منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات احلام المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f457/)
-   -   106- على حافة الفجر - ستيفاني هوارد ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t84124.html)

dali2000 13-07-08 10:24 AM

106- على حافة الفجر - ستيفاني هوارد ( كاملة )
 
بسم الله الرحمن الرحيم

من سلسلة روايات أحلام

رواية على حافة الفجر -106


كـ xt & كـ وورد هنـا

منتدى ليلاس
ظهر الرجل فجأة أمامها ...كان طويلاً وسيماً كعادته ، لا مجال للشك في ملامحه القاسية ، أو تصرفه المتعجرف ...منتدى ليلاس
ولعنت ليجي للمرة المليون منذ ست سنوات هذا الرجل الذي تسبب بموت أختها الحبيبة ...
كانت رؤيتها له سبب تنغيص رحلتها على ميامي، ولكن رغبتها العميقة في الانتقام قادتها إلى ارتكاب غلطة سخيفة أوقعتها رهينة بين يديه ، فهل سيكون مصيرها كمصير أختها أم ستجد طريقة لتجعل
فيكتور دوما رشيه يركع عند قدميها...

dali2000 13-07-08 10:27 AM


1-عشاء مع قاتل

ظهر الرجل فجأة من خلف عامود في نهاية غرفة الطعام المكتظة، وبدا في اتجاه نظر ليجي مباشرة ..كان طويلاً أسود الشعر وسيماً كعادته ، يرتدي بذلة أنيقة سوداء
رفع يده ليفرقع أصابعه المعتنى بها جيداً ، وقال آمراً :
- طاولة لشخص واحد.
ترقرقت عينا ليجيمنتدى ليلاس وهي جالسة منفردة في طاولة منزوية ، غير مصدقة ن وأحست أن الدم انقلب إلى ثلج في عروقها..
لكنه فيكتور ..لا شك في هذا أبداً ..مع أن ست سنوات مرت منذ آخر لقاء لهما ، فلا مجال للشك في قسماته الواضحة القاتمة ، ولا في جسده القوي ووقفته المتعجرفة .
واضح أن الزمن لم يلينه ، كما لاحظت كذلك أنه لم يخمد نار الكراهية التي كانت تحرق قلبها نحوه.
- طبعاً سيد00من هنا ن أرجوك.
كان الساقي يسير عند مرفق الرجل الفرنسي ، كما كان يفعل له السقاة طول حياته ، متلهفين لخدمة
دوما رشيه 0 بموجة ازدراء ،منتدى ليلاس أخفضت عينيها ، وللمرة المليون في السنوات الستة المنصرمة شتمت الرجل الذي تسبب بمثل هذا الحزن الثقيل لعائلتها ، من كل قلبها0
بفضل فيكتور دوما رشيه، هذا الرجل الذي كانت تصلي حتى لا تقع عيناها عليه مرة أخرى ، ماتت أختها الحبيبة إليانور0
قطع الألم داخلها كالسكين نتيجة الذكرى 00وعلى الفور ، رجعت عذابات السنين الماضية حقيقية ن وكأنها حدثت بالأمس 00وشتمته بإحساس مضاعف بالكره 00فحتى دقيقة خلت كانت تحس بسعادة لحياتها كلها 0
كانت ليجي قد طارت على قد طارت إلى حرارة نيسان اللذيذة في ميامي منذ بضع ساعات فقط ،00ممتلئت’ إثارة للمؤتمر الذي ينتظرها ، مباركة التفاف القدر ذو الحدين 00الذي جاء بها إلى هنا 00فلولا نوبة عرق النسا التي أقعدتمنتدى ليلاس رئيسها عاجزاً ، لما كانت لها فرصة تمثيل الشركة التي تعمل فيها في أحد أشهر المؤتمرات العلمية 0
كان دكتور ماركوس قد أكد لها ، متحدثاً من فراش مرضه منذ ليلتين مضتا :
- أنت تستحقين هذا 00أنت أحدى الباحثات الشابات العاملات بكد ونشاط00ولقد آن الأوان أن تذوقي بعضاً من المتعة 0
كانت ليجي تعرف أنه يقول الحقيقة ، فهي على مدى أربع سنوات أمضتها مع المؤسسة ، وضعت قلبها وروحها في عملها ، متلهفة لتثبيت نفسها في ميدان العمل الذي اختارته 00ومع أن العمل الحالي هو من دون شك متعة ، إلا أنها لا تستطيع أن تتصرف كأنه كذلك بل عند عودتها لبلادها ، ستقدم للدكتور ماركوس مع كبار المديرين الآخرين ، تقريراً شاملاً لنتائجه 0فقد قررت أن يكون هذا المؤتمر هبة من الله لتحصل على الترقية التي تسعى إليها0
هذه الأفكار منعتها من المضي في خطط إجازتها 00فقد صدمها أساساً أن هذه الرحلة ستوفر لها الفرصة التي لا تكرر لتقوم فيها بعمل مميز في الأسبوعين القادمين 0 لذلك بدل من استئجار كوخ في منطقة ( واليس ) كما خططت ، ستمدد إقامتها لثلاثة أيام في ميامي إلى أسبوعين إضافيين في منطقة الكاريبي 0
مع ذلك ترددت موزعة بين هذا الإغراء الاستوائي ، وبين الرغبة في تحضير تقريرها حول المؤتمر في أقرب فرصة 0في النهاية قرر عنها الدكتور ماركوس :
- لن تتاح لك فرصة تقديم تقريرك قبل أسبوعين لاحقين 00سنكون مشغولين مع وفد ياباني 0
وقررت ليجي بسعادة أن هذا أفضل 00يجب أن أحصل على نصيبي من الحلوى وآكلها ! فقد كانت تعلم هذا الصباح أن لاشيء سيفسد عليها إقامتها عبر الأطلسي 00لكن بالطبع لم تفكر بأنها ستصطدم بفيكتور
دوما رشيه ،!
مع ذلك هناك شيء يجب أن تكون ممتنة له 00 خلال الست سنوات الماضية لم يتغير فيكتور 00في حين أنها تغيرت 00ولا مجال على الإطلاق أن يتعرف عليها ن في شكل هذه الشابة التي أصبحت 00بدلاً من الفتاة الخرقاء غيرا لمجربة ابنة 19 عاماً التي التقاها لوقت قصير في ( كورسيكا )0
مع قليل من الحظ – فكرت – يمكنها الحضور في المؤتمر دون أن تتلاقى طريقاهما0
لكن الصلوات ، للأسف ، ليست دائماً مستجابة 0فعلى الفور ، وقع ظل فوق كرسيها ، وقال بصوت عميق :
- عذرا آنسة 00يبدو أنك تجلسين على طاولتي0
أرجعت ليجي رأسها للوراء جفلة 00فهي لم تشعر أبداً باقترابه من طاولتها ن فسألته متحدية :
- طاولتك ؟
أحست باحمرار وجنتيها وهي ترفع نظرها لوجهه00
وياله من وجه ! وجدت نفسها تفكر بذهول 00الأنف المستقيم الروماني النبيل ، الفك المربع القوي ، الحاجبان الأسودان المعقوفان 00وهاتان العينان000كيف يمكنها نسيانها ؟ أنهما مذهلتان في جمالهما العنيف 00
ابتسم ابتسامة متفوقة :
- هذا صحيح آنسة 0000هذه طاولتي 0
ثم صمت ورمقها بنظرة بطيئة ن حملت إعجابا ظاهراً 0 بدا برأسها ذي الشعر البني الفاتح المتموج ، المسترسل في موجات ناعمة لكتفيها 00وتوقفتا على وجهها البيضاوي المكتمل بفمه الوردي وعينيه الرماديتين الواسعتين ، الممتلئتين في هذه اللحظات باستهجان غير خفي ، ثم تفحصتا خطوط جسدها الرائع 00الداخل بأناقة في بذلة بلون البيج ، وبلوزة بسيطة بيضاء00
وأضاف بكل رقة :- مع أنني لا أمانع أبداً في مشاركتك فيها00فصحبة امرأة شابة جذابة ليست شيئاً أتلهف لحرمان نفسي منه 0
إذن هو لم يتغير في هذا المجال أيضاً! فما زال زير النساء الذي لا يخجل كعادته ! رجل يحطم القلوب 00معاملا النساء كشكل رخيص من أشكال التسلية ، ولا يملك أخلاق !
لقد تابعت ليجي سلوكه الغريب ، بشكل متقطع عبر مقالات الإشاعات في بلادها 0 فهي تعرف أن محبوبتها اليانور لم تكن الوحيدة التي تحطم قلبها 0 فهذا الرجل الذي ارتبط أسمه علنا بالكثير من الأعمال الرائعة ن كان لديه في خصوصياته الكثير ليخجل منه 0
ضاقت عينا ليجي بالعداء :
- إذن أخشى أن يأتي الاعتراض مني 0
لهجتها كانت قاطعة ، وهي تستدعي الساقي الواقف طوال الوقت بين يديه :
- ربما يمكنك بكل لطف أن تشرح لهذا السيد إن هذه طاولتي ، ويجب أن يجد لنفسه طاولة أخرى ؟
تنحنح الساقي بإحراج واضح 0
- آسف آنسة ، لكن هناك بعض الاختلاط 00فالسيد على حق 00هذه طاولته 0
أحمر وجه ليجي بشدة ، ووقفت متخلية عن طبق سلطة المأكولات البحرية التي لم تنهه بعد ، وقالت بحده :
- أرجو أن ترشدني على طاولتي إذن0
تلاشت المسافة بينهما لما وقفت ن قربه المفاجئ منها كاد يغمرها ، ويهددها بطريقة حساسة 0 أحست ، أنه هو أيضاً يشعر بتقاربهما الجسدي المفاجئ00
فرك الساقي يديه بأسى :
- للأسف آنسة ، ليس هناك طاولة محجوزة لك 00لقد حصل خطأ في الكومبيوتر ، لقد أعطيت هذه الطاولة خطأً ، وأخشى أن تكون كل الطاولات الأخرى مشغولة 0
نظر بتوسل إليها ثم لفيكتور وقال :
- على أي حال إذا كان بالمكان القبول بعرض هذا السيد في مشاركته الطاولة ، فالمشكلة محلولة 0
هذا ما يظنه فمشكلتها بدأت للتو! قالت بتصلب :
- وإذا رفضت ؟
سحب الساقي أنفاسه ببؤس ، وأشار للغرفة المكتظة :
- حسناً 00بالطبع سنجد الحل 00لكنني أخشى أن هذا الأمر يستدعي مشاركتك الطاولة مع نزيل آخر 0
المشاركة مع مخلوق من البحيرة السوداء ، سيكون أفضل من مشاركة فيكتور دوما رشيه 00لكن ليجي أدركت أنها تسببت بمشكلة ن وأن الوحيد الذي يعاني من نتائجها الساقي المسكين 00الذي لم تكن غلطته 00وتصرفها الفظ مع فيكتور دوما رشيه ن لأم يحرك شعره واحدة من شعره ن بل كان على تعبير وجهه تسلية متفوقة 00فهذه الورطة التي وجدت نفسها فيها أثارت فيه روح المرح 0
من الأفضل أن تحني رأسها للظروف وتتحمل محنة تناول العشاء مع فيكتور دوما رشيه00ثم يمكنها أن تجد البدائل لما تبقى لها من إقامة 0
عادت للجلوس باستسلام مؤدب ، في حين أن عينيه استمرت في تأملها :
- حسناً جداً ، أنا موافقة في هذا الظرف 0
غمر الارتياح وجه الساقي ، وطفق يحضر مكان آخر 0
- غنه قرار حكيم ياآنسة ، أنا واثق أنك ستجدين هذا التدبير مرضياً0
هزت ليجي رأسها دون معنى محدد00وأرجعت ركبتيها للخلف خلسة بينما كان فيكتور دوما رشيه
يجلس قبالتها ، ويدس ساقيه الطويلتين تحت الطاولة 0 ثم تجاهلته متعمدة 00لكنه لم يكن ينوي أن يدعها بسلام فقد أخذ يراقبها 00وقال بهدوء :
- الساقي على حق00هذا تدبير مثالي 00شخصياً ، أكره تناول الطعام لوحدي0
كان في صوته لذعة سخرية خفيفة وكأنه يتعمد إثارتها 00ارتفع حاجبيه وهو يدعوها للرد :


قليل من الصحبة على مائدة العشاء ، مرحب به دائما 00ألا تظنين هذا ظ
أنه حقاً وسيم00إلى درجة لا تصدق00لم تجد مشكلة في تفهم ما كانت اليانور تراه فيه 00لطالما اعتبرت اليانور البالغة من العمر 25 والمطلقة ن قد أظهرت عيباً في بعد النظر والحكمة حين بدأت علاقتها مع فيكتور دوما رشيه، وذلك في انجرافها بلا احتراس مع رجل خطير 00لكنها على مستوى آخر ، لا تستطيع مغالطة ذوق أختها 0
تجولت عيناها في قسمات وجهه 00لتجد أنه تغير قليلا فقد أصبح أقسى عبر السنين ، وإن كانت وجدت وهو في 30 مذهلاً فإنه الآن في 36 أكثر وسامة ن وستكون حمقاء أن سمحت لنفسها أن تنخدع بعينيه اللتين تذيبان العظام , وابتسامته الساحرة ، قالت ببرود :
- هذا يتوقف على الصحبة 00فأحياناً أفضل أن آكل لوحدي 0
سأل بهدوء :
- الآن مثلاً ؟ تجدين أن صحبتي لا تناسب ذوقك حتى بعد معرفة قصيرة جداً ؟
هذا ما أوقفها عند حدها 00إذا كانت تنوي أن تبقى هويتها سراً وتتجنب كل العذاب الذي قد يسببه الكشف عنها 00عليها أن تتجشم عناء معاملته بحذر وتحفظ 0
عدلت من لهجتها وقالت :
- أنا آسفة ن لم أكن أقصد أنمنتدى ليلاس ألمح بمثل هذا 00فأنا لا أعرفك كما تقول 00الأمر فقط أنني أحس بالتعب ولست في مزاج جيد للحديث00وصلت منذ ساعات من لندن 0
رد على ابتسامتها بتفهم 00مع أنها أحست أنه رجل يتذكر الفظاظة ويرد عليها في الوقت الذي يختاره 00إنما الآن كان يضع قناع المواساة :
- أجل 00في الواقع السفر عبر الأطلسي متعي لأقصى حد 00ولقد تحملت لتوي سفراً مماثلاً من باريس 0 هل أنت هنا من أجل المؤتمر أم من أجل عطلة ؟
- أوه 00بل لأجل المؤتمر00فأمثالي لا يأتون هنا لقضاء العطلة ،إذ أن أماكن بهذه الفخامة مقصورة على أمثالك0
أدركت زلة لسانها 00فقد ارتفع حاجبيه مستغرباً إ وتركزت العينان المشعتان على وجهها :
- أشخاص أمثالي ؟ ماذا تغنين بالضبط ؟
شتمت نفسها على هذا التصرف الأخرق00ثم قررت متهورة أن تخدعه 00عموماً ماذا إمامها غير أن تخدعه ؟
-- طبعا كنت أخمن 00لكن بالنظر إليك يمكنني القول انك رجل ثري جداص0
كان في لهجتها شيء من السخرية البريئة 00استراحت عيناها على بذلته الكشمير والقميص المكتمل القياس ، وربطة العنقمنتدى ليلاس الأنيقة الطراز، ثم تحولتا نحو أزرار كم قميصه الذهبية وغلى يديه الطويلتين الصابع00
- أعذرني لو تكلمت بأشياء شخصية ، لكن من حولك دون أدنى شك جو الثراء0
إضافة لقلة الإحساس والتكبر 00اختار الساقي هذه اللحظة ليصل ويسجل طلب فيكتور دوما رشيه
00لكنها تابعت تبتسم ابتسامة اقتناع ن وهو يطلب ثم وهو يفكر بالرد عليها 0
- لم يكن لدي فكرة أنك تدرسينني عن كثب 0على أي حال لا أمانع أن يكون كلامك شخصيا هكذا ، تصرفي بحرية قدر ما تشائين آنسة0
أوقف التساؤل ومال إليها ك
- أخشى أن أكون لا زلت أجهل اسمك 00وربما حان الوقت لنتعارف0
ابتلعت ليجي ريقها 00فهذه لحظة قول الحقيقة 00فإما أن تكذب لتحفظ اسمها مجهولا ص ن وغما أن تعتمد على شكها في أن تكون اليانور في علاقتها معه قد كشفت أو ذكرت اسم شقيقتها الصغرى00 ففي تلك الزيارة القصير ة السيئة لكورسيكا قدمت نفسها له باسم ليلي اسم الطفولة الذي التصق بها حتى نهاية مراهقتها 00إضافة أن اليانور كانت معروفة بسم الزواج ن وايت00ومن الممكن أن يكون قد نسي اسم صديقته العائلي0
قررت أن تخاطر 00رجل مثل فيكتور دوما رشيه من المستبعد أن يتذكر التفاصيل الصغيرة لحادثة غير مميزة مرت في حياته 00رفعت رأسها لتقول ك
- اسمي ليجي دايلي 0
ها قد ذكرت اسمها ! ولفهم منه مايشاء !
- ليجي 00؟ اسم غير عادي 0
تمنت ألا يربط اسم ليجي بليلى ! ثم تنهدت في داخلها لما أضاف :
- لا أظن أنني سمعت مثله من قبل 00غنه جميل0
أسبلت جفنيها لتخفي ارتياحها 00وتمتمت :
- شكرا ً لك 0
- وأنا فيكتور دوما رشيه0
أضاف مبتسماً من عدم سؤالها :
- في حال تسألت ن أنا هنا لحضور المؤتمر أيضاً 00وأرجو أن تكون النتيجة مثيرة للاهتمام 00أنا أعمل في مجال الأبحاث العلمية0
كانت هذه فرصة رائعة 00لن تتركها ليجي لتمر 00نظرت إليه بعفوية مبالغ فيها :
- أظن أن لا علاقة لك بمؤسسة دوما رشيه 00اليس كذلك ظ
هز رأسه 0
- بل لي علاقة بالتأكيد ،منتدى ليلاس مؤسسها مارسيل دوما رشيه كان جدي 00في الواقع0
أجبرت ليجي قسمات وجهها على أن تبدو متأثرة بشكل مناسب 00على أي حال ، سبق أن تأثرت بهذا الاسم من قبل ، حين أعلنت شقيقتها أنها حصلت على وظيفة مساعدة شخصية للشاب اللامع رئيس غدارة مؤسسة دوما رشيه0
لكن مشاعرها تغيرت فلم تعلمها تجربة اليانور القاتلة إلا كراهية رئيس إدارة مؤسسة دوما رشيه
أخفت عينيها حتى لا يرى مشاعر الكره فيهما 00وارتاحت لما سال :
- أخبريني ليجي 00ما نوع عملك ؟
- عمل صيدلاني 00أنا مساعدة أولى للأبحاث في شركة عقاقير صغيرة جنوبي انكلترا0
- وهل هذا مؤتمرك الأول ؟ لم أرك في أي مؤتمر من قبل 00يرى المرء عادة نفس الوجوه القديمة مرات ومرات ، في مثل هذه المؤتمرات 00ومن التغيير المبهج رؤية وجوه شابة جديدة0
- إذن أنت تحضر المؤتمرات بصورة دائمة 000أليس كذلك ظ
تجاهلت الإطراء وركزت نظرها عليه وتابعت ك
- أنا مندهشة من أن يجد رئيس شركة كبيرة مثلك الوقت كي يلاحق مثل هذه الأمور0
- أحب أن أبقى على اطلاع شخصي بما بقوم به أقراني في العالم 00إضافة أن المؤتمرات أفضل مكان للقاء الناس وتبادل الخبرات والأفكار0
أراهن على هذا ! دون ذكر الفرصة في مقابلة الكثير من الوجوه الجديدة !
فيكتور دوما رشيه ، لن يتردد في أن يسئ استخدام مركزه العلمي في مثل هذا الحدث ، كي يضيف إناثا إلى لائحة انتصاراته !!
نظرت غليه نظرة سوداء ن ومع وصول الساقي يحمل أول طبق له من وجبته وطبقها الأساسي ، ليضع الطبقين على الطاولة 00فكرت برضى 00حسناً جدا ً ، مثل هذه التصرفات ستبعده عنها دون شك 00فهو لاشك تلقى الرسالة الآن ، بأنه سيضيع وقته هباءً إذا فكر بأن يضع نظره عليها!!
ستشعر بكثير من الرضي حين تتمكن من توجيه ضربة رفض لزير النساء المتكبر فيكتور دوما رشيه00لو تهور وحاول معها00
أكملا طعامهما بصمت 00ظهر الساقي فجأة وهو يصب لها وله العصير ك
- هناك مكالمة لك سيد فيكتور دوما رشيه00هل تأخذها عند مكتب الاستقبال أم هنا ؟
نظر إلى ليجي ساخراً ، وهز رأسه 0
- سآخذها هنا 00أنا واثق أن السيدة الشابة لن تعترض ؟
- أبداً00
لو كان سيمضي ما تبقى من وجبة الطعام يتحدث للهاتف ، فستتخلص من الانزعاج في الحديث معه 0
لكن المكالمة كانت قصيرة جداً 00بعدها أخرج من جيبه آلة تسجيل صغيرة ، يملي فيها رسالة قصيرة , ورقم هاتف 00قال وهو يضعها على الطاولة :
-إنها وسيلة لا تقدر بثمن 00الرسائل المسجلة على قطع الورق تضيع دائما ً0
ابتسمت :- كم هو مزعج إضاعة أرقام الهواتف ، خاصة المهمة جداً0
ظنت أنها رأت شبح ابتسامة ن وكأنه فهم ما تعنيه ، رفع حاجبه بشكل خبيث وسأل :
- هل تخططين للعودة مباشرة إلى انكلترا بعد المؤتمر ؟
لماذا يسأل ،؟ نظرت لعينيه :
- في الواقع لا0 أخطط لقضاء أسبوعين في الاستلقاء على شواطئ ( باربادوس ) أولاً0
رفع حاجبيه ك
- ظننتك قلت من قبل الآن إن مثل هذه الفخامة هي أبعد من منال أشخاص مثلك ؟
لقد تذكر تعابيرها الهازئة !!
- عادة 00أجل 0لكن بما أنني هنا 00اكتشفت أنني استطيع هذا بشكل رخيص نسبياً 00بكلفة أقل مما يمكن أن ادفعه لرحلة إلى أسبانيا 00وبالطبع سيكون الفندق الذي سأقيم فيه متوسط ، وليس فندق خمسة نجوم ،التي يرتادها أمثالك0
- طالما أنها نظيفة وخالية من الحشرات المؤذية ،منتدى ليلاس لا سبب يمنعك من السكن فيها 00بالطبع تفحصت المكان جيداً؟
- أتعني 00لأنعه قد لا يكون00نظيفاً و00خالياإ من الحشرات ؟
الفكرة نفسها إخافتها وجعلت الكلمات عالقة في حلقها 0ولم يكن فيكتور دوما رشيه مستعداً لطمأنتها 0
- في مثل هذا الجزء من العالم ن هذا ممكن طبعاً 00مع أنه من غير المعقول أن تنزعجي لبضعة صراصير 0
كبحت ليجي ارتجافها :
- صراصير ؟ لا تقل لي أنها تدخل غرف النوم !
- إنها تدخل لكل مكان عزيزتي ليجي 00ومع أنها كبيرة وأحياناً كبيرة جداً ، إلا أنها لا تؤذي ، احتفظي بعلبتين فقط من المبيدات قرب سريرك ،منتدى ليلاس وستتمكنين من السيطرة عليها 0
السيطرة عليها ؟! كم يعتقد أنها ستواجه من هذه المخلوقات المخيفة ؟
ارتجفت ليجي 00أنه يقول هذا الكلام متعمداً 00بالطبع وبهذا يرد على فظاظتها معه 00ولا يمكنه أن يختار سلاح أشد ثاثيراً فخوف ليجي من المخلوقات الزاحفة يكاد يصل لحد الأسطورة بين أصدقاءها!!
عندا جاء الساقي لرفع الأطباق الفارغة ن كانت تحس به يراقبها لا شك أنه تمتع برؤية الشحوب على وجهها بسبب كلماته الغير لطيفة 0وكانت متأكدة انه لم يلاحظ هفوة الساقي العرضية التي دفعت آلة التسجيل على الأرض 00قدلا تكون هي نفسها قد لاحظتها ، لولا أنها وقعت على بعد قليل منها 0
للحظة , كادت أن تنحني لتلتقطها وتعيدها إلى صاحبها 00لكنها توقفت وهو يتابع قوله بطريقة متعالية 0
- إذا كانت مثل هذه الأشياء تزعجك كثيراً ، يجب أن تبقي في أوروبا لأجل مغامراتك 00فمثلاً في جزيرتي كورسيكا ، لدينا حصتنا من الحشرات بالطبع ، لكنها على مستو أخف 00هل ذهبت يوماً إلى هناك؟
اختفى كل الخوف والتفكير بالحشرات الزاحفة من رأس ليجي 00وكل ما أصبحت تحس به آلة التسجيل قرب قدمها ، وموجة من الإثارة المتهورة تملأ نفسها 0واستمرت في التحديق عبر الطاولة لتسأل بغباء :
- هل ذهبت يوماً000أين ؟
- كورسيكا 0
- آه 00 كورسيكا 00لا0
ثم أضافت بابتسامة آلية ،منتدى ليلاس وفكرة مفاجئة أخذت تتكون :
- في الواقع يجب أن اذهب إليها يوماً ، 00يقال أنها جزيرة جميلة 0
- إلى حد كبير 00وإذا زرتها يوماً ، سيكون لي شرف استضافتك 0
حقاً ؟000هذا لن يحدث أبداً !! مرة واحدة كانت أكثر من كافية0
تظاهرت بالتقدير :
- هذا لطف كبير منك 0يجب أن أتذكر أن ابقي عرضك في تفكيري 0
قّربت آلة التسجيل إلى حقيبة يدها الموضوعة أرضاً بحركة من قدمها ، ثم تثأبت :
- أظن الوقت حان لإنهاء يومي 0 إذا كنت لا تمانع سأتركك الآن 0
أحنى رأسه :
- تقضلي0
انحنت لأخذ حقيبتها ، كانت مسجلته أمام عينيها بالضبط 0 ترددت مقدار خفقة قلب 00فما تخطط له أمر خاطئ 0لكنها فكرت بكورسيكا واليانور وكل المرارة القاسية التي أعادها وجوده إليها 00وباحساس انتصار بسيط ، مدت يدها لتطبقها على الآلة المعدنية 0 وفي لحظة كانت تدسها في حقيبتها ، وقفت بثبات قائلة :
- من اللطف مقابلتك سيد منتدى ليلاس دوما رشيه00أتنمى أن تتمتع بالمؤتمر 0
- أنا واثق أنني سأتمتع ، وأتطلع شوقاً لرؤيتك وقت الإفطار غداً 0
لو رأيتك أنا أولاً فسوف لن تراني !
لكنها كبحت إغراء أن تقول ذلك بصوت مرتفع 0ووضعت حقبتها بعفوية على كتفها واكتفت بالقول :
- عمت مساءً.
ثم اتجهت عبر الغرفة المزدحمة ، وقلبها يخفق كالطبل داخل صدرها ..وكأنما حاسة سادسة تقول لها كم ستحس بالمرارة والندم على الأمر الغبي. الذي قامت به لتوها.
**************************************

dali2000 13-07-08 10:28 AM


2- في قبضة يده

لم يكن في نية ليجي ولو لمرة واحدة ، سرقة آلة تسجيل فيكتور دوما رشيه ، ولا الاستماع لما يكون مسجلاً فيها 00التهور المفاجئ الذي دفعها لأخذها ، مبعثه رغبة بسيطة لإحباطه 00ومع أنها كانت حركة تافهة إلا أنها بدت كطريقة صغيرة للانتقاممنه00فقد ملأها الغضب والرغبة السوداء للانتقام عند ذكره لكورسيكا0
خارج غرفة الطعام ن وهي تنتظر المصعد ، ليحملها إلى غرفتها في الطابق الثاني والعشرين 00ذهلت لأنها نفذتما فعلته من دون ارتجاف أو عاطفة ن لكنها من الداخل لم تكن هكذا 00الذكريات التي أثارتها ذكره لكورسيكا كانت لا تزال تؤ لمها 0
دخلت المصعد 00وحدثت نفسها بمرارة :منتدى ليلاس أتسمين هذا انتقاماً ؟ هذا العمل الطائش المثير للإشفاق بالكاد يصل لاسم انتقام ! كل ما فعلته هو حرمانه مؤقتاً من بضع أرقام هاتف !! رمت حقيبتها في غرفتها بكل ما تحتويه بازدراء في زاوية طاولة الزينة ، حقاً 00إذا كان هذا أفضل ما تستطيعيه من الانتقام لأجل أختها ، فمن الأفضل التخلي عن الفكرة 0
خلعت حذاءها ونزعت عنها السترة 0 ثم اتصلت بخدمة الغرف :
- كوب من الحليب الساخن أرجوك 0
ربما سيساعدها هذا على النوم 00لقد عرفت أنه من الصعب نومها بسهولة0
لقد كانت مجنونة عندما أخذت المسجلة !! من أي زاوية نظرت للمسألة ؟ فالحقيقة أن ما فعلته كان سخيف تماماً حتى من زاوية اعتباره انتقاماً 0 فرجال مثل فيكتور دوما رشيه يبحرون في الحياة دون اكتراث 00ودون أن يستطيع أحد أن يتحدى منتدى ليلاس تصرفاتهم 00إنهم ماكرون 00ةلا يدفعون ثمن جرائمهم 0
رجال مثل هؤلاء ليسوا قلة 00فوالدها كان واحداً منهم ، تخلى عن زوجته ، وابنتيه الصغيرتين منذ أكثر من عشرين سنة 0
وبالطبع كان هناك جيريمي مؤخراً00000
أبعدت الذكرى عنها 00فقد أصبح جيريمي من الماضي الآن 0لكنه مازال مثالاً يذكرها بالقسوة التي يتصرفون بها الرجال 00مع أنها تشك في أن يصل إلى قسوة الرجل الفرنسي فيكتور دوما رشيه في هذا المجال 00
تناولت الروب القطني ووضعته عليها قبل أن تدخل الحمام 00كلما فكرت بالأمر أحست بمدى غبائها لمخاطرتها مع فيكتور دوما رشيه00فأخذ آلة التسجيل غباء ومن الأفضل إعادتها غليه 00وفي أسرع وقت ممكن 00ودون أن يشك في أنها لعبت دور في إخفائها 0
شدت حزام الروب حول خصرها النحيل ، وانحنت لتدير حنفيةمنتدى ليلاس الماء الساخن 00يمكنها التفكير في كيفية إنجاز مهمتها وهي مسترخية في المغطس 00ترشف كوب الحليب 00
ابتسمت لنفسها عندما سمعت طرقة حادة على باب غرفتها واستقامت ، لقد كانت خدمة الغرف سريعة في تلبية طلبها 0
نادت بعد سماع دقة أخرى :
- قادمة !
فتحت الباب مع ابتسامة شكر 0لكن ابتسامتها خبت لما رأته عند الباب 0
قال بلهجة غير ودية :
- تقابلنا ثانية 00لم أكن أتوقع هذا الشرف سريعاً0
كان رد فعلها الفوري أن صفقت الباب في وجهه 00لكن سيئاً في وضعية جسده الطويل بدا مهدداً و يملأ الباب ويتسبب في تجمد أصابعها الفوري على مقبض الباب 00كانت ردة فعله أسرع منها بالتأكيد ، إذ دفع الباب للوراء قبل أن تغلقه نصف إغلاقه ،فليس لديها الرغبة أن تنقلب هذه المواجهة جسدية0
هكذا دفعته ، وكأنما هي في خجل من ملابسها الخفيفة ,وقالت :
- أخشى أن تكون فاجأتني في لحظة غير مناسبة 00كنت استعد لتوي لدخول الحمام0
تبخر الأمل الضعيف في أن يكون فهم التلميح فجأة وهو يخطو إلى الأمام 00نظر مباشرة لعينيها :
- لنبدأ بالأهم أولاً 00أظنك تملكين شيئاً يخصني ؟
في تلك اللحظة كان أمامها خياران 00إما أن تتوسل غفرانه وتعيد إليه آلة التسجيل , وإما أن تنكر كل صلة بما يتحدث عنه ، آملة أن تستطين أن تقنعه ببراءتها 00لم تأخذ أكثر من ثانية لتتخذ القرار وهي تنظر لعينيه الغير متسامحتين 0
رفعت حاجبيها متعمدة ، وقالت :
- أخشى إن لا تكون لدي أدنى فكرة عما تتحدث عنه 0
الاعتراف سيكون دعوة مفتوحة للمتاعب ومن الأسلم خداعه 0
- آوه 000لا ؟ ما أتكلم عنه آنسة دايلي هوآلة التسجيل التي حملتها معك بكل ذكاء 0
تقطب حاجبيها أكثر :
- آلة التسجيل ؟ وما الذي جعلك تظن أنني أخذتها ؟
وأطلقت ضحكة تجاهل مكملة :
- لا حاجة لي بآلة تسجيلك سيد دوما رشيه 0
لو أنها التزمت موقفها فلن يكون لديه خيار سوى التراجع وتصديق كلمتها 00ثم أول ما تفعله في الصباح تحضير خطة لإعادة آلة التسجيل إليه 0
- إذن تنكرين انك أخذتها ؟
- بالطبع أنكر 0
آنسة ديلي ، أنا أرى أنك منتدى ليلاس لست لصة فقط بل كذلك وقحة, فضلاً عن أنك كاذبة غير صالحة !
دفع الباب على مصراعيه ، ليرسلها للخلف متعثرة واقتحم غرفتها بغضب 0
وقف وسط الغرفة و وكأنه غضب غير مكبوت مندفع من الظلام 00وطافت نظراته مفتشة هنا وهناك 00ثم قال :
- أخبريني ماذا فعلت بها بكل لطف0
- قلت لك أنا لم أفعل بها شيئاً ! ثم أي حق تظن نفسك تملكه لتقتحم غرفتي بهذا الشكل ؟
فجأة وقعت عيناه على الحقيبة الموضوعة على طاولة الزينة ك
- آه 00!
بخطوتين وصل إليها وأمسك بها 00برعب راقبته وهو يفتح السحاب ثم يستدير إليها ممسكاً المسجلة بيده 0
- لا تعرفين شيئاً عنها 00أليس كذلك ؟ إذن أرجوك أن تفسري لي كيف وصلت إلى هنا ؟
كانت ليجي قد توقفت أنفاسها ، وأحست أنه سيغمى عليها وتمتمت :
- لست أدري 00أقسم أنني لا أدري 0
وقف أمامها :
- أرى مزيداً من الأكاذيب إضافة إلى أنك لصة وقحة وكذابة! أنت كذلك كما أرى جبانة تثير الشفقة 00على ألأقل ليكن عند الشجاعة للاعتراف بفعلتك !
ابتلعت ريقها بخشونة وقالت :
- لا بد أنها وقعت من فوق الطاولة إلى حقيبتي ! دون أن الحظ ذلك ، 00أنه التفسير الوحيد الذي استطيع التفكير به0
- ويا له من تفسير ضعيف واه 00أتتوقعين مني جدياً أن أصدقه ؟ إذا كنت تضنيني مغفلاً فأنت ترتكبين خطأ فادحاً0
وهذا ما تعرفه جيدا 00قيكتور دوما رشيه ليس مغفلاً00إنه عابث جريء قاسي متسلط متعجرف ن مسلح بذكاء قاطع 00وعليها أن تجد ماهو أفضل من هذا لتقنعه 00لكنها لم تتوصل لشيء 0
- لماذا لا تصدقني ؟ لماذا ارغب في آلة تسجيلك ؟
ابتسم بتهجم و وهو مازال ينظر إليها :
- هذا سؤال من السهل الرد عليه 0هناك أشياء في هذا الشريط قد تهم زميلاً عالماً، وكما قلت لك استخدم الشريط كدفتر مذكرات ، أخزن فيه الأفكار وأرقام الهواتف 00ألهذا السبب أخذته ؟ هل أنت جاسوسة صناعية
- يا إلهي لا! يالها من فكرة منافية للعقل !
- أخشى أنني لا أجدها منافية للعقل أبداً00بل على العكس أعتبرها التفسير الأكثر احتمالا0إلا إذا استطعت الخروج بتفسير أفضل 00طبعا0
كادت ليجي أن تقول الحقيقة 00لكن هذا سيقودها لكافة أنواع المتاعب والتفسيرات التي تتجنبها 00لذا سارعت تؤكد بصوت صغير صادق :
- أي شيء آخر يمكن أن أكون ، فأنا لست مجرمة 0
نظر إليها طويلاً 0
- سنرى إلى أي مدى سيقتنع الآخرون بنكرانك 00لأنني أنا لا زلت أشك في ذلك 0
مد يده وضغط زر الإقفال في المسجلة وأعادها لجيبه وهي تتابع ما يفعله برعب وأضاف بتلذذ ساخر :
- كما ترين ، حديثنا كله أصبح مسجلاً0
أحست أن لغماً انفجر في وجهها 00نظرت إليه ببلاهة وسألته بارتجاف:
- ولماذا سجلته ؟
- كدليل 00لأستخدمه ضدك 00لو قررت أن أفعل 0
وابتسم لها ابتسامة القرش المفترس 0
ابتلعت ريقها بصعوبة , فأحست بالمرارة :
- لاستخدامه 00ضدي 00كيف ؟
هز كتفيه :
- أستطيع الآن رميك خارج المؤتمر ، كبداية0
ورفع يده ليفرقع أصابعه في وجهها مكملاً:
- هكذا 00وفي دقيقتين ! ولو صممت ، لاستطعت على الأرجح أن أرميك خارج عملك0
جمدت ليجي ، فاقدة القدرة على الكلام 00كيف يعقل أنها لتحرك غبي ، انهالت كل الكوارث على رأسها ؟
أشاح بنظره عنها ، عيناه تتجهان إلى الحمام ك
- لكن ، أخشى أن يكون لديك الآن مشكلة فورية ، فإذا لم أكن مخطئاً 00أسمع صوت ماء يجري 0
الحمام 00! لقد تركت الماء مفتوحا في المغطس ، ونسيته تماماً وسط كل هذه الورطة 0
استدارت بشهقة مخنوقة وركضت للحمام 0لابد أن المكان كله يطفو الآن بالماء ! رأت أنها على حق 00كانت المياه الساخنة في شلالات يتصاعد منها البخار تتدفق من فوق المغطس أما الأرض فكانت مغمورة بإنشين من الماء الساخن على الأقل 0
ويا للأسى ، ليست كافية لأن تغرق نفسها فيها 0
الطيف الأسمر عند الباب كان يراقب الأضرار بعين غير مهتمة :
- يالها متورطة 00لكن لا تقلقي ، ستجف وحدها 0
أشار إلى ثقب معدني مستدير وسط الأرض الزرقاء 0
- البالوعة ستبتلع معظمها 00أفض شيء تفعلينه هو تركها لفترة 0كان على حق فالبالوعة فعلاً قد بدأت تبتلع بشدة الماء المتدفق إليها00نظرت إليه نظرة جانبية ، شاعرة بالسرور لوجوده 00ثم أدركت فوراً مدى غباء هذا الإحساس 0فما كان جرى ما جرى لو انه لم يلهها 0!
عاد تفكيرها ببؤس لآلة التسجيل ، فانتزعت منشفة ولحقت به إلى غرفة النوم 00جففت قدميها المبتلتين ، ورمت المنشفة على السرير 00
حين رفعت نظرها إليه ، أبصرته يقف هناك يراقبها ن يمد يده بكوب حليب طويل0
- خادم الغرف جاء بهذا وأنت في الحمام 00من الأفضل أن تشربيه وهو ساخن 0
ياله من اهتمام ! أخذت الكوب الساخن حذرة لتتجنب أصابعه كانت تفكر أن هناك شيء مربك في قدرته الرهيبة على التعامل بطريقتين مختلفتين في آن واحد ن في لحظة ن يكون المتسلط الغاضب ن وفي الأخرى يسدي إليها النصيحة في مسالة الحمام!! ويبدي اهتمام بكوب حليبها0وتسالت أي جانب منه ستواجه الآن ، 00وعاد المتسلط00
- كما كنت أقول 00يمكنني أن اسبب لك مشاكل كثيرة لو شئت 0
لم يخطر ببالها أبداً الشك في هذا 0فقد أدانت نفسها بفمها وهو قد سجل ذلك ، وسيكون من السهل رميها خارج المؤتمر 0
انقلب قلبها رأس على عقب ، ياله من موقف مشين ! مع أنه قد يكون مبالغ قليلاً حين هدد برميها خارج المؤتمر ، إلا أنه لديه القدرة لتأخير ترقيتها ، وهذا أمر سيء بما يكفي 0 أحست بدوار فسألته :
- وهل ترغب في هذا ؟
نظر إليها طويلاً :
- لم أقرر بعد0
ربت على الجيب الذي يحوي المسجلة ، وابتسم بسخرية متعمداً تعذيبها :
- طالما أبقي الدليل في أمان ، أستطيع أن أقرر متى شئت 00من يعرف ؟قد يكون من مصلحتي أن أبقي الأمر سراً بيننا0
أحست ليجي بأصابع باردة تمر على ظهرها 00هل هذه إشارة ذكية لنوع من الابتزاز ن ضاقت عينيها :
- إذا كنت تفكر بشيء من الابتزاز ، أستطيع أن أعدك بأنك تضيع وقتك 00فأنا لا أملك مالاً أعطيه لك 0
ابتسم مشمئزا :
- لا تقلقي ، لست بحاجة لمالك 0لدي منه ما يكفيني 00لكن ربما لديك ممتلكات أخرى تهمني 0
فتح الباب وهي تحترق تحت نظراته ن وخرج مكملاً ك
- حين أصل إلى قراري سأعلمك 0أما في الوقت الحاضر ( عزيزتي ) تمتعي بحريتك 0
أصبح التمتع بأي شيء فجأة بعيد عنها00حتى حين دخلت المغطس ، وأطبقت عليها المياه الساخنة ، لم تتمكن من نفض الثقل عن قلبها0استلقت بين الفقاعات ن وأغمضت عينيها 00ألم يوقع ما يكفي من ضرر بعائلتها ؟
كان تفكيرها مع تدفق اللم والغصب فيها ، يعود لكورسيكا ، إلى ذلك الصيف منذ ست سنوات 0حين بدأت مأساة أختها 00
كانتا قد طارتا إلى هناك في إجازة ، هي وأمها بناء على إلحاح اليانور 00الحب الذي كان يزهر بينها وبين فيكتور منذ أشهر ، بعد ذهابها للعمل مباشرة ، بدا يتجه إلى النهاية السعيدة 00فقد كتبت تقول أنهما سيعلنان الخطوبة قريباً0
من الطبيعي أن تبتهجا لأجل اليانور00فالشقيقة الفاتنة المغامرة الشقراء الشعر ، المختلفة تماما عنها ، كان يحق لها ببعض السعادة في حياتها الخاصة 00فمنذ سنة سبقت انتهى زواجها القصير بالطلاق 0وقبل ذلك مرت بسلسلة من العلاقات ، تحطمت كلها 00وكان من الرائع أنها وجدت أخيراً الحب الحقيقي 0
لكن ليجي اضطرت لتغيير رأيها بطريقة أو بأخرى منذ اليوم الأول لعطلتهما القاتلة0
كبداية لم يكن هناك دليل على وجود فيكتور ، وأخبرتهما اليانور عن السبب بشيء من القلق :
-أظنه متوتر الأعصاب لأجل لقائكما 000لا تقلقا ستريانه في الغد 0
وفعلا ظهر في الغد ، مفاجئاً الثلاثة ومصراً بسحر كبير على تقديم العشاء لهن تلك الليلة 00وكان العشاء رائعاً 00وكان فيكتور فيه المضيف الكريم 00مه أن ليجي كانت تراقب دون إعجاب الطريقة الآلية التي كان يعامل فيها اليانور 0لم تر شيئاً من حبه في مواجهة العينين المتسعتين لأختها 0
كذلك لم يكن هناك أثر للتوتر الذي نسبته له اليانور 00فيكتور دما رشيه ، كما استنتجت ليجي بسرعة ، كان رجل أعصابه من حديد 00ولذلك كان أقلهن عجباً للكارثة التي حلت في الأمسية التالية 0
قال لهن أنه سيكون مشغولاً في الأمسية التالية واقترح تناول العشاء تلك الليلة في الفندق الذي تنزل فيه ليجي مع أمها 00وكاد أن يحصل لولا تدخل القدر 00
قالت ليجي متحدية أختها بتهور :
- سمي لي أفضل مطعم اسماك على الجزيرة ؟
حين أجابت اليانور ، قالت بإصرار:
- فلنذهب إلى هناك الليلة 00على حسابي !
كانت تقصد بذلك إبهاج اليانور وطرد النظرة الحزينة مت عينيها 00ولم تكن تخمن ولو بعد كليون سنة ذلك العذاب الذي ستأتي به تلك الأمسية 0
لم يمض على وجودهن في المطعم أكثر من نصف ساعة، حتى دخل فيكتور دما رشيه وفتاة جميلة في ذراعه 0
بدا أنه لم يلحظ وجود اليانور في البداية 00وهذا لم يكن عجيباً نظراً لانشغاله مع شريكته 0كل السحر الذي كان ينقصه وهو في رفقة اليانور ، التي وعدها بالزواج ، كان يشع من وجهه الآن 00
راقبت ليجي بألم اللون يجف من على خدي شقيقتها 00واضطرت للتخلي عن سكينتها وشوكتها 0 ثم وقفت بشكل أخرق وتمتمت لليجي وأمها ك
- أعذراني 00أنا آسفة لكنني لا استطيع البقاء عنا 0
بعد لحظة كانت تسير متهاوية نحو الباب ، وعيناها مليئتان بالألم والدموع ن تاركة ليجي وأمها مسمرتين على الطاولة 0
بدا إن فيكتور لحظتها فقط لاحظ ما جرى فانتقلت عيناه من الطيف المنسحب ، إلى الأخرتين الجالستين بكلالة إلى الطاولة 00وللحظة خاطفة ، أظهر وجهه بعض آثار الندم التي زالت بسرعة 00وحل مكانه عدم اكتراث بارد متعجرف 00
بدت كراهيتها له في تلك اللحظة بالذات ن ولولا تدخل أمها قائلة :
- أظن أن علينا المغادرة كذلك 0
لكانت مستعدة ن أن تذهب إليه وتمزق وجهه بيديها العاريتين 0
طبعاً تدمرت العطلة 00وأمضت اليانور الأيام التالية باكية 00وابتعد فيكتور دما رشيه عن طريقهما لما تبقى من إقامتهما 00
عادت اليانور إلى انكلترا بعد الحادثة بقليل ، وناضلت بشجاعة قرابة السنة 00لكنها كانت ميتة في داخلها 00لقد ماتت منذ ذلك اليوم في كورسيكا 00وما تبقى مسألة وقت فقط0
عضت ليجي على شفتيها تمنع شهقة بكاء وهي تتذكر ذلك اليوم ، منذ خمس سنوات ، حين تلقت اتصال يقول أن اليانور ماتت 00وجدت وحيدة في شقتها منهية حياتها الشابة بجرعة كبيرة من الأقراص المنومة00
استمطرت ليجي اللعنات على اسم فيكتور دما رشيه أمام الخبر المريع ن فهو الذي قتلها وكأنه أطلق النار على رأسها 0
طوال هذه السنوات لم يتصل بالعائلة ليقدم التعازي000مع أنه لا بد قد عرف بموتها 00والحقيقة القاسية أنه لايهتم 00فلديه أشياء أفضل من أن يضيعها في الحزن والندم 00
ارتجفت ليجي وهي تتذكر هذا 00هذه أخلاق الرجل الذي وقعت بين براثنه000
لم تنم ليجي سوى قليلاً تلك الليلة ، وكانت أول صورت تقفز لرأسها وهي تصحو في الصباح ، لـ فيكتور دما رشيه00
تباً له ! فليلاحقها إذا أراد لكنها لن تسمح له بتعذيبها !!
أيمكن أن ينفذ تهديده ويرميها خارج المؤتمر ؟؟00لا 000فلديه أشياء كثيرة يقوم بها أفضل من أن يزعج نفسه بها 00طالما ستكون حذرة في البقاء بعيدة عنه 00فستبقى آمنة00
أحست بعد الفطور أنها أقل تأثراً ففي يدها ورقة رابحة !! فهي تعرف من هو ن وماذا فعل باليانور ؟ بينما هو لا يعرف هويتها 0
لم تكن كيف تستخدم هذه الميزة 00ولكن قد تمكنها أخيرا في قلب الطاولات في وجهه0
بعد الفطور ارتدت تنورة جذابة وبلوزة زرقاء مخططة 00وأسرعت لحضور المؤتمر 00أرادت أن تحل مشكلة الطاولة ، لكنها قررت أن لا وقت لديها 00وفي الوقت الحاضر ستبذل جهدها لتبقى في الطرف البعيد من المحاضرات !!
لحسن الحظ ، وقعت عيناها عليه حال دخولها 00كان يجلس في الصف الأمامي يدير ظهره إليها وهي تدخل القاعة 00أحست ليجي بقلبها يعتصر كراهية وهو ينظر حوله ليعلق على شيء لصاحبه 0لمحت بنظرة سريعة جانب وجهه00من القساوة أن يمتلك هذه الجاذبية المكتملة هذا الرجل غير المكتمل الأخلاق!
أول محاضرة كانت لمدير شركة أبحاث من دوسلوروف في ألمانيا ، وكانت ملفتة للنظر0
0 إذا كان هذا هو المستوى الذي نتوقعه ن أستطيع القول أني سعيد لمجيئي 0
التفتت ليجي إلى جارها المتكلم منتدى ليلاس لتجد نفسها تنظر إلى عينين بنيتين في وجه ودود 0
وأكمل يقول بمرح:
- مرحباً ، أنا آلن ، من فيلادلفيا0
ثم استدار إلى شاب أحمر الشعر قربه :
- وهذا كاري ، إنه من بوسطن 0
كان فيهما شيء دفعها للاستجابة لهما فوراً 00قالت مرحبة :
- مسرورة بلقائكما 00أنا ليجي من انكلترا 00كنت أفكر لتوي بما قلته 0لقد سمعنا محاضرة مثيرة 0
- أعتقد أن التالية ستكون جيدة كذلك 00فمن سيلقيها اضطر إلى ملء فراغ شخص اضطر للغياب 00سمعته من قبل منذ سنتين ، وهو يعرف تماماً ما يقول 00لدينا نصف ساعة قبل البدء 0ما رأيك بالانضمام إلينا لفنجان قهوة ؟
لم تتردد وهي تقول ك
- أود ذلك 0
فيكتور دما رشيه لا يمكنه إزعاجها وهي برفقة الآخرين 00
- سيرا أمامي ، أكاد أموت شوقاً لفنجان قهوة !
كانت نصف ساعة لطيفة جداً 00آلن وكاري يعملان في نفس الحقل الذي تعمل فيه ، كان للثلاثة الكثير ليتحدثوا عنه 00حين قرع الجرس توجهوا إلى مقاعدهم 00أحست ليجي بالاسترخاء 00لقد حلت مشكلة الطعام 00فما إن ذكرن مشكلتها ن مع إغفال فيكتور دما رشيه، حتى سارع الشابان لدعوتها للانضمام إليهما 00
نسيت مؤقتاً وهي مستقرة بسعادة في مقعدها لسماع المحاضرة التالية ، كل شيء عن فيكتور دما رشيه لكن آلن لكزها في ذراعها :
- هذا هو 00الرجل الذي أخبرتك عنه ، الذي اضطر للحلول بدل الشخص الآخر0
رفعت نظرها للمنصة ، مع تفجر منتدى ليلاس عاصفة التصفيق ، انخلع قلبها وتلاشت ابتسامتها 00بالطبع كان يجب أن يكون هو 00ومن غيره ؟00 فيكتور دما رشيه0
راقبت مشدودة الشفتين ن ساخطة لارتفاع التصفيق الرجل الطويل يسير بثقة عبر المسرح إلى المنصة 00ألا يمكن لشيء أن يزعج هذا الرجل ؟ 00ألا يمكن أن لا يبدو مسيطراً على كل شيء ؟ألا يمكن لشيء ، ولو جزئيا ، أن يقلقه ؟
أسر اهتمام مستمعيه بعرض مهني لساعة كاملة ، حتى ليجي وهي تنضم لعاصفة التصفيق في نهاية محاضرته كانت متأثرة ولو بشيء من الضغينة 00أنه لم يأت إلى هنا لمجرد إضافة انتصار جديد إلى لائحة علاقاته!!
مال آلن يصيح في أذنها ك
- ألم أقل لك إنه جيد ؟
- أجل قلت لي 0
كانت تتمنى لو أن النظارة يعرفونمنتدى ليلاس الرجل المختبئ وراء واجهته0فليس من العدل ولا من المناسب لمن هو مثل
فيكتور دما رشيه أن ينظر إليه عالمياً بهذه الرفعة 0
قاطع آلن أفكارها :
- هذه آخر محاضرة في الصباح 00فلنذهب لنتناول الغداء 0
وافقته ليجي :
- فكرة جيدة 0
أحست بالابتهاج يسري في جسدها لتفكيرها بأن فيكتور دما رشيه سينتظر عبثاً أن تنضم لمائدته 0
قال آلن :
- فلنحاول الوصول لغرفة الطعام قبل أن يتدفق الجمع إليها 0
انفصلت ليجي عن صديقيها الجديدين بسبب الزحام 00أخذت عيناها تبحثان في بحر الرؤوس والوجوه 00أين اختفيا بحق الله ؟
- أتبحثين عني ؟
استدارت مرتبكة لسماعها صوتاً ، متوقعة أن ترى آلن أو كاري 00لكن بدلاً منهما وجدت نفسها تنظر لوجه مألوف وعينين زرقاوين مشعتين ، طويلتي الرموش 0
بازدراء أجابت :
- لا00أنا لا أبحث عنك بكل تأكيد !
تراجعت للوراء واصطدمت برجل فترنحتمنتدى ليلاس بشدة لفقدانها توازنها ، وكادت تسقط 00لكن يد قوية امتدت لتعيد إليها توازنها 0
- تعالي ، دعيني أرافقك بعيداً عن هذا الحشد 0
قبل أن تلتقط أنفاسها 00كان يجرها جهة الباب وهو يقول :
- استفقدتك عند الفطور 0خاب أملي 00هل أطلت النوم ؟
- لا 00تناولت فطوري في غرفتي 00والآن هل تسمح بكل لطف أن تتركتي 00فلدي موعد للغداء 0
- حقاً 00لكن الموعد معي عزيزتي ، وستتناولين الغداء على طاولتي 0
أحست بقلبها يهبط ، واحتجت :
- هنا أنت مخطئ 0
- أنصحك أن لاتحاولي الجدال 00وتذكري حديثنا ليلة أمس 0
أحست برعب 00إذن اعتقادها أن تهديداته ليست جدية لم تكن إلا اعتقاد واهم 000
وهي تشيح بنظرها عنه مهزومة ، قادها نحو غرفة الطعام 0 وقال مشيرا برأسه إلى الشابين :
- أنظري 00صديقاك ينتظرانك 0من الأفضل أن تذهبي لتعلميهما إنك غيرت خططك 00لكن لطفاً ، أسرعي قدر المستطاع 00سأنتظرك على الطاولة 0
بساقين متصلبتين سخطاً ، فعلت ليجي ما قيل لها 0فإذا كانت تكرهه من قبل ، فهي الآن تخافه أيضاً لإذلاله لها 00أيها الوغد فيكتور دما رشيه00سأجد طريقة تجعلك تأكل التراب حتى لو كان هذا آخر شيء أفعله !


*********************************************

dali2000 13-07-08 10:28 AM


2- في قبضة يده

لم يكن في نية ليجي ولو لمرة واحدة ، سرقة آلة تسجيل فيكتور دوما رشيه ، ولا الاستماع لما يكون مسجلاً فيها 00التهور المفاجئ الذي دفعها لأخذها ، مبعثه رغبة بسيطة لإحباطه 00ومع أنها كانت حركة تافهة إلا أنها بدت كطريقة صغيرة للانتقام منه00فقد ملأها الغضب والرغبة السوداء للانتقام عند ذكره لكورسيكا0
خارج غرفة الطعام ن وهي تنتظر المصعد ، ليحملها إلى غرفتها في الطابق الثاني والعشرين 00ذهلت لأنها نفذتما فعلته من دون ارتجاف أو عاطفة ن لكنها من الداخل لم تكن هكذا 00الذكريات التي أثارتها ذكره لكورسيكا كانت لا تزال تؤ لمها 0
دخلت المصعد 00وحدثت نفسها بمرارة : أتسمين هذا انتقاماً ؟ هذا العمل الطائش المثير للإشفاق بالكاد يصل لاسم انتقام ! كل ما فعلته هو حرمانه مؤقتاً من بضع أرقام هاتف !! رمت حقيبتها في غرفتها بكل ما تحتويه بازدراء في زاوية طاولة الزينة ، حقاً 00إذا كان هذا أفضل ما تستطيعيه من الانتقام لأجل أختها ، فمن الأفضل التخلي عن الفكرة 0
خلعت حذاءها ونزعت عنها السترة 0 ثم اتصلت بخدمة الغرف :
- كوب من الحليب الساخن أرجوك 0
ربما سيساعدها هذا على النوم 00لقد عرفت أنه من الصعب نومها بسهولة0
لقد كانت مجنونة عندما أخذت المسجلة !! من أي زاوية نظرت للمسألة ؟ فالحقيقة أن ما فعلته كان سخيف تماماً حتى من زاوية اعتباره انتقاماً 0 فرجال مثل فيكتور دوما رشيه يبحرون في الحياة دون اكتراث 00ودون أن يستطيع أحد أن يتحدى تصرفاتهم 00إنهم ماكرون 00ةلا يدفعون ثمن جرائمهم 0
رجال مثل هؤلاء ليسوا قلة 00فوالدها كان واحداً منهم ، تخلى عن زوجته ، وابنتيه الصغيرتين منذ أكثر من عشرين سنة 0
وبالطبع كان هناك جيريمي مؤخراً00000
أبعدت الذكرى عنها 00فقد أصبح جيريمي من الماضي الآن 0لكنه مازال مثالاً يذكرها بالقسوة التي يتصرفون بها الرجال 00مع أنها تشك في أن يصل إلى قسوة الرجل الفرنسي فيكتور دوما رشيه في هذا المجال 00
تناولت الروب القطني ووضعته عليها قبل أن تدخل الحمام 00كلما فكرت بالأمر أحست بمدى غبائها لمخاطرتها مع فيكتور دوما رشيه00فأخذ آلة التسجيل غباء ومن الأفضل إعادتها غليه 00وفي أسرع وقت ممكن 00ودون أن يشك في أنها لعبت دور في إخفائها 0
شدت حزام الروب حول خصرها النحيل ، وانحنت لتدير حنفية الماء الساخن 00يمكنها التفكير في كيفية إنجاز مهمتها وهي مسترخية في المغطس 00ترشف كوب الحليب 00
ابتسمت لنفسها عندما سمعت طرقة حادة على باب غرفتها واستقامت ، لقد كانت خدمة الغرف سريعة في تلبية طلبها 0
نادت بعد سماع دقة أخرى :
- قادمة !
فتحت الباب مع ابتسامة شكر 0لكن ابتسامتها خبت لما رأته عند الباب 0
قال بلهجة غير ودية :
- تقابلنا ثانية 00لم أكن أتوقع هذا الشرف سريعاً0
كان رد فعلها الفوري أن صفقت الباب في وجهه 00لكن سيئاً في وضعية جسده الطويل بدا مهدداً و يملأ الباب ويتسبب في تجمد أصابعها الفوري على مقبض الباب 00كانت ردة فعله أسرع منها بالتأكيد ، إذ دفع الباب للوراء قبل أن تغلقه نصف إغلاقه ،فليس لديها الرغبة أن تنقلب هذه المواجهة جسدية0
هكذا دفعته ، وكأنما هي في خجل من ملابسها الخفيفة ,وقالت :
- أخشى أن تكون فاجأتني في لحظة غير مناسبة 00كنت استعد لتوي لدخول الحمام0
تبخر الأمل الضعيف في أن يكون فهم التلميح فجأة وهو يخطو إلى الأمام 00نظر مباشرة لعينيها :
- لنبدأ بالأهم أولاً 00أظنك تملكين شيئاً يخصني ؟
في تلك اللحظة كان أمامها خياران 00إما أن تتوسل غفرانه وتعيد إليه آلة التسجيل , وإما أن تنكر كل صلة بما يتحدث عنه ، آملة أن تستطين أن تقنعه ببراءتها 00لم تأخذ أكثر من ثانية لتتخذ القرار وهي تنظر لعينيه الغير متسامحتين 0
رفعت حاجبيها متعمدة ، وقالت :
- أخشى إن لا تكون لدي أدنى فكرة عما تتحدث عنه 0
الاعتراف سيكون دعوة مفتوحة للمتاعب ومن الأسلم خداعه 0
- آوه 000لا ؟ ما أتكلم عنه آنسة دايلي هوآلة التسجيل التي حملتها معك بكل ذكاء 0
تقطب حاجبيها أكثر :
- آلة التسجيل ؟ وما الذي جعلك تظن أنني أخذتها ؟
وأطلقت ضحكة تجاهل مكملة :
- لا حاجة لي بآلة تسجيلك سيد دوما رشيه 0
لو أنها التزمت موقفها فلن يكون لديه خيار سوى التراجع وتصديق كلمتها 00ثم أول ما تفعله في الصباح تحضير خطة لإعادة آلة التسجيل إليه 0
- إذن تنكرين انك أخذتها ؟
- بالطبع أنكر 0
آنسة ديلي ، أنا أرى أنك لست لصة فقط بل كذلك وقحة, فضلاً عن أنك كاذبة غير صالحة !
دفع الباب على مصراعيه ، ليرسلها للخلف متعثرة واقتحم غرفتها بغضب 0
وقف وسط الغرفة و وكأنه غضب غير مكبوت مندفع من الظلام 00وطافت نظراته مفتشة هنا وهناك 00ثم قال :
- أخبريني ماذا فعلت بها بكل لطف0
- قلت لك أنا لم أفعل بها شيئاً ! ثم أي حق تظن نفسك تملكه لتقتحم غرفتي بهذا الشكل ؟
فجأة وقعت عيناه على الحقيبة الموضوعة على طاولة الزينة ك
- آه 00!
بخطوتين وصل إليها وأمسك بها 00برعب راقبته وهو يفتح السحاب ثم يستدير إليها ممسكاً المسجلة بيده 0
- لا تعرفين شيئاً عنها 00أليس كذلك ؟ إذن أرجوك أن تفسري لي كيف وصلت إلى هنا ؟
كانت ليجي قد توقفت أنفاسها ، وأحست أنه سيغمى عليها وتمتمت :
- لست أدري 00أقسم أنني لا أدري 0
وقف أمامها :
- أرى مزيداً من الأكاذيب إضافة إلى أنك لصة وقحة وكذابة! أنت كذلك كما أرى جبانة تثير الشفقة 00على ألأقل ليكن عند الشجاعة للاعتراف بفعلتك !
ابتلعت ريقها بخشونة وقالت :
- لا بد أنها وقعت من فوق الطاولة إلى حقيبتي ! دون أن الحظ ذلك ، 00أنه التفسير الوحيد الذي استطيع التفكير به0
- ويا له من تفسير ضعيف واه 00أتتوقعين مني جدياً أن أصدقه ؟ إذا كنت تضنيني مغفلاً فأنت ترتكبين خطأ فادحاً0
وهذا ما تعرفه جيدا 00قيكتور دوما رشيه ليس مغفلاً00إنه عابث جريء قاسي متسلط متعجرف ن مسلح بذكاء قاطع 00وعليها أن تجد ماهو أفضل من هذا لتقنعه 00لكنها لم تتوصل لشيء 0
- لماذا لا تصدقني ؟ لماذا ارغب في آلة تسجيلك ؟
ابتسم بتهجم و وهو مازال ينظر إليها :
- هذا سؤال من السهل الرد عليه 0هناك أشياء في هذا الشريط قد تهم زميلاً عالماً، وكما قلت لك استخدم الشريط كدفتر مذكرات ، أخزن فيه الأفكار وأرقام الهواتف 00ألهذا السبب أخذته ؟ هل أنت جاسوسة صناعية
- يا إلهي لا! يالها من فكرة منافية للعقل !
- أخشى أنني لا أجدها منافية للعقل أبداً00بل على العكس أعتبرها التفسير الأكثر احتمالا0إلا إذا استطعت الخروج بتفسير أفضل 00طبعا0
كادت ليجي أن تقول الحقيقة 00لكن هذا سيقودها لكافة أنواع المتاعب والتفسيرات التي تتجنبها 00لذا سارعت تؤكد بصوت صغير صادق :
- أي شيء آخر يمكن أن أكون ، فأنا لست مجرمة 0
نظر إليها طويلاً 0
- سنرى إلى أي مدى سيقتنع الآخرون بنكرانك 00لأنني أنا لا زلت أشك في ذلك 0
مد يده وضغط زر الإقفال في المسجلة وأعادها لجيبه وهي تتابع ما يفعله برعب وأضاف بتلذذ ساخر :
- كما ترين ، حديثنا كله أصبح مسجلاً0
أحست أن لغماً انفجر في وجهها 00نظرت إليه ببلاهة وسألته بارتجاف:
- ولماذا سجلته ؟
- كدليل 00لأستخدمه ضدك 00لو قررت أن أفعل 0
وابتسم لها ابتسامة القرش المفترس 0
ابتلعت ريقها بصعوبة , فأحست بالمرارة :
- لاستخدامه 00ضدي 00كيف ؟
هز كتفيه :
- أستطيع الآن رميك خارج المؤتمر ، كبداية0
ورفع يده ليفرقع أصابعه في وجهها مكملاً:
- هكذا 00وفي دقيقتين ! ولو صممت ، لاستطعت على الأرجح أن أرميك خارج عملك0
جمدت ليجي ، فاقدة القدرة على الكلام 00كيف يعقل أنها لتحرك غبي ، انهالت كل الكوارث على رأسها ؟
أشاح بنظره عنها ، عيناه تتجهان إلى الحمام ك
- لكن ، أخشى أن يكون لديك الآن مشكلة فورية ، فإذا لم أكن مخطئاً 00أسمع صوت ماء يجري 0
الحمام 00! لقد تركت الماء مفتوحا في المغطس ، ونسيته تماماً وسط كل هذه الورطة 0
استدارت بشهقة مخنوقة وركضت للحمام 0لابد أن المكان كله يطفو الآن بالماء ! رأت أنها على حق 00كانت المياه الساخنة في شلالات يتصاعد منها البخار تتدفق من فوق المغطس أما الأرض فكانت مغمورة بإنشين من الماء الساخن على الأقل 0
ويا للأسى ، ليست كافية لأن تغرق نفسها فيها 0
الطيف الأسمر عند الباب كان يراقب الأضرار بعين غير مهتمة :
- يالها متورطة 00لكن لا تقلقي ، ستجف وحدها 0
أشار إلى ثقب معدني مستدير وسط الأرض الزرقاء 0
- البالوعة ستبتلع معظمها 00أفض شيء تفعلينه هو تركها لفترة 0كان على حق فالبالوعة فعلاً قد بدأت تبتلع بشدة الماء المتدفق إليها00نظرت إليه نظرة جانبية ، شاعرة بالسرور لوجوده 00ثم أدركت فوراً مدى غباء هذا الإحساس 0فما كان جرى ما جرى لو انه لم يلهها 0!
عاد تفكيرها ببؤس لآلة التسجيل ، فانتزعت منشفة ولحقت به إلى غرفة النوم 00جففت قدميها المبتلتين ، ورمت المنشفة على السرير 00
حين رفعت نظرها إليه ، أبصرته يقف هناك يراقبها ن يمد يده بكوب حليب طويل0
- خادم الغرف جاء بهذا وأنت في الحمام 00من الأفضل أن تشربيه وهو ساخن 0
ياله من اهتمام ! أخذت الكوب الساخن حذرة لتتجنب أصابعه كانت تفكر أن هناك شيء مربك في قدرته الرهيبة على التعامل بطريقتين مختلفتين في آن واحد ن في لحظة ن يكون المتسلط الغاضب ن وفي الأخرى يسدي إليها النصيحة في مسالة الحمام!! ويبدي اهتمام بكوب حليبها0وتسالت أي جانب منه ستواجه الآن ، 00وعاد المتسلط00
- كما كنت أقول 00يمكنني أن اسبب لك مشاكل كثيرة لو شئت 0
لم يخطر ببالها أبداً الشك في هذا 0فقد أدانت نفسها بفمها وهو قد سجل ذلك ، وسيكون من السهل رميها خارج المؤتمر 0
انقلب قلبها رأس على عقب ، ياله من موقف مشين ! مع أنه قد يكون مبالغ قليلاً حين هدد برميها خارج المؤتمر ، إلا أنه لديه القدرة لتأخير ترقيتها ، وهذا أمر سيء بما يكفي 0 أحست بدوار فسألته :
- وهل ترغب في هذا ؟
نظر إليها طويلاً :
- لم أقرر بعد0
ربت على الجيب الذي يحوي المسجلة ، وابتسم بسخرية متعمداً تعذيبها :
- طالما أبقي الدليل في أمان ، أستطيع أن أقرر متى شئت 00من يعرف ؟قد يكون من مصلحتي أن أبقي الأمر سراً بيننا0
أحست ليجي بأصابع باردة تمر على ظهرها 00هل هذه إشارة ذكية لنوع من الابتزاز ن ضاقت عينيها :
- إذا كنت تفكر بشيء من الابتزاز ، أستطيع أن أعدك بأنك تضيع وقتك 00فأنا لا أملك مالاً أعطيه لك 0
ابتسم مشمئزا :
- لا تقلقي ، لست بحاجة لمالك 0لدي منه ما يكفيني 00لكن ربما لديك ممتلكات أخرى تهمني 0
فتح الباب وهي تحترق تحت نظراته ن وخرج مكملاً ك
- حين أصل إلى قراري سأعلمك 0أما في الوقت الحاضر ( عزيزتي ) تمتعي بحريتك 0
أصبح التمتع بأي شيء فجأة بعيد عنها00حتى حين دخلت المغطس ، وأطبقت عليها المياه الساخنة ، لم تتمكن من نفض الثقل عن قلبها0استلقت بين الفقاعات ن وأغمضت عينيها 00ألم يوقع ما يكفي من ضرر بعائلتها ؟
كان تفكيرها مع تدفق اللم والغصب فيها ، يعود لكورسيكا ، إلى ذلك الصيف منذ ست سنوات 0حين بدأت مأساة أختها 00
كانتا قد طارتا إلى هناك في إجازة ، هي وأمها بناء على إلحاح اليانور 00الحب الذي كان يزهر بينها وبين فيكتور منذ أشهر ، بعد ذهابها للعمل مباشرة ، بدا يتجه إلى النهاية السعيدة 00فقد كتبت تقول أنهما سيعلنان الخطوبة قريباً0
من الطبيعي أن تبتهجا لأجل اليانور00فالشقيقة الفاتنة المغامرة الشقراء الشعر ، المختلفة تماما عنها ، كان يحق لها ببعض السعادة في حياتها الخاصة 00فمنذ سنة سبقت انتهى زواجها القصير بالطلاق 0وقبل ذلك مرت بسلسلة من العلاقات ، تحطمت كلها 00وكان من الرائع أنها وجدت أخيراً الحب الحقيقي 0
لكن ليجي اضطرت لتغيير رأيها بطريقة أو بأخرى منذ اليوم الأول لعطلتهما القاتلة0
كبداية لم يكن هناك دليل على وجود فيكتور ، وأخبرتهما اليانور عن السبب بشيء من القلق :
-أظنه متوتر الأعصاب لأجل لقائكما 000لا تقلقا ستريانه في الغد 0
وفعلا ظهر في الغد ، مفاجئاً الثلاثة ومصراً بسحر كبير على تقديم العشاء لهن تلك الليلة 00وكان العشاء رائعاً 00وكان فيكتور فيه المضيف الكريم 00مه أن ليجي كانت تراقب دون إعجاب الطريقة الآلية التي كان يعامل فيها اليانور 0لم تر شيئاً من حبه في مواجهة العينين المتسعتين لأختها 0
كذلك لم يكن هناك أثر للتوتر الذي نسبته له اليانور 00فيكتور دما رشيه ، كما استنتجت ليجي بسرعة ، كان رجل أعصابه من حديد 00ولذلك كان أقلهن عجباً للكارثة التي حلت في الأمسية التالية 0
قال لهن أنه سيكون مشغولاً في الأمسية التالية واقترح تناول العشاء تلك الليلة في الفندق الذي تنزل فيه ليجي مع أمها 00وكاد أن يحصل لولا تدخل القدر 00
قالت ليجي متحدية أختها بتهور :
- سمي لي أفضل مطعم اسماك على الجزيرة ؟
حين أجابت اليانور ، قالت بإصرار:
- فلنذهب إلى هناك الليلة 00على حسابي !
كانت تقصد بذلك إبهاج اليانور وطرد النظرة الحزينة مت عينيها 00ولم تكن تخمن ولو بعد كليون سنة ذلك العذاب الذي ستأتي به تلك الأمسية 0
لم يمض على وجودهن في المطعم أكثر من نصف ساعة، حتى دخل فيكتور دما رشيه وفتاة جميلة في ذراعه 0
بدا أنه لم يلحظ وجود اليانور في البداية 00وهذا لم يكن عجيباً نظراً لانشغاله مع شريكته 0كل السحر الذي كان ينقصه وهو في رفقة اليانور ، التي وعدها بالزواج ، كان يشع من وجهه الآن 00
راقبت ليجي بألم اللون يجف من على خدي شقيقتها 00واضطرت للتخلي عن سكينتها وشوكتها 0 ثم وقفت بشكل أخرق وتمتمت لليجي وأمها ك
- أعذراني 00أنا آسفة لكنني لا استطيع البقاء عنا 0
بعد لحظة كانت تسير متهاوية نحو الباب ، وعيناها مليئتان بالألم والدموع ن تاركة ليجي وأمها مسمرتين على الطاولة 0
بدا إن فيكتور لحظتها فقط لاحظ ما جرى فانتقلت عيناه من الطيف المنسحب ، إلى الأخرتين الجالستين بكلالة إلى الطاولة 00وللحظة خاطفة ، أظهر وجهه بعض آثار الندم التي زالت بسرعة 00وحل مكانه عدم اكتراث بارد متعجرف 00
بدت كراهيتها له في تلك اللحظة بالذات ن ولولا تدخل أمها قائلة :
- أظن أن علينا المغادرة كذلك 0
لكانت مستعدة ن أن تذهب إليه وتمزق وجهه بيديها العاريتين 0
طبعاً تدمرت العطلة 00وأمضت اليانور الأيام التالية باكية 00وابتعد فيكتور دما رشيه عن طريقهما لما تبقى من إقامتهما 00
عادت اليانور إلى انكلترا بعد الحادثة بقليل ، وناضلت بشجاعة قرابة السنة 00لكنها كانت ميتة في داخلها 00لقد ماتت منذ ذلك اليوم في كورسيكا 00وما تبقى مسألة وقت فقط0
عضت ليجي على شفتيها تمنع شهقة بكاء وهي تتذكر ذلك اليوم ، منذ خمس سنوات ، حين تلقت اتصال يقول أن اليانور ماتت 00وجدت وحيدة في شقتها منهية حياتها الشابة بجرعة كبيرة من الأقراص المنومة00
استمطرت ليجي اللعنات على اسم فيكتور دما رشيه أمام الخبر المريع ن فهو الذي قتلها وكأنه أطلق النار على رأسها 0
طوال هذه السنوات لم يتصل بالعائلة ليقدم التعازي000مع أنه لا بد قد عرف بموتها 00والحقيقة القاسية أنه لايهتم 00فلديه أشياء أفضل من أن يضيعها في الحزن والندم 00
ارتجفت ليجي وهي تتذكر هذا 00هذه أخلاق الرجل الذي وقعت بين براثنه000
لم تنم ليجي سوى قليلاً تلك الليلة ، وكانت أول صورت تقفز لرأسها وهي تصحو في الصباح ، لـ فيكتور دما رشيه00
تباً له ! فليلاحقها إذا أراد لكنها لن تسمح له بتعذيبها !!
أيمكن أن ينفذ تهديده ويرميها خارج المؤتمر ؟؟00لا 000فلديه أشياء كثيرة يقوم بها أفضل من أن يزعج نفسه بها 00طالما ستكون حذرة في البقاء بعيدة عنه 00فستبقى آمنة00
أحست بعد الفطور أنها أقل تأثراً ففي يدها ورقة رابحة !! فهي تعرف من هو ن وماذا فعل باليانور ؟ بينما هو لا يعرف هويتها 0
لم تكن كيف تستخدم هذه الميزة 00ولكن قد تمكنها أخيرا في قلب الطاولات في وجهه0
بعد الفطور ارتدت تنورة جذابة وبلوزة زرقاء مخططة 00وأسرعت لحضور المؤتمر 00أرادت أن تحل مشكلة الطاولة ، لكنها قررت أن لا وقت لديها 00وفي الوقت الحاضر ستبذل جهدها لتبقى في الطرف البعيد من المحاضرات !!
لحسن الحظ ، وقعت عيناها عليه حال دخولها 00كان يجلس في الصف الأمامي يدير ظهره إليها وهي تدخل القاعة 00أحست ليجي بقلبها يعتصر كراهية وهو ينظر حوله ليعلق على شيء لصاحبه 0لمحت بنظرة سريعة جانب وجهه00من القساوة أن يمتلك هذه الجاذبية المكتملة هذا الرجل غير المكتمل الأخلاق!
أول محاضرة كانت لمدير شركة أبحاث من دوسلوروف في ألمانيا ، وكانت ملفتة للنظر0
0 إذا كان هذا هو المستوى الذي نتوقعه ن أستطيع القول أني سعيد لمجيئي 0
التفتت ليجي إلى جارها المتكلم ، لتجد نفسها تنظر إلى عينين بنيتين في وجه ودود 0
وأكمل يقول بمرح:
- مرحباً ، أنا آلن ، من فيلادلفيا0
ثم استدار إلى شاب أحمر الشعر قربه :
- وهذا كاري ، إنه من بوسطن 0
كان فيهما شيء دفعها للاستجابة لهما فوراً 00قالت مرحبة :
- مسرورة بلقائكما 00أنا ليجي من انكلترا 00كنت أفكر لتوي بما قلته 0لقد سمعنا محاضرة مثيرة 0
- أعتقد أن التالية ستكون جيدة كذلك 00فمن سيلقيها اضطر إلى ملء فراغ شخص اضطر للغياب 00سمعته من قبل منذ سنتين ، وهو يعرف تماماً ما يقول 00لدينا نصف ساعة قبل البدء 0ما رأيك بالانضمام إلينا لفنجان قهوة ؟
لم تتردد وهي تقول ك
- أود ذلك 0
فيكتور دما رشيه لا يمكنه إزعاجها وهي برفقة الآخرين 00
- سيرا أمامي ، أكاد أموت شوقاً لفنجان قهوة !
كانت نصف ساعة لطيفة جداً 00آلن وكاري يعملان في نفس الحقل الذي تعمل فيه ، كان للثلاثة الكثير ليتحدثوا عنه 00حين قرع الجرس توجهوا إلى مقاعدهم 00أحست ليجي بالاسترخاء 00لقد حلت مشكلة الطعام 00فما إن ذكرن مشكلتها ن مع إغفال فيكتور دما رشيه، حتى سارع الشابان لدعوتها للانضمام إليهما 00
نسيت مؤقتاً وهي مستقرة بسعادة في مقعدها لسماع المحاضرة التالية ، كل شيء عن فيكتور دما رشيه لكن آلن لكزها في ذراعها :
- هذا هو 00الرجل الذي أخبرتك عنه ، الذي اضطر للحلول بدل الشخص الآخر0
رفعت نظرها للمنصة ، مع تفجر عاصفة التصفيق ، انخلع قلبها وتلاشت ابتسامتها 00بالطبع كان يجب أن يكون هو 00ومن غيره ؟00 فيكتور دما رشيه0
راقبت مشدودة الشفتين ن ساخطة لارتفاع التصفيق الرجل الطويل يسير بثقة عبر المسرح إلى المنصة 00ألا يمكن لشيء أن يزعج هذا الرجل ؟ 00ألا يمكن أن لا يبدو مسيطراً على كل شيء ؟ألا يمكن لشيء ، ولو جزئيا ، أن يقلقه ؟
أسر اهتمام مستمعيه بعرض مهني لساعة كاملة ، حتى ليجي وهي تنضم لعاصفة التصفيق في نهاية محاضرته كانت متأثرة ولو بشيء من الضغينة 00أنه لم يأت إلى هنا لمجرد إضافة انتصار جديد إلى لائحة علاقاته!!
مال آلن يصيح في أذنها ك
- ألم أقل لك إنه جيد ؟
- أجل قلت لي 0
كانت تتمنى لو أن النظارة يعرفون الرجل المختبئ وراء واجهته0فليس من العدل ولا من المناسب لمن هو مثل
فيكتور دما رشيه أن ينظر إليه عالمياً بهذه الرفعة 0
قاطع آلن أفكارها :
- هذه آخر محاضرة في الصباح 00فلنذهب لنتناول الغداء 0
وافقته ليجي :
- فكرة جيدة 0
أحست بالابتهاج يسري في جسدها لتفكيرها بأن فيكتور دما رشيه سينتظر عبثاً أن تنضم لمائدته 0
قال آلن :
- فلنحاول الوصول لغرفة الطعام قبل أن يتدفق الجمع إليها 0
انفصلت ليجي عن صديقيها الجديدين بسبب الزحام 00أخذت عيناها تبحثان في بحر الرؤوس والوجوه 00أين اختفيا بحق الله ؟
- أتبحثين عني ؟
استدارت مرتبكة لسماعها صوتاً ، متوقعة أن ترى آلن أو كاري 00لكن بدلاً منهما وجدت نفسها تنظر لوجه مألوف وعينين زرقاوين مشعتين ، طويلتي الرموش 0
بازدراء أجابت :
- لا00أنا لا أبحث عنك بكل تأكيد !
تراجعت للوراء واصطدمت برجل فترنحت بشدة لفقدانها توازنها ، وكادت تسقط 00لكن يد قوية امتدت لتعيد إليها توازنها 0
- تعالي ، دعيني أرافقك بعيداً عن هذا الحشد 0
قبل أن تلتقط أنفاسها 00كان يجرها جهة الباب وهو يقول :
- استفقدتك عند الفطور 0خاب أملي 00هل أطلت النوم ؟
- لا 00تناولت فطوري في غرفتي 00والآن هل تسمح بكل لطف أن تتركتي 00فلدي موعد للغداء 0
- حقاً 00لكن الموعد معي عزيزتي ، وستتناولين الغداء على طاولتي 0
أحست بقلبها يهبط ، واحتجت :
- هنا أنت مخطئ 0
- أنصحك أن لاتحاولي الجدال 00وتذكري حديثنا ليلة أمس 0
أحست برعب 00إذن اعتقادها أن تهديداته ليست جدية لم تكن إلا اعتقاد واهم 000
وهي تشيح بنظرها عنه مهزومة ، قادها نحو غرفة الطعام 0 وقال مشيرا برأسه إلى الشابين :
- أنظري 00صديقاك ينتظرانك 0من الأفضل أن تذهبي لتعلميهما إنك غيرت خططك 00لكن لطفاً ، أسرعي قدر المستطاع 00سأنتظرك على الطاولة 0
بساقين متصلبتين سخطاً ، فعلت ليجي ما قيل لها 0فإذا كانت تكرهه من قبل ، فهي الآن تخافه أيضاً لإذلاله لها 00أيها الوغد فيكتور دما رشيه00سأجد طريقة تجعلك تأكل التراب حتى لو كان هذا آخر شيء أفعله !


*********************************************

dali2000 13-07-08 10:30 AM


3-خصم لا يرحم

لاعب فيكتور ليجي في اليومين التاليين كصياد ماهر يتلاعب بسمكة عالقة في صنارته 0
أحياناً كان الخيط يرخي فتجد الحرية في الذهاب والمجيء كما تشاء دون الإحساس بعينين تراقبان تحركاتها 00لكن حينما تبدأ تتمتع بحريتها ن يشد الخيط بقوة 00هذا السادي عديم الأخلاق كان يبدو متمتعا بسيطرته عليها 0
كان الطلب الوحيد ، حتى الآن الذي طلبه منها ن هو مجرد وجودها على مائدته وقت الطعام 00وجبات كانت تتناولها بجهد وصمت وباختصار شديد 00ولحسن الحظ لم يكن هناك دليل آخر على مزيد من الابتزاز00
كانت سعيدة بحلول اليوم النهائي للمؤتمر منتدى ليلاس لتركه وراءها على الأبد 00قبل ان تمدد عطلتها في ( باربادوس ) على الأقل لن يكون هناك 0
للغرابة ، لم تجده على مائدة الغداء في اليوم الأخير ، كانت قد رأته في قاعة المؤتمرات في وقت سابق 0 لكنه لم يلحق ببقية المؤتمرين حين توجهوا للغداء 00تناولت ليجي طعامها لوحدها مهنئة نفسها على حظها الجيد 00وقد تمكنت فعلاً بالتمتع بما تأكله لأول مرة منذ أيام ، بدلاً من ازدراده كالكلب الجائع !!
كان لديها أكثر من سبب لاحتفال هادئ حين نزلت وقت العشاء ، فهي تعرف أن الأمسية كانت مميزة 00جوقة موسيقى راقصة ستعزف للمناسبة ، وقد طلب من الجميع ارتداء ملابس رسمية 0وحلت الساعة الثامنة , ثم الثامنة والنصف ولا أثر لفيكتور 00وبدأت ليجي تحس بارتفاع معنوياتها 00ربما غادر ميامي ، أو ربما أجبرته أزمة ما على العودة لفرنسا 00
تنهدت آملة 00في الواقع سيكون هذا نعمة لها ، وسيعنيمنتدى ليلاس هذا أنها حرة في التمتع بهذه الليلة 0
لكن ، في تلك اللحظة بالذات ، ظهر شخص إلى جانبها :
- بما أنك وحدك ظننت أنك ترغبين في الانضمام لي ولكاري 0
إنه صوت آلن 00رفعت رأسها لتجده يبتسم لها 00ولم تتردد :
- سأحب هذا تماماً 0
حملت حقيبتها وسمحت له بمرافقتها 0منذ تلك المصادفة التي أجبرها فيكتور فيها على مرافقته ،وبطريقة مذلة ن تابعت ليجي صداقتها 0وشرحت علاقتها بفيكتور بالقول إنه يعرف رب عملها وقالت كاذبة :
- من المفترض أن أكون لطيفة معه 00وأنا مضطرة فعلاً لمشاركته مائدته 0
لكن كل هذا أصبح وراءها الآن ، وابتسمت لنفسها بانتصار ، وهي تجلس إلى طاولة الشابين 0
قال كاري :
- إذاً ستسافرين إلى ( باربادوس ) ؟ كم أتمنى لو أذهب معك 0
ابتسم آلت :
- تخلي عن فكرة باربادوس وتعالي لقضاء الأسبوعين في فيلادلفيا 0
ضحكت ليجي :
- أحب أن أرى فيلادلفيا ، وبقية أمريكا كذلك 0لكن لا مجال لإقناعي بترك باربادوس 00إنها العطلة الحلم التي كنت أفكر فيها 0
هز آلن رأسه :
- حسنا 00على الأقل حاولي 00مع ذلك يجب عليك لو عدت مرة أخرى إلى أمريكا ، أن تبحثي عني ، أرغب أن أريك البلاد0
ابتسمت له 00آلن شاب لطيف 00كان يمكن في ظروف أخرى أن توطد معرفتها به 00تمنت أن تقع في حبه 00فهو بعيد ملايين السنوات الضوئية عن أمثال جيريمي 00تنهدت لنفسها 00نساء عائلة دايلي لا حظ لهن في الحب 0أمي تزوجت رجل فاشل تركها في وضع حرج مع ابنتين صغيرتين 00ثم ما حصل لاليانور فتجربتها مع جيريمي كانت تافهة بالمقارنة بما حدث مع اليانور00فقد كانت لديه كرامة ليظهر خيانته قبل أن تتورط معه 00لكن علمتها التجربة على أي حال درس مرير 0
ابتسم لآلن :
- سأتذكر عرضك إذا عدت يوماً إلى أمريكا0
- فتاة طيبة ! فأنا أعني ما أقول 0 ما رأيك بالرقص ؟
دون تردد وقفت تؤكد له :
- أرغب في ذلك 0
كانت ليجي تدندن بنعومة اللحن المألوف الذي كانت تعزفه الفرقة 00لكن بعد لحظات تبدد هدوءها 00فقد انجذبت عيناها بقوة مغناطيسية لتستقرا على الطاولة في الغرفة التي بدأت بها هذه الأمسية 00صدمة كهربائية سرت في جسمها لرؤية الجالس الأسمر الوحيد هناك 0
أحست ببرد شديد يغمرها 00إذاً لم يسافر لفرنسا 00انتزعت ليجي عينيها عنه ، بينما العينان العدائيتان تتابعان ملاحقتها 00
سألها آلن :
- هل تتمتعين بالرقص ؟
_ أجل 0
امتلأت بأحاسيس الخوف السوداء00لماذا عاد فيكتور ؟ ولماذا يراقبها بهذه الطريقة الشرسة ؟
تساؤلها لم ينتظر الرد طويلاً :
- أعذرني 00هل لي شرف مراقصتها ؟
فجأة كان الجسم الطويل لفيكتور دما رشيه واقفاً عند كتف آلن الأيمن 00وهو يبتسم تلاشت الخطوط الخشنة عن قسماته 00وكرر طلبه :
- هل لي بسعادة مراقصتها ؟
لهجته كانت مانعة لي رفض 00بالرغم من التوتر الذي أصاب ليجي ، إلا أنها لم تكن مرتبكة بقدر شريكها 00فبدات الاحتجاج :
- هاي 00تمهل لحظة !!

لكن قلبها غاص 00عندما تركها آلن ، وسيطر عليها فيكتور دومارشيه بطريقة متسلطة 00 وأكملت :
- ماذا تظن نفسك فاعلاً ؟
رفع حاجبيه :
- وماذا يبدو لك ؟ أنا أتدخل لأراقصك 0
بابتسامة سعى آلن لتهدئتها :
- لابأس ليجي تابعي الرقص 0
وتراجع ليراقبها من جانب الحلبة ، ابتسم فيكتور دومارشيه بخبث وقال :
- أرأيت ؟ شريكك لا يمانع أبداً0
ردت بغضب :
- حسناً ، ولكنني أمانع 0لطفاً 00أتركني في هذه اللحظة !
لم تتغير ابتسامته 00لكن السر تلاشى من عينيه 0
- لامجال00سترقصين معي هذه الرقصة شيري 00أحببت هذا أم لا 00لذا لماذا لا تسترخين وتبدي وكأنك تتمتعين بالرقص ؟
ردت بصوت منخفض حاد :
- أنت تطلب المستحيل 00ربما تستطيع إجباري أن أرقص معك ، لكن لن تجبرني على ادعاء التمتع !
هز كتفيه بلا اكتراث :
- افعلي ما شئت 00وأعترف أنني أفضل شريكة أفضل ملائمة 0لكن على المرء أن يتعلم كيف يستغل المتعة حين يجدها !
ياللنذل عديم الأخلاق ! ألا يمتلك شيء من الخجل أو التردد ؟00
يبنما كان يدور بها في الحلبة بخفة ورشاقة أخذت إبر من الأحاسيس تغزو عروقها من جراء وجودها قربه ن بينما نظرات عينيه لها كانت تأسرها 0
لا عجب أن وقعت المسكينة اليانور بيأس تحت سحره 00فهي لا شك كانت عرضة لهجوم أكثر بكثير من هذا!!
فجأة أدركت أنه يتكلم ، وجذبها بحدة من أفكارها المشينة 00قال:
- هل افتقدت رفقتي على الغداء اليوم ؟
0 افتقدتك كمفتقد لجرعة من الطاعون !
ابتسم :
- أحب مزاحك الانكليزي 0أنه منعش 0لكنني أعتقد أنني تحملت ما يكفي منه الآن ، وكذلك ما يكفي من الرقص 0وأقترح أن نذهب لمكان أكثر خلوة 00ولأكن أكثر تحديداً ، إلى غرفتك عزيزتي 0
أجفلت ليجي متوترة :
- أرجو عفوك 000؟ لا أظنني فهمتك جيداً 0
- المزيد من المكر الانكليزي ؟ 00لا تقلقي ستفهمين كل شيء عندما نصبح وحدنا 0
سالت بصوت أجش :
- وهل نحن بحاجة لأن نكون وحدنا ؟ مهما كانت المسألة ،ألا يمكن أن نبحثها هنا ؟
هز رأسه :
- هيا الآن عزيزتي , أين هو حب الانكليز للخلوة؟ما إن تنتهي الموسيقى ، حتى تذهبي وتعتذري من صديقك ، ثم تعودي فوراً لغرفتك وتنتظريني هناك وحدك 00سأجيء إليك بعد نصف ساعة 00وتأكدي من فعل ما أقوله لك !
بنظرة سوداء تركها فيكتور لتشق طريقها نحو آلن الذي وقف ونظرة قلق في عينيه :
- هل أنت بخير ليجي ؟ تبدين شاحبة قليلاً0
شكراً ، إنها فاتحة رائعة :
- أجل 00أحس أنني متعبة ، حدث لي هذا فجأة 0هل تمانعان لو ذهبت إلى غرفتي ظ أظنني بحاجة أن استلقي قليلاً 0
تحرك آلن نحوها :
- بالطبع لا00سآتي معك00هيا بنا 00أنت فعلاً لا تبدين على ما يرام 0
- هذا غير ضروري 00في الواقع سأتدبرأمري0
لكنه صمم:
- أنا قادم معك ، فقولي عمت مساءً لكاري ، سنذهب00
كان الموقف محرجا للغاية وهي تتجه برفقة الشاب لبهو الفندق تسألت إذا كان فيكتور دومارشيه يراقبها ، ويستحسن تمثيلها بسخرية ،شتمته في سرها لتسببه بهذا الإذلال الجديد لها 0
أبقت وداعها الأخير لآلن قصير جداً0
قال بلطف وهي تتعثر بمفتاح الباب :
- هل أطلب من إدارة الفندق إرسال بعض الأسبرين لك , أو ربما شراب ساخن ، أو اتصل بطبيب الفندق ؟
هزت رأسها ، لا سمح الله!
- لا 00شكراً 00سأكون على ما يرام 00أظن أن كل ما احتاج إليه هو النوم الجيد0
- حسناً جداً ، إذا كنت مصرة على ذلك 00
ثم قطب وهي تفتح الباب :
- أنا آسف 00لن أراك مجدداً قبل سفري 00فطائرة فيلادلفيا ستنطلق في الصباح الباكر غداً00أرجو أن تتمتعي بعطلتك في باربادوس ن وتذكري عرضي 00فأنا جاد فيه إن عدت مرة أخرى لأمريكا ن اسعي للتفتيش عني ، لديك عنواني 0
ابتسمت له بحرارة :
- هذا غير محتمل ، لكن لو حصل، فسأتصل بك0وداعاً آلن 00وأرجو أن تكون رحلتك جيدة0
- نامي جيداً 00وأرجو أن تتحسني في الصباح 0
وهي تقفل الباب وراءها لم تستطع كبت ابتسامه 00أنها محقة فآلن من النوع الطيب 00ومن المخجل أن تحرم فرصة معرفته أكثر00
فتحت البراد 00لكن بعد سماع ضربة خفيفة على الباب سارعت لترد 00قالت حين شاهدته يقف بالباب:
- أنت مبكر !
بطريقته المثالية ، تجاهلها وألقى نفسه بارتياح على مقعد بذراعين 0
- كان ذلك دوراً صغيراً مؤثراً لعبته مع صديقك 000آسف إذا كان موعدنا هذا شوش خططك0
- لم تكن لدي فكرة أنك تسترق النظر للتجسس على الآخرين 00على قمة لائحة صفاتك الأخرى ! كان يجب أن أعرف أن أي نوع من التسلية ليست رفيعة بالنسبة إليك!
تراجع للوراء وابتسامة صغيرة على فمه :
- لاتغتري بنفسك 00لم أكن أتلصص عليك 00الذي حدث هو أنني وصلت زاوية الممر في اللحظة الحاسمة 00لكنني سارعت إلى الانسحاب حتى تأكدت أن اللحظة انتهت0
استدارت تغلي وأخذت كوب البرتقال من البراد ، رسمت على وجهها نظرة اشمئزاز واستدارت له ك
- قلت ونحن في الأسفل عن لديك ما تقوله لي00ربما تكون ألان لطيفاً بما يكفي كي تخبرني ما هو 0
رفع حاجبيه بمكر :
- وهل قلت هذا ؟ هل قلت لدي شيء أقوله لك ؟ أذكر جيدا قولي إنني أتمنى أن أراك على انفراد0
إنه محق فهذا ما قاله 00
- في الواقع 00أريد أن اقترح عليك شيئاً0
مد يده لداخل سترته وأخرج قطعة ورق من صحيفة مطبوعة :
- لكن أظن أنك يجب أن تقرأي هذا أولاً0
كانت قصاصة من صحيفة محلية عنوانها ( الحب بين الأدمغة المثقفة ) لكن ما كان يحتاج لتركيز هو صورة صغيرة في إحدى زوايا المقال 00صاحت ليجي بارتياع :
- إنها لي ولك ! لابد أن أحد التقطها لنا في الفندق ونحن نتناول العشاء على طاولتك 0
ابتلعت ريقها ببؤس 00من قال أن الكاميرا لاتكذب ؟
أخذ فيكتور الصورة من أصابعها المجمدة فجأة :
- الصورة هي أقل ما في الأمر 0انتظري حتى تسمعي القصة ( المليونير الفرنسي اللعوب فيكتور دومارشيه الموجود حالياً في ميامي لحضور المؤتمر الدولي للبحوث العلمية ، أخذ وقت راحة من مشاغله ،ليمضي أمسية رومانسية مع آخر حب له ، البنية الشعر الجميلة ، ليجي دايلي من انكلترا 000)0
سكت ونظر إليها فأحست بدمها يبرد 000
غنه نفس الكلام الذي قرأته عنه مرات ومرات في الصحف على مر السنين التي مضت 000في الماضي كانت تدير رأسها مستنكرة ، وتدير الصفحة 0لكن هذا مثير للسخط ! كيف لأي كان أن يكتب هذه القصة القذرة عنها ؟
- هل ترغبين في سماع المزيد ؟ هناك بعض صور أخرى في نفس السياق 0
اشتد ضغط شفتيها حتى أصبحت خطاً رفيعاً 0
- لا00لا أريد سماع المزيد ! ما أريده هو أن تتصل برئيس التحرير وتأمره أن يكذب القصة فوراً!!
ابتسم فيكتور :
- أنت تطرين غروري بافتراض أن لي مثل هذه السلطة 00على أي حال أمضيت معظم بعد الظهر هذا اليوم في إدارة هذه الصحيفة أتحدث مع رئيس تحريرها 0
- ألم تتمكن من إقناعه بنشر تكذيب ؟
فك ربطة عنقه قليلاً وهز رأسه :
- لم أحاول حتى00مثل هذا الكلام الهراء ، بالرغم من أنه يثير التوتر ، لايضر أبداً00
بازدراء كور الورقة ورماها بدقة لسلم المهملات في الزاوية0
- ولا يستحق الانزعاج0
هذا أمر يسهل عليه قوله !!
- قد لاتظن هذا00لكنني أخشى أن أظنه أنا ! نعرف جميعاً كم تحب أن تجذب اهتمام الصحافة لنفسك لكنني لست معتادة على نشر أشياء عني في مقالات الإشاعات!
نظر إليها بقسوة :
- وهل هذا صحيح عزيزتي ؟ حسناً جداً 00ربما من الأفضل لك أن تبدئي بالاعتياد عليه 0
أجفلت للتهديد في صوته :
- وماذا يفترض بهذا أن يعني ؟
أبقى عينيه ثابتتين عليها :
- إن سبب ذهابي للتحدث مع مدير التحرير اليوم هو الرسالة التي رافقت القصاصة ، وسلمت باليد للفندق في الصباح ، خالية من أي اسم 0
- ماذا تقول ؟
- ليست لدي فكرة عمن أرسلها 00لم يكن شخصاً من الصحيفة 00وكان فيها تحذير ، بان أعدائي انطلقوا للنيل مني وأنهم سيستخدمون كل الوسائل الممكنة ليشوهوا اسمي 0
استمرت ليجي تنظر إليه بثبات 00وقالت دون إشفاق :
- كنت أظن أن مهمتهم ستكون سهلة 00فرجل مثلك 00لابد أن يكون له الكثير في ماضيه 00يخجل منه 0
ابتسم بسخرية :
- يبدو أن هذا هو استنتاجهم كذلك 00فقد تكبدوا عناء التأكيد لي ، أنه إضافة إلى الجواسيس الذين يراقبونني ليل ونهار ، يوظفون عدد من الخبراء لنبش ماضي الملوث0
وهذه مهمة يحسدون عليها 00سألت :
- وما الغرض من وراء كل هذا ؟ لا أظنهم منغمسون في مثل هذا العمل لإضاعة الوقت ؟
- بالفعل لا00
استند للخلف ، وعلق إصبعه في خصر بنطلونه 0
- واضح أن خطتهم هي منعي من الاستيلاء على شركة عقاقير محلية ، أنا في الوقت الحاضر أتفاوض لشرائها 00والحصول عليها مهم جداً00مستقبل المؤسسة كله قد يتأثر إذا فشلت المحادثات كما هو مخطط لها 00وهذا واقع يعرفه كاتب الرسالة المغفل الاسم 00ولهذا السبب أنا هنا 00كي أتولى المفاوضات بنفسي 00فكما أشرت بحق في أول لقاء لنا ، نادراً ما أجد الوقت لحضور المؤتمرات 0
تنهد ثم مرر إصبعه على أنفه الجميل الشكل0
- وكالعادة حين يكون المرء متورط في عملية الاستيلاء على شيء ما يوجد منافسون محليون ، مستشيطون غيظاً 0ومراسلي المجهول يعتقد أن في مقدوره بنشر بعض الشائعات حولي ، أن يقلب الميزان ضدي 0
كائناً من كان أن كان قصده إسقاط فيكتور دما رشيه ، فهي تتمنى كل الحظ له 00لكن الأمر الذي يزعجها في كل هذا ن هو أنها أصبحت بشكل ما متورطة0
-إذاً من الغرض من هذا المقال ؟ فكما قلت أنه كلام عادي وسيحتاجون إلى شيء أقوى بكثير من هذا ؟
- أوه 00كان هذا مجرد اختبار 00لإقناعي أنهم فعلاً يراقبونني وأن الصحف مستعدة لنشر القصص عني 00وهذه الصحيفة هي التي قادت الحملة ضد عملية الاستيلاء 00وسيكونون أكثر من سعداء في نشر كل ما يمكن أن يضعوا أيديهم عليه 00ولذلك قررت أن أذهب وأواجه مدير التحرير0 كوري ) 0أردت أن أعرف من أوصل إليه القصة 0
- وهل فعل ؟
- لا00وكما توقعت ، أصر على أنه لايستطيع الكشف عن المصدر، لذا وجهت إليه تحذيراً جدياً بأنني سأقاضيه وصحيفته إذا نشر شيء سيء عني 0
ارتجفت ليجي للقوة السوداء التي ظهرت عليه 00
بقيت صامته وهو يتابع :
- كذلك زرت رئيس البوليس المحلي ن لأضعه في الصورة 00واستأجرت لنفسي تحرياً خاصاً لمحاولة اقتفاء أثر من وراء هذا كله 0
بدأت القصة وكأنها فيلم عصابات ك
- يبدو لي أنك رتبت الأمر كله 00ويبدوامنتدى ليلاس من غير المحتمل أن يتمكنوا من أذيتك ابداً0
- ربما لأنت على حق 00يبدو هذا غير محتمل 00لكن ليس هناك طريقة تجعلني أترك هذه المسالة ، وسوف أنال شخصياً ممن كان ورائها وألقنه درساً لن ينساه أبداً0
أسود وجهه كظلام العاصفة :
- لا أحد يرسل لي تهديدات مجهولة ، وينجو بفعلته !
- لقد كلفت التحري الخاص بتقصي الأمر000ولاشكأن المسألة الآن مسألة وقت 0
نفخ بنفاذ صبر:
- الوقت 00هو شيء ينقصني في هذه المرحلة 00المفاوضات انتهت الآن ، ولجنة محلية ستقرر حول مسألة الاستيلاء خلال شهر00ولهذا يجب أن أفعل شيء بنفسي 00التحري الخاص هو مجرد داعم لي ، نوع من شبكة الأمان في حال فشلت 0
استدار إليها فجأة :
- لكنني لن أفشل 00إذا ساعدتني 0
ذُهلت للاقتراح 00لماذا ؟00إنها تحيي في قلبها أعداءه ، فكيف تبحث عن طريقة تساعده للخروج من ورطته ؟
نظرت إليه نظرة متحجرة :
- ولماذا أساعدك ؟
إنه سؤال سخيف وهذا ما أظهره فوراً :
- هناك مسألة صغيرة ، الشريط!
ذلك الشريط 00! كيف نسيته ؟!
- أتعني أنني لو لم 00
ابتسم بسخرية ك
- هذا بالضبط ما أعنيه 00لو رفضت التعاون معي 00سأتقدم بشكوى رسمية ضدك لمنظمي المؤتمر 0وبالطبع ، مع إعلام مرؤوسيك بإرسال نسخة من الشريط0
اندفعت تدافع عن نفسها :
- فات الوقت ! ولن يفيدك منتدى ليلاس هذا الآن ! لقد انتظرت طويلاً 00فلماذا سعيت إلى صحبتي كل مساء وأنت تعرف أنني جاسوسة ؟
- هذا من السهل شرحه 00أنت من سعيت لصحبتي 00ووافقتك على أمل أن تعترفي لي على حده بما تنوين فعله 0وكنت ىمل أن أتجنب الكشف عنك 00لنك تبدين في الواجهة فتاة لطيفة 00لكن مع الآسف 00
قلد نظرة أسف ساخرة وتابع :
- في النهاية ن أجبرتني ، بطريقة ما ، ولم تتركي لي حقا أي خيار،0
أحست بالهزيمة ، ومثل شقيقتها اكتشفت أنه كاذب من الطراز الأول ، وإذا أراد فعلاً فسيجعل قصته تبدو حقيقية0منتدى ليلاس
نظرت إليه باكتئاب وهو يكمل :
- أفهمت ما أعني ؟ لا أمل لك 0 وأظن فعلاً أن من الحكمة لك أن تتعاوني 0
شدت على أسنانها حتى آلمها فكها 00هذا الرجل كما تعرف لن يوقفه شيء0
نظرت لوجهه بكراهية قلبية صادقة :
- ماذا تريدني أن أفعل ؟
- هكذا أفضل 00أنا مسرور لتمكني من إقناعك بالمنطق0
دار حول مقعدها وتابع :
- ما أريدك أن تفعليه ، بسيط جداً ويتطلب تعديل لخطتك 00
أحست أن قلبها يخفق بتوتر 00لكن بعد لحظة توقف قلبها تماماً ، وهو يقول بنبرات باردة :
- أنت ، عزيزتي ، بانتظارك متعة لا مثيل لها 0
جلس في مقعده مرة أخرى , ومال نحوها قائلاً :
- أنت وأنا ستكون بيننا علاقة حب !


***********************************


الساعة الآن 09:33 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية