|
أكان الإختناق بكـِ قدري ؟!
|
الإختناق قبلكـ والإختناق معكـ / بـِ حبكـ والإختناق بعدكـ ! |
مقطع من رواية " كوابيس بيروت " لـِ " غادة السمان " " منذ مات يوسف وفكرة الإنتحار تُراودني .. حسناً . كل ما علي أن أفعله الآن هو أن أقطع الشارع أمام بيتي , من الرصيف إلى الرصيف الآخر .. كأن الرصيف المقابل صار رصيف العالم الآخر واسفلت الشارع صار نهر الموت الرمادي .. نهر اللاعودة .. فلماذا لا أقطع الخطوات الباقية اليه بكل هدوء ودون تردد ؟ لماذا لا أموت مع هذا الرجل الذي لم أر له وجهاً من قبل ؟ ستكون رحلة الموت أقل غربة على الأقل .. رحلته ورحلتي .. سأضمه إلى صدري وسأقول له : (جئت اليكـ يا يوسف فخذني ) في لحظة الإحتضار أي رجلٍ يصير حبيبي ما دام يُمثِّل لي رجال العالم أجمع,كـ يوسف ! لست جادة .. فكرة الإنتحار تُراودني فقط. أتعامل معها بترف جاد . أعترف . " أعجبني |
لا يفتأ ُ طيفُك َ يزورني..
يطرقني بهدوء .. يفتح ُ مغاليق َ نفسي .. وعندها أجدني .. أتوسد ذراعك .. أتنشَّق ُ عطرك .. أرتجي دفئك .. أذوب ُ في حنان ٍ بين أحضانك .. ويهمس ُ طيفك : إنني هنا يا حبيبتي عندك .. نعم ..لا تتركني وحدي ...أرجوك .. أتشبَّث ُ بك .. وأعترف ُ لك : حين تكون ُ قربي أشعر ُبالأمان !!! أنا بحاجة ٍ إليك.. وأصمت ... أشعر ُ بالوحدة ِ تقتلني .. الخوف ُ من المجهول ِ يؤرقني .. الذكرى تمزقني .. وأهرب ُ إليك ... وتهمس ُ لي : أ ُحبك .. آسفة ...لم تعد الكلمات ُ تُحييني اليوم ... فأنا ميتةٌ منذُ زمن .. ما عدتُ أستشعر ُطعم َ الحياة.. لكنك تدغدغني .. تحيط ُ بي برفق ...وأغفو ! أفتح ُ عيني ... أبحثُ عنك .. أتطلَّع ُ إليك .. ألا زلت َ قربي !؟ وأغمض ُ عيني من جديد ... وأبتسم !! |
وأطرق بنظري ..
الى الأرض .. أتجنب ُ سهام قلبك .. وكل ما في َّ يضطرب ُ وجلاً منك .. أاحبك ؟ أأقبلُ دعوتك ؟ أارتشف خمرة كأسك !؟ أأغرق ُ في بحر ِ عشقك !؟ أأتلفح ُ بأوشحة ٍ تتعتق ُ برائحة ِ جسدك أاتنفس ُ عطرك يتمازجُ مع عطري يحيلهُ دخاناً من حر ِّ أنفاسي وأنفاسك !؟ كلا ...! أنتفض...! لا بد لي من الحذر ِ وأنت تقترب ُ مني .. لا بد أن يظل القلبُ يقضاً لا بدَّ أن أراقب َ النور َحتى لا أخترق دائرة اللهيب .. الى قلب النار ..! كيف لي يا سيدي أن أدفع بك الى جهنم.. كيف لي أن أذرك تتناثرُ في الأثير ِ ذرات َ ذكرى .. كيف لي أن أقف اليوم بل أتدري !؟ لقد جعلتني أسائل نفسي أأكون يوماً معهم فأبعثرك بقايا من رمادٍ أحرق َ القلوب َ شعرا ..! تغريني بالكأس.. تدفعها إلي ّ.. تقول ُ : لا تنسي أن تبتسمي _ حين أرفعُها الى فمي _ .. ومرة ً أخرى أقول ُ كلا ...! سأُدنيها يوماً إلى فمي وأشربها حتى آخر قطرة .. ولكن ...! لن ترى ذلك حتى يأتي اليومُ الذي تكونُ فيه ِ مِلكي إمّا أنت .. أو هي ...!! فسأظل ُّ مثلك دوماً أردد (حرية النفس ليس لها في النفائس وزنًا) ! |
| الساعة الآن 10:41 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية