نعم .. سارحل .. و ستكتشفين بعد فوات الاوان .. اني كنت كالحلم .. و لن اتكرر ..
و ستبكين بكاء الطفل .. و ستقفين على اطلالي علّني اعود يوما .. لكنني لن اعود .. لن اعود ..
يا من احتضنتهاِ دوما .. و احتوى حضنها غيري ..
يا من اخلصت لها .. فخانتني و احرَقَت قلبي ..
يا من وهبتها احلامي .. و ايامي .. فخَدَعَتني ..
يا من بعت لها دموعي لكي اُفرِحُها .. فاشتَرَت لي احزاني ..
يا من اعطيتها قلبي .. فغَرَسَت به خنجرها .. فسال دمي فداست عليه باقدامها متفاخرة .. لم الفخر يا طاغية الحب ؟!!
يا من صدقت قلبها الكاذب .. و كلامها الواهم .. وعيونها الحاقدة ..
يا مستبدّة .. يا كارهه نفسها ..

يا ذات القلب الاسود ..
اتذكرين .. ذلك اليوم الاسود .. في المكان الاسود .. حينما التقينا ..
كل شيء يومها كان اسود .. الارض .. الجدران .. المقاعد .. حتى الضوء .. كان اسود ..
خدعتني دموعك السوداء .. التي سالت على يدي فاحرَقَتَها ..
هه لم اكن اعلم بان دموعك هذه قد سالت على احد من قبلي و من بعدي !!
و حينما غادرتي .. ابتسمتي ابتسامه حمقاء .. كنتي فرحة بخداعي .. لكن سعادتك لم تطول .. فقد سقط كل شيء .. و ذاب الثلج و ظهرت نواياكِ المحطِّمة .. القاتلة .. يا قاتِلة الحب .. يا حارقة القلوب .. يا جارحة الامل .. يا كارهه الورد .. يا سجينة الحقد .. و مبدِّدة الاحلام ..

ماذا ستقولي بعد رحيلي؟ لمن ستشكي؟!!
على من ستدّعي .. على من سترمي همومكِ
لمن ستبكي من بعدي؟ ما كان غيري يحنو عليكِ ..
ما كان غيري يمسح دمعتكِ .. و يحتضن قلبكِ ..

لا تقراي .. و لا تفهمي .. و لا تسالي .. فما عادت تنفعك دموعك الكاذبة .. و لا توسلاتك اللئيمة .. و لا دعواتك الضغينة و الحقودة .. فانّي راحل .. راحل .