منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات احلام المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f457/)
-   -   106- على حافة الفجر - ستيفاني هوارد ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t84124.html)

dali2000 13-07-08 10:24 AM

106- على حافة الفجر - ستيفاني هوارد ( كاملة )
 
بسم الله الرحمن الرحيم

من سلسلة روايات أحلام

رواية على حافة الفجر -106


كـ xt & كـ وورد هنـا

منتدى ليلاس
ظهر الرجل فجأة أمامها ...كان طويلاً وسيماً كعادته ، لا مجال للشك في ملامحه القاسية ، أو تصرفه المتعجرف ...منتدى ليلاس
ولعنت ليجي للمرة المليون منذ ست سنوات هذا الرجل الذي تسبب بموت أختها الحبيبة ...
كانت رؤيتها له سبب تنغيص رحلتها على ميامي، ولكن رغبتها العميقة في الانتقام قادتها إلى ارتكاب غلطة سخيفة أوقعتها رهينة بين يديه ، فهل سيكون مصيرها كمصير أختها أم ستجد طريقة لتجعل
فيكتور دوما رشيه يركع عند قدميها...

dali2000 13-07-08 10:27 AM


1-عشاء مع قاتل

ظهر الرجل فجأة من خلف عامود في نهاية غرفة الطعام المكتظة، وبدا في اتجاه نظر ليجي مباشرة ..كان طويلاً أسود الشعر وسيماً كعادته ، يرتدي بذلة أنيقة سوداء
رفع يده ليفرقع أصابعه المعتنى بها جيداً ، وقال آمراً :
- طاولة لشخص واحد.
ترقرقت عينا ليجيمنتدى ليلاس وهي جالسة منفردة في طاولة منزوية ، غير مصدقة ن وأحست أن الدم انقلب إلى ثلج في عروقها..
لكنه فيكتور ..لا شك في هذا أبداً ..مع أن ست سنوات مرت منذ آخر لقاء لهما ، فلا مجال للشك في قسماته الواضحة القاتمة ، ولا في جسده القوي ووقفته المتعجرفة .
واضح أن الزمن لم يلينه ، كما لاحظت كذلك أنه لم يخمد نار الكراهية التي كانت تحرق قلبها نحوه.
- طبعاً سيد00من هنا ن أرجوك.
كان الساقي يسير عند مرفق الرجل الفرنسي ، كما كان يفعل له السقاة طول حياته ، متلهفين لخدمة
دوما رشيه 0 بموجة ازدراء ،منتدى ليلاس أخفضت عينيها ، وللمرة المليون في السنوات الستة المنصرمة شتمت الرجل الذي تسبب بمثل هذا الحزن الثقيل لعائلتها ، من كل قلبها0
بفضل فيكتور دوما رشيه، هذا الرجل الذي كانت تصلي حتى لا تقع عيناها عليه مرة أخرى ، ماتت أختها الحبيبة إليانور0
قطع الألم داخلها كالسكين نتيجة الذكرى 00وعلى الفور ، رجعت عذابات السنين الماضية حقيقية ن وكأنها حدثت بالأمس 00وشتمته بإحساس مضاعف بالكره 00فحتى دقيقة خلت كانت تحس بسعادة لحياتها كلها 0
كانت ليجي قد طارت على قد طارت إلى حرارة نيسان اللذيذة في ميامي منذ بضع ساعات فقط ،00ممتلئت’ إثارة للمؤتمر الذي ينتظرها ، مباركة التفاف القدر ذو الحدين 00الذي جاء بها إلى هنا 00فلولا نوبة عرق النسا التي أقعدتمنتدى ليلاس رئيسها عاجزاً ، لما كانت لها فرصة تمثيل الشركة التي تعمل فيها في أحد أشهر المؤتمرات العلمية 0
كان دكتور ماركوس قد أكد لها ، متحدثاً من فراش مرضه منذ ليلتين مضتا :
- أنت تستحقين هذا 00أنت أحدى الباحثات الشابات العاملات بكد ونشاط00ولقد آن الأوان أن تذوقي بعضاً من المتعة 0
كانت ليجي تعرف أنه يقول الحقيقة ، فهي على مدى أربع سنوات أمضتها مع المؤسسة ، وضعت قلبها وروحها في عملها ، متلهفة لتثبيت نفسها في ميدان العمل الذي اختارته 00ومع أن العمل الحالي هو من دون شك متعة ، إلا أنها لا تستطيع أن تتصرف كأنه كذلك بل عند عودتها لبلادها ، ستقدم للدكتور ماركوس مع كبار المديرين الآخرين ، تقريراً شاملاً لنتائجه 0فقد قررت أن يكون هذا المؤتمر هبة من الله لتحصل على الترقية التي تسعى إليها0
هذه الأفكار منعتها من المضي في خطط إجازتها 00فقد صدمها أساساً أن هذه الرحلة ستوفر لها الفرصة التي لا تكرر لتقوم فيها بعمل مميز في الأسبوعين القادمين 0 لذلك بدل من استئجار كوخ في منطقة ( واليس ) كما خططت ، ستمدد إقامتها لثلاثة أيام في ميامي إلى أسبوعين إضافيين في منطقة الكاريبي 0
مع ذلك ترددت موزعة بين هذا الإغراء الاستوائي ، وبين الرغبة في تحضير تقريرها حول المؤتمر في أقرب فرصة 0في النهاية قرر عنها الدكتور ماركوس :
- لن تتاح لك فرصة تقديم تقريرك قبل أسبوعين لاحقين 00سنكون مشغولين مع وفد ياباني 0
وقررت ليجي بسعادة أن هذا أفضل 00يجب أن أحصل على نصيبي من الحلوى وآكلها ! فقد كانت تعلم هذا الصباح أن لاشيء سيفسد عليها إقامتها عبر الأطلسي 00لكن بالطبع لم تفكر بأنها ستصطدم بفيكتور
دوما رشيه ،!
مع ذلك هناك شيء يجب أن تكون ممتنة له 00 خلال الست سنوات الماضية لم يتغير فيكتور 00في حين أنها تغيرت 00ولا مجال على الإطلاق أن يتعرف عليها ن في شكل هذه الشابة التي أصبحت 00بدلاً من الفتاة الخرقاء غيرا لمجربة ابنة 19 عاماً التي التقاها لوقت قصير في ( كورسيكا )0
مع قليل من الحظ – فكرت – يمكنها الحضور في المؤتمر دون أن تتلاقى طريقاهما0
لكن الصلوات ، للأسف ، ليست دائماً مستجابة 0فعلى الفور ، وقع ظل فوق كرسيها ، وقال بصوت عميق :
- عذرا آنسة 00يبدو أنك تجلسين على طاولتي0
أرجعت ليجي رأسها للوراء جفلة 00فهي لم تشعر أبداً باقترابه من طاولتها ن فسألته متحدية :
- طاولتك ؟
أحست باحمرار وجنتيها وهي ترفع نظرها لوجهه00
وياله من وجه ! وجدت نفسها تفكر بذهول 00الأنف المستقيم الروماني النبيل ، الفك المربع القوي ، الحاجبان الأسودان المعقوفان 00وهاتان العينان000كيف يمكنها نسيانها ؟ أنهما مذهلتان في جمالهما العنيف 00
ابتسم ابتسامة متفوقة :
- هذا صحيح آنسة 0000هذه طاولتي 0
ثم صمت ورمقها بنظرة بطيئة ن حملت إعجابا ظاهراً 0 بدا برأسها ذي الشعر البني الفاتح المتموج ، المسترسل في موجات ناعمة لكتفيها 00وتوقفتا على وجهها البيضاوي المكتمل بفمه الوردي وعينيه الرماديتين الواسعتين ، الممتلئتين في هذه اللحظات باستهجان غير خفي ، ثم تفحصتا خطوط جسدها الرائع 00الداخل بأناقة في بذلة بلون البيج ، وبلوزة بسيطة بيضاء00
وأضاف بكل رقة :- مع أنني لا أمانع أبداً في مشاركتك فيها00فصحبة امرأة شابة جذابة ليست شيئاً أتلهف لحرمان نفسي منه 0
إذن هو لم يتغير في هذا المجال أيضاً! فما زال زير النساء الذي لا يخجل كعادته ! رجل يحطم القلوب 00معاملا النساء كشكل رخيص من أشكال التسلية ، ولا يملك أخلاق !
لقد تابعت ليجي سلوكه الغريب ، بشكل متقطع عبر مقالات الإشاعات في بلادها 0 فهي تعرف أن محبوبتها اليانور لم تكن الوحيدة التي تحطم قلبها 0 فهذا الرجل الذي ارتبط أسمه علنا بالكثير من الأعمال الرائعة ن كان لديه في خصوصياته الكثير ليخجل منه 0
ضاقت عينا ليجي بالعداء :
- إذن أخشى أن يأتي الاعتراض مني 0
لهجتها كانت قاطعة ، وهي تستدعي الساقي الواقف طوال الوقت بين يديه :
- ربما يمكنك بكل لطف أن تشرح لهذا السيد إن هذه طاولتي ، ويجب أن يجد لنفسه طاولة أخرى ؟
تنحنح الساقي بإحراج واضح 0
- آسف آنسة ، لكن هناك بعض الاختلاط 00فالسيد على حق 00هذه طاولته 0
أحمر وجه ليجي بشدة ، ووقفت متخلية عن طبق سلطة المأكولات البحرية التي لم تنهه بعد ، وقالت بحده :
- أرجو أن ترشدني على طاولتي إذن0
تلاشت المسافة بينهما لما وقفت ن قربه المفاجئ منها كاد يغمرها ، ويهددها بطريقة حساسة 0 أحست ، أنه هو أيضاً يشعر بتقاربهما الجسدي المفاجئ00
فرك الساقي يديه بأسى :
- للأسف آنسة ، ليس هناك طاولة محجوزة لك 00لقد حصل خطأ في الكومبيوتر ، لقد أعطيت هذه الطاولة خطأً ، وأخشى أن تكون كل الطاولات الأخرى مشغولة 0
نظر بتوسل إليها ثم لفيكتور وقال :
- على أي حال إذا كان بالمكان القبول بعرض هذا السيد في مشاركته الطاولة ، فالمشكلة محلولة 0
هذا ما يظنه فمشكلتها بدأت للتو! قالت بتصلب :
- وإذا رفضت ؟
سحب الساقي أنفاسه ببؤس ، وأشار للغرفة المكتظة :
- حسناً 00بالطبع سنجد الحل 00لكنني أخشى أن هذا الأمر يستدعي مشاركتك الطاولة مع نزيل آخر 0
المشاركة مع مخلوق من البحيرة السوداء ، سيكون أفضل من مشاركة فيكتور دوما رشيه 00لكن ليجي أدركت أنها تسببت بمشكلة ن وأن الوحيد الذي يعاني من نتائجها الساقي المسكين 00الذي لم تكن غلطته 00وتصرفها الفظ مع فيكتور دوما رشيه ن لأم يحرك شعره واحدة من شعره ن بل كان على تعبير وجهه تسلية متفوقة 00فهذه الورطة التي وجدت نفسها فيها أثارت فيه روح المرح 0
من الأفضل أن تحني رأسها للظروف وتتحمل محنة تناول العشاء مع فيكتور دوما رشيه00ثم يمكنها أن تجد البدائل لما تبقى لها من إقامة 0
عادت للجلوس باستسلام مؤدب ، في حين أن عينيه استمرت في تأملها :
- حسناً جداً ، أنا موافقة في هذا الظرف 0
غمر الارتياح وجه الساقي ، وطفق يحضر مكان آخر 0
- غنه قرار حكيم ياآنسة ، أنا واثق أنك ستجدين هذا التدبير مرضياً0
هزت ليجي رأسها دون معنى محدد00وأرجعت ركبتيها للخلف خلسة بينما كان فيكتور دوما رشيه
يجلس قبالتها ، ويدس ساقيه الطويلتين تحت الطاولة 0 ثم تجاهلته متعمدة 00لكنه لم يكن ينوي أن يدعها بسلام فقد أخذ يراقبها 00وقال بهدوء :
- الساقي على حق00هذا تدبير مثالي 00شخصياً ، أكره تناول الطعام لوحدي0
كان في صوته لذعة سخرية خفيفة وكأنه يتعمد إثارتها 00ارتفع حاجبيه وهو يدعوها للرد :


قليل من الصحبة على مائدة العشاء ، مرحب به دائما 00ألا تظنين هذا ظ
أنه حقاً وسيم00إلى درجة لا تصدق00لم تجد مشكلة في تفهم ما كانت اليانور تراه فيه 00لطالما اعتبرت اليانور البالغة من العمر 25 والمطلقة ن قد أظهرت عيباً في بعد النظر والحكمة حين بدأت علاقتها مع فيكتور دوما رشيه، وذلك في انجرافها بلا احتراس مع رجل خطير 00لكنها على مستوى آخر ، لا تستطيع مغالطة ذوق أختها 0
تجولت عيناها في قسمات وجهه 00لتجد أنه تغير قليلا فقد أصبح أقسى عبر السنين ، وإن كانت وجدت وهو في 30 مذهلاً فإنه الآن في 36 أكثر وسامة ن وستكون حمقاء أن سمحت لنفسها أن تنخدع بعينيه اللتين تذيبان العظام , وابتسامته الساحرة ، قالت ببرود :
- هذا يتوقف على الصحبة 00فأحياناً أفضل أن آكل لوحدي 0
سأل بهدوء :
- الآن مثلاً ؟ تجدين أن صحبتي لا تناسب ذوقك حتى بعد معرفة قصيرة جداً ؟
هذا ما أوقفها عند حدها 00إذا كانت تنوي أن تبقى هويتها سراً وتتجنب كل العذاب الذي قد يسببه الكشف عنها 00عليها أن تتجشم عناء معاملته بحذر وتحفظ 0
عدلت من لهجتها وقالت :
- أنا آسفة ن لم أكن أقصد أنمنتدى ليلاس ألمح بمثل هذا 00فأنا لا أعرفك كما تقول 00الأمر فقط أنني أحس بالتعب ولست في مزاج جيد للحديث00وصلت منذ ساعات من لندن 0
رد على ابتسامتها بتفهم 00مع أنها أحست أنه رجل يتذكر الفظاظة ويرد عليها في الوقت الذي يختاره 00إنما الآن كان يضع قناع المواساة :
- أجل 00في الواقع السفر عبر الأطلسي متعي لأقصى حد 00ولقد تحملت لتوي سفراً مماثلاً من باريس 0 هل أنت هنا من أجل المؤتمر أم من أجل عطلة ؟
- أوه 00بل لأجل المؤتمر00فأمثالي لا يأتون هنا لقضاء العطلة ،إذ أن أماكن بهذه الفخامة مقصورة على أمثالك0
أدركت زلة لسانها 00فقد ارتفع حاجبيه مستغرباً إ وتركزت العينان المشعتان على وجهها :
- أشخاص أمثالي ؟ ماذا تغنين بالضبط ؟
شتمت نفسها على هذا التصرف الأخرق00ثم قررت متهورة أن تخدعه 00عموماً ماذا إمامها غير أن تخدعه ؟
-- طبعا كنت أخمن 00لكن بالنظر إليك يمكنني القول انك رجل ثري جداص0
كان في لهجتها شيء من السخرية البريئة 00استراحت عيناها على بذلته الكشمير والقميص المكتمل القياس ، وربطة العنقمنتدى ليلاس الأنيقة الطراز، ثم تحولتا نحو أزرار كم قميصه الذهبية وغلى يديه الطويلتين الصابع00
- أعذرني لو تكلمت بأشياء شخصية ، لكن من حولك دون أدنى شك جو الثراء0
إضافة لقلة الإحساس والتكبر 00اختار الساقي هذه اللحظة ليصل ويسجل طلب فيكتور دوما رشيه
00لكنها تابعت تبتسم ابتسامة اقتناع ن وهو يطلب ثم وهو يفكر بالرد عليها 0
- لم يكن لدي فكرة أنك تدرسينني عن كثب 0على أي حال لا أمانع أن يكون كلامك شخصيا هكذا ، تصرفي بحرية قدر ما تشائين آنسة0
أوقف التساؤل ومال إليها ك
- أخشى أن أكون لا زلت أجهل اسمك 00وربما حان الوقت لنتعارف0
ابتلعت ليجي ريقها 00فهذه لحظة قول الحقيقة 00فإما أن تكذب لتحفظ اسمها مجهولا ص ن وغما أن تعتمد على شكها في أن تكون اليانور في علاقتها معه قد كشفت أو ذكرت اسم شقيقتها الصغرى00 ففي تلك الزيارة القصير ة السيئة لكورسيكا قدمت نفسها له باسم ليلي اسم الطفولة الذي التصق بها حتى نهاية مراهقتها 00إضافة أن اليانور كانت معروفة بسم الزواج ن وايت00ومن الممكن أن يكون قد نسي اسم صديقته العائلي0
قررت أن تخاطر 00رجل مثل فيكتور دوما رشيه من المستبعد أن يتذكر التفاصيل الصغيرة لحادثة غير مميزة مرت في حياته 00رفعت رأسها لتقول ك
- اسمي ليجي دايلي 0
ها قد ذكرت اسمها ! ولفهم منه مايشاء !
- ليجي 00؟ اسم غير عادي 0
تمنت ألا يربط اسم ليجي بليلى ! ثم تنهدت في داخلها لما أضاف :
- لا أظن أنني سمعت مثله من قبل 00غنه جميل0
أسبلت جفنيها لتخفي ارتياحها 00وتمتمت :
- شكرا ً لك 0
- وأنا فيكتور دوما رشيه0
أضاف مبتسماً من عدم سؤالها :
- في حال تسألت ن أنا هنا لحضور المؤتمر أيضاً 00وأرجو أن تكون النتيجة مثيرة للاهتمام 00أنا أعمل في مجال الأبحاث العلمية0
كانت هذه فرصة رائعة 00لن تتركها ليجي لتمر 00نظرت إليه بعفوية مبالغ فيها :
- أظن أن لا علاقة لك بمؤسسة دوما رشيه 00اليس كذلك ظ
هز رأسه 0
- بل لي علاقة بالتأكيد ،منتدى ليلاس مؤسسها مارسيل دوما رشيه كان جدي 00في الواقع0
أجبرت ليجي قسمات وجهها على أن تبدو متأثرة بشكل مناسب 00على أي حال ، سبق أن تأثرت بهذا الاسم من قبل ، حين أعلنت شقيقتها أنها حصلت على وظيفة مساعدة شخصية للشاب اللامع رئيس غدارة مؤسسة دوما رشيه0
لكن مشاعرها تغيرت فلم تعلمها تجربة اليانور القاتلة إلا كراهية رئيس إدارة مؤسسة دوما رشيه
أخفت عينيها حتى لا يرى مشاعر الكره فيهما 00وارتاحت لما سال :
- أخبريني ليجي 00ما نوع عملك ؟
- عمل صيدلاني 00أنا مساعدة أولى للأبحاث في شركة عقاقير صغيرة جنوبي انكلترا0
- وهل هذا مؤتمرك الأول ؟ لم أرك في أي مؤتمر من قبل 00يرى المرء عادة نفس الوجوه القديمة مرات ومرات ، في مثل هذه المؤتمرات 00ومن التغيير المبهج رؤية وجوه شابة جديدة0
- إذن أنت تحضر المؤتمرات بصورة دائمة 000أليس كذلك ظ
تجاهلت الإطراء وركزت نظرها عليه وتابعت ك
- أنا مندهشة من أن يجد رئيس شركة كبيرة مثلك الوقت كي يلاحق مثل هذه الأمور0
- أحب أن أبقى على اطلاع شخصي بما بقوم به أقراني في العالم 00إضافة أن المؤتمرات أفضل مكان للقاء الناس وتبادل الخبرات والأفكار0
أراهن على هذا ! دون ذكر الفرصة في مقابلة الكثير من الوجوه الجديدة !
فيكتور دوما رشيه ، لن يتردد في أن يسئ استخدام مركزه العلمي في مثل هذا الحدث ، كي يضيف إناثا إلى لائحة انتصاراته !!
نظرت غليه نظرة سوداء ن ومع وصول الساقي يحمل أول طبق له من وجبته وطبقها الأساسي ، ليضع الطبقين على الطاولة 00فكرت برضى 00حسناً جدا ً ، مثل هذه التصرفات ستبعده عنها دون شك 00فهو لاشك تلقى الرسالة الآن ، بأنه سيضيع وقته هباءً إذا فكر بأن يضع نظره عليها!!
ستشعر بكثير من الرضي حين تتمكن من توجيه ضربة رفض لزير النساء المتكبر فيكتور دوما رشيه00لو تهور وحاول معها00
أكملا طعامهما بصمت 00ظهر الساقي فجأة وهو يصب لها وله العصير ك
- هناك مكالمة لك سيد فيكتور دوما رشيه00هل تأخذها عند مكتب الاستقبال أم هنا ؟
نظر إلى ليجي ساخراً ، وهز رأسه 0
- سآخذها هنا 00أنا واثق أن السيدة الشابة لن تعترض ؟
- أبداً00
لو كان سيمضي ما تبقى من وجبة الطعام يتحدث للهاتف ، فستتخلص من الانزعاج في الحديث معه 0
لكن المكالمة كانت قصيرة جداً 00بعدها أخرج من جيبه آلة تسجيل صغيرة ، يملي فيها رسالة قصيرة , ورقم هاتف 00قال وهو يضعها على الطاولة :
-إنها وسيلة لا تقدر بثمن 00الرسائل المسجلة على قطع الورق تضيع دائما ً0
ابتسمت :- كم هو مزعج إضاعة أرقام الهواتف ، خاصة المهمة جداً0
ظنت أنها رأت شبح ابتسامة ن وكأنه فهم ما تعنيه ، رفع حاجبه بشكل خبيث وسأل :
- هل تخططين للعودة مباشرة إلى انكلترا بعد المؤتمر ؟
لماذا يسأل ،؟ نظرت لعينيه :
- في الواقع لا0 أخطط لقضاء أسبوعين في الاستلقاء على شواطئ ( باربادوس ) أولاً0
رفع حاجبيه ك
- ظننتك قلت من قبل الآن إن مثل هذه الفخامة هي أبعد من منال أشخاص مثلك ؟
لقد تذكر تعابيرها الهازئة !!
- عادة 00أجل 0لكن بما أنني هنا 00اكتشفت أنني استطيع هذا بشكل رخيص نسبياً 00بكلفة أقل مما يمكن أن ادفعه لرحلة إلى أسبانيا 00وبالطبع سيكون الفندق الذي سأقيم فيه متوسط ، وليس فندق خمسة نجوم ،التي يرتادها أمثالك0
- طالما أنها نظيفة وخالية من الحشرات المؤذية ،منتدى ليلاس لا سبب يمنعك من السكن فيها 00بالطبع تفحصت المكان جيداً؟
- أتعني 00لأنعه قد لا يكون00نظيفاً و00خالياإ من الحشرات ؟
الفكرة نفسها إخافتها وجعلت الكلمات عالقة في حلقها 0ولم يكن فيكتور دوما رشيه مستعداً لطمأنتها 0
- في مثل هذا الجزء من العالم ن هذا ممكن طبعاً 00مع أنه من غير المعقول أن تنزعجي لبضعة صراصير 0
كبحت ليجي ارتجافها :
- صراصير ؟ لا تقل لي أنها تدخل غرف النوم !
- إنها تدخل لكل مكان عزيزتي ليجي 00ومع أنها كبيرة وأحياناً كبيرة جداً ، إلا أنها لا تؤذي ، احتفظي بعلبتين فقط من المبيدات قرب سريرك ،منتدى ليلاس وستتمكنين من السيطرة عليها 0
السيطرة عليها ؟! كم يعتقد أنها ستواجه من هذه المخلوقات المخيفة ؟
ارتجفت ليجي 00أنه يقول هذا الكلام متعمداً 00بالطبع وبهذا يرد على فظاظتها معه 00ولا يمكنه أن يختار سلاح أشد ثاثيراً فخوف ليجي من المخلوقات الزاحفة يكاد يصل لحد الأسطورة بين أصدقاءها!!
عندا جاء الساقي لرفع الأطباق الفارغة ن كانت تحس به يراقبها لا شك أنه تمتع برؤية الشحوب على وجهها بسبب كلماته الغير لطيفة 0وكانت متأكدة انه لم يلاحظ هفوة الساقي العرضية التي دفعت آلة التسجيل على الأرض 00قدلا تكون هي نفسها قد لاحظتها ، لولا أنها وقعت على بعد قليل منها 0
للحظة , كادت أن تنحني لتلتقطها وتعيدها إلى صاحبها 00لكنها توقفت وهو يتابع قوله بطريقة متعالية 0
- إذا كانت مثل هذه الأشياء تزعجك كثيراً ، يجب أن تبقي في أوروبا لأجل مغامراتك 00فمثلاً في جزيرتي كورسيكا ، لدينا حصتنا من الحشرات بالطبع ، لكنها على مستو أخف 00هل ذهبت يوماً إلى هناك؟
اختفى كل الخوف والتفكير بالحشرات الزاحفة من رأس ليجي 00وكل ما أصبحت تحس به آلة التسجيل قرب قدمها ، وموجة من الإثارة المتهورة تملأ نفسها 0واستمرت في التحديق عبر الطاولة لتسأل بغباء :
- هل ذهبت يوماً000أين ؟
- كورسيكا 0
- آه 00 كورسيكا 00لا0
ثم أضافت بابتسامة آلية ،منتدى ليلاس وفكرة مفاجئة أخذت تتكون :
- في الواقع يجب أن اذهب إليها يوماً ، 00يقال أنها جزيرة جميلة 0
- إلى حد كبير 00وإذا زرتها يوماً ، سيكون لي شرف استضافتك 0
حقاً ؟000هذا لن يحدث أبداً !! مرة واحدة كانت أكثر من كافية0
تظاهرت بالتقدير :
- هذا لطف كبير منك 0يجب أن أتذكر أن ابقي عرضك في تفكيري 0
قّربت آلة التسجيل إلى حقيبة يدها الموضوعة أرضاً بحركة من قدمها ، ثم تثأبت :
- أظن الوقت حان لإنهاء يومي 0 إذا كنت لا تمانع سأتركك الآن 0
أحنى رأسه :
- تقضلي0
انحنت لأخذ حقيبتها ، كانت مسجلته أمام عينيها بالضبط 0 ترددت مقدار خفقة قلب 00فما تخطط له أمر خاطئ 0لكنها فكرت بكورسيكا واليانور وكل المرارة القاسية التي أعادها وجوده إليها 00وباحساس انتصار بسيط ، مدت يدها لتطبقها على الآلة المعدنية 0 وفي لحظة كانت تدسها في حقيبتها ، وقفت بثبات قائلة :
- من اللطف مقابلتك سيد منتدى ليلاس دوما رشيه00أتنمى أن تتمتع بالمؤتمر 0
- أنا واثق أنني سأتمتع ، وأتطلع شوقاً لرؤيتك وقت الإفطار غداً 0
لو رأيتك أنا أولاً فسوف لن تراني !
لكنها كبحت إغراء أن تقول ذلك بصوت مرتفع 0ووضعت حقبتها بعفوية على كتفها واكتفت بالقول :
- عمت مساءً.
ثم اتجهت عبر الغرفة المزدحمة ، وقلبها يخفق كالطبل داخل صدرها ..وكأنما حاسة سادسة تقول لها كم ستحس بالمرارة والندم على الأمر الغبي. الذي قامت به لتوها.
**************************************

dali2000 13-07-08 10:28 AM


2- في قبضة يده

لم يكن في نية ليجي ولو لمرة واحدة ، سرقة آلة تسجيل فيكتور دوما رشيه ، ولا الاستماع لما يكون مسجلاً فيها 00التهور المفاجئ الذي دفعها لأخذها ، مبعثه رغبة بسيطة لإحباطه 00ومع أنها كانت حركة تافهة إلا أنها بدت كطريقة صغيرة للانتقاممنه00فقد ملأها الغضب والرغبة السوداء للانتقام عند ذكره لكورسيكا0
خارج غرفة الطعام ن وهي تنتظر المصعد ، ليحملها إلى غرفتها في الطابق الثاني والعشرين 00ذهلت لأنها نفذتما فعلته من دون ارتجاف أو عاطفة ن لكنها من الداخل لم تكن هكذا 00الذكريات التي أثارتها ذكره لكورسيكا كانت لا تزال تؤ لمها 0
دخلت المصعد 00وحدثت نفسها بمرارة :منتدى ليلاس أتسمين هذا انتقاماً ؟ هذا العمل الطائش المثير للإشفاق بالكاد يصل لاسم انتقام ! كل ما فعلته هو حرمانه مؤقتاً من بضع أرقام هاتف !! رمت حقيبتها في غرفتها بكل ما تحتويه بازدراء في زاوية طاولة الزينة ، حقاً 00إذا كان هذا أفضل ما تستطيعيه من الانتقام لأجل أختها ، فمن الأفضل التخلي عن الفكرة 0
خلعت حذاءها ونزعت عنها السترة 0 ثم اتصلت بخدمة الغرف :
- كوب من الحليب الساخن أرجوك 0
ربما سيساعدها هذا على النوم 00لقد عرفت أنه من الصعب نومها بسهولة0
لقد كانت مجنونة عندما أخذت المسجلة !! من أي زاوية نظرت للمسألة ؟ فالحقيقة أن ما فعلته كان سخيف تماماً حتى من زاوية اعتباره انتقاماً 0 فرجال مثل فيكتور دوما رشيه يبحرون في الحياة دون اكتراث 00ودون أن يستطيع أحد أن يتحدى منتدى ليلاس تصرفاتهم 00إنهم ماكرون 00ةلا يدفعون ثمن جرائمهم 0
رجال مثل هؤلاء ليسوا قلة 00فوالدها كان واحداً منهم ، تخلى عن زوجته ، وابنتيه الصغيرتين منذ أكثر من عشرين سنة 0
وبالطبع كان هناك جيريمي مؤخراً00000
أبعدت الذكرى عنها 00فقد أصبح جيريمي من الماضي الآن 0لكنه مازال مثالاً يذكرها بالقسوة التي يتصرفون بها الرجال 00مع أنها تشك في أن يصل إلى قسوة الرجل الفرنسي فيكتور دوما رشيه في هذا المجال 00
تناولت الروب القطني ووضعته عليها قبل أن تدخل الحمام 00كلما فكرت بالأمر أحست بمدى غبائها لمخاطرتها مع فيكتور دوما رشيه00فأخذ آلة التسجيل غباء ومن الأفضل إعادتها غليه 00وفي أسرع وقت ممكن 00ودون أن يشك في أنها لعبت دور في إخفائها 0
شدت حزام الروب حول خصرها النحيل ، وانحنت لتدير حنفيةمنتدى ليلاس الماء الساخن 00يمكنها التفكير في كيفية إنجاز مهمتها وهي مسترخية في المغطس 00ترشف كوب الحليب 00
ابتسمت لنفسها عندما سمعت طرقة حادة على باب غرفتها واستقامت ، لقد كانت خدمة الغرف سريعة في تلبية طلبها 0
نادت بعد سماع دقة أخرى :
- قادمة !
فتحت الباب مع ابتسامة شكر 0لكن ابتسامتها خبت لما رأته عند الباب 0
قال بلهجة غير ودية :
- تقابلنا ثانية 00لم أكن أتوقع هذا الشرف سريعاً0
كان رد فعلها الفوري أن صفقت الباب في وجهه 00لكن سيئاً في وضعية جسده الطويل بدا مهدداً و يملأ الباب ويتسبب في تجمد أصابعها الفوري على مقبض الباب 00كانت ردة فعله أسرع منها بالتأكيد ، إذ دفع الباب للوراء قبل أن تغلقه نصف إغلاقه ،فليس لديها الرغبة أن تنقلب هذه المواجهة جسدية0
هكذا دفعته ، وكأنما هي في خجل من ملابسها الخفيفة ,وقالت :
- أخشى أن تكون فاجأتني في لحظة غير مناسبة 00كنت استعد لتوي لدخول الحمام0
تبخر الأمل الضعيف في أن يكون فهم التلميح فجأة وهو يخطو إلى الأمام 00نظر مباشرة لعينيها :
- لنبدأ بالأهم أولاً 00أظنك تملكين شيئاً يخصني ؟
في تلك اللحظة كان أمامها خياران 00إما أن تتوسل غفرانه وتعيد إليه آلة التسجيل , وإما أن تنكر كل صلة بما يتحدث عنه ، آملة أن تستطين أن تقنعه ببراءتها 00لم تأخذ أكثر من ثانية لتتخذ القرار وهي تنظر لعينيه الغير متسامحتين 0
رفعت حاجبيها متعمدة ، وقالت :
- أخشى إن لا تكون لدي أدنى فكرة عما تتحدث عنه 0
الاعتراف سيكون دعوة مفتوحة للمتاعب ومن الأسلم خداعه 0
- آوه 000لا ؟ ما أتكلم عنه آنسة دايلي هوآلة التسجيل التي حملتها معك بكل ذكاء 0
تقطب حاجبيها أكثر :
- آلة التسجيل ؟ وما الذي جعلك تظن أنني أخذتها ؟
وأطلقت ضحكة تجاهل مكملة :
- لا حاجة لي بآلة تسجيلك سيد دوما رشيه 0
لو أنها التزمت موقفها فلن يكون لديه خيار سوى التراجع وتصديق كلمتها 00ثم أول ما تفعله في الصباح تحضير خطة لإعادة آلة التسجيل إليه 0
- إذن تنكرين انك أخذتها ؟
- بالطبع أنكر 0
آنسة ديلي ، أنا أرى أنك منتدى ليلاس لست لصة فقط بل كذلك وقحة, فضلاً عن أنك كاذبة غير صالحة !
دفع الباب على مصراعيه ، ليرسلها للخلف متعثرة واقتحم غرفتها بغضب 0
وقف وسط الغرفة و وكأنه غضب غير مكبوت مندفع من الظلام 00وطافت نظراته مفتشة هنا وهناك 00ثم قال :
- أخبريني ماذا فعلت بها بكل لطف0
- قلت لك أنا لم أفعل بها شيئاً ! ثم أي حق تظن نفسك تملكه لتقتحم غرفتي بهذا الشكل ؟
فجأة وقعت عيناه على الحقيبة الموضوعة على طاولة الزينة ك
- آه 00!
بخطوتين وصل إليها وأمسك بها 00برعب راقبته وهو يفتح السحاب ثم يستدير إليها ممسكاً المسجلة بيده 0
- لا تعرفين شيئاً عنها 00أليس كذلك ؟ إذن أرجوك أن تفسري لي كيف وصلت إلى هنا ؟
كانت ليجي قد توقفت أنفاسها ، وأحست أنه سيغمى عليها وتمتمت :
- لست أدري 00أقسم أنني لا أدري 0
وقف أمامها :
- أرى مزيداً من الأكاذيب إضافة إلى أنك لصة وقحة وكذابة! أنت كذلك كما أرى جبانة تثير الشفقة 00على ألأقل ليكن عند الشجاعة للاعتراف بفعلتك !
ابتلعت ريقها بخشونة وقالت :
- لا بد أنها وقعت من فوق الطاولة إلى حقيبتي ! دون أن الحظ ذلك ، 00أنه التفسير الوحيد الذي استطيع التفكير به0
- ويا له من تفسير ضعيف واه 00أتتوقعين مني جدياً أن أصدقه ؟ إذا كنت تضنيني مغفلاً فأنت ترتكبين خطأ فادحاً0
وهذا ما تعرفه جيدا 00قيكتور دوما رشيه ليس مغفلاً00إنه عابث جريء قاسي متسلط متعجرف ن مسلح بذكاء قاطع 00وعليها أن تجد ماهو أفضل من هذا لتقنعه 00لكنها لم تتوصل لشيء 0
- لماذا لا تصدقني ؟ لماذا ارغب في آلة تسجيلك ؟
ابتسم بتهجم و وهو مازال ينظر إليها :
- هذا سؤال من السهل الرد عليه 0هناك أشياء في هذا الشريط قد تهم زميلاً عالماً، وكما قلت لك استخدم الشريط كدفتر مذكرات ، أخزن فيه الأفكار وأرقام الهواتف 00ألهذا السبب أخذته ؟ هل أنت جاسوسة صناعية
- يا إلهي لا! يالها من فكرة منافية للعقل !
- أخشى أنني لا أجدها منافية للعقل أبداً00بل على العكس أعتبرها التفسير الأكثر احتمالا0إلا إذا استطعت الخروج بتفسير أفضل 00طبعا0
كادت ليجي أن تقول الحقيقة 00لكن هذا سيقودها لكافة أنواع المتاعب والتفسيرات التي تتجنبها 00لذا سارعت تؤكد بصوت صغير صادق :
- أي شيء آخر يمكن أن أكون ، فأنا لست مجرمة 0
نظر إليها طويلاً 0
- سنرى إلى أي مدى سيقتنع الآخرون بنكرانك 00لأنني أنا لا زلت أشك في ذلك 0
مد يده وضغط زر الإقفال في المسجلة وأعادها لجيبه وهي تتابع ما يفعله برعب وأضاف بتلذذ ساخر :
- كما ترين ، حديثنا كله أصبح مسجلاً0
أحست أن لغماً انفجر في وجهها 00نظرت إليه ببلاهة وسألته بارتجاف:
- ولماذا سجلته ؟
- كدليل 00لأستخدمه ضدك 00لو قررت أن أفعل 0
وابتسم لها ابتسامة القرش المفترس 0
ابتلعت ريقها بصعوبة , فأحست بالمرارة :
- لاستخدامه 00ضدي 00كيف ؟
هز كتفيه :
- أستطيع الآن رميك خارج المؤتمر ، كبداية0
ورفع يده ليفرقع أصابعه في وجهها مكملاً:
- هكذا 00وفي دقيقتين ! ولو صممت ، لاستطعت على الأرجح أن أرميك خارج عملك0
جمدت ليجي ، فاقدة القدرة على الكلام 00كيف يعقل أنها لتحرك غبي ، انهالت كل الكوارث على رأسها ؟
أشاح بنظره عنها ، عيناه تتجهان إلى الحمام ك
- لكن ، أخشى أن يكون لديك الآن مشكلة فورية ، فإذا لم أكن مخطئاً 00أسمع صوت ماء يجري 0
الحمام 00! لقد تركت الماء مفتوحا في المغطس ، ونسيته تماماً وسط كل هذه الورطة 0
استدارت بشهقة مخنوقة وركضت للحمام 0لابد أن المكان كله يطفو الآن بالماء ! رأت أنها على حق 00كانت المياه الساخنة في شلالات يتصاعد منها البخار تتدفق من فوق المغطس أما الأرض فكانت مغمورة بإنشين من الماء الساخن على الأقل 0
ويا للأسى ، ليست كافية لأن تغرق نفسها فيها 0
الطيف الأسمر عند الباب كان يراقب الأضرار بعين غير مهتمة :
- يالها متورطة 00لكن لا تقلقي ، ستجف وحدها 0
أشار إلى ثقب معدني مستدير وسط الأرض الزرقاء 0
- البالوعة ستبتلع معظمها 00أفض شيء تفعلينه هو تركها لفترة 0كان على حق فالبالوعة فعلاً قد بدأت تبتلع بشدة الماء المتدفق إليها00نظرت إليه نظرة جانبية ، شاعرة بالسرور لوجوده 00ثم أدركت فوراً مدى غباء هذا الإحساس 0فما كان جرى ما جرى لو انه لم يلهها 0!
عاد تفكيرها ببؤس لآلة التسجيل ، فانتزعت منشفة ولحقت به إلى غرفة النوم 00جففت قدميها المبتلتين ، ورمت المنشفة على السرير 00
حين رفعت نظرها إليه ، أبصرته يقف هناك يراقبها ن يمد يده بكوب حليب طويل0
- خادم الغرف جاء بهذا وأنت في الحمام 00من الأفضل أن تشربيه وهو ساخن 0
ياله من اهتمام ! أخذت الكوب الساخن حذرة لتتجنب أصابعه كانت تفكر أن هناك شيء مربك في قدرته الرهيبة على التعامل بطريقتين مختلفتين في آن واحد ن في لحظة ن يكون المتسلط الغاضب ن وفي الأخرى يسدي إليها النصيحة في مسالة الحمام!! ويبدي اهتمام بكوب حليبها0وتسالت أي جانب منه ستواجه الآن ، 00وعاد المتسلط00
- كما كنت أقول 00يمكنني أن اسبب لك مشاكل كثيرة لو شئت 0
لم يخطر ببالها أبداً الشك في هذا 0فقد أدانت نفسها بفمها وهو قد سجل ذلك ، وسيكون من السهل رميها خارج المؤتمر 0
انقلب قلبها رأس على عقب ، ياله من موقف مشين ! مع أنه قد يكون مبالغ قليلاً حين هدد برميها خارج المؤتمر ، إلا أنه لديه القدرة لتأخير ترقيتها ، وهذا أمر سيء بما يكفي 0 أحست بدوار فسألته :
- وهل ترغب في هذا ؟
نظر إليها طويلاً :
- لم أقرر بعد0
ربت على الجيب الذي يحوي المسجلة ، وابتسم بسخرية متعمداً تعذيبها :
- طالما أبقي الدليل في أمان ، أستطيع أن أقرر متى شئت 00من يعرف ؟قد يكون من مصلحتي أن أبقي الأمر سراً بيننا0
أحست ليجي بأصابع باردة تمر على ظهرها 00هل هذه إشارة ذكية لنوع من الابتزاز ن ضاقت عينيها :
- إذا كنت تفكر بشيء من الابتزاز ، أستطيع أن أعدك بأنك تضيع وقتك 00فأنا لا أملك مالاً أعطيه لك 0
ابتسم مشمئزا :
- لا تقلقي ، لست بحاجة لمالك 0لدي منه ما يكفيني 00لكن ربما لديك ممتلكات أخرى تهمني 0
فتح الباب وهي تحترق تحت نظراته ن وخرج مكملاً ك
- حين أصل إلى قراري سأعلمك 0أما في الوقت الحاضر ( عزيزتي ) تمتعي بحريتك 0
أصبح التمتع بأي شيء فجأة بعيد عنها00حتى حين دخلت المغطس ، وأطبقت عليها المياه الساخنة ، لم تتمكن من نفض الثقل عن قلبها0استلقت بين الفقاعات ن وأغمضت عينيها 00ألم يوقع ما يكفي من ضرر بعائلتها ؟
كان تفكيرها مع تدفق اللم والغصب فيها ، يعود لكورسيكا ، إلى ذلك الصيف منذ ست سنوات 0حين بدأت مأساة أختها 00
كانتا قد طارتا إلى هناك في إجازة ، هي وأمها بناء على إلحاح اليانور 00الحب الذي كان يزهر بينها وبين فيكتور منذ أشهر ، بعد ذهابها للعمل مباشرة ، بدا يتجه إلى النهاية السعيدة 00فقد كتبت تقول أنهما سيعلنان الخطوبة قريباً0
من الطبيعي أن تبتهجا لأجل اليانور00فالشقيقة الفاتنة المغامرة الشقراء الشعر ، المختلفة تماما عنها ، كان يحق لها ببعض السعادة في حياتها الخاصة 00فمنذ سنة سبقت انتهى زواجها القصير بالطلاق 0وقبل ذلك مرت بسلسلة من العلاقات ، تحطمت كلها 00وكان من الرائع أنها وجدت أخيراً الحب الحقيقي 0
لكن ليجي اضطرت لتغيير رأيها بطريقة أو بأخرى منذ اليوم الأول لعطلتهما القاتلة0
كبداية لم يكن هناك دليل على وجود فيكتور ، وأخبرتهما اليانور عن السبب بشيء من القلق :
-أظنه متوتر الأعصاب لأجل لقائكما 000لا تقلقا ستريانه في الغد 0
وفعلا ظهر في الغد ، مفاجئاً الثلاثة ومصراً بسحر كبير على تقديم العشاء لهن تلك الليلة 00وكان العشاء رائعاً 00وكان فيكتور فيه المضيف الكريم 00مه أن ليجي كانت تراقب دون إعجاب الطريقة الآلية التي كان يعامل فيها اليانور 0لم تر شيئاً من حبه في مواجهة العينين المتسعتين لأختها 0
كذلك لم يكن هناك أثر للتوتر الذي نسبته له اليانور 00فيكتور دما رشيه ، كما استنتجت ليجي بسرعة ، كان رجل أعصابه من حديد 00ولذلك كان أقلهن عجباً للكارثة التي حلت في الأمسية التالية 0
قال لهن أنه سيكون مشغولاً في الأمسية التالية واقترح تناول العشاء تلك الليلة في الفندق الذي تنزل فيه ليجي مع أمها 00وكاد أن يحصل لولا تدخل القدر 00
قالت ليجي متحدية أختها بتهور :
- سمي لي أفضل مطعم اسماك على الجزيرة ؟
حين أجابت اليانور ، قالت بإصرار:
- فلنذهب إلى هناك الليلة 00على حسابي !
كانت تقصد بذلك إبهاج اليانور وطرد النظرة الحزينة مت عينيها 00ولم تكن تخمن ولو بعد كليون سنة ذلك العذاب الذي ستأتي به تلك الأمسية 0
لم يمض على وجودهن في المطعم أكثر من نصف ساعة، حتى دخل فيكتور دما رشيه وفتاة جميلة في ذراعه 0
بدا أنه لم يلحظ وجود اليانور في البداية 00وهذا لم يكن عجيباً نظراً لانشغاله مع شريكته 0كل السحر الذي كان ينقصه وهو في رفقة اليانور ، التي وعدها بالزواج ، كان يشع من وجهه الآن 00
راقبت ليجي بألم اللون يجف من على خدي شقيقتها 00واضطرت للتخلي عن سكينتها وشوكتها 0 ثم وقفت بشكل أخرق وتمتمت لليجي وأمها ك
- أعذراني 00أنا آسفة لكنني لا استطيع البقاء عنا 0
بعد لحظة كانت تسير متهاوية نحو الباب ، وعيناها مليئتان بالألم والدموع ن تاركة ليجي وأمها مسمرتين على الطاولة 0
بدا إن فيكتور لحظتها فقط لاحظ ما جرى فانتقلت عيناه من الطيف المنسحب ، إلى الأخرتين الجالستين بكلالة إلى الطاولة 00وللحظة خاطفة ، أظهر وجهه بعض آثار الندم التي زالت بسرعة 00وحل مكانه عدم اكتراث بارد متعجرف 00
بدت كراهيتها له في تلك اللحظة بالذات ن ولولا تدخل أمها قائلة :
- أظن أن علينا المغادرة كذلك 0
لكانت مستعدة ن أن تذهب إليه وتمزق وجهه بيديها العاريتين 0
طبعاً تدمرت العطلة 00وأمضت اليانور الأيام التالية باكية 00وابتعد فيكتور دما رشيه عن طريقهما لما تبقى من إقامتهما 00
عادت اليانور إلى انكلترا بعد الحادثة بقليل ، وناضلت بشجاعة قرابة السنة 00لكنها كانت ميتة في داخلها 00لقد ماتت منذ ذلك اليوم في كورسيكا 00وما تبقى مسألة وقت فقط0
عضت ليجي على شفتيها تمنع شهقة بكاء وهي تتذكر ذلك اليوم ، منذ خمس سنوات ، حين تلقت اتصال يقول أن اليانور ماتت 00وجدت وحيدة في شقتها منهية حياتها الشابة بجرعة كبيرة من الأقراص المنومة00
استمطرت ليجي اللعنات على اسم فيكتور دما رشيه أمام الخبر المريع ن فهو الذي قتلها وكأنه أطلق النار على رأسها 0
طوال هذه السنوات لم يتصل بالعائلة ليقدم التعازي000مع أنه لا بد قد عرف بموتها 00والحقيقة القاسية أنه لايهتم 00فلديه أشياء أفضل من أن يضيعها في الحزن والندم 00
ارتجفت ليجي وهي تتذكر هذا 00هذه أخلاق الرجل الذي وقعت بين براثنه000
لم تنم ليجي سوى قليلاً تلك الليلة ، وكانت أول صورت تقفز لرأسها وهي تصحو في الصباح ، لـ فيكتور دما رشيه00
تباً له ! فليلاحقها إذا أراد لكنها لن تسمح له بتعذيبها !!
أيمكن أن ينفذ تهديده ويرميها خارج المؤتمر ؟؟00لا 000فلديه أشياء كثيرة يقوم بها أفضل من أن يزعج نفسه بها 00طالما ستكون حذرة في البقاء بعيدة عنه 00فستبقى آمنة00
أحست بعد الفطور أنها أقل تأثراً ففي يدها ورقة رابحة !! فهي تعرف من هو ن وماذا فعل باليانور ؟ بينما هو لا يعرف هويتها 0
لم تكن كيف تستخدم هذه الميزة 00ولكن قد تمكنها أخيرا في قلب الطاولات في وجهه0
بعد الفطور ارتدت تنورة جذابة وبلوزة زرقاء مخططة 00وأسرعت لحضور المؤتمر 00أرادت أن تحل مشكلة الطاولة ، لكنها قررت أن لا وقت لديها 00وفي الوقت الحاضر ستبذل جهدها لتبقى في الطرف البعيد من المحاضرات !!
لحسن الحظ ، وقعت عيناها عليه حال دخولها 00كان يجلس في الصف الأمامي يدير ظهره إليها وهي تدخل القاعة 00أحست ليجي بقلبها يعتصر كراهية وهو ينظر حوله ليعلق على شيء لصاحبه 0لمحت بنظرة سريعة جانب وجهه00من القساوة أن يمتلك هذه الجاذبية المكتملة هذا الرجل غير المكتمل الأخلاق!
أول محاضرة كانت لمدير شركة أبحاث من دوسلوروف في ألمانيا ، وكانت ملفتة للنظر0
0 إذا كان هذا هو المستوى الذي نتوقعه ن أستطيع القول أني سعيد لمجيئي 0
التفتت ليجي إلى جارها المتكلم منتدى ليلاس لتجد نفسها تنظر إلى عينين بنيتين في وجه ودود 0
وأكمل يقول بمرح:
- مرحباً ، أنا آلن ، من فيلادلفيا0
ثم استدار إلى شاب أحمر الشعر قربه :
- وهذا كاري ، إنه من بوسطن 0
كان فيهما شيء دفعها للاستجابة لهما فوراً 00قالت مرحبة :
- مسرورة بلقائكما 00أنا ليجي من انكلترا 00كنت أفكر لتوي بما قلته 0لقد سمعنا محاضرة مثيرة 0
- أعتقد أن التالية ستكون جيدة كذلك 00فمن سيلقيها اضطر إلى ملء فراغ شخص اضطر للغياب 00سمعته من قبل منذ سنتين ، وهو يعرف تماماً ما يقول 00لدينا نصف ساعة قبل البدء 0ما رأيك بالانضمام إلينا لفنجان قهوة ؟
لم تتردد وهي تقول ك
- أود ذلك 0
فيكتور دما رشيه لا يمكنه إزعاجها وهي برفقة الآخرين 00
- سيرا أمامي ، أكاد أموت شوقاً لفنجان قهوة !
كانت نصف ساعة لطيفة جداً 00آلن وكاري يعملان في نفس الحقل الذي تعمل فيه ، كان للثلاثة الكثير ليتحدثوا عنه 00حين قرع الجرس توجهوا إلى مقاعدهم 00أحست ليجي بالاسترخاء 00لقد حلت مشكلة الطعام 00فما إن ذكرن مشكلتها ن مع إغفال فيكتور دما رشيه، حتى سارع الشابان لدعوتها للانضمام إليهما 00
نسيت مؤقتاً وهي مستقرة بسعادة في مقعدها لسماع المحاضرة التالية ، كل شيء عن فيكتور دما رشيه لكن آلن لكزها في ذراعها :
- هذا هو 00الرجل الذي أخبرتك عنه ، الذي اضطر للحلول بدل الشخص الآخر0
رفعت نظرها للمنصة ، مع تفجر منتدى ليلاس عاصفة التصفيق ، انخلع قلبها وتلاشت ابتسامتها 00بالطبع كان يجب أن يكون هو 00ومن غيره ؟00 فيكتور دما رشيه0
راقبت مشدودة الشفتين ن ساخطة لارتفاع التصفيق الرجل الطويل يسير بثقة عبر المسرح إلى المنصة 00ألا يمكن لشيء أن يزعج هذا الرجل ؟ 00ألا يمكن أن لا يبدو مسيطراً على كل شيء ؟ألا يمكن لشيء ، ولو جزئيا ، أن يقلقه ؟
أسر اهتمام مستمعيه بعرض مهني لساعة كاملة ، حتى ليجي وهي تنضم لعاصفة التصفيق في نهاية محاضرته كانت متأثرة ولو بشيء من الضغينة 00أنه لم يأت إلى هنا لمجرد إضافة انتصار جديد إلى لائحة علاقاته!!
مال آلن يصيح في أذنها ك
- ألم أقل لك إنه جيد ؟
- أجل قلت لي 0
كانت تتمنى لو أن النظارة يعرفونمنتدى ليلاس الرجل المختبئ وراء واجهته0فليس من العدل ولا من المناسب لمن هو مثل
فيكتور دما رشيه أن ينظر إليه عالمياً بهذه الرفعة 0
قاطع آلن أفكارها :
- هذه آخر محاضرة في الصباح 00فلنذهب لنتناول الغداء 0
وافقته ليجي :
- فكرة جيدة 0
أحست بالابتهاج يسري في جسدها لتفكيرها بأن فيكتور دما رشيه سينتظر عبثاً أن تنضم لمائدته 0
قال آلن :
- فلنحاول الوصول لغرفة الطعام قبل أن يتدفق الجمع إليها 0
انفصلت ليجي عن صديقيها الجديدين بسبب الزحام 00أخذت عيناها تبحثان في بحر الرؤوس والوجوه 00أين اختفيا بحق الله ؟
- أتبحثين عني ؟
استدارت مرتبكة لسماعها صوتاً ، متوقعة أن ترى آلن أو كاري 00لكن بدلاً منهما وجدت نفسها تنظر لوجه مألوف وعينين زرقاوين مشعتين ، طويلتي الرموش 0
بازدراء أجابت :
- لا00أنا لا أبحث عنك بكل تأكيد !
تراجعت للوراء واصطدمت برجل فترنحتمنتدى ليلاس بشدة لفقدانها توازنها ، وكادت تسقط 00لكن يد قوية امتدت لتعيد إليها توازنها 0
- تعالي ، دعيني أرافقك بعيداً عن هذا الحشد 0
قبل أن تلتقط أنفاسها 00كان يجرها جهة الباب وهو يقول :
- استفقدتك عند الفطور 0خاب أملي 00هل أطلت النوم ؟
- لا 00تناولت فطوري في غرفتي 00والآن هل تسمح بكل لطف أن تتركتي 00فلدي موعد للغداء 0
- حقاً 00لكن الموعد معي عزيزتي ، وستتناولين الغداء على طاولتي 0
أحست بقلبها يهبط ، واحتجت :
- هنا أنت مخطئ 0
- أنصحك أن لاتحاولي الجدال 00وتذكري حديثنا ليلة أمس 0
أحست برعب 00إذن اعتقادها أن تهديداته ليست جدية لم تكن إلا اعتقاد واهم 000
وهي تشيح بنظرها عنه مهزومة ، قادها نحو غرفة الطعام 0 وقال مشيرا برأسه إلى الشابين :
- أنظري 00صديقاك ينتظرانك 0من الأفضل أن تذهبي لتعلميهما إنك غيرت خططك 00لكن لطفاً ، أسرعي قدر المستطاع 00سأنتظرك على الطاولة 0
بساقين متصلبتين سخطاً ، فعلت ليجي ما قيل لها 0فإذا كانت تكرهه من قبل ، فهي الآن تخافه أيضاً لإذلاله لها 00أيها الوغد فيكتور دما رشيه00سأجد طريقة تجعلك تأكل التراب حتى لو كان هذا آخر شيء أفعله !


*********************************************

dali2000 13-07-08 10:28 AM


2- في قبضة يده

لم يكن في نية ليجي ولو لمرة واحدة ، سرقة آلة تسجيل فيكتور دوما رشيه ، ولا الاستماع لما يكون مسجلاً فيها 00التهور المفاجئ الذي دفعها لأخذها ، مبعثه رغبة بسيطة لإحباطه 00ومع أنها كانت حركة تافهة إلا أنها بدت كطريقة صغيرة للانتقام منه00فقد ملأها الغضب والرغبة السوداء للانتقام عند ذكره لكورسيكا0
خارج غرفة الطعام ن وهي تنتظر المصعد ، ليحملها إلى غرفتها في الطابق الثاني والعشرين 00ذهلت لأنها نفذتما فعلته من دون ارتجاف أو عاطفة ن لكنها من الداخل لم تكن هكذا 00الذكريات التي أثارتها ذكره لكورسيكا كانت لا تزال تؤ لمها 0
دخلت المصعد 00وحدثت نفسها بمرارة : أتسمين هذا انتقاماً ؟ هذا العمل الطائش المثير للإشفاق بالكاد يصل لاسم انتقام ! كل ما فعلته هو حرمانه مؤقتاً من بضع أرقام هاتف !! رمت حقيبتها في غرفتها بكل ما تحتويه بازدراء في زاوية طاولة الزينة ، حقاً 00إذا كان هذا أفضل ما تستطيعيه من الانتقام لأجل أختها ، فمن الأفضل التخلي عن الفكرة 0
خلعت حذاءها ونزعت عنها السترة 0 ثم اتصلت بخدمة الغرف :
- كوب من الحليب الساخن أرجوك 0
ربما سيساعدها هذا على النوم 00لقد عرفت أنه من الصعب نومها بسهولة0
لقد كانت مجنونة عندما أخذت المسجلة !! من أي زاوية نظرت للمسألة ؟ فالحقيقة أن ما فعلته كان سخيف تماماً حتى من زاوية اعتباره انتقاماً 0 فرجال مثل فيكتور دوما رشيه يبحرون في الحياة دون اكتراث 00ودون أن يستطيع أحد أن يتحدى تصرفاتهم 00إنهم ماكرون 00ةلا يدفعون ثمن جرائمهم 0
رجال مثل هؤلاء ليسوا قلة 00فوالدها كان واحداً منهم ، تخلى عن زوجته ، وابنتيه الصغيرتين منذ أكثر من عشرين سنة 0
وبالطبع كان هناك جيريمي مؤخراً00000
أبعدت الذكرى عنها 00فقد أصبح جيريمي من الماضي الآن 0لكنه مازال مثالاً يذكرها بالقسوة التي يتصرفون بها الرجال 00مع أنها تشك في أن يصل إلى قسوة الرجل الفرنسي فيكتور دوما رشيه في هذا المجال 00
تناولت الروب القطني ووضعته عليها قبل أن تدخل الحمام 00كلما فكرت بالأمر أحست بمدى غبائها لمخاطرتها مع فيكتور دوما رشيه00فأخذ آلة التسجيل غباء ومن الأفضل إعادتها غليه 00وفي أسرع وقت ممكن 00ودون أن يشك في أنها لعبت دور في إخفائها 0
شدت حزام الروب حول خصرها النحيل ، وانحنت لتدير حنفية الماء الساخن 00يمكنها التفكير في كيفية إنجاز مهمتها وهي مسترخية في المغطس 00ترشف كوب الحليب 00
ابتسمت لنفسها عندما سمعت طرقة حادة على باب غرفتها واستقامت ، لقد كانت خدمة الغرف سريعة في تلبية طلبها 0
نادت بعد سماع دقة أخرى :
- قادمة !
فتحت الباب مع ابتسامة شكر 0لكن ابتسامتها خبت لما رأته عند الباب 0
قال بلهجة غير ودية :
- تقابلنا ثانية 00لم أكن أتوقع هذا الشرف سريعاً0
كان رد فعلها الفوري أن صفقت الباب في وجهه 00لكن سيئاً في وضعية جسده الطويل بدا مهدداً و يملأ الباب ويتسبب في تجمد أصابعها الفوري على مقبض الباب 00كانت ردة فعله أسرع منها بالتأكيد ، إذ دفع الباب للوراء قبل أن تغلقه نصف إغلاقه ،فليس لديها الرغبة أن تنقلب هذه المواجهة جسدية0
هكذا دفعته ، وكأنما هي في خجل من ملابسها الخفيفة ,وقالت :
- أخشى أن تكون فاجأتني في لحظة غير مناسبة 00كنت استعد لتوي لدخول الحمام0
تبخر الأمل الضعيف في أن يكون فهم التلميح فجأة وهو يخطو إلى الأمام 00نظر مباشرة لعينيها :
- لنبدأ بالأهم أولاً 00أظنك تملكين شيئاً يخصني ؟
في تلك اللحظة كان أمامها خياران 00إما أن تتوسل غفرانه وتعيد إليه آلة التسجيل , وإما أن تنكر كل صلة بما يتحدث عنه ، آملة أن تستطين أن تقنعه ببراءتها 00لم تأخذ أكثر من ثانية لتتخذ القرار وهي تنظر لعينيه الغير متسامحتين 0
رفعت حاجبيها متعمدة ، وقالت :
- أخشى إن لا تكون لدي أدنى فكرة عما تتحدث عنه 0
الاعتراف سيكون دعوة مفتوحة للمتاعب ومن الأسلم خداعه 0
- آوه 000لا ؟ ما أتكلم عنه آنسة دايلي هوآلة التسجيل التي حملتها معك بكل ذكاء 0
تقطب حاجبيها أكثر :
- آلة التسجيل ؟ وما الذي جعلك تظن أنني أخذتها ؟
وأطلقت ضحكة تجاهل مكملة :
- لا حاجة لي بآلة تسجيلك سيد دوما رشيه 0
لو أنها التزمت موقفها فلن يكون لديه خيار سوى التراجع وتصديق كلمتها 00ثم أول ما تفعله في الصباح تحضير خطة لإعادة آلة التسجيل إليه 0
- إذن تنكرين انك أخذتها ؟
- بالطبع أنكر 0
آنسة ديلي ، أنا أرى أنك لست لصة فقط بل كذلك وقحة, فضلاً عن أنك كاذبة غير صالحة !
دفع الباب على مصراعيه ، ليرسلها للخلف متعثرة واقتحم غرفتها بغضب 0
وقف وسط الغرفة و وكأنه غضب غير مكبوت مندفع من الظلام 00وطافت نظراته مفتشة هنا وهناك 00ثم قال :
- أخبريني ماذا فعلت بها بكل لطف0
- قلت لك أنا لم أفعل بها شيئاً ! ثم أي حق تظن نفسك تملكه لتقتحم غرفتي بهذا الشكل ؟
فجأة وقعت عيناه على الحقيبة الموضوعة على طاولة الزينة ك
- آه 00!
بخطوتين وصل إليها وأمسك بها 00برعب راقبته وهو يفتح السحاب ثم يستدير إليها ممسكاً المسجلة بيده 0
- لا تعرفين شيئاً عنها 00أليس كذلك ؟ إذن أرجوك أن تفسري لي كيف وصلت إلى هنا ؟
كانت ليجي قد توقفت أنفاسها ، وأحست أنه سيغمى عليها وتمتمت :
- لست أدري 00أقسم أنني لا أدري 0
وقف أمامها :
- أرى مزيداً من الأكاذيب إضافة إلى أنك لصة وقحة وكذابة! أنت كذلك كما أرى جبانة تثير الشفقة 00على ألأقل ليكن عند الشجاعة للاعتراف بفعلتك !
ابتلعت ريقها بخشونة وقالت :
- لا بد أنها وقعت من فوق الطاولة إلى حقيبتي ! دون أن الحظ ذلك ، 00أنه التفسير الوحيد الذي استطيع التفكير به0
- ويا له من تفسير ضعيف واه 00أتتوقعين مني جدياً أن أصدقه ؟ إذا كنت تضنيني مغفلاً فأنت ترتكبين خطأ فادحاً0
وهذا ما تعرفه جيدا 00قيكتور دوما رشيه ليس مغفلاً00إنه عابث جريء قاسي متسلط متعجرف ن مسلح بذكاء قاطع 00وعليها أن تجد ماهو أفضل من هذا لتقنعه 00لكنها لم تتوصل لشيء 0
- لماذا لا تصدقني ؟ لماذا ارغب في آلة تسجيلك ؟
ابتسم بتهجم و وهو مازال ينظر إليها :
- هذا سؤال من السهل الرد عليه 0هناك أشياء في هذا الشريط قد تهم زميلاً عالماً، وكما قلت لك استخدم الشريط كدفتر مذكرات ، أخزن فيه الأفكار وأرقام الهواتف 00ألهذا السبب أخذته ؟ هل أنت جاسوسة صناعية
- يا إلهي لا! يالها من فكرة منافية للعقل !
- أخشى أنني لا أجدها منافية للعقل أبداً00بل على العكس أعتبرها التفسير الأكثر احتمالا0إلا إذا استطعت الخروج بتفسير أفضل 00طبعا0
كادت ليجي أن تقول الحقيقة 00لكن هذا سيقودها لكافة أنواع المتاعب والتفسيرات التي تتجنبها 00لذا سارعت تؤكد بصوت صغير صادق :
- أي شيء آخر يمكن أن أكون ، فأنا لست مجرمة 0
نظر إليها طويلاً 0
- سنرى إلى أي مدى سيقتنع الآخرون بنكرانك 00لأنني أنا لا زلت أشك في ذلك 0
مد يده وضغط زر الإقفال في المسجلة وأعادها لجيبه وهي تتابع ما يفعله برعب وأضاف بتلذذ ساخر :
- كما ترين ، حديثنا كله أصبح مسجلاً0
أحست أن لغماً انفجر في وجهها 00نظرت إليه ببلاهة وسألته بارتجاف:
- ولماذا سجلته ؟
- كدليل 00لأستخدمه ضدك 00لو قررت أن أفعل 0
وابتسم لها ابتسامة القرش المفترس 0
ابتلعت ريقها بصعوبة , فأحست بالمرارة :
- لاستخدامه 00ضدي 00كيف ؟
هز كتفيه :
- أستطيع الآن رميك خارج المؤتمر ، كبداية0
ورفع يده ليفرقع أصابعه في وجهها مكملاً:
- هكذا 00وفي دقيقتين ! ولو صممت ، لاستطعت على الأرجح أن أرميك خارج عملك0
جمدت ليجي ، فاقدة القدرة على الكلام 00كيف يعقل أنها لتحرك غبي ، انهالت كل الكوارث على رأسها ؟
أشاح بنظره عنها ، عيناه تتجهان إلى الحمام ك
- لكن ، أخشى أن يكون لديك الآن مشكلة فورية ، فإذا لم أكن مخطئاً 00أسمع صوت ماء يجري 0
الحمام 00! لقد تركت الماء مفتوحا في المغطس ، ونسيته تماماً وسط كل هذه الورطة 0
استدارت بشهقة مخنوقة وركضت للحمام 0لابد أن المكان كله يطفو الآن بالماء ! رأت أنها على حق 00كانت المياه الساخنة في شلالات يتصاعد منها البخار تتدفق من فوق المغطس أما الأرض فكانت مغمورة بإنشين من الماء الساخن على الأقل 0
ويا للأسى ، ليست كافية لأن تغرق نفسها فيها 0
الطيف الأسمر عند الباب كان يراقب الأضرار بعين غير مهتمة :
- يالها متورطة 00لكن لا تقلقي ، ستجف وحدها 0
أشار إلى ثقب معدني مستدير وسط الأرض الزرقاء 0
- البالوعة ستبتلع معظمها 00أفض شيء تفعلينه هو تركها لفترة 0كان على حق فالبالوعة فعلاً قد بدأت تبتلع بشدة الماء المتدفق إليها00نظرت إليه نظرة جانبية ، شاعرة بالسرور لوجوده 00ثم أدركت فوراً مدى غباء هذا الإحساس 0فما كان جرى ما جرى لو انه لم يلهها 0!
عاد تفكيرها ببؤس لآلة التسجيل ، فانتزعت منشفة ولحقت به إلى غرفة النوم 00جففت قدميها المبتلتين ، ورمت المنشفة على السرير 00
حين رفعت نظرها إليه ، أبصرته يقف هناك يراقبها ن يمد يده بكوب حليب طويل0
- خادم الغرف جاء بهذا وأنت في الحمام 00من الأفضل أن تشربيه وهو ساخن 0
ياله من اهتمام ! أخذت الكوب الساخن حذرة لتتجنب أصابعه كانت تفكر أن هناك شيء مربك في قدرته الرهيبة على التعامل بطريقتين مختلفتين في آن واحد ن في لحظة ن يكون المتسلط الغاضب ن وفي الأخرى يسدي إليها النصيحة في مسالة الحمام!! ويبدي اهتمام بكوب حليبها0وتسالت أي جانب منه ستواجه الآن ، 00وعاد المتسلط00
- كما كنت أقول 00يمكنني أن اسبب لك مشاكل كثيرة لو شئت 0
لم يخطر ببالها أبداً الشك في هذا 0فقد أدانت نفسها بفمها وهو قد سجل ذلك ، وسيكون من السهل رميها خارج المؤتمر 0
انقلب قلبها رأس على عقب ، ياله من موقف مشين ! مع أنه قد يكون مبالغ قليلاً حين هدد برميها خارج المؤتمر ، إلا أنه لديه القدرة لتأخير ترقيتها ، وهذا أمر سيء بما يكفي 0 أحست بدوار فسألته :
- وهل ترغب في هذا ؟
نظر إليها طويلاً :
- لم أقرر بعد0
ربت على الجيب الذي يحوي المسجلة ، وابتسم بسخرية متعمداً تعذيبها :
- طالما أبقي الدليل في أمان ، أستطيع أن أقرر متى شئت 00من يعرف ؟قد يكون من مصلحتي أن أبقي الأمر سراً بيننا0
أحست ليجي بأصابع باردة تمر على ظهرها 00هل هذه إشارة ذكية لنوع من الابتزاز ن ضاقت عينيها :
- إذا كنت تفكر بشيء من الابتزاز ، أستطيع أن أعدك بأنك تضيع وقتك 00فأنا لا أملك مالاً أعطيه لك 0
ابتسم مشمئزا :
- لا تقلقي ، لست بحاجة لمالك 0لدي منه ما يكفيني 00لكن ربما لديك ممتلكات أخرى تهمني 0
فتح الباب وهي تحترق تحت نظراته ن وخرج مكملاً ك
- حين أصل إلى قراري سأعلمك 0أما في الوقت الحاضر ( عزيزتي ) تمتعي بحريتك 0
أصبح التمتع بأي شيء فجأة بعيد عنها00حتى حين دخلت المغطس ، وأطبقت عليها المياه الساخنة ، لم تتمكن من نفض الثقل عن قلبها0استلقت بين الفقاعات ن وأغمضت عينيها 00ألم يوقع ما يكفي من ضرر بعائلتها ؟
كان تفكيرها مع تدفق اللم والغصب فيها ، يعود لكورسيكا ، إلى ذلك الصيف منذ ست سنوات 0حين بدأت مأساة أختها 00
كانتا قد طارتا إلى هناك في إجازة ، هي وأمها بناء على إلحاح اليانور 00الحب الذي كان يزهر بينها وبين فيكتور منذ أشهر ، بعد ذهابها للعمل مباشرة ، بدا يتجه إلى النهاية السعيدة 00فقد كتبت تقول أنهما سيعلنان الخطوبة قريباً0
من الطبيعي أن تبتهجا لأجل اليانور00فالشقيقة الفاتنة المغامرة الشقراء الشعر ، المختلفة تماما عنها ، كان يحق لها ببعض السعادة في حياتها الخاصة 00فمنذ سنة سبقت انتهى زواجها القصير بالطلاق 0وقبل ذلك مرت بسلسلة من العلاقات ، تحطمت كلها 00وكان من الرائع أنها وجدت أخيراً الحب الحقيقي 0
لكن ليجي اضطرت لتغيير رأيها بطريقة أو بأخرى منذ اليوم الأول لعطلتهما القاتلة0
كبداية لم يكن هناك دليل على وجود فيكتور ، وأخبرتهما اليانور عن السبب بشيء من القلق :
-أظنه متوتر الأعصاب لأجل لقائكما 000لا تقلقا ستريانه في الغد 0
وفعلا ظهر في الغد ، مفاجئاً الثلاثة ومصراً بسحر كبير على تقديم العشاء لهن تلك الليلة 00وكان العشاء رائعاً 00وكان فيكتور فيه المضيف الكريم 00مه أن ليجي كانت تراقب دون إعجاب الطريقة الآلية التي كان يعامل فيها اليانور 0لم تر شيئاً من حبه في مواجهة العينين المتسعتين لأختها 0
كذلك لم يكن هناك أثر للتوتر الذي نسبته له اليانور 00فيكتور دما رشيه ، كما استنتجت ليجي بسرعة ، كان رجل أعصابه من حديد 00ولذلك كان أقلهن عجباً للكارثة التي حلت في الأمسية التالية 0
قال لهن أنه سيكون مشغولاً في الأمسية التالية واقترح تناول العشاء تلك الليلة في الفندق الذي تنزل فيه ليجي مع أمها 00وكاد أن يحصل لولا تدخل القدر 00
قالت ليجي متحدية أختها بتهور :
- سمي لي أفضل مطعم اسماك على الجزيرة ؟
حين أجابت اليانور ، قالت بإصرار:
- فلنذهب إلى هناك الليلة 00على حسابي !
كانت تقصد بذلك إبهاج اليانور وطرد النظرة الحزينة مت عينيها 00ولم تكن تخمن ولو بعد كليون سنة ذلك العذاب الذي ستأتي به تلك الأمسية 0
لم يمض على وجودهن في المطعم أكثر من نصف ساعة، حتى دخل فيكتور دما رشيه وفتاة جميلة في ذراعه 0
بدا أنه لم يلحظ وجود اليانور في البداية 00وهذا لم يكن عجيباً نظراً لانشغاله مع شريكته 0كل السحر الذي كان ينقصه وهو في رفقة اليانور ، التي وعدها بالزواج ، كان يشع من وجهه الآن 00
راقبت ليجي بألم اللون يجف من على خدي شقيقتها 00واضطرت للتخلي عن سكينتها وشوكتها 0 ثم وقفت بشكل أخرق وتمتمت لليجي وأمها ك
- أعذراني 00أنا آسفة لكنني لا استطيع البقاء عنا 0
بعد لحظة كانت تسير متهاوية نحو الباب ، وعيناها مليئتان بالألم والدموع ن تاركة ليجي وأمها مسمرتين على الطاولة 0
بدا إن فيكتور لحظتها فقط لاحظ ما جرى فانتقلت عيناه من الطيف المنسحب ، إلى الأخرتين الجالستين بكلالة إلى الطاولة 00وللحظة خاطفة ، أظهر وجهه بعض آثار الندم التي زالت بسرعة 00وحل مكانه عدم اكتراث بارد متعجرف 00
بدت كراهيتها له في تلك اللحظة بالذات ن ولولا تدخل أمها قائلة :
- أظن أن علينا المغادرة كذلك 0
لكانت مستعدة ن أن تذهب إليه وتمزق وجهه بيديها العاريتين 0
طبعاً تدمرت العطلة 00وأمضت اليانور الأيام التالية باكية 00وابتعد فيكتور دما رشيه عن طريقهما لما تبقى من إقامتهما 00
عادت اليانور إلى انكلترا بعد الحادثة بقليل ، وناضلت بشجاعة قرابة السنة 00لكنها كانت ميتة في داخلها 00لقد ماتت منذ ذلك اليوم في كورسيكا 00وما تبقى مسألة وقت فقط0
عضت ليجي على شفتيها تمنع شهقة بكاء وهي تتذكر ذلك اليوم ، منذ خمس سنوات ، حين تلقت اتصال يقول أن اليانور ماتت 00وجدت وحيدة في شقتها منهية حياتها الشابة بجرعة كبيرة من الأقراص المنومة00
استمطرت ليجي اللعنات على اسم فيكتور دما رشيه أمام الخبر المريع ن فهو الذي قتلها وكأنه أطلق النار على رأسها 0
طوال هذه السنوات لم يتصل بالعائلة ليقدم التعازي000مع أنه لا بد قد عرف بموتها 00والحقيقة القاسية أنه لايهتم 00فلديه أشياء أفضل من أن يضيعها في الحزن والندم 00
ارتجفت ليجي وهي تتذكر هذا 00هذه أخلاق الرجل الذي وقعت بين براثنه000
لم تنم ليجي سوى قليلاً تلك الليلة ، وكانت أول صورت تقفز لرأسها وهي تصحو في الصباح ، لـ فيكتور دما رشيه00
تباً له ! فليلاحقها إذا أراد لكنها لن تسمح له بتعذيبها !!
أيمكن أن ينفذ تهديده ويرميها خارج المؤتمر ؟؟00لا 000فلديه أشياء كثيرة يقوم بها أفضل من أن يزعج نفسه بها 00طالما ستكون حذرة في البقاء بعيدة عنه 00فستبقى آمنة00
أحست بعد الفطور أنها أقل تأثراً ففي يدها ورقة رابحة !! فهي تعرف من هو ن وماذا فعل باليانور ؟ بينما هو لا يعرف هويتها 0
لم تكن كيف تستخدم هذه الميزة 00ولكن قد تمكنها أخيرا في قلب الطاولات في وجهه0
بعد الفطور ارتدت تنورة جذابة وبلوزة زرقاء مخططة 00وأسرعت لحضور المؤتمر 00أرادت أن تحل مشكلة الطاولة ، لكنها قررت أن لا وقت لديها 00وفي الوقت الحاضر ستبذل جهدها لتبقى في الطرف البعيد من المحاضرات !!
لحسن الحظ ، وقعت عيناها عليه حال دخولها 00كان يجلس في الصف الأمامي يدير ظهره إليها وهي تدخل القاعة 00أحست ليجي بقلبها يعتصر كراهية وهو ينظر حوله ليعلق على شيء لصاحبه 0لمحت بنظرة سريعة جانب وجهه00من القساوة أن يمتلك هذه الجاذبية المكتملة هذا الرجل غير المكتمل الأخلاق!
أول محاضرة كانت لمدير شركة أبحاث من دوسلوروف في ألمانيا ، وكانت ملفتة للنظر0
0 إذا كان هذا هو المستوى الذي نتوقعه ن أستطيع القول أني سعيد لمجيئي 0
التفتت ليجي إلى جارها المتكلم ، لتجد نفسها تنظر إلى عينين بنيتين في وجه ودود 0
وأكمل يقول بمرح:
- مرحباً ، أنا آلن ، من فيلادلفيا0
ثم استدار إلى شاب أحمر الشعر قربه :
- وهذا كاري ، إنه من بوسطن 0
كان فيهما شيء دفعها للاستجابة لهما فوراً 00قالت مرحبة :
- مسرورة بلقائكما 00أنا ليجي من انكلترا 00كنت أفكر لتوي بما قلته 0لقد سمعنا محاضرة مثيرة 0
- أعتقد أن التالية ستكون جيدة كذلك 00فمن سيلقيها اضطر إلى ملء فراغ شخص اضطر للغياب 00سمعته من قبل منذ سنتين ، وهو يعرف تماماً ما يقول 00لدينا نصف ساعة قبل البدء 0ما رأيك بالانضمام إلينا لفنجان قهوة ؟
لم تتردد وهي تقول ك
- أود ذلك 0
فيكتور دما رشيه لا يمكنه إزعاجها وهي برفقة الآخرين 00
- سيرا أمامي ، أكاد أموت شوقاً لفنجان قهوة !
كانت نصف ساعة لطيفة جداً 00آلن وكاري يعملان في نفس الحقل الذي تعمل فيه ، كان للثلاثة الكثير ليتحدثوا عنه 00حين قرع الجرس توجهوا إلى مقاعدهم 00أحست ليجي بالاسترخاء 00لقد حلت مشكلة الطعام 00فما إن ذكرن مشكلتها ن مع إغفال فيكتور دما رشيه، حتى سارع الشابان لدعوتها للانضمام إليهما 00
نسيت مؤقتاً وهي مستقرة بسعادة في مقعدها لسماع المحاضرة التالية ، كل شيء عن فيكتور دما رشيه لكن آلن لكزها في ذراعها :
- هذا هو 00الرجل الذي أخبرتك عنه ، الذي اضطر للحلول بدل الشخص الآخر0
رفعت نظرها للمنصة ، مع تفجر عاصفة التصفيق ، انخلع قلبها وتلاشت ابتسامتها 00بالطبع كان يجب أن يكون هو 00ومن غيره ؟00 فيكتور دما رشيه0
راقبت مشدودة الشفتين ن ساخطة لارتفاع التصفيق الرجل الطويل يسير بثقة عبر المسرح إلى المنصة 00ألا يمكن لشيء أن يزعج هذا الرجل ؟ 00ألا يمكن أن لا يبدو مسيطراً على كل شيء ؟ألا يمكن لشيء ، ولو جزئيا ، أن يقلقه ؟
أسر اهتمام مستمعيه بعرض مهني لساعة كاملة ، حتى ليجي وهي تنضم لعاصفة التصفيق في نهاية محاضرته كانت متأثرة ولو بشيء من الضغينة 00أنه لم يأت إلى هنا لمجرد إضافة انتصار جديد إلى لائحة علاقاته!!
مال آلن يصيح في أذنها ك
- ألم أقل لك إنه جيد ؟
- أجل قلت لي 0
كانت تتمنى لو أن النظارة يعرفون الرجل المختبئ وراء واجهته0فليس من العدل ولا من المناسب لمن هو مثل
فيكتور دما رشيه أن ينظر إليه عالمياً بهذه الرفعة 0
قاطع آلن أفكارها :
- هذه آخر محاضرة في الصباح 00فلنذهب لنتناول الغداء 0
وافقته ليجي :
- فكرة جيدة 0
أحست بالابتهاج يسري في جسدها لتفكيرها بأن فيكتور دما رشيه سينتظر عبثاً أن تنضم لمائدته 0
قال آلن :
- فلنحاول الوصول لغرفة الطعام قبل أن يتدفق الجمع إليها 0
انفصلت ليجي عن صديقيها الجديدين بسبب الزحام 00أخذت عيناها تبحثان في بحر الرؤوس والوجوه 00أين اختفيا بحق الله ؟
- أتبحثين عني ؟
استدارت مرتبكة لسماعها صوتاً ، متوقعة أن ترى آلن أو كاري 00لكن بدلاً منهما وجدت نفسها تنظر لوجه مألوف وعينين زرقاوين مشعتين ، طويلتي الرموش 0
بازدراء أجابت :
- لا00أنا لا أبحث عنك بكل تأكيد !
تراجعت للوراء واصطدمت برجل فترنحت بشدة لفقدانها توازنها ، وكادت تسقط 00لكن يد قوية امتدت لتعيد إليها توازنها 0
- تعالي ، دعيني أرافقك بعيداً عن هذا الحشد 0
قبل أن تلتقط أنفاسها 00كان يجرها جهة الباب وهو يقول :
- استفقدتك عند الفطور 0خاب أملي 00هل أطلت النوم ؟
- لا 00تناولت فطوري في غرفتي 00والآن هل تسمح بكل لطف أن تتركتي 00فلدي موعد للغداء 0
- حقاً 00لكن الموعد معي عزيزتي ، وستتناولين الغداء على طاولتي 0
أحست بقلبها يهبط ، واحتجت :
- هنا أنت مخطئ 0
- أنصحك أن لاتحاولي الجدال 00وتذكري حديثنا ليلة أمس 0
أحست برعب 00إذن اعتقادها أن تهديداته ليست جدية لم تكن إلا اعتقاد واهم 000
وهي تشيح بنظرها عنه مهزومة ، قادها نحو غرفة الطعام 0 وقال مشيرا برأسه إلى الشابين :
- أنظري 00صديقاك ينتظرانك 0من الأفضل أن تذهبي لتعلميهما إنك غيرت خططك 00لكن لطفاً ، أسرعي قدر المستطاع 00سأنتظرك على الطاولة 0
بساقين متصلبتين سخطاً ، فعلت ليجي ما قيل لها 0فإذا كانت تكرهه من قبل ، فهي الآن تخافه أيضاً لإذلاله لها 00أيها الوغد فيكتور دما رشيه00سأجد طريقة تجعلك تأكل التراب حتى لو كان هذا آخر شيء أفعله !


*********************************************

dali2000 13-07-08 10:30 AM


3-خصم لا يرحم

لاعب فيكتور ليجي في اليومين التاليين كصياد ماهر يتلاعب بسمكة عالقة في صنارته 0
أحياناً كان الخيط يرخي فتجد الحرية في الذهاب والمجيء كما تشاء دون الإحساس بعينين تراقبان تحركاتها 00لكن حينما تبدأ تتمتع بحريتها ن يشد الخيط بقوة 00هذا السادي عديم الأخلاق كان يبدو متمتعا بسيطرته عليها 0
كان الطلب الوحيد ، حتى الآن الذي طلبه منها ن هو مجرد وجودها على مائدته وقت الطعام 00وجبات كانت تتناولها بجهد وصمت وباختصار شديد 00ولحسن الحظ لم يكن هناك دليل آخر على مزيد من الابتزاز00
كانت سعيدة بحلول اليوم النهائي للمؤتمر منتدى ليلاس لتركه وراءها على الأبد 00قبل ان تمدد عطلتها في ( باربادوس ) على الأقل لن يكون هناك 0
للغرابة ، لم تجده على مائدة الغداء في اليوم الأخير ، كانت قد رأته في قاعة المؤتمرات في وقت سابق 0 لكنه لم يلحق ببقية المؤتمرين حين توجهوا للغداء 00تناولت ليجي طعامها لوحدها مهنئة نفسها على حظها الجيد 00وقد تمكنت فعلاً بالتمتع بما تأكله لأول مرة منذ أيام ، بدلاً من ازدراده كالكلب الجائع !!
كان لديها أكثر من سبب لاحتفال هادئ حين نزلت وقت العشاء ، فهي تعرف أن الأمسية كانت مميزة 00جوقة موسيقى راقصة ستعزف للمناسبة ، وقد طلب من الجميع ارتداء ملابس رسمية 0وحلت الساعة الثامنة , ثم الثامنة والنصف ولا أثر لفيكتور 00وبدأت ليجي تحس بارتفاع معنوياتها 00ربما غادر ميامي ، أو ربما أجبرته أزمة ما على العودة لفرنسا 00
تنهدت آملة 00في الواقع سيكون هذا نعمة لها ، وسيعنيمنتدى ليلاس هذا أنها حرة في التمتع بهذه الليلة 0
لكن ، في تلك اللحظة بالذات ، ظهر شخص إلى جانبها :
- بما أنك وحدك ظننت أنك ترغبين في الانضمام لي ولكاري 0
إنه صوت آلن 00رفعت رأسها لتجده يبتسم لها 00ولم تتردد :
- سأحب هذا تماماً 0
حملت حقيبتها وسمحت له بمرافقتها 0منذ تلك المصادفة التي أجبرها فيكتور فيها على مرافقته ،وبطريقة مذلة ن تابعت ليجي صداقتها 0وشرحت علاقتها بفيكتور بالقول إنه يعرف رب عملها وقالت كاذبة :
- من المفترض أن أكون لطيفة معه 00وأنا مضطرة فعلاً لمشاركته مائدته 0
لكن كل هذا أصبح وراءها الآن ، وابتسمت لنفسها بانتصار ، وهي تجلس إلى طاولة الشابين 0
قال كاري :
- إذاً ستسافرين إلى ( باربادوس ) ؟ كم أتمنى لو أذهب معك 0
ابتسم آلت :
- تخلي عن فكرة باربادوس وتعالي لقضاء الأسبوعين في فيلادلفيا 0
ضحكت ليجي :
- أحب أن أرى فيلادلفيا ، وبقية أمريكا كذلك 0لكن لا مجال لإقناعي بترك باربادوس 00إنها العطلة الحلم التي كنت أفكر فيها 0
هز آلن رأسه :
- حسنا 00على الأقل حاولي 00مع ذلك يجب عليك لو عدت مرة أخرى إلى أمريكا ، أن تبحثي عني ، أرغب أن أريك البلاد0
ابتسمت له 00آلن شاب لطيف 00كان يمكن في ظروف أخرى أن توطد معرفتها به 00تمنت أن تقع في حبه 00فهو بعيد ملايين السنوات الضوئية عن أمثال جيريمي 00تنهدت لنفسها 00نساء عائلة دايلي لا حظ لهن في الحب 0أمي تزوجت رجل فاشل تركها في وضع حرج مع ابنتين صغيرتين 00ثم ما حصل لاليانور فتجربتها مع جيريمي كانت تافهة بالمقارنة بما حدث مع اليانور00فقد كانت لديه كرامة ليظهر خيانته قبل أن تتورط معه 00لكن علمتها التجربة على أي حال درس مرير 0
ابتسم لآلن :
- سأتذكر عرضك إذا عدت يوماً إلى أمريكا0
- فتاة طيبة ! فأنا أعني ما أقول 0 ما رأيك بالرقص ؟
دون تردد وقفت تؤكد له :
- أرغب في ذلك 0
كانت ليجي تدندن بنعومة اللحن المألوف الذي كانت تعزفه الفرقة 00لكن بعد لحظات تبدد هدوءها 00فقد انجذبت عيناها بقوة مغناطيسية لتستقرا على الطاولة في الغرفة التي بدأت بها هذه الأمسية 00صدمة كهربائية سرت في جسمها لرؤية الجالس الأسمر الوحيد هناك 0
أحست ببرد شديد يغمرها 00إذاً لم يسافر لفرنسا 00انتزعت ليجي عينيها عنه ، بينما العينان العدائيتان تتابعان ملاحقتها 00
سألها آلن :
- هل تتمتعين بالرقص ؟
_ أجل 0
امتلأت بأحاسيس الخوف السوداء00لماذا عاد فيكتور ؟ ولماذا يراقبها بهذه الطريقة الشرسة ؟
تساؤلها لم ينتظر الرد طويلاً :
- أعذرني 00هل لي شرف مراقصتها ؟
فجأة كان الجسم الطويل لفيكتور دما رشيه واقفاً عند كتف آلن الأيمن 00وهو يبتسم تلاشت الخطوط الخشنة عن قسماته 00وكرر طلبه :
- هل لي بسعادة مراقصتها ؟
لهجته كانت مانعة لي رفض 00بالرغم من التوتر الذي أصاب ليجي ، إلا أنها لم تكن مرتبكة بقدر شريكها 00فبدات الاحتجاج :
- هاي 00تمهل لحظة !!

لكن قلبها غاص 00عندما تركها آلن ، وسيطر عليها فيكتور دومارشيه بطريقة متسلطة 00 وأكملت :
- ماذا تظن نفسك فاعلاً ؟
رفع حاجبيه :
- وماذا يبدو لك ؟ أنا أتدخل لأراقصك 0
بابتسامة سعى آلن لتهدئتها :
- لابأس ليجي تابعي الرقص 0
وتراجع ليراقبها من جانب الحلبة ، ابتسم فيكتور دومارشيه بخبث وقال :
- أرأيت ؟ شريكك لا يمانع أبداً0
ردت بغضب :
- حسناً ، ولكنني أمانع 0لطفاً 00أتركني في هذه اللحظة !
لم تتغير ابتسامته 00لكن السر تلاشى من عينيه 0
- لامجال00سترقصين معي هذه الرقصة شيري 00أحببت هذا أم لا 00لذا لماذا لا تسترخين وتبدي وكأنك تتمتعين بالرقص ؟
ردت بصوت منخفض حاد :
- أنت تطلب المستحيل 00ربما تستطيع إجباري أن أرقص معك ، لكن لن تجبرني على ادعاء التمتع !
هز كتفيه بلا اكتراث :
- افعلي ما شئت 00وأعترف أنني أفضل شريكة أفضل ملائمة 0لكن على المرء أن يتعلم كيف يستغل المتعة حين يجدها !
ياللنذل عديم الأخلاق ! ألا يمتلك شيء من الخجل أو التردد ؟00
يبنما كان يدور بها في الحلبة بخفة ورشاقة أخذت إبر من الأحاسيس تغزو عروقها من جراء وجودها قربه ن بينما نظرات عينيه لها كانت تأسرها 0
لا عجب أن وقعت المسكينة اليانور بيأس تحت سحره 00فهي لا شك كانت عرضة لهجوم أكثر بكثير من هذا!!
فجأة أدركت أنه يتكلم ، وجذبها بحدة من أفكارها المشينة 00قال:
- هل افتقدت رفقتي على الغداء اليوم ؟
0 افتقدتك كمفتقد لجرعة من الطاعون !
ابتسم :
- أحب مزاحك الانكليزي 0أنه منعش 0لكنني أعتقد أنني تحملت ما يكفي منه الآن ، وكذلك ما يكفي من الرقص 0وأقترح أن نذهب لمكان أكثر خلوة 00ولأكن أكثر تحديداً ، إلى غرفتك عزيزتي 0
أجفلت ليجي متوترة :
- أرجو عفوك 000؟ لا أظنني فهمتك جيداً 0
- المزيد من المكر الانكليزي ؟ 00لا تقلقي ستفهمين كل شيء عندما نصبح وحدنا 0
سالت بصوت أجش :
- وهل نحن بحاجة لأن نكون وحدنا ؟ مهما كانت المسألة ،ألا يمكن أن نبحثها هنا ؟
هز رأسه :
- هيا الآن عزيزتي , أين هو حب الانكليز للخلوة؟ما إن تنتهي الموسيقى ، حتى تذهبي وتعتذري من صديقك ، ثم تعودي فوراً لغرفتك وتنتظريني هناك وحدك 00سأجيء إليك بعد نصف ساعة 00وتأكدي من فعل ما أقوله لك !
بنظرة سوداء تركها فيكتور لتشق طريقها نحو آلن الذي وقف ونظرة قلق في عينيه :
- هل أنت بخير ليجي ؟ تبدين شاحبة قليلاً0
شكراً ، إنها فاتحة رائعة :
- أجل 00أحس أنني متعبة ، حدث لي هذا فجأة 0هل تمانعان لو ذهبت إلى غرفتي ظ أظنني بحاجة أن استلقي قليلاً 0
تحرك آلن نحوها :
- بالطبع لا00سآتي معك00هيا بنا 00أنت فعلاً لا تبدين على ما يرام 0
- هذا غير ضروري 00في الواقع سأتدبرأمري0
لكنه صمم:
- أنا قادم معك ، فقولي عمت مساءً لكاري ، سنذهب00
كان الموقف محرجا للغاية وهي تتجه برفقة الشاب لبهو الفندق تسألت إذا كان فيكتور دومارشيه يراقبها ، ويستحسن تمثيلها بسخرية ،شتمته في سرها لتسببه بهذا الإذلال الجديد لها 0
أبقت وداعها الأخير لآلن قصير جداً0
قال بلطف وهي تتعثر بمفتاح الباب :
- هل أطلب من إدارة الفندق إرسال بعض الأسبرين لك , أو ربما شراب ساخن ، أو اتصل بطبيب الفندق ؟
هزت رأسها ، لا سمح الله!
- لا 00شكراً 00سأكون على ما يرام 00أظن أن كل ما احتاج إليه هو النوم الجيد0
- حسناً جداً ، إذا كنت مصرة على ذلك 00
ثم قطب وهي تفتح الباب :
- أنا آسف 00لن أراك مجدداً قبل سفري 00فطائرة فيلادلفيا ستنطلق في الصباح الباكر غداً00أرجو أن تتمتعي بعطلتك في باربادوس ن وتذكري عرضي 00فأنا جاد فيه إن عدت مرة أخرى لأمريكا ن اسعي للتفتيش عني ، لديك عنواني 0
ابتسمت له بحرارة :
- هذا غير محتمل ، لكن لو حصل، فسأتصل بك0وداعاً آلن 00وأرجو أن تكون رحلتك جيدة0
- نامي جيداً 00وأرجو أن تتحسني في الصباح 0
وهي تقفل الباب وراءها لم تستطع كبت ابتسامه 00أنها محقة فآلن من النوع الطيب 00ومن المخجل أن تحرم فرصة معرفته أكثر00
فتحت البراد 00لكن بعد سماع ضربة خفيفة على الباب سارعت لترد 00قالت حين شاهدته يقف بالباب:
- أنت مبكر !
بطريقته المثالية ، تجاهلها وألقى نفسه بارتياح على مقعد بذراعين 0
- كان ذلك دوراً صغيراً مؤثراً لعبته مع صديقك 000آسف إذا كان موعدنا هذا شوش خططك0
- لم تكن لدي فكرة أنك تسترق النظر للتجسس على الآخرين 00على قمة لائحة صفاتك الأخرى ! كان يجب أن أعرف أن أي نوع من التسلية ليست رفيعة بالنسبة إليك!
تراجع للوراء وابتسامة صغيرة على فمه :
- لاتغتري بنفسك 00لم أكن أتلصص عليك 00الذي حدث هو أنني وصلت زاوية الممر في اللحظة الحاسمة 00لكنني سارعت إلى الانسحاب حتى تأكدت أن اللحظة انتهت0
استدارت تغلي وأخذت كوب البرتقال من البراد ، رسمت على وجهها نظرة اشمئزاز واستدارت له ك
- قلت ونحن في الأسفل عن لديك ما تقوله لي00ربما تكون ألان لطيفاً بما يكفي كي تخبرني ما هو 0
رفع حاجبيه بمكر :
- وهل قلت هذا ؟ هل قلت لدي شيء أقوله لك ؟ أذكر جيدا قولي إنني أتمنى أن أراك على انفراد0
إنه محق فهذا ما قاله 00
- في الواقع 00أريد أن اقترح عليك شيئاً0
مد يده لداخل سترته وأخرج قطعة ورق من صحيفة مطبوعة :
- لكن أظن أنك يجب أن تقرأي هذا أولاً0
كانت قصاصة من صحيفة محلية عنوانها ( الحب بين الأدمغة المثقفة ) لكن ما كان يحتاج لتركيز هو صورة صغيرة في إحدى زوايا المقال 00صاحت ليجي بارتياع :
- إنها لي ولك ! لابد أن أحد التقطها لنا في الفندق ونحن نتناول العشاء على طاولتك 0
ابتلعت ريقها ببؤس 00من قال أن الكاميرا لاتكذب ؟
أخذ فيكتور الصورة من أصابعها المجمدة فجأة :
- الصورة هي أقل ما في الأمر 0انتظري حتى تسمعي القصة ( المليونير الفرنسي اللعوب فيكتور دومارشيه الموجود حالياً في ميامي لحضور المؤتمر الدولي للبحوث العلمية ، أخذ وقت راحة من مشاغله ،ليمضي أمسية رومانسية مع آخر حب له ، البنية الشعر الجميلة ، ليجي دايلي من انكلترا 000)0
سكت ونظر إليها فأحست بدمها يبرد 000
غنه نفس الكلام الذي قرأته عنه مرات ومرات في الصحف على مر السنين التي مضت 000في الماضي كانت تدير رأسها مستنكرة ، وتدير الصفحة 0لكن هذا مثير للسخط ! كيف لأي كان أن يكتب هذه القصة القذرة عنها ؟
- هل ترغبين في سماع المزيد ؟ هناك بعض صور أخرى في نفس السياق 0
اشتد ضغط شفتيها حتى أصبحت خطاً رفيعاً 0
- لا00لا أريد سماع المزيد ! ما أريده هو أن تتصل برئيس التحرير وتأمره أن يكذب القصة فوراً!!
ابتسم فيكتور :
- أنت تطرين غروري بافتراض أن لي مثل هذه السلطة 00على أي حال أمضيت معظم بعد الظهر هذا اليوم في إدارة هذه الصحيفة أتحدث مع رئيس تحريرها 0
- ألم تتمكن من إقناعه بنشر تكذيب ؟
فك ربطة عنقه قليلاً وهز رأسه :
- لم أحاول حتى00مثل هذا الكلام الهراء ، بالرغم من أنه يثير التوتر ، لايضر أبداً00
بازدراء كور الورقة ورماها بدقة لسلم المهملات في الزاوية0
- ولا يستحق الانزعاج0
هذا أمر يسهل عليه قوله !!
- قد لاتظن هذا00لكنني أخشى أن أظنه أنا ! نعرف جميعاً كم تحب أن تجذب اهتمام الصحافة لنفسك لكنني لست معتادة على نشر أشياء عني في مقالات الإشاعات!
نظر إليها بقسوة :
- وهل هذا صحيح عزيزتي ؟ حسناً جداً 00ربما من الأفضل لك أن تبدئي بالاعتياد عليه 0
أجفلت للتهديد في صوته :
- وماذا يفترض بهذا أن يعني ؟
أبقى عينيه ثابتتين عليها :
- إن سبب ذهابي للتحدث مع مدير التحرير اليوم هو الرسالة التي رافقت القصاصة ، وسلمت باليد للفندق في الصباح ، خالية من أي اسم 0
- ماذا تقول ؟
- ليست لدي فكرة عمن أرسلها 00لم يكن شخصاً من الصحيفة 00وكان فيها تحذير ، بان أعدائي انطلقوا للنيل مني وأنهم سيستخدمون كل الوسائل الممكنة ليشوهوا اسمي 0
استمرت ليجي تنظر إليه بثبات 00وقالت دون إشفاق :
- كنت أظن أن مهمتهم ستكون سهلة 00فرجل مثلك 00لابد أن يكون له الكثير في ماضيه 00يخجل منه 0
ابتسم بسخرية :
- يبدو أن هذا هو استنتاجهم كذلك 00فقد تكبدوا عناء التأكيد لي ، أنه إضافة إلى الجواسيس الذين يراقبونني ليل ونهار ، يوظفون عدد من الخبراء لنبش ماضي الملوث0
وهذه مهمة يحسدون عليها 00سألت :
- وما الغرض من وراء كل هذا ؟ لا أظنهم منغمسون في مثل هذا العمل لإضاعة الوقت ؟
- بالفعل لا00
استند للخلف ، وعلق إصبعه في خصر بنطلونه 0
- واضح أن خطتهم هي منعي من الاستيلاء على شركة عقاقير محلية ، أنا في الوقت الحاضر أتفاوض لشرائها 00والحصول عليها مهم جداً00مستقبل المؤسسة كله قد يتأثر إذا فشلت المحادثات كما هو مخطط لها 00وهذا واقع يعرفه كاتب الرسالة المغفل الاسم 00ولهذا السبب أنا هنا 00كي أتولى المفاوضات بنفسي 00فكما أشرت بحق في أول لقاء لنا ، نادراً ما أجد الوقت لحضور المؤتمرات 0
تنهد ثم مرر إصبعه على أنفه الجميل الشكل0
- وكالعادة حين يكون المرء متورط في عملية الاستيلاء على شيء ما يوجد منافسون محليون ، مستشيطون غيظاً 0ومراسلي المجهول يعتقد أن في مقدوره بنشر بعض الشائعات حولي ، أن يقلب الميزان ضدي 0
كائناً من كان أن كان قصده إسقاط فيكتور دما رشيه ، فهي تتمنى كل الحظ له 00لكن الأمر الذي يزعجها في كل هذا ن هو أنها أصبحت بشكل ما متورطة0
-إذاً من الغرض من هذا المقال ؟ فكما قلت أنه كلام عادي وسيحتاجون إلى شيء أقوى بكثير من هذا ؟
- أوه 00كان هذا مجرد اختبار 00لإقناعي أنهم فعلاً يراقبونني وأن الصحف مستعدة لنشر القصص عني 00وهذه الصحيفة هي التي قادت الحملة ضد عملية الاستيلاء 00وسيكونون أكثر من سعداء في نشر كل ما يمكن أن يضعوا أيديهم عليه 00ولذلك قررت أن أذهب وأواجه مدير التحرير0 كوري ) 0أردت أن أعرف من أوصل إليه القصة 0
- وهل فعل ؟
- لا00وكما توقعت ، أصر على أنه لايستطيع الكشف عن المصدر، لذا وجهت إليه تحذيراً جدياً بأنني سأقاضيه وصحيفته إذا نشر شيء سيء عني 0
ارتجفت ليجي للقوة السوداء التي ظهرت عليه 00
بقيت صامته وهو يتابع :
- كذلك زرت رئيس البوليس المحلي ن لأضعه في الصورة 00واستأجرت لنفسي تحرياً خاصاً لمحاولة اقتفاء أثر من وراء هذا كله 0
بدأت القصة وكأنها فيلم عصابات ك
- يبدو لي أنك رتبت الأمر كله 00ويبدوامنتدى ليلاس من غير المحتمل أن يتمكنوا من أذيتك ابداً0
- ربما لأنت على حق 00يبدو هذا غير محتمل 00لكن ليس هناك طريقة تجعلني أترك هذه المسالة ، وسوف أنال شخصياً ممن كان ورائها وألقنه درساً لن ينساه أبداً0
أسود وجهه كظلام العاصفة :
- لا أحد يرسل لي تهديدات مجهولة ، وينجو بفعلته !
- لقد كلفت التحري الخاص بتقصي الأمر000ولاشكأن المسألة الآن مسألة وقت 0
نفخ بنفاذ صبر:
- الوقت 00هو شيء ينقصني في هذه المرحلة 00المفاوضات انتهت الآن ، ولجنة محلية ستقرر حول مسألة الاستيلاء خلال شهر00ولهذا يجب أن أفعل شيء بنفسي 00التحري الخاص هو مجرد داعم لي ، نوع من شبكة الأمان في حال فشلت 0
استدار إليها فجأة :
- لكنني لن أفشل 00إذا ساعدتني 0
ذُهلت للاقتراح 00لماذا ؟00إنها تحيي في قلبها أعداءه ، فكيف تبحث عن طريقة تساعده للخروج من ورطته ؟
نظرت إليه نظرة متحجرة :
- ولماذا أساعدك ؟
إنه سؤال سخيف وهذا ما أظهره فوراً :
- هناك مسألة صغيرة ، الشريط!
ذلك الشريط 00! كيف نسيته ؟!
- أتعني أنني لو لم 00
ابتسم بسخرية ك
- هذا بالضبط ما أعنيه 00لو رفضت التعاون معي 00سأتقدم بشكوى رسمية ضدك لمنظمي المؤتمر 0وبالطبع ، مع إعلام مرؤوسيك بإرسال نسخة من الشريط0
اندفعت تدافع عن نفسها :
- فات الوقت ! ولن يفيدك منتدى ليلاس هذا الآن ! لقد انتظرت طويلاً 00فلماذا سعيت إلى صحبتي كل مساء وأنت تعرف أنني جاسوسة ؟
- هذا من السهل شرحه 00أنت من سعيت لصحبتي 00ووافقتك على أمل أن تعترفي لي على حده بما تنوين فعله 0وكنت ىمل أن أتجنب الكشف عنك 00لنك تبدين في الواجهة فتاة لطيفة 00لكن مع الآسف 00
قلد نظرة أسف ساخرة وتابع :
- في النهاية ن أجبرتني ، بطريقة ما ، ولم تتركي لي حقا أي خيار،0
أحست بالهزيمة ، ومثل شقيقتها اكتشفت أنه كاذب من الطراز الأول ، وإذا أراد فعلاً فسيجعل قصته تبدو حقيقية0منتدى ليلاس
نظرت إليه باكتئاب وهو يكمل :
- أفهمت ما أعني ؟ لا أمل لك 0 وأظن فعلاً أن من الحكمة لك أن تتعاوني 0
شدت على أسنانها حتى آلمها فكها 00هذا الرجل كما تعرف لن يوقفه شيء0
نظرت لوجهه بكراهية قلبية صادقة :
- ماذا تريدني أن أفعل ؟
- هكذا أفضل 00أنا مسرور لتمكني من إقناعك بالمنطق0
دار حول مقعدها وتابع :
- ما أريدك أن تفعليه ، بسيط جداً ويتطلب تعديل لخطتك 00
أحست أن قلبها يخفق بتوتر 00لكن بعد لحظة توقف قلبها تماماً ، وهو يقول بنبرات باردة :
- أنت ، عزيزتي ، بانتظارك متعة لا مثيل لها 0
جلس في مقعده مرة أخرى , ومال نحوها قائلاً :
- أنت وأنا ستكون بيننا علاقة حب !


***********************************

dali2000 13-07-08 10:31 AM


4- فرصة الانتقام


كاد كوب العصير الذي تحمله أن يقع من يدها ، عيناها انفتحت واسعتين كما تنفتح المظلة ، تسأل برعب :
- ماذا قلت ؟
- مابالك ؟ ألا تعجبك الفكرة أؤكد لك أن هناك الكثير من النساء يعملن المستحيل للحصول على فرصة إقامة علاقة مع فيكتور دومارشيه 0
وابتسم بخبث ، وفمه العريض يرتجف مكراً عند الزوايا 0
يا للتافه ال****************!
- إذاً دعهن يعملن المستحيل ! فأنا آسفة لتخيبي أملك ! أنا لست واحدة منهن ! واعتقد أن لك جرأة واضحة للتفكير بمثل هذا الاقتراح !
اتسعت ابتسامته !! إضافة أن الرجل لا يملك ذوقاً مدركاً ، فهو يملك دون شك إحساس بشعاً بالمرح!!
راقبته بقلق وهو يجر مقعده نحوها قليلاً 00
- اهدئي عزيزتي 00أنت تنظرين إلي بخفة 00العلاقة التي أفكر فيها ليست حقيقية ، مجرد واجهة لمصلحة الناس فقط 0
وماذا يفترض بهذا أن يعني ؟ هزت رأسها بعبوس وتابعت :
- أنا آسفة 00لا أفهمك 0
- إذاً دعيني أشرح لك 00كما قلت لك منذ لحظة ، في نيتي أن ألقي القبض على من يكون وراء هذه الحملة التخريبية 00دون شك أستطيع أن أفعل هذا لوحدي 00لكنني قررت إنها قد تكون أسرع لو استعنت بمساعدتك لي 0
- تستعين بي ظ أهذا ما تسميها ؟ تكاد تصفها بأنها عملية تطوعية !
- هيا الآن ياعزيزي 00دعينا لانتجادل حول التفاصيل 00ما أنوي فعله هو الاعتماد على الاهتمام الذي يبدو أن علاقتنا قد أثارته 00الجواسيس الذي يراقبونني يظنونا منغمسين في علاقة حب متقدة 00
صمت بابتسامة متعة خبيثة وهو يراقب القرف على وجهها 00ثم تابع :
- 00إذاً لاشيء أكثر طبيعية أن يتمتع حبيبين مثلنا بنزهة على جزيرة مثالية نائية في البحر الكاريبي ؟ 00ومن الطبيعي أن يلحق بنا الجواسيس ، معتقدين أننا مشغولان يبعضنا أكثر من أن نلاحظ وجودهم 00ولن يلزمنا الكثير من العناء لخداعهم والكشف عنهم 00
وبينما هو ينتظر ردها 00نظرت إليه ليجي بعينين عدائيتين 00ما كل هذا الكلام عن نحن ومعاً 00؟ أنه لاشك يفترض حتى قبل توضيح خطته لها ، أنها ستوافق على تنفيذها 00لكنها لم تعترض ، لأنها تعرف كيف يرد عليها 00هكذا استمرت في التقاط العيوب في منطقه 0
- بكل تأكيد 00بعد التهديد ، سيتوقعون حتماً أن تكون حذراً ، ولو سألتني رأيي أقول إنهم سيشكون على الفور بأن كل هذا مجرد فخ 0
ابتسم لها :
- محاولة جيدة ، لكن التحليل النفسي , كما أرى ليس من فضائلك القوية 00فبعيداً عن الاعتقاد بالفخ ، سيفترضون ببساطة أنني أتصرف حسب شخصيتي المعروفة 00ولن تكون هذه المرة الأولى في حياتي التي أقضي فيها إجازة مع شابة جميلة 0
بالفعل لا00تابع :
- أعدائي ليسوا غرباء عني ، وأنا واثق تماماً من هذا ، ويعرفون أنني لست من النوع الذي ينهار في وجه التهديد 00ويعرفون أنني لا أغير طريقة حياتي بسهولة 00وأنا واثق أنهم سيرتابون لو فعلت 00في الواقع يعرفون أنني سأعامل تهديداتهم بالازدراء الذي تستحقها 0
لايمكن لليجي أن تنكر ذلك 00على الأقل هو قادر أن يكون صادقاً حول نفسه 0ويعترف أنه زير نساء متعجرف ، يضع نزواته الأنانية قبل كل شيء0
لكنها تجاهلت تعليقه التالي وهو يقول :
- من الطبيعي أن يصدقوا كل هذه الأمور ، لأنهم يصدقون كل الهراء الذي يقرؤونه عني 0
هراء ! يا سلام ! نظرت إليه ساخرة وصرة مفاجئه لاليانور تقفز إلى ذهنها 0انها تعرف شخصياً كم هو صحيح ما يدعوه بالهراء لسوء حظ فيكتور دومارشيه0
ضيقت عينيها محاولة للتخلص من الفخ الذي يتراءى لها 0
- لماذا لا تذهب على تلك اللجنة التي ذكرتها 00تلك التي ستقرر مسألة البيع 00وتشرح لها ما يجري ؟ يمكنك بهذا تحذير أعضاءها مقدماً ، من أن يصدقوا القصص المسيئة التي قد تظهر عنك في الصحافة0
- ولنضع في أذهانهم بذور الشك ظ لا 00فلست انوي الانتحار المهني 00على أي حال ، حتى ولو أقنعت اللجنة ، فمثل هذه القصص تثير الناس علىّ 00وسأجد نفسي مرة أخرى حيث بدأت 00
ابتسمت لفكرة خطرت لها :
- أقم دعوة ضد الصحيفة 00وامنعها من نشر أية أخبار مسيئة 0
ابتسم بدورة ك
- محاولاتك لمساعدتي مؤثرة جداً 00على أي حال، أخشى أن يكون هذا الاقتراح فاشلاً أيضاً0فحتى لوحصلت على حكم محكمة ، فإن أعدائي قد يتصلون بصحيفة أخرى ، ولا يمكنني الحصول على حكم ضد كل صحف العالم 0
أحست بأنها محاصرة 00وردت بتوتر :
- لا أرى لماذا يجب أن تفعل شيئاً بنفسك على أي حال 00قلت لي أنك استخدمت تحرياً خاصاً 00فلماذا لاتترك له الأمر ؟
- قد اضطر لهذا في النهاية 00لكن كما سبق وقلت لك ، التحري الخاص مجرد دعم لي 00وأنا أفضل أن احل اللغز بنفسي 0
إنه عنيد مثير للأعصاب !
- أتفضل أن تشتري كلباً ثم تنبح بنفسك ؟
ضحك فيكتور لهذا التشبيه 0
- إذا كنت ترين الأمر هكذا ، نعم 0لكنني آمل أن أقوم بأشياء أكثر من النباح 00في الواقع أنا أتطلع شوقاً إلى لذة غرز أسناني في وجوههم القذرة 00هذه ليست لعبة 00إنه تحد شخصي ، لاأنوي التراجع عنه 0
انكمشت ليجي 00لقد حصلت على الرد 00لا يكفيه إلقاء القبض على مهدديه ن بل يجب أن يحصل على لذة تسديد الضربة النهائية !
تباً له 00وتباً لغروره 00
صاحت به ك
- حسناً 00أنا لن أتعاون معك ! فلأمر ليس ضروري ولن أقوم به !
فجأة دون مقدمات ، مال نحوها ، ممسكا ذراعي مقعدها بشدة :
- أوه 00لا عزيزتي !
وقبل أن تستطيع القيام بشيء يمنعه ، شد المقعد إليه ن مع إبقائه لها سجينة المقعد ، أحست أن قلبها يخفق بجنون 0
اقترب بوجهه منها ، مما جعلها ترتد للوراء :
- أجد من المضجر جداً أن استمر في تذكيرك بطبيعة الموقف بيننا 0
هز المقعد بشدة ن مما جعل عظامها تهتز :
- هل ذاكرتك ضعيفة لهذا الحد عزيزتي ؟
لم تستطع الرد عليه 00تابع بحدة :
- بكل تأكيد لاترغبين في أن تجبريني على كشفك ؟ فهذا سيكون خسارة كبيرة 0
يا للوغد 00!!
- لاستطيع الموافقة على ما تقترح !
انعقد الحاجبان الأسودان :
- ولماذا لا ؟ وهل هناك مانع ؟ ذلك الأمريكي الشاب صديقك 000هل خططتما لشيء ؟ كأن يلحق بك على باربادوس ؟
كانت توشك أن تقول نعم 00لكنها تعرف أن كذبتها لن تغير شيئاً حتى لو كانت صحيحة 00رجل مثله لن يسمح لأمثال آلن أن يقفوا في طريقه ، فهو يزيحهم بكل بساطة من طريقه ، أو يدوس عليهم ، كما فعل باليانور تماماً 0
هزت رأسها بوقار وأكدت له :
- لا 00آلن ليس مسافراً معي 0
- حسناً إذاً 00عزيزتي 00
هزها مرة أخرى :
- هذه مشكلة انتهينا منها 00فهل هناك مشاكل أخرى أغفلت ذكرها لي ؟
فقط ، أنني أكرهك وأحتقرك 00وبكل ذرة في كياني 00وأنني لن أسامحك على ما فعلته باليانور 00وأنني أدعو كي تتعفن في جهنم لبد الآبدين !
لكنه كان بانتظار ردها :
- إذا لم يكن هناك مشاكل أخرى ، أعتقد أنني قادر على الافتراض أنك ستقبلين 00أن تتعاوني معي ؟
نظرت ليجي على وجهه ن وهي على حافة الهزيمة ن تكره نفسها 0كيف ستعيش بعد الآن مع نفسها ؟! وهي تعرف أن هذا العدو المرير ، قد استطاع التسلط عليها ودفعها للتحالف معه 00!!وهي تسعى لدماره ؟
ثم واتتها فكرة من حيث لا تعلم 00فجأة ، ما كانت تصلي لأجله كان ينظر لها وجه لوجه 0
أطرقت برأسها لمقاومة ابتهاجها المفاجئ ن وتمتمت بانهزام :
- ليس لدي خيار 00سافعل ما تقول 0
فجأة واتتها الفكرة وكأنها نور سماوي 00وعرفت كيف ستنتقم !
عندما تركها 00انتظرت طلوع الصبح بفارغ الصبر 00
استلقت في فراشها تلك الليلة تخطط ، وفكرها متهلل بما تخططه 00وابتسمت في الظلام 00كيف اتفق أنها تأخرت هكذا للتفكير بها ؟
وفكرت مرتجفة 000يا إلهي ! لو عرف فيكتور دومارشيه!
استيقظت في الصباح التالي ، واستحمت وارتدت ثيابها أبكر من عادتها 00لقد أمرها فيكتور دومارشيه أن تقابله في البهو عند التاسعة والنصف ن حقائبها جاهزة ومستعدة للطيران إلى باربادوس وهذا يعني أن وقتها محدود للغاية 00
لحظة لامس عقرب الساعة التاسعة تماما ً ن التقطت سماعة الهاتف ، وطلبت الرقم الذي أمضت الليل تستظهره 00رن الجرس مرتين :
- مكتب تحرير صحيفة ( بوغل )
ابتلعت ريقها لتريح حلقها الجاف :
- أريد التحدث إلى مدير التحرير ، سيد كوبي 0
- السيد كوبي لم يحضر إلي المكتب بعد 00أترغبين في ترك رسالة له ؟
تأوهت ليجي فهذا ما كانت تخشاه ك
- لا00يجب أن أكلمه شخصياً000متى تتوقعين حضوره ؟
- بعد العاشرة بقليل 00هل اطلب منه الاتصال بك حين يصل ظ
في العاشرة ستكون في طريقها للمطار 00ومن هناك على باربادوس وأحست بذعر ن فهل ستفشل بسبب نصف ساعة ؟00
- هل هناك شخص آخر أستطيع أن أكلمه ؟ ماذا عن المرأة التي تكتب مقالة الشائعات ؟
- الانسه ديانا ايفرارد ؟ ليست هنا أيضاً، لكنها تصل حوالي التاسعة والنصف 0
أحست أنها ستبكي من الإحباط :
- في حال وصلت باكرة ، اتركي لها رسالة واطلبي منها أن تتصل بي فوراً 00فلأمر عاجل حقاً ، وسأكون على هذا الرقم لمدة نصف ساعة فقط0
سجلت السكرتيرة الاسم والرقم 00كانت تذرع الغرفة كقطة على رماد ساخن ، حين رن جرس الهاتف الذي جعلها تقفز لتمسك السماعة :
- آلو ؟ ليجي دايلي تتكلم 0
- صباح الخير يا عزيزتي 0
غاص قلبها كبالون من الرصاص :
- أتصل لأذكرك ، أننا سنلتقي بعد عشرين دقيقة 0
ردت بلهجة حادة :
- لم أنس 00لا تقلق 00سأكون هناك ، وداعاً0
وأقفلت السماعة 0
نظرت ببؤس إلى ساعتها 00التاسعة وثلاثة عشر دقيقة 00أحست وكأنها تعد الدقائق لموعد إعدامها 0نظرت لصورتها في المرآة 00محاولة رائعة ليجي 00من المؤسف أن تفشل 00
ثم مع بدء موت أملها ، انبعثت الحياة في الهاتف 0رفعت السماعة بقلب متجمد 00كادت تبكي فرحاً لسماع صوت أنثويا متشدقاً :
- ديانا إيفرارد 00أعتقد أنك تريدين التحدث إلي ؟
لزمها خمس دقائق لتقول ما حضرته 00فقد حفظته غيباً لمرات لا عد لها00أحست بتأثر عميق وهي تروي للمجهولة في الطرف الآخر من الخط قصة اليانور وكيف قتلها فيكتور دومارشيه00
في نهاية كشفها ن صمتت قليلا ، ثم قالت الآنسة ديانا :
- تدركين طبعاً ، أننا يجب أن نتحقق من القصة بأنفسنا قبل نشرها ؟
- تحققي كما تشائين 00كل كلمة قلتها هي الحقيقة 00وكما قلت لك أنا أنوي انتزاع المزيد من الأسرار منه 00أي نوع أنا متأكدة أن صحيفتكم ستهتم بنشره 00فأنا متلهفة كذلك لمنع عملية الاستيلاء 0
بدأت المرأة الأخرى تفكر بكلامها ك
- فهمت 00وأنا واثقة أننا سنهتم بأية قصص قد تبلغينا بها 0
حين أعادت ليجي السماعة إلى مكانها 00كانت يداها ترتجفان 00ومعدتها متقلصة 00لقد فعلتها !! وهنأت نفسها كان رأسها يترنح من هول ما فعلت 00لقد دفعت العجلات للحركة 00العجلاات التي ستحمل فيكتور دومارشيه في النهاية إلى دماره الذي يستحقه جيداً0

******************
- استرخي عزيزتي 00حاولي الابتسام قليلاً 00تذكري من المفترض أننا حبيبان حالمان ن ننطلق في رحلة كاريبية مثالية 0
عنده تلاعب خيالي بالكلمات 00كانا يتسلقان سلم الطائرة التي ستقلهما في رحلتهما إلى باربادوس00
بدل من تعذيب نفسها بعقدة الذنب ، من الأفضل لها أن تركز على ما أمامها من مهمة 00كيف ستتمكن من إيجاد توازن بين دورين تلعبهما الآن 00من ناحية هي رفيقة لفيكتور بالقوة ، وفي نفس الوقت يجب أن تشق طريقها بدفء إلى ثقته بها بما يكفي لتشجعه على مصارحتها 0
لن تكون مهنة هينة 00فلو غير تصرفها معه فجأة لارتاب بها 00من الضروري أن تتصرف بسرعة فأمامها وقت محدد لا يجب أن تضيعه لتجمع أكبر قدر من الأدلة ضده 00ولن تسنح لها فرصة مثل هذه للانتقام مرة أخرى 0
استغرقت الرحلة لباربادوس ربع ساعة 00نعمت فيها ليجي بالنعيم فلأول مرة في حياتها تسافر في الدرجة الأولى 0
قال لها فيكتور :
- أنا دائماً أسافر في الدرجة الأولى ، وكذلك السيدات اللواتي يرافقنني 00بالطبع ، أجريت الترتيبات اللازمة لإقامتنا 00حين نصل بإمكانك إلغاء الحجز في فندقك 00وسأدفع أي مبلغ قد يطالبون به 0أنا واثق أنك سترتاحين أكثر حيث نحن ذاهبان 00على الأقل ستكونين متأكدة أنه ليس هناك صراصير 0
عبست في وجهه فقال ك
- ابتسمي! حاولي إقناع من يرانا 00إذا أصريت على التجهم فسيرتابون بأنك تحقدين علي 00أو أنني لا أغازلك بما يكفي 0
إنه دون خجل 00بغيض ، بلا أخلاق تماماً 00على الأقل هو لا يشك بشيء 00
أخيراً أخذت الطائرة تهبط نحو الأرض 00أمام المنظر الذي واجهها شهقت عجباً 00تحتها كان البحر يمتد بلا نهاية ، أزرق ياقوتي يلمع تحت أشعة الشمس وكأنه جوهرة ضخمة لا ثمن لها 00في وسطه كانت جزيرة زمردية خضراء كانت تكبر وتكبر، وتزداد جملا مع استمرار الطائرة في الدوران نحو الأسفل 00أنها باربادوس لؤلؤة البحر الكاريبي0
مال فيكتور من ورائها ينظر إلى الأسفل 0
- جميلة، أليست كذلك ظ
هزت رأسها موافقة 00فهي لم تر شيئاً يماثل هذا الجمال في حياتها 0
رحلة التاكسي من المطار كانت مماثلة في الإثارة 00أخذت عيناها تتنقلان من جانب لآخر بانشداه كامل للجمال البراق ، تستوعب التلال الخضراء المتموجة المرقطة بالخباز البري القرمزي وبغابات من النباتات المتعرشة الزاهية والكاريبي العظيم المتدفق وفيه كل ألوان الأزرق المتدرجة التي يمكن للمرء إن يتصورها 0
فتنت الجزيرة الساحرة خطفت أنفاسها 00
عادت للواقع مجفلة مع انتقال التاكسي من الطريق الرئيسي على الطريق الفرعي 0
مرا عبر بوابتين مرتفعتين ، تحملان اسم ( الخليج الفضي ) كانت تظنه فندق 00لكن ما يقتربان منه ليس فندقاً 00بل فيلا خاصة 0
بإجفال حذر ، استدارت إليه :
- إلى أين تأخذني ؟
رفع حاجبيه ن وابتسم لها ك
- مابالك ؟ ألا يعجبك ؟
لم تكن المسالة يعجبها أو لا ، فلا مجال لإنكار مظهر المكان الرائع 00مايهم أنها فيلا خاصة 00بعيدة بأميال عن أي مكان 00
- ظننت أننا سنقيم في فندق 0
رد عليها بابتسامة خبيثة :
- لا00لا عزيزتي 0 في وضعنا هذا 00سنكون وحدنا معاً تماماً00دون شك ما كنت تتمنين إزعاج الفندق 00مع الناس حولنا باستمرار ؟
لكن بالضبط هذا ما كانت تتمناه 00أن تكون محاطة بالناس 00
الباب الرئيسي للمنزل كان في الطابق الأول ، سلم خشبي يرتفع نحوه وتحيط به شرفة 00فجاة انفتح الباب ، وظهرت امرأة من السكان المحليين مبتسمة ، نزلت السلم بسرعة لتستقبلهما 0
- أنا مارولا 00أرسلتني الوكالة لأعتني بكما 0
أشكر الله على هذا ! بارتياح ردت ليجي على ابتسامة المرأة 00إذاً لن تكون هي وفيكتور لوحدهما 00وهذا ما جعلها تشعر بأنها أفضل حالا!
سألتهما مارولا ماذا كانا يرغبان في شراب بارد ووجبة طعام خفيفة ، بينما تفرغ الحقائب 00فهزت ليجي رأسها ، فالحرارة شديدة في الخارج والشراب البارد هم بالضبط ما ترغب به الآن 00لكن قبل أن تقول ذلك ن قطع فيكتور المسافة بينهما ن ولرعبها سمعته يقول :
- لا أظن هذا 00ليس الآن مارولا 00فالآنسة دايلي وأنا نفضل أن نكون وحدنا 00ربما يمكنك أن ترشدينا لغرفة النوم الرئيسية 0
استدارت مارولا بابتسامة معرفة ماكرة لتشير إلى الممر الرخامي 0
- إنها هناك إلى اليسار ياسيدي ، وهي جاهزة 0 وستجدانها مريحة جداً0
رد بصوت منخفض ك
- ممتاز 0
ثم استدار ليلقي ابتسامة في وجه ليجي المحمر ك
- الآنسة دايلي وأنا 00سنتناول وجبة ما فيما بعد 00ربما ساعتين 0
ماهي إلا لحظات حتى كان يقودها ، بالرغم من ممانعتها المتصلة في لممر 00لغرفة النوم المنتظرة 0000


*************************************

dali2000 13-07-08 10:34 AM


5- لعبة بلا قوانين

ما أن أصبحا داخل غرفة النوم ن حتى ابتعدت ليجي عنه ، واستدارت لتواجهه ك
- ما الذي تظن نفسك فاعله ؟ ألا تظن أنك تبالغ ؟
- أبداً عزيزتي 00من الطبيعي أن نرغب في أن نكون لوحدنا 00هل نسيت أننا عاشقان ظ
- لا00لسنا عاشقان! نحن فقط ندعي ذلك ! وعلى أي حال ، في رأي أنت تدفع بالأمور إلى البعيد كثيرا!
هز فيكتور رأسه ببطء ونظر لوجهها الأحمر:
- ما بالك ألا تملكين في نفسك أي عاطفة ؟ أليس لديك خيال ؟ واضح أنك لم تعرفي علاقة حب من قبل ، وإلا ما كنت مضطراً لأن أشرح لك الاندفاع الملح لحبيبين يريدان أن يكونا لوحدهما !
على الأقل هو محق في شيء واحد 00لم يسبق لليجي أن كان لها علاقة حب في حياتها ، أما بالنسبة للخيال والعاطفة ن فلديها ما يكفي لتحس أنها في خطر مطبق 00والعاطفة في نفسه هو ، هي التي تقلقها 00
بابتسامة ماكرة أدار فيكتور المفتاح في قفل الباب ، ووضعه في جيبه :
- بما أنك بهذه البراءة ، أرى أن أعطيك التعليمات 00يجب أن نتعامل فورا مع هذه الفجوة المحزنة في ثقافتك عزيزتي 00
خلع سترته ورماها على ظهر كرسي00ثم أرخى ربطة عنقه ، وجلس على السرير ليخلع حذائه 0
الرجل لا يطاق ! ما الذي يقترحه ؟ 000أحست ليجي نفسها مجمدة على الجدار 00
- عما تتحدث ؟ ولطفاً لماذا أقفلت الباب بالمفتاح ظ
- للخلوة عزيزتي 00لن نرغب أن يزعجنا أحد 0
فك ياقة قميصه ، ثم مال مستنداً إلى كومة وسائد ناعمة 0ربت على الغطاء إلى جانبه :
- تعالي عزيزتي 00تعالي وأجلسي هنا 00
لم تتحرك ليجي قيد أنملة :
- لماذا ؟
- لماذا !!00كي أتمكن من إعطائك بعض المعلومات عن الحب 00فأنت ، كما فهمت تجهلين هذه الأمور !!
نظرت إلي بغضب :
- أنوي أن أبقى هكذا !
لو تجرأ وقام بحركة واحدة نحوها ، فستصرخ حتى تدمر هذا المنزل اللعين !
لكنه لم يتحرك ، بل ابتسم قائلاً :
- إهدائي ياليجي 00لا شيء تخافين منه 0
فتح زرين من قميصه وهو يمعن النظر إليها :
- أؤكد لك أن نوع التعليمات التي في ذهني هي نظرية بالكامل ، وليست عملية 0 بماذا تفكرين ؟!
لاحظ الارتياح ، والنظرة البلهاء على وجهها :
- هل فكرت أنني أنوي الاعتداء عليك ؟ لا شك أنك تعتبرينني يائساً حقاً كي الجأ لمثل هذا التصرف الوحشي ؟
أحست بالاهانة لقوله ( يائس حقاً ) فردت عليه بحدة :
- وما المفترض بفتاة محترمة أن تظن غير هذا ؟ حين يقفل رجل الباب عليها في غرفة نوم ويضع المفتاح في جيبه ؟ أظنها ستكون معذورة في مثل هذا الاستنتاج !
- إذاً هذا ما أقلقك ؟ لكن لا يجب أن تقفزي لاستنتاجات لا أساس لها 00إقفالي الباب ، هو لأجل مارولا 00وللتأكيد على حاجتنا أن نكون لوحدنا ، دون خوف من المقاطعة 00ولم يكن بقصد إخافتك 0
نظرت ليجي إليه ، نصف مصدقة لما يقول ، فواقع أنه لا ينوي فرض نفسه عليها ، دون شك صحيح 0 فيكتور دومارشيه الفاتن الكبير لن يكون بحاجة لهذا 0 علاقاته تعتمد على رقة سحره وجاذبيته 00
أما ادعاؤه أنه لم يكن ينوي أخافتها ، فهي لا تتقبل هذا كثيراً ، إنه لاعب ماهر خبير ، عديم الرحمة 00ولن يتردد أمام شيء لتكون له اليد العليا 0
واست نفسها وهي تتقدم لتجلس إلى جانبه 000تذكري هذا : لقد اخترت عدو لدود خطير 00وإذا قللت من شأنه فسيكون ذلك على حسابك 00
سألته بابتسامة باردة :
- إذاً 00ماهي هذه التعليمات التي تنوي إعطاؤها لي ؟ هيا 00أخبرني 00كلي آذان صاغية 0
استند إلى الخلف على الوسائد ، ووضع يديه خلف رأسه :
- يبدو أنك بحاجة إلى تعليمات حول كيفية التعامل مع علاقة ، أو بالأحرى كيفية التظاهر بالتعامل معها 00بما أن وجهة النظر لكل هذا العمل هو شد الانتباه إلى أنفسنا ، يجب أن نتأكد أن تمثيليتنا الصغيرة مقنعة ، ويجب أن أقول أن أداءك في الرحلة إلى هنا كان يبعث على الشفقة 0
ارتفع اللون الأحمر إلى وجهها ، وهي تلمح لمعاناً خبيثاً في عينيه ك
- وبأي طريقة تظن أن أدائي لها يفي جداً بالمراد ؟
قطب وجهه :
- هذا ما كنت أخشاه ، ولهذا نحن بحاجة إلى الحديث 00المفترض أن نكون عاشقان عزيزتي 00وأننا شخصان يشتاقان لبعضهما 00وليس مجرد اثنين يعرفان بعضهما ، ويجفلان مبتعدين عن بعضهما كل فترة !
وضعه التصوري جعل وجهها يلتهب 00وقالت محتجة :
- بكل تأكيد يكفي أن نكون معاً نعيش في هذا المنزل 0ولا أرى أية ضرورة لأي شيء أكثر من هذا 0
- إذاً عزيزتي ، أنا مضطر لأن أصحح وهمك 00براءتك فاتنة ، لكن جهلك يجب أن يصحح 00فإذا كان لهذه الخطة أي فرصة للنجاح ، يجب إذن أن تقومي بجهد لأداء دورينا بطريقة صحيحة 00وإذا كنت تذكرين ، وافقت على التعاون الكامل 0
ابتسمت لنفسها سراً 00فليس هذا كل ما وافقت عليه 00لكنه لو يعلم ؟ قالت له :
- أجل 00أذكر 00وسأتعاون0
استرخى على السرير :
- هذا سيكون أفضل 0 وبإمكانك دوماً مواساة نفسك بواقع أن تظاهرنا هو للإرضاء العلني فقط00حين نكون وحدنا 00يكون تصرفنا من اختيارنا 0
- في هذه الحالة إذا كنت لا تمانع ، سأستغل هذه الفرصة لأستريح في غرفتي الخاصة 0
نزلت من السرير ، ومدت يدها له وتابعت بحدة :
- أعطني المفتاح ، درسك التوجيهي مفهوم تماماً0
ابتسم يهز رأسه ببطء :
- قد يكون درسي قد انتهى ن لكنك ستبقين هنا ، فهذه ، عزيزتي غرفتك وغرفتي !
- لكنك قلت لتوك 00! بالتأكيد لا تتوقع أن أشاركك غرفة النوم ؟
- أنا لا أتوقع فحسب بل أصر عليه ! ماذا ستظن مارولا لو أننا نمنا في غرفتين منفصلتين 00لا 00لا عزيزتي ، لا يمكننا المخاطرة 00مثل هذه المعلومات تنتشر بسهولة 0
أنه على حق 00أعترفت بقلب هابط 0تلعن نفسها لسذاجتها 00لم يخطر ببالها التفكير بمثل هذه التفاصيل حين رمت نفسها بكل تهور في هذه المهزلة !
- حسناً أنا واثقة تماماً أنني لن أشاركك السرير 0 لذا لاتحاول إقناعي أن هذا جزء ضروري من الخطة فلا مجال لذلك 0
- لن أحاول عزيزتي 00في الواقع ، فكرت بحل لهذه المشكلة بالذات 0الفراش على هذا السرير ، هو فراشان منفردان ملتصقان ، سأفصلهما واضع ,أحدا على الأرض ، ثم نعيد جمعهما في الصباح 0وهذا سيشمل تخريب الأغطية بالطبع 00
تابع بتسلية خبيثة :
- 00لكنني أشك في أن تتوقع مارولا أن تكون الأغطية في حالة سوية في الصباح 0
تكورت شفتي ليجي بسخط 00لديه طريقة خبيثة في التلاعب بالألفاظ ، وتجاهل للذوق السليم 0 من سيصدق بعد الآن أنها فتاة لها مثل أخلاقية عليا؟
وكأنه قرأ أفكارها :
- لا تقلقي 00إذا سار كل شيء على ما يرام ، سنتمكن من إنهاء كل شيء قبل أن تنتشر القصص حولنا 00فمن غير المحتمل أن يعرف أصدقاؤك وعائلتك في لندن شيئاً عن هذا 0
نظرت إليه بكراهية 00فالخوف من أن تعرف أمها بهذا دخل رأسها 00وبعد ما فعله فيكتور باليانور لن تسامحها أمها 00وأكمل :
- أما بالنسبة لأهل البلاد هنا ، فأؤكد لك أن لا أحد منهم سيهتم 00أما مارولا 00فلن تزعج رأسها 00واستطيع القول ، من مجرد النظر إليها إنها امرأة خبيرة 0
وهو خبير بالنساء 00طبعاً ! استدارت إليه بسخط :
- امرأة خبيرة أم لا ، لم تكن بحاجة للتمادي بإعطائها انطباع سيء بأننا على وشك التمادي في علاقتنا 0
التوى فمه :
- إن قضاءنا ساعتين معاً لا يعتبر تمادياً ، أنت حقاً بحاجة لأن تعرفي ألكثير عن الحب 0
هذا أمر لا شك فيه 00لكن لن يكون هو من يعلمها 00
تراجعت خطوة وهو ينزل عن السرير مبتسماً لها :
- إذا ماذا تقترحين لنمضي ما بقي من الساعتين ؟ يمكن لساعة ونصف أن تمر ثقيلة 0 إلا إذا ، بالطبع فكرت مجدداً في التمادي الذي كنا نتحدث عنه 0
تسمرت عينيها على وجهه ، تكره السخرية والوقاحة المشعة منه 00كيف ستتمكن من انجاز مهمتها والتلاعب به ؟ لا يمكن التلاعب معه ! والأكثر من ذلك لديها إحساس غير مريح بأنها هي التي يتلاعب بها ، بدا يفك ما تبقى من أزرار قميصه ، وعيناه لا تفارقانه 0
ابتلعت ريقها بصعوبة :
- ماذا تفعل الآن ؟
- ماذا تأملين أن أفعل ، عزيزتي ؟ طالما أنت غير راغبة في شيء ، سأستحم 0
ثم استدار متجها ً إلى الحمام 00
راقبته بقلب يخفق بجنون 00هذا الرجل هو أكثر خطراً مما تظن ، وربما تكون هذه بداية تأثيره عليها 0

************************************


أثبتت فيكتور شهامة لم تكن تعرفها فيه 0
في أول ليلة لهما معاً ، ولدهشة ليجي أصر على أن يأخذ الفراش الذي على الأرض تاركاً ليجي تنعم بفخامة السرير لنفسها ، ثم استسلم وعلى الفور في نوم عميق 00بينما تقلبت هي بشكل يدعو للأسى لوقت طويل قبل أن يأتي النوم ليستولي عليها 0 فلم يكن التعامل مع مقلات الإشاعات يروق لها 00في الحقيقة كانت تكره صحفاً ****************ة مثل ( البوغل ) وأحست إحساس غير مريح لمجرد أنها باحت لهم بسرها 0
وهي بكل بساطة لم تكن متعودة على كل هذه الأسرار والغموض 00فمثلاً 00لقد اتفقت مع ديانا إيفرارد ، أنا أي معلومات ستتمكن من انتزاعها من فيكتور ، سترسلها بالبريد فوراً لميامي ، وأنها حال وصولها لباربادوس ستعلم الصحيفة بمكان إقامتها ، في حال اضطرت للاتصال بها 0
تقلبت في الفراش يجب أن تكتب لهذه المرأة فوراً لتعلمها بضرورة إيجاد ترتيبات أخرى00لكن كيف ترسك أية كلمة وفيكتور يلازمها كأنفاسها طوال الوقت ؟ وبالتفكير هل ستتمكن من لعب دور الجاسوسة دون أن يشك بها ؟ ثم ما هي أفضل إستراتيجية لكسب ثقته ؟
كانت كل هذه الأسئلة ، لاتزال دون جواب ، حين استولى عليها الإرهاق واستسلمت للنوم00
لم يكن يبدو على فيكتور أي اضطراب على عكس حالتها المضطربة ففي الصباح التالي وهما يتناولان الفطور ، شرع باستمتاع ينفذ تمثيليتهما 0
اضطرت ليجي لوضع قناع الشجاعة على وجهها ، وهو يعرضها لكل أنواع الغزل وفنون التودد ، ألأمر الذي وفر لمارولا تسلية سهلة لاشك أنه مثل هذا الدور دائماً00لدرجة أنه قادر على تمثيله وهو نائم !!
من جهتها جارته في لعبته ، لا تبدأ شيئاً ، لكنها لا تصده ، شيئا فشيئاً00يجب أن تبدو وكأنه يكسبها وقليلاً قليلاً يجب أن تقنعه بأن يثق بها 0
كانت فيلتهما على رمية حجر من الكاريبي 00وهناك بقعة على الشاطئ محفوفة بأشجار النخيل منزوية لاستخدامهما الخاص 00هاهي الآن ، ولساعتين من النعيم ستغلق عينيها – وهي ممدة على فراش الشمس – ناسية وجود فيكتور متظاهرة بأنها لوحدها !!
لكن كل ما حصلت عليه كان بضع دقائق 0
وقع ظل فوقها فجأة ، وسأل صوت مخملي عميق ك
- يجب أن تضعي الزيت عليك عزيزتي 1 أنصحك بهذا ، الشمس هنا أقوى مما تظنين 0
جلست منتفضة 00وقالت بحدة :
- لا أحتاج لنصائحك !
- هذه ليست الطريقة الملائمة للرد على حبيبك 0
كانت لهجته حادة وهو يخفض جسده على فراش الشمس قربها 0
- قد تظنين أننا في خلوة هنا 00لكن ، من يعلم أية عيون سرية تراقبنا ؟
تطلع لأشجار النخيل المتداخلة ، ثم مد إشارته إلى البحر ، حيث مجموعة ملونة من المراكب الصغيرة :
- بكل تأكيد لا يمكن أن تتوقعي ممن عملهم التجسس علينا أن يعلنوا عن مكان وجودهم بألعاب نارية وأعلام خفاقة ؟
- بالطبع لا 00كنت سخيفة 0
صوتها لم يكشف عن مشاعرها لكنها انتظرت لحظة لتقول ك
- إذا لم يكن لديك خطط أخرى 00أريد الذهاب إلى بلدة ( بريد جتاون ) بعد الغداء 0
- لا بأس في هذا بالنسبة لي 00هل من سبب محدد؟ هل هناك شيء معين تفعلينه هناك ؟
- لا 00لاشيء محدد00لمجرد التفرج على المحلات ، وربما لشراء بعض البطاقات البريدية0
أكملت لنفسها سراً : وللذهاب لمكتب البريد لإرسال رسالة إلى ميامي 0
قال محذراً :
- حسن جدا 00لكن أرجو أن لا تكوني تخططين للضياع بين الجموع ، فهذا سيكون مضيعة للوقت 0
قلدت صوت البراءة ك
- وهل أفعل شيء كهذا ظ
وردت بنظرة باردة على ابتسامته 00لكنها في داخلها كان قلبها يخفق توتراً 00لكن كان يجب أن تتغلب على توترها وتقوم بالاتصال بديانا ايفارارد0
بينما فيكتور يغير ثيابه ن أغلقت على نفسها الحمام ،وكتبت بسرعة رسالة لديانا 00كانت في معظمها توسلاً لها أن لا تحاول الاتصال بها بل أن تكتب لها عبر البريد في ( بريد جتاون )0
ترددت لحظة : هل تضيف إلى رسالتها تقول أنها غيرت رأيها ؟ هل تتراجع الآن وأمامها الوقت اللازم ؟
متنهدة لعقت غلاف الرسالة وألصقته 00وأمرت نفسها ، فكري بإيجابية !
قادها فيكتور نزولا على السلم الخشبي إلى حيث الكاديلاك البيضاء المؤجرة 0 وقال مبتسماً :
- إلى مهمة ( بريد جتاون )0
مزاجه الجيد استمر طوال بعد الظهر ، وهو يأخذها في جولة حول العاصمة :
- يقال أن ( بريد جتاون )هي الأكثر انكليزية بين مدن الكاريبي 00ولسوف تشعرين بأنك في بلادك 0
نظرت ليجي للساحة المغبرة بواجهات محلاتها الملونة ، وأرضها المرصوفة بالكوبالت وردت ساخرة :
- أوه 00أجل إنها مثل انكلترا تماماً 00في كل التفاصيل خاصة في الطقس 0
- لا يمكنك توقع شيء 00فالطقس الانكليزي فريد من نوعه 00لكن أراهن أنك لم تكوني تتوقعين أن تجدي نفسك وسط الكاريبي وفي وسط ساحة ترافلغار 0
أكملت قائلة :
- أنظر إلى نسخة مصغرة من تمثال نيلسون 00كان هذا بالفعل مفاجأة 00للحظة ظننت نفسي عدت إلى لندن ! كيف اتفق أنك تعرف هذا المكان جيداً0
ضحك :
- زرت الجزيرة من قبل ، إنها أحد الأمكنة المفضلة عندي في العالم 0
- أعتقد أنها ستصبح كذلك بالنسبة لي 0
- من يدري ! أشياء أغرب من هذه حصلت !
مع التقاء عيونهما ، مرت بينهما ومضة تعاطف ، ودون تفكير تجاوبت مع ابتسامته 0
وأكمل :
- أنوي أن أكون متأكداً أنك ستحصلين على أفضل ما يمكن من رحلتك هذه 00ولا سبب يمنعنا من أن لا نتمتع ، بسبب ( اتفاقنا )0
أشاحت بوجهها 00كارهة التفكير بهذا الاقتراح 00لكنها في الواقع كانت تتمتع تماماً 00حين لا يكون متسلط، يكون مرافق ساحر0
نظر لساعته :
- اقترح أن نقف بعد هذا عند مركز البريد ، قلت أنك تريدين إرسال بطاقات بريدية ، ولست واثقاً من موعد إقفال المكتب0
أخفت ارتباكها :
- حسن جدا00لا بأس بهذا بالنسبة لي 0
على الفور أخذ قلبها يضرب بشدة وهما يسيران لمركز البريد 00بطريقة ما يجب أن ترسل الرسالة لديانا، لكن كيف ستتمكن من ذلك إذا أصر فيكتور على الدخول معها لمركز البريد ؟
قاطع أفكارها مقترحاً :
- إذا كنت تظنين انه بإمكانك تدبير أمر نفسك ، سأذهب إلى ذلك المتجر عبر الشارع ، واشتري بعض علب العصير والمرطبات 0
أحست بارتياح :
- فكرة جيدة 00سأنتظرك في الخارج حين أنتهي 0
أسرعت لداخل مكتب البريد مسلحة بالطوابع البريدية ، وبيدين مرتجفتين ، وضعت الطوابع على المغلف ن ثم أعادته لحقيبتها وأكملت بسرعة بقية البطاقات 00وأسرعت نحو صندوق بريد ورمت الرسالة فيه 00بعدها تعاملت مع بقية الطوابع بروية 0
وهي تستدير أحست براحة ضعيفة في قلبها 00لكن في اللحظة التالية جمد الدم في عروقها 00وامتلأت عيناها بصورة الجسم الطويل الذي كان يراقبها عند الباب 000أوه 0000يالله 0000هل شاهدها تضع الرسالة ؟
تقدمت نحوه بساقين غير ثابتتين 00لكن كل ماقاله :
- هل أنهيت كل شيء ؟ تعالي إذن دعينا نذهب 0
ودون تفكير لحقت به تحت أشعة الشمس القوية التي تعكس دفء الارتياح في قلبها 00لم يكن ارتياحها لأنها أرسلت الرسالة فقط ن بل لأن لاضرر حقيقي حدث حتى الآن 00وهذا سيجعلها تكسب ثقته 00
لكن وهما يسيران معاً عبر الشارع كانت هناك زاوية سرية في قلبها تعرف أن هذا لم يعد صحيحا تماماً0


*******************************************

dali2000 13-07-08 10:34 AM


6-أسئلة بلا أجوبة

تناولت ليجي ملء فمها من الحلوى اللذيذة ن ونظرت إلى فيكتور عبر الطاولة المزينة بالشموع ك
- إذا كم جاسوسا اكتشفت حتى الآن ؟
كان يرتدي بنطلوناً أسود اللون ، وسترة بيضاء ، وقميصاً أبيض ، مع ربطة عنق 00في نور الشموع كانت خطوط وجهه الخشنة أحياناً ترق وتزداد سحراً 00وهو يبتسم كانت تزداد زرقة عينيه بشكل مذهل 00وقال :
- ليس بعد 00إنهم مختفون عن الأنظار 00لكن لاتقلقي ، فالليل لا زال في أوله0
هذا صحيح 00والقصد من مجيئهما لهذا النادي الفخم لم يكن للمتعة فقط 00كانت نية فيكتور وفكرته إغراء أعدائه بالظهور علناً 0منذ وصولهما على الجزيرة في الأيام القليلة الماضية ، كان مقتنعاً في مناسبتين منفصلتين ن مرة على الشاطئ ومرة في الفيلا ، أن شخصا كان يراقبهما 00وهو يأمل هنا في النادي أن يكشف النقاب عنه ، أو عنهم 0
قال يقنعها ك
- في مكان محصور كهذا لن يكون من السهل بقاؤهم مختبئين ، وسيكون من السهل أن نكشف أي إنسان يتصرف بطريقة مشبوهة 0
- ما يحيرني كيف ستتمكن من التفريق بين جواسيسك الذين تدفع لهم من وكالة التحري ، وبين من يفترض أنهم يلاحقوك 0لكنني أعتقد أنك في هذه الأمور أكثر خبرة مني 00
ابتسم بكسل :
- ربما لهذا أجد براءتك ساحرة ن مع إنك تبدين أقل براءة هذا المساء 0
أحست بالاحمرار يتسلل من عنقها صعوداً 00ونظرته الكسولة تتركز على وجهها 0ثم فوق ياقة الفستان المتعدد الأوان بتنوره الواسعة ، وخصر يحيط به حزام عريض ، وقلادة ذهبية صغيرة ، تلمع عند عنقها 0
ابتسم لها :
- هذا الفستان يناسبك عزيزتي 00أنت هذا المساء افتن من العادة 0
ارتجفت حين تقابلت نظراتهما :
- ستفسدني دلالاً بكل هذه الإطراءات 00تذكر نحن الانكليزيات العمليات لسنا معتادات على الفتنة الفرنسية 0
طبعاً في ظروف أخرى ستصده 00لكن الشيء الذي يمنعها أنها بحاجة لأن تسحره 00إنه جزء محسوب بدقة من خطتها 0

وخطتها الآن تعمل بنجاح 00فقد تجاوب فيكتور مع تغيير تصرفاتها نحوه بحماس الرجل المتمرس ، فقد تبادل معها الابتسامات والنظرات ن لكنه لم يخطو خارج الحدود التي كانت تضعها بحزم في ذهنها :
- إذاً ، أنت مسرورة لإصراري على المجئ معك ؟ لا بد وأن تعترفي أنك تمضين وقتاً أفضل معي مما لو كنت مع صديقك الآخر 00آلن 0
رفرفت عينيها لعجرفته ، لكنها لم تستطع أن تنكر أن في كلامه بعض الحقيقة 00فخلال البضعة أيام الماضية كان عند وعده بأن يحرص على أن تتمتع بعطلتها 00ولم يكن هناك لحظة ملل واحدة 0
أجابت :
- آلن ليس صديقي كما تظن ، إنه صديق عادي ، كما سبق وقلت لك 0
- أنا مسرور لسماع هذا 00وهل لديك آلن آخر في وطنك ؟
- ًذا كنت تقصد أصدقاء من الرجال 00أجل لدي البعض منهم 0
- لكن ،دون شخص مميز ؟
- ليس في الوقت الحاضر 0
- إذاً كان هناك في الماضي ؟
كانت على وشك أن تقول له إن هذا ليس من شأنك ، لكن لسبب ما وجدت نفسها ترد :
- مرة ، كان هناك شخص مميز 00وتبين لي أنني كنت مخطئة 0
أحست أنه ابتسم :
- هذا ما كنت أظن ، وهذا ما يفسر قلقك 00لكن يجب أن تتعلمي أن تكوني أكثر ثقة بالناس ، فتاة مثلك يجب أن يكون لها شخص مميز في حياتها 00لا بد أنك تدركين أنك قد لاتجدين هذا الشخص إذا استمريت في إضاعة الوقت مع شبان مثل آلن 0
- وما الخطب في آلن ؟
- لا شيء أبداً 00لفتاة غيرك 00لكن ليس لك عزيزتي ليجي 00ما تحتاجين إليه نوع مختلف من الرجال 0
وهو يميل نحوها فجأة ، ويثبت نظره تجاهها ، قالت :
- وكيف تعرف ما أحتاج إليه ؟ أنت لا تعرف عني في الواقع أي شيء0
هب واقفاً وقال :
- دعينا نوضح شيء عما أعنيه 00تعالي عزيزتي ، دعينا نرقص 0
استطاعت بصعوبة أن تسيطر على خفقان قلبها وهو يراقصها 00هل هذا ما يعنيه ؟! هل هذا الإيضاح الذي ينويه ؟ هل يريد أن يظهر لها أنه قادر على التأثير فيها كما لم يؤثر عليها رجل من قبل ؟
- أترين 00تدعين أنني لا أعرف شيئاً عنك 00لكنني أعرف الكثير ، أكثر مما تظنين 0
أحست ببرودة مفاجئة في داخلها 00هل كشف سرها ؟ أيعرف من هي ؟ بل الأسوأ : هل اكتشف ما تنوي القيام به ؟
لكنه أكمل :
- وكيف يمكن غير هذا ؟ في الأيام الماضية عشنا معاً 00وأظنك أصبحت تعرفين قليلاً عني كذلك 00ولم تعودي تعتقدين أنني متوحش 0
للأسف الشديد هذا صحيح 00مع مرور كل يوم ، كانت تجد صعوبة أكبر في متابعة النظر إليه كما كانت تنظر من قبل ، وكأنه تجسيد للمكر ، بل لذهولها وجدت فيه أشياء تعجبها ، ولهذا بالرغم من تعاظم القلق بينهما ، لم تحاول أن تنتزع منه أي أسرار ، وهذا يجعلها تحس بالذنب العميق :
- هل أنا محقة أم مخطئة في اعتقادي أنك متوحش ؟
ابتسم بتسلط ، قائلاً :
- سأكون ما تريدين أن أكون 0 إذا كنت تحبين الوحوش فأنا متوحش ن وإذا كنت تفضلين شيء أكثر رقة ، فسأكون دميتك 0
مالت إليه تحس بارتباك أكثر من السابق 00فقد شكت في وجود حقيقة في هذا القول الصادر من قلب خلي 00فيكتور دمارشيه كالحرباء المتقلبة ، قادر على أن يكون ما يشاء 0
توقفت الموسيقى وعادا إلى الطاولة 00فجأة نادى صوت نسائي :
- فيكتور دمارشيه ! هذا أنت ! على أي حال ! من بين كل الناس ممن التقي بهم صدفة !
لحقت ليجي بعيني فيكتور عبر الطاولات إلى حيث تجلس امرأة شقراء الشعر في ثوب أسود ناعم مسترسل ، تلوح لجذب انتباهه 00صاح عجباً ، وأسرع نحوها :
- نادين !
بعد عشر دقائق ، جرى إعادة ترتيب الطاولات ، لتجلس ليجي وفيكتور مع نادين وزوجها اللطيف كينيث ، معاً يضحكون ويتبادلون أطراف الحديث 0
كانت نادين ، كم اكتشفت ليجي على علاقة سابقة مع فيكتور 00وهذا أدهش ليجي !!
لم تكن مسألة أنهما كانا عللا علاقة هو الذي صعب على ليجي تصديقه !! فغرام فيكتور بالنساء الجميلات أمر معروف جداً ، ما أدهشها وأربكها هو كونهما الآن وبشكل واضح صديقان عزيزان 00وهذا شيء لا ينطبق على سمعته العامة كرجل يتخلى عمن يحب بقساوة ، بحيث لا يمكن لصديقة سابقة أن تشعر بمثل هذه اللهفة تجاهه 0
ليست صديقته السابقة فقط ، بل زوجها كذلك ، فمن الواضح أن الثلاثة هم أصدقاء مقربون جداً 00وتزايد تشوش ليجي 00
كانوا يتحدثون عن ذوقهم في الموسيقى ، نادين تتحدث عن موسيقى الآلات النحاسية في الكاريبي 00حين وافق فيكتور ، أطلقت ضحكة خبيثة :
- أرى أنك تتوسع في ذوقك الموسيقي 00ما كنا نصغي سوى للموسيقى الكلاسيكية !
رد ملاحظتها بمرح :
- هذا غبر صحيح ! فأنا لي ذوق عام وواسع في الموسيقى إلى أقصى حد !
قاطعته ليجي بلا تفكير :
- سمعت أنك مولع بالأوبرا ؟
ولم تكن أبداً مستعدة لرد نادين ك
- ومن قال لك هذا ؟ فيكتور يكره الأوبرا ! لطالما حاولت إقناعه أكثر من مرة ، لكنه كان يرفض حتى الإصغاء إليها !
- لكنني ظننت 00
وصمتت تتذكر مصدر معلوماتها الخاطئة 00إنها اليانور ، المتعلقة بحب ( فيردي ) والتي قصت لها تفاصيل رحلتها إلى باريس مع فيكتور لإلى دار الأوبرا ، لعرض خاص لأوبرا ( عايدة )0
وهي تتراجع في كرسيها مرتبكة ، أكد لها فيكتور :
- نادين محقة تماماً 00وأنا واثق أن هذه فجوة رهيبة في ثقافتي الموسيقية 00لكنني لم أحضر أوبرا في حياتي 0
هزت ليجي كتفيها وضحكت ك
- لا بد أنني حلمت بالأمر !
مع متابعة الحديث في مواضيع أخرى ن كان دماغها يمتلئ بسؤال مقلق 00لماذا تخترع اليانور تلك القصة ؟ هذا لايبدو منطقيا أبداً 00وهذا قادها لسؤال آخر ، وأكثر بعثاً للقلق 00إذا كانت اليانور قد اخترعت هذه القصة حول الأوبرا ، أمن الممكن أن تكون اخترعت أشياء أخرى ؟
أحست بخفة غادرة من الإثارة لهذه الفكرة 0 لو كان اتهام اليانور لفيكتور غير صحيح ، فهذا سيبرر تغير مشاعرها نحوه ، ولن تعود تشعر بعقدة الذنب 0
لكن على الفور شعرت بالخجل من نفسها 00اليانور شقيقتها ويجب أن يكون ولاءها لها 00وفكذبة صغيرة روتها لا تلغي قصتها كلها 00
بطريقة ما انتقل الحديث إلى التزلج 00كانت نادين تسأل فيكتور :
- ألا زلت تحتفظ بالشاليه في ( الهوت سافوا ) ؟
هز فيكتور رأسه ، فالتفتت نادين إلى ليجي :
- يجب أن تقنعيه أن يأخذك يوماً إلى هناك ، خاصة إن كنت تهتمين بالتزلج 0
دست يدها بعاطفة في ذراع زوجها :
- كينيث وأنا أمضينا أجمل عطلة تزلج هناك منذ سنتين 0
تجنبت ليجي النظر لفيكتور متعمده ، فهي تتصور مدى تسليه اقتراح نادين !
ردت :
- في الواقع أنا مولعة جداً بالتزلج 00مع أنني لا زلت مبتدئة 0
- فليعلمك فيكتور 00إنه خبير ومعلم صبور ، 00أؤكد لك هذا 0
ضحك كينيث :
- وأنا أؤكده أيضاً 00فهو الذي أخرجني من منحدرات التدريب 0
مالت نادين نحو زوجها :
- كينيث زوج رائع 00لكنه قطعاً ليس رياضي 00وإن كان صادقاً سيقول لك إنه يفضل ما بعد التزلج ، على التزلج نفسه !
وغمزت ليجي مبتسمة 00وافقها كينيث :
- أنا أحب الجانب الاجتماعي في رحلات التزلج 00ولحسن الحظ حين تكونين مع فيكتور لا ينقصك هذا 0
ابتسمت ليجي موافقة 00فقد أصبحت تعرف عنه هذا 00ثم أخذت تنظر إلى نادين التي أخذت تضحك فجأة :
- بينما نحن نتحدث في الحياة الاجتماعية ، ما رأيك بتلك الحفلة التي أقمتها السنة الماضية ، وشاركت فيها تلك السيدة المعروفة التي لم تكن هناك لأجل التزلج ؟
سمت رجل سياسي فرنسي 00وتابعت :
- يالها من قصة فظيعة قديمة الطراز 00مالذي حدث بالضبط يا فيكتور ؟ لم تخبرنا أبداً بالتفاصيل 0
بدا مترددا ثم قال :
- كانت قضية غامضة ، واخشي أن أكون نسيت معظم التفاصيل 0
لكن طريقة إشاحته بعينيه وهو يتكلم ليبدي اهتمام مفاجئ بطاولة قرب مؤخرة الغرفة ، هي التي أطلقت أجهزة الإنذار في رأس ليجي 00
استدار كينيث بدبلوماسيه إلى زوجته يدعوها للرقص مدركاً تلميح فيكتور ، وثبتت ليجي عينيها على جانب وجه فيكتور بإحساس ندم مختلط بالخوف 00
لقد أدركت أنه يخفي شيئاً 00ربما تكون القصة التي صممت أن تحصل عليها 00وفي نفس اللحظة ، في أعماق قلبها كانت تصلي أن لا تكون هناك قصة إطلاقاً0
افترق الفريق الرباعي بعد منتصف الليل بقليل ، وبعد الاتفاق على اللقاء مجدداً بعد يومين ،وقضاء يوم كامل في عرض البحر 00وعد كينيث وهما يصعدان كل لسيارته :
- سأتدبر أمر القارب من فندقنا 00سأتصل بك فيما بعد ، ونتفق على التفاصيل 0
صعد فيكتور إلى الكاديلاك ، وأدار المحرك ونظر إليها :
- هل تمتعت بالأمسية ؟
- جداً 00إن نادين وكينيث شخصان رائعان حقاً 00وأنا سعيدة للقائنا بهما 000ومع ذلك ، من المؤسف أنك لم تلق القبض على أي جاسوس !
دفع فيكتور مقبض المحرك لمستوى القيادة ، وغمزها قائلاً :
- لكنك مخطئة ! قد لا أكون نجحت في إلقاء القبض على أحد 00إلا أنني تمكنت من ملاحظتهم على أي حال 0كانت هناك امرأة حمراء الشعر ، وشاب نحيل يجلسان على بعد طاولتين منا 00وكان لهما بكل تأكيد اهتمام بنا 00تمكنت من النظر إليهما جيداً ، وأنا واثق تماماً أنني سأعرفهما لو رأيتهما مرة أخرى 0
- هذا جيد 0
لكنها لاحظت بأنها تجد صعوبة في فهم كلمة مما يقول لأنه كان ينظر إليها بثبات 0
أخذت نفساً عميقاً لتوقف نبض قلبها وسألته :
- إذاً ، ما هي الخطوة الثانية ؟
- لست واثقاً بالضبط 00أعتقد أنني سأبقى مترقباً لأرى ما إذا كنت سأراهما مرة أخرى 00يبدو أن خطتنا بدأت تعمل 0
هزت رأسها كالمسحورة وأجابت :
- عظيم 00
لكنها في الواقع لم تعرف أهذا جيد أم لا0
توقف فيكتور تحت الشرفة المضيئة للفيلا 00وشد المكبح اليدوي 00ثم 00وليجي تمد يدها إللا المقبض ، استدار إليها ووضع ذراعه على مؤخرة مقعدها ليتأملها من جديد بنظراته 0
نظرت إلى عينيه بإحساس شوق يائس 00وفي تلك اللحظة صدمتها فكرة فقطبت في وجهه بينما خفق قلبها بشدة :
- ذانك الشخصان اللذان شاهدتهما في النادي 00متى لمحتهما بالضبط ؟ في أية مرحلة من الأمسية ؟
انضم حاجباه معاً :
- لا أتذكر 00كان ذلك حوالي النهاية 0
- حين كنا نتكلم عن التزلج ؟ قبل أن يذهب نادين وكينيث للرقص ؟
هز رأسه :
- أجل 00في الواقع 00أعتقد ذلك 00وما الفرق ؟ ولماذا أردت أن تعرفي ؟
- لا سبب 00لا سبب أبداً 0
ابتسامة كبيرة ملأت وجهها 00فقد عرفت لماذا تغير مزاجه عندما أثارت نادين موضوع تلك الفضيحة فوق جبال الألب ، وليس السبب ما ارتابت به ليجي من قبل فهو لم يكن يشعر بالذنب إطلاقاً بل السبب أنه في تلك اللحظة شاهد الشخصين يراقبانهما 0
رقص قلبها في داخلها 00كانت مخطئة في أن تشك به 00لم يكن يحاول إخفاء شيء ما ! ثم تذكرت كذبة اليانور حول الأوبرا 00زخاصية صداقة فيكتور لنادين ، صديقته السابقة 00كل الأشياء السيئة التي سمعتها عنه لا يمكن أن تكون صحيحة ! هي وبقية العالم أساءوا الحكم عليه!!
أحست بقبضة مفاجئة من الحزن تمزق قلبها 0
فقد أدركت فجأة ، وهو يستدير عنها ، أن الشوق في داخلها ، لن يستجاب 00ومه أنها بالنسبة له مجرد امرأة من بين الآلاف ، صورة مارة سرعان ما ينساها 000إلا أنها في تلك اللحظة كانت مستعدة لبيع روحها من أجل أن تسمع منه تمتمة لكلمة حب واحدة !

************************************************** ******************

dali2000 13-07-08 10:35 AM


7- قلب الجاسوسية

هذا كله جنون 00طبعاً 00وتعرف ليجي هذا !
بسماحها لنفسها أن تشعر نحو فيكتور بما تشعر به ، كانت تحضر نفسها لخيبة أمل كبيرة 00فهي لم تخدع نفسها لحظة في أنها بالنسبة له ليست أكثر من تسلية عابرة 0
إنه ذلك الدافع الماسوشي لنساء عائلة دايلي في الوقوع في حب الرجل الخاطئ ، يتصاعد في داخلها ويجرها إلى الأسفل مجدداً0
لكنها هذه المرة تستحق ميدالية ذهبية ! فهي تعلم مقدماً كم هو خطير فيكتور ، مع هذا اعتقدت نفسها منيعة ضده ، محمية بغضبها !!
تلك الليلة في السهرة أقنعت نفسها ان فيكتور بريء ، وأن اليانور كانت كاذبة ، وأن العالم أساء الحكم عليه 00لكن في وضح النهار البارد ، اعترفت أن جدالها مع نفسها كان أساسه الحدس والتخمين ، وطالب دماغها العلمي المدرب طالبها بالاعتماد على حقائق أكثر صلابة 00
بإمكانها ما إن تحصل على هذه الوقائع السير وراء قلبها إلى دماره المحتم 00
ضحكت بمرارة ، وتذكرت كيف بدأت تبحث عن دليل تستخدمه ضده ، وهاهي الآن وبعد أسبوع قصير تأمل بيأس أن تكشف سيئاً يمكن أن يبرئه في النهاية !
بقيت خطتها على أي حال نفسها 00بطريقة ما ، يجب عليها انتزاع الأسرار منه 00قد تكون الأسرار هذه المرة بطبيعة مختلفة 00ثم وبعد أن رضيت بهذا القرار ، وعدت نفسها بأن تتصل بديانا ايفرارد وأن تسحب قصتها التي قالتها لها ، وتقطع صلتها بصحيفة ( البوغل ) نهائياً00
في البداية ، حين لم تكن تعرف عما تبحث ، قامت بمبادرات كانت للأسف خاطئة 0 وقت العشاء تلك الليلة ، وهي تمطر فيكتور أسئلة عن عائلته ، وتأمل أن تستخلص منه معلومات قد تفيدها ، توقف عن تناول الطعام ونظر إليها بعينين ضيقتين 0
- أنت فضولية جداً 00ربما يجب أن أزودك بتاريخ مكتوب لعائلة دوما رشيه 00ظننت أن التجسس الصناعي هو مجالك ؟ لربما قررت أن توسعي نشاطك قليلاً ؟
شتمت ليجي نفسها ، وحاولت تغيير الموضوع :
- آسفة 00كل مافي الأمر أنكم عائلة تثير الاهتمام 0اضافة إلى هذا ، أنت تعلم أنني لست جاسوسة صناعية 0لا يمكنك الاستمرار في تصديق شي كهذا عني بكل تأكيد 0
نظر إلى عينيها مباشرة وقال :
- كلي عزيزتي ، ولا تطرحي أسئلة كثيرة 0
لم يكن بالرجل السهل انتزاع الثقة منه 00هكذا فكرت وهي مستلقية في السرير 00يجب عليها أن تكون صبورة ن وأن تتحرك بحذر فعاجلاً أو أجلاً ن لابد أن يكشف لها شيئاً0
في الصباح التالي ، على الشاطئ ، كادت أن ترتكب هفوة أخرى 00مرت لحظة سريعة بدا أن عينيه أسودتا ، وعرفت أنها عادت لطرح الأسئلة الكثيرة ن غيرت الموضوع بالباقة ، قبل أن ينتقدها 0
وهما يتناولان الغداء معاً في الفيلا 00جاءت الفرصة التي كانت تنتظرها 0
كانا قد أمضيا معظم الصباح في التزلج على الماء 00على الأقل هذا ما فعله فيكتور ، وأمضت ليجي الوقت تقع وتجر نفسها في الماء 000
قال فيكتور وهو يضع قطع ( الكركتو ) في طبقها :
- لا تقلقي 00لقد كانت محاولاتك جيدة كبداية 00وأشعر واثقاً ، أنك في الغد ستتمكنين من التزلج جيداً0
- أتمنى لو أستطيع التزلج مثلك 00أنت حقاً تجعل الأمر يبدو سهلاً 0
غمزها قائلاً:
- لا تكوني نافذة الصبر00وتذكري أنني أمارس التزلج منذ سنوات 00كنت أتزلج على الثلج وعلى الماء منذ تمكنت من السير تقريباً0
- أعتقد أن هذا صحيح 0
تذكرت في تلك اللحظة الحديث تلك الليلة في النادي حين سألته نادين عن الشاليه وانتهى بها الأمر إلى التلميح إلى نوع من الفضيحة 00ذلك الوقت تسألت ليجي عما إذا كانت تلك القصة التي تسعى إليها ، لكنها سرعان ما تمنعت عن متابعتها 00الآن ساورتها نفس الفكرة ، لكن بدوافع مختلفة 0
فكرت أن تستخدم نفس الأسلوب الذي كانت ستستخدمه ضده ، لتثبت أن لا وجود لشيء يخجل منه ، وإن كان هناك فضيحة فهو لا شك أن دوره فيها كان دور البريء 00وإذا كان الأمر كذلك فهي مستعدة للقبول بهذا كدليل أخير 0
أحست بإثارة داخلها ، فلو استطاعت الوصول لقلب القصة فإن عذابها سينتهي 00هذه فرصتك 00فلا تضيعيها !! انطلقي خلفها! واكشفي الحقيقة !!
أخذت نفس عميق ، وأكملت :
- أنت محظوظ جداً لحصولك على كل هذه الفرص الرائعة لممارسة الرياضة 0 أعتقد إنكم في كورسيكا تمارسون التزلج على الماء طوال السنة تقريباً ! وبامتلاكك الشاليه الألبي في ( هوت سافوا ) فبإمكانك التزلج على الثلج طوال الشتاء كما تشتهي 00أخبرني عن شاليه اللب 00يبدو لي مثالياً حقاً 0
ابتسمت لها عيناه الزرقاوان :
- هذا صحيح 00أنه يقع على ارتفاع ما يزيد عن ألفي متر 00نحصل هناك على أفضل موسم ثلج ومناظر رائعة 0
- أراهن على هذا 00وأستطيع تصوره 00وأراهن أن كل أصدقاؤك يطالبون صاخبين باستخدامه 0
هز كتفيه قليلاً :
- إنه مشهور جداً 00ولحسن الحظ كبير بما يكفي لاحتواء بضع ضيوف 0
كتمت أنفاسها لحظة ، وسألته مبتسمة :
- أعتقد أنك تقيم حفلات كثيرة ؟
- ليس الكثير 00مرة أو مرتين في السنة 0
اخذ قلبها يخفق بجنون :
- لا بد أن هذا أمر مرح 000وأظن أن هذه الحفلات تصبح مجنونة أحياناً ؟
رفع حاجبيه :
- ولماذا تظنين هذا ؟
أحست بقلبها يعتصر لهفة 00كان في صوته لمحة من التأنيب 00رمته بنظرة متوسلة ، وتظاهرت بالفضول :
- ذكرت نادين شيء عن حفلة صاخبة ، شملت زوجة وزير بارز 000وأنا واثقة أن الأمر لم يكن فضيحة كما صورته 0 لكنني لم استطع إلا أن أتسأل 00
نظر إليها مباشرة :
- ربما كانت أسوأ بكثير مما صورته نادين 000أو كادت تكون بالفعل فضيحة كبيرة 00لكن لحسن الحظ تمكنا من تلافيها في الوقت المناسب 0
ضحكت بتوتر ، لابد أنها الآن أمام شيء ما!
- تلافيها ؟ إذا كان يجب تلافيها فلا بد أنها كانت جدية 00ماذا حدث بالضبط ؟
نظر للبعيد :
- لم تكن قصة جيدة ، وأظن من الأفضل نسيانها 0
لا يمكنها التراجع ، قالت محاولة الممازحة :
- لماذا تتكتم لهذه الدرجة ؟ هيا أخبرني عنها 0لن أخبر أحد 0
نظر إليها بحدة :
- أتريدين حقاً أن تعرفي ؟
شيء في أعماقها طلب منها أن تقول لا000لكنها هزت رأسها إيجاباً ، وفات وقت التراجع 0
- حسن جدا إذا كنت تريدين أن تعرفي ، سأقول لك 00لم أخبر أحد من قبل بأي شيء من هذا 0ربما لن يكون الأمر سيئاً في أن أخرجه من نفسي 00وكما سبق وحذرتك ، إنها قصة غير لطيفة 0 أواثقة أنت أنك تريدين سماعها ؟
تمتمت مع أنا لم تكن واثقة :
- أجل0
- حسناً جدا ً ، هكذا كانت 00
تراجع في كرسيه :
- السيدة التي تتركز القصة عليها ، زوجة الوزير ، كانت صديقة مقربة مني 00تقيم في الشاليه 00وفي أحدى الأمسيات أقمت حفلة 0
صمت 00ثم أكمل بنفس اللهجة الباردة :
- لسوء الحظ ، والحفلة في أوجها ، داهمتنا الشرطة ، ودون توقع ، اكتشفوا مواد ممنوعة ، وارتكبنا غلطة محاولة رشوة الشرطة ، وكادت المسألة تتفجر في فضيحة رئيسية 0 ولحسن حظنا جميعاً ، ولأن مستقبل الوزير كان في خطر ، تدخل شخص في مركز مرموق ، ولم توجه أي اتهامات إلينا وهكذا خمدت القصة 0
ابتسم لها ابتسامة متجهمة :
- وكانت هذه أسوأ الأخطار التي تعرضت لها في حياتي 0كادت تكون بالفعل نهاية لحياتي العملية لو أن تلك المسألة وصلت للمحاكم 0
نظرت ليجي إليه ، أحست بالدوار والصدمة ، وصارت تراه فجأة كشخص غريب 00لقد حصلت على قصتها ، وأمامها الدليل ، لكنه لم يكن الدليل الذي تبحث عنه 0
فجأة أحست برغبة في أن تخسر كل ما تملك بدلا من سماعها كلمة واحدة من هذه القصة !!

**********************************


بالطبع كانت هذه نهاية كل خيالاتها المضللة 00ةأحست بالغثيان والصدمة لاعتراف فيكتور 00أغلقت على نفسها باب الحمام ، وكتبت بغضب لنصف ساعة 00لم يعد هنا أي شك في ما هو واجبها 00وما عرفته نوت أن تمرره إلى ( البوغل ) 0
استلقت تلك الليلة 00تصغي إلى تنفس فيكتور المطمئن 00روح هذا الرجل مفتوحة الشهية مثل بركة وحل في مزرعة ثيران ، ولا يزيد ضميره عن سماكة شريحة لحم رقيقة!! ابتلعت دموع الاحباط00بفتنته خدعها ، كما خدع اليانور ، وهي لم تصدقه فقط بل أرادت أن تثق به مما أثار سخطها 0
مع كل هذا ، وبالرغم من الرسالة الموجهة لديانا في حقيبتها ، كان جزء منها لا يزال يرحب بدليل ولو صغير على أنه في الواقع ليس سيئاً إلى هذا الحد 00لكن يا للأسف كل الدلائل تشير إلى العكس 00
كان الاتفاق أن يلتقيا مع نادين وكينيث في الصباح الباكر 00على أن ينطلقوا من الميناء الملحق بفندق الصديقين 0
قالت نادين حين اتصلت لتأكيد الاتفاق :
- أجلبا معكما سلة الطعام 0بعض أفخاذ الدجاج السندويشات وعلب المرطبات 0
كلف فيكتور الخادمة مارولا ، مسؤولية تحضير سلة الطعام ، وهما يستعدان للرحيل قبل الثامنة بقليل 0 تقدمت مارولا إلى السيارة تحمل السلة ، فقال فيكتور بخشونة :
- سأضعها في الصندوق ، أعطني إياها 0
انتزعها منها بقسوة 00أجفلت ليجي فهذا تصرف ليس من طبيعة فيكتور ، فهو عادة مثال للأخلاق الطيبة 00لكنها لاحظت أنه متوتر وأن توتره يزداد 0
بدلا من أن يفتح الصندوق ليضع السلة ، فتح غطاء السلة وصاح :
- ماهذا ؟ قلت لك أن تضعي علب المرطبات ، وليس إبريقاً من العصير أيتها المرأة الغبية ! ألا يمكنك فعل شيء صحيح ؟
راقبت ليجي وجه مارولا ينكمش :
- أنا آسفة يا سيدي 00ظننت 00
- ظننت ! ظننت ! لا تقولي لي ما ظننت ! أفعلي فقط ما أقول ! فأنت لا تقبضين أجرك لتظني 00!
كان هذا تصرف مشين لا يغتفر 00ولو أنها أحست بمعنوياتها مرتفعة أكثر لتدخلت لكنها استدارت ، أحست بالغثيان والقرف في معدتها 00لو كان لديها أدنى تردد فيما نوت أن تفعله لقوت هذه الحادثة غبر اللطيفة من عزيمتها 0
ما أن أصبحا في السيارة حتى سألته :
- هل بإمكانك التوقف عند مكتب البريد ، لأتمكن من إرسال المزيد من البطاقات ؟
لم ينظر إليها وهو يرد :
- وما هو الملح في بطاقتين بريديتين ؟ هل هناك سبب محدد لإرسالهما الآن ؟
- لا سبب أبداً 0 وبالطبع لا داعي للعجلة 00إذا كنت تصر بإمكاني إرسالهما بعد الظهر 0
لكن حمل الرسالة معها طوال الوقت ، أشبه بالقنبلة الموقوتة ! لكن لو جادلته أكثر من هذا سيجعله يشك ، وهو في مزاج صعب وخطير 0
لحن الحظ بدا أن مزاجه قد لان قليلاً بعد أن خرجوا في عرض البحر 0فقد كان نادين وكينيث رفيقان رائعان ، وصيد السمك بحد ذاته كان طريقة مسلية لقضاء الوقت 0
أخذهم صاحب المركب المدعو ماك جيل إلى المياه السوداء الأعمق في المحيط :
- هناك الكثير من سمك ( البركودا ) 00ربما يحالفكم الحظ وتصطادون شيء منها !
ضحكت نادين وهي تنظر لزوجها :
- إنهم لا يكبرون أبداً 00مهما بلغ سنهم ، فقلوبهم تبقى صغيرة 0
نظرت ليجي للرجل الجالس في المقعد الثابت المخصص للصيد ، يتصرف مع القصبة الثقيلة بحنكة خبير ، بدا لها أنه فعلا يملك جواً من الطفولة حوله والذي قد يبدو ساحراً لكل من ينظر إليه ببراءة 00لكنها وهي ترد ابتسامة نادين في موافقة لبقة ، كانت تحس بخيبة أمل عميقة 0من المؤسف أن يكون رجل بمثل هذا الكمال ، دون أساس أخلاقي متين 0
دعا ماك جيل إلى استراحة بعد وقت قصير ، وقال :
- بإمكانكم تناول الغداء بينما أتجه إلى الأعماق0
اجتمع الأربعة حول سلتي الطعام ، وكان من الواضح أن هواء البحر قد زاد من شهيتهم 00أخرج فيكتور بعض أفخاذ الدجاج المحمرة ، وقبل أطراف أصابعه على الطريقة الفرنسية لإظهار إعجابه ، وقال بحماس :
- رائع!
وحث نادين وكينيث على تناول بعضها :
- إنها تبدو لذيذة جداً0
رمقته ليجي من تحت رموشها بسخط متذكرة ما فعله بمارولا من أجل علب المرطبات 00بدا أنه نسي تماماً تلك الحادثة المزعجة الصغيرة ، وهو يأخذ العلب الباردة ويفتحها ويصب منها في الأكواب ، وبابتسامة تذيب العظام ، قدم الكوب الأول لليجي 0
كرهت ليجي تحرك أحاسيسها نتيجة ملامسة أصابعه ليدها برقة 00كيف يمكن أن تشعر بهذا العجز ن فيما يقف قلبها ضده تماماً ، تمنت لو تنتهي هذه العطلة 00فكل دقيقة تجبر نفسها فيها على البقاء معه ، ستكون عقوبة ذاتية لها 0
لكن نادين قرأت الموقف يشكل مختلف 00حين عاد الرجلان على الصيد فيما بعد ن وتمددت المرأتان مجددا في الشمس ، نظرت إلى ليجي وقالت :
= لو لم أكن امرأة متزوجة وسعيدة ن لحسدتك 00كلاكما تبدوان رائعين معاً 00إحرصي على التمسك به ، إنه رجل فريد من نوعه0
يا لنادين المسكينة المخدوعة 00ابتسمت ليجي لها :
- لا أظن أن أحد منا جاد تماما تجاه الآخر 00فما بيننا لايعدو كونه مجرد عطلة رومانسية 0
- أمر مؤسف 00كانت لدي آمال كبيرة في فيكتور 00لكنني أعتقد أنني قابلته في وقت غير مناسب 00كان هذا بعد وقت قصير من موت والده واضطراره لاستلام إدارة المؤسسة ، وكان لديه مشاغل كثيرة 0
بدت الدهشة على ليجي :
- أتعرفينه منذ ذلك الوقت ؟ لم يكن لدي فكرة أنكما صديقان منذ زمن بعيد 0
ابتسمت نادين :
-= منذ ثماني سنوات تقريبا ، وأعتقد أن هذا وقت طويل 0
ثماني سنوات لا يمكن أن يكون هذا صحيحا؟
- لكنه تولى إدارة الشركة وهو في 21 ، وهذا يعني 15 سنة !!
- وقائعك مخطئة قليلا، كان صغير حين استلم الإدارة لكن ليس بهذا القدر 00كان يقارب 28عاما0
قطبت ليجي 00كم هذا غريب 00اليانور قالت انه كان في 21 00فهل كذبت أيضا ؟ أم أخطأت ؟ قاطع حديث المرأتين صيحة انتصار من كينيث :
- هاي 00لقد التقطت شيئاً 0
كان ماك جيل قربه :
- تبدو كبيرة 00من الأفضل أن ترتدي الرباط00
أشار برأسه لحزام أمان جلدي ، متصل بكرسي كينيث 0
- بعض هذه الأسماك قوية جدا 00ويمكنها المقاومة بشراسة 0
استدار كينيث مبتسماً ومتجاهلا الخطر ، ومخففا قبضته على القصبة 00كان هذا لمجرد لحظة ، لكنها كافية 00وأمام رعب ليجي اشتد الخيط بشراسة منتزعاً كينيث من مقعده 00وجره معه فوق سطح المركب 00ما كان سيصيبه أي ضرر لو ترك القصبة من يده ، لكنه استمر متمسكا بها ليرميه الخيط المشدود على جانب المركب 0
هب فيكتور مادا ذراعيه ليمسك بصديقه ، لكن قبضته كانت أقصر بسنتمتر واحد ن ثم طار كينيث من فوق المركب بحركة رهيبة 00
ساد صمت فوري ، وكأن الزمن توقف ، ثم وفي لمح البصر وقبل أن يستعيد الباقون وعيهم ، كان فيكتور يقفز من فوق سياج المركب خلف صديقه 00
وقفت ليجي مذعورة 0 ونظرت لنادين التي بادلتها النظر 00وعرفت كل منهما ما تفكر به الأخرى 00كان هذا مكتوب في الخوف الصارم الذي يشع من وجهيهما 00كلمة واحدة رهيبة 00البراكودا المفترسة !
أسرع ماك جيل ، ليخفف من سرعة المركب ويصيح في نفس الوقت :
- أمسكا حزام الأمان !
رمت المرأتان بنفسيهما على مقدمة المركب 00ووصلت ليجي لهناك أولا لتميل فوق السياج وتنظر للأمواج
لم تجد أثر للرجلين وكأن الأعماق ابتلعتهما معاً000
أخذت ليجي تدعو 00
- أوه 00ياإلهي 00ياإليه العزيز !رحمتك
كانت تحس بموجة من الرعب 00غمرتها وشلت تفكيرها 00
- راقنا الميمنة !
استدارت ليجي 00وهناك على بعد 50 ياردة من المركب ظهر رأس أسود 00إنه فيكتور 00وكان يلوح لهم 00أنها لا تكاد تصدق 00المحيط لم يبتلعه !!
لحظة بعدها ظهر رأس آخر لكينيث الذي كان فاقد للوعي 00تقدم ماك جيل يحمل إطار نجاة رماه للرجلين 00على الفور سبح فيكتور بقوة نحوه وهو ممسك بكينث بالذراع الأخرى 00وأخذ ماك جيل يسحبهما للمركب 00
ما بدا كأنه أبدي لا ينتهي لم يكن في الواقع سوى بضع دقائق 00جُر كينيث للمركب ولحق به فيكتور الذي رفع نفسه بسهولة للسطح 0
وقفت ليجي تنظر إليه مشلولة المشاعر 00تحاول استيعاب أنه لم يصب بأذى 00وأنها لم تشعر بهذه البهجة أبدا في حياتها 00ثم وهو ينظر إليها بتلك الابتسامة التي تعودت عليها 00شيء في داخلها أنفجر متحررا ، ورمت بنفسها عبر السطح إليه 00يكاد قلبها يتوقف وهو يدنو منها 0
وهي تذرف دموع الارتياح ، سمعت نفسها تقول :
- أوه 00أجمد الله على سلامتك 00لا تفعل شيء كهذا مرة أخرى! سأموت لو حدث شيء لك !
كان الاهتمام منصب على كينيث المصدوم المنقلب على وجهه للنصف ساعة التي تلت 0
ما إن أصبح فوق المركب حتى استعاد وعيه 00لفوه ببطانية ونقلوه للأسفل وأعد له ماك قهوة حلوة ساخنة 0
قال كينيث بحرج :
- أنا بخير الآن 00لا تقلقوا علي ! أنا فقط لآسف لأنني كنت أحمق غير مكترث ، وانتهى بي الأمر بتعريض فيكتور أيضا للخطر 0
رد فيكتور بتواضع :
- أحداث كهذه تحصل لأي كان 00ربما في يوم ما ستبادلني الشيء نفسه 0
بالطبع كانت هذه نهاية لرحلة الصيد 00لم يعد لأي منهم مزاج للمتابعة ، وبتعليمات من فيكتور عاد المركب نحو باربادوس00كان الوقت لا يزال مبكراً نسبياً فالساعة لم تتجاوز الخامسة عندما رسى المركب في ميناء الفندق 00أصرت نادين على دعوتهما :
- ابقيا هنا لتناول القهوة قبل عودتكما للفيلا 0
لكن فيكتور رفض :
- كينيث بحاجة للراحة ن كلاكما يجب أن يرتاح 0لقد تلقينا صدمة مزعجة جدا ، لا تقلقي سنراكما قبل أن نغادر 0
صعد ليجي وفيكتور السيارة عائدان إلى ( الخليج الفضي )
مزاج غريب خيم على ليجي ما أن مرت لحظات التخلي عن الأمل فوق المركب ، لقد آمنت وهي بجانبه دون تحفظ بأنها تحبه 0
وكانت فكرة رهيبة ، مع ذلك وفي تلك اللحظة العنيفة اشتعل قلبها ولم تستطع أطلاقاً مقاومة المشاعر التي غمرتها ، ممتلئة بشوق يائس أن تحول عاطفتها لكلمات 0
ولقد قالت كثيراً 00ذكرى الكلمات التي قالتها أخجلتها 00لكن لم تقل كلمات أكثر حسماً 00لم تقل ( أحبك ) وبدا لها أن قلبها أصبح بلا كرامة أو تعقل 00كيف يمكن أن تحب رجلا كهذا؟
تستطيع الآن تصور كم سيستجيب بسخرية لإظهارها المعيب لعاطفتها 000لكن لو كان يفكر باستغلال هذا الموقف فلسوف تصحح له وهمه 0
فاجأها قائلاً :
- هاي ، ألم ننس شيئاً ؟ الأفضل أن نمر على مكتب البريد قبل أن يقفل 0
قطبت ليجي ناسية :
- مكتب البريد ؟
- لبطاقاتك البريدية 00التي كنت متلهفة على إرسالها هذا الصباح 0
- أوه 00أجل 00بالطبع 0
الرسالة التي كتبتها ( للبوغل ) كانت لا تزال في حقيبتها :
- لقد نسيتها 0
وأحست بارتباك :
- ألا زلت ترغبين في إرسالها ؟
- أوه 00أجل 00بالطبع 0
خارج مكتب البريد ، شد فيكتور المكبح اليدوي :
- سأنتظر هنا ، أدخلي وانهي ما جئت من أجله 0
ما إن وقفت على الرصيف ، حتى تملكتها الشكوك 00فجأة بدا لها ما تنوي فعله كريهاً لا أخلاقياً 00كيف يمكنها وبدم بارد أن تخون الرجل الذي ومنذ ساعات قصار، أمنت بأنها تحبه ؟!
لأنها لا تحبه ولأنها لا تستطيع أن تحبه 000وبإرسالها الرسالة ستبرهن لنفسها على هذا 00
دخلت وبتصميم لمكتب البريد 00فكري باليانور 00فكري بمارولا 00فكري بتلك القصة التي سمعتها منه ليلة أمس 00! الرجل لا يستحق مشاعرك المجنونة 00أظهري قليل من الشجاعة وعامليه بما يستحق !
كانت هناك أفكار كثيرة لا يمكنها جمعها 00كتلة ضخمة من الارتباك لا يمكنها فهمها 00مثل تلك القصة التي روتها نادين اليوم والتي لا تنطبق مع الصورة التي رسمتها اليانور 0كل هذا ذكرها بشكوكها في مسألة الأوبرا 0
نظر إليها موظف البريد :
- كيف أستطيع أن أخدمك آنسة ؟
كادت ليجي أن تبكي 00فهل تبحث بهذا عن سبيل للتراجع بسماحها لأحاسيسها الغبية أن تقع رهينة عواطفها ؟
تنفست بعمق:
- أريد بعض الطوابع 0
في لمحة تفكير بسيطة 00قررت أن لا ترسل الرسالة اليوم، وستنام لتفكر بالمشكلة ، وربما سترسلها في الغد
وأكملت مبتسمة :
- طوابع لانكلترا ، أرجوك 0
ثم بإحساس بالارتياح ، أخرجت من حقيبتها بضع البطاقات البريدية 000لكنها وهي تخرجها تجمد الدم في عروقها !! فالرسالة التي تسببت لها في كل هذا العذاب ، لم تكن هناك !!
كانت صدمة الاكتشاف كضربة جسدية لأحاسيسها ، أين ذهبت الرسالة ؟ تجمد فكرها من الرعب 00دفعت ثمن الطوابع وتمكنت بطريقة ما من إلصاقها على البطاقات البريدية 00لا شك أنها وقعت منها وهي على المركب أو الفندق 00
راجع عقلها كل الاحتمالات بنوع من العذاب المبرح 00لكن دون جدوى 00لقد اختفت الرسالة ، وانتهى الأمر 0خرجت من مكتب البريد إلى الشارع ، وأحست بالبرد رغم حرارة الجو ، لو أنها أوقعتها في الفندق فلا خطر في ذلك ، فلا يوجد على المغلف ما يربطها بها 00لكن إن وجدها ماك جيل على مركبه ، فسيعرف أنها لواحد من ركاب اليوم 00وسيتصل بنادين وكينيث وهما سيعلمان أنها أما لها أو لفيكتور 0
وصلت السيارة وقلبها ثقيل كالرصاص 00فتح لها فيكتور الباب 00ودخلت مترددة ، سألها بلطف :
- أنهيت كل شيء ؟
- هزت رأسها دون أن تنظر إليه 0
- أجل 00شكراً0
وفي طريق العودة كانت ممتنة طوال الطريق أنه لم يكلمها ، لأن كل زاوية في دماغها كانت تتركز على الرعب الذي سيحصل لو عرف محتويات الرسالة 00
عليها التفكير بطريقة تتجنب فيها حدوث مثل هذه الكارثة 00ولا بدمن وجود طريقة 00آه لو أن دماغها يستطيع الوصول إليها 0
كانت خلاياها الرمادية تتمخض في غضب مجنون وهما يدخلان بوابات الفيلا الحديدية الكبيرة 00ويتجهان بسرعة للممر الداخلي 00لو أنها فقط تستطيع الحصول على ساعة من الهدوء والسكينة ، فلربما استطاعت الخروج بفكرة من الممكن أن تنفذها 0
أصبح فيكتور وراءها تماما ، وهي تسرع صاعدة السلم إلى الشرفة :
- إلى أين أنت ذاهبة ؟ تبدين مستعجلة ؟
استدارت بنفاذ صبر وقالت بحدة :
- أنا ذاهبة لأستحم ، وسأستلقي في المغطس لوقت طويل 0
- فكرة جيدة 0
لكنه لم يتركها ، وأصبحت عيناه كقطعتي ماس ، ومد يده لجيب بنطلونه الخلفي ، وبحركة سريعة أخرج منه شيئاً 00وقال بحدة :
- ستحصلين على حمامك عزيزتي 00بعد أن تتاح لنا فرصة للكلام معاً0
- كلام ؟ حول ماذا ؟
لكنها تصلبت رعباً 00عندما قال بلهجة جمدت كل عصب فيها :
- حول هذا عزيزتي 0
ومد يده أمامها بالرسالة المفقودة متجعدة مفتوحة00


************************************************** *************

dali2000 13-07-08 10:36 AM


8-هل قتلت أختي ؟


حدقت ليجي بالرسالة مصدومة غير مصدقة ، وقالت هامسة وهي تحس بالدم يتجمد في عروقها :
- أنت 000! أين وجدتها ؟
قبل أن يرد دفعها أمامه على السلم إلى الأعلى ، وجرها إلى غرفة الجلوس 00فتهاوت ووقعت فوق مقعد بذراعين 00ووقف فوفقها :
- وجدتها في حقيبتك 00وقرأتها وأنت في مكتب البريد وأنت تشترين الطوابع البريدية !
أحست وكأنها وقعت رأسا على عقب وتجد نفسها في كابوس !!
سألته بوهن :
- وأي حق لك في أن تعبث بحقيبتي ، وتقرأ رسائلي الخاصة ؟
أطلق شخرة جمدت الدم في عروقها ، وانكمشت في مقعدها :
- أتجرؤين عن السؤال عن أي حق لي ؟ لست أنا من يخضع للاستجواب ! بل أنت من يجب أن تقدم التفسير!
ضمت قدميها تحت تنوره فستانها وقالت ببؤس :
- لم أكن سأرسلها ، أقسم لك ، لقد غيرت رأيي
لم يصدقها تكورت شفتاه في تعبير خشن مخيف ثم تقدم منها وكأنما ليمسك بها ، وانعقد حاجباه :
- ما أريد أن أعرفه ، هو لماذا تفعلين هذا ؟ ومن أنت بحق الله على أي حال ؟
تصاعد التوتر داخلها وابتلعت ريقها :
- من 000أنا ؟
_ من أنت عزيزتي 000وسؤالي بسيط بما يكفي ! هل ستجيبين أم أجبرك على الإجابة ؟
لم يعد دماغها قادراً على تشكيل الكلمات 00
- سألتك سؤالا ! وأنا أنتظر الرد !
كانت أصابع كالفولاذ تطبق عليها ، وتجعلها تجفل ذعراً وألماً ، وتشهق لتتنفس :
- أنا منتظر أن تخبريني من أنت !
حاولت الخلاص منه لكنه شد قبضته وصاح بنفاذ صبر :
_- انطقي ! من أنت ؟
أغمضت عينيها ، لا تجرؤ على النظر إليه 00وتمتمت :
- أنا 000شقيقة اليانور 0
هبط سكون وصمت رهيبين ، وكأنه يحاول استيعاب ما قالته ، ثم مع فتحها لعينيها ، سألها :
- أتغنين اليانور وايت ؟
- أجل 00أنت تذكرها إذاً؟
- بالطبع أذكرها ! لكنني لا أفهم لماذا تتورط شقيقة اليانور بحملة لتدميري 00أعتقد أن هذا ما كنت تحاولين فعله ظ
أحست بموجة عارمة من الخجل 00ثم أبعدتها عن نفسها 00إنه يستحق ! نظرت إليه بثبات قائلة :
- أردت الانتقام منك لموت اليانور 0
- موت اليانور ؟ وما دخلي بموتها ؟ لقد ماتت بمحض اختيارها كما عرفت 00وبعد سنة من عودتها لانكلترا 0
- والفضل لك ، ولما فعلته بها !
لقد آمنت بهذا لمدة طويلة حتى أنها الآن تقوله دون تفكير 00مع ذلك كان هناك شك في أعماقها بدا يتعاظم 00في الحقيقة لم تعد متأكدة مائة بالمائة 0
وقف أمامها جامداً 00ثم سأل :
- وماذا فعلت بها ؟
- حطمت قلبها 00هذا ما فعلت ! ربما لم تكن موجود ساعة موتها ، لكنك أنت من دفعها لتنهي حياتها !
رد بلهجة مريرة تبلغ حد القسوة :
- أشك في هذا كثيراً 00في الواقع فإذا لم أكن أنا ، فهناك أحد ،أو شيء ما ، كان سيوصلها إلى هذا المصير في النهاية 0 فشقيقتك ، كما لابد تعرفين لم تكن ثابتة عاطفياً 00فقد حدث في حياتها طلاق وسلسلة من العلاقات التي تحطمت ، قبل أن تلتقي بي 0
ثار غضبها 00أنه يدافع عن نفسه بتشويه سمعة اليانور !
- شقيقتي لم تكن غير مستقرة عاطفياً ! كانت ببساطة قليلة الحظ 00حكمها سيء على الرجال 00وبما أنك تقول أنك تعرف ماضيها ! ألم يكن هذا سبباً كافياً لأن تعاملها ببعض الحنان والمراعاة ؟ أم رجلاً مثلك ينظر إلى المرأة الضعيفة ، كلعبة تسلية ؟
لم يرد00لكن صمته كان راعداً 00ملأ الغرفة بترقب رهيب 00سارعت ليجي تكمل :
- لماذا لم تتركها وشأنها إذا كنت لا تريدها ؟ لماذا استمريت في إغوائها ؟
ضاقت العينان الزرقاوان :
- أهذا ما قالته لك ؟
- وهل تنكر ؟
استدار فجأة لينظر إلى الشرفة في الخارج 00مديراً ظهره نحو المقعد الذي تجلس عليه 00وقفت ليجي متمايلة ، وخائفة أن يوقف الحديث ويتركها قبل أن تنهي ما تريد 00فبالرغم من الهجوم المرير الذي أطلقته ، كان جزء معذب منها يتوق لإنكار الذي سينهي في النهاية كل ما آمنت به سابقاً

كان صوتها يرتجف وهي تسأل :
- هل تقول أنك لم تعدها بشيء أبداً 00وأنك لم تطلبها للزواج 00وأنها اخترعت كل هذا ؟
استدار ينظر إليها :
- أنكر هذا بكل تأكيد !الفكرة بحد ذاتها منافية للعقل !
خفق قلبها ، وشدت على قبضتها بقوة :
- أيمكنك إثبات هذا ؟
فجأة وقف أمامها شامخاً وبخطوتين غطى المسافة بينهما :
- أثبته ؟ إذا كان لأحد أن يثبت شيئاً فهو أنت ، وليس أنا !
انتزع الرسالة مرة أخرى ، ومدها إليها :
- أنت من يوزع الاتهامات 00وعبء إثبات الأكاذيب يقع على عاتقك !
قال بلهجة قاسية لا ترحم :
- وما هي القصص الأخرى التي سربتها ( للبوغل ) هيا 000قوليها 00ماذا قلت بعد ؟
- إنك دفعت أختي للموت 00ولا شيء غيرة 00أقسم لك 00! فقط هذا !
أطلق من فمه سباباً ، ثم قال :
- هذا فقط !! يا إلهي ! لقد كان يومك فعلاً مشهوداً ! إذن أخبريني 00متى خططت لكل هذا ؟ هل جئت للمؤتمر وخطتك جاهزة ؟
- بالطبع لا ! لم أكن أعرف أنك ستكون هناك ! قررت أن أفعل هذا حين أخبرتني عن الذين يلاحقونك ، وأجبرتني على الاشتراك في هذه المهزلة الغبية 0
ضاقت عيناه ، غير مصدق :
- لماذا سرقت مسجلتي إذاً ؟
نظرت إليه ببؤس 00كانت قد نسيت ذلك التصرف الغبي الذي كان البداية المهلكة التي قادت إلى هذا المأزق :
- لم يكن لذلك علاقة بهذا ، أخذتها فقط لأزعجك 00ولم أكن أفكر بأي شيء آخر في تلك المرحلة 0أرجوك صدقني 00أنت نفسك أعطيتني الفكرة .
- فهمت 0
يبدو ، والشكر لله أنه صدقها 00وابتعد عنها 0
- إذاً ، وبعد أن أعطيتك الفكرة بكل كرم ، قررت الاتصال بالمرأة في ( البوغل ) وعرضت عليها أن تكوني أنت الواشية ؟ وإذا لم يستطع البقية النيل مني فستفعلين هذا أنت ؟
- شيء مثل هذا 00
الطريقة التي وصف بها الأمر تبدو شريرة وقاسية 0تراجع عنها ببطء ونظر إليها :
- أتعلمين 00بدأ كل شيء يعود إلى ذاكرتي 00أنت ( ليلي )0
أجفلت لذكره اسم طفولتها ، فابتسم بمرارة ك
- من كان يظن أن طفلة بريئة التقيتها منذ سنوات في كورسيكا ، ستنقلب لتصبح نموذج شرير مخادع ،؟ أنت تلعبين دور العميل المزدوج ؟ لا بد أنك تشعرين بالاعتزاز بنفسك !
في الواقع ، هذا أبعد ما يكون عن الحقيقة 00أحست بالحقارة والوضاعة 00فقالت محتجة :
- لم أكن سأرسل الرسالة 00قلت لك هذا 00لقد غيرت رأيي 0
سخر منها :
- بالطبع غيرت رأيك ! لهذا كنت مصممة على أن آخذك لمكتب البريد 0
ثم وبحركة شرسة متعمدة ، رماها بالرسالة لتستقر لحظات على كتفها ، ثم تقع أرضاً:
- لكن أخشى يا عزيزتي ، أن لا تكوني صالحة لان تكوني جاسوسة 0 فالطريقة التي استمريت فيها بطرح الأسئلة علي فيها ، جهلتني أرتاب بأنك تنوين شيئاً 00مع أنني أعترف أنه لم يخطر ببالي شيء كريه مثير للاشمئزاز كهذا 0
صمت ليتفرس فيها بعينين كخطافين من فولاذ :
- على فكرة ن القصة التي رويتها لك محض خيال 00ابتكرتها لأرضي فضولك 0تلك الحادثة المزعجة ، حدثت وكما أخبرتها لك 00لكنني لم أكن متورط بها ، ولم تجر في الشاليه الذي أملكه 0
ضحك بخشونة وبلا مرح :
- ابحثي عن القصة لو شئت 0 أو أرسليها إلى أصدقائك في ( البوغل ) وليتأكدوا منها 0
دس قبضتي يده في جيبي بنطلونه ، كأنما يفضل أن يبقيهما تحت سيطرته ، ونظر إليها كما ينظر المرء إلى لطخة فوق سجادة :
- ظننت شقيقتك كاذبة وقحة ، لكن أنت في طبقة مميزة وحدك !
ثم وكأنه لم يعد يستطيع تنفس الهواء 00استدار باحتقار ، وخرج من الغرفة 0وسمعت ليجي وقع خطواته تنزل السلم 0وبعد لحظة كانت السيارة تدوس الحصى تحت إطاراتها 0


بعد أن رحل 00جلست لوقت طويل تحدق ببلاهة إلى الرسالة 00كم كانت غبية بلهاء عندما اعتقدت أنها تستطيع هزيمته ! لقد عرف مقاسها وصنفها من اللحظة الأولى 0
لم يكن فيكتور شخصية ضعيفة ليتورط في مثل هذه العلاقات القذرة بالرغم من عيوبه ن لو أنها توقفت للتفكير بهذا وبتعقل ، للحظة ، لأدركت دون شك هذا بنفسها 00
عبست لنفسها : كم كانت ستبدو بلهاء لو أرسلت القصة إلى ( البوغل ) !
أقل ما يقال بعد أن يتأكدوا من صحتها أولا ، أنها مهوسة حقودة!!
مررت يدها في شعرها 00ماذا الآن عن ذنب فيكتور بالنسبة لاليانور ؟ هل تبت لها خطأها في هذا أيضا ؟
تذكرت غضبه البارد :- عبء إيجاد الدليل يقع على عاتقك أنت ! فأنت من ترمين الاتهامات !
إنه محق طبعاً00وأي دليل لديها عدا كلمات أختها المشكوك فيها ؟ من إن كذبتين لا يمكن اعتبارهما دليل على كذب قصتها كلها ، إلا أنها على الأقل ترميان ظلال الشك 00وأدركت ليجي بمشاعر مختلطة أنها أنما تحاول تبرير مشاعرها الممتلئة ذنباً 0وبغض النظر عما تشعر به نحو فيكتور ، لم تعد قادرة على اتهامه 0
وقفت في مقعدها مصممة وتقدمت من الهاتف في الردهة ، التقطت السماعة ، وطلبت رقم مركز الهاتف في المدينة 0
- آلو ! أريد أن أرسل برقية دولية 0
بعد دقائق 00وهي تعيد السماعة مكانها ، أحست وكأن عبئا ضخماً ارتفع عن كاهلها 00البرقية موجهة للآنسة ديانا ايفرارد في صحيفة البوغل تسحب فيها كل كلمة من قصتها حول اليانور وفيكتور ، وتصرح بشكل نهائي لا رجعة فيه أنها لن تعطي أي معلومات ضد فيكتور 0
حينما يعود فيكتور ستخبره أنها أرسلت البرقية ، وما عليها إلا أن تدعو الله ليجد في قلبه فسحة ويغفر لها 0000وإذا رأى أنها نادمة تمتما 00ربما يسنح لها بفرصة أخرى 00
فرصة أخرى لماذا؟فرصة في استرجاع أي أمل قد يكون لها في إقامة نوع من العلاقة التي لا معنى لها ؟00لم يكن لهذا الأمر سوى أمل ضئيل منذ البداية 00فأي أمل بقي لها الآن ؟
في الصباح التالي ، كان فيكتور لا زال غائباً00
بعد الثامنة بقليل ، كانت ليجي تسير نحو مائدة الفطور ، شاعرة بالإرهاق بعد ليلة بلا نوم ، منتظرة عودته 00أحست بمارولا تراقبها ، خلسة من طرف عينها 00ثم أخيراً أجبرت ليجي نفسها أن تسأل :
- لا أعتقد أنك سمعت شيئاً من السيد دومارشيه ؟
التقت عيناها بعيني مارولا :
- لا آنسة ، لم أسمع شيء 0
ثم تقدمت لتقف أمام ليجي وتابعت :
- أرى أنك قلقة 00لذا أعتقد أن الوقت حان لأخبرك بأن رجلك هذا ينوي أمراً 00وهناك شيء أظن أن عليك معرفته0
سألتها وكلها اهتمام :
- أخبريني 0
- حسناً 00يجب أن أشرح لك أمراً حول ما حدث صباح أمس ، كبداية 00ذلك الجدل الحاد حول المرطبات ، حين أخذ السيد فيكتور يصيح في وجهي 00
لدهشة ليجي تهلل وجه المرأة بابتسامة :
- لست أدري إذا كنت أدركت هذا ، كانت كلها تمثيلاً0
سألتها مجفلة :
- أتعنين أنها كانت محضرة ؟ لماذا ؟
هزت مارولا كتفيها :
- لست واثقة آنسة 00لم يقل لي أي تفاصيل 00كل ما قاله أنه يظن أن هناك أشخاص يراقبون المنزل ، وإنه إذا دفعهم إلى الظن أن بيننا خلاف فعلى الأرجح سيأتون ليدقوا الباب ، ويقنعوني بأن انتقم وأتجسس عليك وعلى السيد فيكتور ، وأخبرهم أية فضحية ممكنة ، أتوصل إليها 0
تجهم وجه المرأة وهي تؤكد لمستمعتها ك
- بالطبع ن أنا لن أفعل مثل هذا أبداً 00فسيكون هذا خيانة ****************ة مني 00لكن السيد فيكتور أخبرني أن أقول لهم 00إذا تبين أنه على حق واتصلوا بي 00
- وهل اتصلوا بك ؟ هل جاء أحد وقرع بابك ظ
- بكل تأكيد 00بينما كنتما في رحلة الصيد ، جاءت امرأة حمراء الشعر ، وشاب نحيل جداً00
نفس الشخصين من نادي ( هامنغ بيرد ) اللذين قال لها فيكتور أنه شاهدهما !
- وماذا قال لك فيكتور أن تقولي لهما ؟
جلست مارولا :
- حسناً00طلب مني القول أنني قادرة على بيعهما شيئاً أكثر إثارة من إشاعة ، صور 00صور سرية يبقيها السيد فيكتور في صندوق لوحة السيارة 0
وضحكت هازة رأسها 00استطاعت ليجي أن تتصور كم لعبت دورها بإتقان :
- قلت لهم أنني استطيع الحصول على الصور وأنا أنظف السيارة ، بعد عودتكما من رحلة الصيد 00وأعطيت لهما موعد للقائهما مساء أمس ، في فندق صغير في ( بريد جتاون ) لتسليمهما الصور00وبالطبع ، عرضا علي المال ، لكنني لم أكن أنوي أن أقابلهما ، ولا إن أسرق الصور من السيارة 0قال السيد فيكتور إنه سيذهب إلى الموعد بدلا مني 00وهذا آنسة كل ما أعرف 0ةطلب مني أن أبقي الأمر سراً 00لكنني فكرت ، وقد اختفى هكذا أن من الأفضل أن أخبرك 0
ابتسمت ليجي لها :
_ أنا مسرورة لأنك أخبرتني 00
أولا 00أحست بالراحة لوجود تفسير لغيابه 00فهي كانت أكثر من قلقة 00لأنه غادر المنزل في مزاج رهيب جدا ، حتى أنها خشيت أن يكون ٌد حصل له حادث 0
ثانياً 00من المطمئن لها أن تعرف أن ذلك الجدل مع مارولا يوم أمي لم يكن إلا تمثيلية 00لقد أزعجها أن تصدق بأنه قادر أن يعامل الخادمة بهذا السوء 00
أغمضت عينيها وكبحت دموعها 00غفرانه له هو ما يجب أن تسعى إليه 00وبهذا وحده يمكن أن ترتاح وتقنع 0
كان الوقت بعد الظهر عندما سمعت الكاديلاك تدخل الممر الداخلي للفيلا 00
توقف قلبها 00ستأتي الآن لحظة الحقيقة !مع إقفال باب السيارة ، وتصاعد صوت وقع الأقدام على السلم الخشبي ، كتمت أنفاسها وانتظرت ، مع تقدم وقع الأقدام على الشرفة 0
وما هي إلا لحظة حتى كان يقف أمامها 00ولجزء من الثانية أشتعل قلبها بسعادة حقيقية لمجرد رؤيته 00
تمكنت من إخفاء الألم وهو يقول ك
- إذن 00لا زلت هنا ؟

وإين يتوقع أن تكون ؟ هل كان يأمل أن ترحل ؟ 00لن تسمح لنفسها أن تحبط عزيمتها هذه البداية السيئة !
- قالت مارولا أنك خرجت وراء ذانك الشخصين اللذين كانا يلحقان بك 00فهل حصلت على مبتغاك ؟ هل تمكنت من إلقاء القبض عليهما ؟
وضع يديه في جيبي بنطلونه ، واستند للسياج :
- وماذا لو فعلت ؟ ماذا يمكن أن يهمك في هذا كله ظ
قالت بإصرار:
- أنا مهتمة 00حقاً ، وأمل أن تكون لحق بهما 0
- هل أنت متأكدة أنك لم تكوني تأملين أن أفشل ؟ أظنك نسيت إلى صف من كنت تقفين ؟
ابتلعت ريقها بصعوبة 00إنه قاسي القلب لا يرحم :
- قلت لك من قبل 00لقد غيرت رأيي 00أرسلت برقية للبوغل وأنت غائب سحبت فيها كل كلمة قلتها لهم00أقول لك الحقيقة 00يجب أن تصدقني 0
ضحك ساخراً :
- ولماذا أصدقك ؟ لماذا أصدق من لم نفعل شيء سوى خداعي منذ اللحظة الأولى التي التقينا فيها ؟
ارتجف صوتها :
- إنني لا أحاول خداعك بعد الآن 00بل أحاول أن أعوض عما فعلت 00أقسم على ذلك 0
ثنت عينيه عليها وقال :
- ما الذي سبب هذا الانقلاب المفاجئ 00إذا كان حقاً انقلاب ؟
إذا هو في منتصف الطريق لتصديقها 00وارتاحت قليلاً :
- لقد أدركت أن ما قلته صحيح 00وليس لدي دليل على أي شيء 00إنها ببساطة ، مسألة كلمتك ضد كلمة أختي 0
ضحك ساخراً:
- كم أن هذا مؤثر ! ظننت أن كلمة أختك مقدسة ؟.
أشاحت بنظرها عنه تخفي ارتباكها ، ثم أعادت النظر إليه متعمدة :
- لقد قلت لك صدقاً إنني لم أعد ضدك 00فلماذا لا تعطيني على الأقل فرصة الاستفادة من الشك ؟
بتنهيده حادة تنم عن نفاذ صبره أبعد نفسه عن السياج ، وتقدم نحوها ليجلس في مواجهتها ، وينظر إليها بعينين غير مقرؤتين :
- حسنا جدا 00بما أنك مهتمة لهذا الحد ، سأخبرك بما حدث ، بالرغم أنك خططت أساسا أن تفعلي العكس ، إلا أنك ساهمت في نجاح خطتي 0
مالت إلى الأمام :
- أتعني أنك تمكنت من النيل منهما ؟
هز رأسه :
- كان الأمر سهلا جداً في النهاية 00ولم يكونا ذكيين جداً 00على فكرة كنت أعرف أن مارولا ستبوح بحقيقة مؤامرتنا الصغيرة 00إنها امرأة طيبة القلب ، ولن ترغب في أن تتركك متوترة 0
نظرت بعيداً ، لا تستطيع احتواء الأمل الذي أخذ ينبعث إلى الحياة داخلها 00إذن بالرغم من إيمانه أنها خانته ، لا زال بكل كرم أخلاق يفكر بها 00ربما لم يضع كل شيء بعد 00
- ليلة أمس ، بعد أن غادرت المنزل ، ذهبت إلى الموعد الذي قطعته مارولا 00في فندق صغير مغمور وسط ( بريد جتاون ) حيث كان الشخصان يتوقعان استلام الصور 00ذهبت باكراً ، وحجزت غرفة باسم مارولا ، طلبت من موظف الحجز أن يقول لهما إن مارولا تنتظر في الغرفة 0
سمح لنفسه بابتسامة انتصار صغيرة ك
- كان فخاً بسيطاً 00لكنهما سارا إليه مباشرة 0
- وهل ( كانا ) هم ؟ ذانك الشخصان اللذان رأيتهما في النادي ظ
- كانا فعلا 0مدام كيم مومزي ، زوجة موظف سابق عندي ، ومصور مأجور ، ريشار غانسيا 00وما إن أحسا أنهما علقا 00حتى أصبحا يثيران الإشفاق 00وباحا بكل شيء دون انزعاج 00كل القصة المؤسفة ، كما تبين لي ، كما كنت توقعت تماماً0
مال للخلف ووضع يديه على ذراعي المقعد :
- كيم مومزي كان يعمل للمؤسسة 00كان رجل جيد ومواظب على عمله ، لكنه لسوء الحظ كان جشع وورط نفسه بكل أنواع العبث 00وجمع ما لا بأس به 00قبل أن يكتشف أمره ويطرد 0آخر ما سمعت عنه أنه في مونتريال ، لكنه يبدو أنه انتقل إلى هيوستن منذ ثلاث سنوات00في هذه الأثناء أسس لنفسه حياة جديدة ، بما فيها زوجة من تكساس 0
ابتسم بسخرية وتنهد :
- كان من الحكمة أكثر لو ترك الأمور على ما هي عليه 0لكن ومن المؤسف ، كان ينوي الانتقام 00فهو لم يسامحني على طردي له ، حين سمع بمسألة شرائي لتلك الشركة ، لم يستطع مقاومة تعقيد الأمور لي 00لكن للانتقام عادة سيئة بأن تسير أموره في اتجاه خاطئ00خاصة حين لا يكون له أسباب موجبة0
أحست ليجي أن التأنيب موجه لها 00لكن ألم تتعلم هذا بالطريقة الصعبة المريرة ؟
فجأة غيرت الموضوع :
- إذا كان هو وراء كل هذا ؟ ودفع بزوجته والمصور للحاق بك 00
-00 وعلى أمال أن يفاجئاني في لحظة حرجة 00في هذا الوقت كان هو واثنان من أصدقائه مشغولين بجمع كل ما كتب عني عبر السنوات 00على أمل نبش شيء قد يضر بي00وأنا سعيد أن أقول إنهم لم ينجحوا 0
- 00بعدما اعترفا 00ماذا حصل ؟
- حرصت على تسجيل كل الاعترافات ، دون علمهما طبعا00ثم بعد إجبار زوجته على إعطائي عنوانهما في هيوستن أخذت أول طائرة إلى أمريكا وذهبت فوراً لزيارة مومزي شخصياً 00وسأوفر عليك سماع تفاصيل ما جرى بيننا 00فلم يكن ماجرى لطيفا 00يكفي القول أن المسألة كلها وضعت بيد البوليس 0
أنزل يديه عن ذراعي المقعد وقال بلهجة انتصار :
- كل شيء كانت خاتمته مرضية 00إضافة إلى كل هذا تلقيت ليلة أمس أخباراً أن مسألة البيع أخذت الموافقة 0
أحست بالسعادة لأجله 00بل حتى قليل من العزاء لنفسها 00على الأقل لم تضره مؤامرتها 00كان على وشك التعبير عن أفكارها حين وقف :
- هكذا كل شيء جيد سوف تكون نهايته جيدة ن كما يقال 0وأعتقد أن علينا وضع خلافاتنا وراءنا 00فلا داعي أبداً لنحمل الأضغان ضد بعضنا 0
قفزت واقفة :
- أتعني هذا حقاً ؟ أتعني أنك تسامحني ؟
ابتسامة خفيفة لامست شفتيه :
- أسامحك 00أجل ، لكن على أي حال هناك شيء يجب أن أصر عليه 00
حبست ليجي أنفاسها ، ثم أحست بالدنيا تتشتت من حولها وهو يتابع بلهجة باردة :
- في هذه الظروف ن لن يكون مناسباً لنا أن نستمر في مشاركة هذه الفيلا 00لذا أصر على أن تنتقلي منها فوراًُ ، وهذا المساء بالتحديد 00وأنا واثق أن مارولا ستساعدك على توضيب حقائبك 0
ثم استدار على عقبيه ، وابتعد عنها ليدخل غرفة الجلوس دون أن ينظر إليها مجدداً0

dali2000 13-07-08 10:39 AM


9-نهاية وبداية

إذأً00هذا كل شيء 00نهاية القصة 00ويالها من نهاية مريرة شائنة !
غادرت ليجي الفيلا ذلك المساء كما طلب ، ووصلت سيارة تاكسي في تمام الساعة السابعة ، قال لها فيكتور :
- لا أرى ضرورة لبقائك على العشاء 00من الأفضل أن تستقري في الفندق بسرعة قدر الإمكان 0
قاومت لمنع شفتيها من الارتجاف :
- تماماً 00وشكراً لك لحجزك غرفة لي في هذا الفندق الفخم 00آخر أسبوع لي على الجزيرة يبدو واعداً0
ابتسم بخشونة :
- هذا أقل شيء يمكن فعله ، لا يمكنني السماح لك بالانتقال إلى ذلك المكان الذي حجزت فيه أصلاً0
قطبت ليجي وجهها ، متذكرة الصدمة التي واجهتها يوم وقعت عيناها على الفندق يوم ذهبت لإلغاء الحجز 0
- لا00هذا صحيح 00لا أظن أنه كان سيعجبني أبداً0
ثم تجرأت أن تلتقي عيناها بعينيه ، وأحست بالألم يسري فيها 0هل لديه فكرة كم يؤلمها ؟
بدا أنه ليس لديه أي فكرة وهو يفتح لها باب التاكسي ثم يغلقه خلفها 00حتى أنه لم يلوح لها ، بل استدار فجأة ، عائدا للسلم ثم الشرفة ، بينما كان التاكسي يتجه بصمت للخارج ، ثم عبر البوابتين الكبيرتين ، بعيداً عن الفيلا وبعيداً عن حياته ، وإلى الأبد 00
أمضت اليومين التاليين في ندم وإدانة نفس 00فالمسألة ليست فقط في أنها بعدت فيكتور عنها 00بل وصولها إلى هذا التصرف الشائن ، كان يثقل ضميرها ، وقررت بعذاب ضمير أن عليها أن تحصد المرارة المؤلمة نتيجة ما فعلت 00
إضافة إلى هذا كانت تعلم أن غفرانه لها جاء من عقله وليس من قلبه 00فقد رأت النيران تشتعل في عينيه 00فالرجل رغم مسامحته لها ، ورغم حبها له ، يكرهها ويحتقرها 0
كانت ضربة كذلك أن تعرف أنها ألغت وللأبد فرصة اكتشافها للحقيقة عن اليانور 0فبالرغم من أنها لم تعد تشك في أنه بريء 00إلا أنها بحاجة أن تعرف القصة الحقيقية التي كانت وراء هذه المأساة ، ومن غير المحتمل إدراكها إنها الآن لن تعرف شيئاً 0
في يومها الثاني في الفندق ، افتقدت قلادتها الذهبية ، المهداة إليها من أمها 0 فتشت عنها بين ممتلكاتها مفتشه في الوقت نفسه عن قطعة الورق التي كتب عليها آلن عنوانه ورقم هاتفه 0
ابتسمتن لنفسها وهي تجعدها بين أصابعها ، متذكرة قول فيكتور :بأن آلن ليس النوع المناسب لها ، ورمت العنوان 00لن تستخدمه أبداً 00وعادت تفتش عن القلادة المفقودة 00ربما تركتها في الفيلا ، وغاص قلبها لهذه الفكرة ، لو كانت شيء غير هذا لتركتها ، لكن القلادة هدية ميلادها الواحد والعشرين ، وهي متعلقة بها بشكل مميز 0لم يكن لديها سوى حل واحد 00أحبت هذا أم لا ، يجب أن تتصل بالفيلا لتحاول استعادتها 0
اتصلت في الصباح التالي ، تدعو الله أن لا يرد فيكتور عليها ، وأحست بالارتياح عندما ردت عليها مارولا 0بعد تبادل قصير للتحيات ، شرحت لها ليجي مشكلتها ، وسألتها إذا كان بإمكانها إجراء تفتيش سريع ، فإذا وجدتها ، ربما تستطيع إيصالها لها ، دون الحاجة لزيارة الفيلا 0
لكن ، مثل هذا الحل الذي لا ألم فيه ، لم يكن ممكن 0فقد عادت مارولا بعد دقائق لتقول :
- أنا آسفة 00ليس لها أثر 00آنسة 00أعتقد من الأفضل أن تأتي بنفسك لتفتشي عنها 0
ثم أكملت :
- لقد خرج السيد فيكتور لتوه وأخبرني أن لا أتوقع عودته قبل الغداء 0
إذاً لا شيء يمكنها فعله سوى هذا 00ووافقت على مضض قائلة إنها ستصل بعد ساعة 0
استأجرت سيارة تاكسي من أمام الفندق 00ثم طلبت من السائق التوقف عند مكتب البريد أولاً 0 فقد تجد رسالة من البوغل ، تأكيدا لاستلام البرقية التي أرسلتها 00إضافة أنها كانت تتوق إلى أي شيء يؤخرها ، ولو لوقت قصير ، عن عودتها للفيلا00
وجدت لدهشتها بالفعل رسالة تنتظرها في مكتب البريد 00وقررت أن تقرأها فيما بعد ، وعادت للتاكسي 0 ألان لم يعد لها عذر 0 أحبت ذلك أم كرهته ، وقفتها التالية ستكون الفيلا 0

سرعان ما كان التاكسي ينعطف للممر الداخلي المألوف والمؤلم الذكرى للفيلا 0
قالت للسائق :
- - انتظر 00لن أغيب أكثر من بضعة دقائق 0
أسرعت صاعدة السلم الخشبي ، ثم عبر غرفة الاستقبال إلى غرفة النوم ، عيناها مركزتان إلى الأمام ، تعرف أنها لا تجرؤ على النظر حولها كي لا يغمرها آلم الذكرى 00
في غرفة النوم فتشت طاولة الزينة ولكن كما أصرت مارولا لا أثر لها 0
بقلق فتحت باب الخزانة ، تخشى المظهر ورائحة التي ستواجهها 00التاليق الفارغة حيث كانت ملابسها ، والعطر الرجالي المألوف، لو أغمضت عيناها فسيكون إلى جانبها دون شك 0
00لم تأت إلى هنا لتعذب نفسها! لم يكن هناك أثر للقلادة ، بدأت تفتش وتدور مواصلة مهمتها المؤلمة 00ومن طرف عينها ، التقطت لمعان شيء معدني على أرض الخزانة ، فانحنت يغمرها الارتياح لتجد قلادتها في الزاوية 0
على الفور أخذتها ، ثم أسرعت بالخروج 00لكنها توقفت فمن الفظاظة أن تدخل وتخرج دون أن تكلم مارولا 00فاتجهت للمطبخ تنادي :
- مارولا ! أنت هنا ؟
لا شك أناه تعلق بعض الغسيل في الحديقة ، ضربت ليجي على زجاج النافذة لتلفت انتباهها ، فلوحت لها مارولا بابتسامتها العادية ، وأشارت إليها أنها ستدخل في لحظات 0
لا سبب يدعوها للقلق ، فالساعة العاشرة ، ولن يعود فيكتور قبل وقت طويل 0
فتحت حقيبتها لتضع القلادة فيها ، فوقعت عيناها على رسالة البوغل 00من الأفضل أن تلقي عليها نظرة وهي تنتظر مارولا 0
بعد دقائق ، وبصمت مصدوم ، وكانت قد قرأت نصف الوثيقة المطبوعة على الآلة الكاتبة 00ومع أن عيناها كانت تقفزان إلى الكلمات مرات ومرات لتتأكد من أن ما قرأته صحيح ، إلا أن دماغها كان غير قادر على استيعاب القصة الوحشية المكتوبة هناك 00ترنحت متجه للباب ، ودفعت أجرة التاكسي ، ثم عادت إلى المطبخ لتجلس متهالكة على الكرسي ، فهي لم تعد مستعجلة على الرحيل 000
نظرت مجددا إلى الساعة 00تجاوزت العاشرة والربع ، لكن لو اضطرت إلى الانتظار حتى يوم القامة ، لن تتحرك من هذا المنزل إلى حين عودة فيكتور 00
ثم ستطلب تفسيراً كاملاً عن محتويات كومة الصفحات ، والتي لا تزال تحس بخشونتها وكأنها البارود في يدها 0
دخل فيكتور من الباب الأمامي في الساعة الواحدة ، وتردد في سيره قليلا وهو يلمح ليجي منتظرة في الردهة 0
- إلى ماذا أدين بهذا الشرف غير المتوقع ؟
لكن لا شيء ولا حتى إبرازه للعداء يمكن أن يثبط من عزمها الآن 00رفعت الرسالة في يدها وقالت :
- أريد تفسير لهذه ! لقد أرسلتها لي كاتبة مقالة الشائعات في البوغل 000وكلها عنك وعن اليانور 000وأريد أن تقول لي أنها غير صحيحة 0
لم يتنازل لينظر للرسالة ، بل نظر إليها ببرود :
- أرى أنك لا زلت على اتصال مع هؤلاء الناس 00ظننتك قلت أنك أنهيت علاقتك معهم ؟
بدأت ترتجف ، فضغط الساعتين الماضيتين أثر على أعصابها :
- هذا صحيح ، لكن يبدو أنهم أرسلوا لي هذه الرسالة قبل وصول برقيتي ، ولقد بقيت في مكتب البريد لبضعة أيام 0

نظر إليها مطولا :
- تقولين إنها تحتوي على معلومات عن شقيقتك ؟
- معلومات عنك وعنها 0ولا استطيع تصديقها 0
- أعطني إياها ، من الأفضل أ، أقرأها 0

أخذ الرسالة من أصابعها المرتجفة ، ثم قادها بلطف إلى غرفة الجلوس 0 رجاها أن تجلس ، ثم صب لها فنجان من قهوة جاهزة :
- يبدو أنك بحاجة لشيء تشربينه 0
ولم يكن هناك أكثر صحة من كلماته 00كانت تحس بصدمة خفيفة 00وكان عليها أن تتمسك بذراع المقعد لتبقى مستوية في جلستها :
كانت عيناها مثبتتان على وجهها ، وهو ينزع الصفحات من المغلف ، ويبدأ في القراءة 00أنهى فيكتور قراءته 00بعدما بدا لها أبدية00رفع نظره إليها ببطء ، مما جعل قلبها يتحرك من مكانه:
- ما الذي دعاهم إلى إرسال هذا لك ؟
هل يشك في مدى صحته ؟
- هناك رسالة في مكان ما من المغلف 0يقولون فيها أنهم تحروا عن القصة التي قلتها لهم ، ويريدون مني تأكيد المعلومات التي قرأتها ، وأنها تتعلق بنفس المرأة المدعوة اليانور0
ابتسمت متوترة :
- إنها لا تتعلق بها 000أليس كذلك ؟ لا بد أنهم يخلطون بينها وبين امرأة أخرى 0
تنهد ومرر يده على شعره ، واشتدت خطوط وجهه بروزاً :
- أتمنى لو أستطيع قول العكس 00لكنني لا أستطيع 00كل كلمة مكتوبة هنا ، صحيحة تماماً0
صدمتها كلماته ككتلة جليد ضخمة مندفعة 00بذهول ،أحست أنها دفعت بقوة لمقعدها :
- لكن، لا يمكن أن تكون صحيحة ! فحسبما تقول الوثيقة ، كانت شقيقتي مجنونة !
مال للأمام :
- ليس إلى هذا الحد عزيزتي 00أنت قاسية جداً ، ربما كنت أنا أقرب من أي شخص آخر لها خلال الأحداث المؤسفة المكتوبة هنا عنها 00وبقيت كما كانت دائماً ، لامعة ـ فائقة الذكاء00
تنهد ، ثم تابع :
- لكن كانت ويا للأسف ، مضطربة عاطفياً ، قلبلاً0
- قليلاً ؟ أتسمي هذا قليلاً؟ حسب مايقولونه في الصفحات ، كانت تخل وتخرج من المصحات العقلية ، وتقابل مالا عد له من الأطباء ، والخبراء النفسيين 00فكيف يمكن لك أن تجلس هكذا وتقول إن هذا قليل ؟
دون كلمة قرب كرسيه منها ، حتى أصبحا يجلسان جنباً إلى جنب ، وأجبرها على النظر إليه :
- دعيني أبدأ من البداية 00من الوقت الذي جاءت فيه اليانور لتعمل عندي 0 دعيني أقول لك كل شيء أعرفه0
وبلهجة آسفة بدأ يشرح 0
- كما تعرفين ، جاءت اليانور للعمل في مؤسستي بعد طلاقها بوقت قصير 0 في ذلك الوقت لم أكن أعرف شيء عن ظروفها الخاصة 0بدت لي وكأنها منطوية قليلاً 00لكنها كانت كفؤ وعاملة نشيطة 00لم يمض وقت طويل حتى بدأت أدرك أنها لم تكن منطوية فقط ، بل تعيسة كذلك 0حين كلمتها ، أخبرتني عن تحطم زواجها وفشل كل علاقاتها الأخرى 00حاولت حثها على العودة إلى انكلترا ، وظننت أن الأفضل لها أن تكون قرب عائلتها 0 لكنها رفضت ، وأظنها كانت خجلة 0 أردتك وأمها أن تؤمنا أنها ناجحة 0
لم تقل ليجي شيء 00لكن كلماته كانت تحوي صدق قاسي 00فطالما اعتبرت اليانور نجمة العائلة 0 ولم تلمح مرة أنها تعاني من مشاكل 0

أخذ فيكتور نفسا عميقا ، وبنفس اللهجة الآسفة أكمل ك
- بدأت أدرك بمرور الوقت أنها تحتاج إلى مساعدة جدية 00كانت منطوية ، فاترة الهمة ، متعبة دائماً ، كما كانت تبدو على وشك البكاء 0وكان لدي شعور رهيب بأنها تتجه نحو الانهيار ، فأصريت أن ترى طبيب، وأكد الطبيب لي شكوكي ن وحولها إلي أخصائي في باريس , وهناك أقامت في المستشفى ، ولو لوقت قصير مرت خلالها في علاج ضد الاكتئاب 0حين عادت إلى كورسيكا ، بدت أفضل بكثير 00لكن نبع عن هذا نوع جديد من المشاكل 0
هز رأسه بحزن ، وتابع أكثر أجزاء القصة رعباً 0
- ربما السبب أنها أحست بالامتنان ، وبكل تأكيد لم يكن السبب أنني شجعتها 00لكن في ذلك الوقت 00لسوء الحظ ، بدأ أنها بدأت بتطوير هوس بي 00كانت تلاحقني باستمرار 00مع أنني قلت لها بصراحة أن لامجال لمغامرة عاطفية ، وأنها على الرغم من جمالها ليست من طرازي 00إلا أنها رفضت أن تصدق ذلك ، لولا أنها كانت تمر بعلاج خارج باريس ، وكنت أخذها بالطائرة مرتين في الأسبوع إلى هناك 00لأصريت وبعناد أكثر على أن تعود لانكلترا 0 وصدقيني ، كان هوسها يسبب ضغط كبير على أعصابي 00وبالطبع لم يكن لدي فكرة إلى أي مدى وصلت بها الأمور 0ولم أكن أعرف شيء عن القصص التي كانت تكتبها لك ولأمك حول حب وهمي وزواج قريب 0
تكلمت لأول مرة منذ بدأ قصتة ، بصوت خفيف ومتهدج :
- أتعني أنني حين جئت في إجازة ، لم تكن تعرف أنها قالت لنا أنكما على وشك إعلان الخطوبة ؟
- يا إلهي 00لا00! لم أكن أعرف أبداً 0! ولو عرفت ، صدقيني كنت أوضحت لكما الحقيقة 00حتى بعد رحيلكما لم أكن أعرف 0في الواقع لم أعرف بالأمر إلى أن أخبرتني أنت !
كانت المأساة أصعب من أن تستوعبها ليجي 00كيف يمكنها أن تشك بوجود حقيقة كهذه ؟ وكيف يمكنها أن تفكر أن الرجل الذي سبق وأدانته على أنه سبب في وفاة اليانور ، كان في الواقع يحاول إنقاذها ؟
أصغت إليه وهو يكمل القصة :
- أعترف حين قالت لي اليانور أنها عائدة لانكلترا ، أنني لم أطرح عليها الكثير من الأسئلة 0بل كنت مرتاح لأنها راحلة وأحسست أن هذا أفضل شيء لها ، أعطيتها عنوان أخصائي في شارع هارلي لتتابع علاجها الذي كانت تتابعه في باريس ، وقلت لها أن تبقى على اتصال بي 0وهذا ما فعلته لمدة ، وحين توقفت رسائلها ، افترضت أنها أقامت حياة جديدة مستقلة لنفسها ، ولم تعد تحتاج إلى الاتصال بي0
بدا في صوته ألم شديد :
- أقسم لك أنني أحسست بالأسى حين سمعت أنها ماتت ، وأنها أنهت حياتها بنفسها 0
لكن بكل تأكيد ، بعد كل ما فعلته لها ، لا يمكنك لوم نفسك ؟
رفع إليها عينين مريرتين :
- ربما قليلا 00أجل 00لقد فكرت دوما أنني لو أخبرتك أنت وأمك حول انهيارها ، وكل العلااج الذي تتلقاه لكنتما تمكنتما من مساعدتها ، السبب الوحيد الذي منعني من قول شيء ، إن اليانور جعلتني أقسم على الكتمان ، ولأنني ظننت ، ربما مخطئاً ، أنها وكامرأة ناضجة لها الحق بسرية خصوصياتها 0
ردت عليه بلطف :
- اسمع لقد أحببت أختي ، لكنني أعرف الآن ما كانت عليه 00لقد كانت متكبرة فخورة ومستقلة ، وربما أكثر من اللازم 00وما كانت تسمح لي أو لأمي أن نساعدها 00وكونها سمحت لك بمساعدتها كان معجزة 00لا أستطيع أبداً شكرك بما يكفي لأجلها 0

تبللت عيناها بالدموع ، وبتهور مالت نحوه تقول بصوت هامس :
- لا أحد يمكن أن يغالطك في معاملتك لاليانور 0كنت صديق طيب ومحب0
ابتسم :
- عزيزتي00عزيزتي!00
لكن ليجي تابعت :
- لكن ، لماذا لم تقل لي هذا من قبل ؟ لماذا لم تقل لي ذلك اليوم حين رميتك بكل تلك الاتهامات السخيفة ؟
-صدقيني ، كنت على وشك أن أفعل ذلك 00لكن تذكرت وعدي لاليانور أنني لن أبوح بكلمة عن هذا لعائلتها 0
- تعني أنك كنت مستعد لتركي أعتقد أنك قد تكون مذنباً ، لمجرد وعد سخيف ؟
- لم يكن وعد سخيف 00بل كان جاداً 00وأخشى أن أكون من الطراز القديم ، فأنا لا أنكث بوعدي بسهولة 0
وابتسم بلطف :
- أعترف أن ماحدث كان صدمة غير سارة لي 00وفوق الصدمة ، كان اكتشافي لهويتك ,واكتشافي أنك تلومينني لموتها 00أن تلومني عائلتها على انتحارها إمكانية لم تخطر ببالي00لكن بعيداً عن عدم رغبتي في النكوث بوعدي 00أحسست أن أخبارك الحقيقة سيزعجك ، وفي النهاية لن يخدم غرضاً مفيداً0
امتلأت روحها عذاباً ، بعد معرفتها كم أساءت الحكم عليه 00نظرت إليه وقالت بصوت ضعيف :
- لن تعرف أبداً كم أنا خجلة لما فعلته 00لو كان فقط بالإمكان إلغاءه !
نظر إليها طويلا:
- للأسف 00لاأحد منا يمكنه إلغاءه 00لكن وكما سبق وقلت لك ، أنا لا أحمل شيء ضدك ، إضافة إلى هذا ، في اليومين الماضيين ، أتيحت لي فرصة التفكير ، وأظن أنني استطعت أن أفهم سبب ما فعلته 0واضح أنك كنت تحبين شقيقتك ، وتؤمنين أنني أـسأت إليها 00على أي حال ، أنا واثق تماماً أن الطريقة التي تصرفت بها ، كانت غير طبيعتك ، أنا واثق أنك في العادة لا تتهورين إلى هذا المدى0
سارعت تؤكد له :
- بالتأكيد لا! كانت هذه المرة الأولى ، التي أفعل فيها شيء كهذا ، ولو من بعيد 0وأؤكد لك أنني لن أفعل مثله مرة أخرى0
- أنا سعيد لسماع هذا 0 لذا ، لا تعذبي نفسك ، ما من ضرر حقيقي حصل00
ثم تركها وبدأ يقف عن مقعده متابعاً:
- إضافة إلى أن لاشيء من هذا كان سيحدث لو لم أحاول إجبارك على التعاون معي 00لولا أنني لويت ذراعك بتهديداتي السخيفة الحمقاء 00والتي لم أكن جاداً فيها 00ولكان كل واحد منا قد وفر على نفسه الكثير من العذاب 0
لحقت به بعينين مليئتين بالأسى وهو يستدير عنها :
- أيعني هذا أنك تكرهني ؟
على الأقل معرفة هذا سيعطيها قليل من العزاء 00بدأ يفكر بالرد00وأخيراً قال:
- لا 00لا أكرهك 00على الأقل ليس بسبب القصص التي قلتها عني للصحيفة 0أؤكد لك تماماً أنني سامحتك 0
قطبت وجهها 00ماذا يقصد ؟
- وهل لديك شيء آخر ضدي ؟ألديك سبب لا أعرفه يجعلك تكرهني ؟
- ليس الكراهية عزيزتي 00تلك كلمة قوية جداً 00وفي مثل هذه الظروف غير ملائمة تماماً 00وسيكون أكثر صحة أن أقول إنني خائب الأمل ، وأعاني من غرور جريح0
استدار إليها وتعبير سخرية بالنفس في عينيه :
- لا تقلقي 00سأتغلب على هذا 00فأنا استحق هذا !
هو الآن يتكلم \بالألغاز ، ارتبكت بشكل غريب :

- لماذا تحس بجرح لغرورك ؟ ظننت غرورك في صلابة الحديد ظ
استدار تمتما ً00النور على وجهه يبرز تعبير قلق وضعف 00وقال :
- أنت إذا ً تعرفين القليل عن غرور الرجل عزيزتي00لا شيء في العالم أكثر منه فراغاً 00أن يكتشف الرجل أن المرأة كانت تخدعه ، وهو غبي بما يكفي لأن يصدق أنها تهتم به قليلاً 00ولأقولها بصراحة 00كمن يتلقى ركلة على قفاه 0لهذا لم استطع تحمل وجودك معي ، ولهذا أبعدتك0
مرر يده في شعره:
- لكن ، أنا كما قلت لك من أوقعت هذا على رأسي 0
أخذ قلبها يخفق بسرعة، سألته بهدوء :
- لماذا تهتم إذا كنت أخادعك ؟
- لأنك كنت تسعين وراء الانتقام ، وأنا على ع************************ تماماً0
وقعت الكلمات أمامها كعرض ما 00وبقيت للحظات لا تستطيع الرد ، ثم قالت :
- أنت مخطئ 00وتعرف هذا 00فأنا لم أخدعك 0
بقي مسمر حيث هو 00من حولهما الوقت والكون توقفا فجأة 00ثم حين تكلم كان الصوت وكأنه قادم من كوكب آخر:
- لا شك أنك كنت تمثلين دوراً كي تتمكني من نيل ثقتي 00وتحصلين على قصة ما ؟
جف فمها ك
- بدا الأمر هكذا 00لكنني اكتشفت سريعاً أنني لست بحاجة للخداع 00كل تلك المشاعر التي أظهرتها لك 00
صمتت لتلعق شفتيها :
- 00لم يكن فيها شيء زائف 00كانت كلها حقيقية 0
وصل إليها دون أن يبدو عليه أنه تحرك ، وقال باهتمام بالغ :
- أتعنين هذا صدقاً؟
شدها لتقف أمامه :
- أتريدين حقاً أن تقولي أن الفتاة التي أحببتها لم تكن تسخر مني ؟
ماذا قال ظ
- أتسمح بأن تعيد ما قلت ؟ أرجوك ؟
رد فوراً:
- أحبك عزيزتي 00وأحببتك منذ البداية تقريباً 0
أخذ قلبها يغني ، لاتستطيع التصديق :
- وأنا أحبك 0
- عزيزتي00عزيزتي00
من خلال نظراته إليها ظهر كل الحب والاحتياج اللذين كانا يحترقان داخله :
الآن 00وقد تلاشت كل العوائق وكل سوء الفهم 00يمكن للحب أن يبدأ0
طارا إلى غرفة الجلوس وهما يتبادلان كلمات الحب الهامسة 0
تلك اللحظات لن تنساها ليجي أبداً ، أنها لحظات ثمينة جداً مثلها مثل الحب الذي لن ينتهي بينهما0
وهما يجلسان مع بعضهما يدفئهما الحب ، أحست بأصابعه تلامس شعرها وترجعه للوراء لتنظر إليه :
- أريدك أن تعرفي أنني لست معتاداً على هذا 0
قطبت دون أن تفهم :
- ما هو الذي لست معتاداً عليه ؟
- الوقوع في حب الشابات اللواتي يقترن اسمي باسمهن في مقالات الشائعات0
بدأت تضحك :
- جدياً عزيزتي 00أريدك أن تصدقي أن لا شيء من أية قصة قرأتها عني صحيح0
أظهرت خيبة الأمل :
- أتعني أنك لست العاشق العظيم الذي ظننته ؟
- إذا كنت تعنين بالعظيم الجيد ، فأجل 00أنا هكذا0
مال نحوها :
- لكن ، إذا كنت تعنين بالعظيم أنني أعرف أعداد كثيرة من النساء فأخشى أن لا أكون الرجل الملائم 0لقد خرجت مع الكثيرات لكنني لم أحب أي واحدة منهن 0
قالت بابتسامة :
- أصدقك 0
وأسعدها أن تعرف أن هذه هي الحقيقة 0
- وأريدك أن تعرفي أنك الأولى التي تقدمت يوماً بطلب الزواج منها 0
بدا أن أنفاسها علقت في حنجرتها ، سألت بحشرجة :
- ماذا قلت بالضبط ؟
- قلت إنني أريد الزواج منك عزيزتي ، وأريدك أن تكوني لي ، طوال حياتي0
اخترقتها أمواج السعادة إلى حد أنها أحست بالألم 0وهي تنظر إليه كانت روحها تقول :
- أوه00نعم! نعم!
قال: سنتزوج قريباً 00لا أستطيع العيش من دونك 00حالما نغادر هذا المكان ، سنطير إلى انكلترا ، ونشرح كل شيء وبلطف لأمك ، أتظنين أنها ستقبل بي لو كانت مثلك تؤمن أنني أنا المسؤول عن موت ابنتها؟
- ستحبك كما أحببتك ما إن تعرف الحقيقة 0 وفي هذا الأمر ، أؤكد لك أنك لست بحاجة للقلق 0
ابتسم لها :
- لا أريد من أحد أن يحبني كما تحبيني أنت عزيزتي 00ولا حبيب غيري يحبك سواي 00وسأبقى حبيبك إلى مالا نهاية أيامك ، وسأحبك وألبي كل احتياجاتك0
سرت رجفة في أوصالها ، وتمتمت متحدية بصوت أجش :
- أثبت لي هذا0
وأثبت لها ذلك 00وبقي يبث لها حبه حتى آخر العمر0

تمت والحمد لله ودمتم سالمين

ملاحظة:

كتبت هذة الرواية بيد عضوات في منتدى ليلاس الثقافي،فلهم جزيل الشكر والثناء.


sekymeky90 13-07-08 10:29 PM

تسلمى لحظة زمن
ودايمة ان شاء الله بابداعاتك ورواياتك
ميرسى على كل الروايات الجميلة اللى نزلتيها:flowers2:

dali2000 14-07-08 02:44 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة sekymeky90 (المشاركة 1539382)
تسلمى لحظة زمن
ودايمة ان شاء الله بابداعاتك ورواياتك
ميرسى على كل الروايات الجميلة اللى نزلتيها:flowers2:

تسلمي عزيزتي

وانتي الأروع بمرورك الجميل

وإن شاء الله احاول انزل روايات اكثر بأرض ليلاس

تازيري 16-07-08 11:30 PM

انا فعلان معجب بك هلبه

تازيري 16-07-08 11:36 PM

شكرا تسلم يدك على هدا المجهود المبذول بارك الله فيك انا اريد ان اطلب منك او من المشتركين اريد رواية طبيبك قراءت البداية لكن دون النهاية الله يخلكم الي سامعني يكتبلي الرواية احبكم موووووووووت

زهرة الجبل 28-07-08 01:55 AM

شكرا جزيلا على الجهد المبذول
في كتابة هذه الرواية الرائعة

asmaa_amr 20-10-10 07:25 PM

شكرا على الرواية الجميلة ويعطيك العافية:flowers2:

QTERALNADA 24-10-10 09:37 PM

:liilase::liilase::liilase::55::55::mo2::mo2: لك مني اجمل تحية حلوة وااايد

شاهد 18-11-10 10:08 PM

شكرررررررررررررررررررررررررررا

ساكنه 29-12-10 10:24 PM

:flowers2:ياااااااااااااااااااااااااااي شكلها مرررررررررررررة جنااااااااااااااااان وحماااااااااااااااااس الف شكر وتسلم الانامل الذهبية ومنتضرين الاحداث بشووووووووووقودمتي لي في قلبي سكنة

ساكنه 31-12-10 05:56 PM

:flowers2::flowers2::flowers2::lol:مشكوووووووووووووووووووورة من كل قلبي ودمتي لي في قلبي سكنة

انجلى 08-05-11 05:13 AM

شكراااااااااا لكل العضوات التى كتابت هده الراوية الرائعععععععععععععععععععع الرائععععععععععععع جداااااااااااااااااااااااا:55::55::0041::congrats::congrats::congrats::8680010521::868 0010521::8680010521:

سومه كاتمة الاسرار 10-06-11 02:57 AM

الملخص باين عليه جميل

سومه كاتمة الاسرار 10-06-11 04:36 AM

تسلم يديكى على هذا المجهود الرائع
:8_4_134:

نوران نور الدين 13-08-11 05:46 PM

واو واو
إيه الروعة ديه كلها :D
الرواية جميلة أوي وشائقة جدًا والأحداث سريعة وممتعة ^_^
أعجبتني كثيرًا،،وخصوصًا ذكاء البطل وموقفه
تسلم يمناكم :")

hoob 14-08-11 04:02 AM

:55::55::toot::55::55::55::liilas:

nounoucat 17-08-11 12:04 PM

merci beaucoup et bravo:55:

أسيرة الاحزان 20-08-11 04:18 PM

يسلموا غاليتي استمتعت بكل لحظة


وانا أقرأ الرواية

ندى ندى 06-03-12 12:57 AM

جميله ورائعه جدا جدا

ملك فارس 03-05-12 05:53 AM

جامده مووووووووووووووووووووووووووووووووووت:liilas::liilas:

شووقهـ 10-09-13 09:40 PM

رد: 106- على حافة الفجر - ستيفاني هوارد (كامله)
 
رواية جميلة يا عسل

يعطيكي العافية

لبني سرالختم 22-02-15 11:25 PM

حلووووه جدا ومشكوره

ناناجولي 29-04-15 07:22 AM

رد: 106- على حافة الفجر - ستيفاني هوارد ( كاملة )
 
تسلمييييييييي

شهدوف 08-06-15 08:38 AM

رد: 106- على حافة الفجر - ستيفاني هوارد ( كاملة )
 
رواية جداً ررائعة بتشكرك كتير عليها

سكر عبده 10-06-15 01:31 AM

رد: 106- على حافة الفجر - ستيفاني هوارد ( كاملة )
 
والله شكر قليل عليكى بارك الله فيك ويارب دايما تتحفينى بقصص مثيرة للمشاعر

سكر عبده 10-06-15 01:32 AM

رد: 106- على حافة الفجر - ستيفاني هوارد ( كاملة )
 
والله شكر قليل عليكى بارك الله فيك ويارب دايما تتحفينى بقصص مثيرة للمشاعر

فرحــــــــــة 04-09-16 10:51 PM

رد: 106- على حافة الفجر - ستيفاني هوارد ( كاملة )
 
اخى الفاضل
dali2000
سلمت يداك على الرواية الرائعة
لك منى كل الشكر والتقدير
على حسن الاختيار
ننتظر جديدك القادم
دمت بكل الخير
فيض ودى

paatee 19-07-18 05:56 PM

رد: 106- على حافة الفجر - ستيفاني هوارد ( كاملة )
 
يعطيك العافيه


الساعة الآن 03:33 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية