكنه غيييرها : .....ومتى نتكلم ؟
وهو يرفع الورقة يتأملها بتمعّن : .. لما ألقى وقت ،

عرفت ان هالجواب
لما يلقى وقت !!
هه !

قال يوم شافها سكتت ناوي يسكر : بسكر تامرين بشي؟
بسمة وخنقتها الدمووع مباشرة وبااان على صوتها : .. بنتظر اتصالك !
لاحظ صوتها المخنووق وعقد حواجبه يوم شك انها تبكي : .. قلت لك انا مشغول هالفترة !
بسمة بصوت مهزووز : حتى لو مو عذر !
غمض عيونه وهو يتنهّد... لأنه مو مستعد لهالنوع من العلاقة والالتزام أبد ..
وقال بهدووء : يصير خير ..اعذريني مضطر اسكر الحين !

وسكر منها من غير ما يعطيها كلمة واضحة او التزاام...لأنه ما يدري اذا كان يقدر يوفي بهالالتزام..
مسك الورقة وهو يحاول يتناسى الخنقة اللي جواه واتصالها فيه ...،
يبي لك وقت عشان تتعوّد !!

:
/

في موسكو ..

صوفيا للمرة العشرين تطل من النافذة لبرا لعل سحر رجعت ...لها أكثر من ساعتين من طلعت بذيك الحالة الهايجة وما رجعت للحين...
هي تدري ان سحر تدل موسكو وما رح تضيع بس المُقلق هو حالتها اللي طلعت عليها ...

رجعت تناظر ناحية السياج البعيد يوم لمحت حركة جاية ... ركّزت الا وليد كان راجع للفيلا مشي ..
بسرعة اتجهت للباب وطلعت ... اللحظة اللي نزلت الدرجات الحجرية كان تركي ناصي كووخه ..
نااادته بصوتها الانثوي : وااليييد ...
وقف تركي وهو شايل حقيبته ..وعقدة بين حواجبه من اسراعها له : .. ماذا هناك ؟
وقفت قدامه : ألم ترَ الآنسة في طريقك ؟
تركي باستغراب : لا ... لمَ؟
صوفيا : لقد خرجت منذ ساعتين وهي غاضبة للغاية ..كانت في حالة غريبة ..
تركي باستفساار : غريبة ؟
صوفيا : أجل كنتُ خارجة وعندما عدت كانت تتحدث بالهاتف ..كانت غاضبة جدا ثم خرجت مسرعة وتركت هاتفها فلم تأخذه معها ..
التفّ صوبها بكل جسمه بانتباه : ما الذي حصل ؟؟
صوفيا بقلق : لا أعلم لم تقل شيئا ..
تركي : لا تقلقي قد تكون عائدةً الآن ..
صوفيا : أيمكنك الذهاب للبحث عنها ؟... أخشى عليها كثيرا فهي لم تخبرني ما بها ..
تركي ابتسم : لا داعي للقلق ..ربما أرادت التمشي قليلا..
صوفيا بقلق : لا أعلم لم أعد أفهم مشكلتها .. والمساء سيحلّ قريباً..
شافها قلقة من قلب ..
وقال بهدوء : حسنا سأذهب يكفي..
ناظرته بامتنان ..
وقال : اتعلمين الى أي مكان ذهبت ؟
صوفيا : لست متأكدة...لكنها كثيرا ما تحب الذهاب الى الداون تاون ..
عفط وجهه بضيق : ذلك المكان المزدحم !!
ابتسمت : ..هههه ليس كثيرا ...
تنهّد باستسلااام ما قدر يتجاهل قلق هالشقررا ... وعطاها حقيبته : ضعيها في غرفتي وسأعود معها...لا تقلقي..

مشى عنها وانطلق ناحية الداون تاون... وعشان يوصل اسرع قرر ياخذ الباص ..
وصل هناك..ولأن المساء قررب فالمكان مع الدقايق يزداد ازدحاام .. فهم ان هالمنطقة تصير أكثير حيوية بالليل .. لازم يلقاها قبل تغرب الشمس أسهل له ..
صار يمشي عالأرصفة المرتبة ويتلفّت بين المحلات لعله يلمحها ...
كان شاك بسبب اللي قالته صوفيا انها كانت تتكلم تلفون ثم طلعت غاضبة بحالة غريبة ..
ما يدري ليش شك أن السبب خطيبة محمد من جديد...دام السالفة فيها تلفون .. أكيد رجعت تتحرش فيها !!
صار يمشي ويمشي لين جاوز منطقة المحلات والتسوق..ووصل لـ بارك كبيرة يرتادونها الناس والحياة تضج فيها ..
لمحها أخيرا جالسه على وحدة من المقاعد على جانب الطريق وقريب من بوابة البارك..يعني ما دخلتها...
تأمّل حالها من بعيد لقاها وحيدة ومو حاسه بالناس حولها...
اقترب منها بهدووء وهي مركّز عليها ... الين وقف قدامها مباشرة وفوق راسها .. لكنها ما حست فيه رغم قربه الشديد !
قال بحنية وبنبرة ليّنة : ...سحر !
رفعت راسها بقوة وهي تشهق وتوها الحين استوعبت ان فيه انسان واقف فوق راسها..
ابتسم وهو يشوف عيونها محمرره ..والضياع ساكنها .. فهم حالتها النفسية العصيبة اللي كانت عليها...
نزّلت راسها بسرعة يوم شافت ابتسامته وهي تحاول تتجاهل..

قال بنعوومة : تسمحين لي أجلس ؟





يُتبــــع ...


يااارب يعجبكم ...
بانتظااار تعليقااتكم علييه .. لا تبخلون علي..


البارت الجاي ان شاء الله اذا خلصته مثل ما أتمنى بيكون بالويك اند .. وبحاول بأقصى جهدي
دعوااتكم .. القصة كل مالها تصعب وتستهلك حل وربط .. :new graaam (55):



انتظر ردوودكم بشغغغف ..

ألقاكم ان شاء الله

عنون




♫ معزوفة حنين ♫ 12-02-12 04:15 PM

:toot:



اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عيـــــون القمر ! (المشاركة 18843656)


مررحبا حبيباتي ..

البارت دقايق وينزل ان شاء الله..

فيه جزئيات كتبتها عن طريق الآي باد فـ لو طلعت كلمة غلط منا ولا منا فاستروا ما واجهتوا ..
من اليوم وطالع اذا فيه اي شخصية ما تطرقت لها ..لا تتساءلون ليش لأني مو ناسيتها لكن كل شي بيجي بوقته .. واحيانا في شخصيات لا بد تسبق غيرها..


واتمنى القى تفاعل عالبارت
لأن الفايت على طوله ودسامته ، ما حسيت انه انعطى حقه ..


قراءة ممتعة مقدما.. ^^



:lol:

♫ معزوفة حنين ♫ 12-02-12 04:17 PM




الجـــزء 36 ...
------------------------

مشى عنها وانطلق ناحية الداون تاون... وعشان يوصل اسرع قرر ياخذ الباص ..
وصل هناك..ولأن المساء قررب فالمكان مع الدقايق يزداد ازدحاام .. فهم ان هالمنطقة تصير أكثير حيوية بالليل .. لازم يلقاها قبل تغرب الشمس أسهل له ..
صار يمشي عالأرصفة المرتبة ويتلفّت بين المحلات لعله يلمحها ...
كان شاك بسبب اللي قالته صوفيا انها كانت تتكلم تلفون ثم طلعت غاضبة بحالة غريبة ..
ما يدري ليش شك أن السبب خطيبة محمد من جديد...دام السالفة فيها تلفون .. أكيد رجعت تتحرش فيها !!
صار يمشي ويمشي لين جاوز منطقة المحلات والتسوق..ووصل لـ بارك كبيرة يرتادونها الناس والحياة تضج فيها ..
لمحها أخيرا جالسه على وحدة من المقاعد على جانب الطريق وقريب من بوابة البارك..يعني ما دخلتها...
تأمّل حالها من بعيد لقاها وحيدة ومو حاسه بالناس حولها...
اقترب منها بهدووء وهي مركّز عليها ... الين وقف قدامها مباشرة وفوق راسها .. لكنها ما حست فيه رغم قربه الشديد !
قال بحنية وبنبرة ليّنة : ...سحر !
رفعت راسها بقوة وهي تشهق وتوها الحين استوعبت ان فيه انسان واقف فوق راسها..
ابتسم وهو يشوف عيونها محمرره ..والضياع ساكنها .. فهم حالتها النفسية العصيبة اللي كانت عليها...
نزّلت راسها بسرعة يوم شافت ابتسامته وهي تحاول تتجاهل..

قال بنعوومة : تسمحين لي أجلس ؟

ما ردت وهي تناظر الناس ،،
شافها ما عارضت واعتبره قبوول '.. اقترب وجلس على الطرف الاخر من المقعد اللي يشيل ثلاث أشخاص تارك مسافة بينها وبينه ،،
تحركت مكانها لا شعوريا من جلس وسحبت عمرها عالطرف .. ورجعت تتأمل الناس حولها من غير لا تقول أدنى كلمة ...
دقيقة وأراح تركي ظهره للخلف وهو يحط رجل على رجل .. لين ما حس انها تقبلت جلوسه
ثم التفت بهدوء عليها .. لقاها تناظر قدامها ب سكون مسيطر عليها ولا كأنها تعرفه : سحر !
التفتت عليه عفويا يوم ناداها بنظرة صامتة ..
ابتسم بتشجيع : .. الهروب مو حل
عقدت حواجبها وهي تناظره مباشرة ..
تركي : لازم تسمعين الكلام اللي بقوله
سحر عقدت حواجبها مو فاهمه وش يبي يقول فجأة
تركي بجدية : ما أبيك تنهارين مفهوم ؟؟
سحر ما عرفت وش يبي يقول وليش ينطق بهالنبرة الآمرة ..
جت بتقوم واقفه بصوت مبحوح : مو مستعدة أتكلم مع احد ..
مسك يدها يوم قامت يمنعها .. التفتت عليه مستغربة من حركته وقاام واقف وهالمرة واجهها من دون ما يترك يدها: لازم تسمعين !
سحر بصوت ضعيف لأن جد مافيها طاقة حاليا : أتركني وليد
تركي بإصرار : مارح نرجع البيت قبل تسمعين
سحر : ما ابي اسمع منك شي أتركني
وحاولت تفك معصمها من أصابعه ما قدرت .. رفعت راسها مستغربة من عناده وهي تحرك يدها تبيه يتركها : وليد وبعدين..
تركي بأمر حاسم : أجلسي
سحر بضعف ما فيها حيل جدال أبدن : وليد الله يخليك مافيني حيل أتكلم بأي شي
شاف انها لينة معه اكثر من العادة وحدتها مختفيه وأقصى جدالها إنها تطلب منه يتركها ..لكنه ما تركها أشار عالمقعد بأمر جديد انها تجلس من غير كلمة
لفت عيونها عالناس اللي يمرون جنبهم بحالة طفش وتعب واستسلام .. جلست وهي تلم يديها بحضنها وتركي أخذ مكانه عالمقعد .. وانصاعت لأمره هرباً من اي اصطدام جديد بينهم طالما انها ما فيها حيل ولا تبي تكرر اللي صار اخر مرة ..
تركي : الشقرا تقول طلعتي من البيت بحالة مو زينة ..
رمشت وهي تناظر الناس عالرصيف المقابل من غير تعليق وشكلها ما عندها نية
تركي بنبرته الهادية بإقرار مو سؤال : اتصال وصلك وأزعجك !
هالمرة لفت عليه بانتباه من نبرته الإقرارية والمواجهه لها وكأنه كان حاضر معها ذيك اللحظة .. استغربت هالبشر وشووو بالضبط كيف يحكي بهالنبرة
لاحظ بعينها تساؤل .. وكمل: وصلني خبر .. مو جني لا تخافين ..
قالت بخفوت : صوفيا ؟
تركي بليونه : إيه قلقت عليك وعطتني خبر ..
صدت عنه تناظر نفس الرصيف اللي تتأمله من ساعة
تركي بهدوء وحذر : بسألك سؤال بس أمسكي أعصابك
لفت عليه لا شعوريا وأسلوبه وتحذيره شدها وخلاها تركز معه
تركي ابتسم وهو ينطقها : ... سايكوو ( انشدّت أعصاب سحر غصب وبان على وجهها وهو يكمل ) اتصلت فيك اليوم ؟؟
لفت عليه بعصبية من نطقها بحالة هجومية خلت تركي يرتد على ورا وكان على وشك يطيح من الجنب ..
مسك عمره لا يطيح ورجع لمكانه وهو يوضّح وجهة نظره : بلاش هالنظرات أنا جيت أساعدك !
عرفت إنه رجع يقر الحين وبكلامه هذا إنه عارف كل شي ..
تركي يوم لاحظ انها طقتها هواجيس هاللحظة : .. قلت لك أني مارح اقول لأحد .. سرك محفوظ ببير..
ناظرته من جنب واستشعار ان غسيلها كله انعرض عليه خلاها تلتفت للجهة المعاكسة وهي ما تدري وش تسوي
تركي وهو يشوف تهرّبها.. ابتسم : وعدْ يا سحر !
التفتت عليه من العهد اللي قطعه وهو للحين يحاول يخليها تثق فيه وتبطل هالتجاهل .. عشان يقدر يطلعها من اللي هي فيه بطريقته ..
وكرر بهدوءه ونبرته اللي تشد غصب : اكرر أنا جيت أساعدك ..
ناظرته مو فاهمه ..
وأردف بنبرة صدق مغلفه بشي ثاني ما فهمته .. شي غاامض مو مريح : لا تستغربين بس أنا ما احب أشوف الظلم وأسكت ولا احب أشوف الضعف بعيون احد .. هالشي يستفز واحد مثلي يا سحر ..

نست اللمحة الغير مريحة بصوته وجذبها الإصرار بعيونه وهو يقولها ..
تركي وهو يشوف كيف قامت تناظره باندماج.. ابتسم : .. أتكلم جد .. هالشي يستفزني
سحر شاحت وجهها عن ابتسامته الآسرة اللي تربك أي أحد ولأن بنظرها محد من البشر رح يقدر يدفع عنها الظلم اللي جاها .. وشلون عاد وليد المسكين ذا !
ضحكت وهي تنزل راسها ضحكة عكس الفرح يوم شافته يحاول يزرع فيها أمل وكرهت إنه يتلاعب فيها بكلمات : .. الكلام سهل ..!
تركي : اول شي قولي لي .. مستعده ؟؟
التفتت عليه مو فاهمه .. بحيرة..
تركي ببطء : جاوبيني .. لك رغبة تردين الصاع صاعين ؟؟
سحر سكتت وكلامه بدا يستحوذ عليها بشكل غريب ..
تركي وهو يصد للناس اللي تمر وكلامه الجاد موجّه لها : هالشي يعتمد عليك ..تأكدي مارح أقدر أساعدك اذا انتي مالك رغبة ..
ثم التفت عنها يتابع الأطفال والناس اللي تمر من جنبهم طالعين من البارك .. التفتت سحر عليه وشافته يراقب الناس وسكت عن الحديث لفترة.. عرفت إنه يعطيها مجال للتفكير .. تأملت فيه بشرود وكلامه بشكل غريب استحوذ على شي داخلها .. كان جالس وهو ممدد يد وحدة على ظهر المقعد أصابع يده شوي وتلمس سحر بمكانها..ابتسم لعائلة مرّت جنبهم وخصوصاً إن الطفلة اللي كان شايلها أبوها واللي ما جاوز عمرها السنتين تضحك له ..
حس بنظراتها الطويلة التفت عليها وراسه مايل بابتسامة وثقة ورجل فوق رجل .. لقاها ما زاحت عيونها وفيها إصرار ماكان موجود قبل لحظة ..
تركي تحفّز لهالنظرة .. وفهمها مباشرة وهو الفطين : .. مستعدة ؟؟
عرفت انه جااااد بكلامه : .. ليش؟
عقد حواجبه من سؤالها .. ثم ابتسم : قلت لك ما احب اشوف الظلم واسكت.. والأهم اني ابيك تعتبرين هذا اعتذار مني عاللي صار ..
لازال يحاول يعتذر على كلامه الجارح قبل كم يوم وهالشي خلا سحر تسكت لثواني ..
ثم قالت من غير لا تناظره : ..كيف بتساعدني ؟؟
تركي بابتسامة جانبية بدت تتحوّل للمتعة الخاصة فيه : يعني مستعدة تخوضين الحرب مع سايكوو ؟؟
اسمها استفززززها وكن تركي فعلاً يحاول ينشّط خلايا الحقد فيها .. يستثيرها .. يبيها تحقد عشان يكون الرد على أصوله...!
وبهمس تحاكي عمرها : حلفت مارح اسسسسكت لها..
سمعها تركي ورفع حاجب واحد باستمتاع شخصي : .. نبدأ الدرس الاول ؟؟
لفت عليه وملامحها انقلبت للاستفهامااات ..
ضحك : بكرة تردّين عليها اما الحين خلينا نسوي شي ..
وقاام واقف وسحر تحوّول وجهها للاستفهامات والأسئلة ماهي عارفه خططه أو كيف بيساعدها ..
اول شي وقف قدامها : بالبداية .. ابي وعد منك انك بتسوين كل شي أقولك عليه ، دامك تبين تردين كرامتك..

اختار لفظ " الكرامة" بعمد ونجح لأن سحر تحففزت وهي تركز عليييه وتتابع..
كرر بجدية وهو مدنّق يناظرها وهي رافعه راسها : .. ابي هالوعد يا آنسة ؟
ناظرته والحقد الممزوج بالحماس أخذها من غييير تفكير .. ما همها ان هذا وليد او غيره .. غيّبت كل شي عن عقلها وما خلت براسها إلا بسمة !!
هزت راسها إيجاب بصمت واشارة موافقة صريحة ..
ابتسم ابتسامة جانبية وهو يشوف الجدية غلبتها بالكااامل وعلى استعداد تكون تلميذته بكل ارادتها ..
تحّول للشرط الثاني : .. هذا اولا.. ثانياً ما ابي أشوفك تنهارين ثاني مرة ولا تتحسسين من اي كلمة بقولها..
فاجئها هالشرط.. وتوتّرت مو عارفه اذا بتقدر تقاوم اي إساءة من ناحيته ..لأنها جربت وانلقعت ودرت ان جرحه مو اي جرح.. وصعب تعيشه من ثاني !!
تركي بجدية تزييد : ها؟ ابي جواب سريع يا آنسة.. أبيك تستوعبين ان التردد علامة ضعف واضحة فيك !
رفعت راسها له والغيض بعيونها يوم انتقدها بكل هالجرأة.. وكانت بتقول شي
لقت ان البرود والاستهزاء الكبير بعيونه انصدمت من هالتغيّر اللي اعتراه وشكّت إنه يتلاعب فيها من البداية..
رفع حاجب واحد باستهزااء : تنكرين؟؟
انغبنت وهي تشوفه يسخر ...
سحر بغيض : أنا موو ضعيفة !!
تركي بسخرية وتبدل حااااله لطافته كلها اختفت : بس أنا أشوفك كذا (وهو يعدد على اصابعه بأسلوب حقير) ضعيفة وجبانة وساذجة.. وتاخذين الناس بالنية الطيبة عاطفية وقلبك يسبق عقلك..
ولللللعت لأنها شرشحها بكلمتين ..
تركي باستهزاء غريب : وغبية للأسف !!!

عند هنا ووصلت حدهااا .. قامت واقفه بمستواه تواجهه بتحدي ووقوفها العنيف حرّك الهوا حوله من غير لا يتزحزح وعيونه ارتفعت تتابعها ..صارت قباله وقريبة وهو مدنّق يناظرها بنظرات السمّ حقته..
قام صدرها يطلع وينزل وهي مغتثه من هالنظرات وطنقررت بالفعل لأن كل كلمة قالها ما كذب فيها..
تركي ببرود وعينه بعينها : .. وبكاااايه !!
ما تحملت وخنقتها العبرة وهو يضربها بسوط كلمات وليته تكلم بأي شي الا شخصيتها اللي مالها يد فيها..
سحر بعبررة تحذره : .. ولـ.يد !
تركي باستهزاء يوم شاف دمعتها تلمع : .. ودمعتك على جرريف ومخدوعة من الناس !!
ضرب وتر حسسساس والنتيجة انها ضربت صدره بقبضتها وهي تصرخ بوجهه ، ببكى مقهور : يا حققققير..!!
تزحزح من ضربتها بخطوة صغيرة للخلف وكانت بتضربه من جديد وهي تشهق الا مسك يدهاا عند صدره بالقووة ورفعت راسها باختناق لوجهه ودمعتها متعلقه.. شافت نظرات الجدية على ملامحه ..

قال أخيرا بنبرته الطبيعية : .. سهل استفزازك للأسف !!
ناظرته بصدمة يوم شافته رجع طبيعي .. وكأنه كان بمسرحية يمثّل دوور..
ما توقعت انه بيبدا بهالطريقة وبهالسرعة ..!!
بلعت ريقها وهي مشوّشة يوم استوعبت الموقف البايخ اللي حطها فيه..
تركي ومن غير لا يفك يدها وعيونه الجادة بعيونها المصدوومة : كيف بتاخذين حقك وانتي أبسط شي يثيرك!!؟
ارتعشت شفاتها وهي تحاول تفك يدها ما قدرت..
كمّل بجدية مخيفة : ما ابي أضيع وقتي معاك عالفاضي.. اذا مافيك حيل تتحملين علميني من الحين ..

ارتبكت يوم تبدّلت شخصيته.. كل الحنية واللطف اختفوا صار وليد الجاد اللي تعرفه واللي يثير لها أعصابها..
تركي بجدية وحدّة : اللي مسميتها انتي بسايكوو ما تمادت معك الا لأنك ماعرفتي توقفينها عند حدها..
تعلقت عيونها فيه بحييرة وهي تشوفه منقلب معهااا ومو عارفه وش تقول.... ، وأردف : .. والدليل انك ما رديتي عليها حتى برسالة وحدة !!!!
اهتزّ قلبها وهو يأنّبها، وتذكرت سالفة الرسااالة وانه مطّلع عليها..
تركي بسخرية يستثيرها: ليش لهالدرجة ضعيفة وتاركتها توصّلك لهالحال ؟؟؟!!!
أخيرا فاض فيها الكيل سحبت يدها منه وهالمرة سمح لها تبعد: ماااالك دخخخخخل أترركنـي!!

ابتعدت وهي تشوفه معصّب من جد عليها .. ومو فاهمه ليش ضايق المفروض هي اللي تضيق ولا هو وش دخله .. !!
قال من جديد: اذا بتنهارين على أدنى كلمة أقولها........
قاطعته بغبنة وهي تحس بالإهانة : دام كذا مو محتاجه مساعدتك !!
ابتسم بسخرية لاذعة ، ورجع لـ طبيعتـه : .. ما تحمّلتي من البداية !! (شاف ساعته) .. ما كمّلنا دقيقتين !!
ناظرته بغيض يوم فهمت انه لا زال يلعب دور استفزازه.. وكرهت انها اُستفزت صددق منه..

سحر بغيض: لا تستفزّني !
ابتسم ابتسامة جانبية ساخرة وهالشي طنقرررها .. وعرفت إنها دخلت باللعبة غصبن عنها ..
سحر: ولييد لا تستفز لي أعصابي ..
تركي بسخرية: لو شاطرة لا تسمحين لي أستفزك !
قامت تناظره وهي تتنفس تحاول تمسك اعصابها لا تخربها زود.. يكفي انه أظهر رداءة حصونها وهشاشة دفاعاتها بكلمتين !!!!
كلمتيييين !!!

تركي ببرود : الشرط الثاني مهم اذا بتتأثرين من أي كلمة أقولها فما رح يمشي الوضع معاك ..
قالت بألم ومن غير شعور وهي تداري جرحها : ... مو بكيفي !

سكت وهو يشوفها تصد عنه والوجع بصوتها : لا تحسبني اسوي كل ذا برضاي.. ( وهي تكتم العبررة) .. محد يدري عن شي...
تركي رماهــا : .. لكن أنا صرت ادري !

ناظرته باستسلاام نظرات أسف .. وندم من إدراكه لـ هالشي وان موضوع معرفته لقصتها واقع لازم ترضى فيه !!
قال يوم شاف هالنظرات ، يحطها قدام الامر الواقع : دريت وانتهى الموضوع !!

صدت عنه يوم قال كذا وسمع العبرة بصوتها واقترب بشويش وهي واقفه معطيته قفاها... وبهدوء : سحر !
ما لفت عليه .. واضطر انه يتعداها عشان يقابلها : يا آنسة؟
صدت بوجهها بعيد عشان ما تخليه يشوف عيونها المقهورة بالدمع..
تركي بجدية: علميني الحين...مستعدة تاخذين بحقك أو لا ؟؟
سكتت وهي تحارب عمرها من جواا.. ومترددة بسببه !!

تركي ما ضغط اكثر : .. أوكي اذا مو مستعده فالقرار راجع لك ! .. بعطيك مهلة الى بكرة لكن اعرفي بعدها أنا انسحب !
ناظرته بهدوء يوم لاحظت انه يحاول يقيّدها ..

أنهى النقاش : الحين خلينا نرجع ..

بصمت تحركت قدامه من غير أدنى كلمة والحركة اللي سواها فيها كان لها أثر في نفسها ..
تركي ما حكى معها زود طول طريق رجعتهم والصمت كان عنوان بينهم..
/

وصلوا الفيلا أخيرا وسحر تمشي بالأمام وتركي بالخلف ..

يوم وصلوا قريب طلعت صوفيا من الباب بابتسامة : finally ! ..
نزلت لهم : اين وجدكِ ؟
سحر بهدوء : ألم أخبركِ انني اريد البقاء وحدي؟؟ لمَ أرسلته ؟
صوفيا : لأنك لم تخبريني !! .... (ثم لفت لـ تركي بابتسامة) : ثانكيوو !

هزٌ راسه بابتسامة كـ رد .. ثم تحرك تاركهم من غير لا يقول لـ سحر كلمة ..وسحر بالمقابل ما استدارت تناظره كانت معصببة ومتأثرررة بسببه !!

راح هو من هنا.. وطلعت هي الفيلا ونصت غرفتها مباشرة ..
ردعت بالباب بقههر من اللي سواه .. وقهرها من نفسها اكبرر..
كلامه ضرب أوتار كثيرة داخلها لأول مرة تحس نفسها بموقف بايخ مثل كذا وبمنظر غبببي زي ذا ..
فكت شالها من رقبتها وشالت حجابها وهي توقف قدام المرايه .. تناظر عمرها ووجهها اللي كان ممتقع !!
محمد غثها اليوم وقلب مودها فوق تحت ..
والحين وليد حطها فموقف !! كرهت عمرها !!
/
:

دخل تركي لـ غرفته الداافية بنار المدفئة .. لقاها مرتبة ومنظمة عكس يوم طلع الصبح... والظاهر ان الشقرا رتّبتها يوم دخلت تحط شنطته ..
فك جكيته وهو يتنهد ورماه عـ الطاولة بنفس اللحظة اللي رن فيها جواله ..

رفعه ولقى ان " البيت " يتصل فيه ..
رد وهو يفرك شعره من ورا بانهاك وكسل : .. هلا !
وصله صوت امه : .. هلا تركي يمه
ابتسم وهو يرمي روحه عالصوفا : هلا عاش هالصوت ..
امه : بشرني عن علومك ؟ قلقتني عليك دقيت اليوم الصبح وما رديت ..
تركي : بخير يالغالية .. ابد كنت مشغول بالمعهد وكنت بتصل فيك اول ما ارجع لغرفتي لكن شغلني شي وتوني رجعت الحين ..
امه باهتمام : وش اللي شاغلك وانا امك ،؟
تركي بابتسامة جانبية : مو شي مهم .. لا تشغلين بالك ..
امه : والله مدري يا تركي بتطلع روحي وانت ما رجعت من هالسفرة الغريبة معه .. صايره افكر فيك بزود هاليومين ..
تنهـد بملل واضح : رجاءن يمه لا تفتحين هالموضوع من جديد ..
امه : الله يصلحك ويهديك قل امين وانا امك ..
ابتسم وهو يغمض عيونه بنعاس : آمين .. (تثاااوب وبان على صوته وهو يستدرك): وغير كذا يمه أكيد داقه بغير هالسبب !
تنهـدت وكأنها مرّت بـ معاناة صغيرة : أختك !!
عقد حواجبه وهو يفتح عيونه بانتباه : .. خير شفيها !؟
امه : .. ما طلعت من غرفتها من رحت إنت ، وللحين المدرسة ما عتّبتها !!
تركي باهتمام : أوف ؟؟
امه : زعلتها كايده هالمرة.. وإنت تركتها وهي حست انك رميتها وراك حتى ما راضيتها ..
تركي تنهد وهو يحك شعره : تدرين حاولت معها قبل امشي بس ما عطتني فرصة !.. وحاولت أكلمها امس وبرضو ما ردت..
امه : المهم تصررف.. اختباراتها قرّبت ما يصير تستمر على كذا .. والمدرسة كل يوم متصلين يسألون عن سبب غيابها ..
تركي استسلم : طيب ولا يهمك الحين بشوف وضعها .. عطيها خبر اني بدق عليها .. وحذريها لا تسفهني ..
امه : زين الحين بقولها ..

قفل من امه .. وانتظر دقيقتين ثم اتصل في أخته والنتيجة مثل محاولاته الأخيييرة معطيته اكبررر طااااف...!!
ارسل لها رسالة كتب فيها :
" جنى ردّي يكفي زعل "

انتظر خمس دقائق كامله يحتري فيها رد .. ولكن ما جاه اي شي منها ..
غيّر أسلوبه يوم شافه ما نفع معها .. وكتب :
" بتصل لآخر مرة وإذا ما رديتي علي الحين قسم بربي لأمدد سفرتي سنة "

ونفع .. !
لأنه يوم اتصل عقب دقيقة .. انفتح الخط بس ما سمع صوتهاا ..
ابتسم ، ومثّل العصبية : وبعدين ؟؟

قالت بصوتها اللي لا زال يحمل من طفولة عمرها : اي خدمة ؟؟
تركي : مافي شخبارك ؟؟
جنى بسخرية : ما يهمني ..
تركي : آفا ! .. ( ابتسم) : كتكوت يكفي زعل ..
جنى : لا تطلب لأن واضح ما يهمك ..
تركي : يا ليييل معاك.. دايماً ظالمتني..
جنى باستهزاء : واضح !
ضحك: هههههههه يا لبى قلب الكتكوت المعصّب .. مو لايق عليك خليك ريلاكس...
حمقت على رواااقه: وششششش تتتتتتبي تراك غاثنننني ؟؟؟؟؟
ضحك على نبرتها غصب : ههههههههههه كتكوت قسمن مو لايق عليك ...

سكت ، يوم حس العبررة تخنقها وسمع حسها تحاول تكتم غصاتها ..
تنهد وهو ما بيده شي يسويه حاليا : كتكوت بس روّقي يكفي زعل ..
ما ردت، وكمّل: تقول أمي انك مضربه عن المدرسة،؟
جنى : بسببك كرهتها ومو ناويه اكمل!!
تحول للجديّـة الواضحة : الا المدرسة يا كتكوت... هذي خط احمرر !
جنى بملل : والله طفشش انت مو حاس باللي أحسه..
تركي : ليش فهميني؟؟
جنى بدت تفضفض وكن زعلها بدا يتلاشى بالتدريج مع الأخذ والعطا ومع اسلوب تركي اللي ماخذها على قد عقلها : .. تخيّل نفسك ما تطلع من البيت الا للمدرسة حتى المشاوير الحلوة الثانية ما قد عشتها .. السوق وهو السوق ما اذكر متى دخلته انت ما تسمع سوالف البنات بالمدرسة وشلووون ، والله تخنقني العبرة وانا اسمع ولا افهم وش يتكلمون عنه.. صرت احس اني غبية ومالي اهتمامات مثل باقي البنات منطقّه بالبيت اربع وعشرين ساعة ولاني عارفه الدنيا... ماما كل ماقلت لها ابغى اطلع ..توعدني وتقول ان شاء الله اذا صار بابا بخير ويقدر يمشي بوديك واجيبك.. ومع حالة بابا ما أتوقع اني بشوف دنيا.. وانت حضرتك (بدت تحمق) كم مرة وعدتني وقلت حاضر باخذك للي تبين وما شفت منك الا الكذب والتسليك !!!.. آخرتها شوف وش سويت.. سافرت ورميتني وراك ولا كأني انسان ...!!

ضحك على اخر كلمة : ههههههه طيب طيب والله انك انسان محد قال غير كذا ..
جنى بغيض : لا تتريق !!
ما هان عليه يردّها ، ومن غير تردد : طيب اااابشري كم كتكوت عندي أنا؟
جنى بسخرية ما صدقته : ..زي العادة !
تركي : لا هالمرة جاد.. متى تبين تطلعين !؟
جنى : لا تستهبل علي..!!
تركي باستمتاع: والله ما استهبل .. علميني متى تبين ؟؟
حسّته صدق يستهبل عليها وينكت.. وقالت تجاريه : يعني اذا قلت لك بكرة ، بتطلعني ؟؟
ابتسم يجاريها : لو تبين اليوم !

جنى عصبت : تررركي تراني جد معصبة منك وانت تتريق !!
ضحك ، : هههههههههههههه والله ما اتريق..
جنى بعصبية : وشلون حضرتك بتطلّعني وإنت منقلع بآخر الدنيا مدري ويييين!!!

قال ونبرته تهدى عشان يستشعر ردّة فعلها : .. ثامر بياخذك !

ما صدقت وانصدمت : هاه ؟
مات ضحك : ههههههههههههههه.. أحسن مني داري هههههههه ..
قالت والواضح انها ارتبكــت : سخيييييييف !!
تركي : ههههههههههه .. لا تقولين كذاب تراني جاد ..
سكتت ! ، وأردف : تبين بكرة خليك جاهزة بكرة !

هدت نبرتها واستكانت : .. انت..قلت له يعني؟
تركي : مالك شغل قلت له او ما قلت له المهـم خليك بكرة جاهزة ،
ما استوعبت وحاولت تتأكد : يعني هو.. موافق؟؟
تركي بنعومة : اكيد موافق ..

كن صدرها بدا ينشرح .. وابتسمت عفويا ..
تركي : بس هاااا لا تنسين إن زواجه قرريب لا تاخذك العجة إذا شفتيه ..
( طنقررت ) : على تررررررراب شايفني مطيوووووره !!
تركي : هههههههههههههههههههه..
جنى : والله سخيف وبعدين أنا ما أحبه ...وش ابي بواحد بيتزوج !!
تركي والضحكة بصوته : زين زين .. أبيك ثقل دووم ..
جنى بحنق : خايس !
تركي : بس شرط بكرة تروحين عالمدرسة .. أوكي يا كتكوت ؟
جنى ما عارضت : أوكي ..
تركي : يلله انبسطي ..
ابتسمت عفويا : شكرًا ..

سكر منها ، ومباشرة اتصل على ثامر ...
رد عليه بعد شوي ، والواضح من صوته انه منشغل بشي ..

ثامر بـ حنق وهمس واطي : تدري ان وقتك غلط ..
تركي : قل لي هلا قبل يمال العافية !
(ابتسم ) : هلا تركي
تركي : إيه كذا اقدر اتفاهم معك ،
ثامر : الله يستر وش عندك جديد ..؟
تركي باستغراب : شفيك تحكي كذا بصوت واطي ، احد مهم عندك ! ؟
ثامر : انا عند اروى اخلص علي .. والله لو تدري انك داق علي وانا عندها إن تفجّرر بعمرها..
تركي بسخرية : بقرييح ان شاء الله تحترق .. غيرتها هالبنت زايده حبتين !!
ثامر : الله لا يلومها لازق فيني مثل العلك ..
تركي : وينها الحين؟ .. حولك؟
ثامر : لا ، راحت دقيقة تجيب هدية شاريتها.. بسرعة اخلص لك دقيقة وحدة قبل ترجع.. ما فيني اقلب المود بسبتك..
تركي بدون مقدمات : طيب اسمع ! .. بكرة فرّغ نفسك !
ثامر باستغراب : بكرة؟
تركي : اييه بكرة من العصر .. تراك مسؤول عن اختي ..
ثامر باستغراب : جنى ؟
تركي : إيه وعدتها انك بتاخذها بكرة تطلّعها مشوار تغيّر جو فيه.. وخذ أختك اللي بالجامعة معكم..
ثامر بحنق: ومن متى قررت !!؟
تركي اعترف بدون هوادة : توني مقرر من عشر دقايق..
ثامر : بعد تقولها كذا بدم بارد..!
تركي : إنت المنقذ إن ما لبّيت طلبي احتمال تكرهني واحكي جاد تراني ..
ثامر: تكرهك بعذررهااا ياخي... يوم كنت أقولك عط اهلك من وقتك وأختك اللي فاقدتك ما سمعت كلامي .. الحين كلها بروحك!!

تركي بحنق : لو كنت قريب الحين مارح أقصر لكن تدري اني بآخر الدنيا.. تكفّل فيها هالمرة ادري فيك بتسويها بقلب وسيع..
ثامر تنهد وهو وده يدخل عليه مع الجوال ويعطيه كم كف ..
تركي : ثامر لا ترد طلبي البنت بتموت من جلسة البيت بروحها.. خذها بكرة وسّع بخاطرها..
ثامر بحنق : اييه تدري فيني مارح أعارض بس بكرة عندي مشوار ..
تركي : أجّله !! وش المشكلة ..
ثامر : إيه انت الأمور عندك شربة موية كل شي عندك سهل..!!
تركي : أقولك وعدتها ولو تنط للسما مارح أقولها تأجّل طلعتها.. البنت مغتثه وانت تدري فيها..
ثامر بحنق : إيه بسبّتك.. تغثها إنتْ ثم تجيني أنا أصلح مشكلتك ..
تركي أنهى النقاش : ثامر ازهلها ولا يكثر...

ثامراستسلم : خلاص أوكي.. بس بغيت اقولك تركي انت واحد صعب التعامل معاه...( سكت فجأة ورفع راسه للي دخلت )
وحس تركي ان خطيبته رجعت ، وسمع صوتها وهي تسأله :
" ثامر مين تكلم؟ "
قال تركي بـ نذالة : قل لها لا تكذب عليها... خلها تقتنع اني واقع مفروض عليها لازم ترضى فيه..

رجع ثامر للسماعة وهو محافظ على ابتسامته الصغيرة : تركي اقضب أرضك احسن لك !
تركي : ههههههههه بعآآد صرت تهزئني قدامها..
ثامر : خلاص وعد وعطيتك.. بكرة أختك بأيدي أمينة الحين ضف وجهك..
تركي : ايييه كذا أنا بتطمن ..
ثامر : تبي شي ثاني ؟
تركي يحارش : قول للي جنبك مارح افكك لو تموت ..
ثامر : اقصر الشر تريك .. ( همس وهي ما تسمـع) .. حاقده عليك الحين الله لا يوريك..
تركي ضحك وهو مستمتع ما يدري ليش ..
ثامر : يلله أشوفك ..

سكر تركي منه عقب ما وسع خاطره شوي وقام عشان ياخذ شاور ويستعد للخمدة ..
:

عند ثامر اللي نزل الجوال وهو مبتسم .. انحنى عالطاولة الانيقة يحط الجوال.. ورفع راسه وهو يعدل شماغه الابيض لأروى اللي كانت جالسه قريب وراسها راكبه مليوون شيطان ..
قال بـ هدوءه المعهود معها : شفيه المود انعفس ؟؟؟
أروى بحنق : وش يبي منك؟؟؟؟؟
ثامر : ولاشي شغلة بسيطة ..
أروى : ليش قمت تتهامس معاه ما تبيني اسسسسمع ؟؟؟؟؟
قال برواقه الطبيعي : شي بيني وبينه ..
أروى بغيض : ابي اعرف كم مررة تكلمه باليوووم؟؟؟.. هذا وهو مسافر على قولك توقعت انه بيفكك شوي بس الظاهر ولد عمك ذا صدق صمغ بتكسس ما يحس..!.. حتى وهو مسافر ملاحقني..
ضحك على هالتعبير اللي قد قالته مرة قبل هالمرة.. وبهدوءه : .. ولد عمي وهذا طبعه صعب اسفهه !
قامت تلوي شفايفها بضيق واكتفت تعليق ..
ولا علّق لأن بينه وبين نفسه مستمتع بهالموضوع من مدة.. حاب غيرتها الغبية هذي!!!
شي جديد على شخصيتها اللا مبالية معه ..

شاف الهدية المغلفة اللي جابتها موجودة عالطاولة واللي المفروض انها أعطته إياها من يوم دخلت .. وابتسم ..لأول مرة تحرص تعطيه شي من يوم ملك عليها وشكل الدرس اللي عطاها إياه بالجفاء فاد فيها ..
قال وعينه عالهدية : .. ليش راميتها بعيد عطيني أشوفها !!
رمت عليه نظرة حانقة من على جنب .. وبصمت مالت للطاولة وأخذتها.. ورمتها بحضنه من غير لا تعطيه يد بيد بدفاشة شوي !!
رجعت لـ حركاتها .. هذي أروى اللي يعرفها ..!!

ثامر : يا ساتر !! كذا الناس يعطون الهدية .. طرارة هي؟
أروى : ليش كل ما جيت عندي لازم ولد عمك يدق عليك وياخذك ساعة بالسوالف ؟؟؟؟ اشك انك متفق وياه عشان تطفشني !
قال بابتسامة حابسها : ما اتفقت معاه.. بس انا اقرب واحد له وش تبيني اسوي.. اسفهه؟؟
أروى : بزر هو عشان يتعلق فيك كذاا ؟؟
ضحك : هههههههههه .. خلاص روقي ..
أروى : وش يبي مننننك؟؟ لا تقولي شغل زي العادة لأني مليت من هالجواب..

ثامر : يبي مني خدمة ..
أروى : وش دخل أخته بالسالفة سمعتك تطريها ..؟
تنهد وقرر ما يخبي عليها والواضح انها مصرّه تعرف : .. باخذ أخته بكرة أطلعها تنبسط وتغيّر جو..

هنا وبشكل غير متوقع.. شبببببببت وطرررقعت .
أروى : وشششششوووو ؟؟؟
قامت واقفه .. من رباشتها ما تقدر تجلس
رفع راسه يناظرها ..
أروى : بصفة ايييش تاخذها وتبسطها.. انت اخوها ولا اهووو ؟؟؟
ابتسم وهو يشوفها محتقنه... فعلا تركي عفس المود فوق تحت...
أروى: اعتذررر منه...
ثامر: عطيته كلمة.. وبعدين تعرفينها أخته بنت عمي وصغيرة واخوها مو حولها الحين..
أروى: وليش تطيح على راسك..؟؟؟
ثامر: أنا مثل اخوها تركي بالضبط.. اكثر من ولد عمها..

أروى: مو يكفي اهتميت فيهاا وهو مسافر يدرس.. هي وأهلها ..كم سنة وانت تعابل فيهم طول ماهو يدرس.. ليش تطيح على راسك مرة ثانية !!
غيّر من اسلوب نبرته .. للجدية والحزم: أروى هذول مب غُرب.. هذول عمي وعياله .. لو اعابل فيهم عمري كله مارح اقول شي.. واتركي عنك هالحكي!!
أروى : إيه بس مو حالة كل ما قال لك شي قلت له حاضر وتم..

ثامر قام واقف وشكله جد ضاق عليها : مثل ما انتي بنت خالي وقريبة.. هم عيال عمي ولهم حق علي.. ما يستاهل الموضوع تضيقين عشانه..

شافته جد ضاق عليها .. حاولت تخفف النبرة لأن بالنسبة لـ ثامر بيت عمه يُعتبر خط احمرر بالنسبة له ،!
ثامر بجدية : غيرتك هذي بتقضي عليك .. بغيتك تتغيرين لكن مش كذا !!
ناظرته ووجهها ينصبغ بالأحمرر غصب ..
ابتسم وهو يشوف هالتغير اللي طرأ على ملامحها .. وقالت بسرعة: أغار من ولد عمك ههههه وش هالغباء !!

رجع يجلس وهو يتلقف الهدية وحاول يغير الموضوع لعل الجو الرايق يرجع : .. خلينا نشوف وش جبتي..

كتمت باقي حنقها ومشت جنبه .. وتفاعلت مع تغييره للموضوع وهي تحاول تتناسى مشاعرها السلبية اللي تملكها ناحية ولد عمه واللي اسمه تركي ،!
:
/


بغرفة سحر بعد ساعات بعز الليل ..

نفضت غطا السرير عن وجهها وقامت قاعده بعصبية وشعرها منكووش..
صوته يرن براسها رررن...
ساعتين وهي تتقلب.. وصوته ما فارقهااا..

صوته وهو يعدد سلبياتها بكل هذيك الثقة..
ليش تحس انها تعرررت قدامه خلاااص كل شي داخلها مكشووف له .. !!
وشلون صاير فاهمها ..!

قامت من السرير ومشت بخطواتها ناحية نافذتها ذات التصميم الكلاسيكي... طلّت ناحية الكووخ اللي تقدر تشوفه من مكانها.. لقت انه مظلم مافيه شعاع نور واحد..
ناااايم..!

هو نايم... وهي تاركه لـ كلامه انه يطقها بهواجييس..
مر بخاطرها آخر كلامه ،
' بعطيك مهلة الى بكرة لكن اعرفي بعدها أنا انسحب ! ' ،

عفست ملامحها كني أنا اللي ترجيته يساعدني، مو كأنه هو اللي عرض المساعدة ..
عقدت حواجبها عند هاللحظة وهي ترجع السرير..
استرجعت جدّيته وهو يعرض عليها المساعدة ذاك الوقت .. واضح ما كان يمزح ولا حتى يتتريق عليها...
رمت راسها عالوسادة وهي تناظر السقف المظلم...
وما سمحت لنفسها تفكر بالموضوع اكثر.. لأن النوم أخذها ...

:
/





♫ معزوفة حنين ♫ 12-02-12 04:17 PM



في بيت ابو محمد..

ابو محمد بعصبية : وين راح له ثلاث ايام ما شفناه؟؟
ام محمد وهي تشوف زوجها يحاول يتصل : .. الله يستر لا يكون صار له الشي..
ابو محمد: وهو هذا الاحتمال اللي ببالي.. البارح واللي قبله جواله يدق بس ما يرد.. واليوم مغلق.. اكيد صاير له شي !
ام محمد وهي تحاول تهدي قلقها : لا إله الا الله ان شاء الله ما يكون الا الخير ..
ابو محمد وقلقه تجاوز عصبيته : .. ليته يرد بس عشان نعرف وش حاله.. ثلاث ايام ما عتّب البيت ولا سمعنا له صوت.. وبكرة زواجه وهو مهنا خبر ..
ام محمد بهدوء لعلها تهدّي أعصابه القلقه.. وطرى على بالها ملاحظة : .. طيب كلّمت عمته أخاف يكون راح يزورها قبل الزواج ؟؟
ابو محمد : لو فرضنا انه سافر يشوفها.. يروح وما يقولنا؟؟
ام محمد : والله مدري يا عبداللطيف احتمال سواها وهو عندها هالكم يوم..

ما سوى ابو محمد شي غير انه مسك التلفون من جديد.. وقرر يتصّل يمكن يلقى خبر ولو انه من جوا متضايق ان كان سواها فعلاً وراح يزور عمته من غير لا يعطيهم خبر ..
كلم وردّت عليه عمة عمر.. سألها عن عمر اذا كان مرّ عليهم او شافوه هاليومين.. والرد كان النفي ..
سألته بقلق ان كان فيه مشكلة تتعلق فيه.. ولا حاول يخوّفها ونفى ان فيه مشكلة..

سكر منها عقب ما طمّنها ..
ام محمد وهي تتابع : .. مهوب عندهم ؟؟
ابو محمد وهو يستغفر : .. لا !

وقام واقف بشكل مفاجئ ..
رفعت ام محمد راسها باستغراب : على وين ؟
ابو محمد : بروح أشوف شادن.. حتى هي لي ثلاث ايام ما شفتها ..
ام محمد: أظن نامت الحين ..
ابو محمد: بروح أشوف السالفة واسألها عنه .. الوضع ماهوب طبيعي .. الولد غايب له كم يوم والبنت ما تعدّت غرفتها..

راح طالع ناحية غرفة بنته .. لقاه مغلق ودقه ..
بالبداية ما ردت عليه وهالشي خلاه يحتار زود من حبستها بالغرفة لثلاث ايام متواصلة..
ابو محمد: شادن افتحي أنا أبوك ..

ناداها مرة ثانية وثالثة .. الين ما استجابت وحس بخطواتها تقررب..
فتحت الباب ووجهها ما كان هو الوجه اللي يعرفه .. ذاااابل بشكل مخيف ، والسواد تحت عينها ما ذاقت ذرة نوم وحدة !!

لا إراديا نطق بقلق جاااامح: شفيك وانا ابووك؟؟
تركت الباب وهي تتراجع.. تحاول تخبي وجهها اللي يفضح كبر مصيبتها وخسارتها ...والواقع الكرريه اللي عاشته..
دخل وهو يتابعها بعيونه : شادن شفيك وانا أبوك؟؟ ..
دخلت الحمام تبي تغسل وجهها والهدف انها تهرب بهالملامح عن أبوها ، يمكن الموية تمحيها ..
بس غسّلت وما فاااد ..طلعت عليه وملامحها الميتة هي هي .. !

اقترب منها وهي واقفه تناظر الارض ما تحط عينها بعينه : تكلمي وانا أبوك وراك حابسه عمرك بالغرفة مهوب من طبعك ..

شادن بخفوت وهي تناظر نقطة خفيّة بالأرض : .. مو.. شي..
ابو محمد: شلون مافي شي شوفي وجهك؟؟
شادن بخفوت : مافي شي بس تعبانة لي كم يوم ولا خفيت..

حس انها تخبّي شي .. وتحاول تداريه..
قال : .. عمر ما كلمك هاليومين؟؟
انقبض وجهها بشدة.. : .. لا..
ابو محمد بجدية: تدرين وين راح؟ .. له ثلاث ايام ما ينشاف ..
انقبضت زوود ، ووضح عليها وهي تقول ببحة ونبرة ميتة : ... لا ... ما عندي خبر ..
اقترب منها وهي جامدة مكانها عيونها ما زحزحت عن الارض : .. قلبي مهوب مرتاح .. فيك شي وانا أبوك؟

رفعت عينها أخيراً.. وبإصرار غريب: لا مافيني..
أبوها : متأكدة ما صار شي بينك وبينه؟.. اذا صاير شي علميني.. ولو ان زعلكم ورضاكم مثل شربة الموية بينكم.. عارفين لبعض ( وابتسم)

كان يبيها تبتسم.. وحاولت تبتسم بس فيه شي بوجهها غلط مع الابتسامة المزيفة..

شادن: تبي شي ثاني لأني بنام الحين..
أبوها : سلامتك تصبحين على خير ..

اقترب وباس راسها وهاللحظة نزلت راسها للأرض بسبب عبرة خنقتها مع حركته .. واخفت عنه دموعها وهو يطلع.. كانت تدري انه طالع وهو مو مرتـااح ، ولأن أجوبتها ما ترّسي على بر ..

قفلت الباب ودموعها تغشي عيونها.. للحين في حالة الصدمة للحين ما صدقت اللي صار ..
ثلاث ايام مروا عليها مثل الجحيم.. ما غير تستذكر كل كلمة وكل حرف طلع من فمه..

مستحيل ، هذاك مو عمر ..
تحلف انه مو اهو ..

عمر عاش معها 17 سنة متواصلة قبل لا يتركهم.. ما قد مرة جرحها بمثل هالجرح وبمثل هالطريقة ..
تحلف انه مو اهو .. والله مووو اهو !!

مشت وهي تفرك أصابعها بأعلى خدها تنزع الدموع اللي طاحوا ..
ما عمره تخلى عنها ،،
بس ليش كذاا ؟؟؟؟!!!

رمت عمرها عالسرير وأغرقت وجهها بوسط المخدة تفرّغ فيض جديد من اللوعة ..
ماضيها فيه ..
وحاضرها فيه..
وكل سعادتها فيه..

كيف بتعيش الحين !!؟؟
مالها مستقبل ولا رح تسعى له !! ..

ما تشوف نفسها بغيره .. ومهما تمنّت تنزع اسمه من ذاكرتها يظل اكثر انسان بالكون يحتل كل المساحة بروحها.. أخذ داخلها كل زاوية وما بقّى شي للناس ..!!
عمر انت مرض ما ابي اتشافى منه..
مرضت فيك من يومين طفلة ، وعشت على هالصورة وتكونت فيك ومنك !!

قبضت على الوسادة بأصابعها على وشك تقطعها.. وهي تحارب اوجاعها..
ما تدري وش اللي بيصير لها من اليوم ورايح..،
لكنها أدركت شي واحد..
من غير عمر ..... مالها حياة .!
:
/


‏ثاني يوم ..

كانت الساعة حوالي 3 العصر بموسكو ..
وسحر مشغولة بالشاور لها نص ساعة.. وجوالها كان يرن بإلحاح طول ما كانت بالحمام.. مرة اتصال ومرة رسالة..
طلعت أخيرا ولأنها بالحمام ما كانت تسمعه..
سكرت الباب وهي تمسح وجهها من القطرات وشعرها يقططر.. توجهت للتسريحة ويوم بدت تنشفه رن جوالها بنغمة رسالة ..
راحت بكسل لهناك.. والتقطته وتفاااجئت انها من ' سايكو' ..
وانصدمت اكثر يوم شافت منها 7 اتصالات و 5 رسايل على مدى نص ساعة ، .. خلال ما كانت بدورة المياة..

فتحت رسالتها الاخيرة وهي متحفززة لسمومها واعصابها طلعت من طور الهدوء :
'وربي ما شفت جبانة مثلك'

قرت اللي قبلها :
" مارح أسامحك لو خربتي حياتي معه.. فلا تسوين نفسك البريئة والمسالمة.. ردي لو فيك جرأة تواجهين"

واللي قبلها:
" أبعدي عن محمد يا زفت.. أنا عارفه جالسه تخططين عشان تخربين حياتنا.. محمد ما يبيك افهمي فشيليه من بالك احسن لك ولا تحاولين تتواصلين معه من وراي"

ما كملت الباقي ، ووجهها اعتلاه الوجووم..
والنار من جوا بدت تشب وتشتعل وتاكلها..
مصره تقهرها وتغثها وتثير لها أعصابها... وفعلا نجحت لأن سحر طلعت من طوووورها كليا ..

وبلحظة قررت تشعلها حرب عالمية ..!
قرااار أخذته بغمضة عين وبدون تفكير .. في لحظة هيجان داخلي وانعدام توازن !

لبست ملابسها وحجابها وطلعت من الغرفة.. وما نست تاخذ جوالها معها ..

نزلت وبراسها فكرة وحدة ... وحدة بس !!
وشلون تعيّشها بجحيم وترد لها حركاتها السقيمة حركة حركة ..!

طلعت برا الفيلا وهي تمشي بسرعة وانفاسها تتعالى لا إراديا من الضغطط الداخلي اللي تحس فيه .. مضغووطة نفسياً بطريقة تحررقها من جوا وتبي تفجره بس مو عارفه كيف ..
غرقت عيونها بدموعها لكن هالمرة مختلفة.. لأنها كانت دموع غضضب حارة !!

خذتها رجولها ناحية اللي كان منسدح بسرير الشجر وهالمرة ما كان يقرا، كان يلعب بتلفونه وهو لابس نظارته الشمسية وناسي الدنيا كلها ..

وصلت عنده ووقفت وانفاسها الحادة سبقت خطواتها لمسمعه..
رفع عينه عن الفون بـ رد فعل صامت لحضورها وشافها تنتفض بوقوفها.. انتفاضة غيييض وغضب ولمح بعيونها الحمرا دموع ..
رفع نظارته لجبينه وهو يقوم جالس بهدوء.. وأدرك مباشرة انها مغتااضة من شي !!

وقال وهو يناظرها باستفسار : .. خير؟

قالت وصوتها يرتعش غيض وقههر مؤلم: أبي أهينها.. أبيها تعيش بجحيم ..

سمع وش قالت.. ونزل بنظراته للجوال اللي يرتعش بيدها، ثم ردّ بعيونه لوجهها اللي كان مقبوض..
فهم مباشرة انها استقبلت مضايقة جديدة من اللي مسميتها هي " سايكو" ..

وشاف الحقد يلتمع بعيونها.. وسكت لثواني يتأمل حالها ..

سحر بغبــن وعينها بعينه : ابي اعرف وشلون تتعامل مع مريض نفسي مو مخليك بحالك!؟ .. أبيها تندم على كل حركة سوتها معي...

أخيرا..
ابتسم ابتسامة جانبية غريبة وعيونه تتحول للجد .. وبعيد عن الهزل: .. يعني مستعدة؟؟
سحر من غيير تفكير ورغبة جاامحة : اييه حطيتها براسي وما رح ارحمها ..كل أحلامها فيه بعععفسها وأنهيها ..

ابتسم بمتعة من نبرتها وتصميمها اللي تضاعف .. ومن نبرة الشر المنبعثة منها ..
تركي وهو يشيل النظارة عن جبينه .. ويقوم واقف وهو يثبتها على شعره : اوكي ..! تحت أمرك !

ارتفعت نظراتها له يوم قام .. وهي تتحرى وش بيقوول..
تركي : بس تذكّري انك وافقتي البارح تسوين كل شي أقولك عليه.. مابي اعتراض..
هزّت راسها إيجاب وهي ما تدري وش ناوي ..

تقدّم ناحيتها وفتح كفه : ..جوالك؟
عقدت حواجبها مو فاهمه.. ولا تحرّكت عشان تعطيه ..

كرر وهو يرفع حواجبه يحذّرها : قلنا ممنوع الاعتراض .. !
استجابت بصمت وحطت الجوال بكفه..
فتح قائمة الرسائل ، ومن دون ما يقرا شي فيها.. رجع يمد الجوال لها : إقريها بصوت عالي.. خليني اسمع وش كاتبة لك ..!

سحر باعتراض : وليش ما تقراها انت.. كافيني مرة وحدة..

تركي بجدية : بلا عناد.. اقريها وانا اسمع..

مسكت الجوال مُكرهه.. اما هو استدار راجع لمكان الاسترخاء حقه.. وجلس مثل المدرس اللي ينتظر تلميذه يلقي شي، وحط رجل على رجل..

قبضت سحر على الجوال بيد ترتعش لا إرادياً ... كيف بتقدر تقرا اهاناتها بصوت عالي وقدامه !! .. مارح تملك صوتها ذيك اللحظة ويمكن تفقد كل رباطة جأش متمسكة فيها الحين ..!



يُتبــع..


هذا اللي أسعفني فيه الوقت..
نلتقي الأسبوع القادم ان شاء الله..


بانتظاار تعليقاااتكم بششغف ..


عنون







♫ معزوفة حنين ♫ 12-02-12 04:20 PM




وبس ..
هذا اللي نزلت للحين ..

قرآإءه ممتعه ..



mozah 19-02-12 04:30 PM

روايتك روعه وحلوة مررررره من متابعينك وزعلت لما وقفتي وفرحت لما رجعتي خلاص لازم تكملينها

♫ معزوفة حنين ♫ 21-02-12 03:04 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mozah (المشاركة 3013683)
روايتك روعه وحلوة مررررره من متابعينك وزعلت لما وقفتي وفرحت لما رجعتي خلاص لازم تكملينها




الكاتبة مستمرة حاليا في التنزيل =) ..
نوو^_^وورتي ..



♫ معزوفة حنين ♫ 21-02-12 03:04 PM

الـــجزء 37
------------------------------



طلعت برا الفيلا وهي تمشي بسرعة وانفاسها تتعالى لا إراديا من الضغطط الداخلي اللي تحس فيه .. مضغووطة نفسياً بطريقة تحررقها من جوا وتبي تفجره بس مو عارفه كيف ..
غرقت عيونها بدموعها لكن هالمرة مختلفة.. لأنها كانت دموع غضضب حارة !!

خذتها رجولها ناحية اللي كان منسدح بسرير الشجر وهالمرة ما كان يقرا، كان يلعب بتلفونه وهو لابس نظارته الشمسية وناسي الدنيا كلها ..

وصلت عنده ووقفت وانفاسها الحادة سبقت خطواتها لمسمعه..
رفع عينه عن الفون بـ رد فعل صامت لحضورها وشافها تنتفض بوقوفها.. انتفاضة غيييض وغضب ولمح بعيونها الحمرا دموع ..
رفع نظارته لجبينه وهو يقوم جالس بهدوء.. وأدرك مباشرة انها مغتااضة من شي !!

وقال وهو يناظرها باستفسار : .. خير؟

قالت وصوتها يرتعش غيض وقههر مؤلم: أبي أهينها.. أبيها تعيش بجحيم ..

سمع وش قالت.. ونزل بنظراته للجوال اللي يرتعش بيدها، ثم ردّ بعيونه لوجهها اللي كان مقبوض..
فهم مباشرة انها استقبلت مضايقة جديدة من اللي مسميتها هي " سايكو" ..

وشاف الحقد يلتمع بعيونها.. وسكت لثواني يتأمل حالها ..

سحر بغبــن وعينها بعينه : ابي اعرف وشلون تتعامل مع مريض نفسي مو مخليك بحالك!؟ .. أبيها تندم على كل حركة سوتها معي...

أخيرا..
ابتسم ابتسامة جانبية غريبة وعيونه تتحول للجد .. وبعيد عن الهزل: .. يعني مستعدة؟؟
سحر من غيير تفكير ورغبة جاامحة : اييه حطيتها براسي وما رح ارحمها ..كل أحلامها فيه بعععفسها وأنهيها ..

ابتسم بمتعة من نبرتها وتصميمها اللي تضاعف .. ومن نبرة الشر المنبعثة منها ..
تركي وهو يشيل النظارة عن جبينه .. ويقوم واقف وهو يثبتها على شعره : اوكي ..! تحت أمرك !

ارتفعت نظراتها له يوم قام .. وهي تتحرى وش بيقوول..
تركي : بس تذكّري انك وافقتي البارح تسوين كل شي أقولك عليه.. مابي اعتراض..
هزّت راسها إيجاب وهي ما تدري وش ناوي ..

تقدّم ناحيتها وفتح كفه : ..جوالك؟
عقدت حواجبها مو فاهمه.. ولا تحرّكت عشان تعطيه ..

كرر وهو يرفع حواجبه يحذّرها : قلنا ممنوع الاعتراض .. !
استجابت بصمت وحطت الجوال بكفه..
فتح قائمة الرسائل ، ومن دون ما يقرا شي فيها.. رجع يمد الجوال لها : إقريها بصوت عالي.. خليني اسمع وش كاتبة لك ..!

سحر باعتراض : وليش ما تقراها انت.. كافيني مرة وحدة..

تركي بجدية : بلا عناد.. اقريها وانا اسمع..

مسكت الجوال مُكرهه.. اما هو استدار راجع لمكان الاسترخاء حقه.. وجلس مثل المدرس اللي ينتظر تلميذه يلقي شي، وحط رجل على رجل..

قبضت سحر على الجوال بيد ترتعش لا إرادياً ... كيف بتقدر تقرا اهاناتها بصوت عالي وقدامه !! .. مارح تملك صوتها ذيك اللحظة ويمكن تفقد كل رباطة جأش متمسكة فيها الحين ..!

استمررت ساكتة ما نطقت بحرف وهي مو عارفه شلون تبدا ..
تركي يوم شاف ترددها : من وشو خايفه ؟.. اقري خليني اسمع ..

ما عرفت وش يبي من هالخطوة ليش ما يقراها بنفسه ليش يطلب منها؟؟.. يبي يوتّر لها أعصابها يعني؟

تركي قرأ أفكارها : .. لمصلحتك ! ..(وبأمر) ..اقريها !

بلعت ريقها .. وبدت بوحدة منها ..بصوت وااطي يالله ينسمع ..: " مارح ..أس سامحك لو خربتي حياتي معه..... فلا تـ.......
قاطعها بصوت عالي : ... ما أسمع !
رفعت عينها لـه باستغراب ..
تركي بوضوح : ما أسمع عيدي...
سحر بضيق ... قربت خطـوة ناحيته عشان يسمع ..
وداهمها بهدوء : ما قلت اقربي عندي....قلت ارفعي صوتك ما اسمع ...
(ورفع اصبعه يشير لها بأمر ) : ارجعي مكانك...وارفعي صوتك ..
ضاقت : وش فرقت ؟؟؟؟؟؟
تركي بحاجب مرفوع وثقته العفوية تقتلها : تفرق !!... ارجعي بدون نقاش !

طاعت بصمت ..
ورجعت لورا نفس مكانها الأول.. ورفعت عينها له تتأمله من جديد وكان على وضعه حاط رجل على رجل ومكتّف وعيونه الجاادة بعقدة صغيرة بين حواجبه مسلّطه عليها...
كان مركّز معها من قلب وهالشي أررربكها زود ...

بلعت ريقها وقررت تقرا الرسالة بسرعة وما تحط عينها بعينه...
: " مارح أسامحك لو خربتي حياتي معه فلا تسوين نفسك البريئة والمسالمة ردي لو فيك جرأة تواجهين " < بسررعة وما تدري اذا كان فهم اصلا ..

انتهت.. ورفعت عينها له بتحفّز ... لقت انه على وضعه وملامحه هي هي ..
قال : فيه غيرها ؟
هزت راسها ايجاب ..
قال بأمر جديد : اقريها ..وهالمرة بشويش ..بلاش سرعة خليني اسمع وافهم !

أطاعت من جديد غصب مالها الا تمشي عاللي يقول عليه ..مع أسلوبه الآمر ذا ما تقدر تجادل..
نطقت بصوت يررتعش : أبـ..عدي عن محمد يا زفـ..ت (اهتزّ صوتها هنا لا شعوريا) .. أنا عارفه جالسه تخططين عشان تخربين حياتنا..(خذت شهييق عميييق لا إراديا وتركي يتابع) ..
(وزفرته ): محمد ما يبيك افهمي فشيليه من بالك ..احسن لك.. ولا تحاولين تتواصلين معه من وراي.."

كان صوتها هالمرة أعلى وأوضح وتركي سمع كل كلمة ...بس بان التأثير على سحر وهي تنزل الجوال وتحاول ما تناظره ونفضه صغيرة تحاول تسيطر عليها.. من بياخة الموقف قدامه !
تركي بأمر وهو يتابع وضعها : .. قلنا ما نبي انهيارات ...!
رفعت عينها له وحاااولت تمسك نفسها ..وتقوى قد ما تقدر ما تبي تظهر بصورة الضعف قدامه من جديد..
تركي قام واقف وهو يعدل بلوزته الهاي نيك السودا ..وابتدا محاضرته بأسلوبه الخاص: الكورة بملعبك الحين.. هي قالت اللي عندها وما عندها أكثر من كذا..بأي طريقة تردّين عليها هالشي راجع لك... مهما كانت الطريقة اللي تختارينها اعرفي إنها من حقك...
سكتت وهي واقفه مُنصته لكلامه ..
تركي : .. كلامها مكرر بكل رسايلها ولو اختلفت الكلمات...اللي قريته انا بالصدفة أول مرة يوم طلعتي بالليل واللي انتي انهرتي بسببها.. (تحفزت)...ما كانت مختلفة عن هذي اللي قريتيها ألحين... ( ابتسم ابتسامة غريبة فيها شي من المتعة اللي ودّه يعيشها وهو يرمي عليها نظرة جانبية ) .. مو ملاحظه شي ؟

عقدت حواجبها وما فهمت سؤاله.. وتأملت الجوال بكفّها وهي تحاول تستنتج شي بس مو قادره..
تركي تنّهد من فهاااوتها .. وقرر يفتّح عيونها على شي ما تدري عنه : .. البنت خايفه منك يا آنسة !
رفعت عينها باستغرراب وعدم استيعاب ..
هزّ راسه بملل وهو يغمّض عيونه من ذيك النظرة الفاهية ... جد برييييئة ولا يمكن تصحى على نفسها !!
وقال : مو ملاحظه ؟؟؟

قالت : .. هي تبي تقهرني بس... هي ما تقبّلتني من البداية ..
تركي : اتركينا من سالفة ما تقبلتك ... البنت مو واثقة بحالها وشايفتك خطر عليها ..
ركّزت معه من غير شعووور..
تركي أردف : ... خايفة لا تاخذين خطيبها منها ...!

سكتت شوي..ثم ضحكت بسخرية عفوية : والله لو تعرضه عليه من ثاني ما أفكر فيه... الحقير !!!
تركي بابتسامة غامضة : ..باختصار البنت ملعوزتها الغيرة... (رفعت عينها باهتمام ) ... ومن مصلحتك تستغلين هالنقطة عشان تضربين ضربتك !
ضحكت : ههههههههه تغار !!... وش تغار هالغبية وهي ملكته خلاص !!!
تركي رفع حاجب : ... قلت لك شايفتك خطر عليها...وشلون شايفتك عاد هذا شي خاص فيها... الكورة بملعبك الحين والهدف واضح... تبين توجهين لها ضربتك المجال مفتوح لك ...

ما تنكر انها مشتاااقه ومتلهفه عـ الرد اللي تبيه يكون "قاااضي"... ما تصحى من عقبه...
تنهي فيه كل أحلامها...
تعيش بعدها بجحيم... ويكون محمد بالنسبة لها كابوس...بعد ما كان حلم جميل ..!!

سكت تركي عقبها ورجع لمكانه وجلس على سرير الشجر... وعينه تتابعها بدقة ...
بدينا يا سحر...بدينا !

وابتسم وهو يشوفها تقرب منه بحماس ولمعة عينها اختلفت... درى انها وصلت حدها من رغبة الردّ والانتقام : تقترح أرسل لها يعني ؟؟؟؟
زادت ابتسامته ايوووه كذا بديتي تفهميني : ... طريقة الرد راجعه لك قلت لك كل الطرق متاحة ولا تفكرين بلحظة ان الطريقة اللي بتختارينها غلط ..
زاد حماسها من نبرة التشجيع هذي اللي فتحت لها كل الطرق وكل الوسائل ... كانت متحفّزة بسببه ومتحمّسه بسببه وكل شي فيها مُثار بسببه ...

وقفت مع نفسها شوي بعيد عنه ..ومقابل عيونـه المترقّبة لتصرفاتها..
هالمرة عرف تركي انها ابتدت الخطوة ...
دخلت عالمها الخاص لأنها كانت ساكنة وهي ماسكه جوالها عند فمها ومغمضه عيونها بحالة تفكير عميقة ...
وتركي من بعيد يراقب بسكوت واسترخاااء وهو حاط رجل على رجل..من غير ما يبدي أي تصرف ..تركها مع نفسها تتصرف !

نست إن وليد حولها ونست عمرها وكل تركيزها تسلّط على الجوال والأزرار اللي تضغطها ..
قوّة خفيّة كانت تدفعها للأمام وتكتب اللي خطر على بالها والشيطان داخلها يضحك... ان كان تغار فعلا فهذا عزّ الطلب !
كتبت شي ما تدري وشلون طلع منها ... وأرسلته من غير تردد أو حتى إعادة تفكير !!

وأخيراً ابتسمت ابتسامة غريبة وهي تلف ونظراتها تروح لـ وليد المسترخي وملامح الهدوء على وجهه ...
فهم تركي معنى ذيك الابتسامة .. وعرف انه زادت العيااار لألف.. والابتسامة ذيك ما تبشّر بخير...
وابتسم وهو من داخله مستمتع وماخذ الدعووة لعب ...!

قربت وهي عاضّه على زاوية شفتها السفلية والجوال بين كفوفها بطريقة عفوية وهالحركة خلّت عيون تركي تتسلّط عليه أكثر من أول..
ضحكت ضحكة شقية طالعه من قلبها وكأنها الحين بس بدت تعيش متعة غير وتاخذ هالحرب تسلية دامها ضامنه الفوز فيها ...
وهالضحكة جذبت تأمّلات تركي زود...
والمود اللي اختلف وتبدّل !

وقفت سحر قباله وهي تتحدى : الحين تبدا الحرب !
وهو عاقد حواجبه باهتمام : .. وش كان ردك ؟
سحر بعفوية : اخاف تنصدم لو قلت لك !

ضحك لا شعوريا من جوابها : ... لا لا ما رح انصدم !
مدّت يدها بتعطيه الجوال عشان يقرى وش كتبت ... انحنى ناحيتها وهو جالس بياخذه...وقبل يلمسه دق الجوال..!
اثنينهم رفع عينه للثاني بنظرات فاهمه بعض ...واثنينهم عرفوا المتصل !!
وعفوياً تراجع تركي لوضعية الاسترخاء وسحر استرّدت الجوال وهي تناظر الشاشة بنظرات مكر ووعيد ..!!

ابتعدت كذا خطوة وتركي شبك يديه فوق راسه وعيونه وسمْعه تراقبها ... كان ينتظر مسرحية بتنعرض قدامه والاسترخاء مالي وجهه وهيئته ..!

وقفت سحر ..ولمست زر الرد اخيراً وهي تحط الجوال على اذنها وعينها تلمع بـ شر ما قد صار ..!!
ما تكلمت ،، بس سمعت ذيك تصارخ فيها وألف عبرة وعبرة بصوتها : .. يالحقييييييرة وشلون تسمحين لنفسك !
ابتسمت ابتسامة باردة والحين بالذات حسّت ان الأدوار تبدّلت : ..حقيرة ..اوكي راضيه اكون حقيرة ولا اكون مريضة !
بسمة منهارة بكي : ... والله ما اسامحك محمد مارح يتركني فاهمه لو يصير اللي يصير..مارح اسامحك يا حقيرة مارح اسامحك لو خليتيه يخوني !
ضحكت بسخرية : ليه هالثقة ..غريبة كلامي بالرسالة ما كان واضح ؟؟؟
بسمة : لا تقربين منه محمد الحين صار زوووجي ومارح يرجع لك لو تحلمين...نجوم السما اقرب لك يا سحر سامعه مالك أمل فيه !!
سحر ضحكت باستفزاز مُقيت: ههههههه جد انتي غبية وما تفهمين... رسالتي كانت واضحة وتراني أعني فيها كل كلمة !
ما تحمّلت بسمة كل هالتحدي والثقة المفرررطة اللي سحر عليها
وصررخت فيها زوووود : يا كلللللللللللللللللللللللبة محمد ما يخوووووون !!
سحر رفعت حاجب ونبرة تفوووح تحدّي واستفزاز : كلمة توصلك وتتعداك ..محمد ولد عمي وانا أولى فيه رضيتي أو ما رضيتي وما رح أتنحّى ..ولازم تعرفين ان علاقتي بمحمد بتستمر ومو عشان وحدة مثلك اتركه...حطيها حلقة بإذنك يالمريضة ..
هنا انهبببلت بسمة وهي تصرخ فيها : حقييييرة ووواااطية ولك وجه تقولينها بوجهي... اتحداااك تسمعين اتحدااااك يا حيوانه !
سحر بضحكة مستفزة وناسيه عمررها والكلمات قامت تطلع وحدة ورا الثانية بدون احساس : ...تأكدت الحين انك تغارين وخايفه مني ومتأكدة انك عارفه باللي بيني وبينه..دام كذا حابه اقولك باخذ الدور اللي عطيتيني واخليك تعيشين بجهنم ساااامعه ، محمد مارح يكون لك يا بسمة مارح يكون لك لو تنطين لسابع سما وترجعين لسابع أرض...شيلي انسحابي من حياته من راسك لأني حطيتك براسي ومارح أخليه لك...افهمي يا مريضة لأني مارح اعيد ..
بسمة ما تحممملت هالكلام القاسي وهالتهديد وهالسمووم : يا حيوووواااانه أحقر منك ما شفت افهمي محمد زوجي واختارني انا ..انسي احلامك الغبية مثلك لأنه ما يفكر فيك !
شخرت بسخرية وما تدري وشلون طلعت منها هالكلمة اللي كان القصد منها اغاضتها : هه ...متأكدة انه ما يفكر فيني ؟!!!
بكت بسمة زود وهي تسب وتشتم فيها لأن سؤالها كان بالصميم ...وسحر مثل الجدار ما تأثرت بأي كلمة مع ان السب والشتم كان من العيار الثقيل...
سحر ببرود : جاوبيني متأكدة انه ما يفكر فيني ؟؟
بسمة صرخت تهينها : لاااا لو يبيك ما رماك رميــة الكلب واختارني...(ضحكت بمقت من بين دموعها) ههههههه ايه صح اذكر شلون انهرتي بالمخيم يوم وصلك الخبر..هههههه سمعتي رماك رمية الكلب !!!
سحر تغيرت ملامحها للمقت الكبير وهي تسمع ذيك الكلمة .."رمية الكلب" ... !!...
ضغطت على انفاسها وهي تكتم كل غيض وكل غضب والبراكين اللي تفجرت جوا راسها ...
شدت قبضتها وفتحتها وهي تسيطر على نبرتها البااردة وكنتيجة زادت العيار : خليك على هالثقة ..بكرة بتعرفين اني اعني كل كلمة ..
بسمة بحقد : ..الله ياخذك الله ياخذك الله ياخذك...
سحر ضحكت وبلحظة قررت تقضي عليها : هههههههه اييه صح نسيت اقولك... محمد اتصل فيني البارح...حياتي ما صبر على سفرتي عنه...
هنا انجنننت بسمة : ... والله تكذبين ..!
سحر باستهزاء : وليش اكذب... اذا تبين اقولك الاتصال بالساعة والدقيقة مستعدة ..وانتي روحي اسأليه ..مو زوجك وخطيبك وحبيبك...اتوقع ما رح ينكر اعرف محمد ما يكذب ولا يحب اللف والدوران ..يحب الصراحة ورمي الكلام بالوجه ههههه!
بسمة انهااارت وهي تواجه أحلامها الهششة اللي ما استقرت للحين وسحر اللي صايره لها كابوس مزعج : .. والله تكذبين مارح اصدق ماااااااااااااارح اصدددددددق وحدة واطية مثلك..
سحر : اوكي... امممم ...اتذكر محمد اتصل علي البارح مثل هالوقت بالضبط...دامك خطيبته اكيد رقمه عندك ولا؟ (سخرية)..دقي اسأليه ونصيحة مني قولي له ان سحر بنفسها تقول انك اتصلت عليها....مارح يتجرأ ينكر صدقيني ..
بسمة ما تحممملت هالثقة والاصرار وهي تتذكر مكالمتها له بالأمس بكت زوود وهي تشتمها وتدعي عليها وبالنهاية صككرت السماعة بوجهها ...

سحر تركّزت عيونها بالفراغ مع صوت انقطاع الخط... ونزلت الجوال بالتدريج والجمود مغطيها تحت انظار تركي اللي ما تغيّر فيه شي..
أنصت لـ كلام سحر من البداية للنهاية من دون تعليق ..لاحظ إنها بدت المكالمة ونست الكون والعالم عاشت حررب نست فيها نفسها ..وللحق ما توقع كل هذا يطلع منها ومن أول مرة !!

عقد حواجبه وهو يشوفها تطيح جالسه عالأرض منهدّة...والجوال يطيح من أصابعها للأرض.. وعيونها تهيم بالفراغ من دون لا تلتفت له وكأنها نست وجوده تماماً..!
فهم حالتها ...
وبهدوء قام واقف ومشى بخطوات هادية ناحيتها ...لين واقف قدامها وهي جالسه..وهاللحظة انتبهت لحضوره رفعت راسها ببطء، والتقت عينها بعيونه الجــادّة اللي تناظرها من فوق ! ..
تعلّقت نظراتهم ببعض للحظات والصمت بينهم ....
وكانت تنتظر منه يقول شي.....أي شي .....
لكنه ما قال حرف..!

قالت تترجاه ينطق بشي يحسسها إنها بالطريق الصحيح : .. أنا....
قاطعها بنظرة رضـا كست وجهه ..من غير تعليق...
فهمت ذيك النظرة مباشرة واللي أرخت التشنج اللي تحس فيه وارتخت كتوفها عفوياً من شافت ذيك النظرة .. دليل الارتياح !
شالت جوالها وقامت واقفه وهي تنفض يديها...
ثم رفعت راسها والنشووة تملا وجهها ..
قال أخيراً وهو يتابع ملامحها اللي انتشت بشي غريب ..بنبرة تحذير : .. لازم تعرفين شي واحد !

رفعت راسها باستفهام وهي تدخل الجوال بجيبها ..
وتركي أردف :.. الموضوع مارح يوقف لهالحد ... اللي صار مجرد جولة لا تتوقعين ان البنت بتخليك بحالك عقب ما قلتي لها اللي قلتيه...
تمسّكت بثقتها وما سمحت له يهزّها بكلامه ، ورفعت راسها بتحدي : .. مهما كان اللي بتسويه ..معاد صار يهمني... بكون لها الند واللي صار اليوم مجرد بداية ..بعلمها مين اللي كانت تبي تهينها ...
ابتسم ابتسامته الجانبية الغريبة واللي جعدت خدّه : .. حلوة الثقة يا آنسة !
سحر رمشت عيونها بغرور : .. ما عجبتك !؟
زادت ابتسامته وظهرت اسنانه : .. الأهم تعجبك انتي..وترضيك ولّا أنا مو مهم ..!
خذت نففس من الاعماق وبشكل عفوي : .. كانت جولة حامية ماعرف كيف مرّت أول مرة يطلع مني كلام زي ذا ..
رفع كتوفه وهو يدس اصابعه بجيوب جينزه : .. القسوة احيانا ضرورية ..
رفعت عيونها له بعفويية والنشوة لازالت تملاها : .. سمعت كل كلامي معها ؟؟؟؟
وهو يهزّ راسه ايجاب ويميل بفمه لتحت بطريقة تقييمية : اها !
ما تدري ليش حبّت تعرف رايه : .. وكيييف كنت ؟!!
غمز بعين وحده وهو عافط وجهه : قاسية ......نوعا ما ..
قاطعته يوم حسته ينتقدها من هالناحية : تستاااااهل... مو انت قلت ردي الصاع صاعين..؟
ضحك ضحكة عابرة وصغيرة : صحيح ولاني انتقد... زي ما قلت القسوة ضرورية احيانا..
تبدّلت ملامحها للرضا التااام..وهي تحس انها استردت ولو شي من كرامتها ..
تركي : بس زي ما قلت..فيك طاقة تتحملين للآخر؟..
سحر بدون تفكير : طبعاً ..
تركي : كذا تمام .. !

أنهى الكلام وهو يشوف ساعة يده ..واستدار عنها راجع لمكانه وهي تتابعه بنظراتها ..شال كتابه اللي كان هناك وشال معه جواله ..
ومشى وتعداها : ..انتهينا لليوم ...الحين عندي شغلة للمعهد لازم أسويها ..!

تجاوزها وهي تراقبه بعيونها.. وبقلبها كلمة كانت تبي توجهها له !!.. بس ما طلعت !
ما تدري وش هالكلمة اللي تبي تقولها لكنها حاليا ، ومبدئياً حاسه بالامتنان ..
اختفى عن مجال نظرها ناحية الكوخ ،
ثم اتجهت لسرير الشجر ورمت عمرها فيه على بطنها بالعرض وصار راسها يتدلى من جهة ورجولها من الجهة الثانية وقام يهزها بعنف يمين وشمال وهي طريقتها الطفولية المعتادة باللعب فيه...
نست كل شي بالعالم وهي تناظر شي بالارض..وما استحوذ على تفكيرها الا شي واحد...اللي سوته قبل شوي !!
وكرامتها اللي مارح تتنازل عنها ،،،!

انقلبت على ظهرها وثنت رجولها وهي تثبّتهم على الحافة ..وصارت تناظر السما وهي تتهادى يمين وشمال والسكينة ساكنه روحها ...!
:
/

في بيت ابو محمد ...

الساعة حوالي 11 الضحى يوم الخميس وتوها مشاعل صحت من فترة قصيرة .. دخلت غرفة شادن وهي كلها استغراب ..لقتها جالسه بالبلكون بروحها ..
مشاعل : شادن ؟
شادن كانت جالسه ببجامتها عالكرسي وهي رافعه ركبها لصدرها وراسها مرمي بزاوية الكرسي بحالة شرود ويأس...
جلست مشاعل قبالها وهي حاسه ان فيه شي صاير : وش صاير ؟؟
شادن رمت عليها نظرة ميتة من غير لا تحرّك راسها ..ولا ردّت ..
مشاعل : ابوي تحت مع امي معصب وقلقان من شي والسالفة فيها عمر...
ما جاوبت بشي..
مشاعل : وبعدين ليش جالسه ما اشوفك مستعدة لليلة ... ؟؟
شادن ما قالت غير كلمة وحدة : مشاعل خليني بروحي..

عقدت حواجبها وقربت منها بجدية : متضاربه مع عمر شي؟؟؟
خنقها الأكسجين واختفى وبان على وجهها ، ليتها كانت خناقه ليتها كانت ..!!
مشاعل بجدية : جاوبيني امي تو تقوول انك بغرفتك من اربع ايام ..وش صاير وانا مدري عنك !!
شادن : مو ..صاير شي..
مشاعل : وشلون مو صاير شي !!...شايفه وجهك انتي ؟؟؟
شادن بترجي ضعيف : بليز مشاعل مافيني حيل اتكلم..
مشاعل فهمت : دام وجهك كذا فـالسالفة فيها عمر...

ما كان فيها حيل تناقش بششي أبد ، فقامت واقفه وبخطواتها التعبانة والمنهكة رجعت للغرفة بصمت يلفّها..
مشاعل لحقتهـا وهي تشوف شادن تاخذ الروب وشكلها ناويه على دش : ..يا جوّكم العجيب بعد !!...اليوم الزواج وانتوا متضاربين صباحيته..!!؟
شادن وقفت قدام المراية وهي تفك المطاط اللي ماسك شعرها بفوضوية.. وما علّقت
ومشاعل بعتاب : جد ما شفت مثلكم بحياتي تركيبة غريبة انتي وياه...الزواج اليوم وانتوا متضاربين...!!
ضربت شادن بالمشط على التسريحة وصوتها مخنووق حدّه : احنا..مو متضاربين ..!
مشاعل : أجل؟؟؟؟
شادن مشت للحمام بنبرة قاطعة : اطلعي باخذ حمام ..
مشاعل : كلميني أول !!...شاااااد....
ضربت باب الحمام بوجهها ومشاعل واقفه وهي مو فاهمه اختها ...سمعت صوت الدش يضرب الأرض بقووة كبيرة وما تدري ليش تخيّلت انها سمعت بكاء شادن ينطلق معه ...
خاافت وهي تقرب من باب الحمام وصوت الدش مشوّوش عليها... حطت إذنها عالباب وهي تستند عليه براحة يديها الثنين وقلبها ناغزها من الصوت اللي تخيّلت..
سمعت بكاء وشهقات عالية يختلط مع المياه اللي تضرب الارض..
وتوتّررت زووود...
كانت تسمع بكاء بحرقة يصدر من داخل...!!
طرقت الباب من خوفها : ..شادن وش فييييييييييييك؟؟؟
جتها صرخة مدوية نفضتها على ورا : .. قلت اطططلعــــــــــــــي !!

بلعت ريقها وقررت تتركها لحالها...طلعت من الغرفة وهي مو فاهمه شي ...اذا كانت مضاربه فهي مو أول ولا آخر وحدة تحصل بينهم !!
نزلت الصالة ولقت ابوها مع امها على وضعهم اللي تركتهم عليه قبل دقايق..
غير إن محمد كان معهم هالمرة ..ببجامة البيت والواضح إنه توّه صاحي.. وواقف قدام جلسة ابوه وعقدة بين حواجبه من اللي درى عنه ..ويتناقش معهم غياب عمر المفاجئ عن البيت..
:
..
شادن جلست تحت الدش بملابسها ..من عقب ما صرخت على مشاعل وهي تحاول تهدي الروح المذبوحة داخلها وتبكي من قلب وضمير..!
خيال وجهه قبالها طول الساعات ما يفارقها ..
هاليوم المفروض يكون أسعد يوم بحياتها...اليوم اللي تكلل فيه انتظار امتد سنوات...!
بس لا !
مو هو اليوم اللي باتت وكبرت تتخيله...
مو هو اليوم اللي كانت تتمناه ..
يوم زواجها وتبكي فيييه !!
تبكي ..صباحية زواجها ...
ومنهارة ...لأنها تدري إنّه مارح يحضره !!
نساه ونساها ...!!

من غير شعور ضربت راسها بالجدار وهي مستنده عليه ..من الوجع اللي يفتت خلايا الحس فيها ..
تبي تقضي عالألم بالألم...!
ضربت راسها من جديد والموية تنزل عليها وشهقات تجر شهقات ..!!
وأخيرا جلست وسط البانيو ودوخة تسيطر عليها... وصورة عمر ما فارقتها ..
وبعيون هايمة وسط البخار اللي انتشر بالحمام قامت تشوف ملامحه تتشكل قدامها بالجوو..
صرخت وهي تضرب بيدها وسط الموية على هالخيال تبيه يتبدد : لا تتركنيييييييييييييييييييييييي...لا تسوي فيني كذذذذذذذذذذذذذذذا ..
وقامت تصرخ فيه وكأنه قدامها بحالها المبهذل وشعرها لاصق بوجهها : .. ماعرف أعيش ماعرف ...ماعرف يا عمر وانت تدري... انت تدري فليش تسوي كيييذا...
وحطّت يدها المرتجفة من الانفعال على حافة البانيو ..تبي توقف...ما قدرت ضُعف سيطر على رجولها ودوخة براسها ..انهدت وسط الموية من جديد والدش ينزل عليها بأقوى اندفاع ... ولا شعوريا حطت يدها على راسها الداير وهي تحاول تتمالك روحها ... وتستعيد قوتها البدنية ..
لكن شلون وهي لها أربع ايام ما أكلت ...!!
:

ابو محمد بقلق : متأكد انه ما كلمك هاليومين؟؟ ولا شفته ؟؟؟
محمد باهتمام : ..لا ما شفته ...ليش ما علمتوني إنه ما جا البيت من اربع ايام؟ .. ليش توكم تعطوني خبر .. ؟
ابو محمد : انت ما عاد تنشاف الله يهديك...رامي روحك بهالشركة كن مالك بيت ...!
محمد التفت لقى مشاعل جايـه ... وعقد حواجبه زود : وين شادن ؟؟؟
توتّرت مشاعل ...ألحين حسّت إن الموضوع يتحوّل لجد مع جدّية ابوها والحين جديّة محمد ..
وقالت : تتحمم !
محمد : ما تعرف وينه ؟؟
مشاعل : ما سألتها ..

أبو محمد رجـع لـ محمد : ما تعرف احد من أخوياه ، زملاه ...اللي هو...أي أحد يدري عن خبره...المهم ندري هو حي ميت !!
محمد نفى : ما اعرف احد من اخوياه ولا يتهيّأ لي ان عنده أخويا أصلاً...
تنهد أبوه يستغفر ..وتوّه الحين يدرك إنهم ما يعرفون شي عن معارفه او محيط صداقاته ...
أردف : طيب دق على شغله بالشرقية يمكن عندهم خبر...
محمد : ما أذكر إنه عطانا رقم لـ شغله.. جواله هو رقم شغله ..
ابو محمد : لا حول ولا قوة الا بالله ... الحين وشلون بنتطمن عليه !!
محمد : مين فيكم آخر واحد شافه ؟؟
ابوه : محد شافه ، صحينا الصبح ذاك اليوم وما كان موجود ..
محمد وهو يرفع جواله ، كمحاولة وأمل أخير : بكلم بندر اشوف...يمكن كلمه هاليومين !!

وتحرك بالصالة وهو يتصل فيه...ومشاعل جلست معهم وهي تراقب بصمت...والوضع جدّي وما تدري ليش بدت تقلق !
محمد هتف : هلا بندر...
بندر اللي كان شحنان وتنفّسه متسارع : هلا محمد ..واخيرا افتكرت تتصل..
بابتسامة استغراب : وش قاعد تسوي ؟؟
بندر وانفاسه مقطعه : ..قاعد امشي...عالسير ..
محمد : اتركه عنك واسمعني ..
بندر طفى الجهاز..ونزل منه وهو يمسح على وجهه بالمنشفة..وبلهاث : خير ؟..قلقتني بلاه صوتك ؟
محمد : كلمت عمر ؟؟
بعقدة بين حواجبه : عمر ؟
محمد : ايه ما كلمته او كلمك هالأربع الأيام اللي مضوا ..
بندر باهتمام : لا... ليش شفيه ؟؟
محمد : مختفي من ايام ولا ندري وينه ..
بندر باستغراب : شلون ما تدرون وينه ؟؟
محمد : اللي سمعته .. ابوي قلقان عليه ويحاول يتصل فيه من كم يوم وما لقى رد ... والمشكلة ما ندري وينه فيه ..!
جلس بندر على كرسي موجود في جيم الفندق اللي هو فيه .. والمنشفة تمسح العرق من رقبته : ..لا تقلقون ولا شي...مافيه الا كل خير..
محمد : شلون يعني.. تدري عنه انت ؟؟؟
بندر : لا ما ادري عنه بس هذا عمر وهذا طبعه ..خلوه على راحته
محمد بضيق : شلون نخليه على راحته...اقولك ما ندري وين مختفي وما ندري وش صاير عليه، واتصالاتنا ما يرد عليها..!
تنهّد : طيب سألتوا شادن عنه؟؟...اخبار عمر كلها عندها !!
محمد : ابوي يقول سألها قبل يومين ولا تدري...
بندر : اقص يدي اذا ما تدري !..
محمد بضيق : بندر مو وقته مزحك...
بندر : قلت لك ما تواصلت معه من فترة ولا عندي خبر...(رفع راسه وشكل احد قام يناديه )...طيب طيب جاي...(رجع للمكالمة وهو يقوم من الكرسي) .. محمد مضطر اسكر المدرب يبيني ..
محمد : الله معك ...

نزل الجوال وابووه يتحرّى جواب : حتى اخوك ما يدري ؟
محمد : يقوله ..
ضربت امه كف بـ كف ، وبحسرة : وش صار على هاليتيـم وش السواة يابو محمد ...؟
ابو محمد والحل الأخير تملّك عقله : ..بننتظر للمسا اذا ما جانا خبر منه .. مافيه الا نبلّغ الشرطة ..(بقلق) قلبي ناغزني الله يستر لا يكون صاير له شي...
محمد وراق له الحل : ..مافيه الا كذا ... وبنعطيهم رقم سيارته عالأقل نعرف مكانه ..
هز ابو محمد راسه موافق : يقدم الله خير ان شاء الله ..

فجأة سمعوا خبطة قوووية جاية من الدور العلوي ...ارتطااام حاد ..!
رفعت مشاعل راسها برعب وهي تناظر فووق...وقلبها دلّها مباشرة على مصدر الصوت واللي هي اختها .. اصلا مافي احد بالدور الثاني غير شادن ...
كلهم ملاهم الاستغراب والقلق..ما عدا مشاعل اللي نقزت بررعب وهي تركض : يممه شااادن !!
مباشرة لحقها محمد يوم فهم إن فيه شي صاير ومن شكل مشاعل ...
امهم وابوهم قاموا ينادونهم : شفييييييكم ؟؟؟

ركضت مشاعل لفوق بأقصى ما تملك..اقتحمت الغرفة واتجهت للحمام اللي كان موصد ..
قامت تضربه بخووف جامح : شاااااااااااااااادن ..
ما وصلها جواب وملاها الرعب .. ودخل محمد والجدية الكبيرة على وجهه : بلاك يا مجنونة ؟؟؟
التفتت عليه وهي مرعوبة : ش شادن داخل...صوت الخبطة من عندها ..

نقل عينه للباب وعقدة حواجبه تزيد...تقدم بخطوة وحدة ويده تسحب مشاعل بخشونة ..وأخذ مكانها وهو ينادي بجدية : شادن ؟
ما جاوبت ، وازدادت نبرته حدّة : شادن تكلمي !

تبادل نظرات الجدية مع مشاعل اللي كانت مررتبكة ولا تدري وش صاير عليها ..
رجع يناديها ، اما مشاعل ما تحمّلت انتظار تحركت غريزياً لعلبة المفاتيح ..وجابت مفتاح السبير ..
وبرببكة : بسسسسرعة افتحه...صاير لها شي أكيد ..
فتحه وهو مو متخيّل وش بيقابله ...
أول شي قابله البخااار الكثيف الخاااانق بالجووو...
وما أمداه يوعى علي شي إلا مشاعل شهههقت شههقة خلّته ينتبه للجسم اللي متساوي بالأرض ..ووحدة من رجولها كانت مرتفعة لحافة البانيو ..
مشاعل تجممدت رجليها عند الباب..وبدت تبكي من المنظر : شاااادن....دم يا محمد !!

تماااسك من هول الصدمة ..واقترب بسرعة وهو يرفع راسها اللي واضح إنه تلقى ضرربة قاسية ..
كانت مبللة بملابسها وتنقط وما فيها استجابة ..
محمد وهو يهزّها بقووة : شااادن فتحي عيونك...شااااااااادن !!
مشاعل وهي ترتجف بصياح : اقووولك دم ناظر راسها ..
حرك راسها وانطبع الدم القاني على يده ... ووجعه قلبه وانقببض ..وهزّها من جديد بعنف : شادن !!
مشاعل انهبلت وهي تشوف جـرْح ثاني ينزف من جبينها : دم ثاني يا محمد ..(شهقت وهي تهوي عندها وجنب محمد ) شااااادن كلميييينا ...
محمد : عبايتها بسرعة ..
ركضت مشاعل لبرا الحمام وكل شي فيها يرجف ...أما محمد التفت يمين وشمال يبحث بعيونه عن شي يسدّ فيه الجرح الخلفي براسها .. طاحت عينه على كرتون كلينكس فوق المغسلة ..مد يده بصعوبة وهو حاضن راسها بيد وحدة ..سحب له كمية كبيرة وبشكل خاطف حشره عالجرح ..

رجعت مشاعل للحمام وبيدها العباية ..وقابلها محمد طالع من الباب وهو شايلها باستعجال..
مشاعل وقفت برجفة وعينها تتأمل وجه اختها الغااايب والدم اللي نازل من جبينها وصل لأسفل خدها ...
محمد : هاتيها ..

لحقته لما السرير .. حطها لثواني ..واثنينهم لفوا العباية حولها وهي مثل القماش البالي يتناقلونها بينهم ..
شالها بسرعة ومشاعل تتابعه بخووف : بجججي معك ..
محمد : بسرعة وجيبي مفتاح سيارتي معك ..
طلع هو من هنا ..ومشاعل خطفت عبايتها مع مفتاح سيارة محمد من غرفته ونزلت ...

سمعت صراخ امها وهي نازله ركض ...لقت ان محمد واقف وسط الصالة وامه مو راضيه تخليه يروح ماسكه وجه شادن وصوتها ينوح ..
امه : بنتي شفيها !!..يمه شادن ردي ..
محمد وهو ينطلق ومشاعل وراه : ماعليها الا الخير ..طاحت وضرب راسها ما يكون الا كل خير...
ابو محمد وعينه تتابع شادن وقلبه قابضه بقوة من منظرها : بسم الله عليها وشلون طاحت...
محمد ما يبي يخوفهم ومشاعل وراه : اذكروا الله ما عليها الا العافية ..جرح بسيط ان شاء الله ..
وانطلق برا ومشاعل تركض قدامه للسيارة ..
لكن امهم ما صبررت..ركبت مع زوجها بعدهم بخمس دقايق ولحقوهم ..
::






♫ معزوفة حنين ♫ 21-02-12 03:05 PM


بـ موسكو ..
مرت الساعات وقاربت الساعة 10 بالليل ...
سحر كانت منسدحه عالصوفا بالصالة الكلاسيكية وكفها تحت خدها.. التلفزيون مشتغل من جهة ، ونار المدفئة تشتعل من جهة أخرى ..
سكينة محاوطه المكان وهي تتابع احد القنوات .. وهاللحظة بالذات ناسيه همومها وعايشه الجوو..
وحيدة وصوفيا مو موجودة..

وصلها صوت انفتاح الباب...،
رفعت عينها من غير لا تحرّك راسها وطاحت على ابوها يدخل وحقيبته بيده ..وهو يضحك وسالفة على لسانه..
فزّت من مكانها بانشراااح، له كم يوم ما ينشاف وهذي أول مرة يرجع بدري واللهفة تملى قلبها...
قامت وهي تحسبه لحالـه : باباتيييييي ...

التفت وهو واقف عند الباب ولقاها جايه تهرول بسررعة عجيبة ..
وما أمداه يقول هلا الا هي راااميه عمرها على صدره ووجهها عند كتفه بلهفة واشتياق ..
حضنها بيد وحدة لأن اليد الثانية شايله الحقيبة ،وشوفتها بهالنفسية ردّت له الروح بعض الشي : ههههه على هونك ..يا بعد عمري ..
وهي تلوي يدها حوله بأكبببر قوة ملكتها وعيونها مغمضتها بشددة : .. فقققققققققققدتك !
ربت على كتفها يوم شافها طوّلت ما فكته : بعد عمري والله ...
رفعت راسها عن كتفه بتسأله..، بس التقت نظراتها بـ عيونه وهو واقف ورا ابوها مباشرة على عتبة الباب ..
بنظراااته الصامتة والعميقة ،
اختلف فيها حضووره ،،!

انتبهت لعمرها وتراجعت عن ابوها يوم استوعبت وقوفـه بالقرب ،، عدلت الشال اللي موجود على كتفها من الصبح واللي تستخدمه حجاب ، ومسكت الباب وتركي دخل من غير لا يعطيها نظرة واضحة أو التفاته.. كانت متحفّزه لأي حركة ما تدري ليش لأن مرت ساعات من آخر مرة شافته ..وركّزت عليه وهو يدخل الصالة وسواليفه مستمرة مع ابوها وكأنه ما شافها...
أغلقت الباب بشويش .. ووقفت على بداية الصالة وهي تشوف وليد يرمي روحه عالصوفا وأبوها بدا يشيل الجكيت..
سواليفهم مستمرة وهاللحظة حسّت نفسها زيادة عدد ، ولا تدري تجلس مع ابوها ولا تروح وتخليهم ..مع انها ميتة على جلسته وشوفته ..
أخيرا حس ابوها بوقوفها .. التفت عليها ومعه التفت تركي اللي حافظ على صمته ونظراته العميقة تقيّمها..
قال ابوها : سحر بابا صوفيا وينها ؟
سحر : طالعه من فترة ..
ابوها : ما تدرين اذا جهّزت للعشا ؟
سحر وهي تحس بنظرات وليد اللي صاير هادي على غير العادة ولا تدري ليش مع هدوءه تشوّشت : ما اظن ما درينا انك بتجي بدري اليوم ..
ابوها تنهد : مشكلة.. وش بنتعشى الليلة اجل ؟؟

ابتسم تركي وهو يطلع جواله : .. لا تشيل هم... ادق لك الحين على مطعم يجيب عشاء بحياتك مارح تنساه ..
ابو خالد ابتسم : .. واضح من كلامك انك مجربه ؟؟
تركي ضحك : اييه طحت عليه وانا طالع من المعهد امس..
ابو خالد : كل يوم تتغدى برا ؟؟
تركي : اييه دوام المعهد يجبرك..
ابو خالد : ما شاء الله عليك وما فاتك رقمهم ؟؟
تركي ضحك : هههههه اخذته لحالات الطوارئ يوم شفت عندهم توصيل اربع وعشرين ساعة ..
ابو خالد بدون اعتراض : داااامك مجرربه اجل توكلنا على الله..اطلب لنا من ذوقك ..بس استعجلهم لا ياكلنا الجووع ههههه..
ابتسم تركي ، وهالمرة انتقل بنظراته ناحية اللي واقفة ومالها صوت ..
وبهدوءه المحسوب : وش تبين تاكلين يا آنسة ؟؟
سحر بعفوية : ..أنا ؟
ابتسم ابتسامة جانبية : ايوه انتي ... ما تبين تاكلين ؟
سحر بعفوية وهي تتقدم : وش يقدموون ؟
غمز بعيووونه وهو مايل بفمه على جنب بطريقة عفوية حلوة : ..وش يقدمون هذي تطول .... تبين رايي ؟؟
تفاعلت معه عفوياً : .. ايوه ؟
تركي : تحبين الأشياء السبايسي ؟
سحر : ما أكرهه ..
تركي : دام ما تكرهينه بيعجبك ..

ابو خالد : ..ابعدني عن السبايسي وانا ابووك ..مقدر عليه أنا..
تركي : هههههههههه لا ..على ضمانتي
ابو خالد : عطني شي يسد الجوع وينومنا بهالليل ..شي ما يثقل ..
تركي : ههههههههههه طيب طيب...انا والآنسة بناخذ لنا سبايسي...وانت بلقالك شي خفيف .. (قام واقف) ..لحسن الحظ اني ماخذ المنيو من عندهم ..بروح اتصل وراجع ..
ابو خالد : خذ وقتك ..

مشى من مكانه وهو يدوّر الرقم بجواله ، ابتعدت سحر عن طريقه بصمت..وتجاوزها من غير لا يرفع نظره عن الجوال..ولثاني مرة ما تدري ليش تحفّزت ..
يمكن اللي صار اليوم له تأثير عليها ..!!
طلع هو..وهي تقدمت وين ما كان ابوها والابتسامة على ثغرها : ..جاي بدري والله غريبة !
ابتسم وهو يفك ربطة العنق ويرميها جنبه : .. سهّل ربك وخلصت بدري..
سحر وهي تجلس باهتمام : وش هالشغل اللي مرة ماخذك ومخليك مشغوول لهالحد ؟
ابو خالد : شغل واجد مارح تفهمينه .. أحدها اننا ناوين نسوي اتفاقيات مع شركات هنا..واسوي زيارات لبعض المقرات...واشياء ثانية ماهيب بسيطة تاخذ وقت وجهد ..

مسكت يده تترجاه : بابا اشتغل بس تكفى خف على نفسك...لا تضغط كذا..
ابو خالد ابتسم بحنيـة : فترة وتعدي ان شاء الله
سحر : اتكلم جد..من جينا وانت ضاغط نفسك... خف شوي وحاول ترجع بدري وتنام اللي يكفّيك..
ابو خالد قرص خدها : ..الشغل يحكم وانا ابوك ..
تنهّدت بإحباط عشانه ، إلا هو يستدرك : وش مسويه هاليومين ؟؟ وين طلعتي وين جيتي ؟؟

ابتسمت فجأة يوم تذكرت شي : .. قبل كم يووم شفت يزييييد !!
عقد حواجبه باهتمام من طاري هالاسم : .. يزيد ؟
سحر بضحكة فررح : ايييييه تخيل شفته بـالكوفي اللي كنت اروح له ايام المدرسة ...
انشرح وجهه يوم تذكر : يزيد ولد عبدالإله ..؟...ما غيره ؟؟؟
(ضحكت) : اييييه هذاك المندفع ما غيره ..
ضحك : يا حليله وأبوه للحين هنا...؟
سحر : يقول للحين يشتغل بالسفارة ..ما ترك مثلك ..
ابو خالد : ما شاء الله عليه ..والله هالدنيا نسّتنا أصحاب وزملاء...انشغلت وقطعت أبوه الله يصلح الحال ..
سحر : يسلللم عليك وصّاني أوصل سلامه ..
ابتسم : الله يسلمه وياك من الشر...كيف صار هالولد الحين عساه بس ركد وترك عنه الفرفرة !!
ضحكت عفويا : هههههههه.. أكيييد ما شفته انت..ما شاء الله مرة تغيّر شكله ما عرفته من المرة الاولى..طالع أكبررر.. الحين يدرس بجامعة موسكو ... شي حلوو ؟؟ صح ؟

::
..
رجع تركي لداخل .. ووقف عند الباب وهو يشوفها تضحك مع أبوها وهو يجاريها بالضحك..
ما عرف الموضوع اللي يحكون عنه ولا ركّز عليه ..

تقدم خطوة لداخل ومع حركته حسوا فيه.. التفتوا وهم يقطعون سالفتهم بس الابتسامة لا زالت على محياهم..
ابو خالد: طلبت العشا خلاص ؟
رجع لمكانه مقابلهم وجلس : يب !

التفتت سحر لأبوها بعفوية ورجا : ينفع أتعشى معاك ؟
ابتسم لا شعورياً وهو يحوّطها بذراعه ويلمها على خفيف: ومن قال ما ينفع ؟؟
ابتسمت بوجهه، والتفتت ناحية تركي اللي نطق : اجل دام الآنسة تبي تاخذ راحتها اخليها تنبسط معك اليوم.. واضح اني خذتك منها الايام اللي طافت...

ابو خالد ابتسم : اقعد يا رجال.. مافيه عشى بروحك.. هي بنتي وانت ولدي ..
قالت عفوياً : .. إيه عادي تبي تتعشى معنا حياك ! ..

نقل عيونه من ابو خالد لها بعفوية وهو يلمح بدايـة تبدّل موقف ناحيته ولو بشكل خفيف .. ولقاها تناظره بشي من الأريحية..
سحر أردفت بعفوية وهي تلف لأبو ها بـ حب : أبوي هالفترة مو كل يوم بيتعشى هنا !

ما علّق ولا رفض وهو يشوفها مسترخية بحضوره على غير العادة.. وابتسم ابتسامة خفيييفة بالكاد تنشاف غيّرت ملامحه بعض الشي وحدة من ابتساماته اللي تعكس شي غامض ومو مفهوم ..
ما لاحظوا ابتسامته .. ورجع لطبيعته وهو يشاركهم اذا توجّه الحديث له ،

قامت سحر واقفه : .. صوفيا شكلها بتتأخر بروح أجهّز طاولة الأكل علبال ما يوصل العشا ..
ابو خالد ابتسم عليها : .. بتقدرين لحالك ؟؟
سحر : هههه بحاااول..
ابو خالد بتحذير حنون : بتقدرين تعابلين المطبخ لحالك ولّا لا تتهورين !!
سحر انحررجت من هالتلميح بس أصرّت : مارح اسوي ذبيحة.. بجهز الطاولة بس !
ابو خالد : خليه لصوفيا أخاف تحوسين المطبخ عليها ..
سحر انحررجت زود : بعررررف اتصررف بس إنت لا تحطممني..

واستدارت وهي تلمح بشكل سريع نظرات وليد الغير مفهومة.. مشت بسرعة من غير لا تركز بشي وطلعت من الصالة ناحية المطبخ ..
وأبوها يهز راسها عليها : الله يصلحها ،

شوي وقام ابو خالد واقف وهو يشيل حقيبته وسترته معه : بروح أخذ حمام وابدّل ..
تركي بعين خبيرة : واضح انك مرهق يا عمي ..
ابو خالد : بيعين الله وش نسوي وانا أبوك ..
تركي : خذ وقتك .. الحمام بيساعدك تريّح شوي ..

طلع ابو خالد لفوق.. وتركي بعفوية مسك الريموت يقلّب بالقنوات يروي دقائق انتظاره..
ومرت الدقايق قبل لا يسمع صوت تحطـم قوي صادر من المطبخ مع صرخة خوووف ..التفت بحدّة من اللي سمعه وبسرعة قام لهناك...


قبل دقائق ..

دخلت سحر المطبخ وفتحت النور وهي ناويه ترتّب طاولة الأكل قبل يوصل العشاء..
وقّفت بالنص تفكرر وهي تشوف كيييف المطبخ مرتّب ونظيف وصوفيا الوحيدة اللي تعرف وين أماكن الاشياء بالضبط لأنها هي اللي رتبت المطبخ وجهّزته قبل وصولهم لموسكو..

وش تحتاج ؟؟
تحتاج كاسات وصحون وملاعق للاحتياط دامها ما تدري وش طبيعة العشاء..
وتحتاج مناديل كمان..

راحت فتحت الأدراج اللي قدام عيونها واللي تعرف ان الملاعق فيها .. طلعت ثلاث وحطتهم عالطاولة..
والصحون لقتهم بسهولة ..
بس كاسات العصير الأنيقة ويييين؟

فتّشت بالادراج السفلية كلها ما لقت مرادها.. رفعت عينها للعلوية وهي تقول بخاطرها أكيييد فوق !
رفعت نفسها على أطراف اصابعها وهي تحاول تفتح احد الخزانات العلوية.. وبصعوبة قدرت !

شافت كراتين صغيرة فوق بعض وعرفت ان الكاسات اللي تبيها موجودة هنا ، بس ما تقدر توصلها..
لو صوفيا موجودة كان وصلت بسهولة لأن صوفيا أطول منهاا بفااارق.. !

ما لها إلا تطلع على الكاونتر وتنزّل كرتون واحد ويكفي..
وبتهوور رفعت ثقلها بيديها وتسلّقت الكاونتر.. وحاولت توقف عليه بحذر لين نجحت وهالشي رفعهااا كثير ووصلت لمستوى درج الخزانة اللي تبيها، والحين تقدر تشوف اللي داخلها بس لو تطيح ممكن تنكسر.. !

حطت يدها على كرتون صغير وهي مبسوطة.. وأول ما شالته حسّت بشي غريب وصغير يمشي على اصابعها..
تكهرربت وهي تناظر وش هذا.. وما امداها تميّز شكله الا صرخت صرخة رررعب وهي ترمي الكرتون من يدها غير مباليه بمحتوياااته...!
وجسمها يطير من مكانه للأرض بحركة لا شعورية متهوورة ,!

لحظات وهي مررعوبة وطايحة بالأرض والقزاز متحطم حولها ،

حسّت بقدووم أحد ووقوفه عالباب ، رفعت عينها لا إرادياً وكان وليد ملامح وجهه جادّة والواضح إنه جا يركض من الصوت...
بلعت ريقها من نظراته الحادة واللي مليانه استفسار وشعور اللي كان يمشي على أصابعها للحين في بالها ..

تقدم وهو يقلّب عيونه بين شكلها المرمي عالأرض وبين قطع الزجاج المتناثر والكرتون اللي انفك ونثر محتواه،
بجديّة: بلاك ؟

بلعت ريقها وهي تلمّ يدها لصدرها اللي تضررت من السقطة لأنها طاحت بكامل ثقلها عليها : .. م م مدري ..
تركي بحواجب معقودة : ما تدرين؟؟؟؟
سحر بخوف : .. شي كان يمشششي فوق ..

رفع عينه ناحية الخزانة المفتوحة ، ورجع لها : وشو ؟؟؟
سحر بصياح : مدري مدري... اذبحه وليييد اذبحه ..

تركي باستغراب : طيب وشووو ؟
صرخت مرة ثانية وهي تشوف شي يطلع من الخزانة ويمشي على بابها الخارجي واصبعها يشير له برعب!..
التفت بسرعة من صرختها وتغيّرت نظرته للتعجّب يوم شاف عنكبوت متوسط الحجم يتمشى عالباب !!

التفت عليها بنظرة باردة وهو مستسخف حدّة الخوف ذي : .. عنكبوت !
أرتعبت زوود تكره كل انواع الحشرات وبالتحديد هالمخلوق : حشششرة..
تركي : مارح ياكلك..
سحر : اذبحه اذبححه وليد تصرررف معه..

ما تحرّك ولا سوى شي ، ونيابةً عنه وبسبب خوفها فصخت فردة من الشبشب اللي لابسته ورمتها عليه بس ما اصاب اللي قالت عنه حشرة !!

ببرود تحرك ناحيته أمام عيونها اللي تراقب وتشاهد وش بيسوي ..
حط يده عند العنكبوت وهو يمشي وانتقل على يده.. ماتت رعب زوود وهو تشوفه شايله على يده بدون أدنى شعوور بالخطرر.،!

قامت واقفه بررعب بنفس اللحظة اللي استدار عليها فيها.. وتراجعت لورا عشر خطوات يوم صار وليد يشكّل خطر بالنسبة لها !!
شاف ابتعادها وباستهزاء : ما أشوف هالكائن اللطيف يستاهل هالخوف كله يا آنسة
بوجه متقلّص ما استساغت الكلمة: ك كائن لطيف !!!!

خطا ناحيتها ومااااتت بمكانها : قلت لك اذبببححه لا تقرررب..

ما سمع لها وزااااغ عقلها .. لزقت بالجدار ونست ان النافذة وراها ..
وقف يوم صار بينها وبينه خطوة.. وملامح السخرية على وجهه من الجبن والخوف فيها..
وقال : .. افتحي الشباك !

هي بتشنّج استوعبت انه يبي الشباك من الأول : هاه ؟
شافت العنكبوت ينتقل من يده لـ ذراعه بأريحية انهبلت زود من قُرب هالحشرة اللي طلعت على كتف وليد وبسرعة استدارت وهي تفتح النافذة على فووق كأنها ملحووقه..

تراجعت وتركي تقدم وهو يُخرج جزء من كتفه عبر النافذة وبأصابعه طيّر العنكبوت بعيد..

ثم التفت عليها بملامح مستسخفه الموقف كله : .. كذا تمام ؟؟

سحر بنبرة عتاب بسبب نظراته الساخرة.. اعترفــت : أكره العناااكب .. ماخذه موقف منها !!
عقد حواجبه لا شعورياً ، ووتر داخله انضرب بدون سابق إنذار : ليش ؟؟

سحر وهي تحاول تتمالك نفسها والموقف استدرج الذكرى من اللاوعي : مدري اذكر صار لي معها موقف وانا صغيرة مررة أتذكر شكله ولونه وحجمه .. قرصني بيدي كان يعووور..

تغيّرت نظرات تركي كلياً وهيئته أعتلاها الحذر ، وهو يستذكر نفس الذكرى وما يدري وشلون تذكّرها..
سحر وهي تمسح على كفها مكان القرصة القديمة وهي تستشعر بخوف : .. خوّفووني فيه !!

تركي بـ حـذذر اعتراه، ونبرة جادّة : مين اللي خوّفك فيه ؟؟
رفعت عينها وهي مو قادره تستحضر غير ذاك العنكبوت..وبربكة : .. كان ولد ما أتذكّر شكله !

تركي احتدّت عيونه زوود... من طاري الولد اللي حكت...
يا ويلهاااا ..
يا ويلهاااا إذا تجرّأت .. !!

تركي بنبرة استجوابية وقلبه يتوعّد : ما تتذكرين؟؟؟
سحر نفت وهي مكشره : لا ..
تركي: كيف تتذكرين اجل انه خوّفك ؟
سحر بعفوية : اتذكررر العنكبووت عشانه كان يعووور .. بس ما اتذكرره ولا اذكر اسمه..
تركي بمحاولة لاستدراجها : ولد مين هو ؟؟؟

سكتت ثواني وهي تناظر الفراغ ، وعرف انها تحاول تعصر مخّها ..
قالت بعفوية ونبرتها يكتنفها الهدوء : ماعرف !

عقد حواجبه وهو مو متأكد اذا كانت فعلاً ما تعرف ، او إنها ترااوغ !
سحر اردفت ببطء وكأن الأسئلة أثارت شي في ذاكرتها توها تحس فيه : غريب بس ما اتذكرره ولا أتذكر اسمه ..
تركي ركز انتباهه لها وهو صاااامت.. واختار عدم التعليق !!

قلبت راسها يمين وشمال بعفوية وكأنها تبغى توصل لجواب تحت نظراته المتحفزة والمتوووعّدة !!
يا ويلها ان فكرت .. او تجرّأت تتذكر!!

سحر لازالت تعيش العفوية ومو حاسه بالزوبعة اللي خلقتها بنفسه ونظراته اللي تبدّلت بشكل كااامل : كنت صغيرة مررة اتذكر وجوده بس ما اذكر مين .. بس اتذكر ان علاقتي فيه مـا كانت زينة...الشي الوحيد اللي متأكدة منه وأحسّه إنه كان شرير و يبكيني دووم..

قال ببرود: أوهام !
رفعت عينها باستغراب : أوهام؟

تركي : اللي تتذكرينه أوهام.. ولّا شلون تنسين اسمه وشكله وتتذكرين تفاصيل مالها اساس من الصحة ..
سحر حمققت شوي : أنا اللي أحس مو انت !
تركي : نصيحة شيليه من بالك..
سحر : أشيله من بالي؟

قطع عليهم صوت جررس الباب يعلن وصول العشاء... تحرك تركي مستغل الفرصة لأن الموضوع اثار له اعصاابه وهالطاري خلاه يقطع الحواار..
مو من مصلحته يخليها تستمرّ كلام بهالموضوع دامه هو الولد المعني بالقصة !!

راح وبقت لحالها مو مستشعره إنها أدخلت نفسها بدائرة الخطر اللحظة اللي فاتت..
وقفت بنص المطبخ وطاحت عينها عالزجاج والكاسات اللي تكسسرت..
تنهـدت بحسرة عليهم ..
يبيلهم تنظيف بس بـ تتركهم لصوفيا... شالت الصحون والملاعق ومناديل للحاجة وطلعت فيهم ...
:
/

بالمستشفى ..

محمد ومشاعل جالسين جنب الغرفة اللي دخلتها شادن ..
وصلوا ابوهم وامهم عقبهم .. وجلسوا معهم ينتظروون وهم ما يدرون وش اللي بلاها فجأة ..وليش طاحت بذاك الشكل بالحمام !!
وعقب ما كان قلقهم محصوور في عمر فقط ... تزايد وصار يشمل شادن بعد ،
ام محمد وقلبها عاصرها : يا ربي بنيتي وش بلاها ؟؟.. وشلوون طاحت وشلون ؟؟
مشاعل بقلق : لا تقلقين يمه ان شاء الله بتطلع سليمة ..

قام محمد وعيونه تطيح على الدكتور اللي طلع من الغرفة ..
اقترب منه بحذر وبنظراته سأل من غير كلمة ..
ابتسم الدكتور عشان ما يخوّفه : .. هبوط في الضغط !

محمد باستغراب : هبوط ؟
هز راسه ايجاب : هبوط ونقص بالاكسجين !..انت قلت لي انها كانت بالحمام يوم لقيتها ..؟
محمد : ايه لقيتها وراسها مضروب ضربتين ..!
الدكتور : يتهيّأ لي مع هبوط الضغط الحمام ضرّها .. بالنسبة للضربتين..واضح انها تلقّت ضربة على جبينها قبل لا يطيح راسها بالأرض... احتجنا نخيّطها لها ونلفه خصوصا الضربة الخلفية كانت شوي خطرة ..بنحوّلها للأشعة بس عشان نطّمن ما يكون فيه ارتجاج او نزيف او شي من هالقبيل ..
محمد تنهد : خير ان شاء الله ..

جا أبوه اللي سمع كلمة هبـوط وكلامه موجّه للدكتور بحيرة : .. والحمام يسبّب للواحد هبوط بالضغط وانا عمك ؟؟
ابتسم الدكتور بتعاطف : .. مو الحمام اللي تسبّب بالهبوط... الحمام زاد وضعها سوء وهي بالأساس معها هبووط والاكسجين ما كان كافي...واضح ان بنتك يا عم ما كلت من فترة ..نسبة السكر والأملاح منخفضة عندها والحين جالسين نعطيها مغذي يعوّضها..
عوّره قلبه على بنتـه ..هبوط وسكر !!
ابو محمد : والحين شخبارها ؟؟
الدكتور : حالتها مستقرّة .. مافي أي مؤشرات مقلقة لكن للاحتياط رح تخضع لأشعة مقطعية ..للاطمئنان لا اكثر ولا اقل...
كلام الدكتور طمّنه نوعا ما ...

ورجع لزوجته يطمّنها ..ومشاعل من داخل تتحمّد الله وتتشكّر انها وقفت على كذا ..
وجه شادن يوم لقتها كان مخيف ومأساوي ومختــنق !

طلّعت جوالها لا شعوريـاً ، ومن دون سابق تفكير لقت نفسها تحاول الاتصال في عمر !
قررت تجرّب حظها !!
مع كل هالهواجيييس تمنّت بس تصيب المحاولة معها ..ويكون بخير هاللحظة...ويـردّ !
بصمت دعت يكوون على ما يُرام ويجاوب !!
اذا كانوا متزاعلين... فهي متأكدة إن حالة شادن الحالية كفيلة إنها تنهي هالزعل...
كل اللي تحتاجه إنها تخلي عمر يعرف !!

خااب ظنها يوم جاتها نفس النتيجة اللي جت لـ أبوها ، ومحمد..!
الجوال مغلــق !!

حاولت مرة ثانية ونفس النتيجة ..،

ما حسّت وهي جالسه بالمقعد اللي يشيل أبوها وأمها جنبها ، بالشخص اللي كان مقبل من بعيد بخطوات متسارعة وملامح وجهه يملاها القلق ..
إلا لما سمعت صوته الرخيم ..
"عمي ؟ "

رفعت راسها اتوماتيكياً ونست الفكرة اللي كانت في خاطرها وهي تشوف خالد يوقف قدام مقعدهم بس قدام أبوها بالضبط اللي كان بالنص بينها وبين أمها ...باللاب كوت الأبيض والسماعة الطبية تتدلى من جيبه..
انحنى على راس عمه بسرعة يسلّم وهو يستدرك : عسى ما شر شفيها شادن ؟؟
ابو محمد : خير ان شاء الله .. وشلون دريت ؟؟
خالد : ..وصلني خبر... كنت مارّ عالطوارئ وانتبهوا للاسم .. وقالوا لي ..
ابو محمد : الدكتور طمّنا يقول حالتها مستقرّة ..
خالد : سلامتها ما تشوف شر ..
ابو محمد : الشر ما يجيك وانا عمك ..

التفت لـ مرة عمه ياخذ أخبارها : خالتي شلونك بشريني عنك؟
ام محمد : بخير عساك بخير..
التفت للطرف الآخر من المقعد ..حيث وحدة كانت جالسه ومنزّله راسها للجوال وما تطالعه ،
اضطر يسلّم دامه سلّم عليهم كلهم إلا هي ..وبهدوء اعتراااه : مشاعل شلونك ؟

ردّت من غير لا ترفع راسها ، بحركة ما يفهم مغزاها إلا هو : ..بخير !

ما علّق أبد والمجال أصلا ما يسمح .. تراجع لـ محمد اللي كان واقف عند باب الغرفة وجواله بيده يحاول يتصل !
خالد : بمين تتصل ؟؟
محمد : احاول اتصل بـ عمر لعل وعسى ..
خالد باستغراب : ليه شفيه ؟
محمد : ما ندري وين اراضيه من ايام !
خالد : ما تدرون؟..شلون يعني ما تدرون ؟
محمد : ما ندري وجواله مغلق ..

بعد فترة دخلوا على شادن اللي كانت خاضعه لـ مغذي لعدد من الساعات ، وراسها ملفوف مثل العصابة بسبب الجرح الخلفي ، والجرح اللي بجبينها كان مغطى بقطنـة مستطيلة ومثبّته بلاصق ..ومنوّمينها عشان ترتاح ..
ابو محمد : الدكتور يقول تجلس تحت المراقبة اليوم..وبكرة الصبح تطلع !
ام محمد : بجلس معها !
مشاعل اعترضت : ما يحتاج يمه ...شوفيها بخير...انا بجلس معها للصبح ..
ام محمد : مو تقولين عندك اختبار ؟
مشاعل تذكرت ان اختبارات المعهد تبدا الاسبوع الجاي ولازم تعدّيها بسلاام : بكرة الجمعة يمديني عليه ،

ابو محمد عقب ما قضوا ساعتين مقابلين بنتهم وتطمّنوا على استقرار وضعها ، قام وهو يحاكي زوجته : ما عليها الا العافية خلينا نرجع...كلها ساعات وبتلقينها بالبيت...واختها بتكون عندها ما عليها شر..
طلعوا وهم يوصّونها عليها ،
وبقت هي ومحمد اللي قرر يجلس أكثر ..،

جلست تسولف معه بنبرة منخفضة أعلى من الهمس بشوي ..
مشاعل بعطف : الحمدلله عدّت سليمة .. شكل الشاش يخرع !
محمد : يقول الدكتور احتاجت 7 غرز ورا ، و3 غرز قدام...الحمدلله ! .. (التفت عليها ) متأكدة ما تبين تروحين البيت عشان تدرسين لامتحانك ؟
مشاعل : لا بجلس... اخاف تطفش شادن بروحها ..
محمد : نايمة الحين مو يمّك ،
مشاعل : معليش..فيه وقت بكرة لا تخاف.. وإنت مارح تروح ؟
محمد وهو يرمي ظهره لورا يبي استرخاء : مو ألحين...
مشاعل : مارح تروح الشركة اليوم؟
محمد : مافيه شي مهم اليوم...بروح بس آخر الدوام اتطقس الوضع !
مشاعل : الله يعييينك ..ماسك الشركة وعمي مسافر !!..جد مسؤولية عليك !
ابتسم باستسلام : من ناحية مسؤولية هي فعلاً مسؤولية بس أخوك قدها ،
ضحكت : ماااافي شك !

وهم جالسين يتبادلون أطراف الحديث لـ مدة أطوول ،
دق جـوال محمد .. طلّعه وهو عاقد حواجبه يوم شاف الرقم ..
اللي تتسمّى .."خطيبـته" ..تدق عليه ،

طلعت منه تنهيـدة بدون شعور .. خلّت مشاعل تلتفت عليه باستغراب : مين يتصل !
ردّ الجوال مكانه داخل مخباه : .. مو شي مهم !
مشاعل : مين ذا ؟؟
محمد عاتبها بهدوء : وش هالفضول اللي عليك ؟؟
مشاعل : خلاص يا خي لا تقول !

تكرر الاتصال مرة ثانية واضطر بالأخير إنه يحوّله عالصامت عشان ما يزعج هدوء الغرفة ، وهو ما عنده حاليا اللي يقوله فضّل ما يردّ ..

حسّوا بحركة وصوت أنيـن يصدر فجأة ، والتفتوا لـ شادن اللي كانت مصدر الصوت..
كانت تأنّ من آلام روحية أكثر منها آلام جسديـة..
قام محمد باهتمام ناحيتها يوم شافها تفتح قبضة يديها وتشدّهم وهي مو مستوعبـة على حالها ، غااايبة !
مشاعل بقلق : شفيها ؟؟ .. أخاف متعووورة !
انحنى محمد عندها : شادن ؟...وش يعورك !؟
صار يناديها عشان تطلع من هالأنين ..وأخيرا فتحت عيونها ببطء وحسّت راسها ثقيييل للغاية وكأنه مربوط بحبال !
ابتسم محمد : حي هالوجه !
حاولت تبتسم بوجهه العذب ، بس الدمووع اخترقت هالابتسامة وكلمة وحدة طلعت من اللاشعور : ..ز...زواجي يا ..محمد ؟
عقد حواجبه وهو يشوف الموضوع هامّها ..وما فهم قصدها يوم قال بعطف : ..زواجك وانتي مريضة ما ينفع !
سااالت دموعها وصوتها ينبحح : .. ز..زواجي المفروض اليوم يا محمد !..
محمد مسك يدها : .. اليوم ولا بكرة ... ما يهم لا ينشغل بالك ..

مالت شفاتها لتحت يوم ما فهمهـا...وعيونها تجتمع فييها الدمووع بنظررة شدّت انتباه محمد للصميم ،
وقامت تقااوم بكاء ممكن ياخذها وهي تقول بـ رجفه : و..وينه؟؟...ما جا؟
محمد بهدوء : ... عمر؟
شادن : ..و..وينه ما جا للحين؟؟..
محمد : المهم الحين نتطمن على سلامته ...
شادن : يعني ما جا ..!
كانت عايشه على أمل وإن الكلام اللي قاله ذيك الليلة قبل يتركها مجرد كلام فارغ..وان الليلة بيغيّر رايه ويجي ..

محمد يحاول يطمّنها : ..قلت لك اهم شي الحين نتطمن على سلامته والزواج لاحقين عليه..
قبضت على يده بأقوى ما تملك وعيونها يغشاها بحرر من الدمووع وهالمرة أعنف..وهالمسكة القوية ليدّه خلته يعقد حواجبه وينتبه مع كلامها : ..قو..قوله تراني ..أموت من غيره... اموووت من غيره يا محمد أمووت من غيره...
سكت وهو يشوف كيف متأثره هالكثر ، وبدا يحس ان فيه شي غلط بالموضوع ،
وشادن ارتفعت نبرتها وغزارة دموعها ترتفع معها : ..قوووله اني ماعرف اعيش دونه.. امووت اذا ما ألقاه والله العظيييم اموووووت...
مشاعل خنقتها العبرة وهي تقرب ومسكت يدها : ... ليش قلقانه ان شاء الله انه بخييير..وبيرجع !

محمد تحرّك لـ خارج الغرفة وحال اخته اللي ساء اكثر..أقلقه زود...وقلقه تضاعف من ناحية عمر !
فيه شي غلط بالموضوع ،
حاول يتصل ولقاه مغلق ..
وهالمرة ..كتب رسالة وهي الحل الوحيد بيده .. يا توصل أو ما توصل ،



يُتبــع ..
نلتقي الأحد القادم اذا شاء ربي ..

عنوون


♫ معزوفة حنين ♫ 21-02-12 03:06 PM




كلام الكاتبة بعد البارت ..





اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عيـــــون القمر ! (المشاركة 19004593)



مساكم عطر ورونق .. منورين الصفحات عسى الله لا يحرمني منكم ،
على موعدنا ان شاء الله الليلة ..
البارت في مراحله النهائية وقت قصير ويكون موجود ..


جاني اقتراح حلو بواحد من الردود .. (الساهر خالد )..

بالنسبة لصورة تخيّلية للأماكن .. ما أخفي عليك ان وصف الفيلا بروسيا اخذته من صورة حقيقة لفيلا روسية موجودة ..
معجبة أنا بالفن المعماري الروسي..وكنت أدوّر وصف حلو للفيلا اللي ببالي تكون فخمة وبنفس الوقت كلاسيك .. دامها بتكون مكان مهم بالقصة ..

لقيت الصورة المنشودة وقلت اوصفها وكل واحد وتخيّله وهو يقرأ... لكن اذا تبون تشوفون شكل الفيلا اللي ببالي مو مشكلة ..
بس أخاف ان كل واحد حط صورة معينة بباله...تجي الصورة تحوس الخيال كله ههههه !

اذا تبون ما عندي مانع...
القصة لكم بالنهاية

والخيار راجع لكم ..،


♫ معزوفة حنين ♫ 21-02-12 03:07 PM




وبرضو كلامها هذا ^^ ..






اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عيـــــون القمر ! (المشاركة 19005022)
:
:





اووكي دام كثير يبون يشوفونه ..
شوفوه وعيشوا جو الأبطاال ،،


http://up.graaam.com/img/5ed6133e5ce...15f4abbacc.jpg


،


بالنسبة لكووخ تركي .. انا ذكرت انه ماخذ نفس لون الفيلاا ..بس ما لقيت كوخ بنفس اللون
عالعمووم ممكن يكون شبيه بهذا .. بس بدوون النهر اللي قدامه ..
تخيلوه جنب الفيلا وبدون موية

http://up.graaam.com/img/a4ba9b389eb...9fafc79296.jpg

انبسطوووا ..


♫ معزوفة حنين ♫ 21-02-12 03:07 PM



الـــجزء 38 ..
----------------

الصبـــاح ..

طلع محمد من المصعد وهو ماسك يد شادن اللي شوي شوي تمشي .. ومشاعل تمشي وراهم وعيونها تراقب شادن خايفه لا تطيح ما تدري ليش.. مع ان الإصابة براسها مو برجلها بس بطء شادن بالمشي والأنهاك اللي هي فيه خلاها تحس انها ممكن تتعثر ..

طاحت عينها بالصدفة على خالد وهو واقف عند الكافيتريا وكوب قهوة بيده .. وما كان بروحه !!
كانت معه ذيك البنت تسولف وهي شايله قهوتها بالمثل !!

تأمّلت وجه خالد من بعيد لقت الابتسامة البشوشة تشع من ملامحه ..
ما تقدر تنكر ان الإعجاب يطل من عيون خالد... فيه شي يلمع بعيونه وهو يحاكي ذيك البنت اللي اسمها ياسمين اذا ما خابت ذاكرتها..،
صدّت بسرعة عن لا تاخذها الخيالات وتأثر عليهاا ... وتقدمت بسرعة لمستوى شادن ومسكت يدها وهي تركز اهتمامها على أختها عشان تطرد خالد وحبيبتـه من ذهنها..

كانت متوقعه إنه بيناديهم اذا لمحهم وما خاب توقعها ، يوم بقى شوي عالبوابة سمعت صوته من ورا
التفت محمد وهو قابض على يد أخته : هلا خالد ..
اقترب خالد باهتمام.. وياسمين تمشي وراه يوم حست ان هذولا من اهل خالد ووحدة منهم مريضة..
خالد: طالعين خلاص ؟؟
محمد : إيه .. الدكتور طمنا.. بس باقي اجيبها عقب فترة عشان تعقيم الجرح..
خالد : سلامتك شادن ما تشوفين شر ..
شادن ببحة واطية : الله يسلمك!

ياسمين بعفوية وهي توقف قُرب خالد : سلامتك ما تشوفين شر !!
شادن : الشر ما يجيك..
مشاعل رمت نظرة حادة على ياسمين..، لا زالت تكرر الحركة اللي سوتها مع سحر يومها بالمستشفى... مُصرّه ان سؤالها هذا مو لله بس عشان خالد!! وكرهت هالتملق اللي فيها !!

لاحظ خالد تصدد مشاعل المستمر للحين..
وعشان يكسر هالحاجز اللي انبنى بواسطتها ...قال بصوت واضح وبرسمية : وش الاخبار مشاعل ؟؟؟
مشاعل فهمت النبرة ومقصده .. قالت وبنبرتها بروود : بخير !

رفع حاجب واحد باستنكار صامت، لأن الجواب نفس جوابها البارح!! ، وتغيرت ملامحه لـجمود من إصرارها شنّ هـالحـرب الباردة اللي ما يحس فيها غيره ،
وخاطبها داخل نفسه .. بلاش هالحرب الباردة اللي محّد بيتأذى فيها غيرك !

محمد : اشووفك..
خالد ابتسم له : الله معكم ..

مشوا لبرا .. وخالد رافقهم لين البوابة بالخارج ،..
محمد لخواته : انتظروا بجيب السيارة ..

مشاعل وهي تمسك شادن بداله : اوكي ..

ووقفت تنتظر وهي تحس ان خالد واقف وراها.. ينتظر السيارة معهم ،،
التفتت عليه ببرود : ، ما يحتاج تنتظرنا لما نروح.. تقدر تروح تشوف شغلك !
خالد وهو يناظر سيارة محمد ما ناظرها ، وبتطنيش : ما شكيت لك وقوفي !

سكتت، وبجوابه ألجمها ..واستوعبت انه يعاملها بنفس الأسلوب البارد !
طييييب يا خالد !
تحاسبني على شي انت السبب فيه !
طييييب!

جت السيارة ووقفت قدامه .. ونزل محمد وهي يساعد شادن على الركوب ..
وبينما محمد منشغل مع شادن..

خالد بصوت هامس ما يسمعه الا مشاعل : .. بلاش هالحرب الباردة اللي قاعده تعيشينها !!
ما اهتزّت من اللي قاله لأنها ارسلت له ذيك الشرارات الباردة متعمدة وعرفت انه بيفهمها لأنه ذكي...
وهمست وعيونها على محمد وشادن : .. بعدك ما شفت الحرب الحقيقية !!

عقد حواجبه وهو يتأمل قفاها وجوابها اللي ما ترددت فيه !

قبل يقول شي رفع عينه لمحمد اللي التفت لهم وسبقه : اركبي مشاعل وش تحترين!
مشاعل ببراءة : يلله جايه !

ومشت بسرعة وركبت وهو يراقب بصممت..
عاقد حواجبه بجدية وحيرة بسببها ،، لا زالت تحب تتحدى !! .. حتى بعد ما جرحها بكلامه لازالت تصرّ على التحدي ..

راحت السيارة وخالد استدار راجع لداخل المستشفى وهو يتنهد..
طبعك يا مشاعل ما تتركينه !!
::
/

في موسكوو..
كان يوم دافئ نوعا ما عكس الأيام الماضية ، معتدل مع لفحة برودة ناعمة ..
فتحت صوفيا نافذة غرفة سحر اللي كانت نايمة وراها ..وابتسمت وهي تشوف تركي بالأسفل وهو جالس قدام الفيلا على الطاولة الموجودة هناك.. يقرا بشي مع نفسه وهو حاط الكتاب على فخذه ورجل على رجل..وقدامه كوب قهوته...
الساعة 10 الصبح تقريبا واليوم اجازة عشان كذا ماراح المعهد ..

التفتت لـ سحر اللي كانت تتأفف من الضوء اللي دخل الغرفة : صوووفيا..أغلقققي النافذة !
صوفيا : استيقظي ..! .. الساعة جاوزت العاشرة ..
سحر : لا أريييد !.. دعيني !
صوفيا : يكفيكِ نوماً... لديّ خطط لنفعلها اليوم ..هيا
سحر : ليس الآن دعيني ..!
صوفيا وهي تقرب للسرير : الجوو دافيء اليوم... استيقظي فسنفعل شيئاً تحبينه حقاً..
سحر بنعاااس من تحت اللحاف : صوفيا ارجوكِ اخخخرجي..

ما تركتها لييين قامت بعد اصرار...
جرّت عمرها للمغسلة ..غسّلت سحر وعقب ما صلّت ..
تنشّطت شوي وراحت ناحية التسريحة تلم شعرها المحتاس...بينما صوفيا كانت جالسه على كرسي جنب النافذة وعيونها تتأمل اللي برا.. وتحديداً تحت ،!
سحر وهي تربط شعرها : .. ماذا تشاهدين هناك ؟
التفتت صوفيا لها... وابتسمت : لا شئ ...
رجعت سحر تركّز في شعرها ، وصوفيا قامت من مكانها بشي من الحماس وفي بالها قرار : اسمعي الآن ...
سحر بملل : ماذا ؟
::

بعد فترة قصيرة ،

رفع تركي راسه عن الكتاب باستغراب وعيونه عالشقرا اللي جالسه على نفس الطاولة معه : ماذا ؟... نزهة للصيد ؟؟
صوفيا بابتسامة : أجل صيد الأسماك .. هل تريد أن ترافقنا ؟..إنها عطلة نهاية الأسبوع ولا شئ لديك ..أليس كذلك ؟
تركي وهو يحك شعره بحيرة : لم أجرّب الصيد من قبل...لا أعرف كيف أصيد الأسماك !
ضحكت بنعومة : لا تقلق سوف أعلّمك ..
ضحك عفويـاً : الأفضل أن تعلمي الآنسة..!
صوفيا بضحكة : لا عليك...فـ الآنسة قد جرّبت الصيد من قبل وتعرفه جيداً..

تركي باهتمام : أوه ..حقاً ؟!
وهي تهزّ راسها ايجاب : أجل لقد اعتادت هي والعائلة من قبل على فعل أشياء مختلفة خلال نهاية الأسبوع.. ومنها صيد الأسماك في البحيرة !
تركي باستغرااب : وهل هناك بحيرة قريبة !!؟؟
صوفيا باستمتاع : أجل... هناك بحيرة صغيرة قريبة من هنا... تبعد حوالي 3 كيلو متر مشياً على الأقدام... انها تجربة ممتعة صدقني ..!
تركي قلّب وجهه مو عارف ان كان فعلاً مهتمّ بهالتجربة اللي تقول عنها ، وجلس ساكت للحظـة ..
وقالت بمحاولة لاقناعه : الجوو اليوم يبدو مناسباً .. وقد قررت هذا لأجل الآنسة ..!
تركي ما فهــم : لأجل الآنسة !
صوفيا وهي تتذكر اللي صار قبل كم يوم : ..أجل لقد أحسست بأنها مكتئبة وعصبية خلال الفترة الماضية... ومتوترة كذلك ولا أعلم ما بها حقاً.. وسيكون هذا جيد لها ولك أيضا !
تركي بتساؤل : لي أنا ؟؟...وما دخلي ؟؟؟

ضحكت : .. لـ سببان ، أولاً لأنني أشعر أنك وهي لستما على وفاق ..
تركي بابتسامة ملتوية من هالملاحظة : ..من قال هذا ؟
صوفيا بإقرار : .. يمكنني ملاحظة ذلك !
تركي ما علّق على هالنقطة ، وتجاهلها : .. حسنا.. وثانياً ؟
صوفيا : ثانياً أنك مذ جئت لم تمارس شيئا غير دراستك ..!
ضحك بعفووية من تعليقها : .. لم أشتكِ فأنا مستمتع هكذا ..
صوفيا باهتمام : ألا ترغب فعلاً بقضاء اليوم معنا ؟؟
تركي تنهّد...ولا رفض : وهل الآنسة تعلم بذلك ؟
صوفيا ابتسمت : لا لم أخبرها ..قلت لها فقط بأنني أخطط أن نذهب للصيد ووافقت... لم أخبرها بأنك ستأتي فلم أكن أعرف رأيك بعد !
تركي بابتسامة ملتوية على جنب : وهل تعتقدين أنها سترفض ؟!!
صوفيا : لا داعي لإخبارها .. أخشى إن أخبرتها أن تغضب وترفض الذهاب !
تركي : هههههه حسنا حسنا ...سأذهب ...شكرا لاهتمامك !
ابتسمت وهي تقوم واقفه وعيون تركي ترتفع معها : .. سأذهب لإعداد بعض الحاجيات... أتريد شيئا ؟؟
تركي بابتسامة ناعمة من خلف نظارته الشمسية : ..شكرا لكِ ..

بادلته الابتسامة الحلوة..ومشت من قدامه وعيونه تتابعها والابتسامة الهادية على ثغره ..
دخلت جوّا ، وهو دنّق لكتابه اللي على فخذه والفكرة راقت في باله نوعا ما ...
::

بعد ساعة وشووي...
سحر حاطه شنطة ظهر على التسريحة وجالسه تحشيها بعض الأغراض اللي بتاخذها معها للصيد ..
ابتسمت وهي تلبس كاب فوق حجابها من هالفكرة اللي ماتدري شلون طرت على صوفيا .. أول وآخر مرة مارست صيد السمك كانت بأول سنة جوا فيها هنا... بعمر 15 سنة... وتذكر انها راقت لها وتعلّمت أساسياتها بسرعة وللحين راكزه ببالها...
دهنت يدها ووجهها بواقي الشمس ، ثم خذت نظارتها الشمسية وطلعت من الغرفة وشنطتها بيدها..
نزلت تحت ..وسمعت صوت بالمطبخ راحت هناك ، ولقت صوفيا جالسه تجهز بعض الساندويتشات الخفيفة مع بعض المشروبات ..، وهي لابسه بنطلون جينز أزرق ، مع بلوزة هاينك سماوية تناسب الجو اللي برا..وشعرها رابطته على جنب وراسها يغطيه هات بيضا كلاسيكية..
سحر : هل انتهيتي ؟
صوفيا وهي تحطهم بشنطة ظهر : اجل... هيا !
سحر : أين عدّة الصيد ؟؟
صوفيا : كل شيء جاهز لا تقلقي !

طلعوا سوى برا الفيلا ، وكل وحدة شايله شنطتها على ظهرها استعداد للمشي ..
وما شافت سحر الأغراض برا ..
سحر باستغراب : أين عدّة الصيد ؟؟؟
صوفيا : إنها معي لا تقلقي !

سحر بنص عيوون ، رمت نظرة على شنطة صوفيا اللي ما تقدر تشيل عدّتهم كاملة : .. تكذبين !
ضحكت : هههههه .. لا أكذب هيا بنا ..
ومشت قدامها ما عطتها فرصة تسأل ..
سحر تحرّكت وراها بسرعة وهي حاسه بشي غريب تخفيه صوفيا ، والتفتت عفوياً للكوخ الشتوي وهم يمشون قدامه..، تأملته ثووااني كان جداً هادي وما تدري ليش تخيّلت إن وليد مو موجود...
انتبهت صوفيا لنظراتها : .. ما بكِ؟... أتريدين وليد ؟؟

صدّت بسرعة عن الكوخ ، وعفست ملامحها بهدوء : .. لا ...كنت اتساءل فقط يبدو أنه لم يستيقظ بعد ..
صوفيا : ربما قرر أن يقضي يومه خارجاً ..او قرر النوم فاليوم يوم عطلة ..
سحر بدون اهتمااام : ..ربما !

مشوا في الريف ناحية البحيرة اللي تبعد شوي عن منطقة الفيلا حوالي 3 كيلو متر ، ومن حلاوة الجو قرروا يروحون لها مشي عالأقدام لأن نص المتعة في المشي مع انها ممكن تكون متعبة شوي ..
سحر وهم يمشون بالريف والطبيعة حولهم تبهج النفس : لقد مرت فترة طويلة على ذهابي لتلك البحيرة آخر مرة !
صوفيا : أتمنى أن لا تكون مزدحمة جدا !!
سحر : لا لن تكون .. فأغلب من يذهب إليها هم من المناطق المجاورة لها..وتلك المناطق ليست مزدحمة بالسكان ..
صوفيا ابتسمت : معك حق ! ،

استمروا بالمشي وهم يتبادلون أطراف الحديث ، ومرت فترة من غير لا يوقفون ...تعمّقوا بالريف وعبروا أشجار وحقول لين وصلوا مرتفع عالي شوي بس صعووده ماهو صعب ..
من شافته سحر..ابتسمت وركضت لا شعوريا : لقد وصلنااا..البحيرة خلف المرتفع !!
صوفيا اللي حقيبتها ثقيلة شوي هرولت بصعووبة : انتظررري...لا استطيع الركض سوف أقع !
صعدت سحر المرتفع اللي كان سهل الصعوود..ووقفت وهي تتنففس من المنظر اللي ما شااافته من زمان ..
بحيرة قدامها تحفّها الأشجار وتعكس السما على سطح مويتها... لاهي كبيرة ..ولاهي صغيرة مرة ... حجمها أقل من متوسطة ..ماهي مشهـورة مرة بسبب حجمها ، وتعتبر بالنسبة للمناطق اللي حولها متنفّس سواء للصيد أو السباحة ..والاقبال عليها مو بذاك الكثافة.. وتمتاز بالهدوء نوعا ماً .. وضجيجها معقول مع بعض المرتادين لها ،
ابتسمت سحر وهي تلف لـ صوفيا اللي تمشي بشويش : هيا...سوف أسبقك ...تبدو البحيرة خالية من الناس !
صوفيا : لا استطيع الركض مثلك !
سحر وهي تصد للمنحدر اللي قدامها... ضحكت وهي تتذكر مُتعـة النزول فيه لأنك اذا ركضت نازل .. بتطييير ومافيه شي رح يوقفك الا البحيرة !!
سحر بنبرة تأكيد : سأركض !
صوفيا بخوف : مجنونة أنتي !... أتذكرين ما حدث لك عندما فعلتِها آخر مرة !!
سحر وهي تتذكر كيف سوّتها آخر مرة ، كانت قد ركضت وهي بعمر 15 بس فقدت توازنها ، والنتيجة انها تدحرجت لتحت من غير توقف.. وبالأخير طاااارت بالبحيرة وتسبببحت : هههههههههههههههههه كان ذلك ممتعاً !
صوفيا بخوف : لا ..لا تفعلي !
سحر وهي تقدّم رجل وتأخّر رجل بهيئة استعداد : بل سأفعل ...راقبي !
صوفيا : ذلك خطر لا تفعلي ،
سحر بجنون من المتعة : هههههههههههههههههه سأفعلها لا محالة .. افعلي ذلك ايضاً..
صوفيا وهي تشوف سحر تنطلق بالمنحدر وصراخها يتبعهااا : لاااااااااااااااا..... (ركضت لأعلى المنحدر تشوفها ) .. يالك من مجنونةٍ متهوورة !!!
سحر خذاها المنحدر وهي تصرررررخ من قلللب... وبالفعل المنحدر خلّا سرعتها تزيييد بطريقة ما تقدر تتحكم فيها وهالشي خلّاها تركض وهي تضحك من قلللب وهستـرة ..
صوفيا تصرخ من فوووق وهي تحس انها بتطيح في أي لحظة : لاااااااااااااااااااااااااا توقفي !!!

سحر ورجولها طلعت خارج السيطرة .. قامت تصررخ وتصررخ وهي مستمتعة بجنون..لكن اللي بيسمعها ويشوفها بهالحالة بينخدع ، وبيقول إن هذي متوهقـة ومتورطــة بعمرها !!!

تحت عند البحيرة ،
كان مشغول بالسنارة اللي اعطته صوفيا يحاول يفهمها ويفهم كيفية استخدامها ...
لكنه سمع صرااخ متواااصل ، صراااخ مو طبيعي جاي من مكان بالخلف ..!
رفع راسه للمنحدر اللي وراه مباشرة باستغراب ... وطلعــت عيونه من محاجرها بصدمة يوم شاف ركضها المرعب والواضح انها متوووهقه بعمرها !! .. والمشكلة إنها متوجّهه له مباشرة !!
قام واقف بسرعة وهو يشوفها مو قادره توقّف.. وتأكد انها متورطة والدليل انها قامت تصرخ لهاللي قدامها من بعيد تبيه يبعد عن طريقها ،،
لا شعوريا ..وغريزياً تحرّك خطوات جريئة باتجاهها وما أبعد ..
سحر عرفـت اللي واقف مع اقترابه وتغيّر وجهها من الضحك للخووووف ، ومن صدمتها الكبيرة بوجوده صرخت زوود تبغاه يبعد والمنحدر ياخذها وياخذها من غير شورها..
عرفت ان مافيه شي بيوقّفها وبتصدم فيه لا محالة اذا ما تنحى عنها..
بس هو كان يظن انها متوهقه فقرر يتصرف بغريزته وعلى طريقته ..

سحر استسلمت للقدر ووغمممضت عيوونها ، وما حسّت الا وهي ترتطم بثباته اللي زي الجبــل.. وفقد توازنه وبالأخير هوَت معه للأرض..!!
فتحت عيونها وهي مكشّره بشوية ألم ..كانت طايحه على جنبها وفوق ذراعه ومعطيته ظهرها ..ويده الثانية مستقرّه على كتفها ،،
مع ألم الطيحة .. انتفضت بكهرربا وقامت بسرعة ووجهها مقلووب وهي تسمعه يتأوه على خفيف .. "آخ"..
ما استوعبت وقوفه بطريقها... وبوهقه : ..و..وليد !
كان رامي راسه عالأرض ومسكّر عيونه وذراعه بنفس مكانها وشوية ألم مسيطر على وجهه ،
منظره المتوجّع خلاها تهجم عليييه بقهههر مرتبك : أنت وشلوووووووون توقف بطريقي !!؟؟
فتح عين وحده ورمى عليها نظرة حادة من أسلوبها ... وانطمّتتت..
قام قاعد ببطء وهو يفرك ذراعه ..وبنبرة تحقيق : وش كنتي تسوين بالضبط ؟؟؟

قبل تجااوب سمعوا صوت صوفيا وهي تنزل من طريق سهل وتجي ناحيتهم بقلق : .. هل أنتماااا بخير !!؟؟
تركي ما رد ...
وسحر جاوبت : أجل لا تقلقي ..
صوفيا : .. يالك من مجنوونة كدتِ تؤذين نفسك !
سحر : ما بكِ إنها ليست المرة الأولى التي أفعلها !!

هنا ناظرها تركي بحدّة يوم فهم إنها كانت تلعب : .. وش قلتي ؟؟؟؟؟
سحر بعفوية اعترفت : .. قلت لك وخر عن طريقي ما سمعت !!
تنّح فيها شووي يوم استوعب انه انخدع بصراخها ..
وسحر قامت بسرررعة عن مكانها بسبب الموقف المحرج ..طاااح وطيّحها معه !!

قام يطالعها بنظررات ما فهمتها ..وتلخبطت زوود..وعشان تضيّع السالفة غيّرت الموضوع : انت وش جابك هنا أساساً ؟؟؟
قام واقف يوم اختفى الألم وهو ينفض ملابسه بقرف : .. مو معجبك وجودي ؟؟؟

سحر شافت اغراض الصيد موجودة والواضح ان تركي جابها قبلهم ، وبصدمة خفيفة التفتت لـ صوفيا..
صوفيا ابتسمت : ههههه أخبرت وليد أن يأتيَ معنا فليس ممتعا أن نكون وحدنا !
سحر بحنق : لمَ لم تخبريني !!
صوفيا وهي تمشي ناحية المكان اللي راح له تركي : .. خشيت أن ترفضي الذهاب !

سكتت سحر وهي واقفه ..وعيونها تتابع صوفيا اللي راحت عند وليد تكلّمه وتقوله عن السنارة اللي بيده وشكلها تبي تعلّمه ..
غريب ..!
بس تقبّلها لوجوده مو زي أول ...
مع إنها ما توقعت وجوده بس موقفها مو زي العادة ... العادة تضيق وتنكمش وهو قريب ..بس هالفترة فيه شي يتغيّــر ..!!
باديه تتقبّلـه !!
انصدمت من وجوده شوي ...بس مــا عصّبت !!

مشت بشويش ناحية البساط الصغير اللي فرشته صوفيا ..قريب من بساط تركي وبينهم مترين !
حطت صوفيا كرسي صغير هناك من النوع اللي ينطوي ونااادت : هيا سححر ... تبدو الأسماك قريبة ..تعالي لتري !
جت سحر على حافة البحيرة الضحلة وطلّت على المنطقة القريبة : صغاااااااار مرة !!
صوفيا : ماذا ؟؟؟
سحر ضحكت بعفوية : ههههههههه لا شئ إنّ أحجامها صغيرة جداً..
ابتسمت صوفيا وهي تطلّع كيس صغيرة من شنطتها : انظري ماذا أحضرت !
ضحكت سحر : هههههههه طعااام الأسماك !!... تحبين اطعامها أنتِ أكثر من اصطيادها !!
صوفيا وهي تجلس : .. إن هذا ممتع بالنسبة لي !

جلست سحر جنبها وهي تراقب كيف صوفيا تنثر بعض الحبوب بالموية القريبة منهم...ضاربتها على شوي ونثرت بعضه وهي مبسوطة من الجوو ..
التفتت سحر أخيرا ناحية البساط الثاني اللي على مقربة منهم..وشافت وليد يحلّ ويربط بسنارة بيده وشكله يحاول يفهمها بس مو قادر ..!
عفويا قامت بهدوء ..ومشت ناحيته وهو مدنّق مو حاس فيها ..
سحر : عطني أصلحها !!
رفع راسه بصمت لقاها واقفه قدامه :......؟
سحر بابتسامة مستمتعة على شكله التايـه : عطني ... ( ومدت يدها ) ..

شاف ابتسامتها المرتااحة وملامحها المسترخيه ..وابتسم على التقدم اللي حصل له معها..ابتسامة لـ نفسه..
وما عارض عطاها وهو ساااكت...وجلس يراقبها وهي تضبطه ..
ربطت السنارة بطريقتها واللي كانت عبارة عن قطعتين ويوم انتهت .. بعفوية : ... تعرف الصيد ؟؟
تركي وهو يتلّمس عصا السنارة بيده : أول مرة !
سحر : تبي مساعدة ؟؟؟
رفع راسه لكلمتها.. وابتسـم وحدة من ابتساماتـه اللي يعرف تأثيرها زيين : ما يحتاج !.. انبسطي إنتِ !

اخترقتــها ذيك الابتسامة العفووية والتوى شي داخل بطنها... وهي تشوف هالجانب اللطيف فيه يتكرر !!
هالجانب منه اللي ما شافته من قبل غير يوم بكت قدامه !!.. جانب لطيف للغاية مو مستوعبة إنه فيه للحين ..لأنها من يوم عرفته أول مرة قبل شهوور ما كان ذاك الانسان اللي يوحي إنه يحوي في طياته كل هاللطافة واللين ..!
دايماً النافر منها والجامد من ناحيتها ..! أو هذا اللي كانت تحسّه !!
بس ألحين ...فيه شي بشخصيته يختلف عن اللي عرفت !!

رفع تركي راسه لها باستغراب يوم لاحظ انها ما راحت ونظراتها مركّزه عليه بشروود ... عقد حواجبه من سرحااانها العميق فيه..وأخيرا ابتسم مرة ثانية وهو يلوّح بعصا السنارة فالهوا قدام وجهها : شش !
صحت على حرركته وقاامت ترمش بسرعة وهو يطالعها بنظراته المبهمة اللي ما تعرف تفسّرها..وابتسامة على ثغره ،
حاولت ترقّع...بس ما عرفت وش تقول ...وبالأخير استدارت وراحت بسرعة ناحية صووفيا تحت نظراته اللي تتابعها !!
راقبها لثوااني ولقاها تتكلم مع صوفيا وما تحاول حتى تلتفت له ..!
ابتسم من جديد ابتسامته اللي ذات مغزى... تأثيرك عليها صار واضح !! ،
قلتها يالبريئة من قبل.... كل شكوكك اللي شايلتها ..بعرف انا شلون أمحيها ..!!!


بعد ساعة قضوها بعز الهدوء والمنظر المريح اللي قدامهم .. تركت سحر سنارتها عند حافة البحيرة وراحت بعيد عن المكان لأن رغبة التصوير داهمتها..
قامت صوفيا وهي شايله عصير وسندويتش خفيف ناحية وليد اللي له ساعة يحاول يصيد شي...
صوفيا بابتسامة : هل من جديد ؟؟
تركي بابتسامة ونظراته للبحيرة : .. لا شئ ...
صوفيا : لا مشكلة امامك وقت .. !
تركي( رمى نظرة لمكانهم ) : أين الآنسة ؟!
صوفيا : ذهبت لتأخذ بعض الصور... هل أعجبك الصيد ؟؟؟
تركي وهو يحك شعره بملل : أنا على وشك الاستسلام ..
صوفيا : هههههههههههه ...لحظة سوف أعلمك !

وبشكل عفوي جلست جنبه تاركه مسافة بسيطة بينها وبينه .. لاحظ تركي جلوسها وما علّق ولا عارض واكتفى بابتسامة هادية لها ..
بادلته بابتسامة صامتة وهي تمسك سنارته اللي ما عرف يتعامل معها ..
وخلال خمس دقايق بس اهتزّت سنارتهم ..هتفت صوفيا وتركي ركّز معها : ها هيَ !!!!!!!!
تركي بدهشة : بهذه السرعة !!!!!
صوفيا : ههههههههههه ..والدي صياد في قريتنا ان كنت لا تعلم !!
تركي ضحك بعفوية : هههههههههههه هكذا إذن !!!
صوفيا وهي متشبثه بالسنارة اللي تهتز بقووة : .. تبدووو كبيرة !!!...لا أستطيع سحبها هل تستطيع ؟؟
تركي قرر يجرب حظه : .. ربما ..
اقترب منها بجسمه ومسك عصا السنارة فوق يديها بالضبط .. وقام واقف وهو يحاول يركز .. وصوفيا تركت له المهمة !
صوفيا : أعتمد عليك !

بدأ يشدّها من جهة والسنارة تنشد من جهة .. ما كان شي سهل بالنسبة لواحد أول مرة يجرب سنارة !!
تركي بتعجّب : إنها سمكة قووية !
صوفيا حست أنه مو عارف يتعامل معها ويده مو مرنة وممكن بأي لحظة الخيط ينقطع ..وقااامت بسرعة : سوف أساااعدك !
حطت يدها تحت يده وجسمها جنبه بالضبط .. وقامت تجرّ معه والضحكة على وجهها من الموقف !!
تركي بتحدّي : انها عنيييييدة !!
صوفيا : هههههههه سوف ينقطع!! سوف ينقطططع !!
ومن كثر ما كان تركي متصلّب وغير مرن انقطع الخييط وطاااروا اثنينهم لورااا ..!! .. وطاحووا مع بعض !!
تركي انسدح للأرض مستسلم ، وصوفيا قامت قاعده وهي جنبه والضحكة متملكتها وقبعتها طاحت من شعرها : هههههههه ياللخسارة !
تركي وهو راقد : أنا ..أستسلم !
صوفيا بضحكة : ما رأيك أليست تجربة ممتعة ؟؟
تركي وهو مغمض : بل مُتعبة !!

قام جالس وهي جنبه تناظره..ثم قام واقف وطاحت عينه على سحر بعيييد والكاميرا بيدها وتطالعهم بصمت وشكلها جت من سمعت صراخ وضجة ..
تجاهل نظراتها بالعمد ..وابتسم لـ صوفيا وهو يمد يده لها : هاتي يدكِ !
ابتسمت صوفيا بعذوبة ومدت يدها البيضا النحيلة .. مسكها بإحكام وسحبها بقوته عشان توقف ..
صارت قريبة منه ..ورفع عينه لشعرها الأشقر : .. هناك شيء بشعرك !
رفع يده لفوق اذنها وشال ورقة يابسة علقت بشعرها من سقوطها ..
صوفيا سكنـت لين شالها ..، رماها بالهوا ابتسم : هكذا أفضل !
ابتسمت له : شكراً..

وجلس يناظرها بنظرات صامتة وهي بالمثل...
لين أخيرا حس باقترابها منهم .. تقاطعهم : هل أنتما بخير ؟

التفتت صوفيا بسرعة لـ سحر اللي كان الاستغراب واضح على شكلها : ..أجل نحن بخير ..
سحر انتقلت بعينها لـ وليد اللي عطاها ظهره وانحنى ياخذ كابه من الأرض..
ورجعت لصوفيا : مالذي حدث !؟
ضححكت صوفيا : لا شئ لقد انقطع خيط السنارة ..وهربت سمكة وليد ..
سحر وهي تناظر وليد اللي قام ينفض كابه بدون تعليق... وبهدوووء معتريها : حقا ؟
صوفيا : أجل... كان أمرا مضحكاً..
وانتبهت صوفيا للكاميرا اللي بيد سحر... وابتسمت لما خطرت في بالها فكرة : .. ما رأيكم أن نلتقط بعض الصور سوية ؟؟
التفت عليها تركي.ومعه سحر بانتباه من اللي قالت !
صوفيا يوم شافت نظراتهم الغريبة : جميعنا مستمتعين أليس كذلك ؟؟؟... يجب أخْذ صورة جماعية للذكرى ..

سحر عارضت ما تدري ليش : لا داعي لذلك ..
صوفيا : لماذا ؟؟... (ابتسمت) .. حسنا ان كنتِ لا تريدين ...سنأخذ أنا ووليد صورة ... ( التفتت لـ تركي اللي ما علّق عالموضوع).. وليد أتريد ذلك ؟
تركي بابتسامة جانبية مرحّبة : لا مانع !
قرّبت جنبه وهي تلبس الهاات على راسها : ستكون ذكرى جميلة مع صديق جديد !
ابتسم تركي من اللي قالته وما علّق ..

وقفوا قدام سحر بشكل قريب لبعض ..وفهمت سحر إن المطلووب منها ألحين التقاط الصورة لهم ...
سكتت شوي وهي ماسكه الكاام ..وعينها على اثنين الواضح ان علاقتهم قوت أكثر من الأيام الأولى.. اكتشفت الحين ان صوفيا ووليد تقاربوا عن الأيام الفايتة وكأنهم صاروا أصحاب ..
صوفيا وهي ماسكه الهات لا تطير مع الهوا اللي هب : .. هيا ما بكِ ؟
رفعت عينها لهم ... وطاحت على تركي اللي كان ساكت وملامحه هاادية...ينتظر مثل صوفيا !!
حسّت إنه يتفحّص ملامحها بذيك النظرات ما تدري ليش ...!!
وابتسمت مُجبرة عشان تخلّي الجو طبيعي : .. اوكي...يلله !

وعشان ياخذون وضعية التصوير ... حط تركي يده على كتف صوفيا ونزل براسه شوي لمستواها لأنها كانت اقصر منه بشوي ، وصوفيا تفاعلت معه وابتسمت ..
التقطت سحر الصورة وهي ساكتة ... إلا جت صوفيا بسرعة تبي تشوفها : دعيني أرى !
شافتها وابتسمت برضا ..
صوفيا : متأكدة أنك لا ترغبين بالتقاط صورةٍ لك ؟؟

جا تركي بهدوء هالمرة واخذ الكام : هالمرة أنا بصوّر ..!
سحر ناظرته بسكااات ... وتركي قال وهو يحط عينه بعينها : .. ما تبين تصوّرين معي مو مجبورة !

تبدّل شي من ملامحها وهي تطالعه .. غررريب هالآدمي شلون يقرا أفكارها ..
ويفهم اشياء ما تصرّح فيها !!
معقوولة قراها من عيونها ؟!!

اخذ الكام وكرر : .. روحي صوّري مع الشقرا..حرام تتركين المكان من غير صورة ..
صوفيا مع انها ما فهمت اللغة بس فهمت الموضوع يوم اخذ وليد الكااام.. مسكت يد سحر وسحبتهااا قريب من البحيرة وخلّوها خلفية وراهم : .. تعااالي هنا !
سكتت سحر وما اعترضت..التزمت الصمت وهي توقف جنب صوفيا... وشعور غير مفهووم مسيطر عليها .،
ومن يوم مسك وليد الكاام .. وجلس على ركبة وحدة وهو يحط العدسة قبال عيونه بطريقة مصوّر محترف..
توتّرت زوود ..وما تدري ليش حسّت هاللحظة وكأنها تحت المجهرر، مع نظراته المسلّطه عليها عبر الكاميرا ..،

ما اكتشفت عن نفسها إنها متشنجة ومتصلّبة إلا يوم قال تركي وعينه خلف الكاميرا : .. وين الابتسامة يا آنسة ؟
حااولت تبتسم بطبيعية وهي مو قادره تكون طبيعية ماتدري ليش..!
تركي كان يراقبها عبر العدسة : .. حالتك غريبة يا آنسة !
اررتبكت وهو يلقي عليها الملااحظات... وبأمر : .. مو شغلك بسرعة !

ابتسم والكاميرا تغطي عيونه وسحر ما شافت الا ذيك الابتسامة الغريبة اللي ما قدرت تترجمها ..
أخذ الصورة لهم واللي أعجبت صوفيا لكن سحر كانت مشتتة وما علّقت عليها ..
بعدها راحوا يريّحون شوي ..وياكلون ويشربون الوجبات اللي جابتها صوفيا .. وعقب قرروا يرجعون لأن المسا بقى له ساعة ومع مسافة الطريق إلا الليل قد نزل ..،
:
/



♫ معزوفة حنين ♫ 21-02-12 03:08 PM



طلعت مشاعل من اختبارها وهي منتعشة نفسياً من المستوى اللي قدّمته ..
كانت خايفه نوعا ما قبل الاختبار لكن اللي صار عكس كل مخاوفها ..
شافت رنا من بعييد وأشرت لها بسرعة : هااا بششري ؟؟؟
مشاعل بضحكة وناااسة : مررررة يررفع الراس !
رنا : ههههههههههه حلوو ..
مشاعل : يا زينك والله ساعدتيني كثيييير ..
رنا : ولوو ..الناس لبعض ...تعالي نجلس ونشرب عصير يبرد قلوبنا بعد الاختبار !

راحوا يرتاحون ..ومن بين سواليفهم سألت رنا : مشاعل ما قد قلتي وين تتمنين تشتغلين بعد ما تخلصين الكورس ؟
مشاعل وعينها تلمع بشي غريب : .. أنا ما أتمنى أنا مخططه على مكان واحد من ألحين !
رنا : ههههه وش هالحماس الغريب اللي بعيونك ؟
مشاعل : هالحماااس ههههههه ..كله عشان اطلع من هالمكان وابدا مستقبلي المهني
رنا : ههههههههه حماسك يخوووف
مشاعل : وانتي وين ناويه ؟؟
رنا : انا ناويه على مستشفى حكومية جنب بيتنا ...عشان توفير المشاوير ..
مشاعل : ايه أحسن لك...

رجعت مشاعل للبيت .. لقت أمها بالصالة تتقهوى قهوة الظهر .. ومباشرة جلست معها وقالت لها عن الاختبااار وهي كلها نششوة..
ابتسمت أمها : الله يدووم عليك هالشطارة ويوفقك ..
مشاعل مستانسة : الله يسلمك يمه دعواتك لا تحرميني اياها..
أمها : الله يفتح عليك ويسهل لك.. دامك لقيتي اللي تحبينه هذا اهم شي مهوب زي قبل ما تدرين وين راسك من ساسك.. سنة كاملة تخطفين بالجامعة ولا تدرين وش تبين ..
ضحكت مشاعل على نفسها من ملاحظة أمها اللي واضح انها كانت شايله همها مع سير دراستها ،
شوي وقامت وهي تشيل شنطتها : بكرة عندي امتحان بعد ، بروح أنام شوي عشان أكسّر راسه بكرة ..
أمها : ههههه الله يسهل ..

راحت للدرج وهي صاعده فوق ابتسمت من جديد بسبب كلام أمها .. صحيح ما كانت عارفه وش تبي من مستقبلها .. مضيّعه ومستهتره ..وما كان عندها هدف اساسا ... بس الحين خالد غيّر كل شي فيها وخلاها تحدد أهدافها من اول وجديد ...!

قررت تمرّ على غرفة شادن وتشوف أحوالها .. وبشويش طلّت عبر فتحة صغيرة عشان ما تزعجها
كانت الغرفة مظلمة وجو الغرفة بارد شوي... دخلت بهدووء وخفة وشغلت الدفااية وشادن نايمه ومو حاسه فيها..
اقتربت من السرير تلقي نظرة على أختها.. وعطفت عليها ما تدري ليش وهي تشوف الشاش الابيض اللي يلف راسها بقووة..
تأكدت إنها بخير .. وطلعت لغرفتها بدلت ملابسها وقبل تنام لها ساعة قررت تنزل تأكل شي يسد جوعهاا ..
نزلت تحت وقبل تتوجه للمطبخ .. سمعت صوت انفتاح الباب ومعه صوت ابوها ومحمد داخلين سووى..
سمعت أمها تسألهم " ها بشروا وش صار " ،،
راحت هناك مباشرة يوم استوعبت ان المقصود عمر ... وتلهفت لسماااع خبر زين يفرح.. مو عشان احد منهم كثر ماهو عشان شادن ،،
دخلت وهي تسمـع أبوها يقول : بلّغنا الشرطة وعطيناهم اسمه واوصافه ورقم سيارته... طلبوا صورة له وعطيناهم صورة قديمة مدري بتفيدهم ولا لا ... وقالوا اول ما يجي خبر عنه بـيبلغوونا،،
ام محمد بقلق من السالفة كلهاا : الله يطمن قلوبنا عليه،،
مشاعل بشوية إحباط : يعني مافيه خبر ابد ؟؟
محمد وهو يشيل شماغه ويجلس : .. لا مافيه شي جديد .. يقولون الايام الماضية ما وصلهم شي غريب بخصوص سيارته لأننا خفنا يكون صار عليه حادث او شي.. ننتظر وان شاء الله خير ..
تنهـدت مشاعل ما تدري تفرح ان مافيه خبر عن سيارته دليل انه بخير او لا ،،،

محمد باهتمام : شخبارها شادن ؟
مشاعل : نايمة..
محمد يحرّصها : زين .. لا تقولين لها اي شي لين يوصلنا خبر ..
مشاعل : مارح أقولها هي مو ناقصه قلق ... بس اذا سألت وش أقولها ؟؟؟
محمد : قولي انك ما تدرين عن شي ..
مشاعل : ان شاء الله ..
::



" عُمر أنا أحبك " ..
فتح عيونه على صدى هالكلمة اللي مو قادر ينزعها من راسه ..
كلمتها اللي بالصميم .. كلمتها اللي قالتها آخر مرة وهي بين يديه وبغرفـته ،
لازالت ترررن براسه وتهيّج عواطفه لأقصى حد ، الحد اللي ما يقدر يسيطر عليه !!
قاام جالس عالسرير وهو يسند جبينه على باطن كفّه بطريقة مهموومة ... الصمت متلبّسه من أياام ومن يوم رجع لشلة الضياع اللي يعرفهم ، وهو ما حكى كلمة مع واحد منهم ..،
رجع هنا وهو حاقد على عياف حقد ما قد شاله لـ بشر من قبله ... طول طريق مشوااره للشرقية وصورة وجهها المصدوم والباكي ذاك راكز في باله ..مو راضي يتركه ..!!
تعبااان بالمررة ...
ليت بيده يرجّع الزمن لورا 4 سنين ...
كان ما اختار يطلع من ذاك البيت ..
ليته يرجّعه اربع سنين ...،
عاش اليتم اللي بهذله بـ سنين عمره... وكانت هي كل شي بالنسبة له !!
وشلون ينسى...وشلون يجحد إنه معها لقى كل سعادة وراحة ... وشلون يقولها إنّه حاول يعوّض فقدانه لها مع غيرها ..ولا قدر !!
وشلون يملى كل هالفراغ اللي يحسّه من تختفي عن عينه !!

انطق باب الغرفة اللي هو جالس فيها ... وما رد عليه ..
انفتح الباب ودخل عليه واحد من اصغر الشباب الموجودين واللي رافقوه سنتين كاملة بهالوحل اللي انغمس فيه .. شاب ما تجاوز ال 22 سنة ..
رمى عمر نظرة حااادة عليه وهو صامت ما قال كلمة لأنه قال لهم ما يبي يشوف رقعة وجه واحد منهم ..
ارتبك الولد لأن عمر كان مستعد يسوّي جريمة .. : عياف.. يسأل عنك !

تغيّرت نظرة عمر من الحدّة للشيطانية والولد خاااف زود.. الوحيد اللي يخافون منه كثر ما يخافون من عياف ويمكن اكثر .. هو عمر !!
الولد: ما كنت بجي بس هو أصر .. يقول اجتماع مهم !!

قال اللي عنده وطلع وهو خايف على نفسه..وعمر ملتزم الصمت ما قال له اذا بيجي او لا ..
وما فكر اصلا للحظة انه يروح... معتبر نفسه برا الموضوع كله،
وكل أفكاره السودا الحين تتمحور على فكرة شيطانية وحدة .. شلون ينتقم من الحيوان عياف !!
ذاق المر بسببه هدم سعادته بسببه...وانخدع مثل الغبي فيه !!!

اسبوع كامل مرّ من يوم ترك دنيـاه وراه... هي دنياه ،
ترك اللي كانت تبيع الدنيا كلها وتشتريه...
وعارف انه مارح يقدر يعيش من عقبها... وهو اللي أدمن وجودها بحياته لين قبل اربع سنين واللي قلبت حياته !!

قام واقف وراح للنافذة اللي تطلّ على سفح وادي .. هالبيت اللي لجؤوا له هاربين كلهم عقب ما انقبض على حسن وصار خطر يكشف عن كل أماكنهم المعروفة..
هالبيت كان صدمة لكل افراد المجموعة ما عدا عمر لأن محد كان عارف بوجوده حتى عمر نفسه غير عياف اللي يملكه بالسر ويستخدمه للحالات الطارئة.. ابتسم عمر بسخرية وهو يناظر المنظر برا... وش غير ذا تخبّي يا عياف !! أسرارك وبلاويك تكثر !!
عقب ما رجع لهم تركوا الشرقية وتركوا مكانهم "استراحتهم" اللي كانت تضم تجمعاتهم... حتى الشاليه الفاخر اللي يملكه عياف تخلص منه بعد... لأن عياف تخلص من كل اثر لهم وكل ومكان يعرفه حسن ..
التفت عمر للغرفة الباليه والقديمة اللي هو جالس فيها من ايام... غرفة مافيها الا سرير ، وسرير متكسر ومهتريء ،، هالمرة اختار عياف مكان رثّ فقير يجلسون فيه هالفترة عكس كل أماكنه السابقة ... حتى المنطقة اللي هم فيها الحين ما يعرفها عمر.. اسمها غريب والواضح انها مثل القرية او الهجرة .. ، غير معرووفة .. الشي اللي يعرفه ان هالمنطقة اقرب للجنوب لأن الطبيعة هنا وعرة شوي ...
مرت ثلث ساعة وهو واقف قبال النافذة .. عندها سمع صوت خشن من وراه..
: أظن اني أرسلت مطلق يناديك !

ببرود الدنيا التفت لـ عياف اللي تنضح العصبية بعيونه ، وبنفس البرودة العجيبة ردّ للنافذة : ...أعتذر عن اجتماعاتك من اليوم ورايح !
عياف وهو يتقدم : ماهوب على كيفك تعتذر ..
عمر من دون ما يعطيه نظرة وهالشي قلة احترام بنظر عياف : وماهوب إنت اللي تجبرني ..
مسك عمر من ذراعه بقبضة قوية ولفّه بقوووة عليه : أجبرك واجبر طوايفك !!
رمى عمر نظرة حادة على قبضته الوسخة : .. ابعد يدك قبل تندم !
عياف بسخرية : اندم ؟؟؟
عمر بوعيد ما حاول يخفيه : حذّرتك يالحيوان وقلت لك لا تتعامل معي مثل مبزرتك اللي برا.. مانيب ملكك ولا رح اكوون ،
ومسك أصابع عياف بقضبة حديدية وملامحه تنضح حقد وكره .. ورماها بالهوا بقووة هزّت عياف بوقوفه..
عياف : ملكي غصبن عليك.. محد ضفّك من الشاارع الا انا ..(بنبرة احتقار) تذكّر زين يا عمر ضياعك اللي كنت عايش فيه... حتى وظيفة ما كنت لاقي ومحّد ضفّك وشالك من ضياعك قبل اربع سنين الا أنا .. تذكر خيري اللي سوتيه فيك... حسناتي .. بتشيلها لين تمووت يا ليت ترضى بهالواقع حتى لو كان مهوب عاجبك..

ضرب عياف أوتار حساسة بالعمد.. واجبر عمر يقول بعنفوان وعزّة نفس : تخسي !

تحوّلت نظرات عياف للشر المستطير من كلمة عمر اللي قالها بدون خوف ..
عياف بوعيد: أخسي ؟؟
عمر : تخسي وتعقب .. مارح تملكني يا عياف... ولا تخليني احطك براسي تبي سلامتك لا تجبرني على شي من اليوم وطالع!!
عياف : تهدد !!
عمر : اعتبره مثل ما تبي ..

لا شعورياً امتدت يد عياف لياقة عمر ودفه للنافذة اللي وراه من الاستفزازية والغضب..
قطع عليهم هاللحظة الغاضبة .. صوت ثاني يكرهه عمر من قلب...
: اوب اوب.. ( بابتسامة ساخرة) .. عسى ما شر وضعكم مو كالعادة ؟؟؟

رفع عمر عينه بمُقت لـ عادل اللي كان واقف عالباب ونظراته ساخرة عاللي يشوفه..
عياف وعينه على عمر : عادل اتركنا نتفاهم !

ضحك عادل وهو يقرب منهم : ما يصير أخاف تتذابحون ووضعنا ما يسمح لمشاكل داخلية .. يكفينا المصايب اللي برا...

وبحركة منافقة مسك يد عياف وابعدها عن عمر : اتركه يالزعيم... مو قلت اننا نحتاجه.. هذا ساعدك اليمين ولا ناسي ..؟
ما علق عمر واكتفى بنظرات صلبة موجهه لعادل اللي بشكل او بآخر واضح انه مستمتع بالتوتر بينهم ...
ابعد عياف وهو يقصر الشر ... صدق عادل الوضع الحين ما يسمح انه يزيد الوضع سوء وتعقيد..خصوصا داخل المجموعة..
عياف بجمود وعينه على عمر : عادل ناد الشباب كُلهم هنا !

عادل فهم السبب : اوكي تحت أمرك ..

طلع عادل من الغرفة القديمة .. وعياف يقول : رح تجلس هنا وبتسمع كل كلامي ..

دخلوا الشباب وآخرهم عادل ..
وفتحوا موضوع حسن .. خويهم اللي انقبض عليه بكمين وتسبب بكل هالحوسة والتوتر اللي عايشينه.. لأنهم للآن ما يدرون وش صار عليه وهل تم التحقيق معه واعترف بكل شي يعرفه !!
عياف : طالما اننا هنا هالفترة وهالمكان ما يعرفه حسن.. إحنا مؤقتاً بأمان ..

شخر عمر بسخرية وعينه للمنظر برا معطيهم ظهره : ... مؤقتا !!
ناظروه الشباب بهدووء.. وعياف بحدة : .. لا تتمسخر الوضع مو مستحمل !
التفت عمر وهو يرمي نظرة ساخرة عليهم : .. ماله داعي هالتطمينات لهم..( التفت للبقية ) حسن يعرف أسمائكم واحد واحد تذكروا هالشي..
قام عياف واقف بسرعة وهو معصب : .. ماله داعي تزيد الوضع سوء ..
عمر بتبلّد أحاسيس : مارح أزيده لأنهم يعرفون الوضع زين .. كلها ايااام وتكون أسماءنا بالجرايد.. واذا رحمونا وبغوا لنا الستر وما نشروها .. بتلقى القائمة بمراكز الشرطة كلها وفوقها المباحث !!!
كلامه زادهم رعب لأن بعضهم ما جاوز الـ 24 من عمره ومو مستوعب كبر المشكلة اللي طاحوا فيها ..
عياف صرخ فيها : برووودة أعصابك هذي وفّرها... محنا ناقصينك يالكلب !

لف عنهم ووجهه ساخر عقب ما فوّر له دمه وزعزع ثقة الشباب في عياف ..
قال واحد منهم بقلق : كلام عمر صح؟ .. وش بنسوي؟؟؟
عياف : بنلقى حل لا تشيل هم... كلكم تحت حمايتي !

وسكت شووي .. ثم التفت لعادل اللي كان متكّي بالجلسة ببروودة اعصاب ويتابع النقاش وما تفوّه بكلمة وحدة من البداية ،،
عياف : عادل اقترح علي حل البارح... ما عجبني بالبداية... بس أظن مافي يدنا غيره ..
ابتسم عادل ابتسامة جانبية تشع مكر مثل شخصيته الماكرة ، : أنا تحت أمرك يالزعيم،،،

عياف : الناس اللي تعرفهم مضمونين ؟؟
عادل : طبعا .. اللي حكيت لك عنهم !!

تحفّز عمر من كلامهم وشك باللي يقصدوونه.. التفت عليهم وعقدة جاااادة بين حواجبه: مين هالناس؟؟؟
عادل ابتسم ابتسامة غير مريحة لعمر : .. هههه الناس اللي شفتهم معي وانت فوق الجبل (بنبرة حقيرة) مع خويتك !
ناظروه البقية .. وخصوصا عياف ،
تغيّرت نظرة عمر للوعيد الشدييد ..
عادل استدرك : لا تنكر .. انت فتنت علي ذاك اليوم وانا قلت لعياف انك ما كنت بروحك.. كانت معاااك وحدة خذتها لذاك المكان !!
سكت عمر بس نظراته كانت مثل السوط.. رمى نظرة لـ عياف اللي كان متجهّم ولا علق عالموضوع كونه هو الوحيد من بينهم اللي يدري عن حياة عمر الشخصية وخصوصا أهله ...

عمر لـ عادل بابتساامة ساخرة : هه غريبة.. شكلك ما تدري إني تجسست عليك بأوامر من عياف ..!
سكت عادل من كلامه ، وغريزياً التفت لـ عياف اللي التزم الصمت لأنه ما يبي يزيد الوضع سووء والبقية موجودين يسمعون ، خصوصاً إنه أدرك نوايا عمر وأنه باللحظة يبي يشبّبها بين عياف وعادل .. !!

عياف : خلاص .. هذاك موضوع وانتهينا منه .. الحين خلونا بهالناس.. عادل يعرفهم زين ويقدرون يساعدونا...

اشتعل عمر غضب واتجه له وهو مو مستحمل هالتهوور من عياف : .. تبي توهّقنا انت !!!!!!
عياف : لا تناقش .. أنا عارف وش اسوي !!

عمر ونيرانه تشتعل : الظاهر ما عرفت هالناس زين... وما عرفت ان بزرك هذا ( وهو يطالع عادل باستصغار) .. مدمن حشيش !!
سكت عياف ما علّق ، والبقية قاموا يتبادلون النظرات باستغراب !!

عادل وصلت معه وقام واقف : اقضب لسانك يا عمر !!!!

سفهه عمر ورجع لـ عياف : هالناس راعية مخدرات وفيها قص رقاب ... بالله ما قالك بزرك هذا (يأشر على عادل) وش كان يسوي معهم هناك ؟؟ . ما قلت لك أنا عشاني توقعتك بتسأله بس الظاهر انك راضي عن مصايبه...!!
عياف قاطع بعصبية : .. أنا مو غشيم وعارف خلاص اسكت !!!

تتنررفز عمر،، وغريزيا تحرك طالع من الغرفة بكبرها مو قادر يستحمل جلوسه وسماعه لباقي الحكي،،
::



يُتبـــع ..

نلتقي الأسبوع القادم بإذنه تعالى ..

أتحفوني بآرائكم وتعليقاتكم ..


عنون



♫ معزوفة حنين ♫ 21-02-12 03:08 PM




هذا آخر شي نزل ..
قراءه ممتعة =) ..



لامارا 22-02-12 01:03 AM


مشكورة معزوفة على النقل اختيار موفق اشاء الله بس الكاتبة ما تهجر الرواية لانه الاحداث قاعد تزداد سخونة
ولا نعلم ماذا سيحدث بعد كل حدث

تركي و سحر
خالد ومشاعل
شادن وعمر
بندر ورهف
ثامر و أروى
محمد وبسمة

راهي ؟؟؟!!!

نهى !!!

براءه طفله 26-02-12 01:41 PM

شكرا معزوفه واحنا بالانتضار مررره متحمسه للبارت الجديد

ابتسم يا قلب 26-02-12 08:39 PM

مراحب..

يعطيك الف عافيه

وتسلم يدك ع النقل

معزوفه

امانه قولي للكاتبه لاتطول علينا

قصه رائعه ..

احترامي لك

miss nonie 05-04-12 06:41 PM



الجــــزء 39 ...
-------------------



موسكوو ..

الساعة جاوزت الـ 3 مساءً وتركي هاللحظة كان طالع من مبنى المعهد بعد ما أنهى يوم تدريب آخر ،
مشى عالرصيف ناحية محطة الباص والابتسامة على ثغره لأنه كان يحاكي اخته اللي كانت تسولف له عن المشوار الممتع اللي عاشته ..
تركي بضحكة : كنت عارف بتبنسطين مع ثامر اكثر مني !!
جنى : مرررة كان حلوو... ثامر أخذني لأعلى المملكة شفت الرياض من فووق...يووه كان منظر يخووف !!
تركي : هههههههههه الحين هذاك يخوف !؟
جنى بتريقه : شكلك شايفها وشبعان .. بالنسبة لي أول مرة اشوف الرياض من فووق .. امممم (لحظة تفكير ) تدري وش ناقصها مع ذاك المنظر ..
تركي يتفاعل معها : وش ناقصها يا ذويقه !!
جنى : هههههه...حسيتها جامدة ونااشفه ..ناقصها بيتش وبحر أقل شي... مرة منظرها كئيب من فوق !! توني ادري انها كذا..!
تركي : هههههههههههههههه هذا اللي حسيتيه ؟؟
جنى : تبي الجد الرياض من تحت أحلى من فوق هههههه ... ويمكن عشاني شفتها بالنهار .. ثامر قال لي لو اشوفها بالليل بتكون أحلى بمليون مررررررة ... ما امداني.. انقهرت شوي ..
تركي : ان شاء الله منظر الليل أنا اللي اوديك تشوفينه ... ونشوفه سووى ..
جنى بسخرية : ايييه اذا حجّت البقرة على قرونها ..
تركي مات ضحك وهو يوصل للمحطة والناس اللي ينتظرون الباص التفتوا عليه استغراب : هههههههههههههههههههههه .. بتحج ان شاء الله ..
جنى : انت كل وعودك على قرون هالبقرة...بشوف هالوعد بيصير مثل غيره ولا شلون !!
تركي : ههههههه لا ان شاء الله بيجي يووم أخذك بالليل لهناك واعزمك على عشاء بعد ..
جنى بحسرة : يا حظظظي ..لا تشفّقني تراني مو ناقصة ..
تركي : هههههههههههههه طيب وغيره ؟... لا تقولين ان كل المشوار على منظر الرياض من فوق !!
ضحكت : هههههههه لا هذا اخذ ساعة وحدة بس... بعدين رحنا كذا مكاان ... ثامر اختار يكون المشوار عن تاريخ الأجداد هههههههههههه ..
تركي فهم : لا تقولين المصمك ؟؟
جنى بحمااس : اييييه عاد هذا بالذات غييير .... كل الأشياء اللي خذتها بالتاريخ شفتها واقع هناك .. كان غررريب وانا أدخل المصمك من جووا... ممممتع
تركي : هههههههههههههه وش عنده ثامر !!..وشلون طرى عليه ياخذك هناك ؟؟
جنى : والله مو من كثر الأماكن الحلوة عندنا ...وبعدين هو قالي اقترحي اللي تبين وما عرفت بما إني جاهله ( كشّت على عمرها ) .. مالت علي !
تركي بسخرية : ما بقى غير يوديك الجنادرية !!
هنا ضحكت : هههههههههههه تصدق عاد إنه قالها ...قال لو كانت هالفترة موسم الجنادرية كان أخذني هناك ..بس حسافة ..
تركي بشقاوة : .. لك مني اخذك يوم من الأيام اذا تبين ..
جنى بسخرية مضحكة : .. رجعنا لقرون البقرة مرة ثانية..
تركي : هههههههههههههه كتكوت خلاص ترا أهون مرة وحدة..
جنى : .. مارح أعطي نفسي امل من الحين أقولك ..
تركي ركب الباص اللي وصل... ورااح لآخر مقعد بالزاوية عشان ياخذ راحته بالسوالف .. وجلس وهو يستدرك : .. وبعد المصمك وين رحتوا ؟؟
جنى : اممم .. كنا بنروح حديقة الحيوااان ..بس ما امدى وقررنا نروح نتقهوى ونتعشى بأفخم مطعم بالتحلية ..
تركي بضحكة : هههههه زيييين ..ثامر كان قدها ... يستاهل درع تقدير ..
جنى باسترسـااال : كنت خايفه يملّ بس الحمدلله كان مبسوط .. خفت اكون ثقييلة طول النهار واحنا من مكان لمكان..
تركي بحنية : أحد يحصل له مشوار معك ويمل .. ما عليك ثامر يحب يشوفك مبسووطة ترا..
جنى بابتسامة : ايه عارفــه... ما قصر معي.. تدري انه سألني اذا كان عندي فستان لزواجه !!

تركي وهو رافع حواجبه : .. والله ؟
جنى بضحكة : اييه... سألني واحنا نتعشى ..قلت له لا.. ترييك ما عطاني فرصة أقوله وش ناقصني ..سبيتك قدامه لين قلت آآآمييين ..وهو بس يضحك ومخليني أطلع اللي في خاطري كله ..
تركي بصدمة : قليلة الخاتمة تشرشحيني عنده ..
جنى بعفوية : والله هو قالي سولفي وطلعي اللي بخاطرك ..
تركي : ههههههههه حقير ثامر..
جنى بنشوة : .. وشرالي فستان زاهي مررررة يجنن ... على حسابه ..
تركي بصدمة : ههههههههههههه ثامر شطح كثير ..
جنى بغرور : وليش شطح ؟؟... زواجه ويبيني ألبس فيه شي حلووو... بقى عليه أقل من شهر .. هو قالي ..!
تركي بطفولة يجاريها : طييب أثرتي فضولي...أبي اشوف هالفستان اللي شريتوه!!
جنى بضحكة : ماما عجبها مرة ..حتى كلّمت ثامر وشكرته ..
تركي : طيب صوريه وارسلي لي الصوورة ..بشوف ذوق هالولد كيف طالع !!
جنى بغرور : ذوقه يجنن ..وبعدين أنا اللي اخترته....وهو كان يشاورني ويساندني بس..!
تركي : طييب ارسليه بشوف ذوقكم انتي وياه ...يا ويلك لو يطلع قبيح... ترا مافيه روحة للزواج !
عصبت عليه بشكل مضحك : .. قبييييح بعينك ..حتى لو ما يعجبك بلبسه عناد فيك ..
تركي ضحك بصوت عالي وملت ضحكته أنحاء الباص اللي كان يعبر الشوارع : ههههههههههههههههههههههههههه.... ( انتبه لنظرات الناس اللي قدام التفتوا عليه .. قطع ضحكته بس لازالت بصووته وبالموت ماسكها ) ..طيب طيب.. يصير خير .. ارسليه بشوفه..
جنى : موب لازم..عارفتك ودك تطفررني..
تركي : لا الجد الجد...بقولك رايي بكل حيادية ..بس هااا مو تزعلين لو صار رايي عكس اللي تبينه ..
جنى : ما يهمني رايك..اهم شي انه عاااجبني..والأهم انه هدية من ثامر..
تركي : طيب خلاااص مارح أقول رايي ولا شي.... بس ابي اشوف الفستان اللي بتلبسينه بزواج هالغبي...!
انتعش صوتها بفكررة مفاجئة .. وبحماس : طيب عندددي فكرة... مارح أرسلك الفستان لحاله ...

تركي بعقدة حواجبه وهو يلف للنافذة : أجل ؟
جنى بضحكة : ماما عجبها علي... بخلي ماما تصورني وانا لابسته ..وبرسله لك ..
(عجبته الفكرة) : .. زييين يلله بسرعة بنتظرك ..
جنى : اوووكي..
سكر منها وهو مبتسم ..، ارتاح من هالمكالمة لأنه مبين من صوتها انها مبسووطة ومنشرحه ..
المشوار مع ثامر غيّر مزاجها كثير.. والأهم انها غيّرت جوو...
ابتسم بصمت وهو يتأمل المحطة الأولى اللي وقف فيها الباص ونزل منه ناس..وركب بدالهم ناس جدد ...وهو بمكانه...
لو كانت جنى أكبر بشووي ..
ولو ما كان ثامر خاطب بنت خاله من سنتين ..
كان جمعهم سووى... وكان صار ثامر من نصيب جنى ،!

انطلق الباص للمحطة الثانية واللي هي محطته.. وبالطريق رن جواله بنغمة مسج ..
ابتسم وهو يرفع الجوال لأنه عارف ان الصورة وصلت ..
فتحها وهو مو عارف وشلون كتكوته بيطلع ... ثانيتين وتغيّرت نظراته للحنيـّـة ..
كانت لابسه فستان وردي على ابيض زاهي.. حفر من فوق وواصل لنص ساقها... مناسب لعمرها وشكلها الطفولي ..
عمرها 15 سنة ..بس شكلها يعطي أقل ، وكأنها لازالت بنت الـ 13..
ابتسم وهو يكتب رسالة عفوية :
( طالعه كتكوت صدقي... مارح تنخطبين الا بمعجزة هههههههههه )

رفع راسه وهو كاتم ضحكة يوم وقف الباص بمحطته ..نزل وهو يثبت حقيبته على كتف واحد كعادته..ومشى عالرصيف ناحية الفيلا ..

عقب 10 دقايق وصل لبوابة الفيلاا ..
تجاوزها بهدووء وبطريقه ناحية الكووخ... سمع أصواتهم والواضح انهم كانوا جالسين برا ..اقترب أكثر وشاف البريئة والشقرا جالسين حول الطاولة اللي قبال الفيلا مباشرة وقدامهم قهوة أو شاهي والواضح ان الجلسة جلسة روقان ..
انتبهت له صوفيا من بعيد...وقطعت السالفة وهي ترفع يدها بالهوا : .. مرحبااً والييد ..!
ابتسم لها ، باللحظة اللي رفعت سحر عينها بصمت ناحيته .. واكتفت تشوفه من دون كلام..
تقدم ناحيتهم لين وقف قدام الطاولة قريب : .. Hi..
صوفيا بابتسامة : Hi
تركي نقل نظراته لـ سحر وكلامه موجّه لـها : اشوف شاهي وكيك .. وش المناسبة ..؟
سحر بعفوية هادية : ولا شي... تغيير جو ..
تركي ميّل فمه لتحت بتقييم...
صوفيا وهي تأشر على كرسي فاضي ..وبالانجليزية : تفضل بالجلوس...

عفويا التفت لـ سحر مرة ثانية ، واللي يهمّه رايها : .. أقدر ؟
سحر ما قدرت ترفض ..وبقبوول : تفضل ..
ابتسمت صوفيا من هالقبول اللي صاير بين الاثنين ... وجلس تركي بالكرسي اللي مقابل سحر تماما..وصوفيا ماخذه الجانب بينهم .. جلس بثقته العفوية حط رجل على رجل ، واسند ظهره وهو يمس بلوزته بحركة طبيعية ..
قامت صوفيا يوم انتبهت ان مافيه فنجان ثالث : سأذهب لأحضر المزيد من الكعك وفنجانا لك ..

رفع راسه مع وقوفها واكتفى بابتساامــة ،

راحت من عندهم... وسحر تتأمله للحظة وهي مكتّفه .. وبتساؤل عفووي : .. صرت تفهم عليها ؟؟؟؟
التفت عليها بسرعة ....، وابتسم بعفوية عن لا يثير تساؤلات اكثر : .. شوي يعني ..
قالت من واقع ملاحظتها : صرتوا تفهمون على بعض ..
تركي : الواحد يتعلم ! .. شوي شوي.. فيه اشياء للحين تصعب ومع الوقت تسهل..
سحر : .. بهالسرعة ؟؟؟
تركي بحذر : وين الغريب ؟؟؟
سحر هزّت كتووفها بعفوية : لا يعني.... اقصد....... (سكتت)
تركي يحثّها : ايش ؟؟؟؟
سحر : اقصد ... محد يقدر يفهم على احد غريب عنه باللغة بهالسرعة ...
تركي رفع حاجب واحد : للحين فيه اشياء تصعب علي....واكتشفت ان الانجليزية مو صعبة...افهمي بعض الكلمات ويمشي حالك ..وهذا اللي أنا اسويه..
سحر سكتت من جوابه ..
تركي : وانا الحمدلله مجتهد من هالناحية ..عمي ابو خالد ما قصر..والمعهد اللي انا فيه جالس يطورني من كل النواحي.. (بمزح خفي ) لا تستغربين لو دخلت عليكم بكرة اتكلم رووسي..
ابتسمت بعفوية وهي تعلق : مو لايق علييك ههههه ..
ابتسم مع ابتسامتها وعلّق على تعليقها : .. أتكلم جاد ..!
ضحكت لا شعوريا : ههههههههههه مارح أتخيل ..
تركي وهو يشبك اصابعه فووق راسه حركة الاسترخاء حقته : ..ليش ما تتخيلين ؟؟
وهي تهز كتوفها : ما أدري...
تركي بابتسامة جانبية : طيب لو قلت لك ساعديني أتعلمها ..... بتعلميني ؟؟
رفعت راسها له ، وباهتمام : اعلمك ؟؟
تركي : ايه.. بعض الكلمات ... ممكن احتاجها هالفترة ..
ابتسمت على خفيف : تعلم الانجليزي وبتكفيك..
تركي : أفا ..!... يعني أعتبرها رفض ؟!
سحر وهي تقلب بفمها : .. للأسف أقولك... اني مُدرسة فاشلة مع مرتبة الشرف... فلا تتهور ..

ضحك عفوووياً وهو يرفع راسه بشكل يخببل : ... هههههههههههه... ( واستدرك) ...كيف تحكمين قبل... خلينا نجررب ونشوف..
وكانت لحظة غير عادية بالنسبة لها ، لأن ضحكته ما كانت مصطنعه كانت نابعه من داخله بصدق ،
وبسببها .فهّت للحظة ونزل عليها سكوون من ضحكته العفوية ..اللي أول مرة تشوفها..
ابتسم من قبل بوجهها ..مرات قليلة ...صحيح ..!!
بس هالمرة ..قام يضحك...وعفويته صارت وااضحة !!

قالت بعفوية واللحظة غريييبة : .. تعرف تضحك !
تقلّصت ضحكته الحلوة اللي برزت اسنانه..وأخفاها لا شعوريا.. وسأل حس انه ما سمع : ...كيف؟
سحر وهي ترمي نظرها بعييد : ..ولا شي...!

التزم الصمت ثواني...وهي بالمثل ..
سحر ما تحاول تناظره : .. انا مو خبرة بالروسية ..اعرف بعض الكلمات بس ما اقدر استخدمها كـ لغة .. شوي صعبة ..اقدر اقول لك جملة جملتين بس ما اقدر اسولف فيها كثير ..
تركي : امممم حسافة اجل ..!

رجعت صوفيا وهي شايلة صحن فيه قطع كيك وحطتهم قدام تركي ..وصبت له من ابريق الشاهي وحطته قدامه ..
شكرها وهو يبتسم لها ..
انحنى على صحن الكيك بياخذ...بس قبل أشار له باصبعه السبابة وبعيونه يسأل صوفيا ..
صوفيا فهمت سؤاله : لا لم أصنعها...لقد اشتريتها يوم أمس عندما كنت خارجه...من مخبز يقدم أنواعا لذيذة ..
سوّى نفسه ما فهم .. عشان سحر وتساؤلاتها اللي أكيد بتكثر ...
وسحر ببراءة جاوبت نظراته الضايعة : .. تقولك ما سوتها بنفسها..شرتها من مخبز أمس وهي طالعه ... (قلبت فمها من هالتناقض ) ،
ابتسم وهو يلتفط قطعه : قولي لها تسلم يدها ..!

رفعت حواجبها من هالتعلييق ..وما حكت
رفع راسه وهو ناوي ياكل ، بس وقف يوم شاف نظرات سحر ..ضحك ما يدري ليش : هالجملة سعودية ماعرف شلون اقولها بالانجليزي...قوليها عني .. تسلم يدها !
مطت فمها بضييق والتفتت لـ صوفيا اللي ما كانت فاهمه شي : إنه يقول لكِ ثانكيو..
تركي عارض : ثانكيو غير تسلم يدك... قوليها أبي أتعلم ..
سحر تجاهلته : ..أهم شي المعنى ..

صوفيا باستغراب وهي تحس بلمحة خلاف : ما بكما ؟؟
سحر عشان تسكر عالموضووع : لا شئ ..،

بعد ربع ساعة قام تركي واقف وهو شايل شنطته عقب ما أنهى فنجانه..
صوفيا باستفسار : إلى أين ؟؟
تركي بالعربي وعيونه على سحر اللي كان السؤال بعيونها لكنها ما سألت : ..بروح ابدل !.. اذا كنتوا ناوين تطولون الجلسة رجعت..واذا لا .. عطوني خبر...
سحر كـ جواب لسؤاله : .. ما عندنا شي بنجلس هنا..
ابتسم ومشى من عندهم ناحية الكووخ ،

صوفيا باستغراب : مابه ؟...
سحر بملل وهي تاخذ كيكة : ..سيعود لا تكتئبي ..
ضحكت صوفيا من تعليق سحر : ههههه.. ليس من الجيد أن يبقى وحيداً ..
سحر : لا تخافي يبدو بخير حتى لو كان وحيدا..،

هبّ هواا بارد بالأنحاء.. وصوفيا لمّت جسمها : ..الجو يزداد برودة مع المساء.. سأذهب لأرتدي شيئا.. وأنتي أترغبين أن أحضر لك شيئا ترتدينه !!؟
سحر اللي كانت لابسه ربيعي : لا أريد... مرتاحه هكذا ..
صوفيا : قد تمرضين ..
سحر بعدم اهتمام : لا بأس ..
صوفيا : كما تريدين ..

راحت لداخل.. وسحر ظلت لحالها تحرك الفنجان بيدها بشكل دائري ورجولها رفعتهم عالكرسي ولمّت ركبها لصدرها بحركة عفوية .. وصارت تناظر السما بسكوون..
دق تلفونها الموجود عالطااولة ... انحنت عليه من غير لا تلمسه وهي تنزّل رجل وحدة للأرض ،
وتبدّلت ملامحها لـ سخرية لااذعة يوم لمحت لقبها المريض يظهر عالشاشة ...،
بلمسة من اصبعها قطعت الاتصال وبعدها حوّلته عالـصامت ..وأخيرا رجعت لوضعيتها الأولى وركبها ترتد لـ صدرها ..
عارفه انها بتستمر بالاتصال بس هي بتعرف شلون تحرق اعصابها ..
نست اتصالها ورجعت لتأملاتها بالسماا... ولفحة البروودة خدّرت أعصاابها ولا شعوريا غمضت عيونها وجلست على هالحال ..
::

غيّر تركي ملابسه اللي لابسها من الصبح...ولبس بدالها بلوزة هاينك رمادية بأكمام طويلة وبنطلون جينز أسود غير الأزرق اللي كان لابسه قبل شوي .. غسّل وجهه ويديه وأخيرا رمى ملابسه المستخدمه في سلة الغسيل اللي جابتها الشقرا ..
وقف قدام المراية ..وتعطّر من عطره اللي يحبه ... ثم التقط نظارته الشمسية وحطها على جبينه مثل عادته لأن الشمس ما كانت قوية هالوقت والمساء صار قريب ..،!
طلع من كووخه وهو مستــرخي من جواا نفسه ، كون كثير اشياء كانت تربكه الفترة اللي راحت بدت تتلاشى الحين وأغلب هالأشياء يخص ذيك البريئة ..
الوضع معها مو مثل اول ...مريح بالنسبة له أكثر من قبل ،وهالشي اللي له فترة ينشده ويسعى له...

رجع بنفس الدرب اللي يودي للطاولة.. وشافها من بعيد جالسه بلا حراااك ..كنها نايمة !!
ابتسم على جنب ابتسامة عابرة وهو يقرب..وما يدري ليش خفّف من ثقل خطوااته وصارت أكثر بطء وهدااااوة ...
ما يبيها تحس فيه ؟؟

وصل الطاولة بخطواته الخفيفـة والمتعمّدة وهي مو حااسه فيه ..، تجاوز كرسيّه المقابل لها واقترب ناحيتها ..ووقف يوم بقت خطوة ..
ظل واقف وعيونه عليها وعلى وضعيتها ،..
خذته تأملات عميقة وهو سااكت وأفكاره تتنازع داخله..، وهي محورها ..!!
للأسف انها طاحت بـ دربه...وللأسف ان حظها جابها لـ عنده .. وللأسف انه مضطر يستغلها ..!!

بدون شعور حط اطراف اصابعه على حافة الطاولة واستند عليها بجسمه ..وعيونه المبهمة ما زاحت عنها ..!
مرت لحظات وهو يتابع بدقة وجهها المستكين واللي مو حاس بشي... واللي شد انتباهه عن وجهها... هو شي ينوّر عالطاولة قريب من يده... دنّق لجوالها اللي كان يلح باتصال صامت !!
عقد حواجبه ومال بجسمه ناحيته شوي عشان يقدر يميّز المكتوب ... وقرا الاسم اللي يحاول يتصل فيها من دقايق ...
عقد حواجبه بصمت يوم شافها البنت اللي على حرب معها ...
انقطع الاتصال... وبهدووء وصمت التقط الجوال ببطء وهو جالس على حافة الطاولة بنفس الوضعية .. فتح الجوال ولقى ان هالاتصال هو الاتصال الخامس على التوالي...!!
رفع عينه لـ سحر وفهم ان وضعية الصامت اللي عليها الجوال مو عالفاضي... اكيد شافت الاتصال !!
وش تفكر فيه ؟؟؟

حط الجوال مكاانه وهو ساكت ، ووعيونه ترتد لوجهها اللي كان مرتخي ومو حاسه فيه ..

هبّ نسيم المساء من جديد وهالمرة أقوى ..وبسببه فتحت سحر عيونها أخيرا وهي تناظر السما واللحظة السابقة كانت أشبه بالغفوة بس ما كانت غافية تماما..لحظة سكوون حلووة ..
حسّت بجسم قريب منها مع عطر حلو اخترق أنفها .. وبشويش رفعت راسها وعيونها تطيح عليه قريب وهو جالس على طرف الطاولة وعيونه العميقة عليها ..!!
فزّت مكانها وهي تنزّل رجولها للأرض من غير شعوور من الروعة : ..بسم الله !
كانت نظراته لحالها تربك ..هدوءه ووجوده اللي ما حسّت فيه ..ماتدري متى رجع !
وبهدوء نبرته اللي اختلفت : ..على هونك !
باررتباك : .. متى ..جيت ؟
تركي بهدووء : من دقايق ...خفت اسوي ازعاج ..

سحر اررتبكت من وضعية جلوسه... كان غريب..وقريب..ومتسلّط بشكل ما !
وبربكة : .. ليه واقف كذا ؟؟
تغيّرت ملامحه للسخرية وهو يعقد يديه على صدره : .. شفت اتصال على جوالك وكنت بصحيك !
لفتتها نبرة السخرية ...وفهمت وهي تناظر جوالها اللي ما عاد رن : .. عارفه ..ما ابغى ارد ..

ابتعد عن حافة الطاولة وقام على حيله .. واستدار رايح لكرسيه ..
وهو يجلس : وليش ؟؟
سحر وهو تناظر الجوال : كذا ..ما أبي أسمع صوتها ...بخليها تغلي لين تشبع !
تركي بابتسامة جانبية : ليه ما تبين تكلمينها ؟؟... خايفه منها ؟؟؟
رفعت راسها بحدة ونظراتها تقول انتبه لكلامك ..

تركي ببرود : ايه هذا اللي يظهر لي...
سحر بحمق : ما أبي اسمع صوتها لأنه كريه ، مو لأني خايفه منها ..!! ولأنها وحدة تكرّه الواحد بعمره !!
تركي بهدووء ونبرته تختلف لها معنـى : ندمتي على كلامك معها آخر مرة !؟؟
أنكررت مباشرة وبقووة : .. لا ..ومارح أندم !
تركي : ..الندم مرفوض ..سامعه يا آنسة .. حذرتك من قبل..
سحر : ايييه لا تكرر عارفه...مارح أسمح لنفسي أصلا...

قاطعهم رنين جوالها بوصول رسالة ..
ابتسم تركي : .. البنت تقاومك يا انسة ... مستعدة للجولة الثانية ؟؟
رفعت سحر حاجب بغرور وهي ترمي عليه نظرة : ... جولة ثانية ولّا عاشرة كله واحد عندي..الوحيد اللي بيتعب من هالحرب بتكون هي...انا ماعندي شي أخسره ..
ودنقت للجوال اللي ماسكته بيديها الثنتين تقرا وش انكتب لها ..وهالمرة كانت تقرا ببرود أعصاااب عكس كل المرات السابقة ، فعلاً ردّات فعلها بدت تقوى !
تركي اكتفى يراقب تعابير وجهها عشان يفهم طبيعة ردة الفعل الجاية ..
استغرب مع ضحكتها : هههههههههههههههههههه... توقّعت بتقول كلام جديد...بس زي العادة !!
ورمت الجوال عالطاولة بيد ، واليد الثانية تسند راسها اللي مال على جنب بطريقة عفويـة ..
تركي وبنظراته الاستفسـااار : ... وش عندها ؟؟
سحر : تهدد الشيخة ..هذا اللي فالحه فيه !!
تركي بهدوء : وش تقول ؟؟
سحر : ...تقول تراجعي عن كلامك قبل لا أسوي شي تندمين عليه !!

تركي بابتسامته المبهمة : وش هالشي اللي بتسويه ؟؟
سحر : مصدق عندها شي بتسويه.. ما تقدر فالحه تنابح مثل الكلبة !!
تركي وهو يتكتّف باسترخاء والمتعـة تكســي وجهه بشكل عفوووي : طيب اضربي عالحامي..
سحر بشقاااوة ضحكت : أخاف تنجلط...
(ابتســم) : ...تنجلط ؟؟.....يعني صرتي واثقه من تأثيرك عليها؟؟..
ابتسمـت لا شعـووريا كـ نتيجة لاندماجها معاه : .. أكثـر من قبل..
وتعلّقت عيونها فيـه مع آخر كلمة بطريقة عفوووية وبشكل صامت ، وهو بالمثل نظراته المسترخيه عليها بـسكات مع ابتسامة عذبة..،
لحظة تآآآلــف..!... مو طبيعية ،
دنقت سحر للجوال بلحظة هرووب عفوية من اللحظة العابرة الصامتة بينهم... وعشان تكمّل اللي قال لها عليه !!

تركي حس بذيك اللحظة الـ غيـــر !!
وكـ نتيجة أبعد نظراته عنها ووجّهها بمكان معاكس وتحديدا..بعيد ناحية مدخل الفيلاا...
صار يحس بـ عفويتها أكثر من قبل..،
وكنتيجة... تطلع منه هـو ردّات أفعال عفويـة وعلى السجيّـة ..!!

ما يدري كم مرّ من الوقت ..
يوم سمع صوتها الناعم ..ببحّة يناديه : .. وليد !
لفّ عليها من جديد ..ولقا ذيك النظرة الشقية بعيوونها : هلا؟
سحر بشجاعة : .. غيّرت رايي ما رح ارسل لها ...!
تركي بعقدة حواجبه : غيّرتي رايك؟...رحمتيها ؟؟
ضحكت بـ شطااانة بدت تلفت نظـره أكثر من قبل : لا...بتّصل عليها عشان تعرف إنها ما تهزّني صارت تحسبني ندمت على كلامي وخايفه منها ..

ابتسم من قرارها اللي تشاوره فيه ..ابتسامة ناعمة : .. الحرب حربك وانتي اللي تقررين اسلوبك !
ضحكت بمررح مجنوون : عااااارفه ...!

وقامت واقفه وعيونه ترتفع معها بـ سكاتْ..
سحر : ما يصلح أكون جالسه...دقايق بروح أكلمها بأعصاب باردة...!
ومشت كم خطوة بعيد عن الطاولة وهي تنشغل بالاتصال ..وتركي يتابع من بعيد ..!

كانت ناوية تبدا الاتصال ببرود وتنهيه ببرود ... وما كان صعب !
ردّت بسمة عليها..وما انتظرتها تقول ألو .. قالت سحر مباشرة : ..خير يالمريضة ..خمس اتصالات ورا بعض وش هالازعاج ؟؟
بسمة بـ كُره : .. عارفتك وعارفه حركاتك ترا !
سحر : .. ما أظن تعرفيني لو تعرفيني ما حطيتي نفسك بهالموقف معي !
بسمة بغضب : كلامك اللي قلتيه آخر مرة أبيك تسحبينه وتعتذرين قبل لا تندمين ..
سحر بسخريـــة : مصدقه نفسك ترا !!...
بسمة بحقد : .. حذرتك يا سححر مو إنتي اللي تخربين علي حياتي..والله تندمين والله ..
سحر : محد بداها غيرك.. ووتهديداتك هذي وفّريها ..مارح أكرر كلامي مرتين ويكون أفضل لو رضيتي بواقع وجودي بحياتك معه .. وانسحاب مارح أنسحب لو تهددين من اليوم لبكرة ..مين انتي عشان أخاف...وحدة مريضة وسقيمة ومعطيه نفسها اهمية..وهي ولا شي ..
بسمة بـ غــلللللّ وصراخ : .. احترررررمي حالك يا حيوانه ..
سحر : .. وين احترامك قبل يا متربيه ؟؟؟
بسمة بتهديد : .. والله لو حسيت إنك تخونيني معه لأقلب الدنيا فوق راااااسك حذرتك ..
ضحكت سحر ضحكة أشعلت النار زود : ... والله !!...خطيرة تعرفين تهددين انتي... أقلبيها يا شيخة قسم ما هميتيني ..!!
ثم قالت ..وذيك تصارخ فيها : ... يلله مضطرة اسكر... محمد عالخط ينتظر جوابي !.. مقدر أوجع راسي معك زود...

قفلت بوجهها بنفس البرود اللي بدت فيه المكالمة ..،
ورجعت لوضعها الطبيعي بعد هالتمثيل ..ابتسمت من هالقدرة فيها ... والتفتت بـ ترجع للطاولة عقب ما خذت المكالمة منها خمس دقايق ...
كانت نااويه تقول لـ وليد عن النتيجة والشعور اللي تحسّه .........بس ما كان هناك !
وقفت عند الطاولة يوم ما لقت له أثر .. ومكانه خالي !!
شلون راح وهي ما حسّت فيه ...!!!

رفعت عينها للكوخ الشتوي والبعيد عن المكان شوي .. واستنتجت انه رجع لـ غرفته ..!
راح وما قال لها ؟!
عفطست فمها بضييق من تصرّفه ..وكأنه مو متحمّس على نتايج الجولة الثانية !!؟

جلست وعيونها عالكووخ... !! بشروود غريب ..
(تروح تقوله ؟؟؟)
هالفكرة طبّت براسها بشكل غريب ..!!
وش أقوله ؟!!!

قامت واقفه وهي ناويه تشوف بــس إذا كان بـالكووخ...
لكنها وهي تمشي ناحيته ..وقّفت يوم بقى خطوات قليلة عالباب المردوود...
تبي بس تقوله عن اللي صار !!..تبي بس تحس إنها على الطريق الصح !!
لكن ما قدرت تكمّل ..ما قدرت تقرب للكوخ .. استدارت تحت انظاره اللي تتابعها عبر أحد نوافذه...
وأخيرا كسرت الرغبة ..ورجعت بعصبية لنفس المسار تاركه الكوخ وراها ...وجلست بمكانها وهي تعاتب عمرهااا !!
يمكن راح يناااام !!!!

جلست لحالها حوالي الـ ربع ساعة ...وأخيراً أيقنت إنه مارح يرجع ..يمكن فعلاً يكون نااام وخصوصا إنه من الصبح طالع للمعهد... وكـ نتيجة راحت لـ داخل تشوف وين صوفيا اللي راحت وما رجعت !!

عقب ما شافت صوفيا اللي اكتشفت إنها تحوس بالمطبخ تجهّز للعشاء لأن ابو خالد اتصل وقال انه بيرجع بدري..
طلعت لـ غرفتها ويوم دخلت رن جوالها برسالة ...
فتحتها ولقتها من ...وليــد ..

( آسف ..جتني مكالمة واضطريت أقوم كنتي مشغولة بجولتك ..
رجعت وما لقيتك ..
كيف كان ؟ )

ابتسمت من اهتمامه ..وهي تتجّه للنافذة وتستند عليها بكتفها ..كتبت الجواب بوصف بسيط تدري إنه بيفهمـه :
( كسرت راسها ههههههه )

نزّلت الجوال وابتسامة هادية على ثغرها وعيونها عالكوخ اللي بالأسفل واللي تطلّ عليه نافذتها ...
وهي تتأمل مظهره الخارجي.. جتها رسالة جديدة ... منــه ، ..
ما فيها غير كلمـة وحـدة ... أثّرت فيها..،

( .. برافـو .. )

وصلت الابتسامة لـ عيونها وهي تتأمل رسالته... صايره تحس إنه يقدر يأثّر عليها بكلمة وكلمتين ..
عالاقل ..
تحس إنها قووت شوي ...بسببـه هو ،!

::

miss nonie 05-04-12 06:42 PM

كانت مشاعل جالسه بروحها في جلسات الانتظار بالمعهد وكوب قهوتها قدامها ...وجالسه تشخبط بدفترها بدون هدف..
انتهت من اختبارها قبل ساعة والحين تحس بالفرااغ ..
سمعت صوت رنا من بعيد يناديها...رفعت راسها واستغربت يوم شافتها جااايه مسررعه وبيدها ورقتين ..
مشاعل :.. شفيك ؟
رنا وهي تجلس جنبها بسررعة : ..خذي ووقّعي هالورقة ... بسرعــة قبل تفوت علينا الفرصة ..
مشاعل وهي مو فاهمه شي : وشـوو .. ( شافت الورقة ) .. أوقّع ايش ؟؟
رنا : هالورقة تسجيل حضور بالمؤتمر اللي بيصير ..والعدد محدود من طرف المعهد مارح يقبلون غير 30 طالبة وأكثر من كذا ما يقبلون .. سألت قبل شوي يقولون العدد وصل 22 وبأي لحظة رح يتسكر...
مشاعل ماااا فهمت شي...رفعت يدها عشان توقّفها عن الحكي : لحظة لحظة بشوييييش علي.... ما فهمت شي ترا ....مؤتمر ايش ؟؟
رنا بحماس عشان تشرح : اليوم وانا داخله المعهد شفت اعلان هناك .. ( وهي تشير للوح الاعلانات عند البوابة ) ..فيه مؤتمر بعد 3 أيااام طبي .. ومعهدنا مشارك فيه.. يقولون تخصص التمريض بأنواعه بيكون داخل فيه..ومو بس معهد التمريض أي أحد بمجال الصحة مهما كان تخصصه يقدر يروح ويحضره .. شرايك نروح ونشوف...يمكن نستفيد..ونفهم شغل المستشفيات قبل ندخله !!
مشاعل قلّبت وجهها لا شعوري : .. وانتي تشوفين وجهي ..وجه مؤتمرات !!..ما يحضر المؤتمرات إلا الناس اللي مخووخهم مررة ششي..
رنا باعتراض : مييين قااال ..وش هالفكرة الغلط... قلت لك فيه طلاب من هنا بيحضروون..خلينا نستغل الفرصة ...بسررعة خذي وقعي !
مشاعل بحييرة : اييه بس صراحة أنا ما قد رحت مؤتمر وعشت بمثل هالأجواء..
رنا : صدقييني بتكون تجربة حلووة ...لازم تاخذين تجارب ولو صغيرة قبل ما تتوظفين ... انتي مو قلتي تبين تتوظفين بمستشفى اهلية ..لازم تروحين وتثبتين جدارتك !!
مشاعل قلبت وجهها بحسرة : اييييه بس افهمي انا مو خبرررة بهالأشياء ..
رنا : ما يحتاج تسوين شي..روحي بس احضري واسمعي... مجرد ان اسمك يدخل بقائمة الحضور هذا بحد ذاته شي حلوو ...
مشاعل : .. انتي مجنونة وشلون قررتي بهالسرعة !!؟
رنا : اييه صح تذكررت ...يوم سألت قبل شوي ..يقولون إن المعهد بيعطونك شهادة انك حضرتي مثل هالحدث لما تتخرجين وبيكون مررة شي قوي يدعم الـ cv حقك .. يعني ممكن يدعم توظيفك بعدين !
هالنقطة حفّزت مشاعل إنها توافق : ...صدق ؟؟؟؟؟
رنا : اييه...بناخذ شهادة حضوور ..هالمؤتمرات مرة مفيدة للي مثلنا يا مشاعل ..يدل إنك مهتمة بالمجال اللي انتي فيه ويدعم عملية توظيفك بالمكان اللي تبينه...
مشاعل : داام كذا ممكن نرووح...بس لحظة انا ما قلت لأبوي ..
رنا : وتتوقعين بيرفض؟؟
مشاعل : مدري ..
رنا : طيب شوفي انتي وقّعي الحين عشان نضمن لنا مقاعد... بعدين انتي اقنعيه ..
مشاعل راقت لها الفكرة : اووكي...عطيني ..

اخذت الورقة وكتبت البيانات المطلووبة وأخيرا وقعت بالأسفل .. ورنا بالمثل وخلصوا مع بعض..
ثم قاموا بسرعة ناحية المكتب المسؤول.. دخلوا وقدموا أوراقهم ..

عقب ما طلعوا من المكتب قالت رنا بارتياح : ..اشووى بقى مقعدين ويقفل التسجيل !
مشاعل : مدري وش بيطلع لنا مع هالمؤتمر ..انتي مجنوونة واضح تحبين هالأشياء وانا غبية فيها ..
ضحكت رنا : هههههههههه هالأشياء هي اللي بتطورك ..بابا دايم يقولي استغلي هالنشاطات لأنها بتفيدك ألحين أو بعدين ..
مشاعل باستفسار : وين بيكـون؟؟
رنا ضحكت : هالسؤال لحاله حماس ....بيكون بـ فندق خمس نجووووم... وفوقها بيقدمون وجبة عشاء فاااخرة لكل الضيوووف .. يعني احنا الكسبانين بكل الحالات هههههههههههه!
ضحكت مشاعل من الحماس ما تدري ليش : هههههههههههههههههههه فندق وخمس نجووم...تصدقين بديت احس ان الوضع بيصير فلة ...
رنا : ههههههههههههههههه أكيد بيصير ممتع..من الحين اقولك بتنبسطين..
مشاعل : هههههههه ومن الحين بديت احس اني شخصية مهمة ..
رنا : اشووى قدرت أقنعك خفت ما يعجبك الموضوع واضطر اروح لحالي..
مشاعل : لا بكلامك اقنعتيني ...باقي أروح البيت اقول للبابا ..
رنا : شدي حيلك لازم تحضرين..

اتجهوا للبوابة عشان بيطلعوون والدوام انتهى تقريبا ..
رنا : تقدرين توصليني اليوم ؟
مشاعل : اكيد ..يلله السواق برا ..
طلعوا سووى..وصّلت مشاعل رنا لـ بيتها ومن عقبها راحت للبيت...وطول الطريق وهي تضحك من جووا على هالخطووة اللي اخذتها ..
تضحك لأنها مو مستوعبة انها وافقت ترووح..
وأصلا ما عمرها توقّعت بحياتها بتحب فكرة مثل هالفكرة !!
أجل مؤتمر وناس وخبرات !!!
مو طبيعية يا مشاعل ..!! هههههههههههههه
::

بالمستشفى ..
كان خالد يقرا بعض الملاحظات وهو واقف بغرفة احد المرضى والممرضة واقفه جنبه ..أعطاها الملف وهو يبتسم للمريض: لا ما شاء الله وضعك متحسن ..يومين بالكثير وانت طالع من هنا ..
المريض : ان شاء الله..
خالد : شد حيلك وضعك الحمدلله يبشر بخير..
التفت للممرضة المسؤولة وعطاها بعض التعليمات... ثم ابتسم للمريض يشجّعه وطلع ،
اتجه لعياادته وبالطريق قابل جمال اللي ما يقرّ بعيادته هاليومين : لا إله إلا الله ...مرة ثانية منحاش !!
جمال ضحك : هههههههههههههه والله سوقي طايح هاليومين ،
خالد : مع وين يطيح ..!!
جمال : والله مافيه شغل هالأسبوع مواعيدي بالقطارة ..
خالد بسخرية : اخاف مرضاك منحاشين منك.. يكون هذا السبب ..
ضحك : ههههههههههههههههههههههه يمكن !
خالد : أجل مرتاح هاليومين ما عندك ضغط مثلي...لو منك أجل اخذت اجازة دام الدعوة كذا ..
جمال بسخرية : شوف مين يتكلم عن الاجازات ...الحين انت ..إنت اللي تقترح أعطل؟؟؟ ( بسخرية )
ضحك خالد : ههههههه والله أخذتها مرة وما كانت شينة كان تبي الصدق..
جمال : ايه لأن اجازتك ثمنها كشتة وبر يحبها قلبك ..أنا لو باخذ بجلس بالبيت اقابل الجدران..
خالد : هههههههههههههه اسكت لا تذكرني...

اتجه خالد للعيادة ودخلها وجمال وراه ..
صلح له كوفي من مكينة القهوة الموجودة عنده عشان يروّق مزااجه عقب الجولة اللي سواها وخذت منها أكثر من ساعة ونص..
خالد وهو يصب : تبي قهوة ؟
جمال وهو جالس : يا ليت ..

قدم له كوب ..وخالد جلس ورا مكتبه وهو يرتشف بهدووء ..
لاحظ خالد شروود جمال وعيونه اللي متركّزه على نقطه معينة ..سكت يشوف وين بيوصل لكن الصمت استمرّ دقايق وخالد مو فاهم وش بيطلع من ورا هالملامح ..
خالد : .. مارح أسأل وش فيك لأن وجهك ما يبشر بخير !!
وكتأكيد انه مارح يسأله..فتح الملف اللي قدامه بيده اليسار وهو شايل كوبه باليمين ..ودنق بيقرا شي بتركيز واندمج..
إلا جمال يقطع الجوو
: أنا قررت أتزوج ..،

هاللحظة كان خالد يرتشف القهوة لكنه بردّة فعل اللي دخل فمه طااار بالهوا وهو يشششرق من قلب ..!!
جمال وهو يناظره باستنكاار : الله يخس عدووك !!..
خالد بسرعة سحب الكلينكس اللي جنبه..مسح فمه ويده والمكان اللي توصخ عالطاولة ..
جمال : ردة فعلك تحسسني اني انسان مو طبيعي..
خالد ما صدق أذونه : ما سمعت !..بالله كرر ..
جمال : ياخي جاي في بالي أتزووج..
خالد بـ استمتاع مفاجئ : أخيراً سمعتها منك...
جمال ضحك : ههههههههه والله الموضوع يدور براسي من فترة.. ساعة اقول لا ..وساعة اقول اييه... عاشق العزوبية ياخي بس تجيني لحظات أقول لمتى !!!
خالد : هههههههههههه..والله ما توقعت اسمعها منك بيووم..
جمال : مدري ياخووووك .. الفكرة براسي بس محتار شوي..
خالد ابتسم بضحكة : داام الفكرة براسك يعني وصلنا خييير...

جمال تنهّــد : يا قلب الشقا... وش اللي بلاني أنا ..!!؟
خالد باستغراب : وش فيك ؟؟؟
جمال : مدري ياخووك...
خالد بضحكــة : لا جد وش اللي يا قلب الشقا ...لا يسمعك احد تكفى يفهم غلط !

جمال بسخرية : ... المشكلة اني مقتنع ان قلبي فندق مثل ما تقول انت عني !!
خالد ما فهــم بس ضحك على كلامه : .. مو عاجبك مقولتي ان قلبك فندق...هذا الجد ..!!
جمال ابتسم : .. هذي المصيبة ...(بتساؤل) ... تتوقع بعقل لو تزوجت؟؟؟؟
ضحك خالد وهو ما يدري وش بلاه : ..ههههه.. والله الزواج علاج لبعض الناس بس معك ما عندي فكرة ..
عفط جمال وجهه بحييرة وهو يرفع كوبه لفمه : ... دام كذا بفكر بالموضوع لفترة .. بقلّبـه برااسي لين أحس اني قد الموضوع !
خالد باهتمــام : جد تبي الزواج..تحكي من جد ؟؟
جمال : والله محتار وانا اخوك..قريب بكمل الـ 32 وانا قلبي فندق على قولتك ..لمتى !!.. اخاف مقدر اطلع من هالحالة بعدين ..بصير مسخرة على تالي عمري..
خالد : هههههههههههههههههه لا لا...وضعك فيه إنّ !
جمال وهو يدنّق لكوبه ..ونبرته تهدى : الموضوع شادّني أكثر من أي وقت من قبل..
خالد ابتسم يوم حس فيه سر بالموضووع : ..مارح أسأل لأني بديت أفهم السالفة ،!

رفع جمال راسه وابتسم : ..ما توقعتك بتسأل أصلا ..لأني داري انك بتفهم ..
ضحك خالد وهي يرمي ظهره للمسند : ههههههههههه لافتـه نظرك شكلها !!
جمال بابتسامة وهو يحرك الكوب بيده : .. هذي هي المشكلة .. لفتت نظري !
خالد بضحكة : بس؟؟؟؟؟
جمال بعبط : وش تبي اكثر ؟؟...
خالد : كثار لفتوا نظرك..شمعنى هالمرة ؟؟

جمال ..بحيــرة غلبت صوته : ..مدري !!
خالد ضحك : ههههههههههههههه دامك ما تدري..اجل على هونك لا تستعجل ..أخاف يكون الموضوع كله فقااعة صابون تنتهي مع الوقت..
جمال عصب من التشبيه بشكل مضحك : ..فقاعة تفجر راسك..شايفني بزر مطيوور ..أنا لو مستعجل ما جيت أشكي لك حيرتي ذي..
ضحك خالد من قلب : ههههههههههههههههههه ..شفيك هبيييت كلامي مجرد نصيحة ..

جمال وهو يقووم : بروح يابو فقاعة..وثاني مرة لا تتفلسف على اللي أكبر منك ..!!
خالد بسخرية : رجعنا لطاري أكبر منك ..!!...دامك أكبر مني ليش جاي تسألني وتشاور ... تناقض نفسك كالعادة !!
جمال رفع علبة الأقلام بالهوا بيرميها بوجهه وهو عاض على شفاته ..وخالد بضحك عميق رفع يديه يحمي وجهه ..
جمال : .. عقلك اكبر من عمرك !!..هذا السبب يالبجيح..
خالد بضحكة : أخيرا اعترفت ..
جمال : انا لله بينتفخ راسه علي ألحين ليتني ما قلتها ..
خالد : ههههههههههههههه ..روح يالعاشق الولهاان...
جمال (عصّب عليه) : عاشق ولهان بعينك جعلي ما اوصل لهالمواصيييل !

مات ضحك : ههههههههههههههههههه....
(وحاول يمسك نفسه ) : طيب.. ما قلت وش تصير هالفارسة الملثّمة اللي شاغلتك ؟؟
جمال بحمق : مو شغلك !!
خالد بصدمة : بللْ !!
جمال يعاقبه : خل فلسفتك تنفعك...

ضحك ووضع جمال يوسّع الصدر : ..هههههههه طيب آسف مارح أسأل ثاني مرة !
جمال وهو يستعد للخروج : برووح اشوف شغلي بدل مقابلك الغثيث !!
خالد بابتسامة غروور مقصوودة : .. كل يوم تقولها وبالأخير ترجع عندي !!..متى تكون قد كلمتك !!؟؟

راح جمال بسرعة نااحيته وهو فااير هوّن عن الخروج مرة وحدة ..حط يده على رقبة خالد اللي كان جالس عالكرسي وزنطـه والثااني ميت ضححك ..
قام يصارخ عليه وخالد ما يسمع شي من نوبة الضحك...

قطع عليهم دق الباب ، وظهور دكتور نايف هناك ..
وقف للحظة وهو يشوف أشبه بالخنااقة وجمال متولّي خالد اللي مستسلم ..
أول ما شافه جمال ترك خالد بسرعة : .. هلا دكتور ..
تقدم دكتور نايف وهو يبتسم : .. عساه خير ..شفيكم ؟؟
جمال : .. مو شي مهم... بس تصفية حساب صغيرة ..
ابتسم دكتور نايف لأن الواضح انه حالهم كان كله مزح : .. دكتور جمال سمعت ان العمل رتيب بقسمك هالفترة ؟؟
جمال وهو يحك شعره : تقريبا ... الاسبوع الجاي يبدو بيكون أحسن ..
دكتور نايف : .. وانت دكتور خالد ؟..
خالد : أنا عندي ضغط بسيط بس قادر أتولّاه لا تشيل هم ...

د. نايف : زين .. انا جيت أقولكم فيه اجتماع بعد نص ساعة...خلال فترة الاستراحة .. لا تنسون ..
خالد بتساؤل : اجتماع ؟
د. نايف : .. ايه بخصوص المؤتمر الجاي .. اللي قلت لكم عنه قبل اسبوع ..
خالد وهو يتذكّر : اييه تذكرته بعد ثلاث ايام .. ليه فيه مشاكل بخصوص مشاركتنا فيه ؟؟
د. نايف : اييه .. د. وائل اللي كان بيتولّى العرض الخاص بمستشفانا ..اعتذر مارح يقدر يحضر عنده ظروف خاصة.. ونبي نناقش البديل اللي بيحلّ محله..،
خالد : أها...اوكي مارح ننسى بفترة الاستراحة بتلقانا بغرفة الاجتماعات ..

طلع د. نايف من عندهم ...
جمـال بنبرة جديّة : ... من الحين ، واضح إنـك إنت اللي بتكون البديل !
ناظره خالد بهدوء : .. فيه غيري أكفأ ..
جمال : ..بس جيّة دكتور نايف عندك وطاريه للموضوع هنا...باين إنك بتكون الخيار الأول ..
خالد : بنشوف وش بيصير بالاجتماع ...
::

بعد ساعة ..

جت ياسمين لصديقاتها الخمس اللي كانوا مستغلين فترة الاستراحة بتناول الغداء في المطعم القريب من المستشفى ..
سناء : دايم آخر وحدة .. ! always
ضحكت وهي تحط شنطتها جنبها : .. لأني أحب الشغل عكسكم تدوّرون ساعات الاستراحة دواره عشان تهجّون !
ضحكت هند : هههههههههه والله تعبنا لنا كم شهر واحنا نتدرب...يلله هااانت بقى شهر واحد ونتخرج وكل وحدة تشوف مستقبلها ..

قالت سناء : for me (بالنسبة لي) ... مارح أشتغل الا مع ياسمين ..I can't without her ..!
ياسمين : هههههههه ..تبيني واسطة قصدك !!
سناء بشقاوة : something like that ! ..(شي زي كذا ) ..

قالت هند : حتى انا من الحين..ترا مارح اشتغل الا بهالمستشفى ..
ياسمين : انتوا بيّضوا الوجه وصدقوني دكتور نايف بيعرض عليكم الفرصة بنفسه..
هند : انتي ضامنه مكانك عند ابوك بكل الحالات مو مثلنا !!
ياسمين بابتسامة : ما عرفتي ابوي...حتى لو بنته ممكن يرفض عملي معه لو شافني مقصّره أو ألعب من وراه !
هند : الله يعيين... مو متخيله نفسي اشتغل بمكان غير هالمستشفى ..أحس تعوّودت عليه وعلى الوجيه الزينة اللي فيه..

مرام التفتت : أنا ما أتوقع بقدر اكمّل هنا عقب التخرج !
ياسمين : ليش ..ما عجبك المكان ؟؟
مرام : اخوي جاب لي وظيفة من الحين بالمستشفى اللي يشتغل فيه..يقول تخرجي وتعالي عندي..
هند : اوففف ليش اخوك بيلزّقك فيه كذا ؟؟
مرام : وما رفضت ..عشان كذا بنفصل عنكم ..

ياسمين بحزن : حسااافة حتى انتي يا مرام... يعني الحين ما بقى الا انا وسناء وهند اللي بنستقرّ هنا ...
هند : خلينا نخف هههههه... يمكن لو نقصنا كل وحدة بتركز بشغلها..
ياسمين باحباط خفيف : خسارة ... بيكون حلو لو اشتغلنا كلنا سوى بنفس المكان !..
هند : خلاص قفلوا موضوع الشغل ..خلونا ناكل ..

بنص الأكل والسوالف...
ياسمين : سمعتوا عن المؤتمر الطبي اللي بيصير ؟؟
هند : ايه كأني سمعت ..
ياسمين بابتسامة حماس : .. أتحداكم مين اللي رح يمسك الخطاب والعرض عن مستشفانا ..؟؟

هند فهمت من نبـرة ياسمين وتركت ملعقتها بسررعة : ..لا تقوووولين دكتور خالد ؟؟
ضحكت ياسمين وهي تهز راسها ايجاب..
هند : لاااا كذا كثير... تمزحين ؟؟؟؟
ياسمين بضحكة : عرفت من ابوي ان دكتور وائل هو اللي المفروض ياخذ هالدور..بس صار شي عنده ظرف خاص...واليوم الصبح بالبيت قال لي إنه بيقول لـ دكتور خالد يحلّ بداله ..
هند : وبعدين مع هالآدمي !!
ضحكت ياسمين : هههههههه أعصابك .. استغربت بالبداية يوم قال لي ..بس بعدين فهمت إن دكتور خالد هو أفضل خيار...
سناء باستغراب : اوكي بس آي ثينك فيه كثير غيره ممكن ياخذون مكان دكتور وائل !
ياسمين تشرح اللي قال لها أبوها : .. صح بس خالد عنده ميزة ممكن ترفع سمعة المستشفى ..أولا عنده القدرة إنه يوقف قدام جمهور .. ثانيا ثقة بالنفس وثقة بالكلام ..ثالثا مثقف وملمّ..ورابعا وهو الأهم إنه صغير بالسن وهالشي ترا كثير يلفت الناس.... ابوي اختاره عشانه بيكون واجهة مشرفة للمستشفى... وأنا فهمت وجهت نظره !!
هند تنهّدت : ..انا قررت نحضره ..
ياسمين : ... أنا بكل الحالات راح احضره.. ابوي يقول رح يكون مؤتمر كبيير ومهم...وهو اصلا سنويا يصير وبالنسبة لمستشفانا اول مرة يشارك فيه بشكل فعال..عشان كذا متحمسه ..!

::

في بيت ابو محمد ...

بعد الغدا ...
ما كان فيه بالصالة الا هي وابوها وامها ..ومحمد ..
ابوها باستغراب : مؤتمر ؟؟
مشاعل : اييه مؤتمر طبي اعلنوا عنه المعهد...وفيه طلاب بيروحون له عشان يستفيدون ..
ابوها باستغراب : وانتي سجلتي؟؟؟
مشاعل : والله باباتي كنت مترددة شوي والفكرة كانت غريبة شوي بالنسبة لي...بس زميلتي قالت سجلي لأن عدد المقاعد محدودة...وبعدها آخذ رايك..
ابوها باهتمام : ووين بيكوون ؟؟
مشاعل : بفندق معرووف ..المؤتمر بيبدا الساعة 5 وبينتهي 8 ..وفيه عشاء بعد !!
محمد بحواجب مرفوعة : وبتحضرين العشا بعد ؟؟
ما أخفـت رغبتها : والله ودي ... ( لفت لأبوها ) .. وش قلت بابا...عشان بتصل على زميلتي بعطيها خبر..
ابوها : وكيف بتروحون ؟؟
مشاعل : كل واحد على حسب رغبته... يا إما اروح بسيارتي الخاصة ..أو أروح مع باص المعهد اللي بياخذنا ..
ابوها سكت شوي يقلّب الفكرة براسه .. ، ومشاعل لاحظت هالشي وعشان تقنعه : باباتي ..روحتي مارح تكون عالفاضي...المعهد بيعطونا شهادات تقوّي السيرة الذاتية لأن هالمؤتمرات مررة قوية ..وتساعد الطلاب بسالفة التوظيف...يعني تقدر تقول شهادة تبيّض الوجه وانا جد أبغى أروووح..
ابتسم من كلامها وحماسها وحرصها اللي شرح له صدره : .. ان شاء الله خير..
انبسططت : يعني موافق !؟
ابو محمد : ان شاء الله ..استخيري من اليوم لين ثلاث ايام...وان شاء الله خير..
مشاعل : يسلللم قلبك يا حبي لك..
راااحت له وضممته ..

أمهـا بحرص : ومتى بيخلص هالمؤتمر ؟؟
مشاعل : امممم رنا تقوول اقصى شي 9 او 9 ونص .. يعني ما رح يتأخر ..
امها ارتاحت : زين ..
مشاعل بضحكة : ههههههههههههههه ماما حبيبتي تعوّودي من الحين على تأخيري ترا يمكن بعدين أتأخر واجد..
أمها : يصير خير... وظيفة تشتغلين فيها لأنصاف الليالي ماافييه..
مشاعل : ههههههههههههههههههههههه طيب طيب..

تركت الصالة وطلعت فووق ..كانت ناويه تقول لـ شادن ..بس يوم مرّت عليها بالغرفة لقتها نايمه أو هذا اللي تهيّأ لها ... ما حبّت تزعجها وراحت غرفتها عشان تكلّم رنا وتقولها عن الموافقة بهالموضوع الغريب بنظرها ..
حتى الكلام فيه مع ابوها كان غريب عجيب ..لازال شي غير اعتيادي
دخلت غرفتها ودقت على رنا وهي تبتسم..!
:
/

في قصر أبو خالد ..

دخلت ام خالد على..خالد بغرفتـه واللي ما كثّر عشا أكل له بسرعة لقمتين وقام ..
كان على جهاز اللابتوب يقرا شي وجنبه اوراق كثيرة ...
باهتمام : خالد ما تعشيت زين ..أجيب لك عشاك تكمّله هنا..
خالد وهو يكتب بعض الملاحظات : داري ما حبيت اثقل ..ما اعرف أركز وأنا مثقل أكل ..!
أمه : وش عندك واضح مشغوول مرة ؟!
خالد : ايه قدامي بس ثلاث ايام عشان أستعد ... وعسا يمديني ..
أمه وهي تتأمل الكركبة اللي حوله : وش عندك بعد ثلاث ايام ؟؟
خالد : تذكرين المؤتمر اللي قلت لك قبل يومين.... دكتور نايف قالي اليوم اني بمسك الخطاب والعرض ...مسؤوليتي !
رفعت امه حواجبها بصدمة : الله !.... وتوّه يقولك الله يهديك...يوم بقى ثلاث ايام !!
خالد : ..ما كنت رح امسكه بس الدكتور اللي كان متولّيها ومجهّز كل شي عنده ظرف ما يقدر يحضر المؤتمر بكبره ..
امه : وانت وش بتسوي ...ليش ما اعتذرت ؟؟
خالد : ..مو بيدي أرفض...أنا حاضر المؤتمر بكل الحالات وبعدين الأغلبية رشحووني وأولهم دكتور نايف...
أمه : وش بتسوي لو ما لحّقت تجهز طيب؟؟
خالد : ..لا كل شي جاهز العرض والخطاب كلهم جاهزين ..بس يبي لي أقراهم واستوعبهم فيه نقاط مهمة لازم احفظها ..
ابتسمت على اندمااجه : .. دام كذا زين ..
قامت واقفه : لا تسهر وأنا أمك .. قدامك بكرة وبعده الحين ريّح ..
خالد : ان شاء الله ..

طلعت من عنده وبقى لحاله يكمّل اللي يسويه ..
طبيعته ما يحب يسوّي شي مو مضبوط ..أو ناقص .. يحس بالمسؤولية وعشان كذا ضغط على نفسه بهالكم يووم..
::

ومرّت الـ ثلاث أيام ..

مشاعل ركبت مع محمد اللي وصّلها للفندق المنشوود.. وهي مستعدة نفسياً والحماااس ماخذها...
مثل هالمؤتمرات تشوفها بالتلفزيون بس ما قد عاشتها على ارض الواقع ..!
وهم متجهين لمدخل لوبي الفندق اللي كان مزدحم بصف سيارات طوييييل ...
محمد : ..تعرفين وين المكان ؟؟
مشاعل : لا تخاف رنا وصلت قبلي جالسه تنتظرني...
محمد : انتبهي هالفندق كبير وقاعااته كبيرة وواجدة ...يا خوفي تضيعين !

ناظرته بسخرية وهي تحسه يتمسخر شوي : ما رح أضيع قالولك بزر !
محمد ابتسم : والله تغيّرنا يا مشاعل .. صرنا نحضر مؤتمرات ..
مشاعل بغرور : ايييه ..صرت كشخه عارفه !
(ضحك) : ههههههههههههه... شاركي بالاقتراحات لا أوصيك ..خليك عضو فعال !

ناظرته بـ وهقــه : .. انا جايه أستمع فقطططط...المرة الجاية يمكن أفكر أثري المجتمع باقتراحاااتي ..
ضحك غصب : هههههههههههههههه.. الله يجيب هاليوم ..

جا دورهم ..ووقفت السيارة قبال المدخل الفخم المفروش بالبساط الأحمر..وعلى الجانبين رجالين لابسين بدل الاستقبال العنابية الرسمية التابعة للفندق..
واحد منهم فتح لها الباب ... ومحمد يوصيها : انتبهي لـ نفسك... 9 ونص بجيك ..استمتعي بعشاك مع زميلتك ههههههه !
ضحكت : ان شاء الله...
دخلت جوا وهي تعدّل لثمتها وفوق اللثمة طرف الطرحة الخفيف يغطي عيونها وما يمنعها عن الرؤية ..
كان اللوبي بحد ذاااته فخم ووااااسع ..وبااااااااارد.... وأنيييق.. وريحة البخووور عاجّه بالمكان ..والثريات بالسقف العااالي ملتمعة بنوور معطي المكاان فخاامة وروعة ..
ابتسمت وهي تحس بجوو عمرها ما عاشته.... كأنها جايه حفلة ههههههههههه !!.. هالفكرة اللي جت براسها ،!
كان اللوبي الضخم مليان ناس واضح إن معظمهم جاي للمؤتمر اللي باقي على بدايته نص ساعة..، وجهة ثانية من اللوبي كان فيه تجمعات نسائية بعـيد عن الرجال وهالشي خلّاها تمشي هناك أريح لها خلال الانتظار ...
اتصلت على رنا وهي تمشي .. وردت : هلا مشاعل
مشاعل وهي ترفع طرف الطرحة عن عينها تحاول تشوف : وينك ؟؟..
رنا بضحكة : رحت أسأل عن مكان المؤتمر عشان ما نضيييع
ضحكت مشاعل : هههههه وين نضيع...يكفينا نمشي ورا كل هالناس وما نضيع...ما يحتاج السؤال ..
رنا بلهفه : يا الله !!..مششششاعل ..فيه ناس ما شفتهم الا بالتلفزيون موجودين هنا ... دكاتره مشههههورين مرة ..
مشاعل وهي تجلس على مقعد بابتسامة : .. يلله تعالي ما جيت عشان اشوف مشهورين انا ههههه
رنا : هههههههه طيب وينك ؟
مشاعل : انا على يسار المدخل بجلسة النساء ..
رنا : يلله جايه ..

وصلت عندها وجلست جنبها ..
رنا : والله الجووو مو طبيعي ...حاسه مثلي ؟؟.. مررة زحمة شوفي ..
تأملت مشاعل المكان والضجة اللي صايره ... كثير من الرجال اللي تشوفهم واضح عليهم المرتبة العلمية اللي هم فيها..
لاحظت عمليات تعارف كثير... وعمليات لقاء كثير ...وشخصيات تسلم على شخصيات...

يوم بقى على البداية ربع ساعة ... وبعض الناس اتجهوا لصالة المؤتمر اللي للحين ما يعرفون شلون شكلها ..
قالت مشاعل : أبي اروح دورة المياه...بعدل غطاي...
رنا : اوكي ..بسرعة عشان يمدينا نرجع ونلقى مكان ..

قاموا سوى ..وتحركوا ناحية وسط البهو عشان يشوفون وين دورة المياه ...
لكن وهم يتجاوزون الزحمة بحذر...رنا وقّفت غصب يوم شافت ثلاث أشخاص واقفين قريب الاستقبال ويتناقشون والضحكة على وجيههم .. لحظة لقاء بعد طول غياب شكلها ..واللي لفت نظرها شخص واحد منهم !!
رنا بذهــول : مششاعل...
مشاعل كانت مشغولة تناظر حولها : ها !!
رنا : شووفي هذا ..دكتور عبالرحمن اللي يطلع بالتلفزيووون دايم !
التفتت مع اسمه : مين ؟...وينه ؟؟
رنا : شووفيه هناك ..

التفتت مشاعل للمكان اللي تأشر ... وطاحت عينها على ثلاثة واقفين عند الرسبشن بعيد عن الزحمة... واحد كبير بالسن ومع شعره الأسود إلا ان بعض الشعرات الشيب البيضا كانت بارزه... والثاني اللي عرفته وهو دكتور عبدالرحمن كان بعمر الأول والثقة باديه عليه ...هالاثنين كانوا متقابلين ..بـس في شخـص ثالث كان واقف بينهم يشارك بالحديث... وهالشخص ..كان أصغر ... أصغر بكثييير !!

تصنّمت خطواتها وأمعائها تتقللللص ... وهي تستوعب إنه.... خالد !!
عاندت رجلها وما تحرّكت كأنها لوح ..
وشلوون؟؟؟..يصير؟؟؟

تسمّرت وهي تشوفه يبتسم للدكتور عبدالرحمن اللي واضح إن الدكتور الثالث ( واللي كان دكتور نايف بس مشاعل ما تعرفه) كان يعرّفه عليه ...

رنا بعفوية : .. احبه هالدكتوور أحسه مثل الأبوووو ..
مشاعل ساكته ما سمعت...عينها على خالد اللي كان شايل بيده ملف وسوالفه مع الدكتور المعروف مستمره..والثقـة باديه عليه مثل ما عهدت فيه !!
مو مستوعبه وشلون ما جا على بالها ...إنها احتمال تشوفـه !!
ولا فكّرت بهالاحتمال أصلاً....عشان كذا مصدومة ..!

رنا بدون شعور : بروح أسلّم عليه..
وأتبعت كلمتها بالفعل ..تحرّكت ناحية الدكتور الكبير بالسن ومشاعل متصنّمه مكانها ما فيها تقرب من عندهم !!
هي ما تبي خالد يعرف ألحين !!
ما تبيه يعرف هي وش قاعده تسوي عشانه ..وبسببه !!

قربت رنا بهدوء..وبأدب : دكتور عبدالرحمن !
التفتوا عليها الثلاثـة بما فيهم خالد اللي شاف هالبنت الواقفه على بعد خطوتين منهم ..
د. عبدالرحمن بـ رسمية : هلا آمري ..
رنا : أنا وحدة من طالبات معهد التمريض ..وأهتم بسيرتك ..بس حبيت أسلم فرصة سعيدة ما حبيت أفوّتها..
ابتسم بأبويــة : .. الله يسلمك من الشر... ما شاء الله شفت كثير طلاب وطالبات جايين من معهد التمريض..كلهم ما حبوا يفوتون الفرصة ..الله يرضى عليكم..
رنا : ما توقعت اشوفك كان تبي الجد.... أنا وزميلتي جينا نبي نلقي السلام لا أكثر.... (والتفتت لورا يوم حسّت إنها واقفه لحالها وإن مشاعل جحدتها ) ..
د. عبدالرحمن : زميلتك ؟
رنا نادتها بهممس ما تبي ترفع صوتها بس سمعوها وهي تنادي البنت اللي كانت واقفه بعييد وتحاول ما تناظر كأنها مالها شغل : مششااعل تعالي ..!

ارتفعت عين خالد بدون وعي للبنت اللي لها ذاك الاسم..وركّز عليها بدون شعور لسبب وحيد... كون ان اسمها مشاعل فقط !!
لفتت نظره مع وضعها الجامد ذاك ... وشاف الأولى اللي كلمت الدكتور تحاول تسحبها بس الثانية بطريقة غريبة..جرّت يدها وهرربت عن ناظرهم ...كذا تهيأ له..هروب !!
رجعت رنا بحرج : آسفة دكتور.. البنت خجولة شوي ..

ابتسم بأبوية ملامحه : على راحتها ..شدوا حيلكم دايم معهد التمريض يقدم قدرات تبيّض الوجه..
رنا عرفت انه قال كذا يشجع ..وزاد احترامها : ان شاء الله..
تحركوا من قدامها عشان يروحون للقاعة لأن بقى عالبداية دقايق ...وهي رجعت تحاول تلقى مشاعل اللي كانت ردة فعلها غريبة ..

مشاعل دخلت دورة المياة المكان الوحيد اللي تقدر تلتقط فيه أنفاسها ..
كانت أنفاسها مسمووعة وصداه يرجع لها..ومن حسن حظها ان دورة المياه خالية.. قامت تتنفّس كأنها راكضه لها سنة ..
نظرراااته كانت ثاااقبة ..كانت مركّزه عليها بشككل يرربك... عُقدة حواجبه ذيك خلّتها تشك إنه عرفهااا..
وشلوووون ما فكككرت انه احتمال يكون موجود !!!
غبييييييييية... !!
مو وقته والله !
مو وقتـه تخلينه يعررررفك !!

فكت طرحتها وغسلت وجهها وقلبه يددق بجنون ما تدري ليش !!
وش بيصير لو عرفها ...بيخرب كل مخططها !!؟
لا ..
لا .... ماتبيه يكشفها بهالطريقة السخيفة ..

رفعت راسها للمراية وهي تشوف وجهها يقطر وعيونها تلمع ببريق ..
مستحيييل يكون عرف ...مستحيييل !!
وأنا عارفه انه مو متوقع وجودي أصلا..... ما رح يخطر على باله وجودي !! أبدا أبدا ..
هالفكرة طمّنتها ...

رن تلفونها بشنطتها وانقطعت افكارها..وبيدها المبللة طلعت الجوال : هلا..
رنا بعجلة : ويييينك ؟؟
مشاعل : رحت دورة المياه ..
رنا : طيب كان قلتي ...جلست احوس عليك...ويوم ما لقيتك دخلت عشان القى مكان..يلله ثواني ويفتتحونه..
مشاعل : اوككي...

سكرته وطلعت بسرعة ...وأول واحد قابلته بطريقها سألته عن المكان..
راحت لين وصلت ..باب كبييير ..بني أنيق مفتووح على مصراعيه وعرفت انه مدخل القاعة ..



يُتبـــع ...

دعواتكم باختباري الجاي ..^^

أتمنى يعجبكم http://forums.graaam.com/images/smil...0%28134%29.gif

انتظر تعليقاتكم وتوقعاااتكم الرايقه مثلكم ^^

عنون

miss nonie 05-04-12 06:43 PM


هذا آخر مــا نزلتوا الكــاتبة الشهر المــاضي

قراءة ممتعة للجميــع =)

♫ معزوفة حنين ♫ 05-04-12 06:51 PM




عوافي نوني الملقوفة http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_13198325301.gif ..
فيسي اللي مايحبك لين بعد بكرا خخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخ ..



لووك ات مي 17-05-12 07:22 PM


يعني مش كااااامله الروااايه 
كم لهاا من سنه ماا انتهت !!






♫ معزوفة حنين ♫ 18-05-12 11:20 AM

للأسف شكلها مطولة ..

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عيـــــون القمر ! (المشاركة 19172904)
مرحبااا حبيباتي..

لا انحرمت منكم ولا من حماسكم ...


اقتباس:

صباااح الخير عالكل ،،
اخباركم مع الامتحانات ان شاء الله كويسة ..
قاعده اكتب رد وكتابي مفتوح جنبي دعواتكم بهالاختبارات ..

جيت أقولكم شيئين ..

أولا بالنسبة للأحداث والتساؤلات عن تحركات تركي... مخططاته بالبداية أصلا كلها كانت حول الشركة وكيف ياخذ مكان حساس فيها.. هذا كان هدفـه الأساسي من البداية وحريص انه يوصله والأحداث جالسه تجري لصالحه الحين.. هو ينتظر بس يرجع من هالرحلة عشان يبدا التطبيق....ما ادري عنكم بس يمكن نسيتوا بعض الأحداث السابقة واللمحات اللي اعطيتها او يمكن ما فهمتوها..

تحركاته بالسفر طبيعي تكون حذرة وبطيئة خصوصا انه ابتدى مع سحر بـ شكوك وشدّ وجذب... مو
من صالحه يزيد العيار او يتقرب منها بطريقة هي رافضتها ..فعشان كذا تلقونه يبتعد اذا هي حطت الحواجز.. ومو مستعجل فيها أصلاً.. والحين قاعدين نشوف بدايات تغيّر...

أحداث تركي بصيغها بالشكل اللي أشوفه مناسب لي لأنكم ما تدرون إن أصعب المواقف اللي أكتبها هي مواقف تركي وحالته الذهنية وردّات أفعاله ... كثير حريصة فيها..
فاعذروني يعني بس هذي هي الشخصية وهذي طريقة صياغتها...
وان شاء الله مع التغيّر بالأحداث والتطور فيها يكون للأحسن ..


ثاني شي..

الاسبوعين اللي جايه عندي فول اختبارات وأتوقع انكم مثلي ... الله يعيين
واللي ما تعرفونه اني ابتديت اشتغل على مشروع تخرجي وهالمشروع مسألة حياة أو موت ..
قدامي حوالي الشهرين لتسليمه وأنتهي من سنوات دراسية عصيبة
زيادة على مشروع التخرج ..مشاريع ثانية لكل مادة أنا أدرسها الحين..
فلذلك..
القصة احتمال تتوقف لما بعد التخرج ..لأني من ألحين إلى آخر الترم...رح تنعدم أوقات فراغي عكس الشهر الفايت اللي حاولت أنزل فيه أكبر عدد ممكن من الاجزاء تعويضا لهالظروف اللي كنت عارفه اني رح أمر فيه..
القصة أوعدكم بإذن واحد أحد انها رح تستكمل إذا الله عطانا عمر ..


آخر شي قبل أختم ..

أقبل الرأي ووجهات النظر بس يهمني الأسلوب قبل كل شي ومن غيره مارح يكون للرأي معنى..
الإخت اللي تقول انحسب علينا بارت ..بالله انتي شايفه هذي كلمة حلوة بحقك وحقي..

هالبارت اللي ما عجبك جلست يومين اكتب فيه تمنيت كلمة شكر عالأقل..
البارت ما طلع بضربة عصا تمنيت عالأقل تقبلين المجهود اللي انبذل والسهر اللي سهرته عشان اختمه عالوقت ..

للأسف مهما قلت فيه عيّنات ماعرف وش اقول عنها


ألقاااكم بإذن الواحد الاحد ...





ان شاء الله عند رجعتي أكوون متفررغة وأعووضكم ببارتات دمييلة مثل قلوووبكم




تغلق ...

♫ معزوفة حنين ♫ 30-08-12 12:25 AM




عادت الكاتبة لاكمال الرواية ..
تضل مغلقة حتى نزول البارت ..



♫ معزوفة حنين ♫ 04-09-12 12:55 AM


الجـــــزء 40 ..
------------------

مشاعل دخلت دورة المياة المكان الوحيد اللي تقدر تلتقط فيه أنفاسها ..
كانت أنفاسها مسمووعة وصداه يرجع لها..ومن حسن حظها ان دورة المياه خالية.. قامت تتنفّس كأنها راكضه لها سنة ..
نظرراااته كانت ثاااقبة ..كانت مركّزه عليها بشككل يرربك... عُقدة حواجبه ذيك خلّتها تشك إنه عرفهااا..
وشلوووون ما فكككرت انه احتمال يكون موجود !!!
غبييييييييية... !!
مو وقته والله !
مو وقتـه تخلينه يعررررفك !!

فكت طرحتها وغسلت وجهها وقلبه يددق بجنون ما تدري ليش !!
وش بيصير لو عرفها ...بيخرب كل مخططها !!؟
لا ..
لا .... ماتبيه يكشفها بهالطريقة السخيفة ..

رفعت راسها للمراية وهي تشوف وجهها يقطر وعيونها تلمع ببريق ..
مستحيييل يكون عرف ...مستحيييل !!
وأنا عارفه انه مو متوقع وجودي أصلا..... ما رح يخطر على باله وجودي !! أبدا أبدا ..
هالفكرة طمّنتها ...

رن تلفونها بشنطتها وانقطعت افكارها..وبيدها المبللة طلعت الجوال : هلا..
رنا بعجلة : ويييينك ؟؟
مشاعل : رحت دورة المياه ..
رنا : طيب كان قلتي ...جلست احوس عليك...ويوم ما لقيتك دخلت عشان القى مكان..يلله ثواني ويفتتحونه..
مشاعل : اوككي...

سكرته وطلعت بسرعة ...وأول واحد قابلته بطريقها سألته عن المكان..
راحت لين وصلت ..باب كبييير ..بني أنيق مفتووح على مصراعيه وعرفت انه مدخل القاعة ..


مشت بسرعة واندفاع ناحية الباب وكل همها انها تلحق على مكانها .. والنتيجة انها تواجهت وياه عند المدخل بالضبط ..شهقت من الروعة وبغت تغوص بحضنه.. لولا انتباهه وفراسته تراجع على ورا وهو مررتاااع بسرعة ويديه تطيح على كتوفها من غير قصد عشان يخفف من اندفاعها ... ثبّتها بحركة اتوماتيكية لا شعورية وهو يناظرها مرتااع من اندفاعها المجنوون..
وقفت غصب وصدرها يطلع ويهبببط بصدمة.. وبتوترر رفعت يدها ومسكت البطاقة اللي على صدرها..واللي تشيل اسمها ..والجهة اللي تتبع لها وهي معهد التمريض..غطّتها بأصابعها تحاول تغطي الاسم قبل لا يقراه ، بحركة ما تحسسه انها تحاول تخبيها .. وعيونها على وجهه القريب اللي يقتلها مليون مررة والعقدة اللي انرسمت بين حواجبه.. ويديه اللي مستقرة على كتوفها من الجهتين سلبتها القوووة.. هاللمسة ما استمرت الا ثانيتين ..بس كان تأثيرها قووي عليها شللع قلبها من مكانه...ما تدري وش تفسر لحظة الصمت هذي .. هي تطالع بعيونه وما فيها تنطق بحرف لانها اذا قالت كلمة بيعرفها مباشرة..

قال بصوته اللي رسم معه ابتسامة اعتذار مؤدبة.. عقب ما امتص درعمتها ..وحط الغلط عليه : اعذريني اختي ما انتبهت !
رمشت كم مرة واشوى انها كانت مغطيه عيونه بطرف الطرحة الخفيف عالاقل يشوّش الرؤية عليه وما يلاحظ انها هي !
هزت راسها نفي بمعنى " عادي" .. وما تدري اذا فهمها .. وهي بس تبيه يبعد وما يطول هاللقاء اللي ينهي كل ذرة ثبات فيها .. قلبها قام يرجف نبضات .. وكرهت هالاستجابة منه !!
يا رب ما يلاحظ انها هي .. يا رب .. يا رب...

لكن انخطف لونها يوم حكى.. وأيقنت ان خالد طول عمره نبيه وهالموقف مو استثناء : طالبة التمريض؟
رفعت عينها بتووتر لعيونه الحاذقة وما نطقت.. يا رب ما ينطق اسمها...يارب... رنا ليه قلتي اسمي قدامه....ليييه !!! مارح تنطق... ما رح تنطق... خله يحس انها طرررماء بس مارح تنطق بكلمة ..
خالد بهدوء وكأن فيه شي شاغله : انتي اللي قبل شوي ؟
فهمت انها لفتت انتباهه يوم هربت قبل دقايق..ولعنت الشيطان.. والبلا ان رنا نادتها بمشاعل..
هزت راسها نفي ولقت نفسها تتكلم من خشمها بصوت غريب غير عن صوتها المعروف : لا !
مرّت لمحة ابتسامة على شفاته الحلوة..حفرت الغمازة العميقة بخده اليسار.. وكأنه كتم ضحكة كانت بتنفجر..بسبب صوتها.... ايييه والله مارح أخليك تعرف اني مشاعل..
خالد تراجع عنها يعتذر بشكل خوّفهاا : شبّهت عليك أسف !!
الله يسترر !!.. سوّت نفسها مو عارفه قصده ... وقررت توهمه انها مايعه وما تحكي الا انجليزي ... هذا ابعد شي عن شخصيتها الحقيقية ..! البنت المايعة...
غيّرت من نبرة صوتها مرة ثانية ..وبشبه دلع : اياااام سووورري (بترقيق الراء) ...(وحاولت تتحرك عشان تمر ) اكسكيوز مي ..؟..
عقد حواجبه للحظة خاطفة من الصوووت النااعم وجرعة الميوعة اللي فيه... ومشاعل حبست انفاسها... ان شاء الله يخق مع صوتها بس ما يعرفها ...
بس خالد أنهى اللحظة ...وابتسم بأدب وكأنه محى هاجس غبي اشغله الدقائق اللي راحت..: تفضلي .. (وهو يفتح لها ذراعه ناحية المدخل عشان تمر )
ما توانت لحظة انها تدخل وتختفي عن عينه..

خالد اللي تابع البنت بعيونه .. استغفر ربه وهز راسه من الهاجس اللى سيطر عليه قبل دقايق ..
مستحيل تظهر لك هنا.. !! وش قاعد تفكر فيه انت..!!
فكرت فيها يا خالد لدرجة تتخيل وجودها في مكان مستحيل تتواجد فيه.. تأنيب الضمير لاعب فيك للحين !!!
جاه رنين جواله.. اتصال من جمال خلاه يتناسى كل هاجس غريب راااوده من دقايق ..وتحررك بسرعة لسيارته بسبب نسيانه لـ سي دي مهم......
وهو يرد عالجوال : دقيقة ورااااجع !
جمال بهبااال : يالداااج يالملكع تقولي بروح أجيب سي دي وأنا اقزززك تحاكي وحدة ورا البيبااان !!
ضحك خالد غصصب وهو يدس يده داخل السيارة : إلــهي صبّرني على هالآدمي !! .. وشلون قززيتني متأكد إني ماخذها ورا الباب على قولك عشان محد يشوفنا ( يجاريه بسخرية)
جمال : قليل خاتممة ... ( رجع لطبيعته) .... يلله تعال
خالد: لا تستعجل .. خطابنا مو بالبداية يبيلنا بعد نص ساعة او ساعة الا ربع.. قدامنا الوقت..
جمال : أنا عارف .. برضو استعجل مو حلوة تدخل وهم بدوا
خالد : بسببك تدري... كنت أقولك انزل والسي دي بيدك وبالأخير تنساه !
جمال يقهره : اقول إلفقه وانت ساكت المفروض تشيله وسط ملفك..مو ملزوم فيك
خالد وهو يتأفف : استغفر الله بس... يلله يلله قفل هذاني راجع..


جلست مشاعل جنب رنا بالمكان المخصص لهم ..وبسبب الظلمة على مكانهم رفعت الطرحة لفوق.. والإضاءة كانت مسلطة على المقدمة اكثر شي حيث صاحب كلمة الافتتاح وعرض البروجيكتر على شاشة كبيرة ..
رنا : تأأخخرتي.. خفت تكونين ضعتي !
مشاعل وقلبها مضطرب وهي تسب خالد مليون مرة بخاطرها عاللي هي فيه... همست بتفرييغ : ..لو تدرين بس !
رنا باهتمام لأن مشاعل قالت الكلمة من غير لا تحس : ايش ؟؟
انتبهت مشاعل على عمرها .. وحاولت ترجع طبيعية : هااا.. ولا شي... بغيت ادعم في واحد عند الباب.. جلست اعتذر له عشان كذا ،
هاللحظة ارتد نظر رنا للباب البعييد الموجود بالأسفل لأنهم جالسين بمكان عالي يشبه المدرج.. وطاحت عينها تحديداً على خالد وهو يدخل من الباب.. وقالت : بغيتي تدعمين بهذاااا ، صح ؟؟
رفعت مشاعل عينها بعفوية لجهة الباب اللي دخلت منه.. وشافت خالد يبتسم للي يعبر من جنبهم باحترام انييق وبيده شي صغير... ارتااااعت : يمه شلون عرفتي ؟!!!!
رنا بابتسامة : مدري طاحت عيني عليه وهو يطلع وانتي تدخلين عقبه... يعني توقعي صح ؟ ترا قلتها صدفة هههههه !
ضحكت مشاعل معها وهي من داخل تررجف وتدعي ما تكون ذيك النظرة مجرد تلاعب فيها .. وهو بالأساس عارفها.. لا تسويها فيني يا خالد.. لا تخليني مثل الغبية .. ان كنت عارفني قولها بوجهي !!
رنا : مشاعل !
مشاعل وهي تتابع خالد بعيونها وبالها شارد : هممم ؟
رنا : شكله دكتور !
ما ردت مشاعل وهي تشوف خالد يجلس بكرسي مخصص له.. بين زميله بالمستشفى اللي نست اسمه .. وواحد كبير كان هو د. نايف.. كان مبتسم لزميله اللي قام يهمس لخالد بشي في اذنه .. خلاه يضحك وهو ينزل راسه للأرض وكأنه يحاول يسيطر على ضحكه !
وبينما كلمة الافتتاح المملة بنظر مشاعل مستمرة .. همست رنا اللي كانت تراقب الوجيه اكثر من الكلمة : حلللمي أتزوج دكتور... اه يا قلبي !
مشاعل باستغراب كبير : ليش؟؟
رنا : مدري من وانا صغيرة أشوف الدكتور شي غير... وكبرت على كذا ... يمكن بالنسبة لك شي غبي !! .. عادي لا تستغربين احلام الناس تتفاوت هههههه !

ابتسمت مشاعل ابتسامة ناعمة.. وبنبرة لطف لها معنـــــى : إبعدي عنهم ! ..
رنا بحيرة : ليش؟؟
مشاعل وعيونها اتوماتييكيا تتجه مثل السهم لمكانه..ما قالت شي غير كلمتين : قلوبهم جامدة ! وما عندهم اهتمام غير الشغل... وش تبين بواحد مثل كذا !
دققت في خالد بدون ادرااك ...كان مستند على مسند الكرسي الجلدي والفاخر على كوعه .. وقبضته تغطي فمه بوضعية أنيقة وكاريزما .. وثقة ما تخفى على احد.. وعيونه وسمعه مركزيين مع صاحب كلمة الافتتاح وإلقائه.. كااان يشد يشششد مثل المغناطيس.. بطريقة عورت قلبها وهي تشوف انها تعجز تكسر هالشعور .. هي اضعف منه.. ولازالت تحاارب وبتستمر لما توصل للهدف اللي هي حددته وبدت فيه..
هاللحظة كأنها تشوف نسخة جديدة من خالد.. بالجدية والتركيز اللي عليه..
شالت عيونها من عليه وسلطت اهتمامها على اللي ينعرض عالشاشة والخطابات اللي تتوالى..


قدامهم بصف واحد.. كانت ياسمين وصديقاتها جالسين يسمعون .. وهند تسأل بحماس : متى دور حبيبنا؟؟
ياسمين ابتسمت وعيونها على خالد اللي كان واضح عليه يستعد لشي : أتوقع الجاي! ..
هند : ابي أشوف وقفته.. هالشي اللي انتظره..
ياسمين : هههههه مارح يطول صبرك.. ( وعفويا توردت خدودها بسبب ذكرى)

انتبهت سناء لوجه صديقتها .. ونغززتها : وش سر هالملامح !؟؟
هند اللي لاحظت احمرار خدود ياسمين... ، قالت بنص عيوون : ياسمينوو أنا اقول من الصبح انتي مو طبيعية .. وش صاير من ورانا ؟؟
ياسمين بنعووومة : مو شي مهم ..
هند بسخرية : أشم ريحة خيانة ..
ضحكت ياسمين : مافيييه وش فيكم !

قالت سناء : I don't believe u ..(ما أصدقك )
هند بهممس : وانا بعععد..
ياسمين : انطمووا خلاص.. رح يقدمون مستشفانا الحين..
سكتوا غصب وهم ينصتوون ..

ومشاعل كانت تسولف مع رنا بالهمس .. القاعة كبيرة مرة ..نصها الخلفي مدرج ..مخصص للجنس الناعم.. وأغلب الحاضرين فيه دكتورات ، وطالبات طب وتمريض .. والبنات جالسين فيه .. مشاعل ورنا ماخذين مكان واضح.. الجزء الأمامي اللي يملاه الرجال كان مثل الأقواس اللي يواجه الستيج وشاشة العرض.. وخالد جالس في قوس جانبي اللي يساعد إنه ينشاف.. كان الملل بدا يسيطر على مشاعل بالتحديد كون الخطابين اللي مروا روتينية وما فيه اللي يحمسها..
رنا بضحك: مااااش الملل وااااضح !
مشاعل وهي غايصه بجلستها كأنها في صالة بيتهم : ما عجبوني .. كله كلام إنشائي .. لولا العرض اللي لهااني كان شخرت من النوم
رنا : ههههههههه لسا تونا في بسم الله..

كانت مشاعل تناظر رنا وتتذمر ..ما توقعت تحس بالطفش بهالسرعة .. سمعت تقديم جديد .. واللي لفت انتباهها اسم المستشفى اللي انذكر...
التفتت لا شعوريا ناحية الستيج البعيد.. وصابها استغرراب ودهشة يوم شافت خالد بشحمه ولحمه يشق طريقه بين الصفوف.. بنفس الهدوء والثقة العجيبة ..
طلع الستيج وهي تتابع بعيون مذهوولة وكأنها مو فاهمه وش بيسوي..
همست رنا بضحكة : اللي بغيتي تدعمينه !!
ما علقت ..وهي مصنمه تناظره وهو يثبت المايك على اذنه ..
وبهمس حيرة تبي تفهم : وش بيسوي الحمار ؟
رنا باستغراب : حمار !! ..... ( ناظرت خالد بابتسامة) .. هالمستشفى سمعته زينة ... بس شكله صغير ولا أنا غلطانة؟ .. تحت الثلاثين شكله؟..حمااااس
مشاعل تملّكها الصممت غصب : .................!

قدامهم بصف واحد..
هند بخقة: لبى قلبك والله !!
سناء باستخفاف : هههه أعصابك !

ياسمين كانت صامتة وهي تسمع غزل هند وتعليق سناء بالمقابل .. وكل اللي تسويه انها تناظره ..بابتسامة ناعمة... وتتذكر اللي صار اليوم الصبح... من غير ما تقول شي.... شعور واحد تحس فيه... الفخر ، وشي ثاني !

بلحظة عفوية ..طاحت عيونها مباشرة بعيون خالد اللي رفع عيونه للحضور عشان يبدأ .. وابتسمت من بعيد تشجعه وكأنها تقول له شي بلغة الصمت .. رد لها خالد الابتسامة من بعييد .. ثم ابتدأ السلام والصلاة على رسول الله بطريقة إلقائه اللي ما يختلف عليه اثنين..
صديقات ياسمين كلهم قدروا يلقطــون ابتسامة خالد المتوجّهة ناحيتهم.. وكلهم ..بشكل عفوي التفتـوا لـ ياسمين اللي حمررت من هجومهم بالنظرات ..
فوقهم بصف... مشاعل لاحظت بالمقابل ابتسامــة خالد اللي كانت ذات معنــى.. والحين بس..، انتبهت ان اللي قدامها بصف ..هي حبيبة خالد وصديقاتها ما غيرهم..
كتمت شعور العلقم الي سيطر عليها وهي توهم نفسها ان اللي شافته ما يمثل الا خيالات وأوهام..وأصلا ما يهمها... وبلعت أوجاع وحافظت على هيئتها اللامبالية بصعوبة...

قدّم خالد نفسه باسمه الكامل ..وتخصصه... ووظيفته... وابتدا عرضه على البروجيكتر بالقاء ما تردد فيه ولا ثانية ...
رنا انتبهت لـ شي ..يوم قال اسمه... التفتت لمشاعل بهدووء واللي كانت جامده بنظراتها وشكلها..!
رنا باستغراب : ... اسم عائلته نفس عائلتك .. تعرفييينه ؟؟
مشاعل بجمود وملل : ..لا ...!
رنا بحيرة : .. أخاف يقرب لك من بعيد ..!
مشاعل بهدوء : .. يمكن ...أول مرة اشوفه !
رنا بفرح : الله ونااااسة ..
مشاعل وهي تناظرها بحيرة : وش اللي يونس ؟.. انهبلتي ؟
رنا بضحكة : هههههه .. معقولة يكون يقرب لك من بعيد ولا تدرين..؟
مشاعل بعصبية خفيفة : .. وان كان يقرب لي من بعيد وش اللي بيخليني اعرفه.. انا يالله اعرف اخواني وعيال عمي .. هذي حدودي..
رنا بضحكة استغراب : ههههههه وش فيك ..امزح..
مشاعل : انتي من شفتي هالدكاتره وانتي مخك مضرووب..
رنا بابتسامة : يحق لي حلمي قرب يتحقق.. ما تبيني انبسط ..
مشاعل : انبسطي ..بس خلينا نسمع ...
وقطعت الحوار ورجعت تتابع خالد بتركيييز مضاااعف..

أما قدامهـم بصف... عند ياسمين وصاحباتها ..وعقب ذيك الابتسامة الغريبة...
قالت هند بحنق : طييييب طييب الوعد عالعشاء.. لازم اعرف قصة الابتسامة ..
ياسمين تحاول تبدد الموقف : مافيه قصة ولا هم يحزنون .. وش فيكم انتوا ؟؟؟
سناء بضحكة : أنا رح اقول ما يهمني الموضوع.. بس الله يعينك على تحقيق هند !!
ياسمين ابتسمت : هههههه مجنونات خلاص أوصص !
هند بتحذير : لا تتوقعين اننا بننسى.. الوعد على طاولة العشاء..
ياسمين وهي تتنهد : هند مافيه شي يستاهل.. خلاص هدوء عن لا نزعج اللي حولنا ..

كان صوت خالد يررن عبر السبيكرات الكبيرة الموجودة بأركان الصالة الفخمة والضخمة ..
خالد اللي كان مسترسل بشرح بعض الصور عالبروجيكتر : من أهم رسائلنا السامية اللي نحاول نصدّرها للمستشفيات الأخرى هو توسيع مفهوم دور المستشفى التقليدي حتى يكون مواكب للتطور في عالم الطب والتقنيات اللي انتشرت في العالم المتقدم ..مثل دول اوروبا وامريكا الشمالية .. (التفت للحضور وهو يبتسم مع ضغطة زر بالريموت اللي بيده انتقلت فيه لصور جديدة من العرض) .. وهدفنا القادم اللي جالسين نعمل عليه هو فتح قسم جديد للأمراض النادرة والمستعصية..وبيكون أول قسم يعنى بهالنوع من الأمراض في المملكة كلها.. مع استيراد تقنيات حديثة ومتطورة لأول مرة تستخدم هنا..وطبعا بوجود كفاءات شابة قادرة على تحمل هالمسؤولية...مع تقليل الاعتماد على العنصر الاجنبي....

بالنسبة لـ مشاعل..كان الخطاب هالمرة مختلف... ما تدري ليش ! ..شاااادّها لأبعد شي..ماخذها التركيز معاه..
ما تدري ..هل لأنه خالد اللي كان يتكلم...ويشرح .. أو لأنه يتكلم عن مستشفى يعتبر هدفها القادم ..!
كان السبب الاثنين سوى ...
بالنسبة لها ..أول مرة بحياتها تشوف خالد..بهالوضعية .. هي تدري انه ناجح وربي معطيه قدرات ما عطاها اياها..لكن ان تشوفها بعيونها حست ان اللي كانت تعرفه عن خالد ولا شي...
تركيزها تضاعف بعد .. لأن خالد كان يشرح امور تتعلق بالمستشفى اللي هي ناويه عليه.. خبراتهم..توجهاتهم..خدماتهم.. ودورهم بالمجتمع.. كله شدها وهي تجمع اكبر معلومات ممكنة بوسط ذاكرة عقلها... هذي فرصة ذهبية ولازم تستفيد منها...
انتهى العرض عقب نص ساعة تخللتها مناقشات من بعض الحضور وآراء مختلفة ... وبالنهاية قدّم خالد الدكتور نايف اللي كان بيلقي كلمة بسيطة على نهاية عرضهم ..
هنا مشاعل ركّزت على الرجال الكبير بالسن اللي طلع الستيج ووقف جنب خالد.... وعرفت اخيرا انه صاحب المستشفى اللي يشتغل فيه خالد...واللي هي قد مرة اتصلت فيه .. يوم ترجّته يعطي خالد اجازة ذاك اليوم ...قبل روحة البر بليلة ...اذا تذكرون !!

هاللحظة مرت ابتساااامة غريبة وسط الجمود على فمها ..وهي تطالع هالرجال اللي الطيبة تنبع من ملامحه...
وايقنت فعلا ان جيّتها هنا اليوم..مارح تطير عبث... لأنها بتقربها لهدفها... وانها لازم ما تضيّع الفرصة.. شلون والدكتور نايف قدامها مباشرة ..،،
وانتهى دور خالد..وبدا غيره..ومن عقبها ومشاعل ما تسمع لشي...وكأنها سمعت اللي يكفيها لحد الآن ..
كان مودها ومزاجها على وشك يزين مع الأفكار الايجابية اللي تحاول تشحن نفسها فيها...بس سوالف وهمسات قروب البنات اللي قدامها رجع يوتّر لها أعصابها .. حبيبة خالد .. وصديقاتها ..!

هند بغرور : لو الموضوع مسابقة كان حبيبنا فاز بالمركز الأول وبجدارة ..
سناء : ههههههه وبعدين معك .. خلاص دوره خلص من ساعة..وانتي تعيدين وتزيدين..
هند : وش اسوي احس بالفخر يختي..
سناء : انا بصراحة ما ادري ليش انتي طايره فيه لهالدرجة ... مافيه زود ترا..اللهم الغمازة وثقة النفس اللي فيه..ذاتس ات ..
هند : وش يدريك بالزين انتي .. وحدة ما تعرف تفصل العربي عن الانقليزي ..خليك بمصيبتك ذي احسن..
سناء عصبت شوي : .. شت يور ماوث ! ...(لفت لـ ياسمين اللي ما كانت تعلق على طقاقهم ) .. ياسسسمين شوفيها !!
هند : ههههه بزر قسم بالله .. ما قلت غلط هذا واقعك المزري للأسف..
لا شعوريا ..سناء كفخت هند على راسهاا ..

ياسمين عصصبت عليهم شوي : هييييه ترانا مو بالبيت.. مو وقته !!
هند بعصبيــة : طيب الوعد على العشاء....


مشاعل اللي طفى الحماس عندها ومن قرقة البنات اللي قدامها .. وشعورها بياسمين بينهم .. اللي ما تدري لأي مدى احتلّت قلب خالد...
شافت ساعة يدها ولقت انه باقي ساعة على نهاية المؤتمر ..ومافيها تجلس اكثر..قامت واقفه بصمت وهي تشيل شنطتها معها ..
رنا بسرعة واستغراب : على وين ؟
مشاعل باختصار : بطلع !
رنا : وين بتروحين ؟
مشاعل : بروح اشم هوا...اختنقت ..مافيني اجلس اكثر..
رنا بقلـق لأن مشاعل كان واضح فيها شي : وش فيك؟..
مشاعل وهي تتحرك وسط الظلمة وقدام صف الجالسين : .. مافيني شي..بس مليت...
وابتعدت بعيد وهي تمشي بحذر.. وما عطت رنا فرصة تسأل...
نزلت المدرج بحذر بينما كان فيه واحد جديد يتحدث على الستيج....وهي تتجه للباب ..اقتربت من القوس الجانبي اللي يجلس فيه خالد وصديقه والدكتور نايف ... كان لازم تمر من وراهم حتى توصل للباب اللي قريب منهم ... كمّلت مشي وهي ما تحاول تناظر خالد اللي تقدر تشوف جانب وجهه .. وهو يتابع العرض باهتمام ويده على رقبته...
رح تمر وتطلع بسلااام... تحتاج اكسجين تعيد فيه التفكير ... لكن خالد التفت ناحيتها بشكل مباغت ..بشكل عفوي ويده على رقبته... ونظراته يعتليها الهدووووء..
لكن مشاعل هاللحظة الأولى فزّت من راسها لساسها ..ونظراتها تتعلق بنظراته وسط العتمة الخفيفة بهالجهة ..ولقت يدها تتعلق بشنطتها أقووى...
قطعت نظراتها فيه .. ورجولها تسرّع بالخطى أكثثرر...
وما وعت على نفسها الا وهي تسب عمرها يوم طلعت من الباب للممر الفاخر المضيء بأنواع الثريات عكس الظلمة داخل...
متى تقدر تسيطر على ردود أفعالها ... ليش خافت كذا.... ما عرفك يا حمارة ما عرفك...!!


داخل القاعة ..
خالد وهو يرد بنظره للستيج ..بهمس فحيح : .. اعوذ بالله من الشيطان !
ناظره جمال باستغراب : وش فيك ؟
خالد وهو يهزّ راسه بيأس....وضيـق : فيه بنت هنا ذكرتني بوحدة أعرفها !
جمال بحواجب مرفوعه : بنت؟ ..وين؟
خالد : اللي مرت ورانا قبل شوي ..
جمال : ما فهمت ..ليش؟
خالد بسخرية : اللي بغيت ادعمها عند الباب وانت صدتني..اتوقع عرفتها الحين ..
جمال ضحك : هههههه..ام شنطة كحلية كبيرة ..
خالد بسخررية : بللل عليك.. قزيتها وانا ما لحقت ..
جمال بضحك : هههههههههه... بلاها ؟
خالد : ما بلاها شي...بس كشّت يوم شافتني..واللي يبدو لي ان طلعتها تحولت لـ هروب..
جمال تنح شوي...بعدين ضحك وهو يحاول يخفض صوته : الله واكبرر... الحين يالمغرور تضايقت إنت عشانها كشت منك...يجوز تكون ما ارتاحت لك... ما حبتك ..كذا من الله..
خالد بنظرة جانبية : .. وليش تكش مني... اعرفها انا يالغبي..؟.
جمال بلؤم : يجوز ما حبت عرضك ونقاشك .. ما دخلت مزاجها ..ما رقت لها... غصب تجوز لها ويا وجهك ..
خالد باستسخاف لحكيه : انا ادري ودك تنرفزني بس حامض على بوزك ..
جمال : هههههههههههههههه..


برا القاعة ..
حاولت مشاعل تبتعد عن القاعة أبععععد شي... والحين اعصابها تزيد توتر .. من صدفت خالد هنا.. ومن طاحت عينه عليها ثلاث مرات .. وهي متوترة .. وجوده متعب متعب ..لأبعد مدددى...
ماتبي مخططها يخترب ..وهي بنص المشوار..ما بعد وصلت للي تبيه.. لا ..مو خالد اللي يعفسه وبسبب صدفة غبية !!
حست بالتعب يزداد وقررت تطلع تشم هوا نقي... بس وين بتروح...أكيد في مكان بهالفندق تقدر تطلع وتجلس فيه ..
ما ترددت كثير... تحركت في المكان والممرات الكثيرة ..وابتعدت عن مكان المؤتمر.. لين شافت لوحة جنب واحد من الاصنصيرات تشير الى مكان حوض السباحة ..ابتسمت لأنها لقت مرادها... ومشت للباب اللي يطلع لبرا ...
طلعت لمكان سحري...جميل .. بأنواره الهاديه مع المساء .. مكان هادي مافي ناس غير عاملين اثنين من الفندق يرتبون بعض الجلسات اللي فيه ... ارتاحت اكثر يوم ما لقت احد.. تقدمت من المسبح الكبيير والصاافي ..كان خالي محد يسبح ..أنوار صفرا تتلألأ من داخل الحوض اللي كان شكله مثل المااسة.. يسسسطع....تشوف عمقه العميق من صفاوته... لا شعوريا نزلت عند الحافة ومدّت يدها للموية اللي توصل للحافة تماما لدرجة ان بعضها يطلع على برا...
لمست سطح الموية بأطراف يدها ..وسرت برودتها في أعصابها ..انتفضضت.. بعذرهم محد يسبح هالوقت..
سمعت صوت عامل وراها يوم شافها شبه جالسه عالحافة : مدام..بي كيرفل ..... (كوني حذرة)
رفعت راسها ..وقامت واقفه بهدوء : سوري..!
العامل شاف البطاقة اللي شايلتها على صدرها ، وفهم إنها من الضيوف اللي تبع المؤتمر ..قال بأدب وبالانجليزي : صالة العشاء ليست هنا.. انها مع الباب التالي لحوض السباحة ..
تلخبطت شوي تحاول تستوعب كلامه ... ولقطت كلمة دينر .. (العشاء) .. فعرفت انه يقصده .. وسألت بالانجليزي بكلمات خفيفة : دينر ؟...وير ؟
اشار لها بيده يحاول يوصف لها ..وفهمت ان فيه باب قريب من هنا ..لازم تدخل منه ..وبيوديها لصالة العشاء ..
شكرته : اوكي ثانكيو..

ابتسمت بأدب : نو بروبلم ...
وراح عنها ..صارت لحالها بهالمكان الهادي... ولقت نفسها مو متحمسه لا لعشاء ولا شئ...كانت الصراحة متحمسه لهالجزء من السهرة ..بس الوضع تغير من بدا الجد... وعلى إنها ما تغدت زين..الا انها مو مشتهيه ونفسها مسدوووده..
اقتربت من المسبح مرة ثانية وهالمرة جلست على مقعد التشمس وعيونها على الانوار الصفرا اللي معطيه المسبح الفاخر منظر خرافي ..انعكست الاضاءات على عيونها وسرحت فيها ..
وجلست تفكر في نفسها.. وفي وضعها...وفيـه..
شهر واحد يفصلها عن الانتهاء من الكورس المكثف اللي تدرسه الحين...شهر واحد هل بتقدر تثبت نفسها فيه..وتنتهي منه بمستوى يخولها انه تدخل ذاك المستشفى اللي يبحث عن الكفاءات ولا غيرها..!!!؟؟
مافيها تفشل..لأنها اذا فشلت...مارح تلوم خالد على النفور منها... وبتقتنع جد انها وحدة غبية ما تنفع لشي غير اللعب والطيش ..! وهي مصره تثبت لخالد غلطه .. وترد له كلامه الجارح اللي تلفظ عليها فيه..
مع وصولها لهالنقطة... نزلت راسها لحضنها وعيونها تدمع من ذيك اللحظات الحااامية اللي انفجر في وجهها..وقال اللي قاله من كلام هزها وجرحها يوم قارنها بوحدة ... هي تكرهها... كلماته تتردد في بالها من ذاك اليوم... بنظره هي غبية ..وبدون طموح..وبدون ثقافة...وبدون هدف...
طول الايام اللي فاتت كلامه الجارح كان الوقود اللي تدفع نفسها فيه لين وصلت لهالمرحلة وغضبها واصل أقصى حد !!
لازالت تنزف من داخل بسبب كلامه ذاك... رغم انه هي اللي اجبرته يقوم ذاك الكلام حسب ما قال...استفزته وعصبّت فيه ..
نزلت اللثمة يوم ما شافت فيه احد حولها .. واكتفت بلفة الحجاب لعلها تتنفس وترووق ...دّنقت للبطاقة المستطيلة اللي تشيل اسمها . وانعكاس النور الأصفر الساطع من الحوض..منعكس على دموعها اللؤلؤية ...


مررت الساعة بسرعة ..وانتهى المؤتمر بكلمة شكر من اللجنة المنظمة للحضور ...على التصفيق من الكل...بما فيهم رنا اللي قامت تصفق بابتسامة وهي تحس انها استفادت وانبسطت...
طلعت الأفواج من القاعة ..متوجهين لصالة العشاء...
رنا يوم طلعت ..فقدت مشاعل اللي صار لها فوق الساعة طالعه...طلعت جوالها واتصلت وهي مستغربه ..
جاها صوتها ..كئيب وكأن الطفش ماليها : ..ها رنا !
رنا باستغراب : وينك ؟؟..
مشاعل : قريبة ..خصلتوا ؟
رنا بحيرة : ايه ..طالعين الحين للعشاء... (وصلت للصالة المخصصة مع العالم اللي تمشي معهم) .. تعالي لأن صالتنا غير صالة الرجال.. بس هم جنب بعض... بتعرفين تدلين ؟
مشاعل تنهدت : .. شكلي مارح اتعشى ...مو مشتهيه !
رنا باستغراب من تبدّل حالها : شفييك...جايه عشان العشاء والحين ما تبين !
مشاعل : الحين مو مشتهيه... روحي تعشي وانبسطي ..
رنا : طيب انتي وين؟؟؟؟ لك ساعة مختفيه ..
مشاعل وهي تتنهد باكتئاب من انتكاس وضعها.. قلبها معصوور من طاحت عينها عليه...ولأنها ماتبي رنا تجي لها...تبي تجلس مع نفسها فترة ..قالت : قريبة لا تخافين..ودي اجلس لحالي شوي...اذا خلصتي عشاء كلميني ...
رنا : وين تجلسين مع نفسك؟؟...وين انتي الحين ؟؟
مشاعل بضيق: خلاص رنا مو بزر انا...روحي تعشي وانبسطي وخذي وقتك...
رنا باستسلام مو فاهمه وش فيها : طيب على راحتك...

سكرت من مشاعل وهي مستغربه...مو كأنها نفسها اللي وصلت للفندق والحماس ماخذها...فيه شي صاير لها...
التفتت بتروح لمدخل صالة العشاء الخاصة للحاضرات .. طاحت عينها على خالد وهو يمشي بابتسامة مع جمال وهم يسولفون بتفاصيل معينة عن العرض الأخير... مروا من قدامها وهي واقفه ..وعفويا قرت اسمه على البطاقة الموجودة على صدره بالجهة اليسرى...وخصوصا اسم العائلة الواضح... ومن جديد راح فكرها لمشاعل ... نفس الاسم !!..بس معقوول ما تعرفه مثل ما تقول !!
ما طال فيها التفكير لأن خالد وجمال دخلوا من الباب الواسع اللي يلي الباب اللي هي بتدخل معه ... دخلت رنا وشافت الحضور من البنات بمختلف الاعمار سواء دكتورات او طالبات .. يملون الصالة اللي طبعا تكون اصغر من قاعة العشاء الرئيسية اللي دخلوها خالد وجمال ..وقررت تتعشا وتروق وبعدين تروح تشوف وين مشاعل...

عند مشاعل اللي لازالت جالسه على كرسي التشمس قريب المسبح .. والشروود ماخذهاا... تلعب بأصابعها وبالها بأبعد نقطة .. ووجهها يحكي عن الاكتئاب اللي ماليها من جوا... عيونها لازالت تلمع من انعكاس النوور على صفحة الموية..
افكارها تروح وتجي... وفكرة وحدة سيطرت عليها...وبدت تتمكن منها..
قدامها شهر واحد بس.... لازم تثبت خلاله اقدامها بذاك المكان...ومارح تنتظر لما يكمل الشهر...لازم تبدا من اليوم..!!
رفعت راسها وهي تزفر هوااا حااار من صدرها ..وشافت المكان للحين هادي...محد حولها... بس وصل لإذنها رنين اشواك وسكاكين قريب .. قامت واقفه بهدووء..وتذكرت ان صالة العشاء قريب من حوض السباحة .. تحركت للجهة الثانية من الحوض ..والاصوات تزداد وضوح.. كان في منطقة شجر مرتبة ومشذبة ..تفصل منطقة الحوض عن حديقة ثانية شكلها تلاصق القاعة الداخلية للعشاء .. سمعت اصوات رجال من ورا الشجر وعرفت انهم يتعشون ..رجعت مكانها وهي متطمنه لأنهم ما يقدرون يعبرون الشجر اللي صاير مثل السور يفصل المنطقتين عن بعض .. واللي بيجي هنا لازم يطلع من القاعة للممر...ويجي مع الباب اللي جت هي منه ... ما اهتمت كثير ..ورجعت مكانها تفكر بوضعها ..مع الجو اللي بدا يبرد ويخدرها..




♫ معزوفة حنين ♫ 04-09-12 12:55 AM


بعد ثلث ساعة ..
قام جمال من الطاولة عقب ما اكل خفيف... خالد رفع راسه وهو ماسك شوكته باستغراب : خلصت؟؟
جمال : ايه مافيني اكثّر...والفندق اكلهم دسم عز الله قمت بكره والكرش قدامي..
ضحك خالد واضطر يحط قبضته على فمه لا يشرق ..
جمال وهو يتأمل الحديقة اللي هم جالسين فيها ..والملاصقة لقاعة العشاء الرئيسية والمكان مزحووم : بروح اتحرك شوي ..احس اني ثقلت..والمكان هنا زحمة .. بس الجو رايق !
خالد : ما كلت شي عاد عشان تمشي..
جمال : لي فترة عن الدسم أنا .. اذا خلصت لا تنساني ..تراني جاي معك في سيارتك مو توهقني..
خالد بابتسامة : الله يصبرني..

تحرك جمال تارك الحديقة اللي كانت محفوفة الأشجار واللي تضم البوفيه الكبير... وراح لصالة العشاء الداخلية عبر الباب الزجاجي المفتوح ..واللي كانت مليانه نفس برا ..ترك الصالة وطلع للممر وهو وده يتمطط... على انه ما اكل الا لقمتين الا انها عن عشر من ثقلهم .. وعشان يخفف لازم يتنفس هوا نقي..
مشي شوي وتعدى صالات العشاء...لما وصل باب زجاجي ثاني يطلع على برا...ابتسم يوم عرف انه يودي للمسبح ومن غير تردد طلع .. الجوو كان خيالي بعيد عن الزحمة والمكااان هااادي... رغم لفحة البرودة اللي مسيطره عليه ...
اقترب من الحوض اللي كان يسطع بشكل حلوو مع النور الاصفر .. وانحنى يجرب برودة الموية لأن شكلها مغري للسباحة... نثر الموية من اصابعه يوم لقاها باردة بزوود... وعند هاللحظة حس انه ما كان لحاله بهالمكان ... حس بجسم قريب جالس...رفع راسه وهو شبه جالس قريب الحافة ...وطاحت عينه على بنت جالسه على كرسي ومدنقه تناظر بحضنها ..او بالأحرى باصابعها اللي تقلّبهم بشرود ..وواااضح انها بعااالم ثاني ..
تكّى على فخده واستقاام على حيله ... ولقى نفسه يقرب متساءل من وجودها بهالمكان ...
تنحنح بهدووء ... ومشاعل بس سمعت الصووت..طلعت من دائرة الشرود العميق...رفعت راسها بسرعة ناسيه انها فاكه الغطا... طاحت عينها بعين جمال اللي وقف مكانه لما التفتت..وعيونه تمر عليها بسكوت ... تغيّر وجهها ..وتخربطت يوم شافت انه صديق خالد ..!! واستوعبت انه فاكه غطاها... بسرعة وارتباااك رفعت طرف الطرحة وتغطت فيها...وهي متوترررة ...ما تدري من وين طلع ..!!.. صديق خالد !!... قد مرة قال اسمه !!..بس ما تذكر ...جميل؟..او جمال !!
ابتسم جمال يوم لمح وجهها بشكل سريع..وعجبه اللي شافه .. رغم انه لقط انها بحالة مو طبيعية ...وبهدوء : اعذريني اختي ... ما قصدت ازعجك !
قالت بهدوء وهي ما تناظره : ..لا عادي...خذ راحتك ..

نبرة صوتها ..كانت مميزة ..ومألووفة ...وتذكّرها على طوول...يشبه صوت هذيك البنت .. يشبهه كثييير !
وهاجمه فضول يسأل : ..انتي ساكنه الفندق ؟
قامت واقفه تبي تترك المكان...وداهمها توتررر لمجرد انه صديق خالد..يعني خطرر عليها ..!! ونست تغطي بطاقتها اللي وضحت لـ عيون جمال : ايه ساكنه بالفندق ...( ومشت بتروح)
لكن كذبتها مااا طافت عليه ... وعقد حواجبه...وداهمها بسرعة : ..مشاعل ؟
ناظرته برعب ..لقت انه يطالع مكان صدرها ..وحواجبه معقودة باهتمام..وتحديداً يطالع البطاقة اللي تبرز اسمها بكل وضوح ... لا شعوريا ارتفعت يدها لصدرها تخفي الاسم وهي منعفسة وانفاسها تلخبطت .. وجمال لاحظ ردة فعلها بدقة !!
قالت من غير تفكير : غلطان !
زادت حيرته من حركاتها .. هو قرى الاسم الكامل بوضوح.. ومستحيل يغلط...
جمال بتساؤل : انتي مشاعل؟.....بنت عم خالد ؟
شوي وتصيييح .. هذاااا من وين طلع لي !!! .. هزت راسها نفي مثل المجنوونة تبيه يصدقهااا...
وجمال مو فاهم سبب هالإنكار .. قال بهدوء : انتي مشاركه معنا بالمؤتمر ...؟؟
قامت ترمي خيط وخيط : أي مؤتمر ؟؟ ..انا ما شاركت في شي... انا ساكنه هنا ...
جمال ما فهم...وحركاتها المتوترة ..وهي شوي وتنهبل... من ويييين طلع لي هذا !!!
جمال لاحظ انها تحاول تخفي البطاقة اللي خلاه يستغرب من تصرفها...لكنه ابتسم يوم حس انها تحاول تخفي شي : ليش جالسه هنا ؟... صالة العشاء داخل ..
بلعت ريقها : أي عشاء ؟
ابتسم على جنب يوم حس انها مصرة تنكر : .. اختي انا قريت اسمك ... انتي مشاعل ..بنت عم الدكتور خالد..والبطاقة اللي لابستها معناتها انك جايه معنا...

سكتت مافيها تنكرر.. وهو يأكد لأنه قرى اسمها بوضووح ..وشلون بتنكر !!
قالت بتردد وهي مو عارفه وش تسوي : ..أنا ...
عقد حواجبه : ايش؟؟

مالقت الا حل واحد...لازم تقوله يسسسسكت وما يعلم خالد : .. انا ..جيت....بس... خالد ما يدري اني جايه...
سكت جمال وهو مو فاهم وش تقصد ..بس اللي لفت انتباهه التوتر اللي ماخذها ...
قالت تحاول تجمع شجاعتها : انت...صديق خالد...صح ؟
ابتسـم يحاول يشجعها : ايوه... دكتور جمال ..اذا نسيتي ..

ايه صح..!..تذكرت اسمه..!..جمال..
بس ما تدري شلون تقوله ..أو تثق فيه...أو حتى شلون تطلب منه ما يقول لـ خالد !!
خنقتها العبرة من الموقف اللي هي فيه...يوم ابتعدت عن المكان اللي فيه خالد عشان ما يكشفها ...يطلع لها هذا ...ماتبي التعب اللي تعبته يروح من غير فايدة ..أكييد بيقول لـخالد وكل اللي سوته وتعبت عليه لحد الحين بيطير في الهواا...


ماافي مجااال تنكررر...شاف الاسم وتمقل فيه وخلص...انا غبية المفروض رميت البطاقة من الأول ...!
جمال حس ان فيها شي واللي تسويه له سبب....سأل بعفوية : قلتي لي خالد ما يدري إنك موجودة ؟
ناظررته برعب وهو مو عارفه شلون تلملم الموقف...وكأنه جااي بس عشان يفضحها ...بلعت ريقها وهي شوي وتببببكي ...

حس جمال برعشة يديها اللي تحاول تسيطر عليها ... ما فهم ليش مررتبكه هالكثر ..
مشاعل نطقت وصوتها يرجف وكأنها بتصيح : .... لا .... لا تقوله !

استغررب جمال اكثر واكثر ...يوم لمح الارتعاش بصوتها .. فيها شي مو طبيعي هالبنت !!
مشاعل ودمعتها تنزل ما قدرت تحبسها .. يمكن يحن عليها : ..لا...تقول..لخالد...
اللي خلاه يركّز أكثر ..وبجدية خفيفة يبي يفهم شي : ..ليش؟....خالد ضد جيّتك هنا ..؟؟

توّها بتنطق...لكن صار اللي ما توقعته ... حسّت بجيّة أحد...وحركة عند المدخل الزجاجي...
التفتت هي..ومعها جمال ... وانصدمت زوود يوم شافت خالد يطلع وهو مكشّر شوي من هبة هوا باردة ...وكأنه جاي يتوجّه لناحيتهم ..!!
لااااااااااا...!! ... التفتت لـ صديق خالد برعب وارتباكها يزيد..والحروف طااارت منها ....كان خالد توّه بعيد ما يقدر يسمعهم ...

خالد اللي طلع من الباب يوم لمح وقفة جمال عند المسبح... قال وهو يمشي من بعيد : وش تسوي عندك ؟!
زادت نبضات قلبها وهي تعد خطواته ناحيتهم ...كان يقرب بهدوء ..وهي تنهار بهدوء ... وخفقان قلبها واصل أقصى مراحله... هالليلة مصره ما تعدي على خير ...!!
جمال اللي حس بتغيّر حالة البنت اللي قدامه... التفت يناظرها لقاها ترتعشش من قلب ..ووضعها أبدا مو طبيعي ...
رجع يطالع خالد اللي كان يمشي ناحيتهم وابتسامته ناحية جمال..لكن ابتسامته بدت تخف يوم لمح البنت المتوسطة الطول واقفه قريب ...
وصلت لإذن جمال.. نبرتها الخااايفه ..تهمممس ببحة مخنوقة : ...لا...تقول ...له !
التفت لمشاعل من جديد وهو مو فاهم شي....
وكررت تترجاااه بهمس قبل يوصل خالد : ....الله يخليك !
جمال وهو عاقد حواجبه : على هونك !.. مافيه شي يخوف !
حسّت انه مو فاهمها ..وزااادت عبرات البكى بصوتها : ..حلّفتــــك بالله لا تقووووله !!
ارتاااع جمال زوود من نبرة صوتها ..وكلمتها ... ولقى نفسه يستجيب : ... مارح أقوله !..لا تخافين !
وسكت وهو مو فاهم سبب خوفها ...ورجع يطالع بخالد اللي كل ماله يقرب ..وهو يحاول يفهم سبب رغبتها ان خالد ما يدري.....يجوز يكون خالد ضد فكرة حضور بنت عمه لمؤتمر مثل هذا !...بس ليش !؟
على انه عطاها كلمة ...إلا انها لا زالت تردد بهمس وخالد يقرب وكأنها مو واعيه على نفسها: ..لا ..تقول.... بليز...لا... يدري....لا...تق..ول..

ابتسم جمال لـ خالد اللي وصل لهم ..ونظراته تمر ببطء على البنت الواقفه قريب ...ومشاعل كأن احد جالس يكب على راسها موية باردة ببطء... لأن خالد كان يقيّمها بنظراته من فوق لتحت..بصمت يررربك ..
كانت قد قلبت البطاقة على وجهها عشان تخفي الاسم ولأنها ما لقت الوقت حتى تشيلها من صدرها ...
وتمسكت بشنطتها اللي على كتفها وهي تحاول تتشبث ببقايا قوتها وثقتها بنفسها ....والتزمت الصمت وقررت ما تقول كلمة !
خالد بهدووء يملا تقاسيم وجهه ..وهو ينقل نظره من البنت اللي لفتت نظره بوقوفها ... لـ جمال : .. وش تسوي ؟
جمال بابتسامته المعرووفة .. لقى نفسه يدخل بالتمثيلية ولا يدري ليش : .. ولا شي...طلعت اشم هوا قلت لك..
خالد وهو يرمي نظره جانبية للبنت اللي تحركت خطوتين ورا..وتراجعت عنهم...وكأنها تعطيهم المجال مع بعض ..!..ورجعت تجلس بالكرسي القريب اللي كانت جالسه عليه.. على بُعد خطوات منهم ....ما كانت تبي تترك المكان كله لأنها جد اذا سوّتها بتثير شكوك خالد..هروبها بهالموقف ...بيزيد الطين بلة ...وخالد لمّاح ما يفوت شي بسهولة ...خصوصا اذا أدرك إنها نفسها اللي قابلها عند باب القاعة ... لازم تقوى وتثبت...وتقنعه إنها فعلا ما تعرفه ..وإنها أول مرة تشوفه ..!
جمال اللي راقبها وهي تجلس...والهدوء كاسيها ...احتار اكثر يوم شاف حالها انقلب من التوتر العارم للهدوء الغريب ...

اقترب خالد بجسمه...وهمس بجديــة : إنت ما تجوز عن طبايعك ؟..
التفت جمال مرتاااع .. كان خالد يناظره بجدية ..وارتبك.. لا يكوون عرف وزعل..!
وقال لا شعوريا : ..ما اعرفها...شفيك !!
خالد وحواجبه معقودة : أدري انك ما تعرفها ... انت ما تتحمل تشوف وحدة الا نسيت نفسك ...متى تثقل !؟
جمال عصب شوي : خلينا الثقل لك...
ومشاعل تسمع همسهم وهي متوترررة ..تسمع كلمات من هنا وهناك ولا تدري وش يقولون ...ياااااارب...عدّيه على خير ! ما فيني أطيح من أول خطوة ..مافيني أنتهي وانا توني ما بديت ..!

خالد بهمس : اعنبوك خل بنات الناس في حالهم !
جمال بحمق : وجعتين خويلد...لا تخليني أهفففك داخل هالمسبح ..قالولك متوحش...شفتها واقفه وزميلة لنا بالمؤتمر قلت اسألها عن رايها ..
خالد : لاه ؟...ما تعوق معك اشوف..
ابتسم جمال يضيع السالفة : .. انت وش اللي قاهرك الحين ؟

خالد وهو يلتفت للبنت اللي كانت مدنقه تناظر جوالها ..وكأنها بعالم ثاني ما تسمعهم ولا تشوفهم ..!
قال ونظراته عليها ..: ..مو هذي...ام شنطة كحلية كبيرة على قولتك !
انتفضضت مشاعل وهي مدننننقه عند هالكلمة ...ومسكت اعصابها بقوووة ...وهي تحس بنظرات خالد تلسعععها ..كانت تحس انه يكويها بنظراته اللي تمر عليها ببطء ..وهي تحاول تثبت وتلهى بجوالها ..
وجمال حس ان البنت في حالة مو زينة من التوتر ...جمودها مو طبيعي ..وعشان ينقذ الموقف...ويساعدها دامه وعدها إن خالد ما يعرف ...وما يدري ليش أخذ هالوعد جــد...!
قال بدون تفكيير : ايه .... دكتورة سارة ..

رفعت مشاعل راسها ناحية جمال مصدومة ...من اللي قاله .. وشلون طرى عليه ...
طاحت عينها بعين جمال...اللي غمز بعينه لها ...وكأنه أخذ الموضوع لعب ..وشكله استمتع بهالتمثيلية ..
خالد اللي ترك البنت ..وطالع بجمال باستغراب : ..وشوو ؟..دكتورة ؟
جمال وهو يألّف قصة من راسه : .. اللي عرفته منها ..انها طالبة امتياز...وبتتخرج قريب...

سكت خالد لحظات من الخبر..وبعفوية التفت مرة ثانية للبنت اللي جالسه بهدووووء وسكينة ...يتأملها ..!!
فيها هااااالة غريبة تحاوط فيها ...فيها شي.. مشوّش عليه أفكاره ..ومو قادر يمحيه !

مشاعل اللي قررت تكمّل التمثيلية...استجمعت شجاعتها كلها ...هذا هو الحل الوحيد..وصمتها الزايد عن حده ..مو في صالحها...ودامه صديق خالد بدا الكذبة...هي بتكملها ..عالأقل تشيل من راس خالد أي شكوك حطتها براسه من بداية السهرة ...!

قامت واقفة وهي تشيل شنطتها ...وقالت بنبرة مياعة ..نفس النبرة اللي قالتها لخالد عند مدخل القاعة : .. مضطرررااه آآآآآآمشي...فورسة سعيدة دوكتور جمال...
جمال ارتااع من نبرتها ...وخالد تأكد انها نفسها اللي بغى يدعمها قدام الباب ...........يا الله وش هالمياعة !!
وتحركت وهي ترفع الجوال لإذنها وكأنها بتكلّم أحد ...وابتعدت عن المكاان وظاهرها الهادي غير باطنها المعتفس !

راقبها خالد بنظراته الجادة الين دخلت مع الباب الزجاجي....وأخيرا التفت لجمال...لقا وجهه احمـررر وماسك ضحكته بالقوووة !
خالد بحيرة : شفيك ؟
جمال وهو ماسك نفسه لا ينفجججر: ..ولا شي...
خالد وهو يطالعه بجددددية تخوف : ... هذي طلة دكتورة ..؟؟؟؟ بالله عليك...وش هالمياعة !!!!
جمال ما تحمل : ههههههههههههههههههههههه....(مسك نفسه ).. وشفيك مو مصدق ؟؟!
خالد : هذي اللي بغيت ادعمها عند الباب ..
جمال : ايه ادري...
خالد باهتمــام : وش تكلمتوا عنه ؟؟
جمال ابتسم ومايدري ليش حس بمتعة غييير شكل مع كل هالتمثيلية وخصوصا ان مشاعل ختمتها بحركة ما توقعها : ابد...عرفتها بنفسي...وعرفتني عن نفسها ...اسمها سارة ..طالبة امتياز بجامعة سعود ... وجت هنا مع وفد طالبات الجامعة ..
خالد باستعجاب : ممداك تركتني !!......دقيت سالفة بهالسرعة..
جمال سكت ...وفضوووول عارم بدا يداهمه...ما نسى توترها الكبير واررتباكها اللي ما يخفى على احد ..!.. يبي يعرف السبب اللي يخلي بنت عم خالد ما تبغاه يعرف انها موجودة...معقولة خالد ضد فكرة تواجد احد من اهله هنا...بس خالد مو من هالنوع !!
خالد : ما ترد ؟؟
جمال انتبه : وش تبيني اقول...قلت لك اسمها ..
خالد وعيونه تضيق : ..مابي اسمها ...ولا همني اعرف...يلله ما ودك نرجع يقولون فيه صحافة جاية تسوي شوية مقابلات ..
جمال : خلنا شوي هنا ..عاجبني الجو...
:

عند مشاعل اللي اول ما دخلت للممر ... راحت وجلست على اقرب كرسي شافته وهي تحس رجولها ما تشيلها ...وقلبها مو راضي يهدددى ..
ان شاء الله تكون أنهت الموقف بسلام...وقدرت تشيل شكوكه...بس ولووو... خالد يخوف !!... وأحيانا يظهر عكس ما يبطن !!...وهذا اللي مخوفها !
لا...مستحيل...قالت مستحيل يخليه يعرفها ...

- مشاعل !..
رفعت راسها مرتاعه .. وشافت رنا قدامها ...زفرررت براحة ..
قامت واقفه بسرعه ومسكت يدها : اسمعي ...لا تناديني هنا بمشاعل ....
رنا باستغراب : ..........!
مشاعل : اسمي سارة ...ناديني سارة ...لا تقولين مشاعل ..
رنا بروووعة : ليش؟؟؟؟
مشاعل : كذا...سوي اللي اقولك...الحين بيدخل هذاك الرجال اللي سوى عرض ..اللي اسمه زي اسمي...انتي بس ناديني سارة ..!
رنا زادت شكوكها ..وحست ان مشاعل تخفي شي : ليش؟؟؟...تعرفينه ؟؟
مشاعل: مو وقته اسألتك ...اذا شفتيه حولنا على طول ناديني سارة ...
رنا : مو فاهمه ..!!
مشاعل عصصبت : مو لازم تفهمين ...
رنا بروعة : طيب ..بس ترا بتقولين لي السالفة ..
مشاعل وهي ترجع تجلس على نفس الكرسي : مو الحين ..يا ويلك تناديني مرة ثانية مشاعل...سااامعه ؟؟؟
رنا ما فهمت شي..بس شافت عصبية مشاعل ..ووافقت ..
::

قريب من مكان مشاعل ورنا ... طلعت ياسمين وصديقاتها عقب ما خلصووا عشاء ..
ومروا من قبال الباب الزجاجي اللي يطلع للمسبح ...لمحت ياسمين بشكل سريع...وقوف اثنين من بعيد.... دققت فيهم بسرعة وشكت انهم دكتور خالد ودكتور جمال ...
ياسمين التفتت لـ صديقاتها : بروح شوي وبجي...اسبقوني للوبي..
هند بنظرة تحقيق : وين بتروحين ؟؟؟
ياسمين ضيعت السالفة : بروح دورة المياه .. اسبقوني عشر دقايق وجايه ..

وما سمحت يحققون..راحوا قدامها وهم يمرون من قدام مشاعل ورنا اللي كانوا منشغلين مع بعض ...أما ياسمين ..انطلقت مباشرة وهي تدفع الباب لبرا ...
تقدمت بهدوء من الاثنين اللي كانوا واقفين وهي ترسم ابتسامة ناعمة على وجهها ..
كانوا يسولفون بهدووء ... وهي تناظر بـ خالد اللي كان مدخل يديه بجيوب بدلته الرسمية السودا اللي لابسها ..واللي كانت عاكسه على لون بشرته البرونزية ..كاااان أنييق وجذاب .. يزيد جاذبية مع الأيام ..ومع انها خذت وعد على نفسها يظل زميل ..لكنها مع الأيام تحس ان مشاعرها تتمكن منها ..وما قالت لأحد...حتى لصديقاتها ... ولا تبي تقولهم ...لأنها ما تدري وش بيصير لو دروا...!

اللي انتبه لها بالبداية جمال... التفت بهدوء يوم حس باقتراب جسم ناحيتهم ....التفت معه خالد بعفوية ...لقاها بنت د. نايف...
ياسمين بهدوء وابتسامة : مرحبا ...
ابتسم خالد ابتسامة صغيييرة ..جانبية ...فيها كمية ثقل مو طبيعية ... من عرفته وهو كذا يبتسم معها ومع صديقاتها...ومباشرة تذكرت اللي صار الصبح معه ...وبسببه كساها احمرار خفيف ..
جمال رد : اهلين دكتورة ..

ياسمين بهدوء : كيف كان العشاء ؟
تكلم خالد بهدوء : ماشي حاله ...
ياسمين ناظرت جمال اللي كان يتأملها بجرأته المعهودة ..وبارتباك خفيف رجعت لخالد : دكتور ..خالد ..جيت ابي اتكلم معك ..
خالد باهتمام ..وهو يطلع يده من جيب بدلته : آمري..

قال جمال فجأة : انا برجع الحقني عقب شوي ..
وراح عشان يخليهم ... وخالد رجع لـ ياسمين بابتسامته الجانبية الصغيرة ..وكأنه كان عارف هي ليش جت ...واثنينهم ما نسى اللي صار الصبح : .. كيف كان ؟؟
ابتسمت ياسمين لأنه فهم هي ليش جت : .. بنظري كنت الأفضل ..
ابتسم بزوود : .. مشكورة ...تشجيعك لي اليوم الصبح...كان له دور..
ضحكت بحبور : الحمدلله...كنت اشوفك متوتر اليومين اللي راحت.. قلت اساعدك ..
خالد وهو يحك خده فوق غمازته بالضبط : ... مو عادة اتوتر...لكن لأن الوقت كان ضيق عشان استعد..ودكتور نايف ما عطاني خبر اني بمسك العرض إلا متأخر..كنت شوي حذر... وأبي الموضوع يمشي مثل ما كلنا نتمنى ..

ياسمين بمباركة : جيت ابارك لك...لأن بصراحة والكل يشهد...انت غطيت عالباقين ...ما شفت كيف الكل كان مشدود معك..وكثير حبوا يناقشون الأفكار اللي انت طرحتها ..
خالد ويده ترجع لجيبه : ..الحمدلله ... مساعدتك لي اليوم الصبح..ساعدتني كثير...مشكورة دكتورة ياسمين ..

اسمها بلسانه له رنيين غييير..خلتها تنزل راسها والخجل يملا وجهها ..ولأوول مرة تتغير ملامحها لهالدرجة قدامه...
وخالد ابتسم بزود يوم شاف التغير الأحمر على وجهها .. وما قدر يبعد عيونه عن وجهها اللي كان يهرب بنظراته للأرض..
أول مرة يشوفها هالشكل ..والارتباك ماخذها بزيادة... طول الفترة اللي راحت كانت طبيعية معه بس من الصبح وهو حاس انها متغيره ... يمكن بسبب التقارب اللي صار ..!
ابتســم ابتسامة ألـــم وهو يشوف كيف ياسمين مرتبكه ...
ليت مشاعل عندها ربع اللي عندك...كان الحين أنا مو تعبان ومنهدّ ..!
غمض عيونه يوم طرت صورتها بباله... واستمر على هالحال ما فتحهم ..!
ومشاعر وجع داخله..تعصر أطراف قلبه... مو قادر ينسى آخر مرة جرحها فيه.. ما كان طبعه .. ما كان..،

رفعت ياسمين راسها يوم شافت صمته ... واستغربت يوم شافته مسكر عيونه..وعقدة حواجبه تشبه للألم ..،
باهتمام : دكتور خالد ؟

فتح عيونه ببطء وهدوء..وطاحت على وجهها .. وابتسم يمحي طيفها ..
ياسمين : عسى ما شر ؟
خالد بابتسامة رجع لوضعه الطبيعي : ما شر...بس كأني بديت أصدع ..
ابتسمت : سلامتك..
خالد : خلينا ندخل ...

مشت معه لداخل ... وبالنسبة لخالد كان ناوي يتصل بجمال يشوف وينه ...وهو يمر جنب بنتين جالسات وياسمين تمشي وراه ..
- ايوه سارة ..وشرايك نطلع..المؤتمر خلص..
- لحظاااه بشوف الدرايفر وينه ..يقلع بليساااه.. دايم ما يسمع الكلام ويحب يتأأخار ..اووفف ! ( بدلع ماصخ مخلوط بعصبية مايعه )
وقف خالد لا شعوريا ..وطالع بالبنت اللي كانت تسولف ويا صديقتها ..نظرات صامتة عميقة... وهي على أعصابها ...ثانيتين ومال براسه بعيد عنها ..وكمّل طريقه بنفس الهدوء من دون ما يقول كلمة ..

وهو يرجع للوبي...سمعته ياسمين يهمس لـ عمره : استغفر الله ..اعوذ بالله من الشيطان ..
ياسمين باستغراب : شفيه دكتور خالد ..؟
التفت عليها ..وشافت بعيونه حييرة وكأن فيه شي شاغله ومو لاقي له جواب : .......ولا شي...لا تشغلين بالك ..!
ياسمين بابتسامة : اوكي اجل انا بروح..حبيت ابارك لك بس...تستاهل ..
ابتسم للودّ اللي ينبع من ملامحها : .. ما قصرتي ..يعطيك العافية ..

راحت عنه ناحية صديقاتها ..أما هو فرك جبينه ..ومو فاهم سر الشعور اللي يداهمه من بداية السهرة ...
نفض راسه وللمرة الألف يقول لنفسه...ان اللي يفكر فيه ..مستحيل ..!

رنا بصددمة : يمه!...ليش تكلمتي بمياعة ؟؟..حومتي كبدي !
مشاعل وقلبها يخفق من نظرته الأخيرة : .. ما كان قدامي الا كذا...
رنا : ترا مافهمت شي..علميني وش القصة ...

قررت مشاعل تقولها دامها دخلت بالسالفة : ... هذا اللي شفتيه قبل شوي ...يصير ولد عمي ..
رنا بصدمممة : ..نعععم؟؟... ولد عمك ؟...ولد عمك على طول ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
مشاعل : ايه...ولد عمي على طول... ابوه أخو ابوي ...
رنا وهي مو فاهمه شي :..طيب ليش ما علمتيني من البداية ...ليش قلتي انك ما تعرفينه !!؟
مشاعل : لأني ما توقعت انه بيكون موجود...ولو كنت ادري ما كان حضرت المؤتمر أساسا ..
رنا بحيرة : ليش؟؟
مشاعل : قصة طويلة ..أهم شي طول ما احنا هنا ..ناديني سارة ... وانا بكلم اخوي محمد...اخاف يتأخر ..مافيني أجلس هنا أكثر..أحس اني مراقبة ومفضوحة ..!!
رنا للحين ما فهمت شششي أبد : ...يعني انتي ما تبينه يعرفك ؟؟...ليش؟؟...هو ضد وجودك هنا يعني ..وتخافين يسوي مشكلة لو درى؟؟؟
مشاعل : ايه...مابيه يدري...بيعصب لو درى اني فيه..وانا مابي مشاكل ..

وبلحظة خاطفة ..لمحت الدكتور نايف وهو يمشي مع رجال ثاني من عمره ..يسولف وياه...عرفته وتذكرت انه هو مدير المستشفى اللي يشتغل فيه خالد.. رمت شنطتها على رنا وفززت واقفه : دقيييقه ...!
رنا بخرعه : وين؟؟

راحت بسرعه ناحية الدكتور نايف عقب ما أخفت بطاقتها .. وقالت وهو تجمع ثقتها بنفسها : دكتور...نايف؟؟
التفت الدكتور نايف لها وهو يوقف مع الرجال ...وقالت بهدوء : ممكن...؟..أبيك بموضوع !
ابتسم د.نايف بأدب.... والرجال اللي معه قال : بسبقك أجل ..

وراح...أما د.نايف عطاها كل اهتمامه : آمريني يا بنتي ؟
مشاعل وقلبها مضطرب..قالت لازم اكسب الفرصة من الحين ..مارح تفشل ..يعني مارح تفشل ..
نطقت برزانه.. والجرأة الفطرية بصوتها واضحه وضوح الشمس : .. بغيت أطلب منك طلب...
د.نايف باستغراب : طلب؟... (وبهدوء مستفسر ) ...انتي جايه للمؤتمر ؟
مشاعل وهي تصفصف الحكي : ايه ..تبع معهد التمريض .. وسمعت عرضكم ..كان مرة جميل..عجبتني اهدافكم ..ودوركم بالمجتمع فعال...وبغيت أكون جزء منكم..
ابتسم لا إراديا من اندفاعها : تبين تكونين جزء منا ؟
مشاعل : ايه..سمعت انكم ما تاخذون أي احد..وانا من البداية كنت اتمنى اشتغل بهالمستشفى ..حلم من أحلامي ..وجيت اطلب منك تساعدني..وما تردني اذا جيتكم ..
د.نايف على ابتسامته : مارح نرد احد قادر انه يثبت نفسه ...وانا دايم احب الشباب الجاد اللي يبون يقدمون اقصى ما عندهم ..
ابتسمت : ..انا اذا ما اشتغلت بهالمستشفى..ما اظن بقدر بغيره...قلت لك ان مستشفاك حلم من احلامي...وان شاء الله ما تحطمني..
ضحك لا شعوري لأنها كانت تستميله : .. وش اسمك يا بنتي ؟
بلعت ريقها ..وقالت : .....مشاعل ..
د. نايف : مشاعل ؟
مشاعل وتجنبت تقول اسم العائلة : ..ايه ...مشاعل عبداللطيف...
( ابتسم ) : والنعم ... كم باقي لك يا مشاعل ؟..ووش تدرسين ؟
تشجعت اكثر واكثر : .. ادرس تمريض... تمريض اشعاعي ..
رفع حواجبه باعجاب : حلوو... وكم باقي لك ؟
مشاعل : باقي لي شهر...وأبي اتطمن من الحين...أبي أبشر اهلي...لأنهم مرة حاطين امل علي..
ابتسم بحنية : ما شاء الله .. وان شاء الله مستواك حلو ..؟
مشاعل بدون تردد : طبعا ... انا بالشغل مافيه مني..
ضحك من ثقتها المفرطة : ..بس شغل مستشفانا صعب.. مو مثل ما تتخيلين..غير كثير مستشفيات حكومية ..
مشاعل : انا عارفه... وادري انه متعب... وانا احب التعب... واليوم لما سمعت خطابكم.. حبيت ادخله اكثر من قبل..اتمنى ما تردني دكتور..اتمنى..
د.نايف : ما اقدر اعطيك كلمة الحين... لأني حريص على توظيف اللي يستاهل..
بغت تصيح... وزادت من نبرة الرجاء : .. وانا مصره اجي عندكم .. ممكن تعطيني رقمك ؟
استغررب من طلبها : ليش يا بنتي؟؟
قالت باصرار : ابي اكلمك اذا خلصت دراستي...مابيك تنسى اسمي...ابي وعد من الحين... وانا واثقه من الحين اني بكون قد المكان...
د.نايف تعجب زود من انفعالها اللي اول مرة يشوفه على طالب ..شاف مجموعة طلاب الليلة وتناقش مع البعض بس اول مرة تكلمه طالبة هالشكل وبهالاندفاع والاصرار اللي بصوتها ..
ابتسم وما قدر يرد طلبها : اوكي..ولا يهمك يا بنتي...خذي رقمي...وما اظن اني بنسى اسمك لأن كلامك يلفت..
ابتسمت بارتياح وهي تشوفه يطلع بطاقته الخاصة...عطاها اياه ..
وهي بتطييير : .. يعني ان شاء الله ما تردني..
د.نايف : اذا جيتي ناجحه ان شاء الله كل خير...

وراح عنها ...رجعت مشاعل لرنا وهي حابسه أنفاسها من الفرحة...
مشاعل وهي تجلس : شكلي ضمنتها رنوو...ضمنتها !!
رنا اللي ما سمعت شي : وش قلتي له؟...
مشاعل : خذيت منه وعد انه يوظفني عندهم ..اهم شي انجح ..
رنا بتعججب : ما صعبت عليك ..بسم الله عليك الله لا يضرررك ..
مشاعل بضحكة : ههههههههههه صبر ... ( وبمكر وهي تتوعد خالد بقلبها ) .. انا قررت استغل اسم خالد بالموضوع.. بس مو الحين... انا ما قلت له اسمي الكامل ...واذا قدمت ملفي عندهم ذيك الساعة بيعرف اني اصير لـ خالد ... بخلي اسم خالد واسطتي .. حلفت على نفسي ..ادخل هذاك المستشفى .. مارح اتخلى عن هالهدف لو كان آخر يوم بحياتي ..
رنا توها تلاحظ : ايه صحيح...توني انتبه....انتي تبين تشتغلين بالمستشفى اللي يشتغل فيه ولد عمك ...!
مشاعل : هذاك فهمتي ..
رنا بحيرة : وشوله هالحوسة كلها اجل....كان من الأول تطلبين من ولد عمك...بدل لا تكلمين مدير المستشفى بكبره..
مشاعل : انتي وش فيك متنحه...ولد عمي ما يدري اني داخله التمريض اساسا ..وانا ابي اشتغل بهذاك المستشفى ..
رنا وقف مخها ما عاد صارت فاهمه شي.....وقبل لا تسأل ...كان جوال مشاعل يدق ..
قامت واقفه : هذا اخوي محمد... اكيد وصل ... (شافت ساعتها ) ... الساعة عشر إلا ... تبين اوصلك؟
رنا : لا ...اكيد سيارتي بالطريق..
مشاعل : اجل اشوووفك...مع السلامة ..
رنا : مع السلامة ..

وراحت مشاعل ناحية اللوبي ....وردت على محمد ..
مشاعل : هلا محمد ..
محمد: ها خلصتي ...انا جايك..
مشاعل : ايه...اسمع... (وعينها تطيح على خالد مع جمال جالسين في وحدة من الجلسات باللوبي ) ..
محمد : ايش؟
مشاعل : لا تجي عند الباب....بجيك ..قولي وين انت وبجي..
محمد باستغراب : ليش؟
مشاعل تدور سبب..وهي بالأساس ما تبي خالد يلاحظه ولا يلاحظ خالد : ..بس...عشان زحمة ..كل الناس قامت تطلع..انت قولي وبجي ..
محمد : طيب دقيقتين وبكون عند البوابة الرئيسية..يبيلك تمشين دقايق
مشاعل : خلاص مو مشكلة ..

سكرت وتوجّهت للمدخل مباشرة بدون ما تلفت نظر خالد لها ... لكن اللي لاحظها هو جمال...اللي كان جالس ووجهه ناحية المدخل ...وخالد معطي الباب ظهره ...عرفها عن طريق شنطتها المميزة...وابتسم من جديد عالموقف اللي صار...ولو ان فيه أسئلة كثيييرة ملت راسه عن هالبنت..وجيّتها اليوم...ورغبتها ان خالد ما يدري...
نزل بنظراته لـ خالد اللي كان يقلب بجواله واهتمامه مركّز فيه ... وش سبب تصرفها ذااك ؟.. ليش ما تبيك تعرفها يا خالد ؟؟
رفع خالد راسه لقى جمال يتمقّل فيه.... وبهدوء : شفيك تطالعني؟
جمال بهدوء مقابل : .. مو شي مهم ..
خالد شاف ساعته : يلله ..خلنا نمشي..أنا تعبان ..وحيلي مهدود ..
وقام واقف...وتحرك..وجمال كان يشوف على وجه خالد تعب يتزايد مع الدقايق ... تجي لحظات يحس فيها جمال ان خالد شايل شي كبير بقلبه ..ماهو واضح !.. رغم انه يرجع طبيعي بسرعة...لكن ما يدري..تجي لحظات ..يشوف في ملامحه قلق..وشرووود...! والأيام الماضيــة ..كان متقلّب بعض الشي ..!
قام وراه ..عشان بيرجعون سوى....من دون ما يفتح موضوع بنت عمه...أو يقول شي بخصوصها...!



♫ معزوفة حنين ♫ 04-09-12 12:56 AM



مشاعل اللي طلعت من الفندق ..راحت للمكان اللي فيه سيارة محمد...واول ما ركبت سلمت ..وتوّها تحس الحين انها بسلااام وابتعدت عن مكان الخطررر...
كان محمد مدنق لجواله ..ويطقطق فيه بيديه الثنتين ...
مشاعل وهي تسكر الباب : .. تأخرت؟
محمد وهو يطقطق بتركيز : لا ..
مشاعل باستغراب : مين تكلم ؟؟
محمد عقب ما انتهى نزل الجوال..وبيده حرّك السيارة : ارسل رسالة لـ عمي بروسيا ..كان مرسل لي شي يستفسر عن شي بالشغل وكتبت أرد عليه..

من يوم طرى عليها روسيا ..تذكرت سحر...اللي من راحت ..ما كلمتها ..
ولا شعوريا زفرررت وهي تهمس بحرارة : وحششتني الكلبــة !
التفت عليها محمد وهو ساكت يوم استوعب انها تقصد سحر...وبدون ما يقول شي رجع للطريق ..
مشاعل وهي تكمل بحررة : لو بيدي رحت لها هناك..وقطّططعععت شعرها تقطييييع ...
محمد ما قال شي...رغم ان أحداث آخر مكالمة بينهم ..رجعت تهاجمه..وتألمــه،، مع انه يبي ينسى هالحركة اللي سواها بالغلط..واللي ما كانت بوقتها أبدا...ليتها تسامحـه.. ليتها ..
وعشان ينهي طاريــها : شخبار المؤتمر ؟..كيف بشري ؟
مشاعل ابتسمت ولو ان رعشة الارتباك من كل شي مرت فيه للحين ساكن اطرافها : ..كان حلو...
محمد : تعشيتي ؟
مشاعل اللي نغزها جوووع : ..الصراحة....لأا..
ناظرها باستغراب : وليش؟؟
مشاعل وهي تقلب بفمها من الضيق : فجأة انسدت نفسي ..(التفتت عليه وهي ترمش بعيونها بغنج...لعلها تستعطفه ) ..شرايك تشتري لي على حسابك....تراني والله ميتة جووع واحس انا بطيح من التعب..طاقتي كلها راحت..
محمد بسخرية : وش ماسكك...احد يدخل مثل هالفندق ويفوّت عشاه..جد حمارة ..!!
عصبت عليه : وجعه لا تسب ...ترا موب ناقص منك شي..لو دفعت لي عشرين ريال على همبرقر ..
محمد بابتسامة ساخرة : ..وش اللي سد نفسك طيب ؟؟
مشاعل وطيف خالد يرجع لها بعننننف : ... مدري...انسدت نفسي...وقلت وانا راجعه ..اشتري لي أي شي...وخلنا نشتري لـ شادن معنا..
محمد ما عارض ..ولقى نفسه ينحرف بالسيارة على اول مطعم وجبات سريعة قابلهم ...

عقب فترة رجعوا للبيت ...وقبل ينزلون ..دق جوال محمد جنبــه ..ويوم شاافه ..تغيّر وجهه ..كانت خطيبته بسمة اللي تحاول تتصل فيه ..وهو متردد يجاوب ..هذي ثالث مرة تتصل فيه من أول مكالمة رد عليها بالشركة.. وهو ما يرد ... ما يدري شلون يستأنف هالعلاقة ..ويقتنع ..انها ..خطيبته..!..ولازم يتجاوب معها !!
مشاعل لاحظت انه ما يبي يرد : ..مين؟
محمد نزّل الجوال وهو يتنهد : محد مهم ..
مشاعل : اجل انا بنزل .. بتروح مكان ؟
محمد : لا بجي وراك ..

نزلت قبلـه وراحت وهي شايله كيسة أكلها معها ...عشان تتعشى هي وشادن سوى ..
أما محمد ..جلس مكانه.. كان يتأمل الجوال..ورغبته تجاه هالعلاقة مقتووووولة من بدايتها ..هدأ رنين الجوال ..
لكنه رن من جديد...بس هالمرة مسج ... فتحه بهدووء ولقاه منها ..
"لازم أتكلم معك....بليز رد علي "
وجعه قلبــه ... متى تفهمين اني ما فيني ..ما فيني !!....
رفع راسه للسقف وهو يسنده .. وأفكار جوفاء تملا مخه ....
وعشان ينهي الحاحها الليلة ...قفل الجوال مرة وحدة ..ونزل من السيارة ...!


يتبــع ..

احاول اخلص الجزئية المتبقية بأسرع وقت ممكن ..
استمتعــوا ...وأتمنى اشووف انطباعاتكم ...

قريبا نلتقي بإذن الباري ..:

عنووون




♫ معزوفة حنين ♫ 04-09-12 12:58 AM




نزل البارت وأخيرا ~_~ ..
قراءه ممتعة ياقمورات ..



dona luna 06-09-12 12:20 PM

بالتوفيق و ننتظر الجديد مع انى ما قريت القديم بس من المقدمة اظن انك انسانة صادقة في كتباتها و انها تحاول تربط الاحداث الواقعية ببعض الخيال الذي تتطلبة القصص او الروايات ننتظر على شوق و بالتوفيق من كل قلبي

اسمي حلو 06-09-12 06:34 PM

الحمد لله واخيرا والله كنت ادعي ان الكاتبه تكمل الروايه ان شاء الله تستمر للاخر وتحياتي لها

شبح الغموض 06-09-12 10:55 PM

اشكر الكاتبة على هذه الرواية الرائعة ... وأتمنى لها التوفيق في حياتها ....وأن شاء الله تكمل الرواية....
مع تحياتي...:55:

ياسمين المدينه 07-09-12 12:16 AM

الرواية جميلة ولكن الله يسامح الكاتبة لها اكثر من 3سنوات كل بعد مدة تنزل جزء انا من متابعين الرواية ولي سنوات وانا انتظر النهاية اتمنى لو تلتزم الكاتبة في الوقت

ذكرى منسية 07-09-12 10:41 PM

بليييييييييييز متى ينزل البارت

♫ معزوفة حنين ♫ 08-09-12 06:46 AM

لسة مانزل البارت ..

♫ معزوفة حنين ♫ 12-09-12 08:37 AM

البارت وصصصصصصصصصل ..

♫ معزوفة حنين ♫ 12-09-12 08:38 AM


,
تابع الجـــزء ..40 ..
------------------

عقب فترة رجعوا للبيت ...وقبل ينزلون ..دق جوال محمد جنبــه ..ويوم شاافه ..تغيّر وجهه ..كانت خطيبته بسمة اللي تحاول تتصل فيه ..وهو متردد يجاوب ..هذي ثالث مرة تتصل فيه من أول مكالمة رد عليها بالشركة.. وهو ما يرد ... ما يدري شلون يستأنف هالعلاقة ..ويقتنع ..انها ..خطيبته..!..ولازم يتجاوب معها !!
مشاعل لاحظت انه ما يبي يرد : ..مين؟
محمد نزّل الجوال وهو يتنهد : محد مهم ..
مشاعل : اجل انا بنزل .. بتروح مكان ؟
محمد : لا بجي وراك ..

نزلت قبلـه وراحت وهي شايله كيسة أكلها معها ...عشان تتعشى هي وشادن سوى ..
أما محمد ..جلس مكانه.. كان يتأمل الجوال..ورغبته تجاه هالعلاقة مقتووووولة من بدايتها ..هدأ رنين الجوال ..
لكنه رن من جديد...بس هالمرة مسج ... فتحه بهدووء ولقاه منها ..
"لازم أتكلم معك....بليز رد علي "
وجعه قلبــه ... متى تفهمين اني ما فيني ..ما فيني !!....
رفع راسه للسقف وهو يسنده .. وأفكار جوفاء تملا مخه ....
وعشان ينهي الحاحها الليلة ...قفل الجوال مرة وحدة ..ونزل من السيارة ...!


عقب ما بدّلت مشاعل ملابسها لبجامة النوم ... أخذت كيسة الأكل..وقررت تروح تتعشى مع شادن اللي ما طلعت من غرفتها من صار لها اللي صار مع عمر ...مشاعل كانت قلقانه عليها طول الأيام اللي فاتت..وهي شاكه ان اللي فيها أكبر من الاصابة اللي براسها.. دقت الباب بهدوء ودخلت ..وهي مبتسمة ..ناسيه كل شي صار لها الليلة مع خالد ..أو مع صديقه ..!
لكن اللي شافته..منظر ما توقعت تشوفه .. كانت تتخيل ان شادن نايمه وبتصحيها تتعشا معها وتغير مودها المكتئب...اللي كانت تتوقع انه بسبب اختفاء عمر المقلق عنهم ..وللحين ما لقوا عنه خبر ..
لكن شادن ما كانت نايمة ..كانت صاحية...بس بوضعية غريبة ... جالسه عالأرض وظهرها متسند للسرير ..درج الكومدينا مفتوح جنبيها ...راسها طايح على ركبها المرفوعة ..وشعرها الفوضوي طايح من كل الجهات لدرجة ما تشوف وجهها...والأهم واللي لفت نظرها ..الألبوم المفتوح اللي عند رجولها العارية ..والصور المتناثرة بكل مكان وبعضها كان مشقق ومتمززق ..!!
قلقــت علييها ...واقتربت بسرعة وهي تنزل كيسة الأكل عالأرض....ونزلت عند شادن بخووف : شاادن ؟... شفيك صايره تخوفيني عليك !
ما ردت ..ومافيها تررد..

مشاعل دنقت للصور اللي بعضها ممزق...رفعت جزء مشقق تشوفها ...وباستغراب وقلق...لقت وجه عمر فيها... أكثر من صورة مشققة لـ عمر ..!
خاااافت من حركة شادن ...ورفعت راسها لاختها بـ سرعة : ...ليش شققتيــــها ؟؟
جاها صوتها بعيييد ومكتوووم ..مو صوتها : .. مابيها ..!
مشاعل هوى قلبها ...هذي مو شادن ...مو شادن...شادن تعيش وتموت في عمر...وتتنفس عمر... وتحيا فيه ..!
شادن الكنز اللي كانت تتقوى فيه خلال سنوات غيابــه ..هو صوره...وذكرياته اللي تركها لها ...!..اه لو يدري باللي تركه وراه ..!
هالصور كانت ..ولازالت ثروتها اللي ما تبدلها بـ شي من كنوز الأرض ..!
مشاعل بانفعااال : تكلمي ...ليش شققتيها ؟؟...وش صاير بينكم ؟؟...انتي تعرفين وينه ؟؟..(توها تستوعب هالنقطة) .. إلا انتي تعرفيييين وينه وحالتك هذي مو عالفاضي..تكلمي وش صاير ..!
شادن بكتمــة ..وبدون حراك : ...ماعرف ..!
مشاعل بجدية : ..وش مسوي المجنون هالمرة ..!! ..حالتك هذي مو عشانه مختفي وما ندري وينه...بديت احس ان فيه شي صاير بينكم...وانتي ما تبين تقولين لأحد...

هاللحظة دبت الحياة في جسد شادن..بعد ما كانت أشبه بالجثة الجامدة والميتة ..استجابت ..ورفعت راسها ببطء شديد ..لوجه مشاعل اللي ارتعبت ألف مرة من المنظر...كانت ملامحها مو ملامح شادن...عيونها جاحظة ..ونظراتها شاخصة..وشعرها مشعث من اهمالها الأيام اللي فاتت ..ووجهها اسوود من اضرابات نفسية عنيفة تعيشها ... كانت فزااااعــة.......مو شادن ..!! أبدا مو هي ..!
ومشاعل طاح قلبها في بطنها ..وهي تحس ان اللي جالسه قدامها.....انسانة ...ببساطة مجنونة ..!
وبصياح رعب : وشفيك؟؟....لا تناظريني كذا !!
شادن بهمس.. ولسان ثقييييل خرع مشاعل : ان....انا....
مشاعل بدت تبكي من وضع شادن اللي يخرع... كلماتها مو ضابطه...ونظراتها يملاها الضياع ...ورعشة مسيطره عليها ..
لا شعوريا نطت مشاعل عليها وحضنتها : ..شفييييك شفيييك.... علميني شفيك ؟؟..شادن لا تسوين فيني كذا...مخوفتني من كم يوم..كلميني...
وشادن تزيد نفضتها وكأن ذكرى اللي صار...عصــرها.. ورماها بدون روح ..
مشاعل قامت تصيح من مشاعر الرعب ..أول مرة بحياتها تشوف انسان بهالمنظر الغير طبيعي ..ِشلون لو كان اختها ..
مشاعل وهي تبكي : علميني وش فيك... انتي فيك بلوى ...انتي مستحيل تصيرين كذا من غير سبب...شادن لا تسوين كذا ترا والله اخاف........
حست أخيراً بـ يد شادن على ذراعها ..وهمس مقتول : مش..اعل...
تراجعت مشاعل شوي لين صارت مواجهتها بوجهها : ..قولي..اسمعك...
شادن وهي تواجه صعوووبة بالكلام : أبي...أشو..فـــه...
ابتسمت مشاعل بألم وهي تتمسك بيديها بقووة :..بتشوفينه ان شاء الله..
دممعت عيونها وهي تنطقها : بس...هو..ما يبي... ما ..يحبنــي ..
مشاعل باهتمام : لا تقولين كذا ...عمر يمووت فيك ..يمكن أشغله شي وبيرجع بعد كم يوم..
شادن رجع لها الموقف بحذافيره...ذاك الموقف العنيف....وهاللحظة حست ان اللي قدامها..هو عمر..مو مشاعل ...وصوته وهو يقول ما يبيها ولا يبي هالزواج...يتردد بآذانها وكأنه يتردد بين جدران هالغرفة ... صار خياله ما يفارقها وكأنه قدامها ويعيد كلامه مثل شريط المسجل...
شهقت بععععنف .. ومشاعل ارتعبـــت قدامها..وهي تردد : .. ما يبي يشششوفني..يكرهني...يكرررهني....رماني ..

"يكرهني !!!"
كملة أرعبت مشاعل حد الصميييم... مسكت شادن بقوة وحضنتها ..وأعصابها ذاااابت من الرعب والخوف عليها ..
يكرهني !!..؟....... مستحيل اللي تنطق فيه شادن ...!
وصارت تبكي على كتف مشاعل بعنننف ما قد صار ...بخوف ما قد صار .. من يوم صار الموقف مع عمر...أول مرة تبكي بالعنف المضاعف على كتف أحد......ومشاعل حاضنتها وهي تنتفض...مو عارفه وش تسمي الحالة اللي فيها شادن الحين ..
صارت تمسح على ظهرها ودموعها تنزل : خلاص ..شادن حلفتك بالله لا تسوين كذا ...وش صاير بالله عليك تكلمي ...
شادن وهي منهارة آلااام : مش..ااعل...أنا تعباااانه...
مشاعل قامت تسمي عليها وهي حاضنتها بقوووة ...وقامت تقرا عليها آية الكرسي ..وشادن تنتفض بكــى يتفجـــر من كل ذرة احساس فيها .... كل ذرة احساس ..متشبّعة فيه ومنه...كل ذرة احساس عاشت سنوات وهي تفيض مشاعر نقيــة له... وشلون يرميها بهالسهولة !...وشلون يرميها وراه عقب كل هالسنين ..!!..
مشاعل وهي تشهق غصب : اهدي..بسم الله عليك..اهدي الله يخليك....
وشادن ذايبـه من البكــى وجسمها مرتخي على مشاعل مافيها تشيل نفسها ..
مشاعل مافيها الا تقرى عليها قرآن..طال عليهم الوقت ..مرت دقايق ودقايق..وشادن تعاااني أكبر معاناة ...الين مرت ثلث ساعة ارتخت فيها تدريجيا ..وتبخررت كل قوى تسكن جسمها .. مافيها عصب واحد يقوى ..
حست مشاعل ان شادن خبى صوتها..وظنّت انها نامت ...لكنها ما نامت ظلت عيونها جاحظة وشاخصة على نقطة فراغ...نزلتها بهدوء للأرض..وشعرها لازق بوجهها من دموع غزيرة غسلته...حطت تحت راسها الوسادة ..وسحبت غطا السرير وغطتها ..هـدت بس الرجفة لازالت تنفض اطرافها.. وقررت تتركها شوي لكنها بترجع تشوفها..ورغم تعبها من هاليوم ..وحاجتها للنوم إلا ان كل ذرة للنوم طارت من وضع شادن .. مافيها تنوم وتتركها بهالحالة ..تخاف ممكن يصير لها أي شي بالليل......قامت ..وطلعت وقلبها معصووور ومقهوور ..
دخلت غرفتها ..وبسرعة الإعصااار مسكت جوالها ومشاعرها الغيوورة على شادن تحررقها ..كلام شادن ما يطمّن وما تدري ليش بدت تقتنع إن الموضوع أكبر مما يتصوورون... وإن غياب عمر .. وراه سبب ما يعرفونه..
دوّرت على رقم عمر وصدرها يطلع ويهبط من الانفعال والقهر...ومن اللي مرت فيه مع شادن ..
اتصلت فيه ...ولقت جواله مغلق مثل عادته من يوم اختفــى... وبدون تردد فتحت صفحة الرسايل وقهههرها وعصبيتها يحررركونها ..
كتبت رسالة طويـــلة عريضة ..وأرسلتها وهي تعض على شفاتها ...لازم توصل له...ولازم يدري وش اللي تعيشــه شادن من عقبه...لازم يرجع بسرعة وينهي هالحالة !!..وهو أكثر واحـــد بهالدنيــا....فاهم وعارف .. ان شادن ما تقوى ابتعاده ..!!

::

بين جبـــال الجنوب .. وبرودة الليل القارصة بذيك المناطق..
في وحدة من الفلل القديمة..المستقره على وحدة من سفوح الجبال ...طلع عياف من الباب الخشبي وهو معصب ..وعادل وراه ..
عياف بغضــب عنييف : هالآدمي تحمّلته واجد..لكن الظاهر بيجبرني أتصرف معه بأسلوب ثاني ... (وهو يتلفت بالظلمــة ..ويناظر بخيالات الشجر بينهم ) ..وينـــه الحيـووان ؟؟
عادل : شفته طلع من ساعتين ..سألته وين بيروح لكنه تفــل بوجهي ..!
عياف بغضب مزمجر وعيونه تلمع احمرررار : أنا أوريـــــــه تصرفاته صايره تستفزنــي...تغيّر ومعاد صار مثل قبل... هالتمــــرد اللي فيه بعرف شلون أكسره ... أنا محد يتمرد علي..
عادل بابتسامة جانبية حقيرة : ..من أول كنت أقولك ..هالانسان ماله أمان...لكنك ما سمعت !
عياف بنبرة حااادة : اسسسكت .. مدري وش اللي صاير له..من راح الرياض وهو منقلب مية وثمانين درجة...لازم أعرف وش وراه...
عادل بـ سخرية : وتتوقع بيفتح لك قلبه مثل قبل ؟....ياااا زعيم لازم تعرف إن عمر الحين مو عمر اللي عرفته قبل أربع سنين ...انا من الحين اقولك ..عمر خطر علينا كلنا ..وخطره أكبر من خطر حسن اللي انمسك...هذي نصيحة اعطيها لك وانت عاد بكيفك...
التفت عياف على عادل بعنف...وبدون مقدمات مسكه من ياقة بلووزته بعنف أشد.. وقساوة عيونه تسطع شرار : ابلع لسانك احسن لك...ولا تجيب شي من راسك...اثنينكم كلاب وانا بعرف شلون أتفاهم معكم ..
عادل بنظرة حمقانة ..مسك كلام كان بيطلع من عصبيته ..
عياف بنبرة قوووية وهو يناظر عادل في وسط عيونه : ايييه لا تطالعني كذا أو تبيني أذكرك بتهبيبتك الأخيرة ...واللي ما كنت بعرف عنها لولا عمر اللي نقل لي أخبارك... ترا أنا نسيت اللي سويته بمزاجي ولا من زمان ذابحك على حركاتك القرعه ..يا كلب..!
عادل بعصبية تتفاقم : .. لولا حركاتي القرعه على قولتك...كان ما عرفت هالناس اللي مستعدين يساعدونك ويساعدون شلتك بهالورطة اللي طايحين فيها...لا تنسى اني احاول اساعدك يا زعيم..لكن انت للحين معطي عمر أكبر من قدره...متى تفهم انه واحد مهوب مثل ما تتخيله...هذا واحد مستعد بأي لحظة يدوسك وينساك...ولا يهمه شي... أعرف هالصنف زين أنا ..
عياف صررخ بزمجره..وأعصاااابه ثايره بما فيه الكفاية ..ثايره من مشكلتهم..ومن عمر ..ومن عادل اللي جالس يزيده بكلامه : .. ولا حرف يا حيوان قلت لك ابلع لسانك لأذبحك !
دفه بعيد وهو يترك ياقته..وعادل اللي كان بيطيح...تعدّل بوقفته وعيونه تنضح شرار ... وعصبيه ..وحقد...!
عادل : من اليوم وطالع ببلع لساني...لكن لا تجي مرة ثاني تطلب مساعدتي ..او شوري...
عياف اللي كان وده يطق أحد...يذبح أحد...وأعصابه تلفانه من التعقيد اللي وصلوا له...التعقيد اللي كان السبب الأول فيه...هو عمر...وعصيانــه !
كان بيروح لـ عادل يفررغ حرّة عمر فيه ....بس قبل يوصل له ..سمعوا حس سيارة تقرب ...التفت عياف لورا ..ومن بين الشجر المنتشر بكل مكان ...والليل الأسود... لمح سيارة تقرب وصوت كفراتها وهي تمشي على الحصى والتراب ملا الجوو...لأن الطريق كان وعــر وبعيد شوي عن أي طريق معبّد ...!
عرفها مباشرة ...سيارة عمر !.... لملم مشاعر الغضب المنفجر ووقف مكانه وهو يراقب السيارة اللي كانت تقرب بهدووء ..ونورها اللي يسطع بالعيون لدرجة انهم ما يقدرون يشوفون عمر ..!
وقفت السيارة قريب منهم...وانفتح بابها ...ونزل عمر بطوله الفارع وهو لابس جكيت أسود طوويل لحد آخر فخذه يدفيه عن البرودة الفضيعة بهالمكان...على هيئته الهدووء .. والصمت ...طاحت عيونه على عياف وعادل وهم واقفين جنب بعض ويناااظرووونه ..سكر باب سيارته وهو يصد..كأنه ما يعرفهم ..وتحرك بخطواته الثقيلة ناحية الفيلا من دون ما يقولهم كلمة..أو يبرر غيابه...وكان هذا بنظر عياف ...اعلان صريح للعصيااان ..!
صرخ عياف يوم شاف عمر وصل الباب من دون ما يعبّرهم : تعااااااال يا كلـــب ..!
وقف عمر عند الباب ..والتفت ويديه داخل جيوب جكيته ..بنظرات.. وهيئة.. أشبه بثلج الصقيع البحت ..وحالة العصيان والتمرد تزداد على هيئته مع الساعات والأيام اللي يمضيها هنا ..!
عياف وهو يمشي له بسرعة صاروخية وغضب يتفجر : .. مهوب أنا اللي تسوي فيني كذا ..!
عمر كان يتابع اقترابه بهدوء اعصاب ونظرات ميتة ما فيها حياة... وهالبروود استفز عياف اكثر واكثر لأن عمر ببساطة ما كان يظهر أي لمحة خوف ..!
وصل عياف وبدون تراجع مسك عمر من ياقته وهو مندفع ودفه للجدااار اللي جنب الباب وعيونه تشتتتتتعل لهيييب : .. حذرتك مليون مرة من اسلوبك وهذا آخر تحذير...لا تختبر طولة بالي ولا تختبر معزتك ترا بيوم وليلة ممكن ارميها ..
عمر كان يطالع عيون عياف بذات النظرات الميتة واللي ما تعبر عن أي شي...
عياف ركبه مليون شيطان ثاني : .. لا تتعامل معي بطريقتك ذي..تدري فيني ما أواطنها ..تكلم انطق يا حيوان ..وينك من ساعتين .. مو قلت لكم محد يترك الفيلا بدون اذني ..ومحد يطلع بدون ما يعطيني خبر..وينك منقلع ؟؟؟؟؟
أخيرا استجاب عمر...بابتسامة جانبية ..تنضح استفزاز وسخرية ..بنبرة نااايمة من هدوءها : ليش؟؟...خايف..أخونك ؟
شد عياف بقبضته تحت رقبة عمر ..وهو يتوعد : .. لا تستهبـــل علي وتسوي فيها !
عمر بنظررااات هادية فيها حدّة فطريـة : .. شيل.... يدك !
عياف بوعييييد : عمر أحسن لك تكلم وينك منقلـع من ساعتين !!؟
عمر على بروده : ......ماهوب ..شغلك !
عياف وهو يهزز عمر من ياقة صدره لأنه طلع من طوره كلييييا..وبصراخ غضب : .. بتتكلم غصببببن عليييك !!
وبدون مقدمات...طلّع السكينة الحادة من جيبه ..وصار نصلها قريب من رقبة عمر...وعمر يطالع بعيون عياف ..وهدوءه يعلن لا حياة لمن تنادي ... وعياف يهدده وعيونه تشتعل لهييب .. عياف اللي كان اليومين الأخيرة ..منقلب حاله...وطالع من أطواره تماماً...فاقد شخصيته...وصاير عصبي والغضب متملكه أغلب الساعات..
عمر ببرود : ... بتذبحني؟... (ابتسم ببرود ) .. ماعندي مشكلة ..اذبحني...عالأقل أفتــك من غثاك..
عياف طنننقر زود..وفمه قام يتقلب...مرة يعض على لسانه..ومرة يعض على شفاته ..والسكينة كل مالها تقرب من رقبة عمر بارتعاشة غضب تهز يده هززز....
وقبل يزداد الموقف سوء ...طلع واحد من الشباب من الفيلا بسبب صراخ عياف ..ولقى عياف قابض عمر والسكينة بيده...ركض برعب وسحب عياف بسررعة وهو يصرخ بصوت عالي : .. شفيييكم مو كذا يا شباب ...عياف اهدى انت مو حاس بنفسك...لك كم يوم على هالحال .. (التفت لـ عادل اللي كان يراقب الموقف من بعيد ..وبعصبية ) .. وانت !!... عاجبك الوضع !!! ليش ما فكيتهم !!!
عياف بغضب وهو يفك نفسه منه : اتتتركني...ذا يبي له تربية من جد وجديد !!
استعدل عمر بوقوفه..وابتعد عن الجدار ونبرته الجامدة الواضحة هي هي ما تغيرت ولا اهتزت : ... اللي يحتاج تربية من جديد..هو انت !
عياف المنفجر غيييض ..كان بينقض على عمر انقضاض الوحش المفتررس..بس الشاب اللي اسمه مطلق تمسك فيه بقووة خارقة وهو ينادي باقي الشباب بصوت عالي مفزووع...
طلعوا البقية وهم يركضون يوم سمعوا أصوات هوشة تعلى وتعلى ... ولقوا عياف متحوّل لوحش كاسر ..يبي يفترس أي أحد وأولهم عمر...اللي كانت شغلته استفزاز وتطنيش !
ركضوا اثنين زوود يساعدون مطلق...ومسكوه بقووة وهم يحاولون يبعدونه عن المكان...صاروا ثلاثة ماسكينه وبالموت قادرين ..!
جا واحد لـ عمر يترجاه : ..عمر الله يهديك...ادخل جوا ..ماله داعي اللي تسويه..يعني ما تعرف عياف له يومين مو على بعضه زين منه ما ذبحك ..!
عمر ناظر بالولد وعيونه تلمع ببريق شر..وحقد..وقال بنبرة ما يسمعها غيرهم : .. باقي ما خذت منه...ما خذت منه اللي خسرته انا ..
الولد بخوف وقلق ..لأنه ما فهم اللي يقصده عمر : وش تقول انت..؟ مو وقته تتمشكل وياه ..شوفه طالع من طوره...وش اللي بيهديه الحين..
عمر بنبرة ساخرة وهو ناوي يدخل جوا : ..لسا ما شاف شي...
قالها ..ودخل مع الباب...والولد ارتبك أكثر وأكثر ... عياف وعمر... الاثنين اللي يعتبرون عصب المجموعة ...والشخصيتين اللي يُعتمد عليهم بكل شي صايرين في حالة نفور من بعض...ومشاكل ونزاع.... بالنسبة للشباب هالوضع يوتررر...ويخووف.... لأنهم أول مرة..يشوفون عمر..وعياف ...بهالنزاع اللي يزداد عنف....أول مرة لأنهم كانوا بالنسبة لهم مثــال للصاحب وصاحبه الوفي ...!...

دخل عمر غرفته ..وضرب بالباب ضربة رجّت البيت رررج.... فصخ جكيته وعيونه تلمع بشرار أسود..وحقد ..
ايه نعم ..لسا ما شفت شي..!...ما شفت شي يا عياف ..! ان ما خليتك تعيش بخوف وذعر ماكون عمر...لسا باقي بينا مشوار طويل وحسابي معك لازم أصفيه..!... الخداع...والاستغلال ..اللي اكتشفتها فيك من تالي ....وحياتي الطبيعية اللي خسرتها...حياتي...اللي انقلبت وفقدت فيه أبسط سعاداتي..!..مارح أسكت عنها ...مارح أسكت عنها ...!
تحرك للسرير وهو يفتح ازرار قميصه العلوية .. وجلس على طرف السرير وهو يصدر صريير يدل على انه قديم ومهتريء ...تأمل بالمكان اللي لهم خمس أيام جالسين فيه...وقبلها ظلوا أسبوع جالسين في ذاك البيت الموجود بهجرة ما يذكر حتى اسمها ... وصلوا لهالفيلا اللي تعتبر أيضاً من املاك عياف واللي ما عرفوا عنها الا متأخر... خمس أيام جديدة ..قضاها هنا وكانت لياليها كوابيس...كوابيس بالمنام...!.. كوابيس تصحّيه الليل والفزع يملاه عليها ..على دنيتـه اللي تركها ..!
شادن ..! صارت كابوسه هالليالي....بعد ما كانت أجمل أحلامه وأنقاها ....تحوّلت لكابوس يزوره يوميــاً..!
يسمع نحيبها...بكاءها ...وصرخاتها....تماما مثل ما كانت بآخر لقاء حامي جمعهم ... ذاك الموقف اللي جمعهم بغرفته....! بقد ما صرخت بوجهه...وبكت ...وترجّت... بقد ما هي تزيد عليه الحين بهالكوابيس..!
رمى راسه لورا بكامل ثقله والسرير يهتز من تحته...اصابعه استقرّت على عيونه وهو يتذكر موعد زواجه اللي هرب منه... كم مر الحين !!...كم صار من يوم الحين ؟...كم فات على يوم زواجه اللي من المفترض يكون !؟.. ثمان ..او تسع ..أو عشر أيام؟؟
كم يا شادن؟...كم يا روح عمر ؟
فتح عيونه وهو يتذكر إنه قطع كل وسيلة اتصال ..فيها..وفي عايلته اللي احتوته ،،
وماله الجرأة انه يفتح الجوال اللي تركه مغلــق من يوم طلع من ذاك البيت ..!..ماله الجرأة وخايــف ..! وأكبر جزء من خوفه.....هو عليها .!
يا ترا وش الوضع هناك؟؟... وش اللي يفكرونه عنه الحين؟؟...وش صار يوم تجاهل قرار أبوها...وانسحب من هالزواج..هالزواج اللي سعى له بكل ما يملك !!.. ترك البيت عشانه...وتغرّب عنها عشانه ...واشتغل عشانه...وبالأخير...........!
أي زواج كنت تقدر تحافظ عليه يا عمر...وانت صرت...مجرم...ومطلوب... أي زواج طبيعي بيقدر يستمر مع واحد مثلك !!

حاول ينام لكن الكوابيس لازالت مستمرة معه ...صحى عقب ساعتين وهو يتنفس بصعووبة ...صدره يطلع وينزل والعرق يتصبب منه رغم برودة الجو...وضعه يزداد سووء...وعمره ما وصل لهالمرحلة ...مرحلة عجز فيها حتى عن النوم...حرمته شادن النوم...حرمته وحلفــت ما يرتـاح...دامها تزوره كل مرة بكابوس أفضــع من الثاني !!
سند جسمه على ظهر السرير ..ورمى راسه لورا وهو يبلع ريقه من ضيق وكتمــة مسيطرة عليه..!..
تعبت منك ... ! ...وشقيت عشانك..وشقيت بسببك !..

رمى الغطا الخفيف اللي ما يحميه من برد هالمنطقة بالليل.. وقام من السرير وفنيلته لاصقه بصدره من العرق ..راح للحمام ..ورش على وجهه موية باردة...ورش أكثر على رقبتـه لين صار مثل المتسبح حتى صارت القطرات تنزل على ظهره من ورا ...وصدره..!
رجع للغرفة والساعة كانت حول الـ 3 الفجر.. والبيت اللي هم فيه هااادي والشباب كلهم نيام...وما فيه صووت واحد.. دخل الغرفة وهاجس شادن أررقـــه لأبعد حد...وكوابيسها ما رحمتــه أبداً... قضّت مضجعه وأنهكت قووااه من أولها لآخرها ..!
لا شعوريا جلس يدوّر الجوال .. بين أغراضه القليلة وبجيوب ملابسه...وهو ناسي وين حاطه لأنه نساه الأيام اللي فاتت أو بالأحرى..تناساه وأجبر نفسه ينساه..عشان ما يصطدم بأحد...أو يتواجه مع أحد ...!
ما يدري ليش قام يدوره رغم انه يدري انه مارح يقدر يستخدمه... وبعد دقيقتين بحث داخل جيوب جكيته وبنطلونه اللي يلبسه ما لقاه..!
تذكر السيارة ...مارح يكون موجود الا هناك...هو آخر علمه فيه كان بالسيارة ذاك الوقت ومنطلق للشرقية ..من ذاك اليوم ما لمســه.. كم مر .... بيكمّل أسبوعين من ترك الرياض ،!
لبس جكيته فوق فنيلته ونزل لتحت ...وتحرك للباب الخشب القديم بدون ما يحس بوجود شخص بالصالة ما بعد نام..
طلع واتجه ناحية سيارته... وهناك ..لقى الجوال مثل ما رماه ..مرمي بالسيت الخلفي بكل اهمال ..
اخذه بيد..وباليد الثانية سكر الباب....وهاللحظة سمع صوته الكريه وراه : ... وش عندك بهالليل ؟؟
التفت عمر بسرعة ...ولقى عادل واقف على بعد خطوات منه..وسيجارته بيده واليد الثانية بجيب جكيته ..
صد عمر عنه بتسفيييه..ومشى عشان يرجع للبيت ..
عادل كرر بذات النبرة الاستجوابية : وش عندك طالع هالوقت ؟..ليكون ناوي تنحاش!!
عمر وهو رايح بهدوء : .. خلك مع نفســك .!
فهم عادل انه يقصد.. (مهوب شغلك) ....وتحرك وراه : ليش ما نمت... وش اللي تخطط له ؟؟؟؟
وقف عمر..والتفت عليه وملامح السخرية الباااالغه على وجهه : ... هالسؤال يتوجّه لحضرتك... اللي ما نام للحين... ( وهو يطالع السيجارة اللي تحترق بيده ).. الظاهر الحشيش مسهرك ما تقدر تنام إلا ما تاخذ جرعة ..
عادل احتقن وجهه من الدم دليل الغيض والغضب...لكن هالمرة ..حافظ على هدوء اعصابه ونبرته : ..مهوب شغلك...الا ان كان تبي جرعة قلي ماله داعي هالمصخرة اللي بوجهك...
عمر وهو يقلب وجهه بملامح سخرية من تفكيره وطبعه ...مشى من غير ما يطوّل نقاش مع واحد مريض مثله...دخل جوا وعادل لحقه ...
عادل بــحدة : عمر !
وعمر ما عطاه وجه مشى يبي يرقى الدور الثاني ..
عادل بغضب : كلمني أحاكيك !
عمر سفهه ..ورقى فوق وكأنه اصمخ ..ما بقى الا هالسقيــم يعطيه أهميـّة !..هالدنيء الخبيث...السكير ..المحشش راعي المخدرات !!
عادل وقف بنص الصالة وهو يشتعل من الغيض !!.. الحيوااان ..!!!!

دخل عمر غرفته وقفل الباب ..وكثير أفكار تراوده عن الخلاص من هالمهزلة اللي يعيشها ...هالوحل اللي انغمس فيه..ولطخه بكل مكان..! لطخات وصلت حتى لـ روحه !.. يحتاج الخلاص من هالمجموعة ..بكل ما فيها ..من دناءة أخلاق..وفسوق ..وضياع ..!!
رمى الجوال المطفي على السرير ...وهو يطالعه من بعيد..ما فيه يلمسه ويفتحه!...لأنه اذا فتحه يمكن ما يتحمل ويتصل فيها ..ويشوف اخبارها..! ..افكار كثيرة تهاجمه...لو الود وده..يعرف حالها ..فيه لهفــة يدري وش اللي صار من عقبه ..!..تحملتي أفعالي...ولا ما تحملتي !!.. طاب الجرح ؟...ولا بعد يا شادن؟؟
نفسيته تأثّرت من خيالاتها اللي تلاحقه وين ما يروح ؟!...والتعب والانهاك تمكنوا منه ... مافيه يفكر ..ومافيه يتذكر..!!
اللي سواه فيها أقسى من إنه يسويـه أكبر متوحش بالعالم .!
رجع يرقد.. وترك الجوال عند راسه نفس المكان اللي رماه فيه...تقلب وتقلب وكل ما يغمض عيونه ترجع له روعة الكابوس ..!
اللي إنت فيه ..عقوبة يا عمر ..عقووووبة !!

مسك الجوال وهو مو قادر يكبح اشتياقه اللي يدمرره...مشاعره اللي تنهي كل عصب احساس ... هو مع كل يوم يمر..جالس ينتهي ...ينتهــي ...وينتهــي..!... ماله حياة يتخيلها... مجرد انسان يتحرك ..!
فتح الجوال ودق الأرقام السرية ...كان ناوي بس يفتح حافظة الصور ...ويشوف صورتها المحفوظة عنده...الصورة اللي اخذها كذكرى اخيرة ...يمكن هالصورة تعالج الجروح الروحية اللي يحس فيها ..ويطفي لهيب الشوق اللي يدمــره ببطء وتعذيب ..!
فتح الصورة الوحيدة لها...واللي التقطها بآخر مرة كانت عنده وبغرفتــه...التقطها بدون علمها ...كانت نايمه بعد الشجاااار العنيف بآخر ليلة بات فيها هناك...!..الشجار اللي صار عند المسبح...وطاحت فيه ذيك اللحظات..كانت بتغرق يوم صدمها بقرار الغاء الزواج بكبره...اغمى عليها وشالها على غرفته..ونامت هناك ...صوّرها ببجامتها المبللة..وشعرها اللاصق بوجهها ..وملامحها التعبااانه ودموعها اللي ما جفت ولا ثانية ذاك اليوم...اخذ هالصورة وكأنه مصر على نفسه يزيد عذاباته...اخذها عشان يذكّر نفسه بفعايــله فيها ..!!..ليه يا عمر !..ليه سويت بنفسك كذا ؟!
طق نفسه بوكس على صدره حقد على نفسه ..والجوال كان بيقذف فيه عالجدار اللي قباله من حقد يتزايد على نفسه وعلى وضعه وعلى عياف !!
لكن قبل لا يرميه ..وصلت لجواله رنات متتالية ..كل رنة يفصلها عن الأخرى ثانيتين... كانت دليل ان فيه رسايل جالسه توصله...رسايل انرسلت له من زمان وقت ما كان جواله مسكر.. وتوّه الحين يستقبلها ..!.
فتح الجوال وقلبه يدق...رنات ورا بعض خلته يتوتر ..!.
أول رسالة كانت من....محمد ... كلها قلق ..وتاريخها من أيام..
"عمر وينك...قلقتنا عليك ،
شادن بالمستشفى صار عليها حادث
وحالتها مقلقه ..لازم تجي "

هوى قلبــه لأسفـــل بطنه ..وهو يحس بروحه تتشتت منه...انفاسه اضطربت وصدره قام يطلع ويهبط بانفعال..وبدون شعور بنفسه ..!
المستشفى ؟؟..
نبض قلبـــه ؟؟
خنقتـه العبرة وكل المخاوف هاجمته...
ليه يا شادن ...ليه؟؟....وش تبين بواحد مثلي!!
أنا سافل ..وحقير...وحيوان...! ......ليه يا شادن ليه ؟؟؟

مسك الجوال بيديه الثنتين ..ببداية عصبيــة ..وتوهان !
وفتح الرسالة الثانية وهو خااايف..ودموعه تتجمع بعيونه ..وهو اللي نادرا ما تطلع دموعه !..هالمرة تشتت ومشاعره تتمكن من كل خلاياه ..،
كانت رسالة من مشاعل .. تشبه محتوى رسالة محمد..وبنفس التاريخ..
"عمر وينك ...الله يخليك لا تتأخر تعال شادن بالمستشفى...
وضعها مو طبيعي وتسأل عليك "

روحه انعصرت أكثر وأكثر.... وتألم اكثر واكثر.. فهم انهم للحين ما يدرون باللي صاير بينه وبين شادن ..
ومن كلامهم واضح انها ما قالت لهم عن رغبتـه ...وما عندهم خبر عن أي شي............
ليه يا شادن ؟
كافي تتمسكين فيني ...كافي ..

فتح الرسالة الأخيرة ..واللي كانت ايضاً من مشاعل..والواضح انها انرسلت قبل ساعات ..يعني من قريب...
فتحها وروحه وصلت لبلعومه ..صاير يتخيّل أسوأ الأخبار وماهو عارف يسيطر على شعوره ..وقلبه قابضه للأخير..
كانت هالرسالة مختلفة ...حااادة ..وهجوميــة .....من مشاعل ..

" إنت وينــك ؟.. رد علينا أو أقلّــها كلم هالبنت اللي طايحه على فراش المرض بسبتك... تدري لو صار لأختي شي بسببك يا عمر والله ما أسامحك لا دنيا ولا آخره...أنا ما أدري وش صاير بينكم لكن اذا فيه مشكلة ياليت ترجع وتتفاهمون ...شادن تموت قدامي ولا أدري وش فيها ..اختي مريضة وعقلها مو معـاها ...تفهم يعني شلون عقلها مو معـــاها ؟؟؟...يعني بتنجــن بأي لحظة وأقولها جادة ... وإنت حضرتك ما فكرت حتى تسأل عليها .. اذا كنت حي يا ليت تكلمها أقلها تطمّنها إنك بخير..واذا كنت زعلان فك هالزعل الماصخ ولا تخلي اختي ضحيتك .. عاشت معاناة اربع سنين اعتقد يكفي فلا تزيد همها حرام عليك.. اذا كنت حي وبخير يا ليت ترد لها عقلها ..اقولك شادن تعبانه حد الموت وانت مو هامك...عالأقل رد علينا "

هالرسالة كانت قاصمة للظهر ..!...قاصمة لظهر عمر بكل المقاييس ..! شهق شهقة وحدة بس...ومن بعدها وهو يبكي بصمت.. كانت مجرد دموع ... دموعه وهو يقرا كل حرف ..!
وكرهه لنفسه يتجدد...ويتجدد ..ويتجـــدد...!
"تفهم شلون عقلها مو معـاها ؟؟؟"...
ايه افهم ...افهم وشلون ما افهم ..!!..
شلون ما يفهم ويعرف ويحس ...وهو عارفها..وفاهمها ...وخابزها ..وعاجنها...من يوم كانت رضيعة بالمهد..!
يفهم معنى هالكلام زين...ويتخيّـله زين....ويتعجب شلون ما ماتت بحسرتها لحد الحين ..!
ويتعجب شلون ما ذبح عمره...عقب ما سوى اللي سواه ...!

رمى الجوال بعيد وهو منهار داخلياً...منهار نفسيا ومعنويا ..
أجــرم بحقها..أجرم جُرم مارح يغفره لنفسه أبداً..!...ولازم يصلّــحه مهما كلّفه الثمن ..!!




♫ معزوفة حنين ♫ 12-09-12 08:38 AM



في موسـكو ...

كانت سحر نايمة .. بساعات الليل الأخيرة لكنها كانت تتقلب يمين ويسار ..وهي تعاني بالمنام ..
قفزت قاعده وهي تشهق وأوصالها ترتعش من شي مجهول ... حطت يدها على رقبتها من قدام وهي تحس فيه ناشف..! كانت تحس بالدم يضرب راسها من الخوف...وأنفاسها عالية ..
سمّت بالله الرحمن الرحيم ..وتعوذت من الشيطان وهي ترفع يدها من رقبتها لجبينها..
كابوس !... هذا كابوس !..
قامت بسرعة من السرير ..وراحت تغسل وجهها وهي تسمي بالله .. شعور مخيف يرعش أوصالها ..!
ما تدري وش الحلم اللي حلمته ... حلم غريب ..! ..ما فهمت منه شي...بس كان يخوف ويربك ..!
طلعت بعد ما توضت وصلت الفجر يوم شافت الساعة تشير لدخول الفجر ... وعقب ما خلصت جلست على سجادتها تدعي ربها يطمنها ... الحلم غريب...بس مخيف...وفيه رسالة تحذير لها ...تحذير لها من شخص ما قدرت تشوف وجهه ..أو حتى تعرفه...كان لابس قنـاع غريب ، يخفي فيه وجهه !...وصوته غريب مو كأنه صوت انسان طبيعي .. وكأنه مركب جهاز تغيير أصوات .. حاولت تتعرف عليه لكن كان القناع يغطي من أعلى وجهه لتحت أنفه...ما عدا فمه ...قدرت تشوف فمه... كان يبتسم...بس ابتسامته بعد غريبة ... غامضة.. وناعمة..وساحرة....ومخيـفــة بنفس الوقت......ابتسامة تحذير !!
كذا قرأتها بالمنام ،
كان يحذرها بكلمات غريبة ..ما فهمتها......بس الأغرب.....إنه كان يحذّرها من نفسـه !

يــارب ... ليش خفت لهالدرجة ؟..يا رب طمّن قلبي..
رفعت راسها ناحيـة السماء اللي تطل عبر نافذتها الكلاسيكية ..لازالت بنفسجية ببدايات شرووق بطططيء.. تبي النهار يطلع عشان تطمئن..
نزلت راسها وهي تتفكر بالحلم من جديد..ومو قادره تنزعه من راسها ...
بالحلم ...كانت واقفه بالضبط عالرصيف المقابل للقصر الروسي اللي هي جالسه فيه الحين ..كانت الدنيا ليــل حالك...والسما غيــم ...بس مافي مطـر.. وتسمع الرعد من بعيد ..وهي واقفه بهدوء هناك تنتظر قدوم شخص معيّن ...كأنها بذيك اللحظة كانت بحالة انتظار لمجيء هالشخص حسب اتفاق معين ما بينهم ..عشان ياخذها لمكان ما.. بس لحد اللحظة ما تدري وش كان المكان اللي بيروحون له !.. كانت بهذاك الرصيف لحالها والهدوء ساكنهـا رغم الغيم اللي مغطي السماء.. والرعد اللي يدوي من بعيد..ينذر بعاصفة شديدة عالأبواب..!
أخيراً.. شافت شخص يقبل على نفس الرصيف ..بخطوات يملاها الهدوء ..وشي من الثقة.. خطواته متقاربة ويمشي ناحيتها مباشرة .. ركّزت فيه بدون ما تتحرك..وحاولت تشوف ملامح وجهه وخوف مجهول بدا يدبّ في أوصالها ببطء تدريجي... ما كانت تعرفه..!!... مو اهو الشخص اللي تنتظره !
وصل عندها وهو صامت.. وهاللحظة..بدا الهدوء يتلاشى من داخلها .. كان لابس جكيت أسود يلف كتوفه وصدره العريضين..وقناع أسود مزخرف بخطوط رمادية رفيعة.. يغطي الجزء العلوي من وجهه.. ما قدرت تشوف الا فمه والابتسامة المربكة تعتليه... ما قالت له كلمة ..بدا يتكلم معها بلغة غريبة مو لغتها ..لغة اول مرة تسمعها بالعالم بس الغريب انها كانت تفهمها .. وهالشيء اللي زاد خوفها... ماعرفت مين يكون هالشخص وهيئته يعتليها الغموض الكامل... كان يحذرها.. بكل هدوء يحذرها ، وبكلمات غريبة ورسائل زادتها خوف وتشوش ..يحذرها من نفسـه !
وعقبها صحت وهي تشهق من مشاعر الرعب اللي حستها .. صحت وهو يتكلم ما وقف ولا ثانية ..
تعوّذت من الشيطان الرجيم..وفكت حجاب الصلاة وقامت وهي تشوف الشمس بشكل خفيف بين الشجر.. قرأت آية الكرسي وهي تتناسى الحلم .. اللي أيقنت انه من الشيطان وان شاء الله كل خير..!

غيرت ملابسها ..ونزلت تحت ومباشرة على المطبخ...اتجهت لمكينة القهوة شبكتها بالكهرباء.. وملتها موية عشان تسوي لها قهوة تركية سريعة ...اللي تحتاجه الحين قهوة تصحصحها وتطيّر كل ذرة من الحلم السخيف اللي شافته ..!
وهي جالسه تنتظر ابريق القهوة يصفر..ناظرت ساعتها ..كانت تقارب على الـ 5 والنص صباحا..
ابتسمت من استيقاظها بدري اليوم...العادة تمطها لما 9 وعشر...وبالموت تقوم بعد الا عقب ما تزعجها صوفيا .. راحت تدوّر واحد من الأكواب الكبيرة اللي يكون عن كوبين ..بس قررت تحطه بالمق عشان ما يبرد لأنها قررت تشرب قهوتها برا..وتشهد شروق الشمس الكامل ..!
تتذكر انها شافت مق جديد موجود بس وين بأي درج... فتحت الأدراج اللي فيها الاكواب ما لقت شي... اتجهت لواحد من الادراج العلوية...بس قبل تفتحه...تذكرت اللي صار قبل أيام....مع وليد..والعنكبوت اللي طلع من هالدرج بالذات ..!
صابتها قشعريرة مرّت بظهرها ..وتراجعت بخوف من منظر العنكبوت ذاك... عُقدة ..! مافيها تطيح عينها على حشرة مثل ذيك ..تخاف وهالعقدة من الطفولة !
مسحت على ظهر يدها اللي صابتها قرصة قديمــة وذكرى الموقف اللي صار هنا بالمطبخ مع وليد تداهمها ...ابتسمت باستغراب لا شعوريا يوم استوعبت انه عرف نقطة جديدة من نقاط ضعفها..العناكب..! ،.. سمعت الابريق يصفر...ركضت للمكينة وسكرتها بسرعة.. وبحذر قررت تفتح الدرج العلوي بشويش عشان لا ينط في وجهها شي ..وشافت المق موجود بالرف ..سحبته بسرعة بارتيااح ..وغسلته وأخيرا حطت القهوة فيه ..!
شالته وطلعت من الباب الخلفي اللي هو باب المطبخ أسرع لها من الباب الأمامي... لفت الشال على راسها بقوة واحكام ..ومشت وهي تلم ملابسها الثقيلة عليها ..هالأيام رجع البرد يداهم موسكو بعد ما مرّ كم يوم كلها دفا ربيعي ..!
الشمس ما أشرقت إلا أطرافها ونور الكون خافت..وهالشي خلاها تبتسم وهي تتجه للجلسة ..لكنها ما جلست هناك..سحبت أحد الكراسي وراها وراحت للتل الخلفي اللي يطل على منخفض متوسط من الريف... يسمح لها برؤية شروق الشمس بكل وضوح..من دون حواجز ولا أشجار ... جلست وهي تحضن كوبها الكبير بين يديها وابتسامة خفيفة على وجهها ناسيه كل همّ..وكل مشكلة ..وكل شي يعكر صفو الحياة.... ما قدامها إلا ريف ممتد...وشروق بطئ يسحر !
وهي تحتسي قهوتها ببطء واستمتاع...سحبت جوالها من جيب جكيتها البني ..تناظر الساعة اللي كانت تشير الا اقترابها من الـ 6 .. ابتسمت مرة ثانية يوم راحت افكارها لبسمة اللي صار لها يوميــن ودخلوا بالثالث وهي ما أرسلت لها رسالة ازعاج وحــدة ....مو عادتها ...يكون عقلت؟؟.. أو عرفت حدودها ؟!..
على طاري بسمة ، رفعت عيونها بهدوء ناحية الكوخ القابع على يسارها بامتداد عشرين متر ... تأملت شكله من بعيد وهي تستشعر الهدووء الكامن فيه...والظلمة اللي تطل من نوافذه.....وليد نايم !؟....وليد الـ ...فقير.....وليد اللي صار يشبـه الصديق لها الفترة اللي راحت...صديق...ما تدري شلون اصلا تحوّل لهالمكانة بيوم وليلة !
ما تدري سوى إنه تحول لشي يشبه مسمى صديق بنظرها...لمجرد إنه اطّـلع على أكبر سر بحياتها تحاول تخفيه...وتنساه....وتدفنه مع ذكريات الحب الأول اللي قتل كثير أحاسيس حلوة كانت تعيشها ..
صديق بعد ما كان أكبر لغز تحاول تلقى له حل...صديق من دون موافقتها ..! صديق انجبرت عليه...وهو اللي جبرها عليه ولقت انها صايره تتقبلـه ..!
أبعدت عيونها عن الكــوخ الحجري اللي كان بالسابق واحد من أجمل أماكن خلوتها بنفسها ... واضطرت تتخلى عنه بسبــب وجوده معهم .. وابتسمت بهدوء من هالتغير اللي يصير بحياتها... رغم بقايا الألم داخلها..إلا إن الأيام الأخيرة ..تغيّر روتين حياتها بشويش والسبب هو... والتغيّر ما تقدر توصفه إلا ان شي في نفسيّتها جالس يتغيّر.. عالأقل عقب ما واجهت بسمة بكل ذيك القوة اللي ما تخيلت إنها بتفجرها بيوم من الأيام ..!
::

على الساعة 6 وربع ... تقلّب تركي بالصوفا يمين وشمال بعصبية وهو يسمع رنين جواله بإلحاح ..شوي ويفجر راسه ..!
مسك الجوال المرمي عند راسه بعصبية ..ورفع راسه عن الوسادة وشعره المموج منكوش من ورا بسبب نومته الغلط .. وجاوب : نعــم ؟؟
جاه صوت إختـه الطفولي اللي عرفت إنه معصب.. : ... خييير ليش نايم؟
تنهّد من سمع صوتها...ومسك أعصابه يوم دقق بساعة الجوال ولقاه لسا بدري : .. وش تحسين فيه يوم تدقين الحين ؟
جنى بشقاوة تقهره : .. كذا ..لبست مريولي بدري وضبطت شعري..وباقي عالباص نص ساعة ..قلت أتصل اسولف..
رمى راسه عالوسادة مرة ثانية وهو فاهم تلكّعها عليه : .. قدامك نص ساعة روحي كلي فطورك احسن..
جنى : كلت وخلصت ولبست وما بقى شي ما سويته...باقي اسمع صوت النصاب ..
فتح عيونه بقوة وهو يناظر السقف .. صايره تطلق عليه هالكلمة كثير بالآونة الأخيرة ..
تركي بصوت مبحوح من النوم : جنى مو وقته خرابيطك ..خليني انام وراي دوام طويل اليوم !
جنى بفضـول : دوام ايش؟
تركي : شغل من الصباح.. الحين الساعة (ناظر ساعة الجوال مرة ثانية .. ورجع ).. 6 وربع وانا تعبان أبي انوم..
جنى بعناد : أحسن ..حتى احنا عندنا الساعة 6 وربع وش زودك عني ..خلنا نسولف.... إلا إنت ملاحظ انك ما قلت لي وين مسافر ؟؟
تركي وهو يسكر رموشه بـ استسلام : ما سألتي امي وتعلمك ؟
جنى : ما سألتها ..كنت زعلانه الصراحة وماهمني أعرف ذاك الوقت..
تركي تنهد لعله ينتهي من ثرثرتها بسرعة لعلمه انه ما اتصلت لشي مهم..واضح تبي تسولف وبس: مسافر روسيا ..
جنى : اوفف..وش عندك هناك ؟..مرة بعيدة !
ابتسم بـ كسل سرعان ما أخفت ابتسامته : مو بكيفي...خلصت سالفتك ؟
جنى : لا..
تركي وهو يتنهد ويطوّل باله ..والنوم للحين منتشر بخلايا جسمه : عندك شي مهم بتقولينه ؟؟
جنى بقهر خفيف يوم حست انه يبي يسكر : أبي أسولف معك !
تركي : اوكي ما منعتك..بس اتصلي بوقت صاحي..مو فجر الله..
جنى : خلّص الفجر عندنا ..طلعت الشمس من وقت.. وبعدين هذا الوقت المناسب لي... اكون توني صاحية وما عندي دراسة ولا شي...
ابتسم عليها غصب : .. اذا رجعتي من المدرسة كلمي أكون توني طالع من الشغل .. وكلميني وقولي اللي تبين..
جنى : بس أنا أطفش الصباح بلحالي..امي تكون رجعت تنام..وانا ما عندي احد مالي الا أكلمك..
ابتسم ورأفـة قلبه تزيد تجاهها...صحيح هذي اختك ، الوحدة النفسيـة بتقتلها.. وتلقائيا حط ذراعه على الصوفا ورفع جسمه لما صار جالس على حيله وظهره لمسند الصوفا حق اليد ..
وبتلقائية : وهذاني صحيت عشانك ؟.. يلله تكلمي يالبربارة ..
شهقت بحمق خلته يضحك ببحة : ..انا بربارة ؟!!...أصلا انا من كثر ما انا هادية بالفصل.. مسميني البنت المثاليـة ..!
تركي بابتسامة جانبية : ما تلعبين والله !
جنى : تتمسخر يا خايس؟
تركي بضحكة مبحوحة وهو يميل براسه للمسند بكسل : أمدحك يا تنكـة !
انقهرت اكثر وأكثر..من زمان ما اطلق عليها هالألفاظ : تنكـة بعينك يا درج !

مات ضحك غصب وكل الكسـل اللي بعيونه طار...لدرجة ان سحر اللي كانت جالسه برا سمعت ضحكاته العذبة.. والتفتت تناظر الكوخ وهي مستغربة من الصوت ..!

جنى بقهر : ..انا مو تنكــة !.. انـا اصلا بدرس وأصير أحسن منك..مو انت لحالك اللي تاخذ من الأوائل على دفعتك..حتى أنا محد ينافسني ..
هالمرة قال وبنبرته غرور مقصود عشان يطفّر بها ..وما يدري ليش تملكته هالرغبة..من زمان ما ناقرها من يوم بدأ بشغلته مع أبو خالد.. حياته اختلفـت من حينها..ابتعد عن اخته وانشغل..أما الحين لقى نفسه يرجّع شي من اللي كان : انا تخرجت من كندا مع مرتبة الشرف ..أتحداك تسوينها !
جنى بحمق : مغرور !
ضحك وهو يحك شعره المعفوس من ورا بكسل .. وأردف : اذا وصلتي للي وصلته ذيك الساعة من حقك تغترين..!
جنى وهي فاهمه إنه يبي يحفّــزها بس طريقته تقهر وترفع الضغط : أنا أصلا دايما الأولى على فصلي..وما قد صرت مغرورة مثلك..كل البنات يحبوني..
تركي بغرور مستمر : ورينا شطارتك بالجامعة ..مو الحين ..المدرسة مهيب مقياس..
جنى بقهر : لسا باقي عالجامعة فوق الثلاث سنين ..توني بدخل الثانوي السنة الجاية ..
تركي وهو يمط نبرته من طول الفترة : أأأأييييــه ..الله يحيينا...توك بزر وحاطه راسك براسي..
جنى صرخت بإذنه بقهررر..فجرت راسه : علــــــى ترررررررراااااب ...
أبعد التلفون عن اذنه لا شعورياً وهو مكششر من صوتها الحاااد...ورجع بعصبية : لسانك ذا بيجي يوم وأقصه لك....توك تقولين اهدى وحدة بالفصل...نافشه ريشك علي يالبزر..
جنى : تستاهل ..مالت عليك من أخو...

محى عصبيته..ورجع يضحك وهو يفرك عيونه بهدوء : لبى قلب كتكوتي اذا عصب..!
جنى بعناد : أنا مو كتكوتك..
تركي : كتكوتي غصبٍ عليك..
جنى : كيفي ما أبي أصير كتكوتك..
تركي: مهوب بهواك...انتي كتكوتي من يوم كنتي في بطن أمي..
جنى : خايس !
تركي ضحك : هههههههههههه طيب عرفت اني بنظرك خايس وحمار ومغرور .. وغيره !..من يوم رجعت من كندا وانا كذا بنظرك...
جنى : لأنك تستاهل..وشوي عليك..
تركي ببال وسييع : ادري اني استاهل.. بس انتي بتظلين كتكووتي لين تموتين..عجبك ولا ما عجبك..
جنى شافت ساعتها وعشان تقطع كلامه اللي يقهر : .. طيب بسكر شوي ويوصل الباص بروح اجيب شنطتي وعبايتي..
تركي بنعاس : أخيراً بتعتقيني ..
جنى عرفت انه يحرق أعصابها وسكرت السماعة بوجهه .. نزل تركي الجوال وهو يضحك والبحة بصوته من هالطفلة اللي متعلقه فيه أكثر من تعلقها بأبوها المريض..!
رجعت لطبيعتها معه عقب ما كانت زعلانه وأغلب الوقت تبكي اذا كلمته بسبب ابتعاده..هالأيام كأنها متحسنـه معه ويدعي تطول وما ترجع لوضعها الأول..
رمى راسه عالوسادة من جديد.. لعله يسرق النوم بالنص ساعة الجاية ...لكنه تقلب يمين وشمال بلا فايدة ... جنى طيّرت عنه النوم كليـاً ،!

برا ..وين ما كانت سحر جالسه تراقب ارتفاع الشمس البطيء... لحظات صباح حلوة وهاديـة مع زقزقة عصافير بكل مكان.. ليت هالسلام يستمر على حياتها للأبد... ما تتمنى غيره ..
رمت بنظرها للكوخ من جديد ورنين ضحكات وليد يتردد ببالها...مستغربة هل كانت تتخيل صوته ؟.. وشكّت انه يتكلم بالتلفون لأن ضحكته كانت عالية ومستحيل جالس يضحك مع نفسه ...
ذيك اللحظة كانت تفكر تروح للكوخ عشان تتأكد وتسمع..لكنها تراجعت وجلست..مو حلوة فجأة يطلع ويلقاها واقفه قريب تتسمع له ..!
نست الموضوع كله ورفعت المق لطرف فمها ترتشف قهوتها اللي لازالت محتفظه بسخونتها... وبعد دقايق سمعت صوت انفكاك الباب حق الكوخ ... التفتت بهدوء وهي بمكانها وشافت وليد ينزل العتبة الأولى..ويوقف عليها بكسل وهو يرفع يديه الثنتين بالسما..يتمطط من قلبه ..وعفويا لمحت طرف ظهره يبرز من تحت البلوزة اللي ارتفعت مع حركته لا إراديا..كانت منعفس من فوق لتحت واضح توّه قايم من السرير.... صدّت بشويش وهي تسوي نفسها ما شافته..!
أما تركي نفض راسه بقوة وهو يحس ان الدم يجري بجسمه..وشعره للحين منكوش من ورا بشكل عفوي حلـو..وما تعّب نفسه عشان يرتبه ..طلع عشان يشم هواء وهو يحس ان الجو اليوم غير أمس..!
طاحت عينه على سحر اللي كانت جالسه على كرسي ..وتطالع قدام متجاهله النظر فيه مع علمه إنها اكيد حسّت بخروجه..
نزل العتبة الثانية وهو يسحب بلوزته لتحت بيد وحدة عشان يواسي عفستها.. وابتسم على جنب يوم لاحظ إنها تتجاهل النظر فيه..
تنحنح وظلّت البحة بصوته يوم قال : ..صباح الخير يا آنسة ..!
التفتت هالمرة وطاحت عينها على ملامحه المشعة بـراحة وروقان....
بادلته بابتسامة صغيرة ..وصوت هادي : صباح النور ..
تركي وهو ملاحظ المق اللي بيدها واضح انها جالسه هنا من فترة : .. متى صاحية ؟
سحر وهي حاطه رجل على رجل والمق بين اصابعها : من أكثر من ساعة ..

اقترب تركي ..وبدون مقدمات رمي بجسمه عالعشب قريب من الكرسي حقها .. ومدد رجوله باسترخاء ... وأردف وهو يناظر الشمس : مو عادة اشوفك لما أصحى !
والتفت يناظرها من تحت..من مكانه المنخفض ... وهي تناظره بالمقابل..وأرسل ابتسامة ناعمة : صباحي هالمرة غير !
رمشت بعيونها كذا مرة ...ما قدرت تتجاهل كلامه المفاجيء وتخفي التأثير لا يبان عليها..لأن وجهها تورّد لا شعوريا وهي تنزّل نظراتها للكوب..
تركي يوم شافها سكتت...بهدووء : جد .. هالمرة غير !
ابتسمت يوم حسّت إن قصده يرفع معنوياتها عقب التجربة القاسية والفاشلة اللي مرت فيها...تجربة صعبة حطمت كثير اشياء داخلها... واللي مثلها يحتاج لـ كلمات حــلوة تعزّز الثقة اللي تدمرت فيها..ووليد كان فاهم هذي الناحية ..وصارت تطمئن إليه..
تركي وهو يميل براسه لقدام عشان يطل بوجهها ..ببحـة تسحر القلب : ليْكون خربت صباحك !
رفعت عيونها لوجهه المنخفض من جديد.. كانت أطول منه لأنها جالسه عالكرسي وهو عالأرض.. وجاوبت لعلها تردّ له حلاوة كلامه..بنيـة بريئة : .. حتى أنا صباحي حلو ..!

رفع تركي حواجبه من كلمتها ..ومن ابتسامتها..ونبرتها الهادية اللي طلعت منها... كان يتوقّع منها الصمت على كلامه العسل..لكنها ردّت وتفاعلت معه.. وش كثر تغيّرت ناحيته..وش كثر قدر يكسر الحاجز اللي كانت بانيته بينها وبينه ..!
ابتسم من جديد ..ابتسامة ناعمة هربت سحر منها وناظرت قدام : .. واضح الراحة عليك... ما تشكين من شي اليومين اللي راحت ؟
فهمت وش قصده..والتفتت بهدوء لوجهه مرة ثانية : لا...ما صار شي ..الحمدلله..
هز راسه وهو مستند بثقله على يديه اللي ممددهم عالعشب من وراه .. وهمس : حلو ..!

قالت بعد لحظات..بكل هدووء : بس متوقعه منها أي حركة جديدة ..بأي لحظة !..يعني لحظات الراحة هذي..ما أظن بتدوم..
تركي بابتسامة جانبية وعيونه على الشمس اللي لا زالت قريبة من الأرض : ماهي مشكلة ..أهم شي عرفتي أصول اللعبة .... وما أظنك ( التفت يناظرها ) .. محتاجتني بعد اليوم ..!
رفعت صدرها بنفس عميق : ما أدري مو عارفه وش ناويه تسوي بعد ..
ابتسم : مهما كان اللي بتسويه... انتي مو لحالك ..واللحظة اللي تحتاجين ظهر فيها..أنا قريب ومارح أبعـد..
التفتت له..وابتسمت لأنها تأكدت من هالجانب الحلو فيه....وعشان تقطع الموضوع اللي بنظرها يغثّ ...قالت بعفوية وهي ترفع المق بوجهه : ودك بكوفي ؟
تركي وهو يطالع الكوب الطويل ..ويطالعها : ..انتي سويتيه ؟
سحر وهي تهز راسها بنعومة طبيعية : ايه..قهوتي الخاصة ..محد يقدر يسوي مثلها..
ضحك وهو يفرك وحده من يديه على فخذه الممدود يوم حس بنبرة غرور بآخر كلامها : .. بس انا ذوقي صعب بالقهوة... مو أي قهوة ( وهو يدق راسه بأصبعه ) ..تفك راسي...
ابتسمت وخذتها تحدي : مستعد تجرب.....تحب المرارة بالقهوة؟
زم فمه لا شعوريا : أأوه ..هذا السر اللي يدوخني !
قامت واقفه وهي تنزل كوبها على الكرسي..وتركي يتابعها بصمت ..
قالت : خمس دقايق وبتجيك أحلى قهوة ..بتدمنها !
وراحت من قدامه وهو جالس يتابعها بعيونه .. اختفت من الباب الخلفي اللي يودي للمطبخ مباشرة ... ولقى نفسه يبتسم من الانجاز اللي أحرزه معها... ، رمى ظهره للأرض وصار منسدح ..وشعور الاسترخاااء التااام يداهمه .. من يوم تغيّرت سحر تجاهه.. تخلّص من شعور الحذر بسببها..ولازم يحافظ على هالوتيرة مهما كلّفــه...

سحر بالمطبخ...صبّت القهوة بكوب عادي وحطت سكر خفيف مثل المقدار اللي تسويه لنفسها...شالته وطلعت من الباب وهي تحس برواق وراحة نفسية غريبـة.. الهدوء اللي عاشته اليومين اللي راحت ..انعكس عليها ايجابيا وتدعي ربها يدوم عليها... محتاجه لهالراحة تطول وتطول ..
وصلت لـ وليد بهدوء ..واللي كان منسدح على ظهره وهو مغمض عيونه... غافــي معقولة ! .. ابتسمت بسخرية خفيفة توها تاركته من عشر دقايق...وشلون ينام عالارض كذا .. مو مريحه ابداً..!
قربت منه لين صارت واقفه فوق راسه.... تأملت وجهه المسترخي من الأعماق... عيونه المسدولة بأثيرية..رموشه اللي راسمه ظلال خفيفة على أعلى خده...أنفه الدقيق..وشفـاته المكتنزه اكتناز خفيف.. شفته السفلية مكتنزه أكثر من العلوية ...ملامحه عذبــة .. مهما أنكرت..ملامحه غيـر..وفيها عذوبة ما شافتها بأحد...رغم الجديـة اللي تظهر أحيانا...وتختفي أحيانا..!
ورغم خلفيتــه الفقيرة اللي تعرفها...إلا إنها معطيته ألق أكثر..،
ابتسمت وبراسها تسوي فيه مقلب صغير.. ما عرفت وشلون تصحيه أو تناديه...وجتها رغبة غريبة انها تسوي حركة فيه ...خلت القهوة تاخذ الدور...انحنت فوق راسه شوي... وحطت قاع الكوب الساخن فوق جبهته ..أقل من ثانية ..وتركي يفز وراسه يرتفع لا إراديا بألم : آآح ..
رجعت سحر على ورا بسرعة وهي عاضه على شفتها السفلية ..وهي تمسك الكوب لا ينكب على وجهه ...بتهور !
تركي وهو ينزل يده عن جبينه بألم..ناظرها باستغراب من حركتها...ثانيتين وهمـس : ..وش ...تسوين؟؟؟
سحر ابتسمت تضيّع الموقف : ..قهوتك !
لا زال يحس بحرارتها بجبهته ..قام يتأملها عقب حركتها الغريبة..يحاول يفهم السبب !
سحر توترت شوي من عيونه : .. مو قصدي!...عورتك ؟؟
مسح على جبهته مرة ثانية وهو يعتدل جالس : .. أبـداً باردة زي الثلج !

يتمسخر !... ابتسمت بعباطــة لا شعورية ..تبي تضيّع الموقف اللي سوّته...
ومدّت الكوب له : آسفة بس شفتك نمت قلت مافيه الا كذا ..
تركي بنظرة ساخرة نوعا ما ..من حركتها اللي ما استوعبها للحين : ومالك لسان تناديني فيه.. ما نمت أصلا انتظر قهوتك الخطيرة اللي وعدتيني فيها ..
سحر لفت عنه بسرعة وجلست بالكرسي بدون ما تناظره .. هو وسخريتــه ..!
قالت تنهي الموضوع : قلت آسفة ..

تركي سفهها ..ورفع الكوب لأنفه وهو يستنشق ريحة القهوة اللي بدت تششق راسه .. ارتشف جرعة صغيرة ..وسحر ما تناظره... تعاتب نفسها على الحركة اللي سوتها...مجنونة وش كانت تفكر !!
جاها صوته يملاه الرضا : عرفتي تفكين راسي..!
التفتت له ناسيه افكارها...وكان يبتسم لعيونها : .. معقوله هذي قهوتك ؟!
وهي رافعه حواجبها باستهزاء خفيف : ليه طايحه من عينك ؟!
تركي بصرااحته المعهودة : .. بدون زعل .. ما توقعتك تحسنين شي أبداً..
تغيّرت نظراتها من الهدوء ..للحمق والعصبيـة ... ما علّقت على كلامه اللي يستنقص منها...واختارت تهاجمه بالنظررات...والنظرات أحياناً تغني عن الكلام..!
من الأشياء اللي كانت ولا زالت تقهرها فيه...هو صراحته المزعجة .. ما يقيس الكلمة أبداً واللي بقلبه على لسانه... وهالشي يستفزها فيه ..
تركي لاحظ نظراتها والشرارات الصغيرة اللي ترسلها... ما خاف.. بل أرسل لها نظرات من نوع آخر...نظرات استهزاء : هذا رايي وتعلّمي تتقبلينــه !

هالمرة أوامره !!.. أسلوب الأوامر حقه.. واللي يوجهها لها..مو بس صراحته ...اثنينهم يرفعون لها ضغطها ..!
تركي يراقب تعابيرها المنزعجة : .. ها..؟...ماعجبك كلامي أشوف؟
سحر وهي تصد عنه : ..ما طلبت رايك فيني أساساً ..!
ابتسم على نبرة الكبرياء ..ابتسامة جانبية ... وببرود وهو يهز كتف وحدة : أوكي.. !

وصار يرتشف القهوة باستمتاع واضح...ما حكت معه أكثر...وهو ما حكى معها ...اثنينهم خذاه سكوون ...بس سحر داخلها قهر يتجدد من أسلوبه المتقلّب معها ... وليد له ميــة أسلوب..وكل ساعة أسلوب ..ساعة قمة اللطف..ساعة قمة الوقاحة...ساعة قمة الاستفزاز... ساعة قمة الهدوء...وساعة قمة التجاهل.....
والمشكلة انها تدري إنه هذا أسلوبه عشان يقوّيها ويساعدها...هو قال ذيك المرة ..لا تتضايقين وتنهارين من أي شي أقوله أو أسويه... يعني كل اللي يسويه..وتقلباته السريعة ..لها هدف وهو مصلحتها...بس مع كل هذا...لا زالت تطير بعجّة بعض تصرفاته... وتعصّب من بعض ردوده وتعليقاته ..!

وعشان ما تخليه يحس إنه يأثّر عليها بطريقته...قامت واقفه عقب ما خلصت قهوتها : أنا راجعه ..
رفع يده وهو يحتسي قهوته بصمت .. بدون ما يقول شي.. وبدون ذرة اهتمـام ..
تحركت بسرعه من عنده وهي تحس انها مشوشة من أسلووبه..مع انه أعلن من قبل عن طريقته معها بس ولووو.. انها تعيشها وتواجهها .. شي يستفززز ..،
أول ما عبرت باب المطبخ... رن جوالها بجيب جكيتها الشتوي ...طلعته باستغراب تشوف مين يتصل بهالصبح... وكانت هي !... بسمة تتصل....تنهّدت من قلبها..ليتني ما طريتها عند وليد..قلت البنت عقلت وعرفت حدودها ..الحين تتصل...
ما تتمنى الهدوء يخترب على هالصبح الرايق..وعشان كذا ضغطت الزر وقفلت الجوال كله .. دسته بجيبها وهي تتحرك من جديد..إلا صوفيا تدخل للمطبخ ..
صوفيا باستغراب : ما هذا ؟..أنتي مستيقظة؟
سحر ابتسمت : نعم..منذ أكثر من ساعة ..
صوفيا : أوه جيد .. ولكن مالذي حدث لتستيقظي مبكرا ؟
سحر : لا أعلم ... لقد قررت تناول الافطار مع أبي...لم أفعلها مذ أتيتُ إلى هنا..
صوفيا بابتسامة وهي تتجه للثلاجة تستعد لتجهيز الفطور : رائع..
سحر وهي تتحرك للباب : سأذهب لآخذ حماماً سريعا ريثما يستيقظ والدي..
صوفيا : حسنا ..

طلعت سحر لفوق عشان تاخذ فيه حمام تضيع الوقت فيه فيما يصحى أبوها ..نست اتصال بسمة وما شغل بالها لأنها بالفعل تبي تكمّل هالصباح الحلو مثل ما بدأ..بدون ما يعكر صفوها شي... وصوفيا انشغلت بتجهيز الفطور كالعادة ..لأن ابو خالد ..ووليد وراهم أشغال..
::


♫ معزوفة حنين ♫ 12-09-12 08:38 AM




لبس تركي ملابسه ..بنطلون جينز ازرق غامق..وهاينك رمادي ..وفوقه جكيت أسود له أزرار كبيرة ..تركه مفتوح وهو يدخل أغراضه بشنطة الظهر اللي اعتاد ياخذها..شالها وطلع ناحية الفيلا عشان يتناول فطوره كالعادة مع أبو خالد .. ، طلع الدرجات الحجرية لين وصل المدخل ..ومثل كل يوم دقه بهدوء ..وفتح الباب بشويش وطاحت عينه على ابو خالد بالصالة الجانبية على يسار الباب...
وصله صوت ابو خالد : ادخل وليد..
دخل تركي وهو يرسم ابتسامة تعوّد يرسمها ولو كانت ماهي من قلبـه..كلها زيف... سكر الباب وتقدم وهو يشوف ابو خالد منحني قريب من المدفئة.. يشعل النار ..
تركي : صباح الخير..
ابو خالد: صباح النور والسرور... (وهو يرمي ورق زايد من أوراقه جوا النار عشان يكبر اشتعالها ) .. لا إله إلا الله...اليوم برد ..
تركي بضحكة : هههههه ما أشوفه يموت لهالدرجة ..
قام ابو خالد بعيد عن النار : درجة الحرارة 5 ونازل وتقول مو برد..
تركي وهو يرمي بجسمه على الصوفا : يعجبني هالجو يا عمي..
ابو خالد ناظره وهو يجلس بالصوفا المقابلة : هالبرد مو مثل برد الرياض.. لا تحسبه يشبهه ..
تركي : ما علينا شر ..

دخلت صوفيا وهي شايله صينية القهوة اللي يتناولونها قبل الافطار...حطّته عالطاولة وبدت تصبّه بالأكواب..
قال تركي بكلمات انجليزية بسيطة : نو ثانكيو ..

ابو خالد رفع عيونه باستغراب : ما تبي تتقهوى ؟
تركي بابتسامة وهو يتذكر قهوة سحر اللي للحين مرارتها بفمه : تقهويت وخلصت ..
ابو خالد : تقهويت؟؟..متى ؟

تركي وهو يبي يشوف ردة فعلــه : ..بنتك... قهوتني..
وضحت ردّة الفعل على وجه أبو خالد..وهو رافع حواجبه : بنتي؟..سحر؟
تركي وهو ممدد يديه على ظهر الصوفا باسترخاء : ايه تكرّمت علي ..ونسيت أشكرها..
ابو خالد ما فهم ..وابتسامة تساؤل على فمه : متى ؟
تركي وهو يتابع وجه أبو خالد بدقة : كانت جالسه برا بعد الفجر بروحها...شافتني ومن نفسها عزمتني .. بس ودي اني شكرتها ما امداني..

قبل يعلّق ابو خالد ..التفت لناحية الدرج اللي ما يقدر يشوفه من مكانه..يوم سمع صوت خطوات تنزل ..
دخلت سحر بهدوء وهي مبتسمة على بالها أبوها لحاله ..وطاحت عينها على تركي وهو جالس بنص الصوفا الكبيرة ومسترخي وراسه مرمي على المسند... التفت يناظرها بصمت.. وما ابتسـم.. قطعت تواصل العيون ورمت نظرها ناحية أبوها اللي كانت ناويه تروح له وتضمه بحرارة...بس وجود تركي ألغى هالخطوة ..وراحت لأبوها بهدوء انحنت عليه..وحبت راسه ..
سحر: صباح الخير..
ابو خالد بابتسامة وسيعة وهو يشوف تغيّر ملامحها عن الأيام اللي طافت ..كأنها متحسنه عن أول ..ولو إن فيه لمحــة حزن عميقة بعيونها للحين ما يفهم لها سبب : صباح الأنوار ..
جلست جنبه وهي ودها فعلا تضمه محتاجه لحضنه ...بس مع وجود وليد قريب ما تقدر تسويها ..
ابو خالد بنبرة تساؤل : يقول لي وليد انك عزمتيه على قهوة ..؟.. وش القصة ؟
رفعت عينها لأبوها من سؤاله... ولفت لـ تركي اللي كان على نفس جلسته المسترخيه ويطالعها من تحت رموشه الهادية ... هالمرة منقلب للهدوء ومكتفي بالنظرات ..
تجاهلت نظراته ..وهي ترمش بغرور خفيف ما كانت تقصده : .. أسوي فيه حسنة ..!

ابتسم أبـو خالد بتساؤل : زين كذا ! ..بتخليني أتقهوى لحالي ألحين !
ضحكت بعفوية : ولا يهمك أنا أتقهوى معك وش تبي فيه...
والتفتت على وليد وكأنها ترد له استفزازاته اللي يفاجئها فيها بكل مرة ...وتركي ابتسم بجانبية وعيونه ما زاحت عنها...بدون أي تعليق..
سحر ترجع لأبوها : ولّا ما اشتقت للصباح معي ؟
ابتسم وهو يحوّط ذراعه حول كتفها من ورا ويضمها على خفيف...ولا شعوريا حطت راسها على كتفه بحركة عفوية وهي محتاجه ..لو ثواني بسيطة يحتويها ..وغمضت عيونها.
ابو خالد : إلا اشتريها بكنوز الأرض..
ابتسمت وراسها يستريح على كتفه بدلال .. فتحت عيونها ومن دون ما ترفع راسها...تطيح عينها من جديد بعيون وليد اللي يراقب من مكانه ..وعيونه فيها لمعان مختلف..ونظراته مغلّفة بشي وملامحه اكتساها جديّة غريبة ..فيه شي كان يدوور بملامحه ..وهو يناظرهم بصمت تام .،

تبعثر سكونها بسبب ذيك النظرة الغير مفهومة.. ورفعت راسها بسرعة يوم استوعبت انها خذت راحتها .. وبابتسامة لأبوها عشان تقطع الجو الغريب من ناحيته : .. ما ودك نفطر ونتقهوى مرة وحدة ؟؟
ابو خالد : اللي تبينه ..
قامت معه ناحية طاولة الطعام اللي بالجهة الأخرى من الصالة الكلاسيكية واللي كان الفطور موجود عليها.. مشت للطاولة من دون ما تدري عن حجم الغضب الكبير..والحنق..والألم اللي أثارته بنفس تركي...
كانت بتجلس عالكرسي يوم سمعت صوت وليد.. يغلفه جمود غريب : ..أنا أستأذن ..!
التفت عليه أبو خالد وهي معه باستغراب ... وشافت على هيئته وجووم..وجدية .. ما فهمت سبب تغيّره ..
ابو خالد باهتمام : وين افطر قبل !
تركي وعيونه على أبو خالد لحاله بنظرات يملاها الوجوم ..تسطع شررار خفي : لا ما أقدر..تذكرت اني لازم أوصل بدري للمعهد..
ابو خالد باهتمام : كِل فطورك قبل...ما يصير تطلع جايع بهالبرد.. تدوخ أو يصير فيك شي..
تركي : مارح يصير شي.. عن اذنك يا عمي ..

أخذ شنطته المرميه على الصوفا..تحت أنظار سحر اللي تراقب حركاته بصمت...وخروجه من دون ما يسمع لطلب أبوها..
رمشت وهي تناظر أبوها اللي هز راسه بأسف ...وقال : بيذبح عمره من الحماس !
سحر بهدوء ..وجموده ذاك أثّر فيه بشكل غريب : شفيه حسّيت انه فجأة مو طبيعي !
ابو خالد وهو يهز راسه دليل عدم معرفته : مدري الله يصلحه ...أحيان ينقلب موده وهو معي ..بس مسرع ما يرجع طبيعي ..
سحر سكتت وهي تشوف ابوها يسمي بالله..ويبدا فطوره.. ووجه وليد الواجم رسخ ببالها ..نظرته المغلفة بشي غريب ..ليش حسّت فيها بذاك الشكل..!
ابو خالد : يلله كلي..
انتبهت لحالها...وصبت لها عصير قبل تبدا تاكل : تبي عصير ؟
::

طلع تركي وخطواته تحكي عن مدى غضبـه اللي تفجّر... وجوومـه اللي يتنامى ويوضح على ملامحه..!.. ما يدري وش اللي صار له سوى إنه منظرها مع أبوها بذاك الشكل...حرّك الرماد داخله وزاده أشتعال ..
ما يدري ليش !.. لكنّـه مباشرة تذكّر إختـه... طفلته اللي ما جاوزت الـ 15 سنة .. واللي عاشت فاقدة لأبسط معاني الأبـوّة ..فاقدتـه طول الـ 15 سنة مع إن أبوها عايش وقريب منها..بس ما حست يوم فيـه !
قام يتنفس بصوت مسموع لعله يهدّي من الثورة الجديدة بداخله .. أنفاسه تحرق ذرات البرودة المتشبعة بجو موسكـو..

وصل لمحطة الباص بسرعة غريبة من كثر ما كانت خطواته واسعة وسريعة من الغضب .. والحقد اللي اشتعل بثانيـة بعد ما كان ساكن وخامد سيطر على شكله..! ،
ما رح أطلّع حق أبوي بس.. مارح أطلّع حقه عن طريق حلالك وشركاتك بس...
لكن بطـلّع حق أختـي من عيون بنتــك .!
أبو خالد ...فيك حقارة الدنيا كلها... إنتْ حقير ... وخاين.. وسافل ...ولو فيك خير ما نسيت اللي صار قبل 15 سنة ... لو فيك خير ما نسيت تركي ..وأبــوه..!
ما نسيـت صديقــك اللي كان أقرب من هالدنيا لك ..!..
كيف تجرأت بس قولي كيف تجرأت ..تنسى ...وتسلى ...وما طاوعك قلبك حتى ترفع التلفون وتسأل عليه..!

قطع عليـه أفكاره الغاضبة والمليئة بالحقد ..رنين جواله ..ناظر الشاشة بنظرات يملاها لمعان مخيف من هيجان تجدّد وغضب يوديه ويجيبـه ..
ردّ على المتصل اللي كان ثامر : ..جيت بوقتك !
ثامر بضحكة : صباح البرد ..وش الأخبار توني كنت اشوف الأحوال الجوية بالتلفزيون ..يقولون برد يذبح عندكم..عساك بس لابس قبل لا تطلع للمعهد ..!
تركي بصوت مشحون بـ بحة كُره : ما أحس بهالبرد يا ثامر..أبد ما أحس فيه..
ثامر باستغراب من صوته المشحون : خير عساه خير !؟
تركي بإقدام : مارح أنتظر هالست شهور تخلص... أبيك تبدا اللي مخطط عليه عنــي...
ثامر خاف عليه لأن صوته مكتوم بشي : وشفيك تروك... بلاه صوتك مخنوق ؟
تركي وهو يغمض عيونه من مشاعر ألم ممزوجة بحقد تسيطر عليه..وأسنانه ترّص على بعض على وشك يطحنها : يذبحني يا ثامر يذبحني... تجي لحظات ما أقدر أسيطر فيها على نفسي..
ثامر بقلق وهو يلمس هالنبرة الغريبة بصوته : مو عادتك أسمع هالضعف بصوتك.. كأن قوّتك تبخرت .. من متى يبان قهرك بصوتك.. وش فيك تركي؟
تركي وهو يفرّغ شي تكدّس جواته من يوم جا لهالبــلد : ما تدري وش كثر يصعب مع الأيام تمثيل المحبة له .. الأيام تمشي والتمثيلية تزيد صعوبة ..أنا مو قادر اسيطر على روحي أكثر... ست شهور أمثل عليه وقدامي ست شهور ثانية على بال ما أرجع.. حط نفسك مكاني وانت كل يوم تضطر تفطر معه ..تسولف معه .. حتى الضحك تفتعله وتجبره يصدّق إنه من قلبك.. ماني قادر استحمل انتظار ..أبي أبدأ الجــد معه من اليوم !

ثامر اللي أنصت لكلامه ..ما يلومه أبداً...
وباهتمام : وش تبي تسوي !؟
تركي : أبي ابدأ شغل الشركة الوهمية اللي قلت لك عليها...ابي أستخدم هالورقة اللي مجهّز لها من زمان !
ثامر بهدوء ..يخاف عليه يتسرع ويندم : انت تدري إني معك...بس اللي أعرفه انك مأجّل استخدامها لين رجعتك...كنت ناوي تستخدمها أول ما تترقى بشركته وتاخذ منصب مؤثر ...متأكد إنك تبي تستعجل فيها !
تركي : إيه..مارح تضر..بالعكس خلها تاخذ مفعولها لين يجي وقت رجعتي الرياض..
ثامر : بس تدري ان فكرة هالشركة مقلقتني من البداية ..
تركي : هالشركة بتتحول بيوم لشركة حقيقية... بس استمرارها وهميـة بيخدمني كثير.. لا تعلمني أصول شغلي يا ثامر ..!
ابتسم ثامر على كلامه وثقته العجيبة اللي تشع من صوته...صادق يا تركي!..وشلون أعلمك أصول شغلك وانت اللي تخرجت من جامعة كنـدية بمرتبة شرف ..وبتخصص اسمه استراتيجيات .. واللي تسويه الحين ..تطبيق فعلي لاستراتيجياتك الخاصة ... تخرجت بمرتبة يحسدونك عليها الناس.. وشلون أعلمك وانت كنت بيوم بتصير واحد من أهم المدراء بشركة كندية معروفة..!

تركي بترقب : وشفيك سكتّ !..تراك بتسويها..
ثامر بابتسامة : تدري اني موافق..
تركي يتحرك عالرصيف ما يقدر يقرّ من النرفزة والغضب اللي ما خفّ : ... أول خطوة أبيك تسويها قبل كل هذا .... إنك تجمع كل معلومة ممكنة عن تحركات شركتــه... أنشطتهم..وخططهم بالسوق...كل معلومة صغيرة يا ثامر ..كل معلومة ..!
ثامر ابتسم وما يستغرب هالخطوة الكبيرة منه : لك اللي تبيه.... من اليوم بسوّي قروب بحث..يحصي كل عملياتهم وأنشطتهم خلال ست شهور مضت وإلى هاليوم.. وبتكون مجموعة سريّـة باسم شركتي.. وش تبي غيره إنت بس تدلل..
تركي ابتسم لأن ثامر الوحيد اللي يفهم أفكاره : .. ما يحتاج أوصيك بس أثق بطريقتك..
ثامر : أفا عليك ..من اليوم بسوي اجتماع مع قسم الأبحاث والتطوير .. ومع أفراد أثق فيهم..ونبدا شغلنا...انت بس ارقد وآمن... والتقارير بتوصلك أول بأول ..
تركي بنبرة امتنان عميقـة : انتظر تقارير تبرد الخاطر..
ضحك ثامر وودّعــه لأنه بيطلع لشركته..وتركي ركب الباص اللي وصل وعيونه تلمع أصرار تضاعف مليون ضعف ..! وهو يحاكي أبو خالد بنفسه..
كنت برحمك وأعطيك ست شهور تعيش فيها بسلام .. لكن معصــي طوّلت بالي وضاعفت صبري ..وعشان أبوي واختي ... بنهيـــك !

::

دخلت صوفيا غرفة سحر ..وشافتها جالسه على كرسي قبال النافذة ورافعه رجولها على كرسي ثاني.. وتقرا بروايـة..
صوفيا وهي تقترب : ما بكِ ؟.. مذ تناولتِ الفطور مع والدك.. وأنتِ جالسة هُنا.. لقد مرت ساعتين ! ألا تودّين الخروج ؟
سحر وصوتها واطي : لم أعد أعرف ما أريد ..!
صوفيا بنعومة اسندت جسمها على طاولة قريبة تشيل فوقها ما يشبه التحفة الغريبة ..وبحنيـة : عزيزتي ما بكِ ؟.. لا تبدين على خير ما يرام ؟
ما ردّت سحر وهي تحاول تشغل نفسها بالأسطر اللي تقراها ..كانت رواية رومانسية لكن الغريب انها ما حست بطعمها ...مع ان هالرواية لقتها مدفونة بدرجها من سنوات وكانت من أحلى الروايات اللي قرأتها بمراهقتها أيام سكنهـم هنا ..
نزّلت الرواية بإحبــاط : .. كنتُ أحبها جداً... لمَ أكرهها الآن ؟
صوفيا باهتمام وهي تقرا عنوان الرواية اللي كان مكتوب بالانجليزي..ابتسمت : كنتِ تقرأينها عشرات المرات...ما بها الآن .!؟
سحر وهي ترميها على الطاولة جنب صوفيا من بعيد...بنغمـة أسفْ حزيـن : لا أعلم... لا أحس بنفس الشعور عند قراءتها.. تبدو فاترة ..!
اقتربت صوفيا وانحنت عليها ..وشافت عيونها تلمع بحزن مجهول .. ابتسمت بحنان : ربما لأنك كبرتِ قليلاً.. والرواية تصلح للمراهقين أكثر..

رفعت راسها لـ صوفيا..وعيونها تلمع بدمعة تكوّنت.. لعلمها أنه ماهو السبب... هي خسرت شي...وشي كبير..! واللي خسرته هي أحاسيسها... مشاعرها...أول كانت تتأثر بأدنى الكلمات المرهفة .. تعيش الأحاسيس بحريـة...أما ألحين ..أحاسيسها ميـتة... مافيه شي يحركها وهالشي يؤلمهـا ، وهي تستشعر الصقيع اللي بجوفها !
نزّلت راسها للأسفل : ليتكِ تعلمين !
صوفيا باهتمام ويدها ترتاح على كتف سحر : تكلّمي.. ما الأمر؟..أهو سر ؟

رفعت راسها مرة ثانية لـ صوفيا اللي كانت ملامحها مهتمّـة..ونفضت راسها تطرد فكرة البــوح من راسها...يكفي وليد الفقير..يعرف بسرها... ومارح تستفيد شي لو عرفت صوفيا .. والمفروض ما تحكي فيه وهي تحاول تتشافى من هالجرح..

صوفيا يوم لاحظت انها ما تبي تتكلم : حسناً كما تريدين.... أنا خارجه بعد قليل.. لدي عملٌ أقوم به ..
سحر : لا عليكِ..
صوفيا : ألا تودين التمشي قليلاً بالمدينة ...يقولون بأن هناك مهرجان كبير سيقام خلال هذا الأسبوع في وسط المدينة..ألا تودين رؤيتـه..
سحر وهي مو عارفه وش تبي : لا أعلم..لا أشعر حقا برغبة في الذهاب ..
صوفيا تنهّدت من وضعها...مع ان أعصابها صارت أكثر هدوء من أول الأيام اللي جت فيها...لكن هالسكون والحزن اللي يلفها.. غريب ومحيـّر ..
طلعت منها عشان تروح تشوف شغلها ..
وسحر استدارت بوجهها للنافذة اللي تطل على الريف الهادئ .. تتأمل وتفكر.. بأفكــار مالها هدف...!

لحظات وفتحت صوفيا باب الغرفة.. توّهـا ما طلعـت ..
سحر باستغراب : مالأمر ؟
صوفيا وهي تقلّب فمها يمين وشمال : هناك صديق يريدك على الهاتف !
سحر بحيرة : مـن؟
صوفيا : طلب مني عدم اخبارك !
قامت سحر باستغراب .. ونزلت للصالة ..وهي ترفع السماعة كانت صوفيا طالعه من الباب وصارت لحالها..
سحر باستغراب ما كان على بالها أحد : هيلو ؟
جاها صوته ..اللي يشع اندفاع وجرأة : كذا تسوين !

بسم الله !!..ما توقعت أول كلمة تسمعها هذي..هجوم ... رمشت كم مرة لأربع ثواني وهي تحاول تستوعب اللي قاعد يكلمها ... وما طال تفكيرها يوم نطق من جديد ..
: أنا يزيـد يا هبلـة ..
حطّت يدها على راسها لا شعوريا والابتسامة العبيطة تنوّر وجهها : .. آآه...أهلين يزيد.. ما توقعتك..
يزيد قبل لا يسألها عن أخبارها ..بصوته المفعـم بالحيويـة : وينك ؟... توقعت بشوفك أكثر من مرة بالكوفي...بس من ذاك اليوم ما شفتك..كم مرّ ألحين؟؟؟..أسبوعين !
ابتسمت لأنها ما راحت للكوفي عقب ذيك المرة : .. ماجيت له عقب ذيك المرة...
يزيد : توقعت اني بشوفك هناك مرة ثانية...بس يوم لاحظت انك مختفيـه ومالك نية .. قلت خلني أتّصل ..خفت صاير لك شي وانتي لحالك لأنك قلتي عمي مساعد مشغول كثير.. بس لقيت جوالك مسكر واضطريت اتصل على الفيلا...عاد شوفيني جلست أدوّر رقمها ساعة ..وما لقيتها إلا بمكتب أبوي بين الأنقاض...ساعتين على ما لقيته..حتى تأخرت على الجامعة ..
ابتسمت على اندفاعه بالكلام اللي ما تغيّر... هذا هو من عرفـته...كبر وكبرتْ...بس ظل هو يزيـد..رفيق آخر سنوات الطفولة والمراهقة بالغربة واللي نسـته يوم رجعت السعودية.. لكن ألحين صوته رجّعها لذيك السنين...شعور حلو اللي تحسه ألحين..شعور حلوو كثييييير خلّا العبرة تخنقها...وكأنه الزمن دار على ورا ورجعت لذاك العمر..
يزيد باستغراب : وشفيك ساكتة؟..لا يكون أزعجتك !
سحر بابتسامة تحارب عبرتها : بالعكس...مبسوطة إنك دقيت..
ضحك ضحكته الحيوية : صوتك مو طبيعي ..(بتلكّع مهضوم ) ..جد مبسوطة بسماع صوتي؟؟ والله أخق على أخوياي الحين ..
ضحكت مع شهقة مو طبيعية خلّت يزيد ينتبـه لها ..
سحر تحاول تلملم الموقف لا يحس: شكلك بالجامعة .. !
يزيد اللي تغيّرت نبرة صوته ..لأكثر هــدووء : إيه بالجامعة .... سحر ؟
ما دامه قال اسمها يعني حس... وبهدوء : هلا..
يزيد : اسمعي...أول ما أطلع من الجامعة...بجيك..
ارررتبكت...لأنه ما سأل وش فيها..بس كلامه دليل إنه حس بشي..
ابتسمت : ما يحتاج يزيد..
يزيد بسرعة : ما شاورتك... يلله باي الحين بدخل الكلاس..
وسكر بسرعة وهي مو عارفه ليش صوته خلّاها تحن ودمعتها تطلع... يزيد يعتبر من الزمن الجميل والبريء اللي عاشته...والحين تتمنى ذاك الزمن يرجع..
رجعت لغرفتها وهي تحاول تحافظ على ابتسامتها اللي انرسمت بسببه ..


يُتبـــع ..

يا رب يلاقي الاعجاب انتظر تعليقاتكم عليه بشغــف..
لا انحرمت منكم ..



عنوون

♫ معزوفة حنين ♫ 12-09-12 08:40 AM

قراااااءه ممتعة ..

شبح الغموض 16-09-12 08:45 PM

شكرا لك معزوفة حنين
ننتظر البارت الجاي......

مع تحياتي

♫ معزوفة حنين ♫ 17-09-12 07:48 PM




الجــــزء 41 ..
---------------------

طلع خالد من عيادتـه على وقت الاستراحة... مرّ على جمال بعيادته وما لقــاه..
نزل للوبي وراح للجهـة اللي فيها الكافتيريا عشان ياخذ له قهوة تنعشْ مخــه المنهك بزحمة أشياء.. وصل للكاونتر اللي واقف عليه العامل الفلبيني وطلب طلبــه ..وبينما هو واقف يفرك عيونـه بانتظار الطلب.. لمح جمال جالس بـ زاوية في آخر الكافتيريا ..ويتبسّم مع نفسه..وكأنه بعالم بعيد!
عقد حواجبه وهو يركز عليه من ذاك الوضع... التفت للعامل وقال له يجيب الطلب لذيك الطاولة ..
ومشى ناحية طاولتـه بخطوات هاديــة وعيونه تتفحص جمال اللي كان يهز راسه ويضحك بخفوت مع نفسه..!
استغرب من هباله!.. انهبل هالمجنون !
وصل عنده وذاك للحين كتوفه تهتز ضحك صامت وهو مدنق... شكّ خالد في عقله !
سحب الكرسي وجلــس وهو يهب فيه : سلامات بعقلك شي؟..مع مين شاق الحلق؟
رفع جمال راسه والابتسامة على فمه : أوه خالد!.. طلعت من صومعتك أخيرا ..
خالد : كان عندي ضغط ما قدرت أترك العيادة.. شفيك بعقلك شي يا مهبول؟
جمال تعدّل وهو يمسح على صدره براحة يده : آآه ماني قادر اسكت من الضحك..
خالد مو فاهم شي : وش فيك؟؟.. أحد منكّت معك قبل أجي ؟؟
جمال ما قدر يخبي اللي بقلبــه : آآآآه سارة ما خلتني أنام الليل ..
خالد بصدمــة كاسحة على وجهه : سارة؟؟...مين سارة؟؟
جمال تنهّد من قلبـه : سارة الدلوعة (كتم ضحكته لا تنفجر وذكرى المؤتمر ما فارقه) .. المايعة..آآه يا لبى مياعتها...
خالد عفط وجهه..بملامح الاشمئزاز : لا تصير اللي خبري خبرك!
جمال بابتسامة جانبية : اييه... ما نسيتها إنت بعد ؟
خالد اللي التفت بعيد باشمئزاز : .. لا تذكرها..تراها ما نزلت لي من زور.. مياعتها مب طبيعية لا تقول إنها سهرّتك الليل ..
جمال بضحكة مستمتعة لكن خالد ما فهم السبب الحقيقي وراها : ..إلا يا لبى ويا لبى... آآه يا زين طخامتها..
خالد طيّر عيونه فيه بصدمـة ..مو مصدق قلب المراهق اللي عنده .. وقام يطالعه مو مستوعب جد إن ذيك عذّبته..
خالد : أكيد تمزح..
جمال بابتسامة غامضة : لا ما أمزح !
خالد بسخريـــة عقب ما جا طلبه رفع الكوب : وش قالت لك البنت يوم تجيب راسك كذا ؟
جمال وهو يرتشف قهوته..ويرفع حواجبه دليل الانبهار : ياخي يكفي صوتها.. هو ما جاب راسي بس...إلا جابني من أولي لآخري..
وما قدر يكتم ضحكته ..وضحك من قلب : ههههههههههههههههههههههههه
خالد يطالعه باستعجاب ..وهو يحس ان رفيقه مسّه شي بعقله..مافيه شي يضحك.. وش يحس فيه الخبل!؟
بس جمال ..كان مستمتع بالضياع اللي على ملامح خالد ما يدري ليش...
خالد : خلاص انساها ..(بسخرية) نصيحة لا تعذبـك ترا منت لاقيها ..ولاهي درت عن هوا دارك..
جمال وهو يمثّل الجديـة : تدري؟
خالد وهو يقرم البسكوتة اللي جت مع قهوته : همممم ؟
جمال : قررت اسوي خطة بحث شامل عشان ألقاها .. ( وكتم ضحكته)
رفع خالد راسه بسرعة وهو يكــح .. تمالك نفسه وطالع رفيقه وهو ما يعرف جدّه من كذبه ..
جمال : وش فيك؟.. ياخي عاجبتني وبكيفي..
خالد عصب وحس بالقرف : .. في ابليس اذا هذي ذوقك فلاني اعرفك ولا تعرفني..
قام واقف من طاريها اللي جاب له الوشوشة والفوضــى في أفكاره..شال قهوته وراح..إلا جمال يوقف ولحقــه وهو يضحك من قلبه ..
جمال كاتم الضحكـة ويدّعي الجدية : لحظة وشفيك؟.. اللي يسمعك يقول بدوّرها عشانك يا عمي..وبعدين وش دخلك بذوقي.. قلبي ولا قلبــك؟!
خالد رمى عليه نظرة جانبية وهو مشمئز : .. تدري ان ذيك البنت ما كانت طبيعية..أشك انا في وضعها من جدك إنت ؟!
جمال بضحكة : عارف بس البنت دخلت مزاجي يا خالد..
خالد بنرفزة راح : اذلف جعل سارة تنفعك..
راح ناحية المصعد.. وجمال وقف وهو يضحك.. ما يدري ليش اخذ الموضوع كله نكتة على خالد واستغل اسم سارة عشان يطقطق عليه... ورغم الاسئلة اللي تدور في مخه عن البنت اللي اسمها مشاعل..إلا إنه للحين ما قدر يسأل خالد..أو يستفسر عن سبب التخفّــي اللي كانت فيه..!.. ولا يقــدر..لأنه وعدها خالد ما يدري !!..
قرر يفهم لو شي بسيــط يروي فضولــه اللي يلحّ عليه من كم يوم..
طلع فوق وراح ناحية عيادة خالد...وهناك لقى خالد جالس وبيده جريدة اليوم يتصفحها .. ما رفــع عينه لجمال يوم جلس..
خالد بجمود : .. ترا طفشت من طواري البنات اللي كل ما قعدت جبتها.. صكر ثمك !
جمال باستغراب: بل!... كل ذا عشان جبت طاري سارة !
خالد نزّل الجريدة على المكتب بنرفزة : سارة مين... محد ماخـــذه عقله إلا انت..أنا نسيتها من انتهى المؤتمر وإنت ذكرتني ..ويا شين الطاري..
جمال بابتسامة مغيضة : شكلك معجب !.. والبنت جابت راسك مثل ما جابت راسي..
خالد استسخف حكيـه لأقصى مدى .. وبسخرية : من جدك تتكلم؟
جمال : أجل ليش منرفزك طاريها لهالحد ؟؟
خالد بسخرية : ماعرفها عشان اتنرفز .. اللي منرفزني هو خبالك أما هي طلّ...ومستغرب هلوستك فيها يمكن البنت ساحرتك وأنا ما عندي خبر..
ضحــك جمال وهو يرمي ظهره لمسند الكرسي : على هووونك..شفيــك استهبل معك..
خالد رجع للجريدة وهو ساكــت ..
جمال تنحنح : خلاص روّق... إنت من خلّص المؤتمر.. وأعصابك مش ولا بد..فيه شي صاير؟
خالد وعيونه عالسطور باقتضاب : لا !
جمال : أهلك فيهم شي؟
خالد بنفس الاقتضاب : لا !
جمال ابتسم : وش اللي موتّر لك أعصابك أجل ؟
خالد بانكار : اعصابي رايقه وماني متوتر ..
جمال : على غيري مو علي !
رفع خالد عيونه بحدّة لـ جمال اللي جاي يطقطق وهو مو رايق لــه ابداً.. يهدده يقفل هالتحقيق!
جمال مسك لسانه : خلاص آسف بنطمّ..

وسكت جمال..بينما خالد لهى في تقليب صفحات الجريدة وارتشاف الباقي من قهوتــه..!
جمال ما عرف من وين يبدا.. ومع أعصاب خالد ..ما قدر يقول كلمـــة ،!
::

كانت سحر واقفـه بالمطبخ تصب لها كاس عصير .. يوم دخلت صوفيا وهي شايله أكياس بيدها وتوّها راجعه من برا ..
صوفيا : لقد جاء صديقــكِ !
سحر التفتت وبيدها علبة العصير : ..ماذا ؟؟
صوفيا وهي تحط الأكياس فوق الطاولة : لقد قابلته عند مدخل الفيلا الخارجية ..يبدو خرج من الجامعة للتو وجاء إلى هنا..
ابتسمـت سحر وهي تنزل العلبة عالكاونتر.. وتمشي وهي تمسح يديها الرطبة بملابسها..
صوفيا باستغراب : أكنتِ تعلمين بمجيئه ؟
سحر وهي طالعه : أجل...
قربت للصالة وهي تشد شالها على راسها بطريقتها المعتادة... وقفت عند مدخل الصالة وهي تشوفه واقف قدام المدفئة ..ومدنق بعيونه على شمعدان مزخرف..وعيونه قريبة منها مرة شوي وتحوَل .!..مظهره المميز والغريب هو نفسه اللي شافته ذاك اليوم..
ابتسمت وهي تقرب... وبهدوء من وراه : بوه !
فزّ بخرعة وهو يلتفت.....شافها تضحك ...
انقلبت ملامحه لضحكة : كبرنا على هالحركة !
سحر : مو قلت لك ماله داعي تضرب مشوار من الجامعة لهنا ..!
تحرّك بعيد عن المدفئة : جيت أشوف أخبارك...
سحر اللي استعادت وضعها الطبيعي خلال الساعات الفايتة قبل يجي : ..أخباري زينة ..
يزيد وهو يدس أصابعه في بنطلونه من قدام : صوتك قبل خمس ساعات ما عجبني...حسيت فيه شي... قلت يمكن الوحدة لاعبه فيك ..
ابتسمت وهي تجلس على الصوفا وعيونها بعيونه : .. ما كان شي يستاهل..وانا مو وحيدة..صوفيا معي..
يزيد وهو يأشر لجهة مدخل الصالة وكأنه يأشر على صوفيا : قابلتها عند مدخل الفيلا ..يوم شافتني انقلب وجهها .. (بضحكة).. ما عجبتها شوفتـي..حسيت وجهها اعتفــس..
ضحكـــت : ما عليك منها...ماخذه موقف منك من زمان... وشكلها ما نست..
جلس قبالها وهو ينفض شعره الآفرو بيده اللي يلف معصمها أساور شبابية ملونة : ههههههه...كنت مزعج ذاك الوقت داري...بس قولي لها ذيك أيام مراهقة راحت..
ضحكت سحر وهي تتأمله ..روحه هي نفسها..بس شكله اللي تغير شوي : ههههههه ، ما عليك منها... ( وهي توقف) .. وش تشرب يزيد ؟
يزيد بابتسامة : أي شي يجي بيدك !

ابتسمت له وهي ترووح بسرعة للمطبخ.. دخلت وكانت صوفيا ترتب الأغراض اللي جابتها...
صوفيا باستيـاااء : مالذي جاء به ؟؟
سحر وهي تاخذ الكاس اللي صبته ومعه كاس ثاني : جاء ليراني ..
صوفيا وهي تتابع ملامحها : لمَ كل هذه السعادة بسببه ؟
سحر وهي تشيل الصينية : لا أعلم...مجرد رؤيته تنعشني ..
وراحت من غير زيادة كلام...دخلت الصالة وهي تحط الصينية عالطاولة اللي بالمنتصف بينها وبينه...
قام وهو يلتقط كاس : ما قلتي لي ؟
سحر وهي تجلس وكاسها بيدها : هممم..؟
يزيد : ليش حسيت صوتك مو زين يوم اتصلت..صاير شي؟؟
سحر ابتسمت تمحي اهتمامه واللي تسميه اهتمام الصديق : .. مافي شي يستاهل.. كنت متضايقه شوي والحين أحسن بشوفتك..
ابتسم وهو يفرك شعره الآفرو مرة ثانية..وتنهيدة بصوته : تبين الجد ..؟...رجعتك كانت مفاجأة حلوة..
ابتسمت بامتنان على كلامه.. اللي يردّ الروح ويحسسها إنها مهمّـة..
يزيد وهو يردف: حتى أبوي انبسط كثير لما قلت له ان عمي مساعد موجود هنا..
سحر بابتسامة : حتى انا ...أبوي انبسط لما قلت له عنك..
ضحك يزيد وهو يتذكر نظرة ابو خالد عنه : هههههه كان يقول عني فرفارة ما تركد بمكان...
ضحكت من اللقب اللي توها تذكره : ههههههههههه .. فرفااارة...
ضحك يزيد معها بعفويـة : ههههههه الله يسامحه عمي مساعد.. كنت أحسبها مدحة..صارت عيارة ..
سحر وهي تهدى من الضحك وتتأمل بوجهه : بالنسبة لي عيارة حلوة..
يزيد بنص عيون : أي عيارة حلوة ؟!!.. تتريقين على راسي إنتي..!
ضحكت وهي ترفع كاس العصير لفمها : .. يكفي انها راكبـه عليك..إنت صدق كنت فرفارة .. حتى صوفيا تقوله ..
يزيد هدأ صوته ..وباهتمام : ..ما قلتي لي وش تسوين هالأيام ؟
سحر وهي تهز كتوفها : .. مافي شي محدد .. صايره أحب الهدوء .. وأغلب وقتي هنا بالفيلا..
يزيد بابتسامة : وش رايك ؟
سحر باهتمام : ايش؟؟
يزيد : بدل ضيقة الخلق والوحدة .. ما ودك تغيّرين جوْ معنا ؟
سحر بفضول : معكم؟؟
يزيد : ايه...احنا شلة الجامعة .. بعضنا كنتي تعرفينهم أيام المدرسة..
سحر باهتمام : بس انتوا مشغولين بالدراسة ؟؟
يزيد بابتسامة : لا بالعكس.. احنا شلة تحب الروحة والجية ..شفتي بعضنا بالكوفي ذاك اليوم..
سحر بتوتر وهي تتذكر إن أغلبهم شباب .. قالت : مدري يزيد...ما أحس ضابطه !
يزيد : كلنا بعمر واحد.. بعمري وعمرك..يعني لو تبين بتقدرين تنسجمين معهم !
سحر : مدري يزيد... حاليا ما أبغى أتعرف على أحد.. وماني بمود يسمح !
ابتسم وبنظرته لـُطف : ..على راحتك...أنا أقولك لأني خفت تكونين حاسه بملل مع انشغال عمي مساعد وشغله...وقلت اقترح عليك اذا تبين...
ابتسمت على اهتمامه : ما تقصّر... بس اللي أعرفه ان الشهر هذا شهر اختبارات ومشاغل دراسية...بيكون وقتي غلط اذا ازعجتكم..
يزيد : لا ينشغل بالك..صحيح هالفترة اختبارات..وبالنسبة لنا بنكون مضغوطين الأسبوعين الجاية...بس بعد الاختبارات اذا ودك تغيرين جوْ وتنبسطين..الله يحييك..
سكتت سحر بدون لا تعلّق..لأن حاليا ما عندها قرار..ومثل ما قالت مو مستعدة تندمج مع أحد جديد...الهدوء والوحدة غايتها بهالفترة ..

أردف يزيد بعد ثواني :.. حتى ما قلت لك ..إن الشلة سألوني عنك ؟
رفعت عيونها باهتمام : أنا ؟؟
يزيد بضحكة : ايييه طاقهم فضول يوم شافوني أسحب عليهم ذاك اليوم بالكوفي وانطلق لوحدة أول مرة يشوفونها ..
ضحكت وهي تتذكر لقاءها فيه : .. إنت سحبت عليهم السيفون مرة وحدة ...
ضحك بعفوية : ههههههههه كنت مصدوم وحاسّ إني مشبّه عليك يوم شفتك.. ما فكرت بعمري إلا أنا واقف قدامك..
سحر : بالنسبة لي ما توقعت أشوفك..ولا جاء على بالي كنت أظن ان اللي أعرفهم بهالبلد تركوها من زمان..
يزيد وهو يقوم ..ويحط الكاس على الطاولة : مثل ما قلت لك..إذا تبين لا يردك إلا الجوال...أتصلي فيني.. وجد بنبسط إذا شفناك..
ابتسمت : قدامنا الوقت..هالفترة قلت لك مو مستعدة اندمج مع أحد ..

يزيد اللي كان يحس ان فيه شي بشخصيتها متغير..مع كلامها اللي يوحي بالانطواء والعزلة..
قال بليونه : اللي يريحك..أجل أنا بمشي ألحين .. بلحق عالغداء بالبيت أمي متوعدتني لأني دايما أسحب عليه وآكل برا مع الشباب..
ابتسمت وهي تتذكر أمـه : .. اوكي..سلّم لي عليـها..
يزيد وهو يتحرك للباب : يوصل... (وهو يفتح الباب ..التفت بعد ما خطرت عليه فكرة).. تعالي...شرايك تتغدين عندنا وتسلمين عليها بنفسك ؟؟
سحر تفاجأت من الفكرة : أنا ؟؟
يزيد ضحك : ايه ..يلله تعالي.. بتنبسط أمي بشوفتك..مو هي كانت صديقة أمك أول ؟!
سحر وهي تحكّ جبينها باحراج : مدري يزيد فاجأتني ..
يزيد وهو يدق جبينهــا بأصبعه بحركة موانة : يلله بلا عبط.. بكلمها ألحين وأقولها تزيد من الغداء..
سحر بحرج : لااا.. يزيد لا تفاجئها كذا...مو حلوة..
يزيد وهو يقلّب وجهه : وش اللي مو حلوة..يلله بااااااس بلا حركات مال أبوها داعي..
ضحكت بحرج : يزيد..مو مستعدة ..وأمك من زمان ما شفتها..
يزيد وهو يمسك يدها بعفوية..لدرجة انحرجت : تراني أعرف حركات البنات وشابع منها..يلله خلينا نمشي.. ( وهو يتأمل ملابسها ..وهي منحرجة .. وابتسم ).. حتى ملابسك حلوة لا تقولين بروح أبدّل.. !
سحر بحرج وهي تسحب يدها : لا جد ملابسي مو حلوة ..
يزيد : مارح تبدّلين..أخاف تطلعين فوق وما تنزلين أدري فيك ممكن تسوينها وتلطعيني... (ضحكت سحر غصب )... يلله مشينــا..
ما قدرت تهرب من اصراره..
وبرجاء الطفل وهي ترفع اصبعها السبابة : طيّب!..بس طلبْ واحد...بروح أجيب شنطتي وجوالي..ممكن؟
يزيد وهو يضيّق عيونه : لا تسوين الحركة اللي ببالي !
ضحكت وهي تروح : مارح أسوي شي..دقيقتين وجايه..

طلعت فوق ..خذت شنطتها وجوالها ..ورجعت تنزل وقابلت صوفيا طالعه من المطبخ..
صوفيا باستغراب : هل أنتي خارجه؟؟
سحر وهي تناظر الباب ويزيد مــا كان واقف هناك..عرفت إنه طلع بـرا ينتظرها ،
قالت : أجل..سأذهب مع يزيد..!
صوفيا باهتمام : معه؟؟...إلى أين ؟؟؟
سحر : سأذهب لزيارة عائلته...لا تنتظريني على الغداء..
صوفيا بحنــق وهي تتخصر وتتابع سحر بعيونها اللي تحركت للباب : .. لقد أعددتُ الكثير منه...من سيأكله الآن؟؟
سحر وهي تفتح الباب باستعجال : كُليه أنتِ ...أو ضعيه في الثلاجة !!
واختفت ..صوفيا رجعت للمطبخ وهي حااانقــه... !!.... تباً له ليس الآن !

نزلت سحر الدرجات..وراحت ليزيد اللي كان واقف عند البوابة اللي على شكل سيااج..
ابتسم يوم شافها : قد كلمتك هههه !
مشت جنبه بابتسامة : ما قدرت أسفهك دامك جيت لحد هنا ..

راحوا يمشون عالرصيف لما وصلوا لأقرب محطة ميترو .. نزلوها وركبوا قطار الأنفاق لأن بيت يزيد بعيد شوي عن المنطقة اللي سحر ساكنه فيها..
::


بعـد فترة قليلــة... وصل تركي للفيلا وهو مرهــق..ست ساعات قضاها بالمعهد ..نسى فيها اللي صار الصبح اليوم..وهدأت أعصابه بعد ما حط تركيزه بورشة العمل اللي اشتغل فيها اليوم .. كان طاااقّه الجوووع للآخر وهو يحس ان نفسيته استهلكت هالصبح على غير العادة .. وعكس كل يوم..رجع الفيلا بدون ما يتغدا .. وهو بالعادة كان يتناول غداءه بأي مطعم قبل يرجع الفيلا بس هالمرة ما كان فيه حيل غير إنه يرجع الفيلا ويرتاااح..!

وهو رايح لكوخـه الحجري.. كان بيدخل مع الباب..بنفس اللحظة اللي طلعت فيها صوفيا من غرفته وبيدها سلة الغسيل الخاصة بملابسه..
ابتسمت يوم شافته : مساء الخير..!...وصلتَ أخيراً..
ابتسم ابتسامة جانبية مُتعبـة بعض الشي : مساء الخير..
صوفيا وهي تلمح الارهاق بوجهه : .. أأنتَ بخير؟؟
تركي وهو يمرر يده بشعره..بنبرة منخفضة : نعم منهك قليلاً فقط .. (وهو يتأمل الأغراض اللي معها ) .. أقمتِ بتنظيف الغرفة ؟؟
ابتسمت : أجل..نظفتها لك وأخذت ملابسك المتسخة..وسأعيدها خلال يومين..
ابتسم بامتنان : جيد.....شكراً لكِ
تحرّك وهو يمر من جنبها ودخل .. التفتت صوفيا تتابعه وهي تسأل : وليد...هل تناولت غداءك؟؟
التفت وهو يرمي حقيبته عالطاولة : ليس بعد ..!
ابتسمت بارتياح : جيد...لقد أعددت الكثير من الغداء.. هل تريد تناوله؟
ابتسم وهو يخلع جكيته الأسود اللي معطيه لوك حلو.. وظل ببلوزته الهاينك الرمادية اللي بيّنت نحافته المعتدلة : أكون ممتناً .. أشعر بالجوع وأوشك على السقوط..
ضحكت على مزحتـه : سأضعه بالحديقة الخارجية إذاً.. عشر دقائق وسيكون جاهزاً..
واختفت من قدام الباب .. أما تركي جلس على الصوفا وهو مدنّق ويده تلعب بشعره من قدام... فعلا يحس بجوع فضيع ..لأنه ما تناول حتى الفطور وطلع معصب.. أول شي دخل بطنه هي قهوة سحر هالصباح..وجلس عليها إلى ألحين !
قام وهو يروح لخزانة ملابسه المصنوعة من الخيزران المتناسقة مع ديكور الكوخ.. شال بلوزته الهاينك ..واخذ بدالها بلوزه سودا فيها ازرار صغيرة على الصدر.. وعشان ما يلبس الجكيت اخذ شال مخطط برمادي وكحلي غامق..لفّه على رقبتـه بسرعة ..واخيراً راح للحمام يغسل يديه..
طلع من الباب وهو يستعيد هدوءه وشخصيــة وليـد اللي رماها الصبـاح غصب عنه.. واستعدّ لشوفة سحر الحين واكمال اللي بداه معهــا..،
وصل للطاولة الموضوعة بين الأشجار.. صوفيا كانت ترتّب بعض الأطباق ..شافته وابتسمت ..
سحب الكرسي بيد وحدة وهو يجلس.. ورمى نظرة عفويــة ناحية الفيلا ذات الحجر الأصفر بتساؤل : ..أين الآنسـة ؟
صوفيا وهي ترتب الأكواب وعيونها عليهم : لا تقُم بانتظارها فلن تتناول الغداء معنا..
التفت لصوفيا بانتبـاه : هل تناولت غداءها مسبقاً..؟
صوفيا وهي تجلس بالكرسي المقابل له : لا...فلن تتناول غداءها هنا ..لقد خرجت قبل قليل..
تركي عقـد حواجبه باستغراب ...مارح تاكل غداها هنا ؟؟.. مو عادتها ؟؟
قال بهدوء مستفسر : .. خرجت إلى أين؟؟
صوفيا : ذهبت مع صديقٍ قديم لها..

تركي بحواجب معقوودة..وانتبااااه انشدّ من الكلمــة : صديق قديم؟؟
صوفيا : أجل.. لقد دعاها على ما يبدو...وذهبت معه !
ازداد الجموود على وجه تركي.. وهو يستفسر أكثر عن موضوع الصديق هذا : وإلى أين ذهبا ؟
صوفيا : قالت لي بأنها ستذهب لزيارة عائلته..
تركي : من هذه العائلة؟..هل تعرفينها ؟
صوفيا ابتسمت يوم حست من أسئلته..إنه قلقان : ..لا تقلق..ستكون بخير..( ناظرت طبقه ) هيا تناول غداءك قبل أن يبرد..
تركي بدون ما يتحرك : ليس قبل أن تخبريني من يكون هذا الصديق؟
صوفيا : وليد لا داعي لقلقك..إنه صديقها منذ زمن..والتقت به منذ مدة.. جاء لزيارتها اليوم ..
تركي وموضوع الصديق هذا سيطر على مخــه... ليش ما عرف عنه وهو اللي كان قريب منها الأيام اللي طافت !!
قال : .. متى التقت به؟
صوفيا وهي ترفع راسها فوق تتذكر : امممم ..ربما منذ أسبوعين !!.. (ابتسمت ) .. أتذكر عندما خرجنا معاً انا وهيَ.. التقينا به في المدينة مصادفة .. مذ رأته سحر وهي تبدو متحسنة ومرتاحة .. إنه ذلك اليوم الذي فقدت فيه هاتفها !!

ايييه !..يتذكر!..
عقد حواجبه وهو ما ينسى ذاك اليوم بالذات !!...وشلون ينسى وهي انهارت قدامه بطريقة ما ينساها..ويتذكر تفاصيلها الدقيقة... وللحين راسخه بباله..! من عقب ذاك الانهيار..وعلاقته معها غير عن قبل وفي تحسن بنظره ،
نفض راسه من تأثير ذيك اللحظات العصيبة عليه..انهيارها... موقف عانى فيه من شد أعصاب مو طبيعي بسببها...
يتذكر زين إنها كانت راجعه ذاك اليوم والحيوية تملاها..قبل ما يصير معه ذاك الصدام اللي طيّحها من طولها ..!
صوفيا بنبرة فيها ضيـق بعض الشي :.. رغم عدم استساغتي له...ولكن سحر تنسجم معه ! ولذلك أحاول أن لا أقلق..!
رفع راسه لصوفيا وهو يحس بنبرتها : ولمَ لست مرتاحةً بشأنه ؟؟
صوفيا وهي تهز كتفها : .. لا أعلم.. بالنسبة لي ..لا يبدو لي ولداً ناضجاً بعد..! وذو مغامرات كثيرة منذ مراهقته.. ولكنه مرتبط بسحر منذ تلك السنين..ولذلك لا أحاول التفكير بالأمر..فهما يعرفان بعضهما..
تركي بجديــة : أي نوعٍ من المغامرات ؟؟
صوفيا ابتسمت : لا داعي لقلقك حقا... هيا تناول غداءك..
لكن تركي ما لمس شي واحد..
وأعاد السؤال بـ حزم : سألتكِ سؤالاً..!.. أي نوعٍ من الأولاد هو!
صوفيا : إنه من ذلك النوع الذي يحب الحياة بكل ما فيها..حيوي ومندفع ومتهور.. ولكن تهوره يوقعك بالمشاكل في غالب الأحيان.. وكل يومٍ في مشكلة !
تركي وعيونه تضيق ..لأنه قام يتخيل هالنوع : .. أي مشاكل؟؟
ابتسمت صوفيا من جدّيته اللي لفتت نظرها : .. واليد.. انا أتكلم عن ولد عرفته وهو في سن الـ خامسة عشر وحتى الـ الثامنة عشر...وذلك سن حرج كما تعلم ..ولذلك قد أكون مبالغة في قلقي.. لقـد كبر الآن..وهو في عمر سحر تقريبا... لا أستطيع أن أخبرك عن حاله اليوم..لأنه كبُر تماماً كما كبُرت سحر وتغيرت كثيراً بالنسبة لي..!
سكت وما سأل أكثر... مسك ملعقته وبدا الأكل معها... وشي واحد يدور في مخه ..
كلام الشقرا عنه ..رسم في راسه... انطباع.. ســــيء!
مرّ الوقت وهم ياكلون ..وحوّلت صوفيا الكلام عن هالموضوع اللي حسّت إنه بشكل أو بآخر.. عفس مزاج وليـد..!

وجاء وقت الشاهي ..
صوفيا : ما أخبار دراستك؟.. تبدو منهكاً اليوم على غير العادة !
رفع تركي عيونه لها .. وابتسم بنعومة : على خير ما يرام..
صوفيا وطرى على بالها اقتراح... دامها كانت عارفه ان سحر بتتأخر ومارح يكون عندها شي تسويه : أتودّ التمشي قليلا بعد الغداء.. سيكون أمراً صحيـّاً ..!
تركي ما رفض..وخذاها فرصة يحرّك رجوله ويتنفس هواء نقي..
وبابتسامة : لا بأس.. يُسعدني ذلك !
نزّلت عيونها من ابتسامتـه الساحرة ..وهي تقوم واقفه : سأذهب قليلا..وأعود!
تركي بدون ما ينزل عيونه عنها والابتسامة نفسها : خذي وقتك..!

راحت عنه عشان تلبس شي فوق ملابسها .. وتعدل وجهها ولو بشي بسيـط..!
أما تركي انحنى عالطاولة بذراع وحده..ويده الثانية تفرك عيونـه من الانهاك اللي يحاول يتغلّب عليه.. رفع راسه وتطيح عيونه على سرير الشجر الشبكي وهو يتأرجح بخفة بسبب تأثير هوا يهب هاللحظة..!
هالسرير اللي جمعـه معها ..بنفس المكان.. مواقف أثّرت جذرياً على علاقته معها.. وبذيك البقعة قدر يردم الهوّة اللي كانت مستقرة بعلاقتهم اللي ما يدري وش يسميها..
ما طال تفكيره دقايق واللي كان يتمحور حول سحر... والصديق المجهول حقها..!
إلا قطعت عليه صوفيا بحضورها : ..هل نذهب؟
التفت تركي ناحيتها..وكانت مغيّره قميصها العلوي بهاينك عنابي بلونه الحلو واللي يبرز نحافتها وطولها اللي يقارب الـ 170.. مع جينزها الأزرق نفسه اللي لابسته قبل شوي.. وشعرها الأشقر الفاتن مرفوع نصه بكليبس والباقي نــازل على كتوفها بعد ما كانت رافعته كله وهي تتغدا..
ابتسـم وعيونه تمر عليها من فوق لتحت بشكل سريع.. وهو يدفع الكرسي للخلف واستقام واقف.. ابتسامتــه أشعرتها بالرضا.. وابتسمت..
تركي وهو يتقدم لها : هيا بنا..
بالنسبة لها..ما كانت محتاجه تعليق على شكلها..ابتسامته كانت كافية ووافيـة..
وراحوا ياخذون جولة بالريف اللي حولهم .. ويسولفون سواليف متنوعة ..،
::




♫ معزوفة حنين ♫ 17-09-12 07:48 PM



وصلت سحر مع يزيد لمجمع سكني كبير مجهّز بكل شي من حدائق وملاعب ..ابتسمت وهي تتذكر مباشرة ان بيت يزيد موجود فيه..هالمجمع خاص للموظفين الدبلوماسيين وعوائلهم ..وهي كانت ساكنه فيه لمدة سنة وحدة قبل ما يشتري ابوها الفيلا الروسية..وينتقلون هناك ..
يزيد وهو مبتسم : اتصلت في أمي وقلت لها فيه ضيف بيجي..ما قلت لها انه انتي..
ابتسمت وهي توقف قدام الباب : ان شاء الله ما تنصدم..
يزيد وهو يدق الجرس : مارح تنصدم..
سحر : ما معك مفتاح؟؟
يزيد وهو يغمز بشقاوة : إلا...بس أبي الوالدة تفتح الباب..وتشوفك
سحر وحمرة على وجهها من الارتباك : .. أحس جيّتي غلط يزيد...اخاف أمك مو مستعدة تستقبل ضيوف..
بأصبعه دق خدها لين إلتف للجهة الثانية بخشونة مزح : انتي من أهل البيت بلا كلام فاضي ..
ضحكت وهي تطقه مع صدره بقبضة يدها : بلا حركات الجفاسة حقتك..
يزيد وهو يمسك صدره : كنتي تصيحين يوم أسويها...وش اللي صار ؟؟
ضحكت وهي تتعلق بشنطتها : .. كنت بزر والدلع الماصخ يقطر مني..الحين تغيّرت..
يزيد وهو يتأمل حالها اللي حوله هالة من الغموض مو فاهمها : صحيح ..فيك شي متغيّر بس مدري وشو..
سحر تقفّل الموضوع : المهم ليش محد فتح..أخاف طالعين؟
يزيد : لا الحين يفتحون..
ودقه لثالث مرة..وأخيرا سمعوا خطوات جايه ..انفتح الباب وسحر تستعيد هدوءها عشان تسلّم على اللي كانت بيوم جارة أمها هنا ورفيقة غربة مو أكثـر..
ابتسمت سحر وعيونها تطيح على ام يزيد اللي كانت العصبية تنضح من عيونها على ولدها اللي تأخر..ولكن اختفت العصبية يوم طاحت عيونها على البنت الناعمة اللي واقفه معه.. سحر تتأملها بهدوء وهي تتذكرها... كانت حرمة بمنتصف الأربعينات..ملامحها جادة بس فيها حنية الأم..وما تدري ليش تذكرت أمها !!
هذي رفيقة أمها بيوم من الأيـام..!
يزيد يوم شاف امه ساكته : ما عرفتيها ؟
أمه وهي تتمعّن بالبنت اللي كبرت من آخر ثلاث سنين تقريبا : سحر؟؟..بنت هيفاء؟
ابتسمت سحر بقوة ..ما نست أمها شكلها!!
يزيد بضحكة : بالضبط؟... فريندتي ! (صديقتي)
ضحكت سحر من كلمة فريندتي وتقدمت لأمه تسلم.. اللي خذتها بالأحضان تلغي أي رسمية من الطبيعي انها تصير..!
خنقتها العبرة غصب وهي تطيح بحضنها وذيك تسأل عن أحوالها باستمرار وتسأل عن أمها ما سكتت ..
سحر وهي تتراجع والدمعة بعيونها : بخير يا خالة.. انتي شلونك؟
ام يزيد وهي تتأملها بابتسامة ويدها ماسكه يد سحر : بشريني عن علومك..أهلك شلونهم..الوالدة والوالد..ان شاء الله بخير..
سحر بنبرة خجل من الوضع : بخير والله ما يشكون شي ..شلونك خالتي.. ان شاء الله ما أزعجتك بجيتي بس يزيد أصر أجي اشوفك..
ام يزيد بابتسامة : الله يحييك..يزيد طرى لي مرة انه شافك هنا.. سألت عن أمك بس قال إنها ما جت معك..ليه عسى ما شر؟.. إنتي جايه لحالك أجل؟
سحر وهي تتحرك معها بالممر اللي تحفّه طاولة يمين ولوحة يسار ..ناحية الصالة اللي بالركن اليسار : جايه مع الوالد...جا عشان شغل وجيت معه..
ام يزيد : وأمك شخبارها..من زمان عنها ما كلمتها!
سحر وهي تجلس على حافة الصوفا وشنطتها بحضنها : بخير الحمدلله..
ام يزيد : سلميني عليها اذا كلمتيها.. (التفتت لـ يزيد اللي كان واقف).. ليش واقف ؟..جبت البنت وبتطلع؟؟
يزيد وهو يحك شعره الآفرو بيده واللي يلفّ معصمه اسوارة زرقاء وسوداء : لا مارح أطلع.. بروح أبدل لما يجهز الغداء..

راح هو واختفى عنهم..وظلت سحر مع ام يزيد تسولف ويتبادلون أطراف الحديث...كانت محرجه وخصوصا إن ام يزيد عبّرت لها عن سعادتها انه بتشاركهم الغداء ..
سألت سحر بارتباك: ابو يزيد موجود؟
ابتسمت ام يزيد: لا مارح يكون موجود عنده شغل بالسفارة وبيتأخر..عشان كذا لزّمت على يزيد يرجع البيت يتغدا معي..ولا هو عادته فرفااارة ما يقرّ بالبيت.. الله يصلحه ..على حطّة يدك مثل ما تركتيه من ثلاث سنين هو يزيد ما تغير...
ضحكت من كلمة فرفاارة..شكلها متداولة بينهم من أطلق أبوها اللقب عليه..
ابتسمت ام يزيد : لزّمت عليه يجي يتغدا معي اليوم..أبوه مهوب موجود وأنا بصراحة حرمة ما تحب الأكل بروحها..
ضحكت سحر : ليش بلحالك ؟؟..أتذكر كنتي حامل قبل ما نرجع بكم شهر..اذا ما خابت ذاكرتي جبتي ولد..!
ام يزيد : ايه.. محمد ولدي الصغير .. عمره الحين سنتين وتسع شهور..قريب بيكمل الثلاث..

همست سحر ووجهها يتغيّر شوي.. لأن الاسم..له تأثير.. وحروف الاسم..محفورة داخلها.. ودّها تطمسها ..أو تفقد الذاكرة وتنسى هالحروف..وصاحب الحروف اللي كان أهم من هالكون بالنسبة لها : .. محمد !
ام يزيد : ايه محمد ..الحين نايم شوي ويصحى ..
ابتسمت سحر بالإجبار..وهي تخفي ملامح الألم.. نزّلت راسها لشنطتها بسرعة عشان ما تحس بشي..
ام يزيد وهي تقوم: استريحي..بجيب لك شي تشربينه قبل الغداء..
سحر : ما يحتاج.. كنت شاربه انا ويزيد عصير لما زارني بالبيت..
ام يزيد: ماعليه..ما يصير لازم نضيّفك..

راحت عنها ورجعت..قدمت لها عصير..ورجعت مرة ثانية للمطبخ عشان تكمل الغداء..
سحر صارت لحالها..شربت جرعتين تبلل فيها ريقها وما كمّلت.. قامت واقفه وهي تتمشى بالصالة اللي ما كانت كبيرة مرة .. متوسطة الحجم .. جدرانها بيضاء بتعتيق زخارف معطيها شكل أنيق بعض الشي.. البيت تصميمه عمــلي حتى ما فيه زود ألوان جدران.. بسبب انه ينتمي لمجمّع سكني أغلب البيوت فيه تتشابه بتصاميمها وبيتهم الأول يشبهه..بس بسبب حجمه وضيق المساحات فيه بعض الشي اضطر ابوها يشتري الفيلا الروسية من حلاله الخاص عشانها أكثر راحة ..

طاحت عينها على صورة عائلية في برواز..موجودة على فاترينا في وحدة من الزوايا..
تأملتها بابتسامة ..كان يزيد مع أمه وأبوه..والصورة قديمة لأن يزيد مبين عمره 16 او 17 سنة..
حسّت بجسم صغير يقترب منها... التفتت وطاحت عينها على ولد صغير قصيير.. يفرك عيونه بنعاس ..وشعره ناااعم بس آفروو مثل شعر يزيد بالضبط... ضحكت غصب وهي تنحني للأرض : تعال حمودي..
تغلّبت على مفعول الاسم وهي تنطقه..وخزة ألم تناستها... الولد يوم لاحظ إنها مو أمه ..ما تحرّك..
دخلت ام يزيد وشافت سحر تنادي ولدها..
بابتسامة : صحيت يالنتفـة !..(التفتت لـ سحر ) الله يصلحه عسى ما يصير مثل يزيد والله ان يشيّب راسي!
ضحكت سحر وهي تقوم واقفه : بس أنا اشوفه مثله بالضبط.. وش هاللوك خالتي ليه مطولين شعره؟؟
ام يزيد وهي تحط طبق على الطاولة وتتنهد : وهو بكيفي..يزيد يبيه كذا !
سحر راحت وشالت الولد اللي حط راسه على صدرها من النعاس : بس يناسبـه اللوك وشعره ما شاء الله تبارك الله ناعم ولفّتـه حلوة ومعطيته ملح..الله يحفظه..
ام يزيد : أنا ما أحب هالخرابيط واللوكات الغريبة ..ممكن أقبلها على بزر صغير..بس أخاف يكبر الولد ويتعود عليها...شوفي يزيد ألحين عدّى 21 سنة وهو همّه لبسه وشكله..وشعره.. معاد صرت أقدر عليـه.. وخايفه على محمد يصير مثله لو طاوعته..
ابتسمت سحر وهي تحضن محمد اللي نام على صدرها : يكبر ويعقل يا خالة ..
ام يزيد : اذا ما عقل ألحين.. مهوب عاقل عقب..
ضحكت سحر على طريقة ام يزيد بالكلام ونبرتها المتشكيـه... دخل يزيد على آخر كلمة وهو مبدل ملابسه.. لابس تي شيرت واسع وبنطلون برمودا اسود.. وشعره اللي كان منفوش قبل ساعة ألحين مبلل عقب الشاور..ونازل على وجهه..
يزيد : خلاص قفلي موضوعي .. ما تطفشين يمه..
التفتت امه ..وسحر معها ..اللي ابتسمت على شكله اللي يشبه محمد بالفعل .. وكأن محمد مستنسخ منه !
يزيد لاحظ ابتسامتها وراح قريب منها... جلس جنب سحر على نفس الكنبة وما بينهم الا فراغ صغير.. اللي أحرج سحر ..
يزيد : عطيني اياه عنك !
أم يزيد هبّــت فيه : وش مجلسك جنب البنت؟...تعال هنا وجع يوجع عدوك !
التفت يزيد لأمه .. وحكّ راسه المبلل : شفيك علي من الصبح؟!.. تراني جيت أتغدى عشانك وانتي للحين معصبة مني !
ام يزيد وهي تخزّه بعيونها لأنها لاحظت ارتباك سحر : ما عادك بزر معها (تقصد سحر) ..تعال اجلس هنا
التفت يزيد لـ سحر ..ولاحظ إنها ما تناظره ..ضحك وهو ينغزها من خدها : سحر ليش كذا؟؟
التفتت عليه ووجهها أحمر .. ما عرفت تعلق..
يزيد : شفيه وجهك كذا؟؟.. تدرين اني بريء ومو قصدي شي..
نزلت بنظرها لمحمد وهي منحرجه من ام يزيد أكثر شي...ولّا لو على يزيد..مارح تنحرج لأنها تعرفه ..!
ام يزيد بنبرة تهديد : يزيــد !
قام واقف عشان أمه وجلس بكنبة فردية قريب وهو يردف : خلاص بلاش تعصبين !
ام يزيد وهي تقوم تكمّل تجهيز الغداء : نفسي تنتبه لتصرفاتك قبل تسويها ..
راحت للمطبخ ..وسحر سكتت .. وهي تتذكر...ام يزيد ما تغيّرت كانت كثير ما تحاسب يزيد على تصرفاته وهو صغير...تعصب..وتحمق..وكانت تضرب أحيانا .. والحين يزيـد كبر وروحه المرحة العفوية ما تغيّرت.. وشخصيته هي نفسها..والظاهر أمه عجزت تغير اللي مو عاجبها فيه..
يزيد وهو يلتفت لـ سحر اللي كانت مدنقه لمحمد ويدها تلعب بيده الصغيرة..وما تناظر أحد..
ابتســم : لا تنحرجين يا هبلـة..
رفعت راسها ..وابتسمت تبدد الموقف : ما انحرجت !
يزيد بسخرية خفيفة : لاه!... ووجهك قبل شوي.. حسستيني إنك أول مرة تشوفيني!
سحر ما تبيه يتحسس : أنا انحرجت من امك...مو منك !
يزيد : تدرين انك صديقة مو أكثر وأمي أحيانا تشطح بخيالاتها عني..تحسبني بصيع ولّا بدجّ....... أنا آسف اذا ضايقتك !
ابتسمت سحر ..لأنها تدري إن تصرفاته ولو كانت مو سليمة...إلا إنها طالعه من قلب ما يقصد الشر ..
سحر : تخاف عليك !
يزيد : خوفها ماله مبرر.. كبرت خلاص !
وقام واقف واقترب منها... انحنى وهو ياخذ محمد من حضنها ..
سحر : يشبهك مرة !
يزيد وهو يبوسه على خده وذاك يفرك عيونه : أدري عشان كذا أموت فيه ..!
سحر بضحكة : الغرور مو لايق عليك بالمرة ..
يزيد : مش غرور.. لكني متعلق فيه وأحبه..

دخلت ام يزيد ونادتهم : يلله تفضلي سحر.. يزيد جيب اخوك ياكل ..
راحوا ناحية غرفة الأكل المجاورة للصالة مباشرة واللي كان حجمها صغير .. وابتدوا غداء وسحر تسولف مع ام يزيد مرة..ومع يزيد مرة ..
::

كانوا تركي وصوفيا راجعين للفيلا مشي على رجولهم بعد ما قضوا ساعتين سوى.. كانت سريعة ما حسوا فيها..
صوفيا وهي تناظر الساعة : لقد مرّت ساعتان.. (ابتسمت له) لم أشعر بها مطلقاً..!
ابتسم بدوره ويديه بجيوبه : .. وأنا كذلك.. (شاف السما الملبدة والجوو اللي يزداد برودة .. وهبوب هواء وكأن فيه عاصفة تنذر بالاقتراب ) .. لقد تغيّر الجو .. يبدو أن البرد سيشتد في المساء ..
صوفيا وافقت : أجل..بالأمس أُعلن عن احتمال تساقط الثلج الليلة..ولكن يبدو بأن هناك عاصفة قادمـة..ولذلك يفضّل أن نجلس في البيت ولا نخرج أبدا..
تركي وهو عاقد حواجبـه : قلتِ عاصفة ؟
صوفيا : أجل ألم تعش أبداً عاصفة ثلجية ؟؟.. (ضحكت).. أوه صحيح..أنتم تعيشون في منطقة صحراوية.. لم ترَ عاصفة ثلجية من قبل..لا تقلق..إن جلست بالداخل وأغلقت الأبواب فستكون بخير..
ابتسم من كلامها وما علّق ..
وصوفيا أردفت: قد يمر المساء بسلام..فأنا أيضا لا أرجو قدوم العاصفة .. ولكن هطول الثلج أمر شبه مؤكد فالسماء ملبدة تماما.. ( وهي تناظر فوق)..

قال تركي وهــاجس داهمـه : ألم تخبركِ الآنسـة متى ستعود؟؟
صوفيا قلبت فمها : لا...لقد خرجت سريعا مع صديقها قبل أن أسألها..
تركي : وهل تعرفين أين منزل صديقها هذا؟؟؟
صوفيا عبست تتذكر : .. إن لم تخني الذاكرة ..فهم يعيشون في مجمع سكني خاص بعيدا عن هنا...إن أردت الذهاب إلى هناك فعليك أن تستقل الميترو.. تبعد من هنا أربع أو خمس محطات.. وهي منطقة معروفة..
وصلوا للفيلا....التفتـت صوفيا لـ تركي بامتنان : كانت نزهة جميلة..سأذهب وأحاول الاتصال بها..لأرى متى ستعود..
تركي : جيد...أخبريها أن تعود حالاً.. فالليل يوشك..
راحت صوفيا لداخل..اما هو رجع لكوخه وعيونه عالسمـا اللي انقلب حالها في ساعتين...
شكل الليلة .. مو مثل كل ليلة والجو ينذر..!

ما أمداه يتمدد على الصوفا الناعمة ويسترخي ويمتص الدفا ويريّح رجليه..ويغفوو ...إلا رجعت صوفيا تدق الباب..دخلت ووجهها قلقان ..
تركي استعدل جالس يوم شافها : ..مالأمر ؟؟
صوفيا : لقد قمت بالاتصال بها..ولكنها لا تجيب !

تركي تنهّد من قلقها الجديد...مهوب ناقص وجع راس ألحين !
قال بهدوء : أحاولتِ ثانية ؟؟ أمتأكدة أنها أخذت هاتفها معها؟؟
صوفيا : أجل..لقد رأيته معها قبل خروجها...وحاولت ثلاث مرات قبل قليل.. قد تكون منشغلة سأحاول بعد نصف ساعة ..
تركي : لمَ القلق إذن ؟؟
صوفيا : سيحل الليل بعد قليل.. ومنزل صديقها ليس بالقرب قد تضطر أن تعود لوحدها ..
تركي ما شغل باله لأنه تعوّد على قلق هالشقرا الزايد...دايم تحوسـه وتحوس مخه....وبالأخير..ترجع سحر ومافيها الا العافية ..!
صوفيا : سأذهب لأبحث عن رقم ذلك المنزل..قد أجده !
وراحت عنه لعلها تلقاه ..أما تركي التفت بعفوية ناحية النافذة..ونور الكون اللي يتناقص بفعل الوقت اللي يقترب من الليل...وبفعل السما الملبّدة اللي تمحي كل خيط ضوء.. لفت نظره ،
لكن عقب ما مرت ساعــة والليل نزل تقريبا واختفى النهار... رجعت له صوفيا وهي قلقانه جد لأن سحر ما ترد.. والرقم ما قدرت تحصله ..


عند سحر اللي طلعت من غرفة محمد الصغير عقب ما لعبت معه لمدة ساعة وأكثر.. رجعت للصالة اللي فيها أم يزيد وكانت تتابع الأخبار... ويزيـد نايــم باستغراق على الكنبــة.. ابتسمت لا شعوري يوم طاحت عينها عليه وعلى شكله..
ام يزيد : اشوفك انبسطتي مع محمد!
سحر وهي تبتسم : .. خفيف دم ما ينمل منه !
ام يزيد : توني رجعت الصالة ..كأني سمعت جوالك يدق..
سحر التفتت لشنطتها اللي تركتها على الصوفا..راحت بسرعة تشوف ..ولقت أربع اتصالات من صوفيا...
و 6 اتصالات ..من.. وليــد !
عقدت حواجبها باستغراب ..شفيهم يتصلون!! صوفيا تدري عن مكانها..إلا إذا كان صاير شي..الله يستر!
رفعت عيونها للنافذة بعفوية من غير احساس بالوقت ...وشافت الدنيا ظلااام.. شهقت وناظرت ساعتها.. لها فوق الأربع ساعات هنا !! وشلون ما حست بالوقت..!
ام يزيد بانتباه: شفيك ؟
سحر وهي تشيل شنطتها بسرعة لازم ترجع : تأخرت يا خالة ..لازم أرجع..!
ام يزيد وهي تناظر الساعة : لحالك؟؟
سحر : عادي أدلّ طريق الرجعة ..
أم يزيد التفتت لـ يزيد المستغرق بالنوم : لحظة خليني أصحي هالولد ..عالأقل يوصلك للمحطة..مثل ما جابك يرجّعك..
ضحكت سحر ..وهي تتأمل يزيد وما تدري ليش رأفت بحاله كان نااايم بعمق من التعب : لا خليه..واضح تعبان ما يحتاج تصحينه...أدل يا خالتي
ام يزيد مو مرتاحه : توني سامعه بالأخبار..الجو ثلج برا.. شوفيه بدا ينزل ..
التفتت سحر للنافذة مرة ثانية..ولمحت بدايات هطول لذرات الثلج.. وقررت تستعجل
سحر: مارح يصير الا كل خير.. مارح أضيع أعرف طريقي !

بهاللحظة دق جوالها بيدها...ولما رفعته شافت.......وليـــد.. يتصل !
بهدوء ردّت عكس فورة اللهب بالطرف الثاني : هلا ..
تركي وهو ماااسك أعصابه بالقووة : إنتي ما تفكرين؟؟؟
انصدمت من هالأسلوب ..وبهدووء : وش صاير ؟... إنت وصوفيا كسرتوا جوالي فيه شي صاير؟
تركي بسخرية : لا عمتي صاير كل خير .. ممكن أفهم ليش التسفيه!؟
سحر مو فاهمه سبب يخليه كذا : وليد إنت شارب شي؟؟؟
تركي وأعصابه موصّله معه لأن له فوق النص ساعة يدق وما ترد : انتي عارفه الساعة كم ؟؟
سحر وهي تتنهد : ايه عارفه..
تركي : الشقرا قلقانه عليك ومن سنة تحاول تتصل وانتي لا حس ولا خبر..
سحر : الشقرا على قولتك عارفه انا وين ..وبعدين لا تكلمني بهالأسلوب..!
تركي وهو ماسك أعصابه ..وهدّأ من نبرته : ..متى ناويه ترجعين؟؟
سحر : انا طالعه الحين ..
تركي باستفسار : ..لحالك؟؟
سحر باستغراب : ايه لحالي...ليش؟؟
تركي بسخرية : وصديق الغفلة ..بيخليك ترجعين كذا لا حامي ولا والي...!
عصبت جد هالمرة وهي تحس ان أسلوبه تجاوز الحد بالسخرية والاستفزاز ..
سحر بقهر : مهوب شغلك !
تركي : لا شغلي ...
سحر انقهرت وهي تروح بعيد يوم حسّت ان ام يزيد تناظرها باستغراب من نبرتها الغاضبة : لاء مهوب شغلك..يلله سكر انا بطلع ألحين ..
تركي بعصبية : تعالي أنا أكلمك ..!..
سحر تأففت وهي مو عارفه وش فيه بالضبط : نعم ؟
تركي : بالله انتي شايفه الجو شلون؟؟ أو بتطلعين كذا بدون تفكير !
سحر تنهدت وهي فاهمه هالنقطة : ما تأخرت بقصد.. خذاني الوقت ونسيت نفسي..خلاص ما صار شي قول لصوفيا الحين انا راجعه.. أصلا ليش انت اللي تتصل مو هي..
تركي وغضبه وصل حده : إنتي لازم ترفعين ضغطي بمخك اللي ما يفكر ذا !
فتحت عيونها بدهشــة ..من كلمته ولأن صوته مو هو صوت وليد اللي تعرفه..شفيه الأنبير ضارب معه !؟
سحر : ما رفعت ضغط أحد إنت وشفيك !!
تركي : غباءك ذا اللي ماله حل هو اللي بيطيحك بمشاكل.. الظاهر لازم أعلمك درس جديد ..
سحر عصصبت من كلامه اللي يجرح : وليييد خلاص مالك شغل فيني ..ان شاء الله أموت مو شغلك..!
تركي فااارت أعصابه أكثر وأكثر .. ووضح لمعان الغضب على عيونه لأنها ما أظهرت حتى امتنان لموقفـه.. ولأنه مهوب على طبيعته من الصبح.. قرر يلقّنها درس : هي كلمة وحدة .. لا تتحركين لما أجي...ولا خطـــوة ! !

سحر بصدمــة : لا تجي!
تركي بنبرة جادّة تفتت الصخر : بدون نقاش...إن تحركتي خطــوة لا تلومين إلا نفسك!
وسكر السماعة بوجهها ..
ناظرت الجوال بعدم تصديــق...تحاول تستوعب هالانسان..وجع !.. وش صاير له هالمجنون !!.. في وعيــه يوم يخاطبها بهالأسلوب !!
ليش يتكلم كذا..!
رجعت لأم يزيد وخذت شنطتها ..وابتسمت بتوتر يوم حسّت ان أم يزيد تناظرها باهتمام وشكلها سمعت بعض الكلام ..
سحر تضيّع السالفة : هذا أبوي يسأل عني..انا طالعه..مع السلامة..
سلمت عليها وراحت للباب ..أول ما طلعت برا في ظلام الليل ..حضنت نفسها لا شعورياً من البررد... يا الله الجو انقلب في ساعات قليلة .. كانت بتمشي للمحطة بس غيّرت رايها ..تذكرت كلام وليد وعصبيتـه المنفجرة اللي أدهشتها...وما تدري ليش حست إنها لازم تقصر الشر..جرس انذار داخلها رن يحذرها ما تتحداه وتخالف طلبه... وقررت تنتظر دقايق ..راحت ناحية الحديقـة العامة المقابلة للمجمع السكني ..ووقفت تحت وحدة من الأشجار عشان تحميها من الثلج اللي ينزل..وعشان اذا جاء وليد يشوفها...بتنتظر شوي إذا جاء أو بترجع من نفسها..وهي مــو بـزر.. تعرف تدل !
كانت الدنيا ليل والشارع قدامها فاضي...ويوحي بالوحشة خصوصاً إن أغلب الناس احتمت في بيوتها ..والأشكال اللي تمر بالشارع مو طبيعية يا إنها سكرانه.. أو محششة ..! محد يطلع بهالجو إلا إنه مجنون أو فاقد..!
اقترب واحد مو طبيعي منها وهو يترنّح يوم شافها واقفه لحالها وبيده زجاجـة تأكدت إنها خمر ..كشّت منه وهي تتحرك عشان تبعد كم خطوة .. وهو يقترب بخطوات متهاوية وفاقدة أي اتزان..قام يخربط عليها بكلمتين وهي تناظر بحذر وتبعد كل ما قرب..
كرهت استجابتها لطلب وليد اللي هددها ما تتحرك.. لو راحت قد وصلت الحين لمحطة الميترو .. مو واقفه هنا مع هالمهابيــل !
مسكت حصاة لقتها تحتها..ورفعتها وهي تهدده فيها يعني افهم...انقلع عن وجهي ..أو بفقلـك فيها..!
لكن المشكلة إن فيه واحد ثاني فـاقد جا وهو يهبب كلام ما تدري وشو..وانضم لرفيقه وشكلهم يعرفون بعض ومسوين حفلــة سوى بهالشرب ..!
سحر قالت بالروسي : اذهبا من هنا ..!
قاموا يناظرون بعض ويبتسمون ابتسامات عوجاء من السكر ..الأول قرّب منها وهو يخربط بكلام مو موزون..
فهمت من بعض الكلمات إنه يعزمها معهم.. وإن بيته قريب من هنا بدال هالبرد اللي واقفه فيه تقدر تجي معهم..
كرهت نبرته وريحته وشكله..حتى معاني نظراته وكلامه الوصخ ..وحقدت على وليد اللي اضطرها انها توقف هنا ... أصلا ليش سمعت كلامه..
بدون شعور يوم شافت إن هالسكران تجاوز حدوده ويده بتوصلها..رمت عليه الحصاة بقوة وهي تشتممممه ..ضربت الحصاة بجبينه..وطاح يتلوى وهو ماسك جبهته ما بين ألم وسكرة ..!
عصّب صديقه وبخطوات عوجاء قرّب منها وهو يرفع زجاجته بالهوا بيلفخـها فيها ..هنا انهبلت ومسكت راسها وهي تنحني بصرراااخ من قلبها..!
وصلها صـوته المميز يهدد :
-Don't !
رفعت راسها بسرعة والرعب على وجهها... من الصوت المألوف وكلمة "إياك" ..
كان تركي واقف ورا هالفاقد ويده ماسكه يد الرجال اللي شايله الزجاجة .. ولأن تركي كان يدري ان ذا فاقد ما استعمل معه زود قوة ..سحب منه الزجاجة بعنف..والتفت على سحر بنظرة غاضبة تشتعــل...سحر ماتت من ذيك النظرة..واررتجفــت بررعب وهي تشوف الشيطان فيه..!
والصدمة الأكبر.. إنه قذف الزجاجة بغضب متفجر وبكل ما يملك من قوة ناحية سحر.. صرخت سحر وهي تخبي وجهها لا تصيبه بصرخة رعب مدويـة...حسّت بالزجاجة وهي تمر من جنب وجهها وترتطم بالشجرة اللي وراها مباشرة..تكسّرت وسال منها اللي سال... فتحت عيونها بعد لحظة وأعصابها تنتفض ..منخرسة..والصدمة كلت لسانها من حركته..!
قام ذاك ينافخ عليه بكلمات مو مترابطة لأنه خرّب مشروبه..وعشان يتخلص منه سحبه تركي بيد وحدة من ياقته بدون كلام.. وذاك قام يتعثر بخطواته... رماه بالرصيف الثاني بعيد...ثم رجع للرجال الأول اللي طايح عند سحر..وهي تتابع برعب وصمت تصرفات وليد....جرّه مثل صديقه الأول من ياقته لين قام واقف..وسحبه للرصيف الثاني ورماه هناك على صديقه ..بدون أدنى كلمة...وسحر اللي كان صدرها يطلع وينزل برعب مجنون..تتابع وليد اللي ما كان طبيعي أبدا..

رجع تركي لـ سحر اللي كانت جالسه عالأرض مالها قوة..من الصدمــة والخوف ..
ما كان خوفها من هالمجانين قد خوفها من وليد وحركته الشنيعة اللي سواها فيها ..واللي بسببها كان ممكن تروح بداهية !!
لا شعوريا دموعها لقت طريقها لعيونها..بس مسكتها ما تبي تظهر له ضعفها !!
تركي وقف قدامها والجموود الكامل على وجهه ونظراته..وقال يبرر حركـته الشنيعة : ..هذا الدرس اللي قلت بعطيك اياه !
اهتزّ قلبها وهي تسمع هالنبرة الكريهة بصوته.. ورفرفت رموشها وهي تحاول تمنع دموعها بالقووة ..
تركي بوجووم جاد : عشان ثاني مرة... تعطين لكلامي اعتبار ..أنا ما ألعب معك..
قامت واقفه ودموعها تطيح قدامه : انت..؟...ليش سويت كذا ؟
تركي وبعيونه جليد : عشان أنهي غباءك ذا اللي ماله نهاية..
سحر بصرخة صياح وررعب : أنا ما طلبت مساعدتك ولا أبيها.. حقيييير ليش تسوي كذا ؟؟
تركي : قلت لك.. (ببطء) ..هذا .. د ر س..كان لازم تتعلمينه..
سحر : ما ابي دروسك المجنونة هذي.. أصلا مو شغلك أنا حرة أطلع وأروح بالوقت اللي أبيه .. إنت واعي بالحركة اللي سويتها..تدري لو صابتني بوجهي وش بيصير لك.. جد مجنون ومافيك مخ !
تركي بجمود : ايه .. أنا مجنون..واللي ما تعرفينه إني لما أعصب.. أبيعهــا..
سحر وهي تناظره ما تدري وش تقول وما لقت جواب يبرر تصرفــه... تحركت وهي تصيح من قلب مقهور : حيــوان.. والله حيــوان..
ومشت وهي تبكي قدامه..والخوف منه مرعبها.. حست إنه واحد ثاني غير اللطيف اللي اعتبرته مثل الصديق الأيام اللي فاتت... مو فاهمه شي.. مو فاهمه هالمجنون ليش سوى كذا..ليش يزيد من رعبها..!! ليش تعامل معها كذا !
مشت بسرعة وهي تشاهق بكى..وكانت تحس فيه يمشي وراها... بعد !! له وجه يمشي وراها يقال إنه بيحميها... لو يبي يحميها ما تهور وسوّى ذيك الشناعة !!
التفتت عليه وصرخت : لا تللللللحقني يا حيييوان.. والله ما أسااامحك !
ما كلّمها مع انها قامت تسبه طول الطريق والبكى ما وقف.. أحيانا تركض عشان تبعد عنه وهو يلحقها مشي بدون كلمة وحدة..
ركبوا الميترو اللي كان مزحووم من الناس بسبب الجو اللي يزداد سوء الكل رايح لبيته ..وقفت سحر بزاوية بين الناس وهي تمسح دموعها والناس اللي حولها يناظرونها باستغراب ..وتركي لحقها ووقف جنبها بنفس الزواية وهو رافع يده يتمسك بالدعامات اللي فوق ..
سحر همست بـ كُره : وخر بعيد ما احتاج حمايتك !
همس وهو يناظر قدام ببروود مافيه أي ذرة ندم : مارح أبعد.... وكلمة زيادة لا تلومين الا نفسك ..!
سحر تقصلت ملامحها وهي تحاول تمنع موجة جديدة من الدموع...آلمها أسلوبه كثير والتفتت تناظر من النافذة وهي شاده على شفاتها تمنع العبرة اللي تتصاعد ..!
الوجع كبير ..وليد آلمها.. أسلوبه هالمرة لا يطاق..لا يطاق..لا يطاق..!



♫ معزوفة حنين ♫ 17-09-12 07:51 PM



وصلوا بعد دقايق لمحطتهم .. وما صدّقت سحر تنفتح الأبواب..إلا تركض قدامه سابقه كل شخص ناوي الخروج .. قامت تركض وتركض وهي تشهق .. تبي تهرب بس ..ما تبي تشوفه..!! ليه يسوي كذا !..
وصلت للفيلا والجو سيء ..العاصفة في بداياتها والثلج يزداد هطوله.. كانت تدري ان وليد وراها بس ما التفتت وهمّها بس توصل لداخل وتفجر الباقي من قهرها..!
سمعت صوت وليد ..يناديها من ورا
: سحـــر ..!
ما ردّت عليه .. وبسرعة اتجهت للفيلا وشافت صوفيا واقفه عند الباب يوم لمحت دخولهم ..
صوفيا براحة : عدتِ أخيرا ..
لكن سحر مرّت من جنبها وهي تشهق ..صوفيا ارتااعت ونادتها : ماذا هناك تعالي !
لكن سحر ضربت بالباب عشان ما تعطي لوليد فرصة يلحقها لو كان عنده نيـة.. وطلعت فوق
صوفيا التفتت لـ تركي اللي كان واقف قدام الفيلا ..وعيونه باتجاهها ..نزلت بسرعة ناحيته وشعرها يطير من هبوب الريح الباردة .. كان صاامت ووجهه واجم ..!
صوفيا بقلق : مالذي حدث لمَ حالها هكذا !؟
غمض عيونه وهو ياخذ نفس عميق.. وزفره بنفس الملامح: لا شيء.. خناق صغير !
صوفيا بحيرة : خناق ؟!
تركي : أنا ذاهب الى غرفتي ..تصبحين على خير..
راح من قدامها وما طوّل حكي أو عطى تفاصيل... أما صوفيا رجعت بسرعة عشان تشوف سحر ..!

دخل تركي غرفته وضررب الباب ضربة مدويّــة ..
فصخ ملابسه ولبس شي أريح للنوم ..والغضب متملّكه من جوّى ..!
ما يدري عن شي...سوى إن أسلوبها بالتلفون معاه.. ونبرة عدم الاهتمام ذيك..جابت فرعونه ! .. هو يحاول يستميلها ..ويحسن لها.. وهي معطيته أكبر قريح !
هو أساساً من الصبح ما كان طبيعي ... وعصبيته هذي استكمال لحالته اللي مرّ فيها الصباح وظن إنه قدر يتجاوزها ..!
مو بالعادة ..يفقد سيطرته بسهولة... أكثر من شي وصّله لهالمرحلة .. وكل الأسباب مرتبطه فيها هي..!
مقتنع هو..إن خبر الصديق الغريب ذا .. جاب عفريته.. ووقتــه غلط بالمرة !
حاول ينام وما قــدر... لأن احساسه بتدمير علاقته مع سحر..بدت تاخذه وتسيطر عليه..!!
قام يتقلّب بعصبية وهو يحاكي نفسه...
تستاااهل !!.. طلّعها من مخك..اللي جاها شوي .. وتستاهل أكثر..!
بس مهما كان...تدميره لـ تحسّن العلاقة بينهم...سيطر عليه ونرفزه زود..!!
إنت غبي قسما بالله !!...يلله حلّها ألحين..!


عند سحر ..
اللي كانت تبكي بس بغضب قدام صوفيا اللي خايفه عليها ..
صوفيا : اهدأي ..
سحر بقهر : هذا المجنون المتهور .. كيف له أن يفعل هذا بي.. من يظن نفسه !!.. سأخبر والدي لن أسكت أبداً..أنا اكرهه..أكرررررهه... فقير مغرور..من يظن نفسه ليعاملني هكذا .. انه يتصرف كما لو كان أبي أو أخي.. حقير.. حيوان.. لن أسامحه ..
صوفيا ابتسمت من سيل الشتايم اللي يطلع منها : حسنا حسنا..يكفي اهدأي.. ربما لم يكن يقصد.. لقد كان قلقا عليكِ..
سحر باستنكار: ما فعله هذا المجنون لا يفعله شخص قلق... (برعب حقيقي)..لقد شعرت أنه يريد قتلي.. كان مرعباً .. آه يا إلهي لا أصدق ما فعل ..كدت أتشـوّه ..
ضحكت صوفيا وهي تربت على كتفها :هههههههه ..تتشوهين ..حسنا اهدأي عزيزتي ..(بحنية)..صدقيني ..لقد كان قلقا.. فـهو من طلب مني الاتصال بكِ لتعودي مبكراً..
سحر : أحمق غبي !!
صوفيا : هيا ..لا داعي لكل ما تفعلين.. فـ وليد لم يكن يقصد..إنه طيب..وخشي عليكِ من الأشرار..
سحر بـ قهر : ماذا؟... أنت لم تريه...لقد كان الأشرار أكثر لطافة منه... كان كمن أراه لأول مرة..لم يكن وليد الذي أعرفه.. ما هذا إنه مجنون!
تنهّدت :حسنا ..نامي الآن..غداً صباحا ستنسين كل شيء..فوليد لم يفعل ما فعل إلا لخوفه عليكِ..هيا..تصبحين على خير..

قامت وطلعت عنها...وسحر رمت راسها على الوسادة والوجـع داخلها.. تحاول تقنع نفسها بكلام صوفيا..وإنه سوى اللي سواه من خوفه عليها ... بس حركته عنيفة.. عنيفة بقووة وشلون فكّر يسويها.. ما خاف عليها !! ما همّه يصير لها شي !! ..ما تكذب إذا قالت إنها حست انها بتموت بذيك اللحظة ..

حاولت تنام بس الحسرة تملا قلبها.. وقامت تبحث عن الغلط اللي سوته..ما لقت..
مرت ساعتين ..ما قدرت تنام ..والهوا برا يضررب ضرب ..هدت نفسها وهي تتأمل الشباك من سريرها والذرات البيضاء تهطل بغزارة .. غمضت عيونها وهي تحس بوخز في قلبها..وخز ألم ..
ليه يا وليد !.. خرّبت اللي بيني وبينك..كنت أحسبك صرت قريب ..وأقدر أتكلم مع أحد بحرية !..لكن ألحين أحس رجعنا لـ نقطة الصفر..!
مابي أتخانق مع أحد وخصوصا إنت..لأن الخناق معك مُتعب ويجرح ويذبح ! ما أقدر أجاري واحد مثلك ..كلامك دايماً لاذع..! ويعــور وفي الصميم !

رن جوالها بنغمة رسالة .. فتحتـه باكنئاب وهي راقده ... وانصدمت إنها من ...وليــد ..

( نمتي؟ )

عضت على شفتها السفلية بألم...وحسّت من سؤاله ..إنه يبي يكلمها..
لكنها ردّت تبي تحسسه بالذنب ..
( لا .. مو قادره )

ثواني ورن جوالها بمكالمة .. كان هو..! وش يبي ! يبي يكمّل الدرس اللاذع حقه على قولته ..
قوّت نفسها.. مارح تخاف وإذا بيزوّدها بتعلّمه قدره ..
ردّت وهي ساكتة بدون لا تنطق بكلمة..

تركي اللي كان منسدح ..حس بالخط ينفتح..وأنفاسها توصله..
قال بهدوء نبرته وكأنه رجع طبيعي : يا آنسة !
سحر ما ردّت..: ...........!
تركي اللي استعاد هدوءه خلال هالساعتين : ..ممكن تردين ؟
سحر جاوبت بوجوم : نعم؟ درسك ما خلص للحين !
ابتسم بنعومـة وهو يحس وش قد متأثرة من كلامه : .. أنا اللي سويته لمصلحتك ..!
سحر وصوتها ينفعل شوي : مصلحتي !؟.. يعني ما ودك تعتذر ..للحين متخيّل ان الحركة اللي سويتها بسيطة !؟
تنهّــد وبصوته النعومة : .. اوكي..تبيني اعتذر ..بعتذر.. بس لازم تعرفين اني ما سويت اللي سويته إلا لخوفي عليك.. تخيلي لو ما وصلت بذيك اللحظة وش كان بيصير لك..
سحر بصوت متحسر : ما كان بيصير شي..إنت بالغت بردة فعلك وانا اعرف شلون احمي نفسي.. أنا اصلا لو ما سمعت كلامك وانتظرت ما كان بيصير شي.. بس عشانك قلت بتجيني قلت أنتظر وما أخليك تتعب وتضرب مشوار بلا فايدة..يعني انتظرت احترام لك..بس إنت......
قاطعها بضحكة ناعمة : طيب يا آنســة ..أنا آسف .. واللي سويته تراه مو طبعي .. بس اليوم كنت تعبان شوي ونفسيتي مش ولا بد.. وقلقي عليك زادني..والليل هنا مش أمان..خصوصاً إن الشوارع كانت فاضية محد حول أحد ..
سحر سكتت وهي تلمح النعومة الغريبة بصوته...هالنبرة رجّعتـه لوليــد اللي تعوّدت عليه الأيام اللي طافت.. وليد اللطيف !
تركي لاحظ سكوتها...وابتسم : ..ها؟..قبلتي اعتذاري؟
سحر بتغلّي عفوي : مو بهالسهولة !
ضحك يوم فهم تغلّيها.. وبنعومة مبحووحة : تبين الجد عاد ؟
سحر وهي تنساق مع عفويته غصب : الـ..جد؟
تركي ببحة هامسة : لي ساعتين أتقلّب مو عارف أنام..وذنبي ياكلني.. ما كنت بعتذر إلا الصبح بس النوم ما زارني حسيت إني أخطيت.. قلت أرسل اشوف نمتي مثلي.. ولا للحين بقلبك عتب !
سحر سكتت من أسلوبه العذب..بعد يسميه عتب !.. أنا حقدت عليك لحظتها مهوب عتب بس..
سحر بصراحة : أكبر من عتب.. اللي سويته خلاني أكرهك من جديد !
تركي بطريقة عفوية : أفــا !.. تكرهيني من جديد..! .. لا تمزحين...
سحر : كرهتك بلحظتها.. صدمتني يا وليد..
تركي بليونة : أنا آسف.. جد من قلبي أقولها...
تنهّدت سحر وهي تسمع أسفـه.. وقالت بتجاوب : طيب .. حصل خير..
ابتسـم على برائتهــا ونقاوتها ..ظن إنه بياخذ معها وقت أطول..لكن كعادتها.. براءتها تغلبها.. وما لاحظت نيّتــه ..!
سحر ببراءة : ترا هذي ثاني مرة تسويها فيني .. اذا سويتها ثالث مرة جد بكرهك !
تركي وهو عاقد حواجبه مو فاهم : ثاني مرة؟..وش قصدك !
سحر وخدودها تتورد : .. اللي صار ذاك اليوم...ووعدتني ما تقول لأحد..
تذكّر اللي تقصده.. اليوم اللي بكـت فيه بعنف بسببه عقب ما كشف سرّها.. وابتسـم من قلبـه : ايه لا ينشغل بالك... آســف مرة ثانية ..
سحر وكأنها رضت تقريبا .. لاسيما إن طريقته بالاعتذار تجبرك تتخلى عن الزعل : خلاص..حصل خير..
تركي بنعومة : كبرتي بعيني ..
تورد وجهها أكثر.. وقالت : أنا بنام..
تركي : نوم العوافي..
سحر بهمس : الله يعافيك..
سكر منها وهي نزّلت الجوال ..وشعور غريب يداهمها.. وش ذا الشعور !!
هالمجنون وشلون رضيت عليه بهالسرعة...
طريقته بالكلام جديدة عليها بعض الشيء.. ناظرت الساعة ولقتها بتصك الـ 12 بالليل .. استوعبت المكالمة وهدفها ..جاي يراضيها !! ما قدر ينام !
يعني حاس بالذنب!!..حاس بغلطه..!!

::

بــ عزّ الليــل ... نزلت شادن درج بيتهم وهي شبــه فاقده للشعور بالواقع... والهدوء على ملامحها.. طلعت برا بخطواتها البطيئة ..واتجهت لغرفة عمر من دون قرار.. كأنها كانت بحلم أو تمشي بعز النوم ومو واعية على شي..
وصلت للباب الموصد... فتحته بالمفتاح اللي ما تدري حتى شلون كان بيدها.. وليش جت هنا ما تدري ! .. تتحرك بدون وعي !
دخلت الغرفة الظلماء لأن الوقت الحين وصل 3 بعد نصف الليل.. ومنظر الغرفة جاها مثل الصفعــة ..يروي التفاصيل الأليمة اللي صارت.. ، كانت الغرفة على حالها المعفوس نفسه ..الفوضى اللي سبّبتها هي بأغراضه يوم كان واقف معها هنا... الصرخات..الدموع... لازالت تروي الحكاية هنا !
طاحت عينها على بعض ملابسه اللي لازالت بالأرض متناثره بكل مكان... هــي اللي سوّت كــل هذا !
هي اللي سوّته يوم سمعت...كلامه مع.... حبيبـته!..مكالمته....حبيبته اللي قال إنها هي حياته الجديدة....وانها هي شادن ، برا حساباته نهائياً ،،
تقدمت بخطواتها الحافية وبقميص النوم القصير.. ناحية السرير اللي كان أيضاً بحالة فوضى عارمة بدون ترتيب.. مسكت بلوزته السودا المقلمة بخطوط رمادية واللي تذكر انه كان لابسها بآخر مرة ..
بدون ادراك لبستها على جسمها وهي تلهث بدون سبب.. كانت واسعه عليها وأكمامها طويلة تغطي حد أصابعها...شكلها صار مثل الطفلة اللي لابسه أكبر من مقاسها بخمس مرات.. ما كانت بوعي يسمح لها تفكر..كانت منفصله عن واقعها..وتلملم شتـات متناثر.. شتات تناثر بهالغرفة!
شافت جنبها..الآيس كاب اللي لبسه كم مرة لما كان الجو برد...لبسته فوق راسها وغطّت به شعرها المشعث ..يمكن تقدر تدفن الألم جواه.. وأخيراً تهادت على جنب فوق السرير..وهي تضم رجولها لركبها مثل الرضيع .. وصور متفرقة تعصف فيها..!
وحــدة من هالصور لازالت راسخه في بالها .. ذاك اليــوم.. اللي كان نقطة تحــول ..وحدة من الذكريات الأخيرة قبل رحيلــه الأول...ذيك الفترة اللي شهدت تطورات في طبيعة علاقتهم ...وما كانت تدري إنها بدايــة فراق..امتــدّ إلى هاليوم .. ما انتهــى ..ولو درت كان منعتــه بكل قوة تملكها..!
لازالت تستحضر اليوم .. والتـاريخ ،


كان عمر جالس بالصالة لحاله يتابع التلفزيون .. جالس عالارض وظهره للصوفا ..وما فيه غيره بالمكان... يوم نزلت شادن من فوق وهي معصّبة وذاك الوقت كانت على مشارف الـ 17 ..تناديه وهي تنزل : عوووممممر !
عمر اللي كان متخانق معها قبـل بيــوم ..سفهها ..وعيونه تتابع التلفزيون !
شادن بعصبية جت من ورا الصوفا ...ومسكت الخدادية ورجمتها براسه ..طاح الريموت من يده والتفت عليها بكل جسمه وعيونه تشتعـل ..
شادن : لا تسفهني تدري إني اكره سفهاتك!
عمر ببرود بس نظراته نار : .. مو قلتي مارح تكلميني أسبوع...خلاص خلك قد هالكلمة وفكيني من شرّك !
شادن : إيه مارح أكلمك أسبوع...بشوف وش بتسوي من دوني..
عمر ببرود التفت مرة ثانية للتلفزيون وهو يردف: أبوي لو جاء وشافك معي... تدرين وش بيسوي فيك !
شادن ارتفع معها الأنبير لأنها هي متأثـــره من هالموضوع..وهو على النقيض مــا أظهر أي تأثير..كانت هالأيام بدايــات ابتعادهم..
خنقتهـا العبــرة : .. مبسوط إن أبوي بيحط حواجز بيننا !!
عمر من ورا قلبـه : إيه مبسوط..عالأقل أفتك من خناقك ذا... إنتي من يوم كبرتي وانتي ضارب مخك شي ..
شادن مسكت الخدادية الثانية ورجمتها عليه...ضربت راسه بقووة.. دنّق وغمض عيونه يمسك انفعاله واعصابه
شادن يوم شافته ما انفــعل ومكانه جالــس..احترّت زود : عومر لا تسوي فيني كذا !
ناظرها من على جنب نظرته المعهودة اللي ترفعها للسما وتضربها بالارض : ما سويت شي... أنا كاف خيري وشري من أمس... ويلله فــووق لا يجي ابوي يوريك شغلك !
شادن بعناااد وهي تحس إنه كان يبتعد عنها وكرهت العادات والتقاليد ذاك اليوم : إنت عاجبك اللي أنا فيه..انت ما تحس فيني دايم كذا ..انت تدوّر زعلتي عشان تفتك ..
قال بهدوء ونظراتـه تلمع بمعاني كثيرة : شادن خلاص !
شادن ودموعها تنزل بحرارة من شي مكبوت داخلها : انت ما تدري وش اللي اعيشه الحين...أبوي يبعدني عنك وانت واقف مكانك.. إنت ما تحـس.. ما تحـــس.. انا قلبي يعوورني يا عومر يعورني كثير وانت مو على بالك..أنا مدري ليش حبيتك والله انك شرييير...!

ومشت بسرعة بتروح الدرج ....ووصلها صوته : تعاااالــي..!
ركضت عشان تهرب لفوق..بس كان أسرع منها.. مسكها من يدها وجرّها له.. وصار يمشي وهو يسحبها ..كانت تقاوم وهي تشتمه من ورا قلبها ..وهو يهددها تسكت..
شادن : لا تعاند عمر اتركني..
طلع من الصالة لغرفة ثانية عشان لا يدخل أبوها ويشوفهم ويسوي سالفة .. خصوصا إنه بذيك الفترة بدا يوصّي عمر ما يعطي شادن وجه زايد أو ينساق مع نزواتها العاطفية اللي كانت تتضح يوم عن يوم للكل...والكل لاحظ إن شادن صارت تعتبر عمر أكبر من أخو..، وعمر اللي كمّل 23 سنة ذاك الوقت.. احترم رغبة ابو محمد اللي كان جادّ وحازم من ناحية هالموضوع.. رغم مشاعره العمييقة ناحيتها وألمـه من هالظرووف..
شادن وهي تحاول تجرّ يدها : ..وخر عني..شرير..
عمر وقف والتفت بدون لا يترك يدها ..تنهّد من قلبه ..وقال بصوت واطي : .. تدرين لو شافنا ابوك وش بيسوي ؟
شادن بقهر : ما يهمني انا لازم أعرف انت ليش صاير بليد وما همّك ..
عمر ابتسم ابتسامة ناعمة : ايش اللي ما همّني شادن؟؟
شادن رمشت بارتباااك وهي تشوفه يبتسم وعيونه تلمع : إنت عارف وش اقصد !
عمر : لا ما اعرف..قولي !
شادن وهي تستجمع طاقتها : أنا ما أتحمل هالحالة... شلون إنت تتحمل تبعدني !
عمر بابتسامة ألم صغيرة : مهوب بيدي !
شادن : شلون مهوب بيدك..أجل انا وش أسوي.. ( نزّلت راسها وهي تحس مافيها حيلة أبدا ).. عمر... لا تسوي ..كذا...
عمر تنهّـد من صوتها اللي يعوّره : ارفعي راسك... وبلاش دموع..
ما رفعت راسها.....حط عمر يده تحت وجهها عشان يرفعه لكنها عاندت وحاولت تتراجع...مسكها من ذراعها غصب ويده تمسح على خدها ..
عمر : ششش.. امسحي دموعك !
رفعت راسها بهدوء .. واستسلمت لأصابعه اللي تمسح دموعها بـرقة ..
خفّف عنها الثقل اللي تحسه بحركته اللطيفة والحنونة ..
عمر ابتسم : شادن بقولك كلمة ... اسمعيها زين..لأني مارح أعيدها !
التقت عينها بعينــه وشافت فيها ألم ما فهمت له سبب ..قلبها وعقلها ركّزوا معه لأنه فعلاً مو من النوع اللي ما يعيد كلامه مرتين..
عمر بنبرة هادية من صميم قلبه : .. مكانك محفوظ بقلب عمر... مهما يصير..قرّبت أو بعدت..إنتي بقلبه..فلا ينشغل بالك بيوم ولا تخافين..
سكت شوي وشادن تعيش اضطرابات عنيفة من كلامه اللي يندر إنه يعترف فيه ..
عمر أردف : واللي ما تعرفينه..إني كلمت أبوك...
خفق قلبها..ورفرفت رموشها بسرعة..وهي تحاول تفهم : كلمت..أبوي؟؟
عمر بنبرة وجع : لأني مثلك ما أطيق الحواجز اللي انحطت...كلمتــه..
شادن وروحها تنتفض : وش قال؟؟

سكت عمر شوي.. وتنهّد ..تراجع عنها شوي وهو يقول : ابوك له شرط !
شادن بقلق : شرط !؟
عمر : يبيني أطلع ..أبني مستقبلي..وأعتمد على نفسي..
تحطّمت الفرحة وتحوّلت لاستنكار عنيف : لا....قوله لا...!
عمر ابتسم : اذا ما سويتها.. رح يرفض !
شادن بصيحة : لااااااا...قوله لا.....أنا ...أنا...
راحت من قدامه تركض مو قادره تستوعب الفكرة ..راحت تسأل أبوها عشان تفهم وجهة نظره ورايه... وفعلا...ذاك اليوم... كان نقطة تحوول كبيرة بحياتها.. عمر انرفض مبدئيا المرة الأولى ..بس انشرط عليه يطلع..ويلاقي نفسه بهالحياة... وهالخطوة..ما فرّقتهم وبس... إلا دمّرتهــم...ودماره كان أكبر من دمارها !

::

في الصبــاح طلعت مشاعل من غرفتها..واليوم اجازة ما عندها معهد ..وقبل تنزل تفطر راحت لغرفة شادن عشان يفطرون سووى وهي مقرره تحاول تطلّعها من حالتها الغريبة ذيك..
دقت الباب ودخلت...بس ما لقتها بسريرها المعتفس....خافت..وراحت بسرعة للحمام وبرضو ما حصّلتها.. طلعت للصالة العلوية والغرف القريبة ..وما كان لها حس ..
قلقت وخافت ..شافت ساعتها بسرعة وكانت تشير لـ 9 ونص..نزلت بسرعة ولمحت أمها وأبوها جالسين بالصالة..وقبل تقول كلمة أو تخوفهم..راحت للمطبخ تسأل الخدامة يمكن تكون شافتها..وردّت الخدامة انها من يوم صحت في الصباح الباكر ما شافتها أبداً..
خاافت أكثر وطلعت بالحوش تدوّرها.. وما لقتــها... صابها رعب وميّة احتمال واحتمال دخل مخها وأسوأها ان شادن طلعت من البيت ، عقب حالتها السيئة ذيك ما تستبعد شي..
رجعت جوا وهي متوترة ..ما تدري تقول لأمها وأبوها أو لا... بلعت ريقها وأبوها اللي له كم يوم معصــب ومتضايق وقلقان بسبب عمر..خافت تزوّدها عليه..وقلبها يضرب خوف بسبب شادن!!
أمها وهي تمد فنجال القهوة لزوجها..لاحظت ان مشاعل متوترة ..قالت باهتمام : شفيك مشاعل؟؟
مشاعل ما تحمّلت تسكت : ..ش..شادن يمه !
رفع أبوها عيونه بسرعة ساحقة ونظراته تحتـد بحزم : بلاها اختك ؟؟
خاافت مشاعل وبهدوء : م..ما لقيتها بغرفتها..
أمها بخوف : وششو؟؟...شلون يعني ما لقيتيها؟؟
مشاعل : مدري.. ما شفتوها يوم صحيتوا ؟؟
أمهــا : لا..صحينا انا وابوك من ساعتين..ما شفناها تنزل...أكيد نايمه وين بتروح؟؟
مشاعل والخوف يعصف فيها : مو موجودة بغرفتها دوّرتها فوق ما لقيتها..
أمها باستنكااار : وشلون ما لقيتيها أكيد بالغرفة أو بالحمام ..
مشاعل : دوّرت بحمامها..وبغرفة عمر القديمة..وحتى غرفة بندر.. ما لقيتها !
حطّت أمها يدها على صدرها: يمه بنيتي.. أنا اقول فيها بلى مهيب طبيعية من أيام..

أبـــو محمد بعصبيــة : وين بتروح صاحيه انتي!! ..قومي دوريها زين اشوف !!
مشاعل خافت..كان ودها تقول الاحتمال اللي بمخها..إن شادن طلعت بس ما قدرت تتخيل ردة الفعل اذا قالت احتمال مجنون مثل ذا !!..لكن شادن..وعقب حالتها ذيك..ما تستبعد تسويها وتطلع تدوّر عمر !
ابو محمد اللي ما كان ناقص تلف أعصاب ..رفع صوته : قومي أقول !!!
فزّت بخوف : ان شاء الله..

طلعت للحوش مرة ثانية .. وراحت ناحية باب الشارع تشوف اذا كان مفتوح أو مسكر..لكنه كان مسكر .. راحت لحوض السباحة وكان خالي.. قامت تدور مثل المجنونة وهي تصدّق الاحتمال أكثر وأكثر... شادن لا يكون سويتيها جد !!
طلعت دموعها من القلق عليها .. وما درت إلا أبوها جاي ناحيتها بسرعة وكأنه ما قدر يجلس : ها لقيتيها ؟؟؟
مشاعل التفتت ودموعها تنزل : لاااا..
وقامت تشهق غصب... وهالفعل منها خوّف أبوها أكثر وزادت عصبيته : وراك تصيحين اختك بالبيت وين بتروح !!
مشاعل بصياح : راحت تدوّر عمر !.. راااااحت...
هوى قلب أبوها لقاع بطنه وهو يشوف بنته الصغيرة تصيح وبكاها يخوّف : وش قلتي؟؟؟
مشاعل : مااااا لقيتها !!
ابوها معاد عرف يوقف ولا يجلس .. وقال بعصبية من القلق : هي قالت لك شي؟؟
مشاعل : لا ما قالت ..أنا مرّيتها امس بالليل وكانت نايمة بالسرير ورجعت انوم.. ويوم صحيت ما لقيتها سألت الخدامة وقالت انها ما شافتها .. أختي صارت مجنونة بسببه وش بنسوي الحين ..
ابوها بقلق يتفااااقم : مافيها الا العافيـة وبلا كلام فاضي...
سكت لحظات ... رفع راسه يستغفر ربــه لعله يهديهم ويدلّهم..وبالصدفة طاحت عينه على غرفة عمر الخارجية القريبة من الحوض .. هدأ صوتـه واستكان ..وعرف الاجابة قبل السؤال : دوّرتي هناك؟؟
التفت مشاعل وهي تناشق ناحية غرفة عمر... وهاللحظة كأن انصبت عليها موية باردة ..وبخفوت : لا..!
بدون كلام ..مشى هو لهناك ومشاعل لحقــته وهي تدعي ان ظنها يصيب وتكون هناك..
فتح ابوها الباب وعقدة حواجبه تحكي عن مدى ضيقـه ..وقبل لا يبحث عن شادن بعيونه..طاحت عينه على الفووضى العارمة اللي صايره بالغرفة واللي عمرها اسبوعين ..وكأن فيه حــرب عنيفة صارت هنا..
طارت عيونه بصدمة وهو يشوف أغراض عمر منثورة بكل مكان.. وشادن غايبـه على السرير وما كأنها هي ما تشبــه نفسها .!
تقدم أبوها وعيونه تنتقل ببطء مستغرب بالغرفة ومشاعل دخلت وراه وصدمتها لا تقل عنه...الغرفة حالها مو طبيعي ومافيها موطئ قدم..الفوضى عنيفة !
ترك كل الفوضى واتجــه لـ شادن المتكوّره بشدة على سريره ، وحال الغرفة بدا يخلق الاحتمالات جوا راسه.. هي سوّت كل هذا؟؟
حط يده على كتفها بهدوء وبحنية الأب : شادن ابوي !
انتفضت بعنف يوم هزّها..وطاحت عيونها الشاخصه على وجه أبوها... قامت تناظره بعيونها المطفيـه بحزن قاتم ..
خاف عليها وعلى شكلها : بلاك يبه نايمه هنا؟؟
شافت أبوها وهاجمتها نفس الذكرى.. وبدون مقدمات قامت تصيح بهستيريا : لييييه سويــت فينا كذا ؟؟
ارتاااع عليها... ومشاعل تقدمت بسرعة وقلبها للحين خايف عليها ..
شادن بهستيريا : أنا بموت هنا اليوم...بمووت هنا..ليش سويت فينا كذا..ليش خليته يروح..
جلس على طرف السرير وهو يحاول يحضنها..لكنها مانعت وهي تهلوس بدون وعــي ..
أبوها وهو يحاول يمسكها : اهدي وانا ابوك انتي حلمانه بسم الله عليك..
شادن وهي تماانع بأقصى قواها الخايره : بمموت هنا... بموووت مابي أطلع من هنا... إنت خليته يروح وينساني..خليته يروح وينساني.. ليــــه سويت فينا كذا..
أخذ راسها بحضنه وهي تهلوس ببكى خلّى مشاعل تصيح معها...مشاعل مرعوبة عليها ..شادن ماعادت طبيعية أبداً ..وما تكذب إذا قالت إنها على وشـــك تفقد عقلها...بتفقده بأي لحظــة ..
ابوها اللي ذاب عقله معها من وضعها اللي يفزع ..حاول يهديها وهي يحس بوضعها المزري ..يبي يفهــم شي منها !!
ابوها : بسم الله عليك اهدي وانا ابوك ما يصير اللي تسوينه..
شادن بللت صدره بأنهار وصوتها انبح : انت خليته يروح..خليته يروح...ليه سويت كذا..
ابوها اللي فهم ان هالحالة ترتبــط بـ عمر... تنهّد من قلبه .. عمر بلــوة وابتلت فيــها شادن ،،
قال : الله يهديــه ويصلحه ما يصير تسوين بحالك كذا..قومي خلينا ندخل..

مشاعل قالت : خلها هنــا يمكن ترتاح..
ابوها ناظرها بضيق : ما تسمعين وش تقول مهيب في عقلها !!
مشاعل : معليش انت تدري ان زواجها فات والصدمة مو هينة ..وخوفها على عمر ماخذها.. انا بجلس عندها بس خلها هنــا.. يمكن احسن لها..
أبوها اللي قام واقف وعيونه تتأمل الغرفة الفوضويــة ..قلقه تفاقم..وكاد يتحول لعصبية ..مشى وهو يهمس "لا حول ولا قوة إلا بالله.. "
طلع ومشاعل متملكها الخوف... رجعت لشادن اللي تكوّرت عالسرير..
مشاعل باستفسار : شادن ليه الغرفة معفوسة كذا؟؟
شادن وهي تردد بصوت واطي : مو..أنا... هو ...سواه...بسببه..
مشاعل مسكتها من كتفها : ناظريني لا تسوين أفلام الرعب حقتك...الغرفة ليه معفوسة؟؟.. ليش سويتي كذا..
شادن كررت :.. هـو....
مشاعل قامت تسمي عليها .. وأعصابها خايره من الخوف...يا ربي البنت مو طبيعية ..وش أسوي مو طبيعية...يا رب رحمتك !
مشاعل برجاء : شادن علميني وش السالفة بالضبط...عشان نقدر نساعدك..وش اللي صار ..عمر قايل شي.. مسوي شي؟؟؟؟؟
شادن ودموعها تنزل ..نطق لسانها وهي بعالم آخر تحاكي نفسها : ن...نهى ....
مشاعل باستغراب : وششو؟؟
شادن : .... اخذته......حقي !
مشاعل ما فهمت شي ..وقربت منها : وش تقولين !
شادن : حقي..أنا ...!
مشاعل تنهدت وهي تسمع هلوسات مو مترابطة.. ضمتها وهي تذكر الله عليها ..!

دخل أبو محمد الصالة ..وشاف زوجته تنزل من فوق وهي قلقانه : هاا لقيتها ؟... مهيب فوق!
جلس وهو يستغفر : استغفر الله .. ايه لقيناها...بملحق عمر برا..
جلست عقب ما ذابت اعصابها من الخوف : وش تسوي هناك؟؟
ابو محمد بقلق : نايمه هناك....واسمعي خذي البنت للدكتور اليوم...حالتها مهيب تبشر بخير.. عقلها فيه شي !
ام محمد حطت يدها على قلبها : اسم الله عليها...قالت لك شي؟؟؟
ابو محمد : قامت تصيح ..ورجعت تلومني مرتن ثانيــة... أنا بروح لمركز الشرطة بشوف وش صار على البلاغ... لهم كم يوم ما ردوا لنا خبر.. لازم نعرف وش صار له عشان نرسي على بر.. الوضع كذا ما يبشر..لا أحنا اللي رسينا ولا هالبنت رست..
ام محمد : يارب ستــرك...قلبي مهوب متطمن يابو محمد...هالولد فيه بلى واحنا مو دارين..
ابو محمد قام واقف والعصبية بعيونه : .. صرت أدعي يكون صاير له شي عشان ألقى له عذر... أنا حالمن فيه اليوم حلمن ما يسر...عساه ما يتحقق..
ام محمد بقلق : عساه خير ..!
ابو محمد اللي القلق ما فارقه : خير ان شاء الله... الله يجعله خير...

وهم جالسين ..وصلهم رنين التلفوون..
رفع ابو محمد السماعة ..وجاه صوت رجال غريــب..هاديء وواضح ..
بهدوء جاوب : وعليكم السلام...
... : الأخ عبداللطيف... أبو محمد ؟؟
ابو محمد : ايه نعم...تفضل ؟
... : معاك الضابط عبدالله... من المباحـث.. قسم مكافحة الجريمة ..!

ارتعشت السماعة غصب ...مباحـــث؟....مكافحة جريمــة؟ ....
يارب ستـــرك !
قال بثبات : هلا ولدي؟
... : إنت مقدّم بلاغ عن المدعو عمر سلطان عند الشرطة.. صحيح؟
قال وصوته يستبشر خييير : اييه بشــرني لقيتوا عنه خبر..
... : عندنا أخبار عنه..لكن نحتاج تجينا بالقسم...
ابو محمد وألف وسواس ووسواس هاجموه : عمر فيه شي؟؟..طمني الله يطمنك ..هذا ولدي فيه شي؟؟؟
... : الكلام بالتلفون مهوب وارد..نحتاجك عندنا بالقسم.. عندنا اجراءات تحقيق..
طاااح قلبــه ..وما عاد عرف يفكر...ناظر في زوجته اللي كانت ماسكه قلبها بسبب ملامح زوجها..
قال : تحقيق؟؟؟ الولد فيه شي علمني الله يخلي لك عيالك..
... : صعب نتكلم بالتلفون...لازم تجي يا عم عشان نتفاهم... والولد ان شاء الله مافيه شي..

سكر السماعة بعد ما عطاه كلمة انه بيجيهم مباشرة ... اتصل في محمد اللي كان بالشركة ووصاه يجي على طول عشان يروحون سوى..هو مهوب قادر يروح هناك بروحه..قام يتخيل أسوأ الاحتمالات وبهالوقت كان يحتاج محمد معاه...

أم محمــد : هــا بشــر لقوا خبر عنه ؟؟
ابو محمد وهو يقوم وشماغه معه : الله يستر...صوت هالرجال ما يريّح أبد..
أم محمد بتوتر : ما قالك شي؟؟
أبو محمد : السالفة فيها مصيبــة شكلها.. الله يستر ويكون الولد بخير..

مشى بسرعــة ناوي يطلع...وتقابل مع مشاعل عند الباب وهي داخله..
شافت ابوها معتفس وسألت : على وين؟؟
ابو محمد : قريب ..!
ومشى بسرعة مافيه وقت يتكلم عن أي شي...دخلت مشاعل بسرعة للصالة وشافت امها مو بوضع مستقر..
مشاعل : شفيه يمه؟؟ أبوي ليه طلع بسرعة.. وجهه يخوف !
ام محمد بقلــق : الله يستر أبـوك دقوا عليه المباحث قبل شوي والسالفة تخص عمر..
مشاعل بخوف وفرحة بنفس الوقت: لقووا خبر عنه؟؟؟ ..يعني هو بخييير....بروووح أبشـــر شاااادن...
طلعت تركض قبل تستفسر أو تاخذ تفاصيل..مجرد سماعها لخبر عنه خلاها تفكر بالبشـــارة ..
دخلت على شادن اللي كانت ضامه لحاف عمر ومغمضه ..
مشاعل بفررحة : شاااادن...عمر لقووووه!
فتحت شادن عيونها..وكأن الاسم جابها من اللاوعي...للوعـــي...
وقامت تناظر اختها بسكوت ..
مشاعل : ابوي راااح للشرطة يقولون عندهم خبرر عنه ..
قامت قاعده وهي مشتتـــه لأبعد مدى .. والخبر صفقهــا !!...الشرطـــة !!.. لاااااااااااا !
هي الوحيدة اللي تدري ان عمر ما اختفــى مثل ما هم يتخيلون...هي تدري إن عمر..هـــرب!
هـــرب منها... !!
شادن بلسان ثقيييل : الـ ...شرطة؟؟
مشاعل : تقول امي عندهم خبر عنه .. وابوي طلع لهم ..وان شاء الله ساعة ساعتين بالكثير وتجينا البشارة ..
شادن قامت تنتفــــض ..الشرطة؟...الشرطة؟؟... وش يبون فيه !!
شادن بذعـــر : ليه؟ ...الشرطة؟
مشاعل تطمنها : نسيتي..ابوي ومحمد قدموا بلاغ عنه..ولهم كم يوم يدورونه..
شادن بذعـــــر : لاااااااا...الشرطة لا !
مشاعل مسكتها تطمنها : بسم الله عليك...الشرطة بتساعدنا عشان نعرف وش صاير له..
شادن بذعر ورعب من أسوأ النتايج .. هي من شهور كانت تخاف عليه من هالنهايــة ..لااااااااااا...!
إن شاء الله ما يكووون اللي في بالها..!!
قامت تركض ..وكأن الحياة دبّت فيها من جديد.. ومشاعل تركض وراها وهي مو فاهمه اللي يصيــر ..
دخلت شادن للصالة وشافت امها جالسه وهي تستغفر وتذكر الله تنتظر الوقت يمر ويوصلها خبر يطمنها..
ام محمد ابتسمت بحنان يوم شافتها جايه ..
شادن بصووت خافت ومبحوح : وش...قالوا ؟
ام محمد : للحين مافيه خبر بس ان شاء الله خير..



يُتبــــع ..
:graaam (53):


استمتعــــوا ..
وأمتعوني ^^ ..

بانتــظار اطلالتــكم الدميلة كالعادة ..وبهجة حروفكم..

عنوون




jijiben 17-09-12 11:46 PM

روايه رائعه جدا مشوقه وممتعه الى الان ماني قادرة اتخيل الاحداث فين حتوصل.....تركي شخصيته حلوة واتمنى انه يطيح في حب سحر وينسى الانتقام.....ومشاعل شخصيتها انقلبت من الكسل والخبال الى الجد والطموح.. رائعه ,منتظرين التكمله على احر من الجمر...:55::55:

moon life 18-09-12 12:42 AM

WoW
Chaden is a poor girl,really she suffers too much
♫ معزوفة حنين ♫ thank u so muuch

♫ معزوفة حنين ♫ 28-09-12 10:13 PM



,

الجــــزء 42 ..
(1)
---------------------

في جـــدة... وفي الفنــدق اللي يضم معسكر المنتخب..

كان الوقت بساعات الليل الأولى .. وبندر في غرفته بالأوتيل يستعد للنوم يوم دق تلفونه الموجود على الطاولة .. راح له..وابتســم يوم شاف اسم محمد يتصل عليـه ..
رد برواق : هلا محمـد ..
صوت محمد كان متوتـر : .. هلا ..بندر..
بندر وهو يجلس : توني بنام ..لو متأخر عشر دقايق ما لقيتني..
محمد بتوتر غريب : تقدر .. ترجع الرياض؟
بندر لاحظ صوته المربك : وشفييك؟؟.. صاير شي عندكم؟؟

محمد بهدوء : .. أبــوي... بالمستشفى ..
فزز بندر واااقف بدون شعور ..وبفجعة : أبوووي؟؟؟..شفيــــــه؟؟؟
محمد يحاول يرتّب الكلام : طاح علينا اليوم... لو تقدر ترجع لا تطوّل..
بندر وقلبه قااام يددددق والدم وصل راسه : وش صاير محمد وش صاير أبوي وش حاله؟؟؟؟
محمد يحاول يطمّنه : ان شاء الله وعكـة وتعدّي ..بس محتاجـك ترجع..أنا مو قادر أداري الكل هنا..مدري اداري ابوي..ولا أمي...ولا حتى إختك شادن..
بندر انفجــع أكثر وأكثر وهو يحس إن الدنيا مقلوووبة هناك وحال أهله مو طبيعي ..
قال : وش فيها أمي؟؟؟
محمد بـ تــعب واضــح : مافيها شي بس بسبب أبوي محتاجه اللي يسندها وأنا بالي مع أبوي ألحين...تعال وأنا أخوك مافيني أداريهم بنفسي..أعصابي مو قادره..
بندر تحرك لباب الغرفة بسرعة : خلاص بعطيهم خبر وان شاء الله عالصبح اكون عندكم...بس طمّني على ابوي الله يخليك..
محمد : لا تطوّل وأنا أخوك..

طلع بندر بسرعة من الغرفة واتجه للغرفة اللي فيها مدير المنتخب وبعدها مدرّبه المسؤول عنه حتى يعطيهم خبر وياخذ الإذن ..وأعصابه ذابت من القلق والخوف ..ما توقع الخبر والحين في راسه ألف فكرة وفكرة وماهو عارف وش اللي صاير هناك..


في الـرياض ..

وفي المستشفى اللي استقبــل أبو محمد من ساعات .. محمد واقف مع خالد عند غرفة العناية المركزة..واثنينهم عايشين بخوف وقلق كبير من الوعكـة المفاجئة اللي صابته ..
خالد بارتياب لأنه للحين مو فاهم شي : عمي صحته زينة وش اللي صار له فجأة عشان ينهار كذا؟
محمد اللي تصفّق صدمات من كل جهة اليوم بسبب خبر عمر ..والحين أبوه اللي تلاه ..قال وأفكاره مشوشة فااقد التركيز : خلّها على ربك يا خالد..اهم شي أبوي يطلع منها ألحين !
خالد وعيونه تطيح على مرة عمه من بعيد وواضح إن حالها مو زين بسبب حالة زوجها... وشادن ما كانت طبيعية رغم هدوءها المـريب.. الوحيدة اللي كانت قوية فيهم مشاعل تحاول تهدّي امها رغم صوتها المرتعش بدموع...
قال بحسرة : ليتك ما جبتهم يا محمد... شف وضعهم ..
محمد حط راسه على الجدار من جنب : ما كان بكيفي يا خالد أمي كانت تتصل كل شوي وحالة أبوي المفاجئة خضّتني وحاستني ..
خالد بقلق : عمي ما يعاني من مشاكل صحية واللي صار له هذا غريب..الله يعديها على خير..
سكت محمد وهو يتذكر الأحداث اللي صارت بسرعة البرق بقسم المباحث...يتذكر اللحظات ذيك كانت مفجعة لهم اثنينهم...له ..ولأبـــوه... اللي سمعوه هناك... ما يقبله عقل ..محد يصدقه... وللحين وهو يسترجع الحقائق اللي قالها الضابط ..المعلومات.. للحين ما دخلت مخه... مستحيل يا عمر !..مستحيل إنتْ !....انت وينك بس..إنت وين... ليتك تكون بخير ونشوفك !
خالد : بدخل عند الدكتور بشوف الوضع ..
محمد وهو يستند على الجدار : بشّرني الله يخليك..
خالد : كل خير ان شاء الله ..

دخل خالد مع الباب يتابع مع الدكتور اللي ماسك عمه من ساعات ..ومحمد اتّجه لأمه وخواته اللي جالسين بعيد على كراسي ، وبعض الهدوء الخارجي مسيطر عليهم ..
محمد لأمه بهدوء : يمه ما ودك ترتاحين ؟
أمه وصوتها مزكوم شوي من دموع الفجعة اللي عاشتها : إنت للحين ما قلت لي وش صار لأبوك؟؟؟.. وش صار عند الشرطة والمباحث عشان ينهار كذا؟؟؟
محمد سكت وأعفى نفسه عن الجواب ..ورمى نظرة صامتة ناحية شادن الهادية... ورجع لأمه بهدوء ما ودّه يقول شي قدام شادن خصوصاً ولأن صدمتها ممكن تتجاوز صدمتهم كلهم وحتى أبــوه... لكن محمد ما درى عن سبب هدووء شادن واللي تنزف بصـمت لأنها عارفه الحبكة كلها...وعارفه سبب طيحـة أبـوها بهالشكل المفاجئ... ونارها اللي تكويها زادت لظى ... وضياعها زاد ..ما بين عمر الغايب...وما بين أبوها المكتـوي بخيانــــة ربيبــــه اللي رباه من قلب!
وهــذا السر انكشف يا شادن... وما فــاد كتمانك للسر اللي حافظتي عليه لأكثر من سنة ونص...ما فادها حماية عمر من أهلها اللي ما تدري وش بيسوون ألحين...
رفعت شادن عيونها الحمرا بهدوء لـ محمد اللي كان يطالعها وهو ساكت... بلعت ريقها اللي مثل الحصى... أكيد محمد عرف... وش بتسوي يا محمد ألحين..؟.. بتفرقـــوني عنه ؟؟؟؟؟؟

أم محمد قطعت الصمت : اذا كان عمر بخير على قولتك أجل وش اللي خلا أبوك يطيح كذا؟؟... انت تلعب علي يوم قلت لي ان عمر ما فيه شي؟؟؟
محمد تنهّد : صدقيني عمر بخير... وان شاء الله بنشوفه قريب..
ام محمد : أجل بلااااه أبوك؟؟..تكلم
محمد ناظر شادن من جديد اللي كانت تطالعه بصمت مستكين...فهم من نظراتها إنها تسألــه ، بينما هي كانت تترجاه ما يقول شي... ورجع لأمه : يمه الكلام هنا ما يصلح.. إذا رجعنا البيت فهّمتك كل شي..الحين خلينا نفكر بأبــوي.. أنا كلمت بندر ان شاء الله الصبح بيكون هنا..

شاف خالد يطلع..وراح له ..
محمد : وش صار حاله؟..
خالد : والله يا محمد .. حالته للحين مو مستقره.. والضغط منخفض معاه بشكل مقلق.. مابي أخوفك بس خلال أربع وعشرين ساعة إذا ما رجع الضغط لمستواه الطبيعي...فحيــاته بخطر..
فرك محمد عيونه الثنتين بأصابعه من حالة الضيق العظيمة اللي احكمت قيودها عليه... لا حول ولا قوة إلا بالله.... يا رب رحمتــك..
خالد : حاس إنك مخفي شي...تكلم يا محمد..
محمد بابتسامة جانبية متألمة : مافيه شي يستاهل إنه ينقال.. اللي بقوله يقطــع الوجه يا خالد خلها مستورة أحسن...
خالد تنهّد واحترم رغبته ولو إنه ما فااات عليه إن فيه شي : مضطر أكلم أبوي واقوله.. ان شاء الله ما يرتاع...بس حالة عمي تخليني أفكر أكلمه أخاف يصير له شي وهو مسافر ..وهو أخوه تدري شلون هم مرتبطين ببعض..
محمد : الله يستر يا خالد ..وعمي بيرتاع اكيد ، ما ودي نقوله ويختبص وهو بعيــد..
خالد : بنتظر هالكم ساعة وان شاء الله يستقر..


مرت الساعـــات..وطلع الصبــح.. وهم نفس مكانهم.. بنفس القلــق والترقــب.. وعلى الساعة 8 الصبــاح..
طاحت عيون محمد وهو جالس جنب أمه على الكرسي..على بندر وهو مقبل في الممر من بعيد بخطوات سريعة ولابس بدلته الرياضية ..التفت لأمه اللي كانت تدعي الله بسكون : هذا بندر وصل..!
التفتوا كلهم .. ومحمد قام له بهدوء ..
ما كان فيه وقت للسلام حتى..بادره بندر يوم وصل : ..وش الأخبار بشر ؟؟؟؟
محمد بهدوء : كل خير ان شاء الله..
التفت بندر ناحية الغرفة بقلق كبير : قابلت خالد وقال بالعناية المركزة ؟.. فهّمني وش فيه أبوي مو عادته يشكي من شي..
محمد : نكسة يا بندر وبتعدّي بحول الله..
تجاوز محمد وراااح بسرعة ناحية أمه اللي ما تقوى وقوف..انحنى وباس راسها ..ودموعها استفاضت : أبووك يا بندر !
جلس بندر بالكرسي جنبها يهدّيها : أبوي صحته زينة من سنين وهالنكسة بتعدّي روّقي بالك..
التفت للكرسي الثاني ولقى شادن جالسه بصمت حتى ما قامت له ..وكأنها ما تشوفه..
ابتسم بهدوء : شادن نحنُ هنا ..!
ناظرته وبهدووء غريب : أهلين بندر.. الحمدلله عالسلامة ..
بندر مستغرب من برودها...بس قال يمكن هالظروف هي السبب... التفت يمين ويسار ..وما شاف مشاعل..
بندر : وينها ؟؟
محمد : مشاعل ؟؟
بندر : ايه.. شخبارها ؟؟
محمد : مشاعل ما عليها خوف ذرفت دمعتين وهدت.. الخوف على أمك وشادن..
بندر: طيب وينها؟
محمد : قالت بتروح تجيب موية لأمي ..

بندر : ممكن تقول وش اللي صار؟؟.. وشلون طاح ؟؟
محمد غمز له بحركة خفيّة وحرّك راسه..بطريقة يفهمونها اثنينهم...بندر فهم إنه ما يبي يتكلم قدام أمه وشادن.. وهالشي اللي زاده حيييرة... والتزم الصمت لمدة ..!

لكن عقب ثواني لمح غيابــــه... والتفت لمحمد : ..وينه عمر ؟؟
التفتوا عليه ..محمد..وشادن .. وملامحهم تتبدل لتوترر... بندر قرأ التغيّر الواضح على وجه محمد..
قام وهو عاقد حواجبه : ..وينه؟؟...لا تقول..إنه من ذاك اليوم اللي اتصلت علي تسألني عنه ما جا للبيت..!؟
محمد تنهّد : .. ما ودّي أخوفك عليه..بس هذا حاله..
بندر : ما اتصل عليكم وقالكم عن مكانه؟؟
محمد : قلنا لك اتصل عليه ذاك اليوم..قلت لنا خلوه براحته ..
بندر : قلت خلوه براحته لأني ظنيت انه ساعات ويرجع... بس كم مرّ ألحين معقولة ما تدرون..
محمد مسكه وسحبه بهدوء بعيد..وهمس : حاولنا نتواصل معه..بس مافي فايدة.. واضطرينا في الأخير نبلّغ الشرطة لأننا خفنا يكون صاير له شي ومحد داري ..
بندر وهو يحس ان فيه تكملة لهالكلام : ايوه؟؟...ووش قالوا؟
محمد سكت لحظات.. ولسانه ثقل !
بندر زادت جدّيته يوم حسّ ان كل اللي صاير الحين له علاقة بذاك الإنسان : .. تكلم؟؟..وراك سكت؟؟
محمد بهدوء : لا تسألني عن التفاصيل... بس اللي نعرفه للحين..إن عمر.....متورط في عصابة اجرامية.. ومطلوب قانونيـاً ..
بندر بـ صدمة كاااااااسحة : ..نعم؟؟..
محمد : هدّ اعصابك.. ووطّ صوتك هالخبر لا يوصل لـ شادن وحتى أمي... ما يعرف الحين إلا أنا وإنت..وأبــوي..
بندر كان يناظر في وجه محمد ويتابع كل كلمة وأعصاب مخه تلفظ هالكلمات وترفض إنها تستوعبها وتصدقها..
بندر بضحكة في غير مكانها : هههه أكيد تستهبل .. (حرّك يده عند راسه باستهزاء) ..صاحي إنت؟؟..تصدقهم؟؟.. وش اللي عمر مطلوب وكلام فاضي..
محمد بهدوء : بندر... هذا شغل مباحث.!...ماهوب لعبة ..
بندر : كلام فاضي ماله معنى...انا بروح لهم وأنكر هالكلام... أنا أعرف عمر زين..هذا أخونا..تربية ابونا ..رباه مثل ما رباني ورباك..صاحي إنت تصدق فيه هالكلام ؟!
محمد يوم حسّ إن شادن كانت تناظرهم من بعيد..ومركّزه عليهم مع انها ما تقدر تسمعهم..بس جدية بندر وحركاته لفتت نظرها...سحب بندر وهو يقول : تعال نبعد إختك شادن تناظرنا..

أبعدوا أكثر ..واختفوا عن نظر شادن ..
بندر اللي ما تحمل تصديق خبر سخيف مثل هذا ..سحب يده بقوة : تكلم وشلون صدقت هالكلام فيه؟؟..هذا أكثر من صديق ..وأكثر من أخو.. مستحيل اصدقك..
محمد بهدوء وهو فاهم عصبية بندر..لأنه مرّ بمرحلة الانكار في بداية سماعه للخبر لكن كلام الضابط هشّم كل ايمان كان يملكه ناحية عمر..
قال : اهدى..!
بندر : وشلووون أهدى؟..وش هالخرابيط..لا تقول إن ابوي صدّق فيه هالكلام وعشان كذا طاح بسببه... أنا أعترف إن عمر كان راعي مشاكل أول...بس الحين ما يسوّيها..!!
محمد بهدوء : ما ودي اقولك كل شي هنا لأنه مو المكان المناسب .. انت اهدى وخلنا نشوف وضع الوالد..وبعدين نفكر بهالمشكلة لعلنا نلاقي حل..
بندر : وش باقي بتقوله؟؟..
محمد : بعدين يا بندر بعدين.. شادن وامي حولنا صعبة اقولك كل شي هنا..
بندر بعصبية مافيه عصب يتحمّل انتظار : لا تكلّم...جالس تخبّص بعدين تبيني انتظر !!
محمد تنهّد : بندر!... قلت لك..هذا شغل مباحث... انا مثلك ما أبي اصدق..لكن اللي انقال عنه يجبرنا.. والحين كل همي نعرف وينه عشان نساعده لا يتورّط بهالمصيبة اكثر..(وبنبرة حيرة تايهه) .. إنت ما تعرف وش معتبرين عمر عندهم...معتبرينه واحد من الرؤوس الكبيرة اللي يسعون له بكل طاقاتهم ..
بندر ناظره بصـدمة تزداد : وش هالخرابيط!!؟؟..
محمد بابتسامة ألـم وهو يكرر نفس الكلمات اللي قالوها له بالقسم : عمر متورط له فوق الثلاث سنين... واحد من المدبّرين ..لا تسألني شلون لأني مثلك منصدم وللحين تفكيري مشلول..!
سكت محمد وبـــاقي كلام للحين ما قاله... ما قاله لأن هالجزئية بالذات شلّت تفكيره بالكااامل ..مو عارف يصدق ولا ما يصدق !.. شكوك كبيرة بمسألــة ارتبـاطه بعصابة مخدرات خطيرة !! وهالنقطـة بالذات هي اللي زادت الطين بلة ..وهوت بأبو محمد لباطن القاع..فاقد وعيـه !!
تحرك بندر وجلس على الكرسي وابتسامة استهزاء وعدم تصديق على فمه....وش يصدق!!..وش هالخرابيط!!
محمد بهدوء : امي وشادن لا يدرون... أنا للحين مدري عن ردة فعل أبوي... وش بتكون عقب ما يصحى!!..وان شاء الله يصحى وتعدي أزمته سليمة..وعقبها لكل حادث حديث..

::

رجعت مشاعل للمصعد وهي شايله بيديها الثنتين علبتين موية توها شرتها عشان أمها.. كانت شاردة تفكر بهالحال الغريب ..طيحة أبوها المفاجئة ، بس قبل تتعمق بالأفكار..انفتح باب المصعد..تحركت داخله وعيونها تطيح عليه واقف لحاله وهو مستند بـ ميلان على طرف كتفه جنب الأزرار الإلكترونية ونظراته متسمّره بالأرض بشرود..
وقفت على حدود الباب قبل تخطو لداخل وذكريات المؤتمر المرعبببة تمر على خيالها بكل تفصيل..وكل لقاء صار...
انتبه خالد لحركة شخص ..ورفع عينه من الأرض للباب وتركيزه يرجع له..وطاحت عليها..مرّت نظراته عليها من فوق لتحت بنفس الطريقة الهادية اللي عاملها فيها بالمؤتمر وهنا تلخبطت دقات قلبها .. بس تماسكت..وقررت تتراجع...مو وقته تتصادم معه ألحين....خذت خطوة وحدة لورا عشان تنسحب وتخليه يصعد لحاله وهي تاخذ المصعد اللي عقبه..
لكن خالد قال بهدوء لأنه عرفها من شطنتها البنية اللي شافها قبل شوي : .. ادخلي..!
مشاعل لقت عذر..وبهدوء بارد يوازيـه : اطلع لحالك..مابي أكون مصدر ازعاج !
خالد على وقفته المايله نفسها..وبنفس هدوء النبرة النايمة : اذا كنتي عاقله..مارح تكونين مصدر ازعاج !
ما تحرّكت وكلامه حرّك الرماد الساكن... انا مو عاقله وجنوني في بدايتـه والله أخليك تعيشه مثل ما عشته !!!..
انتظرتـه يسكر الباب ويختفي...لكنه ما اختفى والباب ظل مفتوح بضغطة اصبعه ..
خالد بهدوء وعيونه ترمش على خفيف : لا تسوين كذا... أنا ولد عمك !
مشاعل ما حكت كلمة ..مع انها لمحت نبرة ألم ..يشبه تأنيب الضمير بصوته وهو يقولها..
خالد بأمر يتكرر : ادخلي ..!
مشاعل بهدوء : ما أبي..!
خالد : لا تبنين هالحاجز ادخلي..!

بعيونه اصرار ...وكسرت العناد ..ودخلت بهدوء ووقفت بالزاوية الثانية وبرودة الموية تبخرت من أصابعها..
كان متقدم عنها شوي وجسمه مايل على الجدار.. رفعت عيونها ناحيته وطاحت على جانب وجهه وهو يناظر قدام بصمت مهيب.. وقامت تسترجع أحداث المؤتمر المربكة بكل مافيها من شدّ أعصاب وهروب من مراقبتـه..! ...يكون نسى هذيك البنت؟؟...أو للحين بباله ؟!.. أو.....يكون..صديقه قاله عن كل شي!!
تمعّنت فيه من جديد.. وواضح من هدوءه وسكونه إنه ما عنده خبر...لو عنده أكيد مارح يفوّت الفرصة وبيسألها وش كانت تسوي هناك ؟!
التقت عيونها بعيونه وهي تنعكس على مراية الباب من غير لا يلتفت... بعيونه كلام كثير ما عرفت تترجمه..!.. نزّلت عيونها عنه وهي تمثّل الهدووء الكامل وعدم المبالاة رغم إن حدود هالمصعد تضيق عليها بشكل خاانق..!
خالد رفع راسه لفوق وهو يبعد عيونه عن انعكاسها ..وهو يهزّ راسه بشكل خفيف استياء وحسرة على نفسه لأنه مو قادر يقاوم تأنيب الضمير اللي لاعب فيه من فترة... ومو مخلي أفكاره تصفى !... ووجودها حوله وبهاللحظة بالذات .. يفقده التركيـز ويستجلب التأنيب والألم أضعاف لعلمه إنها تمثّل الهدوء وانكار الجرح ! وهالشي اللي يعوره زود..،

الصمت بينهم لكن حوارات خفية كانت تدوور من أعماق كل واحد..بس اختاروا الصمت وخصوصا مشاعل اللي ضغطت على نفسها ومثّلت الدور الناسي لكل شي صار وكأنها وحدة خالية من أي جرح ، وهالشي اللي يعذب خالد أكثر من أي شي ثاني..لأنه أكثر واحد يدري عن حـجم كلماته الجارحة اللي أطلقها ذاك اليوم... وعجز ينسى سواته !

وقف المصعد..وبنفس الصمت ..تحركت مشاعل عشان تطلع..بس صوت خالد المغلّف بشي جديـد ما كان موجود بالعادة.. رنّ بإذنها : ... مشاعل !
التفتت عليه بعد ما طلعت... بدون ما تتكلم !..
خالد بهدوء : ممكن نتكلم؟

ما توقعت طلبـه الغريب بهالوقت...بس ما عرفت وش السبب اللي بيخليه يتكلم معها سوى سالفة المؤتمر وهالشي وتّر لها أعصابها من جديد... وقالت بهدوء : ..وليش؟؟
خالد اللي ما عرف شلون يقولها ..سكت لحظات.. ورغبـة اعتذار تلحّ داااخله بقوة... يمكن لو اعتذر يرتاح ويطيّح شوي من الحمل المستريح فوق أكتافه..!
ومشاعل بحالة تماسك : .. من اليوم وطالع...مابيني وبينك كلام !

رمى نظرة جادة عليها عقب كلمتها..والمعنى أزعجــه وبسببــها كبح كلمة الاعتذار اللي كانت بتطلع.. وخنقها هاللحظة !
مشاعل وهو مو فاهمه معنى سكوته ..بس قالت : ما أتوقع فيه شي يستاهل ينقال ..وما أبي اسمع منك شي !
خالد رفع حاجب واحد بوضوح : .. يمكن اللي بقوله يريّحك !
مشاعل : وش بتقول؟؟.... تعتذر ؟!!!

رفع حواجبه فوق بدهشة لأنها قرأت أفكاره... ومشاعل ابتسمت يوم صاب ظنها ابتسامة وضحت على صوتها يوم قالت : وفّــره !.. ما أبيـه !

واستدارت عشان تتحرك.. بس خالد نادى : ..مشاعل !
مشاعل وقفت مرة ثانية : وش عندك؟؟
خالد بهدوء لعله يهدّي الجو اللي يزيد توتر بينهم كل ما مرّت الأيام : الاعتذار هو الشي الوحيد اللي أقدر أقدمه..

مشاعل : وانا ما أبي اعتذارك ولا رح انتظره بيوم.. اللي قلته أكبـر من ان اعتذارك يقدر يمحيه أو يلغي كلامك من راسي..
خالد تحرك هو الثاني من المصعد ..وطلع ناحيتها.. ووقف قدامها وهي متماسكه : .. لا تعقدين المشكلة...وتكبرينها.. انا من قلبي أبي أعتذر..
مشاعل رغم نبرته الصاادقة..إلا إنها ذكّرت نفسها مستحيل تتنازل.. وقالت : بنظرك مو مشكلة لأن الكلام ما لمسك وقلل منك... واعتذارك لعاشر مرة اقولك وفّره ما أبي أسمع، ومن اليوم وطالع مابي أحتك فيك ..!

ما حسّوا باقتراب انسان منهم يوم شاف خالد واقف عند المصاعد..وقاطعهم على آخر كلمة من مشاعل..
- خالـــد ..!

التفتت مشاعل للصوت المألوف..وتغيّر وجههــا للارتباك وهي تردّ بنظرها لخالد اللي التفت ناحية رفيقه..
خالد بكسل لأن جمال جا بوقت غلط وهو ناوي يمحي شعور التأنيب بأي طريقة : .. هلا..!
جمال طاحت عينه عالبنت اللي واقفه معه...شكّ إنها هي بس ما أمّل نفسه خصوصاً إن هيئتها متغيره بعض الشيء..
جمال بهدوء : .. شكلي جيت بوقت غلط ..!

قبل يرد خالد ..اختارت مشاعل إنها تختفي ..لأن صديق خالد الحين مصدر توتر دامه عارف بجيّتها للمؤتمر : انا رايحه...!
عرفها جمال مباشرة من صوتها...وخالد تابعها بعيونه وهي تروح وتختفي بالممر ..
جمال بتساؤل مع انه عارف : ..مين هذي؟

خالد وهو يتحرك : ..بنت عمي !
جمال تطمّن إنها هي : .. إلا ما قلت لي...شخبار عمك ألحين؟؟
خالد تنهّد : .. حالته مضطربة .. ما لنا إلا ننتظر هالكم ساعة..

ورجع نفس السؤال لذهن جمال عن مشاعل ..الملقّبة بـ سارة عند خالد ..!. بس وشلون يسأله ..وشلون يستفسر ؟!.. والفضوول بيذبحــه وحااارق دمّــه !!
جمال بهدوء وهو يمشي جنب خالد : .. أقول خالد ؟
خالد يطالع قدام ومشاعل مستقره بين عيونه : همممم ؟
جمال : بسألك سؤال...
خالد بشرود : اسأل..
جمال : بنت عمك؟...وش تدرس ؟!
خالد وقف بصمت..والتفت على جمال..وعيونه تنضح استغراب من هالسؤال اللي ماله غاية ولا مناسبة ..
جمال بهدوء : طاقني فضول بس!!
خالد : هالفضول وراه سبب!
جمال ابتسم : .. مدري أحس إنها ذكية وهالشي خلاني أتساءل عن نوع دراستها..

خالد بابتسامة جانبية ونظرة ساخرة من كلامه..تحرك من غير تعليق..
جمال : جاوبني..!
خالد التفت عليه .. ونبرته تشتدّ لأنه يبي يقفل موضوعها كفاااية إنه فاقد الراحة من أيااام : قفّل موضوعها..
جمال باستغرراب : وليش؟؟
خالد باقتضاب : لأني داري ما ورا سؤالك إلا دجّتك المعتادة .. وأحــــذّرك ..بـــعّد بنت عمي عن خيالاتك الداجة مثلك !
جمال بدهشة : هاه !.. خيالاتي الداجة؟!
التفت خالد عليه بسخرية : إيه...ولّا تحسبني مدري عن الخيال اللي تعيشه مع البنات إنتْ...تراني رجال مثلك وأعرف أفكارك الخربانة..
ضحك جمال وطقه من كتفه ..وخالد يكمل مشيه : ههههههههههه... نذل قسماً بالله..
خالد ببرود : هالنذل فاهم طبعك !
جمال : قصدي كان شريف قسماً بربي..!
ناظره خالد من على جنب..نظرة تقول ..ايه هيّن ..
جمال : والله خويلد ..!
خالد : عارفك وخابزك لا تحاول..
جمال ضحك وما بيده غير كذا ..وهو يحك راسه.. ما عرف من وين يبدا ..أو وشلون يسأل عنها..فعلاً اهتمامه فيها يزيد وشوفتها قبل شوي..زااادت الفضول عنده يبي يعرف !!
وخالد ما أعطى سؤاله اهتمام...وحسبها نــزوة جديدة من نزواتـه..وما عطاه الفرصة !


رجعت مشاعل للمكان اللي ينتظرون فيه اخوانها مع أمها... جلست جنب امها اللي هدت نوعا ما..وأخيرا التفتت لـ شادن اللي كانت تتأمل بجوالها وأفكار تاخذها وتوديها..
مشاعل : تبين موية؟؟
شادن خذت العلبة وشربت جرعة بصمت... والخوف من القادم مسيطر عليها كلياً... خوفها على أبوها اللي طاح لسبب هي تدركه تماماً..وهالشي اللي يعصرها أكثر من أي وقت مضى ..! ، ماهي عارفه ألحين.. بأي جانب رح توقف !!.. ماهي عارفه..وش اللي بتحمله الأيام الجاية..!
حسّت إن رجولها مافيها تشيلها... ومافيها تجلس وتستقبل خبر مو زين بأي لحظة..تبي تهرب من الواقع ..لشي أبعد من الواقع!!..أبوها ما تدري وش حالته ...وعمر اللي أكيد رح يكبر موضوعه ومارح يقتصر عليه وعليها !!
قامت واقفه ومشت بروح متهاوية ناحية البقعة اللي واقفين فيها محمد..وبندر يتهامسون ..والجدية لازالت موجودة..
شادن : محمد..!
التفت عليها محمد بصمت..
شادن بتعب : أبي أرجع البيت ..

محمد : ألحين؟؟
شادن : إيه..تعبانة ما أقدر اجلس..وأبوي ان شاء الله بيكون بخير..طمنوني عليه..
محمد : ما أقدر لازم ابقى هنا..
بندر اللي لاحظ التعب على صوتها : خلاص أنا برجعك..واضح التعب عليك..وأبوي ماعليه شر..روحي نومي وبعد العصر اذا تبين رجعت آخذك..
شادن ما جادلت : اللي تبي..

التفت بندر لـ مشاعل يسألها اذا تبي ترجع وتنام لأنهم من الليل وهم هنا وقضوا أكثر من 10 ساعات .. مشاعل يوم شافت امها بتجلس قررت تجلس معها مع إن أعصابها بدت تنهار من التعب..

ركبت شادن مع بندر... وهي ملتزمه الصمت حتى ما سألت سؤال واحد عن اللي صار بالقسم.. وهالشي اللي أثار استغراب بندر بالبداية..
بندر وهم بالطريق : ..ليش أحسك متغيّره ؟؟؟
شادن انكمشت : وشلون..متغيّره؟؟
بندر : انتي أعرف بنفسك... هالكه وحالك مو طبيعي... ومن جيت وانتي ساكته ..
شادن : مافيني احكي...قلبي مع أبوي .. مرتاعه عليه..
بندر استغفر ربه ..وهو يتذكر كلام محمد عن عمر...مو داخل مزاجه ولا حررف...وشلون هالضعيفة البريئة اللي جنبه..بتصدق فيه !!!؟

بندر بهدوء : ... متى..كلمك عمر آخر مرة؟؟
هالسؤال كان سيف قطع قلبها لمليون قطعة .. وهي تستشعر رميـه لها بذيك الطريقة وقطعه لكل وسيلة اتصال .. سكتت ..
بندر : متى؟؟؟
شادن اعترفت : ... ما كلمني..من يوم اختفى !
بندر : وما قالك قبل يروح على وين رايح !
شادن : ..لا !

وصلوا للبيت ..وما قدر بندر ياخذ جواب منها يفيدهم او يدلّهم عن مكان عمر ..! ،
طلعت شادن على غرفتها مباشرة عشان ترتاح وقلقها اللي كان ناحية عمر ..تحوّل بالكامل ناحية أبوها اللي طيحته كمّلت الباقي ..!

بندر وقف بالصالة ..ولقى نفسه يحاول يتصل على عمر ..لكن كان مغلق !!

::





♫ معزوفة حنين ♫ 28-09-12 10:14 PM



طلعت سحر من الحمام بعد شااور دااافي يناقض الجو الحالي بعد ليلـة عاصفية باردة.. راحت للدفاية اللي بغرفتها وشغلتهـا وهي تناظر الجو الخارجي من النافذة .. الدنيا هاديـة والجو صحو بس الشمس ضعيفة.. ابتسمت لأن الثلج وقّف نزوله .. التفتت للساعة وكانت تشير لـ 10 الصبــاح..
كانت صحت من ساعة الا ربع تقريبا قضتها بالبانيـو وفقاعات الصابون الدافيـة ..
عقب ما لبست قطعة صوفية زيتية وبنطلون أسود بخامة ثقيلة.. بدت تنشف شعرها قدام المراية ومخهــا يسترجع أحداث ليلة أمــس !!
ورجــع لها نفس السؤال !!..أنا شلون سامحتــه بهالسرعة !!.. شلون طلعت من فمي كلمة حصل خير..!
اللي سواه مو بسيـط وكان ممكن يجيني ارتجاج ولا مصيبة بسببها..!

ما تعرف إذا شافته بعد شوي بأي وجـه تقابله... هي بقلبها للحين شوية انزعاج من اللي صار.. وشلون بتقابله !!.. هل بتطلع عليه بوجـه طبيعي يحسسه إنها فعلا نست حركــته المتهوّرة أمس ..!
نزلت مشط الشعر وهي تتذكر مكالمتـه اللطيفــة قبل ما تغط بنوم عميــق.. ما تنكر المكالمة جت من طرفـه وتتذكر كل حرف قالـه..! ..واعتــذاره !

لفت شعرها الرطب وثببته بقمة راسها ..وجابت الشال ولفّته عليه عن البرد بدون ما تنتبــه للكيس الصغيـر الموجود على سريرها .،
جت بتطلع بس أخيراً وهي ماشيه للباب..طاحت عينها على الكيس الأزرق بلون السماء..عليه خربشات بالأبيض وكأنه كيس هدايا..!... استغربت وراحت بسرعة لهناك ...ما كان موجود يوم تصحى !..وش هالكيس؟؟.. أكيد صوفيا حطّته وهي بالشاور .!
فتحته ومافي راسها فكرة محددة... بس تحّرك شي داخلها من هالكيس الناعم واللي يدلّ على ذوق صاحبـه الراقي..! طلّعت اللي فيه وابتسمت لا شعوريـاً وهي تشوف اسوارة ملونـة ومصنوعة من الخرز ..واضح إنه رخيـــص مرة بس ناعم !
ضحكت لا شعورياً : هههههههههه صوفيا وش تحس فيه !

لبستها تتأمل شكلها على معصمها النحيف.. هزّت راسها بضحك على صوفيـا وهي مو عارفه المناسبة عشان تجيبها...يمكن جابتها أمس لما طلعت تتشرى!.. تعرف صوفيا تحب هالأشياء تقول انها ناعمة ورخيصة ما تكلف كثير..!
ما شالتها خلّتها بيدها..وقامت بتنزل عشان تشكرها... نزلت تحت وشافتها بالصالة تنظف طاولة الأكل عقب ما شالت الفطور ..
سحر قرّبت : صووفيا..
صوفيا وهي ترتب المفرش الأنيق : مالأمر؟
سحر : هديّتك رخيصة ولكنها أعجبتني...شكراً..
صوفيا ابتسمت وبدون ما تناظرها : ..أعجبتكِ.. جيد..!
سحر : متى اشتريتها؟؟..وما المناسبة؟
صوفيا لفت لها : لستُ أنا من اشتراها... أنا فقط وضعتها بغرفتك قبل قليل..
سحر باستغراب.. وارتبـــاك : ظننتكِ .. أنتِ من أحضرها !
صوفيا : لا...لستُ أنا... ولكن جيد أنها أعجبتكِ.. ألم تري الورقة المكتوبة بالكيس.. ستعرفين صاحبها !!
سحر رفعت حواجبها فووق باستغراب .. وبدت تشكّ بالموضوع : لم أرَ الورقة !
وتوترت شووي..لا يكووون هـو اللي جابها !!... بسرعة لفت وركضت لفوووق عشان تتأكد ..وصوفيا تتبسّم وهي تشتغل ..!
اقتحمت سحر الغرفة بسرعة ..وقلبــت الكيس لين طاحت ورقة بيضا بسيطة مثنيـة... مسكت الورقة بأعصاب مشدودة وقلبها يجاوبها عن حقيقة اللي مهديهــا ،،.. معقول يكون هـــو ؟؟
نفضت راسها بسرعة قبل تفتحها وقالت لنفسها بلا سخااافة..يمكن يكون يزييد.. تصدّق إنه يزييد لأن هالحركة لايقه عليه أكثر...بس مو وليــــد !
فتحتها بسرعة ..وقرأت الكلمتيــن المكتوبــة ..

( عــربـــون صُلـــــح ..)

بلعت ريقها وهي تتأمل الكلمتين مع الفيس الطفولي المرسوم...
هالحركة مسّت شي فيها..ولقت نفسها تبتسم بدون شعور..وعيونها تتأمل خطّه الفخم والفيس اللي راسمه ..
وليــد.. وش اللي باقي عنك ما أعرفــه للحين ؟!

فسخت الأسوارة وحطتها بالكيس مع الورقة .. وطلعت من الغرفـة وتأثير الحركـة مسيطر عليها... نزلت تحت مرة ثانيـة.. وعلى طول على المطبخ وكانت صوفيا تغسل صحون الفطور ..
سحر بهدوء وترقّب : صوفيا ... هل ذهب وليــد ؟
صوفيا : أجل..خرج منذ ساعة تقريباً..

تنهّــدت.. معناها بتنتظر كم ساعة على ما يرجــع... رجعت للصالة وهي في عالم من الـشرود..!
هل عليها إنها تقبل الهديــة؟؟.. أو ما تقبلها؟!
بس الهديـة معناها واضح...عربون صلح واعتذار عن اللي صار أمس... وهي تدري إن المفروض عليها إنها تنسى اللي صار... وتكمل كل شي طبيعي معاه إذا كانت تبـي الهدوء المنشود ..والمشاكل مع وليد ما تتمنى ترجع...هي من يوم استقرّت العلاقة بينهم...وهي مرتاحة أكثر من أول ..لأن وليد كان بالسابق جانب مزعـج ويعكّر هدوءها اللي ما جت هنا إلا عشانه !.. وألحين .. آخر شي تبيـه إنها تفقـد الراحــة اللي لقتهــا الأيام الأخيرة بسببـه وبسبب وقفتــه معها ،

جت صوفيـا : ألا تودين الخروج؟
سحر بشرود تناظر التي في وما تناظره : ...أين؟
صوفيا وهي توقف على النافذة وعيونها للسِحر الأبيض اللي برا : .. موسم الثلوج قد عاد.. ألا ترغبين الخروج واللعب فيه !
ابتسمت سحر وتركيزها يرجع لها : .. لا أعلم ..
صوفيا التفتت : .. هيـا.. لنخرج قليلاً.. كنتِ تعشقين تساقط الثلوج..
سحر اعترفت : ولا زلت... ولكن......(تذكرت بحنيــن آخــر سنة قضوها هنا... كانت بيان اختها بعمر الثلاث سنين ) : اشتقت لبيان.. كنتُ ألعب معها فيه.. أفتقدها كثيراً..
صوفيا بابتسامة : تلك الصغيرة !.. لقد اشتقت إليها... ربما عليكِ أن تكلميها فيما بعد..هيا لنخرج فالجو جميل وهااااديء..
ما عارضت سحر ولقتها فرصـة تغيـّر الجو المتقلّب بعواطفها... وياما كان الثلج متنفّس فعّــال اللي تفرّغ فيه طاقاتها بنجاح..
طقّها الحماس فجأة وهي تحس بالنشاااط : أوووكيه... سأذهب لأحضر ردائي وقبعتي ..
صوفيا : ولا تنسي قفازكِ.. أنا أيضا سأذهب لأحضره..

راحت سحر ولبست جكيت سماوي وأطراف أكمامه أسود غلييظ وسميييك للغاية ..ناظرت نفسها بالمراية وضحكت ..طااالعه دبـــه... لبست الآيس كاب وغطّت به أذانيها..ولبست البوت الطويل وخذت القفـاز الأسود وطلعت..
كانت صوفيا تحت ولابسه مثلها بالضبط بس جكيتها أحمر مطفي ..وطالعه دببببه فيه..
ضحكت سحر غصب : هههههههههههه... تبدين سمينة!
صوفيا بضحكة : وأنتِ كذلك... تبدين قصيرة كـ طفلة عمرها 15 عاما هههههههههههه
سحر بالسعودي : مالت عليك روحي بس....
ومشت للباب وصوفيا تضحك بتساؤل : ماذا قلتِ؟..لم أفهم !!
سحر نزلت الدرجات بسرعة وهي تضحك .. صوفيا لحقتها وسكرت الباب زيين عشان جو الفيلا الدافي ما يتغيّر..!

سحر تناظر حولها بانبهار ..البساط الأبيض يغطططي كل شي ..وقمم الشجر مكتسيه بالأبيض وللحين ما ذابت ..
سحر : سبحان الله..!
صوفيا جت من وراها وهي ماسكة كورة ثلج بمكر : ماذا قلتِ ؟
سحر بعفوية : سأصنع ايس كريم طبيعي الآن .. هههههههه..
والتفتت لصوفيا بعفوية ... إلا شي بارد لاسع يصقع بوجهها ..
سحر بصدمة : لماذا ؟؟؟؟
صوفيا : كُلي الآيس كريم هيا .. ههههههه
سحر : سحقاً...لا تفعلي إنه مؤلللم ..
صوفيا : هههههههه..

سحر قامت تنفض وجهها وفمها بأصابعها : سأذهب للمطبخ قليلاً.. أشعر بالتجمممد..
راحت وسوّت كوبين قهوة عن طريق مكينة القهوة..ورجعت لصوفيا اللي كانت جالسه على آخر درج حجري يودّي لمدخل الفيلا المرتفع.. كانت شاردة تبتسم مع نفسها وأفكار بعييييدة ماخذتها..
سحر بهدوء قرّبت ولزّقت الكوب بخدها..
صوفيا بألم : آآآآه... ساااخن !!
سحر جلست وهي تضم الكوب : بماذا كنتي تفكرين؟.. تبدين سعيدة !
صوفيا بابتسامة : لا شيء مُهم..
سحر جلست جنبها وأشكالهم مثل الكور الملمومة من جاكيتاتهم المحشوّة بسماكة : ..لدي سؤال!
صوفيا : ماهو؟
سحر وهي ترتشف وبخار القهوة يضرب وجهها : هل كان وليد قلقاً عليّ بالفعل عندما تأخرتُ البارحة ؟
صوفيا ناظرتها : أجل...
سحر وهي تناظر قدام : لا أستطيع فهم السبب وراء غضبه حتى الآن ..!
صوفيا دقتها بكتفها : وكيف لا يغضب وهو يراك تتعرضين لخطر الأشرار..
سحر بطرف عينها بسخرية : لقد كان غاضباً قبل أن يصل أصلاً..
صوفيا : لا أعلم ..ربما خاف عليكِ....(سكتت لحظة... وأردفت) : أنتِ لا تعلمين !
سحر بانتباااه ..لفت تناظرها باستغراب : أعلمُ عن ماذا ؟؟
صوفيا : والدك قد أوصاه عليكِ في غيابـه...منذ أول ليلة أتيتم فيها إلى هنا..
سحر اللي توها تدري عن هالمعلومة : والدي؟..أوصاه!
صوفيا : أجل... وأوصاني أنا بأن أيَّ شيء يحدثُ لكِ.. فعليّ إخبار وليد فوراً... ولهذا السبب ترينني أخبره وألجأ إليه عندما أقلق عليكِ.. فأنا امرأة كما تعلمين ولا يمكنني التصرف بالمواقف الصعبة..
سحر سكتت شوي وهي تسمع... والكلمات طارت... اجل هذا السبب باهتمامه وقلقه؟
وهــي...اللي بلحظة من اللحظات حسّت إن اهتمامه فيها وخوفه اللي يقول...نابـــع من اهتمام شخصي..!
ابتسمت سخرية واستسخاف على نفسها من الفكرة العــابرة اللي مرّت وسيطرت عليها اليوم... وش كانت تفكر!.. وليد بيهتم فيها عشانها !!؟؟... لا أبداً مو عشانها ... عشان أبـوها !!
نزّلت راسها وهي مشتتـه.. إلا صوفيـا تقول : ووليد أخذ وصية والدكِ على محمل الجد !..إنه مخلص لوالدك كثيراً.. ويسأل عنكِ بكثرة !
ناظرتها سحر وهي تنصت لكلامها .. والكلمات تتضارب داخلها..
صوفيا بهدوء : إنني أفهمُ سبب غضبه البارحة .. ربما لو حدث لكِ مكروه فإنه سيكون المُلام الأول لدى والدك..ولذلك تصرف بتلك الطريقة التي بكيتِ منها !

التزمت الصمت وهي تسمع ..وما تدري ليش قامت تحس كذا ؟!.. وكأنها تقريباً.. لقت تفسير لسبب النار اللي كانت تشتعل بعيونه البارح..وهيئته المخيفة..وتصرفه المتهوّر..! ..حاس بالمسؤولية ؟.. يمكن هو يشوفها مسؤولية ثقيلة عليه...وما قدر يرفض طلب أبوها..ولي نعمتــه !
تنهّدت باكتئــاب من هالأفكار اللي نثرت شتات غريب جوّاها : .. صوفيا... لا أريد أن أكون حملاً ثقيلاً عليه..
صوفيا ابتسمت يوم شافت احباااط غريب بصوتها : مابكِ..؟
سحر باكتئاب : يبدو أن وليد شكى لكِ كثيراً بسببي ..!
صوفيا ابتسمت بحنان : لا تقولي هذا... وليد يراكِ كأختـه الصغيرة..
التفتت لها سحر بسرعة..وانتبااه : ماذا؟؟؟
صوفيا بحنان : أجل... كأختــه الصغيرة ... لقد قال لي ذلك البارحة عندما كنتُ معه !
سحر ناظرتها بتساؤل : كنتي معه؟؟
صوفيا وهي تتذكر الساعتين اللي قضتها معه عقب الغداء : أجل .. لقد تناولنا الغداء سويةً بالأمس.. وخرجنا معاً للتمشي..
سحر سكتت وهي تنصت وما علّقت...
صوفيا أكملت : تكلّمنا عنكِ قليلاً... وأخبرني أنه يعتبرك مثل أخته الصغرى ..ولهذا أراه يتصرف احياناً بذلك الشكل ..
سحر قلبّت فمها يمين وشمال... من جدّه ولــيد!... يعتبرها مثل إخته الصغيرة ..!
ابتسمت لا شعورياً ابتسامة صغيرة.. وهي تلقى هالنوع من الاهتمام..ذكّرها بـ خالد أخوها.. اهتمام الأخو...يمكن ما تحتاج إلا هالنوع من الاهتمام حاليـاً! ..

::

رجع تركي للفيلا وهو يسمع صرخات مرحة توحي بلعب مجنون وضحك معبّي الدنيا..
وقف بعيد وعيونه تطيح على سحر والشقرا وهم بحرب عنيفــة بالثلج.. صوفيا طايحة عالأرض وشبه منسدحة وسحر واقفه عندها مو مخليه لها فرصة توقف..وترمي عليها اطنان من الثلج وذيك تضحك وتكح..!
صوفيا باسترجاااء: يكفي..سأموت...
سحر وهي تلهث وحركتها ما وقّفت : تستاااااهلييييين!
صوفيا باستسلام : ماذا ؟!

ولمحت صوفيا تركي واقف من بعيد يطالعهم..بهيئته الشتوية.. لابس هاينك أسود وفوقه جكييت صووف رمادي طويل..والأيس كاب الرمادي يغطي راسه وهو ماسك الشنطة على ظهره اليمين..!
صوفيا عشان تلهيها : أووه..انظري هناك!...لقد جاء أخوكِ ..!
عفويا التفتت سحر من الكلمة ..واستوعبت انها تقصد وليد اللي واقف بعيد بصمت يطالعهم...
صوفيا استغلت الفرصة..دفّت سحر عنها لما طاحت ، وركضت بصعوبة وتعب ناحية وليد..!
سحر عصّبت وتوعّدتها قامت بسرعة تركض وراها مثل البطة السمينة بسبب اللي لابسته..
تركي تبسّم على أشكالهم ولبسهم اللي مطلّعهم أصغر..وحبس ضحكه .. وصلت صوفيا وهي تعرج من البرد اللي دخل رجولها من كثر ما تمرّغت بالثلج بسبب سحر ..
صوفيا برجاء : واليد...لم أعد أستطيع..أبعدها أرجووك.. آه قدمي !
سحر وهي تركض لهم : قفففي مكانكِ...فلم آخذ حقي بعد !
صوفيا خاافت وقواها خايره...لقت نفسها توقف ورا وليد وتحتمي بظهره ..
تركي ناظر صوفيا باستغراب ..ولف لـ سحر مرة ثانية وهي جايه بسررعة واصرار..
سحر بتحذير : وليد وخر !
تركي وعاجبــه الوضع : ..هدّي اعصابك وارحمي البنت ..تعبت منك..
سحر : موو شغلك..انت ما شفت وش سوّت فيني قبل شوي..
صوفيا اللي ما كانت تفهم حوارهم بس فاهمه الموقف : لا..أرجوك.. خذها بعيداً..إنها قاسيــة ..
سحر حمقت : انا قاسية؟ ..انـــا أريييد حقي !
تركي بضحكة : وش سوّت هالضعيّفة... أنا أشهد إنها ما تقدر تأذي أحد وقلبها كبير..
سححر حمقت من كلااامه : وخــر لا تجي بوجهك !
كانت تقصد كورة الثلج اللي بيدها.. قال بسخرية : أنصحك ما تجربين !
سحر بنبرة تحدي من كلامه : قلت لك وخر..لا تجي بوجهـك !
تركي بنفس النبرة : وأنا أقول.. انصحك ما تجربين... بعدين تندمين !
سحر بنبرة تحذير أخيرة : وليــد !
تركي بابتسامة جانبية صامتة...فهمتها سحر استفزاز وخذت التحدي جـــد .. ولقتها فرصة ترد حركته فيها أمس .. رمتها بوجهه بكل قووة وصوفيا اللي كانت تحسبها بتجي بوجهها أخفت راسها ورا تركي وهي تشهق يوم صدمت بوجهه..!
تركي اللي ما توقع تسويها جد..غمض عيونه والرذاذ الأبيض يطيح من ملامحه وهو عاقد حواجبه بجدية .!
سحر بسخرية : قلت لك وخر وأنا قد الكلمة !
فتح عيونه وهي تضييق عليها .. سحر تماسكت قدامه وبثقـة : هذي عن حركتك أمس..!.. كذا انا برتاح..
ولفت بتروح وهي مبتسمة بنشووة مو طبيعية ..
وفجأة ..سمعت صوفيا من وراها تقول بدهشـــة : ماذا ستفعــل !؟

التفتت سحر عليهم بتساؤل.. وشافت وليد يقوم من الأرض وهو شايل كوومة كبيرة من الثلج بيديه الثنتين.. وعيونه تلمع وعيــــد !
شهقت غصب يوم فهمت اللي ناوي عليه..
سحر بتحذير : عندك صوفيا سوْ فيها اللي تبي !
تركي بسخرية : صوفيا موب عدوتي ..إنتي عدوتي ألحين وأنا نصحتك ما تجربين !
سحر بخوف : لا... يا ويلك..!
تركي : فــــاتت عليـــك ..

شهقـــــت يوم شافته يركض بكل طوله وحضوره لها...طاح قلبها من الخوف أول مرة تشوف وليد يركض ..لقت نفسها تصرخ بخوووف الطفلـــة وهي تنحاااش بكل ما تملك من قوة..
صوفيا قامت تضحك من مكانها ونست الوجع اللي برجلها وهي تناظرهم.. سحر قامت تلف وتدور تبي تضيّعه وهو وراها وكل ماله يقررب... قااامت تترجااه : ياااا ويلك.. وخر عني...


راحت تركض بين الشجر لعلّها تضيّعه بس كان سريع وخفييف ..وحركته رشيقة وهي التعب ناال منها بسبب صوفيا..
طلعت دموعها برهبــــة : ابععععد عنني..
تعثّرت بشي في الأرض وطاااحت على وجهها.. حاولت تقوم قبل يوصل ولكن ما أمداها تتحرك إلا وصل عندها وابتسامته تشــع وعيد..!
تركي وهو واقف فوق راسها : اذا قلتي آسفة ... ممكن أعدّيها وأنسى..
سحر بكبرياء : أعتذر لك إنت.....تحلم !
تركي بتحذير : ترا العناد ماهوب نافعك..
سحر : وليش أعتذر.. هذا حقي وخذيته منك !
فهم اللي تقصده..عن اللي صار أمس... وابتسم ابتسامة جانبية ساحرة ومربــكة..
قالت بتوتر : ليش تبتسم!.. ايه ترا ما نسيت أمس !
تركي : بس أنا اعتذرت وقبلتيــه !
سحر بسرعة : إيه...بس صحيت اليوم الصبح والموضوع للحين ببالي..
تركي : مهيب مشكلتي...

سحر فكّرت بسرعة عشان تهرب لأنها ما تتخيل وش بيسوي...الوضع يربـك.. وبدون تفكير شهههقت شهقة عنيفة وهي تأشر لمكان تحت رجليه : .. ثعبااااااااان !
ناظر تركي لتحت بسرعة بسبب شهقتها المخيفة .. وما لقى شي...رفع راسه بسرعة ولقاها طاااارت بغبارها ..!
ما قدر يمسك الضحكة اللي سيطرت عليه..جباااانة !!..يا الله.. وبعدين معها !!
كان يراقبها وهي تركض بجكيتها اللي مقصّرها وواصل لحد ركبها ومطلّعها غييير... ونسى نفســه ،!


سحر التفتت وراها وهي تركض.. وما شافته .. هدّت من سرعتها وهي تتخبى خلف شجرة تاخذ أنفاسها..
يا ربي!.. ليش حاسّه برهبــة.. وخايفـه تطيح بين يديه ،،
طقّت راسها..لا تصيرين جبانة خلّك قد الحركة اللي سويتيها... واصلا هذي ما تقارن بالحركة اللي سواها أمس فيني !
ما حسّت بالخطوااات الخفيفة اللي تقرب منها ..يوم لمح ظلها منعكس عالأرض..
قرّب من أذنها وهي مستنده عالشجرة مو حاسه فيه واقف وراها...وهمس بلعانة : .. ولا حركة !
صرخت من قلبها وما حست إلا بكومة باردة تغطي كل مكان بوجهها ويتفرّك فيه .. حسّت إنها بتختنق وهي تمانع وتحاول توخّر يده..
قامت تكحّ بالقوة وتركي متوحّــد فيها وزايد بالعنف أضعاف !
سحر تترجاه حست إنها بتموت : خ...خلا..ص!
تركي وهو دافن يده المتغطيه بقفاز وسط وجهها ..وبنبرته تحذير : ..لا.. تدوسين..طرفي..ولا تفكرين !
سحر بكحّات عنيفة حسّت إنه زاد بالعنـــف وهي بتختنننق : والله..خلاص..
وخّر يده عقب ثواني عصيبة..وسحر طاحت بالأرض وهي تكح ويدها على صدرها ..
سحر وهي تلهث وقلبها يدددق : بغيت..أمـ..وت..!
تركي بابتسامة جانبية غامضة ..نزل للأرض عندها ..وبحركة معاكسة .. قام ينفض وجهها من الذرات البيضاء بأطراف أصابعه ..سحر جمدت تماماً وحبست أنفاسها ..بس صدرها لازال يطلع وينزل..
تركي بصوت ناعم ويده تتحرك : .. لا تتحركين !
سحر وكأن فيه شي مجهوول مثبّتها .. قامت ترمش بضياع وتركي يبعد الذرات عن أنفها بلمسات رشيقة..
ما قالت شي وطول الوقت كانت تناظر شي بالأرض تنتظره بس ينتهي ويقوم عنها...
لكن تركي قال وهو يبتسم بعد لحظة ..بنبرة ناعمة : عجبتك الهدية؟؟
رفعت راسها بسرعة ..واصطدمت نظراتها بنظراته....لحظة... وقالت بثبات وهدوء : ايه..
زادت ابتسامته : شريتها قبل اروح الدوام.. وتأخرت عليه عشانها..
رمشت وهي تتحرك عشان تقوم واقفه... وقالت تنهي الموقف الغريب ذا : مشكور..!
قام واقف معها.. ورجع لنبرته الطبيعية : .. العفو .. أدري رخيصة ..بس لقيته بكشك قريب وعجبني شكله قلت لنفسي يناسبك مع ألوانه .. تحتاجين الألوان إنتي بهالفترة ..!
طالعته وهي ساكتة وشعور الغرابة يداهمهــا.. الموقف هذا كله غريــب... بس قالت : ألوان؟؟
تركي : إيه... الألوان تشرح النفس.. وتغيّر النفسية ..
سحر فهمت قصده : أها ..

تحرّكت تبي تبعـد عنه... ومشى هو وراها .. راجعين ناحية الفيلا..
وصلت هناك وشافت صوفيا جايه وهي تضحك للحين : أوه يا إلهي..كدت أموت من الضحك!
سحر بحمق : علامَ تضحكين ؟
صوفيا : كان شكلكما مضحكاً.. هههههههههههه .. آه لا أصدق ..أنتِ بالذات كنتِ مضحكة للغاية..!
سحر نزلت للأرض وشالت كومة ورمتها بعنف عليها ..وبقهر : لن أسامحكِ !
صوفيا لفت لتركي اللي واقف: هل اخذت حقك من أختكَ الصغيرة ؟!
التفتت سحر عليه بصمت..وتركي تبسّـم : أجل..بالكااامل..( ناظر سحر وبكلام محسوب) .. أتمنى لو كان لديّ فعلاً أخت صغيرة مثل الآنسة للعبت معها حتى أشبع !
ضحكت صوفيا..وسحر نفخت عليه : .. الحمدلله إني مو أختك صدق ولا كان رحت فيها !
وراحت عنهم عشان تغيّر ملابسها.. وتهدّي من ثورة أعصابها والرهبــة اللي ساكنتها ،
صوفيا بضحكة : ههههههه..جيد..تبدوان بخير الآن..
ابتسم تركي : لا داعي للقلق..أستطيع تدبّر أموري معها..
صوفيا : لقد أعجبتها الهدية .. أتعلمُ بذلك ؟!
تركي : جيد.. كنت أخشى أن ترميها بوجهي !
صوفيا : ههههههههههه..
تركي : شكراً لكِ..فلقد كانت الفكرة فكرتكِ..
صوفيا بنعومة : كانت غاضبة منك للغاية البارحة.. وظننتُ أن حركة لطيفة منك سترضيها فهي لا تزال فتاة في كل الأحوال..
تركي بابتسامة : شكرا لك على مساعدتك.. ممتنٌ لذلك ..
صوفيا : لا داعي فأنا أحاول مساعدتها على الهدوء النفسي لا أكثر.. فالتوتر لا يبدو جيداً لها..

::

بين جبـــال الجنـوب..!

كان عياف جالس بغرفة الجلوس اللي تجمعهم ..وعادل وبعض الشباب معه ..ينتظرون ناس معيّنة اللي على معرفة بـ عادل على وشك يوصلون حسب اتفاق مسبق..!.. وكلهم توتر وترقب.. ولأن هالناس عرفوا إنهم مروجين مخدرات ومواد محظورة ولهم علاقاتهم اللي ممكن تساعدهم ..!
واحد من الشباب ..لثاني جنبه جالس : .. عمر صادق!!..وش اللي يخلينا ننتظرهم والله نتوهق فيها أكثر من أول...عياف مجنون يوم سمع كلام عادل..!

لمحهم عياف يتهامسون ..ورمى عليهم نظرة حااادة تسطر شرار الغضب ..بلعوا العافيـة وسكتوا عشان يتجنبون غضب عياف اللي محد سلم منها ..
عياف بزمجرة لـ مطلق : .. وينه الكلب!...رح نااااده بسرعة !!

عرفوا إنه يقصد عمر ..اللي اعتزل جلساتهم تماماً وما يتبادل معهم كلمة ..سوى ان هالبيت يجمعهم !
فز مطلق وطلع بسرعة فوق عشان يناديه...ولكن كانت الصدمة بالنسبة له ..

نزل بسرعة ساحقة ..على وصول هالناس اللي كانوا ثلاث اشخاص..واحد منهم كان طويل وضخم ..ومريع واضح إنه القائد واللي معه رفاقه...
عادل ابتسم وهو يتقدم يسلم..رمى كفه بكف هالطويل والثاني يبتسم له والواضح ان العلاقة بينهم وطييدة ويعرفون بعض لهم زمن ..

عادل لـ عياف : هذا صاحبنا يا زعيم...مستعد يقدم لك يد المساعدة ..
عياف اللي كان طوله يقارب لطول هالرجال ..سلّم عليه ..
عياف : حياك يالسبع..!
ابتسم اللي يطلقون عليه هاللقب .. والتفت لـ عادل : يقول عادل انكم في ورطة..ولولا صحبته ما فكّرنا نتواصل معك..يقولون عنك زعيم يهز جبال..
ضحك عياف ومبدئيا ارتاح لاختياره .. لأن اللي قدامه واضح انه راعي فزعة...

دخل مطلق هاللحظة وهي يلهث والرعب على وجهه : ياااا زعيم !!
التفت عياف عليه بسرعة ..ومعه عادل اللي شكّ ان الموضوع له علاقة بـ عمر... وأخيرا اللي اسمه السبع التفت والجدية على ملامحه ...عياف انصدم من ملامح مطلق..عقد حواجبه بجدية كاسحة : شفيك؟...وينه عمر؟؟

مطلق بدون شعور : .. اختفــى .... عمر هــــــــرب ... تركنا !

راح له عياف وشياطين الدنيا ركبت فوق راسه..واللهيب بعيونه : .. وش اللي هرب ...روح شوفه أكيد برا !
مطلق وعيونه بتطلع برا : .. انحاش.. ما ترك وراه شي... ( ومدّ ورقة كانت بيده ).. ترك ...ترك لك هذي !!
عياف اللي دارت الدنيا فيه..ماهو عارف وش بيطلع من ورا عمر اللي تمرّد عليه وانقلب ضده ..صاير يفزعه وهو ينكر ان عمر ممكن بيوم يتخلّى عن صحبته !!
فتح الرسالة... اللي شببت نيران وبراكين...وحمم بركانية طارت بكل محل من عيونه... كاااااانت...رســالة تحدّي.... رسالة تحــدي ببساطة !!... وعمر ما يلعب فيها !..

( من اليوم وطالع حطيتك براسي يا عياف .. ولا تامن جانبي ..لأني ناويك ... سلام )

ما يدري وش يسميها..تهديد !!...تحدّي !!.. وعيـــد !!
والواضـح انه تجمع كل المعاني...عمر يهدد.. بس وشلون...وايش ناوي...هذا اللي ما يقدر يتخيّله..!
ولأنه عاشر عمر لأكثر من ثلاث سنين..وعارف أسلوبه..فهو من النوع اللي ما تقدر تتوقع تصرفاته... وأساليبه صادمة وفيها من الحقارة اللي ما يتردد يستخدمها لو اضطر !!
عفط الورقة قدام عيون الكل ..وصوته مشتعل : ..الحقير!!

عادل اللي تقدم بصدمة : سواها الحقير؟؟..مثل ما توقعت !!
التفت عليه عياف والحقد يتنامى .. وكلمات عمر رجعت تهوي به لأبعد نقطة عن الراحة : يهدد !!...الكلب يهددني أنا !!

تقدم الرجال الجديد والجدية على وجهه : .. وش السالفة ؟؟
عياف والتفكير عنده تلخبط ما عرف يستقرّ ..طالع بالسبع ..اللي اخذ الورقة وقراها .
وعقب رفع عيونه لعياف بجدية : لاازم تلحقه ..هذا ناوي عليك !

عادل التفت للسبع برعب : لحظة...عمر عارف عن جيّتكم اليوم...ويعرف عنكم...يكون ناوي علينا كلنا!!
ناظره السبع بنظرات متوسعة بشكل مخيف ..ومسك عادل من ياقته وقلب عليه بغضب خضّ الغرفة : .. ماهوب احنا اللي تدخلونا بمشكلة مثل ذي... دام الموضوع صار كذا..أنا أسحب الفزعة ..وانت خلك مع زعيمك..
عادل برعب : إنت وعدتني تساعد..
السبع بغضب : بس ما قلت لي ان بينكم واحد خاين !!
عادل برعب : بس عمر يعرفك...ويعرف اسمك لازم تخاف على عمرك !

دفه بعيد والغضب بعيونه..والتفت للي معه وأشار لهم اشارة يفهمونها ما بينهم ..
والتفت لعادل وعياف : تعرفون مواصفات سيارته...أي شي يخصه.. وأنا اللي والله بجيبه من تحت الأرض..
عياف اللي تجددت الروح داخله : تقدرون تجيبونه ؟؟
السبع بعيون تلمع : أجيبه وأجيب ابوه..احنا شبكة ماهي عصابة عادية ... ورفيقك ذا..إن فكّر يمسنا بسوء..فالثمن بيكون حياته ..!!



يُتبــع ...

خلال يومين ان شاء الله بنزل الجزئية الباقية ..

آسفة عالتأخير مرة ثانية ..وان شاء الله تلاقون المتعة اللي تنسيكم..

أحبــكم ..


عنون



#قنوع# 04-10-12 04:32 AM

السلام عليكم ،،،

حابه اسأل
هل لـ للروايه تكمله ولا للحين موقفتها الكاتبه ؟؟

بليييز هل من مجييييب !!!؟؟

ام البنين 04-10-12 04:43 AM

الكاتبه. لازالت. تنزل. اجزاء. وموعد البارت الجديد. الجمعه.

#قنوع# 05-10-12 04:38 AM

رد: لاتبكي ، للكاتبة : عيون القمر ..
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام البنين (المشاركة 3191062)
الكاتبه. لازالت. تنزل. اجزاء. وموعد البارت الجديد. الجمعه.

مشكوره فديتك ماقصرتي بس حابه اسال المنتدى الاساس الي تنزل فيه الكاتبه هنا او منتدى تاني ؟
لو ثاني بليز قوليلي واكون لك شاكره ؟

يعطيك العافيه فديتك

♫ معزوفة حنين ♫ 05-10-12 05:00 AM

رد: لاتبكي ، للكاتبة : عيون القمر ..
 
الكاتبة تنزل في منتديين غير ليلاس ..
ماهي موجودة في ليلاس للأسف ..

#قنوع# 05-10-12 05:55 AM

رد: لاتبكي ، للكاتبة : عيون القمر ..
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ♫ معزوفة حنين ♫ (المشاركة 3191730)
الكاتبة تنزل في منتديين غير ليلاس ..
ماهي موجودة في ليلاس للأسف ..

طيب وش أسم هالمنتديين ؟؟ عادي تقولين ولا ما يصير ممنوع !؟

مشكوره فديتك

Q.miiro 05-10-12 06:02 AM

رد: لاتبكي ، للكاتبة : عيون القمر ..
 
السلام عليكم

حـــــنوون تدرين تابعت الروايه بشكل حلوو بدايتها بعدين قطعتها يووم طولت الكاتبه مانزلت ماتوقعت الكاتبه بتكملها
اللحين لقيتك منزله كم بارت جديد ماقريتها..

ممكن أعرف البارت الجاي متى ينزل



يعطيك العافيه حــــــنوون على المجهود والنقل..

♫ معزوفة حنين ♫ 05-10-12 09:46 PM

رد: لاتبكي ، للكاتبة : عيون القمر ..
 
قنوع ..
والله للاسف ممنوع ..
ابحثي بقوقل ماهو مقصر معك ..

الله يعافيك ميروو ..

[ج ـنون آنثـى] 05-10-12 09:50 PM

رد: لاتبكي ، للكاتبة : عيون القمر ..
 
مسساء الخير..

امممم حصلت الجزء الثاني ..وممكن انزله لاني كنت انتظره وفي غيري ينتظرون..

ف اسفهه اني تطفلت ونزلت عنكك..

[ج ـنون آنثـى] 05-10-12 09:52 PM

رد: لاتبكي ، للكاتبة : عيون القمر ..
 
الجـــزء 42 ..
(2)
---------------

كان عمر راكــب سيارته وألف فكرة وفكرة في راسه عن الخطـوة الجاية اللي لازم يقدم عليها... عيونه تلمع اصرار .. رغبـة في تنفيذ الانتقام اللي ما يظن إنه بيبرد قلبـه المكتوي بسبب عياف .. طايـر بسيارته عشان يبتعد عن بؤرة الشر اللي عاش فيها أكثر من 3 سنين ونص... بؤرة زادت اليوم تلوّث بجيّة ناس يعرف إنهم مروّجين مخدرات !
بس قبـل لا يقدم على أي شي كبير... لازم يشوفها !.. لازم يطمّن قلبه عليها.. لازم يروي خوفه اللي ما هدأ عقب آخر الرسايل اللي وصلته ..! ويدري إنه مارح يقدر يعيش قبل ما يسويها.. يمكن يقدر يبرر لها..يمكن تفهم منه شي.!..يمكن يفكّ شوي من هالتعقيد اللي آلت له الأمور..
وصله رنين جواله عالرقم الثاني اللي يستخدمه.. وكان قاصد يفتحه قبل نص ساعة ..عرف إنه عياف قبل يشوف الاسم... فرصته يعفس دنياه ..وبيسويها بكل طريقة تسنح له ..
رد بدون كلام : ...........
جاه صوت عياف متجاوز كل مرحلة معروفة للغضب.. كان بركان ..حاقد..يتوعّد : .. إنت قد اللي تسويه؟
عمر وهو يناظر الطريق الأظلم قدامه... ما بعد وصل للطريق المعبّد : ..فهمت رسالتي لك؟
عياف صررخ بإذنه وقلبه بينفجر غيييض : وش تفكر فيه يا كلب ارجع الحين لا والله تشوف النجوم بعز ظهرك..
عمر بأسلوبه اللي ما يتغيّر : أنا شايف نجوم الظهر من زمان..وهالمرة بتشوفها معي فخلك مستعد إنت وسفلتك اللي معك..
عياف بصدمة من هالانقلاب المريع : وش قلت !!
عمر : أنصحك ما تدوّرني أو تلحقني ..اتركني بسلام..وإن فكرت مجرد تفكير بحركة وصخة من حركاتك أقسم بالله بتشوف عـــمر ما شفته بحياتك من قبل..بخليك تكتشف مين عمر من أول وجديد..
عياف اللي انقلب وجهه أحمر قاااتم من الدم ..غيض..وغضب.. بسبب كلماته الواضحة ..يهدده بقلب جريء وشلون يسطي !!؟
عياف : .. أفهم إنك تدوس عاللي بيننا..؟؟
عمر : إفهمه مثل ما تبي.. ركّز بكلامي زين.. إبعد عنّي تراني على جريف ممكن أتهوّر بأي لحظة ..
فهم عياف قصده.. بس سأل بغضب : وش تقصد؟؟
عمر : إنت فاهم.. ممكن أرمي مستقبلي كله.. عشان أرميك وسفلتك..
عياف بحقققــد وكلمة عمر شببت النيران لدرجة كل اللي يسمعون حوله دخلوا معه بالجو المشحوون : والله لأعلّمـك مين عياف.. دام وصلت هالمواصيل..
عمر بسخرية ..وبنغمة مستفزة وهو يوصفه : عياف!... السافل..اللي خان أقرب الناس له..أبوه.. سرقه ورماه بدار العجزة.. هذا وصفك بكل اختصار.. وكم مرة قلت لك..اللي مافيه خير لأبوه مافيه خير لأحد..
قااااااااطعه عياف بصرخة مزمجرة هزّت الأركان : ولاااااااااا كلمــة.. لا تجيب يومك يا عمر أحذرك..

عمر كان بيرد...بس انحرفت عينه للمراية الجانبية ..يوم لمح سيارة غريبة تقترب من بعيد ..شكّ بالموضوع.. ورجع لـ عياف : .. أنا اللي أحذرك.. لا تلعب مع واحد فاهم أصول اللعب من يومه طفل وعاش عليها.. ترا هاللعب يجري بدمّي لا تخليني أضحّي فيك ..
عياف : طبيت النار برجليك..
ابتسم عمر بسخرية وهو يلاحظ السيارة الغريبة تقرب...بدأ يفهم الموضوع ..وسأل : السيارة اللي وراي...لخويّكم الجديد!؟
عياف ضاقت عيونه من نبرة صوته الغير مريحة : .. اللي وراك بيجيبونك تزحف على ركبك.. بيعلمونك الأدب مع اللي ساعدك وإنت تنكّرت له..
عمر ابتسم ابتسامة لها ألف معنى..ألحين بس بتبدا شرارة تفريغ اللي داخله : قول لخويّـك الجديد راعي المخدرات... يترحّم عليهم أجل..!
وسكّر السماعة بوجهه..وعياف نزل التلفون وهو مشدوه ..غاضب ومغتاااض..بس مشدوه من ذا اللي انقلب مية وثمانين درجة.. وتهديده اللي ما يدري وش يقصد فيه!!..معقول بيسويها؟!!!!

السبع اللي كان يتابع المكالمة الناريـة : لا ينشغل بالك.. رجالي اللي كانوا يراقبون لنا المكان قبل وصولنا..شافوه يطلع بسيارته..وألحين وراه..بيجيبونه من شعر راسه لا ينشغل بالك..!
التفت عياف للسبع ..ونظرة عيونه تلمع قلق مخلوط بغضب..لأنه عارف إن عمر ناوي على مصيبة واللي قاله ما قاله عبث..!
عياف : يقولك... ترحّم عليهم !
السبع بسخرية : معطي نفسه أكبر من حجمه..عشر دقايق ربع ساعة بالكثير..وبتلقاه يزحف قدامك..الرجال اللي وراه مدربين زين.. وبيتعاملون معه ..
عياف ابتسم بسخرية : .. ما تعرفه إنتْ !

مررت دقايق وهم جالسين ينتظرون الشبــاب اللي تبع السبع يــرجعون وعمر معهم حسب وعده.!
لكن عقب فترة ترقّب... سمعـوا انفجــار مدووّي دوّى بالمكان..وامتد صوته لأميال وأميال ووصل لحد عندهم !
قام عياف مرتاااع وهو يسمع الصوت اللي صار بين الجبال.. والسبع وقف معه وهو يلتفت للاثنين اللي معه والسؤال بعيونه..
عياف بدهشة : سمعتوا ؟!!! ..قنبلة !؟
السبع اللي ما ميّز بالضبط وش مصدر الصوت العالي ..التفت للي معه واللي كانوا يناظرون بعض ومحد عارف وين المصدر..!
طلعوا بسرعة من البيت للساحة المظلمة قدام البيت القديم..ومن بين الشجر والحصى ..شافوا من بعيد أدخنة تبعد من البيت 3 أو 4 كيلو بمنطقة منخفضة عن ارتفاعهم وهالشي اللي خلاهم يقدرون يلمحونها.. أدخنة سوداء زادت من ظلام الليل بذيك الجهة..مع لهيب نار أحمرر ما قدّروا حجمها بسبب البُعد !!
وجتهم الصدمة ..والجواب...يوم رنّ جوال عياف بيده...رفع الجوال ولقى اسم عمر.. يشــعّ بوضووح ..!
عياف توتّرت أعصابه هاللحظة... فتح الخط .. وقبل يقول كلمة...
جاه صوت عمر.. مافيه أي احساس بالذنب : .. أتوقع سمعت هالصوت ؟
عياف وفكه يرتعش غيض بس ما قدر يتكلم الحروف طارت ...

عمر : هذي البداية .. اعتبرها انذار تحذير.. اذا ما عقلت لا تستبعد الحقارة اللي بسويها...
عياف : صدقني مارح تسلم منها يا حقير..
عمر ابتسم بسخرية : دقايق ويطيحون ربعك اللي تحت رحمتي بيدين الشرطة.. هالانفجار بيجيبهم خلال دقايق.. ومارح أهدى ليما تطيح مع سفلتك اللي مجمّعهم..وأولهم راعي المخدرات اللي معاك..
عياف بغيض : إنت......
عمر : سلام ..!

سكّر عمر الخط..ونزّل الجوال بيد وحدة واليد الثانية ماسكه المسدس الأسود ..وعيونه الحااادة ترتدّ للثلاثة اللي كانوا يطاردونه وهم مترامين بالأرض .. اصاباتهم متفرقة وهو ما قصّر فيهم .. ينزفون..ويعانون كسور وحروق.. وواحد منهم تفرّغت رصاصة عمر بساااقه ..
وأخيراً التفت لسيارتهم المنقلبة على وجهها ..والنار اللي تلتهب ، تلتهم بشراهة تانكي البنزين واللي سبّب الانفجار الضخم بسبب الرصاصة اللي وجّهها عمداً لذيك النقطة بعز المطاردة ..!
كانوا يأنّون من الألم والاصابات..وتركهم عقب ما تأكد إنهم ما يقدرون يتحركون وعقب ما ضمن إنه جرّدهم من كل أسلحتهم اللي معهم واللي ما أمداهم يستخدمونها لأنه فاجأهم أول ما قربوا منه.. أخذ واحد من الأسلحة معه احتياط ..والباقي رماه بعيد عنهم عشرين متر !
ركب سيارته وتحرك قبل ما يوصلون البقية.. وهو يسترجع اللي سواه قبل لحظات... يدري إنه يمثّل بالضبط...اعــلان حــرب !..

قبـــل دقــايق .... أول ما لمح السيارة تطارده..أغلق المكالمة من عياف..ويده تمتد للدرج اللي يحتفظ فيه بالمسدس الأسود.. مسكه وهو يتذكر شادن بلحظاتهم في البر مع بعض.. كانت ذيك آخر مرة يلمسه.. ابتسم والوعيد بعيونه للسيارة اللي كل مالها تقرب من وراه... قلّل من سرعة السيارة بحركة مقصودة ..ونزّل نافذته لآخرها ..لما صاروا بمستواه.. لمح ثلاثة بالسيارة مع انها كانت مظللة بس نزلوا شبابيكهم يوم وصلوه... ما تردد ولا ثانية ..وقبل يهددونه يوقف مثل ماهو متوقع ..وجّه المسدس لتانكي البنزين اللي اشتعل نـار مباشرة افقدتهم التركيز وتلبسّهم الهلــع بسبب النار اللي بدت تاكل الجزء الخلفي... وبحركة ثانية سريعة أطلق رصاصة على الكفر الخلفي عشان يفقدون التوزان..ومثل ما توقع ..تهاوت السيارة يمين وشمال ..وبالأخير انقلبت وهي تشتعل نار بشراهة..

وقف سيارته .. ونزل بطوله والمسدس بيده وهو يشوفهم يزحفون زحفْ من السيارة اللي بتنفجر بأي لحظة....
كانت ثواني والانفجار يدوووي بكل مكان... تحت نظراته اللي تراقب بقلب فولاذي .. وبعد ما هدأ ضجيج الانفجار وبقى صوت النار اللي يخترق سكون الليل .. اقترب من واحد كان ناوي يقوم واقف وهو يشيل السلاح ...راح عمر ناحيته بخطوات واسعة وبيد وحدة..رفع المسدس ناحيته وأطلق رصاصة استقرت بساااقه ..هوت فيه للأرض وهو يئن ويصيح من ألم يقطع أحشائه ..
التفت للشاب الثاني اللي يحاول يقوم واقف بصعوبة لأنه شاف عمر وهو يطلق النار على صاحبه...تحرّك عمر ناحيته بخطوات كلها إقــدام .. وسدد له ركلة قويية على بطنه مكان اصابته وكأنه يشوت كورة حط فيها كل قوته الجسدية..!
عمر بنبرة جامدة : .. لا تخليني أحطه براسك !
والرجال يئئئن بسبب حروق صابته عقب الانفجار والجروح اللي في بطنه عقب الانقلاب... التفت عمر للثالث ولقاه طايح بدون حركة..هذا اللي كان جالس بالسيت الخلفي والحروق خذت نصيبها منه... ما حس بأي ذرة ندم لأنهم يظلون مجرمين ..وأخيرا رفع الجوال واتصل بعياف وعيونه تراقبهم كلهم ..!
أنهى المكالمة ..وركب سيارته تارك النار والثلاثة والسيارة المقلوبة..وهو عارف ان الشرطة بتوصل بأي لحظة... استخدم هالانفجار مثل الشارة ..من جهة انذار لعياف واللي معه...ومن جهة ثانية مثل الاشارة اللي تلفت النظر للمكان الموبوء ذاك ..!

عند عياف ..
وقف السبع المريع بصوته وهيئته..يوم سمع عن مصير رجاله من عياف اللي بيفقد عقله من شدة الغضضب اللي يفتت أعصابه..
السبع بغضب مريييع وشخصية تفقد الرحمة : رجالي ماتوا؟؟؟؟
عياف : ما استبعد إنه ذبحهم ..
السبع وعيونه تحمرّ..عروق الدم باينه في بياضها : ما حسبها صح خويك والله لأجيبه من تحت الأرض..أباخذ رووحه !
عياف وهو يلتفت لأخوياه بسرعة : خلونا نطلع من هالمكان بسرعة.. ما قدامنا غير دقايق..قبل تجتمع الشرطة ويتعقد موقفنا زود..
السبع قام واقف وهو يلتفت للاثنين اللي معه.. أشار لهم انهم يطلعون..طلعوا كلهم سوى .. السبع بسيارة مع رفاقه..وعياف ومجموعته توزّعوا على سيارتين..
أول شي توجّهوا لموقع الانفجار اللي ما وصله أحد... والسبع كان يبي يتطمن على رجاله لأنه أيقن ان الشرطة رح توصل بأي لحظة.. ومسألة إنه ينقبض عليهم أحياء ماهي واردة أبداً.. ، لقاهم متسدحين بالأرض.. وباقي فيهم أنفاس !!
التفت لواحد معه .. وأشار براسه له.. وبكلمة وحدة آمرة : شف شغلك معهم !
رفيقه اللي جنبه ..نزل من دون مناقشة وهو يطلّع سلاحه من جيب جكيته الداخلي... دار عليهم واحد واحد.. ورصاصات المسدس تستقر في صدورهم بدون أدنى مشاعر الرحمة ..!! بتصرف يعكس عن مدى الدنائة اللي معششة في عقولهم وقلوبهم !!
عياف اللي انصدم من منظر الرجال وهو يذبحهم ..
عادل لاحظ صدمة عياف ..وابتسم بمكر : .. ميزة السبع..إنه يقلع المشكلة من جذورها.. ما عنده يمه ارحميني ..
مطلق التفت لعادل بسرعة : هذا خوّن برجاله !!
عادل : رجاله اللي ما كانوا قد المسؤولية .. هذي عقوبتهم.. شايلين أسرار خطيرة مستحيل يخلي الشرطة تحط يديها عليهم..
مطلق اللي جالس بالسيت الخلفي : عياف!.. وش بنسوي الحين!!
عياف : ما نقدر نرجع للبيت.. صار خطر بسبب الحقير..
مطلق : وين بنروح !؟

جا الرجال اللي تولّا القتل ..ودق على عياف شباكه ..فتح عياف الشباك وهو فاقد التركيز بسبب الظروف اللي هم فيها..
الرجال : السبع يقول..خلوكم ورانا..ان كان تبون سلامتكم..بنوصلكم لمكان آمن..
عياف ما جادل : قوله احنا وراكم ..

مشوا بسرعة مبتعدين عن المكان..اللي تحول من مكان انفجار..إلى مسرح لجريمة قتل !!
السبع في مكانه بسيارته المعتمّة...رفع جواله ودق على أطراف ثانية مرتبط فيها .. يقولهم عن اللي صار..والأهم.. يعطيهم بعض الوصايا بخصوص هدف جديد.. اتضّح خطره .. وصار العدو بحركته وتهديده.. ،

::

في المستشفى ..
خالد راح لمحمد يطمّنهم على وضع عمه اللي تحسّن بعض الشيء .. مشى للمكان اللي جالسه فيه مرة عمه وجنبها مشاعل..ومحمد وبندر معهم ..
مرة عمه : ها بشّر..!
خالد ابتسم على خفيف : انخفاض الضغط عنده جالس يرتفع بالتدريج..ومتوقع يصحى خلال ساعات .. شي يطمّن حاليا..
ابتسمت مشاعل براحة والتفتت لأمها : الحمدلله ..

التفت خالد لـ محمد : اضطريت أقول لأبوي ..
محمد بأسف : وشوله الله يهديك..هذا هو الحمدلله على قولتك بيتحسن..
خالد تنهّد : مو بيدي..اتصل الصبح يسأل عن الأخبار مثل عادته... وما قدرت ما أقوله.. أخوه لازم يدري..
محمد : أتخيل إنه بيرجع الحين..
خالد ابتسم : كان توّه طالع من اجتماع.. قدرت أطمّنه بس قال بيشوف أقرب رحلة ويجي.. أخوه الكبير وبالمستشفى ..
محمد تنهّد : عمي مشغول يا خالد ..مو زينة يقطع شغله المهم هناك..
خالد ابتسم يطمّنه : أعرف أبوي .. بيجي عشان يريّح قلبه بس...وثاني يوم بتلقاه راكب الطيارة وراجع لشغله.. أبوي وأعرفه ..

راح خالد عقب ما طمّنهم يشوف شغله ..وحوّلوا ابو محمد لغرفة عادية دام وضعه يمشي للاستقرار ..
بندر راح لأمه : يمه أنا بروح للبيت أريّح... وعقب ساعتين بجي..ما ودك تجين..
امه اللي ما غفت عينها من ساعات كثيرة : اخاف ابوك يصحى وما يلاقينا حوله..

قال محمد : الدكتور يقول مارح يصحى قبل فترة.. خلينا نرجع الحين دامنا ارتحنا عليه.. وخالد حوله..أي شي بيصير بيعطينا خبر..
امه اقتنعت وبرد قلبها شوي من خبر تحسنه.. قاموا كلهم ورجعوا للبيت وأعصابهم هــدت نوعاً ما..
::


دخلت سحر الصالة ولقت صوفيا توها تنزّل سماعة التلفون عقب مكالمة ..
سحر : من كان على الهاتف؟
صوفيا : والدكِ..
سحر التفتت للساعة على الجدار واللي تشير لـ 10 بالليل .. وبتساؤل : وماذا يريد !.. هل سيعود قريباً..
ابتسمت صوفيا بهدوء : ليس قبل أيام !
سحر باستغراب : ولماذا؟..
صوفيا بهدوء عشان ما ترتاع : لقد حادثني من المطار قبل قليل.. لديه رحلة مستعجلة لبلدكم..
سحر برووعة وصدمة : ..ولماذا؟؟ ماذا حدث؟؟
صوفيا : اهدأي لا شي مقلق ... فقط وصله خبر أن عمّك بالمستشفى ..سيذهب للاطمئنان عليه..يومان وسيعود حسب قوله..
سحر : ولمَ لم يتصل بي ليخبرني !؟
صوفيا : لقد قال بأنه اتصل بك قبل ولكنك لم تردّي..
تذكرت سحر مباشرة إنها حاطه جهازها عالصامت عشان ما تستقبل ازعاج من سايكو .. والساعتين اللي راحت ما شيّكت عليه أبداً..
صوفيا : لقد اتجه للمطار مباشرة وطلب مني أن أطمئنك ..
سحر تنهّدت وفكرها ينشغل بعمها .. راحت صوفيا وبقت لحالها تفكر بهالخبر ..وأخيراً جابت جوالها واتصلت على خالد ..أكيد عنده خبر بالموضوع وهي لازم تتطمّن ..!

ردّ خالد بعد ثووواني : ..هلا بالغايب !
ابتسمت : هلا فيك..
خالد : نسيتينا مرة وحدة..قلنا روحي غيّري جو بس مو كذا وأنا أخوك..
سحر تنهّدت وكأنها اشتاقت له : .. ما نسيتكم عالبال..
خالد : كيف الاحوال؟؟
سحر : الحمدلله...أقول خالد..وش صاير ؟
خالد فهم : قصدك عمي؟
سحر بقلق: ايه...أبوي سحب علي حتى ما رجع البيت عشان يقولي ..راح مباشرة للمطار واضح إنه مستعجل وما عنده وقت..
خالد يطمّنها : وعكة بسيطة ان شاء الله...الحين هو بخير ووضعه يمشي للاستقرار..
سحر تنهدت براحة : الحمدلله.. والله خفت.. واللي خوفني استعجال ابوي..
خالد : ابوي طمّنته بس مدري ليش أصرّ يجي يشوفه خصوصاً إني قلت له إن عمي بالعناية المركزة..
سحر بخوف : والحين؟؟
خالد بتطمين : لا الحين الحمدلله.. نقلوه غرفة عادية..وسمحوا بالزيارة..
سحر بقلق واهتمام : وبنات عمي شخبارهم ؟؟
خالد ابتسم : هاديات وقويات..ما شاء الله عليهم..
جلست تسولف معه وتقطع الساعات.... وقلقها على عمها تلاشى من بدايته بسبب تطمينات خالد..


بـ كوخ تركي... اللي كان يكلم بالجوال وهو يلبس بلوزته الصوف قبل ينوم..
وباستغراب : راجع الرياض ؟؟؟
أبو خالد : ايه ..أخوي مريض وبروح أتطمن عليه..
تركي بتساؤل : سلامته...بس مريض لدرجة تقطع شغلك وترجع بسرعة..؟؟
أبو خالد : أخوي الوحيد لازم اتطمن عليه.. أول ما قال لي ولدي خالد قلقت ..مع إنه طمّني بس قلـت أقطع هالقلق واروح أتطمن بنفسي... وبرجع اذا تسهّلت..
تركي وهو يفرك شعره الاسود من ورا بيد وحدة : أوكي... توصل بالسلامة..
أبو خالد : أنا بالمطار الحين وما قلت لـ سحر بنتي إلا قبل شوي... وصّيت صوفيا تقولها.. ما كان في وقت آخذها والرحلة بقى عليها أقل من ساعة..وما بغيتها ترتاع على عمها وهي ان شاء الله بسيطة..
تركي فهم الهدف من هالمقدمة .. وقال بهدوء : بنتك بعيوني...لا تشيل هم..مارح يصير لها الا كل خير..
ابو خالد ابتسم : وصّيت صوفيا عليها كالعادة...بس مثلك عارف.. الرجال غير المرة..
تركي وهو يوقف قدام نافذة الكوخ الكبيرة يناظر المنظر الأبيض برا .. وعيونه تلمع : ..عارف..!
ابو خالد : لا أوصيك بنفسك... يومين بالكثير وراجع ..
تركي من ورا قلبه : طمّني ..
ودّعه وقفل .. نزّل الجوال وهو يقلّب فمه بلا مبالاة ..أجل أخوه طايح بالمستشفى...
ما شكّل الخبر له أي أهميّة ..!
مشى للصوفا بيرمي روحه فيها وينام ..، وهو منسدح بانتظار النوم يجيـه كانت سحـر مسيطره على مخه..بسبب آخر موقف صار لهم مع بعض .. الثلج!.. بقد ما تعامل معها بذيك الطريقة متعمّد..بقد ما تركت بداخله أثـر عفوي ..! ،
رفع الجوال عشان يتصل فيها..يقال إنه بيتطمن عليها عقب خبر عمـها... بالبداية عطته انتـظار..وتساءل عن اللي جالسه تحاكيه هالوقت... لا يكون سايكو بدت معها بجولة جديدة !!.. هذا الاحتمال طرى على باله..
جرّب يتصل عقب دقيقتين... وهالمرة ردّت.. بصوتها الطبيعي : .. نعم ؟
ابتسم تركي وهو يناظر نقطة بالسقف : .. ينعم عليك..!
سحر : وليد .. فيه شي؟؟
تركي : حبّيت أتطمّن.. على..إختي..
ما أظهرت أي حساسية للكلمة..بالعكس كانت منتعشة : إختك بخير.. وليش تتطمن فيه شي؟؟
تركي بعقدة بين حواجبه..من هالانتعاش : .. مين كنتي تكلمين..سايكو؟؟
سحر : لا...خالد أخوي...
تركي قلب فمه لتحت : أها...الدكتور.. (أبو نظارات) !
سحر باستغراب مفاجيء : وشو؟... أبو نظارات !
تركي انتبه للكلمة وضحك يضيّع السالفة : ههههههههههه... (عض لسانه من الزلّة) .. ايه مو هو يلبس نظارات ؟!
سحر باستغراب : لا..ما يلبس !
تركي بهدوء : .. كأني شفته يلبس ..أو أنا أتخيل..
سحر باهتمام : لا.. هو كان يلبس وهو صغير.. بس من عشر سنين وهو ما يلبس..عالج عيونه ..
تركي يضيّع الموضوع لا يلزق في مخها : ..أجل المشكلة بعيوني أنا.. المهم ..
سحر بانتباه : ايش؟
تركي : عمي موصيني عليك..قبل شوي اتصل علي قبل يركب الطيارة...قلت اتصل فيك قبل أنام اشوف احوالك.. ان شاء الله خبر عمك ما أتعبك..
سحر تذكرت كلام صوفيا آخر مرة ..عن وليد واهتمامه ..اللي ينبع من وصايا أبوها لا أكثر ولا أقل..اهتمام الأخ لأخته الصغيرة على قولتها.. وابتسمت بعفوية : لا الحمدلله...خالد طمّني..عمي بخير..
تركي : الحمدلله ..
سحر وهي تحس من أنفاسه إنه راقد : .. وش تسوي ألحين؟
تركي : بنام ..!
سحر غيّرت الموضوع بسرعة ما تبي تتخيل شلون راقد : طيب..تصبح على خير..
تركي لاحظ استعجالها لإنهاء المكالمة : لحظة..
سحر بانتباه : ايش؟
تركي بدون مقدمات : بُـكــرة !
سحر باستغراب : وش اللي بكرة؟
تركي : البرد هنا يذبح..وأنا ما جبت اللي يستاهل من الرياض...أحتاج ملابس..!
كتمت ضحكتها من طريقته الغريبة بالطلب... كانت بتفقع ضحك ما تدري ليش... وش هذا !..يطلب.. ولا يأمر..ولا يترجى ؟!
سحر ادّعت إنها مو فاهمه : والمطلوب مني ؟!
تركي : المطلوب إنك تساعدين هالمسكين !
سحر : وليش ما تساعد نفسك بنفسك!؟
تركي : انا فقير لله..ما اعرف أتشرّى وذوقي بالحضيض..
سحر باستغراب حسّت إنه يتحايل..لأنها ما لاحظت ذوقه الخايس اللي يقول عنه بالعكس له ستايله الخاص..ما عدا ملابسه وهم بالرياض : وشلون ما تعرف !
تركي : سبق وقلت لك أنا جديد بهالديرة وماعرف الأماكن الزينة اللي فيها...عمري ما طلعت من ديرتي وهذي أول مرة..
سحر فهمت ..وباستدراك : والمطلوب إني أوديك للاماكن الحلوة..
تركي بثقة لا تقبل النقاش : بالـضبط ..
سحر : رح أشوف !
تركي بوضوح : مافيه تشوفين !..أنا قلت بكرة.. ما أبي أمرض بهالبرد ..
سحر حبست ابتسامة من هالأسلوب الغريب حقه..ولا قدرت تعترض : اوكي... بسوي فيك حسنة...وباخذك للأماكن اللي أعرفها..
تركي ابتسم ووضح على صوته : بتسوين خير فيني ..
سحر بهدوء : بساعدك كـ مقابل لوقفتك معي.. (وبثقة)..بس ها.. لا تجادلني.. بشتري اللي أبيه..
تركي باستنكار : شلون يعني؟..مارح تاخذين رايي..؟
سحر باستمتاع : دامك بتعتمد علي خلني أشتري اللي أبيه..
تركي باعتراض : أخاف تسوين فيني مقلب ..
ضحكت بعفوية : ما اعرف للمقالب... والحين ..تبي شي ثاني ؟!
تركي : بكرة اجازة ومارح يكون عندي دوام.. بنتظرك من بدري..
سحر : أنا اقول إجلس بالبيت وارتاح وخل هالمهمة عليّ.. بتتعب معي صدقني أنا بالشوبنق ما أملّ..
تركي اعترض على هالنقطة بقوة : لا يا آنستي انا رايح معك... أتعلم يعني ..!
سحر بابتسامة ناعمة : أوكي بس لا تتشكى بكرة ..
تركي وهو متوقع هالنقطة ..بس ما اهتم كثير : مارح أتشكى ..
سحر ما صدّقته : نشوف ..!
تركي : ألحين تامرين بشي... بنام ..
سحر بابتسامة : لا شكراً..
تركي : تصبحين على خير..
سحر : وانت من اهله..

نزلت الجوال وهي تبتسم لا شعورياً...هالمكالمة رجعت تغمرها بشعور وليد اللطيف .. اللي فقدته أمس واليوم..!.. وبهالمكالمة رجع أسلوبه اللطيف الظريف معها...
طاحت عينها على كيس الهدية اللي جابها..فتحت الكيس وهي تناظر اسوارة الخرز الملونة ..وتذكرت السبب اللي جابها على شانها..وعلى إنها كانت مترددة تحتفظ فيها ولا لا..إلا إنها ما لقت ضرر انها تحفظها عندها وتقبلها منه ،

عند تركي اللي كانت عيونه على وشك تغفى عقب المكالمة مع سحر واللي ريّحت أعصابه بشكل لذيذ..
دق تلفوونه وأزعج خدرته ..رفع الجوال وضاق زوود يوم شافه ثامر...الساعة 11 ونص ليش يدق الحين..!
تركي بصوت نعسان : مو وقتك توني غافي..
ثامر : ما توقعتك بتنوم على خبري بكرة ويكند عندكم..قلت اكيد بيسهر دام ما وراه دوام..
تركي : البرد هنا يخليك تتمنى النوم كل ساعة..
ضحك ثامر : ههههههه ايه فاهم ما ألومك..
تركي وهو يتثاوب : تتريق..كيف الجو عندكم؟!
ثامر : والله يقولون فيه موجة برد جاية هالأيام.. واحتمال امطار وعواصف...
تركي : اذا داق تسولف سكّر وبكرة سمّعني اللي عندك !
ثامر : ما دقيت اسولف...دقيت أذكرك إن زواجي الأسبوع الجاي..وإنت للحين ما قلت لي بتحضره أو لا..
تركي فتح عيونه من الخبر : زواجك وصل ! ..يا سرع الأيام..
ثامر بسخرية : ايه من يلومك..كمّلت الشهر من سفرك ونسيت زواجي!
تركي : ما نسيته بس تدري بظروفي..
ثامر : مهوب شغلي...دبّر نفسك..إذا ماجيت إنتْ بلاش أعرس..
ضحك تركي غصب من كلام ولد عمه : هههههههههههه أمما بتلغي زواجك عشاني..الفكرة مو ضابطه...ما هقيته وانت ميّت على بنت خالك ..
ثامر : لا تتريق .. تراني جاد زواجي بتحضره ورجلك فوق راسك..
تركي تنهّد : ووشلون أحضره وانا بقلعة وادرين...
ثامر : دبّر نفسك مهيب مشكلتي..قدامك اسبوع.. والله اذا ماجيت..لا انت ولد عمي ولا اعرفك..
تركي : أوفف!!..خفّ علينا يالحبيب..
ثامر : انا اتصلت أقولك هالكلمتين..وأذكرك بزواجي كان نسيت..
تركي ابتسم : ما نسيت وشفيك مو مصدق!
ثامر : مبين مرة..(بسخرية ) ..تدري وش أتخيلك تركي..أتخيلك ناسي نفسك مع البنت..

تركي تغيّرت نبرة صوتـــه للجمود : أي بنت؟؟
ثامر : مع اللي بهذلتك وانت صغير.. (بسخرية) .. بنت ابو خالد..فيه غيرها..
تركي بوجوم : ما بهذلتني!!
ثامر ضحك : هههههههههههه.. وشفيه صوتك تغيّر..!
تركي عصب يوم فهم إنه يعصّب فيه لا اكثر : .. عارف ألاعبيك..!
ثامر : ههههههههههه.. لا جد... مدري ليش أتخيلك ناسي نفسك معها..
تركي هدأ صوته : ما نسيت نفسي.. لا تتخيل أشياء غبية مثلك !
ثامر بابتسامة : طيب وش الأخبار عندك؟..ما حكيت لي من زمان وش الوضع بينكم...تحسّن ولا للحين البنت تشكّ فيك ؟!
تركي : الوضع متغيّر.. للأحسن.. البنت بصفي ألحين..
ثامر ما تفاجأ : طبعا هالشي متوقع .. دامك ما دقيت لي من فترة تتشكى منها..معناها حلّيت العقدة ..
تركي ابتسم : كلها..من أولها لآخرها..
ثامر : زين... نرجع لسالفة زواجي.. حط براسك يا تركي انك تحضره.. ولا تناقش..مع السلامة ..
سكر بدون ما يعطيه فرصة للنقاش... نزّل تركي الجوال عالطاولة وهو راقد..تنهّد من اصرار ثامر..ويدري إنه ما يقدر يردّه دامه أصرّ كل هالاصرار..!
بيفكر في رجعته خلال هالأسبوع... قدامه كم يوم... إلتحف بطانيته عن برد الليل ..وغفى ،

::







نشر -






e7sas 3ash8, آفكر فيه لآنهـ حيل وآحشني, Miss.Nada و 2 أخرين معجبون بهذا .











{[ اللهم نسألكـ الهدى والتقوى والعفاف والغنى والحمد لكـ والشكر لكـ ]}1602

30-09-2012, 05:56 AM







عيـــــون القمر !

©؛°¨غرامي مشارك¨°؛©







رد: لا تبكي / للكاتبة : عيون القمر

--------------------------------------------------------------------------------










الصبــاح ... الكل كان عند ابو محمد اللي صحى.. صار جالس على السرير وجهاز الضغط مربوط فيه ..ووضعه مستقر..وشوي شوي جالس يسترد عافيته من الصدمة اللي تعرض لها.. ولو إنه للحين كان واضح على وجهه وهيئته آثار الصدمة والتعب..
مشاعل ابتسمت لأبوها : بابا حبيبي ..الدكتور يقول تقدر تطلع الليلة اذا كنت بخير..
ابتسم بأبويـة : ان شاء الله وأنا أبوك..
التفت لـ محمد اللي جالس جنبه بالكرسي ..وبعيونه نظرات هو الوحيد اللي يفهمها لأنهم عاشوا آثر الخبر مع بعض ..
محمد ابتسم بوجع يطمّنه .. وبكلمة وحدة : لا تفكر إنت ارتاح ألحين..
أبو محمد التفت بينهم..وفقد بنتــه شادن ..اللي ما كانت موجودة .. وسأل : وين شادن؟؟
أم محمد : طلعنا قبل تصحى ..وقلت لـ بندر يجيبها معه وهو جاي..
أبو محمد هزّ راسه والأفكار تتصادم داخله...ومحد داري عن مضمون اللي يعتريه من مشاعر متضاربة وغضب عــارم...ووجع ..وكل التناقضات ناحية اللي كان يعتبره مثل ولــده !!
مشاعل : تبيني أتصل فيهم عشان أعرف متى بيجون !
أبو محمد : ايه اتصلي.. خليهم يستعجلون..
مشاعل وهي تروح لشنطتها : ان شاء الله ..

بهاللحظة اندق باب الغرفة ..ودخل خالد بالبالطو الأبيض..ابتسم لـ عمه وتقدم وهو ينحني على راسه : الحمدلله على سلامتك.. ما تشوف شر..
ابو محمد : الله يسلمك الشر ما يجيك وانا عمك..
خالد : الحمدلله وجهك زين.. خوفتني عليك عمي.. ما خبرتك إلا ما شاء الله قوة وصحة..
ابتسم بأسى والخبر ما فارق عقلـه من يوم صحى : الحمدلله على كل حال ..
خالد : دامك بخير ألحين هذا المهم ..

رفع راسه ناحية مرة عمه وطاحت على مشاعل اللي جنبها .. كانت جالسه تحاول تتصل في بندر وما تناظره... شال عيونه عنها .. لـ مرة عمة..
خالد : الحمدلله على سلامة عمي ..
أم محمد : الله يسلمك ..
خالد : اذا احتجتوا شي عندكم الدكتور ..أو كلموني لو تعذّر..
طلع من عندهم .. وبقوا حول أبو محمد .. ومشاعل تجاهلت خالد كلياً وركّزت على المكالمة مع بندر..

في بيت أبو محمد ..
بندر يدق باب غرفة شادن المغلق.. وهي مو راضيه تفتح..
بندر بحيرة : افتحي لي ساعة واقف انتظر!
شادن بصوت متغيّر : ما أبي أروح...رح لحاالك !
بندر بدهشة : وش اللي أروح لحالي.. أقولك أبوي صحى من بدري.. وسأل عنك... مشاعل اتصلت ويقول استعجلوا..!
هالنقطة بالذات .. عصرت قلبها خوف ووجع.. وضياع... يسأل عنها بالاسم ..ليه !!
وبضياع صارت تتصرف بدون تفكير: ما أبي اروووح...
بندر ضاااق مو فاهم سبب لتصرفها ورفضها : افتحي لأكسر هالباب.. خبلة انتي!؟..ابوي صحى اقولك وانتي ما تبين تشوفينه !!
شادن اللي كانت واقفه بآخر الغرفة ما هدى لها بال ولا دقيقة..تتخيل بس اللي بيصير..هي ميّتة على ابوها وتبي تشوفـه.. لكنها خايفه من المستقبل القريب... هي جالسه تنتهي ببطء..ومحد فيهم حاس..محد فيهم داري بالموت البطيء اللي ينتشر بكل خلية فيها..
بندر ضرب الباب بقبضته بغضب : شااااااااااادن !
بكت بشكل مفاجيء ..وهالشي روّع بندر اللي سمع صوتها..
بندر بقلق : ابوي صحى وبخير ليش تصيحين..
شادن : والله مو قادره والله...
بندر بهدوء : طيب افتحي.. افتحي قبل أكسره..
وقدام اصراره ..راحت للباب..وفتحته وملامحها تشع أكبر معاني الخوف.. الرعب..وفقدان الشعور بالأمان..
بندر قرّب منها وحط يديه على كتوفها : أبوي صار بخير ماله داعي تصيحين..
شادن ما قدرت ما تسأل ..: وش..قالك محمد...عن...عمر؟؟
تغيّر وجهه ..وغيّر الموضوع بسرعة : ماقال شي...يقول للحين مالقوا خبر عنه..
سكتت لحظات..وبهدوء : أكيد ما لقوه؟؟
ابتسم يطمّنها : لا وان شاء الله بخير...عمر ما ينخاف عليه.. انتي بس اهدي..وخلينا نروح لأبوي تراه ينتظرنا..
شادن رجف قلبها..وما قدرت ترفض ..وبندر أكيد مارح يخليها لأن اللي طايح بالمستشفى مو أي أحد...هذا أبــــوها !!!

وصلوا للمستشفى .. ودخلوا غرفة أبوهم ..
بندر تقدم وسلم عليه بالأول..وشادن اللي لبست قناع الهدوء طول الطريق..محت كل لمحة خوف وألم ممكنة ..
نقل ابو محمد نظراته من بندر لـ بنته اللي واقفه وراه تنتظر دورها بالسلام.. تقدمت بهدوء عشان تحب راسه .. وتغيّرت نظرته للأسى الممزوج بالغضب ومعاني ثانية نتيجة للتضاربات اللي يعيشها..
شادن بابتسامة صغيرة : الحمدلله على سلامتك ..
ابو محمد : الله يسلمك وانا ابوك.. وشلونك الحين؟؟
شادن بهدوء : بخير لا تشغل بالك..
ابو محمد بنبرة لها معنى : لا ينشغل بالك على شي ما يسوى.. لا تندفعين وانا ابوك..تتعبين !
شادن وقلبها يوجعها..لأنها فهمت المغزى اللي يظنه هو إنها مارح تفهمه ..بس قالت : ان شاء الله..
سحبت يدها من يد أبوها اللي قرأت بعيونه كثير أشياء أبرزها الأسف.. والأسى.. والضيق.. وشي من الغضب اللي تدري إنه بيتفاقم ولا زال ببدايته !!
بندر قطع عليهم : شلونك يالغالي الحين؟
ابو محمد : الحمدلله وأنا أبوك..

راحت شادن وجلست بالكرسي جنب أمها ومشاعل والسوالف مع أبوهم اللي جالس يسترد صوته وصحته شوي شوي..
وبعد ساعتين.. اندق باب الغرفة عليهم...قام محمد يشوف مين عالباب ..وانصدم من اللي جاي للزيارة .. كان أبــو راهي...وولده راهي معه !!
رجع للغرفة وهو يقول : أبو راهي عالباب..
ابو محمد : ليش متعب نفسه؟؟
محمد : اتصل علي البارح عشان شغل وانا بالمستشفى..واضطريت اقوله عن الظروف..وجا الحين
تغطوا ام محمد وبناتها.. وكانوا ناوين يتركون الغرفة عشان الزوار الجدد ..
ابو محمد منعهم : اجلسوا أكيد مارح يطولون..
جلسوا مكانهم بالكنبة الموجودة بآخر الغرفة... ودخل أبو راهي وراهي معه... وشادن عند هاللحظة اللي طاحت عينها على راهي .. بهيئته..وظهوره.. وشكله اللي يشع عنجهية متطبعة فيه.. داهمتها لووعة غريبة ..رجعت ذاكرتها ورا ..للخلاف الأخير اللي صار مع عمر بسببــه..ايه بسببه هو...ومن عقبها وعمر قرر الانسحاب من هالزواج..!
أبو راهي سلم باهتمام على ابو محمد : ما تشوف شر يابو محمد.. خوفتنا عليك ..
ابو محمد : الشر ما يجيك..ما تقصر..
راهي يسلم : الحمدلله على السلامة ..
ردّ عليه أبو محمد بابتسامة انجبر يرسمها تكريماً لهم...

وشادن تطالع هالولد اللي كان الشرارة الأولى لخلافها مع عمر..
رفع راهي عيونه للبنت اللي راسخه في باله بشكلها وهيئتها... وابتسم بشكل خفي يوم حسّ إنها تناظره..!
شادن انصفقت يوم لمحت ابتسامته اللي أرسلها لها... وفهمت ببساطة سبب جيّتـه.. شالت عيونها عنه وأعصابها تلفت من شوفته... والكره ناحيتـه يكبر ويتجدد مع إنها ما تعرف عنه إلا اسمــه !!




يتبــع ..

مبدئيا نلتقي الخميس مع ان فيه اخبار عن حفلة زوارة عندنا..بتأكد منها.. وارجع لكم..
حاليا موعدنا الجاي الخميس بإذن الله .


بانتــظار تعليقاتكم المبهجة كالعادة ..

أحبكم في الله ..


عنوون




[/SIZE][/FONT]

♫ معزوفة حنين ♫ 05-10-12 09:53 PM

رد: لاتبكي ، للكاتبة : عيون القمر ..
 

الجـــزء 42 ..
(2)
---------------

كان عمر راكــب سيارته وألف فكرة وفكرة في راسه عن الخطـوة الجاية اللي لازم يقدم عليها... عيونه تلمع اصرار .. رغبـة في تنفيذ الانتقام اللي ما يظن إنه بيبرد قلبـه المكتوي بسبب عياف .. طايـر بسيارته عشان يبتعد عن بؤرة الشر اللي عاش فيها أكثر من 3 سنين ونص... بؤرة زادت اليوم تلوّث بجيّة ناس يعرف إنهم مروّجين مخدرات !
بس قبـل لا يقدم على أي شي كبير... لازم يشوفها !.. لازم يطمّن قلبه عليها.. لازم يروي خوفه اللي ما هدأ عقب آخر الرسايل اللي وصلته ..! ويدري إنه مارح يقدر يعيش قبل ما يسويها.. يمكن يقدر يبرر لها..يمكن تفهم منه شي.!..يمكن يفكّ شوي من هالتعقيد اللي آلت له الأمور..
وصله رنين جواله عالرقم الثاني اللي يستخدمه.. وكان قاصد يفتحه قبل نص ساعة ..عرف إنه عياف قبل يشوف الاسم... فرصته يعفس دنياه ..وبيسويها بكل طريقة تسنح له ..
رد بدون كلام : ...........
جاه صوت عياف متجاوز كل مرحلة معروفة للغضب.. كان بركان ..حاقد..يتوعّد : .. إنت قد اللي تسويه؟
عمر وهو يناظر الطريق الأظلم قدامه... ما بعد وصل للطريق المعبّد : ..فهمت رسالتي لك؟
عياف صررخ بإذنه وقلبه بينفجر غيييض : وش تفكر فيه يا كلب ارجع الحين لا والله تشوف النجوم بعز ظهرك..
عمر بأسلوبه اللي ما يتغيّر : أنا شايف نجوم الظهر من زمان..وهالمرة بتشوفها معي فخلك مستعد إنت وسفلتك اللي معك..
عياف بصدمة من هالانقلاب المريع : وش قلت !!
عمر : أنصحك ما تدوّرني أو تلحقني ..اتركني بسلام..وإن فكرت مجرد تفكير بحركة وصخة من حركاتك أقسم بالله بتشوف عـــمر ما شفته بحياتك من قبل..بخليك تكتشف مين عمر من أول وجديد..
عياف اللي انقلب وجهه أحمر قاااتم من الدم ..غيض..وغضب.. بسبب كلماته الواضحة ..يهدده بقلب جريء وشلون يسطي !!؟
عياف : .. أفهم إنك تدوس عاللي بيننا..؟؟
عمر : إفهمه مثل ما تبي.. ركّز بكلامي زين.. إبعد عنّي تراني على جريف ممكن أتهوّر بأي لحظة ..
فهم عياف قصده.. بس سأل بغضب : وش تقصد؟؟
عمر : إنت فاهم.. ممكن أرمي مستقبلي كله.. عشان أرميك وسفلتك..
عياف بحقققــد وكلمة عمر شببت النيران لدرجة كل اللي يسمعون حوله دخلوا معه بالجو المشحوون : والله لأعلّمـك مين عياف.. دام وصلت هالمواصيل..
عمر بسخرية ..وبنغمة مستفزة وهو يوصفه : عياف!... السافل..اللي خان أقرب الناس له..أبوه.. سرقه ورماه بدار العجزة.. هذا وصفك بكل اختصار.. وكم مرة قلت لك..اللي مافيه خير لأبوه مافيه خير لأحد..
قااااااااطعه عياف بصرخة مزمجرة هزّت الأركان : ولاااااااااا كلمــة.. لا تجيب يومك يا عمر أحذرك..

عمر كان بيرد...بس انحرفت عينه للمراية الجانبية ..يوم لمح سيارة غريبة تقترب من بعيد ..شكّ بالموضوع.. ورجع لـ عياف : .. أنا اللي أحذرك.. لا تلعب مع واحد فاهم أصول اللعب من يومه طفل وعاش عليها.. ترا هاللعب يجري بدمّي لا تخليني أضحّي فيك ..
عياف : طبيت النار برجليك..
ابتسم عمر بسخرية وهو يلاحظ السيارة الغريبة تقرب...بدأ يفهم الموضوع ..وسأل : السيارة اللي وراي...لخويّكم الجديد!؟
عياف ضاقت عيونه من نبرة صوته الغير مريحة : .. اللي وراك بيجيبونك تزحف على ركبك.. بيعلمونك الأدب مع اللي ساعدك وإنت تنكّرت له..
عمر ابتسم ابتسامة لها ألف معنى..ألحين بس بتبدا شرارة تفريغ اللي داخله : قول لخويّـك الجديد راعي المخدرات... يترحّم عليهم أجل..!
وسكّر السماعة بوجهه..وعياف نزل التلفون وهو مشدوه ..غاضب ومغتاااض..بس مشدوه من ذا اللي انقلب مية وثمانين درجة.. وتهديده اللي ما يدري وش يقصد فيه!!..معقول بيسويها؟!!!!

السبع اللي كان يتابع المكالمة الناريـة : لا ينشغل بالك.. رجالي اللي كانوا يراقبون لنا المكان قبل وصولنا..شافوه يطلع بسيارته..وألحين وراه..بيجيبونه من شعر راسه لا ينشغل بالك..!
التفت عياف للسبع ..ونظرة عيونه تلمع قلق مخلوط بغضب..لأنه عارف إن عمر ناوي على مصيبة واللي قاله ما قاله عبث..!
عياف : يقولك... ترحّم عليهم !
السبع بسخرية : معطي نفسه أكبر من حجمه..عشر دقايق ربع ساعة بالكثير..وبتلقاه يزحف قدامك..الرجال اللي وراه مدربين زين.. وبيتعاملون معه ..
عياف ابتسم بسخرية : .. ما تعرفه إنتْ !

مررت دقايق وهم جالسين ينتظرون الشبــاب اللي تبع السبع يــرجعون وعمر معهم حسب وعده.!
لكن عقب فترة ترقّب... سمعـوا انفجــار مدووّي دوّى بالمكان..وامتد صوته لأميال وأميال ووصل لحد عندهم !
قام عياف مرتاااع وهو يسمع الصوت اللي صار بين الجبال.. والسبع وقف معه وهو يلتفت للاثنين اللي معه والسؤال بعيونه..
عياف بدهشة : سمعتوا ؟!!! ..قنبلة !؟
السبع اللي ما ميّز بالضبط وش مصدر الصوت العالي ..التفت للي معه واللي كانوا يناظرون بعض ومحد عارف وين المصدر..!
طلعوا بسرعة من البيت للساحة المظلمة قدام البيت القديم..ومن بين الشجر والحصى ..شافوا من بعيد أدخنة تبعد من البيت 3 أو 4 كيلو بمنطقة منخفضة عن ارتفاعهم وهالشي اللي خلاهم يقدرون يلمحونها.. أدخنة سوداء زادت من ظلام الليل بذيك الجهة..مع لهيب نار أحمرر ما قدّروا حجمها بسبب البُعد !!
وجتهم الصدمة ..والجواب...يوم رنّ جوال عياف بيده...رفع الجوال ولقى اسم عمر.. يشــعّ بوضووح ..!
عياف توتّرت أعصابه هاللحظة... فتح الخط .. وقبل يقول كلمة...
جاه صوت عمر.. مافيه أي احساس بالذنب : .. أتوقع سمعت هالصوت ؟
عياف وفكه يرتعش غيض بس ما قدر يتكلم الحروف طارت ...

عمر : هذي البداية .. اعتبرها انذار تحذير.. اذا ما عقلت لا تستبعد الحقارة اللي بسويها...
عياف : صدقني مارح تسلم منها يا حقير..
عمر ابتسم بسخرية : دقايق ويطيحون ربعك اللي تحت رحمتي بيدين الشرطة.. هالانفجار بيجيبهم خلال دقايق.. ومارح أهدى ليما تطيح مع سفلتك اللي مجمّعهم..وأولهم راعي المخدرات اللي معاك..
عياف بغيض : إنت......
عمر : سلام ..!

سكّر عمر الخط..ونزّل الجوال بيد وحدة واليد الثانية ماسكه المسدس الأسود ..وعيونه الحااادة ترتدّ للثلاثة اللي كانوا يطاردونه وهم مترامين بالأرض .. اصاباتهم متفرقة وهو ما قصّر فيهم .. ينزفون..ويعانون كسور وحروق.. وواحد منهم تفرّغت رصاصة عمر بساااقه ..
وأخيراً التفت لسيارتهم المنقلبة على وجهها ..والنار اللي تلتهب ، تلتهم بشراهة تانكي البنزين واللي سبّب الانفجار الضخم بسبب الرصاصة اللي وجّهها عمداً لذيك النقطة بعز المطاردة ..!
كانوا يأنّون من الألم والاصابات..وتركهم عقب ما تأكد إنهم ما يقدرون يتحركون وعقب ما ضمن إنه جرّدهم من كل أسلحتهم اللي معهم واللي ما أمداهم يستخدمونها لأنه فاجأهم أول ما قربوا منه.. أخذ واحد من الأسلحة معه احتياط ..والباقي رماه بعيد عنهم عشرين متر !
ركب سيارته وتحرك قبل ما يوصلون البقية.. وهو يسترجع اللي سواه قبل لحظات... يدري إنه يمثّل بالضبط...اعــلان حــرب !..

قبـــل دقــايق .... أول ما لمح السيارة تطارده..أغلق المكالمة من عياف..ويده تمتد للدرج اللي يحتفظ فيه بالمسدس الأسود.. مسكه وهو يتذكر شادن بلحظاتهم في البر مع بعض.. كانت ذيك آخر مرة يلمسه.. ابتسم والوعيد بعيونه للسيارة اللي كل مالها تقرب من وراه... قلّل من سرعة السيارة بحركة مقصودة ..ونزّل نافذته لآخرها ..لما صاروا بمستواه.. لمح ثلاثة بالسيارة مع انها كانت مظللة بس نزلوا شبابيكهم يوم وصلوه... ما تردد ولا ثانية ..وقبل يهددونه يوقف مثل ماهو متوقع ..وجّه المسدس لتانكي البنزين اللي اشتعل نـار مباشرة افقدتهم التركيز وتلبسّهم الهلــع بسبب النار اللي بدت تاكل الجزء الخلفي... وبحركة ثانية سريعة أطلق رصاصة على الكفر الخلفي عشان يفقدون التوزان..ومثل ما توقع ..تهاوت السيارة يمين وشمال ..وبالأخير انقلبت وهي تشتعل نار بشراهة..

وقف سيارته .. ونزل بطوله والمسدس بيده وهو يشوفهم يزحفون زحفْ من السيارة اللي بتنفجر بأي لحظة....
كانت ثواني والانفجار يدوووي بكل مكان... تحت نظراته اللي تراقب بقلب فولاذي .. وبعد ما هدأ ضجيج الانفجار وبقى صوت النار اللي يخترق سكون الليل .. اقترب من واحد كان ناوي يقوم واقف وهو يشيل السلاح ...راح عمر ناحيته بخطوات واسعة وبيد وحدة..رفع المسدس ناحيته وأطلق رصاصة استقرت بساااقه ..هوت فيه للأرض وهو يئن ويصيح من ألم يقطع أحشائه ..
التفت للشاب الثاني اللي يحاول يقوم واقف بصعوبة لأنه شاف عمر وهو يطلق النار على صاحبه...تحرّك عمر ناحيته بخطوات كلها إقــدام .. وسدد له ركلة قويية على بطنه مكان اصابته وكأنه يشوت كورة حط فيها كل قوته الجسدية..!
عمر بنبرة جامدة : .. لا تخليني أحطه براسك !
والرجال يئئئن بسبب حروق صابته عقب الانفجار والجروح اللي في بطنه عقب الانقلاب... التفت عمر للثالث ولقاه طايح بدون حركة..هذا اللي كان جالس بالسيت الخلفي والحروق خذت نصيبها منه... ما حس بأي ذرة ندم لأنهم يظلون مجرمين ..وأخيرا رفع الجوال واتصل بعياف وعيونه تراقبهم كلهم ..!
أنهى المكالمة ..وركب سيارته تارك النار والثلاثة والسيارة المقلوبة..وهو عارف ان الشرطة بتوصل بأي لحظة... استخدم هالانفجار مثل الشارة ..من جهة انذار لعياف واللي معه...ومن جهة ثانية مثل الاشارة اللي تلفت النظر للمكان الموبوء ذاك ..!

عند عياف ..
وقف السبع المريع بصوته وهيئته..يوم سمع عن مصير رجاله من عياف اللي بيفقد عقله من شدة الغضضب اللي يفتت أعصابه..
السبع بغضب مريييع وشخصية تفقد الرحمة : رجالي ماتوا؟؟؟؟
عياف : ما استبعد إنه ذبحهم ..
السبع وعيونه تحمرّ..عروق الدم باينه في بياضها : ما حسبها صح خويك والله لأجيبه من تحت الأرض..أباخذ رووحه !
عياف وهو يلتفت لأخوياه بسرعة : خلونا نطلع من هالمكان بسرعة.. ما قدامنا غير دقايق..قبل تجتمع الشرطة ويتعقد موقفنا زود..
السبع قام واقف وهو يلتفت للاثنين اللي معه.. أشار لهم انهم يطلعون..طلعوا كلهم سوى .. السبع بسيارة مع رفاقه..وعياف ومجموعته توزّعوا على سيارتين..
أول شي توجّهوا لموقع الانفجار اللي ما وصله أحد... والسبع كان يبي يتطمن على رجاله لأنه أيقن ان الشرطة رح توصل بأي لحظة.. ومسألة إنه ينقبض عليهم أحياء ماهي واردة أبداً.. ، لقاهم متسدحين بالأرض.. وباقي فيهم أنفاس !!
التفت لواحد معه .. وأشار براسه له.. وبكلمة وحدة آمرة : شف شغلك معهم !
رفيقه اللي جنبه ..نزل من دون مناقشة وهو يطلّع سلاحه من جيب جكيته الداخلي... دار عليهم واحد واحد.. ورصاصات المسدس تستقر في صدورهم بدون أدنى مشاعر الرحمة ..!! بتصرف يعكس عن مدى الدنائة اللي معششة في عقولهم وقلوبهم !!
عياف اللي انصدم من منظر الرجال وهو يذبحهم ..
عادل لاحظ صدمة عياف ..وابتسم بمكر : .. ميزة السبع..إنه يقلع المشكلة من جذورها.. ما عنده يمه ارحميني ..
مطلق التفت لعادل بسرعة : هذا خوّن برجاله !!
عادل : رجاله اللي ما كانوا قد المسؤولية .. هذي عقوبتهم.. شايلين أسرار خطيرة مستحيل يخلي الشرطة تحط يديها عليهم..
مطلق اللي جالس بالسيت الخلفي : عياف!.. وش بنسوي الحين!!
عياف : ما نقدر نرجع للبيت.. صار خطر بسبب الحقير..
مطلق : وين بنروح !؟

جا الرجال اللي تولّا القتل ..ودق على عياف شباكه ..فتح عياف الشباك وهو فاقد التركيز بسبب الظروف اللي هم فيها..
الرجال : السبع يقول..خلوكم ورانا..ان كان تبون سلامتكم..بنوصلكم لمكان آمن..
عياف ما جادل : قوله احنا وراكم ..

مشوا بسرعة مبتعدين عن المكان..اللي تحول من مكان انفجار..إلى مسرح لجريمة قتل !!
السبع في مكانه بسيارته المعتمّة...رفع جواله ودق على أطراف ثانية مرتبط فيها .. يقولهم عن اللي صار..والأهم.. يعطيهم بعض الوصايا بخصوص هدف جديد.. اتضّح خطره .. وصار العدو بحركته وتهديده.. ،

::

في المستشفى ..
خالد راح لمحمد يطمّنهم على وضع عمه اللي تحسّن بعض الشيء .. مشى للمكان اللي جالسه فيه مرة عمه وجنبها مشاعل..ومحمد وبندر معهم ..
مرة عمه : ها بشّر..!
خالد ابتسم على خفيف : انخفاض الضغط عنده جالس يرتفع بالتدريج..ومتوقع يصحى خلال ساعات .. شي يطمّن حاليا..
ابتسمت مشاعل براحة والتفتت لأمها : الحمدلله ..

التفت خالد لـ محمد : اضطريت أقول لأبوي ..
محمد بأسف : وشوله الله يهديك..هذا هو الحمدلله على قولتك بيتحسن..
خالد تنهّد : مو بيدي..اتصل الصبح يسأل عن الأخبار مثل عادته... وما قدرت ما أقوله.. أخوه لازم يدري..
محمد : أتخيل إنه بيرجع الحين..
خالد ابتسم : كان توّه طالع من اجتماع.. قدرت أطمّنه بس قال بيشوف أقرب رحلة ويجي.. أخوه الكبير وبالمستشفى ..
محمد تنهّد : عمي مشغول يا خالد ..مو زينة يقطع شغله المهم هناك..
خالد ابتسم يطمّنه : أعرف أبوي .. بيجي عشان يريّح قلبه بس...وثاني يوم بتلقاه راكب الطيارة وراجع لشغله.. أبوي وأعرفه ..

راح خالد عقب ما طمّنهم يشوف شغله ..وحوّلوا ابو محمد لغرفة عادية دام وضعه يمشي للاستقرار ..
بندر راح لأمه : يمه أنا بروح للبيت أريّح... وعقب ساعتين بجي..ما ودك تجين..
امه اللي ما غفت عينها من ساعات كثيرة : اخاف ابوك يصحى وما يلاقينا حوله..

قال محمد : الدكتور يقول مارح يصحى قبل فترة.. خلينا نرجع الحين دامنا ارتحنا عليه.. وخالد حوله..أي شي بيصير بيعطينا خبر..
امه اقتنعت وبرد قلبها شوي من خبر تحسنه.. قاموا كلهم ورجعوا للبيت وأعصابهم هــدت نوعاً ما..
::


دخلت سحر الصالة ولقت صوفيا توها تنزّل سماعة التلفون عقب مكالمة ..
سحر : من كان على الهاتف؟
صوفيا : والدكِ..
سحر التفتت للساعة على الجدار واللي تشير لـ 10 بالليل .. وبتساؤل : وماذا يريد !.. هل سيعود قريباً..
ابتسمت صوفيا بهدوء : ليس قبل أيام !
سحر باستغراب : ولماذا؟..
صوفيا بهدوء عشان ما ترتاع : لقد حادثني من المطار قبل قليل.. لديه رحلة مستعجلة لبلدكم..
سحر برووعة وصدمة : ..ولماذا؟؟ ماذا حدث؟؟
صوفيا : اهدأي لا شي مقلق ... فقط وصله خبر أن عمّك بالمستشفى ..سيذهب للاطمئنان عليه..يومان وسيعود حسب قوله..
سحر : ولمَ لم يتصل بي ليخبرني !؟
صوفيا : لقد قال بأنه اتصل بك قبل ولكنك لم تردّي..
تذكرت سحر مباشرة إنها حاطه جهازها عالصامت عشان ما تستقبل ازعاج من سايكو .. والساعتين اللي راحت ما شيّكت عليه أبداً..
صوفيا : لقد اتجه للمطار مباشرة وطلب مني أن أطمئنك ..
سحر تنهّدت وفكرها ينشغل بعمها .. راحت صوفيا وبقت لحالها تفكر بهالخبر ..وأخيراً جابت جوالها واتصلت على خالد ..أكيد عنده خبر بالموضوع وهي لازم تتطمّن ..!

ردّ خالد بعد ثووواني : ..هلا بالغايب !
ابتسمت : هلا فيك..
خالد : نسيتينا مرة وحدة..قلنا روحي غيّري جو بس مو كذا وأنا أخوك..
سحر تنهّدت وكأنها اشتاقت له : .. ما نسيتكم عالبال..
خالد : كيف الاحوال؟؟
سحر : الحمدلله...أقول خالد..وش صاير ؟
خالد فهم : قصدك عمي؟
سحر بقلق: ايه...أبوي سحب علي حتى ما رجع البيت عشان يقولي ..راح مباشرة للمطار واضح إنه مستعجل وما عنده وقت..
خالد يطمّنها : وعكة بسيطة ان شاء الله...الحين هو بخير ووضعه يمشي للاستقرار..
سحر تنهدت براحة : الحمدلله.. والله خفت.. واللي خوفني استعجال ابوي..
خالد : ابوي طمّنته بس مدري ليش أصرّ يجي يشوفه خصوصاً إني قلت له إن عمي بالعناية المركزة..
سحر بخوف : والحين؟؟
خالد بتطمين : لا الحين الحمدلله.. نقلوه غرفة عادية..وسمحوا بالزيارة..
سحر بقلق واهتمام : وبنات عمي شخبارهم ؟؟
خالد ابتسم : هاديات وقويات..ما شاء الله عليهم..
جلست تسولف معه وتقطع الساعات.... وقلقها على عمها تلاشى من بدايته بسبب تطمينات خالد..


بـ كوخ تركي... اللي كان يكلم بالجوال وهو يلبس بلوزته الصوف قبل ينوم..
وباستغراب : راجع الرياض ؟؟؟
أبو خالد : ايه ..أخوي مريض وبروح أتطمن عليه..
تركي بتساؤل : سلامته...بس مريض لدرجة تقطع شغلك وترجع بسرعة..؟؟
أبو خالد : أخوي الوحيد لازم اتطمن عليه.. أول ما قال لي ولدي خالد قلقت ..مع إنه طمّني بس قلـت أقطع هالقلق واروح أتطمن بنفسي... وبرجع اذا تسهّلت..
تركي وهو يفرك شعره الاسود من ورا بيد وحدة : أوكي... توصل بالسلامة..
أبو خالد : أنا بالمطار الحين وما قلت لـ سحر بنتي إلا قبل شوي... وصّيت صوفيا تقولها.. ما كان في وقت آخذها والرحلة بقى عليها أقل من ساعة..وما بغيتها ترتاع على عمها وهي ان شاء الله بسيطة..
تركي فهم الهدف من هالمقدمة .. وقال بهدوء : بنتك بعيوني...لا تشيل هم..مارح يصير لها الا كل خير..
ابو خالد ابتسم : وصّيت صوفيا عليها كالعادة...بس مثلك عارف.. الرجال غير المرة..
تركي وهو يوقف قدام نافذة الكوخ الكبيرة يناظر المنظر الأبيض برا .. وعيونه تلمع : ..عارف..!
ابو خالد : لا أوصيك بنفسك... يومين بالكثير وراجع ..
تركي من ورا قلبه : طمّني ..
ودّعه وقفل .. نزّل الجوال وهو يقلّب فمه بلا مبالاة ..أجل أخوه طايح بالمستشفى...
ما شكّل الخبر له أي أهميّة ..!
مشى للصوفا بيرمي روحه فيها وينام ..، وهو منسدح بانتظار النوم يجيـه كانت سحـر مسيطره على مخه..بسبب آخر موقف صار لهم مع بعض .. الثلج!.. بقد ما تعامل معها بذيك الطريقة متعمّد..بقد ما تركت بداخله أثـر عفوي ..! ،
رفع الجوال عشان يتصل فيها..يقال إنه بيتطمن عليها عقب خبر عمـها... بالبداية عطته انتـظار..وتساءل عن اللي جالسه تحاكيه هالوقت... لا يكون سايكو بدت معها بجولة جديدة !!.. هذا الاحتمال طرى على باله..
جرّب يتصل عقب دقيقتين... وهالمرة ردّت.. بصوتها الطبيعي : .. نعم ؟
ابتسم تركي وهو يناظر نقطة بالسقف : .. ينعم عليك..!
سحر : وليد .. فيه شي؟؟
تركي : حبّيت أتطمّن.. على..إختي..
ما أظهرت أي حساسية للكلمة..بالعكس كانت منتعشة : إختك بخير.. وليش تتطمن فيه شي؟؟
تركي بعقدة بين حواجبه..من هالانتعاش : .. مين كنتي تكلمين..سايكو؟؟
سحر : لا...خالد أخوي...
تركي قلب فمه لتحت : أها...الدكتور.. (أبو نظارات) !
سحر باستغراب مفاجيء : وشو؟... أبو نظارات !
تركي انتبه للكلمة وضحك يضيّع السالفة : ههههههههههه... (عض لسانه من الزلّة) .. ايه مو هو يلبس نظارات ؟!
سحر باستغراب : لا..ما يلبس !
تركي بهدوء : .. كأني شفته يلبس ..أو أنا أتخيل..
سحر باهتمام : لا.. هو كان يلبس وهو صغير.. بس من عشر سنين وهو ما يلبس..عالج عيونه ..
تركي يضيّع الموضوع لا يلزق في مخها : ..أجل المشكلة بعيوني أنا.. المهم ..
سحر بانتباه : ايش؟
تركي : عمي موصيني عليك..قبل شوي اتصل علي قبل يركب الطيارة...قلت اتصل فيك قبل أنام اشوف احوالك.. ان شاء الله خبر عمك ما أتعبك..
سحر تذكرت كلام صوفيا آخر مرة ..عن وليد واهتمامه ..اللي ينبع من وصايا أبوها لا أكثر ولا أقل..اهتمام الأخ لأخته الصغيرة على قولتها.. وابتسمت بعفوية : لا الحمدلله...خالد طمّني..عمي بخير..
تركي : الحمدلله ..
سحر وهي تحس من أنفاسه إنه راقد : .. وش تسوي ألحين؟
تركي : بنام ..!
سحر غيّرت الموضوع بسرعة ما تبي تتخيل شلون راقد : طيب..تصبح على خير..
تركي لاحظ استعجالها لإنهاء المكالمة : لحظة..
سحر بانتباه : ايش؟
تركي بدون مقدمات : بُـكــرة !
سحر باستغراب : وش اللي بكرة؟
تركي : البرد هنا يذبح..وأنا ما جبت اللي يستاهل من الرياض...أحتاج ملابس..!
كتمت ضحكتها من طريقته الغريبة بالطلب... كانت بتفقع ضحك ما تدري ليش... وش هذا !..يطلب.. ولا يأمر..ولا يترجى ؟!
سحر ادّعت إنها مو فاهمه : والمطلوب مني ؟!
تركي : المطلوب إنك تساعدين هالمسكين !
سحر : وليش ما تساعد نفسك بنفسك!؟
تركي : انا فقير لله..ما اعرف أتشرّى وذوقي بالحضيض..
سحر باستغراب حسّت إنه يتحايل..لأنها ما لاحظت ذوقه الخايس اللي يقول عنه بالعكس له ستايله الخاص..ما عدا ملابسه وهم بالرياض : وشلون ما تعرف !
تركي : سبق وقلت لك أنا جديد بهالديرة وماعرف الأماكن الزينة اللي فيها...عمري ما طلعت من ديرتي وهذي أول مرة..
سحر فهمت ..وباستدراك : والمطلوب إني أوديك للاماكن الحلوة..
تركي بثقة لا تقبل النقاش : بالـضبط ..
سحر : رح أشوف !
تركي بوضوح : مافيه تشوفين !..أنا قلت بكرة.. ما أبي أمرض بهالبرد ..
سحر حبست ابتسامة من هالأسلوب الغريب حقه..ولا قدرت تعترض : اوكي... بسوي فيك حسنة...وباخذك للأماكن اللي أعرفها..
تركي ابتسم ووضح على صوته : بتسوين خير فيني ..
سحر بهدوء : بساعدك كـ مقابل لوقفتك معي.. (وبثقة)..بس ها.. لا تجادلني.. بشتري اللي أبيه..
تركي باستنكار : شلون يعني؟..مارح تاخذين رايي..؟
سحر باستمتاع : دامك بتعتمد علي خلني أشتري اللي أبيه..
تركي باعتراض : أخاف تسوين فيني مقلب ..
ضحكت بعفوية : ما اعرف للمقالب... والحين ..تبي شي ثاني ؟!
تركي : بكرة اجازة ومارح يكون عندي دوام.. بنتظرك من بدري..
سحر : أنا اقول إجلس بالبيت وارتاح وخل هالمهمة عليّ.. بتتعب معي صدقني أنا بالشوبنق ما أملّ..
تركي اعترض على هالنقطة بقوة : لا يا آنستي انا رايح معك... أتعلم يعني ..!
سحر بابتسامة ناعمة : أوكي بس لا تتشكى بكرة ..
تركي وهو متوقع هالنقطة ..بس ما اهتم كثير : مارح أتشكى ..
سحر ما صدّقته : نشوف ..!
تركي : ألحين تامرين بشي... بنام ..
سحر بابتسامة : لا شكراً..
تركي : تصبحين على خير..
سحر : وانت من اهله..

نزلت الجوال وهي تبتسم لا شعورياً...هالمكالمة رجعت تغمرها بشعور وليد اللطيف .. اللي فقدته أمس واليوم..!.. وبهالمكالمة رجع أسلوبه اللطيف الظريف معها...
طاحت عينها على كيس الهدية اللي جابها..فتحت الكيس وهي تناظر اسوارة الخرز الملونة ..وتذكرت السبب اللي جابها على شانها..وعلى إنها كانت مترددة تحتفظ فيها ولا لا..إلا إنها ما لقت ضرر انها تحفظها عندها وتقبلها منه ،

عند تركي اللي كانت عيونه على وشك تغفى عقب المكالمة مع سحر واللي ريّحت أعصابه بشكل لذيذ..
دق تلفوونه وأزعج خدرته ..رفع الجوال وضاق زوود يوم شافه ثامر...الساعة 11 ونص ليش يدق الحين..!
تركي بصوت نعسان : مو وقتك توني غافي..
ثامر : ما توقعتك بتنوم على خبري بكرة ويكند عندكم..قلت اكيد بيسهر دام ما وراه دوام..
تركي : البرد هنا يخليك تتمنى النوم كل ساعة..
ضحك ثامر : ههههههه ايه فاهم ما ألومك..
تركي وهو يتثاوب : تتريق..كيف الجو عندكم؟!
ثامر : والله يقولون فيه موجة برد جاية هالأيام.. واحتمال امطار وعواصف...
تركي : اذا داق تسولف سكّر وبكرة سمّعني اللي عندك !
ثامر : ما دقيت اسولف...دقيت أذكرك إن زواجي الأسبوع الجاي..وإنت للحين ما قلت لي بتحضره أو لا..
تركي فتح عيونه من الخبر : زواجك وصل ! ..يا سرع الأيام..
ثامر بسخرية : ايه من يلومك..كمّلت الشهر من سفرك ونسيت زواجي!
تركي : ما نسيته بس تدري بظروفي..
ثامر : مهوب شغلي...دبّر نفسك..إذا ماجيت إنتْ بلاش أعرس..
ضحك تركي غصب من كلام ولد عمه : هههههههههههه أمما بتلغي زواجك عشاني..الفكرة مو ضابطه...ما هقيته وانت ميّت على بنت خالك ..
ثامر : لا تتريق .. تراني جاد زواجي بتحضره ورجلك فوق راسك..
تركي تنهّد : ووشلون أحضره وانا بقلعة وادرين...
ثامر : دبّر نفسك مهيب مشكلتي..قدامك اسبوع.. والله اذا ماجيت..لا انت ولد عمي ولا اعرفك..
تركي : أوفف!!..خفّ علينا يالحبيب..
ثامر : انا اتصلت أقولك هالكلمتين..وأذكرك بزواجي كان نسيت..
تركي ابتسم : ما نسيت وشفيك مو مصدق!
ثامر : مبين مرة..(بسخرية ) ..تدري وش أتخيلك تركي..أتخيلك ناسي نفسك مع البنت..

تركي تغيّرت نبرة صوتـــه للجمود : أي بنت؟؟
ثامر : مع اللي بهذلتك وانت صغير.. (بسخرية) .. بنت ابو خالد..فيه غيرها..
تركي بوجوم : ما بهذلتني!!
ثامر ضحك : هههههههههههه.. وشفيه صوتك تغيّر..!
تركي عصب يوم فهم إنه يعصّب فيه لا اكثر : .. عارف ألاعبيك..!
ثامر : ههههههههههه.. لا جد... مدري ليش أتخيلك ناسي نفسك معها..
تركي هدأ صوته : ما نسيت نفسي.. لا تتخيل أشياء غبية مثلك !
ثامر بابتسامة : طيب وش الأخبار عندك؟..ما حكيت لي من زمان وش الوضع بينكم...تحسّن ولا للحين البنت تشكّ فيك ؟!
تركي : الوضع متغيّر.. للأحسن.. البنت بصفي ألحين..
ثامر ما تفاجأ : طبعا هالشي متوقع .. دامك ما دقيت لي من فترة تتشكى منها..معناها حلّيت العقدة ..
تركي ابتسم : كلها..من أولها لآخرها..
ثامر : زين... نرجع لسالفة زواجي.. حط براسك يا تركي انك تحضره.. ولا تناقش..مع السلامة ..
سكر بدون ما يعطيه فرصة للنقاش... نزّل تركي الجوال عالطاولة وهو راقد..تنهّد من اصرار ثامر..ويدري إنه ما يقدر يردّه دامه أصرّ كل هالاصرار..!
بيفكر في رجعته خلال هالأسبوع... قدامه كم يوم... إلتحف بطانيته عن برد الليل ..وغفى ،

::


♫ معزوفة حنين ♫ 05-10-12 09:53 PM

رد: لاتبكي ، للكاتبة : عيون القمر ..
 



الصبــاح ... الكل كان عند ابو محمد اللي صحى.. صار جالس على السرير وجهاز الضغط مربوط فيه ..ووضعه مستقر..وشوي شوي جالس يسترد عافيته من الصدمة اللي تعرض لها.. ولو إنه للحين كان واضح على وجهه وهيئته آثار الصدمة والتعب..
مشاعل ابتسمت لأبوها : بابا حبيبي ..الدكتور يقول تقدر تطلع الليلة اذا كنت بخير..
ابتسم بأبويـة : ان شاء الله وأنا أبوك..
التفت لـ محمد اللي جالس جنبه بالكرسي ..وبعيونه نظرات هو الوحيد اللي يفهمها لأنهم عاشوا آثر الخبر مع بعض ..
محمد ابتسم بوجع يطمّنه .. وبكلمة وحدة : لا تفكر إنت ارتاح ألحين..
أبو محمد التفت بينهم..وفقد بنتــه شادن ..اللي ما كانت موجودة .. وسأل : وين شادن؟؟
أم محمد : طلعنا قبل تصحى ..وقلت لـ بندر يجيبها معه وهو جاي..
أبو محمد هزّ راسه والأفكار تتصادم داخله...ومحد داري عن مضمون اللي يعتريه من مشاعر متضاربة وغضب عــارم...ووجع ..وكل التناقضات ناحية اللي كان يعتبره مثل ولــده !!
مشاعل : تبيني أتصل فيهم عشان أعرف متى بيجون !
أبو محمد : ايه اتصلي.. خليهم يستعجلون..
مشاعل وهي تروح لشنطتها : ان شاء الله ..

بهاللحظة اندق باب الغرفة ..ودخل خالد بالبالطو الأبيض..ابتسم لـ عمه وتقدم وهو ينحني على راسه : الحمدلله على سلامتك.. ما تشوف شر..
ابو محمد : الله يسلمك الشر ما يجيك وانا عمك..
خالد : الحمدلله وجهك زين.. خوفتني عليك عمي.. ما خبرتك إلا ما شاء الله قوة وصحة..
ابتسم بأسى والخبر ما فارق عقلـه من يوم صحى : الحمدلله على كل حال ..
خالد : دامك بخير ألحين هذا المهم ..

رفع راسه ناحية مرة عمه وطاحت على مشاعل اللي جنبها .. كانت جالسه تحاول تتصل في بندر وما تناظره... شال عيونه عنها .. لـ مرة عمة..
خالد : الحمدلله على سلامة عمي ..
أم محمد : الله يسلمك ..
خالد : اذا احتجتوا شي عندكم الدكتور ..أو كلموني لو تعذّر..
طلع من عندهم .. وبقوا حول أبو محمد .. ومشاعل تجاهلت خالد كلياً وركّزت على المكالمة مع بندر..

في بيت أبو محمد ..
بندر يدق باب غرفة شادن المغلق.. وهي مو راضيه تفتح..
بندر بحيرة : افتحي لي ساعة واقف انتظر!
شادن بصوت متغيّر : ما أبي أروح...رح لحاالك !
بندر بدهشة : وش اللي أروح لحالي.. أقولك أبوي صحى من بدري.. وسأل عنك... مشاعل اتصلت ويقول استعجلوا..!
هالنقطة بالذات .. عصرت قلبها خوف ووجع.. وضياع... يسأل عنها بالاسم ..ليه !!
وبضياع صارت تتصرف بدون تفكير: ما أبي اروووح...
بندر ضاااق مو فاهم سبب لتصرفها ورفضها : افتحي لأكسر هالباب.. خبلة انتي!؟..ابوي صحى اقولك وانتي ما تبين تشوفينه !!
شادن اللي كانت واقفه بآخر الغرفة ما هدى لها بال ولا دقيقة..تتخيل بس اللي بيصير..هي ميّتة على ابوها وتبي تشوفـه.. لكنها خايفه من المستقبل القريب... هي جالسه تنتهي ببطء..ومحد فيهم حاس..محد فيهم داري بالموت البطيء اللي ينتشر بكل خلية فيها..
بندر ضرب الباب بقبضته بغضب : شااااااااااادن !
بكت بشكل مفاجيء ..وهالشي روّع بندر اللي سمع صوتها..
بندر بقلق : ابوي صحى وبخير ليش تصيحين..
شادن : والله مو قادره والله...
بندر بهدوء : طيب افتحي.. افتحي قبل أكسره..
وقدام اصراره ..راحت للباب..وفتحته وملامحها تشع أكبر معاني الخوف.. الرعب..وفقدان الشعور بالأمان..
بندر قرّب منها وحط يديه على كتوفها : أبوي صار بخير ماله داعي تصيحين..
شادن ما قدرت ما تسأل ..: وش..قالك محمد...عن...عمر؟؟
تغيّر وجهه ..وغيّر الموضوع بسرعة : ماقال شي...يقول للحين مالقوا خبر عنه..
سكتت لحظات..وبهدوء : أكيد ما لقوه؟؟
ابتسم يطمّنها : لا وان شاء الله بخير...عمر ما ينخاف عليه.. انتي بس اهدي..وخلينا نروح لأبوي تراه ينتظرنا..
شادن رجف قلبها..وما قدرت ترفض ..وبندر أكيد مارح يخليها لأن اللي طايح بالمستشفى مو أي أحد...هذا أبــــوها !!!

وصلوا للمستشفى .. ودخلوا غرفة أبوهم ..
بندر تقدم وسلم عليه بالأول..وشادن اللي لبست قناع الهدوء طول الطريق..محت كل لمحة خوف وألم ممكنة ..
نقل ابو محمد نظراته من بندر لـ بنته اللي واقفه وراه تنتظر دورها بالسلام.. تقدمت بهدوء عشان تحب راسه .. وتغيّرت نظرته للأسى الممزوج بالغضب ومعاني ثانية نتيجة للتضاربات اللي يعيشها..
شادن بابتسامة صغيرة : الحمدلله على سلامتك ..
ابو محمد : الله يسلمك وانا ابوك.. وشلونك الحين؟؟
شادن بهدوء : بخير لا تشغل بالك..
ابو محمد بنبرة لها معنى : لا ينشغل بالك على شي ما يسوى.. لا تندفعين وانا ابوك..تتعبين !
شادن وقلبها يوجعها..لأنها فهمت المغزى اللي يظنه هو إنها مارح تفهمه ..بس قالت : ان شاء الله..
سحبت يدها من يد أبوها اللي قرأت بعيونه كثير أشياء أبرزها الأسف.. والأسى.. والضيق.. وشي من الغضب اللي تدري إنه بيتفاقم ولا زال ببدايته !!
بندر قطع عليهم : شلونك يالغالي الحين؟
ابو محمد : الحمدلله وأنا أبوك..

راحت شادن وجلست بالكرسي جنب أمها ومشاعل والسوالف مع أبوهم اللي جالس يسترد صوته وصحته شوي شوي..
وبعد ساعتين.. اندق باب الغرفة عليهم...قام محمد يشوف مين عالباب ..وانصدم من اللي جاي للزيارة .. كان أبــو راهي...وولده راهي معه !!
رجع للغرفة وهو يقول : أبو راهي عالباب..
ابو محمد : ليش متعب نفسه؟؟
محمد : اتصل علي البارح عشان شغل وانا بالمستشفى..واضطريت اقوله عن الظروف..وجا الحين
تغطوا ام محمد وبناتها.. وكانوا ناوين يتركون الغرفة عشان الزوار الجدد ..
ابو محمد منعهم : اجلسوا أكيد مارح يطولون..
جلسوا مكانهم بالكنبة الموجودة بآخر الغرفة... ودخل أبو راهي وراهي معه... وشادن عند هاللحظة اللي طاحت عينها على راهي .. بهيئته..وظهوره.. وشكله اللي يشع عنجهية متطبعة فيه.. داهمتها لووعة غريبة ..رجعت ذاكرتها ورا ..للخلاف الأخير اللي صار مع عمر بسببــه..ايه بسببه هو...ومن عقبها وعمر قرر الانسحاب من هالزواج..!
أبو راهي سلم باهتمام على ابو محمد : ما تشوف شر يابو محمد.. خوفتنا عليك ..
ابو محمد : الشر ما يجيك..ما تقصر..
راهي يسلم : الحمدلله على السلامة ..
ردّ عليه أبو محمد بابتسامة انجبر يرسمها تكريماً لهم...

وشادن تطالع هالولد اللي كان الشرارة الأولى لخلافها مع عمر..
رفع راهي عيونه للبنت اللي راسخه في باله بشكلها وهيئتها... وابتسم بشكل خفي يوم حسّ إنها تناظره..!
شادن انصفقت يوم لمحت ابتسامته اللي أرسلها لها... وفهمت ببساطة سبب جيّتـه.. شالت عيونها عنه وأعصابها تلفت من شوفته... والكره ناحيتـه يكبر ويتجدد مع إنها ما تعرف عنه إلا اسمــه !!




يتبــع ..

مبدئيا نلتقي الخميس مع ان فيه اخبار عن حفلة زوارة عندنا..بتأكد منها.. وارجع لكم..
حاليا موعدنا الجاي الخميس بإذن الله .


بانتــظار تعليقاتكم المبهجة كالعادة ..

أحبكم في الله ..

عنوون



♫ معزوفة حنين ♫ 05-10-12 09:53 PM

رد: لاتبكي ، للكاتبة : عيون القمر ..
 
وفيه بارت الليلة

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عيـــــون القمر ! (المشاركة 21234655)

,

عزيزاتي على موعدنا ان شاء الله ..رح أنزل بارت الليلة بس أحتاج شوية وقت.. وان شاء الله بعد منتصف الليل رح ينزل.. في راسي زحمة أحداث وللحين ما انتهيت منها .. واحتمال أنزلها على دفعتين مثل البارت الأخير لو خانني الوقت... :graaam (109):

قليل من الصبـر ^^.. لا انحرمت منكم ..

:msn2::graaam (281):



♫ معزوفة حنين ♫ 06-10-12 05:39 AM

رد: لاتبكي ، للكاتبة : عيون القمر ..
 

الجـــــزء 43 ..
(1)
----------------


بالمستشفى ..
شادن جالسه جنب أمها ومشاعل بهدوء.. ولكن التوتر بسبب راهي زاد عليها مع الدقايق اللي يقضيها هنا...كانت تحسب الثواني عشان يطلع ويختفي عن عيونها... لكن مرت عشر دقايق..وربع ساعة... وأبو راهي يسولف مع أبو محمد .. وراهي يسولف مع محمد دقيقة..ويسكت لدقايق .. وخلال دقايق الصمت كان يرمي عليها نظرات مغلّفة محد يفهمها كثرها... تفهمها بسبب المواقف الصعبة اللي صارت معه..! وكلها جابت مشاكل مع عمر !!
ما تدري ليش... بس شعور الخطر داهمها .. هالانسان يمثّل شي من الخطر عليها...تعامله معها مو مريــح !
مشاعل همست وهي تتأمل في راهي ..اللي يصير أخو بسمة : هذا أخو بسمة؟؟
شادن بقلب مقبوض : ايه...
مشاعل : أزين شي إنهم ما جابوا بسمة معهم...جد مالي خلقها ..
شادن سكتت وهي مو مهتمه لهالطاري ألحين... واللي رجع لخاطرها بهاللحظة هو موقف راهي وبسمة فيها... موقف ما تقدر تنساه !!
مشاعل بهمس : وش فيه يناظرنا كل شوي؟؟؟
شادن تلفت أعصابها ومسكت يد مشاعل : خلينا نطلع... حاسه اني مخنوقه..
مشاعل التفتت لـ شادن بهدوء .. وفهمت إن شادن متوتره بسبب نظراته...مثل ماهي بعد متوتره ولا فاهمه السر وراها..
قامت شادن وهمست لأمها تختلق عذر : يمه بنطلع لدورة المياه ..إذا راحوا الضيوف دقي علينا ..
امها بصوت منخفض : لا تبعدون ..

مشت شادن وهي تحط شنطتها على كتفها... تحس بنظرات راهي الخفية وهي تتابعها لين تجاوزته...وصلت للباب وهي شادّه أعصابها بدون شعور.. وما استوعبت وضعها إلا يوم طلعت ..قلقت بدون سبب.. حاولت ترتخي شووي...شي في نظراته مربـك.. وتخاف منه من أول يوم طاحــت عينها عليه فيه...في البر!
مشاعل وراها يوم طلعوا : وش عنده الأخو ؟؟
التفتت شادن بهدوء : وشو؟
مشاعل : ..هالأخو اللي جوا.. يطالعنا..
شادن بهدوء : مدري عنه... اقول خلينا نروح نجلس تحت لين يطلعون..
مشاعل : يلله... ( وطرت فيها بالها فكرة ) .. دام الضيوف شكلهم مطوّلين..وأبوي ما جبنـا له بوكيه ورد ..شرايك ننزل للمحل اللي تحت نشتري وحدة ..
شادن استساغت الفكرة خصوصاً إنها بتمرر الوقت : زين..

نزلوا تحت ناحية محل الورد الموجود قريب من المدخل الرئيسي للمستشفى ...كان خالي وريحة الورد تبعث عالاسترخاء..ومافيه غير الموظف الفلبيني المسؤول عنه.. ابتسمت مشاعل يوم طاحت عينها على باقة جاهزة ..وشكلها راق لها : .. شوفي هذي مو حلوة؟؟
جت شادن وهي تحاول تركّز بأي شي.. أي شـــي !!..غير أفكارها الحالية.. تركيز تحاول تجمعه بجهد ...وابتسمت وهي تسلّط اهتمام بسيط عالورد : حليوة...بس مو ذوقنا..
مشاعل : وش ودك الألوان تكون؟؟
شادن وهي تقلب عيونها بالأحواض : مدري..(وبدون تفكير).. انتي وش في بالك؟؟
مشاعل وهي تحوس فمها من قلب : اممم ...انا أخبر أبوي يحب الجوري..بس مدري أحسه تقليدي..
شادن مافيها تركّز : اختاري بنفسك..
مشاعل : ذوقك أحلى مني !
شادن : لا مو أحلى..اختاري..أنا بتفرج !

وتحركت شادن ناحية الاحواض بالركن الثاني من المحل..تاركه مشاعل اللي التفتت للموظف : صديق..!..ايش ورد جديد عندك؟؟.. أبغى شي بيوتفل.. نااايس..
ابتسم الموظف وأشار لها بالاتجاه المعاكس لمكان شادن .. راحت معه تشوف بعض الأنواع... ومرّ عشر دقايق وهم بالمحل ..شادن تسمع مشاعل وهي تناقش وتحاول تنسق..!..
مشاعل بطفش التفتت لـ شادن : تعاااالي ماعرفت أنسق.. اخترت الورد بس ماعرف وش لـون الكورنيش والشريطة اللي بحطها ..تعالي شاوري..
جت شادن مستسلمه ..وشافت اختيار مشاعل... باقة ورد ممزوجة ما بين البنفسجي والسكري ..وشكلها معقول !
مشاعل مو مقتنعه : حلوة ؟؟
شادن : ناعمة ..
مشاعل : لا قولي الجد..أنا ذوقي بالورد وع..
ابتسمت شادن لا شعورياً : وع !.. ليش تحطمين نفسك كذا...قلت لك ناعمة ..
مشاعل بعدم اقتناع : أحسك تعطيني على قد عقلي.. ماتبين تحطميني..
شادن تنهدت : ..لو مو حلوة..كان قلت لك... غلفيها باللون اللي تحبين..
مشاعل : طيب وشرايك.. الكورنيش ذهبي والشريطة نفس الشي..
شادن شافت اللي تقصد.. ووافقت : ايه حلو..
مشاعل التفتت للموظف وقالت له يكمّلها بالشكل اللي تبي.... وهي تحاسب ..طلعّت بوكها واكتشفت إنه فاضي.. مافيه الا عشرين ريـال ..وهالعشرين ريـال ما تجيب شي..
عضت مشاعل شفتها بورطـة : شدون ؟
شادن تتأمل بعض البراويز والبطاقات بالرف : نعم ؟
مشاعل : معك 100 ؟..مامعي.. توني اكتشفت إن بوكي فاضي..
التفتت شادن لها بأسف : ما معي غير خمسين..
مشاعل بورطة : يوووه وش السواة ؟
لاحظت مشاعل إن الموظف يناظرها بتساؤل.. وهو ناوي بيربط الشريطة : مافي فلوس؟؟
مشاعل حسّت إنه بيوقّف شغل : لا لا فيه... ( التفتت لـ شادن ) .. بروح آخذ من أمي لا يعصّب..
شادن : روحي وأنا بنتظر هنا...لا يقول طلبوا وانحاشوا..
مشاعل : زين... ( التفتت للمـوظف ) ..خمس دقايق يا صديق.. كمّل بوكيه أنا بروح أجيب فلوس وبجي..

وقبل تطلع من المحل..دق تلفونها وكانت أمها تتصل.. ردّت عليها ...قالت لها شي وسكّرت..
شادن وكأنها فهمت : الضيوف راحوا؟
مشاعل : ايه توهم طالعين ألحين...يلله بروح أجيب الباقي وأجي..
شادن فضّلت تبقى بهالمحل.. جوّه مريح نفسياً بعض الشيء.. ويرخي الأعصاب لعله يعالج التوتر المخيف اللي فيها .. بس ما درت..إن الاسترخاء بعيد عن منالها هاللحظة... لأن عقب ما طلعت مشاعل ومرت دقيقتين... لمحت عبـر زجاج المحل الشفاف واللي يكشف لوبي المستشفى.. راهي وهو يمشي مع أبوه ناصين البواية عشان يطلعون...
طاحت عيون راهي عليها بحركة لا شعورية.. انتفضت واستدارت بقوة تعطيه ظهرها..وهي تدعي إنه ما يعرفها... وتحركت للجهة الثانية من المحل وكأنها ما شافته... هالحركة نبّهت راهي عليها.. وقبل يطلعون استأذن أبوه بشغلـه معينة لدقيقة...
مرت نص دقيقة وهي تقلّــب في البراويز ومعطيه باب المحل ظهرها.. للحظة.. أيقنت إنه طلع من المستشفى وراح..وتوّها بتتنفس الصعـداء..
لكنها انتفضت بكهرباء يوم سمعت صوته المألوف قريب.. وراها مباشرة ..
: .. شادن ؟
التفتت بسرعة ساحقة ناحيته بدون ادراك...كان واقف عالباب ومـا دخل غير خطوة وحدة .. ونظراته مسلّطه عليها..وكأنه يحاول يتأكد إنها هي ..!
خااافت منّه.. هالولد ما تدري وش بيطلع منه... مرة تحرش فيها.. والمرة الثانية خدعها مع إخته وأجبرها تركب سيارته من غير علمها.. للحين تحس إن ذيك الحركة خدعـة منه !!
سكتت وما ردّت بتحسسه إنه غلطان في البنت .. لكنّه حطّم محاولتها قبل تنجح ..
: الحمدلله على سلامة الوالد..
ما ردّت وهي تحس إنه يحاول يلقى مدخل للكلام معها..
ابتسم وهو يمشي ناحيتها بهدوء.. وعند هاللحظة بدا خوفها يزيد..لأنه ما يؤمن بالحدود ..
راهي وقف يوم بقت خطوة : فرصة سعيدة شفتك اليوم..
شادن حاولت تتحرك بس هو قدامها ويسد الباب ..
قالت بخوف : وخر... قبل أسويــلك فضيحة ..
ابتسم مرة ثانية..ابتسامة كبت الموية الباردة عليها... ما يخاف.!!.. هذا ما يخاف من أي شي.. ويثق إنه يملك حصانة من أي شي..
قال بهدوء : حبيت أسلم .. ريلاكس شادن.. بغيت أتكلم معك...لأنك بكل صراحة شغلتي بالي ..
رفعت نظرها ناحية عيونه بصـدمـة كاسحة من كلمته.. وهي مو مستوعبـة اللي يقوله..
شادن بهدوء متماسسسك بصعوبة : قلت وخر ..!!
راهي دخل يديه بجيب جينزه الماركه.. وابتسامة غريبة على فمه.. كأنه مستمتع : .. مارح أوخر..قبل آخذ منك كلمة !
ناظرتـه مشدووهه مو فاهمه وش يبي..وليش لحقها.. صدرها قام يطلع وينزل من توتّر.. وخوف وقلق.. ما تعرف وش بيسوي..
شادن بصوت ثابت وهي من داخل تنتفض : ..وخر خلني أمشي.. ما يصير اللي تسويه.. احنا بنصير أهل..
زادت ابتسامته ..وشادن عرقها يتصبب .. وقال بنبرته الناعمة المنتعشة بشي : ..وهذا الشي اللي مريّحني..إننا بنصير أهل..
ناظرته مو مستوعبة المقاصد اللي يرمي لها..
راهي لاحظ سكوتها..وأردف بنبرة هاديـة عشان ما تخاف : يعني بشوفك كثير.. وبنتقرب من بعض..وأنا حاب أعرفك..
هالمرة عقب الموية الباردة اللي انكبت عليها.. تلتها مثل الموية الحارة المغليّة نزلت عليها وألهبتها.. وحرقت أعصابها .. والموقف كله صار مخيف ومقلق وهالولد الطويل اللي تقدّر عمره ب28 أو29 .. يتطاول عليها مو محترم علاقة النسب اللي نشأت بينهم..
راهي اللي حاس بتوترها ..قال بابتسامة جانبية وهي يتلفّت بالمحل : ..تلفتين النظر يا شادن.. مو قادر أنسى أول يوم طاحت عيني عليك.. راكزه في بالي..
بلعت ريقها وهي تلتزم الصمت ..
راهي أردف : ليش أحس إنك خذيتي فكرة غلط عني..ترا ما كان قصدي سيء ذاك اليوم..
يقصد يوم البر ..تذكرت هذيك الذكرى العنيفة معه..بكل مافيها من جو مشحون..
وشدت قبضتها على شنطتها وهي تنتظر اللحظة المناسبة للهروب من المكان..بس ترددت تمر من جنبه..لأنها ما تستبعد تمتد يده لها وتمسكها وهــو ممكن يسويها..
وقالت بسرعة تبي تنهي هالموقف اللي يطول : ما أعرفك ولا أبي أعرفك... ألحين وخر..
راهي بابتسامة : على هونك.. ماني من النوع اللي في بالك.. هدّي لا تخافين مني..
وتحرّك للحوض اللي على يمينه خطوة وحدة..وشادن تراقب بحذر وجسمها كله منكمش بردة فعلة دفاعية مستعدة لو تهوّر وقرر يسوي شي ، مع إنها تقول لنفسها مجنون إذا فكر يسوي شي بمكان عام مثل هذا ..
التفت عليها ووردة صفراء تلمع بندى بين اصابعه..وبابتسامة لها : بتقبلينها مني...لو هديتك..!!!؟
عيونها تعلّقت بهالوردة ..وكلّها توتر.. وانقباضات قلبها ما رحمتها.. وراهي مو راضي يبتعد..
راهي بهدوء : شادن؟
شادن برجاء أعصابها ما تتحمل أكثر : ..بعّــد..
راهي بابتسامة : شادن أنا جاد.. ما أفكر ألعب أبداً..
شادن وصوتهــا يعلى لا شعورياً من الربكة : ترا بسويلك فضيحة ..
راهي ابتسم : ما أظن ناعمة مثلك تقدر تسوي فضيحة.. طيب ممكن تقبلينها مني.. وصدقيني بروح..
شادن طالعته وشافت الجدية بعيونه اللي ما نزلت عنها..تحدّق فيها بجرأة وكأنه بيخترقها..
الموقف صعب عليها... وهذا تعتبره خطر من يوم شافته أول مرة.. وهي أعصابها مو ناقصـة شد وجذب أكثر من كذا !!
راهي باصرار على موقفه..بهدوء : ممكن تقبلينها..؟

شادن لاحظت إن الموظف يطالعهم ويبتسم ..توتّرت أكثر لأنه أخذ فكرة غلط عن الموقف.. أكيد حط في باله إنهم حبيبين متخاصمين والحين اللي اسمه راهي يحاول يراضيها... جتها لوووعة من هالفكرة.. قلبت أمعائها..!!
ارتفعت نظراتها لوجه راهي من جديد.. واصراره على موقفه.. وأيقنت إنه مارح يبعد إلا لما تقبلها منه... ودام هذي الوسيلة الوحيدة فمضطره تسويها..
امتدت يدها ببطء لساق الوردة .. ومسكتها فوق يد راهي بالضبط واللي فاجئها بلمسته ليدها...سحبت يدها مع الوردة اللي طاحت بسرعة وعرقها يزداد ..
ضحك راهي على ردة فعلها : آسف..
نزل للوردة وشالها.. ومدها لها.. وشادن بتنهار في مكانها .. ما قد تعرضت لمواقف مثل هذي من قبل وصعب تتعامل معها..خصوصاً إن كان مع واحد مثل اللي واقف قدامها ألحين !!
راهي بنعومة : خذيها !
أخذتها بنفس البطء والحذر ..لعلّه يطلق سراحها ويختفي ..
راهي بكلمة أخيرة : فكري بكلامي يا شادن ..

قالها.. وراح للعامل ودفع له عالسريع ثمن الوردة..ومرّ من قدامها وطلع من الباب..واختفى !
وهي ضايعه ومشتته من حركته...وش يظن يوم يطلب منها تفكر بكلامه.. وش ناوي بعد؟؟
الموقف زاد من لوعتها... ما تدري وش يبي منها ..وهي ألحين تكرهه أكثر من أول..!! وش يبي منها مـو هو سبب انهيار زواجها !...مو هو السبب ؟.!! ..إلا هو.... هو القشة اللي حطّمت كل شي عند عمر ..!!
لاحظت نظرات الموظف لها وابتساماته الصامتة وهو يشتغل .. وهي هنا كرهت عمرها أكثر... كرهتها على المنظر اللي كانت فيه..
نزلت عيونها للوردة الأخاذة بيدها ... ووجعها قلبها بألم يهدّ جبال.. وردة !.. من واحد.. صار أكثر مخلوق تكرهه بهالعالم !
إنها ماسكه هالوردة بيدها .. كـ قبول لهديته...فكــرة زلزلتها بقووة وهي تحس بأشياء كثير تتحطم بداخلها...
وينه؟..
وينه ليته يجي....ينقذ باقي الحطـام داخلها !؟
وينه ينقذ الباقي قبل ينهار كل شي !!
وهي... مو عارفه لأي حد من الاحتمـال بتوصل قبل ينتهي كل شي !!

سمعت صوت مشاعل وهي تدخل بسرعة : تأخخرت ؟؟؟
بسرعة وهي معطيه الباب ظهرها..دخّلت الوردة بشنطتها قبل تلاحظ..وبدون تفكير حتى ..
مشاعل : يلله عشان أبوي يسأل وين رحنا ..
استدارت شادن عليها بهدوء : يلله حاسبي عشان نرجع..
حاسبت مشاعل وشالت البوكيه .. وشادن تحاول تتناسى الموقف اللي صار بس نظرات المـوظف ما خلتها تنسى.. وكأن اللي شافه زي الفلم وعاااجبـه ..!

رجعوا للغرفــة .. وأبو محمد أول ما شاف البوكيه اللي مع بناته ابتسم..
مشاعل : هذي لك ولا عاد تتعوّدها ..
ضحك أبو محمد على مزاحها..
بندر اللي جالس .. قال يحارش : مين اللي مختار الألوان التحفة ذي؟..
رمت عليه مشاعل نظرة تحذّره فيها لا يتتريق..
بندر : أنا اخبر الورد للمريض.. أحمر.. أبيض.. واذا شطحوا حطوه أصفر ..بس وش ذا؟؟
مشاعل بحدّة : مهب شغلك !
ضحك بندر يوم عرف انه اختيارها : يعني هذا ذوقك المنحط مثل ما توقعت !
عصبت عليه ..وانقهرت اكثر يوم شافته يضحك ورجع لنقرتها من جديد : .. بندووره اعقل ومالك شغل بذوقي.. هذا تعبـت عليه على ما طلع بهالشكل ..
بندر : هههههههه.. تعجبني هالثقة اللي فيك واللي خلّتك تختارين هالألوان..
مشاعل : وبعدين ما تشوف الورد الأبيض هذا .. جد ما عندك ذوق !

أبـو محمد يقاطعهم : ماعليك منه إلا ورد يطيّح الطير على قولهم.. ما عليك منه هالأقشر..
بندر ضحك : يعجبني هالتعزيز يابو محمد ..
شادن قرّبت من أبوها بهدوء تلغي أي شعور مريب حولها.. : شخبارك الحين؟
ابو محمد بحنيـة : بخير والحمدلله... توه الدكتور مرّ قبل تجون ان شاء الله الليلة طالع للبيت معكم..
شادن بابتسامة : الحمدلله..

::

في موسكــو..
نزلت سحر لـ صالة الفيلا وهي تنادي صوفيا.. كانت للتو انتهت من مكالمة مع أبوها واللي طمّنها إنه وصل الرياض بالسلامة.. راحت للمطبخ وما حصّلتها ..قالت لنفسها يمكن طلعت .. رجعت للصالة ومعها قطعة خبز بيدها ..تسد جوعها فيها.. رفعت عينها للساعة واللي كانت تشير لـ عشر ونص الصبح..!
وقفت على النافذة تتأمل المنظر برا.. وطاحت عينها على صوفيا موجودة برا وهي تنظف الطاولة الخارجية... ووليد جالس هناك على الكرسي.. والسوالف ماخذتهم..
بلعت خبزتها بسرعة وتحركت لهناك عشان تنضم لهم..
طلعت من الباب ..نزلت الدرجات واقتربت من مكانهم القابع بين الشجر من غير ما يحسون فيها بسبب سوالفهم المستمرة ..
صوفيا رفعت راسها وهي تلمح اقتراب أحد بينما هي ترتب مفرش الطاولة عشان قهوة الصباح .. وابتسمت : أوه .. لقد جاءت...
تركي اللي كانت سحر جايه من وراه... ما التفـت ..ليـن وصلت وجاوزته.. ووقفت جنب الطاولة وهي تسلّم : صباح الخير ..
تركي رفع راسه لها والنظارة الشمسية على عيونه : صباح النور..
صوفيا : لقد أيقظتكِ مرتين وأنت لا تجيبي علي... لن أوقظكِ مرة أخرى..
سحر ابتسمت : معذرة ولكني سهرتُ البارحة قليلاً..

قال تركي وهو يلتقط فنجال قهوته..بنبرة استياء خفيـة : لو تأخرتي عشر دقايق.. كان أخذت الشقرا بدالك ..
نزّلت عينها ناحيته وهي مستغربة ..وطقّها شي من الفهاوة اللي تلازم الصباح أحياناً بسبب الجوع والكسل..
تركي بابتسامة جانبية..شوي ساخرة : ..لا تقولين نسيتي؟
رجع بالها للاتفاق اللي تمّ بينهم أمس...طقّت راسها بقوة ..وهي تجلس مقابل صوفيا وتركي بالجانب بينهم : اييه..ههه آسفة .. بس لا ما نسيت..
تركي بسخرية خفيفة : .. هذا وأنا قايل بنتظرك من بدري... تدرين كم لي صاحي وأحتري حضرة الآنسة تصحى من نومها وتتذكر إن وراها مهمّة حياة أو موت اليوم..!؟
عضت شفتها السفلية وهو يتابع ملامحها.. بعفوية : آسفة وليد.. مـا نسيت بس سهرت شوي أمس..
قالت صوفيا : تناولي شيئا قبل أن تخرجا..
سحر : سآخذ كوباً من القهوة وذلك يكفي.. ( التفتت لتركي اللي انشغل بقراية كتاب..) .. أكلت فطورك؟
تركي وعيونه عالسطور.. ببرود : اممم !

حسّت إنه ماخذ موقف منها.. ورفعت عينها لـ صوفيا اللي تبسّمت وهي تبدّل الفناجين..
وناظرت تركي مرة ثانية... وباستغراب : قلتْ آسفة !
تركي وهو يقلب صفحـة جديدة وعيونه بالكتاب.. وبنفس البرود : اعتذارك مو مقبول ..!
رفعت حواجبها بدهشة .. وش فيه على هالصبح معنفق ؟!
سحر : وليش؟.. أصلا تونا بدري.. الساعة حتى ما جت 11...
تركي من دون ما يناظرها : واحنا وش متفقين أمس؟!
سحر : أوكي فاهمه عليك... وللحين قدامنا الوقت ..
تركي رفع راسه لها..والنظارة تخفي نظراته : تدرين وش أكثر شي أكرهه ؟
سحر حسّت إنه ناوي يلعب لعبة جديدة معها اليوم.. والدليل أسلوبه ذا ، والمختلف عن أسلوبه أمس .. لأن مو معقول يزعل عشانها تأخرت نص ساعة !!...وسكتت تتابع..
تركي : أكثر شي أكرهه لما آخذ شي بجدية مع أحد.. والأحد هذا ما ياخذ جديتي بجدية..
عفطت ملامحها تحاول تستوعب : هاه ؟؟
تركي بابتسامة جانبية لاذعة ..وصّلت لها المعنى : كلامي واضح !
فهمت إنه يقصد اتفاقهم أمس.. وهي كــررت : وأنا ماخذه طلبك بجدية.. لو بلعب عليك ما عطيتك كلمة أمس...
وسكتت وهي مستغربة إنه جد ماخذ موقف.. أو ...يبي يلعب بأعصابها كالعادة..؟!..وهذا الأرجــح!
سألت بعد لحظة وهو ما يطالعها : إنت تخطط على شي؟؟
ابتسم بجانبية .. ورفع راسه مرة ثانية : مثل ايش؟؟
سحر وعيونها تضيق بعفوية..وبطريقة تحقيق : مدري... لعبة جديدة .. أو أقول درس جديد من دروسك اللي ما خلصت للحين !
تركي حط الكتاب على حافة الطاولة بيد وحدة.. والثانية رفع بها نظارته لشعره وكشفت عن عيونه اللامعة : مالك شغل بدروسي... وإيه اعتبريه درس على عدم الالتزام مع الفقير وليد..
ضحكت لا شعوريا من كلمته : وشفيك ؟.. خلاص ياخي إذا زعلان وما تبي ، عندك صوفيا ( تأشر على صوفيا اللي انتبهت لحركتها ) .. ذوقها حلو وصّها وبتجيب لك كل اللي تبيه..
صوفيا اللي ما فهمت حركتها : ماذا؟.. لماذا تشيرين إليّ؟؟
سحر ناظرتها توضّــح : وليد طلب مني البارحة مساعدته في التسوق..يحتاج بعض الحاجيات ولكن يبدو الآن بأنه لا يريد..
ضحكت صوفيا : أجل لقد أخبرني بالأمر هذا الصباح.. كنت أتمنى مرافقتكم ولكن لدي بعض الأعمال لأنجزها اليوم في الخارج.. أثق بأنك تستطيعين تولّي المهمة.. فوليد يقول بأنه لا يفقه بأمور التسوّق شيء..
سحر رمت نظرة جانبية لتركي الساكت.. بتقول له يقومون بدون ما تعطي كلمات اعتذار أكثر ..قالتها مرتين قبل دقيقة مع إن الموقف ما يستاهــل وهو يدّعي الاستياء..إن قبـلها ولا ما قبلها هالشي راجع له..!! ومارح تعطيه فرصة يطبّق درس جديد من دروسه الغريبة اللي كل مرة يفاجئها فيها ولا تدري عن طبيعتها إلا عقب ما تاكل المقــلب والدرس مثل الغبيـة بدون شعور !!
سحر : تبي اليوم خلنا نمشي..وإذا ما ودك بــراحتك..
تركي رمقها بسخرية هي بدت تفهم أهدافها.. يبي يوتّر لها أعصابها عشان يوسع صدره ..
وقال : تلوين يدي يعني؟؟
سحر بغرور عفوي : .. أنا للحين عند كلمتي وما تراجعت عنها.. إنت تبي تحسسني إني ارتكبت جريمة..ومارح تنطلي علي!
تركي شال ظهره من المسند عقب ما كان مسترخي.. ومال ناحيتها بشكل مفاجيء وعيونه تضيق .. وكأنه يتوعّد بشي من الجديــة والمزح.. وسحر صمــدت قدام حركته بدون ما يرفّ لها رمش وهو يردف : .. مستعدّة تتحمليني اليوم؟؟
سحر بصمود : إيه..
تركي وعيونه تنتقل بين عيونها ، وشدّتها النظرة الحاذقة اللي فيها : ..جوابك سريع !
سحر بعفوية : ..بركاتك !
ارتسمت ابتسامة جانبية جديدة على فمه.. ونظرته الحاذقة لازالت نفسها ..
وسحر شافت هالابتسامة اللي تتوعدها بأشيــاء ..أردفت بسرعة تردّ له أسلوبه : وبعدين .. أنا اللي بكرر السؤال وبسألك..مستعد تتحمل وحدة مثلي اليوم.. سألتك أمس وما أظن بتقدر..
تركي انتقلت الابتسامة لعيونه وضحكة عابرة تطلع مع خشمه...وارتدّ بظهره للخلف يزيد المسافة بينهم وهو يقول : صعبة أتعب من وحدة مثلك !
طلع لها فجأة قرن شيطاني صغير براسها ..من نبرتـــه ..قبـل كلمته... لأنه كالعادة متى ما راق له المزاج يبدا يحاول يستفزها..
وتركي لاحظ الحنق بوجهها.. وشفاتها المزمومة بعفوية ..
وابتسم : فيه شي بتقولينه؟؟
سحر قالت اللي خطر على بالها هاللحظة : أشك إن عندك انفصام شخصية !..كل شوي بحال معي !!
كتم ضحكتـه ، وحافظ على هدوءه : أعتبرها ميزة عندي.. وبعدين .. معك ما ينفع غير هالأسلوب يا آنسة.. وأظنك تعترفين بهالنقطة..

وجــع !!.. ضاقت عيونها عليه لأنها فاهمه قصده ..
وقالت : ومضطره أتحمّل.. ولا تتوقع إني بنهار من هالأسلوب .. بتشوف!
تركي وهو يقلب فمه على تحت بلا مبــالاة : طيب برافو عليك..
سحر قامت واقفه تنهي الكهررباء اللي يخلقها متعمّد : أنا بروح أتجهز.. عشر دقايق وراجعه..
تركي : لك خمس دقايق !
سحر بعناااد : باخذ عشر دقايق إذا مو عاجبك.. خلّص الموضوع بنفسك.....عطيتك وجه!
وتركت المكان وهي تمشي بخطوات سريعة فيها شويّة حدّة.. بينما تركي رجع للكتاب وهيئته تنضح عدم اهتمام بالموقف.. ينتظرها لما ترجع !
صوفيا اللي لمحت حالة سحر وهي رايحه..بابتسامة من الموقف : لماذا تزعجها؟؟
تركي وعيونه على السطور : .. لأرى ماذا ستفعل لو أزعجتها !
صوفيا ما فهمت : ماذا؟
تركي بابتسامة جانبية : لقد أزعجتني ولذلك أزعجتها..
ضحكت صوفيا وهي تحس إنه سواها من باب المتعة لا غير..وخصوصاً إنه قبل تجي سحر كان طبيعي ..بس واضح إنه يحب يتعامل مع سحر بأسلوب معين وغريب ..وهالشي يلفتها لأنه ينفع مع سحر ويخلّيها تعبّر عن انفعالها بشكل مضحك وعفوي...ورغم إنها ما تفهم الحوار إلا ان ردود الأفعال تقريباً تخليها تفهم الجو !
صوفيا بضحكة : كفاك تلاعباً بها.. إنها تتأثر بسرعة ..
تركي باقتضاب : أعلم ذلك..
صوفيا : يالك من غريب !

::


♫ معزوفة حنين ♫ 06-10-12 05:40 AM

رد: لاتبكي ، للكاتبة : عيون القمر ..
 


شالت سحر شنطتها عقب ما بدلت ملابسها ولبست لبس شتوي.. وربطت حجابها مثل المعتاد.. شالت تلفونها ونزلت عشان تطلع لـ وليد اللي أكيد جالس ينتظرها..
صوفيا طلعت من غرفتها وهي لابسه وناويه تطلع : انتبهي لنفسك..
ابتسمت سحر وهي تفتح الباب : إلى اللقاء.. لا تشغلي بالكِ..
نزلت الدرجات وعيونها تطيح على وليـد وهو واقف عند البوابة معطيها قفاه..لابس بنطلون جينز أزرق غامق..وبلوزة هاينك سوداء والجكيت الرمادي .. مع الآيس كاب اللي يغطي راسه..نفس لبسه اللي شافته بآخر مرة... بحالــة انتظــار..
مشت لهنااك ويوم قرّبت تنحنحت .. انتبه على الصوت..التفت لورا ويديه بجيوب جكيته الرمادي ..وابتسم ابتسامة صغيرة..وهو يعلّق : صارت ربع ساعة مو عشر دقايق..!
سحر رفعت حاجب واحد وهي تحسه مستقعـــدْ .. بس بتوريه أعصابها الثلج : .. حسبتها كلها 12 دقيقة والدقيقتين الزايدة هذي خذتها في المشي لعندك..
تركي بابتسامة : بعدّيها هالمرة ..
سحر قامت تتأمل هيئته بصمت وتدقيــق..وتركي لاحظ نظراتها التقييمية اللي تمر عليه من فوق لتحت..
سكت لحظة ..وقـال بعدها : وش تناظرين؟؟
سحر ابتسمت بمتعة ..وعيونها تنقلب لوعيد ما فهمـه باللحظة الأولى : .. في بالي أسرمكك ..مــن إلــى !!
تنّح شوي وهو يحاول يستوعب الكلمة .. "أسرمكـك" ..يعني أعدلك من أول وجديد..
وسحر اللي توها تاخذ مآخذ على ستايله..قالت بصراحـة : تصدق بقولك شي..بس لا تزعــل.. إنت كنت بالرياض زيرو بالموضة وأحلى ما لبسته يوم أعطيك من ملابس خالد أخوي ( وهي تتذكر بسخرية بسيطة ) ..وتحسّنت هنا شوي...بس مو منــك..من الشتاء اللي يخلي الواحد يتعدّل ويتأنق.. وأنا مثل ما قلت لك..بشتري على كيفي ..
ضيّق عيونه يوم استوعب من كلامها إنها تنتقد وتطلع عذاريب فيه.. وتلسعه بنية مقصودة ..!..بس ما عصّب لأنه عطاهم ذاك الانطباع بقصد واستقصاد ..
وابتسم رغم هذا .. يجاريها : .. بنشوف وشلون بتسرمكين هالمسكين.. ؟
ضحكت غصب وهي تمشي : هالمسكين مب عارف نفسه بعد كم ساعة !

مشى وراها وهو يحبس ابتسامة من هالثقة المتناهية بصوتها.. بس مو مشكلة بيمشي معاها للآخر..ويشوف وش بيطلع منها بالأخير...
تركي صار بمستواها وبينهم فراغ بسيط : بس مارح أتنازل عن حقي في الراي!
ناظرته وهي تمشي : أي راي؟
ناظرها من جنب : رايي مارح أتنازل عنه..
سحر ابتسمت : إنت فكر تتحملني ألحين..بعدين نشوف !
تركي : انتي ركزي على مساعدة هالمسكين وانا راضي بالتعب..

استقلّوا الباص العام..وبعد عشرين دقيقة وصلوا لمنطقة تشتهر بالمحلات التجارية تطل على شارع يعتبر ممشى للناس وفيه بعض المقاهي والمتاجر بمختلف مستوياتها.. المكان مكتظ والحياة بهالشارع مستمرة..والجو فيه حلوو..
سحر التفتت لـ تركي يوم وصلوا ..بابتسامة تبي تشوف رايه : وش رايك؟.. مارح تلقى مكان وشارع كبير وحلو مثل هذا..
تركي قلّب فمه لتحت بهدوء : .. أعتبرها بداية حلوة.. تطمّني مبدئياً..
ناظرته باستنكااار من كلامه : وش متوقع؟.. بوديك مكان خايس مثلاً..
تركي اعترف : تبين الجد إيه متوقع تاخذيني مكان يناسب وليد...بس أقدّر أمانتك هذي..!
ابتسمت بعفويـة... وأردفت : أنا ما فكرت بمستوى وليد فكرت بمكان بنلقى فيه كل اللي تحتاج من غير تعب..
تركي وهو يناظر الناس عالأرصفة وما يناظرها : وأنا أقدّرلك هالشي يا آنسة ..
سحر تنهّدت : أوكي... ما قلت لي وش تحتاج...كتبت أغراضك بورقة ؟؟
تركي ابتسم على جنب بشقاوة .. وهو يلتفت لها : لا للآسف...
سحر باستغراب : وشلون بنتحرك أجل!.. كذا يضيع الوقت!
تركي وهو يدق راسه بإصبعه : كل شي محفوظ هنا... ما يحتاج ورقــة..
رفعت حواجبها من ثقتـه... وتماشت معه : طيب.. وش تحتاج؟!
تركي هزّ كتوفه : كل شي يخطر على بالك.. والأهم الملابس ألحين..أحتاج لشي يساعدني أتحرك بهالجو..
تنهّدت سحـر وهي تتلفّت يمين وشمال تتأمل المحلات اللي تمتد لأميال..تحاول تلقى نقطة الـبداية اللي ينطلقون منها... بس وليد يحتاج كثير وهي ما تقدر تبــدى بفوضى وحوســة..لازم ترتّب أفكارها ولّا ما تعــرف تركّز..!
وبفكرة سريعة خطرت عليها...تحرّكت بصمـت ناحية أحد المقاعد الموجودة عالرصيف... وتركي استغـــرب وهو يتابعها بعيونه مو فاهم وش ناويـه تسوي...
جلست وفتحت شنطتها بصمت.. طلّعت دفتر نوتــة صغير وقلم.. فتحت صفحة بيضاء ..ونزعت غطاء القلم بفمها... وبدت تكتب بتركييز شديد..
لا شعورياً ابتسم تركي وهو يراقب من مكانه انغماسها الشديد في الكتابة .. والواضح إنها خذت الموضوع جد × جد .. بينما هو ما عطــاه ذيك الجديـة الكبيرة ..!
اقترب منها وهو يشوفها عاضّة على غطاء القلم بشفاتها ..وعيونها مررركزه بشدّة..
بهاللحظة كانت تمثّل البراءة بكل مافيها... تعطي بإخلاص.. ونيّتها بس تساعـد..من غير أي أهداف ثانية!
تركي تملّكه الصمت ثواني وهو يراقب جديّتها الكبيرة المتجليّه قدام عيونه.. وذيك البراءة النقية ..عكســه تماماً.!!.. بدون ادراك تحـرّك من جديد ناحيتها... ونزل على ركبة قدامها ..وبدون مقدمات سحب غطاء القلم من فمها ..
رفعت راسها يوم طلعت من تركيزها بنظرات تساؤل.. وتفاجئت بابتسامة ناعمة غير عن العادة..على فمه : ..ليش تكتبين؟
سحر بهدوء تمالكت نفسها : ما أعرف اذا ما كتبت!.. أضيع!
ابتســم : تضيعين؟... وأنا.. وش وظيفتي جاي معك..؟
سحر نزلت راسها تكمّل كتابة : فيه أشياء لازم أكتبها أو تروح من بالي..
تركي تنهّد ..من قلبـه : لا تاخذين السالفة جد لهالدرجة !!
رفعت راسها مرة ثانية باستغراب مو فاهمه ..وبهدوء : مو إنت قلت تحتاج كثير أشياء ..؟
تركي بهدوء : إلا قلت... بس مو ضروري تكتبين..بإمكاني أنا أقولك اللي أبيه..
ابتسمت بعفويـة زادت من براءتها بعيونه : عادي وليد أنا أسويها لنفسي بعض الأحيان اذا خفت أنسى شي...
قام على حيله وهو يرمي غطاء القلم بحضنها.. وباقتضاب وهو يتحرك بعيد : على راحتك..

ما درت ليش حسّت بشي غريب في موقفــه..بس دنّقت من جديد تكمّل اللستة قبل لا تنسى شي من الأشياء اللي طروا على بالها..
دقيقتين وانتهت...قفلت القلم ودسّته جوا الشنطة..بينما خلّت النوت بيدها .. قامت واقفه وهي تتلفـّت حولها ..تحاول تلقى وليد اللي ابتعد من دقايـق..وما قدرت تلمحه..
وين راح؟؟؟
مشت شوي وهي تتلفت بهدوء يمين ويسار ..تتأمل بوجيه الناس المنتشره..تبحث عن طوله وهيئته بينهم بس ما شافته !!... وين اختفى بهالسرعة؟؟

مشت أمتار أكثر وأكثر لقدام وهي تلتفت بكل جهة بهدوء..وتساؤل بعيونها...
فكرت تتصل عليه ..بس قبل تسويها ..وقفت مكانها يوم لمحت أحد يشبهه..واقف على الرصيف مقابل الساحة المشهورة بهالمنطقة واللي تعتبر في وسطـها ..يتأمل الناس المكتضين فيها وتأكّدت إنه هو..بس الغريب إنه واقف بعييد والواضح مافيه شي يشغله..
اقتربت بهدوء ..وهو واقف ما التفت عليها...
سحر : وين رحت فجأة جلست أدوّرك ..!
التفت بجسمه ويديه بجيوبه..وهدوءه سكنه من جديد : قلت أتركك لين تخلصين عشان ما أدوشك..!
سحر وهي حاسه بشي غريب : ليش بعّدت كثير..
تركي تحرّك ناحيتها ..وهالابتعاد اللي تقول عليه كان يحتاجـه : ..ما بعّدت !
سحر : هالساحة مركز الشارع ما توقعتك وصلت له..
ابتسم بهدوء : خايفه أضيع يعني؟
سحر : مدري بس المكان كبير ومتفرّع قلت يمكن تهت هنا ولا هناك..
ابتسم بجانبية على كلامها..وش تحسبه طفل ؟ : مارح أتوه.. أنا بعّدت عشان تركزين بطلبات وليد لا أكثر ولا أقل..
رفعت عيونها له وهي تحس من كلامه إن طلبات وليد..تحوّلت من مساعدة إلى فرض واجب... بس ابتسمت رغم هذا : طيب...نبدأ ؟

تركي : أنا وراك..
مشت قدامه مثل الدليلة ..وهو وراها يتبع خطواتها بهدوء أعصاب واسترخاء على وجهه.. تارك لها مهمّة القيادة ..!
دنقّت سحر للورقة وهي تمشي تقرا أول شي مكتوب باللستة ..بينما تركي يمشي بصمت وهدوءه الطبيعي معتريه..
وسؤالها ليش بعّدت؟ مر بذهنه من جديد..
ابتعد بدون ما يحس.. ولا تسألون ليش..بس لقى نفسه يبتعد ..!
قالت بعد ما خذت قرار : فيه محل رجالي حلو..شريت مرة لخالد اخوي منه.. ودّك تشوفه؟؟
والتفتت للخلف تناظره تبي تشوف رايه...
تركي : اللي يريحك..
سحر : أجل إلحقنـــي ..
وبشكل مفاجيء زادت سرعتها بطريقة مرحة ..وهي تلبس شنطتها على كتفها بشكل مايل عشان تاخذ راحتها بالحركة والتنقّل... تركي رفع حواجبه يوم لاحظ الحيوية تتضاعف فيها فجأة وهي تنطلق للجانب الثاني من الشارع..
لقى نفسه يتحرك بخطواته الواسعة خلفها وابتسامة مستسلمة لهالموقف على فمه...

دفع باب المحل الكبير والبارد..ودخل وهو يرمي عيونه بكل جهة يتأمل اختيارها الأول.. كان واضح فخامته بكل شبر فيه لا من ناحية الديكور والتنسيق...
جاه موظف أشقر متأنق بابتسامة ترحيبية : دابرو بجالوفات سنيور..
ابتسم بوجهه بصمت.. والتفت مرة ثانية يبحث عنها...لقاها بدت المهمة أوريدي وتحاكي واحد في جهة من الجهات المكتظة بالملابس الانيقة ..
الموظف عرف إنه مو روسي من شكله ..وحوّل عالانجليزية المكسرة بلكنته : كيف أستطيع خدمتك ؟!
تركي : لا داعي شكراً..
وتحرك ناحية سحر اللي بدت تسأل أشياء معينة مع أحد الموظفين..
وصل تركي وهو عاقد حواجبه : يا آنسة ..
التفتت بابتسامة ..واستغرب يوم شافها مستمتعة من الصميم ..
سحر بسرعة : ما قلت لي... وش اللي في بالك؟؟
تركي ما فهم : ايش؟
سحر : أقصد الستايل..وش اللي في بالك... كلاسيك.. كول ..ولا كاجوال..
عفط ملامحه من التدقيق اللي انغمست فيه...هو ما يهتم ولا بـواحد منها..ولا فكّر فيها..
وهي ضحكت وفهمت ملامحه المحتاسة غلط : أوه صح.. مالك بهالمصطلحات ...تعـــــال أوريك..
ونطت قدامه وعيونه تلاحقها بصمت وترقّب... شالت جكيت أسود كاجوال على شوية رسمية تحب شكله.. واقتربت منه بسرعة وهي تحطه على صدره بسرعة..، فــزّ لحركتها وهو يفتح عيونه مو متوقّع ..
ابتسمت ورفعت عيونها له : وش رايك؟؟
أبعد نظراته عن عيونها ..ودنّق يطالع القطعة الملامسة لصدره...
سحر : هذي الخامة حلوة ودافيــة... إذا تعجبك أو نشوف غيرها؟؟
ابتسم أخيراً.. وتفاعل معها : .. ما عندي مشكلة ..
سحر : اوكي أجل تقدر تروح تقيسها بغرفة القياس.. وأنا بشوف تشكيلة حلوة هنا..
ضحك لا شعورياً.. مو عشان شي قد ماهو الموقف اللي هو فيه.. بس مع كذا بيعيش الدور للأخير..!
سحر باستغراب : ليش تضحك؟
تركي وهو يستدير والقطعة بيده : مو شي مهم..
اختفى وهي نست نفسها بالتفررج.... صارت تفتش بانغماس ونهم كون التسوق أحد هواياتها اللي تركتها فترة ..!!
لقطت مجموعة بدقايق وبنظرات سريعة ..تعرف الزين أحياناً بالنظـر ومارح تتأكد إلا إذا جربها هو ..
أعطت الموظف القريب اللي كان معها ..القطع وطلبت منه يوديها له بنفسه..وجلست هي على كرسي تنتظر ..!

تركي بالغرفة .. قام يلف يمين ويسار وهو يشد السترة الأنيقة على جسمه... يناظر عمره بالمراية وابتسامة محبوسة على فمه..!.. والله تعرف تختار ..! .. ممكن يستفيد من ذوقها اليوم ويطوّر من ستايل وليد اللي جد بدأ يزهق منه..!
جاه الموظف وبيده كووومة كبيرة ما عرف يعدّها من كثرها .. ناظره تركي بدهشة من الكومة اللي جمعتها بظرف دقايق قليلة ..
ابتسم الموظف له : لقد أرسلتها لك ..!
حك تركي راسه بيده من هالكوومة الضخمة..مثل المتوهق !!..استوعب ان قدامه مششوار في التبديل والتغيير..وما رح يطلع من هنا قبل ساعة دام السالفة كذا !!
الموظف علّقها له بترتيب ..وطلع : خُذ كامل وقتك !

مرت ثلث ساعة وسحر جالسه بالكرسي ويدها تحت خدها.. ونافخه وجهها بحالة انتظـار وقدمها تدق بالأرض مع ألحان الموسيقى المنخفضة المشتغلة بالمحل..
وبينما هي تنتظر وليد يطلع ..وصلها رنين الجوال بشنطتها ..أخرجته بدون لا تفكر بالمتصل...
ولقت لقــب بسمة يشع بإلحاح ..!
هدت نظراتها وهي تتأمل الحروف...هذي ما تتعب أبد!؟.. ما يكفيها اندقّت للحين !
كم مرّ من يوم وهي سافهتها عقب ما عطتها لذعات مرّة.. وتنعّمت بالهدوء ..وهي لازالت مصرّه تحارب !!
ترد عليها؟.. أو ما ترد!!
وليش ما ترد دامها عرفت الأسلوب اللي تقدر تتعامل معها فيه..أسلوب ناجح بكل المقاييس ويردّ كل ذرة كرامة خسرتها ..دامها ما تبي تقصر الشر فهي عادي عندها تكمّل اللي بدته..
جا في بالها تطفّر بها شوي.. ورمت ظهرها للمسند باسترخاء واستعداد..
سحر : نعم ..؟
جاها صوت بسمة ما تغير فيه شي نفس الكره واضح..ولو إنه هادي : كل هذا خوف ؟.. أكثر من اسبوع أحاول أكلمك وانتي ما تردين..صراحة أثبتي إنك جبانة ومو قد مواجهة..
سحر ببرود صوتها .. وابتسامة جانبية : خوف منك؟.. لا أبداً... ما تستاهلين اللي يخاف منك لأنك مو قد هاللعب يا بسمة ..
بسمة : بنشوف منهو اللي مو قد اللعب... قلتها لك من قبل وبقولها مرة ثانية..مارح أسمح لك تخربين زواجي مع محمد..
سحر مالت براسها على اصبعها بروقــان انعكس على صوتها : يا إنتي بعد مخدوعة من محمد هذا ... مسكينة أرحمك !
بسمة اشتد صوتها واحتـــدّ : اللي يستاهل الرحمة هو إنتي... أو أذكّرك هو شلون رمـاك...بقولها مرة ثانية رماك زي الكلب .. وخذاني أنا..يبيني أنا.. أما إنتي أظـن كنتي تسليـة بالنسبة له..هههههه ..

تعترف!!
إنه كلمة "رمـاك".. هي الوحيدة اللي تجرح بين كلماتها...و "تسليـة" كانت أقوى... والمشكلة إن بسمة تدري إنها مؤلمة وعشان كذا تصرّ عليها وعلى تكرارها..ولا تدري وشلون أصلاً اكتشفت اللي بينها وبين محمد..!!..إلا إنها اكتشفت !!
لمعت عيونها بشبح دمعـة... بس مسكتها والله ما تخليها تنزل وذيك تسمع..
بسمة بسخرية يوم حسّت إنها ضربت وتر حساس : ساكتة؟.. هههه واضح الجرح للحين ينزف..مهما مثّلتي علي حقارتك !
سحر غمضت عيونها تمنع هيجان داخلي بدى يستشيط بفضل بسمة وأسلوبها اللي محد ينافسها فيه... وتحاول تمنع نفسها من سكب أي دمعة لو صغيرة...بس كان غصب..غصـــب.. بسمة ترقص عالجرح متعمّدة وتعرف نقاط جرحها وضعفها...بس وشلون تنســـى وهي تردد لنفسها تحتـــاج الوقت....وشــهر واحد للحيــن مو كــافي يعالــج كل شي تحس فيه !!
قالت سحر بجمود ..ودمعة جامدة تلمع برمشها...بدون شعور : أذكّرك ليش إنتي تسوين كذا يا بسمة.. تسوينه لأنك مو واثقة بنفسك وتدرين إني كنت بحياة محمد.. وصعب أطلع منها دامني بنت عمه..فهمتي يالمريضة ليش انتي تسوين كذا!!
بسمة بغضب : أنا مو مثلك ألحق ورا رجاجييل مو لها..انتي رخيصة ولابق لك هالرخص.. وحقيرة وسافلة وحيوانة..
الشتايم كانت كوم..وكلمة رخيصة كوم ثاني...
هذي كلمة جديدة هي تحس فيها من دون محد يقول من يوم صار اللي صار..
وبسمة جاية تضربها فيها..والمؤلم إنها عرفت تجيبها ..
سحر وشعور رهيب من الكره يعتريها ..شعور رهيب من الاحتراق داخلها : ..بالضبــط أنا رخيصة.. وعشاني رخيصة مارح أخليك تتهنين.. سامعه قلتها قبل مارح أطلع من حياته وبشوف وشلون بتعيشين معه.. واللي بعقلك المريض ذا سوّيه ..
بسمة : طيب يا سحر طيب.. بنشوف مين اللي بينكسر خشمه بالأخير..
سحر : للمرة الألف اقولك إرضـي بواقع وجودي في ماضيه ..ومستقبلــه.. خصوصاً مستقبله حطيها حلقة بإذنك !
بسمة وغضبها يتنامى : تخسين يا سحر مارح أخليك .. والله لأفضحـــك عند الله وخلقه..
سكّرت الخط بوجهها كالعادة ..تدق تجرحها وناويه تكسب الجولة ..وبالأخير تعصب وتغضب..تهدد وتتوعد وتقفل!!
ومع إنها ترد الصاع لـ بسمة ..إلا إنها ماتنتهي من المكالمة إلا بندبـة جديدة بقلبها ..!
رمــاك..!
تسليــة !
رخيصــة !
كلها بأوزان ثقيلة..وكلها تمثل الحقيقـة! ..وهالشي يقتــل شعورها !
ليت بسمة خذت محمد بس بدون لا تعرف باللي كان بينها وبينه.. ما كان زاد الجرح.. لو ما تدري كان انتهى الموضوع من يوم عرفت بالخبر ... بس بمعرفتها صارت بسمة الجلاد اللي يمنع الجرح من التخثر... كل ما نســت أيام..رجعت تنثر الملح وتفتحه بدون تقدير لمشاعرها !!
ليتها خذت محمد وانتهى الموضوع..ليتها ما درت.. كان الجرح ألحين محصور عليه لحاله !!
ما كانت بتحس بالإذلال قدام بسمة وهي بكل زيــفْ ترسم لها شموخها وعدم مبالاتها باللي صار..!

رفعت راسها ..وشافت الموظف القريب يطالعها باهتمام.. اقترب يوم شاف بعيونها تعابير لامعة : هل أنتي بخير؟
ابتسمت بسرعة خارقة وعيونها يسكنها الألم..قامت واقفة : لا شيء..
قررت تطلع من المحل بالهوا الطلق.. تستعيد هدوءها بعيد.. والأهــم..ما تبي وليــد يشوف دموعها.. وانكسارها..
رح يعـرف السبب أكيـد... رح يقرأها مثل عادته... وهي ما تبي تعليق جديد منه ..واحتمـال كبير ياخذها سخريـة وهي اللي قوت الأيام اللي فاتت..ترجع تضعف ألحين !!.. مارح يقبل هالتصرف منها !!
وقفت برا وهي تزفر.. ويدها تمسح على وجهها من توتر وشتـات يتجدد..
اهدي.. اهدي... لا تفكرين بكلامها ..لا تفكـريـ.......!


طلع تركي وهو يعطي كومة الملابس للموظف اللي كان ينتظره باحترام برا... ابتسم وأشار له بأشياء عجبته بحق..
ناظر ساعة معصمه يشوف كم مضى ..تقريباً له نص ساعة يحووس ...بدايــة قويية يا سحر !!،
طلع برا غرف التغيير .. وما لقاهــا..التفت بالأرجاء وما لمحها..
جاه الموظف يسأل : أتريدها جميعاً..؟
تركي ناظره : فقط ثلاث..
الموظف أشار له يتبعه ..بس تركي ما تحرك التفت مرة ثانية يدوّرها...
جاه الموظف الأشقر اللي كان معها يساعدها..يوم فهم إنه يبحث عنها..
تركي : أين الفتاة التي كانت معي؟
الموظف باهتمام : لقد خرجت قبل قليل.. لا تبدو على خير ما يرام..
تركي عقد حواجبه من كلمة "لا تبدو على خير ما يرام" ... يفهم هالحالـة ..ما تجيها إلا لسبب ..خصوصاً إنها كانت منتعشة قبل شوي ..!
وسأل : مالأمر ؟
الموظف : لا أعلم كانت تتحدث على الهاتف ..ثم خرجت !

إيه بس..فهـــم الموضوع !
سحر حتى لو انزعجتي ما المفروض تطلعين... هالحركة رسمت فعلاً إنك متأثرة ..
الموظف : هل ستحاسب الآن ؟
تركي : لحظة سأعود بعد قليل..

توجّه للباب وطلع وهو يلبس الآيس كاب على راسه..وعيونه تطوف بالرصيف المقابل ..أكيد مارح تبعد!
ومثل ما توقع كانت واقفة نفس مكانها على بعد خطوات..

جاهــا صوتـه وهي تتمالك نفسها : يا آنسة ..
التفتت سحر بهدوء يوم تأكدت إنها سيطرت على حالها...وجهها طبيعي بس كانت ترمش لا شعوريا تمنع الرطوبة اللي بعيونها..
تركي سوّى حاله ما لاحظ شي : فيه مشكلة؟
سحر بسرعة وهدوء : لا مافي... خلصت؟
تركي بعيون خبيرة : ..فيك شي؟؟
سحر أنكررت : لا مافي...
تركي : طيب ..أنا بروح أحاسب وجاي.. لا تبعدين..

رفعت نظرها له ..وشافت بعيونه لمحة جدية..وشي من السخرية الخفيفة ....لا !... مو هذا التعبيـر اللي تبيه..هي مو ناقصه الحين !! مو مستعدّه لنقد لاذع جديد!!
قالت تضيّع الموضوع : معك اللي يكفي أو أساعدك؟
فهم إنها تقصد الفلوس ..وقال : ولو إنك جايبتني لمحل يقطع الظهر ..بس بدلّع نفسي هالمرة ...
سحر بشك : متأكد؟؟
بابتسامة جانبية : معي اللي يكفي..وأبوك ما قصر... عطاني وزيادة ..
سحر ارتاحت توها الحين تكتشف الغلطة إنها جابته لمكان فاخر مثل هذا...بس دام أبوها عطاه يعني تشيل يدها ..
تركي وهو ماشي : دقايق وراجع..
دخل المحل وهي وقفت برا تنتظره...لازم تتناسى..هي بدت اليوم صح ..ولازم تكمّله صح..!
ووليد لازم ما يحس بشي..!

::

بمـكان آخر بعيــد ..
وعقب اعلانه الحرب... وقف عمر سيارتـه في أحد الهجر الصغيرة اللي مرّ عليها ..موجودة وسط البر.. وبعيدة عن أي طريق معبّد ..
بالنسبة له يُعتبر مكان آآمـن كثير وغير معروف..وهذا المهـم بهالوقت..
عقب المواجهة النارية اللي كشف فيها عن نفسه...ألحين بس يحس إنه تحرر .. ولو إنه يدري إنها مارح توقف على كذا..لأنه ببساطة يعرف نوعية عياف وربعه..ويدري إن أيامه الجاية مارح تكون سهلة أبداً... حافلة بتكون...حااافلة!
مر يوم ونص من ترك الجنوب ..واخذ طريق الرياض..لكنه لازال بعيـد عنها.. يتحرك ببطء وناوي يقضي كم هنا يرتاح.. والأهم ينتظر هدوء العدو اللي وراه..عياف وربعه... متأكد إنهم يدورونه وحايسين الدنيا عليه...بس مارح ينالونه لو حفروا الأرض شبر شبر ..!
رحلتـــه للرياض !
مارح تكون هالرحلة سهلة أبداً.. قدامه عقبات.. والخطر يحدق فيه من كل جهة..خصوصاً خطر الشرطة اللي ما يشكّ واحد بالمية إنه صار هدف لهم ..مثله مثل عياف واللي معه..
وألحين ..صارت الرياض ..هدف صعب الوصول له...لكنه بيوصل له مهما كان الثمن..ولو امتدّ الوقت شهور !

نزل بهدوءه ..وتحرّك لبقالة صغيرة تخدم الهجرة اللي فيها بيوت قليلة ..ناوي يشتري كم غرض يحتاجه قبل يكمّل مشواره..
دخل البقالة اللي قايم عليها رجل كبير بالسن الشيب الأبيض منتشر بلحيته ..بسييط للغاية..ملابس رثة وبسيطة والواضح من شكله وهيئته إنه ما عرف حياة المدينة بيوم...
ما أخذ الكثير.. علبتين موية وبعض الأكل الخفيف اللي يسد جوعه ويسمح له يحافظ على تركيزه وذهنه..
راح بيحاسب بصمته المعهود من غير من يقول كلمة..
بس الرجال قال بلكنة بدوية بعض الشيء : أَنتْ من هنيا؟.. أول مرتن اشوفك فيذا ؟
عمر بعقدة حواجبه وهو يقلب في بوكه : ماني من هنا ..
الرجال : عابر سبيل ؟
عمر باقتضاب : ايه..
الرجال بطيبة : مهوب عادة نشوف مسافرين يمرون من هنيا...تدري هالهجرة بعيدتن عن الطريق..وشلون وصلت فيذا ؟
عمر عطاه حسابه ورفع راسه ..وبهدوء: الحاجة يا عم..
ويوم أخذ أغراضه... طرى على باله سؤال يوم شاف سماحة وجه الرجال .. وبُــعده عن الأحداث ويحلف إنه ما يدري عن أخبار الديرة شي..!
ابتسم عمر من هالفكرة : بسألك... أنا ناوي أقضي يومين هنا... فيه مكان أقدر آخذه..؟
ناظره الشايب باستغراب ..وعمر بادر : بمقابل يا عم ماهو بلاش ..
ابتسم الشايب بطيبة .. وبكرم أصيل ما غيّره الوقت باختلاف الأزمنة : وجهك يردّ الروح يا ولدي.. تبي ترتاح فيذا؟..إنت تعبان؟؟
عمر ابتسم على جملته الأولى.. لو يدري إنه مطلوب وما اختار هالمكان الغريب إلا لغاية ما قال وجهك يرد الروح.. بس الأفضل يعتبره مثل ما قال..
عمر : ايه يا عم محتاج أرتاح...
الرجال : انا ساكنن بلحالي في بيتي..وولدي ماهو فيه له شغلن برا الهجرة.. ودّك تجي نكرمك ..
ابتسم عمر ..يا الله على كرم البعض.. سلوك هالرجال من القرن الماضي ببساطته وعدم تعقيده للأمور..شاف عابر سبيل وما تردد يساعده..
ما رفض : ما أخالف يا عم... بس ما ودي أثقل عليك بدفع لك المقابل..
رفض الرجال : يا وليدي ماهوب بالعادة نشوف ناس تجي فيذا... تعال نكرمك واضح طريق السفر متعبك.. ازهلها ولا تقول لا..
ابتسم عمر ومارح يقول لا : خلاص اللي تشوفه.. ما تقصر يا عم ..
الرجال شاف الساعة قديمة اللي حاطها على طاولته المتهالكة : انتظرني دقايق أسكر البقالة وأجي أدلّك..

طلع عمر ..ومشى مع الشايب بعيد عن البقالة لين وصلوا لبيت طيني بآخر الشارع..
الشايب : بتملى علي الجو يا ولدي .. ادخل ولا تستحي..البيت على قده وماهوب من مقامك.. (سكت وهو يتأمل هيئة عمر الرزة والنظيفة..وطوله اللي معطيه طلّة شموخ) .. اييه اسمح لي ماهوب من مقامك أبد..
عمر ابتسم وهو يدخل مع الباب : المقام محفوظ يا عم.. ما يهمني اللي تقول لا تشيل هم..

دخل عمر حوش البيت اللي كان صغير.. وأسواره من الطين القديم.. التفت للبيوت القريبة أغلبها محدّثه بشي من الزمن الحاضر ..إلا هالبيت وكأن راعيه ما يبي ماضيه يتغير عاش كذا وبيكمل كذا..!
دخل لداخل بهدوء وعيونه تتأمل المكان... مافيه الشي الكثير..غرفتين ومساحة تشبه الصالة.. ومنقد نار موجود بالبقعة اللي مالها سقف ..سقفها السما..
جا الرجال بهدوء يوم فتح السراجات وبعض الأنوار الصغيرة : ما قلت لي عن اسمك يا عابر السبيل!
ابتسم عمر بهدوء : اسمي عمر يا عم..
الرجال وهو يجلس جنب منقده..ويستعد لتصليح قهوة الضيف : عاشت الأسامي.. وأنا مصلح ..
اقترب عمر بهدوء : تشرفت يا عم.. وولدك وش ينقال له؟
الشايب : ولدي ضاحي.. ماهوب يجي فيذا إلا للزيارات وشغله حول الرياض..
عمر جلس بالقرب وبدا يستكين لجلسته : وليش ما رحت معه يا عم..بدل الجلسة بروحك هنا؟
الشايب تنهّد : ايييه وانا عمك.. صعبن علي أترك هالديرة.. صحيح صغيرة بس هالشيبة ذا ما قواه قلبه يترك مكان أهله واخوانه.. رحت مرتن مع ولدي للرياض اشوفها..ما قدرت يا ولدي كني في كوكبن آخر..
عمر ابتسم وهو يدنق باستماع..
الشايب وهو يسكب القهوة المغلية بفنجال : .. ماهوب سهل على واحدن مثلي عقب 70 سنة قضاها في مكانن واحد..يغير مكانه وأنا عمك..
عمر وافقه بهمس : صحيح يا عم..
الشايب يعطيه فنجال : تفضل اقدع..
عمر : ما تقصر..

مرّ صمت عميق..عمر يطالع في فنجاله والسكوت معتريه..والشايب مصلح منشغل يحوس في دلّته..
قطع الصمت بسؤال عفوي : لوين سفرك يا عمر؟
ابتسم لأنه أول مرة ينطق باسمه..كان يكرر ولدي بكثرة قبل شوي......وبنبرة عميييقة : ..للرياض..!
ناظره مصلح من خلال تجاعيد عيونه اللي ما أخفت عمقها : .. شغل؟
سكت عمر لحظات ومصلــح يراقبه...
قال ونظرته بالفنجال...ونبرته يغلفها شي ما عرف يخفيه : أكثر من شغل يا عم !
ابتسم مصلح : أهل؟
عمر بذات النبرة : أكثر من أهل ..!
مصلح بابتسامة من هالتعبيرات اللي في صوت عمر : أجل وشهو !؟
عمر : شي مافيني أوصفه ..
مصلح ابتسم وهو يرجع للدلة.. وكأنه فهم شي بس التزم الصمت..
وقال : التعب على وجهك يا ولدي .. من وين جاي؟
عمر ما كذب : من الجنوب ..واخترت هالمكان ارتاح فيه..
مصلح : من الجنوب؟... الجنوب بعيد عن فيذا وشلك هناك..
عمر تغيّر صوته للجمود : شغل يا عم..وانتهى الله لا يرده..

دقايق وقام مصلح وهو يتعنز على ركبه.. وقال : غرفة ولدي ضاحي هناك.. بروح أشوفها لك عشان تريّح راسك عقب هالسفر الطويل ..
ابتسم عمر بامتنان ..والشياب يدخل غرفة ولده يشوف وضعها..
أما عمر.. رمى راسه على الجدار الطيني وراه وهو يغمض..سبحان الله قبل ساعة كان يفكر وشلون بيلقى مكان يريّح فيه..وهالشايب تسخّر له..! ..وأكيد مافيه يقوله عن ظروفه..ومين هو بالأساس !

::

في بيت ابو محمد...
دخلوا مع أبوهـم بعد ما طلع من المستشفى بالسلامة...وجلسوا بالصالة عقب ما اختار أبو محمد يجلس هناك..أمهم راحت تغيّر ..وبقى ابو محمد مع عياله..
شادن جلست عشر دقايق ..بس بعدها قامت واقفه تبي تروح غرفتها... على إن ابوها يمزح معهم بس ما تدري إن كل هالشي مؤقت..
شادن : بروح أنام..
أبوها انتبه لها : وين تو العشاء مأذن.. ؟؟
شادن ابتسمت تهدّي الجو : عارفه..بصلّي وأنام..صاحيه من بدري.. والحمدلله تطمنّا عليك..
أبو محمد ما منعها : تصبحين على خير أجل..
راحت لفوق .. ويوم اختفت ..
التفت أبو محمد لعياله : محمد...بندر...تعالوا أبيكم..
محمد ناظر أبوه ..وهو فاهم الموضوع اللي يبي يتكلم فيه : أبـوي مو ألحين.. توّك طالع من المستشفى..ريّح وبكرة يصير خير..
أبو محمد ونبرته الجدية تغلب على صوته عقب ما كان يمزح قبل دقايق : الحقوني للمجلس..
وقام واقف سابقهم لهناك... لفّ محمد ناحية بندر اللي توتّرت أعصابه... ما يدري وش اللي بيصير أبوهم وجهه ما يبشر بخير..!!
مشاعل اللي انتبهت لكلمة أبوها ... استغربت وهي تشوفهم ينسحبون للمجلس.. وبقت لحالها..!!
ما فهمت اللي صاير... ولقت نفسها تطلع لفوق.. وتتجه لغرفة شادن ..
دخلت بهدوء : شادن ؟
شادن اللي كانت جالسه على سجادتها توّها منتهيه صلاة.. والانكسار بحالها قناع التماسك اللي متشبّثه فيه اليوم بأعجوبة ..جا الوقت وتحطّم..!
مشاعل وهي تشوف هدوءها عكس الأيام الماضية : بتنامين؟
شادن : ايه ..
مشاعل بحيرة متسائلة : تصدقين أحس فيه شي ما نعرفه..يوم طلعتي..أبوي راح للمجلس مع محمد وبندر.. والواضح إنه يبيهم على انفراد..
رفعت شادن راسها بسرعة وعيونها قلقــة ..
مشاعل : غريبة أول مرة أبوي يسويها.. أكيد فيه شي..
قامت شادن وهي تشيل السجادة ..وفكرة النزول عشان تعرف سيطرت عليها كلياً...
مشاعل وهي تتثاوب : بروح اتحمم وأنام بدري مثلك..
وطلعت أما شادن حاولت تنسى الموضوع من أساسه..إن شاء الله ما يكون شي من اللي ببالها.. مع إنها جالسه تهيء نفسها من الحين لكل احتمال بيصير..تهيء نفسها للأسوأ...

تقلبت دقيقتين فقط بالسرير...وبالأخير ما قدرت تمنع نفسها من معرفة التطورات..
طلعت من الغرفة بسرعة..ونزلت تحت !



يتبـــع ..

نلتقي إن شاء الله يوم الاثنين..

بانتظار اتحافكم كالعادة ..^^

لا تبخلوا...

أحبكم في الله..

عنوون :graaam (274):






شبح الغموض 07-10-12 08:07 PM

رد: لاتبكي ، للكاتبة : عيون القمر ..
 
مشكورة اختي على البارت وصراحة هالرواية رووووعة.... واشكر الكاتبة على جهودها واقول لها استمري ما دام هنالك ابداع فسنلقى الافضل والاجمل......
:55::toot::peace::55:
مع تحاتي

♫ معزوفة حنين ♫ 09-10-12 06:15 AM

رد: لاتبكي ، للكاتبة : عيون القمر ..
 



منووورة ياعسسسسسسسسسسل ..



♫ معزوفة حنين ♫ 09-10-12 06:15 AM

رد: لاتبكي ، للكاتبة : عيون القمر ..
 

الجــــزء 43
(2)
------------------------


في المجلس.. الجو مختلف ببدايات غضب مقهور يتنامى عند أبو محمد !..
محمد كان يحاول يهدّيه لا ينفعل أو يرتفع صوته بمحاولة لإيجاد حل ..بينما بندر كان منصدم من جهة ثانية لأنه عرف معلومة جديدة ما قالها محمد له يوم كانوا بالمستشفى...وتوّه يعرفها..وهي المعلومة اللي قلت إنها سبب في طيحة أبو محمد من طوله......... المخـدرات !!
محمد : اهدى يبه مو زين الانفعال ..
ابو محمد وغضبه نابع من قهره لهالانخداع اللي عاش فيه : قلتها من قبل لأمك يا محمد.. كنت طول ذا الأيام أدعي الحي القيوم يكون صايبه بلاء عشان ألقى له عذر على هالغيبة...بس صارت السالفة أعظم.. هـــو المصيبة بعينها وعلمها !!!
محمد غمض عيونه بشدة..وفتحها وهو يتحكّم بصوته ..وبهدوء : مهما صار ..عمر ولدك وأخــونا .. لازم نسمع منه.. إنت تعرفه تربيتك !
أبو محمد ومستوى غضبه يرتفع لأن كلام محمد ما يهدّيه بل يزيده : وليتني ما ربيته !!!... لو داري هذي تالية تربيتي ما رضيت فيه ..هالولد من طلع للدنيا وأنا عيني عليه كبر الشمس وعلى كثر مشاكله إلا إني صبرت وقلت وصيـة أمه الميتة...لو داري هذي تاليتها..لو داري ..(قطع كلامه مجبر من حشرجة اخترقت صوته مثل السيف..)
محمد شدّ على كتف أبوه وهو يدري إن اللي يقوله آثار صدمة : ما يصير هالكلام...يبه إنت ربيت يتيم أحسن تربية.. أجرك مارح يضيع..وعمر محد يدري وش أعذاره..أكيد ما سواها إلا لـ سبب..
رفع أبو محمد راسه بتعب..وعيونه المقهورة بالدمــع اخترقت قلب محمد بقسوة... أول مرة يشوف أبوه بهالحال المكسور ويسمع هالغبنـة بصوته واللي ما تظهر إلا من معزة سنيــن لشخص اسمه عمر ! .. رباه قبل يربي عياله...قبل حتى يطلعون للدنيا كان عمر أول مسؤلية أبوية لشخص توّه حتى ما شاف عياله اللي من صلبه ..!
محمد بهمس رجاااء : تكفى ناخيك لا تنقهر..
نزّل ابو محمد راسه للأرض وهو يتذكر كل حرف انقال عن عمر .. : ماهو سهل علي يابوك ماهو سهل !
بندر حكى عقب لحظات صمت شهد فيها منظر أبوه الغاضب والمقهور.. باحتجاج وعدم تصديق : .. من جدكم إنتوا؟؟.. من جدكم ؟!.. وش مخدرات وكلام فاضي !!!!!!!
ناظره محمد بصمت وألم..ورجاه يسكت لا يزيد الموقف ... بس بندر مستعد يصدّق كل شي إلا هالنقطة ..
بندر كرر لأبوه : يبـه !.. أنا بروح للقسم اليوم وأفهم السالفة.. قبل نطير بالعجة !
أبوه بصوته المقهور المتعب : رحنا وسمعنا اللي ما ينسمع يابوك.. عمر لابسته هالطامّة واللي يغبن يا ولدي إن السالفة ماهيب حديثة عهد ..هالولد له فوق الثلاث سنين يشتغل بالحرام من ورانا..
بندر وجعه قلبه واقترب من ابوه يهديه..
وأبوه يكمل من حرّ ما فيه جوفه : توني هلحين أفهم ليش ما قد حكى لي عن شغله وما قد سولف لي عنه..أتاريه عايش بالحرام ..وين أودي وجهي من الله وأنا اللي قايم فيه !!
بندر وهو عايش اضطرابات من الموقف العصيب وبسبب منظر أبوه المكتوي بنار محد يحس فيها غيره ..
قال : يبه ..عمر أعرفه.. ممكن يسوي مشاكل ما أقول لا ..لكن سالفة مخدرات ما هقيتها منه ولانيب مصدقها.. صدّق فيه اللي تبيه ..صدق إنه يسرق وأنا بصدق معك... لكن سالفة المخدرات ما أتوقع وأكيد ملفّقه وتأكد إنه ما يسويها .. إنتوا تقولون انه ماسك عصابة سرقة ونهب..ويقولون له ارتباط بعصابة مخدرات عايثة بالأرض فساد... ماهوب أهو يا يبه.. أكيد غيره مو هو ..الله يخليك لا تقهر نفسك على شي للحين ما تأكدنا منه..
طالعه أبوه بعيوون ينبع قهر الرجال منها... مافيه شي يشفع له..مهما كان...حتى لو حط سالفة المخدرات على جنب... مجرد إنه يسرق وينهب بالحرام ماهيب سهلة وقوويـة على رجال مثل ابو محمد..قضى 23 سنة يربّي ويعيل بذمّـة.. قبل يطلقه للحياة بظن منه إنه لمصلحته !
غطى وجهه بيديه قدام عياله وصوته المغبون يردف : ..ماهوب صغير ماهوب مراهق.. 28 سنة يا بندر وين ألقى له عذر وهو بهالعمر..
بندر رجاه : يا يبه عمـر ما يندرى باللي واجهه من عقبنا.. يبه عمر حياته صعبة..يا يبه يتيم تفهم وشلون يتيم مهما احتويناه الا اني كنت اشوف الوحدة بعيونه ..يبه واحد ما شاف أمه إلا بالمهد..وابوه مات قبل يشوفه.. لا تقسى عليه أكيد المواصيل اللي وصلها لها أسبــاب... عمر مستحيل يخون ثقتـك أنا أعرفـــه ..يحترمـك أكثر من نفســه..لا تقسى على نفسك بسبب اللي سمعته عنه...
هزّ ابو محمد راسه أسف..وكلمات بندر ما تشفي الغليل أبد.. نار مشعللة بقلبه وما يدري ليش حاس بخيانة عظمـــى !!.. وين يودي وجهه قدام الله وخلقــه.. وين يوديه...
بندر هدّى من صوته : أنا بروح للقسم واسمع القصة من جديد.. لعل الموضوع فيه لبْس !
محمد وافقه ولو إنه سامع القصة كلها وانعرضت عليهم الأدلة...بس قال بفقدان حيلة وتشبّث بأمل ضئيل : ليت كلامك يصيب..
همس ابو محمد بصوته المتألم : وش أقول لهالبنت ؟؟ وش أقولها ؟؟.. وش أقول وهو تاركها قبل زواجها ورايح يسوي المصايب من ورانا.. وش أقول !!
محمد رجاه يهدى : اهدى يابوي ..أهم شي إنه بخير وما صار له شر .. هالشي يريّحنا الحين..
غضب عليه ابوه ..وناظره بعصبية : مايريّح يا محمد..عندك هالحكي يريّح؟؟... إلا يا ليته مات قبل نسمع هالهرج اللي يسوّد الوجه !!
بندر قبضه قلبه ..وش هالموقف الجديد من نوعه : استغفر الله يايبه ..عمر ولدك !
صرخ بعصبية : ما أتشرّف فيه... ومن اليوم متبرّي منه ..بيتي يتعذّره... ماله عندي شي !
محمد مسكه لا ينفعل..وهو يتمسك ببعض الحكمة : ما يصير يا يبه احنا اهله ..ما نعالج المشكلة بمشكلة لازم نوصل له...ونعرف أوضاعه.. ما فكرت إنه مغدور فيه؟.. مغرر به؟...ملفّق له؟...يمكن مجبر عاللي يسويه..كل الاحتمالات واردة...فكّر فيها قبل..
ناظره أبو محمد وهو يحاول يهدى ويقنع نفسه بس كاااان صعب... الصدمة فيه ماهيب سهلة ولا رح يختفي آثرها بهالبساطة !!
هاللحظة ..سمعوا صوت برا المجلس اللي كانوا مسكرينه عليهم ..يشبه الخبطة أو الاصطدام... ناظر بندر في محمد باستغراب بينما ابو محمد كان مغطي وجهه بيديه بحالة أسى ما يعلم فيها إلا الله ..!
تحرك بندر ناحية الباب عشان يشوف ...فتح الباب وهو عاقد حواجبه مـــا شاف أحد..لكنه يوم التفت يمين لمح
جسم يركض ويختفي بالممر..والطاولة القريبة طايحة بعض التحف منها..
همس بدون شعور : شادن؟؟
التفت عليه محمد بسرعة يوم سمع اسمها ..وأبوه رفع راسه وعيونه متوسعة ، وسأل بقلق جامح : درت؟؟؟
رجع بندر والارتباك عليه : مدري !.. شكلها سمعت !
غمض محمد عيونه من هالحالة ... وابو محمد استغفر ربه من أعماق قلبه..
وبعد لحظة قال : كنت محتار وشلون بتدري !... لكن دامها درت كود إنها خيرة !
ناظروه عياله بقلق.. من هالمقدمة ..
وبندر سأل : وش ناوي يبه!
قال أبو محمد : عمر ما ينعرف حاله ومستقبله صار أظلم...وأنا مابي بنتي تعيش على وهم باقي حياتها.. هالأيام وضعها النفسي مخوّفني أنا وأمها ومو قادر اشيل حالتها المتأزمة من راسي .. وان استمرت كذا بتضيّع عقلها وانا مابي أفقدها ..لازم تفهم وشهو الوضع اللي هي فيه..لازم تتقبل الحياة بدونه ..
محمد برفض من معنى كلامه : لا تقول ...
ناظره ابو محمد من جنب بنظرة متألمة : .. ما ودي يابوك أسوي كذا... لكن إختك لازم تستعد للوضع الجاي.. عمر مصيره أظلم والحياة الطبيعية فقدها.... وإن سكتْ أكثر إختك بتروح مني.. لازم تتعوّد من ألحين وتجي النهاية منها !
بندر رفض : لا يبه لا تستعجل... هالكلام بدري عليه..خلنا نفهم من عمر قبل..
ابو محمد حط يده على عيونه من شتات وألم : مالي معه كلام يابوك..مالي معه كلام كفاني اللي دريت عنه...
محمد ضغط على كتف أبوه يرجوه بلين : إنت تدري ان شادن مارح تنهي شي...إنت خابرها.. هدّ اعصابك هالموضوع يحتاج تفكير طويل عشان ما نتخذ قرار نندم عليه...
قام ابو محمد واقف وهو يستغفر ربه ... وقال : دامها درت !..بروح أشوفها !
بندر بقلق : لا تفجعها يمكن توّها ما درت ..يمكن ما فهمت اللي نحكي فيه..
تحرك ابوهم وطلع من المجلس ..ومحمد حط يديه الثنتين على جبهته ومررهم بشعره بصمت وضيق..
أما بندر تخوصر وهو يرفع راسه للسقف وينفخ خدوده عقب هالموقف المصيبة !!
قال بندر وهو يطالع محمد : محمد؟.. ما ودي اصدق بس كلام ابوي يوحي بانفصال وإلا أنا غلطان ؟!
ابتسم محمد بسخرية وهو يطالعه : أبوي ما قالها صراحة ..بس واضحة.. وتبي الجد عنده وجهة نظر منطقية بالموضوع..عمر مستقبله أظلم.. وش تتوقع مصيره... تتوقع يرجع للبيت وترجع الأمور طبيعية؟...يا بندر أقلها سجن سنين .. تظن أبوي بيرضى لشادن تعيش وهم وانتظار .. وهمْ يمكن ما يصير حقيقة!
بندر : انفصال انسوا ... أبوي لازم يلغي هالفكرة المجنونة ...هذا مو حل..
محمد ابتســم ونبرته تتغير : وتتوقع شادن بتسمح أصلاً !؟..
بندر ناظره وهو ساكت عارف إن شادن بتكسر الدنيا وتقلب الأرض... لو طروا حرف واحد من الموضوع !

محمد سند ظهره للصوفا : مارح تسمح أكيد.. بس أبوي ما ندري وشلون بيتعامل معها !
بندر بقلق : تتوقع يغصبها؟؟
محمد : مــو طبع أبــوي يا بندر.. مارح يغصبها على شي ما تبيه... لكن..
بندر : لكن ايش؟
محمد : ماني عارف وش بيسوي... إن شاء الله أعصابه تهدى الحين..
بندر : أنا بروح القسم تجي معي؟؟
قام محمد موافق : يلله يمكن نلقى أخبار تفيدنا عنه..


عند شادن... دخلت غرفتها وهي تنوح نياح غريب .. مو بكي طبيعي.. مو صياح طبيعي ..كانت شهقات مع آنااات متتالية ..وكأنها شايفه جني أو تعاني من نوبة نفسية غريبة ..!
قبل دقايق كانت واقفه عالباب تسمع الحوار اللي أدماها ...صوت ابوها..محاولة أخوانها للدفاع عنه... كان يدمي !
بس عند هالجملة ... " ما أتشرف فيه... ومن اليوم متبرّي منه ..بيتي يتعذّره... ماله عندي شي ! "..
هنا طلعت من وعيها .. وما قدرت تتحكم بأعصابها ..صارت فاقده الاتزان وهي تحاول تهرب لا تسمع أكثر من هالحكي اللي ينهي القلب والحياة اللي تعيش عشانها ..
وما قدرت تتراجع بهدوء وبسبب فقدان الاتزان والحالة اللي كانت عليها ضربت بالطاولة اللي وراها .. وشكلهم شافوها !!
قفلت باب غرفتها وانهار جسمها للأسفل وهي تكمل آنّاتها.. أنين يقتل خلايا القلب..مافيه دموع مجرد أنين !
على رغم إن عمر تركها ..وصدمهـــا بحقيقة إن فيه غيرها بحياته !!
إلا إنها للحين مو قادره تنسى ... مو قادره تكره ذرة وحدة منه... مو قادره..
للحين تعيش على وهم إنه يمكن يتذكرها .. يمكن يفكر فيها... يمكن يقلق عليها وهو بعيد.
للحين تعيش على وهم إنه ممكن يرجع عشانها !!!
هالوهـــم اللي يتأصل جواتها ومو قادره تتخلص منه !!

لازالت تأنّ بدوون دموع يوم وصلها الطرقْ على بابها ..وأبوها يناديها من ورا الباب ..
: شادن افتحي وانا ابوك !
ما قدرت توقّف أنين ..حالتها النفسية زادت تأزم صارت ما تقدر تسيطر على أفعالها..
وأبوها اللي وصله صوت الأنين المخيف دق الباب بقووة : افتحي وشبلاك ؟؟
ما ردّت وهي مو قادره تطلع من دائرة الأنين المرعب..
أبوها انفجع وخاااف... صار يهزّ الباب هزّ وصوته يعلى : افتحي وش بلاك ..افتحي بسم الله عليك !

بصعوبة وأنفاس مختنقة من الأنين الصعب..مدت يدها للمفتاح وهي قاعدة عالأرض..وفرّته باررتجاف !
فتح أبوها الباب بسرعة ..ولقاها بالارض ترجف والأنين مخلّي وجهها أحمر من اختناق !
هرع لها بسرعة وهو ينزل لها..وبدون ادراك حضنها وهي يسمي بالرحمن عليها ويقرا عليها الكرسي..وهي فاقده أبسط ادراك بحواسها..عيونها شاخصه والأنين صادر من قلب يتمزق داخلها..
ابوها بخووف بالغ : بسم الله عليك وش صار لك اهدي..
وشادن لسانها منشلّ..فقدت قدرة الكلام !..أحشائها الداخلية تصدر هالأنين اللي ذوّب أعصاب أبو محمد لآخر حد !
قام يناديها وهي ما ترد.. ومن الرعب عليها قام ينادي عياله بصراخ وهو يحس إنها فقدت عقلها كلياً...

محمد وبندر طلعوا الدرج ركض يوم سمعوا صوت أبوهم مرعوب...
شافوا شادن بحضنه بحالة يرثى له..وجهها يتحول لأزرق لأن الأنين حرمها أنفاسها وصارت ما تقدر ترد النفس حتى ،
صرخ محمد لأبوه اللي ما استوعب حالتها : مكتومة لا تضغط عليها !
ناظرها أبو محمد بخوف ولقاها مو واعية على شي... بندر ركض مثل الريح يجيب موية من الحمام ومحمد جلس جنبها بسررعة يحاول يهديها ..
محمد بألم وهو يسترجع إنها سمعتهم : اهدي شادن اهــدي عمر مافيه شي..!
ناظرت أخوها بضياع وشفاتها زرقاء ..ومحمد مسك وجهها بيديه الثنتين بقووة ..وقرّب عيونه من عيونها عشان تناظره ..وبنظراته الحااازمة : عمر مافيه شي..! ..اللي سمعتيه مو صدق !..طالعيني !
كان يظن ان حالتها بسبب الخبر...بس حالتها تجاوزت الخبر أساساً ونشأت من دمار تعيشــه بسببه !..وبسبب هجره ! وبسبب الألم اللي جاي بالطريق ومارح يرحمها !
محمد ضغط يديه على وجهها وهوو يكرر : اهدي..اهدي..اذكري الله وانا اخوك..اهدي..
جا بندر وبيده كاس موية..جلس هو الثاني جنبها بينما محمد ماسكها يحاكيها بهدوء وهي تناظر بعيونه بدون جواب...وبدا بندر ينثر الموية على وجهها وهو يسمي...بينما أبوهم يراقب ورعبه على شادن ما خف ، يطالع عياله ومنظر بنته المزري !
بندر يرشّ الموية وهو يناديها بالمقابل ويطمّنها : اهدي واسمعي...عمر مارح يصير له شي..عمر بيرجع وبنشوفه ..
شادن قامت تناظر محمد وأنينها يتراجع تدريجياً..يتخللها شهقات صغيرة يدل إنها تحاول تجمع الأكسجين لصدرها ..
محمد حضنها بهدوء يوم شاف وعيها يرجع لها : خلاص اهدي !

أخيراً اقترب ابو محمد منها من جديد وأعصابه ما عادت أعصابه : شادن يابوي !
مسح على شعرها وأردف : ما يصير اللي تسوينه وش اللي بلاك..؟؟

حاولت تحرك لسانها ما قدرت.. ثقله مُدمي !!... تدري إنه ما المفروض تسوي كذا بنفسها ...بس ليه ..ما يدرون إن اللي فيها مو بيدها ...هي مو حابّه حالتها وتبي تنتهي منها بأسرع وقت...بس اللي فيها أكبر من احتمالها..أكبر من سيطرة قلبها الضعيف!!.. اللي فيها أقوى من إنها تمنعه !!
اللي فيها... موت بطئ !
هي ما عادت هي....هي ببساطة حُطــام...حطام ينجمع كل يوم ..وكل يوم يتناثــر !!

ابو محمد وقلبه يتقطع على وضعها..لازم ينهي هالحالة..إذا اليوم وصلت لهالمرحلة...بكرة بتموت قدامه !!
رغم هذا سكت وما بغى يزيدها... محمد ناظر لأبوه بنظرات صامتة..ورجاه يأجّل الموضوع...وأبو محمد ما كان محتاج أحد ينبّهه ..من يوم دخل عليها بهالوضع ألغى فكرة الكلام معها !!..ماهو وقته !
مسكها محمد من يد ..وبندر من يدها الثانية يساعدونها عالوقوف لأنها كانت مرتخيه كلياً وحيلها مفقود !
مشوا معها للسرير ..وغطوها وهي سااكتة ودموعها بمحاجرها ..

أبو محمد طلع من الغرفة يوم شافها هدت... وبقوا محمد وبندر واقفين عندها..
دقايق وطلعوا ..
بندر بانزعاج : بروح أكلمه !
محمد بقلق : من تكلم؟.. عمر؟؟
بندر : ايه فيه غيره .. ما شفت وضعها...البنت مرعوبة ما توقّعت الخبر يسوي فيها كذا !
محمد : حاولنا نكلمه مافي فايدة..
بندر : بحاول يمكن يضبط معي !

راح بندر لغرفته يدوّر أرقام عمر القديمة ..لأنه حاول يتصل على رقمه الحالي ولقاه مغلق...
يبي يتصل مو عشان شادن بس...يبي يتصل عشان هو يتطمّن.. يتطمن على الأخو الصديق ، قلبه خايف عليه وماهو مستوعب اللي صاير لحد ألحين !
فتّش على أرقام عمر القديمة الموجودة عنده بمكتبه .. الأرقام اللي كان يغيّرها باستمرار واللي ألحين فهم أسباب ذاك التغيير المستمر.. عمر كان يغيّر أرقامه لأهداف أمانه الشخصي..
ما كان فاهم وقتها ليه ، بس ألحين استوعب وأدرك الموضوع !... وهالشي يلصق التهمة فيه اكثر واكثر !!
رجعت أفكاره لهالأرقام القديمة....قال لنفسه يمكن أحد هالأرقام للحين يشتغل معاه !
حاول بالأول.. ولقاه مغلق..
وحاول بالثاني ...نفس الشي..
الثالث .. برا الخدمة..
أما الرابع............... فتح معــاه !
تهلل وجهه وهو يركّز بالمكالمة والخط اللي يرن بالطرف الثاني ..!
ما وصلــه جواب...بس هو متأكد إن هذا واحد من أرقامه ..
تأمّل خير.. دام الخط مفتوح إن شاء الله هو بخير... وبيوصلون له !
وقبل يترك الجوال..كتب له رسالة يسأل عليـه وهو يأمّل نفسه إن صاحب الرقم عمر وبيرد عليه..!

::



♫ معزوفة حنين ♫ 09-10-12 06:15 AM

رد: لاتبكي ، للكاتبة : عيون القمر ..
 


في مــوسكو ..
مرّت أكثر من ساعتين وهم بنفس الشارع اللي ماله نهاية.. من محل لمحل ..
سحر وهي تدفع الباب الزجاجي طالعين من المحل السادس ..التفتت لـ وليد اللي استغل الساعة الثانية للتطفير فيها !!
قالت باستياء : ترا تعبت !.. وإنت مخك هنّق كل ما دخلنا شي قلت ما عجبني !
ابتسم على جنب ..وقال ببرود ويديه بجيوبه : أول محل عجبني.. لكن اللي عقبهم ماراقوا لي..
سحر : هذولا أحلى الأماكن اللي هنا..واضح إنك تبي تطفّر بي..
قال بدون اهتمام : خذينــي لمكان رايق ..الأخيرة مو ذوقي !
ضاقت عيونها وهي تناظر ابتسامته ..تحلف إنه يسوي كذا نذالة !
قالت بصيغة أمر مباشرة ..وهي تتكتّف : علمني ألحين وش اللي براسك سيد وليد !.. ساعتين واحنا نمشي وراضي باختياراتي بالبداية ..بس فجأة تغيّر مزاجك..وكل الأماكن مو عاجبتك !
قلب فمه يمين وشمال : غصب تعجبني؟
سحر : ايه غصب...لأني أنا القائد هنا !
ضحك وهو يلتفت عنها يناظر الناس بالساحة .. ورجع يطالعها عقب لحظة : ما قلت لك من قبل إن ذوقي صعب !
سحر : ما علي من ذوقك...
تركي بابتسامة : طيب بعطيك فرصة أخيرة ..
سحر ضحكت بسخرية : من تحسب نفسك ؟!.. تراك إنتْ صاحب الحاجة مو أنا..
ومشت عنه باتجاه مركز الساحة اللي يتوسطها تمثال تاريخي .. وقريب منه نوافير أرضية تطلع من فتحات صغيرة بالأرض..والأطفال حولها..وكثافة الناس زايدة هناك ، وفيها اماكن للجلوس والاستمتاع..!
جلست على مقعد طويل تريّح رجولها ..وتمتّع ناظرها بالمناظر وحركة الناس..طلّعت كاميرتها الصغيرة من الشنطة وجلست تحوس فيها.. خصوصاً إن الوقت يعتبر بعد الظهر والجو أفضل من أمس بسبب الشمس اللي ما تخفيها غيوم..!
جا تركي بخطواته البطيئة ذاتها..وجلس على نفس المقعد وبينهم فراغ ..
التفت عليها.. ولقاها مدنّقه لعدسة كاميرتها وعقدة بين حواجبها..تحاول تشغل نفسها فيها..
اعترف : اللي سويته عقاب !
رفعت راسها له وعيونها تسأل: عقاب؟... وليش ، وش سويت لك ؟!
ابتسم وهو يريّح ظهره وعيونه تروح للازعاج اللي حول النوافير الغريبة : .. انتي عارفه ليه !!..مو معناة إني ما سألت ..إني ما أدري يا آنسة !
خذت نفس عميق لصدرها ..وزفررته يوم عرفت إن يقصد تأثرها من مكالمة بسمة ..واللي حاولت تنساها طول الساعتين وحطّت كامل تركيزها بالمهمّة اللي وكّلها فيها...وبذلت جهدها عشان تساعده.. وفعلاً ..جت لحظات نست بسمة بسبب تطفيره..وتحوّل حنقها من بسمة ..لـ وليد !
لحظة !... عقدت حواجبها وهي تراجع حركاته وتعليقاته..!!
إلّا صحيح...كأنه كان يطفّرها عشان هالسبب..!

تركي ابتسم بدون لا يناظرها : فهمتي ليه العقاب !؟
ابتسمت لا شعورياً.. والتفتت تناظره وبعيونها لمعـة ..لمعة ذات معنى بامتنان من أعماق قلبها !!
ما لاحظ تركي بالبداية لأنه ما كان يناظرها.. بس يوم حس بسكوتها...التفت بهدوء ولقاها تناظره بعيون تلمع بلمعان ذات جرعة زايدة بشكل مخيف!..لمعان ذات معاني ، أكبرها امتنــان عميق من القلب !
سكت وعيونه بعيونها يقرأ هالامتنان الكبير اللي يزيد أضعاف..
زادت ابتسامتها الناعمة وهي تدنّق لكاميرتها تقطع تواصل العيون ..وهمست : صح أسلوبك حقير شوي...بس ..شُـكراً !

ما قال شي.. والتزم الصمت وهو يتأملها مدنقه ما تناظر فيه ، وتحاول تشغل نفسها بالكاميرا..
قال بعد لحظة بهدوء..عقب ما تجاوز ذيك اللمعة بعيونها : ..وش اللي قالته هالمرة ؟.. لك فترة ما اهتزّيتي ، اليوم أكيد قالت شي مختلف !
سحبت هواا عميق لصدرها وهي تقلب الكاميرا بين أصابعها ..وقالت بصوت يهدى : ..ماعرف ليه تأثّرت !
تركي ما اقتنــع : ما تعرفين؟؟
سحر بحزن يكتسيها : لسانها ما يخلي الواحد ينسى..يحسسك إنك فعلاً ولا شي.. ماعرف وش تبي مني وليش مصرّه تضايقني..مع إني أكذب عليها وأقول مارح أخليها بحالها بس أنا عارفه إني مارح أقرب من محمد من جديد !.. وهي الواضح إنها مارح تتركني قريب!
سكتت وصوتها يتحشرج !
وعلى اسم محمد ..صدّ تركي للأمام وهو متكتّف وحاط رجل على رجل !
قامت تناشق بحركة لا شعورية وهي تحاول تمنع الدمعة لا تظهر..تمنعها لا تتكوّن !
قال بعد لحظة بدون لا يطالعها : ..للحين تفكرين فيه؟؟
عضت شفتها السفلية بقوة تمنع الغصة... وفلتتها وهي تجاوب بدون لا تمسك نفسها : اللي أفكره أحياناً هو ليش سوّى كذا .. بس أبي أفهم ليش سوّى كذا.. هالسؤال اللي ماله جواب.. أكثر شي يعذب وليد إنك ما تدري عن الغلط اللي سويته.. كنت دايم أحس محمد يعاقبني.. وانا أحاول افهم أغلاطي...بس مافي فايدة..ولا أظن إني بفهم ،

كان يستمع بدون تعليق لتفريغ جديد لبقايا جرح ما اندمل للحين ..!
من ناحيته هو..يدري عن السبب اللي خلا محمد يتركها...كلام بندر مرّة وضّح له الأمور .. بس الكلام في الموضوع وتوضيح الأمور لها ..مارح يفيده بشي ..!
ابتسم والتفت لها .. : ناظريني يا آنسة !
رفعت راسها وعيونها المتألمة تلمع... مافيها دموع...فقط تعابير مغلّفة بحزن لابدّ منه !
تركي تابع وعيونه بوسط عيونها استعداد للكلمة اللي بيقولها : ...اعتبريني محمد !
ناظرته بصدمة كاسحة ..ما استوعبت شي بالبداية ..وعيونها طايره فيه !!
كتم ضحكته من هالتعابير المصدومة ..وزين ما جتها سكتة قلبية من جملته !
سحر بارتباك : وشو؟؟؟؟
تركي بابتسامة جانبية : اللي أقصده...اعتبريني محمد.. وفرّغي اللي بقلبك..اشتميه اضربيه..سوي اللي تبين..واضح اللي فيك حرّة وما طلعت...أنا أعطيك الفرصة.. !

انخرست وهي تتخيل نفسها تصرخ عليه وتطقـه..أصلاً فكرة إنها تتخيله محمد مو ضابطه !..
مافيه أي وجه تشابه!
وليد مجنون !!..وأفكاره مجنونة !!
وكل يوم يفاجئها بشي مو على البال !!
قالت بسرعة وهي ترمي عيونها بعيد : ما أبي !!
ضحك وهو يقرأ ردة فعلها : .. تراك صرختي بوجهي مرات ..وضربتيني مرة.. ماهو شي جديد !

ناظرته وتعابيرها متلخبطة وهي تحاول تسترجع المرات اللي صرخت بوجهها فيه ..
وسبقها وهو يردف ، قبل تجمع ذكرى وحدة بمخها : تبيني أذكّرك متى صرختي علي يا آنسة ؟!!
وغمز بعين وحدة وهو يرفع راسه للسما يجيبها وحدة وحدة : آخر المرات.. خشمي كان بينكسر منك..وقبلها بالمستشفى يوم مرضتي وطلبتي مني أجيب لك غرض...وما يهون عند المسبح في عز الليل بالبيت...وبعد..(سحر تتذكر كل ذكرى وهي ساكتة ) ... أتذكّر بالبر.. عند سيارتي يوم ألقى حضرتك ماخذتها غرفة نوم... وقبلها عند الجبل..(تغيّرت نبرته لأنه كان ناوي على نية شيطانية ذاك اليوم ) ..يوم كنا بنموت أنا وإنتي ذاك اليوم ..!
يا الله ..قامت تسترجعها وحدة وحدة ..!
ناظرته وهي ترمش بسرعة : تتذكر؟؟؟
ابتسم بجانبية وعيونه تضيق : وشلون ما أتذكر !
سحر قالت بسرعة تدافع عن نفسها : أغلب ذيك المواقف إنت كنت منرفزني ومسوي فيها !!

ناظرها وعيونه تلمع بسخرية : تنكرين إني كنت مثال للأدب والأخلاق معك.. ؟
سحر بسرعة : إنت كنت منرفزني وتستاهلْ !!
فتح عيونه على وسعها : أستاهل !!
سحر بسرعة : ايييه..!
وقامت واقفه بسرعة وهي تتحرك بعيد...الغريب إن الذكريات والمواقف اللي ذكرها ..جلب معها احساسها بذيك المواقف !!
كانت بذيك الفترة .. تتعامل معه من واقع إنها تحس بشي مجهول حوله.. شعور مو مفهوم من الشك يثيرها حول شخصيته !!...بس ألحين ..!
فقدت هالشعور ... وكأنه تلاشى مع اقترابها له.. ومعرفته أكثر من قبل !

تركي تابعها وهي تتحرك بعيد ..وقفت عند النوافير الأرضية تتأمل الأطفال الكثر اللي يلعبون سوى وأهاليهم حولهم..
وش فيها !؟!
يكون حسّت بشي من الشكوك من جديد !!
عقد حواجبه بجدية وهو يدري إنه مو وقتــه !!
لو درى إنه الكلام بيأثّر فيها كذا...ما جاب له طاري..!

قام واقف واقترب منها .. وبهدوء : بدل ما تقولين آسفة لهالفقير!...تقولين أستاهل !
التفتت عليه مارح تتنازل : إيه كنت تستاهل !!
ابتســم غصب ، وهي صدّت عنه : طيب تراني كنت أسولف...مو زعلان منك!.. دامك صرتي زينة معي ما شلت بخاطري ..
سحر تحركت بغرور عفوي : ما كان يهمني زعلك حتى لو زعلت ..!

راحت لجهة فيها أشجار مليانه ناس تتظلل تحتهــا..وذاك المكان معروف إنه تكثر فيه اللقاءات الحميمــة وسحر بلحظة نست هالنقطة وهي تمشي..
أول ما وصلت ناوية تجلس...شهقت يوم طاحت عينها على اثنين شقر كانوا متخفّين خلف شجرة ، وعايشين جوّهم بعمق... جا تركي جنبها وهو مستغرب من اختيارها لهالمكان .. استدرات بسرعة ووجهها أحمر وهي تمشي بسرعة غرريبة..شوي وتهرووول !
تركي ما فهم شفيها ، إلا يوم شاف الاثنين بحالة عميقــة مو حاسين بأحد حولهم ..!
رمش بعيونه مو مستوعب باللحظة الأولى..
ثم ، كتم ضحكته وهو يتراجع بهدوء عن المكان...وتحرك باقتفاء لآثرها..

سحر راحت وسط الزحمة عشان تختفي ..ووجهها أحمررر ..صحيح تشوف هالمناظر كثير بالشوارع بس هالاثنين وجع يوجعهم ..!!.. لو كانت لحالها عادي بس معها وليد ..وأكيد شافهم !!
اختارت أكثر بقعة مزحومة وغاصــت فيها.. ما تبي تشوف وليد.. ولا تبيه يلقاها !
هي بنت والخجل من طبايعها... ووليد رجّال حتى لو ما كان يعتبرها غير إخته الصغيرة!!..وحتى لو ما كانت تعتبره غير صديق !
الارتباك اللي فيها كان نابع من خجل... مارح تقدر تحط عينها بعيونه إذا كان شافهم !!

جلست على مقعد كانوا جالسين عليه حرمتين عجوزات ، التجاعيد بوجههم ويسولفون مع بعض..وقامت تفرك يدينها ببعض من المنظر اللي ما قدرت تشيله من بالها ..!
الله ياخذ إبليس!.. أنا وشلون نسيت ورحت هناك !
زحمة الناس حولها بكل مكان ، وهالشي ساعدها ما تشوف وليد.. ولا وليد يشوفها ..!

انتبهت لها وحدة من العجوزات وهي تلتفت يمين وشمال وكأنها خايفه تشوف أحد..
وسألتها بالروسي : مابكِ يا صغيرة؟
التفتت سحر لها..وابتسمت بهدوء : لا شيء يا جدة..
العجوز باهتمام : هل هناك أحد يلاحقكِ ؟
سحر بارتباك : ها...لا.. لا شيء..
العجوز الثانية وعيونها تتمقّل فيها : تبدين خائفة !
ابتسمت سحر ، هي مو خايفه ، إلا بتموت من الاحراج موقف سخيف ومو وقته : أنا بخير لا تشغلا بالكما..
العجوز الأولى : هل تنتظرين أحداً ؟ أم ضائعة؟؟
ابتسمت سحر وكذبت ببراءة : أنتظر أحداً لستُ ضائعة..
ابتسمت الجدة الأولى بحنية... والثانية اللي يقدّر عمرها بـ 70 سنة قامت على حيلها مع ظهرها المنحني شوي ..التفتت لصاحبتها تسألها عن نوع الفطيرة اللي تبيها واللي ناوية تشتريها من الكشك القريب منهم !
راحت ، وظلّت سحر جالسه لدقايق تحتمي بالزحمة ..تكسب الوقت لما يروح تأثير الموقف ..!
ما تبي هالنوع من الاحراجات مع وليد.. ولا تبي هالنوع من الحواجز... تبيه مجرد صديق..صديق يهتم يساعدها لا أكثر!!
ولا تبي أي نوع من المشاعر اللي عاشتها مع محمد... ما تبي تجربة ثانية ..ولا رح تفكر بمغامرة ثانية بيوم !!

تركي وقف قريب من الكشـك اللي واقف عليه صف قليل من الناس عشان يشترون من فطائره ، عقد حواجبه بجدية يوم ما شافها...خمس دقايق مضت والبنت اختفــت !
قام يتلفّت بالساحة الكبيرة للغاية والزحمة اللي تزداد بسبب الجو اللي فقد شي من برودته الصاقعة بفضل الشمس وغياب الغيم !
راحت عيونه للمقعد اللي كانوا جالسين عليه...لقا ناس ثانية جالسة هناك واحد وزوجته ومعهم ولدهم..
التفت ناحية النوافير والزحمة اللي عندها...وما لمحها..
كان فاهم سبب حركتها وهروبها...بس ما توقّع لهالدرجة !
المفروض تكون متعوّده ، يا كثرهم بالشوارع !

جت العجوز بخطواتها البطيئة وانحناء ظهرها عشان تاخذ الدور عند الكشك...بينما تركي طلّع جواله يحاول يتصل فيها...ومثل ما توقّع مـــا ردّت عليه !
ابتسم بدون شعور ابتسامة نذالة......طيّب يا سحر طيّب !
وين بتروحين من وليد !!
أرسل لها رسالة وهو عاض على طرف لسانه...بنذالة أصيلة ..

عند سحر اللي كانت متعمّده ما ترد عليه..
فتحت الجوال يوم وصلتها رسالة ...شهقت شهقة خلّت النار تصهرها !!
حقدت عليه وعلى حركته اللي واضح إنها نذالة وتطفير ..!

" اطلعي من مكانك وبلاش الأفكار اللي في راسك.. فاهم سبب نحشتك ترا "

نزّلت الجوال ووجهها ينقلب احمر...شرير والله شرير ليش يسوي كذا !!
الله ياخذ ابليس ..شكلي برجع البيت قبله !! ...مافيني !

عند تركي اللي انتظرها ترد عليه...بس ما ردّت !
جواته ضحكة ما طلعت الودّ ودّه يشوف وجهها باللحظة اللي تقراها...
نشوف يا سحر النهاية معك !
مالك خلاص !
قام يلتفت يمين وشمال يبحث عنها من جديد..بنفس طريقة سحر قبل شوي ..وهالشي نبّه العجوز اللي واقفه قريب له !
وبسبب هيئته الأجنبية عنها وملامحه السمرا ، شكّت إنه قد يكون له علاقة بالبنت المحجّبة اللي قبل شوي ..
قالت بصوت مضغوط بفعل الزمن والسنين ..بالروسي : عن ماذا تبحث يا بنيّ؟
انتبه تركي إنها تحاكيه... ناظرها وما فهم لغتها مع إنه أثرى حصيلته ببعض الكلمات بس ما يقدر يستخدم لغتهم للحين !
العجوز قامت تأشر له لأنها هي الثانية ما تحكي انجليزي ..
اقترب منها بابتسامة وهي تناظره من تحت بسبب قصرها .. قال بالانجليزي يمكن تفهم : أتريدين شيئاً؟؟
العجوز قامت تأشّر لمكان معيّن بعيد عنهم والحركة فيه عارمة ناس رايحة وجاية ..
تركي عقد حواجبه وما فهم .. التفت لذيك الجهة وما شاف شي يلفت النظر ..
رجع يناظرها : ماذا ؟
العجوز كانت تحاول توصّل له فكرة إن فيه بنت تنتظر أحد ..ويمكن يكون هو اللي تنتظره بس ضايع ومو عارف المكان !
تركي قام يركّز في حركات العجوز اللي تحاول توصف بكلمات روسية ، وهو يعفط وجهه مع حركاتها الغريبة لعلّه يفهم شي !
العجوز فقدت الأمل إنه يفهم .. أشارت له ينتظرها لين تشتري وبعدين بتدلّه..
مسكت يده من كُم جكيته الطويل عشان ما يبعد بحركة عفوية ..وسحبته معها وهي تعرج بفعل السنين..رفع حواجبه باستغراب وهو يمشي معها مو مستوعب !

سحر تناظر بجوالها وقلبها اللي هدى من ضخ الدم بالبداية... رسالة وليد أثارت الدم بعروقها من جديد !
سحر بحنق .. مارح أسمح له يثير أعصابي ببساطة !!
مارح أخلّيه يستغل هالموقف عشان يعيش دور نذالته !
رفعت راسها بالصدفة ، ولقت قدامها مباشرة على بعد امتار قليلة العجوز الثانية واقفه ، وتركي جنبها وهي ماسكه معصمه من فوق الكم، تأشر عليها بيدها وهي تتكلم وكأنها تقول هذي ضالتك ، بينما تركي ساكت وعيونه عليها..على سحر..وابتسامة جانبية خفيييفة بالكاد تنشاف ..
سحر قامت ترمش بسرعة وهي تنزّل عيونها لحضنها ، بحركة لا شعورية وكرهت نفسها عقب لحظة يوم أدركت انها هربت بعيونها !!
وش بيحسّب الحين !!
مستحية منه؟؟
مارح أخليه ياخذ فكرة غلط !!

راحت العجوزة تعطي صاحبتها كيس الفطائر اللي شرتها ..بينما تبتسم لسحر وتقول بالروسي : هذا صاحبكِ الذي تبحثين عنه؟؟
سحر استنكرت الكلمة....بس تركي مــا فهم..وكفاه وجه سحر اللي تغيّر عشان يفهم المضمون !
وبسرعة تعدّل الفكرة : ليس بصاحبي !.. إنه مجرد خادم يعمل لديّ..!
ابتسمت العجوز الأولى وهي تحط يدها على كتفها : أووه.. خرج معكِ كي يحرسكِ ..كم هذا لطيف !
ناظرتها سحر بعيون مكشرة ومستنــكرة من هالنبرة الحالمة ..ثم ناظرت بـ تركي من جديد وهي تلبس قناع الهدوء وتشوف التعابير على وجهه !... كان يطالعهم بهدووء بس عيونه رايقه !
أحسن شي إنه ما يفهم روسي ...ولا وش بيخلّصها من تعليقه وكلامه لو فهم هالعجوز!
سحر بهدوء تحاول تفهّمها ، وبالروسي : لا يحرسني ..إنه خادم ألا تفهمين يا جدة !
قالت العجوزة الثانية اللي جابته : لقد بدا قلقاً قبل قليل وهو يبحث عنكِ..
سحر ناظرت تركي باستنكار...قال قلق قال !!
وقامت واقفه تودّعهم وتنهي الكلام : عمتما مساءً.. مع السلامة ..
ودّعوها وعيونهم تتأمل تركي بابتسامات حنونة .. ،

مشت سحر بسكوت ..وتركي دخّل يديه بجيوب جكيته من جديد وهو يتحرك وراها..
قال بدون مقدمات : وش قلتي لهم عني !؟
سحر بصوت جامد : مو شي..مو شغلك !

وسّع خطوته أكثر وبخطوتين وصلها وتعدّاها...وقف قدامها وذات الابتسامة الجانبية اللي تحمل مغزى على فمه ..
وقّفت لا تدعم فيه وهي تناظره بعيون معصبة ..
تركي : ..المفروض أنا اللي أعصب مو إنتي.. كبّرتي الموقف وهو ما يستاهل.. على بالي متعوّده على هالمناظر ..وش أقول أنا يالفقير المسكين اللي ما تعدّى ديرته !!
قبّ وجهها من جديد وهي تحذره يقفّل الموضوع ..
سحر : اسكت !
تركي بنبرة ساخـــرة للغاية وعيونه بعيونها : قلت لك شيلي أفكارك الغريبة من راسك... إنتي مو ذوقي فارتاحي مارح أفكر فيك يوم بذاك الشكل... خلينا كذا حلوين !

وجججع يوجع عدوانه !!
أي أفكار غريبة يقول عنها !!... وش يظن نفسه !!
سحر وهي فاهمه إنه يستقصصصد يحرق أعصابها : أحسسسسسن ... يكون أريح لي.. لأني مارح أفكر بواحد نذل مثلك!!
وتحركت وهي جد معصصبة منه ..وأعصابها منصهره من تلميحاته !!
يستغل اللحظة عشان يطفّر بها كالعادة !!
مارح تسمح !!

لحقها تركي وهو مبتسم : انسي السالفة تراني نسيتها من وقتها.. والحين خلينا نروح نتغدى ونعيّن من الله خير.. هالفقير جوعان ..
ناظرته بعيون معصبــة ..واصطدمت بابتسامة ناعمة على فمه بمحاولة لامتصاص غضبها ..
حاكت نفسها دامه نساه الأفضل تنساه بعد...لأن اذا عطته أكبر من حجمه بيخلق حواجز من ذاك النوع وهي ما تبي..!
تبي الوضع الحالي يظل مثل ماهو... ووليد مارح يكون بيوم جزء من ذيك الأفكار !
اكتفت مغامرات عاطفية .. ومن يوم سافرت وجت هنا..وهي متّخذه قرار تقفل قلبها بمفتاح...وتكمّل حياتها بدون آلام مميتة جديدة !
تركي اقترب منها : ها ..وين نروح يا آنسة ..؟
سحر رفعت عينها : نرجع البيت نتغدا ؟؟
تركي رفض : لا ...لا تنسين إنك للحين ما خلصتي المهمة اللي وكّلتها لك... خلينا نتغدا ..وعقب نكمل ..
تنهّدت باستسلام... وتحّركت تدوّر أحد المطاعم المعروفة بالمنطقة .. واختارت مطعم ايطالي راقي يطلّ على الساحة مباشرة وكانت واثقه إنه بيروق له..!

مرت نص ساعة وهم جالسين بالدور الثاني اللي يمتاز بمساحاته وكثرة الناس والطاولات فيه.. جلسوا على طاولة جنب نوافذه الزجاجية ..وصل طلبهم وسحر ابتدت تاكل بدون ما تتبادل معه كلمة وحدة...وهو بالمقابل كأنه ماخذ فترة استراحة من الكلام لأنه كان ياكل وهو ساكت ما يطالعها ولا يتكلم معها... والحال صار هدوء بشكل مفاجيء..
استوعبت إنهم أول مرة ياكلون وجبة لحالهم...بالفيلا صوفيا عادة معهم...وبشكل أدقّ هنا ما يُعتبرون لحالهم لأن الناس حولهم...بس يكفي إنهم على طاولة وحدة.. من دون طرف ثالث !!
ما عجبها الوضع بالبداية ..وبدت تحس بغرابة بالموضوع !!
وبسبب هالغرابة ما رفعت عينها عن صحنها..وإذا رفعتها فهي ترفعها ناحية المنظر عبر الزجاج اللي جنبهم..
ما حاولت تناظر في وليد وهو ياكل أبداً... ودامه ساكت الواضح إنه هو بعد مستنكر ..وحاس بهذي الغرابة !

مرّت دقايق وانتهت من صحنها بأسرع وقت..وأخيراً رفعت عيونها لـ تركي اللي كان شارد الذهن وهو ماسك شوكته وصحنه لازال فيه سباغيتي.. ومتوقّف عن الأكل من مدة ..
سحر وهي حاسه بغرابة تزيد..قالت تقطع هالشعور : أنا بروح أغسل لما تخلص..
ما قال شي..
وهي حطّت المنديل القماشي اللي كان موجود على فخذها فوق الطاولة..وقامت وهي تدفع الكرسي على ورا عشان تقطع الجو ، واللي زاده وليــد غرابـة بصمته وهدوءه !

صار لحاله..رمى الشوكة بوسط الصحن.. واكتفى باللي كلاه للحين !
ما حكى معها وهم ياكلون لأنه احتاج للحظة هدوء .. هدوء من أفكاره ..! ..أفكاره اللي تتضارب وسط مخه..
الجو بالمطعم خلاه يهدى لا إرادياً ولقى نفسه يشاركها الوجبة على طاولة وحدة.. !
تطوّر جديد بالنسبة لـ وليد !

رجعت سحر عقب دقايق .. وقفت وهي تشوفه يطالع من الزجاج وعقدة حواجبه بارزة..والشرود نفسه !!
يكون تعب من المشي !!
سحر : وليد !
التفت عليها وعقدة حواجبه نفسها..
سحر لاحظت هالسكون اللي هو فيه : يلله نطلع..
تركي بأمر : اجلسي.. مافيني أمشي..
رفعت حواجبها استغراب وهي تشوفه يطالع عبر الزجاج مرة ثانية متجاهل وقوفها..
سحر بتساؤل : تعبت ؟؟..(ضحكت تقهره) .. يا حرام !.. طلعت ضعيف ومافيك صبر... وكسبت أنا التحدي !
رمى عليها نظرة من زاوية عينه تلمع وعيد ... وبصوت متوعّد : ضعيف؟!
قوّت قلبها خصوصاً إن نبرته تغيّرت : إيه ضعيف وأنا قلت لك مارح تتحمل مشوار واحد معي.. واضح الانهيار عليك للأسف !
ضاقت عيونه : قلت اجلسي!.. لا تكثرين حكي !
سحر : مارح أجلس...يا إما تقوم ألحين..يا إما أرجع للبيت وكمّل المهمة لحالك !
رفع حاجب يوم لاحظ عنادها ، وما جادل ..!
قال وعيونه تتوعّد : بروح أدفع الحساب..
ابتسمت يوم شافت ملامحه معصبة...وحست بشي من النشوة !

طلعت برا قبله ..ولحقها وهو يدخّل بوكه في جيبه ..
سحر وهي تتلفّت : الحين وين نروح؟؟

تركي بشكل مفاجئ : أبي شاهي أخضر !
ناظرته باستغراب : وشو؟؟؟
تركي باستقعــادْ : أبي شاهي أخضر أقولك.. هالمطعم أكله ثقيل ما قدرت أكمله..اختيار سيء للأسف!
سحر بحمـــق : هذا أحسن مطعم ايطالي هنا !
تركي بحاجب مرفوع ، ونظراته صقيع : اختيار سيء ولا تفكرين تجيبيني هنا مرة ثانية !
عصبت عليه : مين قال اني بجيبك لغيره أساساً.. الشرهه على اللي تدوّر الزين عشانك !
تركي : المهم ...دبري لي شاهي أخضر.. ماني متحرّك من هنا ومارح تكمّلين المهمة قبل تجيبين لي شاهي أخضر..

سحر بدهشــة : من وين أجيب لك شاهي أخضر !.. تستهبل علي !!
تركي : دبّري حالك ..
وراح وجلس على مقعد قريب وحط رجل على رجل..بمعنى إني بنتظر هنا لما تجيبينه !
سحر طلع براسها قرون ...ما صارت تساعده صارت خدّامتـــه !!
دامه ماخذها استقعادْ.. بتشوف مين اللي بيعطيه الفرصة !
راحت له وهي تضرب خطواتها بالأرض ..وقفت قدامه وقبضة يديها تنشدّ من هالجوْ اللي يدخلها فيه بالقوة.. صاير يتحكم بانفعالاتها بأبسط طريقة ..بس ماااااااااااارح تسمح له !!
سحر : وليد !
مارفع راسه وعيونه تناظر بجواله..مدنق لدرجة ان نص وجهه مخفي بوسط ياقة جكيته : اذا جبتي الشاهي كلميني !
سحر : مارح أجيب شي...الحين قوم نروح فيه محل قريب بنلقى فيه كل شي باقي..
تركي يضغط بجواله : مارح أعيد ..
سحر : مافيه شاهي اخضر هنا ..اذا رجعنا الفيلا بقول لـ صوفيا تصلح لك ..
رفع عيونه يطالعها بجدية..ورجع يطقطق بجواله مو معبّرها !
سحر كررت : مافيه هنا... من وين أجيب !
تركي : ماهيب مشكلتي !

يا الله !!..
ليتها ما تتريقت عليه فوق !!...بيطلّع حرة الكلمة من عيونها !!
تحرّكت بعيد عنه وهي تدوّر احد يبيع مشروبات.. طيب يا وليد طييييب ..والله بعلمك وشلون تستقعد!!
أبعدت عنه وهي تتذكر ان فيه كشك يبيع مشروبات غريبة.. وعليه اقبال من فئة معينة من الشباب..
شافته من بعييد ..وركضت هناك بسرعة وكان خالي ما عليه زحمة..
قالت بقهر لصاحب الكشك : أريد أكثر مشروبٍ مرّ لديك ! أريده كالعلقم لا أريد سكر..
طالعها الشاب باستغراب من الحمق بعيونها : لديّ هذه القائمة اختاري منها..
سحر ما تفهم اسماءها لأنها غريبة... ماهيب عصيرات طبيعية ولا اشياء ساخنة معروفة...
سحر : أريد أكثر مشروبٍ ليــس عليه طلب !
ابتسم على طلبها الغريب واللي يدل على غاية غريبة : .. تريدين أكثر مشروب غير مطلوب ؟!
سحر : أجل.. أعطني واحد..
الشاب : إنه مشروب بارد ..أتودينه؟
سحر : لا بأس..
الشاب : ولكن هذا النوع لا يُشرب في هذا الطقس البارد..
سحر : لا عليك..اعطني واحداً فقط..
دقيقة وسواه لها ..وعطاها اياه ..دفعت له ومشت ناحية وليد اللي لازال جالس بمكانه..مركّب سماعات بإذنه ومغمض عيونه وهو رامي راسه للخلف باسترخاء..
وصلت له : ولييييييد !
فتح عيونه وناظرها بهدوء...
مدّت له الكاس : شاهي أخضر !
ضيّق نظراته وهو حاس إنها تكذب : توّك تقولين محد يبيع...سبحان الله طلّعتيه من تحت الأرض!
عضت شفتها بقهر : تبيه ولا أروح أكبه !!؟
مد يده وعيونه تحكي شكوكه بالموضوع..اخذ الكاس ولمس برودته ..
رفع عيونه بسخرية : المرة الجاية لو بتلعبين علي..جيبي شي حار ممكن تنطلي اللعبة... مهوب حركة غبية مثل هذي..

كانت بتردّ على مسخرته...لكن جاهم صوت قاطعهم وهو ينادي من بعيد..صوت مألوف ينادي اسمها من بين ضجيج الناس ..
- سحـــــر !
التفتت بسرعة ناحية الصوت اللي تعرفــه !.. وتركي التفت معها وهو عاقد حواجبه ناحية اللي ينادي ..
تهلل وجهها بشوفة يزيد من بعيد... كان واقف مع ثلاثة من أصحابه ويأشر لها من بعيد !
ابتسمت بوسع وجهها ..ولقت نفسها تمشي بسرعة له..وهو يمشي ناحيتها ..
وتركي يراقب وهو جالس مكانة وعقدة حواجبه تزيد تعقيد !
هذا صديقها ؟

سحر بضحكة : شووفتك تردّ روحي تدررررري !
وصل عندها وهو يضحك ..وعطاها بكس خفيف فرّ وجهها بطريقة عفوية..وهو يضحك : أنا أشهد انها ترد روحي بعد !
سحر وبهجة تملا صدرها : شخبارك مع الامتحانات اللي قلت لي عنها ؟؟
تنهّد بتعب : توني طالع من الجامعة... وجيت مع الشباب ناوين نتغدى...
التفتت للثلاثة اللي كانوا واقفين وراه ..ويطالعونهم بابتسامة ويتبادلون أطراف الحديث وكأنهم يعلقون عليهم ..!
قال يزيد : وش رايك أعزمك؟
سحر ابتسمت : لا شكراً...تغديت وخلصت !
يزيد بتساؤل : لحالك؟..جيتي هنا بروحك؟
سحر : لا مو لحالي ..جيت هنا عندي شغلة أسويها..

حسّوا باقتراب شخص منهم ..التفت يزيد وطاحت عينه على واحد طويل..عريض المنكبين..ملامحه جادّة يقترب منهم ويعطيه من 27 الى 28 سنة ..
سحر ابتسمت : يزيد هذا وليد؟؟
رفع يزيد حواجبه بتساؤل عفوي..وناظر في اللي اسمه وليد بنظرات متفحّصة..
تركي بالمقابل ..وقف بمستوى سحر وعيونه تقيّم هالولد من فوق لتحت..
يقيّم شكله...ستايله...اٍسلوبه..حتى طريقة كلامه ..!
هذا اللي قالت عنه الشقرا... يطيح بمشاكل !!

يزيد ناظر بـ سحر والتساؤل بعيونه ..عن حقيقة هالرجال اللي أول مرة يشوفه .!
سحر ابتسمت تجاوبه : يشتغل عند أبوي .. ( التفتت لـ تركي تخاطبه ) .. وليد هذا يزيــد..أبوه كان زميل أبوي بالسفارة وبيننا معرفة قديمة ..!
تركي بنبرة هادية فيها لمحة برود خفييية : هلا.. تشرفت !
ابتسم يزيد ببشاشة وهو يمدّ يده عشان يصافح ...سحب تركي يده من جيب جكيته ..ومد يده يصافحه وعيونه ما نزلت عنه ولا وقّفت تقييم !
يزيد باستفسار : غريبة ما قلتي لي عنه؟؟
سحر رفعت كتوفها ..ماتدري شلون ما قالت له بس تذكر إنه ما جت فرصة ولا كان فيه مناسبة تستدعي !
وقالت : ما جا على بالي أقولك.. ما كان في مناسبة..
يزيد التفت لتركي اللي كان يحدّق فيه بعمق..ورجع لسحر يردف : قلتي لي يشتغل مع عمي مساعد؟؟
ابتسمت : ايه..
يزيد التفت على اصحابه اللي قاموا ينادونه عشان يروحون يتغدّون..ورجع لسحر : مضطر أمشي ألحين..أشوفك قريب..
سحر بابتسامة : ان شاء الله..
يزيد وهو يوجّه اصبعه عليها مثل المسدس : ما انتهينا !.. لازم أشوفك..
سحر بضحكة : طيب..
يزيد يضحك: يلله سلام..
راح مع أصحابه الثلاثة وصوت ضحكهم وسوالفهم توصل لعندها ..

تنهّدت وهي تراقبه : عسل هالولد !
التفت لها تركي بنظرات جامدة..لقاها شاردة بأثر يزيد وابتسامة ناعمة على فمها..!
سأل : كم عمره؟؟
سحر : بعمري تقريباً أو أكبر من بشوي ..21 سنة ..
تركي بسخرية : أعطيه 17 سنة مع شكله !
ناظرته على جنب يوم حست انه ينتقده : .. كأنه مو عاجبك!
تركي مشى تاركها : ماهوب شغلك !
تحركت سحر وراه : هالولد عسل لا يغرّك شكله وستايله...قلبه ذهب !
التفت عليها وبعيونه جليد : الولد قاصر للحين ومافيه ذرة مرجلــة !
وقفت وكلمته عصصبت فيها لآخر حد !!
سحر : يزيد صديق وعزيز ترا ما أرضى عليه.. توّك ما عرفته وتقول عنه كذا !
تركي : هذا رايي وأنا حر فيه..
سحر : مارح أناقشك لأنك من الصبح وانت تبي تطفّر بأعصابي...
غيّرت الموضوع عقب ما شافت الساعة : باقي ساعة عالمساء.. بروح للمحل اللي قلت لك عليه ..

::



♫ معزوفة حنين ♫ 09-10-12 06:15 AM

رد: لاتبكي ، للكاتبة : عيون القمر ..
 


كان الوقت قريب الفجر .. في الهجــرة النائية اللي لجأ لها..
فتح عيونه بشكل مفاجئ وهو يلتقط انفاسه بوسط الظلمة ، من كابوس جديد داهمه !
هالأيام.. لياليه كوابيس ما خفّت..
رفع جسمه من مفرش الأرض اللي نايم عليه..وسند ظهره للجدار وهو يفرك شعره المنعفس !
مع إن هالمكان وهالبيت الصغير مريح نفسياً ، ومن يوم حط راسه نام باستغراق من التعب.. إلا إنه الراحة مو كاملة !

قام واقف بيطلع من هالغرفة الصغيرة ..تجاوزها وهو يفرك شعره وخطواته تتسحب بالأرض..
طاحت عينه على الشايب مصلح...جالس عند منقد النار يصلّح في دلته..
استغرب من قعدته هالوقت ..
مصلح ابتسم بطيبة يوم شافه : صبحك الله بالخير.. عساك ارتحت يا عابر السبيل !
اقترب عمر ..وهو يفرك عيونه بنعاس : صبحك الله بالنور..الحمدلله ..
(وأردف) : وش مصحيك يا عم الحين؟
مصلح : صحيت للصلاة...صلّ ياولدي وتعال تقهوى..ترا قهوة الفجرية ما مثلها بهالدنيا..
ابتسم عمر بتعب ... يا حليله ..
ماله هم يعكّر عليه هالفجرية الحلوة.. همّه قهوته ..
وبصوت خاافت مبحوح : بصلي وبجيك ..

جلس مصلح يجهز الدلال وبعض أغراض الفطور اللي جابها من بقالته يوم طلع يصلّي..
رجع عمر بعد دقايق ..وجلس جنبه وهو يراقبه يشتغل يشيل دلّة ويحط ثانية بدالها ..
أسند ظهره للجدار ينتظر مصلح ينتهي... ورفع جواله اللي جابه من الغرفة يفتّش فيه..
لاحظ وجود رسالة جديدة... عقد حواجبه بتساؤل عن المرسل لأنه حالياً يستخدم واحد من أرقامه القديمة اللي استخدمها فترة ضئيلة..ووقفها..
مو أي أحد يدري إن هالرقم شغال!.. حالياً هو الوحيد وما رجّعه إلا البارح !
فتح الرسالة وهو متوجّس .. والمفاجأة إنها كانت من بندر ..
ابتسم لا شعورياً... ما طال استغرابه لأن بندر يملك أرقامه كلها من كثر ما كان يتصل عليه ويتواصل معه أيام استقراره بالشرقية ..!
قرأ الرسالة اللي يسأل فيها عن أحواله ويطلب منه يرجع بأسرع وقت ممكن ..والأهم مطالبته إنه يرد على رسالته ويكلّمه..
تنهّد عمر وهو يفكّر برجعته ..!
هو إذا رجع...بيرجع عشان شي واحد...ولهدف واحد ..عشان يفكّ هالتعقيد.. التعقيد اللي بحياته الشخصية ! ، اما التعقيد بحياته العملية هذي يتولّاها الوقت..وهو بيتولّاها ...لكن قبل.. الأولويــة إنه يشوف اللي ذبحته بكوابيسها ..!!
ذبحته بمشاعرها اللي مثل الطوفان ومو قادر يوقف قدامه !

وصله صوت مصلح : اقدع تقهو ..
فتح عيونه المغمضة ورفع راسه من الجدار...والتقط الفنجال بصمت .. بدا يشاركه القهوة ومصلح يحاول يسولف .. وعمر ماخذ دوره المعتاد..الصمت .. وأفكاره لا شعوريا تنحرف عن عالم مصلح وسواليفه.. لـ عالم أبعد!
وان تفاعل مع مصلح..تفاعل مع بابتسامة عابرة وصغيرة... وكلمة إن كثّر !

عقب فطورهم ..رفع مصلح راسه لـ عمر اللي كان واضح عليه إنه شايل بقلبه وعقله أشياء ..مخليته محاوط نفسه بقوقعة مجهولة ..
مصلح : ما نمت زين يا عمر؟ .. ما تعوّدت على نومة الأرض ولا وش بلاك؟؟
عمر : ما قصرت يا عم مصلح.. نمت لا تشغل بالك..
مصلح : أجل بلاه وجهك ؟
عمر : تعب سفر وبيروح هذا اللي فيني..
قطع مصلح أسئلته ..وانشغل في منقد النار حقه واللي يعتبر صديقه الحميم وشغله الشاغل لما يجلس لحاله في بيته..

عمر قال بعد لحظة عقب ما اتّخذ قرار : يا عم..
مصلح وهو مشغول : يا لبيه ..
عمر : أنا بمشي اليوم من عندك..تبي مني شي قبل أمشي..؟
ناظره مصلح باهتمام ، وبنظراته أسف : بتمشي؟؟.. تونا يابوك..خلك نكرمك ..واذا جا باكر رح منيب رادك..
عمر والامتنان بصوته : ما قصرت يا عم .. مارح أنسى هالفضل لك..كنت ناوي اجلس يوم ثاني هنا بس مضطر أمشي..الساعة محسوبة علي الله يحييك..

مصلح ونظرته تليــن : ..بتروح لمّ اللي أكثر من أهل وأكثر من شغل ؟؟
تغيّر وجه عمر من اللي قاله...نفس العبارة اللي قالها أمس حفظها ..ابتسم ابتسامة انعشت شي من التعب المستكين بجسمه..
مصلح بنبرة لها معنى وضّحت لعمر ان هالرجال أبد ما يستهان فيه : ..ايييه يا ولد الناس..فهمتك البارح بس ما بغيت أغثك بكثر الأسئلة وإنت تعبان...... إنت متزوج يا ولدي؟؟
عمر ونبرته تلين : متزوج وماني متزوج يا عم !
مصلح باهتمام : تعاني مشاكل يا ولدي ..وهي اللي مخليه وجهك كذا ؟
عمر وفخامة صوته مختلطة بلمحة وجع مخفية : .. انا مملك يا عم.. مقدر أقول إني متزوج زي الناس..
مصلح بابتسامة حنونة : وراه وانا عمك؟؟
عمر سكت لحظة.....وعقب قال ونبرته تلين بوجع : .. الظروف يا عم..الظروف ..وش عساني أقول غير كذا ..
مصلح ابتسم : واضح بقلبك الكثير وانا عمك.. وش اللي متعبك..تراها ليلة قضيتها عندي لكن وربي شاهدن علي إنك صرت مثل ضاحي ولدي..أخلاقك والنعم فيها وأنا ان بغيتني اساعدك بشي فتراني مستعد وداق الصدر ..
عمر احتار وش يردّ عليه من طيبة كلماته : ..والنعم فيك .. لكن يا عم ..صعب اقولك ..اتركها مستورة الله يحييك..
مصلح ما ضغط عليه .. : ان رحت اليوم..فترى لي عليك حق الزيارة... أبيك تزورني مرتن أقهويك وأعرفك أكثر..ولد أجاويد وحسوفة اني بخليك تروح...بس يابوك لا تنسى تعزمني على زواجك اذا ربي تمم لك على خير...
قام عمر واقف ، باس على راسه الأشيب يشكره على فتح باب بيته له .. وعلى معاملته الصادقة معه !
وقال : ان شاء الله أزورك يا عم.. ما قصرت ..جميلك على راسي وتستاهل كل خير..

راح عمر ياخذ أغراضه القليلة عشان يكمّل رحلته للرياض.. كان ناوي يجلس يوم ثاني هنا يرتاح... لكن الحقيقة إنه ما يقدر يضيّع ساعة وحدة..والأفضل له يكمّل قراره..
ودّع العم مصلح على أمل يشوفه مرة ثانية .. وركب سيارته وحرّك ناحية الرياض .،

::

في بيت ابو محمد ..
نزّلت ام محمد السماعة عقب ما استقبلت مكالمة من أم راهي ..وأبو محمد كان جالس يتقهوى معها قهوة الضحى ..
أم محمد : هذي أم راهي ..
ابو محمد : وش عندها ؟؟
ام محمد : أبد تقول عازمتنا الليلة على عشاء .. تقول من تمت ملكة محمد على بنتها بسمة وهي ودّها تعزمنا على اجتماع عشاء ..احنا وهــم بس..يعني مثل الاجتماع العائلي نشيل فيه الكلافة ..
ابتسم وما عارض : الله يسهل... أكثر من شهر من تمّت ملكتهم... مثل هالعشاء بيقرّبكم منهم ..
ام محمد : لازم اقول للبنات يستعدون أجل ..

عقب دقيقتين دخلت مشاعل تصبّح .. قالت لها أمها مباشرة تكون مستعدة الليلة لأنهم بيروحون لبيت أبو راهي ..
مشاعل باستنكار : .. هذا وقتتتته ؟؟؟.... يا ليت تعفوني !!!
ابو محمد عطاها نظرة حازمة : بتروحين هذولي نسبانا .. وأول عزيمة غير رسمية يعزمونكم عشان يتقربون منكم.. ما يصير ما تروحين..إنتي إخت محمد ولازم توجّبين ..
مشاعل ما فيها تقول شي..خلاص فرض واجب تروح : إن شاء الله بروح ..
ابو محمد : وعطي شادن خبر انها بتروح.. عالأقل تغيّر جو ..له ايام حتى الجامعة ما طبّتها ..روحي قولي لها..

راحت مشاعل حسب أوامر أبوها .. دخلت ولقت شادن نايمة..صحّتها من النوم وقالت لها عن مناسبة الليلة ..
شادن برفض : مارح أروح!
مشاعل : حاولت قبلك أقول لأبوي...بس ما امداني اقول كلمة إلا ضاق.. يقول حرّصي شادن لازم تروح وتغيّر جو وانتي حتى الجامعة لك ايام مارحتي لها..
تنهّدت شادن من أعماق قلبها.. هالمناسبة مو في وقتها أبداً.. ومالها طاقة مناسبات !
وهم يسولفون لنصف ساعة ..مشاعل تطلع من سالفة وتدخل بسالفة بتضييع للوقت الميّت بهالساعة..
دخل أبو محمد عليهم..وطاحت عينه على شادن ..جالسه ببجامتها وشعرها مشعث..ووجهها أصفر ومرهق !
لازال مصرّ إنها تطلع من هالحالة بأي شكل من الأشكال...
وعشان كذا قال : شادن !
رفعت عينها لأبوها بهدوء ..وهي ساكتة..
ابو محمد : بكرة لازم تروحين عالجامعة..ما عاد فيه غياب.. واليوم بتروحين مع امك واختك لعزيمة ام راهي...ما أبي تتحججين بتعب ..
شادن وقلبها ثقيل..هي فعلاً تعبانة وأبوها يدري بهالشي..
شادن بألم : يبه أنا...
ابو محمد بحــزم : اسمعي كلامي وانا ابوك..ولا تجادليني..انا اعرف مصلحتك وين..
غاب عنهم......والدموع اجتمعت بعيونها ..
وكأن ابوها بدا يغيّر تصرفاته معها... وكأنه يمهّد لشي كبير !!
مشاعل بضيق : شادن !

مسحت خدها بظهر كفها وهي تحاول تبتسم : خلاص بروح ... ( وهي تحاول تقنع نفسها ) ..يمكن صدق أغيّر جو على كلامه وارجع للبيت مروّقه ..
مشاعل ابتسمت تشجّعها... وشادن ابتسمت ابتسامة ضعيفة تشجّع نفسها ..!


يتبـــع...

استمتعوا ولا تبخلوا ^^
أنتظر اتحافكم الجميل والممتع كالعادة..

أحبكم في الله ..

عنون



شبح الغموض 12-10-12 10:57 PM

رد: لاتبكي ، للكاتبة : عيون القمر ..
 
شكرا ع البارت ... نتشوق للاحداث القادمة .....


في انتظار البارت .........


مع شبح
تحياتي

♫ معزوفة حنين ♫ 18-10-12 04:39 PM

رد: لاتبكي ، للكاتبة : عيون القمر ..
 
اقتباس:

مســاء الورد للطيبين ..
أخباركم مع الاختبارات يا رب بخير..

على موعدنا ان شاء الله الليلة.. ما بين الساعة 11 و12 بالليل ..

وعندي لكم خبر مهــم .. بارت الليلة رح يكون آخر بارت ينزل هالفترة بسبب أداءي فريضة الحج ان شاء الله ..
ورح تستأنف القصة مباشرة بعد رجعتي من الحج بإذن الله ، يعني عطوني اسبوعين ونص وفيها ..
مسافره بعد كم يوم ورح أنشغل اليومين الجايه للتجهيز لأني لحد الآن ما جهزت ، فالعذر والسموحة .. ..

دعواتــكم لي بحج مبرور وسعي مشكور.. متحمسة كثير لهالحجة
الله يزرقني وياكم الجنة..

نلتقي ان شاء الله الليلة ..
هذا رد الكاتبة قبل البارت ..

♫ معزوفة حنين ♫ 18-10-12 04:40 PM

رد: لاتبكي ، للكاتبة : عيون القمر ..
 
,
الجــــزء 44 ..
--------------------------



في صبـــاح جديد...في موسكو ..
صحت سحر من النوم على الساعة 10 الصبح.. وهي حاااسه بكسسل غريب.. رجولها رايحه فيها عقب التسوق الطويل اللي خاضته مع ذاك المتقلّب بنظرها ، واللي رجع للفيلا ونفسه بخشمه !
عقب ما بدّلت ملابسها كانت مستغربة إن صوفيا ما جت توقظها مثل العادة... فهي تعوّدت الايام الماضية انها تجي تقرق على راسها من 9 الصبح بس هالمرة ما مرّتها..
ما اهتمت كثيير ..ونزلت وهي حاسه بجوووع... نفسها في فطوور متنوع يروّقها ..
وهي تنزل الدرج.. انفتح باب المدخل اللي مقابلها مباشرة ..ودخلت صوفيا وهي شايله شي بيدها بدون ما تنتبه لـ سحر..
ركّزت سحر بـ فضول على هالشي خصوصاً إن صوفيا كانت مدنقه تناظره وابتسامة ناعمة على وجهها الأبيض ..وملزقته بأنفها تستنشق ريحته بدون ما تشوف سحر..
سحر باستغراب : صوفيا !

انتبهت صوفيا وابتسمت وهي تقرب : ..هاقد استيقظتي !!
سحر وهي ترمقها بنظرة جانبية : أجل .. لمَ لم توقظيني كالعادة..لقد جاوزت العاشرة !
صوفيا : قررت تركك كما تشائين اليوم ..فلم أكن مستعدة لوجعْ رأس صباحي !
شهقت سحر شهققة حنق : وجع رأس !!.. ماذا !!
ضحكت صوفيا بمرح : هههههههههههههههه .. أجل قررت أن اعطي نفسي راحة اليوم وأدعك تنامين كما تريدين ..لقد فاتك هذا الصباح !! ( ابتسمت وخدودها تتورد ) .. كان ممتعاً للغاية ..
سحر لفتها هالتغيّر في وجه صوفيا .. ونزلت عيونها للشي اللي بيدها ..وقدرت تميّز ألحين وش يكون ..
وردة بيضاء !!
وردة حلووة !!..وشكلها آخاذ ويسلب العين !
سحر بفضول : ما هذه ؟
صوفيا بابتساامة وهي ترفعها لأنفها : .. لقد ..أهدانيهـا وليد ! جميلة أليس كذلك ؟ ( وعاودت استنشاقها )
سحر بدهشة من الموضوع .. كان السؤال بلسانها ..بس مات السؤال .. وعيونها فضحت دهشتها ..!
صوفيا ضحكت من نظرات سحر : .. ما بكِ لم تلك الدهشة !!؟
سحر ما عرفت وش تعلق ..وش تقول .. ولا تدري ليش فقدت الكلمات... بس يمكن لأنها ما توقعت تطلع منه حركة مثل ذي .. حركة رومنسية من شخص مثله !!
صوفيا ضحكت يوم شافت سحر ساكتة .. : لقد دعاني بعد الإفطار لأن اخرج معه في نزهة مشي في المنطقة والريف.. لم أعترض فذهبنا للمشي سوية .. وخلال ذلك أهداني هذه .............. ( ... وابتسمت بنعومة وكأنها تستذكر لحظة من اللحظات ... وتابعت ) : ...تحدثنا كثيراً ... لقد قال لي بأني جميلة جداً... وبأنه مندهش بأنني لم أرتبط بأحد حتى الآن ..
رفعت سحر عينها وهي متحففزة ...ومستغربة من هالموضوع اللي تطرقوا له ..
وقالت بدون شعور : بماذا يفكر هذا الأحمق ؟؟
انتبهت لنبرتها بشكل متأخر... وكأنها كانت تعترض ... بس صوفيا ضحكت وخذتها بشكل فكاهي : .. لا تفكري بعيداً ..لقد كان مجرد حوار عابر... أراد أن يعرفني أكثر وفوق هذا فقد كان حوارا عفويا ..لقد تكلمنا بعدة مواضيع .. اتريدين الصراحة ... هذا الشخص مثقف جدا.. وأذكى مما تصورت ..يبدو لي أنه صندوق مفاجئات..وانسان غريب .. كل ما عرفتُ عنه اكثر وظننت انني اعرف ما يكفي عنه... كلما اكتشفت انني لم اعرف شيئا عنه ابدا ..
سكتت سحر عقب ما قالت صوفيا هالكلمات ..ما تدري ليش حررك شعور داخلي فيها ..
لأن جزء من كلامها يوافق اللي هي كانت تحس فيه عن وليد... يعني ما صرتي لحالك يا سحر اللي قد حسيتي كذا عنه... حتى صوفيا صارت تتساءل ..!
صوفيا ابتسمت وهي تناظر الوردة : .. ولكن شخصيته هكذا أفضل... جميلٌ هو هكذا !
سحر بدهشة ناظرتها : ماذا ؟؟؟
ابتسمت صوفيا : أجل.. أفضّل وليد بذلك الشكل الغريب ... إنه يمتعني هههههههه !

سحر بـاعترااااض : ولكنّه لا يمتعنـــي أنا !!
صوفيا : وما دخلي بكِ ؟.. هههههههههه !

سحر : صوفيا !!...تخلللللصي من هذه الوردة حالاً !!
صوفيا باستغراب وهي تضم الوردة بين كفوفها : ولماذا ؟؟...لن أفعل !
سحر باعترااااض ما تدري وش سببه : ألم تقولي أنه كان حوارا عابرا ...أخشى أن تأخذيه على محمل الجد !
ابتسمت صوفيا وقرّبت من سحر..وهي تقرص خد سحر وكأنها اختها الصغيرة : .. لستُ طفلة يا صغيرة .. عمري ثمانية وعشرون وسأبلغ التاسعة والعشرون في غضون سبعة أشهر .. أعرف جيدا كيف اتمالك نفسي.. أم تُراك نسيتي أنني كنت مرتبطة بصديقي السابق .. فلدي خبرة في الحياة لا تقلقي..
سحر باعتراض : لستِ مراهقة لتحتفظي بوردة قد أُهديت لكِ من شاب لا أظنه سيكون جاداً بشأنكِ يوماً ..
صوفيا ابتسمت بنعوومة وعيونها تلمــع : ولم َ؟.. لا يبدو وليد من النوع اللعوب أبداً... إنـه يعاملني باحترام بالغ لم أحظ مثله من رجل في حياتي ..لا أعلم ما اقول ولكن .....(سكتت للحظة ... وكمّلت ) .... إنه يأســـرني يا سحر !
انصدمت سحر من هالتصريح المباشر ... كلمة "يأسرني" .. خذت أبعااد كثيرة في بالها ..
ضحكت وما تدري ليش حسّت كأنها تسمع نكتة : ... م...ماذا .....أأنتِ جادة !!
صوفيا ضحكت : لم كل هذه الصدمة بوجهك ... إنك تتكلمين بطريقة غريبة !! هل في شعوري هذا ما يثير الغرابة!؟

سكتت سحر .. ومافي بالها كلااام... اكتفت تعليق عالموضووع..
جد وش دخلهاا ...بكيفها هي ويــاه ..!!
صوفيا اللي كانت لابسه جينز أزرق على جسمها الممشوق وبلوزة هاينك بلون زيتي مناسب لجولة مشي... قالت وهي ناوية تروح لغرفتها : سأذهب لأغير ملابسي... اتريدين افطارا ؟؟
سحر اللي فجأة تعكّر مودها .. قالت بدون نفس : ..لا أريد...سأخرج لوحدي !
صوفيا باهتمام لأنها لاحظت مودها اللي تغيّر : مابك؟ ... إلى اين ستذهبين ؟
سحر : إلى أيّ مكان !!
وما قالت أكثر.. أنهت النقاش... راحت فوق لغرفتها وهي جد انعفس مودها فجأة ... ما ناقصها إلا تشوف علاقة حب حقيقية بين وليد وصوفيا ... !!
هالشي اللي مارح تقبل تشوفه..!..ماهي ناقصه ملح ينرش عالجرح!
حاولت تلغي الموضوع كله من راسها وبسرعة بدّلت ملابسها.. لبست بنطلون أسود ..وفوقه بوت طويل لنص ساقها ..وفوق بلوزة هاينك سكرية شتوية وعليها جكيت اسود طوويل لين الركبة .. لفت حجابها بطريقتها المعتادة عشان ما يرتخي ..وخذت نظارتها وشنطتها وطلعت ..وكل هذا اخذ منها عشر دقايق ..
نزلت تحت ومباشرة لبرا ... طلعت ..وقبل تنزل الدرجات الحجرية ..طاحت عينها عفوياً على صوفيا وهي مغيّره ملابسها وواقفه جنب الطاولة اللي جالس عليها وليد .. واللي رافع راسه يحاكيها بابتسامته الجانبية الجذابة ونظارته الشمسية تغطي عيونه، اللي صايره نادراً ما تشوفها بسبب هالنظارات...وقدامه صينية الشاهي اللي توها جابته له... يسولفون بانسجام ملفت .. فعلا بينهم انسجااام واضح وكأن كل واحد فاهم الثاني..
كانت سحر واقفه أعلى الدرج الحجري وتناظرهم ... ابتسامات وليد متكررة بين كل لحظة والثانية ..وواضح على صوفيا إنها عرفت كيف تقدر تسحب منه هالابتسامات الحلووة !!
عكسها هي ... وكأن وليد يرتاح مع صوفيا أكثر ... ومع الأيام قامت تلاحظ هالشي أكثر وأكثر..!
فيه شي نغّصها .. شالت عيونها من عليهم ونزلت الدرجات الحجرية بسرعة .. وقررت تطلع من الفيلا بكبرها ..تحتاج لشي يصفّي أفكارها ... وتنسى هالوضع الجديد ، صوفيــا ووليــد !....
وهي ...عالهامش !
هي لازالت جريحة...وطالعة من تجربة فاشلة ما تدري متى بتتشافى منها !!..
هل بتتحمل تشوفهم مع بعض ؟؟

مرّت من قبالهم بس مو قريبة منهم...
وقدروا يشوفونها وهي تمر.. وخصوصا تركي..اللي انتبه انها ما تناظرهم..ولا حتى ألقت السلام ... مو عادتها لأن الأيام الأخيرة متبدله من ناحيته وصارت تسلم عليه وتسأل عن أحواله بشكل طبيعي... اليوم غير !
ناداها وهو جاالس باستغراب ... ما كلّف على عمره يقووم : يا آآآآنسة !
التفتت سحر عليه وهي تمشي بنظرة سريعة.. وصدّت من غير لا توقف... حاسه إنها مخنووقة فجأة ..
تركي لاحظ ردة الفعل ذييك .. ، وعفويـاً رفع راسه بتساؤل لـ صوفيا اللي حاولت تناديها كمان : .. ما الأمر؟.. ما بها ؟
صوفيا : لا أعلم لا تبدو على ما يرام منذ استيقظت من النوم..
تركي : أهيَ مريضة ؟
صوفيا : لا أدري لم تقل شيئا !

تركي بعدها ..قام وااقف وتخلّى عن الرسمية : سحــــر !

عند سحر اللي سمعت اسمها المجرد .. كرهت نبرته المميزة اللي عطت اسمها رنين غريب..وزادت من سرعة خطواتها ..وهالشي اللي لاحظه تركي بدقة ..
تركي من بعيد بجدييية : لحــــظة !
ما سمعت كلامه ووصلت اخيرا للبوابة البعيدة..وتنفّست الصعداء لأنها تقدر تختفي عن عيونهم وعيونه خصوصاً ..
بس انصدمت يوم سمعت صوته فجأة قريب ووراها !!
التفتت لورا وهي تتخيل انه بيكوون جالس عالطاولة هاللحظة.. بس الصدمة إنه كان وراها مباشرة ولا تدري وشلون وصل عندها بلحظات ...
تركي بحزم : قلنا انتظري !
ما ردّت عليه ..ولا تدري ليش أصلاً قامت تتصرف هالشكل !
ولـ عاشر مرة ما ترد ..
جاوزت البوابة ..وما حست الا بيده تلتف على ذراعها..وتجذبها لناحيته بطريقة استدارت معها بقووة وصدم ذراعها بصدره !
تركي بجدية فيها نرفزة : .. أكلمك أنا !
سحر بنرفزة حاولت تفك يدها بعصبية : فكني وش تسوي !!!
تركي : أنا لما أكلمك يا ليت تردين ..توقّعت تجاوزنا أنا وإنتي مرحلة اللاحترام اللي كنتي تعامليني فيها ... بس شكلنا بنرجع لها !
سحر وهي تناظره باستغراب من اسلوبه : فكككني أقول ..مو رايقه اتكلم مع احد !
تركي من غير لا يتركها : عالأقل ردي وقولي مالي خلق أتكلم معاك... ساعتها بتركك على راحتك...بس تطلعين هالشكل وانا أناديك ..مو حلوة
سحر وهو تحرك يدها تبيه يتركها ..وقربـه هذا كرررهته : .. اتركني .. ات..ركني ...
ولا شعورياً ونتيجة للشعور السلبي اللي تحس فيه ...دمعت عيونها وهي تناظر وجهه الصللب .. غرقت عيونها وهي متعلقه بعيونه الجادة اللي ما زاحت عنها ..عيونها كانت تنطق بنظررة غررريبة مو مفهوومة فيها كثير معاني..استفاضت عيونها من ردة فعل داخلية .. تحاول تنسى كل الألام داخلها بس صارت تخاف إن وليد يكون أول واحد يستثير هالآلام من جديد...
تركي تغيّر وجهه للحيرة من طلّت الدموع بعيونها ..ونظرتها ذيك ما قدر يفهمها ، كانت خليط من كثير اشياء ..
خفف من ضغط يده وعيونه مركّزه على عيونها اللي ما قدرت توقّف تدفّق الدموع ..
وقال بهدوء : صار شي؟
تألمت زود من نبرة الاهتمام هذي.. خلاص ما عاد تبيه يهتم...ماعاد تبيه يهتم...
سحر باختناق : ما صار...اتركني ..
تركي بجديّـة : مارح اتركك... انا مسؤول عنك من يوم بدينا اللعبة مع اللي مسميتها... ومن يوم جينا هنا أنا مسؤول عنك وأبـوك موصيني عليك من أول ليلة اذا ما تدرين.. لا تفكرين اني بتخلى عن هالمسؤولية ..
كلامه هذا جديد وأثّر فيها .. أثّرت عليها الجدية اللي في كلامه وكأنه يعني كل كلمة..
قالت باختناق وهي تبي تبعد عنه هو بالذات : ما أبي أكون مسؤولية احد ... (وبعناد صوتها ) .. اتركني اقوولك ..
تركي بجدية وكأنها تحاكي جدار : وش اللي بلاك ..تكلمي !
سحر عصصبت جد : ياخي مو شغلك قلت لك ابعد..اتركني .. أنا مو مسؤوليتك وخخر ..!
حاولت تبعد وشكل نبرتها وحكيها عصّبوا فيه ..جذبها بقسوة اكبر وصقعت فيه للمرة الثانية : .. ترا احنا من يومنا بالرياض وانتي مسؤوليتي لو ما تدرين .. ووظيفتي بتستمر هنا ... أنا ما استقلت من ذيك الوظيفة يكون بعلمك .. ودامك موجودة هنا حولي فـ وظيفتي بتستمر..
قامت تتنفس بانفعال وصدرها يطلع وينزل وذا الانسان مقرب وجهه منها بحزم وجدية.. وذراعها مو راضي يتحرر من اصابعه ..
تركي يوم شاف انفعالها الواضح على جسمها .. نزل بنظره على صدرها الصاعد والهابط ..ثم رفعه من جديد لعيونها اللي لازالت الدموع متحجره فيهم ... وبهدوء جاد : .. أنا ما غلطت معك بشي.. ولحد أمس كنا أنا وأنتي سوى حلوين مع بعض....فقولي لي ... وش اللي مضايقك ؟؟
سحر بانفعال وعصبية من أسلوبه : أحد قال انك مضايقني ؟؟؟؟؟
ابتسم ابتسامة جانبية كتمت انفاسها وكأنها قالت شي غلط : انا ما قلت اني مضايقك...أنا سألت وش اللي مضايقك غيري ..لأني عارف حالي ما سويت شي يزعّل أميرتي الحلوة !..بس الواضح من كلامك إني انا اللي مضايقك!!
انقبض قلبها من الكلمتين اللي قالها بنعوومة بالغة وابتسامة أعذب من الورد... "اميرته!!"... الحلوة ؟!!!!!!
وما قدرت إلا تقول بهمس تحاول تطلع من هالمحيط الغريب اللي لفّها فيه : .. اتركني...
بادلها الهمس بهمس : .. مارح اتركك..
وما حست إلا بيده تلمس خدها بنعومة.. يمسح دمعتها اللي لها ساعة معلّقه .. بشكل صدمها ،
هاللمسة كأنها كهرباء ألف فولت انتفضت وارتدّت خطوتين ورا بسررعة...وتحررت منه وكأنه هو تركها بمحض إرادته..
ابتسم تركي من ردة الفعل ذيك .. وكأنه كان يجرب ردة الفعل ..
سحر بعصبية غطّتها بالكامل وأطرافها ترتجف : لا تكررها ... سامع !!
تركي بابتسامة : .. ان شاء الله... آسف !

جت بتمشي بس قال : .. لا تتأخرين !
رمت عليه نظرة باااردة : نعم ؟؟
تركي وهو مدخّل يديه بجيوب جينزه ..بثقته العفوية : أقولك لا تتأخرين ..!
سحر : مو شغلك !
تركي : انا اعتبر نفسي مسؤول عنك بالأوقات اللي الوالد مو موجود فيها.. فلذلك انصحك ما تتأخرين ..
سحر : انت ما تجوز عن تأمّرك علي !؟
تركي ابتسم بمتعة : نو !
سحر : أجل لازم تتوب عنه من اليوم ورايح... أنا اعرف البلد اكثر منك وطلعاتي لشوارعها مو جديدة.. فلا تتدخل فيني .. وعناد فيك الليلة مارح ارجع قبل 10 بالليل...
كانت تبي تقهره بس الروقاان ازداد على ملامح وجهه ... وقال : .. دام كذا اجل أنا بجيك وأرجعك للبيت بنفسي... استعدي للمضاربة أجل..
ارتفع ضغطها ..يقولها بكل قواااة هالعين...وكأنها زوجته مو ولية نعمته ..!
سحر : وليد انت شفيك اليوم !!؟؟.. توقعتك عقلت !!
تركي ابتسم : .. انا نفس كل يوم.. انتي اللي غير كل يوم...
اختنقت لأنها مو عارفه وين مصدر الضيق هذا ...
اعترفت بهددوء لعلها ترتاح : .. متضايقه شوي... وابي اطلع اغير جو.. ارتحت..
اقترب خطوة وحدة...بنبرة نااعمة : .. وش اللي مضايقك ؟
دنّقت للأرض تحاول ما تناظر فيه : ما ادري... قمت فجأة من النوم..وانا حاسه اني متضايقه ومزاجي مو زين..
تكذب !!.. كانت رايقه يوم قامت حتى انها كانت ناويه تسوي فطور لنفسها بنفسها...بس انعفس مودها من صار ذاك الحوار مع صوفيا...
وقف قدامها بتساؤل : بس ؟
سحر وهي تناظر الشارع اللي تمر فيه السيارات من جنبهم وتصدر ضجيج : .. ايه بس !

تركي بنبرة رقيـقة للغاية : سحر !
اسمها المجررد بلسانه يربك...خصوصاً ذيك النبرة اللي ترجف أوصالها... رفعت راسها والتقت عينها بعيونه وهي سااااكته..
تركي بعذوبة وهمس يشدّ : تذكري... اني الوحيد اللي يعرف بسرك ..وش بتخبين اكثر من ذاك السر... اذا فيه شي قولي لي.. مستعد اساعد..
اهتزّ قلبها وهي ما تدري وش تقول... بس قالت : .. مافي سبب... بروح أغير جو ..وبرجع طبيعية .. مع السلامة ،
وتحركت من قبااله على الرصيف وهي تعدّل شنطتها على كتفها ..ولا حاولت تلتفت للخلف أبداً لاحساسها بنظراته مسلطّه عليها ...مافيها لزيادة شحن نفسي !!
تحتـاج تبتعد عن هالفكرة الجديدة... وليد..وصوفيــا !

::

بالمــساء .. بعد المغرب مباشرة ..
دخلت مشاعل غرفة شادن وهي لابسه فستان ميدي ازرق مايل على رمادي بقصة صدر واسعة ونازلة على أكتافها..بشكل يبرز نحافة كتوفها ورشاقتها.. بدون اضافات أكثر كان الفستان بسيط وناعم ويناسب اجتماع عائلي ومافيه زيادة ضيوف!..ما كانت ناوية تلبس فستان بالأساس ولكن أمها طلبت منها تلبس شي ذوق دامها العزيمة العائلية الأولى مع نسباهم..!
كانت شادن بذيك اللحظة جالسه عالمقعد قدام التسريحة .. وتناظر بشعرها المموج والمسدول على أكتافها بعشوائية ما بعد رتّبت فيه شعره وحدة...تطالعه بضياع مو عارفه شلون تضبطه ، والحماس مطفي ومختفي !
كانت لابسة فستان ميدي لنص الساق باللون العنابي يغطي الأكتاف والذراعين للأخير بأكمام واسعة وضيقة عن المعصم..وبقصة رقبة دائرية بدون ياقة.. اختارته بدون اهتمام وتركيز..أو حتى تفكير !.. كان بسييييط للغاية!
مشاعل ابتسمت : وش هالززززين ؟
ناظرتها شادن بالمراية وابتسامة ساخرة على فمها...وما علّقت..
مشاعل : جد على إنه بسيط ومافيه شي يستاهل..إلا ان لونه عليك وااااو !
شادن ببرود : مو لهالدرجة ..تكفين لا تزيدين همي مشاعل أنا هالروحة كلها ما أبيها..
مشاعل اقتربت منها : حتى أنا لكن وش نسوي ، على قولة أمي وأبوي ..التوجيب واجب ومافيه نقاش !
شادن لمّت شعرها بسرعة من كل جهة ..ولفّته بسرعة مثل الكورة وحطّت بنسة سوداء تلمع على خفيف..تثبّت وضعيته ! .. وأخيراً جابت طوق أسود ناعم بدون لا تفكر فيه ولبسته..
مشاعل باستغراب : بتسوين فيه كذا ؟؟
شادن قامت واقفة وتحركت بعيد عن التسريحة لدرج بعيد : ايه مارح أفكه ..ترا كلها مناسبة عائلية على قولتك..مافيه الا احنا وهم..
مشاعل ابتسمت : ليش ما تكشخين ترا الكشخة تنعكس على النفسية ..مو كنتي تقولين لي هالكلام؟؟
ناظرتها شادن بألم ، والتفتت للدرْج تاخذ وحدة من شناط اليد.. بدون تعليق لأن صعب الكلام..
سحبت شنطة سوداء حزامها طويل يوصل للفخذ.. وتابعت : هذاني كاشخه ولا ما عجبتك؟؟
ضحكت مشاعل : ههههههه.. ايه كاشخه بس شعرك أحلى لو تنزلينه..
شادن رجعت للتسريحة تاخذ بعض الأغراض : قصدك مو حلو الحين؟؟
مشاعل : إلا حلو ..وتتقنين رفعته بس يعجبني وهو نازل أكثر..

تحركت شادن وهي تعلّق شنطتها : دامه حلو مايحتاج أزيد فيه..
مشاعل : طيب ودي تكحلين عيوني من برا..من زمان ما كحلتها وخاطري أسويها..
شادن ناظرتها وهي تحاول تلبس كعبها اللي خامته جلد النمر : حطي ماسكرا وتكفي !
مشاعل : حاولت أسويها لنفسي ما ضبطت..يدي تهتز ..
شادن تنهّدت وهي توقف وتدقّ رجلها بالأرض تعدّل الكعب : الحقيني تحت وبسويه لك..
نزلت شادن الدرج وخطواتها الأنيقة تطرق الأرض.. بينما مشاعل راحت لغرفتها تجيب شنطتها وكعبها قبل تلحق اختها لتحت ..

أم محمد كانت جالسه بالصالة تنتظر زوجها اللي كان مع أبو خالد بالمجلس ، بحكم إن عيالها مو فيه وأبـو محمد هو اللي مُفتــرض يوصّلهم لبيت ابو راهي عقب شوي..
دخلت شادن بصمت ونزّلت شنطتها على الكنبة بدون لا تقول شي..
أمها ابتسمت وهي تناظرها بفستانها البسيط الحلو بلونه.. وقالت ترفع معنوياتها : عروووس يا يمه عروس !
الكلمة ما ترفع المعنويات !
الكلمة تقتل...تقتل بـ أشد أنواع السموم !
طالعت أمها والعواصف تمرّ بوجهها بلمح البصر... وتختفي !
أي عروس ... وأي زواج تنتظر عقب كل اللي صار معها !
ما تدري...إذا كان الخبر وصل لأمها بعد... وهل أبوها شرح لها كل شي!
يمه؟.. وش بتسوين ..؟

ابتسمت تقطع الأفكار ..بمحاولة لتغيير مزاجها : يارب تشوفيني عروس يمه!
أمها وهي تتأمل وجهها..الزينة فيـه خفيييفة للغاية : ليش ما تصلّحتي زين؟
شادن حطّت يدها على خدها المايل للوردي الخفيف : حطيت يمه..ما بغيت أكثّر..
أمها : ماهو باين وما ودّي تروحين للناس ووجهك بهالتعب.. ما عليه يمه أدري تعبانة بس على قولة أبوك الروحة تغيّر جوْ الواحد...وأبوك ما يبيك تجلسين بالبيت شوفة الناس تغيّر النفسية وأنا امك.. كحلك خفيف زيدي عليه أبي اشوف زينك..
كل هالكلام عشان ترفع من معنوياتها وتساعدها تبدا الليلة بوجه بشوش وابتسامة حلوة..!
وهي ..بتحاول ..بتحاول بكل قواها إنها تستردّهم ..!

بالمجلس..
أبو خالد جا يزور ابو محمد عقب رجعته المستعجلة...ومعه خالــد اللي جاء يتطمّن على عمه..
بندر ومحمد ما كانوا موجودين لأنهم طلعوا من كم ساعة للقسم وللحين ما رجعوا ، ورح يتأخّرون !
ابو خالد : الله يهديك هذاك غزالٍ ما شاء الله مافيك الا العافية ..
ابو محمد : الحمدلله وانا اخوك عدّت سليمة ..وش اللي رجّعك الله يهديك..خابر عندك مشاغل قد الدنيا في ذيك الديار.. عساك خلصتهم بس؟؟
ابو خالد : لا وين أخلصهم...تونا الله يكون بالعون ..قدامنا جدول طويل عريض.. الشغلة ماهيب سهلة !
ابو محمد باهتمام : وتركت بنتك هناك بلحالها؟؟.. ورا ما جبتها معك؟؟
ابو خالد : مهيب لحالها .. ومارح أطوّل عنها ..بكرة ولا عقبه إن شاء الله أنا هناك..
ابو محمد : ما كان له داعي رجعتك يا مساعد.. كبرت الموضوع وإنت مشغول قد راسك ، هذاني قدامك مافيني الا العافية..
ابو خالد : مهيب مشكلة..اهم شي رجعت وتطمنت عليك.. خالد الله يهديه لو قايل لي أول ما طحت كان رجعت قبل.. خوّفني عليك..
خالد ابتسم وهو يصــب لهم القهوة دام عيال عمه مو موجودين : ما كنت رح اقولك خير شر بس حسيت بتأنيب الضمير..
وأردف وهو يمدّ الفنجال لـ عمه : وين الشباب يا عمي؟..محمد وبندر وينهم؟
ابو محمد انكمش صوته...لأكثر هدوء بدون جواب واضح : طالعين مع بعض..أهقى إن عندهم شغلة بيسوونها..ما سألتهم وش هي..
خالد : وعمر وش أخباره؟...وصلكم خبر عنه ؟؟
ابو محمد ووجهه يكسوه الجد ..والغمّ.. وبقلب مهمووم : .. ايه ..مسافر لشغل..
خالد : الحمدلله .. قلقت يوم قال لي محمد قبل فترة إنه ما يرد ولا عارفين وينه..

يكفي يا خالد !..لا تزيــده ..!
لا تزيده ..
جاوب بصوته الهادي : لا مابه إلا العافية ..
أبو خالد لاحظ تعب جديد على وجهه : وشفيك يا عبداللطيف وجهك مهوب عاجبني ؟؟ لا يكون تحس بتعب للحين؟
ابو محمد : لا كله ارهاق مع الوقت بيروح.. فيني قلّ نوم ..هذا اللي فيني ..
ابو خالد : اذا فيك شي قل لخالد دامه موجود عندك... بدل المستشفى وغثاه..
ابتسم خالد بضحكة : ابشر بكشفْ مجاني يا عمي ههههههه.. تدلل بس..
ابتسم أبو محمد وهو يتنهّد من تعب ينتشر بجسمه ..أمس بطوله ما نااام.. يفكر بـ عمر !..ولا بـ بنته اللي سارقه النوم من عيونه..
أبــو خالد بتساؤل : أشوفك لابس ، ناوي تطلع مكان؟؟
ابو محمد : والله ياخوك البنات وأمهم معزومين عند أبو راهي...وبوديهم دام العيال مهوب موجودين..
أبو خالد باهتمام : دامك تعبان لا تسوق بهالليل... خالد يوديهم ، المشوار طويل عليك إنت ريّح !
ابتسم أبو محمد : خالد عندك دوام المساء؟
خالد ابتسم : لا عمي ..اليوم الجمعة ما عندي مسائي.. فاضي لا شغل ولا مشغلة تبيني أوديهم ما عندي مشكلة..
ابو محمد: فيك حيل وانا عمك؟؟
ابتسم بحلاوة وهو يأشّر على خشمه : أكيد على هالخشم.. دامك تعبان مو زين لك المشاوير..أنا بوديهم لا تشغل بالك..
ابتسم ابو محمد وهو يطالع أخوه : ليتك جبت منه اثنين يا مساعد.. هالولد عيني عليه باردة ..عقل وذرابة وزين (وبمـــزااح وهو يرجع لخالد اللي يتابع بعيون مبتسمة ) .. ليتك تاخذ بنتي الثانية.. أهقى إنها بتعقل على يديك !
وضحك ، على وجه خالد اللي انقلب ! ،
تلميحه كان ..يتّجه لـ مشاعل بكل وضوح !
مين غيرها مجنونة... ومين غيرها يبيلها تعقيل !

ما علّق لأنه ما لقى كلمات.. واكتفى بابتسامة تحافظ عالجو الرايق.. ولو إن داخله هالفكرة جابت له التوتر والحككة.. أكيد عمه يمزح مافيها كلام بس اعلان الفكرة جديد من نوعه !
ابو محمد ضحك يوم شاف وجهه ..وخاف إنه انحرج : ههههه أمزح معك...
خالد حكّ خده يجاريه : ما أفكر بالزواج يا عمي حالياً..
ابو محمد بابتسامة : أمزح معك ليش وجهك أحمر... هالبنت مارح يعقّلها شي ..الله يصلحها ويوفّقها .. متغيّره هالأيام ..عساها تكمّل على خير وتريّح بالي عليها..

خالد عقد حواجبه وهو يسمع..
يعني هالتغيّر اللي يحسّه فيها ..واصل للبيت بعد...مو محصور عليه هو !
لقى نفسه يسأل بكل عفوية : شخبارها مع الجامعة..عسى ماشية !؟
أبو محمد ابتسم : تركت الجامعة الله يهديها ..الله يعوضها على خير..
رفع خالد حواجبه بدهشة عارمة....وصدمة... تركت الجامعة ؟!!!
هالمجنونة ..!
مشاعل ..أي مخ عندك تفكرين به؟ .. أي عقل تملكينه عجزت أفهمه !!

قبل يسأل أكثر..!
سأل أبو خالد بابتسامة : لي فترة عن البنات ..ودي اشوفهم ،
ابو محمد وهو يقوم واقف : بروح أناديهم لك بالمجلس الثاني .. خالد بقول لأم محمد إنك تنتظرهم بالسيارة ..
ابتسم خالد وهو يقوم : ان شاء الله.. أجل انا بطلع ما يحتاج تناديهم بالمجلس الثاني.. خلهم يجون هنا..
طلع خالد ناحية سيارته ... ودقايق ونادى ابو محمد بناته عشان يسلمون على عمهم..

♫ معزوفة حنين ♫ 18-10-12 04:41 PM

رد: لاتبكي ، للكاتبة : عيون القمر ..
 

بعد عشر دقايق..
دخلت مشاعل للصالة وهي مبتسمة برااحة لأنها سألت عمها عن سحر ..وقال لها إنها بخير ومرتاحة وهالشي ريّحها..سألت عن أخبارها بكثرة وأجوبته طمّنت أعصابها بشكل كبير..
إن شاء الله اذا رجعت من العزيمة ..بتكلّمها وتشوف أخبارها !
أم محمد وهي نازله من الدرج وبيدها كيس هدايا صغير : مشاعل البسي عباتك بنطلع..
مشاعل وهي توقف عند مراية تعدّل الغلوس حقها : يلله بلبس عباتي ..
ام محمد : قولي لأختك تطلع...وينها للحين عند عمك؟
مشاعل: الحين بتجي...
طلعت للصالة عشان تلبس عبايتها ، وشافت الكيس بيد أمها ، وعرفت لمين الهدية...
قالت وهي تلبس عبايتـها بنفس مسدودة : هالهدية لمين ؟؟
أم محمد : لـ بسمة بعد لمين... عيب نروح لها بيدين فاضية ..
مشاعل باستغراب : ومتى شريتيها ؟؟ ما خبرتك رحتي للسوق هالأيام ؟
ام محمد : وصّيت محمد يجيب لها.. وجابها العصر اليوم.. (تنهّدت).. لي أسبوعين وانا أطلب منه يرسل شي لها.. الحيا كلا وجهي كل ما سألته عطيت خطيبتك شي ..قال مشغول وما لقيت الفرصة ، هالولد قلبي مقروصن عليه... واليوم قلت له ضروري يجيب دامنا بنروح عندهم...نعطيها مرة وحدة..
مشاعل رفعت حاجب وهي تشيل شنطتها : وليش يقرصك عليه؟؟..هذا اختياره واذا ما عجبته يتحمّل..
وقبل تقول أمها شي..
تحركت وهي تلفّ طرحتها : انا بطلع ..بستناكم بالسيارة ..
أمها تعطيها خبر : بنروح مع خالد ولد عمك ...يقول ابوك هو اللي بيودينا لأن أبوك تعبان وما يقدر يسوق..

كأن أحد كبّ بوجهها موية ثلج !!..وقفت عند الباب بصدمة والتفتت لأمها بعيون متوسّعة !
وش اللي بيودينا بسيارته !!.. أول مرة تصير!!
مشاعل بشكّ : خالد ولد عمي؟؟
أمها وهي تلبس عباتها باستعجال : إيه له عشر دقايق ينتظرنا..اسبقينا وقولي له ألحين بنجي لا يشره علينا تأخرنا عليه..

داهمتها موووجة توتّر عنيفة اهتزّت لها أعصابها ..
يا الله !
ليش طاريك يا خالد...له هالقوة وهالتأثير..!! متى يخف تأثيرك.. متى يخف وهج اسمك !
حتى طاريك يقلب الحال !!

ما تحرّكت وقفت مكانها ..مافيها تطلع لحالها..
أمها انتبهت لوقوفها مثل الصنم ....ضاااقت وبأمر : وراك واقفه ؟؟؟... روحي اسبقينا بسرعة...قولي له الحين جايين لــه عشر دقايق ينتظر برا..
تحرّكت مشاعل ناحية الباب ..وهي تلبس قناع الهدوء على استعداد تشوفه ..!
آخر مرة شافته.. بمصعد المستشفى بكل ذاك الجليد اللي كان بينهم !!
غطت وجهها بالطرحة..وعبرت الباب وعيونها تطيح على سيارته البي أم كحلية اللون تلمع بألق مثل شخصيته المتألقة ..!
حاولت تلمحه من بعيد قبل تقرب..
وكان جالس يتكلّم بالتلفون والغمـازة شاقه خده ششق!!
غمضت عيونها تكسر توتر الاعصاب ..قالت لنفسها اكسري هالحواجز..اعتبريها بداية لمواجهة جاية.. روحي واركبي سيارته واجلسي بكل ثقة..وخلك قوية !!
اقتربت من السيارة بهدوء.. السيارة اللي ما تذكر إنها ركبتها بحياتها.. سيارة خالد !
فتحت الباب بكل هدوء ، ووصلها صوت خالد يسولف برواق مع عطر آخاذ يسلب القلب منتشر بالسيارة..

رفع عينه للمراية يوم شاف جسمها يجلس بكل سكينة... وبهدوء : ما عليه دكتورة .. بكرة بشوفه انا وياك ونفهم مشكلته وليش ما يبيك تمسكينه..
سكّرت مشاعل الباب وإذنها تنصت بالقوة .. ما سلّمت ، والتزمت الصمت..
خالد عرفها وهو يطالعها ..ثم رجع للمكالمة وهو يناظر قدام : ابشري..بكرة الصباح اشوفك ونروح أنا وإنتي نحل المشكلة... لا.... لازم انتي تكملين الحالة...والحالة عالعموم مو بذاك الخطورة ...لا تهتمين بكرة أكلمه واقنعه تتابعين معه...
سكت يسمع...وعقبها ابتسم : ههههههههه (ضحكة عذبة) .. مارح أمسكه..لازم يعرف إني واصل حدّي..مقدر أمسك احد أكثر من اللي عندي..
ودّعها وهو يبتسم : لا تشيلين هم دكتورة ياسمين... عارف حرصك والمريض بنحلّ موضوعه..لا تشغلين بالك..
(ورفع عينه لمشاعل بالمراية بعفوية) : .. اشوفك..مع السلامة..
سكّر وهو ينزّل الجوال جنبه ..
وانتظرها تسلّم...ثووااني صمـــت....وما سلمت..
قال بهدوء : الناس وش يقولون إذا دخلوا مكان ؟؟
رفعت حاجب وبهدوء : مانبي نزعجك سيد خالد ..
ابتسم ابتسامة جانبية : أقدّر أدبك إنك ما بغيتي تزعجين عليّ مكالمتي.. بس هذاني خلصت ..قولي السلام عليكم !
شدّت بقبضتها على الشنطة.. وطنّشت طلبه وسفهته !
رغم إنه قال لها آخر مرة لا تحطين حواجز.. بس ما تقدر.. مافيها !!
خالد بهدوء : لهالدرجة حاقده علي ؟؟؟
رفعت عيونها بحدّة ناحيته.. وقالت بهدوء : عارفه إنه ما يهمك حقدت عليك أو لا.. (غيّرت الموضوع).. أمي وشادن الحين جايين عذراً عالتأخير..
خالد رفع حاجب وفهم تغييرها للموضوع : يعني اسكت يا خالد وانطم لا تكلّمني !
لفت وجهها للنافذة وهي تحبس الكلام.. ماهو وقته انفجارات نووية بينهم..الحين أمها أو شادن بيجون ..
بس خالد لقى نفسه يستغل هاللحظة يوم شافها مو معبّره كلمة وحدة : مصرّه ما تقبلين اعتذاري مشاعل؟
استدرات عيونها ناحيته مرة ثانية وهي ساكتة ، لازالت تتذكر محاولته للاعتذار بالمستشفى وهي ما عطته المجال..، ما علّقت خله يفهم إنها مارح تقبله..!
خالد زفر هوا من صدره بتملل : كان لازم ما أنسى إن راسك يابس والعناد منك وفيك ..
فرصعت عيونها فيه والشرار ينطط منها .. يبي يطلّعها من طورها والدليل إنه قالها وابتسم وهو يناظر من شباكه..
يبي يطلّعك من طورك يا مشاعل.. يبيك تكلمينه لا تخلينه يوصل للي يبيه..
سكت خالد هالوقت ..وسلّط اهتمامه على الراديو يوم شافها مصرّه ما تتكلم ..
قام يقلّب بالإف إم.. كان المذيع يتكلم ببرنامجه ..وتركه وصار يسمع لعله يشغل اهتمامه ويشتت تركيزه عن مشاعل اللي ملتزمه الصمت الكلّي ورا..
مشاعل زاد توترها كل ما مرّت الدقايق وأمها واختها ما جوا... وهي لحالها مع خالد بالسيارة مع حضوره الطاغي اللي فارض نفسه ،،
بدت أغنية رومنسية عالراديو.. ،
ومشاعل زاد توترها ولعنت ابليس.. الجوو الهادي المتكهرب..صاير يتحول لشي على النقيض تماماً.. وما تبي خالد يحس بالتضارب فيها بسبب هدوءها ..
رفعت عيونها لـه تشوف ردّة فعله تجاه الأغنية اللي كانت عالية.. والمفاجأة إنه مدّ يده بقوة وقفل الاذاعة مرة وحدة ..
عقدت حواجبها..!!..يعني حس بالجو النقيض اللي حسّت فيه.!؟
تنحنحت لا شعورياً وهي تدنّق لشنطتها..
رفع عيونه لها باهتمام ولقاها تفتش بشنطتها وكأنها تشغل نفسها فيها..
ابتسم على جنب ..وهو يقول بهدوء : مشاعل ؟
رفعت راسها بدون وعي..هالنبرة مغناطيس ! ،
وطاحت عيونها بعيونه الثاقبة..بكل صمت..
قال باستجواب : صحيح تركتي الجامعة؟؟؟
اختفى المغناطيس وطاحت على راسها صخرة قاسية.......عرف ؟!!!!... عرف عن اللي تسويه؟!!!
رمشت متماااسكة مستحيل يكون عرف ..
قالت بجفاء : أتوقع مو شغلك سيد خالد..!
ضاقت عيونه بتركيز : هو مو شغلي بس الموضوع يخليني أسأل ..لهالحد وصلتي من الاستهتار آنسة مشاعل؟!
شدّت قبضتها وفتحتهم..وقالت بنبرة بالموت ماسكتها لا تنفلت : إيه أنا مستهترة وغبية وحمارة ومارح أكمل دراسة..أنا مو راعية علم وثقافة أنا وحدة فاشلة ومخي صفررر.. وتفكيري جزمة .. ومافيني ميزة صاحية .. ارتحت سيد خالد؟؟؟؟
والتفتت للباب بتفتحه عشان تنزل وجسدها ينتفض غيض وقهر.. دام ما يهمك !؟..ليش تسأل وتغثّ..ليه تكتم أنفاسي؟؟..ليه؟؟
سبقها خالد قبل لا تفتحه وبأصبعه ضغط الزر اللي عنده وقفل الأقفال كلها ..
فتحت مشاعل عيونها بصدمة وهي تفتح الباب مو راضي...التفتت لـ خالد بحمق : افتح الباب !
خالد بوجووووم سبّبه كلامها : مو فاتح !
مشاعل بغيض : افتح أقولك مابي أجلس بسيارتك ..
خالد بجمود : ليش تركتي الجامعة ؟
مشاعل : لأني وحـــدة فاااااشلة ..عرفت ألحين..
خالد : دامك تقولين هالكلام عن نفسك أجل ليش تلوميني يوم قلته؟؟
مشاعل اختننق صوتها..ما أقساه ..وما أحنّه على الغير : افتح الباب خالد !
خالد وهو يناظر من الشباك : مو فاتح !
طلعت دموعها وبان على صوتها المتحشرج مالها القدرة بالسيطرة عليها : والله بتندم يا خالد..والله ..
انتبــه على صوتها اللي تغيّر وقرى صوت الدمــوع فيه .. عقد حواجبه بجديــة كبيرة...والتفت بجسمه ناحيتها لأول مرة من ركبت معه ،
قال بهدوء ونبرته تليــــن بحنيـة : لا تسوين كذا مشاعل ،
شهقت غصب : افتح يا خالد افتح..
خالد تجاهل طلبها ، وأردف : اهدي يا مشاعل ..
صاااحت زود من القهر : افتــح يا خالد..
خالد غمض عيونه بصبر ، وفتحهم وهو يبرر : ما سألت هالسؤال عشان أقهرك .. سألته من اهتمامي..
مشاعل بصوت مغلوب على أمره : ما أبي اهتمامك الكذاب...افتح يا خالد..
خالد : مو فاتح... وإهــدي آخر مرة أقولها لك !
قامت تناشق وهي كارهه هاللحظة..وكارهه استسلامها للانفعال !.. وكارهه إنها ركبت معه وتحدّت نفسها !
خالد أردف وهو يشوفها تنتفض : رجائي اهــدي يا مشاعل .. ودام السؤال أزعجك..أسحبه وأنا آسف !
تعتذر يا خالد؟؟.. كم اعتذار لازم أقبله منك عشان أنسى جروحك؟!
اعتذار واحد مو كافي يا خالد !.. مو كافي..
اعتدل خالد جالس بمقعده والضيق مسيطر على ملامحه كلياً...لكن سكتْ وانتظرها تهدى ..
وندم على سؤاله !.. مشاعل صايره كبررريت.. وما يبي يزيد جروحها جروح !
ما يبيها تكرهه أكثر من ماهي كارهته !
سكتت مشاعل لحظات ،.. وخالد كل ما رفع عيونه بالمراية لقاها تمسح وجهها من تحت الطرحة ..
ابتسم بهدوء لعلّه يلطّف الجوْ : خلاص عاد مو زين تروحين للناس هالشكل؟
قالت بهدوء هالمرة متجاهله نبرته القاااااتلة : افتح الباب سيد خالد..
تنهّــد ، ومد يده للقفل عشان يفتحه بنفس اللحظة اللي لمح مرة عمه وشادن يطلعون..فتح الأقفال بسرعة مو عشان مشاعل تنزل ، لا عشان يركبون ..
مشاعل ما لقت الفرصة تنزل واضطرت تزحف للنص عشان امها تركب..وشادن ركبت جنبها من الجهة الثانية ..
ام محمد عقب ما سكّرت الباب : العذر والسموحة خالد تأخرنا عليك..
ابتسم خالد بنعومة : مسموحة .. أنا بالخدمـة أي وقت..
أم محمد : ما تقصّر الله يرضى عليك..

كان المشوار بعيد نوعاً ما .. والسيارة يعمها الهدوء طول الطريق..
مشاعل ساكتة تحاول تنسى اللي صار قبل دقايق..وكل شوي ترفع عيونها لـ خالد اللي كان مركّز عالطريق..ما تقدر تشوف غير جانب وجهه !
يا رب صبّرها يا رب.. يا ربّ تحتاج قوّة للباقي من الأيام..
اذا كانت تنفعل من أدنى حوار حامي بينهم...وش بتسوي إذا اقتحمت قلعته المحصّنة.. أسبوعين بس يا خالد !
أسبوعييين !!.. وبتشوف مشاعل ما شفتها من قبل !
مشاعل اللي تنافسك.. مشاعل اللي بتكسر حدودها الروتينية وتقتحم عالمك المثالي..
بتشاركك عرشك العالي وتدحر هالعزّة اللي فيك !

وصلوا أخيراً.. نزلوا ام محمد وشادن ..ومشاعل أفكارها ما طلعت من هالمحور كانت شاردة بوجووم ..
ما صحت إلا عقب ما سمعت صوت خالد الهااادي..
: ..عندك شي بتقولينه؟؟
وعــت من هالحال ولقت نفسها جالسه لحالها وأمها وشادن وصلوا للباب وهي مكانها ..
رفعت عيونه بسرعة لخالد وكان يناظرها بالمراية متوقّع إن تأخيرها بالنزول لـهدف إنها بتقول له شي..
تحرّكت بتنزل بدون لا تردّ..
خالد بادر بذات الهدوء : ..الزعل والشحن النفسي اللي معيّشه نفسك فيه بيتعبك يا مشاعل ما بيفيدك !
غمضت عيونها وهي تطلع من السيارة وكأنها ما تسمع.. سكرت الباب ولحقت أمها وشادن..
وخالد يتابعها بنظراته وهو يتنهّد...
يفهم إنها تشحنْ نفسها ضده ، ردود أفعالها الباردة معه والمناقضة لكلامها المشحون يخليه يفهم وضعها النفسي !
ومن جديد ، استرجع عقدة الذنب اللي حاول يدوسها الليلة من يوم ركبت سيارته..
طالت عقدة الذنب يا خالد !.. طالت وش بتسوي ؟!
تمتم وهو يحرّك السيارة : تكبرين وتنسين يا مشاعل !
قالها بدون ما يدري وش اللي مخبيـه له الأيام .. وإن النسيــان في حالتهم ماهو وراد...لا لها ، ولا لــه !
ما كان يدرك إنه رح يقبل على أيام... بيفقــد فيها نفسه !!

::

دخلوا قصر أبو راهي واستقبلتهم بسمــة بطلّة بهية.. وابتسامة بشوشة ..وهي لابسه فستااان فوشي فخم وناعم يصل لنصف ساقها مع صندل أسود عالي..
حبّت راس أم محمد وهي ترحّب فيها : نوورتونا خالتي.. شخبارك؟
أم محمد وهي تنزّل عباتها بابتسامة : منور فيك شخبارك وشخبار أهلك؟
بسمة : بخير خالتي ...عطيني عنك ..
اخذت عباتها تثنيها ..وهي تلتفت لـ شادن بابتسامة سعييدة : شادن شخبارك اشتقت لك..
شادن بابتسامة بسيطة : بخير الحمدلله اخبارك انتي..
بسمة تقدمت وحضنتها من قلب : وحشتيني لك أيام ما أشوفك بالجامعة ..
شادن تفاعلت معها بالأحضان لثواني ..ثم تراجعت وهي تحافظ على ابتسامتها : تعبت هالأيام واضطريت أغيب..
بسمة باهتمام : سلامتك.. (التفتت لـ مشاعل اللي قامت تنزل عبايتها بصمت ).. مشاعل شلونك ؟؟
ناظرتها مشاعل ..وبابتسامة باردة هذا أقصى قدرتها : بخير شخبارك انتي؟
بسمة : بخير الحمدلله...نورتونا والله..

جت أم راهي وهي كاشخه آخر كشخة بطلة بهية مثل بنتها ..وابتسمت لأم محمد ترحب وتهلّي بكل حفاااوة بالغة ..
أم محمد ابتسمت وسلمت عليها ..وعقبها البنات..
راحوا للصالة ولقوا بعض الأهل القراب لهم ..مثل خالات بسمة الثنتين وعمّتها ..وانصدموا يوم شافوا رهــف موجودة !!
مشاعل بصدمة : رهـــف؟؟؟؟
قامت رهف بسرعة من المجلس وراااحت لهم بسرررعة ..وحضنت مشاعل بقوة : وحشششششتوني كثثثثير !!
مشاعل ضحكت وكأن الغمّ اللي جثم على قلبها من يوم دخلت ..تجلّى وتبدد !
مشاعل : ههههه يا الله من زمان ما شفتكم ...شهر كامل وجع !
رهف بضحكة : ههههههه..ما كنت رح أجي بس بسمة اتصلت علي وعزمتني تقول إنكم معزومين قلت فرصة أجي أشوفكم..
والتفتت لـ شادن وهي مبتسمة..وحضنتها بقوة وهي تتنهّد : شادن لك وحشة كبر الدنيا تدرين !
شادن تفاعلت معها بابتسامة صادقة : يا حلوك رهوف انتي شخبارك؟؟
رهف تراجعت وهي تسحب شعرها ورا اذنها : ماشي حالي..

مشاعل قلّبت عيونها بالمجلس الفخم ...وما شافت أروى موجودة... تساءلت : رهف أروى ما جت؟؟
رهف بابتسامة لها معنى : ههههه لا .. أروى مشغولة تستعد لزواجها ..الأسبوع الجاي..وجيت من دونها ووصّتني أسلم عليكم وأعطيكم بطاقات الدعوة...تراها معي لاتنسون تذكروني أعطيكم اياها قبل تروحون..
مشاعل بصدمة : لا والله ..
رهف وهي تتحرك للمجلس : تعالوا أقولكم وش مسوي ثامر فيها ..ههههههه.. كان ودّها تجي بس مزحومة بمواعيد واستعدادات ..وثامر مو معطيها فرصة تطلع وتستانس... ضاغطها من أسبوع ومخليها تمشي عالصراط المستقيم..
جلسوا ومشاعل تتساءل : أجل تأدّبت البنت ههههه ؟؟
رهف بضحكة : هههههه مرررة ... ميّتة لشوفتكم..بس تقول بتشوفكم مرة وحدة بالزواج..
مشاعل : الله يعينها.. بيكون أسبوع تلف أعصاب
رهف : مرررة تلف أعصاب..

ابتسمت بسمــة : أهم شي وصّلي لها سلامنا .. يكفي شوفتك رهف..
ابتسمت رهف بعذوبة : تسلمين بسمة ما بغيت أردّك يوم لزّمتي عليّ..ولا أنا مالي جيّة بدون أروى..
بسمة بضحكة : انتي تكفّين وتوفّين..

::

في مــكان آخر .. بعيد مئات الكليومترات عن الرياض ..
في أحد مقرّات أعمالهم القذرة ..
عياف وعادل جالسين في مجلس عقب ما ريّحوا أعصابهم ليومين ، وعدّى الموقف الأخير بسلااام...لكن الحقد لازال يتنامى تجاه اللي قلب الطاولة عليهم واختفى.. !.. عمر اللي سحب عليهم سحبة أليمة !
عادل بسخرية لاااذعة للغاية : خل ثقتك العمياء فيه تنفعك !
عياف وهو رامي راسه لورا ومغمض : عادل اقضب لسانك ولا تطريه.. (فتح عيونه المشتعلة بنيران ناحيته).. لآخر مرة لا تنطق بحرف عنه ترا اللي بجوفي للحين ما برد منه..
عادل غير مبالي بحرقة صاحبه : لازم تحس باللذعة عشان تتعلم وتفكر وتسمع رايي اللي قلته لك مية مرة..الحين كِلها يا حضرة الزعيم المحنّك (بسخرية لاذعة)
قام عياف من استرخائه بعنف..ويده تمتد لياقة عاادل اللي ما رفّ له رمش يوم جذبه بقسسوة : لا تبيع روحك انت الثاني !.. المحنّك بيعلمك وشلون بياخذ حقه من الكلب اللي تنكّر له..
عادل وعيونه الماكرة مستقره بعيون صاحبه : هه !.. وشلون بتوصل له وانت ما عندك علم عن مكانه..
عياف فلته وهو يلتفت للفراغ وأفكار حامية الوطيس تتضارب داخل مخه : بطلّعه..بطلّــعه اذا مو اليوم ...بكرة...
عادل ابتسم ابتسامة خفيفة...ماكرة : يمديك قبل لا يصدمك؟؟
عياف بحقد : يصدمني؟؟ وش تقصد ياثور؟؟
عادل : أعتقد كلامه بالتلفون كان واضح لك..مو هو هددك يقلب الدنيا عليك.. أظن نواياه واضحة إلا إذا كنت إنت ما تبي تصدقها... (ضحك بسخرية)..الغريب إنك ما فهمت موقفه اللي تحوّل منا بالأيام الأخيرة ...أنا كنت شاكّ فيه وملاحظ إنه مايبي يستمر تحت ظلّك كان هالشي واضح يا زعيم من تجاهله لنا وتهرّبه..حاولت أفهمك لكن إنت ما صدقت... وأصرّيت إنه كلب وفــي ومارح يتنكّر... (ضحك باستنكار)... وش استفدت الحين يا محنّك؟
عياف عض لسانه بالقوة وهو مغمّض يرربط أعصابه اللي مصرّ عادل انه يستثيرها..
وقال : عااادل اقصرها هذي آخر مرة أقولك..
عادل ببرود وهو يلف بجسمه عن صاحبه بسؤال : متوقع وين بيروح؟؟

عياف بحقد : أهله بالرياض بس ماظن واحد مثله بيتّجه لها...مجنون إن كان بيسويها !
عادل ابتسم بسخرية وتأكيد : تبيني أقولك إنه بيسويها ،
عياف ناظره بـ نارية ..
وعادل استدرك : عمر باعها واضح من سواته.. وأتوقع إنه رايح لها...لا تنسى إن أهله هناك مو إنت قد قلت لنــا إنه عاش يتيم عند عائلة لها اسمها..وماله غيرهم ؟؟
عياف بحقد : وعنده أهل بالشرقية يمكن يكون اتّجــه لهناك..عشان كذا ما عندي فكرة عن اتجاهه الحالي..وهالشي اللي محيّرني وباطّ كبدي !
عادل ابتسم ابتسامة تشع مكر وراها ألف مغزى : تعرف وين بيته بالرياض يا محنّك؟؟
عياف : ما أعرف..أدري إنه عاش بالرياض بس ماعرف وين بالضبط..
عادل بحقارة : واللي يقولك عن مكان بيته؟؟..كم بتعطيه ؟؟
عياف ناظره بـ صدمة ساحقة : وش قلت؟؟
عادل بحقارة تتزايد : اللي سمعتــه... لا تحسبني ما تحرّيت عنه يوم أرسلته وراي ذيك المرة.. تأكّدت إنه هو اللي تجسس علي بالمخيّم... وما تركت الرياض إلا عقب ما عرفت وين ساكن ومع مين.. كنت ناويه نية قشرى بس إنت وقّفتني ذيك الأيام...وتجاهلت حركته الوصخة وتجسسه غصبن عني عشانك..
عياف يسمع مشدووه من هالمعلومات الجديدة.. لطالما كان عادل راعي مصايب ، صاحب مشاكل صحيح وهمجي لكنه ماكر وذكي.. ولعبه دايم من تحت لتحت..!.. وهذا سرّ حقارته واللي مخلي عياف يعتمد عليه بكثير أشياء الى جانب عمر..
عياف بصدمة : تحكي صادق؟؟
عادل برفعة حاجب وسوقية : أجل كنت تبيني أسكت له ؟.. ما أواطنه ولا يواطني ، ماني من النوع اللي ينداس طرفه ويسكت يا زعيم..وأظنك عارفني من يوم دخّلتني معك بهالشغلة ..
عياف سكت والأفكار تتضارب براااسه... وعادل أشعل أفكاره السافلة زود وزود..

دقايق واقتحم المجلس عليهم ، السبــع وهو ماسك التلفون بإذنه ووراه اثنين توّه راجع من برا..
تعدّلوا عياف وعادل وهم يلاحظون الجدية على وجهه.. خصوصاً عقب ما سمعوه وهو يقول : متأكد من كلامك؟
اللي عالطرف الثاني : أيه نعم ..لمحنا سيارة تشبه سيارته وهي ألحين في أحد المحطات على طريق الرياض..
السبــع بابتسامة جانبية : قلت لي على طريق الرياض؟؟
.... : احنا حالياً وراه... كنا نتابع الطريق مثل ما طلبت مننا...ولمحناه يمرّ..لحقناه وهو واقف حالياً بالمحطة...وشلون تبينا نتعامل معه ؟؟؟
ضحك بسخرية : وشلون تتعاملون معه؟؟؟ طبعاً تجرونه من رقبته مثل العنز وتجيبونه عندي... (بجديــة كبيرة).. احذروا زين...تصرّفوا معه قبل يدخل الرياض..واذا استعدى الأمر اذبحوه لا يهمّكم حياته...إن دخل الرياض فذي مشكلة كبيرة مارح تقدرون تسيطرون عليه.. تعاملوا معه بالبر أحسن لنا..
.... : على أمرك !
السبع : كم باقي عالرياض؟؟
.... : حوالي 120 كيلو تقريباً..
السبع : زين...لا يدخل الرياض..إن دخل لا تلوم إلا نفسك..
.... : على أمرك..

سكر المكالمة... وباغته عياف بصدمـة : قلت لي رايح الرياض؟؟
السبع بغضب : إيه ..قلت لي إنه مجنون لو راح الرياض..لكن دامه متّجه لها فـ نواياه صارت واضحة..
عادل بسخرية : بيسلّم نفسه!
عياف ناظره وعيونه تشتعل : الكلب الحقير لو أدري إنه بيوصل لهالحد كان ذبحته من زمان ..

السبع بسخرية : لا تشغل بالك... مارح نسمح له يسلّم نفسه ويسبب لي ولك مشاكل..بنتعامل معه بالشكل اللي يناسبه..
عياف بحقد : طحت من عيني يالليث طحت من عيني يالجبان !
عادل بسخرية : انخدعت فيه كثير للأسف..
عياف وجّه سؤاله للسبع : وشلون لقيتوه بهالسرعة؟؟
السبع جلس : قلت لنا إن له أهل بالرياض والشرقية ...عطيت أوامر لبعض الشباب من يومين.. وكلّمت ناس وطلبت منهم يراقبون الطرق اللي تودي لهالمدينتين بالذات...واليوم شباب تبعنا شافوه على خط الرياض السريع...وعطوني خبر..
عياف سدد لكمة في باطن يده : مارح أصبر لما يجيبونه ..بعلمه درس بحياته ما ينساه ..
السبع ابتسم بـ ثقة عمياء : وقت قصير وبيوصلنا خبر ..الخيانة شناعة ومستحيل أقبلها من أي أحد..مارح نخليه حجر عثرة..
وغيّر الموضوع ..لـ موضوع آخر ..
السبع : خلنا نحكي بالجد ألحين..
عياف ناظره بجدية وهو عارف الموضوع اللي حكوا فيه من يوم وصلوا لهالمكان الآمن ..
السبع أردف : مساعدتنا لكم..مارح تمر مرور الكرام وتنتهي على كذا..إنتوا صرتوا منا وفينا وتحت مراقبتنا.. قول للشباب اللي معك إني أنا الآمر الناهي هنا..اعتبروا نشاطاتكم اللي كنتوا تسوونها ملغية ومارح تسوون شي إلا بأمري دامكم دخلتوا هالمكان لازم تمشون بقوانينه والا بيعرضكم هالشي للخطر..
عياف بهدوء : عطيتهم خبر..!
السبع : زين..!.. انتوا لكم الحماية ولنا الطاعة.. فيه ناس عارضوا مساعدتي لكم لكن عشان عادل زميل وصاحب (ابتسم عادل).. قررت اقدم يد المساعدة.. لا تخليني اندم إني حطيت يدي بيدك !
عياف بدون نفس : زين لا تشيل هم ..
قام السبع وطلع من المكان ..
عياف تمتم : ما يهمني وش تسوي أهم شي تجيب لي الجبان آخذ حقي منه !!
عادل ابتسم : بيجيبه دامه وعد..بيجيبه..
عياف ضحك بسخرية : هههههه ترا ما نسيت انه وعد قبل يومين ..وآخر شي انسحب على وجهه وذبح رجاله !
عادل بوجوم : هالمرة مارح يفشل !.. عرف نوعيّة عمر زين وبيتعامل معه ..
عياف : ماني مرتاح يا عادل ماني مرتاح !

::

♫ معزوفة حنين ♫ 18-10-12 04:42 PM

رد: لاتبكي ، للكاتبة : عيون القمر ..
 


طلع عمر من بقالة المحطة وهو شايل بيده كيس بلاستك فيه بعض الأغراض والأكل الخفيف.. توجّه لسيارته وهو يفتح قفلها من بعيد بالكنترول ..كان قد وقف هنا من ثلث ساعة عشان يصلي المغرب والعشاء جمع وقصر.. ويشتري بعض الخفايف قبل يكمّل مشواره للرياض ..
وصل للسيارة بهدوء.. ورفع راسه للسيارة السوداء اللي كانت واقفه بعيد ببقعة مظلمة على بدايات المحطة..مكانها ما تغيّر من يوم نزل.. لا هي دخلت تعبي بنزين ولا هي كمّلت طريقها..
عقد حواجبه وعيونه تلمع بجدية... يوم تأكّد إنه مُتابــع!
وان اللي كانوا وراه من ساعة مو سيارة عابرة.. الواضح إنهم مايبون يقصرون الشر ، ولا فهموا رسالته الأخيرة !
وهو حلف ما يلمسونه قبل يوصل الرياض ويسوّي اللي براسه.. مارح يتخلّى عن مخططه لو الثمن حياته !
فتح الباب ورمى الكيس جوا ... وانحنى للدرج وأخذ المسدس منه..حطّه عالكرسي قبل..ثم سحب جكيته المرمي على السيت ..ووقف برا السيارة يلبسه وهو يناظر عمره بانعكاسه على النوافذ..ثواني وهو يعدّل ياقة الجكيت بهدوء.. أخيراً مال للسيت من جديد وأخذ المسدس.. ودسّه داخل الجكيت عشان لا يلفت النظر..
مستعد يسوّي حريقة بالمحطة لكن مارح ينالونه !..مارح ينالونه ..مارح ينالونه !
توجّه لـ كبوت سيارته وفتحه ..عبـث فيه شوي وابتسامة غريبة على فمه ، ابتسامة وعيد..
قبل يمشي من عند العم مصلح..سوّى بعض التعديلات تحسّباً لأي طاريء ، والطاريء اللي كان في ذهنه ذاك الوقت ..هي الشرطــة !
لكن ما صارت الشرطة هي الطاريء الوحيد...صاروا سفلة بيتعامل معهم بطريقته... رح يفجّر فيهم تفجييير ، رح يعلّم عياف مين هو اللي جالس يلعب معه..وان أربع سنين ما كانت كافيه عشان يعرف عمر على حقيقته !
عمر المتمردّ...عمر اللي ما يهاب.. عمر اللي الشجاعة تقترن باسمه ..

انتهى منها بثواني .. سكّر الكبوت وأرسل نظرة معيّنة للسيارة متأكّد إنهم بيلمحونها !
وأخيرا ً تلفّت بأنحاء المحطة اللي كانت خالية بعض الشيء مافيها زحمة ولا ناس كُثر..وهالنقطة بـ صالحه..

هناك بالسيارة الغريبة..
الأول بهدوء : رح يتحرّك ألحين ..
الثاني : خله يمشي ويبتعد عن المحطة والنور..بعدين نتعامل معه..
الأول : وش قاعد يسوي؟؟
الثاني : يمكن بسيارته مشكلة... ذا من صالحنا ..
الأول بتركيز لمح نظرته الأخيرة : يطالعنا؟
الثاني : تتوقع؟؟
الأول : السبع حذّرنا منه ..تظن حسّ بوجودنا ..
الثاني : ما أظن..لو حسّ ما وقف بهالمكان وعرّض نفسه للخطر..وهو يدري إن ما معه سند..
الاول: يمكن حركة مقصودة منه ؟؟
الثاني : هذا هو يركب لا تضيّعه..

ركب عمر السيارة والوعيد حوّله لانسان ثاني...ربط الحزام بسلاسة..باللحظة اللي الحقد والكره والبغض لكل شي له علاقة بحاضره المنحطّ...تفاااقم وتغلّب على شعوره...
رح ينهيهم..رح ينهيهم لو هالشي يعني انتحاره !!
غيّر القير لأعلى مستوى ورمى رجله على البنززين بكل قووة ...وبدل ما تتحرك السيارة لقدام.. انطلقت لورا بسرعة خاااارقة وكفراتها تحتكّ بالأرض ..مطلقــه دويّ عااالي خلّا كل اللي بالمحطة يفزعون ويطالعون بالسيارة اللي كانت تتراجع بسرعة وصلت بـ لحظات لـ 100 كيلو بالساعة ..!

الاثنين اللي بالسيارة صرخوا بفــزع مباغت وقلوب وصلت الحناجر وسيارة عمر تتّجه لهم بسرعة بــرقْ لا يمكن يتفادونها ..
صررخ الثاني من أعماق قلبه : تحــــــــرّك !
وقبل يكمل كلمته ..
كان عمر متّجه لهم ما بقى بينهم شي انحرف بالسيارة بمهارة عالية وخلا زاوية سيارته الخلفية تضرب زاوية السيارة الأخرى الأمامية بطريقة عجنت المحرك وعفطت الكبوت لفوق..وطيّرها بانحراف عنيف للخلف..دارت على نفسها دورة كاملة بمنظر مخيف وضوضاء مو طبيعية..

طلعت الأدخنة من الكبوت.. حرّك عمر القير بطريقة معاكسة بتبلّـــد ونظراته عليهم بالمراية ..
تضرر كتفه شوي..وكشّر بعيون تضيق من ألــم نغزه..
وتضررت سيارته من الخلف لكن ما همّه أبداً..
ولأن الليل أسود والبقعة مظلمة محد قدر يلحق يشوفه أو عالأقل يميّز لوحة سيارته اللي هو مزوّرها ومغيّرها قبل يكمّل طريقه للرياض !
حرّك سيارته بسرعة ساحقة كأنها أحد سيارات سباق بسبب المحرّك اللي مغيّره من أيام كـ استعداد للأسوأ.. ابتسم باستهزاء وهو يتذكّر غياباته عن الفيلا بجبال الجنوب وعصبية عياف عليه وصراخه وتهديداته وأسئلته عن سبب غياباته...كان يغيب لجل يعدّ نفسه لحرب شرسة كان يتوقع أسوأ السيناريوهات فيها..!
رفع التلفون وهو يبتعد وعيونه للناس المعدودين اللي بدوا يتجمّعون على السيارة واللي فيها..وبلّغ بنفسه عن سيارة مشبوهة فيها أسلحــة تعرّضت لحادث عند محطة..مثله مثل الناس القلائل اللي شهدوا عالحادث هناك وبلّغوا ..

بالسيارة المعدومة..اصاباتهم متفرّقه ..استدارة السيارة بقوة خلاهم ينصابون برضوض ..ولكنهم أحياء !
رفع الثاني راسه وهو يتأوه ونزيف صغير ينزل من جبينه : إلحقه!!..الحقـــه وراك واقف!!
الاول بألم : مو راضيه تمممشي!!
الثاني بغضب وهو ماسك كتفه اللي انخلع بعنف..رفع تلفونه يدق على أحدهم ..!
قال : تراه متّجه للرياض ما قدرنا نكفشه.. (صرخ لزميله اللي عالتلفون) .. تصــرّف السبع بيذبحني ويذبحك لو درى .. لا تتحرّك بتشوفونه يمرّ من عندكم !!..تصرّف معه هاجمنا بسيارته وتعرضنا لحادث..
وقفل وهو يشوف الناس حولهم والاتصالات شغالة !!.. يا وش هالمصيبة !!
حاول يتحرّك ما قدر ..كتفه منخللللع كلياً وتأأأأوه بألم شديد..!

عمر ماشي بسرعة 180 لين ابتعد عن المحطة ..وأخيراً دخل جوى البر وهو يشوف نقطة تفتيش بعيييدة مرة تشير إلى إنه اقترب من مدخل الرياض.. بس ما يعني إن الرياض صارت قريبة..بعد قدامه حول الـ 100 كيلو..
صعب يعبره .. وطريق البــر رح يخلي المشوار أطول ..لكن مو مشكلة ما قدامه إلا كذا دامه رح يكون أسلــم !
لاحظ سيارة أخرى تنحرف من الطريق وتتبعه وشكلها تبع السيارة الأولى..
تنهّد وعيونه تبرد.. وش يسوي ؟!..يموت ويموّتهم معه عشان يفهمون!
ان كانهم بيطاردونه قريب نقطة التفتيش فـ هُم أغبياء رسمي...لأنه على استعداد يلفت النظر لمكانهم بكل جوارحه !

هالمرة كانوا ثلاثة بالسيارة ..يمشون وراه..
قال الاول : لا تتهور الشرطة حولنا..
الثاني اللي يسوق مشتطّ غضضب : كلّه من هالزفت شلون ضيعوه شلون ؟؟؟..وصلنا لمدخل الرياض لازم نرجع يا منصور لازم نرجع .. ان انمسكنا فذي مصيبتين..يكفي ناصر واللي معه علقوا بالمحطة ..
الثالث : خلونا نتصل للسبع ونقوله .!!
الأول بغضب : هو محذّر لا نقرب من الرياض .. نتركه ونرجع؟؟
الثاني وهو يتابع سيارة عمر اللي كانت تمشي ببطء في ظلام الصحرا : خلونا نشوف وين رايح..شكله غيّر طريقه عن الرياض أو خايف من الشرطة ..
الثالث : خلّك وراه أجل..

شافوا عمر يطلّع يده من الشباك ويشير لهم بإشارة ما فهموها ..
الاول بحذر : وش يقول؟؟
الثاني : طالب يتكلّم معنا ؟؟
الثالث بغضب : تظن يبي يتكلم؟..لا والله إلا بنذبحه

عقب لحظة شافوه يشير بـ سلاح من النافذة ..السلاح اللي خذاه من صاحبهم بالجنوب .!
فهموا المغزى خصوصاً إنه وقّف سيارته قدامهم تماماً..ونقطة التفتيش من الجهة الثانية قريبة منهم وعلى مرآى..
يهدد بالشرطــة !!
الأول بصدمة : مهبول !!
الثاني : بايع عمره.. واضح ما همه شرطة أو غيره..
الثالث : وبنخليه يفلت كذا !!؟
الأول : ما نقدر نتهوّر دامه يهدد بـ رصاص.. نقدر نستخدم الرصاص لكن الشرطة على بعد أقل من كيلو واحد.. كله من ناصر الحيوان واللي معه !! يا ويله من السبع وأخوياه.. راحوا فيها الشباب ..

عمر يطالعهم من المراية..ينتظر أحد ينزل منهم ..محد نزل..خصوصاً إنه وقف السيارة نهائي..!
ابتسم بسخرية .. يا خوفكم من الشرطة..

مارح يكمّل مشواره للرياض وهم وراه بهالبساطة... انتظر دقيقتين وهم واقفين وراه.. بدون ما يعملون أيّ حركة عدوانية ، مو عشانه عشان الشرطة !!..ويدري إنه لو مشى وابتعد عن هالمكان بالذات..بيتغيّر موقفهم وبينكشف قناعهم !
عشان كذا لازم يتخلّص منهم... ولأنه ما يقدر يكلّمهم أو ينزل من السيارة..
لقى نفسه يتصلّ على عياف ..
اللي رد بوجووم حاااقد : طحت ومحد سمّى عليك! .. لا يكون متصّل تبيني أشفع لك ..
عمر تجاهله : كلمة وحدة...قول للي وراي يبعدون ولا ترا مارح يردّني عن الشرطة شي.. كيلو واحد بس...وبتروح فيها مع خويّك راعي المخدرات.. رجاله وراي ، سيارة عدمتها باللي فيها وباقي السيارة الثانية..
عياف بعيون منفرجة بشكل مخيف : لاقينك لاقينك وين بتروح منا يا جبان..!
عمر: لا تكثّر هرج عطيتك العلم..دقيقتين بس.. مارح أزود عليها.. قل لهم يبعدون ولا قسماً برب الكعبة إني أنتحر وآخذك وخويك لأسفل سافلين ..سامع !
وسكّر بوجهه وهو يتابع السيارة اللي متوقّفه وراه .. وبدى يحسب الدقيقتين !


عند عياف ..
السبع بغضب مستطييير : وشششو؟؟ هو اللي قالك !
عياف : توّه متصل ويقولك ..قلّهم يبعدون لأن الشرطة حولهم !
السببع وعرروقه بتتقطع من الغيض والغضب اللي فجّر الدم وصار وجهه وعيونه حمررا بشكل مرعب ومخيف..
اتصل بالرجّال اللي كان متواصل معه قبل ساعة وعطاه خبر إنهم شافوه عند المحطة..
ما ردّ عليه..
كلّم السيارة الثانية بسرعة ..وردّ عليه اللي اسمه منصور المسؤول : منصور؟!...وش صار على ناصر؟؟؟
منصور بتوتر : ما صار شي للحين احنا وراه؟؟؟
صرخ بزمجررة خضّت الغرفة باللي فيها : وش صار على ناصر؟!...أكلمه وما يرد !
منصور بهدوء متماسك : صار لهم حادث بالمحطة!.. ولحقناه بدالهم !
السبع بهمس فحيح : حادث !!
يعني كلام عياف صحيح يوم قال عمر إنهم عدمهم !!
وبغضب متفجّر : وينكم إنتوا الحين؟؟؟
منصور : على مدخل الرياض... قريب نقطة التفتيش ..
صــرخ بخشونة صوته المرعبة : مو قلت لكم تصرفوا ولا تقربون الرياض!!...وش تسوون تبون تودونا بستين داهية !!..ارجعوا يا ملاعين ذا بيجيب آخرتنا..
منصور بارتباك : وشلون هو واقف قدامنا الحين ! .. مارح يفلت !
السبع : واقف قدامكم مهوب عشان سواد عيونكم واقف لأن الشرطة جنبكم.. خابرك ذكي يا منصور وتقدر تتعامل مع هالمواقف..لكن أنا أوريكم !
منصور بارتباك : أدري يالسبع.. بس صعبة نتركه واحنا وصلنا له..
السبع بغيض : اتـركــه توّه اتصل علينا وقال إذا ما تركتوه بينصى الشرطة ..وعقبها بتصير علوم..وأنا عقب ناصر مابي خساير..
منصور بصدمة : اتصل عليكم؟؟
السبع : لا تكثّر أسئلة....تراجع !.. بعدين بنتصرف معه !
منصور : بس يالسبع!
قاطعه بغضب : سوْ اللي قلت لك عليه... مانبي نتهور كنت أظنكم كفوْ لكن خاب ظني وحسابكم عسير..
وقفل بوجهه ..واللي اسمه منصور نزّل الجوال والاستغراب والغضب على هيئته من هالحالة..!
اللي جنبه : وش يقول أكيد وصله خبر عن ناصر !
جاوب بعصبية : ايه والغضب واصل معاه ..فيه ناس بتموت الليلة والله يستر ..

عمر رفع حواجبه باستهزاء وهو يشوف السيارة تتراجع على ورا بهدوء.. وترجع للشارع وتعكس الاتجاه مبتعده..
هزّ راسه بسخرية بالغة .. ما توقّع استسلامهم بهالشكل السريع..لكن فعلاً شكل الشرطة نقطة ضعف ما يقدرون يتهورون فيها !
مال بجسمه على المقود عشان يحرّك السيارة..بس مرّت كهرباء سريعة بكتفه خلّته يكشّر وهو يقبضها بيده ..!
نزّل راسه للأسفل وهو يكتم أنفاسه ..فيه رضّة عنيفة صابت كتفه عقب الحادث قبل شوي..وجرح بذراعه اليســار ينزف !
التفت يطالع ذراعه اللي بدا الدم يتطبّع في ملابسه..ابتسم بهدوء ..خلّك تنجرح عشان تحسّ..
تألم يا عمر...تألم !
حرّك وهو يتجاوز ألمه ويركّز على طريقه عقب ما أغلق أنوار السيارة الخارجية..
::

في قصــر أبــو راهي..
العزيمة مستمرة..وسوالف البنات ماخذه جوّهم..
رجعت شادن من عند امها وهي شايله كيس هدايا فخم لـ عند بسمة..
بسمة : وين رحتي؟؟
شادن تبتسم بهدوء وهي تجلس : تفضلي هذا لك !
بسمة ابتسمت يوم شافت الكيس : هذا لي؟؟؟
شادن : ايه نادتني امي عشان اعطيك اياه... من محمد
نوّر وجهها بسعادة واضحة : جد والله؟؟
شادن : ايه شراها مخصوص لك..
بسمة وقلبها يخفــق خذت الكيس وطلّت جواه..شافت علبة مربعة عرفت إنه مصاغ وشكله راقي..
رفعت راسها بلهفة : بيجي اليوم؟؟
شادن : مدري والله ..هو يدري عن العزيمة بس لأنها عائلية ولا فيه رجال ما أتوقع..
بسمة عضت شفتها بحزن ..ونزّلت راسها وقهر يملا نفسها... وش هالحالة مخطوبة وماهيب مخطوبة !!
كم مرّ ألحين..شهر كامل وهي صابرة ومتحمّله ..وتمثّل قدام أبوها إنها السعيدة اللي محمد متواصل معها وهو ما ربط خيط وصال واحد !
ما عاد فيها صبر ..
حتى هالهدية...فجأة شكّــت إنها منه...
قال بتردد : شادن؟
شادن : همم؟
بسمة : محمد... ي يحكي عني؟
ناظرتها شادن بهدوء : يحكي عنك؟؟
بسمة بتردد : أقصد... يتكلم عني...تحسين إنه سعيد.. مثلي يعني ؟!
شادن تنهّدت : محمد مو من النوع اللي يتكلم عن رايه بالأشخاص علني... بس ان شاء الله سعيد ..
بسمة ما أرضاها هالجواب ..شلون يحكي عنها..وهو أساساً لحد الآن ما شافها... خطبها وعينه ما طاحت عليها !!
هه !..واضح اهتمامه .. تلعب على نفسها..تلعب على نفسها طول هالفترة !!
بس مارح تخســـر !
مارح تخسر قدام سحر لو مهما صار !! ،
قالت عقب لحظة : سحر بنت عمك وشلونها؟؟
شادن : مسافره للحين ما رجعت..
بسمة بترقب : ما تكلمينها؟؟
شادن : ما كلمتها بس هي بخير.. سألت عمي عنها كان عندنا قبل ما نجي وقال انها مرتاحة ومبسوطة..
بسمة بحواجب معقودة...مبسووطة ؟؟؟
هالكلمة ما دخلت مزاجها.. مبسوطة أجل يا سحر؟؟.. تتخيلين إني بسكت عن كل كلامك ونواياك بتخريب زواجي !
مبسوطة على حركاتك ها ؟؟
بسمة بوجوم : شلون يعني مبسوطة؟..مو كنتوا تقولون إنها تعبانة؟؟

سمعتهم مشاعل..والتفتت بـ جمود ناحية بسمة ..وقالت بنبرة طبيعية بس نظراتها باردة : يضايقك إنها مبسوطة؟؟..ايه مبسوطة ومرتاحة وعمي قالنا إنها تضحك بعد... لا يكون يزعجك هالشي؟!
شادن رمت نظرة على مشاعل تطلب فيها إنها تسكت...وبسمة احتقن قلبها ضد مشاعل اللي ماخذه موقف منها للحين .!
بسمة ببرود : جزاي إني أسأل عنها..
مشاعل ابتسمت بزيف تنهي الموقف اللي يطري انسانة ماهي موجودة بينهم : مشكورة..هي بخير وسعيدة بروحتها..وعمي طمّنا عليها كثير.. لا تشغلين بالك..
بسمة سكتت والحنق يملا صدرها... لازم تشوف محمد بأسرع وقت ممكن !
لازم تحط النقط عالحروف ..وتحذّره من أي ألاعيب وراها!!..إلا كرامتها ..إلا كرامتها مارح تسمح له يدوسها عشان وحدة ألغاها من حياته !
التفكير بالموضوع كتم على صدرها وخلّا العبرة تخنقها..
قامت واقفه وهي تشيل جوالها معها... هي أمّلت بهالعزيمة إنها بتشوف محمد ..وبيحضر ، ويطلبها.. لكن من كلامهم مبيّن إنه ما فكّر فيها لحظة..ولا خطرت على باله !
مو كذا ! ، تحمّلت شهر ومارح تتحمّل زود..!!

طلعت من الصالة لـ غرفة ثانية ..واتّصلت على أبوها ..
اللي ردّ ..وهنا انفجــرت ببكاء بسبب قهر وحنق تكدّس أيام وأيام ، وانتظــار لأيّ مبادرة من محمد اللي ما تقدّم خطوة وحدة معها للحين !
أبـو راهي بروعة : وشفيك؟
بسمة ببكاء : قول لـ محمد يجي اليوم لازم أشوفه..
ابو راهي باستغراب : كلميه وقولي له اللي تبين.. ليش أكلمه أنا مشغول ألحين..
بسمة بصياح : وشلون أكلمه وهو ما يردّ علي خير شر !! راميني عالرفّ ..يخوني بابا يخوني ..
أبو راهي بصدمة من هالكلام : وش تقولين اهدي ..وش هالخرابيط..
بسمة بصياح : مو خرابيط... يخوني مع بنت عمه بابا ..كنت اكذب عليك وأقولك يتواصل معي بس هو من تمّت الملكة ما رفع خط وقالي شخبارك... بنت عمه تضايقني كل يوم وتهددني وتقول إن هالزواج مارح يستمر لأن محمد ما يبيني.. ما اقدر أتحمل خلاص ، حتى اليوم مارح يجي مع إن هالعزيمة عشانه وعشان اهله ..
أبــو راهي ساكت يحاول يستوعب الكلام اللي تقوله..
بعد لحظة ، بهدوء : اهدي وخلي عنك هالكلام الفاضي..
بسمة وهي تشهق : مو فاضي!!..أقولك ما يحاكيني.. ما يكلمني..يتهرّب مني .. وش أسوي بابا والله قلبي يعوّرني من القهر وبنت عمه مو راضيه تخليني بحالي..
أبـو راهي اللي تغيّرت نبرته للجدية بالتدريج: اهدي... ماهو وقت صياح وبكي.. بكلمه واشوف الموضوع.. بس انتي اهدي ما يصير اللي تسوينه عندك ضيوف !
بسمة بعبرات : مو بيدي ، من قهري والله من قهري ما عشت يوم واحد حلو من عقب الملكة..
أبو راهي بعصبيـّة : ليش ما قلتي هالشي من بدري؟؟..ليش يوم أسألك تقولين كل شي زين..توك تنطقين !!
بسمة بدموع : توقعتها فترة وتعدي ..كنت أظنه مشغول وما بغيت أضايقه ..بس طالت الحالة ..أحس إنه ما يبيني بابا ما يبيني ويسوي كذا عشان أنهــي كل شي !
أبو راهي بعصبية : يصير خير ان شاء الله..بكلمه وأفهم منه الموضوع.. بس إنتي وقفي بكى البزران ذا وأنا بعرف السالفة..
مسحت وجهها بيدها وهي تسمع أبوها...وسكّرت عقب لحظة ..
يدها ترتعش غييض.. مارح تكونين يا سحر السبب بخراب زواجي..مارح أسمح تكونين إنتي السبب!
والله أنهيك وأفضحك عند أهلك كلهم !

طلعت من الغرفة وشافت وجهها بالمراية ..كرهت شكلها مع مكياجها المعتفس..
طلعت بسرعة فوق تعدّل مكياجها وتمسح آثار الدموع...وبينما هي مشغولة تعدل..
رن جوالها باسم أخوها ...راهي !
ردّت وصوتها فيه آثار بكي : لا تطلب اللي ببالي راهي.. قلت لك البنت مخطوبة مو مثل خوياتك اللي تعرفهم بسفراتك!


في مجلس الضيوف ..
مشاعل : متحمسة لزواج أروى .. أيامي الأخيرة كآبة أخيراً بعيش فرحة..
رهف : ههههههه الله يعين ..ما تشوفينها الأيام الأخيرة ما تعرف راسها من كرياسها..ضايعة بالتجهيز ما كنت اتوقع إنها بتغوص لهالدرجة..
مشاعل : هههههه وانتي ماخذتها مسخرة أكيد..
رهف بضحك : والله كنت اضحك بعدين صرت أرحمها... ثامر مو مخلي لها فرصة تتنفس كل يوم يتصل وكل يوم يتوعّد لأنه عارف إنها ممكن تتفلّت بأي لحظة وتحوس جدولها..
مشاعل بضحكة : أما..غريب زوجها اتاريه راعي استقعاد..يحدد ويخطط وهي تنفّذ..
رهف : ههههههه أحييه صراحة لأن أسلوبه فاد معها .. وهذي هي أنجزت شي كبير وبقى أشياء بسيطة..
التفتت لـ شادن اللي كانت تستمع بابتسامة ... وسألت بحماس : وانتي شدون...ما تحدد زواجك؟
تغيّر وجهها للحظة... سؤال مو في محله ولا وقته ..
وحافظت على ابتسامة صغيرة نصها ألم : للحين !
رهف باحباط : حسافة لا يكون بعيد؟
شادن نزّلت راسها تناظر جوالها تهرب بعيونها : الله يكتب الخير..

نزلت بسمة وهي معدّله شكلها وماحيه كل أثر.. ورجعت لمجلس الضيوف ..
ابتسمت للبنات : بنات ما ودّكم نطلع نغيّر جوْ ؟
رهف ابتسمت موافقة : إلا والله محتاجه هواء نقي..!
بسمة : أجل يلله نقوم... (التفتت لـ شادن اللي كانت مدنقه لجوالها بصمت ) ..شادن تعالي أبي اقولك شي ..
رفعت شادن راسها بهدوء ..
رهف بضحكة : وش تبين فيها سر؟
بسمة ابتسمت : ايه شي ما أقدر أقوله إلا لها.. بس خلونا نطلع قبل..
رهف ضحكت : طبعاً طبعاً دامها اخت الحبيب أكيد بيكون فيها ألف سر وسر..
ابتسمت بسمة بلمحة خجل لابد منها ..
رهف قامت وهي تسحب شادن معها : يلله قومي أكيد بتقولك شي توصلينه للخطيب العزيز..
بسمة ضحكت ، وشادن اكتفت بابتسامة عابرة ..

طلعت مع البنات وبسمة للحديقة الخلفية ، واللي كانت بعيدة مرة عن المجلس والفيلا.. فيها جلسة مرتفعة ومظللة وسط الورد والشجر.. المكان مزحوم بالشجيرات وأحواض الورد ، ومليء بالممرات الفرعية اللي بعضها يخفي بعض ! بشكل غريب !
رهف بانبهار : وش هالمكان بسمة؟...صاير متاهة من كثر الشجر والورد...أول مرة أشوفه ما جبتينا له يوم الملكة !؟
بسمة بضحكة : ههههه.. هالمكان خلفــي وبعيد ما بغيت آخذكم له وانتوا أول مرة تجون..
رهف : مكان غريب وحلو ..(بضحكة)..يصلح نلعب في الغماية ههههه..
بسمة ضحكت: هههههههههه نفس كلامي والله..
رهف : حسافة لو أروى معنا..الجلسة هنا جميلة الله يهنيكم ..
بسمة قامت واقفة : دام عجبتكم الجلسة.. وش رايكم أطلب العصير هنا..وانتوا خذوا جولة بالمكان لو عجبكم..
رهف : فكرة حلوة..
راحت بسمة عنهم تطلب العصير ، ورهف قامت واقفه وهي تتأمل الممرات المتفرعة بين الشجيرات الكثيرة اللي نصها منخفض ونصها مرتفع !
رهف : لو مو أنا لابسه فستان كان ركضت مثل البزران فيه..
ضحكت مشاعل غصب : ههههههههههه.. سوّيها لا يردّك شي بسرعة قبل ترجع صاحبة البيت..
رهف بضحكة: ههههه برستيجي يختي!
شادن ابتسمت على سوالفهم لا شعورياً : لك دقيقة خذي لفّة وتعالي ..
رهف ناظرتها : أخاف أضيع ..هههه !
شادن بضحكة عفوية : مو لهالدرجة ..
مشاعل ابتسمت يوم شافت ضحكة شادن.. أشوى كأنها فعلاً بدت تغيّر جوْ وتلهى عن أفكارها !
قالت مشاعل : أجل ناخذ لفّة معك لين يجي العصير..
رهف بمزح : يكون أحسن عشان لو ضعت تضيعون معي..

شادن ضحكت : لا تبالغين هههههه..
قاموا ثلاثتهم بدل الجلوس..ونزلوا من درج الجلسة المظللة والمرتفعة.. وبدوا يمشون بين الشجيرات والأحواض والممرات الضيقة ، وكأنهم بوحدة من الأحراش..
رهف شافت ممر طويل مثل المدخل اللي نهايته مخرج ، ومسقوف بخشب..ابتسمت : تتوقعون وين يودي هذا؟
شافته شادن وكـان مظلم ، قالت : لا نبعد أخاف نوصل على مكان ما يصلح نروحه..
مشاعل بحماس: بس نطلّ طلة وحدة ونرجع .. (ناظرت رهف).. وش رايك رهف؟
رهف ضحكت: ليه لا؟؟؟.. ترا ما نسيت مغامراتنا بالبر...اشتقت لها ..
مشاعل ضحكت : ههههههههههههههه لا والله أجل بسبقك لهناك..
وهرولت بشويش ورهف لحقتها بسرعة وكعوبهم تطرق الأرض الحجرية داخلين جوّا هالممر والفضول ماليهم..
شادن وقفت على حدود المدخل ما دخلت وهي تتابعهم بعيونها : تعالوا والله ما يصير !
ما ردّوا عليها وهم يتضاحكون من بعيد وتسمع تعليقات زاحفة من كل وحدة..
شادن : مشاااااعل !
ما ردّت مشاعل واختفى صوتهم وكأنهم أبعدوا ..
شادن تنهّدت.. قررت ترجع للجلسة يمكن بسمة جت هناك وتنتظرهم... رجعت أدراجها بين الشجيرات ذاتها والممرات الملتوية نفسها ..مع الإضاءة اللي كانت خافتة بهالمكان..
على جمال المكان إلا إن يوحي بـ وحشة بعض الشيء..
لـلحظة ..حسّت بوجود انسان ثاني بالمكان غيرها هي ..التفتت للخلف على بالها مشاعل ورهف رجعوا لكن الصدمة ...إن راهي كان واقف وراها مباشرة ..بينهم خطوات !
بابتسامة على وجهه..وعيونه تمرّ عليها من فوق لتحت ، يتأمل طلّتها شكلها وزينتها ..فستانها العنابي البسيط اللي معطيها سحرْ مع قوامها ..!
ارتجفت شفاتها لا شعورياً وأنفاسها ضااااقت.. رجلها تحرّكت على ورا..على استعداد للهرب..
قال بهدوء : مو قلت لك بنشوف بعض كثير ؟!
شادن ما قالت شي..لفّت ومشت بسرعة تكمّل طريقها اللي من الصدمـة ضيّعته !
قال من وراها : لحظة مو بهالسرعة !
ما لفّت عليه وكأنها ما تسمع..بس الصدمة الأعظم إنه مسك يدها يوقّفها.. استدرات له بعنف وزلّت رجلها والتوت من علوّ الكعب..!
تأوّهت على وشك السقوط ، مسكها من خصرها لا تطيح ، وهاللمسة كهرباء سحبت روحها ..
شهقت بدموع وهي تحاول تدفّه : وخر عني لا تلمسني !
ترك خصرها ، بس ما ترك يدها ..وابتسامة على فمه : على هونك أبي أتكلم معك..
شادن وقلبها ذاب ما تحس فيه : اتركني اتررركني عيب اللي تسويه عيب..!

سمعت صوت مشاعل يقرب مع رهف..تهلل وجهها وكانت بتصرخ وتناديها ..لكن راهي حط يده على فمها بسرعة وسحبها من يدها لمكان بعيد..ومقاومتها قدامه صفرر!
الموقف صار فضيع بالنسبة لها.. صار أشنع.. صار يستخدم قوته ورجولته وهي قدامه ضعيفة مافيها حيل !
وقلبها المرتجف زاد الحمل عليها !!

وقف معها بمكان بعيد خلف شجيرات كثيرة لو يدورونها ساعة مارح يلقونها.. ويده للحين على فمها وجسمه حيل قريب منها.. صاير مواجه لها وعيونها المفجوعة بمستوى صدره!
هالقـرب الشديد جذب الدموع العنيفة وقلل الأكسجين من حولها وهي حاسه إنها بتغيب عن الوعي !!
للحظة وحدة بس.. وسط هالتخبّط اللي عايشته..
تذكرت ..عمر !... تذكرت تعامله الفظّ مع هالشخص يوم تعرّض لها أول مرة !
تحتاج له !..تحتاج لقوته !...تحتاج لحمايته ..
تحتاج لقسوته المؤلمة مع هاللي ما يحترم لا حدود ولا قرابة !

رفعت يديها الثنتين تاركه شنطتها تطيح بالأرض ناحية صدره وهي تحاول تدفه عنها بالقووة حاسه باشمئزاز ما قد حسّت فيه بعمرها كله..!
دموعها نزلت وبللت يده تترجاه يوخر ويعتقها من شرّه..
حسّ فـ بلل دموعها ونزل بنظراته ناحيتها لقى الدموع بوجهها..
قال بهدوء : مابيك تصرخين !
ناظرته بعيون فايضه رعب وخوف وكل معاني الحسرة !

ابتسم وشكلها بالدموع سحره ، تمتم بهمس : حلاك غير يا شادن..غير !
هزّت راسها نفي وهي تفقد كل قواها ..رجولها ما تشيلها ..ما تشيلها..
قامت تشهق تبي أنفاس.. أبعد يده عن فمها وهي مسلوبة اللون..
راهي ابتسم الابتسامة اللي كرهتها من أول مرة شافتها : .. قلت لك انك شاغله بالي.. كثير يا شادن..
لا ينطق اسمها !!..لا ينطقه !
بكت تترجاااه : ما يصير اللي تسويه اتركني وخر عني..
ابتسم : ليش ما يصير؟
شادن وهي ترجف كان محاصرها وهي مو قادره لا تتحرك يمين ولا شمال : ..أنا..مخطوبة..متزوجة.. والله ما يصير اللي تسويه اتركني بحالي..
حط يده على إذنها ، وهي هنا تشنجّت ..أنفاسها جسمها ..حتى قلبها ..
اقتحمتها آلام جديدة تقتل خلاياها.. كيف تتعرض لمثل هالموقف..كيف تنــرخص بسبب واحد مثله..
هي مو ملــك أحدْ...مو ملك أحد غيره هو !

أردف : أدري !.. أعرف منهو خطيبك !
ناظرته بعيون تفيض رجاء : دامك عارف خلاص والله اتركني بحالي ، مو قادره ليش تسوي كذا
راهي بنعومة : لأنك خاشة مزاجي ، وعلى كثر ما عرفت ، مثلك ما شفت !
رقع قلبها وهي تشوفه وتسمع نبرة كلامه الناعمة... هي بريئة ومو راعيه هالمواقف هي أكثر تعاملها مع الجنس الآخر كان محصور بـ عُمر ! ..وغيره ما كان !
راهي بنعومة همسه : تعطيني من وقتك ساعة؟
بكت أكثر وأكثر وهي تحاول تبعده عنها : ما أأأأبي خلاص يكفي والله زودتها ..بعّــد عني..
راهي بهدوء : مارح أسوي شي غصب عنك ! اهدي شادن..
بكت وهي تدنّق تحاول تخفي وجهها ، وحيلتها قليلة ..
مارح يسوي شي غصب عنها ؟؟...وش ناوي هالمجنون وش ناوي !!
يـــا رب وشلون بتنتهي..وشلون ومحد قادر يحميها منه !
راهي : دقايق من وقتك مارح أطلب أكثر..
حسّت إن الأكسجين يهرب منها وما حسّت بعمرها إلا تهـــووي ..وعقبها ما درت ، هي طاحت بالأرض ، ولّا بين يديه !

::

عند البنات.. رجعت مشاعل للجلسة المظللة وهي تضحك : الله يخسك عدووك.. بغيت أطيح !
رهف : هههههههههه..وحشتني أيام البر.. أيام المغارة هههههههههههههههه
ماتت مشاعل ضحك : هذيك عاد أشنع مغامرة سويناها.. كل ما تذكرتها أضحك..
جلسوا بالجلسة..تلفتت مشاعل حولها تدوّر شادن..
مشاعل : وين شادن؟
رهف : مدري كانت واقفه هناك يوم نروح..
مشاعل : يمكن رجعت داخل ؟

جت بسمة ووراها خدامة شايله صينية عصير ..
جلست بسمة وهي تلمّ فستانها : شفيكم تضحكون؟
رهف : أبد خذنا جولة استطلاعية بالحديقة..والله كبيرة ما شاء الله وتضيّع..
مشاعل بتساؤل : بسمة شفتي شادن بطريقك؟؟
سكتت بسمة لحظة : ...شادن؟
مشاعل : ايه كانت ورانا قبل شوي رجعنا وما لقيناها..
ابتسمت بسمة : ما شفتها بس يمكن دخلت جوى وألحين بترجع..
جلسوا لمدة ربع ساعة سوالف وضحك ، لما أخيراً قامت بسمة يوم حلّ وقت العشاء..
بسمة : يلله ندخل صار وقت العشاء..
مشاعل قامت راجعه قبل... وصلوا للفيلا ونصت المجلس ..شافت أمها مع أم راهي والقرايب طالعين ناحية غرفة الطعام الفخمة الخاصة للضيوف ..
وما لمحت شادن موجودة..
مشاعل باستغراب : وين شادن؟؟
أم محمد ناظرت فيها ، وهي تشوف رهف وبسمة جايين : مهيب معكم؟؟
مشاعل : إلا كانت معنا.. على بالي رجعت !
أم محمد بعقدة حواجبها : ما شفتها من يوم طلعتوا..
مشاعل : وين بترووح؟؟
أم محمد بقلق هاجمها : أنا أدري عنك..شوفي وينها يمكن بدورة المياه.. لا يصير تعبت وطاحت ، لها كم يوم ما تاكل زين..!
مشاعل قرصها قلبها..طلعت مرة ثانية لبرا تتأمل المكان القريب..وما شافت لها حسّ..!
جت بسمة بهدوء..وشافت مشاعل واقفه..
قالت : ..بترجع لا تخافين عليها !

ناظرتها مشاعل : إنتي شايفتها؟
بسمة : لا ..بس يمكن تتمشى والحين بترجع..
رفعت جوالها ودقت عليها...بس ما ردّت واستغربت... سمعت أمها تناديها..وراحت لها ،
بسمة تنهّدت وهي واقفه.. قلت بتكلمها يا راهي على انفراد ..بس ما صارت مرّ أكثر من نص ساعة ألحين !!



يُتبـــع ..




بهالبارت عشت انفعالات مختلفة فـ امنياتي يروق لكم والقادم أحلى بإذن الله..
انتظر حضوركم البهي كالعاادة لا تبخلون علي..واللي خلف الكواليس أتمنى أشوف اطلالتهم ..أدري فيه ناس كثر متخبين وما نوّروني للحين ^^


أحبكم في الله ..
عنوون


♫ معزوفة حنين ♫ 18-10-12 04:43 PM

رد: لاتبكي ، للكاتبة : عيون القمر ..
 
على هذا موعدنا مع عيون بعد ماترجع الحج بإذن الله =) ..
قرآإءه ممتعة للجميع ..

مجنونتك عوبآ 29-10-12 11:50 PM

رد: لاتبكي ، للكاتبة : عيون القمر ..
 
الروآيةة شيءء خوقااااااققي
امممممم انا اخخق ع شيء اسمه عمر وتركي شيء جميل وبعد خالد اااااه منهه
واصلي ابداعك جميلتي وحج مبرور وسعي مشكور *

♫ معزوفة حنين ♫ 01-11-12 11:57 PM

رد: لاتبكي ، للكاتبة : عيون القمر ..
 
هذا رد الكاتبة من يومين =) ..

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عيـــــون القمر (المشاركة 6604772)


مساء الأعياد والخير والسعادة ..*
*كل عام وانتم بخير وعااافية .. كل عام والفرح ما يفارقكم يا رب .. كل عاااام وانتم أرقى .. ***52*** :smilies_083:
ما رجعت الا امس بالليل عسى ربي يتقبل منا ومنكم صالح الاعمال.. شكرًا لدعواتكم وتبريكاتكم.. ان شاء الله انبسطتوا بالعيد ^^ ..*

جيت اسلم عليكم وأشوف أخباركم.. وان شاء الله رح نرجع نستأنف القصة بالقريب العاجل بس احتاج يومين أريّح فيها وأستعيد توازني بسبب حالتي الصحية..معي إنفلونزا مطيّحتني من طولي وارتفاع درجة الحرارة وعيوني مسطلة يالله امشي وصوتي ضايع ههه ..*:smilies_017::smilies_010: < الله المستعان :(
احتاج بس استعيد حالتي الذهنية عشان اكتب وان شاء الله مالكم الا العيدية الحلوة اللي ترضي قلوبكم ..*:smilies_012:

شكرًا لكل من بارك وارسل وربي قلوب راقية جعلني ما أفقدها ..*
لي عودة الليلة مع ردودكم العذبة اللي تستاهل وقفة ..*

أحبكم بصدق..****52***
وكل عاام والسعادة ما تضيع دربكم..*





شادن نجد 02-11-12 05:08 PM

رد: لاتبكي ، للكاتبة : عيون القمر ..
 
:8_4_134:طهور انشأ الله ونحن بالانتظار :55:

مجنونتك عوبآ 02-11-12 08:40 PM

رد: لاتبكي ، للكاتبة : عيون القمر ..
 
سلآمات ي قلبي لا بآس
ننتظرك ع أحر من الجمر :)

♫ معزوفة حنين ♫ 04-11-12 03:38 AM

رد: لاتبكي ، للكاتبة : عيون القمر ..
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عيـــــون القمر (المشاركة 6605030)

,
حبيبات عنون يا عساني ما أفقدكم .. :smilies_083:
توني اليوم قدرت ألملم شتات نفسي عقب الوعكة الشديدة اللي تعرضت لها.. أحسن من أمس وقبله الحمدلله لدرجة اني صرت أقدر أركّز ..
ابتديت بالبارت اليوم ، والأحداث براسي لكن يبي لها قعده معتبره وتنسيق وترتيب..وصياغة ،
ان شاء الله الاثنين بالليل يكون جاهز.. وفي أسوأ الحالات فجر الثلاثاء ..< هذا في حالة عطّلني شي
لكن بإذن الله الموعد اللي براسي الاثنين ..والله يسهّل ..

الردود اللي ما مريت عليها راجعه لها ان شاء الله..

على موعدنا ان شاء الله بإذن واحد أحد ..
لي رجعــة..
***52*** :smilies_036:




=)
هذا كلام الكاتبة أمس ..

♫ معزوفة حنين ♫ 05-11-12 11:49 PM

رد: لاتبكي ، للكاتبة : عيون القمر ..
 

الجــزء 45 ..
(1)
----------------

مشاعل قامت راجعه قبل... وصلوا للفيلا ونصت المجلس ..شافت أمها مع أم راهي والقرايب طالعين ناحية غرفة الطعام الفخمة الخاصة للضيوف ..
وما لمحت شادن موجودة..
مشاعل باستغراب : وين شادن؟؟
أم محمد ناظرت فيها ، وهي تشوف رهف وبسمة جايين : مهيب معكم؟؟
مشاعل : إلا كانت معنا.. على بالي رجعت !
أم محمد بعقدة حواجبها : ما شفتها من يوم طلعتوا..
مشاعل : وين بترووح؟؟
أم محمد بقلق هاجمها : أنا أدري عنك..شوفي وينها يمكن بدورة المياه.. لا يصير تعبت وطاحت ، لها كم يوم ما تاكل زين..!
مشاعل قرصها قلبها..طلعت مرة ثانية لبرا تتأمل المكان القريب..وما شافت لها حسّ..!
جت بسمة بهدوء..وشافت مشاعل واقفه..
قالت : ..بترجع لا تخافين عليها !

ناظرتها مشاعل : إنتي شايفتها؟
بسمة : لا ..بس يمكن تتمشى والحين بترجع..
رفعت جوالها ودقت عليها...بس ما ردّت واستغربت... سمعت أمها تناديها..وراحت لها ،
بسمة تنهّدت وهي واقفه.. قلت بتكلمها يا راهي على انفراد ..بس ما صارت مرّ أكثر من نص ساعة ألحين !!


::

فتحت عيونها وهي تستشعر نفسها مستلقيه على شي ليّن وثيــر للغاية ..بمكان غريب ما عرفته للوهلة الأولى ..!
قلبت عيونها يمين ويسار بسرعة وهي تحاول تتذكر بخووف وارتياب عنيف !! لقت نفسها في غرفة واسعة وهي راقده على صوفا فخمة.. فزّت بسرعة وهي تحس بالمصيبة على راسها ..! تتذكر اللي صار قبل تفقد الوعي.. كانت بين يدين ذاك الشخص ومن شناعة الموقف واللوعة فقدت وعيها !!
وش صار !! ناظرت نفسها من فوق لتحت ودموعها تغشي عيونها تحاول تنكر أي شي صار ...وأشياء سوداء تقفز لذهنها وحدة ورا الثانية!
فستانها عليها.. بس شعرها اللي كانت رافعته كله بإحكام نازل الحين على وجهها وكتوفها ..!
قامت تتنفس بسرعة وهي تتلمّس شعرها وجسمها ومشاعر مرعبة..ومرّة.. تسيطر عليها..!!
وش صار لها؟؟..وشلون وصلت هنا؟!
رفعت عيونها من جديد وهالمرة طاحت بعيونه مباشرة .. تغيّر لون وجهها من الموقف المرير..كان جالس قدامها مباشرة على كرسي ونظراته مستقرّه عليها بكل هدووء وتمعّن.. ارتجفت يوم انتبهت له ولهيئته اللي تقول انه جالس من وقت يتمقّل فيها ..!
حست بلووعة تزيد وهي تحرك يدها جنبها تحاول تلقى شي تغطي نفسها فيه..حاسه انها رخيصة وهو يطالعها بكل ذيك الجرأة وبدون احترام لذاتها..!
ما لقت حولها شي ورفعت راسها بانفجار باااكي : وش تببببي منننني !!!
وغطت وجهها بيديها الثنتين وهي تبكي بمرارة ..وشلون وصلت هنا !؟...وشلون ؟!..وش سوى فيها وهي مو حاسه ؟!

قام من مكانه بهدوء ..واقترب ناحيتها وجلس على حافة الصوفا ما بينها وبينه غير سنتميترات..
قال بهدوء وحنية : اهدي قلت لك مارح أسوي شي غصب عنك !
رفعت راسها وانصدمت انه قدامها قريب.. حاولت تتراجع تحط مسافة وصدمت بظهر الصوفا ..
وبرعب : انا وييين ؟؟؟... ويييييييييييييييييييييين ؟؟؟؟
ابتسم لعله يهدّيها : انتي بملحقي !
ناظرت حولها مرة ثانية تتأكد إنها مو بغرفته... مافيه سرير ولا شي كل اللي فيه جلسة أرضية فخمة بالجهة الثانية وتلفزيون ضخم مقابل الجلسة والواضح إنه ملحق شباب .. يمكن ملحقه مع أصحابه !
شهقت وهي تحاول تبعد عنه : لييييش انا هنا..ليش جبتني وش تبي مني ..؟
راهي تراجع على ورا يوم شافها تنتفض من فوق لتحت : جبتك لأنك فقدتي الوعي ..ما كان قدامي إلا كذا..
كانت عيونها تسيل أنهار وهي تشوفه جالس بأريحية قدامها وهي تسمع كلامه.. وشلون يجيبها وشلون يلمسها !!
ناظرت نفسها من جديد تتأكد من حالها ، فستانها سليم .. ثم ناظرت هيئته وملابسه المرتبة الأنيقــة ..مافيه شي يدل إنه سوّى شي متهوّر معها ..! بس مع كذا ما قدرت توقّف رجفة الرعب ..!
ابتسم يوم فهم أفكارها..وبنعومة هادية : ولو إنك معذبتني يا شادن لكن قلت لك من قبل مارح أسوي شي غصب.. أنا مو من هالنوع قلت لك من قبل... يهمني رضا اللي قدامي..فلا تظنين إني بأذيك!
حسّت بلوعة عنيفة تزيد... ودها تستفررغ من كلامه ومعانيه .. يبي يلوّث أفكارها وهي حتى إذا جت تفكر بـ عمر ما تقدر ويملاها الخجل العنيف .. وشلون تجلس مع مثله وتسمع !!
حطّت يدها على فمها وهي مو قادره تتخيل مجرد تخيّل ..
قالت بخفوت : إن..ت مجنون !
راهي ابتسـم بدون انكار : عارف يا روح راهي.. بس مو قادر صدقيني مو قادر اشيلك من بالي..!
سدّت فمها وهي تحس بالغثيااان ..روح راهي !!
أي موقف منحطّ وصّلها له ..! أي حال وصلت له وهي مشتتة مو قادره تدافع عن نفسها..أي انهيار وصلت له وكل هالشي بأسبابه ..!..بأسبابك يا عمر..بأسبابك اللي فقدت نفسي وروحي وحتى قوّتي ..! بأسبابك حسبي عليك !

قام واقف من مكانه يوم شاف حالتها تتلوّن.. ناظرته بترقّب ما بقى فيها أعصاب.. اتجه لثلاجة بالغرفة وطلع منها موية ..صب لها بكاس ورجع ناحيتها.. جلس على حافة الصوفا بنفس المكان وشادن كشّت بالزاوية ولمّت ركبها وجسمها بحركة خوف..!
مد لها الكاس : واضح من البداية انك تعبانة ، اشربي وروّقي..مابيك تخافين معي..
ناظرت الكاس بتوتّر عنيف وما قدرت تاخذه جا فيها بالها إنه حاط لها شي..
قالت بسرعة : ما أبي.. وخر ..
راهي ابتسم بنعومة : لونك رايح من التعب..اشربي ترتاحين..
صرخت بدون شعور ودموعها تنزل : ماااااا أبغى يا حيوان ..
وضربت الكاس لين طار للجهة الثانية وتكسر .. قامت واقفه تبي تطلع من هالمكان بأسرع ما يمكن..تبي تهرب منننه وعساها تقدر !
وقف معها واعترض طريقها.. ناظرته بعيون تلمع كان أطول منها وهي أعصابها ذابت للأخير مو عارفه وشلون بيعتقها ..!
قالت بخفوت : خلاص كافي لهالحد أكيد ما ترضاها لأختك وهي متزوجة !
ابتسم واقترب وكأن كلامها ما يعني شي : اتركي اختي الموضوع بيني وبينك..
قالت وهي تتراجع لورا باصرار لوضع المسافات : خاف الله فيها والله ترجع عليها..
راهي : الموضوع بيني وبينك وانا صادق معك..
التفتت للباب البعيد وهي تستعد للركض ناحيته..مافيها تتحمل دقيقة زيادة..مافيها والموقف زاد عن حده بكثير والواضح إن ما عنده نية ينهي هالمصخرة اللي جرّها وسطها ،
وهي على وشك الانهيار من جديد من شناعة اللي يصير فيها !
قال بهمس وهو يلاحظ استعدادها للهرب : خطيبك وينه عنك ؟!
ناظرته بصدمة كاسحة من كلمته.. جد وقح وجريء وشلون يتكلّم معها كذا وشلون أصلاً يتجرّأ وهو عارف إنها على ذمة رجال يختلف عنه اختلاف الليل عن النهار !
تحرّكت للباب بسرعة ماتبي تزيد الحكي معه بس اعترض طريقها من جديد ، رجعت بعيد عنه وهي ترتجف من داخل المشكلة إنه رجال طول وعرض وهي قواها خايره ..! ليتها ما جت هالبيت من الأساس ليتها عاندت أبوها ولا جت ..!
شادن برجفة : خلني أطلع !
راهي بنعومة : كم مرة قلت لك لا تخافين انا مو من اللي ببالك..
شادن بصيحة عنيفة : حركاتك اللي تسويها الحين تخليني أتخيل انك نفس اللي ببالي.. حيوان ومتوحش وما همك اعراض غيرك..انا متزوجة تفهم كم مرة لازم أقولها ، يعني حرام عليك ..
تغيّرت نظرتـه واقترب ناحيتها بهدوء : أدري انك متزوجة وادري إنك ماخذه الهمجي اللي كان بيكسر ذراعي..
انفجرت فيه بعنف بدون تفكير : تستااهل ومالك حق تزعل اللي سويته انت ما يسويه واحد محترم..الحين وخر ولا ترا مارح أسكت والله يوصل الخبر لأبوي واخواني..
ابتسم ابتسامة جانبية عنجهية من طبعه : صعبة المنال يا شادن.. وهالشي اللي عاجبني فيك.. وللحين فاهمتني غلط !
وأردف وهو يناظر بعيونها الدامعة بشلالات : أنا كنت ابي نجلس سوى واعرفك وتعرفيني.. نتقرب من بعض ومتأكد انك بتغيرين رايك فيني..
شادن : انت ليش تسوي كذا؟؟؟ ليش تسوي كذا خلاص كافي مافيني ، اعصابي مو قادره..
راهي اقترب خطوة أكبر وهي صدمت بالطاولة اللي وراها.. وتابع : مستعد أعطيك كل اللي تبين ..كل اللي تبينه يا شادن..
ناظرته والعواصف تزيد عليها.. نبرة الصدق بكلامه واضحه بس هي مو قادره هي كااارهته..
قال بطريقة صدمتها : مخطوبة لواحد عاش معك عمره كله..بتصير سنتين ليش ما تزوجتوا لحد الحين؟
سؤاله بالصميم ، سؤاله يجرح ، يقتل !...الواضح إنه تحرّى عنهم وعرف عنهم ..
دموعها نزلت من الجرح اللي وقّظه داخل قلبها الميت..
لاحظ بدقة دموعها اللي ازدادت من تأثير كلمته ..وابتسـم فاهم : كلامي يجرح؟...هالشي يخليني اكرر سؤالي وينه عنك؟
شهقت بألم وقلبها ينزف نزيف : مو شغلك مو شغلك..ومو من حقك تسأل بعّد وخر عني..
راهي باستقصاد: ممكن تقولين لي وينه عنك..المفروض يكون جنبك الحين يحميك مني لكن وينه؟
شادن برجفة تحاول تلملم شي متناثر : انـ..ت ما تعرفـنا.. لا تتكلم عني وعنه بمزاجك...لو يدري عن اللي تسويه معي والله ما يتركك عايش والله..إنت ما تعرفه !
ضحك من كلمتها ضحكة وتّرتها وحست انها سخرية .. وأردف : وهو وينه الحين ، ظني إنه مو موجود بالرياض بكبرها لـه فترة!
انطعنت بصميم قلبها..يـدري انه تاركها ومو بالرياض؟.. عشان كذا متمادي،؟
صحيح ليش تخدع نفسها بالكلمة اللي قالتها.. صارت تشكّ إن عمر يهمّه اللي يصير وتشك انه بيذبحه.. تشك ان كل هذا بيهمّه أو بيحرّك فيه شعرة!
غطت وجهها وبكت بمرارة جديدة ..من هالحقيقة ، ومن كل شي تكالب عليها..
لعل هالشخص يرحمها وينهي هالحصار المنهك لقواها..يكفيها موت تعيشه..!
راهي بلين وعطف : اهـدي..غصب عني تحرّيت عنك.. من اهتمامي يا شادن ..افهمي..
رفع يده لوجهها يبي يمسح دموعها لكن بدون شعور طاحت يدها على قطعة خزف وراها .. وضربتها بوجهه بدون ادراك وهي تدفه من صدره بيدها الثانية..
تأوه بألم وهو يتراجع على ورا من الضربة اللي جت في جفنه فوق عينه بالضبط ..
ناظرته برعب شديد ووجهها يلمع.. وتحركت ركض للباب ودموعها تهطل بانهيار ..
حتى هذا عرف!.. حتى هذا !!
كان يناديها باسمها عشان تنتظر وهي تنتفض موت من داخل!
دفعت الباب وطلعت واكتشفت ان الدنيا ببدايات مطر.. بدايات هطول..
ناظرت حولها تحاول تلقى طريق الرجوع وهي تسمع صوت راهي يناديها من ورا..
ركضت بأقصى قوة عندها رغم رجولها المخدرة.. والصدمة مسيطرة عليها من أولها لآخرها!

::

عند بيت أبـو محمد ..
لحظة وصوله !
وقف سيارته بآخر الحارة بعيد عن البيت بسبب منظرها المعدوم من الخلف عقب الحادث! ، ما قدر يوقفها قدام البيت بذاك المنظر..والسبب الأهم لأنه ما يبي يقابل احد فيهم سوى شادن!
ما عنده حكي يقوله عن سبب غيابه..اللي ما يدري وشلون مفسّرينه !
خصوصاً أبو محمد مو عارف عن ردة فعله عقب اختفاءه قبل الزواج بأربع أيام..!
يمكن زعلان..يمكن ضايق..يمكن غاااضب.. كل الاحتمالات واردة وعشان يبعد عن وجع الراس.. ألغى شوفتهم من راسه..!
يكفيه يشوفها هي بس ، ! يتطمن ويطمّن قلبه عقب أخبارها السيئة والمريعة اللي وصلت له من اخوانها !!

فتح الباب الخارجي للبيت ودخل ويده على أعلى ذراعه المصاب.. دفع الباب برجله بشويش عشان يغلقه وعيونه تتأمل البيت بهدووء.. كان يملااه السكون مافيه صوت يدل على وجود أحد..!
ابتسم من انفعـالات متضاربة يعيشها داخلياً رغم هدوءه الخارجي.!!
كل المشاعر اجتمعت داخله..يا شوقه لهالبيت..توّه يحس فيه..توه يستشعره.. يا هدوءه اللي فقده بزوايا روحـه.!
كنت مقرر تنسحب منه للأبد..لكن شوف وش صار.!!.مصيرك رجعت له.. وكل خططك انتكست.. واللي كنت مقتنع فيه قبل ماعاد صار له أهمية ألحين أو معنى..!..هذاك رجعت برغبتك الكاملة!
مشى بخطوات بطيئة وعيونه تكشّر شوي من عضلة كتفه المصابه..ناحية غرفته الخارجية لكن للحظة ، وقف قبل الباب بأمتار والذكرى العنيفة ترجع بقسوة ما ترحم..ذيك البقعة !! عيونه تتمعّن بذيك البقعة بالذات !
البقعة اللي دمّر فيها..طعنها فيها.. البقعة اللي كانت آخر ما جمعهم !
غمض عيونه وهي يتنهّد من أعماااقه.. كيف تنسى يا عمر..وهاللي صار معها بالتحديد كان سبب انقلابك المريع على عياف وربعه.. هو اللي حرّرك من سجنك الحالي!
حاول يفتح الباب لقاه مقفول.. عقد حواجبه واضطر يروح ناحية النافذة.. فتحها وقفز جوا بيد وحده من دون ما يرهق يده الثانية..!
كان شعور مرير وعيونه تطيح على غرفته !.. كان ناسي المنظر اللي صاير هنا!..كان ناسي تفاصيله الصغيرة ! بس جت الحين مثل الضربة القاضية..قاصمة للظهر..!
الغرفة على حالها يا عمر..على حالها !!...نفس الفوضــى مستفحله.. نفس العنف باقيه آثاره !!
ليه يا شادن؟!..قفلتي الغرفة وخليتيها على حالها؟!...تبين تذكريني بأدق التفاصيل..!؟
تبين تذكريني بحقارتي.. تذكريني بشي ما نسيته لحظة !
مشى للسرير وهو يدوس ملابسه المتناثره بكل مكان... موجوع كنت ..كنت موجوع وللحين لازلت بنفس الوجع!
جلس وهو يكتم انفاسه من عضلة كتفه ..نزل بنظره لذراعه المجروح والدم ملوّث ملابسه!
مُرهق من المشوار الطويل ..مُنهك من آخر الأحداث.. وهذا هو وصل..!

::

في بيت أبـو راهي..
بعد العشاء ..
وقفت رهف على النافذة بابتسامة فرح : الجووو مطر !
بسمة واقفه جنبها : طول اليوم غيم شكل الليلة بتصير حلووة ..
مشاعل مرت من عندهم واتجهت للباب بقلق بتشوف شادن وين..اذا كانت برا فـ مع المطر أكيد بتدخل..العشاء خلص وهي ما رجعت..صارت تشك انها رجعت للبيت مع واحد من اخوانها بدون لا تقولهم..لعلمها انها رافضه الجيّة من الأساس..
وقفت عالباب وهي تستنشق عبق المطر وعيونها تحاول تدق على واحد من اخوانها يمكن تكون حست بتعب ورجعت مع واحد منهم.. مع حالتها النفسية ما تستبعد إنها تسويها بدون لا تعطي احد خبر عشان محد يمنعها!!
لكن قبل لا تكمّل اتصالها..، لمحت شي جاي بسرعة ناحيتها من جهة مُظلمة ..ميّزت فستانها العنابي.. ووضعها؟!..كانت تركض وهي تشهق والرعب مغطيها من أولها لآخرها..
نزلت بسرعة الدرج وهي تنااادي : شاااااادن!!
وصلت شادن وبشوفة مشاعل وابتعادها عن مكان الخطر..كانت بداية شعور صعب بالأمان...كانت تنتفض رعب مافي أثر للدموع...تنتفض وهي تهلوس هلوسة غريبة ..!
مشاعل ارتعبت من حالها المبلل بعض الشي وشعرها النازل على وجهها.. وهلوستها.. خافت تكون حالة من حالاتها النفسية الأخيرة رجعت لها..!
مشاعل بخوف : وييييين كنتي؟؟
شادن باضطراب عنيف ، بحالة غير طبيعية : أ..ابي ارجع..البيت مشاعل..مابي اجلس...
مشاعل : وشفيك؟؟..وين كنتي؟..لا يكون طحتي اتصل عليك وما تردين!
تذكرت انها فقدت شنطتها قبل تفقد الوعي بسبب ذاك يوم حاولت تتخلص منه..حطت يدها على صدرها وهي تحس الاكسجين يقل من حولها: ط..طاح مني..خلينا نرجع..أبي أر..جع.. برجع للبيت ..مشاعل.. مابي أجلس ..هنا..
مشاعل : بسم الله عليك.. تعبانة؟ وش حاسه فيه؟..تبين المستشفى؟
شادن ويديها تهتزّ برعشة لا ارادية : تعبانه كثير..تعبانه أبغى البيت !
مشاعل مسكت كفوفها تفركهم خافت ان اللي فيها رعشة برد : بسم الله عليك..سمّي بالرحمن.. انتي بردانه..
شادن بتكرار : خلينا ..نروح..
مشاعل : طيب بروح أقول لأمي..
طلعت عليهم أمهم اللي كانت تدوّرهم..ونزلت لهم وهي تشوف وجه شادن مخطوف ورعشة عنيفة تنفض جسمها ..
ام محمد بنبرة شديدة ، وقلق : بسم الله عليك وين كنتي؟؟
شادن ما قدرت تردّ ، كانت متمسّكه بمشاعل بأقوى ماعندها لأن الخدر وصل لكل عصب بأقدامها.. مافيها وقوف...بس نظراتها الضايعة خلّا أمها تخاف إن حالتها ساءت..لأن وضعها كان أبعــد من إنها تكون طبيعية.. وفكّرت تدق على زوجها..
مشاعل بهدوء : يمه خلينا نرجع تقول تعبانه ..
ام محمد مسكت يد شادن : وش حاسه فيه وانا أمك؟؟
شادن واللوعة تزيد بجوفها : مافين..ي...بس دايخه ..وحاسه..إني برجّع..
مسحت ام محمد على خد بنتها الأصفر : خلاص بدق على واحد من اخوانك ..أكيد ما تبين المستشفى؟
شادن هزّت راسها نفي بصمت..
ام محمد لفت لـ مشاعل : روحي جيبي عبايتي وشنطتي ..
راحت مشاعل ورجعت بعباياتهم..
مشاعل بقلق: وين شنطتك شادن؟
شادن باقتضاب وعيونها شاخصة من فضاعة الموقف اللي عاشته : طاحت مني..
مشاعل : وين؟ بروح أجيبها لك..
شادن بمرارة : عند..المكان اللي كنا فيه..
مشاعل راحت بسرعة تدوّر..ولحقتها رهف تساعدها اللي لاحظت الوضع..

بعد ربع ساعة ..وصل بندر بسيارته ومعه محمد اللي كانوا طول اليوم مع بعض.. واستقبلوا اتصال أمهم مع بعض..
محمد نزل من السيارة وعيونه على شادن : شخبارها؟؟
أمه وهي ماسكه يدها بالقووة..مع ان شادن تحاول تسحب يدها وتمشي بنفسها بس أمها كانت قابضه عليها بشـدة : مدري وش اللي بلاها !
همست شادن برجاء : أقدر أمشي ..أقـ.در..
امها بشدّة : توك تقولين دايخه !
شادن اختفى صوتها..مافيها كلام..وش تقول!؟.. تحاول تنسى لأن التفكير باللي صار لحاله ينهي كل ذرة احتمال باقية فيها..!.. ولا تدري شلون نفذت بجلدها !

::

في بيت أبو محمد..
كان عمر واقف على نافذته الوحيدة يطالع منظر المطر الخارجي وأرضية الحوش المبتلّة..متكّي على كتفه وماسك كمادة باردة صغيرة فوق كتفه المصابة كانت موجودة بثلاجته..والهدوء كاسيـه كأنه ما مرّ باللي مرّ فيه اليوم من مواقف شرسة..!
جرحه للحين ما عقّمه تاركه على حاله وكأنه يعاقب نفسه.. وكأنه ما يحسّ فيه أساساً..!
فاقد فيه الشعور الكلّي..!
ساعة مرّت على رجعته ..كانت نعيم مع هالهدوء ومع صوت المطر اللي ترك أثره الروحاني ..!
مشى ناحية سريره بياخذ جواله ..ناوي يكلّم بندر يتطقّس الوضع قبل يعترف إنه رجع ..!
التقط الجوال بنفس اللحظة اللي سمع أصوات توصله من برا .. فزّ وترك الجوال مباشرة ..ورجع بسرعة للنافذة وهو ينزّل الكمادة عن كتفه وظل شايلها بين اصابعه..،
وتارك أنوار الغرفة مطفيـّه..!
طاحت عينه الحادة عليهم كلهم..داخلين مع الباب ..وأولهم كانت... دنيته تمشي بشويش وأمها مو راضيه تفكّها..!
شادن برجاء ورجفة واضحة بصوتها : ما فيني شي.. مابي ..المستشفى.. ليش ما تفهمون خلاص..
أمها بحدة : توك هناك تقولين دايخه ما ندري وش فيك وما تبين تتكلمين..والحين ما تبين المستشفى.. وينه أبوك خله يوديك غصب !
شادن سحبت يدها وهي تحس بلوعة غثيان عنيفة تداهمها : تصبحون على خير ..!
وهرولت بسرعة ووجهها مخطوف لونه..
ومرّت من قدام غرفة عمر اللي كان يتابع اللي صاير بتركيز ودقة... الوضع المتوتّر هناك وصله بحذافيره..نظراته على شادن ولا غيرها ! يتمعّن فيها بدون ادراك بحاله..كان منغمس فيها حد الذوبان وحد نسيان نفسه !
محمد حاول يناديها : شااادن ..
أم محمد دخلت داخل وراها.. وظلوا مشاعل ومحمد وبندر برا..خصوصاً مشاعل اللي كانت منزعجه لآخر حدّ..!
قال بندر : كانت الظهر أحسن من آخر مرة تأزّمت فيها.. كانت أهدى ..وش صار؟
مشاعل بانزعاج : مدري ، من البداية أصلاً ما كانت تبي تروح بيت أبو راهي!

بيت أبو راهي؟
هالطاري شدّ أعصابه بالكامل !
استقام عمر وهو يقرّب إذنه للنافذة أكثر بعد ما كان مرتاح على رجل أكثر من الثانية!
كانوا في بيت أبو راهي أجل !
ضاقت عيونه بحدة وهو يسمع كل كلمة !

محمد بضيق واستياء رافض الفكرة كلها : ليش راحت دامها مو مرتاحه؟؟
مشاعل ناظرته بضيق : أبوي جبرها .. وما قدرت تعاند خصوصاً إنه معصّب من أيام وتوّه طالع من المستشفى وانت أدرى..واللي عرفته من أمي إنه يبيها تطلع من حالتها بسبب عمر..
تنهّد بندر لأنهم عارفين : على طاري معصب.. سيارة أبوي مو موجودة ..
محمد : كلمني قبل شوي وقلت له راجعين بالطريق..

بندر رجع يسأل : طيب وش اللي صار لها.. وجهها مهوب طبيعي أبد؟؟
مشاعل بحيـرة : مدري!... ما عدت أفهم شادن أحس إنها مو في وعيها أوقات ، والله إني خايفه عليها.. كانت معنا تضحك ومبسوطة قبل العشاء..وبعدين مدري وش صار لها..غابت علينا قلت يمكن تبي تجلس لحالها.. ويوم رجعت كانت هذي حالتها..! مو طبيعية وتهلوس وكأنها شايفه جني..
واردفت وهي تتحرك بتدخل : بروح أنام ميتة تعب..!

وغابت عنهم .. وظلّ محمد مع بندر واقفين تحت رشّ المطر.. ما عندهم نية للدخول لأن الموضوع اللي شاغلهم من الصبح ما خلص ، ومافي مجال يتكلمون داخل ..!
لكن عمر.. كان مُستمع مُنصت لكل شي..
وتحوّلت حدّة تركيزه من كلام مشاعل اللي حرّك كثير أشياء داخله بخصوص شادن...ناحية بندر ومحمد واللي وقفتهم جنب بعض تشدّ كل عصب فيه ..! ، ملامح وجهه الصلبة هي ذاتها وحدّة عيونه ما خفت وهو يتابعهم..
بندر تنهّد وهو يجلس على الدرج الرخامي : اتصلت عليه وأرسلت له رسالة لكن ما حصلت جواب للحين.. طلبت منه يرجع لعله يفكّ هالتعقيد.. أبوي ما عاد فيه صبر ولازم يجي يشرح موقفه.. يكفيه ذنب إنه ترك شادن قبل زواجهم..أبوي صار يحط الذنب عليه بحالتها الغريبة هذي..
محمد حك مقدّمة راسه..والكلام ضايع منه : خلها على الله يا بندر..خلها على الله.. أبوك صار يشكّ بحالة شادن العقلية.. واللي أتوقعه إنه مارح يخلي الوضع يتمادى أكثر..خسر عمر لكن مارح يسمح يخسر شادن بنته من لحمه ودمه..
بندر : برجع أرسل له عساه يرحمنا ويردّ.. ليته يحسّ إن فيه ناس وراه تهتمّ له ..

قاطعهم صوت انفتاح باب الشارع..التفتوا اثنينهم..ومعهم عمر اللي كان يتابع كل كلمة بذمّة وبقلب موجوع.! ، طاحت عينه على أبو محمد داخل ..

أبو محمد أقبل عليهم وبملامحه الهدوء ولكن الجدية : وصلتكم أخبار عنه؟؟
محمد بهدوء : لا للحين..
أبو محمد : اختكم وينها؟..تو امك دقت علي ..
بندر : شادن بخير راحت تنوم..
محمد بمحاولة جديدة لتهدئة ثورته ضد اللي يُعتبر أخوهم : للمرة المليون أقول لك خفّ عليه.. ما تدري وش ظروفه..
أبو محمد قبّ فيه..بهدوء شديد : وهو وينه يشرح ظروفه!.. أحد يترك زواجه قبل أيام قليلة إلا ان كانه مسوي بلوى..هالسواة لحالها تخليني غاضب عليه..
محمد قرّب بابتسامة يمتصّ عصبيته : ندري انك زعلان من غلاته..بس صبرك عليه احنا نحاول نوصل له بكل الطرق..!
أبو محمد : قلتها من قبل بيتي يتعذّره وان عرفتوا وينه ما ابي اشوف وجهه أنا متبري منه على سواته ..!
ومشى لداخل.. تارك بندر يتنهّد وهو يهزّ راسه بإحباط..ومعه محمد يحك راسه بغمزة من عينه..
قام بندر واقف : انا داخل والصباح رباح..

دخلوا سوى.. وهم بالصالة قبل يطلعون فوق ..دق تلفون محمد ،
رفعه يشوف وعقد حواجبه يوم شاف اسم (أبو راهي) ،
بندر : مين؟
محمد باستغراب : ابو راهي.. (وجاوب)... هلا..
استمرّت المكالمة ثواني ..كانت رسمية سريعة ، ومقتضبة ومحمد عاقد حواجبه بجدية من نبرة ابو راهي الغير مريحة أبداً..
سكّر منه عقب لحظة..
بندر : وش يبي ؟
محمد : يبيني أمرّه بمكتبه بكرة..
بندر : وليش؟؟
محمد بحيرة : ما عندي فكرة..مو عادة يطلبني أمرّه بشركته ..بس صوته ما عجبني ..
بندر تنهّد : الله يعينك على غثاه.. إنت وش طيّحك مع واحد مثله؟!..حظك ردي..
محمد بنظرات ساخرة : تتمسخر.. حظي الردي وش بتقول..
بندر ضحك : هههههههههههه.. لا تشيل هم..تلقاه موضوع بالشغل أو يمكن انت مقصّر بالمشروع ويبي يعطيك علقة..
محمد ببرود : انثبر.. احمد ربك على حريتك اللي عايشها..
بندر ضحك : هههههه يالله لك الحمد وجه وقفا .. (وهو يبوس يده ورا وقدام )

::



♫ معزوفة حنين ♫ 05-11-12 11:50 PM

رد: لاتبكي ، للكاتبة : عيون القمر ..
 


عند عمر ..
كان كلام أبو محمد دليل واضح إنه ماخذ موقف من اختفاءه المفاجيء.. ، ما استغرب عصبيته أبداً .. ومن كلامه تأكّد إن شادن ما قالت لهم عن رغبته السابقة بإلغاء الزواج.. ، جلس على طرف السرير يهدّي أعصابه وجرح ذراعه للحين يسبب له نغزات..
ازداد المطر ..وتلاه رعود وهو يسمع قطراته تطرق نافذته بعزّ الظلام..
كره هالغرفة والفوضى اللي فيها.. كرهها ويبي راحته..
طلع من النافذة والمطر ينهال عليه بغزاارة.. كشّر بألم بسبب الجرح اللي أهمله كثير..
باب البيت قدامه مقفل... وكـ نتيجة..رفع عيونه لـ شرفة غرفتها اللي ما يصعب عليه وصولها!

::

بغرفة شادن ..
المطر ينهمر على زجاج البلكون بغزارة مثل شلااال .. والعواصف تبرق بالخارج معها رعـود وبـروق ..ظلمة داخل الغرفة مافي إنارة وحدة مضاءة الأصوات العنيفة خلت شادن ضامة لحافها لصدرها بعنف كبير من فقدان للأمان.. تحاول تتجاوز اللي صار معها اليوم..تحاول تمحيه.. تحتاج للنوم وللراحة ..لكن صورة راهي وكلامه مو مفارقه خيالها..
"وينه عنك؟"
لقى له وحدة ثانية..هذا الجواب وهذي الحقيقة.. والأربع سنين كانت وهم..
لها ساعة تحاول تنام لكن بدون أدنى فايدة.. كل ما غمضت انتفض جسمها بدون شعور..
ترثي حالها لوين وصل..ترثيه!.. حتى دمعتها صارت ثقيلة للغاية..
ولّعت جدران الغرفة بنور البرق اللي شعّ في السما.. تلاه صوت رعد قوي نفض أوصالها وهي تحاول تهدّي من أعصابها.. ضمت مخدتها وهي تسمّي بالرحمن وآثار الموقف للحين بجسمها..
البرد اللي برا ..ما يوازي البرد اللي تحسه داخلها ينخر بعظامها..
كررت آية الكرسي.. وهدت مع الثواني وأفكارها تهدى عن الثوران ..
ومرت دقايق استرخت كليّا.. لكن هالليلة مارح تكون مثل أيّ ليلة..!
زمجر الرعد مرة ثانية يرعد بكل عنف والبرق يبرق بالغرفة مثل الفلاشات ..
فتحت شادن عيونها مرتاعة وخايفة وهي تحس بوجود أحد... أرعدت السماء بشكل مخيف قاطع حالة الهدوء المؤقتة اللي كانت فيها..
شهقت وهي راقده ، اتّسعـت فتحة عيونها وهي تشووف ظلاال سوداء لانسان بشري.. مرسومة وممتدة على الأرض..وواصل للجدار...
انسان طويل .. براس ويدين ورجلين ... واقف على بلكونها بسكوون ..انكمشت خوف غصب عنها..وعيونها شاخصه على هالظل وبالها يروح لـ راهي المرعب!
شكله حقيقي مو من رسم خيالها المتعب !!
ما استرجت تلف وتشوف مين .. بدا صدرها يطلع وينزل بسرعة وهي تشوف الظل واقف بجمود عالباب مو راضي يتزحزح .. كااابووووس اكيد كااابووووس..
ماتبي تصرخ لأنها أكيد تتخيل...
سمعت نقـرْ عالباب الزجاجي يختلط بصوت الرعد !! لمّت مخدتها وهي تكتم صرختها داخل المخدة مع بكى يترحّم..
النقر قام يتكرر..وكل مرة بشكل أقوووى.. يا رب يكفيها رعب لليلة..
مابقى فيها أعصاب تتحمّل أكثر.. ارحمني يا رب.. ارحمني وهدّي بالي..
أنا أكيد انجنيت..أكيد انجنيت ما عدت احس بعقلي..ما عدت أحس نفسي طبيعية.. وهالشعور لحاله ينهي روحي !
فتحت عيونها بتردد وخوف وهي تتمنى ان الخيال أو الظل يكون اختفى... بس المفاجأة ان الظل الممدود عالأرض لين الجدار نفس مكانه.. ما غير انها تشوفه يرفع يده ويدق الباب بإلحاح...
سمعت صوت عميق من البعيد.. ينادي اسمها...
" شادن !!"

اسمها ؟؟..
أخيراً ..استجمعت شجاعتها.. ولفّت ببطء وهي منسدحة .. وأكّدت لها عيونها إن فيه شخص واقف على البلكون يدق لها.. قلبها بيوقف نبضات !! بيوقف !
دققت بنظرها وهي تتمنى يختفي وتكون مجرد أوهام خوف نتجت عن تجربة مخيفة عاشتها اليوم لا أكثر ،
بس اللي تشوفه يقول لها إنه حقيقي ..
دققت أكثر وأكثر ..ما عرفت مين يكوون بسبب الظلمة ..بس هيئته هيئة.......................
مستحيل !!!!

تجمّدت بالكامل وعقلها يردد لها .. أصوات داخلها تردد إنه هو اللي ببالك !
بيد مرتجفة وبطيئة فتحت الابجورة جنبها .. وركزت بعيونها عليها..
لكم تتخيّلون الجمود اللي سيطر عليها.. قلبها فزّ بطريقة حياتها كلها ما حست فيها..ولكن مع هذا مافي شي من أطرافها استجاب ،
كانت المياه اللي تنزل على الباب حاجبه رؤية ملامحه..
اللي تشوفه خيال.. خيال تعرفه أكثر من نفسها.. لكن مو سهل التصديق بوجوده!
مرّ دقيقة كاملة قبل تاخذ حيلها وتستعد للحظة قد تكون كاذبة..
رمت اللحاف بعيد .. وبجنون رعب وارتياب قفزت من السرير ما تبي تعيش كذبة جديدة أو وهم جديد..مشت بخطوات مهزوزة للبلكون ولونها مسلوب تبي تتأكّد وترتاح..

فتحت الباب بسرعة وصورة الموية تختفي.. واتضحت لها الرؤية بالكامل ..
كان صعب التصديق بذيك اللحظة...كان صعب وشبه مستحيل ..
تعلقت عيونها فيه ..واللحظة صمممت مطبق !
عيونها الذابلة .. بعيونه اللي تحدّق فيها من بين انهمار المطر النازل من رموشه وراس أنفه!
مرّت عيونها عليه من فوق لتحت .. تحاول تثبت وكأن الأرض تزلزل فيها ..
الموقف كان أكبر منها..وأكبر منه ...
ارتجفت شفاتها بعد لحظة تحاول تنطق.. بس ما طلع صوتها ..
بس عمر قرأ حركة شفاتها..
كانت تنطق باسمه ..!
يا صعوبة اللقاء فيها بعد كل اللي صار..
سكت هو الثاني يعطيها الفرصة تستوعب وجوده مثل ماهو يحتاج يتوازن بالمقابل ،
بس ما طوّل برا .. تحرّك ناحيتها وهو يترنّح بدون مقدمات ، تراجعت خطوة لورا وعيونها شاخصة عليه..
دخل بصمت..وأغلق الباب من ورا ظهره وعيونه العميقة ما ابتعدت عن وجهها الدافي... كان يصب صبّ مو بس يقطر كأنه طالع من البحر .. والأرهاق مبين على كل لمحة فيه..

شادن تراجعت للخلف وهي تتأمله ..وأشياء مريرة تتفجّر داخلها..
معقولة اللي تشوفه؟!
معقولة ما تحلم !؟

عمر للحين ما تكلّم.. نظراته تحكي كلمات صامتة ..يرجيها تهدى..يرجيها ما تنفجر فيه ..يرجيها لأنه جاي يبي يرتاح ما يبي يزيد أوجاعه !
لكن شادن ما كانت بالسهولة انها تنفجر ..لسانها وفقدّته..وعيونها شاخصه عليه بذهول ..منظر عمر المزري كان سالبها قدرتها على الكلام.. ، لاحظت إنه يقاوم البرد رغم إنه حاول يخفي هالشي..!........ لكن عليها استحالة..
رددت بصوت واطي وهي تناظره مو مصدقه حقيقة وقوفه قدامها : بـ ..ـلاك؟؟
تقدم ناحيتها وهو يحاول يفك ازرار قميصه البارد..بصوت مبحوح..والبرد اشتدّ عليه : مو صاير شي لا تخافين...
قالت بذهول هامس : إنتْ...ل..ليش؟
رفع نظره واستقرت بعيونها وهو يفك الزر الأخير : جيت اشوفك... مو صاير شي ،
كلمة (جيت اشوفك) هزّت وجدانها .. ومرت ثانيتين وأربع وعيونها ما نزلت عن عيونه..
ابتسم بوجهها يوم شافها واجمة متفهّم حالتها : تسمحين لي أجلس عندك الليلة ؟
انتفض قلبها بشعور كهربائي.. معقول يكون هو؟.
رجع؟..ويبي يجلس عندها ؟!
قالت بصوت خافت تبيه يأكّد : إنـت... مين؟
عمر بهمس : عُمر ..
شادن بتكرار : إنت.....
قاطعها بهمس وهو يقترب منها : عُمر... جيت عشان أشوفك..
تراجعت على ورا مع اقترابه ، وحطّت مسافة بينها وبينه بحركة لا شعورية ..
وقف عمر مكانه يوم شاف حركتها ..ولانت نظرته ما يلومها .. زين بعد إن بقى قلبها على حاله ناحيته !
شادن تعثّرت أنفاسها .. لاحظت بوضوح حالته الصعبة .. وما قدرت تتخيّل وش اللي مرّ فيه .. أو وش اللي خلّاه بهالشكل .. ورغم ألمها والجرح اللي فيها ومصيرهم اللي صفعها فيه.. رغم إنه مطلّعها خارج حساباته..إلا إنها قوّت قلبها بأعجوبة..وعرفت من وضعه وجيّته هذي.. رجعته هذي..إن فيه شي كبير صاير..!
عمر تقدم ناحيتها : شادن.... أنا....
قاطعته ما فيها حيل كلام .. في قلبها أشدّ من العتب..في قلبها أشياء ما تُترجم بالكلمات ..ولا تدري من وين جتها قوة هاللحظة للابتعاد عنه.. تحركت بسرعة ناحية دولاب ملابسها الموجود بالجهة المقابلة من الغرفة وهي تقول بصوت حاولت قد ما تقدر يكون بااارد ومتماسك : ارتاح .. بجيب لك منشفة..ارتـاح!

على نور الأبجورة الأصفر الخافت مصدر النور الوحيد بهاللحظة... راقبها وهي تفتح دولابها على مصراعيه.. قامت تفتش في وحدة من الأرفف بكل توتر وارتباك ما يخطي فيه ..رغم برودها اللي تحاول تتقمّصه ..لكن صعب تنكر شعورها عليه هو بالذات !
راقبها بعيونه العميقة...حالها.. حركاتها.. وخوفها.. تأمل ملابسها القصيرة اللي حتى هي نست انها لابستها ،
كانت لابسه بجامة برمودا بيضا لحد الركبة.. مع توب سيور لونه زهر كاشف كتوفها ونص ظهرها..
تمعّن بـهيئتها وشعرها المموج بعشوائية واللي طايح على وجهها من الجهتين.. كانت فتنة من غير لا تدري عن نفسها ،
رجعت له وهي شايله منشفة بين يديها بدون ما تناظر بعيونه عشان ما تسمح لأي اهتزاز داخلها.. بعكس عمر اللي كانت نظراته مسلّطه على كل شبر فيها..
قالت بصوت جامد ما أظهرت فيه أي بوادر قلق.. وكأن الأمر ما يعنيها بشي ..ما تبي تنجرف للهاوية : خذ نشّف نفسك أول .. لا تتعب..
قال وعيونه تخترق عيونها رافض أسلوبها ..ببحة : خوفك بعيونك.. خليني أشوفه..
رفعت عيونها بحدّة ومشاعرها تهتزّ من كلمته .. بعيونها غضـب وعتـاب وألم..
قال بهمس وعيونه الحادة بعيونها : خوفك بعيونك..لا تخفينه.. ما جيت عشان ألقاك هالشكل !
عيونها غرقت من كلمته.. قناعها الهشّ ما استمرّ ثواني..حطّمه بسهولة !
كانت تبي تتعامل مع هالمفاجأة ببرود..ما تبي تنهار مثل آخر مرة..ماتبيه يشوفها بذاك الوضع مرتين..كفاها مرة وحدة ..!
قالت بخفوت وصوتها ثابت : خذ نشّف نفسك !
اخذ المنشفة بهدوء.. وأبعد نظره عنها عقب ما كسر حاجز كانت تبي تحطّه..كسره مباشرة قبل تحاول !
مسح وجهه أول شي..ثم رفع المنشفة لراسه ..
بدا يخلع قميصه الرطب بكل اريحيه بسبب البرد اللي اشتدّ عليه ..
أما شادن فكانت بحالة اضطراب عنيفة من اللي يسويه.. الوضع كله صادم..وتطوّر الموقف بهالسرعة ما قدرت تجابهه !
أخيرا بدت تصدّق إنه فعلاً هو .. ماهو حلم.. ماهو وهم !
بدت تتجاوز مرحلة الانكار ..لمرحلة التصديق ..والتعايش معه !
لاحظت جرح غريب وطري بذراعه..واضح جديد !.. تصلّبت عينها عليه بكل رعب وهاللحظة بالذات طلعت من دائرة برودها وهدوءها !!!
وش الشي اللي ممكن يسبب هالجرح الغاير ؟؟؟

عمر وهو يمسح أكتافه العارية لاحظ عيونها المتسمرة على ذراعه... دنّق للجرح يتأمله ورجع يناظرها..
ابتسم يهدّي الجو ..ببحة : هالجرح مو شي ،
بتساؤل رعب من الاحتمالات : يعوورك ؟؟
لاحظ دموعها من خلال الاضاءة الخفيفة اللي تشبه اضاءة الشموع..
وقال بهمس رقيق يهزّ : لا ما يعوّر ..
عرفت إنه يكذب ! ،
هالجرح غاير والدم متطبّع ببلوزته اللي رماها بالأرض.. عرفت إنه يكابر والأهم من نظرته إنه ما يبي يخوّفها !
تجاهلت كلامه..ومسحت خشمها وهي تبتعد عنه : بروح أجيب لك شي تلبسه .. ادخل الحمام وخذ لك شاور يدفّيك وانا بجهّز لك شي تاكله..
مشت من قدامه والرجفة داخلها عنيفة .. متماسكه لآخر حد وداخلها قنابل .. لكن مو قدامه !
ماتبيـه يشوف لأي حد هي وصلت بغيابه .. ما تبيه يشوف وهي عارفه إنها ما رح يكففها!

صار عمر لحاله بالغرفة ..راقب شادن اللي أيقن إنها هربت من الغرفة أكثر من إنها راحت تجيب له شي يلبسه..
ما يلومها .. أبداً ما يلومها.. إذا الموقف صعب عليه..اجل كيف هي !
أصعب اللقاء... اللقاء اللي يصير بعد فراق مؤلم ..اللي بعد جروح ما التئمت!
هالنوع من اللقاء يقيّد الروح ..يصير لقاء ثقيل للغاية.. مُتعب ..وينهك ! ما تقدر تتكلم أو تتصرف بطبيعية لكون تفاصيل آخر لقاء مستقره بالذهن !
اضطراب عنيف يعيشه.. مجرد وجوده بـ غرفتها اللي ما يدري كم له ما دخلها !
للحين ما قدر يتكلّم معها بشكل طبيعي..
يا كيف بتمرّ هالليلة..!؟... كيف بيحكي معها؟

طلعت شادن لغرفة الملابس حقت اخوانها .. ودوّرت بين الملابس النظيفة على شي دافي يدفيه من البرد اللي دخله بسبب المطر.. ورجعت بسرعة لغرفتها وهي متوترة ..

كانت تتمنى يذكرها ..يذكرها ويرجع ..
من زمان عن هاللحظات..
لكن ليش تحسها صارت صعبة ألحين... والخوف معتريها !
دخلت الغرفة بهدوء من غير ما تصدر صوت لأن أهلها كلهم نيام...وبهالظروف مستحيل تقول لهم انه رجع.. بحثت عنه بعيونها لقت الغرفة خالية .. وملابسه المبللة مرمية عالأرض بإهمال... سمعت صوت الدش بالحمام مختلط بألحان المطر برا..
جلست على طرف السرير وحيلها مهدود.. مو مصدّقه سبب وجوده الليلة .. مشاعر مريرة غزتها ..ليته يفهم إنها ما نست جرحه لحظة.. خايفه كثير..
خايفه تكون جيّته عشان يكمل قراره..

حطت الملابس النظيفة عالسرير .. وراحت شالت الرطبة من الأرض ومشاعرها متغلبة عليها بمراحل.. شعور إنها ما عادت قادرة تسيطر على روحها..متمكن منها !! ،
..كيف سمحت للأمور توصل لهالحد !!

طلعت بالملابس الرطبة وحطتها بالنشاف.. كانت تتحرك هنا وهناك بضياع وخوف من اللي يصير .. بس لازم تقوى يمكن هالليلة مو مثل اللي ببالها يمكن تكون النهاية فعلاً.. !
تسنّدت على باب المطبخ وهي حاسه بتعب يهدّ أعصابها ..
لا مارح يسويها ..مارح يذبحها مرتين... ،
لقت نفسها تدخل المطبخ عشان تسوي لـه أي شي ياكله ويدفيه.. هي عارفه ان حالته والجرح اللي فيه سببها مصيبة !
شافت ساعة المطبخ.. كانت 2 بالليل... رهبة نزلت بقلبها عن السبب اللي يخليه يجي لها بهالوقت ..وبذيك الحالة..وبطريقة الحرامية !!
السبب اللي يخليه يرجع..رغم إنه ألغاها من حياته ،
تكّت عالطاولة ثواني تحاول تستعيد قواها اللي تتبخّر بسرعة..تحاول تشيل ثقل هالدقايق اللي فوق احتمالها ..
أخذت انفاس عميقة وهي تحس بيغمى عليها من التعب !
داست على الهواجس..واتجهت للثلاجة .. صلحت له حليب ساخن بالزنجبيل .. مع شوربة كانت باقية من الغداء ،
هدفها كان أيّ شي يدفّي !!
حطتهم بصينية اخيراً وطلعت فوق بهدوء ..كانت حذرة عشان محد من البيت يحسّ..
تتخيل ابوها يصحى ويدري عن وجوده !.. ما رح تتخيل اللي بيصير !
أول ما وقفت قدام باب غرفتها ..رجع قلبها يتبعثر.. ما رحمها

عمر الحين .. متواجـد بغرفتها .. !!
من ثمان سنين ..ما دخلها..!!

بالماضي كان يدخلها.. طفل صديق وأخ متربي معها ..
بس الحين هو داخل..
كـ خطيب.. كـ زوج !!
كـ حبيب !! .. يثير مشاعرها بسهولة ومن غير رحمة ومراعاة !!

غمضت عيونها والصينية ترتعش بيديها... الحرارة مشتعلة بجسمها كأنها انسانة محمومة !!
كأنها مريضة بعزّ البرد !!
مشاعرها بهاللحظة ..كانت لا تطاق !!
ثبتت الصينية على فخذها عشان تقدر تفتح الباب..
دخلت بهدووء وعينها عالصينية ..!
ومن خلال اضاءة الأبجورة الخفيفة ..شافته مخلص شاور ...ومعطيها ظهره العاري ..
واقف عند مكتبها ولابس البنطلون اللي جابته له..
نزلت عيونها عنه وعن وضعه مافيها تخوض هالنوع من الشعور حالياً.. مافيها تطير بمشاعر هي أبعد ما تكون بينهـم..
راحت للطاولة وحطت الصينية عليها بصمت..وقلبها ينتفض آلام وشوق ما يرحم..
لو يحسّ بس...لو يحسّ !
التفت عمر يوم حس بدخولها وبيده صورتهم مع بعض ، كان مسيطر بحضوره على زوايا الغرفة ! وخالق جو مرربك ما تحملته !

شافها واقفه بعيد عنه .. ابتسم يوم شاف الصينية ونزل الصورة مكانها..
اقترب من شادن وعيونه تمرّ عليها من فوق لتحت.. ابتسم بنعومة وهي واقفه بتوتر وقلبها يرقع بطريقة عنييفة!!
حميمية غريبة بدت تلفّ الجوو .. وعمر بهالهيئة وبهالوضع زادها اضطراب...
قرّب منها ..ومن غير شعور تراجعت للخلف بسرعة وهي تحاول تخفي توترها : كل يا عمر.. عشان تدفى..
وقف مكانه يوم حس انها خايفه منه..
وقال : خايفه يا شادن ؟؟
بلعت ريقها كيف ما تخاف وهو صاير غريب.. وعقب كل اللي صار هي ما عادت تهمه ،!
رفعت عينها اللي تلمع مع اضاءة الابجورة الخافتة واللي تشبه الشموع..وبجمود صعب : كل يا عمر ..والبس لا تمرض.. الجو برا بارد ..
قال بحميمية تربكها : جنبك ما احس بالبرد ابد يا شادن..
تدفقت الدموع بسرعة .. حاربت عشان ترجعها مكان ما كانت..
وقالت بنبرة آلية وكأن الموضوع ما يهمّها بشي : عمر إلبس وكل عشان ترتاح.. واضح عليك تعبان..
ولاحظت الجرح اللي ما التئم... كمّلت وهي تتجاهل نظراته الجريئة اللي ما يغيرها : بروح اجيب لك مطهر وشاش ينظف الجرح..
وتركته مرة ثانية وقلبها يرتعش من هالليلة اللي مدري شلون بتمرّ.. وليه أصلاً هو موجود عندها الليلة؟؟؟ ليه ما يتكلّم ليه يخلّي الاحتمالات تتخبّط فيها يمين وشمال !!

راحت تبحث في صيدلية حمام مشاعل.. وحصلت اللي تبيه هناك بالرف.. أخذت المطهر والشاش ورجعت بخطوات متهاوية لغرفتها...
كلامه المميت بآخر مرة مو راضي يفارقها من طاحت عينها عليه !
كلمته اللي بما معناه..اللي بينهم وصل لخط النهاية ومارح يكبر أكثر !
دخلت وهي تداري عيونها الغرقانة بعيد عن عمر اللي لبس القميص.. وترك الأزرار مفتوحة بشكل يذبحها من الوريد للوريد !!.. جاي يعذّبها هو بس جاي يعذّبها ويمشي !!

كان جالس على الصوفا الوحيدة وبيده كاس الحليب يرتشفه بسكووون..نظراته بالفراغ شارد بموجة تفكير غامضة وغير معروفة..
قربت منه وهي ترجي ان دموعها تختفي بسرعة لا يلاحظها..
جلست جنبـه بكل هدووء وصندوق الاسعافات الأولية بين يدينها.. وتركت مسافة فارغة بينهم بحركة واضحة !
التفت عليها من فوق كتفه بهدوء صامت يوم حسّ بجلوسها .. وانتبه للحاجز الجديد اللي حطّته... بعيدة عنه !..بعيدة !
شافها تحوس بالصندوق بشكل غريب وهي منزله راسها عنه.. قال بصوته المبحوح من قلبــه : ما يحتاج شادن اللي تسوينه .. الجرح هذا ما يساوي شي من اللي سببته أنا لك.. خليه ينزف دم .. أقدر أتحمل..
كلامه خلا دموعها تقطر وحدة ورا الثانية بالصندوق اللي في حضنها... لاحظها عمر بسرعة خارقة .. حط الكوب اللي في يده عالطاولة ، ولف لها بكل جسمه..
وبأصابع يده رفع وجهها من تحت..حركة ممكن تقضي عليها.. لكنها..
مسكت معصمه بأصابعها .. ونزلت يده وهي تتمتم : خلني أعالجك ..
تركت معصمه وهي تكتم العبرة القاسية .. وفتحت المطهر بسرعة وهي تتجاهل نظراته القوية اللي خفّت تقييم..
المطر برا لا يزال ينهمر.. وشادن مع كل صوت للرعد الغاضب تغمض عيونها برجفة لا إرادية !
انتبه عمر لنفضاتها الغير طبيعية ..وتمتم بهمس وهو يسترجع اللي سمعه تحت : وش اللي صار لك اليوم؟
تغيّر لون وجهها من سؤاله اللي المفروض ما يسأله حتى !
مو من حقه يسأل دامها ما تهمّه بشي..!
ما ردّت على سؤاله قررت تكمّل الليلة بصمت ..مارح تخوض أي حوار.. رح تكمّل هالواجب بصمت عسى هالليلة تمرّ على خير..
طهّرت الجرح وهو ساكن مثل الطيير بين يدينها.. يستشعر كل لمسة رقيقة وهي تعالجه بكل خفة وهدوء خايفة لا تعوره .. لفّت ذراعه بسرعة وهي حاسه بالضعف من هالقرب الروحي والجسدي !!
أخيراً ..حطت أقراص المسكن عالطاولة ..ولمّت المطهر مع بقايا الشاش والقطن الملوث.. على استعداد للهرب !
الليلة وانتهت ..سوّت اللي عليها ..
لكن عمر كان له راي ثاني ... كان حاس بالحواجز اللي تحطها ..هروبها بعيونها.. اقتضابها بالكلام.. وهو ما جا إلا عشان يفكّ هالتعقيد اللي بينه وبينها !
قامت واقفه بسرعة.. اللي خلاه يمسك يدها قبل لا ترووح..من غير كلمة !!
سحبها وطاحت على رجله ..
انتفضت مشاعرها وهي تلقى نفسها بين يديه.. ماسكها باحكام !
وجهه قريب منها بطريقة غير طبيعية..غمضت عيونها باررتباك وهي تحس بأنفه يلامس خدها برقة..
قال بهمس وهو مغمض عيونه ينعم بقربها المجنون : جيت عشان أشوفك كم مرة لازم أقولها..
ارتجفت شفاتها وهي تحسّ مقاومتها تضعف.. ونظراته تربطها ..ودموعها تخونها..
اذا كان ناوي يتركها ليش ما يرحمها..
قالت برجفة : عـ..مر ..
أسكتها بهمس : اششش .. خلك هنا ..
اضطرابها عنيف وهي تحس عمر ..مو طبيعي !
قالت تقطع الجوو بارتجاف : خذ حبة المسكن ..تريّحك..
وقبل يقدم على حركة ثانية ..حطّت يدها على كتفه وقامت عن رجله بسرعة..
وبصوت رااايح : أتركك تاكل وترتاح .. واذا حاس بتعب قولي..
وتركته بسرعة طالعه من الغرفة كلها !.. يا لوعة الاحساس !
من متى عمر يتفنن بتعذيبها.. وليش اليوم يلجأ لها وهو ناوي على نسيانها..

دنق عمر وهو يدخّل يده بشعره من ردة فعلها .. يا صعوبة اللحظات !
حالتها المبعثرة ..ابتعادها عنه !
غطى وجهه بيديه وقلبه متخبّط ..آه يا شادن.. مين يلومك،
يدري إنه جاي ومناعته منها صفـر...
يكفيه حالياً انه قريب..أروى عيونه بشوفة حالها المنتكس فوق تحت بشكل مرير !
مال عالطاولة ياخذ المسكن لأن ألم ذراعه زاد عليه عقب المطهر والتعقيم..وفوقهم جسمه المنهك من السفر الطويل !
مع إنه فكر يتفاهم معها الليلة...لكن الواضح ان الوضع ما يسمح..
هو تعبان ومنهك..وهي ما تقلّ حالاً عنه ، فيها من التعب الواضح بكل شبر بوجهها وجسدها ..
وجيّته المباغتة هذي مو سهلة عليها.. يدري إنها تتساءل عن سبب رجعته..وتحتاج عالأقل لساعات قليلة تستوعب إنه رجع.. الكلام بهالسرعة قد ما يكون له معنى ..!
الأحسن إنها تهدى نفسيّاً.. ورح ترجع تدوّره عقب ما تستوعب..هو عارف ومتأكد.. رح تجي تسأله بنفسها..
وهو يحتاجها تكون شادن اللي يعرفها.. مو شادن هذي !
ولذلك قرر يترك المواجهة لما الصبح !..تكون أقوى وأهدى..

أكل حبة المسكن مع الحليب .. وقلقه ناحيتها تفاقم!
ردّات أفعالها وهروبها يحكي بوضوح عِظم اللي تعانيـه !
رمى راسه للخلف وهو يناظر السقف ومشاعره المضطربة تتعاظم بشكل لا يُحتمل !
بكرة يصير خير يا شادن !...يصير خير ،



♫ معزوفة حنين ♫ 05-11-12 11:51 PM

رد: لاتبكي ، للكاتبة : عيون القمر ..
 


عند شادن..
أعادت صندوق الاسعافات مكانه.. وجلست بالحماام تذرف الأنهار بصمت.. ملامحها تغيّرت من بشاعة الشعور ! ،
صارت متأكدة إنه جاي اليوم لأنه في ورطة وهي ما تقوى تسأله.. ليش تسأله وهي عارفه كل شي... ليش تحبه كل هالحب اللي يدمرها.. وليش سمح لإنسانه ثانية تدخل بينهم ؟؟
بكت بالتياع لدرجة انها قامت تستفرغ.. دموعها انهمرت بالمغسلة..
تذكرت لحظتهم العابرة قبل شوي.. ليش مرعوبه ان جيّته مؤقتة!
وعارفه إنها اذا سمحت لنفسها تعيش هالحلم..بيتحوّل بأي لحظة لكابوس !
ليش ما تبيه يروح ..تبيه يبقى معها مو هالليلة بس ..كل الليالي الباقية من حياتهم .. تبيه ياخذها بحضنه ويهديها من روْعها اللي ما خفّ من يوم سوّى سواته وهجرها بأقسى طريقة..
ناظرت عمرها بالمراية وشافت وش كثر لون عيونها تغيّر .. غسّلت وجهها بسرعة وناظرت ساعتها .. لقتها تجاوزت 3 الفجر... ارتاعت من قلب .. قضت اكثر من ساعة الا ربع وهي تبكي دمّ عالحبيب اللي بغرفتها !!
طلعت من الحمام بهدوء.. ورجعت لغرفتها .. وهي بطريقها جاها هاجس زرع الرعب فيها !
تخيّلت انها بتدخل الحين .. وما تلقاه !!

فتحت الباب بهدوء وهي تقلب عيونها بالغرفة بمرارة .. نور الأبجورة مُضاء..والسما ما زالت تمطر..

لكنه عكس ظنونها .....شافته.. نايم !
نايم بسلام على سريرها.. من غير لا يحس.. من غير غطا يدفيه..
عرفت إن تأثير حبة المسكن جابت مفعولها !
سكّرت الباب بشويش... وراحت وزادت على درجة الدفاية اللي بغرفتها عشان يدفى.. ويدفى البرد داخلها ،
قربت منه بهدوء وخطواتها تقودها باستسلام ناحيته..... نايم مثل طفل !!
نايم على جنبه الأيمن ..ضام مخدتها لصدره.. ووجهه مدسوس فيها يتنفّس عطرها..
هاللحظة بالذات..كثير مشاعر خوف داخلها بدت تتبــدّل..
كثير من زوايا روحها سكنها الأمااان..
ومشاعر هجرتها ..رجعت ألحين بقوة !
منظره لحاله كان يهدّي الأعصاب ..يطمّن ..يريّح !
نومه بسريرها....يوحي فعلاً إنه جا عشانها !!
اقتربت منه أكثر ، وجلست على طرف السرير..تأملت وضعية نومه واسترخاءه..أنفاسه..
طاحت عينها على قميصه المفتوحه أزراره !! صدره مكشوف ما يحميه شي ..
مدت أصابعها بهدوء وسكرت قميصه.. زر زر من تحت لفوق..
ثم مسكت طرف الغطا وغطته..
همست بغصّة تأكيد طالعه من أعماقها : مارح أخليك تروح هالمرة..مارح أخليك لو تموت ! ابتسمت بألـم لا شعورباً من براءة ملامحه ..مستغرق بنومــه عميقة تأكدت من حالته إنه منهدّ ورايح فيها ..

عقب ما أشبعت عيونها وتأكدت للمرة المليون إنه واقع !
قامت من السرير وتحركت بتعب للصوفا ..كانت بحاجة لراحة عميقة لأعصابها..
انسدحت هنااك على جنبها ..وخلت وجهها ناحيته عشان تقدر تراقبه.. وتحس فيه لو تحرّك أو استيقظ ! لازم تستعد لحرب لو قرر يهجرها من جديد !
بكرة اذا طاحت عيونها بعيونه..أكيد كل شي بيختلف..مارح يكون موقفها مثل ألحين.. بتتأكد إنه واقع!.. وبتكون جاوزت صدمة وجوده..بتفهم هو ليش جا !
مع الثواني حاوطتها الهدوء والسكينة..وخدّرت أعصابها..
مشاعر أمان عمييقة للغاية رجعت تحتويها ..
غلبها النوم وقضى على شعورها باستسلام تاااام..

::

بدايات الصبـاح..قبل شروق الشمس..
تحركت شادن شوي.. يد تحت المخدة واليد الثانية فوق بطنها.. فتحت عيونها على نور الفجر الخفيف اللي غمر الغرفة... قلبت عيونها في السقف وهي تتذكر الحلم اللي حلمته..
عمر كان معها الليلة الفايتة ؟
لا !
كان حقيقة ! ، حقيقة؟
ريحته تنبعث من المخدة !!
استوعبت.. انها مو عالكنبــة !!.. استوعبت انها نايمة عالسرير ..والغطا يغطيها !!
وعمر مو موجود بالسرير بعد !!

فززت من السرير وهي تشهق .. تلفتت بالغرفة بررعب وجنوون .. ما لقت له أثر !
ناظرت الساعة...5 ونص الفجر !! الوقت مررة بدري..
ناظرت مكانه اللي نام فيه ..جنبها .. ما حصلته !
هي وش جابها عـ السرير ؟!!
ناظرت الكنبة اللي نامت فيها.. ما حصلته ..
الغرفة خاليــة !!
فهمت شي واحد بس.. ان عمر طلع وتركها من جديد !!.. بدون ما يقول كلمة .. بدون ما يطمنها !!
قامت من السرير بسرعة .. ومن العجلة علقت رجلها بنص الغطا المتكوّم بالأرض وهوت على وجهها بألم شديد.. حاولت توقف والخنقة تتصاعد ببطء ..
تجاهلت الألم وقامت مثل المجنونة المرعوبة..عيونها شاخصة رافضه الفكرة اللي ببالها ما تبي تعيش خيبة أمل لأنها رح تكتب نهاية موتها فعلاً هالمرة !
كيف يروح وما يقولها ؟؟ كيف يخليها؟!
ركضت للبلكون ..ومن الصدمة شااافت القفل مفتوح ..
هي تذكر..ومتأكدة انها قفلته أمس عقب ما دخل .. ليش مفتوح الحين؟
فتحت الباب بعنف .. وركضت لبرا وهي تستوعب الحقيقة المُرة ... طلت لتحت وهي تلهث والمكان والحديقة..خاليـة!!
أدركت شي واحد ..! إنه طلع !
من غير شعوور..زلقت للأسفل وهي ما تقدر تردّ الاكسجين.. وعقلها يتفتت بقسوة رح تنجنّ بلا شكّ ! ،
تذكر.. كيف كان نايم بأمان في سريرها .. واختفى !
قامت تأنّ ذات الأنين اللي كتم أنفاسها وحرمها الهوا...الحين مين بينقذها.. الوضع يتأزّم وهي تفقد السيطرة على جسمها ! تأنّ وجسمها ينتفض يعبّر عن ألم عمره سنين !
كان الوضع قاسي للغاية ! قاسي ..قااااااسي ! ، حراااااااام عليك انا وش سويت لك .. تسويها فيني ثاني ؟! ما أقدر اخليك لأحد .. ما اقدر اتركك لأحد..
حطت راسها على الدرابزين وهي تأنّ بلهفة وجسمها كله يرتعش من الفاجعة... مالهم ساعات مع بعض ينسحب ويهرب بكل خفاء.. ليش ما يقولها اذا كان يبي يروح ..مارح تمنعه..! بس عالأقل يحسسها إنها مهمّة مو مجرد محطة عابرة بحياته..

- شادن !!
جاها صوته العذب من مكان .. فتحت عيونها المحمرة وهي تشهق بعبرات تحاول تاخذ النفس .. كان واقف على باب البلكون .. والمنشفة معلقة على كتفه ونظراته كلها قلق !!
ناظرته بصدمة من فوق لتحت .. أكيد خياله..أكيد شبحه .. !
عمر يطالعها بحدّة وجدية من حالها الغريب... توه حطها عالسرير..كانت نايمة بسلام!!
دخل الحمام شوي ، وطلع لقاها بهالحال !؟
قرّب منها بهدوء وقلبه يضطرب من وضعها المهول ! وكل ما قرب خطوة ارتفع راسها له !!
شفاهها ترتجف ودموعها تنزل .. مو اهو .. مو اهو ...جنونها وألمها يرسمونه لها ..
وقف على راسها وبحدّة : شفيك تبكين؟
انهمرت الدموع وهي تشوفه يسأل عنها ...شههههقت بعنف وهي تاخذ أكبر كمية أكسجين !
ثم بكت وبكت بشكل أقسى مثل طفلة ما عرفت تهدى... بكت تحت ناظر عيونه !
فهم وضعها ورقّ قلبه لها !
انحنى وجلس على ركبة قدامها وهو يبتسم بحنية : هذاني موجود..
ناظرته وعيونها تحكي فيضان.. هزت راسها نفي بعتاب.. حركة تسأله..ليش سويت كذا؟!
الحال يعذّب.. لو تفهمه وتفهم سبب اللي سواه .. لو بس تتفهم هالشي.
شادن وهي تشهق ..ردّ صوتها المكتوم لها : ليه خليتني...لا تسوي كذا مرة ثانية عمر ارحمني..أنا جالسه أموت ولا قادره أسوي شي لنفسي .. انت شفيك ليش تتصرف كذا .. فهمني اشرح لي ..ما كفاك اللي قلته..ما كفاك انك تبي تتركني عشان وحدة..... !!
ما درت الا عمر يمسكها من ذراعها ويسحبها لحضنه.. وغرز راسها تحت رقبته..
ما يتحمل يستمر بمثل هالكذبة .. هالكذبة تعذبه أكثر من ما تعذبها خله يكون واضح وصريح يمكن يرتاح..
قال بلهجة شديدة : وانتي يا غبية صدقتيني يوم قلت لك بتركك عشانها..!!؟
دست راسها بصدره اللي حرمها منه .. كيف ما تصدقه هو لو هو أكبر كذاب بتصدقه ..
عمر بـعاااطفة ورجاء : لا تبكين يا بعد أهلي..
شادن بانفجار وهلوسة : ما عاد اهمك انا صرت عارفه هالشي ..متأكدة منه ما عاد اهمك تبي تخليني ..
عمر وهو متأثر حد الصميم من هالحال : شادن قومي معي داخل .. لو ابي اتركك كان ما لقيتيني الحين..
شادن : ليش قمت وما لقيتك.. صرت أخاف كثير..أخاف كثير بسببك!.. أخاف من اللحظة الجاية يا عمر.. أخاف تخطف نفسك وتروح مو مهتم لوحدة تحاتيك كل ساعة.. انت مو فاهم اللي احس فيه للحين لو فاهم كان عطفت علي رحمتني من قسوة الثواني اللي افكر فيها فيك.. خايفه فيها عليك.. انتظرت كثير تعترف لي باللي فيك بس انت مصر تتحمل لحالك.. انا عارفه كل شي.. عمر انا عارفه بكل شي فيك لا تحسبني غبية ما ادري.. ادري انك طايح بمشاكل..وادري عن شغلك اللي تسويه بأنصاف الليالي.. وأدري انك مطلوب.. وانك جاي لي امس هربان......
غابت كلماتها وهي تتعلق بياقة قميصه عند رقبته الصلبة..
فقد صوته لثواني مع هالكم الهائل من الكلمات اللي طلع منها .. قلبه اضطرب بعنف أكبر لدرجة إنه حس بالدم ينضخّ لراسه !
مسكها من ذراعها وهو يدنّق بحدة : وش تعرفين؟؟؟؟
شادن وهي تشهق بألم.. ما جاوبت..
حطّ يده على خدها ورفع راسها..وطاحت عيونها بعيونه الجاادة : من قلبك تقولينها؟؟
شادن ما فيه تخفي أكثر : أعرف..من زمان...اعرف من زمان يا عمر..بس انت ما قلت ..لي..
تغيّر وجهه من هالتأكيد اللي بملامحها.. وشلون!!!!!!!!
وشلون تعرف؟!.. وشلون هالشي مستحيل !!
الصدمة بعيونه وهو يطالع عيونها بجمود.. يستوعب اللي قالته من لحظة ..
شادن تبكي بصدره : ليش وصّلتني لهالحد؟!..تحسب انك اذا قلت لي هالحقيقة بتغيّر لا مو صحيح..
غمض عيونه يمحي لمحة الألم العنيفة اللي بتقضي على أعصابه..
فتح عيونه وهو يمسك يدها المتعلّقة بياقته : شادن اهــدي..خليني أقولك !!
صرخت بصدره : ما أبي أسمع !
حاول يقوم واقف ما قدر ..متمسّكه فيه بكل قوة عطاها ربي..!
شادن بانهيار : تبي تروح؟..تبي تروح وتخليني ألحين!؟
ابتسم بألم وهو يدنّق لإذنها : إنتي مو مستوعبة اللي انا فيه.. شادن انتي أرقى من واحد مثلي..
بكت مرة ثانية وهي تحس بمعنى مو حلو من كلامه : لا انا مو أرقى منك ولا تقول هالكلام انا مابي واحد غيرك ياخي افهم هالشي لا تعذبني..
انحنى لها ومسك ذراعينها ... وسحبها لين وقفت على حيلها وهي تشهق .. حط يده على خدها المبلل وهو يقول : شادن اهدي بتخليني اندم اني جيتك من الأساس..
صرخت بوجهه : هذا اللي انت فالح فيه... ما تجي الا اذا انت محتاج شي.. ما تفكر باللي واقفه قدامك وقاعدة تموت كل يوم..
عمر ويده ترتفع لرقبتها بصوت يتفجرّ عواطف : راضيه تتعبين معي يا شادن؟
صارت تضرب جبينها بوسط صدره بشكل متكرر..تعاقبه بهالضربات لعلها تؤلمه على اللي سواه ..
وببكاء : تعبت من عقبك عُمر خلني أتعب معك بس مو دونك .. لا تموّتني للمرة الألف كافي لهالحد ماعاد فيني يا عمر مافيني ..
تجاهل صراخها لأن الموقف متأزّم..والمشاعر حامية..، مسك يدها ودخّلها الغرفة ..
سكّر الباب وراهم وهو يردف بمحاولة لتهدئتها : البسي شي يدفيك الحين الجو برا برد...
شادن بارتجاف : ياخي ليش جالس اذا تبي تتركني في الحالتين اطلع من الحين.. مابي اتعب اكثر من ما انا تعبانة..
عمر وهو متأثر من انفعالها : شادن انا عمر ..
دفنت نفسها بصدره ووجهها تحت رقبته : هذا اللي متعبني .. انك عمر.. إنك عمر..حياتي مقلوبة بسببك ..
مسك ذراعها اللي التفت حوالين خصره بطريقة تقتله : انتي اهدي الحين وبعدين نتفاهم..
حس انها مرهقة كثير وخاف عليها ،
مشى معها بصعوبة وهي حاضنته مو راضيه تفكه .. لين السرير ..
كانت تشهق بصدره وهي متمسكه فيه بكل قوتها ، ما قدر يفك يديها ولا هي راضيه..
واضطرّ يشيلها بين يديه عشان يحطها بنفسه .. لكنها بحركة تلقائية فكت خصره وتعلقت برقبته وهي تنوح بألم .. وكأن الصبر فاض فيها وكل ألم السنين والانتظار فاض بهالدقيقة واللحظة بالذات !
عمر بأأألم وبصوت أقرب للهمس للي كانت دافنه وجهها عند رقبته تبكي : حياتي شادن !
هالكلمة " حياتي" خلتها تزيد شهقات وهي تتمسك برقبته .. تدري انها حياته ..لكن عمر لأول مرة يصرّح بهالكلمة بالذات!
عمر انحنى عالسرير يحطها لأن وضعها النفسي.. زااااده تأزّم ..!
نزّلها عالسرير وهي متعلقه برقبته مثل طفلة تعاند.. ابتســم غصب عنه يوم شافها مو راضيه تترك رقبته..وقال من غير وعي : يكفي دموع حياتي والله العظيم أحببببك..
بكت عند رقبته : تكذب !
ضحك ضحكة ممزوجة بألم وهو يرفع يده من خلف رقبته عشان يفك يدها ..وقال من غير شعور : أُقسم بربي أحبك... ورب الكون أموت فيك..قسماً بالله اعشق ترابك واللي خلقني لا نهى ولا عشرة من أمثالها يسوونك ..بس قلب عمر لا تزيدينها علي ..!
استجابت ..وكأن كلماته جابت مفعول السحر على هيئتها .. حس عمر إن يدينها ترتخي وبسرعة مسك يدها اللي حول رقبته ونزلها برقة عالسرير وهي مغمضة عيونها..
دموعها تنزل على وجهها العذب ! ،، ابتسم وهو يتأملها بحب وحسـرة !
جلس جنبها يهدي من روعها وقلبه مضطرب.. يخفق بعنف جنوني !
مارح يمنع نفسه عنها ..مارح يمنع نفسه وصل حده.. ودامها درت عن ظروفه...مارح يهمّه شي عقبها !!
بدت تهلوس باسمه وبكلمات ما فهمها.. بس المعنى إنه تطلب ما يروح !
انحنى عليها..وطبع بووسة رقيقة وطوييلة على جبينها ..ثم نزل بقبلته لخدها ودفن وجهه هناك لفترة يروي عمره ويرويها..
همست بمشاعر محمومة وهي تحس بأنفاسه : ع عمر !
همس وخده على خدها وفمه يرتفع لـ اذنها : روحه وكلّه ..!
همست بوجع : بتروح ؟
ابتسم وشفاته عند اذنها ويده على خدها : لا مارح أروح..
شادن : ن..نهى؟
عارف إن هالموضوع هو اللي مأزّمها أكثر شي.. وحضنها بأقصى قوته : لا تطرينها.. إنتي دنية عمر.. وعمر دنيتك.. إنتي عذابي وحياتي فيك..
تمسكّت بظهره وهي ترجف..
هذا هو عمر اللي عاشت تنتظره سنين !
هذا هو بدون أقنعة..بدون أدوار يتقمّصها.. كم تعبت وهي تتخيل إنها خسرته للأبد ..!
شادن باستسلام : عُـمر.. أنا..
أسكتها بقُبلة حارة حطّ فيها كل شووقه.. وكل حنينه اللي دمّره ،
ابتعد وهو يهمس ببحة : انتي معي.. مارح أتركك..
فتحت عيونها وهي مخدّره..مسلوبة القوى وعمر جنبها الحين يحتويها !
عمر بنظرات متألمة تفيض عواطف مجردة : جيت عشانك لحالك.. تخلّيت عن كل شي عشانك لحالك.. سويت مصايبي عشانك لحالك.. كل شي أسويه انتي السبب فيه !
ابتسمت بألم من نظرة العتاب الشديدة اللي بعيونه ..
وأردف وهو يسند جبينه على جبينها : تعبت كثير يا شادن.. حياتي كلها منتكسة!
نطقت بدموع : كل شي يتصلّح !
تأمل عيونها من كلمتها ، ونظراته تلين بحنية آآآسرة ..عطف..ولهفة..
ومسح على خدها بظاهر كفه وهو يطبع قبلة جديدة عمييقة..وبهمس : لا تبكين علي هذاني قدامك!
شادن بارتجاف من الظروف : خا..يفه..
عمر ابتسم يهدّي روعها : لا تخافين..
شادن بدت تبكي بين يديه وهي تناديه : عمر أحبك كثثثير..
ابتسم بحنية من هالكلمة اللي هزّت أوصاله وأوردة قلبه.. حضنها بكل قوته يعتصرها.. حضنها يعوّضها كل التعب..يعوّض نفسه حرمانه : وأنا حياتي فيك..
تجرّد بمشاعره كلياً..
عطاها بهاللحظة كل شي..كــل شي ،
احتواها بكل طريقة ممكنة.. سلّمها نفسه..واعترف بالأفعال قبل الأقوال..!
استسلمت لأنفاسه اللي كانت علاج مهدئ ، لمساته اللي طمنتها انه جنبها ، ولهــا ،!



يُتبــع ..

لا تنسوني من عطاءكم.. أنتظر انطباعاتكم بشغف عميق..
امنياتي يعجبكم وعساني توفّقت..
لا تبخلون علي ، بحقّ القراء اللي خلف الكواليس أتمنى اشوفهم ولو بكلمة ..

اسمتعتوا ..واللقاء قريب بإذن المولى ..


عنوون :S_042:


♫ معزوفة حنين ♫ 05-11-12 11:51 PM

رد: لاتبكي ، للكاتبة : عيون القمر ..
 
قراااءه ممتعـــــــــــــــــــــــة =) ..

مجنونتك عوبآ 06-11-12 04:02 PM

رد: لاتبكي ، للكاتبة : عيون القمر ..
 
اهلن اهلن
اااااااخ ممره شيءء جميل البارت يعني صدق عوظتيينا عقب الغيبه
عممر وربي انه بططل يعني عوض شادن عن كل اللي سواهه فيها
وشادن لو انها مكمله ع قناع البرود كان ذبحتها يعني تتعذب وهو بعيد ولما جاها جلسست تستعبط مدري ايش
بسس مره خقييييت ))فيس يسسسعبل
-
من كثر ماهجميل قريت البارت مرتين وربي شي يسسسسسطل
اشكرك من كل قلبي :)

انثى المتناقضات 06-11-12 10:49 PM

رد: لاتبكي ، للكاتبة : عيون القمر ..
 
السلام عليكم و رحمة الله و بركات بجد بارت جوناااااااااااااااان هو انا اول مرة اقرء بس توووووووحفة و ان شاء الله اقرء الرواية من اولها و اقولك ع تعليقى المفصل باذن الله و حج مبرور و ذنب مغفور باذن الله


و دمتم فى معية الرحمن

شبح الغموض 08-11-12 07:16 PM

رد: لاتبكي ، للكاتبة : عيون القمر ..
 
اهلاين بعودتك اختي حج مبرور وذنب مغفور وتقبل الله منا ومنك صالح الاعمال ....
مشكورة على البارت مره رائع ونتشوق البارت الجاااااي:55:
مع تحياتي::Thanx:

♫ معزوفة حنين ♫ 12-11-12 06:08 AM

رد: لاتبكي ، للكاتبة : عيون القمر ..
 
كلام الكاتبة قبل البارت ..

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عيـــــون القمر (المشاركة 6605589)
صبــاحكم ورد..وتوفيق..
اللي عنده دوام واختبار بالتوفيق له يارب درجة كاملة ..

بالنسبة للجزئية زي ما قلت هي مجرد تكملة للجزئية السابقة..
اعذروني على قصرها فما كان عندي الوقت بالويكند اضافة إلى إنه مجرد تكملة لما سبق..

البارت الجديد رح يكون أثقل ان شاء الله وأعمق..
بهالجزئية ابتعدت عن الشحن الزايد واللي كان متكدّس في بارت عمر وشادن... بتستغربون بس ماكان لي القدرة اكتب جزئية مشحونة بيومين... ف خليتها للبارت الجديد..أكون استعدت توازني..
هالجزئية فيها بدايات لأحداث جديدة... الشاطر اللي بيلقطها ^^


♫ معزوفة حنين ♫ 12-11-12 06:08 AM

رد: لاتبكي ، للكاتبة : عيون القمر ..
 

الجــــزء 45 ..
(2)
--------------


صبــاح جديد.. قاربت الساعة 8 ونص والبرد شديد عقب مطر الليلة الفايتة ..
أوقف محمد سيارته بمواقف شركة أبـو راهي المعروفة والفخمــة..
نزل وهو لابس ثوب أسود بأناقة .. استعدّ لأسوأ الاحتمالات بسبب نبرته اللي مانساها من أمس...حط احتمالات خاصة بالشغل.. وحط بعد احتمالات بخصوص زواجه.. علاقته في بنتـه...بس كل هالاحتمالات كانت ولا شي بالنسبة للي بيسمعه..وبيشوفه !!
طلع الدرجات الرخامية اللي تلمع من نظافة وفخااامة راقية.. ناحية المبنى الضخم والفاخر واللي تجاوز الـعشرين دور ..
دخل وهو يتذكر المرتين اللي جا فيها لهنا كانت ببدايات علاقتهم المهنية بأبو راهي قبل ما تتغيّر حياته كليّا..
طلع فوق للدور العشرين وهو يستعد للدخول ..كان أنيق كعادته.. له شخصية وحضور ما يخفّ وهجه بعالم الشغل..
ابتسم للسكرتير اللي وقف يوم شافه : السلام عليكم..
حياه السكرتير بحفاوة : وعليكم السلاااام..هلا أستاذ محمد..منوّر..
محمد وهو يسفع شماغه بحركة سريعة وأنيقة : عندي موعد مع أبو راهي.. أقدر أدخل عليه؟
السكرتير : طبعاً هو عطاني خبر انك بتجي.. يبيك تدخل عليه على طول.. تفضل..
تحرّك محمد للباب ودقّه بهدوء.. سمع صوت أبو راهي يسمح له بالدخول..وتهيّأ له إنه سمع معه صوت ثاني..
فتح الباب وهو يرسم ابتسامة رسميـة ..دخل... واختفت الابتسامة وتحوّلت لاستغراب !
كــان...عمه ...
أبـو خالد..موجود هناك !

أبو راهي بصوت جهوري ونبرة آمرة : ادخل يا محمد ..
تقدم محمد وهو يغلق الباب بكل هدوء.. واقترب من المكتب وهو يسلّم.. وكل من أبـو راهي..وأبـو خالد يطالعونه بهدوء ..
ردوا السلام بخفوت...والجو مكهرب !
حسّ بشي مو طبيعي احساسه هذا ما يخيب أبداً !
من ملامحهم.. جلستهم.. عقدة الحواجب بوجه كل واحد.. إن الجدية واصله لآخر مرحلة..
كان فيه نقاش جادّ هنا... وتنبّأ إن فيه مشكلـة كبيرة صايره !
عمه أبو خالد.. كان واجم ..مغضّن ..وكأنه سمع شي ما عجبه أبداً ،
الواضح إنه تلقّى خبر قلب موده فوق تحت ..

أبـو راهي وهو يشير للكرسي : تفضل..
جلس محمد وهو يلتفت لـ عمه بتساؤل : عمي؟.. مو تقول رحلتك اليوم الصبح؟
أبـو خالد بهدوء : أجّلتها لليل ..
محمد باهتمام : ليش عسى ما شر؟
أبو خالد : كلمني أبو راهي اليوم الصبح...وقال يبيني بموضوع مهم..اضطريت أأجلها كم ساعة..
التفت محمد لأبو راهي باستغراب... جامعه هو وعمه اليوم؟؟؟...خير عساه خير؟!
بشكل عفوي انتبه لشي صغير عالمكتب قدام أبو خالد.......جوال !...جوال صغير لونك فوشي وشكله أنثوي !
رفع عينه لأبو راهي وهو مو فاهم شي ، بس يبي يفهم ليش طلبه اليوم..
أبو راهي قال بصوته القوي الثابت : ما كنت ناوي أكلم عمّك يا محمد...كنت بالبداية أبيك تجي عشان أتناقش معك بموضوع بالنسبة لي مهم.. بس اللي شفته بهالجوال اليوم الصباح..اضطرني أجيب عمك قبلك !
عقد محمد حواجبه ..التفت لـ عمه يشوف وجهه ولقاه واااجم..وشي بوجهه متغيّر !
وقال بهدوء كان يتوقع ان الموضوع حول الشغل دام عمه موجود : خير عساه خير؟..فيه مشكلة ؟

امتدت يد أبـو راهي للجوال ..وحطه قدام محمد..ومحمد عاقد حواجبه..
أبو راهي بتوضيح : هذا جوال بنتي بسمة .. خطيبتك..
تغيّر وجه محمد لاستغراب ودهشة..
وبدون ما يلمسه : طيب؟
أبـو راهي بعيون تضيق : أبي أعرف استاذ محمد .. وش نظرتك لعلاقتك مع بنتي..؟
رفع حواجبه بدهشة من هالسؤال اللي يخفي وراه اتهام .. وقال بهدوءه الراكز : سؤالك غريب ممكن تفهمني وش المشكلة؟
أبو راهي بتكرار : أبيك تجاوب.. وش نظرتك لعلاقتك مع بسمة؟؟؟
محمد بصوت ثابت : علاقة أحترمها..
أبو راهي : تحترمها؟؟.. طيب وينك عنها من شهر؟؟
تغيّر وجهه من الاتهام المباشر ..وقال بثبات ما ينهزّ : تدري عن ظروفي وتدري إن الشهر الفايت الشغل متكدّس.. ومو لاقي وقت لنفسي..
أبو راهي : طيب بصدّق هالعذر وأقول مشغول ..بس أبي أفهم سبب اللي مكتوب بهالجوال..؟

محمد ناظر بـ عمه اللي كان يناظره وهو عاقد حواجبه..والجدية على وجهه..
قال أبو خالد يوم شاف حيرة محمد : محمد وأنا عمك..وضّح موقفك أكيد عندك تبرير..
محمد بحواجب معقودة من الموقف اللي ما دخل مزاجه : موقفي بإيش؟؟

أبو راهي قال : بنتي بسمة صارت على ذمتك يا استاذ محمد..مارح أقبل بأي حال من الاحوال تدخل بمهزلة معك.. إشرح موقفك قبل تثبت الصورة اللي براسي عنك..
احتقن وجه محمد ، لكنه ضبط أعصابه..وأرخى ظهره للخلف ما يبي ينجرف بموقف هو مو فاهمه للحين : للحين مو فاهم عن وشو تتكلم.. ممكن أفهم؟

فاجأه أبـو راهي يوم قال : بخلّي عمك يسألك دام الموضوع يخصّ بنتـه !
ورمى نظره لـ أبو خالد يعطيه المجال.. محمد استغرب أكثر وناظر بعمه ، قلبه اضطرب يوم فهم ان الموضوع يخص سحر؟.. بس وش القصة ؟؟؟؟ وش دخل؟!
أبو خالد كان بحالة هادية غريبة ولكن واضح من عيونه الشدّ والجذب اللي صار بينه وبين أبو راهي قبل دخوله..الجدية بالأجواء..وشي من غضب أبو خالد المستكين اللي ما ظهر للعلن..
محمد بهدوء : عمي؟!

قال أبو راهي : خذ اقرى اللي فيه وأظن بتفهم لأنك ما شاء الله فطين وذكي..

مسك محمد الجوال..وفتح على الشاشة ..كانت مستقرّه على رسالة ..نااارية وهجومية !
إذا تذكرون...أول رسالة أرسلتها سحر لـ بسمة..بتحريض من تركي !
الرسالة اللي أزّمت الموقف ، وكانت بداية اشعال سحر للحرب من طرفها ،

( حطي كلامي بين عيونك زين
محمد ما بيكون لك ..بيكون لي أنا يا مرضْ
رح أخليه يخونـك وإنتي تشوفيـن رح أخليك تبكين دم
مارح أطلع من حياته بكون معه قدامك ومن الحين !
انبسطي هاليومين بس خلك متأكدة إني راجعـه لـه..بخليه يجيني
وبخونك معه
وبيخونك معي أنا..وبرضاه )

جمدْ محمد مع هالكلمات.. ما رفع راسه مدنّق ..والصدمة على هيئته..
اسم سحر بأعلى الرسالة ورقمها معروض قدامه.. ما يخطي فيه !
هذا إنتي...يا سحر؟؟
معقول ؟؟؟؟

ما لقى تعليق الحال كله يصفع ، !
أبو خالد سكت الموضوع كله ألجمه .. قرأ الرسايل اللي باسم بنته سحر..رسايل برقمها..كلام ما يتوقع إنه يطلع من بنته.. واللي زاده غرابة إنه يرتبط بمحمد..
كيف يطلع من سحر كلام كبير مثل هذا.. كيف تطلع هالفضيحة منها؟!

ورغم كل هذا...كان عارف أخلاق ولد أخوه...محمد !.. خبز يديه..ما يسوي شي من وراه!
التفت أبو خالد لأبو راهي بهدوء : حق بنتك عالعين والراس.. واللي أنا متأكد منه إن محمد ما عنده خبر عن الموضوع..
أبو راهي بهدوء جادّ : أبو خالد يا ليت تعذرني على طلبي لك اليوم..لكن بنتي في حالة سيئة من اللي يصير توّها بـأول خطوة فحياة جديدة...وكان لازم أقولك لو ما عندك خبر عشان تعالج المشكلة من ناحيتك دامها بنتــك...وإنت أدرى فيها !
أبو خالد والموقف مخزي للغاية بالنسبة له.. لأن التهمة لازقه في سحر ورقمها بالجوال ما يقبل الانكار.. وبهدوء : طيش بنات لا أكثر.. مارح يتمادى الموضوع لأكثر من كذا.. بنتي أعرفها أكيد ما تقصد..
ابتسم أبو راهي بضيق : زي ما قلت لك.. اللي وصلني من بسمة ان المضايقات بتكمّل الشهر.. ما تحس إن الموضوع زاد عن حده دامه كذا؟
أبو خالد دنّق شوي ومحمد يتابع الحوار وهو ضايع !.. مو فاهم.. وليش .. ليش لقى نفسه بوسط هالمعمعة !
رفع أبو خالد راسه يلملم الموضوع : حقك عالعين والراس..وأنا بتصرف معها ..لا تشغل بالك..

أبو راهي التفت لـ محمد يتابـع بجدية قوية : محمد ساكت؟... أتوقع فهمت اللي صاير..ومن حقي أسألك.. وش علاقتك في بنت عمــك وبسمة على ذمتك؟؟؟
انصب الدم كله بوجه محمد من الصدمة.. سؤال المفروض ما ينطرح..سؤال قليل ذوق بكل بساطة..ولا يليق فيه وبشخصه !
أبو خالد احتدّ صوته من السؤال : اهدى يابو راهي محمد وأعرفه ..
أبو راهي التفت لأبو خالد : خله يتكلم عشان أفهم..
أبو خالد بتكرار : قلت لك قبل ما يدخل محمد إن بنتي مخطوبة لواحد ثاني ، مستحيل يطلع منها هالشي.. وإن طلع منها فهو مجرد طيش مارح تسويه.. لا تعقّدها..
التفت محمد لـ عمه بصدمة ذهول من اللي يسمعه !.. مخطوبة !؟

أبو راهي بجديـة : طيش وتجاوزْ الحدود يابو خالد .. رقمها بجوال بنتي وقريت بنفسك رسالتها..وش أفهم ...لعبة تلعبها تتسلى ؟؟
أبو خالد بهدوء تأكيد : سمّها طيش..سمّها سوء تفاهم بينهم..بس تأكد البنت مخطوبة واللي صار هذا ..آخر مرة يصير.. كلمة وخذها مني..
رفع محمد عيونه لعمه وهو مصدوم ..مشدوه..يحاول يستوعب شي من اللي يصير..الكلام اللي يقولونه..
أبو راهي بتأكيد أخير ما يقبل النقاش : إنت أبوها وتعامل معها..!
أبو خالد والموضوع كله حوّله لشخص جاااد محّد يتنبأ وش بيسوي : بتعامل معها..ريّح بالك..
أبو راهي يبرر : بنتي متأزّمة من الموضوع فاعذرني إني اضطريت أكلمك..
ابتسم أبو خالد يخفف الشحنْ بالجو : من حقك..دام بنتي غلطت فـ بتصرّف معها بالطريقة المناسبة.. متأكد أنا إن محمد ما يطلع منه العيب ولا بينه وبين بنتي شي.. بنتي مقبله على حياة مع رجال ثاني ولا في بالها تسبب مشاكل لبنتك.. تأكد من هالشي يابو راهي..لا تخلي مشاكل طيش مثل هذي تاخذ أكبر من حجمها..
أبو راهي برسمية : ما عندي شك يابو خالد.. أكيد مارح يرضيك مثل هالطيش المتهور.. وبنساه دامك بتتولّى الموضوع..
أبو خالد بنبرة توتّر منها محمد ، لأن الواضح إنه ضايق ومعصب ولو أخفى هالشي : يصير خير..
أبو راهي بتأنيب : دام بنتك مخطوبة أعتقد هالشي مو في صالحها.. مو زين تنشغل بحياة ثانية مالها فيها..
أبو خالد : بنتي بتنشغل بخطيبها ولك مني ينتهي هالموضوع كله.. بتصرف معه بـ حــزم وأحلّه..
وقام واقف سلّم وطلع ..
بينما محمد ما تحرّك من مكانه عنده كلام يبي يقوله..

قال يوم صاروا لحالهم : أفهم إنك كنت تظنني أخون بنتك ؟؟ هذا الموضوع ؟
التفت أبو راهي عليه ببرود.. وقال : كان لازم ألقى تبرير..
محمد وعيونه على أبو راهي بقوة : من وين جزمت إني أسويها؟؟
رفع حاجب : انا لآخر لحظة ما جزمت وعطيت الأعذار وهالشي اللي خلاني أطلبك تجي عشان تشرح..
محمد بسخرية خفيّة : وتطمّنت من ناحيتي؟
انتبه أبو راهي لنبرة غير بصوته ..وحافظ على هدوءه : دام عمك بيتولّى الموضوع بنسى ناحيتك.. بس.. لازم تعدّل حالتك مع بسمة ..اهمالك لها راجع نفسه فيه ..الشغل ماهو عذر ..
محمد ابتسم على جنب ..وبدأ يفهم.. دامه طرى اهماله لها.. يبدو إن كل اللي صاير شكوى من بنتـه عنه..
هزّ راسه بصمت واستجابة ظاهرية ..ناوي على نية .. الموضوع كله ما دخل راسه...دخول سحر بالموضوع بهالطريقة ما ريّحه ..سحر مسالمة مارح تدخل بمشكلة كبيرة مثل ذي إلا اذا كان فيه اللي يجبرها..
ولازم يفهم السالفة ..

وهو واقف : حصل خير.. تامر بشي..
ابو راهي وهو يدنق لملف بجمود بارد : الله معك ..

طلع محمد من المكتب بسرعة..واتصل بعمه وهو يدعي انه ما بعد طلع ..
رد عليه وسأله وينه فيه..قاله إنه تحت عند السيارة ما بعد حرك ..
سكر بسرعة خارقة واستعجل بالنزوول لهناك ...لازم يفهم شي ..كلام عمه عن سحر أقلقــه!
قرأ الغضب بعيونه وخاف يتصرف معها بشكل حازم ومتهور.. وسحر مو من هالنوع هو عارف !

طلع من الشركة ولقى عمه واقف عن سيارته ينتظره ..
ابتسم محمد بنعومة لعله يمحي هالجمود : عمي هدّ أعصابك..
أبو خالد وهو يتنهّد بحرقة : هالسواة تطيّح الوجه... اعذرني وانا عمك سواة سحر هذي مالها تبرير يرفع الحرج..
ابتسم محمد بحنية : لا تشغل بالك..ما زعلت منها..غالية وبنت غالي..
ابو خالد : وشلون ما زعلت منها وهي حاستك .. الثقة يا محمد هي أساس أي علاقة جديدة..ما بغيت أبو راهي ياخذ فكرة عنك مثل هالفكرة وانت توك ما بديت حياة مع زوجتك..
تنهّد محمد وحبس كلام كثير داخله.. أول هالكلام إنه رافض كل العلاقة..رافض هالموضوع..
لكن عشان عيون هالرجال دقمها : لا تشيل هم...بقدر أهتم بالموضوع وأمحي أي سوء فهم...بس انت يا عمي لا تعصب منها..
رفع ابو خالد عيونه وبان الغضب فيها هالمرة : طلبك غريب؟؟؟..هذي سواة ينسكت عنها بالله عليك يا محمد؟؟؟
محمد بهدوءه : قلتها بنفسك طيش بنات مارح أعتبره أكثر من كذا.. الموضوع يخصني ..وأنا أطلبك ما تطير بعجّته..
أبو خالد بصوت شديد : مهما كان ما اقدر امرر الموضوع بسكات..هالسواة مصيبة.. ولازم تعرف نتايج تصرفها.. كلامها يخزي وابو راهي مارح ينساه بسهولة...صعب بنتك تطيح من عينك والأصعب لو طاحت من عيون الناس.. هذي بنتي وأنا بعرف أحلّ موضوعها..
محمد بقلق : هدّ أعصابك ..
ابو خالد بمرارة : مستحي منك يا محمد قبل استحي من أبو راهي.. الكلام بحقك كبير وما أرضاها على أخلاقك مدري وين أودي وجهي..
ابتسم محمد وعلى كثر ما كان كلام سحر قوي إلا إنه أنعش مشاعر داخله فقدها..
وتنهّد : ما زعلت يا عمي..
وسكت شوي...ثم قال متساءل : انت كنت جاد يوم قلت... إنها...مخطوبة؟!

رفع ابو خالد عيونه بهدوء جادّ : ما أمـزح ! ... قلت بحلّ هالموضوع من جذوره..!
محمد وقلبه يضطرب : عمي ؟
أبو خالد : لا تشغل بالك الموضوع بين يديني ألحين.. أنا ماشي للبيت الحين.. رحلتي لموسكو الساعة 7 المساء .. سلّم لي على أبوك..

وركب سيارته عشان يحرّك مع سواقه بينما محمد واقف بقلــق يغمره..
يوم سمع الكلمة فوق .. قال إنها مزحة..أو كلمة ألقاها عمه عشان يمتّص الموضوع ويململه عند أبو راهي...لكن.... الموضوع بعينه كبير.. وأكيد حسّ ورا سحر شي كبير !
سحر ؟...ليش سويتي كذا؟!

مو فاهم سبب اللي صاير ! ... راح لـ سيارته وأعصابه مفوّله للآخر.. ما توقّع إن الموضوع اللي طلبه أبـو راهي عشانه يكون خيانة وزفت وكلام فاضي !
فيه شي صاير وهو ما يدري عنه !
حرّك السيارة بسرعة ناحية الشركة عشان يبدا دوامه وأفكاره تتخبّط من هالصباح..
نظرة أبو راهي..اتهامه لاهماله بنته ؟!
بنتـــه !
هي طرف بالموضوع وأكيد عندها خبر... لازم يفهم ..
ماهو من النوع اللي يقبل على نفسه يكون مثل الأطرش.. لازم يفهم الموضوع ..مارح يقبل لـ نفسه الموقف اللي انحطّ فيه.. وتعامل ابو راهي معه كأنه واحد من موظفينه..اتهامه له بذيك الطريقة مارح يمررها بأي حال من الأحوال.. مارح يعدّي الموضوع كذا ولاهو من النوع اللي يمرر الغلط وشلون لو كان عليه ..،

::

بـ غرفة شادن ..
صعب وصف هالصباح.. صعب وصف لحظة السكون اللي تعتريهم..القرب العنيف اللي بينهم..
عُمر جدّد العلاقة بأرسخ طريقة ، رممها بأسلوبه.. داوى جروحها العميقة ..عشقها بشكل ما عاشته ولا خاضته بيوم..
فتحت شادن عيونها بتعب ولقت نفسها ما ابتعدت عنه شبر .. ما تركها طول الليل ،
نايم على جنبه ناحيتها وراسها متوّسد ذراعه الممدودة ، ومحتويها بيده الثانية قابضها بعنف لجسده.. شفاته مستقرّه على جبينها وأنفاسه تلفح نفس المكان..
رمشت بنص وعي وهي تستشعر اللحظة ...نظراتها الناعسة بمستوى عنقه لأنها أقصر منه ومحاصرها مع كل اتجاه..مستسلمه بشكل كلي لقبضته..مافيها طاقة تبتعد..
ابتسمت بتعب وهي تشوف العِرق اللي برقبته الصلبة ينبض بوضوح..
هالقرب يدمّرها ويحييها من جديد.. شعورها هاللحظة الغريبة أعمق من أي شعور خاضته بحياتها..
عمـر ، كان شغــوف فيها..!.. كان ملهوف بقد ما كان متألـم..
بقد ما بكت البارح.. بقد ما كان مداوي.. كان حنون.. كان شغوف.. كان رقيق..
كان معها بروحه واحساسه..
وش كثر كرر اسمها.. فجّر أحاسيس ومشاعر كان حابسها وتركها تعيشها فيه هالمرة..
رفعت راسها بهدوء عشان تقدر تناظر وجهه وشعرها مفروش بعشوائية على ذراعه الممدودة..
عيونه مغمضه بهدوء.. وملامحه مسترخيه بعذوبة..
فقدت هالملامح الفترة اللي راحت.. كل ذرة فيه.. كل ذرة فيه عايشه داخلها..
تحرّك وجهه شوي ..نزّلت راسها بسرعة ودنّقت ونفس المشاعر العنيفة تكتسحها من طرف رجولها لين قمة راسها.. دنّقت للأسفل بعيد عن مدى نظره تحاول تتوازن قبل يصحى ..
ويوم حسّت انه ما صحى ونايم... قررت تروح للحمام تجمع مشاعرها من جديد..
حاولت تنسحب من حضنه بهدوء وهي متوترة..ومشتعلة..
وقبل تبعد شبر.. قبضها بيده وضغط على ذراعها.. وجذبها لجسده مرة ثانية بدون مقاومة منها وهي الطرف الأضعف..
وبهمس مبحوح من أثر النوم : على وين؟
دنقت لمستوى صدره بهمس مرتعش : أ..غسل..
ابتسم ونزّل براسه وهو مغمض بكسل : ما قلت لك..؟
دنّقت أكثر لدرجة انه قمة راسها ضربت بصدره وهو ما يقدر يوصلها.. بخفوت : ..ايش؟
رغم نعاسه وتعبه..حسّ بهروبها وارتباكها ..وبابتسامة جانبية نااااايمة : أول ارفعي راسك ..وحطي عينك بعيني..
ما ردت عليه وقلبها مضطرب بشكل متعب..مشاعرها ما هدت عن الثوران من أمس ، ولا فيها تتكلم ..
عمر وشفاته تلتحم بجبينها بهمس ساااخن : شاااادن..
غمضت عيونها بشدة من اررتباك..ورمت راسها وسط صدره تخفيه.. أنسب مكان للاختباء ،!
ابتسم مرة ثانية وهو يفتح عيونه لأول مرة..يستشعر كل حركة منها ...حاول يرفع راسها بيده..مانعت وأصدرت صوت دليل الرفض !
قال ويده تستقر خلف رقبتها وتضغط عليها..بألم شغوف : ارحمي هالقلب.. شادن ..
رفعت راسها وهي ساكته وعيونها تحكي..وطاحت بعيونه اللي تلمع بوضوح.. دنّق ونزل بمستواها وهو يسند جبينه على جبينها ، بهمس : سألتك البارح... مستعدة تتعبين معي عقب كل هذا؟
شادن بخفوت مضطرب : لا تسألني هالسؤال..
ابتسم يشجعها بكسل : جاوبي..
شادن ودموعها تغرق بعيونها : خلني أتعب ما يهمني..
تنهّد وهو يضغط بجبينه عليها : قلبي يوجعني منك.. ليش ما كرهتيني ..تعبت أحاول طول ذيك الفترة وانتي تحاربين عكسي..
شادن بصوت يهتزّ ما تبي تتذكر سوايـاه المؤذية : اذا كرهتني ساعتها بكرهك..
ضحك غصب عنه من جوابها..ضحكة قصيرة ومتعبــة.. عرفت شلون تجيبها ..
واردف بهدوءه : تدرين إني ما أقدر..
شادن وعيونها تحت : أجل لا تلومني..ما قدرت..
طوّقها بيديه الثنتين بقووة محكمة بعد ما كان راخي.. وسكت لحظات..وأخذته غفوة..وشادن ساكنه تستشعر هالمشاعر العميقة اللي تنحفر داخلها..تنحــتْ داخلها أثر يهزّ بدنها.. عمر ما رحمها لا بغيابه...ولا بحضوره..
يوم حست إنه رجع ينام مرة ثانية...انسحبت من بين يديه بهدوء وهي تحاول تلملم نفسها ..ان بقت جنبه.. بتذوب وتختفي..
راحت للحمام تجمع انفاسها.. تهدّي من مشاعرها.. ترجع لشادن الطبيعية .. تستوعب كل شي حلو صار بينها وبينه ،

مرت ربع ساعة..
فتح عمر عيونه بعد غفوة حلوة..فقد شادن اللي كانت قبل شوي جنبه..
انقلب على ظهره وهو يلتفت للحمام المغلق...وابتسم بحنية من وضعها المقلوب..
ما كان يتخيّل ان قربـها بيحييه بهالشكل.. بيجرده بهالشكل..
ما كان شي متوقع يا شادن.. لكني راضي فيه ولا ندمت..
كنتي شي غير بحياتي..شي له خصوصية...
شي عجزت دايم أفسّره أو أعطيه مسمى..

قام من السرير وأعصابه مسترخيه رغم إنه ما نام نومة طويلة..
لبس القميص على صدره بدون ما يسكره مع بنطلون البجامة ..وقام وهو يفرك راسه..
طوّلت شادن بالحمام.. ولقى نفسه يروح ناحيته وابتسامة ناعمة على فمه..
تهرب منه؟
وين تهرب وكل شي انكشف مافيه شي يخبّيه...جرّدته حتى من طبعه الهادي الكتوم !
خلته يحكي ويقول كلام كان يحبسه داخل صدره ..كلام بحياته ما نطق فيه ..

دق الباب بهدوء وهو يسمع صوت الحنفية مفتوح..
ناداها بهدوء : شادن؟
ماردّت عليه.. وانتظرها خمس دقايق زيادة يعطيها المجال تهــدى..
وعقب دقّه مرة ثانية : اطلعي.. بتكلم معك..
شوي وفتحت الباب...وظهرت قدامه بهدوء كاذب وعيونها بعيونه : مو كنت تقول فيك نوم وتعبان؟
تسنّد بيد وحدة على اطار الباب وهو يدنّق لها بهدوءه المعروف : تعبان ومرتاح...وشلون ..حلّيها إنتي..
غيّرت الموضوع : تبي الحمام ؟
عمر تمعّن بوجهها وحمرته ..وبحركة عفوية ..مد يده وقرص أنفها بابتسامة : أبيك ترتاحين ما خذتي كفايتك من النوم..
انتفضت مشاعرها من هالحركة البسيطة ... ولاحـظ ارتجافها رغم انها متماسكة بمكابرة ..
ابتسم ، وقرص أنفها مرة ثانية : تحبينها ها ؟
حممر وجهها ..وبعتاب : عوومر!
زادت ابتسامته وارتباكها سلب عقله...وبهدوء صوته : لا تقولين عومر !
شادن بارتباك طبيعي : خلا..ص..
قال بذات هدوءه : مو خلاص ..
شادن : خلاااااص..
عمر : خليك طبيعية عشان أرجع طبيعي .. كذا ما ينفع يا دنية عمر !
رفعت عيونها لعيونه وقلبها يخفق من كلمته الأخيرة..كرر هالكلمة بإذنها كثير أمس.. كلمة داوتها ..وهدّت من أعصابها التعبانة..كلمة نزعت كل التعب النفسي اللي قتلها الفترة اللي راحت..
عمر كرر : روحي نامي..
قالت وهي متماسكه : انا مرتاحه ..
عمر بهدوء جاد : لا أبداً.. روحي ريّحي.. وبعدين فيه كلام كثير أبي أقوله بخصوصي..مارح أقوله وانتي بهالتعب.. ما نمتي ساعتين على بعضهم..
تورّد وجهها لأن محد فيهم نام..
وقامت تتمعن بملامحه العذبة اللي رمت كل قناع مؤلم.. فعلاً ..هو.. اهتمامه..
مشاعره اللي حتى لو أخفاها ..إلا ما تظهر ،
وشلون تنام.؟
وشلون تنام وهو موجود..وشلون ومشاعرها ثايره بشكل مُتعــب للقلب والروح ..
وقالت بخفوت : كلام بخصوصك؟؟
عمر بهدوووء مُريح : ايوه.. أنا جيّتي عشان كثير أشياء.. كنت أبي أقولك عن كل شي ...بس.......
سكتْ ونبرته تلين......ورفعت عيونها له تتحرى وش بيقول..
وأكمل وهو يتقدّم منها بشغف : بس خذتيني من نفسي يا شادن..
ولقت نفسها بين يديه من جديد.. طبع قبلة ناعمة بزاوية شفتها..مع قرصة على خدها بيده.....اكتفى فيها ..وتجاوزها للحمام ..
وأردف : روحي ريّحي..

أغلق الباب من عقبه..وهي واقفه تجااابه هالطوفان من المشاعر..
طوفان مشاعره اللي تفجّر مرة وحدة... ما كان عُمر بهالانفجار مرة..ماكان ...
هي عارفه ..له مشاعــره بس طبعه الكتوم كان كثير يغلبـه..
ولكن الواضح..إن الليلة الماضية للحين ما اختفى تأثيرها..للحين عايش فيها..

راحت للسرير وهي حاسه بخدر.. هي عارفه ان فيه أشياء كثير لازم يتكلمون فيها..أولها موضوعه..المشكلة اللي مأرّقتها ..
رمت روحها على السرير تستغل تواجده بالحمام عشان تسترخي.. تهدّي من ثورة مشاعرها..وتغفى عالأقل ،

دخل عمر تحت الشاور الحار وهو مغمض مستسلم لضربات الدش..
وكأنه رمى كل ارهاقه الروحي عليها .. أنعش روحه فيها ..أحيا قلبه واحساسه الميت..
تنهّد وهو يفرك وجهه بيديه.. ،
كيف دارت الأيام ..وبعد ما كان يبحث عن نهاية معها...لقى نفسه في بداية بداها..

اخذ منه الشاور حول العشرين دقيقة ..وطلع وهو ينشف شعره بمنشفتها اللي لقاها بالحمام..
طاحت عينه عليها نايمه بالسرير بالعرض ..ولامه ركبها لصدرها..والتعب لازال ماخذ مأخذه منها..
اقترب منها عشان يغطيها بنفس الابتسامة الناعمة اللي ما يقدر يحبسها كل ما شافها..
هالبنت اللي كانت بيوم من الأيام.. مجرد طفلة حاولت تحتويه من كل فقدان عاشه.. وحسّه .. فقدانه لأمه..أبوه.. مشاعر التشتت واليتم اللي كانت تسيطر عليه بأوقات كثيرة ويكتمها بقوة داخله.....
وصارت هي أمه وأبوه !! وشي أكبر مع السنين..
سنين وهي تشوفه كل شي.. سنين وهو عارف إنه كل شي بعيونها..
وما أخفت هالشي عنه لحظة... لكن ظل طبعه الكتوم بأوقات متفرقه حاجز بينه وبينها..
تكسره يوم..وتعجز أيام ..
واليوم....
ابتسم وهو يمسح على شعرها بيده..وابتعد ناحية الصوفا وهو ينفض شعره الأسود بالمنشفة..
وصل لسمعه صوت رنين تلفون...التفت قبل يجلس وشاف إنه من جوالها..
تحرك هناك عشان يكتم الصوت ... ويوم رفعه شاف رقم غريب غير مسجّل عندها..
ما اهتم بالبداية وحوّل المكالمة صامت ..
نزّله وكان بيرجع للصوفا بهدوء .. لكن رنين الجوال من جديد بنغمة رسالة خلاه يرجع يشوفه..
ما كان ناوي يفتحها بس يوم شاف إنها من نفس الرقم الغريب..
فتحها بعقدة جااادة بين حواجبه ..وقرأها ..

( صباح الخير ..
انا راهي وهذا رقمي كان ما عرفتيه
حبيت أتطمّن عليك عقب أمس ما قصدت أخوفك
شادن اتمنى تكونين بخير.. وتتأكدين اني صادق معك )

كلمات الرسالة صبت الهدوء والجمود على هيئته .. بمجرد ما قرأ اسمه .. ما اهتم بشي ثاني ..احتدت عيونه بشكل عنيف ومخيف ..
اللي صار أمس؟!
التفت عمر لـ شادن المستكينه بنومها ..وعيونه تتمعّن فيها يحلل حالتها أمس..
حالتها ونفضة الخوف اللي شافها فيها ..
فيه شي صار لها مع هالوصخ !؟

رجع للصوفا وجوالها بيده..تاركها تنام وترتاح بدون ما يصدر أي صوت..
مثل ما توقع فيه شي صار لها وارتجافها أمس مو عبث... رح يعرف الموضوع كله وان كان نفس اللي بباله...او حتى يشبه اللي بباله..
مارح يمنعه عنه شي ..!


::

في موسكـو ..

طلعت سحر بوقت الفجر من الفيلا..وهي متدثّره بملابس ثقيلة وشال ثقيل ملفوف على رقبتها..،
الحلم الغريب ذاك تكرر عليها مرة ثانية ..ولا عرفت تنام من عقبه..
الحلم اللي كان فيه شخص غريب متقنّع بقناع أسود مزخرف..جاها وهي واقفه عند بوابة الفيلا وهي تنتظر شخص معين..والجو وقتها ينذر بغيوم رعدية وعواصف من بعيد.. كان يتكلم معها بلغة غريبة ما تنفهم بالواقع بس هي فهمتها..ويحذّرها من نفسه..
ليش رجعت تحلم فيه؟!.. مو فاهمه شي منه ..وتكراره للمرة الثانية وتّرها..
قررت تهرول شوي تسوي رياضة تطلّع الطاقات السلبية أقل شي وتنشط الدورة الدموية بجسمها عقب ليلة متعبة..

راحت تهرول بالريف وهي تحاول تنزع الحلم الغريب من راسها.. ماله معنى بنظرها.. ولاهي لاقيه له تفسير..
مرّت جنب كوخ وليد... ووقفت عنده لا شعورياً ..
يا كثر ما تحتاج تدخل هالمكان الحميم بالنسبة لها ، تحتاج تدخله ..وبكل مرة تغلبها الرغبة تتذكر إنه صار شي مُحرّم..
الوقت اختلف.. الحاضر غير زمان ،
تنهّدت من قلبها وهي تتأمل هيئته الخارجية... ليش يا وليد بقد ما تساعدني تتعبني ؟!
لو تدري عن مكانة هالكوخ بقلبي وتأثيره.. كان سلّمتني اياه..

بدون ما تتعمّق بالتفكير..تقدمت للكوخ من الجهة المعاكسة للباب..حيث فيه فسحة صغيرة تشبه الشرفة الخشبية خلفها النافذة الزجاجية الكبيرة اللي ماخذه الواجهة بالكامل..واللي تعتبر واجهة الكوخ للمطلّ الطبيعي..
وبتهور صعدت الشرفة القريبة من الأرض ..تبي تلقي نظرة لـ داخل.. أكيد نايم مافيها شكّ..لكن ما قدرت تمنع نفسها تلقي نظرة..
الستاير كانت مكشوفة.. دققت لجوا مع إن الكوخ كان أظلم لكنها قدرت تلمحه.. وتلمح جسمه..
مستغرق على الصوفا ونايم على بطنه والبطانية الثقيلة تغطيه..ما يظهر منه الا كتفه وراسه... ما تميّز ملامحه الدقيقة بس تقدر تشوف هيئته العامة..
ابتسمت بسخرية على حالها.. وغبطة عليه من استمتاعه بالنوم... ليش تحس إنه انسان قادر يدوس على همومه ويرمي بها عرض الحائط متى ما بغى...انسان يعرف وشلون يقتلع اللي يضايقه بسهولة..انسان يعرف شلون يريّح مخه ويتعامل مع كل الأوضاع اللي تواجهه..
وأكبر دليل.. شخصيته الفريدة اللي تغلّبت على الظروف الصعبة..رغم فقره..ومعاناته بالحياة..إلا إنها مهما انكرت بينها وبين ذاتها..فهو شخصيته فريدة وقوية وغموضها يجذب ..

كانت واقفه قدام النافذة المكشوفة وافكارها الكثيرة مسيطره عليها... هبّ نسيم الفجر وطارت عند رجلها ورقة يانعة من الشجر القريب... دنّقت بتاخذها ناويه تتسلّى فيها..وتمشي..
ويوم استقامت واقفه ..حست بالخيال الطويل اللي واقف.. صرخت وهي تنتفض بروعة يوم شافته واقف قدامها وبعيوونه حدّة ما يفصلها عنه إلا زجاج ..
طاحت الورقة من يدها.. وقلبها طاح بين ضلوعها من الصدمة..
متى قام...ومتى وصل....ما تدري !!

قبل تنطق بكلمة .. فتح باب النافذة بكل عنف بيد وحدة وبدون ما يتركه : كنت بكذّب عيوني بس صعب الحين..
انقلب لون وجهها وتلعثمت.. وبلحظة كانت بتلتفت وتركضض..ما تدري ليش لكن ما قدرت..
رجولها تسمّرت وأجبرتها تواجهه ..
قال بهدوء : تطلّين على واحد نايم؟..يا آنسة هذي يبيلها تفسير..
مسكت حالها وبهدوء لا يشطح بخياله بعيد : كنت أتمشى ومالي هدف معين يوم طلّيت..
قال بدون ما يتحرّك ..هو داخل..وهي برا وبينهم خطوة : عذر مو مُقنع !
رفعت حاجـب من تسلّطه بكلامه ...وتماسكت : مو مجبورة أقنعك..كنت أتمشى قريب وطالما إن هالكوخ من أملاكي فمن حقي أطلّ عليه بالوقت اللي يعجبني..
ابتسم ابتسامة جانبية ساخرة : قولي انك تبين تدخلينه بعد؟؟
تغيّر وجهها ما تدري ليش حست انه يلمّح لمعنى قليل أدب.. بس أنكرته بسرعة..
وقالت بهدوء : لو أبي أدخله طلّعتك منه بسهولة ..ودخلتـه ..
رفع حواجبه فوق وفمه يميل لتحت باعجاب من كلمتها القوية : تطلعيني؟
سحر ما تبي تعطيه الفرصة يكون المتحكّم بالموقف : ايه..
رفع حاجب بتحدي وعيونه ما نزلت عنها.. وسحر كانت تطالعه بنفس الطريقة متجاهله شكله مع شعره الفوضوي وهيئته الناعسة اللي بشكل أو بآخر سلبت شي من نبضها..
بس ما رح تضعف !
مارح تضعف !..
مارح تسمح لهالقلب ينبض من جديد..

قال بصوت مبحوح : للحين ما قلتي ليش كنتي واقفه تراقبيني ؟
سحر بسخرية : أراقب ايش بالضبط...نايم بسابع نومة وش براقب فيك.. جيت اشوف كوخي
تركي بسخرية ألذع : كوخك ما يحلى إلا بوجودي ..؟؟
عصّبت عليه .. وقررت تنسحب.. الواضح إنه ما صحى من نومته ولا استوعب على حاله.. جريء بزيادة أكيد سكران بحلمه ..
استدارت وهي تتمتم : عذراً على ازعاجك تقدر تكمّل نومك..
ونطت من الشرفة للأرض القريبة وهو يناديها بسخرية : لحظة يا آنسة عارف إنك جايه تبين شي.. أنصحك ما تخبين علي..
سفهته وابتعدت وهو يراقبها بعيونه.. اختفت عن عينه ..ورجع خطوة خلفية للكوخ وهو يسكر النافذة..

صاحيه هالوقت...وجايه لعنده؟؟؟
التفت للساعة العتيقة عالجدار يشوف الوقت...
لسا بدري للغاية وشروق الشمس باقي عليه..
قطعت عليه نومــه بذيك الوقفة !.. نومه أصلاً خفيف وأدنى شعور يوقّظه..وفتح عيونه على شعور بـ شخص قريب..
وقوفها بذيك الطريقة صدمه بالبداية ...وما عرف ليش حسّ للوهلة الأولى إنها تتجسس عليه .. اللي خلاه يفزّ بحدّة من الصوفا وهو ناويها.. لكنه مسك نفسه بآخر لحظة..
براسه يعرف ليش كانت واقفه عند كوخه هالوقت..
بدّل ملابسه بسرعة وكل ذرة للنوم طارت... اخذ الآيس كاب مع الشال والجكيت..
وطلع وهو يبحث عنها بعيونه مع ظلمة الفجر ..



يتبــع ..

موعدنا الأسبوع القادم بنفس هالوقت... واذا خلصت البارت ابكر..رح ينزل
لكني مبدئيا أحتاج لأسبوع عشان ابتعد عن الضغط.. وان انجزته قبل ما رح أبخل عليكم..

بانتظار شغف تعليقاتكم ^^

عنون




امل وليد 17-11-12 08:27 PM

رد: لاتبكي ، للكاتبة : عيون القمر ..
 
^^
الروايةة
جمميلة جدأأ
اختي معزووفة ممكن رابط المنتدى الي تنزل فية الكاتبة الرواية
^^
اذا ماعليكـ امر
مشكور
معزوفةة ^^

♫ معزوفة حنين ♫ 18-11-12 07:44 AM

رد: لاتبكي ، للكاتبة : عيون القمر ..
 
ممنوع الاعلان عن اي منتدى اخر هنا ياقمر ..
عندك قوقل مايقصر ..

♫ معزوفة حنين ♫ 18-11-12 08:36 AM

رد: لاتبكي ، للكاتبة : عيون القمر ..
 
هذا رد الكاتبة امس ..

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عيـــــون القمر (المشاركة 6605994)
,

حبيبات عنون..مساءكم سعادة.. مثل السعادة اللي تضفونها علي بردودكم الحماسية والمنفعلة ^^
ههههههههههههه على طول لزقتوها بتركي ***21*** .. هذا اللي تبونه إنتوا :S_040:
طيب بنشوف وشلون بيتطوّر الموضوع دامه وصل ابو خالد..
مستغربين من تصرّف بسمة :S_031:...لو تتذكرون تراها هددت سحر بفضيحة بآخر مكالمة بس يمكن ما خذتوا بالكم واعتبرتوها مجرد كلمة عابرة.. وهذا هي نفذت .. وكررت تهديدها بينها وبين نفسها بعد مكالمة أبوها بالتلفون وقت العزيمة ..
وردة فعل أبوها بعضكم قال استخف وكبّر الموضوع... الكل له رايه بس لازم ننتبه لنقطة إن ابو راهي ما كان بيتصرف بهذا الشكل لو ما كان يعرف شي عن موضوع محمد وارتباطه العاطفي ببنت عمه حسب ما عرف.. تصرف ابو راهي اعتمد على معرفته السابقة بهالموضوع.. ومين اللي قاله الخبر ذاك الوقت..وليد.. فبمجرد دخول سحر بالمشكلة فهو يؤكد له وجود شي وماهي مجرد مشكلة بنات وكان لازم يقطع الشك من بدايته وينهي الموضوع قبل لا يكبر..

ترا أنا ما أدااافع عنه :S_004: ..بس بغيت تنتبهون ليش هو تصرف كذا ..



نجم الجدي / بالنسبة لسؤالك عن دراسة مشاعل..كنت متوقعه ألقى هالسؤال في أي لحظة.. وكنت ناويه أوضح وضعها من خلال الأحداث بس غيرت رايي... مشاعل للحين تدرس حتى لو انتهت من النظري اللي انا هدفي أتجاوزه بسرعة لأن التطويل فيه مارح يخدم الأحداث وبتظل احداثها بطيئة .. وقدامها التدريب اللي هو جزء من دراستها وهذا الجانب اللي يهمني بالأحداث لأنه هو اللي بيحركها .. نقطة دراسة مشاعل بالنسبة لي ما تركّز عالمدة بقد ما تركز على الفكرة ..فكرة إنها درست وحاولت تتغيّر .. وبتظل طالبة طالما إنها بتتدرب وهالشي بيتوضّح بالبارت الجاي .. هي لازالت تدرس وبكتفي لهالحد من دراستها النظرية لتنتقل لدراسة عملية رح تطول أشهر .. لأن مثل ما قلت لو طالت أكثر مارح استفيد والقصة كلها بتمشي ما عداها هي ..بتظل على ماهي عليه وبالنهاية القراء بيطالبون إنها تنتقل للمرحلة الجديدة واللي هي أهم بالنسبة لهم ...
هي مارح تتخرج بهالسرعة ولكني اختصرت النظري بمسمى كورس مكثف ..وبتنتقل لدراستها العملية.. عشان تاخذ دورها .. :smilies_013::smilies_012:



حبيبات عنون..ان شاء الله موعدنا مثل ما قلت صبـاح يوم الأحد ما بين الساعة 7 والساعة 10..
واللي عنده اختبار يركّز عليه ويخلصه وما يسهر عشان البارت.. :smilies_016:




ألقاكم بإذن المولى



بمعنى ان البارت اليوم ..

♫ معزوفة حنين ♫ 18-11-12 11:34 AM

رد: لاتبكي ، للكاتبة : عيون القمر ..
 
والباااارت بالطريييييييييييق

♫ معزوفة حنين ♫ 18-11-12 11:34 AM

رد: لاتبكي ، للكاتبة : عيون القمر ..
 

الجــــزء 46 ..
-------------------

بدّل ملابسه بسرعة وكل ذرة للنوم طارت... اخذ الآيس كاب مع الشال والجكيت..
وطلع وهو يبحث عنها بعيونه مع ظلمة الفجر ..
مالها شوف ومع كذا تحرّك للجهة البعيدة اللي راحت معها.. ما كان فاهم سبب واضح يخليها تجيه بهالوقت وبذيك الطريقة الغريبة..رغم انها انكرت وجود سبب محدد ، مع كذا مو قادر يمررها ..،
دقيقتين ولمحهـا..استغرب من هيئتها يوم شافها شبه جالسه عالأرض عند شجرة ، وتناظر شي صغير بالأرض ..كانت تحاول تمسكه وهي متوتره ..
كان الجو هدوء ..اقترب منها بشويش وهي مو حاسه فيه .. وقال بصوته الواضح : وش تسوين؟؟
انتفضــت وهي تلتفت بخوف : يمــه ! ....روعتني !
تأملته بتوتّر من فوق لتحت ثم رجعت للي شاغلها ،.. رفع حاجب مستغرب.. واقترب أكثر يركّز عاللي بالأرض : وش قاعده تسوين؟؟
سحر بلعت ريقهــا وهي تناظر الكائن اللي ينتفض بالأرض : بغيت أوطااااه ..!!
لفت نظره إنها متوتره..وبعفوية انحنى جالس على اطراف أصابعه جنبها.. ركبة فوق وركبة عالأرض وبينهم فراغ بسيط يناظر : وشو؟... (دقق فيه ..له جناحين صغار توّه يريّش ) .. طير ؟
سحر اللي كانت تحاول تلمسه بالبداية..هالمرة تشجعت قربت يدها منه بتشيله من الأرض بس انتفض بجناحه الصغير وفزّت لورا بصرخة مكتومة..وطاحت على اسفل ظهرها ..
ضحك تركي لا إرادياً من شكلها المخترش : الله لا يلومه ما يثق فيك !
ناظرته بعصبية وتوتّر ..عدّلت من وضعيتها ورجعت تجلس على أطراف أصابعها مثله : ورّنا شطارتك طيب !
تركي نسى اللي جا عشانه : من وين جاي؟؟
سحر تناظر العش اللي فوق : أظنه طاح من فوق...مدري شلون طاحت عيني عليه كنت بفعصه بجزمتيييي !!!!
وحطت يدها على جبينها بحركة متوترة يوم تخيّلت الموقف اللي كان على وشك..
انتبه تركي لحركتها المنفعلة .. وبلا مبالاة : لو فعصتيه قضاء وقدر..
التفتت لـ عيونه بسرعة واستياء : ما تشوف وشلون هو صغير !!!
تركي : صغير بس وين أمه عنه ؟!
سحر رفعت عيونها لفوق : مدري.... (وطرى لها شي) : ....أقولك !
وناظرته مرة ثانية وتركي التفت باهتمام يسمعها..واكملت : سو لي هالخدمة ورجّعه فوق ..
رفع حواجبه بدهشة : أنا ؟؟؟
سحر بأمر : ايه إنت...إنت أطــول وتقدر توصل!
تركي بسخرية : ما أسوي هالنوع من الخدمات أنا ..
سحر : بتسويه... مافيه إلا إنت..ولّا يجلس لين يموت يعني؟؟
تركي : خليه يموت أو ينتظر أمه لين تجي..بتشوفه وتشيله..
سحر ما اقتنعت : مو ضابطه نخليه...والله ما حسيت بالقشعريرة اللي حسيت فيها يوم لقيته تحت رجولي..مدري شلون ما وطيته..
ضحك من جديد وهي وجهها منكمش : قلت لك لو قتلتيه قضاء وقدر..
ناظرته بحمق : تحكي جاد ؟؟
تركي : ايه جاد ..
تنهّدت ورجعت تناظر الطير اللي كان يصيح بخوف : اذا ما طلّعته فوق..أنا بطلّعه ترا..
تركي بلا اهتمام : برضو مو شغلي..
سحر بتحذير : ترا إن صار لي شي وطحت أو انكسرت يدي ولا رجلي....تراك المسؤول قدام أبوي !
تركي بضحكة ساخرة : تلوين يدي بورقة أبوك حلوة منك !
سحر : بكييفك ترا بتهور وأرقى...اذا طحت وصار لي بلاء تحمّل المسؤولية ..
تركي بلكاعة مفاجئة : اذا طحتي يديني هذي بتشيلك وتحميك ولا يهمك..
انفجر الدم بوجهها من كلمته المباغتة..ولا شعوريا..ضربته بقبضتها على صدره لين فقد توازنه البسيط وطاح جالس على ورا وهو يضحك : ..زفففففت..!
ضحك مو قادر يمسك نفسه ..قالها قاصد يبي يشوف ردة فعلها ..وما توقّع انها بتضربه ولا قدر يمسك نفسه من التسلية اللي يحس فيها بسببها..
وضحكه هذا زاد الطين بلة عندها .. مو عادةً يضحك على شي قالته أو ردة فعل منها ! ، غالباً تكون السخرية او اللا مبالاة هي جوابه ،
صدّت عنه وهي ترمش بسرعة : اجل ضف وجهك لغرفتك وأنا بتصرف لحالي ! كمّل نومك ليش لحقتني؟!
تركي بابتسامة عااابثة : أمزح يا آنسة !
سحر بجمود : ما أحب هالمزح ! وانتبه لكلامك لو سمحت !
تركي ابتسم من انفعالها الزايد... هالانفعال يرضيه بشكل أو بآخر ، ويعطيه مؤشر عن درجة التأثير اللي صار يملكه عليها.. ولسا قدامها الكثير معـه صعبة تنتهي منه دامه بدأ فيها ..
قال يهدّي اللعب : أمزح ، لأني توقعت كسرنا حاجز الرسميات بيننا؟
سحر ناظرته على جنب.. وسكتت... تحاول تهدى ما تبي تنفعل على شي تافه.. حاجز الرسميات اكتشفت انه هو اللي يكسره متى ما بغى...بـ يـوم يكون قريب..ويوم يبتعد أميال.. وهالشي مشوّش فكرها بشكل ما تفهمه ، بس اللي تعرفه إنه نوع من ألعابه اللي يمارسها عشان يوتّرها بالعمد !
أردف تركي بهدوءه اللا مبالي يوم شافها ساكته : تبيننا نرجع للرسميات ما عندي مشكلة ؟!
هو لو بغى حاجز الرسميات بيحطه من غير لا يشاورها .. ناظرته بسخرية مو قادره تحبس كلامها : كأنك ما تلعبها على كيفك يعني؟!
طالعها وهو حابس ابتسامة كان عارف وش تقصد.. السيطرة من البداية بيديه هـو حتى لو قاومته بغضب ، وحتى لو ما راق لها..
ومع كذا معجب إنها ملاحظه هالشي وفاهمته نوعاً ما .. ، وباستغباء : ألعب على كيفي؟...أفــا !..أنا ألعب !!؟
سحر استسخفت استغباءه : هاللي تسويه الحين هو الدليل انك تتلاعب على كيفك ! قسم بالله صرت أشك ان عندك انفصام شخصية !
ضحك غصب عنه وهو يرفع راسه فوق مو قادر يمسك نفسه : ههههههههههههههههههه .. (ناظرها وعيونه تلمع بتسلية ما غابت عنها ) : يا آنسة أنا معجب بذكاءك الغريب..
سحر باستهزاء : وش فيه ذكاءي الغريب ؟!
تركي : أبد !.. كنتي غبية ما احترامي الكبير لكن المواهب ما تفجّرت إلا من تالي..
ضااااااقت منه وقامت واقفه وهي تشدّ على قبضتها ما تبي تضربه : غبية بعينك يا متخلف !
ما تحرّك من مكانه ، يناظرها وهو جالس بابتسامة لعوبة : المتخلف هذا هو اللي فاهمك أكثر من نفسك ..
حمّر وجهها من الغضب والمشكلة تدري انه يستقصد : لا مــا انت فاهمني !
تركي : تنكرين يعني ان المتخلف هذا له دور بحياتك مو بسيط!
سحر ارتفع صدرها بغيييض : لا !.. إنت مو فاهمني..إنت مو فاهم إلا اللي أنـا فهمتك إيــاه..
تركي بابتسامة ثقة عجيبة : واللي فهمتيني إيـاه..بنظرك شي صغير ؟
سحر باحتقااان لأنه كان يقصد أزمتها النفسية وأسبابها : ايه ..بالنسبة لي الحين اعتبره ولا شي !
ضاقت عيونه بتقييم : امممم ! .. متأكدة إنك تجاوزتي هالأزمة ؟!
ضاق صدرها من سؤاله وباصرار كاذب نوعا ما : اييه تجاوزتها !!
تركي : ما أعتقد !

سكتت تحافظ على أعصابها عقب هالكلمة المتشبعة ثقــة منه !
وقالت بضيق : وش اللي يخليك متأكد كذا !؟
تركي ابتسم بجانبية مستفزة : سلوكك معي يقولي !

لقطت ابتسامته الاستفزازية : وليد انت ليش تحب تستفز..ليش دايما تبيني أعصب..
تركي اللي قرر يلعب هالموقف بروواق مو مهتم للتأثير اللي بيخلقه فيها : انتي اللي تجيبينه لنفسك ! هذا اولا ...وثانيا ..لا تنسين انك وافقتي تواجهين تقلّباتي وانفصام الشخصية اللي عندي على قولك .. هذا قرارك من البداية ..
سحر بحنق : ما عاد أبي أكمل ...خلاص وقّف اللعبــة !!!
تركي باستبداد : ماهو على كيفك ! ..اللعبة أنا اللي أحدد متى تنتهي..
سحر : ما عاد أحتاج دروسك.. شوفني صرت أحسن من أول..
تركي بأسلوبه التقييمي : أحسن من أول إيه لكن مو للحد الكافي اللي يرضيني..باقي اشياء فيك للحين يبيلها دروس..

اللي يرضيك ؟!!!
وش تحسب نفسك..؟! ،
المشكلة ما عاد صرت أعرف لعبك من جدك!!!!
انقهرت وثارت أعصابها بس مسكتهم... تبي تنتهي من هاللي دخّلت نفسها فيه...
ما عاد تبي تقرب منه صارت تخاف على قلبها ..تخاف على جروحها .. واستمرار دروسه ممكن يقلب الطاولة عليها ..تنعكس الآية وتهوي في هاوية جديدة.. وحصونها اللي بدت تبنيها حول نفسها مارح تسمح لأحد يهدّها... وأولهم هو !!
قالت : اكتفيت دروس...أبي تتعامل معي بشكل طبيعي ..!

تركي لفت نظره الكلمة اللي قالتها ...وعجبتــه : تبين أتعامل معك بشكل طبيعي ؟
سحر : ايه..بدون حركات غريبة ..
عض على طرف لسانه بشكل عابث : مارح أكون طبيعي أكثر من الحين..
سحر بتحذير من تلاعبه : وليد !
تركي بتسلية تربك : وشلون تبيني أتعامل معك بشكل طبيعي؟؟ عطيني مثال..انا مو فاهم وش الطريقة... عاجبني اسلوبي الحالي معك ..والأهم من كذا إني قلت لك من قبل..إنتي بالذات ما يمشي معك غير هالأسلوب!
سحر سكتت لحظات تحاول تلقى رد.. معصبة منه !
وتابع بذات النبرة المتسلية وفي باله يجاريها : علميني يا آنسة وشلون أتعامل معك؟
سحر بتوتر تحاول تقولها بشكل طبيعي : خلك عادي...خلك يعني..طبيعي...مثلا يعني..زي حالك مع صوفيا ..
رفع عيونه بسرعة وهو ساكت بعد هالكلمة.. وسحر ارتبكت شوي من نظراته بس حاولت توضح له وجهة النظر لا يفهم بشكل ثاني وكرهت انها طرت الموضوع ..
ابتسمت عيونه بنعومة وسحر دق قلبها لا شعورياً : الشقــرا ؟
سحر بهدوء كاذب : شوف شلون تتعامل معها.. طبيعي وأدب وذوق..وأنا العكس.. ما تخليني ساعة مرتاحة وانا معك..
بابتسامة ناعمة وملامح مسترخيه : تسمّين تعاملي معها طبيعي؟
سحر ناظرته وقلبها يطلع من طور الهدوء بسبب نبرته : اييه.. وش تسميه أجل..
تركي تنهّد بوضوح خلّاها تركّز معه : أنا وياها..وضعنا مختلف..سميه استثناء..
سحر بترقب وهي حاسه بقلبها : وليش؟
تركي بابتسامة جانبية : لأني مجرد مُعجب..
سحر طارت عيوونها...!!
يعني ملاحظاتها واحساسها صدقووا !
تركي تابع : الشقرا تختلف عنك طبْعاً وأسلوباً وعمراً... هي من عمري وقريبة لنفسي.. وتفهمني! ..عشان كذا أتعامل معها بالأسلوب اللي يريّحني... أما إنتي .. أتعامل معك بالاسلوب اللي يناسبـك..
رغم صدمتها واللي يقوله..
إلا إنها ضحكت بسخرية بدون ما تحس : حلوووو ! .. يعني حركة الوردة صارت اعجاب..مو لعبة من ألعابك اللي مالها معنى ..
ضاقت عيونه : أنا ما ألعب من دون معنى .. وبعدين؟..وش دراك عن الوردة؟!
حافظت على توازنها مارح تسمح له يهزّها والموضوع ما يعني لها شي : قالت لي عنها.. (باستسخاف الموضوع ) : أهنيك واضح الاعجاب متبادل !
ابتسم على جنب باستفزازية مقصودة هي ما فهمت مغزاها : عارف..وعشان كذا أنا مرتاح معها...بس إنتي ..مالك إلا وليد هذا..وطريقتي وحدة معك مارح أغيرها...لين أقرر نهاية اللعبة..
مالك إلا وليد هذا !
مين قال إني أبي وليد هذا !
مين قال إني أبيه كله أساساً ولّا بهتمّ له... !
للمرة المليون تتأكد إن أسلوبه الغريب اللي يفقدها تركيزها وذهنها ..ماهو إلا عشان يكمّل واجبه اللي اتخذه ناحيتها.. لعبته اللي الهدف منها مساعدتها عشان تتخطى الأزمـة الصعبة اللي تعيشها حاليا..
بس ما تدري ليش...ساعات تحس إن الموضوع يتجاوز هالغاية..ساعات تحس بتوتر عاارم يجتاحها بسببه وبسبب تصرفاته اللي ما تلقى لها تفسير بالغالب..
التزمت الصمت لثواني وهي تناظره.. وهو بالمثل يراقب تعابيرها بدقة ..

وقال بعد لحظة يعرّيها : لو ما تتوترين مع وليد كان صارت الأمور تمام ... وليد هذا طبعه من البداية.. وانتي سمحتي له يسوي اللي يبيه.. اعصابك صارت على نار ومعي انا بالذات..
سحر سكتت لوين يبي يوصل؟؟؟....يبي يفهمها إنه قادر يأثر عليها... قادر يأثر عليها وبأي طريقة وبالوقت اللي يبيه ؟! ، كانت تناظر بعيونــه اللي تبرق بثقـــة غريبة ..عيونه اللي تحس إنها تعرّيها ..تفضح دواخلها..ليش تحس انه كاشف كل شي تحسه وهالشي بيجننها... يرعبها... وأسلوبه معها ما يرحم !
قالت بتوضيح : أي انسان طبيعي بيرتفع ضغطه ويفقد اعصابه لو عاش معك يومين بس..
ضحك بنبرة غريبة وعيونه تزداد تسلية.. ومعها لمعة غريبـة : تبيني أرجع الجامد معك؟...برضو ما عندي مشكلة !
هدت وهي تناظره...يرجع الجامد؟؟؟..
المشكلة انه حتى ذاك الجامد كان يوتّرها أكثر...يثير أعصابها أكثر..
رفع حاجب وهو يتابع ملامحها المترددة : ها ؟... مو عاجبك الجامد أجل ؟!
سحر بعصبية زااايدة : صرت أفهمك ترا ها ..يعني خفف من حركات اللكاعة ذي.. ما عادت تأثر فيني مثل أول..
ابتسم غصب ابتسامة صغيرة من كلمة "صرت أفهمك"... وبنبرة غريبـــة انقلبت للهدوء اللي يخفي وراه معنى : لا ما تفهميني يا آنسة .. غلطانة..
سحر بهدوء متحدي : إلا أفهمك ..
تركي بتأكيد هااااااادي : أبداً ... مو فاهمه شي..
سحر بحاجب مرفوع : وش اللي مو فاهمته..طبعك معي وعرفته.. انفصام شخصية ..
تركي وعيونه تمر عليها من فوق لتحت ونبرته تهدأ تماماً : مهما قلتي.. مو فاهمه شي.. يا آنسة.. فـ ارضي بوليد مثل ماهو..لصالحك!
كانت نظرته هالمرة مختلفة.. أجبرتها تهدى وتنهي الجدال وتبعد عيونها عنه للطير اللي لازال يرفرف بالأرض بدون أمل..
نزلت عنده وهي تلتزم الصمت ..اكتشفت ان الحكي معه اذا زاد متعب نفسيا..ويرهق معنويا خصوصا إذا صار الطرف المسيطر وهي تحاول تجاريه بأسلوبه... تفقد القدرة وتضطر تنسحب حفاظاً على ذهنها لا يتشوش !

انتبه تركي لصمتها اللي سيطر عليها... ومحاولتها تشيل الطير الصغير بحذر..
عرف شقد هي تأثرت بكلامه والضياع وصل لها ..ابتسم بهدوء وهو يراقبها... رغم إنها تكسر خاطره مرات ..إلا إنه يلقى نفسه يخوض اللعبة اللي حددها لنفسه بكل قوة وبدون تريّث وتمهّل..
ضياعها مع وليد ماهو إلا بداية.. هالضياع بيزداد يا سحر وعساك تتحملينه !
كانت دقايق صمت عميقة ما بينهم ..هي مشغولة بالطير ...وهو بمراقبتها..

وصل صوتها الناعم لـسمعه : وليد !
انتبه لاسمـه .. وبهدوء : ايوه؟
تنهّدت من قلبها بعفوية كشفت له حالها التعبان : أتكلم جد !
ضاقت عيونه عليها باستماع ..، ورفعت عيونها له برجاء : ما أبي أكمل هاللعبة..
بعيونها رجاء صااادق... خلاه يسكت وهو يتأمل بعيونها بإنصات... وكررت : خلاص..ما أبي..

تركي هدأ صوته معها.. وبجدية أنهت الموضوع ورفض طلبها : هالرجاء ضعف على فكرة!
رفعت عيونها له بزعل على هالكلمة ومافيها تترجاه أكثر.. ما علّقت وتنهدت..استسلمت للأمر الواقع ،

تركي قام واقف ..وتقدم لها فاتح كفوفه : عطيني اياه..
سحر مدت له يدها بالكائن اللي فيه... وقف أمامها وهو يشيله من يدها بينما عيونها تمرّ على ملامحه بضيق واستياء..لو يفهم بس ان اللعبة صارت تتعبها وتمتص طاقتها..يمكن يحنّ عليها ،
أخذ الطير منها بحذر وهو حاس بنظراتها .. رفع عيونه بهدوء والتقت بعيونها الزعلانة...ابتسم بنعومة غريبة هزّت أوصالها : بعطيك راحة لليوم... غير كذا ما عندي..
ناظرته باهتمام : .....؟
تركي : ما تعوّدت أبدأ شي وأوقفه بنص الطريق...طبعي اذا بديت شي لازم أنهيه..ولازم تعرفين هذي القاعدة...بديتي معي لازم تنتهي معي..
سحر تضااااايقت : ما أبي أكمل كممممل لحالك ..
تجاهل كلمتها..وتوجّه للشجرة عشان يرجع الطير الصغير مكانه...وقفت تراقبه..دقيقة وقفز للأرض وهو ينفض يديه : وهذاني رجعته ..رضيتي الحين..؟
ما ردّت عليه ..صدت ما تبي تحكي معه يحسبها تمزح يوم تقول ما عاد تبي تكمل!..
هي جد ما تبي تكمل ..وشكلها بتجبره يوقف هاللعبة إذا مو برضاه غصب عنه..
توجهت للفيلا ..وهو مشى وراها والشمس قد أشرقت..
شافوا صوفيا صاحية وترتب الطاولة الخااارجية.. ابتسمت يوم شافتهم : صباااح الخير..
توجهت سحر لها بسرعة وتركي رد التحية : صباح النور..
صوفيا : رائع مستيقظان باكراً.. تودان الإفطار الآن..
سحر وهي ترمي نظرة على تركي : سأذهب للداخل ناديني عندما يكون جاهز ..
تركي ابتسم : وأنا سأذهب لأبدل ملابسي وأستعد..
صوفيا : خذا وقتكما ..

::

كان عمر واقف على باب البلكون يتأمل الحديقة وسور البيت بهدوء وصمت .. غفى له ساعة تقريباً عالصوفا وهو يفكّر بوضعه الحالي والخطوة الجاية اللي لابد ياخذها .. وعقبها صحى وهذا هو واقف ماخذته التأملات والأفكار ..
التفت يوم حس بحركة من خلفه ناحية السرير وكانت شادن تتقلب..توقعها نايمة بس كانت ببدايات صحوة ..عيونها الناعسة مفتوحة وتناظره وهي منبطحة بنعااااس..وصمت.. بنظرات غاايبه عن التركيز ولكنها ما فارقته..
ابتسم على شكلها وكأنها مو واعيه على شي من التعب... واستدار بهدوء وعيونه بعيونها تبادلها النظرات...طال الوضع .... وقال يخترق الصمت : شادن ؟
تحرّكت شادن مع ابتسامته اللي وعّتها وقامت جالسه..... استجمعت تركيزها ... وبتساؤل خافت : كم الساااعة ؟؟
عمر بهدوء : 11..!
قامت واقفه ناويه تروح تغسل عقب نومة لذيذة..انتبهت ان جوالها بيده ..ووقفت مكانها..
شادن ببحة : أحد اتصل علي؟؟
ناظر بجوالها اللي ما فارق يده ..ثم ناظرها ونبرته تستكين ويغلفها جدية : فيه !
شادن انتبهت لجديته اللي تعرفها زين اذا سكنت عيونه : مين ؟؟
عمر تقدم لها بهدوء : بسألك بعد شوي بس صحصحي..

حست بجدية الموضوع اللي يبي يقوله...تذكرت انه قال لها قبل لا تغفى إن فيه مواضيع وأشياء يبي يتكلم فيها معها... حتى هي.. عندها الكثير تسأله وتتكلم معه فيه.. لكن مجرد التفكير بهالنقطة يوتّرها بعنف.. هي تدري انها وصلت معه لمرحلة اللا تراجع .. ،
راحت للحمام تغسل بالموية الباردة وتستعيد تركيزها.. وعقب خمس دقايق طلعت وهي مضبطه حالها..مرتبه شعرها وشكلها.. وصارت أكثر هدووء وتركيز خارجياً أما داخلياً فكان شي من أحاسيس التوتر مسيطره عليها..
كان عمر واقف عالبلكون نفس وضعه... وهالمرة يناظر بجوالها وكأنه يقرى شي..
اقتربت منه : فيه شي عمر؟؟
التفت عمر وبدون مقدمات يبي السالفة على بلاطة : ...راهي ؟
وقفت وتغيّر وجهها من طاريه.. ومجرد نطق اسمه..جلب ذكرى الليلة الفايتة ..
تماااسكت رغم إنها ارتعشت بوضوح والتقط حالها بدقة نظراته..
عمر بهدوء وعيونه بعيونها : وش اللي صار أمس شادن ومخليك مو طبيعية من الخوف؟
تغيّر لون وجهها بشكل ملحوظ ما خفى عليه.. وأكمل يعطيها صورة انه منتبه على شي عشان ما تهرب عن الجواب : شادن وش اللي صار أمس مع الكلب هذا ؟
توترت بعنف شديد ما كانت مستعدة له.. وشلون عرف؟.. وشلون ما كانت متوقعه أول كلامه بيكون سؤال مثله !! .. تراجعت وجلست على الصوفا وهي تلم يديها لحضنها وشعور المرارة حق أمس هاجمها ألحين بنفس القوة ..
تقدم عمر لها وهو يشوفها متوتره وصوته جدي لآخر حد رغم هدوءه وشادن ما تقدر تجابه هالنبرة منه : تكلمي.. انا ما أسألك وش سويتي ..أنا أسألك هو وش هبب ؟؟
شادن غمضت عيونها ما تبي تثير مشكلة انتهت بالنسبة لها : عُمر !
جلس عالطاولة قبالها وانحنى بجسمه قدامها وهدوء صوته يلين : تكلمي... يهمني أعرف الموضوع !
شادن ما عرفت أي حكي تقوله... هي جربت ردة فعل عمر مرتين من ناحية ذاك الشخص اللي اسمه راهي ..وكلها كانت عنيفة..والمرة الأخيرة أعنف وأقسى وهي الشرارة لترك عمر لها وانقلابه المريع.. وما تبي ذيك الشخصية ترجع من جديد..
عمر بوضوح : مرسل لك رسالة..ومتصل وانتي غافية.. عندك خبر شلون جاب رقمك ؟؟
فتحت عيونها بسرعة وناظرته بخوف : ما أدري...
عمر وعيونه بعيونها الخايفة : كيف ما تدرين؟
شادن وعيونها تفيض دمع ببطء ما تبي هالنوع من المواقف معه ما تتحملها : تتوقع اني سويتها ؟..تظن كذا يا عُمر؟؟
ودنقت تخفي دموعها ولوعتها من الموقف الصعب ...تنهّد وهو يمد يده لخدها بنعومة يطمّنها : ما شكّيت فيك لحظة وانتي عارفه هالشي.. أبي اعرف وش سوى بالضبط نفضة الخوف اللي فيك امس ما غابت عن بالي ..
شادن : ما اعرف عمر..ما اعرف هو له فترة يحاول يتقرب..
عمر بجدية من الكلمة : كيف يتقرب؟؟ سؤالي واضح...وش صار لك أمس في بيتــه ؟!!!
رفعت راسها بمراارة... ولسانها ثِقـــل... عمر ضاقت عيونه وهو يشوف ملامحها : يوم اختفيتي أمس... كنتي معه؟؟
تغيّرت ملامحها كلياً وبدت تبكي قدامه بدون شعور : والله مو قصدي.. مو قصدي لا تفهمني غلط مثل آخر مرة .. اللي صار غصب عني ..
ضاقت عيونه يوم فهم من بكاءها المرتجف إن ظنه صااب ..وهالمرة نزل من الطاولة وجلس على اطراف اصابعه وصار اقصر منها ويقدر يشوف وجهها : اهدي ولا تخافين .. بس قولي لي ... سوى لك شي ما يرضيك؟
قلبهااا ثقل الجبال : ما..سوى شي... بس... أحسه..يلحقني.. دايم يبي يتكلم معي..
عمر وعيونه تضيق يتابع بجدية : : وش سوى وخوّفك بهالشكل!؟؟
شادن بمرااارة قررت تقوله وتنتهي من هالحمل الثقيل... مسألة إنها تخبي عليه شي مو وراد..وهو بكل الأحوال مارح يتركها بهالسهولة وينسى الموضوع ..

وبعد ثلث ساعة..
كانت جالسه بالصوفا عقب ما هدت لأن النقاش قبل شوي تخللته دموع وارتعاشات لا ارادية... حكت له اللي صار في بيته.. كل الموقف وكل الكلام اللي قاله.. ما عرفت وش بتكون ردة فعله وهي تكشف أفعال ذاك المتجاوزه لكل الحدود ...استعدت لأسوأ ردود الفعل لكنـه كان يسمع بصمت مهيب وعيونه الحااادة تتابعها بهدوء ظاهري... توقعت إنه بيغضب وينفجر ..بس ولا شي من هذا صار.. وهالحالة ما تقدر تتنبأ وش وراها ..لأن الهدوء الظاهري أحياناً يخفي وراه ردة فعل ثانية ..وخصوصا بالنسبة لـشخص مثل عمر.. عارفتـه زين ،

رفعت راسها وهو واقف عند باب البلكون المفتوح : عمر ؟
التفت عليها بصمت.. وخافت عليه من هالسكوت..
بهدوء مرتبك : وش بتسوي ؟؟
ابتسم ابتسامة غريبة : متوقعة اني بسوي شي ؟؟
شادن بقلق لأن الابتسامة مو عالفاضي : لا تسوي شي ... مابي مشاكلك تكثر..
رفع حاجب ونظرته تضيق : عارفه طبعي إنتي... تتوقعين بقدر أمسك نفسي عنه ؟
قامت واقفه وأعصابها متوترة..مو من راهي كثر ماهي الظروف اللي هو فيها ..لازم تقوله : عمر فيه اللي أهم مني ومن ذاك... انت ما تدري ..أبــوي....!
عقد حواجبه بانتباه.. وتقدم منها : ابوك شفيه ؟؟؟
شادن ناظرته للحظة وهي تحاول ترتب الكلام ..ما تدري هو داري.. او ما يدري وبينصدم..!
قرب منها كثير وصار قدامها : شفيه شادن؟؟
رفعت راسها : ابوي زعلان منك... وش بتقوله؟؟
استرخت كتوفه ، وبهدوء : زعلان ليش؟... لأني تركتك؟
نزلت دموعها : أبي يدري باللي انت فيه..اخواني يدرون..
التفت من جديد والجدية زادت بعيونه... التزم الصمت وهي يشوفها تطالعه بأسى وضياع وكأنها مو عارفه وش المفروض يسوي ... ليش ما استغرب !.. بكلا الحالات هو عارف إنه بيوصلهم خبر وبظل التطورات الأخيرة اللي صارت له.... ما استبعد أبداً يوصلهم خبر ..!
ابتسم يهدّيها ويمحي خوفها : بسيطة ، مو ناوي أشوفه ! ، ولا أبيه يدري إني جيت هنا..
ناظرته بصدمة : وشلون؟..وش بتسوي ؟!
تسند على اطار البلكون بكتفه وعيونه لبرا : لازم آخذ قرار حاسم يا شادن..إنتي ما تدرين بالحياة اللي كنت فيها...فيه ناس لازم آخذ حقي منهم.. ومارح أقدر أماطل لأني عارف اني مطلوب أمنياً..
هالكلااام ثقيل عالقلب .. صعب تسمعه وصعب تكرره على نفسها... تخدرت رجولها لأنها هي نفسها مدركه إن مافيه إلا حل واحد.. انحنت تبي تجلس عالأرض تحافظ على قوتها..
التفت لقاها جالسه بجمود وتناظر بالفراغ : شادن !
شادن بصوت مخنوووق وبطيء : عارفه وش بتقول... لازم...تسلّم ..نفسك..!
لف وجهه عنها لبرا مرة ثانية : حلو انك فاهمتني.. شادن أنا مو فخور بحالي وأدري ان الأربع سنوات الماضية كانت مثل الحياة بوحل..خطوة صعبة يا شادن صحيح لكنها تظل الحل قدامي....وأدري إنك بتطلبينها بنفسك..
قلبها يووجعها..كلامه صحيح...لو بقى هالحل مارح تتهاون إنها تفرضه عليه أو تقنعه فيه..
عمر أكمل : شادن أنا مو خالي الحياة ..لازم تعرفين إن اللي مثلي له أعداء يحفرون الأرض عشان يلقونه..
مسحت خدها بخشونه تنزع الدموع.. ورفعت راسها بخوف : أعداء؟؟
عمر بهدوء : قلت لك صارت بحياتي كثير أشياء.. مارح تفهمينها من كلمتين..
شادن ببكاء : عمر... لازم تشوف أبوي.. لازم تكلمه..كذا أنا مو مرتاحه... عمر صرت أخاف من أبوي.. أبوي حكى عن الانفصال مرة وأنا كل ما شفته تموت أعصابي وتذوب.. مابيه يكرهك يا عمر.. مابيه وانت ما تبي تشوفه !!
التفت عليها يوم أجهشت بألم والضياع واضح على كل لمحة فيها ... تقدم منها ونزل لها ..وأردف وهو يسحب يدها عن وجهها بهدوء : ناظريني ... (رفعت عيونها المحمرة) .. ركزي بعيوني .. مين اللي يقدر يفصلني عنك؟
شادن وشفاتها تنتفض : أنا ما عدت عارفه وش بيصير.. عمر... مابيك تطلع من هنا من دون لا تتكلم معه..أبيك تطيب خاطره..
ابتسم بنعومة : أطيب خاطره؟؟.. شادن ما ينفع اعتذاري بالكلام.. خليني أسوي شي يشرف بيني وبين نفسي أول..
شادن : طيب...ع..عالأقل... كلم واحد من اخواني...عمر ما يصير تواجه كل هذا لحالك..
وقامت واااقفه قبل يرفض : بندر موجود...بروح أنااااديه...
عمر مد يده بيوقفها : لحظة شادن...
ما سمعت كلامه طلعت من الغرفة بسرعة... جلس ينتظرها وما قدر يمنعها.. شوفة بندر أكيد بتكون أهون بكثير من شوفة أبوها..!

اتجهت شادن ناحية غرفة بندر .. استغلت هدوء البيت ..أبوها اكيد طالع وأمها نايمة نومة الضحى ومشاعل بالمعهد ..دامه مصر يواجه المشكلة لحاله لازم أحد معه..دامه ما يبي أبوها يدري...لازم أحد من اخوانها يتكلم معه..يمكن يلقون حل ..!
وصلت غرفة بندر..ودقت عليه الباب وما حصلت جواب.. دقت مرة ثانية بقووة وأعصابها متوترة ..عقب لحظات فتح بندر الباب وهو يحك راسه بنعااس وضيق : ووجع !... شادن وش هالطق !
بلعت ريقها وبهدوء : تعال أبيك..فيه شي مهم ..
فتح عيونه بالقوة وهو يشوف وضعها : وشفيك؟؟.
شادن بتوتر : عمر يبي يكلمك !
فتح عيونه بصدمة كاسحة ..وبجدية : كلمك ؟؟
شادن توازن الكلمات : لا...عمر...رجع البيت !

فزّ ناحيتها بقوة مصدوم.. وبقلق : متى ؟؟؟.. أبوي درى؟...فيه شي صااار؟؟
شادن : لا.. بس تعال غرفتي بسرعة..مابي ابوي يدري بندر لين ما تتكلم معه..
حس بندر بالضياع والصدمة ...وبدون ما يسأل متى ؟..وكيف؟... تحرّك معها وهو كل همه يشوفه..ويشوف حاله..
فتحت شادن الباب..وبندر دخل عقبها عيونها تبحث عن اخوه وخوي عمره .. لقاه جالس عالصوفا ومدنق لجواله اللي بيده... رفع عمر راسه ..وبعفوية ابتسم : هلا...
وقف بندر لحظات يتأمل فيه ويكحل عيونه فيه.. ويوم تأكد إنه هو.. ضغط على اسنانه بقهر مخلووط بشوق : يالـ ...........!

::


في معهــد مشاعل ..
طلعت مشاعل من الكلاس ورنا جنبها : كيف الاختبار ؟
مشاعل مدت فمها : حليوو..
رنا : مع ان الاختبار كان سهل بس كل ما ارمي عيني عليك ألقاك طااقه هواااجيييس..عسى ما عكيتي !
ابتسمت مشاعل بكسل لأنها كانت شاردة بالأيام الجاية : تراقبيني وتاركه اختبارك؟؟
ضحكت رنا : ههههههه ..لا بس جالسه اراجع وشفتك بعالم آخر..
مشاعل تحركت لوحدة من المكاتب : لا تشغلين بالك..عديت الاختبار بسلام..
رنا بتساؤل : وين بتروحين.. خلينا نطلع خلاص الدوام..
مشاعل : نسيتي اللي قلته لك الصبح... بروح أعبي أوراق التدريب ..
رنا تذكرت ..وفزت بحمااس : صحيح !! ..شلون نسيت !!
مشاعل : هذا وإنتي مالك سالفة اليومين الاخيرة إلا هو ..
رنا : ما نسيت بس سهيت عنه مع الاختبار .. (تنهدت ) ..وأخيراً وصلنا للمرحلة المهمة من كل هالدراسة ..بقولك ششي ..
مشاعل بملل : هاااا...؟
رنا ضحكت : وش هالملل المفروض تشحنين طاقاتك للأيام الجاية ...التدريب مرحلة غير اللي درستيها هذي وما تشبه لها.. بتتعبين فيها تعععب لازم تكونين مستعدة.. بتعيشين أجواء غير وبتطبقين اللي درستيه بيديك وبعيونك ومع ناس مختلفة..بالله مو حماااااااس !
التفتت مشاعل وعيونها تلممع.. هي متحمسه...بس حماسها مخلوط بشي ثاااني ..مع اقتراب الأيام توتر وتوجّس مسيطر عليها ما تقدر تمنعه رغم رغبتها المجنونة بالوصول ...فاهمه كلام رنا وتستشعره.. مقبله على بيئة ثانية بيئة غريبة عنها ..بيئة تحاول تستعد لها ذهنياً ومعنوياً ..بس كل ما قربت ساعة الصفر إلا ما تحس بأمعائها تنعصر من التوتر..
ومع كذا تجي رنا ..وتشحنها ايجابياً بكلامها وحماسها اللي تعبّر عن بعفوووية ... وجودها طول الفترة السابقة قريبة...كان مفييد... وألغى مخااوف كثير كانت توترها..
رنا بضحكة : وشفيك تطالعيني وش تهوجسين به؟؟
مشاعل تنهدت من قلللب : للمرة العشرين أقولك ..أنتي ربي مرسلك لي عشان أتجاوز هذي المرحلة الصعبة بدون خوف..
ضحكت رنا : حبيبتي وقلت لك يفرحني إني أثرت عليك ..عشان ما تنسيني مع الأيام وتذكرين ان لي بصمة بحياتك..
مشاعل بدفاشة شدت شعرها برفق : عاد لا تغترين لا أسحب كلامي ألحين..
رنا : ههههههههههههههه...طيب يلله خلينا ندخل ناخذ الابليكيشن ونكتبه... حددتي مكان تدريبك؟
مشاعل وهي تدق الباب : ايه قلت لهم الاسبوع الفايت عن المكان..وما عارضوا.. بس بما إنه مكان أهلي فالمطلوب اجيب الموافقة بنفسي..
رنا : جبتي الموافقة ؟؟؟
ابتسمت مشاعل بمكر وعبببث: نسيتي كلامي مع د. نايف؟ بالمؤتمر ..
فزت رنا بحماس : اييه صح كيف نسيت... هههههههههههه يا الله !! كل شي مضبط عجيبة إنتي..
دخلت مشاعل بضحكة : اذا تبين تجين معي ما عندي ماااانع...
رنا دخلت وراها : لا أنا قلت لك بروح مستشفى قريب من بيتنا ..عشان أضمن الوظيفة عقب التدريب..
مشاعل : لاعبتهاااا صح..
رنا : هههههههههههه .. منك شوي..

وصلت للمكتب وتكلمت مع الموظفة عن موضوع التدريب اللي سبق وأعلنوا عنه وإلزامي لكل الطلاب...وأخذت الورقة على أساس تكتب البيانات وتسلّمها بكرة حتى يتواصلون مع المستشفى المعني..
طلعت مشاعل وهي تناظر الورقة بابتسااامة شاردة .. هبّت رنا بوجهها : كفاية أحلام خلينا نطلع..
مشاعل : افففف...يا حبك لتخريب جوي الرايق..
رنا : جو رايق؟.. هههههههههه .. استعدي يا حلوة لا تحسبين موضوع التدريب لعبـة.. لا تفكرين إنها كذا ولا قسم بالله تنطردين من أول يووم ..
ابتسم مشاعل بعبث : إلا والله بالنسبة لي لعبة ..وبعيشها بالطول والعرض..مارح أفوّت فيها ولا ثانية ..
رنا : المستشفى اللي انتي اخترتيه معروف بقوته وانضباطيته.. مافي مجال للغلط حطي هالشي ببالك وانتي من شخصيتك احس انك بتبيعينها مرات ..
عضت مشاعل على طرف لسانها ورغبة التحدي تفور بدمها : لا تخافين علي...
رنا بزيادة حرص : تذكرين الخطاب اللي سمعناه من ولد عمك والدكتور المالك للمستشفى يوم المؤتمر!؟...شفتي وش قالوا .. لازم تثبتين نفسك بجدارة وبلاش لعب اذا كنتي تبين الوظيفة هناك..
مشاعل بنظرة جانبية : لو ابي ألعب بعرف شلون ألعب..وبعدين قلت لك من قبل (ضحكت بعبث) .. أنا عندي واسطة وواسطة قوية هناك وبستخدمها ... والله لألعب بحسبته !
رنا طارت عيونها من نبرة الوعيد الغير مريحة : وش بتسوين؟؟
مشاعل تحركت بغرور : أبد.. بستغل نجاحه الباهر هالمغرور عشان أبرز للأضواء... مصيبته الحالية اسمه مثل اسمي وهالشي لحاله بيرفع أسهمي !
رنا بتساؤل : من يوم المؤتمر وانا حاسه ان فيه شي مو طبيعي بينك وبينه...ليش تصرفتي بذاك الشكل وما كنتي تبينه يعرفك..والحين تبين تروحين هناك والظاهر لك هدف ثاني المسألة مو مسألة دراسة وتدريب..
ضحكت بمتعة وهي تنطلق للباب ناوية تطلع : ما يحتاج تفهمين.. المهم اني انجح بامتياز ..وصولي لهناك بحد ذاته نجاح واثبات لنفسي وقدراتي ..

طلعت ناويه السيارة .. ولحقتها رنا : ممكن توصليني على طريقك ؟
مشاعل : أكيد..يلله هذي السيارة ..
وصّلت رنا على طريقها..وتوجّهت للبيت..وطول المشوار وعيونها بالورقة اللي بيدها..ما قدرت تدسّها بالشنطة ظلت ماسكتها تملا عينها فيها ..هالورقة مفتاح دخولها لذاك المكان ..ومافي شي يمنعها حالياً تخلّصت من كل العراقيل وأهمها موافقة الدكتور الكبير صاحب الشان ..

وهي بالطريق جاها اتصال على جوالها .. كانت البيت : هلا ..
صوت امها : هلا مشاعل...وينك فيه؟؟
مشاعل : بالطريق راجعه...تبين شي؟
أمها : ايه ..مرّي عالسوبر ماركت جيبي معك شوية أغراض ناقصه للغداء..خالد ولد عمك بيجي عندنا و بيتغدا هنا حسب كلام أبوك ..!!
رفعت حواجبها بمفاجأة..ثم عقدت حواجبها وهي تسمع !! .. استنكرت جيّته ..لأنه مو طبع خالد ..ما يسويها إلا نادر النوادر وما تبالغ اذا قالت إن هذي أول مرة حسب ذاكرتها اللي تمتد للسنوات القليلة الماضية..
قالت : وليش بيتغدا عندنا ؟
أمها : ابوك اتصل عليه قبل ساعة ...كان حاس بشوية تعب من يوم صحى ، ودق عليه يجي يشوفه بدال ما يروح المستشفى ويفحص .. عشان كذا بيجي يتطمّن عليه..
هزّت راسها بتفهم : أهااا .. يعني المسألة مو مسألة زيارة عائلية يتفضل علينا فيها..
أمها باستغراب : بيجي عشان أبوك اتصل عليه.. وابوك قالي انه بيخليه يتغدا مرة وحدة ..وأبيك تمرّين السوبر ماركت ، هي كم غرض مو كثيرة بتقدرين عليها..
تنهّدت باستسلام : طيب اوكي ارسليها لي برسالة وأنا بجيبها ألحين..

::




♫ معزوفة حنين ♫ 18-11-12 11:34 AM

رد: لاتبكي ، للكاتبة : عيون القمر ..
 



بعد فترة قصيرة ..كان خالد راكب سيارته وطالع من المستشفى عقب ما تلقّى اتصال من عمه يبيه يحضر عنده بالبيت.. أخذ عدته الطبية الضرورية معه ومشى ..
وبالطريق جاه اتصال من جمال : وين هجيت بلا احم ولا خبر..؟
ابتسم وهو يناظر المراية الجانبية : ما عندي شي هالساعتين ..اسأذنت وطلعت ..عمي حاس بتعب شوي بروح أتطمن عليه ..
جمال باهتمام : عمك أبو محمد..
خالد : ايه..اتصل فيني وقالي أجيه..بروح أشوف وضعه.. دوام المساء برجع..
جمال : دام كذا ..ما يشوف شر..
خالد : بسيطة ان شاء الله...قلت له طبيعي يحس بشوية ارهاق جسدي هالفترة.. بس لزيادة اطمئنان بروح اشوفه بنفسي..
جمال : زين سلم لي عليه أجل..
خالد : يوصل...
جمال بعتااب غثيث : بس ياخي لو قلت لي قبل ما تطلع كان لزقت فيك ورحت اشوفه وأسلم عليه ..حتى انا ما عندي شي وشكلي بطلع مثلك.. ها وش رايك؟
خالد بسخرية : وش تبي تجي معي؟.. عمي وما تعرفه خلك عند اللي خبري خبرك..عمي ماهوب جايز لك..
جمال ضحك : ههههههههههههههههه... ما يعرفني ..بس ان شاء الله نتعرف.. عمك هو عمي حتى لو ما عجبك.. وصراحة فيني رغبة عارمة أشوفه وأعرّفه عن نفسي بكل فخر.. يمكن يرضى يزوّجني وحدة من بناته !
خالد فتح عيونه بدهشة عفوية...ثانيتين..واستدرك بسخرية : حوّلت على بنات عمي ألحين؟!...ريّح راسك ولا وحدة منهم مناسبتك... وحدة مخطوبة اوريدي والثانية لو تقطع شعر راسك شعرة شعرة ماهيب صالحتلك وانت منت ناقص جنون عشان تزيده ... خلك على فارستك الملثمة اللي قلت لي عنها وللحين ما رضيت تعلمني مين هي !!
ضحك جمال ، وباستهزاء : توقعتك نسيت سالفة هالفارسة الملثمة.. بس فاتت عليك نقطة ، كنت اظن انك عرفت مين أقصد يا ذهين..
خالد برفعة حاجب واحد : ومين؟.. طريتها مرة ولا عاد طريتها ..وشكلك مثل العادة عيونك زايغة يوم تهيم بوحدة واليوم اللي عقبه مغيّر الوجهة ..
جمال : هههههههههههههههه لا يا حبيبي ..إنت تعرفها زين..
خالد بسخرية : من يوم طريت الفارسة الملثمة والزواج وانا شاك إنها وحدة بالمستشفى ..
جمال ماسك ضحكته من اللي بيقوله : لا ... فارستي الملثمة هي الغنوجة سارة..
فرمل خالد عند الإشارة اللي ولّعت حمراء بسرعة لأنه كان لاهي مع كلام جمال... وبحدة شدت اعصابه : ..سارة ؟!
جمال بضحكة : ايه نعم.. الدكتوررراه ساااررة (بترقيق الراء يقلد مشاعل ) ... توقعتك ربطت الموضوع..
خالد بسخرية حااامت كبده : إلعب غيرها... أذكر إنك طريت الفارسة الملثمة قبل ما تشوف سارة هذي وتذوب في دباديبها ..إلا إن كنت تعرفها من قبل هذا شي ثاني ..
جمال ضحك باستمتاع : قسسم نذل وما يفوت عليك شي... بس ولا يهمك بكل الأحوال تظل هي اللي مسميها إنت الفارسة الملثمة..
هز خالد راسه بضحكة ساخرة : طيب الله يهنيك وياها ..
جمال كاتم ضحكته لا تنفجر لأن ورقة موضوع (سارة) اللي ما بلعها خالد.. ظلت وسيلة تسيلة بالنسبة له ما رح يفرّط فيها لأنها تنرفز خالد بسهولة...
وقال يتابع خباله : طيب موافق أجيك لبيت عمك وأعرّف نفسي عليه...ما تدري يمكن يخيب ظنك وأكون كبير بعينه..
خالد بسخرية وهو يحرّك من الاشارة ويدخل الحارة : عمي ما يعجبه الرجال المرجوج مثلك..والله يعطيك لقعة ما تنساها طول حياتك.. وبالنهاية صورتي بتتشوه بسببك إني مخاويك..
جمال طارت عيونه بضحكة دهشة : يا غرورك وثقتك ياخي...خويلد لا تخليني أشوّه صورتك بنذالة ..
خالد بضحكــــة : إنت أبخص بنفسك.. يلله تبي شي هذاني مقبل عالبيت..
جمال : يصير خير ..انتقامي فيك بيصير كبير..وبتشوف .
خالد : ههههههههههههههههه الله يقويك... توصي شي؟
جمال بحقد مزعووم : انقلــع ..!
خالد انفجر ضحك وذاك سكّر بوجهه... نزل الجوال وهو يلمّ ضحكته بالقوة.. التقط نظارته الشمسية من جنبه ولبسها..وأخذ خقيبته الصغيرة وهمّ بالنزول ..!
وصل للباب وقبل يدق الجرس..وصلت سيارة من خلفه ..التفت بتساؤل يشوفها وعرف انها سيارة عمه ..
نزلت وهي تثبّت شنطة المعهد على كتفها.. وسمعها تقول للسواق الكبير بالسن : لا تنزل أنا بشيلهم !
عرفها مباشرة قبل تتكلم ..ما يخطي فيها ! هذي مشاعل صعب يخطي فيها لأنها حفرت نفسها وسط عقله بالقوة..وبطريقتها!
دارت حول السيارة عشان تفتح الباب من الجهة الثانية اللي فيها الأكياس واللي كانت ناحية خالد... بس قبل توصل لاحظت وقوف شخص عالباب ..وقفت وعيونها تطيح بعيونه بسكون.. كان واقف يطالعها..واللحظة الأولى لتصادم العيون لازم تنثر تأثيرها الثقيل كـ عادة لقاءاتها فيه... ناظرت فيه بسكوت لثواني.. بعدها تحررت وأكملت طريقها لباب السيارة وبعيونها نظرة غريبة متحدّيه ما خفت عليها... التقطها ..وقرأ النظرة بكل مافيها من معاني !
ابتسم ابتسامة جانبية بسبب ذيك النظرة... ما عاد يستغرب... لازم يتعوّد..
كان مستغرب عن المكان اللي جايه منه هالوقت..دام الجامعة وتركتها ..
قرر يسلم كـ عادته : مساء الخير..
ما ردت وهي تفتح الباب وتواجه مجموعة أكياس مكومة فوق بعض .. بديت تشيلهم بسرعة وجموود عشان تدخل ..!
فهم من وين جايه يوم شاف الأكياس...ونزل الدرجة بهدوء ووقف على بعد خطوات : عالأقل خلي بيننا سلام ينرد ..
مصرّ على سالفة السلام هذي !!..طيب هي ما تبي تسلم ولا لها رغبة تعطي المجال لقلبها يلين.. ولازم يفهم هالشي..
قالت بجمود وهي منحنيه للسيارة تشيل : وفّر سلامك يا سيد خالد..
ابتسم من لفظ سيد خالد اللي صايره تكرره الفترة الأخيرة : السلام يطيّب الخواطر لو ما تدرين..
التفتت وهي شايله نص الأكياس بعفسه : ممكن تبعد؟؟
رفع حاجب واحد بجدية : انتي لوين تبين توصلين؟؟ وش تبين تثبتين بتصرفاتك ؟؟
مشاعل : ما أبي أثبت شي.. أبيك تبعد..
خالد : لأ تبين تثبتين .. قلت لك من قبل شحنك النفسي هذا مارح يضر أحد غيرك ..انتي تضرين نفسك ما تضريني..
مشاعل بصوت يزداد جمود : اوكي خلني أضر نفسي.. وش اللي حارقك انت.. اتركني بحالي انا ما عاد أطيق كلمة وحدة معك..
ضاقت عيونه بحدّة من كلامها اللي يدري انها تختاره عشان تغيضه : تدرين ان هالكلام ما يحرك شعرة فيني..
رفعت عيونها واصطدمت بعيونها : دام كذا ليش واقف لي الحين.. خلاص ما ابي أحتك فيك كم مرة بقولها..!
ابتسم ابتسامة جانبية ..قرعت جرس خفي داخلها : واقف لك عشان أطيب بخاطرك..تظلين بنت عمي..
حمااار ..حماااااااار !!...يعرف يستخدم أسلوبه العذب بس مو هي اللي ترضخ بهالمرحلة..
قالت بجمود : كلامك يضحّك لا تشغل بالك فيني... وآخر مرة أقولها...أبييك تفـــارق عن وجهي واذا شفتني لا تكلمني أكون ممنونة لك يا سيد خالد..
خالد جمدت نظراته ... ورفع حااجب بطريقة مرعبة ... قلبت ملامحه لجدية مهيبة يوم شاف الحال معها ماله أمل يتصلّح... وبنبرة ما تتزعزع : اوكي...لك اللي تبينه..من اليوم وطالع...آنسة مشاعل... تمرين قدامي ما أشوفك... سلام مارح أسلم... أحوال مارح أسأل..أي شي يصير بخصوصك أنا مالي علاقة فيه...يعني من الآخر..أعتبر نفسي ماعرفت مشاعل بحياتي...دام هالشي قرارك..
انقبض قلبها من قوة الكلمات وصراحتها اللي أطلقها بوضوح من غير تردد أو تراجع بكلمة من الكلمات.. بس مع كذا.. شدّت قبضتها تكبح مشاعر مختلطة من كلامه..
خالد ميّل راسه بطريقة استجوابية وحاجبه مرفوع يوم لاحظ سكوتها : مو عاجبك اللي قلته ؟
بلعت ريقها عشان يطلع صوتها واضح : عاجبني.. عاجبني ونص
ابتسم يكذّبها : عاجبك؟.. دام كذا حلو يعني بقدر أرضيك أخيرا ً..
قالت لعلها توجعه بمثل طريقته : وأنا بعد.. سيد خالد... اشوفك أو ألمحك بأي مكان.. ما أعرفك .. كلمة مارح أقول وسلام مارح أسلم.. وكذا أنا ارتاح قبلك..
هزّ راسه وهو يميل فمه لتحت بطريقة تقييمية : زين.. دام كذا ..لك اللي تبينه... القرار قرارك وسوّي اللي يريحك.. ما ناحيتي أقدر أنفّذ..

والتفت بيطلع للباب كآخر كلمة بينهم ..بكل هدوء ينسف قدرتها على الصبر قدامه .. وكأن هالقرار اللي يعصر قلبها عصر ما رمى أي تأثير عليه.. قالها ومشى بدون أدنى احساس ان الصراعات اللي فيها ذبحت أعصابها بما فيه الكفاية ..!
تأملت ظهره وهو رايح.. وهي تنهر نفسها لا تتأثرين بأي كلمة ...وبسرعة استدارت للسيارة وهي ضاغطه على نفسها وأعصابها بشكل رهيييب... سحبت باقي الاكياس بسرعة عنيفة من دون انتباه...وطاحت بعض الأغراض بالأرض مصدره صوت عالي..نبّه خالد اللي التفت من جديد ولقاها نازله للأرض تجمع بالأغراض ويدها ترتعش ..غضب..دموع ما يدري !
رجع لها بصمت ..ونزل قريب يجمع معها ..استشعرت نزوله جنبها وريحة عطره بدون لا ترفع راسها..وهالشي خنقها زوود !
قالت بسرعة : ما أحتاج مساعدة أقدر أتصرف..
خالد سفهها ..سحب الكيس منها بقوة ودخّل المجموعة اللي بيده بالكيس بدون لا يناظرها..
سحبت الكيس منه بعنف وصوتها يرتفع بغضب متهوور : توك قلت بتنهيني من حياتك ومالك علاقة فيني ما أمداك تعطي كلمــة !!
رفع عيونه بغضب مفاااجيء : قسم بالله كلمة ثانية يا مشاعل بعلمك خالد ما عرفتيه..مو لأني مداريك ومراعيك تطولينها ...دام هذا جزى اللي يساعد عندك... أجل خـــذي !
قام واقف وهو يرمي الكيس عليها اللي تناثر بعض محتوياته حولها.. التزمت الصمت بس عيونها متجمّدة على عيونه...... رمى نظرة جامدة أخيرة عليها ومشى تاركها مع الفوضى اللي حولها..

طلع للباب واعصابه هاجت بشكل مفاجيء.. كان هادي ومحافظ على أعصابه لحد جملتها الأخيرة... تتنكر.. هذا جزاه ؟! .. دام ذي رغبتك فتحملي .. لك اللي تبينه يا مشاعل ،!

دق الجرس وهي وراه تلمّ بالأغراض .. نزل السواق بيساعدها ونفخت عليه بعصبية يبعد عنها .. سمعها خالد وما التفت ولا أبدى ذرة اهتمام دام هذا اللي تبيه..فتحت له الخدامة الباب دخل من دون ما يشوف وراه..
أما مشاعل فكانت تلم بالأغراض وهي ضاغطه على اسنانها.. حرارة داخلها بس ما رح تظهرها..أعصابه ثلج هي أثلللج منه... هالموقف ولا شي.. ولا شي ...ومارح يأثّر فيها .. هالموقف مجرد تمرين لحرب جاية..مجرد تمرين يا مشاعل ..لا تخلينه يأثر عليك مثل موقف السيارة الأخير.. هو يبي يشوف دموعك عشان يدري انه يأثر عليك...بس انتي لا تسمحين له..
شافتها الخدامة وطلعت تركض تساعدها بقلق : مشاااءيل خلاص انا في شيل..روهي جوا..
قامت مشاعل واقفه وصوتها ينتفض .. مارح تبكي مثل المرة اللي فاتت مع ان الموقف يستدعي : شيليهم كلهم انا بدخل..
دخلت بسرعة لداخل وهي تسمع أبوها عند باب مجلس الرجال يهلّي ويرحب..ما التفتت عليهم ..بس ابوها اللي واقف مع خالد..شافها : ها مشاعل توك توصلين..
مشاعل التفتت لأبوها مضطره بس طاحت عيونها على خالد اللي كان يناظر جهة الحديقة وما يناظرها : ايه.. توني جايه من السوبر ماركت..
ابتسم أبو محمد : زين تو امك تقولي ناقص اغراض عشان الغداء وولد عمك بيتغدا هنا..
التفت خالد لـ عمه بهدوء : ما يحتاج عمي غداء.. جيت اشوف احوالك وبمشي..
ابو محمد : ماهو على كيفك.. ادخل..
خالد : عمي ادخل ارتاح دامك مرهق خلينا ندق..
ابو محمد: كنت مريّح قبل توصل ..
خالد : يلله أجل خلني أشوف ضغطك ..
تحركت مشاعل بسرعة لداخل وجواها قنننابل... طلعت لغرفتها بسرعة ورمت بأغراضها بالأرض..طلّعت ورقة الأبلكيشن من شنطتها بعنننف ..وناظرتها بتحححدي مرعب ! ، رغم إنه وافق على قرارها بس مع كذا فيها حررررة... أسلوبه بالموافقة مستفزة !!.. تعترف انها تقدر تغيضها بلحظات..لكن..اذا قرر يغيضها فيها يتفنن فيه !! ،
خذت نفس عمييق وهي تمشي بسرعة للمكتب وتسحب القلم الموجود فوقه... وجلست تكتب ..!

::




♫ معزوفة حنين ♫ 18-11-12 11:35 AM

رد: لاتبكي ، للكاتبة : عيون القمر ..
 


في بيت ابـو راهي ..
كانت جالسه بغرفتها تفكر بالأحداث الأخيرة والوضع اللي هي فيه.. أبوها عطاها خبر انه بيحل موضوع محمد واهماله لها ..واليوم الصبح عقب ما فاض فيها الكيل لقت نفسها تعطي ابوها جوالها توريه الرسايل المزعجة اللي فيه والدمعة بعيونها من الغبنـة...ما عاد عرفت موقعها بحياة محمد ، وسحر ما خلتها تتهنى بسبب كلامها..وصارت تتخيل أسوأ الأشياء تصير من وراها ..،
رن جوالها وهي شاردة..رفعته بكسل وتفاجئت إن الرقم اللي كانت مسجلته باسم محمد..ينوّر الحين كأول مرة يتصل فيها ...... محمد يتصل عليها ألحين !!!
انتفض قلبها توتر وارتباك وهي تتعدل بجلوسها تحاول تهدى عشان تكلمه بهدوء وما تخنقها العبرة على معاملته المهملة..
فتحت الخط وبنعومة صوتها الطبيعية : الو...
جاها صووته..مثل ما سمعته أول مرة بأول مكالمة بينهم...واضح ..والثقة مكتسيه فيه : مرحبا ..
وصل الدم لوجهها ، وبخفوت : اهلين... محمد..
قال بوضوح : هلا بك... شلونك بسمة ؟

"بسمة" ؟
أول مرة تسمع اسمها بصووته..تأثيره مو بسيييط أبد... قالت بهدوء : بخير محمد..انت شخبارك؟
محمد : الحمدلله..
بسمة : م..ما توقعت اتصالك..
محمد بوضوح: اعذريني كنت مشغول الشهر اللي راح كثير.. مو لاقي وقت..
بسمة ابتسمت لاعتذاره : حصل خير..
أردف : بسمــة ..!
انتفضت من اسمها اللي قاله لحاله : هلا..
قال : بجيك المساء البيت... عندك وقت؟!

انتفضت من مكانها وعيونها تناظر الفراغ بصدمة غير متوقعة !...بيجيها البيت؟!
تلعثمت من الارتباك وقلبها تلخبط من المفاجأة..
لاحظ سكوتها.. وكرر وهو عاقد حواجبه : أقدر؟ أو أأجلها لبكرة؟
بسمة ويدها تسحب شعرها ورا اذنها بتوتر : لا عادي..حياك الله..
محمد اللي لاحظ ارتباك صوتها : أنا بالشركة الحين.. أخلص دوامي وأجيك على طول..يعني عطيني ساعتين ثلاثة..
ابتسمت لا شعورياً شي في صوته يغريها : حياك الله... البيت بيتك..
محمد : اوكي أجل.. أشوفك..
بسمة ووجهها يتوررد : ان شاء الله..

قفل منها وهي جلست دقيقتين ووجهها أحمرر والتوتر مسيطر عليها... مع إنه ما طوّل بالمكالمة..هي كلمتين وقالهم.. بس مو قادره تهدى !
بيجي عقب ساعتين ثلاث !!...فززت من مكانها من الصدمة لازم تستعد وعسى يمديها !!
أول زيارة يسويها لها...كيف تستقبله؟!.. وش بتقوله ؟!
أول شي طرى على بالها وش تلبــس له!... أول مرة يشوفها ..كيف بتطلع عليه بطلّة حلووة ! ، حالها مضحك لأنه ما يعرف شكلها وهي لازم تطلع عليه بشكل يبهره وينسّيـه غيرها ..تثبت له إنه اختياره صح!

مرت الساعتين وقاربت الـ ثلاث..
وقف محمد سيارته قدام القصر وهو يستعد للحظة كان متناسيها ..استغلّ زحمة الشغل الشهر الفايت عشان يغرق فيه لحين ما يتعوّد ويستوعب وضعه الجديد... ويبدا العلاقة بشكل فعلي بس اللي قاله أبو راهي خلاه مشغول الذهن طول ماهو بالشركة..
ومن ضمن الأفكار المزحومة اللي خطرت على باله اليوم... ذكرى اتصاله الأخير على سحر لما دق عليها بالفيلا وصار بينهم ذاك الحوار الحامي... ما نسى كلمتها عن خطيبته.. "قلت لك امسك خطيبتك عني كان تبي تعيش معها بسلام" ،.. كلمة ما لقى لها سبب ذاك الوقت أو تفسير .. ولازم يفهم اليوم..ولو ان الشكوك بدت تملا راسه.. وبدأ يجمع أجوبة..

نزل وفتح له الحارس الباب لأن كان عنده خبر مُسبق بوصوله.. وأدخله المجلس الفاخر اللي كان مجهّز ومضاء بالأنوار وريحة البخور تعج بالمكان..... استعدادها لوصوله كان واضح بالنسبة له..

جلس بهدوء وهو يعدّل شماغه ... ووصله اتصال على تلفونه ..لقاه بندر ورد عليه ..
محمد : هلا بندر ..
بندر : هلا بك..وينك ما جيت الغداء اليوم ؟
محمد : انشغلت بالشركة..وطلعت عندي شغلة لازم اسويها..
بندر : وينك فيه ؟؟
محمد تنهّد : في بيت أبو راهي ؟؟
بندر باستغراب : وش عندك؟.. ما خلص شغلك معه الصبح ؟؟
محمد : إلا خلص .. بس جيت أشوف المدام ..
سكت بندر شوي ...بعدين ضحك : هههههههههههه .. أها المدام ..كيف الأوضاع معها تراني ما سألتك قبل !
محمد بسخرية : مافي شي ينقال.. اليوم أول خطوة !
بندر بصدمة : لا عاد !
محمد : متصل تتليقف ولا شقصتك؟!
ضحك : ههههه .. لا مو كذا...بس حبيت اعرف وش صار لك الصبح مع ابو راهي ..ما جيت للغداء وتأخرت قلت يمكن صاير مشكلة ..فدقيت اتطمن..!
ابتسم محمد بسخرية : لو تدري عن الموضوع اللي كان يبيني فيه.... مهزلة !
بندر باستغراب : ليش؟.. شي بالشغل ؟!
محمد تنهّد : لا مو شغل .. شي غبي ! تبي شي بسكر مقدر أطول معك !
بندر باستقصاد : زين سلم لي عالمدام.. وقول لها ترا أول ولد محجوز باسم بندر ..
محمد عصب عليه والثاني فقع ضحك : تلايط يالغثيث.. مو وقته هالكلام ..
بندر : هههههههههههههههههههه..طيب ..بس بغيت أغيّر مودك شوي..روّق يالشيخ..
محمد : انقلــع !
بندر : ههههههه إذا خلصت من اللي شاغلك ..دق علي بقولك شي مهم.. مع السلامة..
سكر محمد منه وهو يحط الجوال عالطاولة ..لو كان في مود ثاني كان ضحك معه ..
بس حالياً ماله مزاج ضحك.. والجدية مسيطره عليه تماماً ،
دقايق صمت كان شارد فيها بأفكاره..يوم حس بالحركة عند الباب.. رفع راسه بهدوء وطاحت عينه عليها.. بنت فيها من النعومة الكثير ..أنيقـة.. ولكن مرتبكة كثير.. لابسه فستان ارجواني ناعم قصير لتحت الركبة.. ، تقترب منه بدون ما تناظره...مرّت عيونه عليها من فوق لتحت بشكل عفوي كون إنه أول مرة يشوفها ..
بسمة دخلت وقلبها يضرب ضرب مو طبيعي..كان شعور فوق الاحتمال بس لازم تكسر هالحاجز دامه جا.. رفعت راسها ببطء وهي تقرب ناحية اللي جالس والتوتر العنيف ما يرحم .. هي تعرف شكله وشافته كذا مرة من بعيد وعندها صورته بجوالها ، بس هالمرة من قريب وعيونها تتصادم بعيونه.. لمحت هيئته الأنيقة كان لابس ثوب أسود يبرز كتوفه وغترة بيضاء زايده من حلاه..له هيبة ..هيبة وحضور طااغي مخيف..الشخصية القوية والمسيطرة المعهودة فيه تنضح من ملامحه وطريقة جلوسه..تماماً مثل عادته بالشغل او غيره.. ، نزلت عيونها بخجل عفوي وهي تقترب ..
قام واقف عشانها وعيونه ما نزلت عنها رغم تغضينة حواجبه .. هذي البنت الأنيقة اللي تشيل مسمى خطيبته وبمعنى ثاني زوجته ،.. وقفت يوم بقت مسافة بسيطة بينهم ، وسلمت بابتسامة : مساء الخير..
رد التحية بصوت وااضح : مساء النور ..
ومد يده عشان يصافحها ..ابتسمت بارتباك خجول وهي تمد يدها الناعمة واستقرت بأصابعه ..
أشار لها بيده الثانية لمكان قريب بدون ما يترك يدها : تفضلي..
بدون ما تقول شي جلست لأنه وفّر عليها اختيار المكان .. دنقت اول ما جلست وشعرها يطيح على وجهها..والتفت محمد ناحيتها يتأملها للمرة الثانية ..
جاها صوته اللي يربك : شلونك بسمة؟..بشريني عنك؟
رفعت راسها ووجهها يتورد بوضوح : بخير محمد...انت شلونك ؟
محمد : الحمدلله.. شلون الدراسة؟
بسمة : ماشي حالها..

لحظة صمت قصيرة ، قطعتها بسمة بمحاولة لكسر حاجز التوتر : وش تشرب محمد؟
ابتسم ابتسامة عابرة ..عابرة ولكنها قوية المفعول : ما يحتاج..مارح أطوّل.. جيت أبي أتكلم معك بموضوع !
بسمة بتوتر : لازم تشرب شي.. ماله داعي العجلة..
أكملت كلامها ..ودخلت وحدة من الخادمات بصينية عصير بأمر من بسمة قبل دخولها.. حطتها عالطاولة وطلعت ، قامت بسمة بنفسها وقدمت له العصير.. أخذه بصمت وهو حاس بارتباكها ..
قال وهي تجلس : بسمة ..
بسمة واسمها بصوته شي غريب : هلا ؟
محمد : بكون صريح معك.. وأبيك تكونين صريحة .. جيت اليوم عشان شي صار الصبح اليوم مع الوالد..
ناظرته والتوترر يزداد .. معقول يكون جا عشان هالموضوع؟!.. هذا اللي جابه؟!
محمد بجدية : أتوقع انك عارفه عن الموضوع !
بسمة دنقت : أي موضوع؟!
ما عجبه سؤالها وتهربها : إنتي عارفه ،
بسمة أنكرت : مو فاهمه وش تقصد..؟
محمد سكت لحظات لأن واضح من توترها إنها فاهمه : انتي فاهمه لا تخليني أكرر كلامي..
بسمة بغصصة مستقره بقلبها : موو.. فاهمه !
قرر يقولها بطريقة ثانية : اوكي انا اقولك..جيت لعندك عشان افهم شي عجزت القى له تفسير واضح يريّحني..
بسمة بتوتر : ايش؟
محمد بنبرة سااخرة من الفكرة كلها : سالفة أخوونك هذي !
رفعت راسها بسرعة ووجهها يتغير ويتقلّب.. لا..! ليش اول موضوع يفتحه معها يكون هالموضوع !.. ليش ينغصص عليها فرحتها !
ما كانت تتمنى تتكلم مع محمد بهالطريقة المباغتة .. هي صحيح حاولت تتواصل معه من قبل عشان تلغي أي شكوك بس ما لقت أي تجاوب وهالشي اللي بهذلها ولا خلاها ترتاح .. وصعب تتواجه هي وياه الحين وبأول لقاء بينهم.. ،
محمد وهو يناظر قدامه يتابع : والأغرب دخول أبوك بالسالفة رغم ان الفكرة كلها مضحكة وأبعد من إنها تكون حقيقة ...كيف هذي؟..ممكن ألقى تفسير للموضوع..
سكتت وهي تقبض على يديها بحضنها تحاول تتماسك ما تبي تهتز قدامه..
تابع محمد : ليش ألقى بنت عمي فجأة داخله بالموضوع... وش اللي صاير بسمة عشان ألقى نفسي داخل بمشكلة أنا ما أدري عنها !!!
بسمة بتماسك مزيّف : ما أدري..
محمد التفت عاقد حواجبه : ما تدرين ؟!.. أبي أعرف ليش ألقى نفسى خاين قدام ابوك ؟!
بسمة بدمووع تخترق صوتها : إنت اللي جبرتني أوصل الموضوع لأبوي... حاولت أتصل عليك كثير عشان تشرح لي وتطمني لكنك كنت مهمل وما ترد..
ضاقت عيونه وهو يشوفها على وشك الانهيار : بدون دموع وبكى !.. فهميني القصة ..ليش بنت عمي داخله بمشكلة معك يا بسمة؟؟
رفعت راسها وهي تلمح من نبرته إنه مهتم لبنت عمه هذي ..ما تحمملت : ما اقدر اقول لك ليش لأني ما اعرف... وحدة تقول عن نفسها خاينة وتتبلى عليك وش تبيني أقول عنها..؟!
عصّب من الكلام لدرجة اتسعت عيونه بدون ما يتحرك من مكانه..وما ارتفعت نبرته عن مستواها..بس زادت حدة : هالكلام خطير وما يطلع عبث يا مدام.. وأي عاقل وعنده مخ يدري ان فيه شي يخلي الواحد يقول عن نفسه كذا ..
صدّت بسمة عن عيونه ما تبي تتواصل بالنظرات لأنها بتفقد زمامها : ما عندي خبر محمد.. يعني انت جاي اليوم مو عشاني عشان موضوع تافه ..ليش تسوي كذا؟.. ليش وانت عارف إني انتظرت أكثر من شهر..!

غمض عيونه منزعج ..وفتحها يكمّل كلامه .. يوضّح سبب زيارته عشان ما تاخذها الآمال لبعيد : قلت لك من البداية سبب زيارتي.. مارح أتقدم معك خطوة وحدة قبل أفهم ليش لقيت نفسي بمشكلة وصورة مو حلوة قدام الوالد !
بسمة وهي تحاول ترتب الكلام بهدوء : انا ما عندي خبر..الرسالة ووصلتني كذا.. صدقني ما أقدر اقول شي ماعندي خبر عنه..
التفت عليها بهدوء..وبنظراته الثاقبة اللي تتحول لجليد لما يوصل لمرحلة الجدية البحتة واللي تعوّد يواجه بها اللي قدامه... توتّرت بسمة يوم طاحت عيونها على هالنظرة.. محمد يقدر يميّز الكذب في كثير من الأحيان وشغله علمه الكثير ..
قال بهدوء : وش المشكلة اللي بينك وبينها؟؟؟
التفتت عليه وهي متشبثه بهدوءها : من ناحيتي ما عندي مشكلة ..
شافها تراوغ ..أو..هذا اللي يحسه.. قام واقف قاطع زيارته : دام كذا.. مضطر أمشي.. لما تقررين تصارحين بأصل المشكلة كلميني ..لكن قبلها مارح أتقدم معك خطوة... الموقف اللي انحطيت فيه مع عمي مارح أعديه بسهولة...وياليت ..شكواك عني تقل عند الوالد.. لأني رجال يحكم نفسه ..لا تجبريني على شي ما أبي اسويه وما أعتقد إنه بيرضيك واحنا لسا في أول خطوة..
بسمة والعبرة تخنقها : محمد...
محمد بذات الصراحة : قلت لك من قبل..أنا انسان صريح .. وأحب الصراحة ..ان كان بتبدينها بكذب ومشاكل.. ماني من النوع اللي يصبر كثير عليها..
بسمة وقلبها ينعصصر : بس... والله... مو قصدي ..
محمد وهو يهمّ بالحركة وبذات النظرة الثاقبة : مابي امشي ورا احساسي وأظلمك... لكن..بقولك كلمة .. اهلي من صغيرهم لكبيرهم .. من أبعدهم لأقربهم..خط أحمر بالنسبة لي.. اذا تأكدت إنك مضايقه أحد من أهلي ..أو لك يد باللي صاير.. مارح يرضيك تصرفي ..
نزلت دموعها ..هو ما حدد مين يقصد من أهله ..بس واضح ..بنت عمه من أهله ..
وقالت بغبنة وخفوت : قلت لك أنا بريئة .. أنا حتى متضايقه من اللي صاير تحسبني مبسوطة..
محمد بضغط أخير : مارح تتكلمين؟
بسمة باصرار عالانكار : ماعندي كلام أقوله ..
محمد رفع حاجب وسفع شماغه ناوي يطلع : أجل أنا أستأذن..
وتحرك من المجلس وهي واقفه تناظره بصدمة ..معقول؟؟؟ .. ما كملت زيارته عشر دقايق يتركها بهالسرعة... غرقت عيونها غصب عنها وهي حاسه بالاهااانة..من كلامه وتعامله الجاف.... غطت وجهها وبكت..
لييييش كذا..ليييييييش...
سحر الله يااااااااااااااااااااااااخذك...

::



موسكو ..

كانت سحر جالسه بغرفتها منبطحة على السرير تقلّب بمجلة بفتور..لما دخلت عليها صوفيا بابتسامة : سحر...لقد وصل والدك !
سحر رفعت راسها بسرعة : حقاً.. ظننته سيصل بعد ساعة ..
صوفيا : لقد وصل للتو...وسأل عنك...يريدك بسرعة..
قفزت من السرير وهي تلبس الشبشب الصوفي الملون : اااه سأذهب أسرع من الصاروخ..
صوفيا همست وهي تمر من الباب : لا يبدو على خير ما يرام...
رفعت سحر عيونها بنتباه : لماذا؟...أهو متعب؟؟
صوفيا هزت كتوفها : لا أعلم...شعرت أنه منزعج .. لا أدري..

كمّلت سحر طريقها لتحت وهي قلقانه من كلام صوفيا ..يمكن يكون تعبان أو عمها فيه شي ..ذكرت الله تهدي هواجيسها ، ودخلت الصالة وهي تبتسم..كان جالس على الصوفا قبال المدفئة وسترة البدلة جنبه.. وتوّه ينزل جواله عقب مكالمــة : أهلااا.. نورت حبيبي الحمدلله عالسلامة..
نزلت عليه حبت راسه وخده .. وجلست جنبه وهو يناظرها بهدوء : شخباارك؟.. (ضحكت) .. ليش الحلو زعلان ومعبس؟؟؟
أبو خالد بهدوء : شلونك هاليومين؟؟
سحر تنهدت : الحمدلله..فقدتك بس مدامك رجعت.. يهون كل شي..
أبو خالد : وش سويتي ؟؟
سحر : مو شي مهم .. (باهتمام) .. مين كنت تكلم ؟
ابو خالد باقتضاب : وليــد ..
سحر : شفيك وجهك مو عاجبني؟!

أبو خالد ناظرها بنظرة حازمة : واضح علي يا سحر؟
سحر باستغراب : ايه...فيك شي؟..وش صاير ..عمي شخباره؟
ابو خالد : عمك بخير ويسلّم عليك.. المشكلة فيك إنتي يا سحر..

تغيّر وجهها للحظة ..وسألت بقلق : أنا ؟؟
أبوها بدون مقدمات : تدرين انا وين كنت اليوم الصبح ؟؟
سحر خافت من هالنبرة ما تدري ليش .. وأبوها تابع بهدوء بس عيونه تلمع بدايات غضب ما خمد من الصبح : كنت عند أبو راهي... نسيب محمد ولد عمك !
سحر بتوتر من ذكر محمد .. بتساؤل : طيب؟
أبوها بزيادة في حدة الموقف : وتدرين وش قال عنك هالرجال اليوم يا عاقلة ؟
هوى قلبها ما تعرف ليش.. "عاقلة".. أبوها ما يقول لها هالكلمة إلا نادراً وما يقولها إلا اذا سوّت شي متهور ومجنون وغبي بنظره !! بس.....
سحر بخوف : بابا ...
أبوها صدمها : وش بينك وبين زوجة محمد يا سحر ؟؟؟..وش اللي قاعده تسوينه؟؟...تبين تهدمين بيت ولد عمك اللي توه يبنيه !!؟؟
تغير وجهها كلياً من الكلام...وبدت تستوعب الموقف ..يتكلم عن محمد...وزوجته !!
بس مع كذا ما قدرت ترتب أفكارها : ل..لحظة!!
أبوها : وين تبين توصلين ؟؟؟ تكلمي علميني وش اللي بينك وبين زوجة محمد؟

ضاقت أنفاسها ..وتوترت أعصابها بعنف .. ولقت نفسها تقول بجرأة : أنا ما خربت بيت محمد..واللي بيني وبين زوجته هي اللي بدت فيه !
عصب عليها أكثر وهي خاااافت : كل الكلام والبلاوي اللي طلعت منك وتقولين ما خربت بيتـه...
سحر بتطنيش : أي كلام ؟؟
أبو خالد : المصيبة انك ما تبليتي على نفسك ..إنتي تبليتي على محمد.. وأنا ماني بقادر استوعب ان ذا يطلع منك !!
انفجرت غضب يوم بدت تستوعب ان بسمة بدت تلعبها بطريقة ثانية..، وبتهووور باعتها : وش قالت ذيك المريضة لأبوها.... وبعدين ان شاء الله يخرب بيتها ويطيح فوق راسها كأنه يهمني الموضوع يعني !
زاااد غضب ابوها ..توقعها بترضخ وتقرّ بالغلط وما جا في باله واحد بالمية إنها تتمرد بموقفها أكثر..وهالشي أغضبه زود لأنه يلزق التهمة فيها أكثر وأكثر..... صرخ بغضب : سحححححححححر !
طلعت الدموع بعيونها لا ارادياً .. وبتمرّد يزداد ما ينقص : ان شاااااء الله ينهدم البيت عليها.. راحت تشكي لأبوها وهــو قالك.. مارح أبرر شي من أفعالي معها لأنها تستاهل وقليلة عليها..وعقبال ما يسحب عليها اللي إنت فرحان فيـه..!!! (تقصد محمد)
ما توقع هالكلام منها.. التمرد والوقاحة ... وبغضب يزداد مسكها من زندها وعيونه تشتعل : اذا مااااا تهمك سمعتك أبوك تهمــه !!...طول مشواري لهنا وانا احاول ألقى سبب يخليك تسوين هالسواة اللي بتضرك وتضر سمعتك قدام الناس... مــا لقيت...وان كان السبب هو محمد ولد عمك...لازم تفهمين إن محمد صارت له حياة وتحكمين عقلك..وتبعدين عن المشاكل..
فاااضت دموعها عند ذكر محمد لأن الواضح إن ابوها استوعب سبب المشكلة... استنتج إن محمد يعني لـ سحر شي !... مع إنها سوت هالشي عشانها هي ... وهنا ما تحملت صررخت بعنفوان وعزة وكرهها لبسمة يتجدد : ماااارح أبعد عن المشاكل.. انا مو جبانة وحلفت لأربيها بنفسي الحيوانة.. ودامها صارت تلعب عالمكشوف خلها تلعب مو هامني ان شاء الله الناس كلها تدري !!!
صرخ بغضب مقابل وهو مو فاهم وضعها هذا : ولا كلمــة !!... توقعتك بتعتذرين وتعترفين بالغلط بس شكلك فرحانة على سواتك ومو حاسه بحجم البلوى اللي حطيتي نفسك فيها...
سحر وصدرها يطلع وينزل ودموعها بخدها رغم الغضب اللي فاض فيها : تظن انها بتدوسني يوم قالت لأبوها وتقلب الطاولة ضدي... مو بهالبساطة .. ما بسمح لها.. مارح أخليها تتهنى الكلبـــة ولسا اللي شافته قليل والله أعلمها قدرها والبيت اللي تبنيه أنا اللي بهده فوق راسها بيديني..
هزّها من يدها بقووة عشان تستوعب على نفسها : بس باااااااااس ولا كلمة... مو واعية على غلطك عادي تطلعين قدام الناس بصورة الخاينة اللي تبيع كرامتها وتعلنه قدام الناس !!
سحر بانتفاضة غضب من قوة الكلمة : انا ما بعت كرامتي !! ما بعتهااااااا... واللي سويته هو عشان ادافع عن كرامتي قدام زبــالة ماعرفوا أهلها يربونها ..
ابو خالد هزّها بقوة أكبر لعلّ عقلها يرجع مكانه وهي غمضت عيونها ضاغطة على أسنانها..مارح ترضخ ولا تضعف : زبالة مو زبالة ... هي صارت زوجة محمد .. بلاك انتي انهبلتي وش صاير لك وين عقلك !!!! ..ان كان عندك مشاكل معها خليها على جنب ..

قاطعهم طرق عالباب. ودخول تركي اللي كان يسمع الصراخ من برا .. وقف وهو عاقد حواجبه بجدية بااالغة يتابع الموقف ..جا عشان أبو خالد اتصل عليه قبل دقايق... بس المنظر اللي قدامه عنيف..أبو خالد ماسك بنته بكل غضب مسيطر عالجو...وسحر مستسلمه لقبضة أبوها ولكن وجهها ينضح غضب ودمووع وقهر..
رمت سحر نظرة على تركي اللي التقت عيونه بعيونها ، نظرة متألمة مليانه قهر شدّت انتباهه وقلبـه..ورجعت لأبوها تتابع مو مهتمه لوقوفه لأنها تدري إنه عارف ومو شي يتخبى عليه ..بانفجار : عقلي براسي والمفروض تدافع عني قدام اللي ماعرف يربيها !! ، والمشاكل هي اللي تدورها وانا بعطيها اللي تبيه..
أبو خالد نسى وقفة وليد بسبب كلامها اللي يثير العصب بعنف : دااافعت عنك يا عاقلة بس رقمك بجوالها وحكيك اللي يشيّب الراس ماله اللي يغطيه.. اتركي المشاكل يا سحر وابعدي عن البنت لمصلحتك..
صرخت وهي تسحب يدها بغبنة وقهر يكتويها..وتركي يتابع بحــدّة الموقف المتأزم : مارح أبعد لأني سويت اللي سويته دفاعاً عن نفسي..مارح أخليها والله لأقلب حياتها الحيوانة.. ما قدرت علـيّ لحالها راحت ترسل لي أبوها..وإنت فوقهم !
فتح أبوها عيونه منصدم بعنف وغضب ، سحر فاقده لنفسها ومو ناويه تقصر الشر... لأول مرة بحياته يشوفها بهالوضع المتمرد المنفجر.. وهالشي عطاه تصور خاطيء إنها تتصرف كذا لأنها متعلقه في محمد لحد غير مقبول..وللدرجة اللي ممكن تسوي فيها أي شي يضرها بدون اهتمام للعواقب.. صورة ما أدركها إلا اليوم !!
أما تركي فكان مصدوم بالوضع المتأزم والحامي... حالة سحر العنيفة واللي يقرأها على وشك الانهيار كانت شاده اهتمامه الكامل... للحين ما استوعب الصورة كاملة ..ولا سبب اللي صاير !

أبو خالد بلهجة شديدة ما خفت : لا بالله مو انتي بنتي اللي اعرفها... من متى انتي تحبين المشاكل.. من متى؟؟..
سحر وصوتها يرتعش بقسوة من الشحن المتزااايد : ما سألته عن سوايا بنته قبل تجي تسألني ؟؟!!..
أبوها بعصبية : مهما كان اللي سوته ومهما كانت المشاكل بينك وبينها .. سواتك ما يسويها واحد عااااقل !!
صرخت بدمووووع من الضغط وأبوها قدامها يلومها مو راضي يفهمها : خلاص انا مو عاقلة ..أنا مجنوونة ..ولا ندمت على اللي سويته أبد وفي راسي أجننها زود ومحد بيمنعني !!!
ابوها بعصبية : سحررر !!!!! ... ولد عمك له حياته يا سحر مو زين تخربينها عليه..
شهقت بقسوة من قهر اكتواها بسبب موقف ابوها اللي وجعها وربط الموضوع بمحمد : ما تهمني حياته كم مرة أقولك..انا سويت كذا أدافع عن نفسسسي !!..وان شاء الله تخترب حياته بحريقة هو وياها ...
والتفتت تركض وهي تشهق بصياح مؤلم .. أبو خالد بغضب : لحظة تعاااالي ما خلصت كلامي !!
ما ردّت ومرّت جنب تركي اللي كان يتابع كل شي بصمت.. ناداها بقلق بدون شعور وهي تتجاوزه : سحر..لحظة !
التفتت على تركي وهي تصيح : خلللني في حااااالي ما ابي اشوفك ولا أسمعك حتى إنت !!!!
وركضت فوق وهي منهارة ألم من كل شي... ما تحرك تركي لثواني ووضعها ألجمه بالصمت.... التفت ..ودخل على أبو خالد اللي انهدّ جالس ومسك راسه بضياع وصدمة ..مو مصدق حال بنته وين وصل !! .. وكأنه لقى أجوبة لحالها الغريب اللي كان محيّره أول قدومهم هنا .. معقول ؟!... الوضع مرتبط بـ ولد أخوه...محمد؟!!!... يكون...يعني لها ؟!!!

تركي بهدوء : عمي ؟
ابو خالد وهو مغطي وجهه بكفوفه ..سكت..
تركي جلس عاقد حواجبه ..اللي فهمه من سماعه للصراخ من برا..وكلامها عقب ما دخل..ان المشكلة مرتبطة بخطيبة محمد...ومحمد ..!
قال يشجعه عالكلام : وش صاير عمي؟
أبو خالد رفع راسه بوجوم وضيق : سمعت كلامنا؟؟
تركي هز راسه ايجاب رغم إنه ما فهم كل شي بس بهالحركة يشجعه يتكلم وانه مافي فايدة يخبي عليه..لأنه سمع محور المشكلة..!
تنهّد أبـو خالد وهو يدنّق : خل هالموضوع بيننا يا وليد.. عسى ابو راهي ينساه مع الوقت..وما يكبر الموضوع..
قال تركي بروية : ارفق عليها يا عمي... أكيد انت فاهم الموضوع غلط..

ناظره من على جنب : الموضوع مافيه أفهم غلط...
تركي بتشجيع : طيب قولي وش الموضوع..
أبو خالد تنهد : ودي أقولك وما أقولك يا وليد...
ابتسم وربت على كتفه : أفا عليك...سبق وقلت لك بنتك غالية وغلاها من غلاك... واللي يضرها يضرني.. تكلم يمكن أقدر أساعدك..
رفع ابو خالد راسه... وتجاوُب وليد معه رسّخ الفكرة في باله أكثر..وشجعته يقول اللي في خاطره ..وأصلاً كان محتاج يتكلم مع أحد ومحد حوله إلا هو ...ومارح يلقى أحسن من وليد اللي صاير له ابن ثاني أثبتته تصرفاته ..
تركي باهتمام : تكلم يا عمي ؟

::

دخلت سحر وضربت الباب بأقصى قوة وهي تنزف قهههر من داخل... فهمت وش يقصد أبوها ..فهمته ما يحتاج يكرره ..أنا أطلع بمنظر الخاينة اللي باعت كرامتها قدام الناس ؟ .. كيف تتجرأ تدخل ابوي بالموضوع...كيف تتجرأ تلعب عالحبلين كذا !!
تذكرت رسالتها الأولى اللي أرسلتها لـ بسمة...هي اللي فجرت فيها غيضها وكتبت فيها كلام ما ترددت فيه ولا ثانية..
صارت هي الغلطانة ألحين...تحملت فعايلها كثير وهي ساكتة ويوم جت تبي تاخذ حقها ..صارت الغلطااانة !!!
جلست عالأرض وهي تقاااتل ايقاف دموعها..مارح تبكي عشانها...والله مارح تبكي عشانها... تخسي مارح تذرف دمعة وحدة !!
مسحت وجهها بخشونه وهي تروح بسرعة للحمام ..غسلت بموية بااااردة عشان تجبر عيونها توقف ذرف..!
وطلعت وهي تدوس على احساس القهر ... ما توقعت تواجه ابوها كذا...أو يتكلم معها كذا.. بدون زيادة تفكير راحت ودسّت عمرها بوسط البطانية وقلبها يوجعهاا... أكيد بكرة بتصحى وكل هالمشاعر المُرة مختفية...بكرة بتمحيها أكيد..وبتكمل حياتها طبيعي .. وكرامتها مارح تتنازل عنها ،،!


تحت...بالصالة..عقب ما حكى أبو خالد عن المشكلة بشكل عام بدون الدخول بالتفصيل.. وتركي ما كان يحتاج التفاصيل لأنه تقريبا فهم الموضوع لأنه شارك سحر الجريمة من طرفها ههههه .. كل اللي قاله ..ان سحر على مشكلة مع زوجة محمد والمشكلة وصلت لأبو راهي..ومايبي سحر تتمادى لأنها وصلت لسمعتها دام الموضوع فيه محمد كـ طرف ثالث..!
التزموا الصمت دقايق ..أبو خالد شارد بأفكار..وتركي مريّح ظهره على مسند الصوفا يتأمل بيده ..بدون أسئلة زايدة..
وفجأة .. قال ابو خالد بوضوح جاااد : وليد بسألك سؤال ؟!
تركي رفع راسه بتحفّـز : خير عمي ؟
أبو خالد بدون مقدمات : وش نظرتك عن بنتي ؟
رفع حواجبه لغرابة السؤال ..وما رد لثواني....رفع ابو خالد عيونه والتقت بعيون تركي : جاوبني ؟.. تشوف فيها شي ؟!
ابتسم تركي وهو يحك خده بحركة عفوية من هالأسئلة المباغتة الغير متوقعة.. معقول جاد يوم يسأله عن رايه فيها !
لا يكون.................. !
ابتسم... وألغى الفكرة قبل اكتمالها..
ابو خالد : صارحني .. لاقي فيها شي مو معجبك؟
اضطر يجاوب : سؤالك محرج !
أبو خالد : اترك الحرج على جنب اتكلم معك جاد ألحين...تشوف فيها شي ما يرضيك..؟
جاوب بهدوء : بنتك تربيتك ومالي عليها كلام..
أبو خالد بجدية : متأكد من رايك هذا ؟
تركي ابتسم : متأكد ..
أبو خالد فجّرها بوجهه : دام كذا ... تراني خطبتها لك.. ولا تقول لا !

جمد لثانية عقب ما نطقها... ثم فزّ واقف مثل المقروص من هالكلمة وعيونه تصطدم بأبو خالد بشرار.. مو مستوعب إنه قالها.. وبهمس فحيح : .....خطبتها؟؟
مفاجئة ثقيييلة حيل ولثواني ما اعتبرها غير مزحـة.. معقول هالشايب يسلّمه بنته كذا ؟!.. مجنون ..يبي يكتب نهايته فيها بهالسرعة !! ..شلون فكر؟؟...
أبو خالد يوم لاحظ جموده : اجلس لا تنصدم كذا...
تركي ناظره بجمود ولثواني ما قدر يتجاوز ردة هالفعل... أفكاره تتضارب بمخه مو مستوعب الفكرة اللي طلعت من فمه هو بالذات !
أبو خالد كرر بأمرْ : اجلس يا وليد ..
جلس تركي بهدوء .. وابو خالد سكت يعطيه الفرصة يستوعب...
أبو خالد : مابيك تخاف من الفكرة !... محتاج أسوي مثل هالخطوة حاليا وثقتي فيك إنت أكثر من أي شخص ثاني !
تركي بتركيز عفوي : ليش تخطبها لي؟
أبو خالد ابتسم وبصدق : لأنك أولاً رجال فيك المميزات اللي ما ألقاها إلا بالقلة النادرة... فيك يا وليد اللي ما لقيته بأي أحد غير محمد ولد أخوي.. ويا سعد عينه اللي بيزوجك بنته..
ابتسم بسخرية مو مقتنع : عمي تحكي جاد؟؟
ابو خالد : أيه جاد..
رفع حاجب وناظره متجاوز هالمديح : قولي يا عمي ليش اتخذت هالقرار.. اللي صار اليوم له علاقة...صحيح ؟؟
ابتسم ابو خالد لا شعوريا : وتقول ليش اخترتك.. هذاك فهمت من غير لا أحكي...وشلون أفرط فيك وانا عمك !
تركي : تدري إني ما أقدر أرد لك طلب...بس متأكد من هالخطوة؟!
تنهّد أبو خالد وقرر يفهمه أكثر..صعب يخفي عليه دامه بيطلبه هالمعروف : وليد .. يحق لك تستغرب ويمكن تشوف طلبي صعب بس لازم أسوي شي يحفظ ماء وجهي ووجه بنتي قدام الناس.. شي أنفي فيه سواياها ..
سكت تركي وهو يستمع .. وأردف ابو خالد بنظرة جانبية متألمة : خايف عليها من حكي الناس يا وليد.. وحكي الناس ما يرحم والاشاعات انت تعرف انها تنتشر مثل النار بالهشيم... واللي صار صعب يظل ساكن وما ينحكى فيه ! وبنت أبو راهي دامها طرف بالمشكلة ماهي ضمان يحفظ سمعة بنتي لأن الواضح ان بينهم مشاكل..
سكت تركي وللحق كلام ابو خالد فيه راي منطقي.. بس جد الفكرة كلها.. مجنوووووونة !!
والأجن..وشلون بتتقبل سحر هالفكرة !!
تركي بترقب : وبنتك يا عمي؟؟
أبو خالد باستياء وغضبه يرجع له : أعرف مصلحتها وين... خلنا نتتم خطوبة عالأقل... شي يحفظ ماء الوجه... مارح أطلب منك أكثر من كذا..ومارح أضغط عليك ..

سكت من الفكرة ...خطوبة للناس مو له ولا لها ... اوكي مارح يقول لا..!.. مافيه شي يمنعه يرفض دامه عارف وين يبي يوصل ،
التفت أبو خالد : مابي اضغط عليك يا ولدي...اذا ما تبي قولي ..
تركي ابتسم بعذوبة : أفا عليك..حطني على يمناك..اللي يضرك يضرني أنا تحت أمرك ورهن اشارتك..
ابتسم أبو خالد وهو يميل ناحيته ويشد على كتفه : تسلم يد ربتك يا ولدي... ما أبي اخوفك بس تراها خطوبة..
ضحك تركي : ههههههههههههههه ..عارف وزين انك ما صدمتني بطاري الزواج مرة وحدة لأني مو مستعد..
ابتسم أبو خالد : الزواج ؟ههههه... خلنا على خطوبة ألحين ... ان صلح الحال معك ومع سحر ..الحمدلله ..وان ما صلح..لك انك ترفضها.. وكان تبي الصراحة بهالحال اللي هي فيه مارح أتطمن عليها إلا ان كانت معك...أبيها تلهى عن هالمواضيع اللي ما تجيب غير المشاكل ..



يُتبـــع ..


أمنياتي يروق لكم مع هالصباح ..
وكالعادة انتظر حضوركم بشغف ..

عنوون




زهرة الاشواق 18-11-12 07:43 PM

رد: لاتبكي ، للكاتبة : عيون القمر ..
 
و الله بااارت روععععععه من إنتاجك يا حلوه ههههه
و بعدين العلاقة بين محمد و بسمة مررره متوترة أصلا أنا ما طيقها :o9Y04826: و تستاهل الي بصير معاها مو هي الي اعلنت الحرب على سحر؟؟؟ و الله مانك قليلة يا سحر رديتي الصاع صاعين ههههههههههههه:55:
و الحق معاك يا حبيبتي و ترا محمد دافع علييييييييك قدام هذيك المفعوووصة؛ ههههههههه كانت ودهاا لو تقتلكم انتي و محمد بهذيك اللحظة ككككككككككككككككككككك:peace: الله يستر بس الي كان مو متوقع الحوار الي دار بين ابو خالد و بنتو و الصاااااااااادم قرار ابو خالد الي يجمع بين وليد او تركي و سحر و الله لحظ معك يا وليد ==> بجد قرار مفاجئ بغير اتجاه الرواية كلها و يا ترى وليد بكمل انتقامه؟؟؟؟؟؟؟؟ و كيف بتكون ردة فعل سحر و محمد و خاصة بندووووره؟الله يستر==>بس ترا نبغى نهايه مررره حلوة
و نشوف مجهود مشييييعل الي ماراح عل فاضي و كيف قدرت تأثر عاى الدكتور خويلد من لا مبالي و مطفش لين أصبح مره زعلان و مره غضباااااااااااااااان منها
و هذا دليل على تأثيرها و الظاهر انو رااااااااااح يحبهااا بجنون بس المصيبة فالدكتور جماااااااااااااال هههههههههههههههههههههههه :lPk05240: ممكن كمان هو يحبها بنشوف
و الحين شدون و عمير ==> علاقة روععه يا بختك يا شدون ههههههه والله كل ما صعبت الامور ازداد حبكم بس هالملعون راهي :71_asmilies-com: و شلون يسوي الي سواه قليل الحيا بس الظاهر انو عمر بياخذ حقو منو بالطريقة الصح لأنو ما تربى هالواطي
و نروح للقرابة بين اروى و وليد والله صدفه حلوه بس مو لصالحك يا وليد
و الشبه بين بندوره و المرحوم اخوها لرهف ==> يمكن تصير قصة حب
عالعموم مشكووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووره يا الحلوه و بليييييييييييييييييييييييييييز سرعي بتنزيل البارت احنا مرررررررررة متشوقيييييييييين
بس ترا بدنا نهاية سعيدة بترضي كل الأطراف حتى بسمة الحماااااااره ههههههههه بس الا راهي قليل الذوق بس الله يعينك الروايه كلها مشاكل مشربكككة مدي كيف بتحليهاااااااااا ههههههههه
في امان الله يا فنانة:welcomepirate2:

امل وليد 19-11-12 01:55 PM

رد: لاتبكي ، للكاتبة : عيون القمر ..
 
هههههههه
طاح
وجههي
^^
يبالغي قوقل
ممشكورة

♫ معزوفة حنين ♫ 25-11-12 10:00 PM

رد: لاتبكي ، للكاتبة : عيون القمر ..
 
رد الكاتبة امس ..


اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عيـــــون القمر (المشاركة 6606520)

,

هلا حبيبات عنوون..
تسلم لي هالأرواح الجميلة والتفاعل الأحلى... بوسة على راس كل وحدة تبردون الخاطر ^^ ***52***
كثير قالوا البارت الجاي حماااس وأكشن وأنا ما أبي أخيب ظنكم ^^ .. احاول حالياً يكون طويل وزحمة والله يقدرني لأنه صدق يوجع الراس :smilies_020::00009:***25***..
بالنسبة لموعده الأكيد رح يكون الاثنين ان شاء الله وهو المضمون بالنسبة لي..
وعقبها رح يكون البارت كل ثلاثاء كـ موعد ثابت ، بس رح أحاول زي الفترة اللي راحت أنزل كمية مقبولة كل 5-6 أيام.. وفي حال ما قدرت الثلاثاء موعدنا ..

ألقاكم بإذن الباري.. ^^




زهرة الاشواق 27-11-12 04:23 PM

رد: لاتبكي ، للكاتبة : عيون القمر ..
 
لك ياااااااااا قمره وينو الفصل؟؟؟؟؟؟؟ و الله طفشتتييييييييييييتا>>>>فيس عامل حالو زعلان

♫ معزوفة حنين ♫ 27-11-12 05:14 PM

رد: لاتبكي ، للكاتبة : عيون القمر ..
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهرة الاشواق (المشاركة 3222560)
لك ياااااااااا قمره وينو الفصل؟؟؟؟؟؟؟ و الله طفشتتييييييييييييتا>>>>فيس عامل حالو زعلان


تؤبشششيني
كل شي ولا تزعلي علينا هههههههههههه

سوري بس كان عندي اختبار صعب
مادخلت نت من امس العصر :(

توني جيت بشيييك عالبارت وانزله لكم ان شاء الله

♫ معزوفة حنين ♫ 27-11-12 06:39 PM

رد: لاتبكي ، للكاتبة : عيون القمر ..
 
الجــــزء 47 ..
---------------


بعد نـص ساعة من النقاش اللي صار بين أبو خالد وتركي..دخلت عليهم صوفيا تقولهم ان العشاء جاهز ..
جلسوا على طاولة الأكل وعيون تركي كانت تروح عفوياً لمدخل الصالة يتحرّى ظهورها .. لكنها ما جت تشاركهم العشاء.. لسبب غير معروف كان يبي يشوفها عقب وضعها الباكي اللي شافها فيه قبل ساعة وحالها اللي اعتفس !
سأل بهدوء : عمي؟..الآنسة مارح تتعشى؟
أبو خالد بنبرة واجمة : خلها تفكر باللي سوته.. يمكن تستوعب غلطها..
تركي : أقول للشقرا تناديها ؟
أبو خالد : خلها يا وليد.. خلها تدري إني زعلان عليها.. ماهي بميتة لو ما تعشت..
تركي سكت وهو يناظر بأبو خالد ياكل بصمت...واضح ضيقه من بنته واضح إنه مزاجه انعفس من السالفة كلها... أجل لو يدري ان وليد هو أساس كل الموضوع والمشكلة.. هو اللي غيّر بنته كذا..وش بيسوي ؟!
أبو خالد بانتباه : وراك ساكت وما تاكل؟!
تركي تنحنح بابتسامة : سلامتك...بس متضايق من هالوضع..
أبو خالد : أي وضع؟
تركي : الآنسة أنا أشوف لازم تشوفها..
أبو خالد بحواجب معقودة : بنتي وأعرفها .. وكلام الليلة مارح أتكلم قلت لك خلها تدري إني زعلان عليها وسواتها مو بسيطة أبد..
سكت تركي يوم تأكد إن أبو خالد فعلاً زعلان وزعلته كبيرة والغضب للحين بعيونه.. وشلون والموضوع يمسّ سمعة بنته ،!!
دخلت صوفيا عليهم اللي ما كانت تدري عن وجود مشكلة صايرة وراحت تنادي سحر من نفسها : سيدي!
أبو خالد وتركي التفتوا لها ..
صوفيا : الآنسة لن تأكل معكم لقد ذهبت لمناداتها ويبدو أنها نامت ..لا تبدو على خير ما يرام..
انتبه تركي من كلمتها الأخيرة ... طبيعي وش كان يتوقع حالها عقب ما قلبت البنت اللي مسميتها الطاولة عليها ..!!
أبو خالد بحواجب معقودة : لا بأس..دعيها ..
راحت صوفيا ..ورجع تركي يكمّل عشاه بهدوء... وعلى غير العادة كان أبو خالد أغلب الوقت ساكت ما فتح نقاش جانبي مثل عادة جلساته مع وليد اللي يملاها سوالف جد وضحك متنوع... كان يفكر بوضع بنته الحالي ..الأسباب اللي خلتها تسوي اللي سوته... مجرد ارتباط الأسباب بـ محمد صدمــه !.. ألحين بس لقى سبب واضح لحالة سحر المتأزمة قبل وبعد حضورهم لهنا.. ورفض سحر إنه تصرّح أو تتكلم باللي مأزّمها ..! ألحين وضحت له الصورة... فهــم إن محمد يعني لها ،.. وش هالمصيبة !؟
تنهّد بسكوت اللي خلّا تركي يرفع عيونه له باستغراب ... كان شارد بالوضع وتركي استوعب اللي يفكر فيه المشكلة للحين مسيطره على افكاره...
تدخّل بصوت مريح : هدّ بالك.. المشكلة بتنحلّ وأنا اللي بحلّها ..
رفع أبو خالد عيونه بانتباه ...ولقى نظرة ثقة غريبة بعيون تركي..
تركي كرر بعيون تلمع : لا تشغل بالك.. تبي هالمشكلة تنتهي خلّ الموضوع علي..
ابتسم أبو خالد بتعب : يا خوفي تتعب من طلبي.. طلبي كبير وانا عمك..
تركي بابتسامة : قلت لك...حلّها علي .. والآنسة عرفتها طول الفترة اللي راحت هادية ومسالمة مستحيل تكون راعية مشاكل أكيد فيه شي صاير... وسمعتها من سمعتي اذا الحل بيدي مارح أتردد أسويه لعيونك..
أبو خالد تنهّد من هالكلام الحلووو اللي يبرد الخاطر : توكّل على الله أجل..

بعد ما خلصوا العشــاء استأذن تركي من أبو خالد وطلع لكوخه وكل فكره عند سحر اللي خبّصت الدنيا كلها !!.. وتطوّر الموضوع ووصلت للرؤوس الكبيرة !!
ابتسم وهو يخلع جكيته الأسود ويرميه على الصوفا .. منتي سهلة يا سحر شوفي وش سويتي قلبتي الدنيا فوق تحت !
جلس وهو يفرك شعره وأفكاره تروح للقرار اللي قرره ابو خالد ... خطبة سحر !... جمد عندها لثواني وهو يستشعر الفكرة والاشياء اللي بتجرّها وراها.... ايه مارح تمر مرور الكرام....بتجرّ وراها الكثير لو تمّت وهو عارف هالشي ودامه وافق عليه لازم يكون مستعد له...!... بس للحين...يحاول يتخيّل ردة فعلها ..
على طاري ردة فعلها مسك الجوال وصورتها الأخيرة ما فارقت ذهنه... ريّح ظهره للخلف وهو يضغط على رقمها وحواجبه معقووودة .. رمى راسه للخلف وهو يحط الجوال على اذنه ينتظر وصول صوتها...


بـ غرفة سحر...
ضامه اللحاف لرقبتها ومغمضه تحاول تنااام من ساعتين .. جتها صوفيا تناديها للعشاء وما ردت تظاهرت بالنوم وهي كارهه نفسها وكل شي بهالوقت... قطع عليها سكونها رنين جوالها عالكمدينا ..فتحت عيونها المحمررة بتعب وهي متوقّعه المتصل !.... وليد !
أكيد رح يسأل دامه شهد عالموقف بعيونه..
رغم إنها محتاجه تكلمه وتقول له .. هو الوحيد اللي فاهم الطبخه كلها ومافيه أحسن منه عشان تتكلم معه بس مع كذا ما فيها تتكلم أكثر بالموضوع... أكيد أبوها قاله..أكيد عرف وعشان كذا يحاول يتصل !
وش بيقولها؟؟.. بيسخر منها؟...يستهزأ فيها عشانها انهارت قدام أبوها وما واجهت المشكلة بصلابة..
رفعت جسمها بصعوبة وهي تمسك الجوال...وفعلا مثل ما توقعت كان وليد اللي يتصل ..
بلعت ريقها مافيها تتجادل وياه ألحين... مافيها عصب واحد بيتحمله .. أعصابها تعبانة بما فيه الكفاية ..
قطعت الاتصال متعمدة عشان يفهم إنها مو مستعدة تتكلم معه.... لكن الاتصال رجع يتكرر وبقهر ودموعها تسبح قطعت الاتصال مرة ثانية ومن أول رنة وهي عاضه على شفتها السفلية ...
كأنه فهم حركتــها .. أرسل لها رسالة بغضون ثواني...

( متوقع حالك ألحين... بلاش بكى...تعالي برا ابي أتكلم معك )

ما ردّت عليه رمت الجوال عالكمدينا وهي تنسدح بتعب.. جد مافيها عصب نقاش وجدال.. بكرة الصباح أكيد بتكون أقوى وبتقدر تواجه أبوها.. أما وليد ماهي ناقصه زيادة حمل فوق كتوفها..
مرت دقيقتين.. ووصلتها رسالة ثانية عرفت إنها منه لأنها ما ردت عليه... فتحتها وهي راقده ..

( عارف إنك تبين تتكلمين معي.. أعطيك الضوء الأخضر تعالي يا آنسة وبنلقى حل )

عورها قلبها من عرضه وبكت تحت اللحاف بقهر.. بكت بوجع من الموقف المهين اللي انحطت فيه ...البلاء انه عارف...وليد عارف وش بقلبها ...إيه تبي تتكلم معــه ..تبي تتكلم مع أي أحد عن هالوضع اللي وصلت له... بنظر أبوها هي بدون كرامة وسمعتها عند الناس نزلت للحضيض !!

قررت ترد عليه تعاااكس رغبتها الملحّة بالكلام معه..
( ما أبي أتكلم معك )

جاها الرد ..
( يعني مستعدة تتحملين الضربة لحالك ؟ )

سؤاله وجعها زوود وكأنه اختاره بـ عناية...سؤاله يدل على ادراكه لكل شي وإنها بحالة ضعف.... وبكبرياااااء أرسلت ..
( ايييه ما أحتاجك )

وعقبها قفلت الجوال كله ما تبي تستقبل منه شي... ودفنت وجهها بالوسادة تقنع نفسها إنها قادره تتجاوز هالضربة لحالها.. تبي تتجاوزه لحالها !!.. هي أقوى من قبل وما عادت تحتاج وليد...مو هي قررت تستغني عنه !...قالت له إنها تجاوزت الأزمة وما عادت بحاجة لدروسه ووقفته ..تبي تنتهي بس شكل النهاية تحوّلت لبداية من جديد واللي صار اليوم قاصم للظهر... دخول أبوها بالصورة وبهالشكل الصادم !!!


عند تركي... قرأ رسالتها الأخيرة وعيونه تضيق بحدة...
( ايييه ما أحتاجك )

ما تحتاجيني؟!... يدري إنها تكذب... يدري إنها تكابر ، نظرة الألم اللي أرسلتها مثل السهم لعيونه أول ما دخل وهي بقبضة أبوها..كشف احتياجهـا له..
هي تحتــاجه حتى لو أنكرت يدري بهالشي ويحسّه..!
حاول يتصل عليها هالمرة ولقى جوالها مقفل.. عرف انها تكاابر وبقوة!!..حط الجوال على فخذه وعيونه تركّز بالفراغ... ما يدري على أي حال بتصير لو عرفت بقرار أبوها... وهو !... شعوره الحالي بكل بساطة متناقض.. مو عارف يفسره ... كاااااره حالتها ذي وهالشعور متفاقم بشكل غريب..لأول مرة استيائه يوصل لهالحد ولا يدري ليش يحسه !!.. ورغم هذا يدري إنه مارح يضيّع هالفرصة من يده حتى لو رفضت وأقامت حرب ... سحر وشلون أرفض وإنتي قربتي ليدين وليد...ومين عطاه..أبوك عدوّي اللدود ..!!
قام واقف ومشاعره مختلطة مابين أشياء يفسرها ولا يعرف يفسرها... مابين رضا وسخط.. مابين اشياء كثيرة مو لاقي لها مسمى بس الوضع اللي آلت له الأمور ما كانت بحسبانه..رغم انها تمشي لصالحه ..

::

أشرقت الشمس ..وصحت سحر من النوم على نفس المزاج والنفسية النااازلة والمنتكسة.. غسلت ولبست ملابس الخروج بدون تفكير .. كل اللي تفكر فيها إنها تطلع من هالفيلا باللي فيها..كانت تتوقع انه بتصحى أحسن من أمس وكل اللي صار تجاوزته بس حتى النوم ما تهنّت فيه...ومافيها تجلس لازم تطلع لعلها تبعد عن الجو المتوتر اللي يلف كل مكان وكل زاوية هنا ..
أخذت شنطتها ونظارتها الشمسية وجوالها ونزلت بسرعة.. سمعت صوت أبوها مع وليد وهي تنزل الدرجات بعجلة وصمت..عبرت البهو وهي ناويه تطلع بدون كلمة وما كانت على استعداد لـ تصادم جديد مع أبوها...
فتحت الباب بسرعة إلا صوت أبوها يقطع عليها نواياها : سحر !
وقفت بدون لا تلف لأن صوت أبوها ما كان طبيعي..مليان وجوم وجدية ..
بلعت ريقها تستعيد صوتها مارح تنهار قدامهم ..لا قدام أبوها ولا قدام وليد...خصوصاً وليد اللي أكيد عرف بالسالفة ولا ما كان اتصل فيها أمس..
كرر أبوها يوم شافها واقفه : تعالي على وين طالعه ؟
سحر بهدوء وعيونها لبرا : بطلع أغيّر جو..
أبو خالد بجدية : ماهو وقت تغيير جو تعالي أبيك بموضوع ..

ماهي رايقه لمواضيع..وهي عارفه انه بيكرر موضوع أمس ومافيها حيل نقاش واحتمال ذنب ولومْ من جديد..
أبو خالد رفع صوته : ســحـــر!
التفتت بهدوء ناحية أبوها وقلبها ينغزها من جوا من الوضع كله..طاحت عيونها على وليد اللي كان جالس جنب أبوها وعيونه عليها.. يطالعها بهدووء وتمعّن.. تذكرت طلبه لها أمس انها تطلع عشان يكلمها وهي رفضت..تمعنت فيه لثانيتين تشوف ردة فعله منها.. كان هادي عكس ظنونها إنه معصب منها..
ناداها أبوها : سحر تعالي !
قصرت الشر وتقدمت بهدوء وهي ناويه تسمع كلامه من إذن وتطلعه من إذن..وعقبها تطلع تتنفس هوا وتغيّر مودها المعتفس..تحتاج فعلا تكون لوحدها ساعات ..!

وقفت عند طاولة الطعام متجاهله نظرات وليد خصوصاً : نعم ؟
أبو خالد بهدوء جاد للغاية : اجلسي أبيك بموضوع..
سحر : ما يحتاج أجلس... اذا بتتكلم عن خطيبة محمد ما أبي اسمع ..
غضن حواجبه : حتى لو كنت بتكلم عنها لازم تسمعين...ولازم تفهمين انك بمشكلة كبيرة وعوجاء ماهيب أي مشكلة..
سحر بثباااات غريب : أي مشكلة تقصد؟؟
ابو خالد وهو فاهم انها تتجيهل : انتي عارفه أكثر وحدة وش هي سواتك..ما يحتاج أكرر الكلام ..ولازم تعرفين اني ماني راضي عن اللي سويتيه أبد..
التفتت سحر لـ تركي اللي متكّي عالطاولة بيد وحدة والثانية على مسند الكرسي يستمع بصمت وعيونه ما تفارقها بلمعة غريبة ما فهمتها...رمت عليه نظرة قهر يفهمها ..ورجعت بسرعة لأبوها : بابا لو سمحت مو مستعدة اتكلم عن الموضوع..ممكن أطلع ؟
أبو خالد : لا مو ممكن قبل تسمعين اللي عندي..
سحر وهي تضغط على شنطتها مارح تضعف هي واثقه من اللي سوته ولا ندمت ولا رح تظهر الندم أبد إذا كان هذا اللي يبيه..
أبو خالد وهو يتمعن بوجهها المنفوخ والمتغيّر واللي يحكي عن مدى اللي عاشته طول الليل : كنت انتظر منك اعتذار عالأقل دامك بنتي واعرفك ما تحبين المشاكل..بس خاب ظني فيك هالمرة..
ناظرت أبوها بقوة والقهر بعيونها ..بجمود : ليش أعتذر؟...قلت لك انا ما غلطت ..
أبوها بجديته اللي يظهرها نادراً معها : كلامك اللي يرفع الراس بنظرك مو غلط ؟؟....لازم تعتذرين...عالأقل اذا مو عشان نفسك عشان أبوك اللي انحط بموقف مخزي قدام الرجال..
بدت تثوور وصوتها ينشششد : وانا قلت أمس كان لازم تسأله عن بنته وش كانت تسوي معي....مو تـ.......
قاطعها بحزم : ماعلي من بنته ووش سوت..علي منك إنتي ..إنتي اللي هي بنتي وسواتك وكلامك المصيبة هو اللي يهمني..
حاولت تقاطعه تشرح : بابا انت مو فااااهم شي...انـ.......
قاطعها من جديد بحزم : كلامي أقوله لآخر مرة يا سحر... زوجة محمد تتركينها بحالها وتنسينها.. وولد عمك تشيلينه من بالك دامه تزوج..
انصدمت ما استوعبت الكلمة اللي قالها!!.. ما توقعت ينطقها بهالطريقة ..يحسبها سوت اللي سوته عشان محمد ..يحسبها وصلت لهالمستوى عشاااانه..
ما تحمّلت كلمته اللي قالها بطريقة جرحت قلبها وسبحت دموعها بوضوح وسط عيوونها ... ارتعش قلبها من هالجرح..يعني صدق أبوها فهم أسباب حالتها الغريبة ، وصل له السر اللي كانت تحاول تخبيييه..
وأكمل عليها بخبر شلخ قلبها لـ نصين : استعدي يا سحر.. وليد خطبك مني وأنا وافقت !

تجمّد كل عصب احساس فيها...تفجر الدم من قلبها لكل جزء بجسمها وهي تميل بعيونها لـ تركي اللي كان على نفس جلسته يناظرها بهدوء غريب..غير انه هالمرة ..ابتسم بنعومة يوم التقت عينها بعينه !!..بصدمـة مميتة !!
ما قدرت تزيح عيونها عنه .. تبادله النظرات باحساس ميت وهي تحاول تعيد الجملة في راسها يمكن سمعت غلط!!
و..وش... خطبك مني؟!!
كـ رد فعل عفوي ضحكت ضحكة صغيرة ساخرة وهي ترجع لأبوها : هههه.. وش هالمزح مو وقته بابا !
أبو خالد ناظر تركي اللي دنق للطاولة وهو يعض على شفته السفلية بصمت.. انتبهت سحر على وجه تركي اللي ما تقدر تقراه..ورجعت لأبوها اللي أكمل : هالمواضيع ما فيها مزح... وليد خاطبك..

ناظرت مرة ثانية لتركي وهي تفقد شعورها بالأشياء : و...وش خاطبني؟؟؟
رفع تركي راسه وعيونه اللامعة تغرق بعيونها... يتابع صدمتها ..ردة فعلها ..رفضها اللي يشعّ بوضوح من ملامحها .. صدرها قام يطلع وينزل بتسارع وهي ترجع لأبوها بسرعة وهي تقول لنفسها أكيد مقلب : بابا وش هالكلام انت تبي تعاقبني بس!!!
ضاقت عيون ابوها بهدوء جاد : قلتيها عقاب أولاً... وثانياً عشان ألملم مشكلتك قبل لا تكبر...وان كبرت انتي أول وحدة بتلومين نفسك وتجلدينها ..عشان كذا هالشي لمصلحتك.. مصلحتك وأنا أبوك..
على كلمة "وانا أبوك"..ارتفع صوتها وهي ترتجفف من الصدمــة المميتة : خلني ألوم نفسي..خلني ألوم نفسي أصلا أنا بحياتي ما أبي اتزوج خلني مثل ما أنا..
ضااق أبوها من كلامها.. وبصوته اللي يزداد حزم نادر : هالكلام اللي تقولينه يثبت لي انك ما تعرفين وين مصلحتك... دامك ناويه على المشاكل لنفسك خليني أصححها بنفسي..
سحر مو مستوعبة شي للحين : والله !.. أكيد تمزح... أشوفكم طبختوها وخلصتوا...
أدركت مباشرة ان الفكرة فكرة أبوها ..والتفتت لـ وليد مو مصدقه اللي يسويه ومو مصدقه إنه وافق أساساً... مشت لعنده وهي مو واعيه على نفسها.. رفع تركي راسه لها بهدوء وعيونه الواثقة بعيونها على هيئته الثبات مستعد لأي كلمة مجنونة بتقولها ألحين ... سحر وقفت على بعد سنتميترات منه وهو قاعد تحاول تجمع جملة..وقالت بصوت يرتعش بداية غضب : إنت...وش تفكر... تحسب إني بوافق... مستحيل أوافق..مستحيل آخذك إنتْ شيل هالفكرة من راسك يا غبي !!

قاطعها أبوها بعصبية : سحححر!!
هنا ..ابتسم تركي بوجهها ابتسامة ناعمة استفزّتها مع انه ما كان يقصد استفزاز هالمرة ورجفت أعصابها الثايرة..ثم التفت لأبو خالد وهو يقوم واقف : الحين انا استأذن ..مضطر أمشي يا عمي ما كنت أبي أحضر الموقف بس إنت أصرّيت تقول لها وأنا موجود..أعتقد كافي لهالحد..

♫ معزوفة حنين ♫ 27-11-12 06:39 PM

رد: لاتبكي ، للكاتبة : عيون القمر ..
 
شال حقيبته .. ومرّ من جنب سحر وهو يهمس ما بينهم : بلاش جنون فكري بعقلك واستغلي الفكرة لمصلحتك!
التفتت عليه وهو ماشي والغضب من كلمته واااصل لآخر مرحلة .. أفكر بعقلي؟!!!!! .. أنا مجنونة أساساً لو وافقت !!
طلع تركي وهي تناظره ثم لفّت لأبوها وهي تنتفض غضضب وغييض : أكييييييييد لعبة تلعبونها علي !!
أبو خالد بهدوء : ماهي لعبة...
سحر وصوتها ينتفض بكى من الصدمة : أكيد تلعب والله أكيد تلعب...مستحيل فكرت كذا !! كل هذا عشاني ضايقت الأخت بسمة.. كل هذا عشانها ........!!
تنهّد أبوها وبصوته الثابت : هذا ماهو عشان أحد...قد ماهو عشانك !
سحر عقلها يتفتت من الفكرة كلها : وشلون يخطبني !!..وشلون هو شايف نفسه مين ؟..عارف نفسه مين كيف يخطبني كيييييييييييف!!
أبوها بجدية : وليد مثل ولدي ماعاد هو سايق ولا فقير... خلال سنة وحدة بيصير رجل اعمال ناجح مثل محمد بالضبط... واسمعي يا سحر.. محمد ولد عمك تشيلينه من بالك ، الأفكار اللي كانت ببالك عنه انسيها عشانك انتي..عشان ما تتعبين هو على وجه حياة مو زين اللي تسوينه بنفسك..
قاطعته باعتراااض عنييييف : كم مرررة بقول محمد ما يهمنننننني !!.. ليش مو راضي تصدق!!..ووليد هذا مستحيل يخطبني..

قام أبوها واقف ينهي الكلام ويحطّ النقط عالحروف : العناد مو زين في حالتك يا سحر.. أنا أبوك وأعرف وين مصلحتك.. اسمعي كلامي ولا تجادلين كثير.. أنا متأكد إنك حاسه بحجم المشكلة اللي طيّحتي نفسك فيها بس ما تبين تعترفين..
سحر : تبيني أعترف بغلطي خلاص بعترف بس شيل هالفكرة من رااااسك لأني مو موااااافقة !!
أبو خالد : اذا مو موافقه عندك خيار ثاني ما عندي غيره ..

سحر بتسرّع : راضيه فيه بس خطبة لأ !
أبو خالد : إما تبقين هنا وترضين بقرار أبوك اللي يبي يحميك..أو ترجعين السعوديـــة عند أمك تراقبك وتنتبه لك !
تغيّر لون وجهها من صدمة خياراته..خصوصاً الثاني اللي حسّت بيكون فيه الخــلاص ويوم طراه بس خااااب ظنها..خيار أصعب من الأول خيارين أحلاهم مرّ... رجعة السعودية هذي شايلتها من بالها نهائياً..استحالة ! ، مو هي قررت أول ما جت هنا تنسى السعودية وتتعذّر بأي سبب حتى تبقى هنا سنوات طويلة وأول الأعذار كانت الدراسة..
أبو خالد طرح عليها الخيار الصعب اللي هو عارف رفضها له لأنه أخيراً فهم سبب حضورها معه برحلة عمله ..ولا يبي يرجّعها بالقوة عند أمها اللي بتقدر تداريها لكن على الجانب الآخر لازم يعالج مشكلتها .. وفوقهم مسألة تعلّقها بمحمد اللي صار متزوج ! أشدّ ما عليه إنها تتعلق بوهــم وهالشي يرفضه تماماً وهو اللي عزز فكرة الخطوبة كلها !!
طلع لمكتبه بالدور الثاني تاركها تفكّر بجمود بالصالة .. الخيار الثاني مستحيل هي مارح تتنازل وترجع هي ما تبي ترجع.. ترفض إنها ترجع !!.. تقتل نفسها ولا ترجع !!
لفت مثل المجنونة وركضت للدور الثاني وعلى طول اقتحمت مكتب ابوها اللي كان ناوي يسوي اتصال ..
سحر برجفة : ما أبي أرجع !
أبوها بهدوء وهو ماسك السماعة : لك الخيار ! .. تجلسين عندي وتمشين بشوري..أو ترجعين عند أمك وبوصّيها عليك ..
سحر بصوت مغلوب على أمره : ما أبي لا هذا ولا هذا...

رفع عيونه الجادة والسماعة بيده : أجل ترجعين عند أمك لأنها بتحط عينها عليك طول اليوم.. عكسي أنا ما أقدر أراقبك وأشيل همك وهم الشغل خصوصاً إني بسافر برا موسكو هالأيام ..مارح أكون حولك...وبوضعك ذا لازم وجود عيون مسؤولة تكون عليك وتنتبه لك وتبعدك عن المشاكل...وهالمسؤول بيكون وليد ..!

سحر فقدت الكلمات وقدرتها على الجداال قدام حكي أبوها ووجهة نظره بالموضوع كله.. ليش وليد !..ليته جاب أي احد إلا هو !! رفع السماعة لإذنه وهي تناظره بتشتت وأخيراً هوى قلبها يوم فهمت الجهة اللي متصل بها... وطلب أحد من معارفه ..!
سحر برجفة : مين تكلم ؟؟؟

أبو خالد بهدوء : القنصلية ..
عوورها قلبها ودموعها تنزل : لا تسويها !!
أبو خالد وصوته هدى : روحي اجلسي لحالك وفكري بالموضوع بتلقين انه كله من مصلحتك..
رجع للمكالمة وطلب موعد معين وسحر تنهاار من جوا.. الموقف كله فوق احتمالها...كان يتكلم مع شخص يعرفه بالقنصلية وأخذ موعد عقب 4 أيام وسحر تسمع..
سكّر أبو خالد وبهدوء يحاول بتكلم معها بعقلانية : قدامك أربع أيام قبل نروح القنصلية فكري بوضعك زين..
سحر بسخرية ودمعتها بخدها : وليش ما خليت كتابة العقد اليوم عشان ترتاح ؟
أبو خالد بهدوء : أنا أبوك وخايف عليك... أبيك تفكرين بالوضع كله ومتأكد إنك بتقتنعين بوجهة نظر اللي يحبك ويغليك..أدري انك عاقله وعارفه بقرارة نفسك إنك بوضع محد يحب ينحط فيه.. خذي الموضوع بهداوة وعشان تتطمنين قلت لوليد انها مجرد خطوبة يعني مو مطلوب منك أي واجبات..خطوبة خذي وقتك فيها وعيشيها مثل ما تعيش أي بنت خطوبتها..
سحر بشتات من كلامه اللي يحاول يخفف الموضوع فيها : أعيشها مع وليد ؟
أبو خالد يحاول يطمنها لأنه ما يبيها تخاف والسالفة بالنسبة له ماهو اجبار بقد ماهو انتشال من وضعها الحالي حتى لو مارضت : قلت لك وانا ابوك.. الوقت كله لك.. كل الشهور اللي بنبقاها هنا ملك لك.. ارتحتي كان أبيها ما ارتحتي نفك الخطوبة ويا دار ما دخلك شر.. بس حاليا هالأمر مفروغ منه..
واضح من كلامه إنه يحاول يخفف من الأمر عليها... ولا قدرت تخففه على نفسها ما تقدر تخطو هالخطوة الكبيرة .. مهما خفف الموضوع..إلا إن الفكرة كلها خلقت خوووف كبير..مو قادره تستوعب إنها هي ووليد ............ !
ماهي مستعدة لها !!
أبو خالد يتابع : خليتها عقب أربع ايام عشانك... وعشاني الليلة طالع لشغل برا موسكو...وبرجع بعد يومين..

طلعت مباشرة من المكتب وهي تكتم عبرات من كل السالفة .. وش اللي يصير !! ليش فجأة لقت نفسها بهالموقف!!..ليش تلقى نفسها بموضع لازم تعدل صورتها... بدت تحس من كلام أبوها إنها بمصيبة رغم إنها ما تحس بذرة ندم داخلها.. شعور متبلّد وترفض إنها ترضخ .. هي عارفه وضعها وعارفه نفسها مارح تستسلم للهزيمة بسهولة !!

::

♫ معزوفة حنين ♫ 27-11-12 06:39 PM

رد: لاتبكي ، للكاتبة : عيون القمر ..
 
في المستشفى ..

دخل خالد من البوابة وهو يشيل نظارته الشمسية وبيده كوب قهوته للصباح .. طاحت عيونه على البنات اللي كانوا الفترة اللي راحت طالبات امتياز..انهوا تطبيقهم واستلموا الوظيفة بشكل رسمي وهذا أول يوم لهم..
شافته ياسمين اللي كانت حاسه بحماس وكأنه أول يوم لها هنا : صباح الخير دكتور ..
وقف خالد وهو يبتسم : صباح النور.. عالبركة الوظيفة !
هند اللي واقفه معها : الله يبارك فيك..
خالد : سابقين كل الدكاتره اليوم!..مبكرين وش هالنشاط!
ياسمين بضحكة : السالفة فيها وظيفة وراتب..وبعدين كلنا متحمسين لأننا صرنا رسمياً زملاء يا دكتور خالد..
خالد بابتسامة : تستاهلون... تجاوزتوا المرحلة اللي راحت بكفاءة .. فخور اني اشرفت عليكم مع الدكتور نايف..

هند ابتسمت وهي تشد على قبضة سناء اللي فهمت حركتها وضحكت ..
التفت خالد لها باستغراب : وين الباقين؟.. ليش بس انتوا الثلاثة..كنتوا ستة..
ياسمين بابتسامة : تفرقنا .. بعضهم لقا له وظيفة بأماكن ثانية صفينا احنا الثلاثة بس انا وهند وسناء..
خالد ناظر ساعة معصمه لازم يروح لعيادته : اها تكفون وتوفون... أجل انا استأذن لازم اطلع لعيادتي ..

تركهم واختفى..إلا سناء التفتت لهند اللي دايخه : فضحتينا خليتيه يقول شفيها تضحك ذي !
هند تهفّ على وجهها : يقققققتتتتل !!
ياسمين باستسخاف : خلاص عاد ! .. أول أقبلها لأننا مثل طالباته ألحين زميلاته رسمياً مو حلو تظهرين بهالصورة.. تراه ما يحب كذا !
ناظرتها هند بنص عيييين : وش دراك انه ما يحب كذا ؟
ياسمين : لا تناظريني كذا كني مسويه جريمة.. تعاملنا معه شهور وعرفت طريقته بالتعامل..
هند باستياء : يختي ثقله زااايد عن حده ..
ياسمين بغرور : قصدك محترم وفااارض احترامه غصب عالكل ..حتى غصب عليكم يالداجات جبركم تقضبون أرضكم طول 5 شهور ولا تسوون حركاتكم اللي متعودين عليها برا..
هند : طيب يالعاااقلة أعترف إني قضبت أرضي..بس حالياً صرت زميلته وش أحلى من كذا..؟

جاهم صوت رجولي : مررحبا !
التفتوا لقوا جمال يقترب منهم وابتسامته المعتادة على فمه : صباح الخير يا وردات !
ابتسمت ياسمين أما هند قلبت عيونها للجهة الثانية : صباح النور دكتور !
جمال ببشاشة : أول يوم دوام رسمي ولا أنا غلطااان ؟؟
ياسمين : إلا ما تشوفنا مسنترين أول الموظفين كلهم ..
ضحك : الله يعينكم.. حلو النشااط.. صرنا زملاء وانا بالخدمة أي شي تحتاجونه مني لا تترددون ..
ياسمين : ما تقصر ..

مشى وتركهم وهند تتأفف : هذا الآدمي عيوووونه زااااااااايغه مو قادره أتحمله..
ضحكت سناء عليها : ههههههههههههههههه مو تو تقولين ما تحبين الثقل الزايد.. يعني حتى دكتور جمال مو عاجبك..
هند : لا !
ياسمين بسخرية : شوفي مين يتكلم..اثقلي انتي شوي بعدين تكلمي عن الربشة..انا اعترف ان عيونه زايغة شوي بس تراه شاطر كثيير بشغله ابوي دايم يمدحه..
هند : وفري نصايحك ياسمينوه...يلله أبي اشوف مكان شغلي مرة متحمسه...يارب بالدور الثاني..
ضحكت ياسمين : الدور الثاني لي يا حبيبتي !
هند بصدمة : وليش؟؟.. مستغله الواسطة يا خايسة..
ياسمين : لا والله... هي جت كذا... سألت دكتور نايف عن أماكن عياداتنا وقالي اني بالدور الثاني.. كنت ناسيه انه نفس طابق دكتور خالد بس الحين من كلامك تذكرت..
هند باعترراض : على مين تلعبينها؟؟
ياسمين تحاول تقنعها : والله العظييييم مو اختياري...جت كذا ..
هند تنهّدت باستسلام : طيب خلينا نروح أبي ابدا شغل..


بعد ساعة ..طلع خالد من عيادته وهو شايل سماعته بيده بيروح يعمل جولة...ركب الاصنصير وهو طالع فوق دخل عليه الدكتور نايف وهو ماسك معه ملف فيه أوراق يتفحّصهم عالسريع ..
خالد : صباح الخيير..
د. نايف ابتسم وهو ينزل الملف : هلا دكتور.. كيف الاحوال؟
خالد : بخير... (أشار للملف بعيونه) : شكل عندك زحمة هاليومين.. ؟
د. نايف ابتسم : ايه لازم أطّلع عليهم...طلبات تدريب عندنا ..
خالد : مرة ثانية ..!
د. نايف : فتحنا الباب ولازم نستقبل.. عندنا كذا طلب من معهد التمريض وبعض الجامعات.. لازم ارسل لهم الموافقة اليوم ..
خالد : الله يكون بالعون..

♫ معزوفة حنين ♫ 27-11-12 06:39 PM

رد: لاتبكي ، للكاتبة : عيون القمر ..
 
ابو نايف بضحكة : ودك تمسك أحد منهم؟؟؟ ولّا تعبت عقب ياسمين وصديقاتها ؟
خالد : والله كان تبي الجد هالفترة ما فيني حيل أبد..
د. نايف باستغراب : أفا ! غريبة منك هالكلمة ..
خالد ابتسم بتعب : اعفيني الله يخليك ..
د. نايف : ههههه قلتها أمزح.. خلاص عافاك يكفي انك ساعدتني بتقييم البنات..
خالد : متى بيوصلون؟
د. نايف : هاليومين بالكثير نرسل الموافقة ..ويباشرون على طول..
خالد : أها ..أجل أشوفك بروح للرواند..
د. نايف : الله معك ..

طلع خالد من المصعد يبدا جولته اللي حطّ فيها كل تركيزه... هذا هو الحل الوحيد ..شغله الوسيلة الوحيدة اللي يتخلص فيها من كل الأفكار الثانية.. والأفكار الثانية مستفزّته للحين لأنها تتمحور حولها.. الموقف الاخير لازالت آثاره المستفزة مسيطره عليه ..

بعد ساعة طلع من آخر غرفة وطاحت عينه على ياسمين تمشي وهي تقرا بملف والممرضة جنبها ..ابتسم بعفوية من انغماسها الجدي بأول يوم لها.. يا الله ..ليش كل ما شافها يتذكر مشاعل !
كانت تتكلم مع الممرضة بشوية تعليمات رفعت راسها يوم حست بقدوم أحد : أهلاً دكتور خالد!
وقف خالد قدامها : ها بشري كيف الأوضاع ؟
ياسمين : حلوة.. مو مصدقه إني تحولت دكتورة رسمي وان حلمي اللي حلمته صغيرة تحقق ..يوم تاريخي بالنسبة لي..
خالد ضحك فاهم شعورها : عارف شعورك بالضبط وفاهمه.. نفس الكلام اللي قلته لنفسي بأول يوم حضور لي هنا..
ياسمين : جد ؟.. صديقاتي يقولون تبالغين ..من الصبح وأنا اكرر نفس الجملة..
ضحك عليها : لا طبيعي جداً... عيشيها بيديك ورجليك ..ماعليك من أحد..
ابتسمت بامتنان : تعرف شلون ترفع معنويات الواحد يا دكتور.. تدري هذي الميزة فيك قووية ..
خالد حكّ خده غصب : زين وش عندك ألحين؟
ياسمين : بروح أستلم أول حالة واشوف وضعها..
خالد : اذا احتجتي شي انا بعيادتي ..
ياسمين بابتسامة ودودة : ما تقصّر بس خلاص تجاوزنا هالمرحلة انا دكتورة رسمي مثلك بالضبط ..
ضحك بعفوية وهو يهزّ راسه باعتذار.. وتجاوزها راجع لعيادته .. اما هي التفتت تتابعه وهي تتنهّد من فورة مشاعر داخلها..وأخيرا مشت تكمل طريقها لوحدة من الغرف ،

::

في بيت أبو محمد ..

كان عمر منسدح بغرفته الخارجية توه صاحي من النووم.. يوم سمع طرق عالباب... عرف مين يكون قام واقف وهو يسحّب خطواته فتحه ورجع وهو يفرك شعره بدون ما يقول كلمة لأنه عارف عصبية الطرف الثاني.. دخل بندر وقفل الباب وراه بسرعة وعيونه الجادة على عمر اللي رمى روحه عالسرير : توك صاحي؟
عمر ما يناظر بوجهه : ايه.... ما توقعتك بتجي تكلمني عقب أمس..!
بندر تقدم منه : وليش ما أكلمك ؟ كلامي أمس تدري إنه عتاب حتى لو كنت معصب يحق لي !

عمر تنهّد وهو يتذكّر أمس : جاي تكمل عتابك الحين؟
بندر : العتاب بيطوول وانت عارف... اليوم الصبح طراك أبوي بأسئلته لو تدري شلون مسكت نفسي وما قلت له إنك رجعت !
عمر فرك عيونه ..وناظره بجدية : قلت لك ماله داعي يعرف دامني طالع من هالبيت قريب.. خل المشكلة عند هالحد لا تزودها.. اختك مو ناقصه !
بندر : اختي؟..قصدك شادن؟
عمر ببحة : مشكلتي بعرف أحلها .. بس لا يدري هو بالذات مابي أواجهه مو عشاني عشان شادن..
بندر قرب منه وجلس عالكرسي الوحيد : طيب بتحمّل وأسكت.. بس تراني مو فاهم لحد الحين وش كنت تفكر يوم اختفيت مرة وحدة..لا سألت ولا رديت على اتصالاتنا.. وش كنت تفكر إنت من جدك كنت تبينا ننساااك ماني مصدق للحين؟؟؟؟؟؟؟؟

عمر بصبر وحلم من أسئلة بندر اللي طبيعي توجع : الظروف تحدّ يا بندر.. وانت الحين عارف ظروفي ما يخفى عليك شي..! نفس الظروف حدّتني ورجعت ..
بندر بعصبية : وش ساااالفة المخدرااات طيب؟؟؟ سرقة السيارات ذي بقبلها وتهوون لكن المخدرات يا عمر ليش لازقه فيك ؟!!
رفع عمر راسه ببرود فاهم سبب التهمة : مالي علاقة فيها.. وقلت لك اياها أمس ..أنا وش رجّعني أساساً وتركت البلاوي ذيك غير هالسالفة ..
بندر : ليش المجموعة اللي انت فيها متورطة بهالبلوى ..ليش يقولون إن لك علاقة؟؟
عمر تنهّد : اللي متورط هو واحد مننا.. خبيث ومدمن وأكيد عندهم معلومات انه مرتبط بمروجين المخدرات.. عشان كذا شبكوا السالفة وصرنا طرف لهم..
بندر فهم : أها.. لو تدري وشلون كانت هالنقطة بالذات مطيّره النوم عني.. ما كنت مصدق بس أبي اللي يريحني ويجزمها ..
ابتسم عمر بكسل : يمكن أكون حقير بس مو بهالدرجة..
بندر استفزّته الكلمة : دامك حاس بنفسك وصلت لهالمستوى ..ليش واصلت فيها؟
عمر ابتسم : لما تحترف شغلة يا بندر وتعيشها بذمة أربع سنين وتكون مصدر رزقك .. بتفهم شلون يكون الخلاص منها صعب..
بندر : رزق بالحرام عاد.. الله يسامحك..
عمر تنهّد من كلمته الموجعة : لا تنثر الملح عالجرح وانت عارف وضعي..
بندر : بس وشلون انلعب عليك ؟ وشلون دخلت بهالبلوى كلها..؟

عمر : قصة تطول يا بندر..
بندر : ما ودك تقول !..تكلم عشان عالاقل ألقى عذر.. شي بصالحك ..
تنهد رغم رغبته يمحي كل الذكرى من راسه بس الاصرار بعيون بندر أجبره .. قرر يقوله القصة.. القصة اللي صارت محور حياته..سبب رغبته يرد الدين لعياف اللي استغل حاجته بأضعف أيام حياته.. الأيام اللي كانت نقطة تحول مفصلية .. أولها قرار انتقاله من الرياض للشرقية قريب من عمته مع انه ما كان بينه وبينها ارتباط وثيق وعلاقته فيها هشة بسبب البعد بينهم طول السنوات .. 23 سنة كان عمره لكنه كان عازم عالعودة بأسرع وقت...بس ما كان بالسهولة شهرين وهو يحاول يثبت نفسه بوظيفة تعينه لكن مافي فايدة كل محاولاته باءت بالفشل مع خلفيته الدراسية السيئة ..بعد شهرين عصيبة تعرّف على عياف بالصدفة بأحد الشوارع لما شافه واقف عند سيارته الفاخرة المعطلة..عرض عليه المساعدة وبثواني حل المشكلة وهالشي كان البــداية لكل الأحداث عقبها..! ، كان عياف لأول وهلة رجل محترم لسانه مشجع ومرح وأُعجب بالموهبة اللي لقاها فيه.. تطورت العلاقة لصداقة لفترة...وهالصداقة كان يحتاجها عمر بوسط الوحدة اللي سيطرت على حياته ..خلال هالصداقة تعرّف عياف على عمر وعلى أدق تفاصيل حياته.. أهله..ظروفه..سبب وجوده بالشرقية.. وبدون تردد عرض عليه يشتغل معه بالبيزنس حقه كـ مساعدة وكـ ميثاق عهد لصداقتهم..وافق عمر لما عرف انه بيقدر يبرع فيها وبنظره ان العمل بيزنس لكن عياف أخفى نقطة مهمة عنه... شغلهم بالسيارات ما كان قانوني وعمر ما عنده علم لأنه بالبداية ما كانت مرتبط ارتباط مباشرة بالسرقات..كان يشتغل بالسكراب اللي وفّره عياف له واللي أوهمه انه يتاجر بالسيارات المستعملة..يشتريها ويشرحها ثم يبيع قطعها بأسعار حلوة.. 6 شهور وهو يشتغل هالشغلة اللي راااقت له وحبها كثير خصوصاً إنها كانت ترجع عليه بمبالغ حلوة وعياااف ما كان مقصر عليه يعطيه وزيادة .. وعقب هالست شهور بدأت شكوكه بالموضوع تكبر خصوصاً بعد سماعه لمكالمات مريبة من عياف مع الشباب...واجه عياف بالموضوع اللي اعترف له عن طبيعة العمل والشباب اللي معه.. تصادم مع عياف بهواش عنيف ما ينساه..واللي أغراه بكل الوسائل ومسكه من اليد اللي توجعه.. أهله !..رجعته... وزواجه ... كان يدري انه مارح يلقى مصدر دخل أحسن من هذا وعياف عارف مسألة يأسه من ايجاد وظيفة عمل تعينه ... بالبداية كااان رافض الموضوع لكن مع الضغط المستمر واللحوح والاغراءات من عياف ...رضخ! .. رضخ لأنه كان يبي يختصر سنوات عيشه هنا .. يبي يرجع الرياض بأسرع ما يمكن وعياف كان أسرع طريق .. عياف كان عارف نقطة ضعف عمر واستغلها تحت المبدأ اللي كرره عليه كثير "بساعدك" ..!


::

♫ معزوفة حنين ♫ 27-11-12 06:40 PM

رد: لاتبكي ، للكاتبة : عيون القمر ..
 
بنهاية دوامه اليومي في المعهد ...نزل تركي من الباص عند المحطة ومشى ناحية الفيلا.. وأفكاره تدور حول محور واحد.. يفكر بأي طريقة يقابلها لو شافها لأنه عارف ومتأكد إن اللي ينتظره منها قنابل نووية ونوبات غضب عارمة..
ابتسم بهدوء من هالفكرة.. ما توتر من رفضها بالعكس بيعرف وشلون يخليها ترضخ... مو مستغرب رفضها كـ رد فعل أولي...

وصله رنين جواله....كان ثامر.... ابتسم وهو يرد : هلا بالعريس !
ثامر بسخرية : هلا !....لا تدهن السير وعطني من الآخر..
ضحك : ههههههههه عارف وش تبي ..!
ثامر : بدون أعذار تراني حذرتك ...بتجي زواجي أو لا... ما بقى غير يومين..
تركي : عارف ما نسيت حفظت التاريخ من كثر زنّتك.. ولا يهمك بجي وإنت أحد يقدر عليك إذا توعّدت..

ثامر بشك ّ: تريك أعتمد؟؟
تركي : اعتمد يخوي ..وبعدين تعرفني إنتْ قد قلت كلمة وما كنت قدها...أفا عليك..
ثامر : لا أبد.. بس أحياناً تخونك نذالتك وانا ماني ناقص مقالب منك..
ضحك : ههههه وش مقالبه..ماني رايق لمقالب معك..خلاص قلت لك إعتمد بحضر زواجك لو أجيك زحف.. لا تشغل بالك وركّز بعرسك يالعريس..
ثامر بسخرية : ايه عاد يالأطخم شد حيلك ، أبي أشوفك عريس عقبي وتفرّح عمي فيك..
سكت تركي للحظة وهو يسمع الكلمة... وابتسم بحركة عفوية من اللي يصير حالياً : بدري عالعريس تركي... لو قلت وليد يمكن هههههههههههههه...
ثامر بانتباااه ..يفهم حركات ولد عمه اللي من هالنوع ، إلا ما تخفي وراها شي : تريييك!!..علمني وش مهبب هاليومين !!؟
تركي وهو يعض على طرف لسانه : أبد مو مهبب ولا شي... ليش دايم تفكيرك فيني أسود ؟!!
ثامر بسخرية : نبرتك فاضحتـك.. ولأني اعرفك زيـن تلميحاتك دايم تجي بالصميم.. وراك شي إنت مو خالي !
تركي بضحكة : تعرف بعدين..ركّز على زواجك الحين واترك وليد وتهبيبه عنك..
ثامر بسخرية : طيب يا ذكي وشلون بترجع ..بتجي كذا بدون لا تعطي الرجال خبر ؟!..
تركي : قصدك الزفت أبو خالد؟
ثامر : اييه...موضوع رجعتك للسعودية ممكن يثير استغرابه خصوصاً انك مسافر على حسابه وعارف كل خطوة تخطيها..أكيد بيسألك عن السبب..

تركي ببرود أعصاب : ومين قالك إني بقوله أصلاً..!
ثامر باستغراب : وشلون يعني بتسافر للسعودية وترجع مرة ثانية وهو ما يدري ؟!
تركي : بالضبــط !

ثامر ابتسم بسخرية لأنه عااارف ما تعوق معه..تركي يسويها ببساطة : يا ليتك تعطيني شوي من جرأتك.. وشلون وانت تقول ساكن معه بنفس البيت تفطر معه وتجلس معه..أكيد بيفقدك وإن درى انك راجع السعودية والله ما تسلم من تحقيقه !
تركي : من حظك وحظي إنه مارح يكون موجود هاليومين..توه قالي اليوم الصبح إنه طالع لمدينة ثانية نسيت اسمها لمدة يومين وراجع..عنده شغل مستعجل هناك..

ثامر : أوم الحظ !!....طيب وأموورتك الحلوة على قولتك ..وش الحل معها؟!
تركي ضحك : أمووورتي هذي بالجيب بعرف شلون أتعامل معها ..
ثامر بسخرية : لا تتهور.. إنت تقول إنها مو غبيـة وأكيد بتلاحظ..
تركي : صحيح...بس ما أظــن إنها هاليومين تبي تشوف رقعة وجهي.. فـ بريّح قلبها وأختفي عن عينها يومين بشوف وش بتسوي ووليد مو موجود معها..

ثامر : ماني فاهم..!...ليش ما تبي تشوف رقعة وجهك..
تركي : قريب بقولك إذا تمّ الموضوع..أما ألحين لا تشغل بالك فيني بتصرف معها ..وزواجك بحضــره ..
ثامر تنهّد : ماني مرتااح لموضوعك الغريب ذا !.. تركي لا تصدمني بشي جديد ترا والله ما عاد أقدر أتوقعك..
تركي بضحكة شقية : آكشن يا حبيبي آكشن ..
ثامر طااارت عيونه : وش آكشنه !!
تركي : ههههههههههههه ..إنت وش فيك مستعجل على رزقك..قلت لك بتعرف بوقته أما ألحين ركّز بعرسك أخاف أقولك تنسى العرس كله ..
ثامر تنهّــد : المهم انتبه لنفسك... البنت أكيد بتفقدك وتقول لأبوها..
تركي بابتسامة جانبية : البنت علاقتها متوترة مع أبوها... بيهمها يعني وليد جلس ولا راح...تلقاها تتمنى موتي ألحين .!
ثامر وجعه راسه : كلامك ألغااز...المهم انتظر وصولك لا تتأخر... علمني متى وصولك عشان أستقبلك بالمطار..
تركي : ما يحتاج تستقبلني... وإسمعْ !
ثامر باهتمام : هلا !
تركي : أهلي لا يدرون اني برجع.. لأني ماني مطوّل هي ليلتك بحضرها ثم بسافر من جديد..خصوصاً جنى لا يوصلها خبر ..
ثامر ابتســم : جنى قسم بالله لو إنها إختي ما أزعلها !.. حرام فيك مثل هالأخت !

تركي بضحكة سااااخرة : خذها عندك شوي عوّضها حنان الأخو اللي ما لقته فيني ..
ثامر : كل تبن !
تركي : هههههههههههههههه آسف آسف..
ثامر : لو تدري عن أروى شلون ذبحتها الغيرة يوم أخذت أختك معي للمشوار الترفيهي آخر مرة ..
تركي بنذالة : هههههههههههههههههههههه أحســن !
ثامر بقهر : ياخي انت ليش نذل كذا !!...قسماً بالله تراها حاقده عليك حقد ما يعلم فيه إلا الله..تقولي انه يسوي كذا مستقصد..
تركي : ياخي مزااج ولد عمي ولي حق فيك..ماهو عاجبها تضرب راسها بالحيط !
ثامر : انت ليش حاط حيلك فيها مسيكينه !!
تركي بضحكة شطانة : ما عرفها خطيبتك ذي وما قربت منها بس الغيرة وما تسوي..
ثامر ضحك باستهزاء : كل ذا ولا قربت منها ...المهم ..شهر العسل ما أبي اشوف اتصال واحد منك !
تركي ضحك : أوخسس يالمهتم مرة وحدة ما تبي تشوف اتصالي !.. يعني أفهم إنك مستغني.. ولا يهمك بعتقك بشهر العسل وانبسط معها ..بس ما قلت لي وين ناوي؟؟
ثامر : اسبانيا وايطاليا ان شاء الله..
صفففر تركي باعجاب : اوخس يالرومنسي عرفت تختار ..
ثامر بضحكة : ابلع العافية...هذا مو اختياري ..اختيارها هي ..
تركي بتريقه : زين ..انبسط يالعاشق الولهان ..
ثامر: يلله أجل مضطر اسكر.. توصل بالسلامة..

سكر من ثامر وهاجس زواجه القرريب جداً يدخل من ضمن الأفكار اللي مسطيره على مخه..رجعته للسعودية صارت أمر مفروغ منه..بس وشلون يروح بهدوء ويرجع بهدوء هالشي هو اللي يهمّــه..!
دخل حدود الفيلا متجه لـ كوخه ومثل ما توقع لقاها جالسه على الطاولة مع صوفيا.. وصوفيا تسولف على عكسها هي ..كانت واجمه وهي مكتفه يديها على صدرها وسااااكته وملامح وجهها تحكي عن وضعها العصبي اللي هي فيه...
رفعت سحر راسها يوم حست بوصوله..وطاحت عينها بعينه مباشرة .. نظراته الهادية بنظراتها النااارية..هدوء نظراته وشكله المسترخي استفزّها لأنه مناااقض لحالتها من الصبح.. كان ناوي يروح للكوخ ويقصر الشر بس غيّر رايه بآخر لحظة يوم شاف وجهها المعتفس ..تقدّم ناحيتهم وعيونه بعيونها : ممكن نتكلم ؟؟

قااامت واقفه وهي تحبس رغبتها المجنونة بالهجوم عليه وضربه وتكفيخه ويمكن قتله... مافيها عصب واحد يتحمّل الكلام معه ..أصلاً الكلام معه بالموضوع مو وارد أبداً لأنها شايلته من بالها واستحالة يصييير.. هي تصير خطيبته !!
تركت المكان بغضب وهو يتابعها بعيونه بدون كلمة بس كان ردّ واضح إنها رافضه الكلام معه... من اليوم وطالع مارح تتكلم معه بتلغيه من راسها..
عض تركي شفته السفلية وهو يبتسم من ردة فعلها اللي كان متوقعها ... واضح إنها على بدايات انفجار فيه ،
نادتها صوفيا باستغراب : إلى أين أنتِ ذااااهبة ؟؟

♫ معزوفة حنين ♫ 27-11-12 06:40 PM

رد: لاتبكي ، للكاتبة : عيون القمر ..
 
اختفت سحر داخل ..صوفيا ما فهمت اللي صاير بس توقعت مباشرة وجود مشكلة والعلاقة بينهم رجعت تتوتر ...أما تركي استأذن من صوفيا وتوجّه لداخل الكوخ.. رمى حقيبته عالطاولة بيد وباليد الثانية أخرج جواله من جيبه مباشرة .. وأرسل لها رسالة..

دخلت سحر غرفتها وهي ماسكه بيدها كاس عصير ليمون لعله يهدي ثورة أعصابها...تحاكي نفسها هدي أعصابك.. هدي أعصابك..
وقفت على النافذة وعيونها على الكووخ بتماسك صعب...رغبتها إنها تكسر الدنيا فوق راسه بدت تغلبها..هالمجنون وش يفكر فيه يوم وافق !!.. هو يدري عن وضعها وعارف القصة كلها ليش يماااشي أبوها ..وش اللي براسه مو فاهمه !! مصدومه من موافقته ولا فاهمه السبب !! ، واللي يغيضها انه عارف بمشاعرها كلها وعارف موقفها من الارتباط ..ليش يوااافق..ليش يفتح لأبوها باب أساساً..!!!

وصل لسمعها رنّة من وراها...التفتت بهدوء وعيونها تلمع بغبن ناحية الطاولة...جوالها يضيء بوجود رسالة... تحركت هناك بسرعة وحدسها يقول لها إنه هو !!..اذا كان هو ويبي يتكلم معها والله ما تمررها له... اذا كان ماخذها لعبة جديدة من ألعابه والله ما تخليه بهالبيت دقيقة وحدة !! بتطرده بنفسها بس خله يجرب هاللعبة !!

رفعت الجوال وفتحت الرسالة..
( الهروب مني مو حل..لازم نتكلم )

شبببت النار بعيونها من الغضب..هروب !!..هي ما تهرب منه بس تبي تعلمه انها رافضه الموضوع كله !! نتكلم بوشو ؟!
إذا أبوها مو مهتم لرفضها بتخليه هو بنفسه يرفضها... مو متقبله الوضع.. مو متقبله الفكرة كلها الموضوع كله ينثر الشتات العنيف جواها ..
نزلت بسرعة وهي فاااقده لنفسها..ناويه تفش الغلّ اللي سبّبه أبوها فيه هـــو ... ركضت بسرعة للكوخ وهي تتنفس بحرارة من القهر والغبنة !! ... وصلت للباب الخشبي الموصد وقااامت تضربه بقوة عنيفة تفرّغ الشحنات داخلها... ثواني وانفتح الباب وتركي يظهر قدامها ووجهه مبلل يقطر موية لأنه كان يغسل وعقدة جااادة بين حواجبه من الطق العنيف !!
قال يوم شاف وضعها اللي على وشك الانفجار : ما توقعت تجين بهالسرعة !
سحر بغضضب عارم يكوي : لاه !.. احلف انت بس!!..قل قسما بالله على خبالك اللي ناوي تسويه معي..

ابتسم بهدوء : ماهو خبال !
سحر بغضب : لا تبتسم روقانك ذا وفّره لبعدين....(رفعت اصبعها السبابة بوجهه ) : إسمعْ..!.. بقولها مرة وحدة بس... خطبة واستهبال غبي مارح أوااافق... إلعب بأي شي إلا هالموضوع !!
تركي بهدوء عشان يسيطر عالموقف : أنا ما ألعب يا آنسة .. الموضوع جدي !
سحر فااارت : أبيك ترفض الموضوع عند أبوي انت عارف وجهة نظري من الموضوع... وإنت عارف إني بريئة من كلام أبوي والناس انت أكثر واحد عارف السالفة كلها...

قال بابتسامة يهدّيها : ايه ادري انك بريئة ولو ما أدري ما كنت وافقت أساعدك وأطلعك من هالورطة..
سحر بصدمة وغضب : تساعدني ؟!
تركي : افهمي !...اثنينا متورطين بالموضوع... وأنا واحد من الأسباب اللي خلت الموضوع يوصل لهالحد.. خطبتك قدام الناس بتلغي الاشاعات السيئة عنك...أبوك كذا قال !
سحر فاهمه هالنقطة...بس رافضه إنها ترضى فيها : فاهمه وجهة نظر أبوي...بس أنا ما ندمت عاللي سويته مع سايكو التبن وعشان كذا مارح أرضى بذا كللله...السالفة كلها غبييية ما أبيييك افهم ياخي ..
تركي بوضووح ما يقبل النقاش : تدرين اني ما أقدر أخالف أبوك!.. لو يبيني أذبح نفسي ذبحتها ..

طنقققرت لأنه بهالكلمة يعلن إنه ماشي بهالموضوع ومارح يرفضه.. ما يهمه رغبتها !!...صرخت بوجهه بعنف : يا تبببن والله لأخليك تكرهني إذا وافقت.. والله لتندم انت عارف رايي بهالمواضييييع لا تتجيهل..!
ابتسم بهدوء : بلاش هالألفاظ ! ..وبعدين انتي ليش خايفه من السالفة !.. ليش ما تاخذينها بعقل وذكاء .. اعتبري الوضع مؤقت أنا مارح أجبرك علي..افهمي إن الموضوع كله مو عشاني ولا عشانك... هي للناس ولمصلحتك..
سحر بسخرية : أي ناااس!!؟..والله ما همووني ..
تركي : اذا ما يهمونك... تراه يهم أبوك ويهمني ..!

ناظرته باستهزااء مو مصدقه : وش اللي يهمك.. ريّح راسك أقدر أواجه الموضوع بنفسي ..
تركي بنبرة ثقة : لا مارح تقدرين تواجهينه بنفسك.. لأني أكثر واحد عارف لأي حد تقدرين تتحملين..
عصصصبت أكثر وفار دمها أكثر وأكثر... دايم يحححكي بثقة إنه عارف أدق أدق تفاصيلها .. شي قوّم شياطينها..
وأكمل وهو يناظر بعيونها وثقته بنفسه تزيد : لا تنسين ان سايكو هذي عندها ورقة ضدك... وتدرين وش تقدر تسوي بسمعتك لو طقّت براسها... أكيد مارح تتحملين هالضربة منها بالذات ..وأنا مارح أخليها تتلاعب بهالورقة لأن مصلحتك تهمني ..
قلبها انعصصر من كلمته وبطنها قام يلوويييها ... عرفت إنه أصاب بكلامه ...وكااابرت بصرخة : مااااااااأبي اهتمامك من اليوم ورايح.. حتى شوفة وجهك ما أبيها ..
تركي رفع حاجب وهو يشوفها ترتعش : متأكدة ما تبين تشوفين وجهي !؟

فقدت نفسها من كلامه..ماهي بوضع يسمح تتقبل ثقته هذي .. وركضت الخطوتين اللي بينهم بسرعة وهي ضاااغطه على اسنانها بتضربه من الغبنة والحال كله اللي آلت له الأمور والغضب مسيطر عليها كلياً .. ما تحرّك من مكانه سمح لها تضربه بصدره بقبضتها وهي تصرخ بدموع غاضبة من الضغط الرهيب : إطلع من هناااا والله مارح أكون رخيصة لك والله !
لانت نبرته وهو يمسك يدها اللي قامت تهوي عليه بكل قواها : هذا اللي مأزّمك أكثر شي !؟.. بس غلطانه إنتي مو رخيصة ..
رفعت عيونها الغاضبة بدموع : أنا مو رخيصة عشان أكون لكل من هب ودب !
تركي بهدوء وعيونه على دموعها : بنظرك أنا كل من هب ودب ؟.. أنا اللي بحرسك يا آنسة ..
سحر حاولت تسحب يدها من قبضته ما قدرت وهو يضغط عليها بأصابعه ، وأردف : عشانك مو رخيصة وافقت على كلام أبوك... ليش ما تفهمينها من هالزاوية... أبوك يبي حمايتك !
رفضت تسمع أو حتى تقتنع وأكملت وهي تضربه بيدها الحرة الثانية بجنون : اتركني ..!!.. إطلع من هنا !!..خلاص ما عاد أبي اشوفك..اطلللع وليد البيت يتعذرك مالك مكااان هنا..

هدت نبرته وهو يترك يدها : هذا طردْ ؟
سحر بحقد : ايييه اطردك عشان تفهم إن مالك أمل بالموضوع كله ..

تركي يجاريها : إنتي ليش مصره على إن الموضوع برغبتي... قلت لك خذيها وضع مؤقت لين يهدأ الموضوع..
سحر برففففض وصررااااخ عنيف خلّا صوفيا تجي تركض لهم : قلت لك اذلف من هنااااااااااااااااااااااااااااااااا...
وتحركت ناويه تضربه بأي شي بجزمة بحصاة أي شي ..إلا صوفيا جت ومسكتها يوم شافت الوضع زااااايد عن حده ..
صوفيا : اهدأأأي يا مجنونة مالذي أصابك !!!
ومسكتها من كتوفها بالقوة وسحر تحاول تفـلـــت وعيونها تشتعل على تركي اللي واقف يطالعها بهدوء غريب : قلت لك اطلع والله ما تبقى هنا دقيقة زيادة..يا غبي ما عاد احتاج لشي منك اطلع من هنا اطلللع ما تسسسسمع !!

تركي بنظرات غريبة : يا آنسة مو لمصلحتك إذا طلعت من هنا !
سحر : أعرف مصلحتي وين !.. روح شوف لك مكان ثاني غير هنا ..كارهتك معاد أبي اشوف وجهك!
تركي ما عاندها وقرر يلعب بهدوء : بطلع دام ذي رغبتك..ما تفرق عندي لأن القرار الاول والأخير لأبوك...وحلّي أمورك بنفسك !

فزّت بتهجم عليه بجنون بس سحبتها صوفيا بالقوة وهي مصدومة مو فاهمه اللي يصير وما استبعدت أن سحر تسوي مصيبة يمكن تذبح نفسها وتذبحه !!

اختفت سحر عن ناظر عيونه بسبب صوفيا ..وبقى واقف يطالع بالفراغ .. كان متوقع ردة فعل عنيفة ولأنه كان متوقعها قدر يحافظ على هدوء اعصابه ولو إن كلامها الهجومي كان ممكن يهشّم قناعه الهادي اللي تمسّك فيه ..!
طيب يالأمورة بنشوف وش بتسوين من دون وليد... بتركك هاليومين بختفي عن عينك .. بتجين وانتي رااضخه !
راح لحقيبة متوسطة الحجم ولمّ فيها بعض الأغراض اللي بياخذها معه... فكرة إنه يترك الفيلا ما رفضها.. طردها له مع إنه خدش كرامته بس بيقبلها خصوصاً إنها بتفيده بفكرة رجعته للسعودية ..


دخلت صوفيا لداخل وهي مااسكه سحر بالقوة اللي كانت بحالة غريبة .. ترتعش بنوبة غضب مع دموع ..ترتجف بشكل غريب مو قادره تهدى !
صوفيا بغضب ما قدرت تسيطر على هدوءها : ماذا تفعلين يا مجنونة؟!..مالذي حصل !
سحر بررجفة : لا أريده ..لا أريده .. لا أستطيع التحمل أكثر ..
صوفيا : مالمشكلة هذه المرة؟.. لستِ طبيعية لماذا ضربته ؟!
سحر : لا أصدق ما يحدث لي ..لا أصدق لن يحدث هذا !!
راحت صوفيا للمطبخ ورجعت بكاس مويه لأن وضع سحر فجعها لأول مرة تشوفها بهالوضع اللي تجاوز كل مرحلة للتصور .. كأن شخصية ثانية سكنتها بهالغضب الجامح !
صوفيا : مالذي حدث لم أفهم مالمشكلة بينكما !
سحر رفضت تشرب ورفعت راسها بارتعاش : اسمعي..هذا الأحمق لن يبقى هنا دقيقة واحدة.. لن أتحمل رؤيته !
صوفيا باستغراب : هل فعل شيئاً خاطئاً ؟؟

♫ معزوفة حنين ♫ 27-11-12 06:40 PM

رد: لاتبكي ، للكاتبة : عيون القمر ..
 
سكتت بدون ما ترد اللي ناوي يسويه أكبر خطأ بنظرها .. مو فاهمه ليش قبل الموضوع أساساً .. حتى لو كان قصده مساعدتها بس هي ما تقدر تواااافق !!!..مارح تسمح لنفسها تدخل بمعمعه جديدة !!..ومع مين !! .. معه هــو !!
صوفيا كانت بتسأل مرة ثانية..إلا طرقْ عالباب قاطعهم ..التفتت هي وسحر للباب وعرفوا إنه وليــد !
قامت صوفيا بسرعة تشوف وش يبي وسحر شدت بقبضتها بحضنها .. مارح تثور ..مارح تثور لو بباله يقول شي يقهرها !

فتحت صوفيا الباب ..ورفعت حواجبها باستغراب ودهشة يوم شافته شايل معه شنطة سفر متوسطة الحجم... بقلق : مالأمر؟
تركي ابتسم بوجهها وسحر تتابع من بعيد : سأترك الفيلا...بلّغي الآنسة بهذا !
صوفيا بدهشة لفت لـ سحر بصمت وهي تطلب تفسير بعيونها .. سحر بلعت ريقها تسترد صوتها : أحسن لك ولي !

رفع تركي عيونه لها لقاها جالسه وأثر الدموع لا زال بوجهها اللي يلمع : بروح عشان تهدين.. واذا احتجتي شي رقمي عندك !
ثاااارت وقامت واقفه : ما احتاجك ومابي شي منك ..اطلع من هنا وبكون بخير

تركي أرسل لها نظرة غريبة ما فهمتها .. بس كأنها نظرة تحدّي خفي مو واضح : دام كذا... بختفي يا آنسة كلش ولا زعل الأمورة !!
تغيّر وجهها مع آخر جملة.. أحرّ ما عندها أبرد ما عنده..نظرته رسخت ببالها والثقة فيها ما تفهم لها سبب..بس تركي كان عارف ان كل هالوضع مؤقت وهي بنفسها بتجيه !

تركي لـ صوفيا : إلى اللقاء ..

صوفيا المدهوشة من الوضع التزمت الصمت وهي تشوفه ينزل الدرجات وحقيبته بيده..مو قادره تقول شي ولا فاهمه سبب للي صاير ..!
غاب عن عينها ، ورجعت لـ سحر : لقد ترك الفيلا!!!
سحر قامت واقفه والغصصصات متجمعه ببلعومها : أحسن !
صوفيا بقلق : مالأمر يا سحر لا أفهم شيئاً ؟

وش تقول لها.. مارح تقدر تتكلم بالموضوع وعقلها رافض السالفة كلها... حتى صوفيا لو درت بتستنكر الموضوع !!
مشت وهي مكتوومه من كل شي.. الموقف الأخير مع وليد زاادها وهي مو ناقصه ..
صوفيا باستفسار : هل انتي من طلب منه المغاادرة؟؟
سحر ما ردّت وهي تتحرك بتعب ناويه تطلع غرفتها...فهمت صوفيا من سكوتها ان الجواب "نعم"..
صوفيا بقلق : لقد طردته!.. لمَ فعلت هذا ؟؟

سحر التفتت وصوتها يرتعش : لأنني لا أحتمل وجوده..!
صوفيا : لماذا !!!؟.. أنتِ تدركين أن والدك سيغضب كثيراً اذا عرف بفعلتك !

وقفت مكانها وناظرت صوفيا مرة ثانية بمرارة ..واللي كررت بقلق : سيغضب كثيراً منك لمَ فعلت هذا ؟؟
سحر ما تحملت تتخيل ردة فعل أبوها اللي يعزّ وليد كثير..وبمكابرة مؤلمة : لا يهمّني... يجب أن يعلم بأنني لا أطيقه..
وتركتها وهي تطلع فوق...صوفيا جلست مدهوشة من الوضع كله...عارفه إن أبو خالد لو عرف بسواتها مارح يمررها بسهولة ولا عرفت وش تسوي بوسط هالمشكلة ..



بعد ساعتين.. وبعد ما حلّ الليل واشتدّ البرد ..

دخل تركي أحد الشقق الراقية في أحد العمارات القريبة من معهده.. شقة صغيرة بصالة وغرفة ومطبخ وحمام..على قده هالكم يوم.. حط شنطته عند الباب وهو يتنهّد وفكره كله عند هالمجنونة اللي تجاوزت بردة فعلها سقف توقعاته.. وصلت إنها تطـرده !.. نزّل الجكيت ورماه عالطاولة والتقط الريموت وشغل التلفزيون .. جلس على الصوفا اللي تكفّي شخصين وذاكرته ترجع لملامح وجهها الغاضبة.. ملامح وجهها اللي كانت تخبّي خــوووف خلف ذاك الغضب... ابتسم من ملاحظته...يا ترا من وشو خايفه يا سحر؟.. الخوف اللي كان بعيونك عشان الفكرة ولا عشانه وليد ؟ ،
سؤال يثير أفكااره ومو مخلي سحر تفارق باله..
قرر ياخذ حمام يهدي من أعصابه لأن اللي مقبل عليه شي مو بسيط ..!

::

♫ معزوفة حنين ♫ 27-11-12 06:41 PM

رد: لاتبكي ، للكاتبة : عيون القمر ..
 
في بيت أبو محمد ..

مشاعل جالسه بغرفتها تقرأ بأحد كتب التمريض اللي استعارتها من رنا .. مع ان مستواه صعب شوي بس كانت تجاااهد عشان ما تسكّره.. رغم إنها تتأفف بلحظات تحاول تقوّي من الصبر عندها .. قطع عليها انغماسها رنين جوالها ..ابتسمت يوم شافت إنها (رهف) تتصل عليها...
ردت بحفااااوة : هلااا وغلا..
رهف : هلا ميشو... أششوى صاحيه ..
مشاعل : مين قالك اني نايمه ؟؟
رهف : على خبري تحبين النووم ..خفت الوضع عندك منتكس مع اننا تونا المغرب ..
مشاعل بضحكة : لا ان شاء الله بعقل.. المهم أخبارك وأخبار العروووسة..؟؟

رهف تنهدت : والله حووسة مشاعل حوووسة ..متوترة مرة ووضعها غريب دموعها لازم تشرّف كل يوم!
ضحكت مشاعل بقوة : هههههههههههههههههه الحيا وما يسوي ..يا الله ، ليتني أشوفها دقيقة بس..
رهف : هههههه ثامر يحاول يكلّمها يهدي اعصابها بس ما ترد عليه... تقول آخر شي تبي تكلمه اليومين الأخيرة هو ثامر..
مشاعل : الله يكون بعووونها ...
رهف باستدراك : المهم تراني متصله عشان شي مهم... بطاقات الدعوة !

ضربت مشاعل راسها بالقلم اللي بيدها بصدمة : أووووفف ! .. نسيت آخذها منننك بالعزيمة !
رهف باستياء : انتي نسيتي وانا نسيت يوم طلعتوا بدري ...حتى ما دقيتي تسألين ! قلت شكلكم مو ناوين تجون إنتي وشادن !
مشاعل بضحكة : لا والله بس انشغلت بالدراسة واختبارات اليومين اللي راحت ...بس أكيد بنجي ..

رهف : طيب انا بالطريق لبيتكم..أوصفي لي اياه انا قريبة ..
مشاعل فززت بفرح : انتي جايه ؟؟؟
رهف بسخرية : ايييه ..بغت تذبحني اروى يوم درت إني ما وصّلتها لكم...قلت بجيبها لكم اليوم وأفتك من شرّها مو ناقصه شياطينها تتسلط علي !

مشاعل بضحكة : هههههههههههههههه يا زينك ..أجل عشاك عندنا !
رهف : لااااا ! ..وش عشاء ما أقدر أتأخر.. بعطيك البطاقات وأمشي..
مشاعل : مووو على كيييفك... تشرفين بيتنا ولا تفلّينها..ما يصير..
رهف بضحكة : خليها مرة ثانية أجيكم وأسهر عندكم لو تبين ..
مشاعل : نهي نهي يا حبيبتي... ما يصير عالأقل ساعة نروّق ونسولف..حتى شادن بتنبسط لو درت..
رهف تنهّدت باستسلام : اوكي بس علميني ألحين الوصف..

وصفت لها البيت وسكرت.. راحت لـ شادن وقالت لها عن حضور رهف.. وعقبها نزلت تحت للمطبخ تقول للخدامة تجهّز بعض الأشياء الخفيفة والعصير للضيافة ..
راحت للصالة وكانت أمها جالسه اللي سألتها باستغراب : وش تقولين للخدامة؟؟...مين اللي بيجي ؟
مشاعل بابتسامة : رهف يمه.. جايه عشان بطاقات الدعوة حقت زواج أروى اللي قلنا لك عنه...

أم محمد باهتمام : اهاا...البنات اللي كانوا معكم بالبر... اللي جايين مع أم محسن صديقة مرة عمك..
مشاعل : ايييه ..أم محسن تصير عمة رهف ..وأكيد هي عازمتك لزواج بنتها الحين رهف بتجيب البطاقات ..
ام محمد : والله مدري أروح أو لا ..إذا كانت مرة عمك بتروح رحت معها ..
مشاعل : مرة عمي مليون بالمية بتروح لأن أم محسن صديقتها الروح بالروح... وبعدين الزواج ما شاء الله بيكون كبييير وفخخخم مرة حسافة ما تروحين..
أم محمد : يصير خير ..

قطع عليهم رنين الجررس... نطت مشاعل بربششة وصرااااخ حماسي وركضت طيرااان لبرررا .. فتحت الباب بسرعة وأول ما ظهرت رهف وهي تنزل طرحتها عن وجهها نطـــت عليها بمعاااانقة طويلة ممزوجة بصراخ مخترش..
رهف انحرجت وهي تناظر الباب الداخلي : اهجدي يا بنت!... والله لو اني مدري وش اسميني ..
مشاعل تراجعت وهي تقبص خدودها : أأأزييييينهم اللي جوا لبيتنا ..
تراجعت رهف : آآآح مشاعل ..
مشاعل : هههههههههههههه وش الأخبار يالزينة ؟
رهف ابتسمت وهي تنزل الطرحة على كتوفها وتسحب شعرها اللي كان ذيل حصان أنيق لبرا : تمام ..
مشاعل : تفضضلي يا بعد طوايفهم ..
رهف بضحكة : ههههههه مين هم اللي طوايفهم !
مشاعل : طوايفي أنا ..
مشت رهف بضحكة احراج : مشاعل مصرّه على دخولي؟..والله استحي وقتي غلط مو وقت زيارة !
مشاعل دفتها من كتفها وذيك منحرجة : أقول لا تسوين لي فيها وعن ثقالة الدم..ادخلي توني قلت لأمي انك جايه وانبسطت..
رهف بسخرية : نصااابة !
مشاعل : والله !..ادخخخلي باااااس..

دخلت رهف وعيونها تنتقل بالأرجاء بحرج وتوتّر تحاول تخفيه... تلفتت يمين وشمال وهي تمشي بهدوء للصالة وهي تبلع ريقها محافظه على هدوءها .. طاحت عينها على أم محمد جالسه بالصالة اللي ابتسمت واقفه أول ما شافتها : هلا ومرحبا ..حيا الله من جانا..
ابتسمت رهف بحرج وهي تمشي لها كون إن علاقتها بأمهم رسمية للغاية ما قد صار بينهم سالفة سوى تعارفهم على بعض بالبر... حبّت خدها وراسها بهدوء : الله يحييك..شلونك خالتي؟؟
أم محمد : بخير بشريني عنك !
رهف : بخير انتوا شخباركم؟؟
أم محمد : ما علينا خلاف.. مشاعل ارتبشت يوم درت بجيّتك..
رهف بضحكة حرج : والله ما أبي أطوّل ودي أعطيها البطاقات وأمشي..

أم محمد يوم شافت احراجها : اجلسي شوي على وشو طايره.. مشاعل مهيب مخليتك يعني اقصري الشر..
ضحكت رهف ومشاعل هجمت عليها تبي تسحب منها العباية : هاااااااتي عبايتك !
رهف ضمتها بحرج : لا والله ما كشخت ..
مشاعل : عادي رهوف ...وريني وريني وش لابسه..
رهف : لاااا.. والله ما كشخت..!
مشاعل بضحكة : عاد أنا اللي كاشخه ..شوفي لبسي.. وبعدين الحين شادن بتنزل بشوشتها وبتشوفين ..
رهف : هههههه مارح تنزل بشوشتها تلعبين علي..

استسلمت وشالت العباية ..مشاعل ابتسمت وهي تشوفها لابسه بنطلون سكيني كحلي مايل للأسود وفوقه قطعة سكرية ناعمة تغطي لأطراف الكتف : كلك ملح وقبلة ..
رهف جلست بتوتر وهي تلمس قصّتها بطرف اصبعها : ساعة وحدة مشاعل مارح أطوّل !

أم محمد : على وشو مستعجلة يا رهف وراك شي؟؟
رهف : عندي شوية أغراض لازم أكملها للزواج.. وأروى تبيني أنوم عندها الليلة ..مابي أتأخر..
ابتسمت أم محمد بتفهّم : أروى العروس..هههه الله يكون بعونها ..
رهف وهي تمد كيسة صغيرة فيها البطاقات لمشاعل : هذي البطاقات..وخالتي تراك معزومة مع البنات..
أم محمد : ان شاء الله ..

جابت الخدامة القهوة ..تقهوت أم محمد مع مشاعل ورهف ثم قامت عشان تخليهم براااحتهم... نزلت شادن وهي تبتسم ببشاشة من حضور رهف المفاجيء عندهم : رهووف العسل عندنا..
رهف ابتسمت أول ما شافتها وحضنتها : العسسسل انتي شخبااارك ألحين؟
شادن : الحمدلله ... لبى قلبك وش هالمفاجأة..؟
رهف : والله جايه بعطيكم هالكيسة وأمشي بس أختك أصرّت أجلس..
شادن : زين ما سوت نبي نسمع اخبارك واخبار أروى..
جلسوا يسولفون عن تحضيرات الزواج...إلا رهف تسأل : سحر للحين مسافره ؟ مارح تحضر الزواج ؟
مشاعل : ايه ما رجعت لحد ألحين..
تنهّدت رهف : حسافة مكانها بيخلا ..
مشاعل : أرسلوا لها رسالة ذكروها إن زواج أروى بعد يومين يمكن نست..وأكيد بتتصل وتبارك لأنها قد قالت إنها فرحانه لزواج أروى ..
رهف : ان شاء الله..

شادن : عاد رهف كرري هالزيارات علينا ..
ضحكت رهف : ان شاء الله ... عاد حالياً مالي أحد إلا أنتوا ! (تمزح ) : أتوقع الفترة الجاية كل يوم بجيكم خصوصاً إن أروى الزفت بتخليني وحدانية شهر !
مشاعل بضحكة : شهر العسل ؟
رهف بحنق : ايه التبن بتاخذه شهر كامل وان طرى على بالها يمكن تاخذه أكثر !
شادن بضحكة : خليها تنبسط وين المشكلة..
رهف باستياء : وأنا وش بسوي بعمري شهر لحااالي؟؟
مشاعل : تعالي عندنا ..نعوّض فراغك العاطفي ..
رهف : هههه ماودي أكون ضيفة ثقيلة ..
مشاعل : هههههههههه أفا ..! .. إلا ما قلتي على وين ناوين ان شاء الله ؟
رهف : تقول اسبانيا وايطاليا.. ناوين يطولون..
مشاعل بحماس : اختيار جممميل !

♫ معزوفة حنين ♫ 27-11-12 06:41 PM

رد: لاتبكي ، للكاتبة : عيون القمر ..
 
قامت شادن تشيل صينية الحلا وقدمتها لـ رهف ..اللي سألت بتوتر : أحد من اخوانكم موجود ؟؟
مشاعل ابتسمت بضحكة : وش فيك لا تشيلين هم ..محمد برا وبندر خايس بسااابع نومة ..

رهف سكتت ما تدري تتطمن ولا تتوتر ..
شادن بابتسامة : للحين حاقده عليه؟
رهف بفهاوة : هاه ؟
مشاعل ضحكت : هههههههه لا شكلك سامحتيه وجهك البريء ذا ما يعرف يحقد ..
رهف فهمت قصدهم : ايه والله نسيت ..
مشاعل : انسي الموضوع ترا أخوي مسالم بس ذاك اليوم قامت شياطينه ..
ابتسمت رهف وغيّرت الموضوع : ما قلتوا شريتوا فساتين الزواج ؟؟
ظلوا يسولفون لثلث ساعة وعقبها قاموا يصلون العشاء ..


بعد نص ساعة .. نزل بندر الدرج ببجامته الشتوية وهو مكشّر من صداع ماسك راسه.. سمع صراخ مشاعل قبل شوي ولا يدري وش سببه ناوي يجلدها لأنها نكدت نومته وقلبت موده فوق تحت..يا شينها اذا قمت مخترع !!
وصل للصالة وعيونه تدور يمين وشمال يدوّر مشاعل ..ما لقى أحد غير وحدة واقفه ومعطيتها ظهرها قدام أحد الدروع الموجودة بـ فترينا زجاج ..وهي أحد دروع التقدير اللي كسبها برياضته المفضلة خلال فترة دراسته بالثانوية... وقف وعيونه مسطولة من آثار النوم يتمعّن بالبنت اللي أيقن إنها ولا وحدة من خواته..مو شادن ولا مشاعل.. للحظــة .. طرت سحر على باله وشكّ إنها هي بس نفاها على طول ...تشبه لها من ورا نفس القوام !

رهف اللي كانت تبتسم وهي تقرا الكلام اللي عالدرع حست بالحركة اللي وراها.. قالت بمــزح سااخر : مشاعل كنت اظن انك مغتره بأخوك الخبل يوم تكلمتي عنه مع بطولاته الخااارقة.. بس صراااحة.......!
قاطعها تنحنح رجولي !.. سمّرها مثل الجليد مكانها وقلبها طاااح بين رجولها !!

جاها صوته بسخرية مقابلة : اخوها الخبل ؟! ،
انسحب لوونها من الموقف .. يااا رب مو هو ... يارب مو هو وش هالفشيييلة !!
لفّت وهي ناويه تركض لعبايتها اللي ما تدري وين حطّتها مشاعل...بس فقدت قوّتها يوم طاحت عينها عليه واقف ببداية الصالة يطالعها بنظراته الناااعسة..لابس بجامة نوم رمادية لها قبعة خلفية لابسها على راسه يخفي شعره المعتفس ويديه بجيوب بلوفر البجامة وعيونه مسطولة ناحيتها .. آثار النوم واضحة ..!! كساها اللون الأحمر وهي مصدومة من الموقف ووقوفه قدامها..ومن هيئته..
هـو نفسه !
شبيـه محسن !.. قبل يكون شبيه أخوها ،

بندر مال بجسمه وهو يرمي عيونه بزاوية بعيدة عقب ما تأكد إنها مو سحر : مين الخبل !؟
رهف تلعثمت : آسـ..فة أحسبك مشاعل ..
بندر وهو يسحب قبعته لجانب عينه بدون ما يتحرك : عيب تحشين بواحد في بيته !
انقلب وجهها من الاحررااج..ولمحت ابتسامة خفيفة على فمه من جنب وعرفت إنه قالها استهبال عليها... اييه تتذكر مشاعل تقول إنه يحب اللعب بأعصاب خلق الله !
استدار معطيها ظهره وهنا قدرت تتنففس وتتحرر من جمودها : عن إذنك يالطخماء..!

شب وجهها حيا من كلمته الأخيرة .. طخمااااء !!
وقفت مصدومه من كلمته اللي قالها بعفوية وطلع !

بندر طلع من الصالة وقابل مشاعل وهي شايله بين يدينها صينية مكسرات...انصدمت من ظهوره من الصاالة وشكله : بندووره انتي جاي من الصاااااااااالة !!؟
بندر بحاجب مرفوع : ايه شفت الطخماء اللي عندكم ..
مشاعل بقهر : عاااااادتك ما عندك احم ولا دستوور !!
بندر بملل : أقول روّقينا .. يكفي اني ماسك نفسي عنك عقب صراخك اللي خضّ راسي قبل شوي ..
مشاعل : ههههههه أحسن وش تبي بالنوم لين العشاء !
بندر بسخرية : شف مين يتكلم عن النوم !.. روّقينا مشاعل وهاتي لي كوب قهوة راسي صاكني..
مشاعل : ماني فاضيه عندي ضيفة ..
رفع عينه ناحية الصالة : مين ذي أحس إني شفتها من قبل؟

مشاعل بسخرية : لا والله ؟!.. صراحة زين اذا تتذكر سواتك فيها ..وزين اذا ما أغمى عليها يوم شافتك..
بندر طالعها بفهاوة : وش تخربطين انتي .. (رفع اصبعه ودق راسها ) : اقول روقينا هاتي لي قهوة ترا جد قاااافله معي ..
مشاعل : قول للخدامة تسوي لك عندها مكينة القهوة مارح تاخذ منها شي.. لازم أرجع للضيفة ..
بندر باستياء : وش هالضيفة اللي تحش؟؟
مشاعل باستغراب : تحش؟؟...إنت كلمتها؟؟؟
بندر بكسل : والله سمعتها تحش ببطولاتي وما قدرت أسكت طقطقت عليها شوي ..
مشاعل بصدمة وعصبية : وششششووووووووو ؟!!!

بندر ابتسم وكتم ضحكته : بس شوي طقطقت عليها !
مسكته من ياااقته بعصبية : وش تطقطق عليها شايفها وحدة من أخوياك يالـ.....
بندر ضحك غصب : هههههههههههههههه والله ما قدرت أمسك نفسي.. البنت جرحت كرامتي ..
مشاعل بقهر : ان طلعت البنت من البيت بسببك والله لأوريك ..
بندر : اذا طلعت ناديني بنفسي بعزمها...
مشاعل : هاهاها بااايخه بروح أشوفها .. زين اذا ما جتها سكتة قلبية من شوفتك..

بندر : وليش توني أدري اني متوحش دايماً يقولون لي بريء وعلى نياتي..
مشاعل بسخرية لأنها عارفته يستهبل : بعذرها كانت بتموت بسبتك... اذا تذكر موقف السيارة بالبر يالخبببل .. اففف ..وخر ..

بندر بدهشــة : موقف السيارة ؟!!.. ( تذكّر وكأن الذكرى جت من اللا وعي لأنه نساها تماماً وكأنها ما صاااارت ) : لحظة تعاااالي.. !
مسكها من ذراعها ورجعها قدامه : هذي اللي طرت أنا وياها ؟؟
مشاعل بسخرية : عليك نوووووور ..طرت انت وياها وكنت بتذبحها ...أخيراً اشتغلت ذاكرتك المعفنة .. وهذا شي ينتسى ؟!
بندر مات ضحك : والله نسيت..
مشاعل : من فلاحتك... البنت تشوفك فلم رعب وانت ولا على بالك سويت بلوتك وتركت لها ذكرى مرعبة..
بندر ابتسم بنعومة : وش اسمها ؟
مشاعل : وش تبي باسمها ..
بندر : فضول ..أبي أعرف اللي شاركتني المغامرة الخطرة ذيك.. بحييها على شجاعتها مع إنها كانت جبانة ههههههههههه...
مشاعل بعصبية : تتريق ..اسسسكت لا تسمعك ترا صوتك عااالي..
بندر : أجل تقولين حاقده علي؟؟؟
مشاعل : وش تتوقع غير كذا !؟
بندر بلكاعة : مدري يمكن خقت معي أعرف البنات يحبون ذيك الحركات !

مشاعل : اسكت وجع لا تسمعك !
بندر ابتســم : وش تقترحين؟..أدخل عليها وأعتذر ..؟
مشاعل : لااا تقرب منها.. أخاف تحرّم تجي بيتنا مرة وحدة..
بندر ابتسم بسخرية : أقول روقينا أنا ادري البنت ما تعورت ذاك اليوم لأني مسكتها بنفسي ، هي بس روعة الموقف..
مشاعل : والروعة بسيطة..
بندر بلا مبالاة : والله أذكر اني حسبتها شادن.. كله منك أحد قالك تسرقين سيارتي؟؟
مشاعل : طيب وخر بروح أشوف البنت!

مشت بسرعة للصالة عشان تشوف رهف وتلملم موقف أخوها اللي ما تدري وش سوى بالضبط...

رهف جالسه تسمع صوته برا الصالة ..ما فهمت وش اللي ينقال تسمع كلمة وتغيب كلمة... لبست عبايتها ووجهها أحمرر من الموقف وكلمته .. طخمااااء مرة وحدة !
يعني حلوة بنظره .. يعني مملوحة.. مسكت وجهها من الاحراااج والموقف.. فهمت الحين كلام سحر ومشاعل يوم كانوا يقولون إنه ملكع على براءة ..!.. جريء بس بعفوية ..

دخلت مشاعل تبتسم : آآآآسفة رهوف أخوي فاهي ما كان يدري انك موجودة ،
رهف بخوف : حشيت فيه قدامه !!.. فشيييييييييلة !
ضحكت مشاعل : هههههههههههههه حلالك ..
رهف : وش حلالي رجال طول وعرض سمعني وانا اقول عنه خبل !!!
مشاعل ماتت ضحك : هههههههههههههههههههههههه ما غلطتي..
رهف باستياء : لا لا عيييب.. يا ربي والله وجهي طاااح قدامه !
مشاعل حطت المكسرات قدامها : أخوي فلة ما يزعل بسهولة خذي راحتك.. مجنون شوي بس عسل بليز لا تكرهينه عاللي سواه ..
رفعت رهف وجهها الأحمر وعيونها تلمع بدموع متألمة : ما كرهته مين قال اني كرهته !
مشاعل : وشفيك لا تصيحين ألحين !!

دخلت شادن عقب ما صلت وشافت وضعهم : شفيكم؟
مشاعل : أبد بس بندر درعم للصالة وهو ما يدري ان رهف فيه..
ضحكت شادن غصب : فوّتيها أكيد ما يقصد ..

رهف اللي قلبها يوجعها : وصلي اعتذاري له ترا مو قصدي.. مضطره أمشي ألحين..
مشاعل : بدرري رهوف اجلسي شوي..
رهف قامت بسرعة : لازم أمشي عندي شغلات لازم أسويها ..

ما ضغطوا عليها ..قامت رهف شالت شنطتها بسرعة.. وطلعت من الصالة للممر طاحت عيونها على بندر وهو طالع من المطبخ بنفس الهيئة البيتوتية وبيده كوب قهوة يرتشفه...رفع نظره لها وهو يرتشف وابتسم بعيونه اللي تجعدت وهنا رجف قلبها ..
اشار لها بالكاس يسلم : لا تقطعين وآسف على حركتي ذيك ترا توني أتذكر !
ارتبكت من اعتذاره توّه يتذكررر !!.. يتذكرها ؟؟؟ ..شادن سحبت رهف معها يوم شافت وضعها المرتبك ولأن بندر فلّهااا..
لحقتهم مشاعل وهي تتوعد بندر بعيونها...سلمت على رهف ..ورجعت هي وشادن للصالة لقوه جالس ياكل من المكسرات ..
مشاعل بغيييض : انحااااشت بسبتك !
بندر وهو يقرمش فستق : طبيعي ! وبعدين سويت اللي تبينه اعتذار كاش فيس تو فيس !
مشاعل سحبت منه الصحححن : البنت صااااحت بسبتك !!

بندر بصدمة : وش دخلني ؟!.. شفتيني لطيف حتى ابتسمت عشان أثبت لها إني مو وحش !
مشاعل : أحد قالك ابتسم !!
بندر عوره مخه : ما عرفنا لك.. مو تقولين حاقده علي وماتبي تجي البيت ابتسمت عشان أضبطها لك !
مشاعل بصدمة : تضبطها لي !!!!
بندر ضحك : هههههههههههههه والله انك تنكة ...أقصد عشان ما تحقد علي مثل ما تقولين بعدين تكره بيتنا يالثورة..
مشاعل : ووجع !!

شادن وجعها راسها من جدالهم العقيم : البنت راحت طبيعي لأنها انحرجت بتشوفينها بيوم الزواج طبيعية ولا كأن شي صار..
بندر باهتمام : أي زواج ؟
شادن : زواج أروى ..
بندر : ومين ذي بعد؟
شادن : صديقاتنا وبنت عمتها ..
بندر طفش وسحب صحن المكسرات لحضنه : هاتي ما أبي اسمع منك كلمة ترا وجعني راسي ..
مشاعل راحت تصب لها شاهي من الصينية الموجودة واللي ما لحقوا يرتشفونه مع رهف..

::

♫ معزوفة حنين ♫ 27-11-12 06:41 PM

رد: لاتبكي ، للكاتبة : عيون القمر ..
 
بعد مرور يومين ..

وصلت الطيارة اللي تقل تركي أرض الرياض.. نزل المطار وهو شايل شنطة كتف عادية ونظراته للجوال اللي بيده..
دق على ثامر اللي رد بضحكة : سووويتها شكلك وصلت !
تركي ضحك : شخبار عريس الليلة ؟
ثامر : ماشي الحال .. ها أجيك؟
تركي : لا ما يحتاج بدبر حالي..الساعة 3 العصر الحين انشغل بنفسك وبشوفك بالزواج ما بقى غير ساعات..



يُتبــع ..

أمنياتي يعجبكم وكالعادة انتظر انطباعاااتكم بشغف ..
مشاعل للي ينتظرون خطوتها الجديدة..البارت الجديد دورها ..
زواج ثامر كان لازم يسبقها

لا تحرموني انطباعاتكم وللي خلف الكواليس دعوة للظهور


أحبكم في الله ..

عنوون

♫ معزوفة حنين ♫ 27-11-12 06:42 PM

رد: لاتبكي ، للكاتبة : عيون القمر ..
 
قراءه ممتعة ياقموووورات ..

Mody7f7sweet 03-12-12 02:23 AM

رد: لاتبكي ، للكاتبة : عيون القمر ..
 
السلام عليكم
لو سمحتي يا عسل متى ينزل البارت الجديد؟؟!
على فكرة مررره يسلمو يا حنونه الرواية مرره تجنن زيك ماشاء الله ^-^

♫ معزوفة حنين ♫ 03-12-12 03:47 PM

رد: لاتبكي ، للكاتبة : عيون القمر ..
 
لسة مانزل ياقمر ..
منووورة حبيبتي =)

♫ معزوفة حنين ♫ 05-12-12 04:55 PM

رد: لاتبكي ، للكاتبة : عيون القمر ..
 

الجــــزء 48 ...
-----------------


في الفندق اللي نزل فيه بعد وصوله للرياض ..
قاربت الساعة 7 ونص المساء..وهو واقف قدام المراية رافع راسه يضبط الكبك الفضي حق ياقة الثوب الأبيض اللي لابسه.. توه راجع من الحلاق اللي غيّر من لوكه إلى هيئة أكثر فخامة وأناقة..سلخ جلد وليد لهالليلة اللي بتكون مختلفة ولها أهميتها بالنسبة له ...حلق شعره الفوضوي واللي كان يقدر يسرحه بالطريقة اللي تعجبه وصار قصير للغاية شبه محلوق اللي عطاه هيئة ثانية وأبرز ملامحه الرجولية.. خفف الديرتي اللي كان بوجهه ورسم سكسوكة أوضح وأبرز...ومع الثوب اكتملت شخصية تركي الأنيق المعروف هيئة لها سنة ما رجع لها ..! .. من يوم رجعته من كنـدا بعد خبر مرض أبوه..
يوم انتهى من الكبك .. مسح على خده يلمس الديرتي الخفيف برضا عن نفسه وشكله... هاللحظة غير وكأنه هجر جسمه ورجع له ألحين.. قادر يشوف نفسه تركي حقيقي ألحين..ما ينكر إنه طول المدة اللي راحت انتابه شعور إنه فاقد كل شي بنفسه..شعور مزعج ! ..فاااقد كل شي بتركي والحين نفسيته منتعشة ..صورته الأنيقة بالمراية ترضيـه ،
تحرك للسرير اللي كان موجود فوقه الشماغ والبشت وجنبهم الجوال ...رفع الشماغ وعيونه تميل بعفوية للجوال اللي ساكن.. مسك الشماع باليمنى ، وباليسرى شال الجوال يناظر شاشته ..كانت فارغة مافيها أي تنبيه عن وجود مكالمة فائتة ..!
ليش ينتظر اتصالها...وللحين ما دقت ؟...مر على وصوله الرياض حول الـ 5 ساعات وكان يتوقع اتصالها بأي لحظة لكن توقعه للحين ما تحقق..وشكله مارح يتحقق..
مرّ يومين من يوم طردته من الفيلا .. يومين قبل يرجع للرياض .. ما رفعت اتصال واحد تسأله أو تطلبه؟!.. يومين وزيادة ما شافها..كانت جااادة كل الجد يوم قالت إنها معاد تبي تشوفه... وتجاهلها له للحين دليل إنها رافضته ورافضه الخطبة اللي قال أبوها..
ابتسم بسخرية وهو يرمي الجوال ويمسك الشماغ وتفكيره ياخذه...ومين قال إني أبيك بالمقابل.؟..أنا لو استمريت بهالخطبة وأخذتك عشان شي واحد مارح أتراجع عنه شبر واحد... الثقة اللي أبي أخونها بشكل يرديه قتيل وما يقوم منها... الخيانة اللي أبيها تذكّره بخوي عمره.. تذكره بـشي صار قبل 15 سنة .. كنت أبي هالشي يكون بحلاله وفلوسه لكن ما يمنع تدخلين بالسالفة .. الحلال والفلوس من جهة...وإنتي من جهة !
تركتك تعبرين عن رفضك لأني كنت عارف إنها صدمة لك بالبداية كـ فكرة ، وإن الشدة معك بذاك الموقف ماهو من صالحي... لكن عقب رجعتي رح أتعامل معك.. إنتي بديتي مع وليد ومارح تنتهين بسهولة ..!
قطع أفكاره صوت الجوال.. رفعه وهو يقول نفسه مستحيل تكون سحر..وفعلاً داهمه شعور خفي من خيبة الأمل يوم ما صــارت هي ، .. كان ثامر هز راسه من رباشته أكيد يتصل خايف منه لا يسحب ويتركه.. أخذ الجوال مع الشماغ للحمام عشان المرايه..
حط الجوال عقب ما حوّله لسبيكر فوق رخام المغسلة وبدأ يضبّط شماغه بطريقته : هلا..!
صوت ثامر : ها تركي..
تركي وعيونه بالمراية بتركيز ويديه تحت الشماغ يستعد ينسفه : شتبي؟
ثامر : طلعت ولا بعد؟.. ما ودي أوصل وانت مو فيه..أبيك جنبي بالسلام..
تركي ابتسم وتركيزه ما خفّ : خمس دقايق وألحقك..
ثامر : جبت سيارتك الكشخة اللي بتاخذنا فيها أنا وعروستي..
تركي ضحك وهو يمسك زجاجة العطر : طبعاً.. خل العروسة تشوف إني كريم وبوصلكم للفندق بنفسي وبسيارتي الخاصة.. يمكن تغيّر موقفها مني لما تشوف هاللطف.. بسهر عشانكم مع إن زواج الرجال رح ينتهي بدري يعني إسهر يا تركي لما 3 بالليل عشان حضرتك..
ثامر ابتسم : عرضك إنك توصّلنا مو لله !.. ولطافتك هذي وراها نذالة أنا متأكد..
تركي عض شفته وببراءة مصطنعة : إنا لله !.. أجل دوّر لك غيري يوصلك ..
ثامر : لا ياخوك.. ما عندي غيرك..مع اني فاهمك بس بسكت..
تركي ضحك وهو يشيل الجوال ويطلع للغرفة : دامك فاهمني ووافقت على حركتي وعرضي أجل تحمّل ..
ثامر : إنت تبي تاخذني منها عالأقل طول المشوار للفندق ويمكن ناوي ترسل لها كم مسج مبطّن ..فاهمك ترا ..
مات تركي ضحك : هههههههههههههههههههههههههههههههه يا إلهي على ذكاااائك..
ثامر بسخرية : شفت شلون !
تركي : خلها تغار لمصلحتك.. أنا أبيك تبدا حياتك وإنت متأكد من تعلّقها فيك..وما يمنع أستمتع بنذالتي لا تنسى إنك بتنسى ولد عمك شهر ويمكن زيادة.. باخذ حقي منها وعقبها تسرقك تاخذك تذبحك حلالها تسوي فيك اللي تبي..
ثامر : ما تترك هالطبع الغريب المهم هذاني خمس دقايق وبوصل الكل ينتظرني هناك...لا تتأخر ..
تركي : هذاني وراك..
سكر من ثامر واتجه للبشت الأسود اللي شاله وثناه على ذراعه.. وطلع مباشرة ..

::

في بيت أبو محمد .. قاربت الساعة 9 ..
نزلت شادن وهي لابسه فستان أحمر يلف جسمها الفاتن وكاشف ظهرها بشكل سبعة لين آخر خصرها..وميك أب من الستينات..شعرها مرفوع شنيون نازل على جنب.. جلست عالكنب تنتظر مشاعل وأمها عشان يمشون..
وكان الانتظار باب للتفكير بكل شي صار الأيام الاخيرة...مشاعرها المرتجفة اللي عاشت مدّ وجزر وللحين ما جاوزتها..صارت تعيش كل يوم بيومه وتخاف من بكرة..عمر بكلامه آخر مرة كان يهيأها نفسياً وصارت تفهم إن سبب بقاءه للحين هو عشانها..،
قطع عليها أفكارها رنين جوالها..قرصها قلبها وهي تشوفه..نفس الرقم اللي يدق عليها وهي ما تردّ.. ونفس الرقم اللي شافه عمر وقرأ رسالته.. كانت تستغرب وتخاف من ملاحقاته لكن عمر شرح لها وحاكاها عن هالنوع من الأشخاص بالذات !
كانت تجهل راهي بس معرفة عمر البسيطة فيه من خلال أيام البر وكلامه عنه..وضّح لها هالشاب من أي نوع ،
عايش حياته بانفتاحية كبيرة ..سفراته دايمة لبرا ومتعوّد ياخذ اللي يبيه.. وله من الصداقات الكثيرة مع الجنس الآخر اللي يكشف مستوى تفكيره واهتماماته..
ضااق نفسها وهي تفكر شلون كان يبيها ؟.. بأي طريقة هو يبيها؟..تتذكر كلااامه المقرف وتلميحااته..
وهالأفكاار خنقت أنفاااسها.. معقول كان يبيها بذاك الشكل؟
رن جوالها مرة ثانية وبعصبية سكرت الخط بوجهه.. قامت واقفه بتوتر ما تستبعد إنها تصادفه بالزواج ..أكيد بيعرف إنها رايحه ويمكن يخطط على شي جديد مع إن اللي تعرفه إن الزواج ماله صلة قرابة فيهم.. إلا اذا كان له معارف هناك احتمال وجوده ليش لا..
قررت تطلع برا تهدّي من توترها وأفكارها اللي قد لا يكون لها أساس.. مارح تصادفه..وإذا صادفته بتتصرف معه مارح يتكرر اللي صار قبل ،
جا ببالها كلام عمر الجاد يوم قال لها (عطيني خبر لو كرر حركاته) .. بلعت ريقها وش بتقوله؟..هو عرف قصتها معه وتدري إن الموضوع للحين ما برد براسه رغم هدوءه وعدم اتخاذه موقف واضح للحين..هي تعرف عمر وتعرف طبعه الاجرامي إذا عصب وحط أحد براسه ما تتنبأ وش بيسوي وتخاف يتطور الموضوع ، وهو وهي مو ناقصين مشاكل..

ألغت هالأفكار من راسها تحتاج تنتعش لليلة وراها سهر.. وطلعت تمشي لحوض السباحة مكانها المفضل لما تحتاج للتفكير العميق...التفكير بالمستقبل اللي ينتظرها..والمستقبل اللي قال إنه ينتظره ! ، تنهّدت من ثقل الفكرة اللي براسهاا.. يارب... عطني الفرج من عندك..

ما حست بالحركة اللي عند غرفته..واقترابه من المكان اللي هي فيه لأنه شافها وهي تمرّ من غرفته..
شافها واقفه ..بهيئة أول مرة يشوفها عليها بهالعُمر ! .. أنيقة وجاذبيتها زايدة مع هالأحمر أضعاف مضاعفة..مع هالة من الحزن محاوطه فيها زادتها سحر غريب..هيئة ما قد شافها فيها من قبل وكأنه توْ يعرفها..
تنهّد وهو فاهم سبب شرودها هذا ويحلف إنه يقدر يقرا أفكارها... شي واحد تفكر فيه!.... وضعهم !

ارتجفت شادن وهي تحس بنفس ساخن بإذنها أعااد لها ذكرى ليلتهم بكل ما فيها..أرسل الضعف لركبها : ليه لحالك ؟
غمضت عيونها بقوة وهي تحس بصدره يحضن ظهرها وقُربه الحميم هذا فوق طاقتها.. يرهقها..ينهكها وهي جرّبتـه.. برجفة : ع.مر..
عمر اللي حس برجفتها حضنها بيديه من الخلف وهو يدفن وجهه برقبتها المكشوفة : اهدي..لا ترجفين..
سكنت بين يديه وهي تناظر قدام وعيونها تلمع مشاعر بينما هو حاضنها ومخبي وجهه مابين رقبتها وكتفها يستنشق عطرها ويعيش لحظات له .. مرت ثواني طويلة وهي مستسلمة له كلياً ما تحس بغير أنفاسه اللي تثير أبسط شي داخلها..
ومرّت دقيقة كاملة وهو على ذات وضعه ساااكن... قامت ترمش باررتباك لدرجة إنها توقعت إنه نااام واقف.. همست ببحة : عومر..
ما رد عليها وحست بذراعه تضغط على بطنها وشفاته تمر من رقبتها لأذنها كـ جواب صامت
خافت تفقد سيطرتها على مشاعرها : لا تسوي كذا..
همس باذنها متجاهل طلبها : وش أسوي؟
شادن بصوت مرتعش دموع : إنت بتتركني مابي أتعب لا تسوي كذا ..
هدأ عند هالكلمة..وخفف من اللي يسويه وهو يحط يديه على كتوفها هالمرة...ويلفها عشان تواجهه..لقاها تناظر بمستوى صدره لكن ماسكه عبرتها اللي تلمع بعيونها مع هالليل : مارح أتركك!.. قلت لك .. حتى لو تركتك مسألة وقت وبرجع حطي هالشي براسك..
رفعت عيونها له وقدر يشوف بوضوح رسمة الكحل اللي عطاها جاذبية غير ونظرة أعمق : وش قررت؟
عمر بخفووت ونظراته تغرق بعيونها : قلت لك من قبل .. مارح أسوي شي لما إنتي تقولين لي..
سكتت مو لاقيه كلمة تقولها... وشلون تقول له رح للمصير برجليك..؟
هو يوم حكى عن وضعه ...قال لها مارح ياخذ قرار أي خطوة مصيرية لحاله..مارح يتخذ القرار إلا فيها ومعها..،
والكلمة الأخيرة لها !

دنقت براسها لتحت بشرود ، ومال براسه يناظرها : شادن ؟
قاطعهم رنين جوالها ..ابتعدت عنه بخطوة خلفية وهي تطل جوا حقيبة اليد الفضية..وبدون ما تطلّع الجوال لبرا شافت الرقم وبسرعة قطعته وملامحها تتبدّل ..
قرأ عمر هالتغيّر في وجهها..وضاااقت ملامحه بجدّية انعكست على صوته : هو ؟
بللت شفاتها وهي تسكّر الحقيبة بهدوء : لا تشغل بالك..
أعاد السؤال بجدية : هُو ؟
هزّت راسها بإيجاب بدون تعليق..
قال بطريقة مفاجئة : أبيك تردين عليه !
رفعت عيونها بصدمة له وبدون استيعاب...وخافت من هالنبرة والملامح بوجهه ... وش نااااااوي !
قال يتابع : ردّي عليه..وشوفي وش يبي..
شادن بتوتر : ما أبي..
عمر اقترب منها وهو يمسك حقيبتها الفضية المتلألأة : اذا تبيني أخلصك منه...ردي عليه..
شادن : لا تتهوور !
ابتسم ابتسامة جانبية : كيف يعني ما أتهور !؟
شادن : إنت عاااارف نفسك..لا تتهور أنا بسفهه لما يملّ..
بابتسامة تخفي وراها توعّد خفي : هالنوع من الشباب ما يملّ أبد...فاهمه زين وشرحت لك كيف يفكرون وكيف عايشين.. ما تعوّد يترك شي يبيه لأنه عاش على هالطريقة .. ومن قوة السفاهة يلحق وحدة على ذمة رجال عادي...وهالرجال للأسف أنا ، وأدري إني إجرامي وهالشي من سووء حظه..
خااافت من كلامه.. وش بيسووي مو فاااهمه بس أكيد مارح تخليه يتهوووور !!
قال وجوالها مستمر بالرنين : ردي عليه !
قالت بقوة تبي تمنع مصيبة جديدة : ما أببببغى ..
عمر : شادن ! قلت ردي عليه..
شادن بقوة : إذا بتتهور ماني راده عليه..
عمر : لا تخليني أروح ألحين لبيتهم وأمسخه بطريقتي ..ردي عليه اذا تبيني أقصر تهوري ..
بلعت ريقها : و..وش تبيني أقوله؟
عمر : شوفي وش يبي وسايريه..
شادن بخفوت : شلون يعني أسايره؟؟
عمر : يعني لا تعارضينه...ويكون أحسن لو كان يبي يشوفك !
شادن انقلب وجهها من الفجعة : ي يعني أوافق؟؟
بابتسامة مخيفة : بالضبط..

استسلمت لرغبته ..وردت عليه بصووت خافت وقلبها يخفق بسبب عمر وإجباره : ألو..
وصلها صوته مثل ما عرفته يثير أعصابها وينثر خوف : أهلين.. ما بغينا ..
شادن بللت شفاتها وعيونها تصطدم بعيون عمر الحادة : ه هلا..
راهي : شلونك شادن؟..
شادن : الحمدلله.. (أجبرت نفسها) .. إنت شلونك؟
راهي ابتسم : بخير بسماع صوتك.. شلونك عقب آخر مرة؟..كنت أبي اتطمن بس ما عطيتيني الفرصة..
ماهي مستعدة تتذكر لكنها ضغطت على نفسها وتحكمّت بصوتها لا يرتعش : بخير..
راهي : اقتنعتي بنواياي ألحين؟
شادن وهي ترمش بسرعة فضيعة : ليش متصل؟
راهي : متصل بسمع صوتك.. بشوف أخبارك صرت أسهر الليل بسببك..وربي..
شادن تجاوزت اللين اللي يغطي صوته يحاول يسحرها فيه : عندك شي تبي تقوله؟
راهي : الكلام ما يوفي.. وانتي مو معطيتني الفرصة أتكلم معك بهدوء وأعرفك على نفسي.. ماخذه عني فكرة مو كويسه..
شادن : والمطلوب؟
راهي يوم شاف تجاوبها : يعني أفهم إنك مستعدة تبدين معي ..
شادن بخفوت : أبدا معك إيش؟
راهي ابتسم : إنتي فاهمه.. مارح أستعجل عليك..أبيها صداقة لين تعرفيني وتتعودين علي..
وش هالمصيييبة ؟!..صداقة ؟.. وش هالشخص وشلووون يفكر بالضبط؟؟
ما يخاف أقول لأهلي..؟؟ أو ما يهتم أساساً ؟؟.. ايه هذا الواضح مو مهتمّ... ومثل ما توقعت عنده الحصانة اللي يقدر يسوي بها أي شي !
كرر بصوته : أقدر أشوفك؟؟
تغيّر وجهها وهي ترفع عيونها لـ عمر اللي جالس يتنبأ بالكلام اللي ينقال ..وفهم من نظراتها إنه قالها..
هز راسه بهدوء يشجعها ..
بلعت ريقها وحاولت تمانع عشان لا يشك : راهي ما تحس إنها صعبة؟؟
ابتسم يوم نطقت باسمه كون إنها أول مرة : يا حلوها بصوتك..
رمشت بسرعة وقلبها ينضغط بشكل رهيب..هالدور ما يصلح لها : طلبك صعب !
راهي بابتسامة : ليش صعب؟.. بعطيك كل شي تبينه وكل اللي أبيه قربك..ومتأكد إني بقدر أليّن قلبك..
سكتت ثواني مو عارفه شلون ترد على مثل هالكلام ..
وأردف : متى أقدر؟.. أبي بس أشوفك ونتكلم سوى.. غير كذا مارح أطلب..
اختنقت من تجاهله لوضعها رغم إنه عارف انها مخطوبة لكن الواضح ان هالجانب ما يهمه كثير ..وقالت بصعوبة : بفكر !
راهي : أقدر الليلة ؟
شادن انصفق وجهها : الليلة؟؟؟
راهي : ايه بودي إختي للزواج حق صديقتها وأظن انك بتروحين بعد.. ممكن أقابلك لو نص ساعة..
شادن بخوف : شلون ؟
راهي ابتسم : بنتظرك برا الفندق لو تبين ..بسيارتي ناخذ لفة وبعطيك هدية اعجاب ..أتوقع بتعجبك..
خوفها زااااد الوضع مو بسيط جديييته واصله لآخر مرحلة.. يبيها تطلع معه ! ، يقولها بكل بساطة بدون احساس بالغلط... أدركت أكثر ألحين كلام عمر عنه انه متحرر بشكلْ والحدود ما ترسم حياته..
راهي : وش قلتي؟؟
شادن بتوتر : بشوف..
راهي : بكلمك الساعة 12 واشوف وضعك.. اذا قدرتي حلو..واذا ما قدرتي على راحتك..
ودّعها عقب ما قال اللي عنده..وسكرت ووجهها متغيّر أمام عمر اللي محافظ على ملامحه بهدوء ما ينقرى.. التزمت الصمت ثواني لأن الواضح إنه فهم المغزى والحوار من كلماتها المقتضبة..
عمر بدون مقدمات : الليلة بجي آخذك من الزواج !
رفعت عيونها له بقلق: .......
أكمل بهدوء : رح نتفاهم معه !
انقبض قلبهاا : مارح أطلع ..مجنونة انا ؟
عمر : وش قال بالضبط؟؟
شادن : قال انه يبي يشوفني الساعة 12..
عمر بابتسامة جانبية ساخرة : ما يلعب..
شادن : مارح أسمع كلامه خله ينتظر لين الفجر...اذا ما جيت بيفهم إني مابيه ولا أبي شوفته...وبيملّ..
عمر : قلت لك هالنوع ما يتنازل بسهولة..وبجيك الساعة 12 خلك مستعدّة..
شادن بتوتر : و..وش أقول لأمي ..وشلون أطلع والزواج بذروته؟؟
عمر : دوري لك أي عذر على أساس بتطلعين مع بندر... وأنا بعطي بندر خبر إني باخذك وبرجعك للبيت..عشان لو اتصلوا عليه ما يقلقون..

::

بـ زواج الرجال..
تركي واقف جنب ثامر يستقبل السلامات المتواصلة والمتوافدين بحفااوة بالغة والتبريكات توصله مثل ما توصل ولد عمه... المصوّر ماسك الكاميرا طول الدقايق يلتقط الصور أثناء السلام على العريس..
همس تركي وهو يشد على بشته : قول للمصور يوقّف تصوير ربش عيوني انعميت !
ضحك ثامر وبصوت واطي وهو يسلّم على اللي قدامه : خله يصوّر هذي بكرة بتلقاها بالجرايد..
مسك كف ثامر بحدّة وغضب : وشوو؟؟؟
ثامر ناظره : شفيك؟؟
تركي : ليش ما قلت لي من بدري؟؟؟
ثامر: وش أقولك؟؟
تركي : سالفة التصوير والجرايد إنت غبي ولا تستغبي؟؟
رفع ثامر راسه فووق يوم فهم : أهااا.. سالفة وليد مرة ثانية!
تركي : ثامر لا تستغبي..شـف لهالصور حلّ أو يا ويلك..
ثامر ابتسم : وانا وشوله جايب المصور ودافع فيه؟!
تركي : بتنزّل صورك لحالك بكيفك أما أنا لا يقربني !
ثامر ضحك : من وشو خايف بالله؟...أجزم لك إن محد عارفك شكلك ألحين مختلف..فرق السما عن الأرض محد عارفك لا تخاف.. أنا وهو أنا يوم طاحت عيني عليك ما عرفتك طبعاً بركاتك خليتني أنسى تركي الأنيق وأتعوّد على وليد المبهذل..
تركي بحدة : قلت لك لا تتهور !
ثامر تنهّد : طيب بتفاهم معه.. مارح يقرب لك تطمّن..
جاهم واحد كبير بالسن حوالي الـ 50 من عمره ..يعرفهم ومن قرايب العايلة...همس تركي يوم شافه : هاللي جاي اعرفه لكن نسيت اسمه ..
ثامر بسخرية : والله من قطاعتك للعايلة هالكم سنة اللي راحت..بعذرك تنسى... ينقال له أبو سعد..
وصل الرجال سلّم على ثامر وبارك له ودعى له..وثامر يرد بحفاوة وذوق..
التفت أخيراً لـ تركي اللي كان واقف بابتسامة يتابع السلام : تركي ولد جاسر ما شاء الله... سنين ما شفناك !
تركي بنبرة قوية : ايه تركي الله يسلمك..
الرجال : ما شاء الله متى رجعت من دراستك.. سنين ما تنشاف طوّلت الغيبة اللي يهديك..
تركي : رجعت من فترة تعرف البكالوريوس والماجستير حول ال7 سنين بكندا مو بسيطة..
الرجال: كني سمعت انك تدرس الدكتوراه...خلصتها؟
تركي ابتسم بأسى : ما حصلي الشرف..كنت على بدايتها لكني اضطريت ارجع عشان الوالد تعب..
الرجال باهتمام بالغ : توني بسألك عنه؟؟ شخباره عسى صحته زينة؟؟
تركي : الحمدلله ..مستقرّ ..
الرجال : وينه ما حضر كنت أتمنى أشوفه ؟؟
تركي عض شفته بأسى وألم : ما يقدر يا عم.. مافيه شدّة ولا حيل..
تنهّد الرجال : الله يرحم الحال..أبوك من أول كان مثال للقوة والهيبة مدري وش اللي بلاه فجأة ..عين وما صلّت عالنبي ..
ثامر ضاق من الطاري لأنه عارف بينكس مزااااج تركي فوق تحت...وما غلط..
تركي بهدوء : الله ينتقم من اللي كان السبب..
الرجال : والله جمعات العايلة ما عاد لها طعم من دونه ليتك تحاول تقنعه وتعينه يحضر المناسبات الاجتماعية يمكن يتحسّن.. الوضع اللي هو فيه تدري إنه مو زين خصوصاً للي مثل أبوك حياته من أول كانت اجتماعياته ، عايلته وأصدقاه وشغله..انت ولده الوحيد لازم تعينه ..
تركي ابتسم بمجاملة رغم انه عارف صعوبة الفكرة لأن أبوه باختصار اعتزل الناس : ان شاء الله..
تجاوزهم عقب ما وصاه يوصل سلامه لأبوه..
ثامر لف لـ تركي اللي كان واقف بصمت : نجلس؟
تركي وعيونه بالفراغ : ليتها كانت عين يا ثامر عالأقل نقرى عليه ويتشافى...لكن وش الحل إذا كان البلاء جرح غاير بالقلب والروح..هذي شلون أعالجها؟.. لو بيدي جبت له خاينه من شعر راسه ولو زحف عشان يعتذر..لكني أدري إنه مارح ينفع ..وشوفته لصاحبه اللي خانه عقب عشرة عمر وسنين مارح تجيب إلا مصيبة...وأنا مابيه يموت بشوفته..
ثامر تنهّد : ماهو وقته هالطاري يا تركي..
تركي : الناس يحسبونها عين صابته ما يدرون إنه عايش بصدمة ما قدر يطلع منها للحين ! خذت منه صحته النفسية والجسدية والقهر إنه ما يقاومها ..تاركها تدمّره..
ثامر تنهّد : بلاش هالكلام ألحين.. مو زين لك انساه لو شوي..
تركي : ودي أنساه لكن كم واحد ألحين سأل عن أبوي؟.. انت شفتهم ..
ثامر : طبيعي وضع عمي النفسي إنت عارف بغلاة أبو خالد بقلبه.. إنت عارف وش كان بالنسبة له.. شي كبير وانت شهدت على هالشي بطفولتك..كنت تشوف العلاقة بعيونك.. لا تستغرب لو ما قدر يقاوم تعبه ..
عض تركي على شفته بغيييض يتفجر من كلمات ثامر : وهذا اللي قاااااهرني.. ليتني كنت أكبر شوي يمكن قدرت أوقف بوجهه ! أردّ له ذيك الإهانة اللي صارت في بيته وتحت ناظري..
ثامر يبي يقفل الموضوع : خلنا نفرح ألحين قلت لك ماهو وقت هالكلام..

راحوا يجلسون عقب ما اكتملوا الضيوف تقريباً ومرّ الوقت.. وحان وقت العشاء ..لكن تركي اللي كان عايش أجواء الزواج بالبداية ما استمرّ هالشعور فترة طويلة وبدا يتلاشى فرحه مع سؤال الناس المتكرر عن حالة أبوه..وبكل مرة يجاوب يرجع بصعوبة لأجواء الفرح ، لكن لما جا اللي ينقال له أبو سعد محى أي قدرة انه يسترد مزاجه..
أفكاره تركّزت لرجعته لروسيا عشان يطلّع الحرة اللي تجددت بقلبه بسبب هالزواج وسؤال الناس المتكرر اللي ما وقف وكأنه هو العريس مو ثامر ، واللي بالمقابل كان يحاول يطلّعه من موده بكل مرة يستقبل سؤال مثل ذا..

::

الساعة 10 ..
دخلوا مشاعل وشادن لقاعة الفورسيزن الفخمة مع أمهم وشافوا مرة عمهم أم خالد واصله وجالسه على أحد المقاعد بكامل كشختها وزينتها ..سلّموا عليها وعقب تحركوا عشان ياخذون لهم مكان بعيد عن الأمهات..
شافوا رهف تمشي بآخر القاعة متوجّهه لأحد المداخل وهي لابسه فستان ليلكي أنيق وناعم..راحوا لها بسرعة وهم ينادونها..التفتت عليهم وابتسمت بفرح : أهلييين منوورين..
سلمت شادن وعقبها مشاعل اللي سألوها عن أروى مباشرة..
رهف بضحكة : أروى تنتظر ثامر عندهم جلسة تصوير بعد شوي ..
مشاعل : نقدر نشوفها؟؟
رهف : أكيد يمدي يلله تعالوا..
تبعوها واختفوا في وحدة من الممرات لما وصلوا لغرفة العروس.. كانت جالسه على الصوفا بفستانها الأبيض الباااهر تنتظر شي معين ومحد عندها..والواضح إن الكوافير انتهت منها من فترة قريبة..
شادن : مرحبااا..
رفعت عيونها المرسومة بدقة واطلالة حلووة : شادن...مشششاااعل !
قامت واقفه تسلم عليهم وهي تلملم بفستانها المتجمع.. والتوتر بحركااتها واضح رغم الابتسامة اللي بوجهها..
مشاعل بانبهار : محلوووه ما عرفتك أول ما دخلت..
أروى بابتسامة : عيونك الحلوة..عقبالك عاد..!
ضحكت مشاعل : بدري عللي..

سألت رهف : أروى كلمك ثامر؟..المصورة بتوصل ألحين..
أروى : لسا يمكن بالطريق..
شادن : الزفة متى ؟
أروى : الساعة 1 ..
مشاعل : أوه يعني السهرة صباحي الليلة..
ضحكت أروى : بالضبط.. مارح تنسينها أوعدك..
وهم يسولفون ويغيّرون جوْ أروى عشان يبعدونها عن التوتر... دخلت أم محسن عليهم الغرفة وهي تبتسم : ما شاء الله البنات عندك..
أروى : هلا يمه ..
أم محسن : إخت ثامر وبنت عمها يبون يسلمون عليك بيجون الحين..
أروى عرفت إخت ثامر لأنها تصير بنت عمتها بنفس الوقت ، لكن البنت الثانية.. بنت عمها ؟... ما عندهم إلا بنت عم وحدة اللي هي إخت تركي رفيق ثامر الأقرب لروحه..واللي تعرفه بالاسم ،
قالت : وينهم خليهم يدخلون..
ثواني ودخلوا بنتين وحدة بعمرهم تقريباً أو أكبر منهم تبيّن 23 سنة.. ومعاها بنت أصغر ما جاوزت الـ 15 بس بملامحها براااءة ونعومة..
سلّمت أروى على بنت عمتها بابتسااامة والثانية تبارك لها بحفااااوة.. أخيراً لفت لـ جنى اللي واقفه بفستانها الزهر الناعم واللي شراه ثامر لها بهالمناسبة ..
إخت ثامر : أروى هذي جنى بنت عمي جاسر ..
ابتسمت أروى لطفولتها الواضحة بملامحها ولعنت ابليس يوم فكّرت تغار منها بسبب اهتمام ثامر فيها : هلا جنى..
جنى وهي تبوسها بخدها : مبروك ..
أروى : الله يبارك فيك ..عقبالك..
جنى ابتسمت بحرج طبيعي وهي تلفّ لبنت عمها اللي جت معها كون إن أمها ما حضرت الزواج وجت وحيدة مع بنات عمها اللي يكبرونها بالعمر بفارق كبير.. صايره طفلة بينهم ..
إخت أروى : كيف وضعك ؟؟
أروى : وضعي توتّر..
ضحكت : ثامر متى بيوصل ؟
أروى : يقول يخلص زواج الرجال وبيجي على طول..(ناظرت ساعتها) : أكيد بالطريق زواجهم انتهى ..
إخت ثامر : خلاص احنا بنطلع...بنشوفك بالزفة ..
أروى : أوكي ..

مشاعل همست لـ رهف : مين هالكتكوتة ذي؟
رهف ابتسمت : هذي بنت عم ثامر الوحيدة..جنى.. بالنسبة لي أول مرة أشوفها..
مشاعل : يا حليلها كيووووته ..

طلعت جنى مع بنت عمّها اللي موصيتها أم تركي عليها كون إنها جايه لحالها بدون أهلها.. رهف لفّت لـ أروى بضحكة مكتومة : هذي إخت تركي اللي تقولين واقف لك؟!
أروى تنهّدت : ايه طلعت غير اللي بباااالي.. حسيت بتأنيب الضمير لأني حقدت عليها..
ضحكت رهف : ههههههههههه يعني راح الحقد..
أروى : الصراحة إني ما حقدت عليها.. تقدرين تقولين استياء وعدّى..بس شوفتها ريّحت راسي واضح إنها بريييييئة ومالها بخطط وأفكار عوجاء..
ماتت رهف ضحك : هههههههههههههههههههه من جدك فكرتي بهالطريقة..غريبة إنتي! الغيرة تسوي أكثر..
أروى بضيق : لا تلوميني .. ثامر طول7 سنين وهي مسؤوليته..طول ما ولد عمه الزفت اللي واقف لي مسافر يدرس وهالبنت مسؤوليته ويهتم فيها..
رهف : أحياناً ما أدري شلون تفكرين...البنت صغيرة واضح !
أروى : وأنا قلت لك نسيت الموضوع لا تزيدين فيه..

مشاعل تقدمت بضحكة : فهمت الحين فيه قصة بين ثامر وهالكتكوووتة اللي قبل شوي...ههههههه فلم فلم !
أروى ناظرتها : ابلعي العافية...مافيه أفلام ولا شي !
شادن مسكت يد مشاعل يوم رنّ جوال أروى بإشارة لوصول ثامر : يلله إحنا بنطلع.. نشوفك بالزفة..
أروى بابتسامة : ان شاء الله.. رهف بتخليني؟
رهف بسخرية : وش تبيني أجلس أتفرج عليك وانتي بأحضان فارسك والتصوير شغال..عيب أستحي !
أروى بعصبية وحرج : انقلعي !
راحت رهف مع البنات وهي تضحك..تاركين أروى اللي جلست بانتظار دخول ثامر عليها..
وهناك قابلوا بسمة اللي توها توصل..سلّموا عليها واختاروا لهم مكان يجلسون فيه ..

::



♫ معزوفة حنين ♫ 05-12-12 04:55 PM

رد: لاتبكي ، للكاتبة : عيون القمر ..
 



استمر الزواج بوهجه وضوضاااءه اللي انغمسوا البنااات فيه ما بين الرقص والسوالف عن الحضور.. قاربت الساعة 12 وشادن اللي رقصت بما فيه الكفاية جلست تريّح رجولها وهي تناظر مشاعل ورهف يرقصون مزدوج بمنافسة بينهم خلتها تناظرهم وهي تضحك..
وعلى نهاية الأغنية والطق سمعت رنين جوالها يدق ..طلّعته وهي تتذكر اتفاقها مع عمر وهنا بدت تتوتّر ..
كان اللي يتصل عليها هو راهي .. ردت وهي عارفه انه يبي يشوف رايها ..وتذكرت وصيّة عمر إنها تسايره .. رغم خوفها من اللي يصير لكن كانت تبي تنتهي منه لأنه أعصابها صارت تتوتر بسببه واللي مثله محد يقدر يتوقع خطوته الجاية ..
ردت وهي تقوم وتروح باتجاه دورة المياه : هلا..
راهي : صباح الورد دامها عدّت الـ 12..
بلعت ريقها وهي تدفع باب الدورة : صباح النور ..
راهي : كيف الزواج حبيبتي ان شاء الله مبسوطة.. ؟
شادن بغصصة : الحمدلله .. مبسوطة ..
راهي ابتسم : صوتك يفتك بمخي تدرين ولا لا ؟؟
شادن بسرعة : وش تبي؟؟
راهي : أفا... نسيتي كلامي ؟
شادن : لا ما نسيت .. (وبمبادرة) : إنت وينك؟
راهي : أنا برا ..
شادن بخوف : لا مارح أطلع وإنت قدام الفندق..
ضحك يوم فهم موافقتها لشوفته : وين تبين نتقابل أجل؟؟
شادن : بمكان بعييد .. مو حول الفندق لا تحاول..
راهي : طيب بشوف مكان وأكلمك...شادن حبيبتي لا تخافين بس بعطيك هديتي..وأتمنى تعجبك..
شادن بخفوت وقلبها يعصرها من اللي تسويه : طيب..
سكرت منه ..وعلى طول دقت على عمر ودموعها تغشي عيووونها مو قادره تتحمل..
رد عليها بهدوء : هلا شادن..
انفجرت ببكاء : عومر !
عمر بقلق : شفيك ؟؟
شادن : مو قادره اسمع صووته يقولي حبيبتي ..كرهت نفسي كثير واخاف منه كثيير وش اسوي معه؟؟؟
عمر اللي كان بسيارته : كلّمك؟؟
شادن وهي تمسح دموعها : يبيني أطلع..
عمر : خلاص دقيقتين وواصل..اطلعي بتشوفيني ..

سكرت منه وهي تهدّي من أعصابها وراحت بسرعة لأمها اللي استأذنتها انها بترجع للبيت لأنها مصدعه..وان بندر بيجي ياخذها..ما عارضت وبسرعة راحت برا القاعة لبست عبايتها وطلعت بدون لا تقول لـ مشاعل عشان ما تحقق معها أكثر..

كانت سيارة عمر واقفه قدام البوابة... اتجهت هناك وركبت وهي تهدي من ثورة أعصابها ..
حرّك السيارة مباااشرة وهو سااكت.. وهي بلعت ريقها مو عارفه وش اللي ناوي عليه.. رمت نظرة جانبية عليه كان يناظر الطريق وعقدة جااادة بين حواجبه..
همست : خلنا نرجع البيت !
عمر وتركيزه بالطريق : مارح نرجع قبل أنهي المهزلة ذي !
شادن بارتعاش باكي : هذا الانسان عنده حصانة ضد أي شي أخااااف يسوي فيك شي!!
التفت لها وهو يبتسم بنعومة خطفت قلبها : وهو كفو يسوي شي؟
شادن : والله هالنوع مو طبيعي هو ما خاف أقول لأهلي..ما خاف أقول لمحمد..ما خاف أقول لأبوي..حتى ما خاف على أخته اللي بتاخذ أخوووي لو درى عن اللي يسويه..
عمر : اهدي خوفك ماله مبرر .. إنتي مع مين؟؟
ناظرته بعاطفة من سؤاله اللي رجّعها لطفولة كانت معه ، وهمست : عومر..
ابتسم بدون لا تظهر أسنانه : ويعني؟
أكملت : يعني ما أخاف..
عمر : تمام ! إجابة كاملة..
ضحكت لا شعورياً وهي تمسح دمعها المتعلّق برمشها ..بلحظة نقاء وصفاء تسللت لقلبها وهي تناظره من مكانها.. تتأمل ملامح وجهه مع هالليل والابتسامة اللي خفّت على شفاته أدمنتها من خلال ليلة وحدة بس.. تحلم فيها.. وتعشقها ..
وصلها مسج عقب خمس دقايق هادية وعذبة ما بينهم .. قرأت الرسالة ومكان اللقاء اللي اختاره ..
أخذ الجوال منها يقرى اسم المكان.. ورجّعه لها وهو يلفّ بسيارته ناااوي يتجه له...وعند هاللحظة حس بسيارة مجهولة تتبعهم !
التفت بحدة للمراية الجانبية وهو يدقق بالسيارة ثواني.. ويوم توقّع وش تكون كساااه الجد البالغ ..و قال بخفوت : شادن اربطي الحزام !
التفتت عليه بسرعة : ليش؟
عمر وهو يسحب الحزام : اربطيه بدون أسئلة ..!
بعفوية لفّت هي للمراية الجانبية تناظر يوم حسّت بالسبب... لمحت السيارة ورجعت لعمر بسرعة : تلحقنا ؟؟
عمر : ممكن..
بسرعة ربطت الحزام وهي مو عارفه وش اللي بيصير بس هيئة عمر ووضعيته اللي انقلبت للجد خوّفتها ..
قال : افتحي الدرج .. وطلعي المسدس..
طاري المسدس بدى يرعبها : مين هذووول ؟؟
عمر : بعدين أقولك طلعيه..
طلعته وظلت ماسكته وهي تسمي بالرحمن وتقرى المعوّذات..
قال يستعدّ لوضع جاي : شكلنا بنأجّل تفاهمنا مع معجبك..!
ما علّقت وهي تستشعر الموقف... السيارة اللي خلفهم تتابعهم بهدووء غريب... عمر ظل يمشي بهدوء حذر دام شادن معه فردة فعله لازم تكون محسوبة.. ما يبيهم يحسون إنه انتبه لهم والخطوة الأولى ألحين إنه يضيعهم ..،
عمر تمتم بـ طلب : مارح يصير شي أبيك تكونين هاديه..
هزت راسها بسررعة وهي ساكتة واسم الرحمن يتكرر بلسانها وصدرها..
بحركة مفاجئة زااد عمر من سرعة سيارته وانطلق بسرعة وصلت 180 بثوواني بسبب المحرك اللي عدّله يوم رجعته للرياض..وزادت سرعة السيارة وراه وتأكد إنه مطارد.. دعس بسرعة أكبر وهو يفحط بجنون داخل لوحدة من الحارات المظلمة وشادن شهقت وهي ترتج يمين وشمااال .. غمضت عيونها وهي تدرك شي... إن اللي وراهم..عمر أكيد يعرفهم !!
دخل بلفات الحارة يمين وشمال ..يمين وشمال بمحاولة لتضييعهم خصوصاً إن اللفات متقاربة لما طلع للشارع العام من الجهة الثانية واللي كان مزحووم ..، شاف السيارة تطلع وراه بمسافة تتزايد بينهم..فـ استغل المسافة ودخل بزحمة السيارات وهو يتجاوزها بتهور لابدّ منه خلت شادن تغمض عيونها طول الوقت ومارح تفتحها لين يقولها إن الخطر زال..

عمر يناظر الطريق ويناظر السيارة اللي غاصت بالزحمة وصعب عليها توصلهم.. أدرك إنهم من طرفهم !
وإن الجدّ شكله بيرجع عقب ما تنعّم بهدوء لمدة أربع أيام..!
طلع من الشارع العام مرة ثانية ودخل أحد الحارات وهو متأكد مستحيل يلاحظونه مع هالزحمة ...وأخذ طريق البيت عن طريق الحاارات المظلمة وهالشي أخذ منهم حول النص ساعة..كانت شادن خلالها ساكتة مو عارفه اللي يصير.. وعمر ساكت بالمقابل تركيزه بالطريق يمينه وشماله ووراه ..
وصلوا للبيت بعد ما تأكد من خلوّ المكان حوله.. دامهم يطاردونه ما يستبعد إنهم اكتشفوا مكان البيت..
التفت لـ شادن الصامتة : انزلي ..
شادن بقلب مقبوض : مين هذول ؟
عمر: ناس أعرفهم ..
شادن : وش يبون ؟
عمر : انزلي داخل بعدين نتكلم ..
نزلت بسرعة وهو وراهــا يلتفت بالأرجاء يتأكد من المكان حول البيت..كان خالي شي ريّحه مبدئياً..
لكن مارح يعدّيها بهالبساطة والحذر واجب ..

::

بعد الزفة اللي كانت رائعة وجميلة ..قامت أروى من الكوشة عشان تطلع لـ ثامر اللي ينتظرها برا ..
أمها ورهف ومشاعل وبسمة راحوا عشان يسلمون عليها قبل تطلع .. ومع الابتسامات وبعض الدموع من أمها سلّمت وطلعت وهي تطلب منهم يدعون لها..
طلعت مع ثامر وهي لابسه عبايتها ..ماسك يدها يعينها على المشي ناحية السيارة اللي تنتظرهم واللي كان تركي واقف ينتظرهم وهو معطيهم ظهره..
أروى همست وهي تلمح ظهره : ليش ولد عمك يودينا؟؟ تدري إني ما أطيقه !
ضحك ثامر اللي شال البشت وتركه بالسيارة وظل بالثوب : مالي غيره يودينا.. وبعدين هو عرض هالخدمة علي!
أروى : عندك محسن أخوي..ليش هذا ؟
ثامر : روّقي أقول اللي يسمعك يقول بيجلس معنا..كلها توصيلة بعدين بيضف وجهه.. أضمن لك هالشي ..
ابتسمت يوم شتمه : ايه خله يضف وجهه !
ثامر ضحك.. والتفت لـ تركي اللي تقدم لهم بابتسامة ..
تركي : عالبركة ..
أروى بخفوت : الله يبارك فيك..
تركي : شلونك ان شاء الله بخير..
أروى اللي كانت الطرحة تخفي الرؤية : بخير الحمدلله..
أعانها عالجلوس بالسيارة الأودي..نزلت الطرحة وظلت ماسكتها مثل اللثمة وهي تشوف تركي يلفّ من قدام السيارة عشان يركب..كانت تبي تشوف ولد عمه اللي لاصق بـ ثامر مثل العلك... لكن لسبب غير معروف عقّدت حواجبها وهي تتأمل ملامحه من بعيد..
جلس ثامر قدامها ..وتركي جنبه وهو يضحك لنكتة ساخرة رماها على ثامر بالجو وهم يتّجهون لأماكنهم ..
ظلوا يسولفون طول المشوار بسوالف هادية بينما هي بس مركزه على نبرة صوته اللي مــا تعرفها...لكن ملامحه من الجنب أثارت قريحتها ..هالملامح مو ملامح شافتها مرة بحياتها ومن سنين وتغيّرت...هالملامح شافتها من فترة قريبة.. لكن وين ؟!
جذاب ورجولي وأنيق بشكل مميّز..هيئة ما شافتها من قبل في أحد ولا تذكر إنه يشابه أحد بطلّته هذي... لكن فيه شي بملامحه خلاها تعقد حواجبها تحاول تتذكر... يشبه أحد؟؟ أو تتخيل ؟!
كأنه يشبه ذاك....................
قاطع أفكارها صوت ثامر : أروى..
أروى انتهبت : هلا..
ثامر : وصلنا !
انتبهت لوصولهم للفندق اللي بينزلون فيه وان تركي نزل من السيارة.. فتحت الباب وثامر يساعدها وتركي ماسك لهم الباب وهو يناظر بعيد.. اتجهت للباب وثامر سلّم على تركي وحضنه يودّعه ..
ثامر : بترجع لسفرتك الله يعينك.. لازم أشكرك على رجعتك عشاني ..
تركي ضحك : مافي مشكلة ..رحلتي الصبح .بروح أنام الحين واريّح راسي..استمتع بعروستك..

أروى سمعت حوارهم البسيط..يعني كان مسافر ورجع عشان الزواج..
جا ثامر عشان يدخل وياها وهي ساكتة..رغم إن فيه أسئلة كثيرة داخلها ..بس بتخليها بوقتهاا..
يا حليلها وهي تسأل عن ولد عمه بليلة زواجهم..والله إن يلفخهااا !!

::



في بيت أبو محمد .. صبـــاح ماهو مثل أي صباح ..بالنسبة لها صباااح حــاسم !
عقب ليلة زواج ممتعة .. رجعت فيها متأخر ..
تناولت مشاعل فطورها اللي نوّعت فيه بشهية غريبـة .. اللي بحالتها المفروض تنسدّ نفسه لكنها عكست الآية .. حطّت حرتها بالأكل وكوب القهوة اللي شربت منه ثلاث فناجين متتالية.. وضعها باختصار .. توتر وحماس وترقب وتوجّس عنيف.. خللييط مرعب لعب في حسبتها ورغم حماسها المتوتر إلا ان الحذر والهواجيس كانت تطغى عليها.. والنتيجة الأكل بشراهة !
أمها انفجعت وهي تشوفها تصب رابع فنجان قهوة : بسسس يالمهبولة وش ناويه تبين تذبحين نفسك..القهوة الزايدة تدمر المخ والقلب ..
مشاعل وقفت ترمس القهوة بالنص قبل تملا الكوب : خليني يمه أبي اصحصح ما تدرين وش قاعده احس الحين !
أمها بصرامة : وخري الكوب عنك يكفي قهوة...
تنهّدت وهي تبعد الكوب بعييييد : خلاص لا تزعلين هذاني بعدته....بس وش أشرب الحين أحس ريقي ناااشف !
تمعنت أمها بوجهها : الله لا يلومه يوم ينشف...اشربي موية يا الله العافية !
مشاعل قامت واقفه وهي تشوف ساعتها : لازم أطلع ألحين..مابي أتأخر بعدين ياخذون عني فكرة مب زينة من أولها..
أمها : والله اني خايفه عليك من هالتدريب... متأكدة إنك قده .؟
مشاعل بقهر : يممه .. هذا تشجيعك لي بأول يوم.. ايييه قده وبتشوفين
ابتسمت أمها بضحكة : والله خايفه عليك لأني أدري إنك راعيــة دلع وراحة بال... منتي راعية كرف وهدة حيل..
مشاعل : دلع وراحة بال أول..أما ألحين مرحلة جديدة.. بتفتخرين فيني ان شاااء الله ..
أمها بابتسامة من فخرها الزايد بصوتها : الله يسهل لك دربك...
مشاعل : انتي بس ادعي لي.. (التفتت بالصالة ) : وين ابوي ما صحى للحين؟
أمها : بينزل الحين...
مشاعل : أبغاااه يدعي لي... قولي له دعواتك لقعدتك ..لا تنسين ماماتي..
أمها بعفوية : بيدعي لك إن شاء الله ...مع إنه متوتر من سالفة تدريب المستشفى حقك ...بس يوم درى إنه نفس المستشفى اللي يشتغل فيه ولد عمك.. انقلب رايه وكأنه ارتاح شوي..
مشاعل بانتباااه : ليش وش كان يقول ؟؟
امها : مدري بس مو مرتاح بالبداية... وأمس قال إنه بيتصل بولد عمك خالد يوصيه عليك...
طاااارت عيونها بقوة : لااااااااااااااا...!!
أمها ارتاعت : ووجع وشفيك!!
مشاعل بارتباك تلملم السالفة : لا يكلمه.. مابيه يكلمه !
أمها : وليش ؟؟؟
مشاعل بسرعة ترقّع : مابيه يكلمه..مابي أشغله فيني يعني..وانا مو صغيرة أبي أعتمد على نفسي بكل شي.. مو بزر توصونه علي..
أمها : تعرفين ابوك وحرصه..
مشاعل بسرعة : أهم شي لا يكلمه ..عالأقل مو اليوم خلوني أدبر أموري .. هذي بدايتي أنا مابي مساعدة من أحد..
وشالت شطنتها اللي جنبها وراحت حبت راس أمها : يلله بطلع الحين..

ودّعت أمها وركبت السيارة اللي تحركت فيها ناحية المستشفى .. المشوار مارح ياخذ أقل من نص ساعة بسبب زحمة الصباح .. استغلت دقايق المشوار بالشهيق والزفير مع أذكار الصباح... مهما كانت متحمسة ومستوى الادرينالين مرتفع ..إلا ان رجفة التوتر سيطرت عليها بدون ما تقدر تكبحها... ومع اقترابها من المكاان دقااات قلبها تتسارع بشكل مجنون..
مشاااعل... !!... اهدي يا مجنونة....اهدي ليش متوتره هالكثر..مافيه شي يستاااهل ..البداية صعبة بس بتقدرين تتجاوزينها !!
غمضت عيونها وهي تضغط على شنطتها اللي بحضنها.. تتمتم بأشياء بينها وبين نفسها..
سهلة...سهلة...سهلة ....سهلــة ....
تحاول تستعد لشوفته.. كيييف بتتصرف !!
تذكّرت لقاءها الأخير بخالد عند باب بيتهم....اتفاقهم اللي عقدووه ما بينهم !! ، كلمته اللي قالها إنه بيتجاهلها تجاااهل تام وكااامل من اليوم وطالع !!
صحيح !!...لازم تكونين قد الكلمة ...إذا شفتيه...عامليه كأنك ما تشوفينه.. لا تكلمينه.. ولا تسلمين...كذا يكون أريح لك..وأهم شي إنه القــرار اللي اتفقتي عليه معه !
هل بيكون سهل التنفيـــذ !!؟؟؟؟


::

دخلت المستشفى وهي تشحن نفسها وتهدي أعصابها اللي اشتدّت واششتدت .. وقفت باللوبي الفخم تاخذ أنفاس قبل تقرب للريسبشن والموظف اللي كان يتكلم مع أحد الأشخاص .. تأملت المكان وكأنها تتأمله لأول مرة ! كأنها ما جت هنا من قبل.. تأملت كل بلاطة رخاام فخمة فيه.. الجلسات اللي فيه.. الكافتيريا اللي ماخذه زاوية ضخمة .. حوض الشجيرات الخضراء اللي بالنص واللي معطي منظر وجوْ صحي بالمكان.. مسحت المكان بعيونها بطريقة مختلفة عن أي مرة ماضية كونها رح تنتمي له جسداً وروحاً من اليوم ورايح... من الآن تحس إنها ارتبطت فيه ارتباط نفسي ، .. هذا المكان لها !
مكان لها !
مو لخالد بس..
مو لخالد وحبيبته بس..
المكان لهــا !!

أخيراً عقب دقيقتين هدوء..تحركت للريسبشن وهي شايله ملفها بيدها جابته احتياط.. كانت عارفه إنها جايه بدري بعض الشيء يبدو إن دوام المستشفى الرسمي باقي علي.. الجو هاادي شوي.. الساعة للحين ما وصلت 8 ..
أخذت مكان الشخص اللي أنهى كلامه مع الموظف وراح : صباح الخير ،
الموظف : هلا صباح النور...أي خدمة ؟
مشاعل : أنا متدربة التمريض الجديدة .. اليوم أول يوم بالنسبة لي.. وأبي أعرف مين المسؤول مين اقابل ؟
الموظف : اسمك ؟
مشاعل : مشاعل عبداللطيف ..
الموظف اطّلع على اوراق عنده : ايوه اسمك موجود هنا... المفروض تروحين عند د.نايف هو اللي يتولى استقبال المتدربين مباشرة ..
ابتسمت : وهو وينه ؟
الموظف : للحين ما وصل .. (ابتسم) : جايه بدري الدوام الصباحي باقي عليه.. ممكن عشر دقايق ويكون موجود..
مشاعل : مو مشكلة اقدر أنتظر ..
الموظف مد لها ورقة : يا ليت توقعين على حضورك هنا ..
مشاعل سحبت الورقة بيد وباليد الثانية اخذت منه القلم بصمت ..ثبتت الورقة عالكاونتر واستندت عليه وهي تكتب بانغماس بدون ما تحس بالشخص اللي دخل مع الباب الكهربائي وبيده كوب قهوته..
لحد ما سمعت صوته قريب منها : صباح الخير نواف !
ارتعشت يدها لا إرادياً وفلت القلم منها وأصدر صوت وتدحرج وطااح بالأرض..نبّهتهم اثنينهم عليها ..الموظف طالعها بعفوية ورجع لـ خالد اللي ناظر بالبنت جنبه بنفس العفوية من وجودها : صباح النور دكتور خالد آمر ؟
شال عيونه من عليها ورجع للموظف : أبيك تشوف لي بالسستم إذا فيه أحد مسجل موعد عندي بدري اليوم ..أقصد الساعة 8 بعد شوي ..

التفت الموظف للجهاز اللي عنده وهو يطقطق فيه شوي ..بينما خالد رفع الكوب يحتسي منه بهدوء وهو مستند عالكاونتر بيده مثل مشاعل بالضبط واللي مالت بجسمها شوي تحاول تخفي نفسها... الوضع صادم .. ما توقعت بهالسرعة ..هي جت بدري عشان تتأقلم لو شوي بس شكله مثلها ..جاااا مبكككر وكأنه حااس بوجودها !
بعد ثواني التفت الموظف لـ خالد اللي كان يتمعّن بكوبه : ما عندك 8 .. أول موعد مراجعة الساعة 9 ..
تراجع وهو يضرب الكاونتر بكفه : حلو ..يعطيك العافية ..
الموظف : يعافيك..
مرّ من وراها رايح وقلبها مضطرب رغم إنه كان واضح إنه ما حس بشي غريب .. الموظف التفت لها : ها اختي خلصتي؟
عضت شفتها ..واستعادت صوتها : القلم !.. طاح مني..
عطاها القلم ورجعت تكمل اسمها وتوقيعها.. عقبها طلب منها ترتاح بأحد الجلسات لما يوصل د. نايف وهو بيناديها ..
راحت وجلست تهدّي ثورة أعصابها وتصادم مشاعر غريبة داخلها.. وجودها بهالمكان مثل الحلم انتمائها له مثل الخيال اللي تحاول تصدقه..
مرت الدقايق ..وأخيراً بدت تحس بالحركة تزيد والساعة جاوزت الـ 8 .. تتأمل بالوجوه اللي تدخل.. تحاول تحفظها ..هذا دكتور..وهذا موظف.. بتشوفهم كل يووم الجو كلله مختلف..
طاحت عينها على جمال وهو يدخل كان مبتسم وهو يسولف مع زميل ثاني .. غضنت حواجبها بالبداية وهي تحاول تتذكر اسمه...شوفته جااابت ذكرى يوم المؤتمر بكل مافيه من مواقف غريبة ! لقائها فيه واسم سارة اللي أطلقه عليها قدام خالد ،!
ابتسمت لا شعورياً وهي ودها تحبس الضحكة ، بذيك اللحظة كانت بتموت خوف..بس ألحين تضحك ! ..وش كان اسمه؟.. ليش عجزت تحفظه مع انه قالها أكثر من مرة.. جميل؟؟؟...لا لا لا...أذكر إنه جمال ؟
اييييه جمال وش جميل.. ما ينفع له جميل ، جمااال لايق عليه أكثر..
تابعته بعيونها وهو يمر قدامها صوته كااان واضح وهو يسلم لموظف الريسبشن من بعيد بيد مرفوعة واجتمااااعية بارزة .. قدرت تميّز إنه شخص اجتماااعي كثييير ، واضح من وجهه وابتسامته وصوته العالي إنه شخص من هالنوع ،

فكرت تروح للكافتيريا عشان تاخذ لها قهوة تقطع انتظارها مع إنها شربت قهوة بالبيت لين قالت آمين بس جتها شهوة غريبة تحتسيها وتصحصح مخها لأول يووم..بس ما أمداها تقوم لأن د. نايف طلّ أخيراً وهو يتقدم لموظف الريسبشن اللي ناداه.... قام يأشر عليها ود.نايف طالعها من بعيد ... واستعدت للجدّ..!

ابتسم واقترب منها : مرحبا... واصله بدري ما شاء الله..
قامت واقفه : شلونك دكتور نايف؟
غضن حواجبه لأن جرأة الصوت المندفع..مميز ومرّ عليه : بخير يا بنتي.. لحظة خليني أتذكر... مشاعل؟.. مشاعل عبداللطيف؟
رفرف قلبها سعااادة ، ماااا نساها : ايه.. تتذكرني؟؟
د. نايف بودّ : أكيد... كان رايح من بالي... بس يوم وصلتني أوراقك من المعهد بنفس الاسم.. توقعت..لكن مع الصوت تأكدت..
مشاعل وكأن التفاءل دبّ فيها مرة وحدة من استقباله : الحمدلله.. كنت خايفه أروح من بالك..
د. نايف : رحتي من بالي شوي بس تذكرت كلامك الحين...تفضلي معي لعيادتي عشان نرتّب وضعك ..

مشت معه وهي مبسووطة ومرتاااحة مبدئياً..شعور إن د.نايف مثل الأبووو سيطر عليها وهالشي كااان حلوو ومرييييح .. ركبت معه المصعد.. الا يقول بودّ أبوي : عندي سؤال لفتني يوم قرأت ملفك واسمك الكامل!
حبست أنفاااسها ..اللحظة اللي متوقعتها جت بيسألها عن الاسسسم : هلا ؟
د. نايف : قلت لنفسي يمكن تشابه اسماء .. بس تعرفين الدكتور خالد اللي يشتغل هنا ؟؟
مشاعل بدون تردد : لا !
د. نايف باهتمام : اسمه خالد مساعد ويشيل نفس اسم العائلة..
مشاعل قررت تتلاعب شوي : غريبة ... يمكن هو يعرفني بس انا أأكد لك ما أعرفه..
ما فهم قصدها ووضح على وجهه الاستغراب..
قالت تغيّر الموضوع : أهم شي دكتور أبي أثبت نفسي ، أنا مرة متحمسه للتدريب هنا وأحس بلقى نفسي بهالمكان..
ابتسم من كلامها المندفع وطلع من المصعد وهي وراه ناحية أحد العيادات بآخر الممر... دخلت بعده وهي تناظر مكانه الواسع اللي يليق بمالك ومدير مستشفى بهالوزن والقيمة ..
جلس وهو يسحب ملفها اللي اطّلع عليه من قبل : بما إنك تمريض اشعاعي فأكيد رح يكون مكانك بمجال الأشعة ...وعشان كذا ودي أشوف معرفتك .. أكيد عندك فكرة وش المطلوب من ممرضة أشعة ؟!

مشاعل ابتسمت : طبعاً..باختصار شديد مهمتي أعتني بالمرضى قبل وأثناء وبعد الفحوص الاشعاعية ..
د. نايف : مثل ؟
مشاعل : مثل استقبال المريض وتجهيز غرفة الأشعة.. الفحص الأولي مثل الضغط والاكسجين وضربات القلب.. توثيق المعلومات وتسجيلها... يعني مثل كذا..
هزّ راسه برضا : هذا على سبيل المثال لا الحصر... أكيد دورك رح يكون مساعد لدكتور الأشعة والأخصائي .. انتي عارفه هالشي؟
مشاعل : أكيد..
د. نايف : كبداية مارح تكونين لحالك.. فيه ممرضة فلبينية شاطرة رح تكون معك بأول أسبوعين تساعدك.. وبعدها رح تراقبك من بعيد واذا احتجتي شي لازم تسألينها.... وبدورها ترفع لي تقارير عنك مباشرة .. !

توترت شوي : يعني انت بتكون المشرف علي؟؟
ابتسم بحنية : ايه ... رح أتابعك من بعيد لبعيد.. فـ شدّي حيلك.. إنتي الممرضة المتدربة الوحيدة فلذلك عيني عليك بتكون كبر الشمس ..!
وضحــك يوم شاف بعيونها خوووف من كلمته اللي قالها يمـــزح : مارح أظلمك ان شاء الله..
سكتت شوي وهي تستشعر الواجب عليها هالدكتور بنفسه بيقيّمهااا.. وبتوتر : ان شاء الله ..

قام واقف : تعالي معي ألحين عشان تعرفين وين رح تشتغلين ..
مشت معه لبرا وركبت المصعد قبله وهو وراهــا...وقبل يتسكر المصعد دخلت وراهم بنت بعجللللة وهي تهتف : لحظــــة داااد لا تسكرررر !
أول ما شافتها مشاعل كساها الجموود ، من وين طلعت؟؟؟؟...... بس لحظة...وشو داد !!!
د. نايف : دكتور نايف الله يهديك !
رفعت ياسمين عينها للبنت اللي ما انتبهت لها كانت تحسب أبوها لحاله : أوه!...سوري ..د. نايف ! ( عضت لسانها)
د. نايف : بالبيت قولي اللي تبين..
ياسمين بخفوت : اعذرنا ..

مشاعل رفعت حواجبها بدهشة وصدمة يوم فهههمت صلة العلااقة بينهم ... داااد ؟... بالبيت !!!
أبوووووووووووها !!!!!!!!!!!!!!

لا شعورياً قامت تلتفت لوجه د. نايف ووجه ياسمين عشان تربط الأشباه تنتقل ما بينهم بصمت ودهشة... معقوول هالطيّب الحبيييب يصير أبو ذي المليييقة !
حبيبة خالد.. بنت مديره ؟!!!!!!!
كررررهت الفكرة والهااجس اللي نط عليها بوقت كانت ناسيته تماماً... رمت عيونها بعيد تحاول ما تناظر بوجه ياسمين..
ياسمين سألت بابتسامة وهي تناظرها : متدربة جديدة؟؟
سكتت مشاعل ما ودها تجاوب عليها .. د. نايف ابتسم : ايه ممرضة متحمسة ..
ياسمين لفت لـ للبنت اللي كانت عيونها الظاهرة من خلف اللثمة مألوفة : الله يعينك..شدي حيلك ..
هزّت مشاعل راسها مجاملة وعشان ما تظهر بمظهر الوجوم.. خصوصاً قدام د.نايف لازم بأول يوم تظهر بمظهر اللينة الودودة كـ صفة مطلوبة..

طلعت ياسمين بأحد الأدوار وهم كملوا طريقهم للدور الثالث. حيث الغرف الخاصة للأشعة موجودة هناك..شافت كاونتر استقبال للدور مثل كل طابق..وأشار عليه كان فيه بعض الممرضات هناك : ممكن تجلسين هنا اذا تبين خلال تسجيل البيانات..قسم الأشعة هناك مجهز بكل شي ..ألحين بتجي الممرضة اللي قلت لك وتعلمك على كل شي..

قام يتكلم معها بتوجيهات معينة وهي مركزه معه.. وأخيراً نادى الممرضة اللي كان عندها خبر بحضور متدربة بنفس مجالها.. جت وهي تبتسم باحتراااام بالغ للدكتور نايف اللي وصاها كثييير على مشاعل ..
عقب ما انتهى من توصياته قالت مشاعل بامتنان ممزوج بتوتر وكأنها حاسه بيصير شي قريب : شكرا دكتور..
د. نايف : ركّزي بالمطلوب منك..
مشاعل بتوتر : ان شاء الله..

راح أخيراً يشوف شغله.. وقالت الممرضة : come with me
(تعالي معي )
لحقتها مشااعل وهي تعدل لثمتها.. تجاوزوا باب واسع ينفتح من الجزئين ودخلوا لقسم كاامل فيه غرف وكل غرفة مخصصة لنوع معين مثل غرفة التصوير المقطعي وغرفة الأشعة بالموجات فوق الصوتية ، وغرفة الرنين المغناطيسي....إلخ..
قلبت عيونها بهدوء ووصلوا لغرفة كبيرة مجهزة بكل المعدات.. تنننفست وهي تدخل ونادتها الممرضة عشان تعلّمها على كل شي...!

::



♫ معزوفة حنين ♫ 05-12-12 04:56 PM

رد: لاتبكي ، للكاتبة : عيون القمر ..
 


بـ عيادة خالد عقب ثلاث ساعات..
دخل عليه جمال لأن وقت الاستراحة بدأ .. والجووع يقرصه : خاااالد ؟
كان خالد هاللحظة حاط اصابعه الوسطى من كل يد على جوانب راسه وهو مغمض وجريدة الصباح قدامه مفتوحة ، ومارد عليه ..!
جماال دق المكتب بلحن يوم شاف حاله : خالد ياهوه؟!
رفع عينه من دون ما يحرّك راسه اللي أعطى نظرته انطباع مرعب ،
جمال : بسم الله الحي القيوم !
خالد بنفس النظرة واصابعه على راسه : تبي شي؟
جمال : ايه يالحبيب قوم نتغدا ..
خالد بسخرية : غداء الساعة 11 الضحى ..إنت صاحي؟
جمال : فطوري مثل وجهي ، سمّه (غداء موبكر) !
خالد : تغدّ إنت أنا مو مشتهي آكل..
جمال باهتمام : شفيه وجهك؟؟
خالد ضغط على اجناب راسه : مصدع ومو رايق لشي !
جمال : أكلت فطورك اليوم؟
خالد : تقريباً..
جمال : ما نمت أجل ؟؟
خالد : نايم 7 ساعات..
جمال : بركة !
خالد بنفسية متراجعة : جمال اتركني الله يخليك مودي قافل مرة ،

جمال ابتسم وهو يجلس على طرف المكتب : فهّمني.. المشكلة في مودك اللي قافل؟ ولا في الصداع؟؟
خالد ناظره بنظرة مستاااءة : اثنينهم !..وبلاش اسألتك اللي مالها معنى..قلت لك مصدع وقااافله معي..ما يبي لها شرح..
جمال : طيب هدّ..خذ لك مسكن وإنزل اشرب لك عصير برتقال يمكن بدايات انفلونزا أو شي من هالنوع..
خالد مال بفمه : تتوقع؟؟؟
جمال : يمكن !...ويمكن ارهاق وما خذت كفايتك من النوم ، إنت أعرف بنفسك !
هالاحتمال أقرب لأنه ما نام زين فعلاً ..فرك جبينه وأخيراً قرر ينزل معه ياخذ الاستراحة بعيد عن عيادته اللي ما طلع منها من 3 ساعات قضاها في هدوء وصداع..

طلع مع جمال ناحية المصاعد عشان ينزلون تحت وفي طريقهم مروا عالكاونتر..وهناك كان فيه ممرضتين فلبينيتن يسولفون وحدة منهم الممرضة اللي تساعد مشاعل.... كانت تسولف بشوية تذمّر عن المتدربة الجديدة اللي اسمها مشاءيل وإنها بتحتاج شوية وقت عشان تفهم طريقة الشغل..، وحكت عن اسمها بالملف يشبه اسم الدكتور خالد وانها شخصية غريبة ومجنونة وكانت بتخرّب وحدة من الأجهزة المهمة وهي تتعلم عليها لولا إنها لحقت عليها وعاتبتها بقووة وعصبية !!
وقف خالد لا شعورياً وهو يسمع حوارهم بالانجليزي..ما كان رح يوقف أساساً بس عفوية اسمه بالسالفة أجبره وهو يلاحظ نبرة عدم الرضا بصوتها..
جمال سمع السالفة معه : شفيك وقفت ؟
خالد : يتكلمون عني..؟
جمال : لا وش يتكلمون عنك ..واضح انها تسولف عن متدربين جدد وصلوا اليوم !
خالد بهدوء مستنكر : عارف عنهم ، بس وش قصة هاللي اسمها مثل اسمي؟
جمال بملل : محد مثلك خل عنك سوالف الفلبينيات خلنا ننزل..
ما أطال الوقوف وتحرك ورا جمال والقصة القصيرة اللي سمعها بشكل عابر ما استمرت بشكل طويل بباله..


طلعت مشاعل من الكافتيريا وهي شايله عصير برتقال معها لعله ينعش أعصابها ..حاسه راسها ملياااان شوي وينفجججر... ذا الفلبينية ما عندها يمه ارحميني !..ما تركت لها مجال تتنفس وتجمّع وشكلها بتجيب العيد !.. راااسها وجعها طول ثلاث ساعات وهي تقرق وتاخذها من غرفة لغرفة.. وصلت لمرحلة شوي وتصيح من كثر كلااامها وجدّيتها خذتها للعميق من البداية !!!..ما صدّقت يحين وقت هالاستراحة واللي ما كانت تعرف بنظامها أساساً إلا يوم قالت لها الممرضة خذي ساعة الاستراحة عشان ترتاحين فيها ويرجع التركيز لمخك...
همست لنفسها بانزعاااج "حيوانه ! تحسبني خبرة مثلها يوم تهزأني ! "

انقطعت أفكارها وارتعششت نتيجة لظهووووره المفاجيء ..!
طاحت عينها على خالد ! ومعه اللي اسمه جمال يمشون ناحيتها مباشرة ضغطت على الكاس وهي تسرع بالخطى تبي تتجاوزه بهدووء..بس وينها ووين الهدوء وشوفته تثير كل شي ساكنْ فيها...

من الجهة الثانية ..خالد يمشي مع جمال اللي يسولف ، وطاحت عينه عالبنت اللي جايه ناحيتهم واللي خطواتها زادت بشكل ملحوظ... تأملها بعفوية يوم عرف من هيئتها وحجمها إنها صغيرة ، وأدرك إنها وحدة من اللي حضروا اليوم للتدريب.....أول مرة يشوفها أوئ كذا تهيأ له مع إنه جا بباله البنت اللي كانت واقفه عند الريسبشن اليوم الصبح..
بس لحظة ..!
شكلها مألوف !... هالمشية مألووفة !!

حطت يدها على لثمتها اللي لفّتها باحكام بااالغ ما يبرز إلا عيوونها المتحدّيه !! ، خالد تسمّر بصدمة يوم لمح ذيك النظرة العدائية الشرسة ،..
تعلّقت عيوونه فيها بجديّـة من الشرار اللي ترسله له !! بادلها نظراتها المتحديّة بنظرات استغراب وحيرة !
شالت عيونها من عليه وتجاااوزته بصمت مطبق وهو مذهول يراجع الموقف كله لثواني سريعة...ما طلع إلا بنتيجة وحيدة !
هي وحدة اللي تناظره بهالطريقة... وحدة تعوّد منها الفترة الأخيرة هالشرار ،!
ورغم جنون الفكرة واستحالتها الا إنه التفت بسرعة وهو مستنكـــر اللي صار..يبحث عن البنت اللي ابتعدت : لحظــة !
مشاعل طارت للمصعد يوم سمعت كلمته بدون لا تجاوب كأنها مو المقصودة..
خالد تحرك وراها بوجووم وجمال مستغرب : قلت لحظــة !
بس مشاعل ما انتظرت دقيقة أغلقت الباب واختفت .. خالد وقف مكانه مصدوم من ردة فعلـه وهو ينهر نفسه بعصبية ...وش تسوي يالمجنون؟!
جاء جمال بسرعة : وشفيك ؟؟؟؟؟
خالد عض على شفته بغيض : شفت شلون تناظر؟؟؟؟
جمال بحيرة : قصدك البنت ؟؟
خالد : إيه شفت وضعها ماهوب مضبوط ..
جمال : اللي مو طبيعي إنك لحقتها.. أنا ما ركّزت عليها وشفيك؟؟؟ وش تبي منها؟؟

خالد ابتسم سخرية واستهزاء من هالوضع ..حك راسه وهو يمشي للكافتيريا بعصبية من أفكاره الغريبة.. ما صارت قسماً بالله يا خالد هالتفكير.. جااوزت الحد بهواجيسك..

جمال جلس : وشفيك معصب؟
خالد والصداع مأثر عليه : ماني معصب بس قافله معي قلت لك..
جمال : دامك تعبان ليش ما تستأذن وترجع للبيت.. ريّح وتعال المساء..
خالد : ما يحتاج مع المسكن ساعة بالكثير وارجع تمام ..

مرت نص ساعة ودخل دكتور نايف الكافتيريا ومعه ياسمين تسولف وياه واللي كان وقت استراحتها.. شافهم د. نايف واخذ قهوته وراح لهم يشوف أخبارهم..بينما ياسمين سلّمت عليهم وما طوّلت راحت تشوف صاحباتها..
جمال : تفضل يا دكتور ليه واقف؟
د. نايف يشوف ساعته : لا بستغل هالنص ساعة بروح أشوف كيف وضع المتدربين..أول يوم لازم متابعة ..
جمال ابتسم: كم عددهم ؟؟
د. نايف : 4 .. 3 شباب بقسم الأعصاب وبنت من معهد التمريض..وهذي بالذات يبي لها متابعة..
جمال باهتمام : شمعنى ؟؟
د. نايف : لأنها بنت لحالها وجتني شكوى من الممرضة اللي معها قبل شوي..كانت بتسوي مشكلة بغرفة الأشعة..
رفع خالد عيونه باهتمام لأنه نفس الطاري اللي سمعه فوق من الممرضة..وجمال نفس الشيء سأل : يمكن ما تقصد..
د. نايف ابتسم : أكيد ما تقصد..أول يوم لها طبيعي تغلط والتوتر مشكلة .. (التفت لـ خالد اللي ساكت وتغضينة حواجبه تشير لحالته) : دكتور خالد.. توقعت بالبداية انك تعرفها..؟
رفع خالد حواجبه باستغراب من الكلمة اللي بدون مناسبة : أنا؟.. وليش أعرفها ؟
د. نايف : أول ما جت أوراقها قبل يومين لفتني الاسم..لها نفس اسم العايلة..وقلت لنفسي يمكن إنك على معرفة بجية أحد من قرايبك هنا واستغربت أكثر إنك ما قلت لي !

رفع خالد ظهره من الاسترخاء اللي كان جالس فيه وتقدم بجسمه للطاولة ونظراته تشتدّ على د. نايف : كيف؟...شلون اسمها مثل اسمي ؟؟
د. نايف بتساؤل : ما عندك خبر؟..سألتها عنك بس قالت ما تعرف أحد بهالاسم.. قلـت يمكن تكون من قرايبك البعاد وما عندها خبر بشغلك هنا..
خالد وهو حاس بغرابة : ما عندي خبر.... إلا وش اسمها؟؟
د. نايف نطقها بوضوح : مشاعل عبداللطيف !

توسّعت عيونه بشكل مخيف ..وقبل لا يجزم أو تاخذه الأفكار المستحيلة أو حتى يبالغ بالتفكير...كرر السؤال بخفوت : الاسم الثالث وشو ؟؟
د. نايف : مشاعل عبداللطيف بن مالك..
جمال اللي فزّ من بداية الطاري التفت لـ خالد اللي كساااه جموود صامت ونظراته ما نزلت عن د.نايف : وإنت خالد مساعد بن مالك.. أكيد إنها.......
قاطعه خالد بغضب قبل يكمّل كلمة (بنت عمك) وهو يلتفت عليه بهجووم مُريع : ماااهيب هي !!
انصدم جمال من الغضب الواضح بوجه خالد.. اللي رجع لـ د. نايف بجدية وصلت لآخر مرحلة : ماعندي خبر عنها..تشابه أسماء أكيد..
د. نايف ابتسم من تشنج خالد الغريب ومن اللي بيقوله : الغريب اني يوم سألتها قالت إنها ما تعرفك بس إنت يمكن تعرفها ! عشان كذا سألتك كلامها غريب..

خالد بصدمة لأنه فهم المقصوود : هي قالت كذا؟
د. نايف : ايه وما طوّلت بالاسئلة معها الواضح إن ما عندها خبر بوجود أحد من العايله هنا..
تشوّش فكرره وهو ساكت لثواني يحاول يستوعب الفكرة كلها... (قالت إنها ما تعرفك بس إنت يمكن تعرفها) ..وش هالتناقض ؟!... ما تعرفني بس أنا أعرفها؟!
إذا فكّر فيها بذكاءه بيفهم إن فيها رسااالة مبطّنة..هذا إذا كان فعلاً وجودها حقيقة !! ، بس هي مو حقيقة هالفكرة كلها غبية من اساسها !!
قال الدكتور نايف وهو ناوي يروح : أنا بطلع لقسم الأعصاب أشوف الشباب..
وراح وخلاهم... جمال التفت لخالد بسرعة : هي بنت عمك وشفيك عصبت ؟؟؟
خالد ناظره بنارية : انهبلت انت؟!..وش بنت عمي؟..بنت عمي وش بيجيبها هناا ؟!!!!
جمال باستغراب : وش هالصدفة أجل؟؟
خالد رجّع ظهره لورا وتوتّر الأعصاب وضح على وجهه : مستحيل هي .. خبل أنا عشان أصدق !

جمال مو فاهم سبب انكاره لوجودها..دامه يتذكر انها حضرت المؤتمر يعني هي معهم بنفس المجال : وليش خبل؟..مو هي تدرس بمجالنا ؟؟
رفع خالد عيونه بنظرة مستسخفة : مين اللي يدرس بمجالنا ؟!!
جمال ببراءة : بنت عمك !

شخر بسخرية لاذعة : تستهبل ! ، مين قالك انها تدرس بمجالنا !
حك جمال راسه بحيرة : كذا فهمت.. توقعت يعني ..بس وش فيه وجهك كذا ؟!
خالد ما عرف يرتاااح أعصابه مشدوودة قام واقف : بروح اشوف مين هذي؟!
جمال رفع راسه : دامك ما تعرفها وش تبي فيها؟!

صحيح هو أنكر الفكرة كلها لأنها مستحيلة لكن داخله شي يطلب منه يروح ويقطع الشك باليقين..يدري إن الفكرة كلها سخيفة لكن مارح يتجاوز اسمها بهالسهولة لازم يروح ويشوف الموضوع ! تشابه الاسم الثاني ممكن صدفة..الثالث نفس الشي لكن مع اسم العائلة السالفة مو صدفة...ما يشير إلا لها لحالها...ما يعرف مشاعل بنت عبداللطيف بن مالك إلا وحدة... وعساها تكون صدفة وتكون وحدة غيرها ،
جا بيتحرك بس دق تلفونه الموجود عالطاولة..التقطه وهو واقف وألقى نظرة تحت متابعة جمال المركّز..
تغيّر وجه خالد يوم لمح اسم عمه : عمي يتصل؟
جمال : يمكن تعبان ويبيك تجيه مثل آخر مرة..

هاجس هاجمه وقال له ان السبب هالمرة مختلف...فـ رد بهدوء : هلا عمي حياك..
ابو محمد : هلا خالد..وشلونك .. آسف اني ازعجتك هاليومين..
خالد : مافيه ازعاج..بشرني عن علومك وصحتك..عسى مافيك تعب؟
أبو محمد: الحمدلله بخير هالفترة أحسن.. بشرني عنك وشلون شغلك معك؟
خالد : الحمدلله.. آمرني ؟
ابو محمد : داق عشان بنت عمك مشاعل ...ما ودي إني أزعجك بس الحرص الزايد وانا عمك.. وان شاء الله مافيه كلافة عليك..
خالد تحرك بعيد عن جمال شوي بدون ادراك بسبب أعصابه اللي انشدّت مع الطاري : شفيها؟.. تشكي من شي؟
ابو محمد بليونة : لا ماهيب تعبانة...دقيت أوصيك عليها تراها برقبتك يا خالد.. انتبه لها وأنا عمك أكيد جاك خبر عنها..

سكت للحظة عقب ما سمع الكلمات اللي رفضت تدخل مخه أو يستوعبها !
وش قاعد يقول ؟!.. وش هالوصيـة الغريبة ؟ مشاعل برقبتي؟.. وانتبه لها؟
لا ماهيب هي اللي شفتها قبل شوي... مستحيل تكونين إنتي !
والله ماهي إنتي يا مشاعل !

أبو محمد شافه ساكت : انت معي؟ لا يكون مشغول وانا عمك ؟
خالد بأعصاب مشدودة يبي يفهم : معك... بس والله ما جاني خبر عن شي وش تقصد يا عمي؟
أبو محمد : إنت ما شفتها ؟

أشوفها.؟.. وش تقول يا عمي ؟!
قال : ماني فاهم ؟..وش بيجيبها عندي ؟
ابو محمد باسترسال : اعذرني حسبت وصلك خبر ..جايه تتدرب عندكم وما كنت مرتاح بالبداية من هالموضوع وما بغيت أمنعها بس يوم دريت انها بتتدرب عندك ..خفّ الموضوع بقلبي..

خالد توسّعت عيونه بشكل مرررعب ..وبهمس : وشلون ؟!!!!
ماهو لاقي سبب يجيبها هنا باسم متدربة الأمر كله صعب التصديق.. وسكت يسمع لأبو محمد اللي يحكي عنها وعيونه تتوسع مع كل كلمة يسمعها وهو يكتشف أشياء توه يكتشفها ما انتبه لها..
مشاعل هنا ؟!
ليش جيتي ؟!...وش تفكرين فيه ؟!

::

راحت مشاعل ناحية غرفة الأشعة اللي كانت فيها قبل ساعة عشان تستوعب كل شي فيها وايش أدوارها بالضبط..دخلت وبيدها ملف لمريض رح يخضع لأشعة مقطعية عقب ساعتين أعطتها الممرضة عشان تطّلع عليه وتستعد للخطوات اللي المفروض تسويها في حالة شاركت بتجهيز المريض بالأشعة المقطعية .. كـ بداية !
دخلت لحالها وارتد الباب من عقبها.. طاحت عينها عالسرير الخاص بالاشعة وابتسمت...بدت تحس بالانتمااء لهالمكان من ألحين..
جلست عالمقعد الموجود وهي تتذكر الموقف مع خالد قبل شوي...ما عرفها أكيد؟.. واضح انه ما عرفها... وزين انه ما عرفها ..الحين تبي تستقر هنا قبل ما يصير أي شد وجذب..
التفتت لجهاز التحكم جنبها وبدت تعبث فيه وتتمعن فيه تحاول تستوعب شغلته.. وانغمست فيييه ونست نفسها بشكل ،


تحت بالكافتيريا جمال يتابع وجه خالد اللي كان واقف بعيد مشغول بكالمة غريبة ومن وجهه كان يقرأ تقلّبات مخيفة..
ثواني وسكّر خالد الجواال وركض قدام جمال اللي انفجع من شكله ..
جمال : لحظة تعااال !!

ركض خالد برا الكافتيريا وهو عاض على شفته من اللي سمعه من عمه...وتوضيحه للأمور ..
حاس إنه مستغفل !..حاس إنه غبي !.. حاس إنها تلعب من وراه ...ولها أهداف ..!
مشاعل ممرضة ؟!
مشاعل جايه لمكان شغله ؟!
مارح يصــدق إلا إذا طاحت عينه عليها .. مارح يصدق أكيد مقلب..أكيد جنوون شاطح من جنونها ،!

ركب الاصنصير اللي كانت هند واقفه داخله ..فزّت أول ما شافته : اهليين دكتور..
خالد ما ردّ عليها كان يدق بيده على باب المصعد ينتظر وصوله للطابق الثالث وأفكاره مو بداخل المصعد نهائياً.. أفكاره برا بعيد بعيييد..في نوبة ثوران غريبة وجديدة ! ، هند تغيّر وجهها وهي تحس إنها انسفهت والتزمت الصمت وهي تناظره بحيرة... كان وجهه العاكس على مراية الباب جااد بشكل يوتّر وحواجبه مغضنة بشكل أول مرة تشوفه..عرفت إنه مو وقت تفتح سالفة الواضح إنه مو هنا والواضح إنه ما شافها !
انفتح الباب وركض لبرا بهرولة وكأنه ما صدق ينفتح وهند فزّت بدهشة وهي تشوفه يقفز لبرا مو فاهمه اللي صاير...

خالد راح بسرعة للكاونتر وشاف الممرضة اللي كانت تحكي عنها قبل شوي : سستر شيري ؟
رفعت راسها من الملف : يس؟
خالد بالانجليزية : أين الممرضة الجديدة ؟
الممرضة انتبهت لوجهه الواجم : هناك .. (أشارت بأصبعها لباب كبير بجزئين) : ذهبت لغرفة الأشعة المقطعية ..
تحرّك مباشرة لذيك الجهة بسرعة خطواته ، والممرضة تتابعه باستغراب...
جت هند اللي ما قدرت تروح يوم شافته يكلّم الممرضة ..وبفضول : مالأمر؟
الممرضة ناظرتها : ماذا؟
هند : الدكتور خالد مابه هل يريد شيئا؟
الممرضة : لا أعلم..
هند : ماذا كان يريد؟
الممرضة اللي حسّت بفضولها : يسأل عن الممرضة الجديدة..

هند باهتمام : ممرضة جديدة؟؟
الممرضة : متدربة جديدة وصلت صباح اليوم..
هند هزّت راسها باهتمام : اهاا.. هل هناك مشكلة؟؟
الممرضة ملّت من اسئلتها لأنها مشغولة بملفات لازم تخلصهم : لست أعلم..
هند التفتت للباب اللي كان يتأرجح بوضوح عقب دخول خالد العنيف... واضطرت ترجع للمصعد عشان وراها شغل ولو إنه شكل خالد الواجم الغريب واللي ما شافوه عليه طول تطبيقهم هنا..لفت نظرها وأثار فضوولها كثير...


كانت مشاعل مدنقه على جهاز التحكم تحاول تفهم المكتوب عليه..فاكه لثمتها بما إنها لحالها وعااايشه الدور من اعماقها...مندمجة حد نسيان نفسها وكأنها بدت تستمتع بشيء غريب أول مرة تتعامل معه..كان مغضنه حواجبها بتركيز يوم سمعت صرير باب الغرفة الواسعة اللي هي فيها ..والتفتت بهدوء على بالها شيري عشان تساعدها ..بس مااات الاحساس فيها وكل متعتها تبخرت بصدمة يوم شافت خالد واقف عند الباب ونظراته الوااااجمة عليها..بكل حضوره المفاجيء واقف هناك ! ..عيونه تمرّ عليها من فوق لتحت ..تتأمل كل ذرة فيها ..يقرا ردّة فعلها اللي رجفت من الصدمة ..
فزّت من الكرسي واقفة بدون لا تحس والكرسي اللي كان على عجل ارتد لورا ..وخالد يطالعها بذات النظرات الواااجمة الصامتة اللي لعبت فيها لعب مب صاحي..
ما فهمت وش وضعه..لكن شي بنظراته كان يبي يتأكد إنها هي ... عرف؟..جيّته معناها عرف!...د. نايف قاله؟..
مع إنها هيأت نفسها لهاللحظة عاجلاً أو آجلاً..بس جموود خالد كان عكس توقعاتها... كانت تتوقع إنه بيصرخ قهر بوجهها أقل شي...بس للحين ولحد هاللحظة ..ما سوّاها...... وش ينتظر؟؟؟؟

وأخيرا قدرت تسترد بعض من تحكّمها بنفسها وعدّلت لثمتها مو متحمله وجوده..ثم ناظرت بوجهه مرة ثانية وهالمرة بهدوووء.....وكأنها تقول له تبي شي؟؟
ضاقت عيونه اللي التمعت بحدّة وااااضحة ما خفت عليها.. يحاول يستوعب القصة كلها !! يطالع بعيونها اللي كانت ثابته بعيونه وكأنها فعلاً تتحداه...
ليش مخه مو قادر يستوعب..
ما يدري وش هالشعور العنيف اللي سيطر عليه كلياً..ما يبي يتهوّر... ما يبي يفقد نفسه .. ما يبي يطلع من طوره !
أعصابه كلها ثايرة رغم إن شكله الخارجي يوحي بالهدوء...وجودها بهالشكل المباغت هنا..أثار كل شي ساكن داخله....
من متى خططت لهالشي؟؟...من متى كانت تخطط؟؟.. وليش ما كان يدري؟؟...ليه صدمه عمه بهالخبر وليه يلقى نفسه ألحين مو قادر يصدق حتى وهو يناظرها بدون حواجز !!
مشاعل ممرضة؟؟ وبهالمكان اللي يعترف بدون تأنيب إنه.."أكبر منها" ..
مشاعل يوم تركت الجامعة كانت تخطط على هذااا ؟ جت هنا مع سبق الاصرار والترصد !!
أخفت عليه وأوهمته إنها تركت الجامعة يوم سألها بالسيارة ذيك المرة.. ما قالت له !!
بدا يفهم تصرفاتها الآونة الأخيرة ..نظرات التحدي اللي كان يواجهها ...

مشاعل والاضطراب الداخلي كان لابدّ منه ..لازم تخووضه...
كيف تتعامل معه؟؟ وش قرارها اللي هيّأت نفسها له؟؟ إيه صحيح..إنتي قلتي لنفسك مارح تكلمينه أو تعيرينه اهتمام ولا كأأأنه موجووود...تذكري هالاتفاق !
وأكيد هو يتذكّر هالاتفاق لأنه هو اللي بــداهـ..
تذكّري....لا كلام ..لا سلام...ولا سؤال..هو اللي حط هالكلمات وانتي بتنفذينها ..

تحركت وهي تاخذ الملف اللي معها ناويه تطلع..
يوم شافها ناويه تطلع بتصرف بارد مبرّد ...رفع حاجب بهيئة متحدّيه مرعبة ..وباقتضاب وااااجم : باللهِ ؟
وقفت مكانها قبل توصله والاضطراب الداخلي يزيد بس سيطرت عليه وما أظهرته ، كانت خارجياً مثال للبرود والهدوء المستفزّ....
وازنت أنفاسها عشان تخفف الاضطراب بسببه...هدوءه مو هو اللي مطلوب...اللي تبيه إنه يعصب..يغضب..تشوف القهر بعيونه...
خالد يوم شاف سكوتها والثواني اللي تمرّ تأكد له إنها هي.. مافي مجال للانكار : ممرضة ؟
وضحك باستنكار عفوي شببت البراكين الخامدة..بس التزمت بالعهد اللي قطعته..لا كلام..لا سلاااام..ولا سؤال ..باختصار خالد ماهو موجود ..يكفي إنها قدامه ويشوفها ويعرف وين وصلت ..!
ضحك مرة ثانية بشكل لاذع يوم شافها ساكتة : ههههههه لا جد ماني مصدق اللي تسوينه !
تحرّكت ناويه الباب..بس فاجئها يوم تراجع هـو بخطوات خلفية واستند عالباب بظهره وعيونه بعيونها : ساكتة يا ممرضة؟
قال الكلمة الأخير بقصد لاذع ..واضطرت تتكلم ناويه تقطع أي فرصة عليه..رح تخليه يتمنى الكلام معها ولااا يقدر : بطلع وخر !
خالد والغضب يلمع بعيونه بس صوته واااجم ما ارتفع : تطلعين؟..على وين تطلعين؟
رفعت عينها بتحدي ونطقتها بوضوح : شغلي!
فهم الكلمة اللي فجّرت تحدي بدا يستفزّه بجنون : شغلك؟
مشاعل حضنت الملف قدامه : ايوه شغلي... ماهو عاجبك؟
خالد نزل بعيونه للملف حق المريض اللي رفعته قدام عيونه وفهم قصدها من هالحركة ..
قالت يوم شافته يناظر الملف : شغلي أهم منك.. فـ وخر..
رفع عيونه مرة ثانية لعيونها بثبات ما يتزعزع : شغلك؟.. بالله عيدي؟
مشاعل ببطء : ش غ ل ي..

خالد وفمه يميل لجنب بابتسامة ساخرة للغاية ، رغم استفزازها اللي يثير أشياء عنيفة داخله جالس يردعها : فاهمه غلط... شغلك ماهو هنا..
مشاعل : وأنا قررت شغلي يكون هنا.. بتقدر تمنعني؟؟
رفع حاجب بحدّة..وتحرك ناحيتها تارك الباب : هاللعبة إنتي مو قدها يا مشاعل!
مشاعل بعنجهية : اشعاعية مشاعل لو سمحت.. انا مو في بيتكم..

شخر بسخرية توجعها : اشعاعية ؟...كبيرة عليك حيل !
تغاضت عن الكلمة بقدرة خارقة : بدون كثرة كلام...تنحّى بطلع..
خالد : ماهو بهالبساطة.. فاهم سبب اللي تسوينه ..
مشاعل بسخرية : ثقتك بتقطعك يا دكتور... بس للأسف منت فاهم !


يُتبــع ..

يا رب يعجبكم وتراني أنتظر تعليقاتكم بشغف ..
مع هالحضور المبهج يا رب ألقى تفاعل يليق فيه ..
اللي خلف الكواليس دعوة من جديد للظهور
من قلبي أتمنى أشوف اطلالتكم ..


أحبكم في الله ..

عنوون ***52***


شادن نجد 05-12-12 08:34 PM

رد: لاتبكي ، للكاتبة : عيون القمر ..
 
:55:واوا موقف لاتحسد عليه :peace:

همس الغرور 06-12-12 01:40 AM

رد: لاتبكي ، للكاتبة : عيون القمر ..
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ماشاء الله ... كتبتي فابدعتي رائعة قليلة في حقك .... الله يعطيك العافيه اختي ماقصرتي

بارتات جميلة وسرد اجمل وافكار حلوة وحوارات رائعة القصه فيها تحدي فيها اثارة على رومانسية وصياغة موفقة

جلست اقراها وتوني اوصل لهالبارت بصرااحة .... متالقة وممتعة

اتمنى تواصلين وتحددين اوقات للبارتات حتى نتابع معاك اول باول وبالتوفيق حبيبتي

زهرة الاشواق 06-12-12 12:56 PM

رد: لاتبكي ، للكاتبة : عيون القمر ..
 
السلام عليكم و الرحمه
كل بارررررررررررت احلى من الثاااني:55: و الله ما شاء الله تحفه بس كان قصيير شوي و لا يمكن من حماستي حسيييييييييييييت انو قصير>فيس يتمسخر
الله يحسن خاتمتك يا تركي يعني يمكن سالفه المصور وراها سالفه مرة كبيرة و الوضع مرة معقد مع مشيعيل الشجاااااااعه>تراها اقرب شخصية لقلبي :wookie: و يا الله استر ملي راح يصير معاها بس و اللي خلقني ابيها تاخذ خالد
و على ذا الطاري احساسي بقلي جمال الحين بيدخل اللعبه هههههههههههههه
وياوييييييييييييييييلك من عمر يا راهي يا قليل الاصل :8Pp04714: الا ذا ما يستحي و لا شنوو>لا تكون مفكر انو شرفنا بيتباع بالهدايا يالخبل و اختك للي ما تستحي ساكتة >والله عايله قليلة اصل و مسكين محمد يعني فات الاوان على سحوره بس ترا تقدر تطلق و تخلص من هالمريضة افا ما بطيقها
بس يا حبيبتي شوي شوي على سحوره تراها وحيده و يا ويلها لو تعرف وش تركي ناوي بعد الملكه>فيس يدعي لتركي عشان يصحى و يعرف انو الماضي ترا الماضي تكفي يا ولد الناس لا تاكل على راسك ترا مو كل مره تسلم الجره
عالعموووووووووووم ترا البارت يهببببببببببببببببببببببببل بس تكفين نبي بارتات اطول عشان نروي عطشنا>فيس يترجى
و الله يوفقك
في امان الله

نبع المواجع 07-12-12 11:47 PM

رد: لاتبكي ، للكاتبة : عيون القمر ..
 
صباحكم / مسائكم عسسل

البارت مررره يجنن والقصة روعه والكاتبة أروع

انا معجبه جدا ً واعشق القصة بكل أبطالها

سجليني من ضمن معجبيك ومتابعي الرواية

دمتي بووود ،،،

Julianna 09-12-12 06:43 AM

رد: لاتبكي ، للكاتبة : عيون القمر ..
 
صباح الخير

بتعرفو اني حرمت اقرا الروايات العربية لانها بتاخد دهور لتخلص !!:lPk05240:
بس والله الصبايا لما بكتبوا بكتبوا بروعة
واكيد هالقصة روعة
متابعة بقووة
والف شكر لعنون وللصبايا

شبح الغموض 11-12-12 07:07 PM

رد: لاتبكي ، للكاتبة : عيون القمر ..
 
[CENTER]السلام عليكم
مشكورة اختي البارت مره حلو والاحداث مشوقة... تركي بين المصور وأروى.... مشاعل وخالد.... عمر وراهي
ننتظر البارت الجاي......
مع تحياتي

همس الغرور 11-12-12 09:25 PM

رد: لاتبكي ، للكاتبة : عيون القمر ..
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ممكن استفسار عن مواعيد البارتات لاهنتواااا .........

♫ معزوفة حنين ♫ 11-12-12 11:58 PM

رد: لاتبكي ، للكاتبة : عيون القمر ..
 

الجــــزء 49 ..
(1)
---------------

تحرّكت ناويه الباب..بس فاجئها يوم تراجع هـو بخطوات خلفية واستند عالباب بظهره وعيونه بعيونها : ساكتة يا ممرضة؟
قال الكلمة الأخير بقصد لاذع ..واضطرت تتكلم ناويه تقطع أي فرصة عليه..رح تخليه يتمنى الكلام معها ولااا يقدر : بطلع وخر !
خالد والغضب يلمع بعيونه بس صوته واااجم ما ارتفع : تطلعين؟..على وين تطلعين؟
رفعت عينها بتحدي ونطقتها بوضوح : شغلي!
فهم الكلمة اللي فجّرت تحدي بدا يستفزّه بجنون : شغلك؟
مشاعل حضنت الملف قدامه : ايوه شغلي... ماهو عاجبك؟
خالد نزل بعيونه للملف حق المريض اللي رفعته قدام عيونه وفهم قصدها من هالحركة ..
قالت يوم شافته يناظر الملف : شغلي أهم منك.. فـ وخر..
رفع عيونه مرة ثانية لعيونها بثبات ما يتزعزع : شغلك؟.. بالله عيدي؟
مشاعل ببطء : ش غ ل ي..

خالد وفمه يميل لجنب بابتسامة ساخرة للغاية ، رغم استفزازها اللي يثير أشياء عنيفة داخله جالس يردعها : فاهمه غلط... شغلك ماهو هنا..
مشاعل : وأنا قررت شغلي يكون هنا.. بتقدر تمنعني؟؟
رفع حاجب بحدّة..وتحرك ناحيتها تارك الباب : هاللعبة إنتي مو قدها يا مشاعل!
مشاعل بعنجهية : اشعاعية مشاعل لو سمحت.. انا مو في بيتكم..

شخر بسخرية توجعها : اشعاعية ؟...كبيرة عليك حيل !
تغاضت عن الكلمة بقدرة خارقة : بدون كثرة كلام...تنحّى بطلع..
خالد : ماهو بهالبساطة.. فاهم سبب اللي تسوينه ..
مشاعل بسخرية : ثقتك بتقطعك يا دكتور... بس للأسف منت فاهم !
تجاوز الكلمة اللي فوّرت دمّـــه ! ..وتقدّم لها بهدوء ووقف يوم بقت خطوتين : انتي واعيه عاللي تسوينه ؟؟
مشاعل : مارح أجاوبك..
خالد بنبرة جامدة : معهد التمريض؟.. ومن فترة ! ...وش اللي تخططين له ؟

مشاعل ما جاوبت بحرف..خله يفكّر إنها تخطط على شي.. خل التفكير يلعوزه مارح تعطيه جواب شافي...
خالد وصوته يحتدّ من سكوتها : حذاري يا متهورة لأني مارح أسمح لك تجيبين مشاكلك ومصايبك هنا.. فاقصري الشر دامني أتكلم معك بهدوء ..
مشاعل وأعصابها تشتد من كلامه : مشاكلي ومصايبي ؟؟
خالد رفع حاجب : قلت لك اني فاهم سبب اللي تسوينه... برضى تلعبين بأي مكان ..إلا مكان شغلي يا مشاعل..
مشاعل وكلمة (تلعبين) حرقتها : دامك تعتبرني ألعب ..أوكي اعتبره مثل ما تبي..
خالد ضغط على أسنانه بتحذير : مشاعل !
مشاعل : انت مو ملاحظ شي؟..ليش جاي تتكلم معي أساساً..نسيت وعدك الأخير وكلمة الرجال إنك اذا شفتني بمكان مارح تعتبرني موجودة..لا كلام ولا سلام ولا سؤال... ألاحظ انك نقضته بسهولة..
انشدّت أعصابه وهو يتذكر لقاءهم الأخير عند البيت وكلامه ذاك....وإنه نساه بهالسهولة من يوم طاحت عينه عليها ..
ومشاعل تابعت : لا تكلمني اذا كنت تتذكر لأني بالمقابل بعتبرك مو موجود...
وتحركت ناحية الباب..وتجااوزته بسرعة لأنها عارفه بأي لحظة ممكن يحتدّ الموقف...دفعت الباب بسرعة وطلعت..

أما هو..فكان واقف مكانه وأعصابه كأنها انصهرت بحمم من الغضب الداخلي اللي كبته وما أظهره لآخر رمق..تشبّث بهدوءه وعبّر عن انفعاله بنبرته.. ماهو مستوعب وجودها هنا وليش..؟!
طلع من الغرفة وما لقاها بأي مكان قريب..اختفت.. في باله يجيبها ويطلّعها من هالمكان بنفسه.. لكنه اضطر يسحب نفسه ويطلع من الطابق كله وهو يحتاج لدقايق هدوء يهدّي فيها من ثورة اعصابه..
توجّه لعيادته واقتحمها وهو يحس بيفقد هدوءه بأي لحظة... منصدم من وجودها ..ولاهو قادر يستوعب الفكرة كلها !!
مشاعل ممرضة !!
وهنا...بمكان شغله !!
وش اللي تخطط عليه بس...وش اللي تخطط ؟؟

رمى جسمه على كرسيه وهو يفرك جبينه بقوة نتيجة للتضارب الداخلي والصدمة اللي عاشها يوم طاحت عينه عليها..
جايه هنا..مستغلّه اسمــه... إيه مستغلّه إسمــه هالحركة واضحة منها ما يبيلها حدّة ذكاء...ولا كيف مشاعل توصل هنا بهالسهولة !؟
غطى وجهه بكفوفه وهو يحاول يرتّب افكاره...يحاول يفهم شي !
كيف مشاعل...كيف يلقاها هنا !!
استرجع اللي صار بثواني من البداية... استرجع شوفتها الصباح عند الريسبشن وتخفّيها عنه..ذيك اللحظة ما انتبه إنها هي ولا ركّز رغم إنها تصددت عنه.. ثم كلام الممرضة عنها والمشكلة بغرفة الأشعة....وعقبها الدكتور نايف وربطه تشابه الإسمين...وأخيراً مكالمة عمّه ..عمه اللي وصّااه كثيــر عليها وهو خلال ذيك الوصية كان يبي يستوعب شي واحد بس...كيف تصير هنا ؟
ماهو قادر حتى يرضى بهالوصية...كيف يرضى فيها وهو لهاللحظة مو مستوعب وجودها ولا راضي فيه !!
شعور الاستغفال داهمه من جديد وهو يحس إنه كان معمي.. معمي وهي زادت بعماه يوم سألها عن تركها للجامعة.. أوهمته بالعكس بلا مبالاة...ما صححت ظنونه... كانت تخطط مع سبق الاصرار..
هالحركة مو عفوية...وش تبي تثبت له...!؟


مشاعل كانت تمشي بحديقة المستشفى بخطوات سريعة من الشحن اللي تفجّر فيها بسبب خالد واللي صار معه قبل شوي..
طلعت من الغرفة اللي هو فيها تحاول تلقى مكان بعيد عنه تقدر تجددّ أكسجينها فيه..تذكرت الحديقة واتجهت لها على طول وهي تحاول تشيل خالد وكلامه من ذهنها.. ضاغطه على اسنانها وهي مغمضة تكرر على نفسها ..لا تفقد هدوءها ... لا تتأثر..لا تنحبط...إنتي مجهزه نفسك لمواجهته بأي لحظة...كنتي متوقعه كل أنواع ردود الفعل..
كان لاذع صحيح .. بس لا تتأثرين...هذا أول يوم ..ما يصير تتعبين بسببه..
جلست على أحد المقاعد وهي تاخذ شهيق وزفير... مواجهة خالد ولو إنه ادّعت البرود فيها ..إلا إنها كانت عكس ظنونها..
كان ماسك نفسه وأعصابه مع إنها كانت تبيه ينفجر فيها غضب وتشوف القهر بعيونه .. شافت الغيض يلمع بعيونه ايه بس ما تدري ليش ما أرضاها ..
استرجعت كلامه اللي شحنها سلبياً وقهـرهــا... لازلتْ تشوفني كومة مشاكل ومصايب...بظنك أنا جايه أسبب المشاكل والمصايب..! أنا بنظرك مجرد متهورة لا اكثر !!
طيب يا خالد طيب..لسا هذا أول يوم....بتشوف مشاعل وشلون بتبني نفسها بنفسها...
شافت ساعتها وشهقت يوم استوعبت إنه مرّ ساعة وهي هنا...نطّت وهي تصفق نفسها بلووم وعصبية... يا وييييلها شيري بتمسكها عليها !! ساعة وهي تاركه شغلها..
هرولت بسرعة لداخل المستشفى وهي متوتره .. وطلعت للدور الثالث ..اتجهت لقسم الاشعة ولقت شيري تدوّر عليها من غرفة لغرفة !!.. تواجهت وياها وهي طالعه من وحدة من الغرف..
شيري : انتا وين؟؟
مشاعل رمشت بثبات : هير..
شيري تأشر على ساعتها وبالانجليزي : أبحث عنكِ منذ نصف ساعة..
مشاعل اللي تحسنت لغتها بعض الشي : في بروبلم ؟؟
شيري : تعالي معي !

تبعتها ناحية غرفة الأشعة المقطعية وهي تسترجع إن فيه مريض بيخضع عقب فترة قليلة للأشعة ، كيف نست هالنص ساعة الأخيرة ..نستها والسبب خالد واللي صار معه... اذا خالد بيخليها تتدهور بشغلها لازم تلقى حل لهالتأثير.. صعبة تبحث عن الهدوء كل ما صار شي معه وهي تدري إن فيه اشياء كثيرة بتصير..
دخلت نفس الغرفة اللي ضمّت اللقاء والصمت يعتريها لا إرادياً... بعد ما حبّت هذي الغرفة هالصبااااح صارت ألحين مجرد بقعة شهدت عالمواجهة الأولى بينها وبينه... غرفة ما تدري بتحبطها ولا تحفّزها .. يبدو إنها كل ما دخلتها بتتذكر كلام خالد الموجع والمستسخف لها..
الأفضل إنها تختارها كـ محفّز لأن غير كذا راح تنحبط.. جدرانها شهدت على كلامه وسخريته وهي لازم تردّ عليه بالفعل...

نادتها شيري بجدية يوم شافتها لاهيه بالفراغ : ماذا تنظرين ؟...تعالي هنا !
انتبهت على فهاوتها ..وابتسمت تلطّف الجوْ وراحت لها بسرعة .. ماهي ناقصة تاخذ شيري ناقدة لها...يكفيها اللي النقد عنده بـ سيوف ! اللي الكلمة الجارحة عنده بـ عشر ..! يكفيها ..


في عيادة خالد ..
واقف على النافذة اللي تطل على حديقة المستشفى... يتأمل المنظر تحت وأفكاره الأخيرة ما تغيّرت ..واقف في حالة وجوووم وجموود تام ! .. كان بالبداية واقف يناظرها وهي جالسه على ذاك المقعد لحالها .. عيونه ما فارقتها ..ثم فزّت فجأة بشكل غريب وهرولت لداخل المستشفى... ما تحرّك من مكانه حتى بعد ما راحت وعيونه مستقرّه بنفس البقعة اللي كانت فيها..
حتى شوفتها وهي جالسه على ذاك المقعد...كان غريب وكأنه تأكيد آخر...إنها موجودة بمحيطه...وحواليه !!
فكــرة سخيفـــــــة !!

وصله طرقْ عالباب... ودخول جمال اللي بحث عن خالد بعيونه ولقى المكتب خالي...دار بنظره ولقاه واقف عند النافذة بعيد..
جمال بهدوء : وش صار؟
خالد غمض عيونه وهو يكبت شعور كريه داخله: بإيش؟
تقدم جمال حتى يقدر يشوف وجهه خصوصاً ان خالد ما استدار ناحيته : وشفيك ..ليه وجهك كذا ؟؟؟
خالد مغمض عيونه : صداعي ماسك معي للحين !
جمال : طيّب ريّح لا تزيد على نفسك..
فتح عيونه ونظره الواجم يطيح على نفس البقعة والمقعد الطويل اللي كانت عنده..بدون ما يقول حرف..

جمال باهتمام : تأكدت من اللي تبي تتأكد منه ؟؟؟
التفت خالد عليه وحواجبه مغضنة لأنه يقصد المتدربة الجديدة اللي حامت شكوكهم حولها... تأكد وليته ما تأكد !!
ليت عيونه ما طاحت عليها !!
حاس ببركان ثاير داخله جالس يخمده بالقوة عشان لا يبان عليه !! صفاء الذهن بالنسبة له من أهم الأشياء اللي لازم يحافظ عليها بمكان شغله لأنها مهمــة ،!
تمتم : تأكدت.. إنسى الموضوع مابي أفكر فيه..
وتحرك ناحية مكتبه..سحب السماعة الطبية وعلّقها على رقبته وهو يردف ببرود : بطلع للجولة..
وطلع.... وجمال واقف مو فاهم وش فيه ..
آخر عهده فيه يوم يركض بذيك السرعة من الكافتيريا عقب المكالمة اللي وصلته ..!

طلع هو الثاني راجع لعيادته النفسية وعقله متعلّق بفكرة إن المتدربة الجديدة هي بنت عم خالد.. ما يقدر يصدق انكار خالد لأن الاسم واضح يعلن ارتباطها الوثيق فيه !
جا على باله يروح ويتأكد بنفسه لكن يوم شاف ساعته ألغاها... عنده جلسة قريب جداً ولازم يستعد لها ،


::


في شوارع موسكو..الوقت ليل وهي تمشي على الرصيف البارد وهي لامه جكيتها الرمادي حولها..الجو يقارب الـ صفر مئوية وهي طالعه تتحدّى هالجو وتتحدّى الاحساس الخانق جواها.. ساعات وهي طالعه من الفيلا بدون اهتمام بالجو البارد اللي ممكن يأثر على صحتها وبدون اهتمام بتعب رجولها اللي تطلب الرحمة.. كانت تعبانة من كثر المشي بس مافيها تجلس..اذا جلست يضيق نفسها وصدرها والمشي مع انه صعب بهالجو إلا إنه حل صغير للشحنات السلبية داخلها.. هذا ثالث يوم مرّ..وبكرة اليوم الرابع !...بكرة الموعد اللي حدده أبوها.. بكرة توافق على كلام أبوها أو ترجع السعودية..
اقتربت من جدار أحد المحلات وحطت يدها عليها وهي تحس بضعف الحيلة..مالت بكتفها عليه بإنهااك وهي تمنع عبرة متجذّره من ثلاث ايام وعيّت تطلع.. الثلاث الأيام اللي راحت ما عرفت تنام..ماعرفت تتخذ قرار ..ماعرفت وشلون تتخلص من هواجيسها... ثلاث أيام ما شافت وليد كانت تظن إنها بترتاح فيهم وبتقدر تتخذ قرار تمنع اللي مقبله عليه...لكن الطريق قدامها مسدود... خياراتها محدودة ..!
إما الموافقــة... او الرجعة للسعودية... ما فيه حل وسط يغنيها عن الاثنين..!
كلام أبوها لا زال يرن براسها
(ارتحتي كان أبيها ما ارتحتي نفك الخطوبة ويا دار ما دخلك شر
بس حالياً هالأمر مفروغ منه (
هي تعرف ماهي مستعدة لمثل هالتحوّل بحياتها...حتى لو كان مؤقت... رغم إنه طمّنها إنه بيكون مؤقت إذا هي ما تبي تكمّله..
لكن هالخطوة ماهي مستعدة لها....لا روحياً..لا نفسياً...لا عاطفياً...
حاسه بالوحدة تزيد اليومين الأخيرة...ما قد حست بمثل هالشعور المضاعف من الوحدة مثل هاليومين... والسبب وليد..
هي طردته بإرادتها هي عارفه...لكن رضت أو ما رضت.. غيابه سبّب مثل الفجوة اللي ضيّعت تركيزها ..ولأول مرة تستشعر إنها وحيدة ومجبورة تجابه مثل هالموقف والقرار لحااالها...قرار أكبر منها .. كان معها طول الفترة اللي راحت مثل الصدر اللي يسندها والحين صار الخصـــم !... وصعبـة عليها يصير الخصم بعد ما كان سندها الوحيد.. متعبة بعد ما كان العارف بكل نزيف جرح نزفته ..
ماهي قادره..صدق ماهي قادره..ماهي قادره ترمي نفسها بالهاوية من جديد.. وهي عارفه إنه ما قبل إلا عشان أبوها..
دنّقت براسها عالجدار وهي تحس بالدمع يتجمّد على خدها ويوقّف من لفحة الصقيع... ليه وصلت الأمور لهالحد..؟
شهقت وهي تسحب ياقة جكيتها لوجهها وتميل به ناحية الجدار عشان محد ينتبه لدمعها..
تتذكر كلمته يوم قال بهمس ما بينهم ( بلاش جنون فكري بعقلك واستغلي الفكرة لمصلحتك)
هي فهمت اليوم وبعد تفكير منهك إنه يقصد ارسال رسالة للي خذلوها... وأولهم محمد !
أستغل الفكرة لمصلحتي !
هو يدري انها بتكون رسالة قوية ولا ما كان قالها وعطاها هالنصيحة...بس هي تدري ..إن هالرسالة..تحتاج لشجاعة كبيرة..
شجاعة عشان تقبل على هالخطوة..

لو تدري وين وليد ساكن الحين كان راحت له...بتروح له وتقنعه إنها ما تبي...بتقووول له حتى لو اضطرت إنها تترجى وتتذلل !!
هي تعبانه من جوا ..تعبانه كثير وما فيها توافق على شي تدري إنها بيذبحها أكثر ، ما بيفيدها ولا يساعدها.. تدري إنه يمكن ينهيها...قلبها ما عاد يتحمّل تجارب ..ماعاد يتحمل أحاسيس من ذاك النوع..هي تبي تكمّل حياتها بقلب ميّت ما تبي تموت للمرة الثالثة ..!
وليد ..ليش تسوي كذا..إنت عارف والله العظيم عااارف إني ما أقدر على هالخطوة..إنت متأكد... بتحمّل أي لعبة منك إلا هاللعبة وهالدرس...إلا هالشي تدري إني مو مستعدّة له ،
حسّت بيد على كتفها ..التفت وعيونها مبللة بملامح متوترة...
كان يزيد اللي شافها من بعيد ..باستغراب : شكّيت إنه إنتي وما قدرت أعدّي بدون لا أتأكد .. خير سلامات؟
تعدّلت بوقوفها وهي تمسح عيونها بسرعة ..
قال بسرعة ووجهها حيّره وأثار اهتمامه : صاير لك شي ليش واقفه هالوقت هنا لحالك؟..ما تدرين إن الوقت تأخر..؟
قالت بصوت مزكوم من البرد اللي صفقها طول 5 ساعات : أدري.. بس جالسه أمشي ، في بالي أمشي..
يزيد اللي كان لابس أيس كاب يغطي لين أذانيه وقفازات وشال وجكيت ثقيل دليل تجمّده من البرد : تمشين بهالجو من متى ؟ وجهك يقول انك من زمان برا..
مسحت على أنفها الأحمر : يعني..
يزيد باهتمام : شفيك سحر وضعك مو طبيعي؟
سحر : مافي شي يزيد.. (غيرت الموضوع) : إنت ليش طالع بهالوقت؟..الساعة 8 بالليل شكلك توّ طلعت من الجامعة..؟
يزيد: ايه تأخرت بالجامعة اليوم..كنت بالمكتبة أشتغل على بحث واضطريت أتأخر..وقبل شوي طلعت.. (رجع للموضوع) : ما عليك مني ألحين..انتي ليه واقفه بهالليل وبهالجوو.. برد عليك..
سحر: قلت لك محتاجه أمشي..ضاق صدري بالفيلا ..مو برد عادي..
يزيد اللي شاف عيونها الحمرا : ليش كنتي تبكين؟؟
بلعت ريقها : ما كنت أبكي..
يزيد : أكذب عيوني ؟
سحر : مافيه شي مهم...لا تشغل بالك..
يزيد التفت لكوفي مفتوح على الجانب الثاني من الشارع واضاءاته مشتعلة وبعض الناس يدخلونه..ورجع يناظر وجهها المبيضّ من البرد : ودك بكوفي؟
رفعت راسها بهدوء : ماأبي أعطلك..
يزيد ابتسم : تعطليني وين؟.. توني طالع من الجامعة ومخي تعبان من الشغل..أحتاج أسترخي شوي ، تعالي نشرب شي دافي!
وتحرك قدامها وهو يلف شاله على رقبته ..لقت نفسها تعبر الشارع خلفه للرصيف المقابل...دفع الباب ومسكه بيد وحدة لين دخلت وهي تنفخ فمها بيديها ..ما كانت مستوعبة جمودة الجو اللي كانت فيه وقوة احتمالها الغريبة طول الساعات إلا يوم دخلت الكوفي اللي كان داااااااافي ونشر بعض القشعريرة ببدنها...

يزيد مشى وراها وخلاها تختار الطاولة : تدرين انك مجنونة؟
وقفت عند طاولة وهي تمسك الكرسي : ليش؟
يزيد وهو يسحب الكرسي : وليش بعد؟..ما شفتي وجهك وشلون قايل؟؟؟
سحر انحرجت ما تدري شلون شكلها ألحين ، لها فوق الخمس ساعات طالعه من الفيلا.. حتى ما ردّت على اتصالات صوفيا متعمدة ، لعلمها إن أبوها بيرجع الليلة من سفرته القصيرة..وهي ما تبي ترجع حالياً لأنها ما تبي تفكر حتى باللي بتجرّه رجعته..
يزيد : جد مجنونة شوفي وجهك !
جلست على الكرسي بحنق : خلاص عاد..أدري شكلي شنيع..
ابتسم للحظة.. ثم ضحك : هههههههههه عبيطة وقسم بالله..
سحر تداري الموضوع: ما تدري اني أحب هالجو يعني؟
يزيد بدهشة : مين يحبه يالخبلة الحرارة صفر ونازل وانتي تقولين أحبه..
سحر : عاد أحبه مو شغلك..
ضحك : ههههههههههه طيب وش تبين تشربين؟
سحر بدون تفكير : هوت تشوكليت !
ضحك زيادة : هههههههههههههههههههههههه بزر !

سحر بعصبية : أول مرة أدري ما يشربه إلا البزران..
يزيد عض شفته يكتم ضحكه : آسف آسف..بس لأني توقعت طلبك وش بيكون قبل تقولينه .فـ ضحكت..
سحر ناظرته رافعه حاجب ..شاف النظرة وأردف بنفس النبرة المرحة : لا تناظرين كذا...تذكرّت فجأة إنك قد قلتي أحب أشرب الهوت تشوكليت وأنا برداانه.. فضحتي نفسك البرد نااافضك وانتي تقولين مو بردانه..
سحر بانكاار كذاب : ماني بردانه..
يزيد مشّاها : طيب وش تبين تاكلين؟
سحر : مابي مو مشتهيه!
يزيد : شلون يعني آكل لحالي!؟
سحر : اذا جوعان خذ راحتك.. يكفيني الهوت تشوكليت..

راح عنها يطلب له ولها...بينما سحر تكّت على الطاولة وهي تتأمل النافذة الزجاجية اللي جنبها ومنظر الليل بالخارج..مو من عادتها تتأخر عن الفيلا كل هالوقت.. مو من عادتها تظل لبعد مغيب الشمس برا ..لكن هالمرة جد كارهه الفيلا وكارهه الرجعة..ولو بيدها دوّرت لها مكان ثاني تبات فيه الليلة عشان تتجنب أبوها اللي أكيد وصل ألحين!
يمكن سأل عنها.. يمكن يكون درى عن سواتها بـ وليد وطردها له من صوفيا...وأكيد غاضب عليها ألحين..
متأكدة إنها بتواجه موقف عصيب بسبب حركتها بوليد... وليد اللي ما رفع اتصال واحد يسأل عنها..هدوءه هالثلاث أيام وغيابه الكلي يثير أفكارها حتى لو ما تبي ! .. متحفّزه بسببه... طلبت منه ما تشوفه ولا تكلمه لكن استجابته بهالشكل والغياب التااام ..يغبنها.... ما تستبعد انه بيمشي بقرار أبوها بدون اهتمام لرغبتها انتقاماً لطرده من الفيلا.. صارت تعرفه..
وتعرف انه انسان...بكرامة من ذهب ما يقبل المساومة عليها بأي حال من الاحوال..
ما تستبعد إنه ينتقم منها بشكل يوجع...وليد يقدر يسويها...ورح يكمّل اللي يبيه أبوها..
حطت راسها على الطاولة وهي تفكر شلون تتخلص من هالأفكار... الخطبة خطر بالنسبة لها... وهي تبي تتخذ إجراء دفاعي...ردة فعل دفاعية لو تمّت الخطبة...لازم تحصن نفسها بشي في حالة صارت هالخطبة واقع ،!
كونها تكون معه شي مارح تقبل فيه... رح تهرب منه بكل طريقة ممكنة .. صار التواجد معه أول شي رح تهرب منه !

وصل لخشمها رائحة الشوكلاته السااخنة اللي تعشق طعمها أيام البرد.. ما رفعت راسها من الطاولة وهي تحاول تهدّي من ثورة أفكارها ومشاعرها عشان لا ينتبه يزيد اللي أكيد بيسأل للمرة الثانية ..
جاها صوته يناديها : ألو !
رفعت راسها بهدوء وهي تبتسم ..وتحضن حرارة الكوب بين يدينها..
يزيد باستغراب : انتي وضعك ماهوب مضبوط !
سحر : مافيني بس نعست شوي..
يزيد : ليش وجهك مصفوق كذا كأنك سامعه خبر مو زين؟..عمي مساعد فيه شي ؟
سحر : لا مافيه شي..لا تهتم يزيد وكِل لا يبرد سندويشك..
يزيد رفع سندويشه يستعد للأكل وهو يردف باهتمام : ما قلتي وش اللي مضيّق خلقك؟ وضعك برا يخليني ملقوف معليش علميني ..أكيد صاير شي..
سحر تنهّدت بثقل أنفاسها ..محتاره وش تقول.. مارح تقوله عن ظروفها.. أكيد بيضحك ويستنكر الموضوع وهي ماتبي اللي يزيد عليها.. تسكت أحسن الموضوع أساساً صعب يكون قابل للنقاش..
رفعت كوبها تحتسي مشروبها الشتائي المفضل ..ويزيد يراقب سكوتها : ما تعبتي من جلسة البيت بروحك؟
رفعت عيونها وهي تنزّل الكوب : ماني بروحي..قلت لك صوفيا معي..
يزيد : صوفيا أكيد ما تملا الفراغ كله..أكيد مو فاضيه كل الوقت..

سكتت سحر شوي .. وفكرة كانت تلعب براسها بإهمال من فترة صارت ألحين مسيطره على مخها بشكل قوي : يزيد ..
يزيد ياكل : هممم ؟
سحر برغبة تكبر : في بالي أدرس هنا..
رفع عيونه باهتمام : تدرسين!؟
سحر : ايه.. أبي أدرس بجامعتك...
ابتسم : فكرة حلوة...بدل العطالة اللي انتي فيها..
ناظرته بسخرية ..وسكتت..لو يدري ليش اختارت هالمسار..محد رح يفهم غيرها.. ويمكن وليد بيفهم ! أحسن خله يفهم !
سحر : على قولتك طفشت من العطالة..أبي أدرس.. أدرس من 7 الصبح لـ 7 المساء وما أرجع البيت الا للنووم.. وش رايك؟
يزيد بفجعة : يؤ من سبع لـ سبع ..العباقرة ما سووها هههههههههههههه ..
سحر مالت بفمها : المعنى إني أبي أدررررس وأضيع بالجامعة..أبي اوصل لمرحلة أصير فيها حتى الفيلا ما أعرفها...
يزيد بضحكة من مبالغتها : ادري انك شاطرة بس ترا 12 ساعة توو متش وش ذا الهبال.. أنا 4 ساعات موت أتحملهم..

سحر تنهّدت : تقدر تشوف لي موضوع التسجيل بالجامعة؟؟
يزيد : طبعاً..إذا جادة من ناحية هالموضوع!؟
تقدمت بجسمها للطاولة برجااء عفووي : إلا.. شوفه لي ..تكفى يزيد..
مع كلمة (تكفى).. ابتسم وهو يأشر على خشمه : على هالخشم.. أشوف لك وأرد لك خبر..

قاطعهم رنين جوالها... طلّعته من حقيبتها ولقت رقم الفيلا... توتّرت وهي تشوف الساعة تجاوزت 9 وهالوقت بالنسبة لها متأخر كثير.. عرفت إنها صوفيا وتوترها زاد وهي عارفه ان أبوها وصل أكيد..
سحر لا شعورياً قامت من الطاولة : لحظة يزيد..
وراحت بعيد لجهة فيها طاولات خالية تحت نظرات يزيد اللي ما فهم ليش قامت تكلم بعيد..
ردّت : هلا..
صوت صوفيا متوتر : أين انتي لمَ لا تجيبين على هاتفك؟.. اتصلتُ بك مراراً منذ ثلاث ساعات..
سحر بخفوت : أخبرتك أن لا تتصلي أريد البقاء وحدي قليلاً..
صوفيا بتوتر : هيا عودي...والدك وصل من رحلته..
سحر تتقمص البرود : أعرف..
صوفيا : سأل عنكِ...إنه غاضب ..
سحر بتماسك لأنها متوقعه : وماذا أخبرته ؟
صوفيا باستياء : وماذا عساني أن أقول... اخبرته أنكِ خرجتِ منذ ساعات ولم تعودي حتى الآن..
سحر : وأين المشكلة ؟
صوفيا وتوترها يزداد : المشكلة أنه سأل عن وليد أيضاً... ذهب إلى الكوخ بعد وصوله ولم يجده...قال بأنه كان يتصل به طوال يومين ووليد لا يجيبه فهاتفه مغلق.. فاضطررتُ إلى إخباره عن السبب وأن وليد ترك الفيلا منذ ثلاثة أيام..
سحر أكملت: أخبرتهِ أنني قمت بطرده !
صوفيا بأسى : والدكِ شعر بوجود مشكلة بينكِ وبينه فأخبرته لم يكن لديّ خيار..
سحر بثبات : لا بأس..دعيه يعرف..
صوفيا : هيا عودي.. فـ والدكِ حقاً غاضب مما فعلتٍه ..إنه يحاول الاتصال بوليد منذ ساعة..

سحر بنبرة قاطعة : لـنْ أعود !
صوفيا بصدمة : بماذا تفكرين..؟ الساعة تقارب التاسعة والنصف..
سحر : قلت بأنني لن أعود !.. إن ْكان سيعيدُ وليد إلى الفيلا...فأنا لن أعود ..أخبريه بهذا !
صوفيا بتوتر : ماهذا الهراء !.. هيا فأنت تعلمين بأن والدك سيغضب إن تأخرتي أكثر..لقد أمرني بالاتصال بكِ حتى تعودي بسرعة..
سحر باصرار : لــــن أعوود !... أتريدين شيئا ً آخر...سأغلق .. إلى اللقاء !
صوفيا بلهفة : لحظة لحظـــة...لا تغلقي .....

أغلقت منها وهي متمسكه برأيها لآخر رمق... حتى لو بيجبرها لازم يعرف إنها مارح تكون راضيه.. بتتمسك برفضهااا..
ثواني واقفه تفكر باللي سوته.. أبوها اكيد بيعصّب عليها ..لكن فعلاً ما تقدر ترجع وتشوف وليد بوجهها ..ولا تبي تسمع كلام أبوها عن هالخطبة يتكرر على مسامعها.. مافيها تتحمل زيادة تأنيب ولوووم ،!
تحركت بترجع للطاولة بس رن جوالها مرة ثانية ..وهالمرة برقم أبوها !
رجعت بعيد وهي تجبر أعصابها عالهدووء ..وفتحت الخط : هلا..
صوته وصلها بجدية : سحر ؟
تماسكت بهدوء كونها تجنّبت تحاكي أبوها حتى تلفون طول هالثلاث ايام مع انه حاول يتصل عليها ويسأل عن حالها : نعم ؟
أبو خالد بجدية : تدرين الساعة كم ؟
سحر : ايه ادري..
أبو خالد : دامك تدرين... ليش للحين برا ..
سحر : ماني صغيرة طلعت أغير من نفسيتي ..
أبو خالد : ألحين ترجعين البيت.. أبيك بسالفة!
سحر بسخرية : لا تكون السالفة هي وليد ؟؟
أبو خالد : يعني عارفه؟؟
سحر : ايه عارفه..
أبو خالد : تعالي الحين ونتفاهم..
سحر : اذا بلقاه قدامي ماني راجعه !
أبو خالد وصوته هادي لكن واضح إنه مسيطر عليه بسبب تهورها وفعلتها : ابوك يقولك تعالي..كلام بالتلفون ما ينفع تعالي الفيلا عشان نتكلم..
سحر بتكرار : إذا بلقاه قدامي قلت ماني رااااجعه !
أبو خالد محافظ على نبرته الهادية : سحر لا تخليني أتصرف معك مثل الصغار..انتي كبيرة وعاقله خلي العناد..وتعالي..
سحر والقهر يبان بصوتها بالتدريج : وليد وينه؟؟
أبو خالد : ما عليك من وليد.. ألحين ترجعين للبيت..
سحر شكّت من ردّه إنه تواصل معه ..بس أنكرته بسرعة..
وقالت بسخرية : شكى لك ؟
أبو خالد : ما شكى ولا قال حرف.. اتركي العناد وتعالي.. أنا للحين أتكلم معك على اساس انك فاهمه وعاقله.. لا تخليني أغيّر من نبرتي معك..
مع طريقة أبوها بالضغط والتحذير الهادي..قررت تروح تواجه..ليش تخاف من فعلتها... بتقدر تواجه !
رجعت لـ يزيد وقالت له إنها لازم ترجع..
يزيد : ما كملتي كاكاوك!؟
سحر ابتسمت مع ان الابتسامة مو وقتها بسبب توتر داخلي بدا يهاجمها : شكراً..شربت نصه ..
يزيد : تبيني أوصلك ؟
سحر وهي تشيل شنطتها : ما يحتاج شكراً ..أشوفك..تصبح على خير ..
يزيد : وانتي من اهله ..

شالت شنطتها وطلعت بسرعة ناحية الطريق اللي يودّي للفيلا.. بتحتاج عشان توصل للفيلا على رجولها حول الثلث ساعة.. صارت تمشي بسرعة عن البرد وهي تعدّ نفسها للمشكلة الجديدة...بلا شكّ بيعطيها كلمتين على سواتها بوليد..
وصلت أخيراً للفيلا وبسبب البرد قامت تركض للمدخل وهي تصلبْ كل أحاسيسها وتجبرها تتقمص القوة...
حطّت يدها على مقبض الباب وهي تاخذ نفس عمييييق ..فتحته بهدوء.. ودخلت وهي تسمع صوت أبوها بالصالة...ومعه صوت رجولي ثاني...
وقفت لا شعورياً وهي تسمع نبرته... شدّت قبضتها ومشاعر مجهولة تكتسحها.. خليط مو عارفه تفسره مابين الضيق والقهر واللوم والخوف والغضب..
متى وصل ؟!... هي أنكرت ان ابوها قدر يتواصل معه دام صوفيا قالت انه ما رد عليه... قدر يتواصل ويجي بهالسرعة ؟!
هي جت تركض للفيلا عشان تتجنب جيّته لو كان ابوها تواصل معه ..

لحظات وقفت عند الباب وهم ما يشوفونها ..كتوفها تنتفض من القهر ..بمجرد ما سمعت صوته تحطّم هدوءها الهشّ..
كانت بتروح فوق وتنسى أمر أبوها...لكن..شي قالها لها ادخلي وواجهيه....
صوت أبوها جاها عقب ما سمع الباب : سحر!...تعالي!

تحركت لداخل بهدوء وهي تشد على شنطتها وعيونها تبحث عنــه...عقب غيابْ لـ ثلاث أيام !
ثلاث أيام كانت تظنــها مارح تغيّر شي فيه لأنها قصيرة بنظرها للغاية...لكن....اللي شافته... مـــا كان وليد...الفقير.. المبهذل !
كان شي ثاني !!
وقفت مكانها بصدمة باللحظة اللي دار راسه ناحيتها وعيونه السودا تتشابك بعيونها..
عيونه العميقة اللي تعلّقت فيها بلحظة صامتة منه.. بدون لا يقول كلمة كانت عيونه هي اللي تتكلّم ..
تسمّرت من المنظر وأنفاسها تتعثّر بشكل غريب.. رجولها ثقلت عالأرض وما تقدر تقترب أكثر لكن عيونها انصهرت فيه بدون ادراك !
اللي طاحت عينها عليه... كان... أميــرْ.. كـ أبسط وصفْ !

جالس على الصوفا وهو حاط رجل على رجل ووحدة من يديه مستريحه على فخذه المرفوعة ..
ووجهه !... وجهــه !.. ما كان بهالشكل آخر مرة شافته !
فيييه شي متغيّر... أشيااااء متغيرة !
حرّكت عيونها عليه وهو جالس يبادلها النظرات بصمت..تتأمل كل شبر فيه..
لبسه الفخم.. لبسه اللي حطّم فيه كل المعايير المتدنية اللي أخذتها عنه...
رفعت عيونها لعيونه اللي ما نزلت عنها ... تبادلت معه النظرة وهي ترمش بهدوء تحاول تربط وليد هذا...مع وليد اللي قبل 3 أيام..
شعره اللي كان فوضوي بغالب الأحيان..محلوق ألحين بذمّة وما تشوف إلا بدايات شعره بطريقة أبرزت ملامحه الرجولية الملفتـة بوضوح صارخ !..دقنه متغيّر وسكسوكته مرسومة ألحين ولأول مرة تشوفها ! ،
مسوي نيو لوك ! نيو لوك مُرعب !
تماسكت وهي تناظره بشتات وكأنها لأول مرة تعرفه... كيف يتغيّر كذا بثلاث أيام !
وش يبي يثبت يوم يجي بهالشكل ... يبي يثبت إنه مستعد للخطبة بكل ما فيها !!

تركي كان يتابع ملامحها بدون كلمة أو سلام... ملامحها اللي تقول إنت مين ؟!.. ما أبعد عيونه عنها تأملها من فوق لتحت بهدوء يعوّض اللي فات..3 أيام .. يبي يشوف وضعها عقب تجاهلهــا له وغيابه عنها لـ ثلاث أيام..ثلاث أيام ما يدري ليش حس إنها 3 شهور..
وجا لها اليوم.... بهيئة تركي ..مو وليد !
لابس أحلى جينزاته وأفخمها..مع قميص أبيض أنيق مفتوح أول أزراره يبرز عضلة رقبته البرونزية..وفوقها جكيت كاجوال أسود زادت طلّته رجولة..وعلى اكتافه سكارف كاروهات بالاسود والرمادي تاركه طايح على صدره بدون ما يلفّه..
اللي ما قدرت سحر تستوعبه انه مستحيل يكون هذا وليد اللي ذوقه منحطّ بالموضة والملابس!
وبسرعة شالت عيونها ناحية أبوها وهي تنتفض من داااخل...!! حضوره القوي ذا أقووى منها ..كأنه يتحداها !!

تخلّى عن سكوته عقب لقاء النظرات الصامت ...
مال براسه على جنب يوم شافها تتحاشى تناظره وكأنه يطل بوجهها من بعيد : شلونك يا آنسة !
سحر وعيونها على أبوها : بخير ..
تركي ابتسم : كويس ..!
رجعت تناظره..وطاحت عينها بعينه اللي تلمع بشي غريب وكانت بتقول شي لكن هاللحظة طارت الكلمة من بالها وما عرفت ليه ..لكن حسّت إن اللي قدامها مو وليد.. كأنه شبيهه ! ،
ارتجفت شفاتها بشكل واضح دليل إنها بتقول شي وما عــرفت ..
تركي لاحظها : تبين تقولين شي؟؟
سحر شدّت على شنطتها وهي تحس انها مو فاهمه اللي قدامها : لا..!

قال أبو خالد : سحر..
التفتت لأبوها بصمت وهي تنقل تركيزها له تحاول تمحي اللي جالس على يسارها ..
أبو خالد : انتي راضيه عن اللي سويتيه؟
سحر : ايش اللي سويته ؟
أبو خالد : ما يحتاج اقوله انتي عارفه..

سحر بجرأة : قصدك ليش طردته ؟
رفع تركي حواجبه وهو يزمّ شفايفه بإعجااب صامت من القوة والجرأة اللي ما توقع بتستمر وقدام أبوها..
أبو خالد وصوته يشتدّ : سحر !
سحر ناظرته بسخرية متجاهله تركي : وهذاك رجّعته! ، إعتبر شي ما صار !
أبو خالد باستياء : استغفر الله وأتوب إليه..

تركي بهدوء : حصل خير هذاني بخير وعافية..ما ضعت يابو خالد ...بالعكس كانت الثلاث ايام هذي مفيدة لي حتى أفكر بالموضوع زين وانا لحالي.. استفدت منها والشكر للآنسة ..
احتقن وجهها ضدّه..مصرّ يضايقهاااا ويصرّح إن الطردة لصالحه.. التفتت عليه بنظرات نارية.. وما طالعها بحركة مقصودة..

أبو خالد بهدوء : عندك شي بتقولينه قبل نروح القنصلية بكرة ؟!
سحر انقبض قلبها .. وبرفض : ماااارح أروح..
أبو خالد : فكرتي باللي قلته لك ؟!!
سحر بمحاولة أخيرة : ايه .. ورايي هو نفسه.. انت عارفه .. وهو عارفه .. (وهي ترمي نظرة لتركي اللي ابتسم من هـالعناد اللي حلف يكسره)..
أبو خالد : انتي عارفه وش الخيار الثاني اللي مطروح قدامك..ما تبين هالخطبة براحتك قدامك الخيار الثاني ..
سحر انتفضت هالطاااري ما تحبه .. العودة!!.. مستحيلة.!!..وعشان كذا استسلمت لكن بنظرها استسلام مشررروط : قبل أروح معك بكرة.. تذكّر كلامك لي !
أبو خالد ونبرته هادية : كلامي؟
سحر وهي ترمي نظرها لتركي اللي ركّز معها : عندي شرووط ..
أبو خالد ابتسم عفوياً : شروطك بعيوني يا قلب أبوك ..
سحر : انت قلت مؤقتة...إذا ما ارتحت فيها أفكهااا..
أبو خالد : أكيد ..
سحر : وعندي شي أهم...!

تركي ركّز معها وعيونه تزيد سواد ..ما يدري لأي حد فكّرت عشان تطلع بشروط في خطبة هي تدري إنها شكلية... وش هالشروط يالأمورة؟..وش اللعبة اللي تبين تلعبينها ؟!
قالت بوضوح : أبي أسجل بالجامعة..
رفع ابوها حواجبها متفاجيء....وتركي ضاقت عيونه اهتمام وهو يحاول يفهم هالطلب بالذات !
سحر تكمل لأبوها متجاهله النظر لوليد : كلّمت يزيد يشوف لي التسجيل بجامعته...

أبو خالد باهتمام : تبين تدرسين ؟؟
سحر باصرار : ايه.. ابي ادرس..أبي انشغل فيها مابي انشغل بشي ثاني .. مليت من الجلسة بدون شغل..
ابتسم أبو خالد من طلبها اللي ما فهم له سبب غير انها تبي تغيّر الروتين...لكن تركي.. كان له نظرة ثانية ..
احتدّت نظراته على هالبنت اللي واضح إنها فكرت كثير خلال غيابه عنها ...لا يكون اللي ببالي... تسكّرين الأبواب بوجه وليد؟!
تهربين يا سحر؟... تبين الهرب!
سكت وهو يحاول ينكر الفكرة....يمكن تكون لها غاية بريئة وتبي تدرس لمجرد الدراسة.... بس فعلاً طلبها بهالظروف له معنى ،
رح يعرف قريب..رح يتأكد قريب!

سحر بثبات : وش قلت؟ تبيني أوافق مرتاحة..أبي الموافقة على دراستي بالجامعة هالفترة..
أبو خالد ما عارض: لك اللي تبينه... خطوة ايجابية ..
سحر تنفّست باسترخاء ..والتفتت لـ تركي اللي كان يطالعها بوجوووم .. وبسخرية: وش رايك وليد؟
وعى تركي على كلمتها... وبعيونه العميقة : مالي راي ..
سحر رفعت حاجب بسخرية : ما يهمك إني أدرس ؟
تركي جاراها : سوّي اللي يريحك..

رجعت لأبوها : أعتبر الموافقة نهائية؟؟
ابوها ابتسم : ان شاء الله..ودراستك على حسابي ..ها وش تبين أكثر من كذا؟
ابتسمت ترد الابتسامة ولكن من داخلها قلب معصور .. مضطره توافق.. لكنها بتحاول تطلع بأقل الخسائر..والدراسة أول الطريق للهروب..والسلاح الدفاعي اللي بتحمي نفسها فيه وتنعزل عن هالخطبة الغبية لين تمر فترة..وعقبها تفكّها وكأن شي ما صار... هي قررت ومارح تتراجع !

تركي من جهة كان ساكت سمع شروطها .. الشرط الثاني له غاية هو متأكد...له سبب خلاها تصر عليه.. الدراسة كلمة جديدة ! هي ما طرت الدراسة له من قبل..ما طرت إنها تبي..ما طلعت هالرغبة إلا ألحين...
بإيش تفكرين يالأمورة.؟ لا يكون اللي ببالي..
لأن لا دراسة ولا غيرها...رح تمنعني عن شي أبيه !.. لا دراسة ولا غيرها رح تبعدك عني !
إنتي تبين الهروب... عيونك تقول !

قام واقف وعيونه واجمــة كاره الجلسة معها أو مع أبوها : انا رايح لغرفتي ..
أبو خالد : تصبح على خير..
تحرك وهو يشيل عيونه من على سحر اللي عطته نظرة بااااااااااردة ... أول ما سكّر الباب ..قامت سحر بهدوء : وأنا بعد بطلع لغرفتي !

طلعت من الصالة وبدال ما تروح فوق...اتجهت للباب ومباشرة على برا ناويه تلحقه قبل يدخل الكوخ... في بالها كلمتين تبي تقولها وتبرد خاطرها.. رح تخليه يندم على موافقته..
نزلت الدرج بالحجري بسرعة وهي تشوفه يمشي بعيييد بالظلام..هرولت ناحيته ..
وصلت وراه ..وبوجوووم : لحظة !
وقف تركي مكانه ما توقع إنها تلحقه... رفع حاجب واحد وبدون ما يلتفت قال بصوت غريب جامدْ : نصيحة ابعدي عني ألحين !
سحر تكتّفت بسخرية يوم حسّت إنه موده متغيّر للأسوأ : ليش معصب؟... عشان شرطي؟؟؟ .. لا يكون صدقت اللعبة ترا أبوي قال شكلية وإنت قلت شكلية.. وش بتتوقع بعيش خطبة حقيقية معك..؟
التفت عليها بنظرااته القوية وشي من الحقد الأسود يطلّ بعيونه : قلت ابعدي عني ألحين..كان ما تبين دمعتك تظهر !
كان جااد بطلبه لأنه من يوم وصل لروسيا قبل ساعتين..ومن يوم جلس مع أبوها قبل ساعة وهو مسيطر على نفسه بصعوبة لعله يحافظ على هدوءه الرايق...لكن رجعته للرياض ماكانت بصالحها ولا بصالح أبوها...صحيح كان هادي داخل لكنه كان قناع مزيف لا أكثر...!
سحر بتحفّز من كلمته : ما عجبك كلامي داخل؟.. كأنه يهمني رايك يعني !.. أنا مدري شلون تفكر ..جاي بنيو لوك وعايش الدور.. لا يكون مغيّر حالك عشان كذا.. لا تصدمني !
تركي اكتفى بنظرات جامدة ما نزلت عن عيونها ولا رمشت..
سحر بقهر منننه بدون لا تحسب للكلمات حساب : ترى أصلك خدام هنا لا أكثر وإن قبلت فيك تراه مؤقت حط هالشي براسك..
اتسعت عيونه بغضب من كلمتها...ما فيه أدنى عصب يتحمل نقطة استفزاز وهو جاي من الرياض أصلاً مكتفي قرف ومزاج معفن..تحرّك لها بدون مقدمات بخطوات واسعة ..تجمّدت خوف وهو يمسكها من ذراعها بقوة مؤلمة وعيونه تسطع شرار : تبين تنامين بدمعتك اليوم ما عندي مشكلة !
ارتجفت شفاتها وهي تشوف ملامحه البارزة بقوتها وشكله المختلف عن أي مرة سابقة بهالقرب منها...
ضغط بقسوة وعيونه تلمع سوااااد : لا تحسبيني ما فهمت ليش طلبتي شرط الدراسة !
رمشت بسرعة مليون رمشة وشفاتها ترجف من تعاملــه الغريب... مستحيل يفهم هو بس يبي يتلاعب فيها ! مارح تخليه يفهم !
قالت بعد لحظة بخفووت : انت ما تعرف شي! ومارح تفهم ليش..محد يفهم غيري أنا..
ضاقت عيونه بعيونها المرتبكة : ليش قالوا لك غبي !؟ وش اللي ما أعرفه؟....أعرفك من راسك لرجليك لا تظنين فيه شي يخفى عني بخصوصك ولا تخليني أتكلم تنهارين!
كأن موية مغليّة انكبت بوجهها ..انقبببض قلبها من كلمته اللي كانت بحدة السيف...ليش يتكلم معها كذا !! ليش معصب كذا..مافيه سبب يستدعي هالعصبية..
انت ما تعرفني..ما تعرفني ولا بسمح لك تعرف أكثر من اللي عرفته !!
سحر وصدرها يختنق جواها : ما تعرف شي !

تركي بهمس حااااد : تبيني أتكلم وأقول وش اللي تخبينه عني !؟
سحر سبحت دموعها خااافت يقولها..خافت يقول إن قلبها يخونها وانه عارف : اتركني وليد ماااتعرف شي ..
وشهقت بقهر وهي تحاول تسحب ذراعها من قبضة أصابعه اللي تركت آثارها : إنت معصب لأني طلبت أدرس؟...وش اللي يضايقك بالموضوع!؟ لا يكون صدقت إنها خطبة حقيقية..
تركي وأسنانه المصفوفة تحتكّ ببعض بوضوح من غضب مدفون : ولا كلمة !
سحر بصوت يرتعش خوف وغيض منه : ليش إنت معصب الحين ماني فاهمه .. مو إنت قلت خذيها مؤقتة ومارح أجبرك علي!..مو إنت قلت استغليها لمصلحتك ...لا يكون غيّرت رايك..!
سكت وعيونه تشتعل ماهو قادر يسيطر على أبسط انفعالاته ولا يدري ليش...فقد وليد باللحظة الحالية... كان تركي..تركي من راسه لرجوله ..
سحر وهي ترتعش قهر : ساكت ؟..لا يكون غيرت رايك؟..لا يكون صدقت حالك..ترا بإمكاني أكنسل القصة كلها لا تتعامل معي بهالطريقة...

كلامها وتعاليها عليه زاااده غضب وهو يغرس أصابعها بذراااعها بقسوة وعنف : بعلّمك بكرة مين اللي صدق حاله !
خاااافت من هالتهديد المريب : وش تقصد ..؟!
تركي وهو ينقل عيونه بين عيونها بنبرة غامضة وسط جموده : ماهو وقته !
فلتها من يده وهو يدفها بخفة بعيد عنه مو مهتم إنه أثار خوفها ويمكن ريبتها..مو مهتم أبداً..تراجعت لورا من دفعته وهي ماسكه ذراعها مصدومة ومتألمة من حجم الغضب بعيونه..تحرك تركي ناحية الكوخ من دون ما يطالعها وجسمه مشدود من شحنات الغضب..

ماهو وقته؟... وش اللي ماهو وقته !!
مو فاهمه ليش صار كذا...طلعت خلفه تبي تبرد خاطرها والنتيجة العكس.. آلمها ..تألمت...وخافت.... فاقده فيه وليد... هو ما تغيّر بس شكلياً..تغيّرت روحه بعد...
ليه معصب لهالحد..مو معقول عشانها طلبت تدرس وهو قايل ان الخطبة ما تهمه ولاهي برغبته !..
ماخذ موقف منها عقب ما طردته..؟؟؟.. ايييه عشانها طردته حاقد عليها !...هذا التفسير الوحيد لهاللمعة الغاضبة بعيونه..

فركت يدها وهي تتعوذ من الشيطان...وش ســـوّت !!
وش بتستفيد لو توتّرت علاقتها مع وليد..؟؟.. ليش تبي تخربها بينهم ..!
مارح تستفيد غير التعب !!
استدارت راجعه للفيلا وهي متضايقه ومقهورة من هالوضع... تدري إنها سوّت كذا وقالت كلامها له من قهرٍ فيها عشانه رضخ لأبوها ولّا هي ما تبي تخرّب العلاقة المستقرة بينهم أبداً.. ما تهدف تعكّر الجو المسالم بينها وبينه ..ما تبي توصل لهالحد..
هي بس كانت تتمنى إنه يفهمها ويراعي وضعها قبل يوافق على طلب أبوها..

:

دخل تركي لغرفته وضرب الباب وهو مغمض عيونه بجموود يحاول يسيطر على أنفاسه..!
من أسوأ نقاط ضعفه إنه إذا طلع من طوره..فهو يطلع بجموح وما عاد يعرف يسيطر على نفسه.. ما كان يتمنى يرجع الفيلا الليلة كان ناوي بكرة..تكون اعصابه هدت وريّح عقب مشوار السفر من الرياض لهنا..
ما كان يبي يشوفها ويشوف أبوها لكن اتصال ابوها وهو طالع من المطار خلاه يتجه لهنا ..
تذكر كلامها وشروطها عن الخطبة... الخطبة اللي صارت فجأة من أهم الأشياء اللي يتمسك فيها وبيستمر فيها..
كلامها المتعالي قبل شوي زاد غضبه اللي ما قدر يسيطر عليه..
تحرك بسرعة للحمام وهو ينزع جكيته بعنف وهو عاض على شفته .. فتح الدش بسرعة على أقوى شي عشان ياخذ حمام يهدّي ثورة الحقد داخله..

::

في الصبــاح ..
دخلت صوفيا لغرفة سحر بعجلة : سحر والدك ووليد ينتظرانك بالأسفل!
سحر وهي جالسه على طرف السرير ويد وحدة على وجهها بهيئة تايهه.. : لا أستطيع !
اقتربت صوفيا باهتمام : ما بكِ؟.
سحر والنوم ما ذاقته زي الناس ..ويوم نامت صحت مفزوعة على نفس الحلم يتكرر..والحين أطرافها ثقيلة ما تقدر تقوم وتروح : لا أستطيع !
صوفيا : والدك ينتظركِ ..أسرعي..

رفعت راسها وعيونها حمرا تحاول تقوى..مافي فايدة.. فيها فيها... قامت وغيّرت ملابسها ونزلت لتحت ..
برا الفيلا لقت أبوها واقف مع وليد عند السيارة ينتظرونها ... نزلت بهدوء وهي تمثل التماسك ونظرات وليد الواجمة لها وتّرتها... تذكرت اللي صار امس ..كلامها له... وكلامه لها...
ضااايق منها ! ، وتدري انها ما تتحمل هالجفاااء منه.. يصير قاسي كثير ..
أبو خالد باهتمام : ليه عيونك كذا؟.. ما نمتي؟
سحر بخفوت : يعني..
أبو خالد : يلله اركبي القنصلية بعيدة شوي السيارة أسرع لنا..وليد بيسوق بنا..
وتحرك قبلهم وركب قدام..
ما تحركت سحر من مكانها...ولا ركبت..تناظر بـ تركي بصمت لثواني تنتظره يلتفت عليها ويقطع جموده..
لاحظ وقوفها ..تحرّك للباب الخلفي وفتحه..وقال وعيونه عليها بوجوم : اركبي..
رفعت راسها ولقت بعيونه الأمر.. كرهت هالتوتر اللي بينهم...مو ناقصه يزيدها عليه هو يدري انها سوّت ذيك الحركة فيه غصب عنها..كانت تبيه يفهمها..
تحركت خطوة ناحيته بهمس : وليد !
تركي أبعد عيونه عنها بحركة نفور واضحة : نعم ؟
سحر بغصة هامسة : لا تعصب.. انت تدري اني سويتها غصب عني.. انت عارف وضعي..
تركي بدون لا يناظرها بذات الوجوم : قلت اركبي..
سحر : انت ليش ضايق كذا؟؟
رمش ببطء وعيونه ما نزلت لها : اركبــي..!
سحر : مارح أركب..!
تنازل وناظرها هالمرة..ببرودة : يعني أركبك؟
سحر اغتاااضت : ماني فاهمه مزاجك..اذا عشان اني طردتك..قولها.. لا تخليني مو فاهمه سبب نقمتك علي ألحين..
التمعت عيونه بسخرية خفيّة : وش يهمك سبب نقمتي .. أنا الخدام ومو من مستواك يلله اركبي وخلي عنك كثر الهذرة..
ما قدرت تقول شي أكثر... وركبت بعصبية أنا الغلطانة اللي فكرت أعتذر على كلامي..
سكر الباب وآخذ مكانه جنب ابوها وتحركوا باتجاه القنصلية..




يتبع ...

نلتقي على خير

عنوون



Julianna 16-12-12 09:43 AM

رد: لاتبكي ، للكاتبة : عيون القمر ..
 
اكشن

يا عنوني يا سحورة انتي وتركي

بانتظارك عزوفة


الساعة الآن 02:39 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية