منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات منوعة (https://www.liilas.com/vb3/f831/)
-   -   حب غير متوقع / ماري روك ( رواية مكتوبة) (https://www.liilas.com/vb3/t83127.html)

kokowa 02-07-08 01:23 AM

حب غير متوقع / ماري روك ( رواية مكتوبة)
 
يا بنات مثل ما وعدتكم .. هذي رواية حب غير متوقع .. و هي لنفس الكاتبة لرواية أيهما أنت .. أرجو أنها تعجبكم مثل ما عجبتكم الاولى ... و عذروني على التأخير

http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_13362161392.jpg


:flowers2:

kokowa 02-07-08 01:35 AM

http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_13362161391.jpg

http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_13362161393.jpg[/QUOTE]

kokowa 02-07-08 01:41 AM

-1-كان واقفا في مطار دنفر يودع جديه ليركب الطائرة العائدة الى لوس انجلوس و بالطائرة كان يفكر بالشهرين الذين قضاهما مع جديه وأفكار خطرت في باله و هو يراقب الأضواء تخفت شيئا فشئيا فكر في اخر سنة له في الثانوية و ماذا سيدرس في الجامعة و من تلك الأفكار المتعلق بالمستقبل الغامض ...و في لوس انجلوس استقبله افضل اصدقائة ابناء عمه جاك و أليكس ليأخذانه إلى بيته حيث يقيم مع والده ليوناردو جارسيس دلفالي رجل الأعمال الأرمل الذي فقد زوجته منذ عام تقريبا ..حمل حقائبه و اسرع ليضم جاك بقوة عندما لمحه من بعيد " كيف حالك يا رجل ؟!"" انا بخير.. مشتاق لك.. لا تبتعد اكثر مرة اخرى يا رجل ماذا كنا نفعل من دونك ؟! "اكمل أليكس عن جاك و ضم صديقه " لقد قتلنا الضجر و الملل لن تذهب الى دنفر في المرة القادمة الا و نحن معك افهمت ؟! "قال جونيور و هو يضحك بصوت عال " لا في السنة القادمة سنذهب الى نيويورك يا شباب "" نيويورك؟!" قال جاك مستنكرا." نعم نيويورك.." ثم ابتسم ابتسامة اظهرت اسنانة البيضاء و غمزتاه الساحرتان كان جونيور يتحدث عن مدى شوقه لابيه و كيف تركه هذه المدة الطويلة وحيدا و تجاهل تساءلهما بشأن نيويورك فلقد عاد لتوه من دنفر حيث الحياة الريفية هناك فماذا يريد من المدينة المزدحة و المزعجة و التي تختلف كليا عن دنفر..بينما هم يتجهون بالسيارة التي يقودها جاك بجنون كالعادة صاح جونيور به موبخا بمزح" هي جاك هديء من سرعتك المجنونة .. لا اريد ان اموت اريد ان ارى والدي بعد هذه الغيبة الطويلة هل لك ان تبطيء من سرعتك"" لا تخف يا رجل ستصل بسلام و ستعانق والدك يا مدلل "قال جاك و غمز بعينه الى اليكس الذي ضحك بدوره .. انتبه الى سخريتهم و قال عابسا " اصمت انا لست مدلل انا فقط مشتاق اليه الا تفهم " " بالطبع انت مشتاق اليه "أجابه و غمز مرة اخرى الى اليكس الذي لم يتوقف عن الضحك فقام جونيور بضرب جاك على رأسة مما جعلهم يضحكون بصوت مرتفع لأنهم أثاروا غيظهركن جاك السيارة و حملوا حقائب جونيور التفتت جاك حت يعلق على الكس الواقف مستند على السيارة " ما بالك يا ضعيف الا تعرف كيف تحمل حقيبة ؟!"" تعال و جرب كم هي ثقيلة ماذا وضعت فيها يا جونيور ؟! كأني احمل صخور " قال مازحا لم يعلق جونيور بل اكتفى بأن نظر إليهم بابتسامة و هو يحمل جواز سفره و حقيبة ظهره التي اخذها معه داخل الطائرة .بينما كان الشباب يتحدثون و يضحكون في الخارج كان الاب ليوناردو منتبه لوصولهم و الضجيج الذي أحدثوه فدخل في هذه اللحظة جونيور و ابتسامة كبيرة تظهر اسنانه المصفوفة" ابي!!!" حضن والده و هو مغمض عينية , ضمه والده و ربت على كتفه و هو يرى الحقائب التي يحملها جاك و اليكس و عندما فتح جونيور عينيه رأى خلف ابيه امراتان في غاية الجمال و الاناقة واحدة ترتدي فستان ابيض يصل الى ركبتيها و شعرها احمر جميل له جسد طويل و رشيق و يقارب عمرها سبعة و ثلاثين عام بينما الاخرى اصغر سنا قد تكون ابنتها و خمن عمرها السابعة عشر ترتدي تنورة قصيرة و قميص ابيض ضيق فتح عند الصدر يظهر جمال قوامها و شعرها الاشقر الرائع مرفوع للاعلى و خصل شقراء تنزل على كتفيها و هي بدورها طويلة و رشيقة وقفتا ترمقانه و كأنهما ملاك بلباسهما الابيض و بجمالهما الاخاذ..ابتسم جونيور لهم في استغراب و نظر الى ابيه متسائل فقال له والده متساءلا و لم ينتبه بأن جونيور شاهد المراتين " كيف كانت رحلتك يا بني ؟!"سكت لفترة و هو ما زال ينظر الى هاتين المرأتين الواقفتان في الصالة و هو يقف عند مدخل الباب ثم استوعب سؤال ابيه و تجاهل هاتين المرأتين بابتسامه مصطنعة " لقد كانت اكثر من رائعة و استمتعت كثيرا ""جيد جيد و هل قمت بمساعدة جدك في الحقل و بالاعتناء بالجياد ؟!"لا يزال الاستغراب في عيني جونيور و هو يجيب " اه بالطبع " لم يستطع جونيور ان يتحمل السؤال الذي يلج في صدره فالتفت الى ابيه " ابي "و أشار على المرأتين " لم تعرفني عليهما !! "بلع الاب ريقه و نظر باتجاه المرأتين التي بدت على الكبيرة القلق و التوتر .. هز برأسه ثم قال" اسمع ... هذه مليسي زوجتي و هذه ابنتها فيرونيكا " فتح جونيور عينيه الزرقاء مستغربا و اخذ يتنفس بسرعة و بدأ الغضب يظهر على معالم وجهه و كسا الألم عيناه الجميلتان المليئتان بالرموش الطويلة فحمل حقيبته و خرج مسرعا الى سيارة جاك الذي لا يزال ينتظر في الخارج مع الكس و هما متوقعين حصول هذه النتيجة..ركض ليو خلف ابنه " جونيور انتظر " فصرخ جونيور بغضب " جاك.. اليكس.. هيا "" يا بني انتظر دعنا نتفاهم "نظر جونيور من خلال نافذة السيارة إلى جاك الذي لا يزال واقفا خارج السيارة" الن نذهب هيا اني اقول لك هيا اريد الذهاب من هذا المكان "فركب جاك و الكس و انطلقا بالسيارة .."هل كنت تعرف عن زواج ابي ؟!"سأل جونيور جاك بحدة و الغضب يتطاير من عينيه عندما ابتعدا عن المنزل " نعم و لم أرى الوقت المناسب كي نقول لك ارجوك افهم موقفنا " قال جاك مهديء ابن عمه بصوت كله تعاطفتنهد جونيور بصوت عال يملؤه الالم و اسند رأسه الى خلفه تارك الهواء السريع يتلاعب بخصلات شعرة البنية اللون و ينسه حزنه و خيبة أمله ...نظر جاك الى الكس نظرة تعاطف مع ابن عمهم ..و في منزل ليو وقف الاب خارج يشتم بينما وقفت زوجته مليسي على الباب تنظر اليه بقلق " ارجوك ليو ادخل.. الجو بارد ..ارجوك ادخل " دخل ليو غاضبا فصعد الى غرفته و أغلق الباب خلفه بقوة هزت المنزل كله " سيهدأ بعد لحظات يا امي لا تقلقي " قالت فيرونيكا لامها مطمئنة " لست متأكدة من ذلك ان ليو يحب ابنه جدا و لا يرضى ان يحزن ابنه عليه "" الم تري كيف كان يرمقنا ابنه ؟!" " نعم لقد رأيته لقد كان مستغربا و شاكا بما سيحدث يا ليو المسكين "" لقد كنت واثقة بردة فعله فلقد تزوج والده من امرأة اخرى و لااعتقد بانه سيسكت عن هذا الوضع ارى بان حياتنا لن تكون هادئة يا امي بوجود هذاالصبي "" لن اتركه يفعل أي شيء .. ساقف بوجهه " ...و في هذه اللحظة اوقف جاك سيارته في منزله و سأل جنوير " هل ستنام عندنا اليوم ؟!" قال جونيور بتكاسل " لااعلم " "ما بالك يا رجل ؟! اعلم بانك متضايق لكن ذلك لا يعني نهاية العالم "" انها نهاية العالم بالنسبة لي فابي الذي اعتقدت بانه اوفى صديق خذلني و خذل امي لم يدم على وفاتها سنتين لقد نسيها بكل سهولة يا له من رجل عديم احساس " قالها صاراعلى اسنانه بعصبيه" و ماذا ستفعل ؟! " قال جاك متسائلا" لا اعلم " اجاب جونيور و هو يضرب رأسه على الكرسي بحسرة مغمض عيناه" هل ستترك البيت لها ولابنتها ؟!" قال اليكس بهدوء لكن جونيور هب صارخا" بالطبع لا فهذا منزلي و منزل امي و لن يكون منزلها ابدا سأسعى بكل جهدي ان أتخلص منها و من ابنتها " " ماذاستفعل يا مجنون ؟!" قال جاك مستغربا" لا اعلم لكني لن اتركها بسلام لن اتركها تتمتع في منزلي متخذه مكان امي أسمعت؟!!" ؟" اذا متى تريد ان تعود الى البيت ؟!" " غدا صباحا بعد ان تهدأ الامور " قال جونيور بعد تنهيده طويلة بينت ألمه و قلة حيلته" حسنا جدا سنعمل انا و اليكس على ان تنسى ما حدث ما رأيك ان نخرج مع الشباب ونحتفل بعودتك " قال جاك مشجعا جونيور على النهوض" هيا اني بحاجة الى النسيان " و قام معهمو في المنزل كانت فيرونيكا مستلقية على فراشها تقرا رواية عاطفية و لكن بالها لم يكن مع الرواية بل كان مع الشاب الاسمرالطويل العريض الذي كان يلبس قميص ازرق تحته بلوزة بيضاء و جينز و كان مسرح شعره بطريقة تجعل خصلات شعره الامامية واقفة و تطير بالهواء و كان ينظر اليها بعنين زرقاء كلون السماء و رموش طويله و غمزتان واسنان بيضاء تظهر بابتسامه رائعة كانت تراه في روايتها التي بين يديها بدل الاحرف السوداء من اين له هذا الشعر البني الفاتح ان لاباه شعر اسود داكن و من اين له تلك العينين الساحرتين فعينا ليو سوداء كالليل و من اين له غمزتان يا الهي من اتى هذا الشبيه بآلهة الإغريق و كيف خرج بعصبية جعلته مثيرا اكثر ؟َ!! هل يعقل ان يكون هذا حب من أول نظرة ؟! لا لا مستحيل .. ابعد تلك الفكرة من رأسها و حاولت جاهدة ان تركز مع الكلمات و الرواية التي بين يديها ...و بعد احتفال دام الى اوجه النهار رجع الشبان الثلاث منهلكين من الاحتفال الرائع الذي اقامه اصحابهم فالقى جونيور بجسمه على الفراش مفكرا بكل شيء حدث بتوديعه جده و جدته و استقبال ابناء عمه له و استقبال ابيه و زوجته و ابنتها !!! ابنتها !!! ابنتها!!! فيرونيكا ... يا لها من رائعة بشعرها الاشقر الذي يصل الى كتفيها و عيناها الأرجوانية الغريبة بحياته لم ير عينان بهذا اللون العجيب و رموشها الطويلةالساحرة و قوامها الرشيق و انفها الدقيق و فمها الممتليء يا لها من فتاة خلابة كيف استطعت ان ابعد عيني عنها كيف ؟!! كيف لي ان اعجب بها و هي من اعدائي يجب ان اكف عن التفكير بها لكن لها اجمل عينين .." هي جونيور هل نمت ؟!"سأل جاك بتثاؤب قاطعا على جونيور افكاره" لا " رد جونيور ناعسا" بمن تفكر اذا ؟!" " لا احد "" انه يفكر بتلك الفتاة جلوريا " قال اليكس متأكدا و اوثقا " قلت لكم لااحد "" انها جميلة جدا , لم لم تاخذ رقم هاتفها و تدعوها لتناول العشاء " قال اليكس مقترحا" لم لا تدعوها انت انك مسحور بها انا لدي انيتا و ساذهب غدا لاراها و الان دعني انام بسلام " و تثائب جونيور"مممم اذا تصبح على خير " قال اليكس و غط في نوم عميق

kokowa 02-07-08 01:45 AM

الفصل الاول

كان واقفا في مطار دنفر يودع جديه ليركب الطائرة العائدة الى لوس انجلوس و بالطائرة كان يفكر بالشهرين الذين قضاهما مع جديه وأفكار خطرت في باله و هو يراقب الأضواء تخفت شيئا فشئيا فكر في اخر سنة له في الثانوية و ماذا سيدرس في الجامعة و من تلك الأفكار المتعلق بالمستقبل الغامض ...
و في لوس انجلوس استقبله افضل اصدقائة ابناء عمه جاك و أليكس ليأخذانه إلى بيته حيث يقيم مع والده ليوناردو جارسيس دلفالي رجل الأعمال الأرمل الذي فقد زوجته منذ عام تقريبا ..
حمل حقائبه و اسرع ليضم جاك بقوة عندما لمحه من بعيد
" كيف حالك يا رجل ؟!"
" انا بخير.. مشتاق لك.. لا تبتعد اكثر مرة اخرى يا رجل ماذا كنا نفعل من دونك ؟! "
اكمل أليكس عن جاك و ضم صديقه " لقد قتلنا الضجر و الملل لن تذهب الى دنفر في المرة القادمة الا و نحن معك افهمت ؟! "
قال جونيور و هو يضحك بصوت عال " لا في السنة القادمة سنذهب الى نيويورك يا شباب "
" نيويورك؟!" قال جاك مستنكرا.
" نعم نيويورك.."
ثم ابتسم ابتسامة اظهرت اسنانة البيضاء و غمزتاه الساحرتان
كان جونيور يتحدث عن مدى شوقه لابيه و كيف تركه هذه المدة الطويلة وحيدا و تجاهل تساءلهما بشأن نيويورك فلقد عاد لتوه من دنفر حيث الحياة الريفية هناك فماذا يريد من المدينة المزدحة و المزعجة و التي تختلف كليا عن دنفر..
بينما هم يتجهون بالسيارة التي يقودها جاك بجنون كالعادة صاح جونيور به موبخا بمزح
" هي جاك هديء من سرعتك المجنونة .. لا اريد ان اموت اريد ان ارى والدي بعد هذه الغيبة الطويلة هل لك ان تبطيء من سرعتك"
" لا تخف يا رجل ستصل بسلام و ستعانق والدك يا مدلل "
قال جاك و غمز بعينه الى اليكس الذي ضحك بدوره .. انتبه الى سخريتهم و قال عابسا
" اصمت انا لست مدلل انا فقط مشتاق اليه الا تفهم "
" بالطبع انت مشتاق اليه "
أجابه و غمز مرة اخرى الى اليكس الذي لم يتوقف عن الضحك فقام جونيور بضرب جاك على رأسة مما جعلهم يضحكون بصوت مرتفع لأنهم أثاروا غيظه
ركن جاك السيارة و حملوا حقائب جونيور التفتت جاك حت يعلق على الكس الواقف مستند على السيارة
" ما بالك يا ضعيف الا تعرف كيف تحمل حقيبة ؟!"
" تعال و جرب كم هي ثقيلة ماذا وضعت فيها يا جونيور ؟! كأني احمل صخور "
قال مازحا لم يعلق جونيور بل اكتفى بأن نظر إليهم بابتسامة و هو يحمل جواز سفره و حقيبة ظهره التي اخذها معه داخل الطائرة .
بينما كان الشباب يتحدثون و يضحكون في الخارج كان الاب ليوناردو منتبه لوصولهم و الضجيج الذي أحدثوه فدخل في هذه اللحظة جونيور و ابتسامة كبيرة تظهر اسنانه المصفوفة
" ابي!!!"
حضن والده و هو مغمض عينية , ضمه والده و ربت على كتفه و هو يرى الحقائب التي يحملها جاك و اليكس و عندما فتح جونيور عينيه رأى خلف ابيه امراتان في غاية الجمال و الاناقة واحدة ترتدي فستان ابيض يصل الى ركبتيها و شعرها احمر جميل له جسد طويل و رشيق و يقارب عمرها سبعة و ثلاثين عام بينما الاخرى اصغر سنا قد تكون ابنتها و خمن عمرها السابعة عشر ترتدي تنورة قصيرة و قميص ابيض ضيق فتح عند الصدر يظهر جمال قوامها و شعرها الاشقر الرائع مرفوع للاعلى و خصل شقراء تنزل على كتفيها و هي بدورها طويلة و رشيقة وقفتا ترمقانه و كأنهما ملاك بلباسهما الابيض و بجمالهما الاخاذ..
ابتسم جونيور لهم في استغراب و نظر الى ابيه متسائل فقال له والده متساءلا و لم ينتبه بأن جونيور شاهد المراتين
" كيف كانت رحلتك يا بني ؟!"
سكت لفترة و هو ما زال ينظر الى هاتين المرأتين الواقفتان في الصالة و هو يقف عند مدخل الباب ثم استوعب سؤال ابيه و تجاهل هاتين المرأتين بابتسامه مصطنعة
" لقد كانت اكثر من رائعة و استمتعت كثيرا "
"جيد جيد و هل قمت بمساعدة جدك في الحقل و بالاعتناء بالجياد ؟!"
لا يزال الاستغراب في عيني جونيور و هو يجيب
" اه بالطبع "
لم يستطع جونيور ان يتحمل السؤال الذي يلج في صدره فالتفت الى ابيه
" ابي "
و أشار على المرأتين
" لم تعرفني عليهما !! "
بلع الاب ريقه و نظر باتجاه المرأتين التي بدت على الكبيرة القلق و التوتر .. هز برأسه ثم قال
" اسمع ... هذه مليسي زوجتي و هذه ابنتها فيرونيكا "
فتح جونيور عينيه الزرقاء مستغربا و اخذ يتنفس بسرعة و بدأ الغضب يظهر على معالم وجهه و كسا الألم عيناه الجميلتان المليئتان بالرموش الطويلة فحمل حقيبته و خرج مسرعا الى سيارة جاك الذي لا يزال ينتظر في الخارج مع الكس و هما متوقعين حصول هذه النتيجة..
ركض ليو خلف ابنه
" جونيور انتظر "
فصرخ جونيور بغضب
" جاك.. اليكس.. هيا "
" يا بني انتظر دعنا نتفاهم "
نظر جونيور من خلال نافذة السيارة إلى جاك الذي لا يزال واقفا خارج السيارة
" الن نذهب هيا اني اقول لك هيا اريد الذهاب من هذا المكان "
فركب جاك و الكس و انطلقا بالسيارة ..
"هل كنت تعرف عن زواج ابي ؟!"
سأل جونيور جاك بحدة و الغضب يتطاير من عينيه عندما ابتعدا عن المنزل
" نعم و لم أرى الوقت المناسب كي نقول لك ارجوك افهم موقفنا "
قال جاك مهديء ابن عمه بصوت كله تعاطف
تنهد جونيور بصوت عال يملؤه الالم و اسند رأسه الى خلفه تارك الهواء السريع يتلاعب بخصلات شعرة البنية اللون و ينسه حزنه و خيبة أمله ...نظر جاك الى الكس نظرة تعاطف مع ابن عمهم ..

و في منزل ليو وقف الاب خارج يشتم بينما وقفت زوجته مليسي على الباب تنظر اليه بقلق
" ارجوك ليو ادخل.. الجو بارد ..ارجوك ادخل "
دخل ليو غاضبا فصعد الى غرفته و أغلق الباب خلفه بقوة هزت المنزل كله
" سيهدأ بعد لحظات يا امي لا تقلقي " قالت فيرونيكا لامها مطمئنة
" لست متأكدة من ذلك ان ليو يحب ابنه جدا و لا يرضى ان يحزن ابنه عليه "
" الم تري كيف كان يرمقنا ابنه ؟!"
" نعم لقد رأيته لقد كان مستغربا و شاكا بما سيحدث يا ليو المسكين "
" لقد كنت واثقة بردة فعله فلقد تزوج والده من امرأة اخرى و لااعتقد بانه سيسكت عن هذا الوضع ارى بان حياتنا لن تكون هادئة يا امي بوجود هذاالصبي "
" لن اتركه يفعل أي شيء .. ساقف بوجهه " ...


و في هذه اللحظة اوقف جاك سيارته في منزله و سأل جنوير
" هل ستنام عندنا اليوم ؟!"
قال جونيور بتكاسل " لااعلم "
"ما بالك يا رجل ؟! اعلم بانك متضايق لكن ذلك لا يعني نهاية العالم "
" انها نهاية العالم بالنسبة لي فابي الذي اعتقدت بانه اوفى صديق خذلني و خذل امي لم يدم على وفاتها سنتين لقد نسيها بكل سهولة يا له من رجل عديم احساس "
قالها صاراعلى اسنانه بعصبيه
" و ماذا ستفعل ؟! " قال جاك متسائلا
" لا اعلم " اجاب جونيور و هو يضرب رأسه على الكرسي بحسرة مغمض عيناه
" هل ستترك البيت لها ولابنتها ؟!" قال اليكس بهدوء
لكن جونيور هب صارخا
" بالطبع لا فهذا منزلي و منزل امي و لن يكون منزلها ابدا سأسعى بكل جهدي ان أتخلص منها و من ابنتها "
" ماذاستفعل يا مجنون ؟!" قال جاك مستغربا
" لا اعلم لكني لن اتركها بسلام لن اتركها تتمتع في منزلي متخذه مكان امي أسمعت؟!!"
؟" اذا متى تريد ان تعود الى البيت ؟!"
" غدا صباحا بعد ان تهدأ الامور " قال جونيور بعد تنهيده طويلة بينت ألمه و قلة حيلته
" حسنا جدا سنعمل انا و اليكس على ان تنسى ما حدث ما رأيك ان نخرج مع الشباب ونحتفل بعودتك " قال جاك مشجعا جونيور على النهوض
" هيا اني بحاجة الى النسيان " و قام معهم

و في المنزل كانت فيرونيكا مستلقية على فراشها تقرا رواية عاطفية و لكن
بالها لم يكن مع الرواية بل كان مع الشاب الاسمرالطويل العريض الذي كان يلبس قميص ازرق تحته بلوزة بيضاء و جينز و كان مسرح شعره بطريقة تجعل خصلات شعره الامامية واقفة و تطير بالهواء و كان ينظر اليها بعنين زرقاء كلون السماء و رموش طويله و غمزتان واسنان بيضاء تظهر بابتسامه رائعة كانت تراه في روايتها التي بين يديها بدل الاحرفالسوداء من اين له هذا الشعر البني الفاتح ان لاباه شعر اسود داكن و من اين له تلك العينين الساحرتين فعينا ليو سوداء كالليل و من اين له غمزتان يا الهي من اتى هذا الشبيه بآلهة الإغريق و كيف خرج بعصبية جعلته مثيرا اكثر ؟َ!! هل يعقل ان يكون هذا حب من أول نظرة ؟! لا لا مستحيل .. ابعد تلك الفكرة من رأسها و حاولت جاهدة ان تركز مع الكلمات و الرواية التي بين يديها ...

و بعد احتفال دام الى اوجه النهار رجع الشبان الثلاث منهلكين من الاحتفال الرائع الذي اقامه اصحابهم فالقى جونيور بجسمه على الفراش مفكرا بكل شيء حدث بتوديعه جده و جدته و استقبال ابناء عمه له و استقبال ابيه و زوجته و ابنتها !!! ابنتها !!! ابنتها!!! فيرونيكا ... يا لها من رائعة بشعرها الاشقر الذي يصل الى كتفيها و عيناها الأرجوانية الغريبة بحياته لم ير عينان بهذا اللون العجيب و رموشها الطويلةالساحرة و قوامها الرشيق و انفها الدقيق و فمها الممتليء يا لها من فتاة خلابة كيف استطعت ان ابعد عيني عنها كيف ؟!! كيف لي ان اعجب بها و هي من اعدائي يجب ان اكف عن التفكير بها لكن لها اجمل عينين ..
" هي جونيور هل نمت ؟!"
سأل جاك بتثاؤب قاطعا على جونيور افكاره
" لا " رد جونيور ناعسا
" بمن تفكر اذا ؟!"
" لا احد "
" انه يفكر بتلك الفتاة جلوريا " قال اليكس متأكدا و اوثقا
" قلت لكم لااحد "
" انها جميلة جدا , لم لم تاخذ رقم هاتفها و تدعوها لتناول العشاء " قال اليكس مقترحا
" لم لا تدعوها انت انك مسحور بها انا لدي انيتا و ساذهب غدا لاراها و الان دعني انام بسلام " و تثائب جونيور
"مممم اذا تصبح على خير " قال اليكس و غط في نوم عميق


kokowa 02-07-08 01:46 AM

2-



فتح جونيور عينيه بتثاقل بسبب ضوء الشمس المتخلل بين ستائر الغرفة
" اااااه ه ه .. استيقظوا يا شباب إنها الساعة الواحدة ظهرا "
و قفزا من الفراش على الأرض و اخذ يبحث عن بلوزته التي ألقاها على الأرض .. لبسها و دخل الى الحمام ليغتسل و يلبس و عندما خرج من الحمام وجد ان جاك و الكيس لايزالوا نائمين فصرخ بمرح يوقظهم
" هي استيقظوا استيقظوا حريق حريق في المنزل ... انقذوا انفسكم "
" اصمت يا جونيور و دعنا ننام لقد تعبنا في الأمس "
رد جاك بعصبية و بصوت ناعس
" آه نعم تعبنا بسبب الاحتفال الذي أقيم من أجلك فأرجوك دعنا ننام ما زال صوت الموسيقى العالي في إذني "

قال اليكس و اخذ الوسادة و غطى بها وجهه حتى يحجب أشعة الشمس عن عينيه
" حسنا أنا ذاهب الى المنزل و سألقاكم فيما بعد .."
حمل جونيور أغراضه و فتح كبت جاك و اخذ منه قبعة و اخذ مفتاح سيارة جاك
" سآخذ سيارتك .. الى اللقاء و شكرا على القبعة يا جاك "
و أغلق الباب خلفه نزل الدرج بخفة و سرعة و ركب السيارة و انطلق الى المنزل.. و بالطريق أخذ يفكر كيف سيواجه والده و زوجته الجديدة و ابنتها ...

بعد دقائق قليلة فترجل من السيارة و حمل حقائبه و اتجه الى الباب لم يجد سيارة والده في الكاراج مما أراحه قليلا , دخل المنزل و وضع حقائبه في المدخل و صعد الدرج الى غرفته و بينما هو يصعد الدرج ظهرت فيرونيكا ابنة زوجة أبيه في وجهه فوقف ينظر إليها متحديا من رأسها إلى أخمص قدميها بجرأة ثم اتجه الى غرفته و أغلق الباب بقوة فاهتز البيت بأكمله
وقفت فيرونيكا مدهشة مما رأته و سرت قشعريرة في جسدها بسبب القرب و نظرته الوقحة

" يا الهي "
تنهدت و أكملت خطاها إلى المطبخ ..فتحت البراد لتكب لها كوب ماء بارد يبرد على قلبها الذي أشتعل بسبب نظراته الحارقة هي مازالت ترتجف من تلك النظرة و تفكر في نفسها
( ما بال هذا الشاب يا له من وقح لن اسكت ..ماذا يظنني ذلك المغرور )
دخل جونيور المطبخ قاطعا عليها حبل افكارها مما جعلها تتجمد في مكانها , حاول فتح البراد لكنها كانت تستند عليه و بيدها ابريق الماء فصاح بوجهها و في عينيه حقد لا مفر منه
" ما بك ابتعدي الا ترينني احاول فتح البراد؟! ام تظنين بانك هنا صاحبة المنزل؟! ليكن في علمك انا ولدت في هذا المنزل و ساموت فيه اتفهمين ؟! أخبري والدتك بهذا الكلام ... و الان ابتعدي و الا ابعدتك بيدي "



طفح الكيل منه و لم تستطيع أن تكبح جام غضبها فصبته عليه و هي تصرخ و احتقن الدم في وجهها

" هل انت هكذا دائما لا تعرف كيف تطلب بادب انا لم اقل باني صاحبة هذا المنزل..و لما تتخذ معي موقف المعادي انا لم افعل لك شيئا و لم ارك الا بالامس ولم اتكلم معك حتى .. "
تنفست بعمق حتى يعود لها الهدوء .. استغرب صوتها العالي الذي خرج من فتاة ناعمة ..فتكلم بهدوء و تحدي
" انا عادة اتكلم بكل احترام لكن ليس مع امثالك انت و امك و الان لا اريد النقاش معك فابتعدي "
ازاحها بيده و فتح البراد و اخذ منه كولا و صفع الباب و خرج و هو يشتم
وقفت مصدومة فما فعله لتو قد تعدى الحدود و يجب أن توقفه و تلزمه حدوده .. رنين الهاتف اوقضها من صدمتها .. ظل يرن و كان الصوت منبعث من غرفة الجلوس ركضت تلتقط الهاتف و وجدت جونيور يشاهد التلفاز بغرفة الجلوس
" الو "
ردت على الهاتف و هي تنظر اليه بطرف عينيها .. كان يحاول الانصات
" هاي فيرو كيف الحال لقد اشتقت لك "
" اهلا اهلا جولي انا بخير و انت ؟ كيف هي آلي ؟"
ردت فيرو ببهجة مما جعل جونيور يرفع رأسة و يلقي عليها نظرة استهزاء
" انا بخير و آلي بخير ايضا سنأتي قريبا كي نحضر معك حفلة المدرسة "
"آه حقا سأنتظركما على أحر من الجمر آه كم اشتقت اليكما "
اغرورقت عياناها بالدموع فقام جونيور برفع صوت التلفاز و هو يبتسم بسخرية
رفعت السماعة عن اذنها و قالت له بانزعاج

" ألا تراني اتحدث بالهاتف ؟! اخفض الصوت انها مكالمة من لندن.."
رفع كتفيه بلا اكتراث

" و ما خصني انا ,اريد ان اسمع ما يقال بالتلفاز و انت تثرثرين لا استطيع ان اسمع شيئا "
صرت على اسنانها بغضب

" جولي اتصلي غدا فانا مع مخلوق مزعج حاليا و لا استطيع ان اكلمك براحة بال "
" من هو هذا المخلوق المزعج ؟! "
" انه ابن ليو لقد اتى لتوه من دنفر و انه يشكل خطرا علينا و إزعاج محتم "

همست جولي بابجهة الاخرى من الهاتف و كأن الشخص القريب من فيرونيكا يسمع
" وهل هو جذاب كوالده؟!" قهقهت جولي

رفعت فيرو رأسها لتنظر إلى جونيور أنه أكثر جاذبية من والده لكنها أزاحت هذه الفكرة فورا من رأسها و قالت بأنزعاج
" لا و الان الى اللقاء جولي "
" يا لك من محتالة تردين انهاء المكالمة كي لا تحدثيني عنه لا بأس سنتكلم عنه لاحقا الى اللقاء" و اغلقت السماعة .. تنهد جونيور دون أن يلتفتت ناحيتها و قال بوقاحة
" لم اتوقع ان تنهي المكالمة "
تجاهلته وصعدت غرفتها غير مكترثة بما قال , و هنا دخلت مليسي و صوتت
" عزيزتي انا هنا تعالي و ساعديني بحمل الاكياس من السيارة "

رد جونيور بإنزعاج و قال بعصبية
"عزيزتك في غرفتها لا داعي لان تصرخي فهي لن تسمعك .. اف لا يمكن ان يحظى الرجل ببعض الراحة في منزله "


اقتربت من الكنبة حيث يجلس ممد رجليه على الطاولة و بيده علبة كولا عبست بوجهها للمنظر الذي رأته لكنها سرعان ما رسمت ابتسامة مصطنعة و قالت بمرح
" اهلا بعودتك جونيور ..اذا سنتعشى جميعا الليلة ؟"
لم يرفع رأسه لينظر إليها بل اكتفى بالرد عليها و عينيه مسمرتين على جهاز التلفاز و قال بغير اكتراث و صوت خالي من الملامح
" لا تلعبي دور الزوجة الحنون اعرف بانك لا تأملين وجودي لكنني سأبقى سواء شئت ام ابيت فلا داعي لان اذكرك منزل من هذا "
عصرت قبضة يدها بعصبية و أرادت أن تصفعه لكنها تذكرت بأن بذلك ستهدم العلاقة بينها و بين ليوناردو .. قالت له و هي تبتعد
" لا انا آمل بوجودك في المنزل لانه يسعد اباك و ما يسعده يسعدني و لا داعي لتذكرني لاني اعرف منزل من هذا " اجابت بتحد
نزلت فيرو الدرج قفزا و رأت بأن والدتها قابلت ذلك المتعجرف لكنها غيرت الموضوع حتى تبهج والدتها فيبدو عليها الانزعاج بسببه

" مرحبا امي لقد اتصلت جولي و قالت انها ستأتي و آلي لتحضر حفلة المدرسة "
ضمت والدتها التي أجابت بدورها و بالفعل لقد أبهجها الخبر
" خبر سعيد كنت احتاج اليه "
و نظرت الى جونيور و دخلت المطبخ ترتب اغراضها و تحضر طعام العشاء مع ابنتها ...

على الطاولة اجتمع الجميع ما عدا جونيور الذي تأخر متعمدا عن العشاء لمدة ربع ساعة فبقي الطعام باردا على المائدة ..فبدا ليو متململا و أخذ ينقر بأطراف أصابعة المائدة ثم سأل بعد أن نفذ صبره
" اين هو ؟! امتأكد انه قال سيحضر؟!"
" نعم يا عزيزي متأكدة "

نظرت الى ابنتها بعصبية و همست
" أنه متعمد .. اتمنى لو اقتله"
غمز لها فيرو بحركة من عينيها حتى تتحلى بالصبر و بعد دقائق دخل جونيور و كأنه سيد الكون ابتسم بسعادة عندما راى بأن الجميع ينتظره على العشاء الذي لم يلمس بعد
" اه هل تأخرت ؟! "
همست مليسا لابنتها " ساحطم رأسه المتعجرف"
" هيا لنأكل " قال الاب بعصبية
وضعت الطعام و كان ستيك و خضار مسلوقة و عصير التوت ( طعام جونيور المفضل )

نظر إلى الطبق الشهي أمامه لكنه تذكر بأنه تناول العشاء مع صديقته أنيتا فأراد أن يلعب عليهم لعبة
" لا استطيع ان اكل اللحم و الخضار "

قال جونيور واضعا يديه على بطنه مظهرا ازدراءه
" لم لا انها اكلتك المفضلة ؟!" قال الاب مستغربا

لكن جونيور لعب بملامح وجهه و كأنه يريد أن يتقيأ أمامهم و تكلم بهدوء و إنزعاج مصطنع و لو كانت جائزة الاوسكار تقدم للناس عامة لقدمناها لجونيور الان
" لانني رأيت في حقل جدي بقرة ياكلها الدود و الدماء يغطيها و مصرانها ملقية على الارض بجانبها و الذباب يتطاير فوق عينيها و اتى المنظر امامي "

و بلع ريقه بازدراء و كأنه سيتقيأ
وضعت فيرو شوكتها و ابعدت الصحن و قامت الى الحمام , و ابعدت مليسي طبق اللحم و اكتفت باكل الخضار لكن ليو لم يكترث و قال
" لابد انها كانت مريضة لكن طعمها لذيذ هيا كل "

و بدأ يقضم الطعام بنهم
قامت مليسي و الغضب يكتسحها لتطمأن على فيرو .. طرقت باب الحمام و سألتها بقلق

" هل كل شيئ على ما يرام ؟!"
أجابتها فيرو بعد أن فتحت الباب و أستندت عليه بدت عينيها مدمعتين و فمها احمر مبلل جففته بمنديل
" نعم نعم لكن ذلك اللعين سأقتله لقد جعلني اتخيل المنظر لن استطيع ان آكل "
وقف جونيور مستند على باب حمام الضيوف يسمعهم و ابتسامة انتصار ساخرة على شفتيه و قال ساخرا
" و هل ستقتليني و انا نائم ؟! "

نظرت اليه و هي تتنهد بعصبية غسلت فمها و ابتعدت بسرعة فضرب رائحة شعرها الرائعة أنفه
" لم فعلت ذلك ؟! " قالت الام بعصبية

قال مصطنع البراءة..
" انا لم افعل شيئا كنت افسر لابي لم لا استطيع ان اكل اللحم الذي اعتقده بانه طعامي المفضل الذي لم يعد ذلك بعد ان رأيت البقرة و الدماء ..."

صمت أذنيها بيدها و سارت مبتعدة عنه فهي ليست مستعدة لن تتقيأ بدورها .. ضحك بجنون حتى وقع على الارض...



و في المساء استيقظت مليسي على صوت ارتطام و اصوات ناس يضحكون فتحت المصباح و نظرت الى الساعة التي تشير الى الثالثة صباحا وشتمت و هي ترى ليو يغط في نوم عميق دون ان يشعر أو يسمع الضوضاء استقامت و فتحت الستارة لتجد جونيور و اصدقائة يلعبون كرة السلة و يضحكون وكأن الساعة الثالثة عصرا ..
" ااااه "
لم تستطيع ان تكلمهم فتبدو كالغبية أمام شلة صبيان عديمي الاحساس رجعت إلى فراشها و غطت رأسها بالغطاء و حاولت ان تنام ثانية لكن دون جدوى حتى اشرقت شمس الصباح لترحب بيوم جديد..
" مليسي حبيبتي انا ذاهب الى العمل و من ثم ساتجه للمطار عندي اجتماع لمدة اسبوع في شيكاغو ارجوا ان تهتمي بالبيت.. "
اقترب منها فتعلقت برقبته
" تجاهلي جونيور .. لا تكترثي لتصرفاته أنا أعرف بأنه يحاول بشتى الطرق ان يغيظك لكنك كوني صبورة "
أومأت برأسها طاعة لأوامر الزوج الذي تحبه طبع قبلة صغيرة على شفتيها و أخرى على وجنتها ثم ودعها خارجا...

" امي لم استطع ان انم بالامس بسبب جونيور و رفاقه "
قالت فيرو و هي تاخذ كوب ماء مع أقراص مهدئة للصداع و بدا عليها الارهاق فألقت بجسدها الرشيق على الكنبة و انضمت لها مليسي و هي تحتسي فنجان قهوة
" و انا كذلك يا الهي سيقلب حياتنا جحيما "
" حسنا امي لننسى الموضوع و نخرج فاليوم سبت.. عطلة .. لنستمتع "
" اصبت لنذهب الى السوق و من ثم نخرج لنتعشى و نحضر فليما ما رأيك؟! "
" فكرة رائعة يا امي"
حضنت والدتها و قبلتها الاخرى على جبينها

دخل جونيور و هو يغني بصوت منخفض و ثم دخل المطبح حيث تقف مليسي و فيرو اخذ يتأملهن بوقاحة و مبتسما بسخرية
" يا له من نهار جميل.. سأدعو بعض الاصدقاء هذا المساء ارجو ان لا اراكم الليلة "
و أخذ يرشف من الشراب الذي بيده ثم خرج و قد ترك مليسي تفقد أعصابه
" يا له من **** "
" لا عليك امي لنخرج و نستمتع هيا "

جرت امها نحو الباب و دفعتها بمرح لتصعد إلى السيارة ...
ذهبتا الى السوق و ثم الى السينما فالمطعم الايطالي الذي يبعد عن منطقتهم حوالي 45 دقيقة و عندما رجعتا وجدتا حديقة المنزل مليئة بالاوساخ و علب العصير و الكولا و الكثير من الصبيان و الفتيات يجلسون على الشرفة و عشرات من السيارات تصطف خارج المنزل و في كاراج المنزل و صوت الغاني الشبابية المزعجة تنبعث من داخل المنزل إلى الخارج .. باختصار .كأن زلزال أصاب المنطقة توسعت حدقتا مليسا في استغراب و دهشة
"ماذا يحصل في المنزل؟! هل هذا منزلنا ؟! "
نزلت مسرعة من السيارة حتى تدخل المنزل و وجدت احتفالا كبير و المكان ملئ بالشباب و الشابات يرقصون في كل مكان و يغنون و الاضواء خافته و الاوساخ تملأ الارض , كاد ان يغمى عليها من هول ما ترى
" يا الهي "
وضعت يديها على رأسها غير مصدقة ما ترى رأت جونيور يقف على طاولة الطعام بيده شراب و يمسك بخصر فتاة و يراقصها و يدور حتى وقف و رآها مصدومة فابتسم بانتصار و صاح بصوت عال و كله عداء
" رحبوا بزوجة ابي الجديدة و ابنتها فيرو "
صفق الجميع و هم يضحكون .. فاقتربت مليسي و أطفأت المسجل المزعج ليعم الهدوء .. عندها صاح جونويور بأصدقائة
" و الان ينتهي الاحتفال يا شباب "
قفز من على الطاولة مارا بالقرب من مليسي و فيرو المتلهبتين غضبا و قال لهم ببرودة أعصاب

" إلى اللقاء "
خرج مع رفاقة تاركين المنزل بأقل من خمسة دقائق فارغا منهم و الفوضى تعمه
" ساجن سأجن سيقتلي ذلك الوغد من سينظف تلك الفوضى من ؟؟"

صرخت بهستيريا و تلقى بعلب الكولا على الارض بدل من سلة المهملات .. أسرعت فيرو لتحتضنها و ربتت على كتفها
" اهدئي امي اهدئي سنتعاون انا و انت بتنظيفه "
تلفتت و هي ترى الفوضى العارمة في كل ركن و زاوية في المنزل و كأن اعصار اجتاح المكان و قلبه رأسا على عقب .. قامتا بالتنظيف الشاق حتى الساعة الثانية فجرا فتهالكت كل واحدة على فراشها بعد هذه الليلة المتعبة ..

و في الليلة التالية سمعت مليسي صوتا و ضجيجا في غرفة الجلوس التحتية ففتحت باب غرفتها و اطلت برأسها اسفل الدرج لترى جونيور و اربعة من رفاقة يلعبون ( البلاي ستيشن) و يتكلمون و يصرخون بصوت عال ..
فتكملكها الغضب و صرخت تنادي عليه
" جونيور هل لك ان تخفض صوتك قليلا الا يكفي ما فعلته بالامس؟! "
تجاهلها و اكمل لعبه و هم يأكلون الرقائق و الفشار و كأنه لم يسمعها
" اه لقد خسرنا " قال اليكس و هو يضرب صديقهم الرابع على رقبته

لكن جونيور و جاك رفعا يديهما بفرح و صرخا بصوت عال و هم يهللون
" ربحنا ربحنا "

وقف جونيور ينظر إلى أليكس الذي تقبل فكرة خسارته امام جونيور و جاك بروح رياضية
" و الان ماذا ستقدمون لنا بمناسبة فوزنا عليكم انا و جاك ؟"
ثم خرجا من المنزل بعد ان اقترح عليهم أليكس ان يذهبوا إلى البار ..


و في الطابق العلوي دخلت مليسي غرفة ابنتها و الغضب يتطاير من عينيها كانت فيرونيكا مستيقظة بدورها
" لا اتحمل وجوده لا استحمل ماذا افعل ؟"
" لن تستطيعي عمل شيئ استحمليه يا امي "
" لا استطيع سانتظره ريثما يرجع و سأضع له حدا لتصرفاته "
و خرجت من غرفتها و نزلت الى الصاله و لم تجده وجدت الفوضى فقط تبعتها فيرو لتوقفها
" امي انتظري هل جننتي انه يامل ان تصابي بالجنون و تفقدي اعصابك و صبرك انا اقول ان تشكينه لوالده افضل "

و في تلك اللحظة دخل جونيور كان قد نسي مفتاح السيارة رفع رأسه و نظر اليهم رافعا حاجبيه ثم توقف عيناه على جسد فيرو بلباس النوم القصير و الخفيف
" ماذا تفعلان بهذا الوقت من الليل؟!"

بادلته فيرو نظرات الازدراء
" ليس من شأنك ,"

" هيا امي لنذهب و ننام "
و مسكت يد امها تقودها الى الدرج , لكن مليسي وقفت فقد طفح الكيل و بلغ أشده
" نحن مستيقظات بسبب ازعاجك الا تنام في الليل؟ هل انت وطواط ؟ اليس لديك مدرسة غدا تذهب اليها ؟!"

رفع يديه معترضا على صراخها و توسعت حدقتا عينيه
" هي اهدئي و لا تصرخي بوجهي ..من انت كي تقولي لي ماذا افعل؟؟!! انا حر بتصرفاتي لا احد يستطيع ان يفعل شيئا اذا انا اردت ..عليك ان تفهمي و تهتمي بشؤونك الخاصة و لا تتدخلي في شؤوني سافعل ما يحلو لي و انام متى ما اردت ان انام افهمت ؟! "

اقتربت مليسي كي تصفعه لكنها استدركت الامر و تراجعت خطوة
" يا لك من وقح كيف تكلم امراة اكبر منك بهذا الشكل اتمنى ان يكون والدك هنا ليرى
كيف تتصرف مع من هم اكبر منك سنا "

ألأقت جملتها الاخيرة و صعدت الدرج بعصبية .. رمقته فيرو بنظرة توبيخ ثم تبعت والدتها ..
لا يعرف لم تألم من نظرتها تلك وقف وكأنه خاوي القلب .. لنظراتها و عينيها الارجوانية سحر غير طبيعي لا يعقل أن تكون من البشر ...
و في الصباح قامت مليسي بايصال ابنتها بينما ذهب جونيور الى نفس المدرسة بسيارته الخاصة كان اليوم الاول للسنة الدراسية..ما إن دخل جونيو من الباب الرئيسي حتى تحوم حوله الفتيات اليه يتملقونه و يمتدحونه من كل جانب و كأن نجم مشهور وقفت فيرو تحدق بهم باستهزاء و تقول لصديقتها الجديدة كارلا التي تعرفت عليها بالصدفة في أحد الاسواق و لفت انتباه كارلا لكنت فيرو البريطانية و تجاذبتا وقتها أطراف الحديث و بالصدفة كانتا معا في نفس المدرسة انها فتاة لطيفة لها شعر اسود قصير و قوام رشيق لكنها ليست طويلة كما فيرونيكا و ليس لها جمالها.
" من يكون يا ترى ؟!! براد بت ؟!"
" حقا انك فتاة جديدة , انه ذا شعبية كبيرة في المدرسة انه جذاب حقا و هو كابتن فريق المدرسة لكرة القدم و صاحب نفوذ كبير و شخصية مرحة انه محبوب لدى الجميع و كذلك ابنا عمه أليكس ذاك الآخر له جمال من نوع خاص بينما جاك فهو له لون ذهبي غير طبيعي"
مر الصبيان بالقرب منهن و فرمق فيرو بوقاحة و ابتسم لكارلا و قال لها و هو عابرا
" صباح الخير كارلا ارى انك تعرفت إلى فيرونيكا؟! "
فتحت فيرو عينيها و قالت لكارلا

" انه مغرور ماذا ترين فيه ؟؟!و من تلك التي تلتصق به ؟!لقد رأيته تلك الليلة في المنزل عندما أقام حفلة و جن جنون والدتي "
" انها انيتا عشيقته انها مجنونه به و مغرورة جدا و وقحة.. "
" اها اذا هو ينتقي فتيات من نفس فصيلته "

ضحكتا لتعليقها الظريف أشارت لها و هم يدخلون الفصل إلى المكان الذي يجلس فيه جونيور و جاك و اليكس صدمت فيرو لوجدها بنفس فصل جونيور و تمنت انها لم تدخل لتراه وهو يعانق انيتا التي تجلس على حضنه..اشاحت وجهها بعيدا عنهما و جلست على الكرسي بالقرب من كارلا..
و عند نهاية اليوم الدراسي حملت فيرو كتبها و اتجهت مسرعة لتضعهم في خزانتها و لسرعتها اصطدمت بجسم قوي و سقطت فوقه على الارض و تبعثرت كتبها و عندما فتحت عينيها وجدت نفسها تحدق بعيون زرقاء كلون السماء عيون اعجبت بها من قبل و سمعته يتأوه ويشتم و ما أن أستوعب أنها فيرو حتى صرخ
" يا لك من خرقاء الا ترين امامك ؟؟!ابتعدي عني "
و ازاحها عنه و هب واقفا بينما استلقت هي على الارض تحاول أن تدرك ما حدث .. ثم نطقت تدافع عن نفسها
" كنت مستعجلة حقا فانا احمل كتب ثقيلة و لم ارك امامي لانك كنت مسرع ايضا ..فامي تنتظري في الخارج و لا اريد ان اتاخر و انت لم لم تر امامك يا اخرق"

اجابت و هي تجمع كتبها عن الارض
" لانني كنت اودع انيتا و انا انظر الى الخلف و لم انظر اليك "
" اوه روميو يا مسكين لا تستطيع ان تبعد نظرك عنها "
" اه نعم فجمالها خلاب اسر عيني "
" عينيك ام قلبك لا آبه انها غلطتك هيا اعتذر "
فتح عينيه بدهشة و قال مستهزءا

" يا لك من مسكينة انا لا اعتذر لاحد خاصة انت "
" لانك بلا اخلاق و مغرور و عديم احساس و..."
وضع يده على فمها فتجمدت هي بمكانها نظر إلى عينيها الجميلتين و قد أصبحت عينيه الزرقاء أكثثر حدة

" اذهبي لامك و اوقفي هذه الاهانات هيا و الا خنقتك بيدي "
زاحت يديه عن فمها بعنف و صرت على أسنانها

" اياك ان تمسكني يا قذر اني اكرهك و اكره لمستك التي تسلخ جلدي "
و خرجت مسرعة و الدموع تملأ عينيها
" ما بك يا عزيزتي لم انت مستاءة ؟!"
تساءلت مليسي بقلق و هي تمسك يد ابنتها التي دخلت السيارة بعصبية
" لا شيء امي هيا انطلقي "
اجابت و هي تبعد نظرها عن جونيور الذي يرمقها من بعيد بنظرات حقد و هو يفتح سيارته
عندما دخلتا المنزل و جدتا ليو ينتظرهم في غرفة الجلوس فاتحا ذراعيه لهما
" اهلا بعودتك يا حبيبي لقد اشتقنا لك كثيرا يا لها من مفاجأة سارة "
" و انا اشتقت لكم ايضا كيف هي الايام من دوني ؟!"
" جحيم و"
أرادت ان تكمل لكن دخل جونيور قاطع كلامهم

" اذا عدت و اخيرا كيف حالك يا ابي ؟! "
" انا باحسن حال هل احسنت التصرف يا جونيور؟! "

ابتسم لابنه الذي كان يحدق بمليسي و هو يقول
" بالطبع ما رأيك يا مليسي هل أسأت التصرف معكم ام كنت بعيدا عنكم لدرجة لا تشعرون بوجودي ؟! "
و اقترب منها و همس في اذنها

" اجيبي بتفكير و لا تكدري والدي اذا كنت تهتمين له "
بللت فمها و قالت و هي تنظر باتجاه جونيور بحقد
" نعم لقد احسن التصرف و كان يقضي معظم الوقت مع اصحابه ..هيا حبيبي لنتغدى و من بعدها تسترخي لابد انها كانت رحلة طويلة "
امسكت بذراع زوجها تقوده لغرفة الطعام
و هنا التفت جونيور ناحية فيرو يرمقها بنظرات خالية من التعبير لكنها القت عليه نظرة تحدي ثم تبعت والدتها غرفة الطعام فلحق بها جونيور و جلس على الطاولة يستمع لحديث ابيه عن عمله
" اذهبت مع جونيور الى المدرسة يا فيرو ؟" سأل ليو

" لا امي اخذتني الى هناك "
فالتفتت ليوم إلى ابنه مؤنبا
" لم لم تأخذها معك يا جونيور ؟"
" لم يطلب مني احد ؟ "

اجاب رافعا كتفيه بلا اكتراث ... فقالت مليسي و هي تضع يدها فوق يد ليوم
" لا بأس يا حبيبي انا لم اجد صعوبة في الاستيقاظ صباحا لاخذها الى المدرسة و لا نريد ان نثقل على جونيور لابد انه لا يريد ان تكون معه "

لكن ليوم قال غاضبا و آمرا
" لا لن تستيقظي صباحا و جونيور سيجد وجود فيرو معه صحبة ممتعة اسمعت يا جونيور ؟!ستأخذها معك "

سكت جونيور قليلا فتحركت عضلات وجهه بعصبية و قال بصوت امتزج به التحدي و الغضب
" بالطبع ساجد متعة كبيرة " ..

kokowa 02-07-08 01:48 AM

-3-
في الصباح استيقظ جونيور متأخرا عندما سمع طرق على الباب
" جونيور استيقظ سأتأخر و انت السبب "
قالت فيرو بغضب و إلحاح
فتح الباب و هو يتثاءب و يحك رأسه و بالكاد فتحت عيناه
" حسنا حسنا يا مزعجة تحلي بالصبر "
اغلق الباب بوجهها .. لكنها ظلت واقفة تحدق بالباب و تسترجع صورة جسمه العاري .. إنه مثير .. هلعت من تلك الفكرة و سرعان ما بدلتها بأن ركضت مسرعة إلى المطبخ .. بعد دقائق نزل و ركب السيارة و لحقت به فيرو وقفت امامه متخصرة
" الن تقول لي تعالي ؟! اسمع انا لا أنوي الذهاب معك لكن اباك هو من قال ذلك "
حملق فيها مستغربا فقد كبرت الطفلة الصغيرة و أصبحت تجيد الكلام و القتال
" تعالي و اركبي في المقعد الخلفي سأذهب لاحضار انيتا لتذهب معنا "
ادار محرك السيارة و أنطلق مسرعا
" يا الهي سنتأخر اكثر .. "
" لا بأس تحلي بحس المغامرة و استرخي هيا اركبي انت من سيأخرنا الآن"
ركبت و هي تتذمر انصدمت عندما رات جونيور يشعل سيجارة و ينفث دخانها نظر اليها و ابتسم
" ماذا الم تري من قبل في حياتك رجل يدخن و يبدو مثيرا "
ضحك بشقاوة فاشاحت بنظرها عنه لأن طرأ على مخيلتها منظره هذا الصباح عاري الصدر ..
وقفوا امام منزل انيتا التي نزلت مسرعة نظرت الى جونيور و حملقت فيه معترضة وجود فيرو التي تجلس في الخلف لكنها رفع كتفيه ( أي لا باليد حيلة ) عندها قالت بتذمر
" لقد تاخرنا يا حبيبي "
ركبت بالمقعد الامامي و قبلته قبلة صغيرة و سريعة
" وقفت الانسة فيرو تتشاجر معي "
أرادت ان تهجم عليه فيرو ضربا فقالت بعصبية
" يا الهي .. يا لك من كذاب مراوغ.. انا ام انت الذي لم تستيقظ باكرا ؟؟!!"
لم يعرها اهتمام بقيت هي منزعجة و عصبية ..
طول الطريق كانت أنيتا ملتصقة به تقبل رقبته و اذنه و تدخن من سيجارته و هو ينظر بين حين و اخرى الى وجه فيرو من المرآة مرة تصطاد عينيه عينيها و مرة تشيح عنه بغضب و إنزعاج لكنه بدا مستمتعا بملاحقتها عبر المرآة .. عندما و قفت السيارة نزلت فيرو مسرعة و دخلت باب المدرسة مما أضحك انيتا و حثها لتعلق على فيرو
" انظر الى الشاطرة التي لا تتاخر ابدا على الحصص "
دخلت فيرو الفصل و حمد ربها بأن المدرس لم يصل بعد
" اسفة لتأخري "
قالت فيرو و جلست في مقعدها و همست لكارلا بما حدث التي وجدت الامر مضحكا ..

بعد الظهر ذهبت لتنتظر جونيور بالقرب من سيارته و لكنها لم تجده و بقيت هناك حتى خلت الساحة من الطلبة و الطالبات فطلبت من كارلا ايصالها للمنزل .. دخلت المنزل و هي تصيح و تصرخ
" لن اذهب معه مرة اخرى لقد اهانني و ذهب عني لن اذهب معه "
قالت لامها ماذا فعل بها جونيور و اخبرتها بانه يدخن و له صديقة مزعجة يصحبها معه
" صدقي يا أمي بأنها لم تلقي علي التحية عندما صعدت إلى السيارة و كانني غير موجودة .. لقد شعرت باني غير مرحب بها .. "
عندما قالت مليسي لزوجها عن تصرف ابنه الذي رد ببساطة
" انه شاب و يحب المزاح و انا اعرف بانه يدخن و حاولت منعه اكثر من مرة لكنني لم استطيع ما باليد حيلة يا عزيزتي "
عندها دخل جونيور و اصطنع القلق عندما وجدهم جالسين
" اين كنت يا شقراء لقد انتظرتك لمدة طويلة ؟ مساء الخير ابي"
هبت بوجهه
" انا ذهبت لمكان سيارتك فلم اجدك و اعتقدت انك ذهبت عني"
قال بحنية عجيبة لأول مرة تراه هكذا لكنها عرفت بأنه كان يمثل على والده
" لقد انتظرت لنصف ساعة و عندما لم أجدك ذهبت لايصال انيتا "
ابتسم ليو فقد وجد أن الموقف كان سوء تفاهم و توقيت لكن فيرو كانت متأكدة بانه تعمد ذلك فقط ليغيظها فقال لها ليو
" حسنا فيرو لا تتاخري في المرة القادمة عليه "
لكنها قالت بكبرياء تحفظ كرامتها
" لن تكون هناك مرة ثانية سأذهب مشيا "
حدق ليو بابنه مؤنبا
" لا لن تدعها تذهب مشيا يا جونيور و انتظرها لدهر ان استطعت و لكن لا تذهب عنها انها فتاة فهل ترضى لاختك ان تمشي وحدها و تكون عرضة للشباب المزعجين بالشارع ؟! انت ابني و اعرفك جيدا .. لا ترضى بهذا "
نظر الى فيرو بتحد و ابتسامة شيطانية علت شفتيه الملتوية
" سانتظرها دهرا "


في اليوم التالي خرج جونيور مارا بالمطبخ ليجد فيرو تأكل فطورها فقال و هو يفتح الباب
" هيا يا انسة "
تبعته بسرعة و ركبت السيارة في المقعد الخلفي .. نظر إليها بالمرآة و قال وهو يرتدي نظارته الشمسية
" ماذا ؟ هل اتظنين باني سائقك ؟! هيا تعالي و اجلسي بالمقعد الامامي "
رفعت حاجبيها باستغراب و قالت باستهزاء
" الن تذهب لاحضار انيتا ؟"
" لا "
قالها باختصار فقفزت بالمقعد الامامي رمقها بسرعة ثم انطلق بالسيارة ...

و في الظهيرة بعد انتهاء المدرسة وقفت فيرو تنتظره مستندة على سيارته فاتى و هو يمشي كانه رجل مهم و العالم كله تحت امره سار معه مجموعة من الشبان .. لم يلتفت إليها مما جرح من أنوثتها و جعل قلبها الصغير يعتصر ألما فهي
" هيا اركبوا "
هتف جونيور و ركب الجميع ما عدا فيرو التي لم تعرف ماذا تفعل انها الفتاة الوحيدة فهل تركب انزل نظارته الشمسيه من عينيه ينظر اليها بسخرية
" الن تركبي ؟!"
فكرت قليلا و هي ترى السيارة و قد أمتلأت بالشبان و ليس هناك مكان لها
" و اين اجلس لا يوجد مكان ؟"
قال واحد من الشباب
" يمكنك ان تجلسي في حضني يا جميلة "
ضحك جونيور و أشار بيده
" هيا ازيحوا للملكة لتجلس"
تقلصت بين الشباب الثلاثة و اخذ جونيور ينظر اليها من مرآته و يبتسم بسخرية أوصلها الى المنزل وما إن ترجلت من السيارة حتى انطلق مسرعا مع رفاقه ..

" اتتصورين لقد تقلصت بين ال في سيارة جونيور , كنت سأموت من الخجل "
قالت لجولي وهي تتذمر معها على الهاتف .. ضحكت جولي فهذا كل ما تتمناه الفتاة .. لكن فيرو أكملت حديثها عن إنزعاجها من تصرفات جونيور
" و كان يرمقني بنظرات يستهزأ مني سأجعله يندم على فعلته"
" ألا تعتقدين بان معجب بك ؟!"
" لا مستحيل ؟! "
" و لم ؟! "
فكرت فيرو قليلا و حاولت ان تتذكر نظراته ففي بعض الاحيان تراه يرمقها بنظرات إعجاب و إفتتان لكنها أبعدت تلك الفكرة من رأسها و قالت
- " لأنني ابنة مليسي زوجة أبية "
" مممم .. لا أقتنع بتلك الأعذار "

و في الصباح التالي كان جونيور ينتظرها و لم تنزل من الدرج فأخذ يضرب باب حجرتها لكنها لا تجيب حاول فتح الباب لكنه مقفل عندها قرر تركها بالمنزل فانطلق بالسيارة بسرعة لانه تأخر كثيرا في انتظارها عن الحصة الاولى و عندما فتح الباب رآها جالسة في مقعدها تبتسم انتصار عندما راته مصدوما و غاضبا ..
" آسف لتأخري "
قالها و هو يلهث لانه كان يركض ليلحق على نهاية الحصة الأولى
" و أنا آسفة لتأخرك لكنك لن تدخل "
قالت المعلمة بكبرياء .. لكنه أراد أن يعترض
" و لكن كنت .."
قاطعته قبل أن يكمل
" اخرج و اذهب الى المديرة ان كنت تريد الدخول "
" حسنا حسنا "
نظر الى فيرو بعصبية و كانه يتوعدها بشيء ..

و بعد انتهاء الحصة خرجت فيرو مع كارلا تضحك بينما جونيور ينتظرها بالخارج قرب الفصل و ما أن خرجت حتى مسك معصمها و ضغط عليه بقوة و قال و قد اقترب وجهه من وجهها
و أشتعلت عيناه الزرقاء غضبا بلعت ريقها و أخذ ققلبها ينبض بشدة حتى كاد ان يخرج من صدرها و يركض مبتعدا و أختلطت مشاعرها بين الخوف و الغضب و الرغبة الجامحة بتقبيل شفتيه الحمراء الغليظة .. أوقضها صوته الغاضب
" يا لئيمة لم فعلت ذلك ؟ لقد سببت لي مشكلة اخرى مع المديرة "
غطت خوفها بابتسامة و اصطنعت عدم الاكتراث فبدت بين يده جذابة جدا و هي تزيح بخصلة سقطت على عينيها
" انا لم افعل شيء.. و ما دخلي انا اذ انت تاخرت ؟!في المرة القادمة تعلم كيف تستيقظ باكرا " اجابته بسخرية و برودة اعصاب لكنه كان بعيد كل البعد على ان يكون هاديء
" ها ها ها يا لك من مضحكة.. "
و سرعان ما تبدلت ملامح لتصبح أكثر حدة و أصبحت هي أكثر رغبة بتقبيله
" ستندمين على فعلتك هذه و لن تاتي معي مرة اخرى اريحي رجليك اليوم لانك ستتعبيها غدا "
أفلت معصمها بقوة و استدار ليذهب مع رفاقه .. لكنها ظلت بمكانها تسترد أنفاسها التي تقطعت و قامت بتدليك معصمها و هي ترى آثار أصابعه ..

عندما دخل المنزل هذا الظهر قال متذمرا إلى والده الذي رفع رأسه من الجريدة التي بين يديه
" لقد تاخرت اليوم عن الحصة الأولى بسبب تلك المعتوهة.. و سببت لي مشكلة أخرى مع المديرة"
و أشار على فيرونيكا التي كانت تتحدث مع والدتها بشأن زيارة جولي و آلي
" هل هذا صحيح يا فيرو ؟!"
قالت ببرود
" لا انا قلت له بالامس بانني سأذهب مع كارلا .. لابد انه لم ينتبه إلى ما قلت .. كعادته "
" نعم صحيح لقد قالت له "
قالت مليسي تدافع عن ابنتها .. لكن جونيور جن جنونه فصرخ فيهم
" طبعا صحيح لذلك كنت انتظرها لمدة طويلة و هي لم تنزل و ذهبت لايقاضها لكن لا احد يرد "
أشار بسبابته إليها
" لن تركب معي غدا "
بعدها خرج من غرفة الجلوس و صافقا الباب خلفه و سمعوا صوت سيارته تنطلق مبتعدة
ابتسمت مليسي لابنتها معجبة بافكارها ... لكن بدا الانزعاج على ليو ..




مر فترة طويلة على الحداثة الاخيرة .. حيث عدت الأيام بصعوبة و كانت مليئة بالمشاجرات و المشاحنات بين جونيور و زوجة أبيه و ابنتها... و كالعادة عندما يكونوا بحضرة ليوم تكون الامور بينهم على وفاق و ما أن يبتعد لحظة حتى يكشر الجميع عن أنيابهم و يبرزون مخالبهم .. جن جنونهم و شكته مليسي إلى زوجها العديد و العديد من المرات و في بعض الاحيان كان ليوم يدافع عن ابنه على أنه شاب و ضد فكرة زواج والده و انه مع الايام سيعتاد .. لكن الامر لم يجري كما تشتهي السفن كما اعتقد ليو بل زاد الامر عن حده و فرض عقابات على ابنه و منعه من الخروج لكن الاخير كان يتسلل خارج و لا يعود إلا في الفجر و أيضا كان يعاقب لذلك بأن يأخذ منه مفتاح السيارة لكن خلسة يسرق المفتاح و يخرج و لا يعود إلا باليوم التالي ليتلقى عقاب من نوع آخر و آخر و هكذا مرالشهرين ...
و في صباح أحد الايام دخل ليو غرفة جونيور كان نائما و مستغرقا بأحلامه فاكتشف الاخر طريقة جديدة و فعالة لايقاظ ابنه السهير الشقي .. اخذ غيتار جونيور المعلق على الحائط و عزف عليه عليه بانغام غريبة و مزعجة .. قفز جونيور من نومه فزعا و فتح عينيه بتثاقل ليرى ما يجري
-" ااااه ابي ماذا تفعل هنا ؟! او ماذا تريد؟ اترك الغيتار ارجوك "
-" استيقظ الان "
-" لم ؟"
-" لان الساعة تعدت الثانية ظهرا هيا استيقظ .. يكفيك نوما "
-" و ماذا في ذلك ابي ارجوك دعني اكمل نومي الهانيء "
أخذ الوسادة و صك بها أذنيه .ز لكن ليو جذبها و ألقاها أرضا
-" تعلم ان لا تسهر في الليالي المقبلة و الان هيا اريدك في مهمة "
-" ابي ارجوك "
وضع رأسه على الوسادة الاخرى و اخذ الغطاء و غطى به رأسه لكن ليو اسرع و جذبه و القاه على الارض
صرخ جونيور
" حسنا حسنا قل لي ماذا تريد ؟ ما هذه المهمة "
-"اريدك ان تذهب للمطار فأقارب فيرونيكا على وصول "
-" احضر من ؟!"
قال مستغربا
-" جولي و آلي انهما ابنتا أختا مليسي و سيأتيان من لندن اليوم .. هذه هي المهمة أن تذهب للى المنزل .. انا سأكون في اجتماع متأخر و سأرجع للعشاء و تستطيع ان تعزف لنا بغيتارك هذا "
-" أبي لكنني اتفقت مع رفاقي على الخر.... "
-" اتريدني ان اترجاك كثيرا يا بني افعل ذلك من اجلي "
-" و لم علي أن أحضرهما أنا ؟! حرمك المصون تستطيع أن تسوق السيارة و تذهب لاحضارهما"
" لا ستكون هنا لتعد العشاء .."
" ماذا عن ابنتها المدللة ؟! "
" جونيور لو كان لديها رخصة قيادة لذهبت .. ما بك ؟! قلت لك افعل ذلك من أجلي أنا ؟"
" حسنا سافعل ما تريد "
استقام من جلسته و بدل ثيابه و من بعدها نزل الدرج وجد فيرو تنتظره عند المدخل فخرج امامها دون أن يلقي عليها التحية او كلمة او أي شيء أنه لم ينظر إليها حتى و هذا ما يزعجها كثيرا ..
قاد السيارة بسرعة مجنونة و شتمته أكثر من مرة لكنه لم يعلق بل ظل ساكتا طول الطريق و كان ليس هناك أحدا معه أوقف السيارة عند أقرب مصفط وجده ثم ترجل و سار داخل المطار لحق به و هي منزعجة من تصرفه البارد هذا الصباح و كانت تفضله أن يتشاجر معها على هذا السكوت القاتل ..
وقف جونيور بعيدا قليلا عن فيرونيكا يدخن سيجارته و بعد دقائق قليلة كانت جولي تركض ناحية فيرو و تضمها بشده بينما آلي تدفع العربة وهي تصرخ
-" فيرو فيرو عزيزتي "
-" اشتقت اليكما"
قالت فيرو و هي تبكي و تضم جولي التي قالت بصوت مبحوح
-" و نحن كذلك "
تركت آلي العربة و انظمت الى ذلك الاحتضان الكبير
وقف جونيور ينظر اليهن ثم ذهب و دفع عربة آلي دون التي تركتها في الوسط مما جعل رجل الامن يتذمر
-" هيا لا اريد ان اتأخر على رفاقي "
قال جونيور و هو يدفع العربة خارج المطار
-" واو من هو ذلك الوسيم ؟!"
سألت آلي عندما انتبهت لوجوده
-" انه جونيور ابن ليو ..لا تنخدعي بمظهره "
قالت فيرو و هي تجر الفتاتين خارج و تلحق بجونيور إلى السيارة
لكزتها جولي بخفة و قالت موبخة فيرو بمرح
-" حقا؟! لقد سألتك هل هو جذاب كوالده و قلتي لي لا "
رفع كتفيها بلا اكتراث و قالت
-" انا لا ارى الظاهر "

في السيارة تحدثت الفتيات عن لندن و كيف انهوا دراستهم هناك كي يلتحقوا بالجامعة في لوس انجلوس و ما عليهن ان يفعلوا من أمور تتعلق بتأجير شقة تكون قريبة من الجامعة و الى غير ذلك من كلام الفتيات
-" اووف "
تنهد جونيور بضجر و فتح الراديو على محطة للأغاني المزعجة توقفت جولي عن التكلم و أخذوا ينظرون اليه .ز فتساءلت آلي مستنكرة تصرفه الغير لائق
-" ما به ؟! "
-" يشعر بالضجر المسكين "
قالت جولي و ضحكت بصوت عالي مما جعل جونيور يرفع بصره الى المرآة ليلقي نظرة ..فتصطدم عيناه بعينان أرجوانيتان تحيطهما رموش ذهبية ..انزلت فيرو عيناها و اصطبغ وجهها باللون الاحمر بعد تلك اللحظة الصغيرة التي جرت بينهما ..

و على العشاء اجتمع الجميع على المائدة
-" كيف كانت رحلتكن ؟!" سأل ليو
-" مهلكة لم ننم لاثنا عشر ساعة " اجابت آلي
قالت مليسي " اذن اسرعن بانهاء طعامكن لتذهبن للنوم "
-" لا يا خالتي اشعر بطاقة زائدة لكن لا بأس في الراحة " قالت جولي بمرح .. جولي من نوع الفتيات الاتي يحبن الثرثرة و يبحثن عنها في كل مكان .. معروف عنها بعفويتها و مرحها و طاقتها الزائدة على الدوام بالرغم من مظهرها البريء الناعم إلا أنها قوية كالصغر و لا تسكت عن الحق مما حدث ..
-" جونيور ما رأيك ان تعز..."
قاطع جونيور والده قبل أن يلقي باقتراحه فبدا جونيور وقد ضاق و استقام واقفا
-" لا ابي في مرة اخرى يجب ان اذهب لاتدرب مع الشباب استأذنكم"
استغرب تصرف ابنه فهو لم ينبس ببنت شفة اليوم و لم يعلق على شيء .. كما يفعل كل مرة !!
-" كما تريد يا بني "

ذهبت الفتيات لحجرة فيرو يستريحون بعد يوم طويل وشاق لكنهم جلسن في الشرفة بلباس النوم يشربون الحليب مع البسكويت ..
بدت كل واحدة منهما بريئة و ناعمة فجولي لها شعر أشقر قصير و تقطر انوثة لها عينان واسعتان بلون العشب الاخضر و وجنتان ممتلئتان قليلا تزين احداهما غمازة صغيرة و معروف انها سريعة التأثر بالاشياء المحيطة بها و مدرسة ناجحة في تعليم اصول التعامل مع الرجال فهي من تلجأ اليها فيرونيكا و آلي للاستشارات العاطفية ...
بينما آلي لها شعر أشقر غامق عن جولي و فيرو و لها لون برونزي مميز و يحسدنها عليه و عينان كبيرتان زرقاء و انف دقيق و جسم ممتليء بعض الشيء لكنه يضفي عليها انوثة اكثر و هي رزينة لها عقل راجح ومع ذلك فهي مرحة و مدبرة جيدة للمقالب و هي عملية جدا لا تحب المظاهر كثيرا لكنها تهتم بنفسها بشكل معقول .. انها الحكيمة بينهن
اما فيرونيكا فهي اطولهن و ارشقهن لها عينان واسعتان سحرتا جونيور بلونهما الارجوني و فم ممتلئ و وجنتان بارزتان و لها رقبة طويلة جميلة و هي تمتاز بجنونها و حبها للموضة و الازياء و المساحيق التجميل و هي تشبه عارضات الازياء و دائما تلفت نظر الشباب و تاسر قلوبهم بمجرد مرورها امامهم .. و مع ذلك فهي فتاة ناضجة و مسؤولة تتصرف برزانة و لها نعومة فائقة..لكنها سريعة التأثر فهي عاطفية و حساسة جدا ..
ركن جاك سيراته أمام منزل جونيور فتحا المسجل ليستمعوا إلى بعض الانغام فأشعل جونوير سجارة و آخذا ينفث دخانها بالهواء .. تنبه جاك إلى صوت فرفع رأسه و أشار حيث الفتيات يجلسن على الشرفة بالطابق العلوي
-" جونيور هل تجلس فتيات لندن على الشرفة بلباس النوم ؟؟!"
-" اين ؟دعني ارى "
رفع جونيور رأسه و نظر باتجاه الشرفة و بسرعة بديهة استطاع ان يميز فيرو من بدهن ابتسم ..
قهقة أليكس بمكر و قال
-" يا الهي انهن بلباس النوم شيء مثير .. ما رايكما ان نسكب عليهن ماء لنرى اوضح ما يوجد تحت لباسهم الرقيق"
ضربه جونيور و هو يضحك
-" يا لك من احمق انها فكرة جيدة لكن كيف؟"

كانت الفتيات يتحدثن عندما نظرت جولي الى الاسفل حيث سيارة جاك و بها شابين ينظران باتجاههن .. فقالت و هي مندهشة تشير عليهم
-" انظرا انه جونيور مع رفاقة ينظرون الينا"
اقتربت فيرو من الحاجز و ألقت نظرة
-" يا الهي انهم يخططون لشيء ما ..هيا لندخل و نغلق الباب انا اعرف نواياه السيئة ذلك المغرور "
دخلت الفتيات و اغلقت فيرو باب الشرفة .. عندها ضرب أليكس المقعد بقبضته متحسرا
-" لا.. يا لخيبة الامل "

أتى يوم السبت الجميل المشرق .. جلست الفتيات في الحديقة يتناولن الفطور و معهن مليسي عندما ركن جاك سيارته و ترجل منها اقترب منهن
-" صباح الخير "
-" اهلا جاك صباح النور "
قالت مليسي
-" اين جونيور ؟! هل ما زال نائما ؟؟ لدينا تدريب "
-" اعتقد بانه نائم انه لا يصحى في العطل الاسبوعية الا الظهر اذا اردت اذهب و أوقظه "
-" لا داعي انا مستيقظ و جاهز لتمرينات شاقة ايضا "
قال جونيور قاطعا عليهم حديثهم و هو خارج .. رأته فيرو وسيما و هو يبتسم باشراقه هذا الصباح فابعدت هذه الفكره فورا عن رأسها .. اخذ قطعة خبز من المائدة و صعد إلى السيارة ليذهبا للتدريب.. التفتت جولي تسأل فيرو عن ذلك الوسيم
-" من هذا ؟!"
-" انه جاك ابن اخ ليو.. إنه مقرب جدا من جونيور .. و هو كان ينظر إلينا تلك الليلة "
-" انه جذاب ايضا ما هذه العائلة ؟؟! كل رجالها جذابين "
وفي ملعب المدرسة بينما يتدرب الشبان لتقوية عضلاتهم و ليتجهزوا لنهائي كرة القدم لمدارس المنطقة
-" انها جميلة " قال جاك
اجاب جونيور و هو يمدد رجليه
-" من هي ؟ انا لا ارىفتيات جميلات حولنا لابد انها تأثير التدريبات الشاقة عليك "
-" امم لا اعرف اسمها لكنها كانت تجلس بالقرب من فيرو لها شعر اشقر قصير و لها غمازة ..آه إنها جميلة "
ابتسم جونيور
-" اعتقد انها جولي "

رجع الشبان الى المنزل و عندما دخلوا وجدوا ليو و الجميع يلعبان الورق لذلك لم ينتبهوا لهم
-" ماذا تلعبون ؟َ"
سأل جاك بفضول
-" لعبة الافتراء اتود ان تنضم الينا "
قال ليو و هو يزيح ليجلس جاك معهم .. نظر إلى جولي التي كانت ترمقه بطرف عينيها و قال
-" بالطبع لكن متى العشاء ؟؟! فنحن نتضور جوعا بعد تلك التدريبات الشاقة "
استدار ليوناردو ليقابل ابنه الذي يبدو بان الوضع لم يعجبه بأن ينضم صديقه مع شلة الاعداء
-" و ماذا عنك يا اليكس الن تنضم الينا ؟؟ و انت يا ابني العزيز؟ "
وجد بان الامر قد يكون مسليا أن يزعجهم و هم مستمتعين باللعب
-" بالطبع و لم لا يا ابي هيا اليكس "
جلس على الارض معهم و بالقرب من فيرو خاصة .. كانوا يلعبون و نسى جونيور أن يزعجهم و نسي غضبه و حقده على مليسي و ابنتها و بدا مركزا على اللعبة و مستمتعا و كان لعبه جيد فهو حريف بلعب الورق
-" هيا العشاء جاهز "
قالت مليسي قاطعة اللعب عليهم
-" اذا انا الفائز " قال جاك
-" لا انا الفائزة انكم محتالين و غشاشين لقد رأيتك تمرر الورقة لجونيور "
قالت جولي معترضة و مع ذلك رسمت ابتسامة زادت عليها جمالا و اسرت قلب جاك بها
-" حسنا قولي ما تشائين يا .... "
-" جولي "
-" يا جولي "
قال جاك اسمها مبتسما و ينظر اليها باعجاب فاشاحت بنظرها عنه و ابتعدت لتجلس بالقرب من فيرو .. فأسرع ليجلس على المقعد اماها فازدادت خجلا
-" اذا متى ستكون مباراتكم يا شباب ؟" سأل ليو
-" بعد غد "
قال جونيور و يهو يقطع الدجاج
-" امل ان تحصلوا على الكأس النهائي "
-" و نحن كذلك يا عمي فقد تعبنا جدا لقد تدربنا كثيرا و في كل وقت و كل مكان حتى تحت المطر تدربنا "
قال جاك و هو يتفاخر بنفسه امام جولي ليكسب اعجابها


بعد العشاء ارادت جولي ان تصعد الدرج لتخلد الى النوم لكن جاك اوقفها
-" جولي انتظري "
-" عذرا ؟!!"
نظرت إليه بتساؤل
-" انتظري اريد ان اقول لك شيئا او بالأحرى أسألك "
-" تفضل اسأل "
-" اني اتساءل من سيأخذك الى حفلة المدرسة ؟!"
-" ممم لم اقرر بعد لكني سأذهب مع آلي و فيرو بالتأكيد"
-" لا ..اقصد هل استطيع ان آخذك معي ؟!"
نظرت اليه مبتسمة مظهره اسنانها اللؤلؤية و غمازتها
-" بالطبع , تصبح على خير يا جاك "
تنهد مبتسما و قد ارتاح لانها وافقت فلقد كان طول الوقت على العشاء يفكر بطريقة لتقرب منها و ليدعوها للخروج معه و قد وجدها
" تصبحين على خير جولي "
عندما صعدت إلى الحجرة قال له أليكس معترضا
-" ارى بانك وجدت من يذهب معك ؟! و انا لم اجد احدا "
-" انتظر قليلا "
استدرا جاك يبحث عن آلي و عندما وجدها صاح يناديها
-" آلي "
كان أليكس واقفا يحملق بجاك الذي يبدو بانه جن
-" نعم " ردت عليه باستغراب و اقترب حيث يقف الاثنان ..
-" ان اليكس يود ان يسألك سؤال "
و دفع اليكس ناحيتها بذراعيه مم جعل اليكس يضطرب و يحك رأسه متوترا يبحث عن كلمات لقد وضعه جاك في موقف محرج
-" هيا يا غبي اسألها .. قل لها من سيأخذك الى الحفلة؟! هيا "
تشجع أليكس عندما ابتعد جاك لفسح لهما المجال للتحدث
-" آلي هل استطيع ان آخذك الى الحفلة فجاك سيأخذ جولي و جونيور سيذهب مع انيتا فهل .."
ابتسمت لتوتره و قالت قبل أن يكمل جملته
" بالطبع و سأكون مسرورة "
-" شكرا لك "
ابتسمت و لحقت بجولي إلى الغرفة .. عندها اقترب جاك منه قائلا بفخر
-" و آلن تشكرني انا ؟!"
لكن الآخر تجهم و عبس وجهه و قال بإنزعاج
-" لا لن افعل لانك احرجتني أماها لم أكن مستعدا "
-" يا ناكر المعروف لولاي لما دعوتها الى الحفل "
تجاهله الكيس و ذهب بعيدا عنه ...

kokowa 02-07-08 01:49 AM

-4-


-" لا استطيع ان اصدق بانهن حصلن على رفيق للحفلة في ثالث يوم من وصولهن و انا التي اقيم هنا "


قالت فيرو لكارلا تتصنع الغضب و هي تمزح
-" استطيع ان اخذك انا الى الحفلة و و سيكون ذلك شرف لي "
التفت فيرو و رأت مارك ذلك الفتى الذي يرمقها بنظرات اعجاب منذ اول يوم لها في المدرسة و يحاول التقرب منها كلما سنحت له الفرصة ففي الكافتيريا قدم لها سلطته و حمل حقيبتها عنها و مرة ساعدها بحمل الكتب التي تكدست على درجها و في كثير من الاحيان كان يفتح لها الباب لتدخل ..
-" لطف منك ان تدعوني لكن .."
اجابت بخجل و قد تورد خداها
-" لا .. لا تقولي لكن انا لم اجد فتاة اصطحبها معي فارجوك لا تجعليني اذهب وحيدا"
-" حسنا اذن " و ابتسمت
ابتهج لانها وافقت على مرافقته بسهولة
-" جيد جدا سأمر لاصطحبك في الثامنة , الى اللقاء في الغد اذن "
و ذهب بعيدا عنها و هو يرنم بانغام و قد بدا سعيدا جدا .ز التفتت كارلا و قالت و هي مدهوشة
-" واو بمجرد انهائك لجملتك السابقة حصلتي على رفيق جذاب "
-" سأذهب اليوم مع جولي و آلي لشراء الفساتين و مكملاتها الن تاتي معنا ؟!"
-" و لم لا ؟ فكرة جيدة اريد ان اتعرف اليهن "


بعد انتهاء المدرسة اصطحبت مليسي ابنتها و جولي و آلي و برفقتهن كارلا إلى السوق لشراء الفساتين و الاحذية
لحفل المدرسة الذي يقام كل سنة حيث ترتدي الفتيات فساتين سهرة و يتزين و تقوم التقاليد على أن يصطحب كل فتاة شاب و يحضر معه سوار من الور لتضعه على معصمها .. بينما يرتدي الشبان بذل سهرة و يكون الحفل عادة لانتخاب ملك و مكلمة لكل عام و يضيف على ذلك جو من الرقص و الغناء و الموائد ..

-" كم انتن جميلات "
قالت مليسي بمرح و هي تشاهدن مرتيدن ثيابهن باليوم التالي
-" نعرف ذلك "
اجابت جولي مازحة فضحك الجميع
-" هيا فالشباب سيطير عقلهن اذا لم تنزلن الان انهم هنا ينتظرون بفارغ الصبر "


نزلت جولي بفستانها الاخضر كلون عينيها العاري الصدر بلا اكمام تزينه بدبوس فضي يبرق و يلمع كل ما تحركت تحت الاضواء ..وضعت الضلال فوق عينيها بشكل انيق و رسمت اللون الاحمر على شفاهها و اسدلت شعرها الذهبي القصير على كتفيها رافعته عند جبهتها للاعلى ..انبهر جاك بجمالها الذي وقف يحدق فيها وكان يبدو بدوره أنيقا يلبس بذلة سوداء و قميص ابيض و ربطة عنق سوداء ايضا مد يده إليها فناولته يدها برقة أخذها و طبع قبلة صغيرة بعد أن وضع سوار الورد من الليلي على معصمها
-" انك رائعة الجمال يا جولي "
ابتسمت له بخجل و قالت
-" و انت تبدو وسيم يا جاك "
نزلت بعدها آلي و كانت تلبس فستان ذهبي بلا اكام ايضا مفتوح عند الصدر و عاري الظهر يليق بلون بشرتها البرونزي العجيب كما رفعت نصف شعرها كله إلى الاعلى بعد أن قامت بتمويجه و زينته بوردة ذهبيه على الجنب كما زينت عينيها بظلال ذهبي بينما وضعت اللون العنابي الغامق على شفاهها ..
-" يا الهي "
قال اليكس معلقا عندما شاهدها تنزل لتبهر الجميع فابتسمت آلي لانه لم يستطع ان يعبر عن جمالها فقالت له
-" و انت تبدو ... يا الهي "
قالت بمزح فقد كان يلبس مثل جاك بذلة سوداء و قميص ابيض و ربطة عنق سوداء أيضا..
وقف مارك الذي يرتدي مثل الشباب ينتظر نزول فيرونيكا التي نزلت كالملاك بلباسها الابيض القصير و هو أيضا بلا اكمام و عاري الصدر و الظهر ( ديكونتيل) مزين بالدانتيل الاسود عند الوسط و يزين رقبتها الطويلة الجميلة و رسغها لؤلؤ ابيض وكانت قد رفعت شعرها عاليا بمشبك اسود على الطريقة اليابانية كما لونت عينيها بضلال اسود و شفتاها باللون الاحمر الغامق كانت خلابة فرفع مارك بصره كما فعل الجميع معه منسحرين بجمالها الاسرحتى جونيور الذي أخذ يحدق بها بانبهار و قد تناسى و جود انيتا بالقرب منه ..نظر الى فيرو غير مصدق وجود ملاك على الارض فامسكت انيتا بوجهه و ادارته ناحيتها وقد تملكتها الغيرة
-" ما رأيك في لبسي يا حبيبي "
نظر إليها بسرعة و قال باختصار
-" رائع "
ثم اشاح ناحية فيرو يمعن النظر فيها مجددا ..
كان هو ايضا وسيم جدا وأنيقا يلبس بذلة سوداء و قميص اسود .. يحب أن يخرج جونيور عن التقاليد فكما يقول المثل (خالف تعرف ) و قد فتح ازراره الثلاث الاولى من دون ربطة عنق و مبعثر شعره الى الاعلى بطريقة عصرية و قد بدا كنجم سينمائي في ليلة الاوسكار ..التفت فيرو اليه بسبب اختلاف مظهره عن بقية الشباب و كان مميزا و له وسامة حادة اصطدمت عيناهما ببعضا و مرت لحظة قصيرة بادلا نظرات الاعجاب ادرك فيرو بأن الجميع يقف حولهما و قد شاهدا ذلك العرض الصغير المتعلق بافتتان كل واحد منهما للاخر اذا ليس هناك للانكار ..اشاحت بسرعة عنه و أشبكت يدها بأصابع مارك .. تنهد جونيور بعصبية و قد شعر بالغيرة لكن ليس له الحق بتلك المشاعر لذلك جذب أنيتا قائلا
-" هيا هيا لنذهب "

و في الحفلة التي أقيمت بقاعة المدرسة الكبيرة رقص الشباب مع الفتيات اللاتي رافقناهن و كان جاك و جولي في وفاق تام كما اليكس و آلي لم يفترقا عن بعض للحظة و تغزل مارك بفيرو التي بدأت تنفر منه لكثرت مدحه لها و تغزله و التصاقه بها .. أنزعجت منه و أرادت أن تتفسح قليلا فقالت له انها ستذهب الى دورة المياة و انها تعبت من الرقص
و بينما هي تمشي رأت جونيور واقفا ينظر الى الراقصين و يرشف من الكأس الذي بيده فمرت بجانبه و غصب عنه التفتت ليحدق فيها
-" لم انت وحيدا؟! لا ارى رفيقتك "
فاشار الى صديقته التي كانت ترقص مع شاب آخر دون ان ينطق و دون أن تتغير تعابير وجهه بدا غير مكترث بتلك المدعوة أنيتا حاولت أن تبحث عن مشاعره الحقيقة في عينيه لكنها لم تجد إلا الاضواء المنعكسة .. فقالت متساءلة
-" اها هل تشاجرتما ؟؟"
هز رأسه نفيا و رشف مرة أخرى من كأسه و قال بضجر
-" ابدا.. لكني سئمت من الرقص معها فهي تحب الرقص على الانغام السريعة لكنني افضل الرقص بانغام هادئة .. "
و أخيرا استدار حتى يوجهها و رأت من خلال عينيه شبح ابتسامة شقية فأردف برقة
" حتى يتسنى لي أن اخذ التي ترقص معي بين يدي و الصقها بي هذا برأيي ما يسمى رقص يا انسة فيرونيكا .. فهل توافقينني ؟!"
بلعت ريقها و هي تسمعه يلقي بكلماته و كأنه عاشق مجنون يحب الرومانسية كيف لرجل قاسي ان يكون هكذا حساس و رومانسي .. و لحسن الحظ بدأت موسيقى هادئة بالعزف فرفع حاجبه و ابتسم لها فترك الكأس الذي بيده و مد يده و قال برقة
-"هل ترقصين معي ؟!"
قالها و هو ينظر اليها بنظرات غزل وقفت تفكر قليلا و قد صدمها هذا التغير المفاجيء لكنها أعجبت بهذا الرجل المختلف الذي لا يشبه جونيو على الاطلاق فابتسمت له و قالت بمرح
-" نعم ولم لا ؟؟!"
اخذها من يدها الى وسط القاعة واضعا يديه على خصرها .. تعلقت برققبته .. تمايلا على انغام الموسيقى و عينيها بعينيه .. قربها اكثر منه مما جعلها ترتجف قليلا لشدة اقتراب جسديهما فراقصها على انغام الموسيقى الهادئة و في هذه اللحظة زال شعور الكراهية و الحقد و انسجما مع بعضهما البعض .. ألأصقها بجسده أكثر فلم تستطع أن تكبح رغبتها بوضع رأسها على صدره العريض .. همس في اذنها بلطف يداعبها
-" انك ساحرة .. سحرتيني بجمالك يا فيرونيكا ..فنسيت اني اكرهك "
رفعت رأسها عن صدره و حملقت بين عينيه الجميلتين كانت تريد أن تستكشف اذا كان يستهزأ أو يسخر منها لكنها لم تجد إلا شخصا عاشقا و هائم بالحب ..نظرت اليه مأخوذة بجاذبيته و اقتربت منه اكثر و أعادت واضعة رأسها على صدرة مرة اخرى فأسند ذقنه على شعرها و استشقه عبيره..
-" و انت تبدو وسيم جدا يا جونيور "
و عندما رفعا رأسهما بعد أن توقفت الموسيقى .. استغربت بعد أن رأت بأن القاعة فارغة تقريبا من الطلاب فقالت بدهشة و هي تنظر إليه
-" اين الجميع ؟!"
لم يجبها بل كان يتسم لها بعذوبة فأردفت متسائلة
" متى أتينا إلى الحديقة ؟! لقد كنا نرقص بالقاعة "
-" انا احضرتك الى هنا و انت لم تشعري بشيء فقد كنت مأخوذة بوسامتي "
قال لها بلطف و كم بدا ساحر و هو يبتسم لها كأنه انسان مختلف عن ذلك المغرور الحاقد .. لم تستطع مقاومة تلك الابتاسة .. فرحبت بفمه الذي اقترب من شفتيها و قبلها بحنان .. احست بضعفها و تجاوبها معه فخشيت من ذلك التجاوب ..ا فتحت عينيها و استوعبت ما يحدث فابتعدت عنه بسرعة و يدها على قلبها الذي بدأ ينبض بعنف دخلت القاعة دون أن تلتفت إليه كانت تهرب منه فرأت الجميع يرقصون .. لمحت مارك من بعيد فهرولت باتجهاهه أمسكت ذراعة و جذبته
"هل تاخذني الى البيت يا مارك من فضلك .. إني احس بتعب مفاجيء "
نظر إليه بقلق و قال بخيبة معترضا
-" لكنني لم ارقص معك كفاية "
هزت ذراعه بخفة و قالت بانزعاج
-" ارجوك "


طاوعها .. فخرجا من القاعة دون أن يشعر بهما أحد.. عندما وصلا الى المنزل قال لها
" هل تريدني ان اجلس معك حتى يعود الجميع ؟! "
-" لا احد في المنزل و سأكون على ما يرام اريد ان انام اشكرك للطفك معي و حقا لقد استمتعت "
ابتسمت له و طبعت قبلة على خده
-" هل تقبلين دعوتي للعشاء يوم الاثنين بعد اعلان نتائج الامتحانات النهائية ؟ "
-" سأفكر في الموضوع يا مارك و ساتصل عليك , الى اللقاء "


المسكين لقد امل بقبلة وداع لكنه تفهم وضعها فهي بدت متضايقة و تعبة .. دخلت المنزل... القت بنفسها على الفراش تفكر بما حدث بينها و بين جونيور( هل كان يقصد تقبيلها ؟؟! ام كانت وليدة اللحظة و الجو الرومانسي المحيط بهما ؟؟ ام هي انتقام من نوع آخر ؟!! يا الهي لا استطيع ان افهم هذا الرجل ) أن مشاعرها مختلطة و كانت حائرة و بقيت لفترة طويلة تفكر بتلك القبلة و بجونيور الذي صدمها تغيره المفاجيء ...

دخلت جولي حجرة فيرو باندفاع و عندما وجدتها مستلقية على الفراش هاجمتها قائلة
- " اين كنت يا حمقاء لقد قلقنا عليك انتظرنا ان تفرغ القاعة لعلنا نجدك أنت و مارك ..و لولا جونيور لاكملنا البحث عنك حتى أوجه الصباح"
-" اسفة لقد احسست بتعب مفاجيء فقلت لمارك ان يعود بي الى المنزل "
-" لم لم تقولي لنا انك ذاهبة ؟"
-" قلت لك يا جولي كنت تعبة فلم استطيع ان ابحث عنك من بين الجموع لاقول لك بأني سأغادر و اسفة للمرة الالف لانني افزعتكم و جعلتكم تقلقون بشأني و لم اترك خبرا عند احد لكن جونيور رآني و اعتقدت بأنه سيخبركم "
-" و كيف تشعرين الان؟!"
سألت آلي و هي تمسح على رأسها بهدوء
-" انا بخير شكرا "
ثم أردفت قائلة
" هل استمتعتم اليوم ؟!"
أجابتها آلي
" آه كثيرا .. إن أليكس رجل خلوق و جذاب "
أضافت جولي
- " و جاك .. أشعر بأني وقعت بحبه .. ماذا عنك يا فيرو يبدو أن الكثير فاتك "
سألتها فيرو
" ما الذي فاتني ؟! "
" لقد تم انتخاب ملك و ملكة الحفلة و توقعي من ؟! "
كانت تعرف الاجابة لكنها مع ذلك سألت
" من ؟! "
صفقت جولي و قالت بمرح
" جونيور و صديقته المغرورة أنيتا .. أتصدقين ذلك ؟! "
قالت آلي
" و لم لا تصدق .. ان وسيم جدا و ساحر و له إسلوب و أناقة مختلفة "
لم تعلق .. ألقت برأسها على الوسادة و سرحت بعيدا عنهم كانت تتخيل منظره و تاج الملك يعلو رأسه و من ثم يأخذ أنيتا و يقبلها بحرارة .. شعرت بالغيرة من تلك المتعجرفة و تمنت أن تكون هي مكانها و تبادله القبلات و العناق ..
نام الجميع ماعدا فيرو التي ظلت مستيقظة تفكر و تفكر بذلك الوسيم الذي قبلها و بشفاته الناعمة و لمسته الحنونة التي مازالت تشعر بها و اذا بها تسمع صوت عزف غيتار يصدر من غرفة الجلوس ..لبست كمشيرها فوق قميص نومها و نزلت الدرج بهدوء حتى لا ينتبه إليها .. وجدت جونيور يعزف و يغني بصوت شجي آثر فيها و تذكرت انها رأت ذلك الغيتار من قبل و لكنها تساءلت لم يكون يا ترى؟! فاذا بها ترى جونيور يعزف عليه معزوفة حزن و الم و انسجمت مع الانغام التي يعزفها الى ان شعر بوجود شخص يراقبه فتوقف عن العزف و قال
-" من هنا ؟"
لم تجبه فوقف و حمل غيتاره و بدأ يبحث عن الشخص الذي يستمع اليه خلسة حاولت ان تبتعد ببطيء كي لا يراها و لكنه كبسها متخفية تستمع إليه سألها بعصبية
-" منذ متى و انت هنا ؟"
أجابته بندم
-" منذ فترة "
وقفت تنظر اليه و هو يحدق بها لفترة ثم قال بصوت حنون آمر
-" هيا
.. عودي إلى حجرتك
"
فاستدار عنها و عاد إلى غرفة الجلوس .. لحقت به
-" لا اشعر بالنعاس و احب ان استمع الى عزفك "
قال بسرعة
-" لن أعزف لانني متعب و سأذهب لأنام "
تشجعت لأن تطلب منه
-" ارجوك اغنية واحدة... من اجلي "
رمقها بحدة
" من اجلك و من تكونين ؟ "
انكسر قلبها بكلمته فاحمرت خجلا و راته يرحل..تحرك لسانها بإعجوبة و قالت بعصبية
"انا حقا لا أفهمك "
توقف عند الدرج و التفتت إليها وجدها متلهبة غضبا و حيرة فقال لها بهدوء
"ماذاتقصدين ؟"
وقفت متحدية تنظر اليه
-" انت تعرف ما اقصده جيدا انني اتكلم عما حدث اليوم في الحفلة لقد بدوت رجلا مختلفا لينا و حنونا و الان فجأة ينقلب كل شيء وتكشر عن انيابك ؟! لم انت هكذا؟!! "
وقف لفترة يفكر في ما يريد ان يقول و كأن الكلمات طارت من عقله و عندما لم يجد الكلمات قرر ان يتجاهلها فاشاح بوجهه عنها و صعد درجتين ثم توقف عندما سمع صوتها الذي قال بإصرار
" هل أنت خائف من قول الحقيقة يا جونيوير ؟ أم أنك تعتقد بانك أرتكبت خطأ فادح ؟؟! اجبني لم انت هكذا؟ من انت ؟"
قالت بحدة وغضب جعلته يلتفتت اليها و يقول لها بعصبية تخرج من عينين زرقاوين و كأن كلماتها هذه بارود و أشتعل
" تريدين ان تعرفي من انا ؟ حسنا ساقول لك ؟, انا الذي توفيت امه بأقل من سنتين و مازلت متألما فراقها فهي كانت صديقتي و أختي .. و أعود لأرى امرأة تحتل مكانها في منزلها و غرفتها و فراشها و حتى زوجها الذي تخلى عنها و نسيها و تصنع الالم في عزاءها و اذا به يقع بسحر امرأة اخرى و تحتل كيانه .. اما انا فلن اسمح لتلك المرأة ان تصل يدها لتحتل ابنها .. الان عرفت من انا؟َ"
صدمت من كلامه الجارح المتألم و صدمت حين رأت الدموع تتجمع و تتدافع لكنه امسك الدموع في عينيه فألقت بذراعيها حوله و ضمته بقوة تشد من عزيمتة و تبث فيه الروح وقف جونيور متصلبا غير مصدق ماذايحدث و لكنه سرعان ما نسي همه و شدها اكثر اليه كان قربها منه دافئا جعل أعصابة المتصلبة تهديء شيء فشيئا ثم ابعدها عنه ليقبل شفتيها فيتبدل الشعور الحاقد الى شعور غريب لم يألفه من قبل و هي تجاوبت معه بلذة و تمسكت به اكثر.. رفع عينيه ليراها مغمضة العينين ..اجلسها على الكنبة و جلس امامها على الارض ينظر اليها باعجاب فهذه المرأة شعرت بألمه فجعلت عناقها يواسيه بدل الكلمات اخذا يتبادلان النظرات يتكلمان بلغة العيون فاغمض عينيه و وضع رأسه على حضنها فأخذت تلعب بخصلات شعره الناعم حتى غفى على حضنها فنامت هي جالسة في مكانها مرتاحة البال ...

فتحت فيرو عينيها تقاوم ضوء النهار المنبعث من النافذة وجدت نفسها بفراشها و مغطاة بلحافها الدافيء حاولت ان تتذكر كيف جاءت إلى حجرتها لكنها لم تتذكر إلا ما جرى بينها و بين جونيور فما حدث بالامس كان بالنسبة لها حلما جميلا...
" هي يا كسولة استيقظي"
هزتها جولي و هي تضحك
-" اه .. جولي كم الساعة الان ؟؟!!"
ثم تثاءبت و هي تستقيم جالسة
-" انها الثانية عشر ظهرا استيقظي سيأخذنا الشباب لنتغدى معا في مطعم للبيتزا .هيا "
-" اين كنت بالامس ؟! "
سألتها آلي و هي ترتدي قرطيها أمام المرآة و كان انعكاس فيرو يبدو مستمتعا و سعيدة و كأنها رأت حملا جميلا
-" لقد كنت نائمة في غرفتي "
قالت بارتباك عندما رأت آلي تحدق بها
-" لا اصدقك لاني لم اجدك في فراشك "
رأت بأن ليس هناك ما يدعو لجعله سرا خاصة و أن كل شيء باد على وجهها قامت من الفراش و هي تقفز مثل راقصة الباليه و ترنم بأنغام .. تبادلت آلي و جولي النظرات و هما تضحكان استغراب لتصرفات فيرونيكا
-" حسنا .. لقد كنت مع جونيور .. أنه عازف عيتار ماهر و له صوت ..آه .. حنون جدا .. تكلمنا قليلا ثم آلت الامور الى ان ينام على حضني و لا اعرف كيف اتيت الى هنا لابد انه حملني ..صدقيني كنت اعتقد ما حدث بالامس حلما"


صفقت جولي و قالت
- " لقد كنت أعرف يا فيرو بأنه معجب بك منذ البداية و انت كذلك .."
أضافت آلي
- " جيد إذا ستهدأ العاصفة و أخيرا "...
ارتدت فيرو فستان أصفر ضيق عند الخصر و واسع حتى الركبة و ربطت شعرها من نصفه لتترك الباقي ينسدل محدث ثورة أمام عين جونيور الذي لم يبعدها عنها طول الطريق و في المطعم و حتى أثناء الحديث حيث لم تشاركهم بل بقيت ساكتة و هي تشعر بالخجل منه و من نظراته الثاقبة لكنها مع ذلك أحبتها و أرادتها أكثر من الاحاديث و الطعام اللذيذ الذي وضع أمامها ...
و كما هو بدا هادئا طوال الوقت و يجيب عن الاسألة الموجه إليه باختصار حتى لا يضيع ثانية في عدم التركيز بها و بجمالها انه يكون رسمة لها في مخيلته ثم يحفرها حتى تثبت في الذاكرة و يستدعيها ريثما شاء فتبقى معه إلى الابد ...



مر إسبوع و الشبان يتدربون على نهائيات كرة القدم التي ستقام قريبا في ملعب المدرسة حيث كل سنو في ملعب مدرسة مختلفة و هذه السنة ستكون في لوس انجلوس .. و اتى اليوم الموعود حيث الاعصاب مشدودة و الكل متوتر بما بينهم اهالي اللاعبين و الحكام و الطلبة و الاصدقاء حتى المدرسين ..
ذهب الجميع الى المباراة النهائية لكرة القدم في الثانوية دخل الشباب الملعب فأحدثت صيحة و جلبة و تصفيق الجمهور المفتعل الذي شجعهم حتى نهاية المباراة مما جعل اللاعبين يلعبون بجد و بنشاط حتى انتهاء الشوط الاول لكن الفريق الاخر كان يلعب في مهارة مع بداية الشوط الثاني و قد حاول أحد اللاعبين أن يصيب جونيور كابتن الفريق الذي كان يحرز الاهداف في الشوط الاول لكنه حاول بجهد ان يتفاداهم قدر الامكان حتى أصبح الفريقان متعادلان و افترظ الحكم عليهم شوط حاسم
نادى المدرب الشباب ليضعوا خطة جديدة و مدروسة بعناية أطلق عليها الخطة (ب)
-" جونيور اسمعني يجب ان تسيطر على الكرة و اذا شعرت بالخطر اعطها لجاك و اذا شعرت يا جاك بالخطر ارجع الكرة لاليكس الذي سيتبعك في الخلف افهمت يجب ان نفوز يا شباب ان البطولة ستكون من نصيبنا"
تصافحوا كلهم مع بعض و صاحوا بصوت واحد ( هيييي )
ثم عادو اللاعبين إلى أرض الملعبين كان الجمهور حامسي و من بينهم جلست الفتيات على أعصابهم و هم يأملون أن يكون الفوز من صالحهم ...لم يتبع جونيور خطة المدرب بل لعب على مزاجه فأحرز اخر هدف في اخر دقيقة مما آثار غضب المدرب وقتها لكنه فرح بالنتيجة.. قام الجمهور من مكانهم يصفقون لجهد كابتن الفريق جونيور و يهنئونه .. تبادل اللعبين الاحضان و التبريكات و كان منظر جونيور ينم على أنه بذل مجهود لا يستهان به لكنه مع ذلك لم ينسى أن يبحث بين الجمهور عنها و وجدها و د وضعت يدها على صدرها و كانها ظلت طول الفترة تدعو له لمعت عيناه ببريق الحب فتطايرت الكلمات عبر عينيه لتستقر في مقلتيها .. بعد ذلك دخل حجرة تبديل الشباب و أخذ دشا سريعا ينعشه ثم ارتدى ثياب نظيفة .. لان العادة تلزمه أن يذهب إلى مطعم البيتزا كما اعتاد اللاعبين كلهم أن يرتادوه في حال فوزهم..
بعد المباراة جلس الجميع على الطاولة في مطعم للبيتزا ثم دخل جونيور و معه انيتا ..
- " مرحبا اسف على التأخير "
نظر الى فيرو التي رمقته و هي مصدومة و قد اعتصر قلبها من الغيرة لكنها اشاحت برأسها تحدث جولي حتى لا يشعر بالأهمية لكن حاول قدر الامكان أن يجذب انتباهها إليه دون جدوى فهي لم تشأ أن تزعج نفسها بالنظر إليه و تلك المتعجرفة أنيتا ملتصقة به ..
بعد الانتهاء من الاكل و الاستمتاع بالاحاديث و المقالب قال جونيور و قد تغيرت ملامح وجهه ليصبح اكثر جدية .. ايتقام واقفا فالتفتت إليه الجميع و أنصتوا
- " اريد ان اخبركم شيئا"
لاحظ الجميع تغير ملامح وجهه الى حزن و ارتباك
"ما بك يا جونيور ؟"
سأل أحد الاصدقاء
"ماذا تريد ان تقول ؟؟! "
قال جاك قلقا على ابن عمه الذي بدا متضايقا و كأنه يحمل أخبار مزعجة
-" بعد حفل التخرج مباشرة سأغادر إلى نيويورك "
-" نيويورك ؟! لماذا ؟!"
قال اليكس بصوت عال يملؤه الدهشة
-" نعم نيويورك اتذكر عندما اخبرتكم بانكم ستزوروني في نيويورك عندما رجعت من دنفر؟! "
-" و لماذانيويورك يا حبيبي ؟!"
قالت انيتا بحزن و هي تحاوط وجهه بيدها الامر الذي أزعج فيرونيكا أكثر من خبر المغادرة ..
-" لانني قبلت بكلية الهندسة في جامعة نيويورك ...سأدرس الهندسة يا شباب"
ابتسم بفخر ثم وضع يده على كتف انيتا و يلمس شعرها برفق أغمضت فيرونيكا عينيها خوفا من أن يرى جونيور الغيرة التي زادت اشتعالا
-" لكن لم لا تدرس هنا فهذا التخصص متوفر هنا? "
قال جاك معترضا فكرة الذهاب إلى نيويرك
-" جاك انه حلمي الذهاب الى نيويورك حلمي "
-" و لم العجلة لن يبدأ الفصل القادم الا بعد شهرين؟! "
قال اليكس
-" لاني اريد ان اسجل في الفصل الاول و اسجل المواد و ابحث عن شقة قريبة من الجامعة و تأثيثها .. أرجوكم اريد دعمكم لي فلا تخيبوا ظني "
نظر الى فيرو التي انزلت عينيها متضايقة من أنيتا و من الخبر
-" حسنا يا صديقي سنأتي اليوم لنساعدك في توظيب اغراضك "
قال جاك و هو يربت على كتف جونيور داعما إياه فحضنه الاخر بقوة إلى صدره
-" اشكركم جميعا ...سأذهب لابي الان و اراكم في المساء الى اللقاء "
و جذب انيتا من ذراعها و انطلق الى ابيه

-" انا فخور بك يا ولدي عندما تعود ستمسك زمام الامور في الشركة فهي بالنهاية لك"
و عانق ابنه
-" لكنني سأشتاق لك "
-" و انا ايضا..ستزورني أليس كذلك يا أبي ؟!!"
-" بالطبع و أي مساعدة يا بني انا في الخدمة فكم ابن لي ؟!"
-" اشكرك يا ابي"

في المساء في غرفة جونيور احضر جاك معه صناديق ليضع فيها الاغراض لشحنهم و أغراض أخرى ليحملها معه في الطائرة
- " اين اضع هذا ؟!"
سألته جولي و هي تمسك حقيبة صغيرة يوجد بها معجون أسنان و فرشاة و معدات النظافة
-" في حقيبتي التي سآخذها معي في الطائرة "
اجابها و هو يصفف قمصانه في الحقيبة الكبيرة التي وضعها فوق فراشه .. وقفت فيرو تنظر الى حقائبه بحزن و تنظر الى حركة جسمه المتناسقة و هو يعمل بانسجام .. لم تستطع أن تراه و تفكر به بأن سيغادر قريبا فخرجت الى الشرفة و تنهدت بصوت سمعه جونيور فتوقف عن التصفيف و اتجه حيث تقف في الخارج امسك ذراعيها بيده القوية فانزلت رأسها لكنه رفعه بإبهامه من ذقنها بلطف يحاول ان ينظر الى عينيها لكنها كانت تزيح بنظرها عنه فادار بوجهها ناحيته لتتلاقا عيناهما
-" هل انت بخير ؟ !تبدين شاحبة ؟"
لا لست بخير فانا اشعر بتوعك "
و اشاحت بنظرها عنه مرة اخرى فادار وجهها اليه بعنف
-" اذهبي و ارتاحي فلقد اوشكنا على الانتهاء شكرا لمساعدتك "
استدارت لتغادر لكنه لمس يده فوقفت لحظة بعدها واجهته كان يبدو عليه شيء من الحزن قال لها بهدوء
" اسف يا فيرونيكا.. لم انو ان اتعبتك صدقيني لم اقصد ذلك "-" لا بأس.. تصبح على خير اراك في الصباح "
خرجت من غرفته مسرعة و اغلقت باب حمامها فنزلت دموعها بغزارة لانها ستفارقه قريبا لقد اعتادت على وجوده و بدأت تقع في حبه لا بل وقعت و تكسرت ايضا ..كيف ستعيش بعيدا عنه و هي التي تشم بقايا رائحة عطره عندما يمر من امامها ؟ كم ستشتاق لهذه الرائحة و لابتسامته الساحرة و لعينيه الشيطانيتين كم تحبه و تحب ازعاجه لها و و لطفه معها و أحبته حتى عندما كان قاسي معها وظلت تبكي الى ان سمعت جولي تناديها

-" فيرو اريد الدخول الى الحمام اريد ان افرش اسناني لانام ما الذي يؤخرك؟! بدأت اقلق عليك هيا اجيبي "


فتحت فيرو الباب و القت بنفسها على جولي فضمتها الاخرى و هي تعرف سبب بكائها لكنها أرادت أن تسمع ذلك من فيرو
-" ما بك يا عزيزتي؟!"
لم ترفع رأسها لكنها قالت بصوت مخنوق
-" سأشتاق له "
ثم انفجرت بنوبة بكاء حضنتها بقوة و هدأتها ثم قالت برقة
-" يا الهي انت مغرمة به"
-" نعم.. اعتقد ذلك.. ماذا افعل ؟"
" لا اعلم يا عزيزتي اهدئي "


بقيت جولي و آلأي يهدآنها طوال الليل الذي لم يسدل ستارته حتى بدات نوبة البكاء .ز كانت تبكي بحرقة لان ليس بيدها أن تفعل شيء و ليس من حقها أن تطلب منه ألأ يغادر و يبقى معها لانها ..لانها ..تحبه بكل جوارحها .. هذه الكلمة أرادت أن تسمعها منه لكن لا يبدو عليه بأنه يبادلها هذا الحب و ما أقسى أن يكون الحب من طرف واحد ...

kokowa 02-07-08 01:55 AM

-5-

على خشبة مسرح المدرسة وقف الطلبة و الطالبات بلباس التخرج الكحلي مستمتعين بأنتههاء مرحلة مهمة من حياتهم و هم يستلمون شهادات التخرج .. و بعد الصورة الجماعية صفق الحضور و الاهالي بسعادة و فخر عندها ألقى الخريجين قبعاتهم لتتطاير بالهواء مرة و مرتين و يلتقطونها مجددا .. المرح و الفرح و البهجة و السرور الابتسام و الضحك .. كل معاني السعادة نراها في وجوه الخريجين ..إلا شخص واحد !!!
ضم جونيور اصدقائه و بارك لهم التخرج و بادلهوا التبريكات بدورهم
-" يا شباب سأشتاق لكم "
قال له أحد الشباب و هو يصافحه مودعا
-"ارجوك جونيور اخبر جاك عن احوالك و اوضاعك كي يطمئننا عليك
-" سأفعل بالتاكيد و سأسأل عنكم ايضا "

التفت ليجد فيرو تتكلم مع كارلا تدعوها فكارلا ستسافر اليوم ايضا لتسكن مع جديها في (نيو مكسيكو ) و تكمل دراستها الجامعية هناك و قد أصبح الحزن حزين بالنسبة لفيرو المسكينة التي لم تكتمل فرحتها اليوم ..
-" لا اعرف لم تسافرين ؟"
-" فيرو انا لا اود و لكني ملزمة .. أنت تعرفين ..والدي سينفصلان .. و الافضل لي أن أغادر لأعيش مع جداي بالاضافة إلى أني قبلت بالجامعة هناك"
-" انا اسفة لسماع ذلك .. لكن اتمنى لك السعادة ..راسليني دائما فانت صديقة عزيزة علي و آه كم ساعدتيني كثيرا .. لن انساها لك "
-" سأفعل يا افضل صديقة عرفتها لن انساك ابدا.. و اعدك بأن أرسل لك أخباري مرفقة بصور "
" سأنتظرك بكل شوق "


احتضنتا بعض بقوة و بكت كل منهما على كتف الاخرى لكنهما ابتعدتا عن بعض و انتباتهما موجة ضحك لفترة قصيرة عندما قطعها والد كارلا ... ابتعدت عنها كارلا فبكت فيرو وحيدة خلف الشجرة حتى لا يلمحها أحد فهي ليست مستعدة لتوديع المزيد من الاصدقاء .. كان جونيور يرقبها منذ البداية و رأى بأنها بدأت تتوارى خلف الشجرة فاقترب منها مد يديه على خدها بنعومة يمسح دمعة سقطت من عينيها رفعت رأسها لتنظر اليه فضمته إلى صدره لاشعوريا فهي بحاجة إليه أكثر من أي وقت مضى .. قالت بصوت مبحوح
-" لم يذهب كل الذين اهتم لهم ؟"
لم يعلق جونيور لكنه اكتفى بضمها و شم رائحة شعرها العجيبة الرائعة و عندما بكت اعتصر قلبه فعصرها على صدره لعل الالم الذي بداخله يختفي
و في المطار ودع جونيور الجميع بحرارة و اخبرهم بانه سيكون على اتصال و اخذ ينظر الى فيرو و يبتسم لها لكنه كان يوجه حديثه للجميع
-" الى اللقاء جميعا"
قالوا بصوت واحد و هم يلوحون له بيدهم عندما بدأت يتراجع إلى نقطة الجوازات ...
" إلى اللقاء جونيور "
" اعتني بنفسك يا بني "
" اتصلا بي يا صديقي حالما تصل "
ظلت فيرو تنظر إليه حتى دخل إلى البوابة عندها همست بينها و نفسها
- " الوداع جونيور "

جلس في الطائرة ينظر الى المسافة التي بينه و بين الارض و يرى اضواء لوس انجلوس تخفت تدريجيا ليحل محلها الغيوم ووجه فيرو المبتسم الجميل و رموشها الساحرة التي تحمي اروع عينين أرجوانية رآها في حياته .. آه كم سيفتقد عينيها و صوتها الناعم ...
بدأت اضواء نيويورك تظهر من بعيد و بدأت متلألئة ابتسم جونوير لروعة المشهد و قال في نفسه
-" من هنا يبدأ تحقيق الحلم . نيويروك ها أنا قادم إليك "
و عندما حطت الطائرة نزل الركاب بانتظام لكنه قرر أن يجلس بمقعده حتى يخف الازدحام عند الباب .. التفتت فرأى بان الجميع قد خرج الا فتاة لها شعر احمر قصير و جسم رشق تحاول حمل حقيبتها الثقيلة فأتى جونيور يحملها عنها
-" دعيني اساعدك يا انسة "
" شكرا لك "
مشت بقربه خارج الطائرة فأخذ عربة ووضع حقيبتها الثقيلة عليها دافعا إياها تجاهها
- " تفضلي "
ابتسمت له بامتنان
-" شكرا لك مرة اخرى "
-" انا في الخدمة في أي وقت "

و ابتسم لها بعدها مشى بعيدا عنها ليضع حقائبه على عربة و يدفعها حت نقطة ختم الجوازات لتأشيرة الدخول الى نيويورك .. خرج من المطار ليستقل تاكسي و يذهب الى فندق قريب من جامعة نيويورك ..
اوقف السائق التاكسي عند باب فندق قريب من التايم سكوير بشارعين تقريبا نزل جونيور متجها إلى موظفة الاستقبال التي ابتسمت له مرحبة .. ناولته مفتاح غرفة ليرتاح فيها فيبدأ غدا بالبحث عن شقة قريبة تكون قريبة من الجامعة التي سيرتادها بعد شهرين ..
و بينما هويصعد الى غرفته في المصعد رأى الفتاة التي ساعدها في المطار تهم بالدخول .. كاد باب المصعد ان يغلق عليها لكنه أسرع بإيقافه حتى تدخل ..ابتسم لها ما أن عرفها و قال بدهشة
" يا لها من صدفة "
قالت له و هي تضحك
" حقا انها صدفة سعيدة "
سألته بفضول لتتجاذب معه الحديث
" هل أنت هنا في عمل ؟!"
" لا أنا هنا كي أرتاح قليلا "
استغربت لكنها قهقهت و قالت
"ترتاح من من ؟!
" من الرحلة كي ابدأ غدا في البحث عن شقة قريبا من الجامعة "
-" اها لقد اعتقدت بأنك اتيت لترتاح من زوجتك "
ضحك بصوت عال و رفع يديه كي يريها بان لا يوجد خاتم في اصبعه
-" يا لها من طريقة تسألين فيها ان كنت متزوج ام عازب و هل ابدو لك كرجل متزوج؟"
غمز لها فضحكت معه وصل المصعد الى الطابق الخامس عشر حيث غرفته
--" غرفتي في هذا الطابق صدفة سعيدة ان التقيك يا انسة عمتي مساءا "
--" عمت مساءا اتمنى ان اراك غدا صباحا "
-" و انا كذلك الى اللقاء "
دخل غرفته فالقى بنفسه على الفراش و غط في نوم عميق ..

استيقظ باكراو بنشاط فهو يحتاج للنشاط خاصة و انه سيبدأ اليوم بعملية البحث عن شقة .. اخذ الجريدة للتي علقها عمال التنظيف على الباب ..أخذها بين يديه و نزل إلى المقهى الموجود في نفس الفندق .. طلب من النادل فنجان قهوة .. أشعل سيجارته ثم فتح الجريدة على صفحة الاعلانات و اخذ يبحث عن إعلان شقق و احاط التي يعتقد بانها تناسبة بدوائر كي يذهب ليلقي نظرة عليها فيما بعد .. اقترب النادل منه بفناجنه و وضع على الطاولة أمامه و عندما ابتعد النادل رأى من خلفه الفتاة ذات الشعر الاحمر القصير التي ساعدها بالأمس و التقاها صدفة في المصعد كانت وحيدة تشرب قهوتها و تستمع بمراقبة المارة و الداخلين و الخارجين من الفندق.. حمل فنجانه اتجه اليها و جلس قابلها و دون سابق إنذار ابتسم لها

- " هل تنتظرين احد يا انسة ؟"
بادلته ابتسامه مشرقة كهذا الصباح الجميل فبدت له بشوشه و لها وجه طفولي
" لا ابدا تفضل "
أزاحت حقيبتها من أمامه .. انتبهت للجريدة التي بيده التي فتحت على صفحة الاعلانات و تذكرت بأنه أخبرها بالامس بأنه يبحث عن شقة قريبة فسألته
-" هل وجدت شقة مناسبة ؟"
-" نعم .. كم واحدة .. و لكني يجب ان اذهب لارهم بنفسي "
-" و متى ستذهب ؟"

نفث دخانه بطريقة مغرية ثم ابتسم بمكر
-" بعد ان انهي فنجان القهوة ام انك تريديني ان اذهب الان ؟"
لم تستطيع أن تبعد عينيها عن وجهه الوسيم فقالت و هي تشعر بالحرج
-" لا .. بالطبع لا ..فوجودك يسليني "
اهتز ذقنه و رن صوته بضحكته التي أعجبتها و جعلت خدها يتورد عندما توقف عن الضحك و نظر إليها .. اضطربت و أحس بها لذلك قال حتى يزيل التوتر فيما بينهم
" بالمناسبة انا جونيور جارسيس ديلفالي و من لوس انجلوس و انا هنا كي التحق بجامعة نيويورك "
مد يده عبر المائدة فتلقتها يد ناعمة و صغيرة جدا بالنسبة ليده الكبيرة .. سارت قشعريرة بجسمها فجذبت يدها بسرعة حتى لا يشعر بها و قالت باسمة تخفي ما أحست به من توتر
-" اهلا و سهلا جونيور انا جنيفير و انا من المسيسيبي و اتيت لالتحق بالجامعة ايضا بعد ان قبلت .. أريد اتخصص في علم الجغرافيا "

فتح عينيه دهشة ثم ابتسم
-" يا لها من صدفه أخرى .. و اين ستقيمين ؟"
-" في سكن الجامعة مع صديقة اعرفها من قبل و ستأتي اليوم لتأخذني من الفندق فهي من سكان نيويورك و تعرف المنطقة جيدا فما رأيك ان ناخذك الى المكان الذي تريده؟!"

أجابها بتهذيب
-" لا.. شكرا فانا لا اريد ان اتعبكم معي "
لكنها بدت سعيدة بالفكرة
" لا صدقني ستسر اذا عرفت باني وجدت صديقا يرتاد نفس الجامعة التي نرتادها و خاصة و أنك من لوس أنجلوس .. "
أراد ان يشكرها و يرفض بتهذيب فهو بالكاد يعرفها و لا يريد أن يثقل عليها
-" و لكن.."
قاطعته
-" انها هنا انظر"
اشارت على فتاة طويلة لها شعر اسود و بشرة سمراء و تشبه عارضة الازياء نيومي كامبل .. اعجبته الفكرة فابتسم عندما اقتربت من طاولتهم .. وقفت جينيفير تحتضنها فقالت الاخرى
-" جين عزيزتي اشتقت لك "
-" و انا ايضا .."
ثم أردفت و هي تشير على جونيور بابتسامة
" الكسندرا هذا جونيور "
وقف ليمد يده مصافحا و قال لها
" تشرفت "
-" و انا ايضا "
قالت جين بمرح
-" لقد تعرفت على جونيور بالطائرة و التقيته في الامس كذلك صدفة .. و انه يرتاد معنا الجامعة نفسها صدفة أخرى .. و هو يبحث عن شقة قريبة من الجامعة ..فما رأيك ان ناخذه معنا و نبحث معه ؟"
بدت الكسندرا مرحبة باقتراح صديقتها فقالت
-" رائع هيا اذا لنذهب كي لا نضيع وقت هيا جونيور "
لا يزال جونيرو رافضا بأن تصطحبه فتيات بالكاد يعرفهم و يساعدونه باختيار شقة . . قال مترددا
-" هل انتن متأكدات بانكن..."

جرته جنيفير من يديه
" هيا "
ركبوا سيارة الكسندرا البيوك ... و انطلقت بها بين شوارع نيويرك المزدحة .. أخذ جونيور يمتع ناظرية بمناظر نيويرك بمبانيها المتلاصقة من بعض و ناطحات السحاب .. و الناس العابرين بين السيارات المتكدسة بالشارع و بالكاد تتحرك .. و منظر التاكاسي الصفراء ملأت الشوارع .. كانت الكسندرا تعطيهم معلومات كلما توقفت عند مكان .. فأشار على مبنى طويل و شاهق الارتفاع .. قالت
" هذا مبنى الامباير ستيت "
قال جونيور و هو يشعر بسعادة غامرة
" يجب أن أزور كل مكان هنا .."
قالت الكسندرا و هي تلمس البهجة بصوته
" سآخذك إلى كل مكان أنت و جين "
" انا ممتن لك "
" على الرحب و السعة "
توقفت سيارتها في عدة مباني و ألقوا نظرة على العديد من الشقق .. فبعضها كان صغيرا جدا . .. و الاخر كبيرا .. و أخرى باهضة الثمن .. و الثانية بعيدة جدا عن الجامعة .. استغرق البحث أكثر من أربع ساعات و شطب جونيور على كل الاعلانات في الجريدة التي أحضرها معه .. إلا واحدة و أخيرة .. وقفت السيارة عند مبنى يبعد عن الجامعة بخمس دقائق و يستطيع ان يذهب له سيرا بمجرد ان يعبر شارعين قالت الكسندرا و قد بدا عليها التعب
-" انه اخر مكان ..اتمنى ان يعجبك "

صعدوا ليروا الشقة كانت متوسطة الحجم لكنها واسعة و لها نوافذ كبيرة و تحتوي على ثلاث غرف نوم و صالة و مطبخ كبير و شرفتين أحدهما تطل على حديقة و الاخرى في الجهة الثانية تطل على الشارع المزدحم و من هناك يستطيع أن يرى الجامعة من حيث هو واقف
-" انها رائعة لكنها باهظة الثمن "
قالت الكسندرا بعد أن سألت البواب عن السعر .. لكن جونيور أحبها و شعر بالارتياح و أنها ستكون المكان الانسب فهي تقع في حي راق و سكان المبى بدوا له اناس ودودين
-" لا بأس فأنا انوي ان اعيش هنا لخمس سنوات سأخذها الان "

وقع عقد الايجار و دفع دفعة اولى من النقود ليستلم المفتاح اليوم.. قالت الكسندرا و هي تمزح
-" واو يا جين من اين تعرفتي على هذا الفاحش الثراء؟! "
غمزت له فابتسم لها

-" لقد تأخر الوقت ارجوكم اذهبوا و ساذهب انا الى محل للاثاث "
-" لا بأس جونيور سناخذك الى أي مكان و نساعدك في الاختيار "
قالت له جينيفير التي يبدو بانها استمتعت برفقته اليوم و اكتشفت بأن له شخصية مرحة و جذابة و بالفعل فلقد انجذبت له و شعرت بأنها ترتاح لهذا الغريب ..

-" لا لقد تعبتم معي لمدة اربع ساعات .. يجب ان ترتاح ارجلكن .. أقدر لكم تعاونكم معي "
-" ما رأيك ان نرتاح قليلا و نأكل ثم نذهب مع بعض الى محل الاثاث ؟؟!"
لم تكن جينفير تنوي أن تودعه الان لذلك اقتحت عليه بذلك الاقتراح .. فكر قليلا
-" امممم .."
لكن الكسندرا قطعت عليه تفكيره و قالت له بإصرار
-" هيا و لا تضيع الوقت في التفكير سنذهب معك "


ذهب الثلاثة الى مطعم قريب من شقة جونيور الجديدة و طلبوا بيتزا لذيذة ثم بعد الغداء اتجهوا الى محل للاثاث و رجع شقته الجديدة محملا بالمفروشات كنبات كحلية و طاولة بيضاء و طاولة طعام صغيرة تكمل الطقم الابيض الذي اشتراه .. بينما اثاث غرفته فكانت بالوان السنديان الفاتح ..و بعد يوم طويل ذهب الى الفندق ليرتاح مودعا صديقتيه الجديدتان شاكرا لهما حسن تعاونها.. قالت له الكسندرا
-" الى اللقاء يا جونيور سنراك غدا و بعده و بعده "
التفتت ناحية جنفير التي غمزت له حين فتح باب المصعد ليخرج منه حيث غرفته

و في المصعد رغم التعب الذي بدا على جنيفير إلى أنها كانت مبتسمة بسعادة و هي تنظر إلى الباب من حيث خرج .. لكزتها الكسندرا معلقة
"يا شقية انت معجبه به؟"
-" لا "
-" لقد رأيتك .. و رأيت نظراتك له على الغداء و حين يتحدث أو حين يبتعد كنت تتتبعينه "
لم تعلق فما قالته الكسندرا صحيح هي معجبة به معجبة جدا فهو يحمل صفات الرجل الذي تتمناه كل فتاة له شخصية واثقة و رقيق التعامل مع الفتيات كما أن له خفة ظل و نبرة صوت رجولية تجعلها تنصت إلى حديثة رغم عنها ..


فتح باب حجرته و القى بنفسه على الفراش ليرتاح قبل أن يغير ثيابه و دون أن يشعر بالوقت غط في نوم عميق ...
في الصباح الباكر استقل سيارة أجرة حتى يكمل تاثيث الشقة .. و في الظهر ذهب إلى الشقة و معه أصباغ .. قام صبغها بالوان هادئة فقد استعمل اللون الرمادي بالازرق للصالة و غرفة الطعام بينما استخدم اللون الزيتي الفاتح لغرفته و وضع ملاءة بيضاء مع وسادات لها تدرجات الابيض مع الزيتي و القى بسجادة على الارض الخشبية نفس لون الوسادات ثم وضع اطار يحمل صورة والديه و علق لوحة كبيرة لمنظر قارب ابيض في بحر ازرق يتدرج الى اللون الزيتي كانت الغرفة رائعة و بسيطة تمثل رجل هاديء و مسالم ورومانسي.. انتهت شقته في ثلاثة ايام فقط ..



و في اليوم التالي حضر العشاء لصديقتيه الجديدتين احتفالا بالشقة الجديدة .. حضرت جين و الكسندرا كل واحدة منهما تحمل صندوق هدية مغلف ناولته إياه ما أن فتح لهما الباب مرحبا .. بدا ساحرا و قد نمت له لحية خفيفة و قد سرح شعره للخلف بالجل و كان يرتدي قميص أسود و بنطال فضفاض بيج .. لم تره جين منذ ثلاثة أيام لانشغاله المتواصل بتأثيث شقته الجديدة .. انبهرت بوسامته و رجولته فقالت
-" يا الهي كم تبدو رائعا .. لا ..اقصد انها رائعة .. الشقة "
انتبهت الكسندرا بان صديقتها قد أخطأت بالللفظ فقالت تساندها
-" اوافقك تماما.. لكني لم اعتقد بان هناك رجال لديهم حس رائع و ذوق رفيع في الديكورات و الاثاث ..من اين عثرت على هذا الرجل يا جين ؟!"


قالت الكسندرا فابتسم جونيور محرج و قال مازحا
"هيا كفى ثرثرة و تفضلا على العشاء الذي اعددته خصيصا لهذه المناسبة"
جلس الجميع على المائدة و بدأ جونيور بأحضار الاطباق ابتسمت الكسندرا لجينيفير و هي ترى قطع الدجاج الحلو و البطاطا المهروسة و المكرونة الصينية و أخيرا أحضر قنينة شراب التوت البري فتحها و قال
- " شرابي المفضل .. "
سكب لهما فرفعت جين كأسها و رشفت منه
- " امم إنه لذيذ فعلا .. الكسندرا لديه أيضا ذوق رفيع في اختيار الشراب"
ضحك جونيور و من ثم حمل قطعة لحم و وضعها في طبق جين و ثانية في طبق الكسندرا كانت الفتاتين مبهورتان بالوضع الساحر .. رجل مختلف عن بقية الرجال .. يعد طعام العشاء و يسكبه لهما .. أمر رائع يحصل لهما .. تذوقت جين قطعة من الدجاج الحلو و أرادت أن تعلق على الطعم الرائع لكن جونيور كان ينظر إليها و يحدق بها و هي تبلع لقمتها .. شعرت بالخجل

"قل لي جونيور من انت ؟" قالت جين
-" من انا ؟" نظر اليها مستغربا
صححت من جملتها و هي تقطع قطعة أخرى من اللحم اللذيذ
"اعني قل لي عن نفسك فنحن لا نعرف عنك شيئا "
ابتسم و قال بمرح
-" اممم .. حسنا ..انا جونيور غارسيس ديلفالي من لوس انجلوس احمل جذور ايطالية من ناحية ابي و جذور يونانية من ناحية امي و انا الابن الوحيد , اهذا كافي ؟!"
" رائع .. جذور إيطالية و يونانية و له وسامة و ذوق رفيع في التأثيث و اختيار الاطباق و الشراب .. أعتقد بانك إله من آلهة الرومان ..."

ضحكوا لتعليقها الظريف الذي جعل جونيور يشعر بالاطراء .. كانت جين تنظر إليه و هو يضحك مظهرا سطرة أسنان لامعة .. انتبه لنظراتها فتوقف عن الضحك و بادلها تلك النظرات .. حتى شعرت بالاحراج فأنزلت عينيها إلى الطبق .. رات الكسندرا تلك اللحظة بينهما و التوتر الذي حدث فقالت لتلطف الجو
"هل تريدني ان اصدق يا جونيور بانك اعددت الطعام بنفسك ؟!"
-" نعم "
اجابها واثقا
قالت الكسندرا مازحة تسخر منه
-" اه نعم صحيح انت قمت بصنع المكرونة الصينية و الدجاج الحلو و .."
-" نعم و هل في ذلك مشكلة ؟! فانا احمل جذور صينية ايضا "

انفجر الجميع ضاحكا و بعد العشاء ساعدت الفتاتان جونيور بغسل الصحون و تنظيف المكان ثم اتجهوا الى غرفة الجلوس لمشاهدة فيلم ( صمت الحملان)


-" انه فيلم قديم جدا"
قال جونيور و هو يقلب غلاف الفيلم الذي احضرته جين و الكسندرا معهما

-" انه تقليد ...ان الكسندرا تحب ان تشاهده مرة في السنة و اليوم يصادف يوم مشاهدته "
رفع حاجبيه
" اذا سحتفل بمرور ..."
-" سبع سنوات " قالت الكسندرا
-" حسنا سنحتفل بمرور سبع سنوات على مشاهدته "

التفتت الكسندرا-بعينيه حول الغرفة بينما جونيور يضع الفيلم في الفيديو
" واو لمن هذا الغيتار ؟"
قال مازحا
-" انه من جدي الاسباني "
ثم ضحك جونيور بعد أن سمعهما يضحكا
قالت له جين
-" ارجوك اعزف لنا قليلا"
كان لا يزال يمزح عندما قال
-" لا اعرف انه مجرد ذكرى من جدي لكن لا بأس في بعض الانغام المزعجة "
اخذ الغيتار من يد الكسندرا و بدا يعزف و يغني بطريقة مضحكة و انغام مختلفة عن الكلمات التي ينطق بها التي ليس لها معنى منطقي

-" هيا ارجوك اريد ان اسمع عزفك " قالت جينيفير
أصبحت عينيه حادة و لوى شفتيه
-" امرك يا سيدتي "
قالها بطرقة ساحرة و شيطانية غمز لها بعينه ثم بدأ يعزف و يغني بصوت رائع و هاديء يليق بالاغنية التي تقول كلماتها

" هل تؤمن بالحب من اول نظرة
قد اكون الرجل المناسب لك
استطيع ان احقق احلامك
قد اكون مجنون اذا قلت لك " انا احبك "

ان جنيفير تؤمن بالحب من اول نظرة و هذا ما حدث معها حين رأت جونيور يساعدها في المطار ...لكن كانت تفكر في نفسها و هي تراه يضم الغيتار إلى صدره و يعزف على أوتاره بإنسجام .. رأت ملامحه تتغير مع كلمات الاغنية .. لقد عزف جونيور هذه الاغنية عندما سمعته فيرو تلك الليلة التي لا تنسى ابدا انها ذكرى سعيدة و مؤلمة في نفس الوقت لذلك قرر جونيور ان يتوقف عن العزف و يترك الغيتار من يده ...
-" لا ارجوك اكمل لقد كنت رائعا "


قالت الكسندرا تحثه على الغناء من جديد لكنه بدا متألما فقال بصوت هاديء و هو يستقيم واقفا
-" ارجوك اعفيني "
-" حسنا كما تريد هيا اذا لنشاهد الفيلم "

جلس على الكرسي الكبير و وضع رجليه على الطاولة التي امامه و جلست الفتاتان على الكنبة القريبة من الكرسي الذي يجلس عليه جونيور و استغرق الجميع بمشاهدة الفيلم الذي يعد تقليد بالنسبة لالكسندرا و ما ان انتهى الفيلم حتى التفتت الكسندرا ناحية جونيور تسأله عن رأيه عن الفيلم ..لتجده نائما

-" انظري الى المسكين لقد نام من التعب " قالت الكسندرا
-" يا الهي كم هو وسيم حتى و هو نائم .. "
قالت جين و هي تنظر اليه باعجاب
-" اوافقك كما انه لطيف جدا و يختلف عن بقية الشباب الطائشين "
سكتتا لبرهة بينما ينظران إلى ملامحه الحادة التي أصبحت أكثر ارتياحا و هو نائما .. قالت جين و في صوتها نبرة قلق
-" اتعتقدين بان له صديقة ؟!"
-" لم لا ؟ فهو جذاب جدا وذو شخصية فريدة "
تألمت جين و قالت بضيق
-" لا تقولي ذلك فانا اتمنى ان أحظى بفرصة معه "
-" لم لا تجربين
حظك معه يا عزيزتي ؟! "
ما أن انتهت الكسندرا من جملتها حتى فتح جونيور عينيه و نظر الى عين جين التي اضطربت و اشاحت بنظرها عنه بسرعة و ابتعدت حتى ترتدي معطفها و خشيت بأن يكون قد سمع حوارهما .. لكنه بدا عليه بأن لم يسمع شيئا عندما سأل الكسندرا التي اضطربت بدورها

-" هل نمت طويلا "
قال و هو يتثاءب .. ارتاحت جين لانه لم يبدو عليه بأنه سمع شيئا فأجابته
-" كنت كالطفل البريء "
-" بماذا كنت تحلم ؟ هل يمكن ان تحلم بصديقتك او خطيبتك او أي امرأة جميلة "
قالت الكسندرا فهي تريد أن تساعد صديقتها المتيمة بهذا الرجل
ضحك و هو يتمقط و يمد ذراعيه و يتثائب
-" و هل هذه طريقة اخرى لتسأليني ان كان لدي صديقة يا الكسندرا ؟"

ثم ابتسم بطريقة مثيرة لانه اكتشف ما تقصده و ذكر جينيفير بسؤالها عن زوجته .. ابتسمت جنيفير باضطراب .. و قالت الكسندرا بإحراج
-" لا لم اق..."
قاطعها
-" لا بأس كنت امزح معك لكن ساجاوب عن تساؤلاتكما وقت ما شئتما .. نعم انا لي صديقة لكني ليس بيننا علاقة حب كما تعتقدا .. و بصراحة كنت ارى امي بالحلم "


-" اها فهمت"
بدات الكسندرا مهتمة .. انفعلت جين بداخلها فهذا يعني بأن لديها فرصة مع هذا الشاب الساحر و لن تضيعها .. ابتعدت عنه حتى لا ينظر من خلال عينيها إلى الفكرة التي طرأت برأسها
-" حسنا جونيور نشكرك على استضافتنا و على العشاء اللذيذ الذي اعددته بنفسك الذي تعلمته من جدك الصيني الاصل .. لكننا يجب أن نذهب .. و انت يجب أن تنام "

قهقه و قال لهما
-" لا شكر على واجب و سنجتمع في مرات اخرى و اخرى .. "
تذكر الصندوقين و قال لهما
" آه شكر على الهدية .. سأفتحها الان اذا لم تمانعا "
" بالطبع لا "
قالت الكسندرا و هي تساعدها في فتح الصندوق الذي احضرته .. أخرج منه لوحة لتعليق
" إنها رائعة شكرا لك الكسندرا .. لقد أحبتت البطاقة "
" على الرحب و السعة.ز هيا افتح علبة جين "
اخذت الصندوق الثاني ليفتحه لا شعوريا رفع عينيه إلى جين و ابتسم لها .. يبدو عليه بان أحب هدية جين أكثر فهي عبارة عن زجاجة مدورة كبيرة و يوجد بداخلها منظر لمدينة نيويورك بمبانيها و التايم سكوير و الامباير ستيت و برج الحرية .. أخذ يقلبها رأسا على عقب فتنغمر المدينة بالثلج ..
" أحبها .. شكرا لك جينيفير "
أومأت برأسها و هي تبتسم له .. وضع الزجاجة على طاولة التلفاز و وضع اللوحة بالقرب منها ليعلقها لاحقا ..
فتحت الكسندرا الباب و قالت لجونيور
-" حسنا جونيور عزيزي ..يجب أن نذهب "
اكملت جنيفير عنها و قالت
-" لقد استمتعتنا .. شكرا لك "
وقف امامهما و قال بامتنان
" و أنا كذلك أشكر لكما تلبتكما لدعوتي و للهديتين "
استدارت الكسندرا و نزلت درجتين و توقفت عندما أحست بأن جين لا تزال واقفة .. راتها تبادل جونيرو النظرات و الابتسامات .. تركتهما حتى قالت جين بخجل و قبل أن تستدير لتتبع الكسندرا
- " إلى اللقاء "
رفع يديه ملوحا
" إلى اللقاء "
اقتربته منه قبلته جين على خده ثم استدارت بسرعة و نزلت الدرجات ... وقف على الباب و اخذ يبتسم و يتحسس مكان القبلة .. و فجأة قفزت فيرونيكا في تفكيره و تذكر تقبيله لتلك الفتاة التي سحرتة بجمالها و رشاقتها و ذكاءها و خلقها و كل شيء فيها فهو يحبها و مغرم بها.. لم يفكر بفيرو بينما فتاة أخرى هي من قامت بتقبيله .. تلك التي تبدو و انها مهتمة به .. يشعر بأنه يجب أن ينسى فيرو و يمضي بحياته .. فلم يكتب لهما أن يعيشا قصة حب لانهما متعاديان و هذا سيكون صعب جدا لهما ..




kokowa 02-07-08 01:57 AM


-6-

جلست فيرو تتصفح كتابها لكنها لا تدري ماذاكانت تقرا فبالها لم يكن مع الكتاب لان بالها في نيويورك مع شاب اسر قلبها و كبله بسلاسل و قيود و القى بالمفتاح في البحر ..

-" بمن تفكرين ؟ حتما ليس بالكتاب الذي بين يديك "
قالت جولي و هي ترى صديقتها و عينيتها مسمرتين على منطقة أخرى غير الكتاب الذي بيدها .. أجابتها دون إنكار

-" اني افكر بجونيور.. الم يتصل ؟! الم يقل لك جاك شيئا عنه؟! مر إسبوعان و لم أعرف عنه شيئا .. "

قالت جولي و هي لا تريد أن تجعل صديقتها تشعر بالخيبة لكنها مظطرة لان تقول الحقيقة
-" لا ابدا لم يقل لي جاك شيئا .. انا اسفة يا عزيزتي "

انزلت عينيها على الكتاب محاولة ان تنسى ولعها و شوقها له .. فغيرت الموضوع

-" لا عليك قولي لي كيف هي علاقتك بجاك اني ارى تطور ملحوظ؟"
ابتسمت جولي و قالت بعفوية و بمرحها المعتاد
-" انه رجل رائع رائع واعتقد باني وقعت في حبه "
سعدت فيرو لسماعها ذلك
-" جيد ان جاك لطيف جدا "
أضافت جولي
-" و وسيم ايضا "
قالت ضاحكة.. اردفت
-" سيأخذني غدا الى العشاء ثم الى شقته "
غمزت لفيرو التي فهمت قصدها .. فأومات برأسها
-" اه جيد اتمنى لك كل الحظ "
-" شكرا "

خرجت جولي مودعة صديقتها و تركت فيرو تغرق في بحر افكارها .. و حسرتها على الحب الذي لم يكتمل ..

مر على وجود جونيور في نيويورك شهران تعرف على المدينة جيدا و تعرف على اصدقاء جدد و بدأ بتجهيز نفسه للفصل الجديد الذي سيكون اول خطوة لتحقيق طموحه حمل كتبه الثقيلة و خرج متجها سيرا الى الجامعة التي تبعد عن سكنه عشرة دقائق أي مسافة شارعين تقريبا وقف عند مقهى قريب من الجامعة و اشترى ثلاث اكواب من القهوه و عند مدخل الجامعة رأى الكسندرا و جنيفير وقافتان مع بعض الاصدقاء .. اقترب منهما مقدم لهما القهوه الدافئة لتنشطهم قليلا فدائما ما يكون اول اسبوع من الدراسة متعب لان المرء تعود السهر في الصيف لكثرة الاحتفالات و التجمعات الشبابية و ما غيرها من متعة الصيف ..
اخذت جين القهوه و ابتسمت لجونيور بامتنان لانقاذها من النعاس الذي سيطر عليها

-" اه جنير لقد انقذتني و ستكمل معروفك اذا حملتني و وضعتني على الكرسي في قاعة المحاضرات "
-" و انا من سيحملني اذا حملتك ؟"
و غمز لها بعينيه فضحكت له
-" هيا لندخل "
ثم دفعها بلطف يحثها على التحرك

جلسوا في القاعة التي تكتظ بالطلبة و الطالبات المزعجين و كأنهم ناموا بالامس مبكرا فهو لا يعرف سبب نشاطهم و حركتهم الزائدة التي يبدو هو بيعدا كل البعد عن تلك الحيوية و يبدو بان يريد أن يعود إلى شقته ليعود للنوم ..علق جونيور معترض و يده على خده و قد تطرفت عيناه
-" يا الهي هل سكان نيويورك دائما بهذا النشاط ؟!"

اجابته الكسندرا ضاحكة
-" لا فقط في اول النهار ثم ستنتهي هذه الطاقة مع انتهاء الوقود "
" بالطبع لان هذه الطاقة تأتي من القهوة التي بيدينا "
قالت جين معلقة و هي تضحك .. ابتسم جونيور و قال و هو ينظر إلى ما تبقى من قهوته
-" لكني لا ارى أي مفعول لها انني اتخيل سريري و غرفتي و بيجامتي ارييييييد ان انااااااام "


ما ان دخل الاستاذ حتى سكت الجميع تقريبا ..وضع حقيبته على الطاولة و اخرج اوراق منها و قام بتوزيعها على الحاضرين ..

-" هذه الاوراق مهمة جدا انها تشرح لكم قوانين المادة و الجامعة و طريقة رصد الدرجات و ما الى ذلك من محتوى المقرر الرجاء الاطلاع عليها .. و الاستفسار عن أي شيء تتوقفون عنده .."
طالع جونيور الاوراق التي بين يديه و هو لا يشعر برغبة في قراءتها لذلك وضعها جانبا .. فقال الاستاذ بعد أن أجاب على بعض الاسألة المتعلقة بالاوراق
" و الان سنبدأ المحاضرة الاولى كي لا نضيع وقت فهذه المادة كثيفة تحتاج الى وقت لنفهمها فارجوا منكم التعاون اذا اردتم النجاح في مادتي لنبدأ.. اسمي دكتور توماس وليامسون ...و سأقوم بتدريسكم علم الانثروبولوجيا .."


تثاؤب جونيور ثم نظر الي صديقتيه الناعستين و ابتسم.. من الجيد أن يكون معهما في مادة مشتركة بجميع الطلبة بمختلف تخصاصتهم ..


و في لوس انجلوس بدأ اليوم الدراسي للفتيات بنشاط تام فهذا اول يوم تذهب فيه جولي و آلي الي جامعة في امريكا فهما اعتدتا الدراسة في لندن موطنهما

-" يا الهي انه شعور جميل لكن الجامعة هنا لا تختلف كثيرا عن الثانوية هناك "
قالت آلي بمرح

-" حقا, اين هم الشباب ؟"

اخذت جولي تلتفت تبحث عنهم او بالاخص تبحث عن جاك صديقها الحميم فبعد مرور شهرين من وجودها في لوس انجلوس توطدت العلاقة فيما بينهم بشكل جيد كما ان آلي اغرمت باليكس ايضا و بدأت علاقتهما تنضج يوم عن يوم بينما فيرو التي تفتقد جونيور قررت ان تحاول ان تعيش و تنسى المها لفراقه .. لذلك فتحت المجال لمارك ان يدعوها للعشاء بين حين و اخرى و يخرج معها كلما سمحت الظروف لكن كما يقول المثل " القلب يعشق مرة واحدة "

-" مرحبا يا حلوتي "
التفت جولي على الشخص الذي التصق بها فابتسمت له
-" مرحبا يا وسيم "
-" كيف الحال هل نمت جيدا بالامس ام كنت تفكرين بي طوال الوقت ؟"
-" لا لم اكن افكر بك ايها المغرور "
-" اشك في ذلك "
اخذها بين يديه و قبلها

قالت فيرو و هي تجذب آلي
-" هيا لنذهب لقد تأخرنا نراكم يا شباب في المحاضرة التالية الى اللقاء "
-"الى اللقاء يا جميلات "
قال جاك و هو يراهن يبتعدن


شهران دراسة مرا بخير و تعب قليل و اقترب فصل الخريف و امتحانات منتصف الفصل ..
-" اين جونيور لم اره اليوم " قالت الكسندرا
-" لقد اتصلت به لكنه لم يجيب هل تعتقدين انه نائم و نسي ان يستيقظ " قالت جين
-" لا بد من ذلك "


-" لنذهب و نرى "

اتجهتا إلى شقة جونوير .. اخذ جرس الباب يرن و يرن و يرن و بدأ القلق يتسلل إليهن

-" اين هو بدأت أخشى عليه "
قالت جين و الاضطراب يكسو ملامحها – كانت الكسندرا بدورها قلقة لكنها بدت أكثر شجاعة تطمأن صديقتها
" لا لا تقلقي لابد انه يستحم او ..."


بعد خمسة عشر دقيقة تقريبا فتح جونيور الباب و كان يبدو بحالة يرثى لها فوجهه احمر و انفه احمر و عيناه تدمعان و بالكاد يفتحهما شعره مبعثر ويلبس شورت و جاكيت .. ترك الباب مفتوح لتدخلا رمت جين بنفسها عليه تضمه ..

-" يا الهي لقد انشغل بالي عليك اين كنت ؟ ماذا يجري؟ لم لا ترد على الهاتف او جرس الباب ؟ يا الهي هل انت بخير تبدو ..."

قالت الكسندرا مهدئه و هي تسحبها بعيدا عنه فهو لا يبدو عليه الطاقة ليتجاوب معها و مع تساؤلاتها

-" اهدئي يا جينيفير ان جونيور مريض و كفي عن هذه الاسألة "
استلقى على الكنبة و وضع يده على رأسه
-" اه ان رأسي سينفجر لم انم بالامس .. اسف يا جين لقد كنت نائم عندما طرقتما الباب لذلك لم اجيب على اتصالك ايضا"
-" لا بأس اتريد بعض المهدئات تبدو بحالة سيئة "
وافقها
-" سيئة جدا "
تلحف بالغطاء و وضع رأسه على الوسادة لكنها استقام من جديد
-" اسف تفضلوا "

جلست جين بالقرب منه وضعت يديها على جيبنه الساخن.. شهقت و قالت
-" يا الهي انت حار جدا "

قهقه و علق بشقاوة
" شكرا لك "
ثم اغمض عينيه و لا يزال يبتسم

-" يا سخيف انت مريض جدا و تمزح ايضا "
-" الم تذهب للطبيب؟"
قالت الكسندرا

-" لا لا داعي صديقيني هذا بسبب تغير الجو سآخذ بعض المسكنات و اخلد للنوم و سأصبح بعد ان استيقظ عل خير ما يكون "

-" لا اعتقد ذلك ان حرارتك مرتفعة جدا يبدو انك مصاب بالحمى ..جونيور ارجوك دعنا نأخذك للمستشفى "

قالت جنيفير و هي مازالت تضع يديها على رأس فاخذ جونيور يديها ووضعها بين يديه
-"جيني يا عزيزتي شكرا على اهتمامك بي لكن لا تقلقي فانا استطيع ان اهتم بنفسي اذا ازدادت حالتي سوءا سأذهب بنفسي و الان ارجوكما اذهبا الى الجامعة كي لاتتاخرا على المحاضرة الاولى و انا سأنام "
وقفت الكسندرا و جذبت جين
-" كما تريد جونيور هيا جين "
وقفت جين و نظرت إلى ذلك الرجل القوي و قد خارت قواه
-" لكننا سنأتي لنطمئن عليك بعد ان تنتهي المحاضرات "
أوما برأسه و عينيه مغمضتين
-" حسنا جدا شكرا على اهتمامكما "
-" اعتن بنفسك "
قالت الكسندرا.. فاجابها بهدوء
-" سأفعل الى اللقاء "

بعد الانتهاء من المحاضرات الطويلة و المملة ذهبت الفتاتان لشراء حساء دافيء لجونيور المريض لعله يعود إلى طبيعته بعد تناوله الحساء الدافيء .. طرقا على الباب لكن لا احد يجيب
-" يا الهي انه يحب ان يفعل ذلك لم لا يرد ؟ايريد ان يوقف قلبي؟ "
قالت جين بعصبية فهي لم تتوقف عن التفكير به طوال الوقت و سرحت عن المحاضرات ..
-" اعتقد بانه نائم لنحاول مرة اخرى "
ظلت تطرق على الباب لمدة عشرة دقائق فساورهم الشك
-" لا اعتقد بانه لا يسمع رنين الهاتف و دقات الباب "
قالت جين بإنزعاج.. فقالت لها الكسندرا بفكرة
-" لنادي حارس البناية ليفتح لنا الباب هيا "

و بعد دقئق فتح الحارس الباب فركضت جين الى غرفة جونيور فلم تجده ذهبت الى غرفة الجلوس و المطبخ و اخيرا وجدته على ارض الحمام منبطح صرخت بأعلى صوتها و اقد أصابها الهلع
-" النجدة"
سمعت الكسندرا صراخ جين فركضت هي و الحارس إلى الحمام .. وضعت يدها على فمها و هي ترى جونيور على الارض و جين فوق رأسه ..قالت الكسندرا إلى الحارس
-" هيا لنحمله و نأخذه الى المستشفى "
حمله حارس الى سيارة الكسندرا و أخذوه الى اقرب مستشفى وضعوه على الفراش و ادخلوه غرفة الفحص و بعد نصف ساعة خرج الدكتور
-" ما به يا دكتور هل هو بخير ؟"
سألت الكسندرا
-" نعم هو بخير لكنه يعاني من حمى شديدة و اعتقد انه لم يأكل شيئا فمعدته فارغة "
سألته جين بقلق
-" و الى متى سيظل هنا؟"
-" تقريبا ثلاثة ايام الى ان ننتهي من فحصه وعمل أشعة للدماغ و للجسم لنتأكد من صحته "
-" شكرا دكتور "


في لوس انجلوس دخل الاب ليو منزعجا بعد عودته من العمل
-" ما بك يا ليو تبدو مستاء "
سالت مليسي و هي تربت على كتفه.. قال بنبرة منزعجة و قد بدا عليه التعب
-" انا قلق على جونيور "

التفت اليه فيرو ما أن سمعت اسمع جونيور تركت ما بيدها من اوراق وقالت له
-" ما به جونيور؟"
-" لا اعلم انا قلق لقد اتصلت عليه اكثر من مرة لكنه لم يجيب على هاتف الشقة و لا المحمول احس بان مكروها اصابه "
حضنته مليسي و ابتسمت له تبعث فيه الطمأنينية و قالت له بصوت هاديء
-" لا يا حبيبي يمكن انه لم يسمع او انه كان يستحم او نسي هاتفه و خرج من المنزل مع اصدقائة "
-" لا .. لا .. جونيور حريص على هذه الاشياء و اذا لم اتصل انا هو سيفعل .. فدائما يتصل علي في العمل .. انا جدا قلق و لن ارتاح الا اذا ذهبت و اطمأنت عليه"
سألته باستغراب
-" هل ستذهب إلى نيويورك ؟! "
اومأت و هو يعيد طرح تلك الفكرة برأسه
" نعم .. سأذهب "
" متى يا حبيبي ؟!"
-" الان سأتصل على سام حت يحجز لي تذكرة في اسرع وقت .. اسف يا عزيزتي "
تضايقت لكنها فكرت بأن هذا ابنه و هو لم يره منذ ستة أسهر تقريبا .. يجب أن تآزره فقالت له
-" حسنا يا عزيزي ..سأرتب حقيبتك "


و بعد ساعات طارت الطائرة متجة الى نيويورك و بمجرد وصول الاب اسرع لختم جواز سفره و خرج مسرعا و استقل تاكسي و ذهب الى شقة ابنه الذي ارسل له العنوان على البريد الاكتروني من بل .. دفع للسائق و خرج من السيارة مهرولا على الدرج دق الباب اكثر من مرة .. و اتصل ليسمع صوت الهاتف من خلف الباب .. جن جنونه .. و أصابه الهلع عندها نزل ليسأل الحارس الذي قال له بان ابنه في المستشفى و قال له ما حدث بالتفصيل فاسرع ليو و ذهب الى المستشفى و بعد دقائق كان يقف عند باب الغرفة التي ينام فيها جونيور و الاجهزة مثبته عليه من كل جهة وقف ينظر اليه و هو يلهث من التعب ثم سأل الفتاتان اللتين وقفتا بالقرب من فراشه...
-" كيف حاله ؟"
سأل جين و الكسندرا و هو يدخل و يضع يديه على رأس ابنه و يمسح على شعره
-" انه بخير انه فقط يعاني من حمى شديدة "
اجابت الكسندرا و هي مستغربة من الرجل الذي دخل فجأة
-"اه الحمد لله لقد جن جنوني عليه كنت اعرف بان مكروها اصابه "
جلس بالكرسي بالقرب منه و اخذ ينظر اليه ثم استوعب وجود الفتاتان الغريبتان
-" انا اسف لم اعرفكما على نفسي انا ليو غارسيس ديلفالي والد جونيور و لقد وصلت للتو من لوس انجلوس فقد احسست بان مكروه اصاب ابني فاسرعت بالمجيء و من انتما ؟"
-" انا جنيفير و هذه الكسندرا لقد تعرفنا على ابنك من اول يوم في الطائرة و اصبحنا اصدقاء "
-" اهلا و سهلا تشرفت بمعرفتكما "
مد يده يصافحهما
-" و نحن ايضا "
-" ماذا جرى له؟ ان جونيور قوي البنية و لم يصل في المرض لان ينام في المستشفى من قبل الا عندما انكسرت ساقة و هو في الثانوية و انكسرت يده مره ايضا انه احمق و شقي لكنه قوي .. و لم يستسلم للمرض .ز حتى أنه يرفض الذهاب إلى الطبيب "
ابتسمت جينفير لسماعها شيء عن حياة جونيور الغامضة فهو لا يحب ان يتكلم كثيرا عن حياته الشخصية و له اسبابه الخاصة
-" لا اعلم ماذا جرى له يا سيدي فقد كانا معا بالامس نتعشى و نلعب الورق .. كا بكل قواه البدنية و العقلية "
-" سأذهب لاتكلم مع الدكتور لأسأل عن حالته عن اذنكم "
قبل ان يخرج فتح جونيور عينيه ثم اغلقهما ثم فتحهما فجأة و كانه رأى شبح امامه و حاول أن يستقيم بجلسته لكن ليو دفعه للخلف و هو يبتسم
" لا تتحرك "
-" ابي ؟!"
قال بصوت خافت و مدهوش
-" اه يا جونيور لقد اشتقت لك يا بني ماذا جرى لك؟"
اقترب منه و اخذ يربت على رأسه و يمسح عليه
-" ابي اين انا ؟ "
و اخذ يتلتفت في الحجرة .. رأى الكسندرا و جين فسألهما
-" لم اشعر بالبرد و دوار "
-" انت في المستشفى لقد اغمي عليك و احضرتك جين و الكسندرا الى هنا "
التفتت ليو إلى الفتاتين و ابتسم لها بامتنان لاهتمامهما بابنه .. لكن جونيور بدا غير طبيعي و ساله
-" و كيف عرفت انت ؟ و متى اتيت ؟ و كم يوم اغمي علي ؟"
رفع نفسه و جلس على الفراش مسند ظهره على الوسادة
-" لقد اتصلت عليك مرارا لكنك لم تجب على أي من اتصالاتي ..شعرت بوجود شيء خاطيء و ان مكروه اصابك فقررت ان اتي الى هنا ..حجز لي سام اول طائرة تقلع اليوم و اتيت "
-" شكرا ابي لوجودك فانا مشتاق لك و اريد ان اريك كل شيء "
نسي جونيور بان في المستشفى و بدا هزيلا و متعبا
-" و انا يضا مشتاق لك ياعزيزي "
طرأت فيرو على باله فسأل والده
-" كيف حال الشباب ؟ و فيرو و جولي وآلي "
-" الجميع بخير و يسألون عنك و قال لي جاك بانه سيأتي و اليكس لزيارتك قريبا "
-" خبر جيد .فأنا متشوق لرؤيتهما "
ظلا يتحدثان عن الستة الاشهر الفائتة و المستجداتت .. اخبره عن علاقة جاك و جولي و كذلك اليكس و آلي .ز فأخبره بأن جاك قال له عن كل شيء إلا عن علاقة فيرو بمارك الامر الذي جعله يستاء و يتضايق لكنه ظل ساكتا دون ان يعلق على امر فيرو فهي لم تخصه .. و لم يحدث بينهما شيء غير قبلتين و هذا لا يعني شيء كما يبدو بالنسبة لفيرو .. كان يتدثان عن كل شيء حتى دخلت الممرضة تقاطعهما و تخبرها بان وقت الزيارة انتهى
-" انا اسف يا بني يجب ان اذهب هلا اعطيتني مفتاح شقتك "
-" بالطبع انه هناك فوق الجاكيت اذهب و ارتاح يا ابي و ساكون بخير "
-" سأفعل الى اللقاء في الغد "
استدار ليو ليخرج لكن يد جونيور أوقفته التفتت لينظر إلى عينيه و ليته لم يفعل ليرى هذا الانكسار و الضعف .. شعر بانه يائس و ليس بيده شيء يفعله من أجل أبنه و لو استطاع أن يمنحه صحته و بدنه لفعل ..قال بنبرة آلمت قلب والده أكثر من نظراته
- " أبي .. شكرا لك "
اختنق صوت ليوم و لم يتسطيع أن يجيب ابنه .. أحس بغصه كادت أن تنفجر لكنه تحلى بالصبر و نظر إلى ابنه يإيماءه ثم استدار ليخرجة ..
استقل تاكسي إلى شقة جونيور .. صعد بالمصعد ثم توقف عند مدخل الباب .. فتحه بهدوء و أنار الاضواء .. اخذ يتمشى فيها و هو يبتسم لما يراه .. ان ابنه يعرف كيفية تأثيثه .. له ذوق رائع في اختيار الالوان و الاثاث البسيط و هو الشيء الذي لا يتشارك فيه مع والده ..دخل الغرفة فوجد على المنضدة القريبة من الفراش اطار يحمل صورة ليو مع زوجته السابقة والدة جونيور حمل الاطار و نظر الى وجه زوجته السابقة فتسارعت الدموع تتجمع في مقلتيه
-" اه يا ليزا عزيزتي كم انا مشتاق اليك .. لاتقلقي على ابننا جونيور فقد غدا رجلا يتحمل المسؤولية و سيصبح مهندس عما قريب و سيدير شركاتي واضمن لك يا ليز بانه سيكون بخير .. شكرا لك حبيبتي انجابك إياه فهو ما تبقى منك و سأحافظ عليه .. كل ما انظر إلى عينيه و كأنني أراك من خلالها ..انا لم انساك و لن انساك ابدا .. تصبحين على خير و شكرا لك يا حبيبتي مرة أخرى لانجابك جونيور و حسن تربيته ليكون سندا لي ..شكرا جزيلا "
وضع الاطار مكانه ثم استلقى على وسادة ابنه و غط في نوم عميق..

kokowa 02-07-08 02:00 AM


7


في اليوم التالي دخل ليو مكتب مكتب الدكتور الذي يعالج جونيور ليساله عن حال ابنه أخبره بان ابنه أول مرة ينام فيها بالمستشفى و أن ذلك ليس من المعتاد ..
- " اخبرني يا دكتور هل من المعقول ذلك ؟!"
كان يتساءل عن سبب مكوث ابنه في المستشفى ليومين ؟ و هو لا يعاني إلى من حمى و قد يستطيع أن يرتاح في المنزل لكن الذي جعله يرتاب من الامر هو الاشعة التي تأخذ لابنه باستمرار و أن جونيور مخدر طوال الاربعة و عشرين ساعة فهذا ليس من الطبيعي برأي ليو..
بدا صوت الدكتور هادئا و واثقا و حاول أن يكون مطمئنا أكثر .. تنحنح قبل أن يتحدث
-" يا سيد غارسيس ديلفاني .. سأكون صادقا معك و أخبرك بالحقيقة .. لقد قمنا باجراء أشعة مقطعية لابنك بعد أن رأينا من خلال الفحص وجود ورم و قد أكدت لنا الاشعة ذلك .. لكن لا تقلق ان ابنك مصاب بورم صغير في الرأس حديث النمو أي لم تظهر له ألياف بعد ..و لذلك كان يشعر بدوار و الحمى التي لا تفارقه .. سنقوم باستئصاله فورا و كلما اسرعنا كان افضل له "


و كأن صاعقة ضربته بقى متجمدا و مصدوما .. وقف الدكتور و اقترب منه ربت على كتفه و ابتسامه صغيرة رسمها على شفتيه
- " سيد ليو .. ستكون الامور على ما يرام .. صدقني "
عندما استدرك الامر و الكلام الذي قاله الدكتور بدأ يصرخ بدهشة
-" كيف يحدث هذا ؟؟ ان ابني شاب ... شاب قوي و ذو صحة جيدة كيف يحدث له ذلك؟؟ يا الهي لا استطيع ان افقده لا استطيع "

-" لا تقلق يا سيدي ان نجاح هذه العملية مضمون و لن ينتشر الورم في رأسه لانه كما قلت لك حديث النمو أي يسهل السيطرة عليه لانه صغير و ليس له الياف ليتشعب و ينتشر بالجسم كله و لن يحتاج إلى علاج كيميائي يا سيد فاهدأو اطمأن لن تفقد ابنك يا سيد غارسيس ديلفالي سأبذل ما في وسعي "

أثر كلام الدكتور الواثق على نفسية ليو فهدأ قليلا
-" و كم سيبقى هنا بعد اجراء العملية ؟"
-" اسبوع بالكثير "
-" و متى ستقوم باجراء العملية له ؟"
-" غدا صباحا"
-" هل يعلم عن الامر ؟!"
-" لا .. سأخبره بنفسي بعد قليل"


وضع يده على رأسه فالصدمة لم يختفي مفعولها بعد
-" يا الهي "




عاد إلى شقة دون أن يمر على جونيور فهو لا يريد أن يراه ابنه و قد خارقت قواه و منهار .. اتصل على مليسي ليخبرها بالخبر المجزع .. لم يستطيع أن يمنع دموعه من الانهمار ..
-" يا عزيزي سأتي لاقف بجانبك يا حبيبي "
-" لا يا مليسي ابقي حيث انت مع ابنتك ..انا بخير "
-" انك لست بخير انا اعرف من صوتك سآتي غدا تبدو متعبا يا عزيزي و لن اسمح ان يصيبك مكروه ارجوك اريد ان اكون بقربك سأتصل بسام كي يحجز لي اليوم مساءا و سأخبر فيرو لتنام عند جولي و آلي لا تقلق عليها .. اريد أن أكون بالقرب منك يا ليو"

تنهد و أجابها بسرعه فهو لا يريد أن يتجادل مع أحد و لي له خاطر بذلك
-" كما تريدين "

اغلقت مليسي الهاتف و ذهبت الى غرفة فيرو و الانزعاج باد على ملامحها.. راتها فيرو فسألأتها بقلق..
-" ماذا بك لم انت شاحبة ؟"

توترت فنزلت دمعه على خدها و هي تقول
-" اتصل ليو .."
و على الفور قاطعتها فيرو
" هل جونيور بخير ؟"
-" اتمنى ذلك "

بدأ قلبها يضرب بشدة فتكلمت بحده تستحث والدتها على الافصاح
-" ماذا به يا امي تكلمي ارجوك "
-" سيقوم بإجراء عملية له غدا صباحا لاستئصال ورم صغير حديث النمو في رأسه "

فتحت فمها و عينيها من الصدمة و لم تستطع ان تنطق بأي كلمة سوا
-" يا الهي "
وضعت يديها على فمها و ذهبت الى غرفتها و الدموع تتساقط كالشلال من عينيها قفلت باب .. القت بنفسها على الفراش و خبئت وجهها بالوسادة و ظلت تبكي حتى أغشاها النعاس و نامت حتى الصباح ..

سمعت طرق شديد على باب غرفتها أوقضها من النوم
-" فيرو افتحي الباب هل انت بخير؟"

كانت جولي تضرب على الباب بشدة


- " فيرو سأجن اين انت ما بك ؟"
فتحت الباب فيرو و القت بنفسها على جولي تحتضنها
-" هل انت بخير تبدين شاحبة و عينيك منتفخة هل كنت تبكين ارجوك اخبريني ؟"
-" اين امي الم تقل لك شيئا ؟"
-" لا انا لم أر امك لا اعتقد انها هنا فالمنزل لا يوجد به احد قولي لي انت "

جرتها داخل الحجرة و جلست على الفراش غطت وجهها بيدها و بكت احتضنتها جولي
" ما بك يا عزيتي ؟!"
-" انه جونيور "
-" ما به هيا تكلمي ؟"
قالت بعصبية و خوف
-" انه في المستشفى و سيقوم بإجراء عملية في رأسه لانه مصاب بورم "
-" انه مصاب بالسرطان ؟"
قالت في دهشة
-" نعم لكن الورم صغير و حديث النمو أي لم ينتشر بجسمه "
-" لا بأس اهدئي ان بعد اجراء العملية سيكون على أحسن حال و كما كان سابقا "
-" اتمنى ذلك من كل قلبي "
-" و انا ايضا يا عزيزتي لنصلي له "
-" سأنتظر قرب الهاتف فأنا أعرف بأن ليو سيتصل ليخبر امي "
ذهبت لتبحث عن امها في كل ارجاء المنزل لكنها لم تجدها بل وجدت ورقة من أمها معلقة على البراد :

( فيرو انا سأذهب الى نيويورك لاكون بالقرب من ليو
أنه يحتاج الي ..ارجو ان تكوني بخير ..لن اغيب طويلا ..اذهبي عند جولي و آلي الى ان أتي اقفلي ابواب المنزل جيدا و اهتمي بدراستك و لا تقلقي سأخبرك بكل شيء
ملاحظة: اسفة لاني ذهبت فجأة فأنا لم أشأ ان اوقظك
احبك )

حطت الطائرة في مطار نيويورك نزلت مليسي مسرعة لتحتضن زوجها الذي استقبلها شاحب الوجه و غيرحليق مسكت وجهه بين يديها و أمعنت النظر فيه
" هل انت بخير؟! متى أكلت اخر مرة؟"
ضحك بألم فلم يكن بمزاج يسمح له بان يضحك
- " لا عليك انا بخير هيا لنذهب بعد ساعتين سيدخل جونيور غرفة العمليات "
-" اريد ان اراه "

اصطحبها الى الشقة اولا لتضع اغراضها ثم اخذها بعد ذلك إلى المستشفى دخلت و رأت شاب ضعيف حليق الرأس يجلس على الفراش و على جسمه اجهزة معقدة يشبه الى حد ما جونيور الشاب قوي البنية ذو الشعر الرائع الكثيف .. رأته بشفقة عندما شاهدته يقرا كتاب بين يديه فرفع رأسه ليراها فاعتصر قلبها لرؤيتها نظرات الحزن و الالم في عينيه الزرقاء الجميلة البراقة التي اختفى وميضها ..ابتسم و لاول مرة يبتسم لها .. اغروقت عينياها بالدموع عندما سمعت صوته ينادي باسمها و كأن اشتاق لها
-" مليسي ؟!"
-" كيف حالك يا عزيزي ؟"
اقتربت منه ووضعت يديها على يديه و قبلت رأسه الحليق .. رغم ما به فهو وسيم جدا حت من غير شعر كثيف يغطي رأسه ..
ابتسم لها .. و مع ذلك لم يختفي الألم في عينينه
" كيف حالك انت و فيرو و باقي الفتيات ؟"
نظرت الى زوجها ثم اجابت
-" الجميع بخير و الكل قلق عليك "

دخل الدكتور قاطعا عليهم كلامهم
-" اسف لمقاطعتكم "
-" لا بأس "
قال ليو..
اقترب الدكتور من جونيور و كلمه بصوت هاديء و واثق
-" هل انت مستعد يا بني "
هز جونيور رأسه ايجابا
-" بالطبع خلصني يا دكتورمن ذلك المتطفل الغريب الذي في رأسي"
ضحك الدكتور فجونيور بدا شجاع جدا و قد تقبل الامر
-" انت ولد شجاع يا جونيور "

و بعد ساعتين اصبح جونيور مخدرا و مستلقي في غرفة العمليات و الاجهزة على جسمه و الاطباء ..الممرضات من حوله ..


بينما ليو متوترا يجول في الغرفة و يخرج الى الممر يمر قرب غرفة العمليات ينظر بين حين و اخرى من خلال النافذة الصغيرة ..
-" لقد تأخر مرت ساعتين على وجوده في غرفة العمليات "
-" اهدأ يا حبيبي .. ارجوك اجلس ..سيكون بخير "
-" لا استطيع ان اهدأ وابني بين الحياة و الموت لا استطيع "
-" يا الهي يا ليو لا تقل ذلك .. لن يموت ارجوك اجلس و لو قليلا "
جلس وارخى جسده و اسند رأسه .. عندما هدأ وقفت مليسي
-" سأتصل على فيرو هل ستكون على ما يرام اذ اتركت دقيقتين؟"
-" نعم ارجوك اذهبي واحضري لي فنجان من القهوه رأسي سينفجر "
ابتعدت عنه لتتصل على فيرونيكا ..التقطت الثانية السماعة من ثاني رنة و كأنها كانت منتظرة لهذه المكاملة
-" الو "
سمعت صوت والدتها و حاولت أن تستكشف الامر من خلال صوتها الذي ليس له ملامح
-" امي كيف حالك و ليو ؟ هل جونيور بخير؟"
-" انا بخير لكن ليو متعب جدا يحتاج الى النوم لكنه عنيد و لا يسمع لي أن اعصابه قد تلفت .. و جونيور المسكين مازال في غرفة العمليات انه شجاع و واثق من الدكتور و قد تقبل الموضوع بصدر رحب .. أتصدقين بأنه كان يضحك و ينكت مع الدكتور طول الطريق إلى حجرة العمليات .. "
" حقا ؟!"
" نعم و كأنه سيذهب ليشاهد فيلما كوميديا .. كان يلطف الجو و يشد من عزم والده .. لا أعرف من المريض فيهما .. لا تقلقي عليه يا ابنتي العزيزة سيكون بخير أنا متفائلة .."
" يا إلهي ارحتيني جدا يا امي "
" يا حبيبتي .ز ماذا عنك ؟ كيف حالك ؟
-" انا في شقة جولي و آلي و الشباب جاك و اليكس هنا ينتظرون اتصالك لتخبرينا عن جونيور ارجوك امي لا تتأخري في الاتصال حالما يخرج من غرفة العمليات لنرتاح اكثر و نطمأن عليه"
-" حسنا يا عزيزتي سأفعل لكن لا تقلقوا عليه فجونيور له رغبة بالحياة و التشافي ..حسنا يجب ان أذهب فليو ينتظر فنجان القهوة ..اتصل بك لاحقا "
-" الي اللقاء"
اغلقت السماعة و احضرت القهوة لزوجها رأته يتدث مع جنيفر و الكسندرا و ما ان وصلت حتى فتحت غرفة العمليات و اخرج منها جونيورالنائم.. تجمع الجميع حوله ينظرون اليه والى رأسه الملفوف بالشاش اقترب الاب من الدكتور ليسأله عن حال ابنه فأجابه الدكتور و ابتسامة انتصار على شفتيه .. ربت على ذراع ليو

-"أن لك أبن مكافح يا سيد ليو انه بخير و بعد ساعة سيفيق من تأثير المخدر ويستطيع ان يتكلم معكم كما السابق "
تنهد ليو بارتياح و لم يستطيع ان يسيطر على نفسه فبكى فرحا
اتصلت مليسي على ابنتها تطمئنها على جونيور و ما ان اغلقت فيرونيكا السماعة اخذت تبكي فيرو .. احتضنت جولي بقوة و بكت معها أيضا .. انفعل جاك و شعر بالخوف ما أن رأهما فصرخ فيهما قائلا و الهلع أصابه
-" هل جونيور بخير؟"
-" نعم نعم"
اجابت فيرو و الدموع تكاد تخنقها
-" الحمد لله "
جلس على الكرسي فلقد شدت أعصابه بما فيه الكفايه و يحتاج لان يسترخي قليلا أغمض عينيه ..

-" لنذهب و نحتفل بسلامة جونيور هيا يا جميلات "
قال اليكس بمرح و هو يجذب يد آلي

-" اذهبوا انتم انا اريد ان ارتاح و انام "
قالت فيرو و هي تمسح دموعها و قد بدا عليها التعب فهي لم تنم بالامس ..

-" لا سنذهب جميعا و بعد الاحتفال ارجعي و نامي اذا رفضتي طلبي سأضطر لان احملك على اكتافي هيا اذهبي و غيري ملابسك نحن نتظرك بالسيارة هيا "
قال أليكس مازحا


-" حسنا اذا.. بما اني لااستطيع ان اجاريك سأذهب لأبدل ملابسي.. اعطني عشرة دقائق "
-" خمسة "
و اشار بيده الى الساعة
-" حسنا خمسة "

ذهب الجميع الى مطعم مكسيكي شربوا و اكلوا و رقصوا حتى الفجر ثم رجع الجميع ليناموا مطمئنين البال إلا فيرو التي كانت تفكر بجونيور و كيف التقته و كيف كانت علاقتهما تشوبها الصراعات و المشاحنات و فكرت بتلك الليلة التي اخذها بين احضانه و قبلها بحنان ما زالت تشعر بقبلاته و لمساته على جسدها انها تحبه و ستحبه الى الابد..

kokowa 02-07-08 02:04 AM

8


مر اسبوع على اجراء العملية لجونيور الذي تحسن و رجعت صحته بأحسن ما يكون حمل حقيبته و لبس قبعة بيسبول ليغطي بها رأسه الذي كان يغطيه في السابق الشعر البني الرائع ..

خرج من المستشفى مع ابيه الذي اخذه الى شقته ما أن فتح الباب حتى وجد باقات الزهور و علب الشوكلاته تملأ المكان .. كان يبتسم و هو يقرأ البطاقات .. حتى مر على البطاقة ما قبل الاخيرة ليتوقف نبضة .. كانت الباقة من فيرونيكا و كتبت عليها بخط يدها الرائع :
( حمدا لله على سلامتك يا جونيور .. أتمنى لك الشفاء الدائم .. اعتني بنفسك و عد لاهلك سالما .. مع تحياتي .. فيرونيكا )
اعاد قراءة البطاقة أكثر من مرة .. يتخيلها هي التي تتكلم و تخبرة بتلك الكلمات العذبة و الرسمية جدا ..
قاطعه والده عن تخيلاته عندما أخبره بأنه يريد أن يأخذه إلى الغداء ..
-" هيا يا بني فانااتضور جوعا "
تبه إلى صوت والده فوضع بطاقة فيرو بين بقية البطاقات التي ارسلت له و أسرع جونيور خطواته و دخل الحمام ليغتسل و يحلق ذقنه و يغير ملابسه .. لبس قبعة تتماشى مع قميصه الابيض المقلم بالازرق و البني و البيج رافع اكمام قميصه الى كوعه و فاتح ازرار قميصه الثلاث الاولى مع بنطال بيج و حذاء بني كان وسيم و لا يأثر عدم وجود شعر في رأسه على وسامته و اناقته ..
اخذه والده الى مطعم قريب جدا من الجامعة ما ان دخل جونيور حتى وجد رفاقه و زملائه و زميلات الجامعة يصرخون بصوت واحد
" مرحبا بعودتك سالما"
- " الحمد لله على سلامتك يا جونيور لقد اشتقنا اليك "
القيت الشرائط و المفرقعات و البالونات عليه و هو يضحك مستمتع بهذا التجمع الغفير من الطلبة و الطالبات و الاساتذة و اصدقائة و اهمهم جنيفير و الكسندرا
ضم جننيفير و الكسندرا بقوة الى صدره و احاط كل واحدة بذراعه .. جين بالذراع اليسرى و الكسندرا باليمنى ..
" شكرا لكم جميعا شكرا "
قال بصوت عال فيسمعه المحتفلون به
" لولا دعواكم لي لما كنت هنا واقف معكم احتضن هاتان الجميلتان "
قبلته الفتاتان على خده في نفس الوقت فابتسم و غمز للشباب .. التقط له والده صورة .ز بعدها عزفت الموسيقى و أخذ كل واحد فتاة ليراقصها .. كان جونيور يراقص جين و الكسندرا التي بدات تبتعد شيئا فشيئا لتفسح المجال لصديقتها المغرمة الرقص معه
بعد الحفل الرائع رجع جونيور الى البيت مع ابيه .. بعد اجراء العملية عادت مليسي في اليوم التالي إلى لوس أجلوس ...
" ابي شكرا لك "
ضم اباه و اخذ يبكي بحرقة و الم
" جونيور.. جون ..عزيزي ..ارجوك ..كفى.. توقف "
و اخذ ليو يمسح دموع ابنه باصابعه و كأنه طفل في السابعة توقف جونيور عن البكاء و قال لوالده ..
" لقد زارتني امي في غرفة العمليات و مسكت بيدي و مسحت على رأسي تقول لي تشجع ان اباك في حاجة اليك ..آه يا ابي ..لم استطع ان اكلمها لاني كنت نائم .. أتمنى أن فعلت فأنا مشتاق لها .. مددت يدي لاذهب معها لكنها بدأت تتوارى عن نظري .. أردت أن اصرخ و أنادي عليها لكن صوتي لم يخرج .."
رآه الاب فضمه مرة اخرى الى صدره ثم اخذ ينظر اليه
" آه يا بني .. شكرا لله لانك عدت لي "
توقف جونوير عن البكاء و استعاد رباط جأشه .. و على الكنبة و هم جالسان يشاهدان التلفاز سأله ليو
" هل ستكون بخير اذا ذهبت غدا ؟"
" طبعا "
" هل انت متأكد ؟"
" بالطبع يا ابي .. سأعود لحياتي الطبيعية و للدراسة .. ساكون بخير .. صدقني .. عد إلى زوجتك .. و حمل سلامي للجميع بالاخص جاك و أليكس .."
" جيد اذا سأذهب لارتب حقيبتي و اذهب انت لترتاح و تنام "
" حسنا اذا اردت المساعدة .."
قاطعه مبتسما
" لا اريد منك سوى ان ترتاح "
" كما تريد "

في الصباح وصل ليو الى المنزل استقبلته مليس
ي بذراعيها فضمها و اخبرها عن الاحتفال الذي اقامه اصدقاء جونيور لخروجه من المستشفى و كيف تحسنت صحته وغدا كما كان في السابق شاب قوي ذو روح مرحه و انه سيبدأ اليوم بإكمال دراسته و حياته..
" خبر رائع يا حبيبي "
كانت فيرونيكا تستمع لحديثهما فدخلت و هي مبتسمة و سعيدة لما سمعته
" مرحبا "
احتضنها ليوناردو بذراعين مفتوحتين
" اهلا يا ابنتي الجميلة كيف حالك ؟"
" بخير .. ماذا عنك ؟ و جونيور؟"
" كما ترين يا عزيزتي لم أكن احسن من اليوم .. و جونيور أنه كالحصان .. آه ذكرتيني .. هذا لك"
أخرج من حقيبته مظروف ابيض و ناولها اياها .. استغربت عندما قلبت المظروف الذي لم يكتب عليه شيء ..
" شكرا لك ليو"
" على الرحب و السعة يا عزيزتي"
تركتهم يتغازلون و ابتعدت لتختلي بالمظروف الغريب الذي بين يديها .. فتحته و أخرجت منه بطاقة صفراء رسم عليها وجه ضاحك .. ابتسمت ما أن رأته .. فتحت البطاقة لتجد كلمات سوداء ( شكرا للورود إنها جميلة و عبق عبيرها أروع .. جونيور )
تجمعت الدموع في عينيها و كادت أن تنزل لولا دخول والدتها .. أسرعت بوضع البطاقة في المظروف الابيض و خرجت من المنزل ...

استيقظ جونيور و قام من فراشه بتكاسل ذهب الى المطبخ ليجد جينفير تجهز له الفطور
وقفت تنظر اليه و دقات قلبها تتسارع و هي تنظر اليه عاري الصدر مفتول العضلات لاول مرة .. كادت ان تفقد وعيها لسحره .. فتح عينيه مستغربا وجودها في المطبخ وقفا ينظران الى بعض لفترة ثم استوعبت جين ماذا يحدث بينهما فاشاحت بوجهها و اكملت تحضير الفطور بخجل و تكلمت دون ان تنظر اليه ..
"هيا يا جونيور ارتدي ثيابك و اغتسل لتأكل فانت تحتاج الى الطاقة هذا الصباح "
ظل واقفا يستوعب الشرارة التي كانت بينهم ثم دخل الغرفة و خرج لابسا قميص اخضر و جينز و قبعته بيسبول تغطي رأسه ..
" صباح الخير "
اجابته بابتسامة عريضة تشوبها الخجل
" صباح النور يا كسول "
اخذ خبزة و قضمها
" لقد فاجأتيني لكن شكرا لاحضارك الافطار "
اصطبغ اللون الاحمر على خديها عندما اخذ ينظر اليها بإعجاب و وقف بالقرب منها فضرب عطره الرجولي بأنفها ..
" انا في رسم الخدمة "
بعد الفطور مشى الاثنان الى الجامعة و بدأ جونيور يومه كما كان في السابق حتى وقت العصر ثم رجع الى الشقة ليرتاح فيخرج في المساء مع صديقتيه و غالبا مع جينيفير فقط ...
بدا الاثنان يتقاربان من بعضهما اكثر فاكثر.. اصبح جونيور يخبر جينفير بكل شيء و اصبحت جنيفير تعد له الافطار كل صباح.. بدا جونيور يرتاح لها.. و بدأت هي تغرم به لدرجة الجنون .. وكم طارت من الفرح ح
ين
دعاها مرة للخروج كصديقين حميمين الى العشاء في احدى المطاعم الفاخرة و بعد ذلك شاهدا مسرحية (" لايون كنغ )في بردواي ثم اخذها الى شقته ليشربا القهوة حتى منتصف الليل ..
" جونيور يجب ان اذهب فقد تاخر الوقت "
وقفت لتغادر لكن جونيور جرها من يديها لتجلس مرة اخرى
" لا تذهبي فمازال الليل بأوله .. بالاضافة إلى ان ليس لي نية بالبقاء لوحدي "
" لقد تأخر الوقت و سأذهب وحدي مشيا في هذا الليل"
" سأرافقك لاحقا هيا اجلسي الان "
جلست على حضنه و ابتسمت له
" كما تريد يا مولاي "
وضع يديه خلف ظهرها يقربها اليه ثم وضع شفتيه الناعمتين على شفتيها و قبلها قبله طويلة ثم قبلها على رقبتها اسندها على الكنبة و اكمل تقبيله فتفجرت المشاعر بينهما حتى ذابت في فمه و تلوت بين يديه و اصبحـت الاهات كالانغام العذبه على جسديهما...

استيقظت في الصباح و حملت ملابسها من الارض و مشت على اطراف اصابعها الى الحمام كي لا توقظه .. و غادرت الشقة ..
استقظ جونيور و تمطط على الفراش فلم يجدها قربه ذهب الى الحمام و بينما هو يستحم سمع رنين الهاتف اخذ المنشفة و لفها على خصره و ما ان خرج من الحمام ليرد عليه حتى توقف الرنين .. ألقى شتيمة عندما عاد إلى الحمام و خرج منه للمرة الثانية عندما سمع طرقا على الباب .. لف المنشفة مجددا على خصره .. فتح الباب ..وقف مصدوما و لم تتحرك عضلات وجهه و بقيت عيناه مسمرتين على المرأة ذو الشعر الاسود واقفة أمامه .. القت انيتا بنفسها عليه و اخذت تمسح قطرات الماء عن صدره ..
" جونيور.. حبيبي لقد اشتقت اليك لا اصدق ما اصابك لقد سمعت الخبر صدفة من جاك .. لقد انتظرت ان تنتهي الامتحانات حتى اتي لأزورك.. هل انت بخير ؟لم تقف و تنظر الي هكذا؟ انها مفاجاة اليس كذلك؟ "
تحسست عضلات صدره بيدها ثم قربت فمها لتقبله و هو مازال مصدوم ..
" الن تدعوني للدخول "
تنحى جانبا ليدعها تمر و تدخل دون ان ينطق بحرف
" شقة رائعة لطالما كان لك ذوق في كل شيء "
التفتت إليه ضمته
" لا سيما في الفتيات "
ثم قبلته على شفتيه مرة اخرى
استوعب جونيور وجود أنيتا في نيويورك و في شقته و على صدره .. ابعدها عنه بهدوء و دخل غرفته ليلبس وقف ينظر في المرآة ليجد أمامه رجل تعقدت حياته بما فيه الكفاية .. فكر بما حدث بينه و بين جينيفير في الامس .. ابتسم لتلك الخاطرة .. عندما طال بها الامر بالانتظار صاحت به فخرج من الغرفة و اتجه إلى حيث تقف .. كانت تتمشى بشقته الواسعة و تنظر من خلال النافذة على المارة و الشوارع .. اقترب منها و أدرك بأنه يجب أن يقول شيئا لانيتا التي نسي أمرها منذ فترة ..
" ماذا تحبي ان تشربي ؟"
" ماء بارد اذا سمحت "
اتجه إلى المطبخ و خرج ليجلس قربها و بيده كأس من الماء .. سألها بهدوء لشعوره بأنه من الاخلاق أن يتحدث مع ضيفته و صديقته التي لم يقطع علاقته بها حتى الان و التي نسي بامرها
" كيف حالك ؟"
رشفت من الماء ثم أجابته
" بخير "
اخذت تمرر يديها بين خصلات شعره القصير الذي نبت قليلا خلال الاسابيع الماضية و أعجبها كثيرا ..
" كيف هي الدراسة ؟" سألها
" جيدة , ماذا عنك ؟"
" ممتازة "
" يا الهي لقد نسيت حقيبة ملابسي عند الباب هل تستطيع ان تحضرها "
" أي باب ؟"
سألأها مستغربا و قد طرأت فكرة بقاءها معه برأسه فأرعبته .. دهشت من سؤاله
" باب شقتك بالطبع .. ما بك؟ و ارجوك ضعها في الغرفة التي سأنام فيها "
" هل ستنامين هنا ؟"
توسعت حدقة عينيه فهذا ما خشيه
" هل تريدني ان انام في فندق يا جونيور انها فرصة ان نكون وحدنا لثلاثة ايام "
انزلت شفتها السفلى مصطنعة الحزن و الدلع
" ثلاثة ايام ؟ وحدنا ؟ جيد "
قالها باضطراب و خيبة امل ثم ذهب لاحضار حقيبتها و وضعها في غرفة نومه .. كانت يتحدث مع نفسه و بأن في ورطة من نوع مختلف .. قرر أن يترك الموضوع للقدر و يتصرف حسب الموقف برأيه لذلك قال لها
" هيا دعيني اريك المنطقة "
سعدت لاقتراحه فوقفت لتشبك يديه بيديها ..

بعد يوم طويل قضياه في شوارع نيويورك و مطاعمها رجع الشقة فالقت انيتا نفسها على فراش جونيور ..
" اه لقد تعبت و استمتعت بوقتي معك كالايام السابقة عندما نخرج مع و نستمتع بوقتنا ثم نرجع الى بيتي فنستمتع اكثر هنا "
و اخذت تمسح على الفراش بطريقة تحثه ان ياتي و يلقي بجسده عليها لكنه وقف ينظر اليها كالمعتوه دون حركة .. حسنا اذا هو لم يفهم ما تقصده خلف كلامتها .. لذلك تركت الفراش و اقتربت منه و تعلقت برقبته و قبلته بحرارة .. ابعدها عنه بجفاء و فتح الدرج ليخرج منها شورت قصير و بلوزة للنوم ..
" انا سأنام بالصالة خذي راحتك "
وقفت تنظر إليه و هو يخرج من الغرفة دون أن يستدير ليلقي بنظرة عليها فشعرت بخيبة الامل و الضيق و الغضب ..
تمدد على الكنبة واضعا رأسه على الوسادة و تغطى بلحاف .. أحس بوجود شخص يحدق فيه ففتح عينيه ليرى انيتا واقفة تستعرض قميص نومها الاسود الشبه شفاف امامه .. تخصرت عندما رأت التوتر في عينيه و شعرت بسرور لانها لا تزال تملك القدرة على اغراءه ..
" ما رأيك ؟"
تحشرج صوته فقال و هو يتنحنح
" را..را..ئع .. رائع "
حاوطت رقبته و همست بصوت مثير
" اعرف يا جونيور بانه دائما مرحب بك و انك تستطيع ان تنام معي بالغرفة و .."
أبعد يديها عن رقبته و استقام ليقف بعيد عن الكنبة مقاطعا كلامها و إغراءها له
" ارجوك انيتا اريد ان انام يجب ان استيقظ غدا باكرا لاذهب الى الجامعة.. لدي يوم طويل "
إنزعجت لجفاف تصرفه معها و قسوته جارحا بذلك أنوثتها فقالت له بعصبية
" حسنا حسنا كما تريد .. أنت الخاسر .. تصبح على خير يا جونيور"
اسرعت خطاها إلى الغرفة و اغلقت الباب خلفها بقوة فتذمر جونيور ووضع رأسه و فكر بالمصيبة التي حلت به فقلبه تسكنه فتاة تدعى فيرونيكا و عقله تسكنه فتاة اخرى تدعى جينفير و تسكن غرفته فتاة تدعى انيتا!!! كيف حدث له ذلك و كيف يتستطيع ان يخلص نفسه من هذه الورطة....؟
\
فتح عينيه بالصباح على صوت احد يحاول ان يفتح باب شقته فتذكر انه وضع المفتاح في القفل كي لا تضع
جينيفير
مفتاحها لتجهز له الفطور كما تفعل كل يوم بعد خروجه من المستشفى الشهر الماضي .. فتنفجر غضبا عندما ترى انيتا نائمة بفراشه بلباس نومها الشفاف .. فهما على علاقة جيدة و لا يريد ان يخسر جنيفير لمجرد رؤيتها لصديقته القديمة التي لم ينفصل عنها بعد .. قفز من الكنبة التي نام عليها و فتح الباب رأته عاري الصدر فاقتربت منه تقبله و تدفعه للداخل لكنه خرج و اغلق الباب خلفه و هو مازال يلصق شفتيه على شفتيها و يحشرها بين جسده و الحائط و يقبلها بإثارة و عنف مثير
" ماذا يجري ؟"
استغربت تصرفه فدفعته و سألته بعد ان اغلق الباب
" لا شيء.. لا شيء "
اجاب بتوتر و حاول تقبيلها من جديد لكنها أبعدته و باستنكار سألته
" اذا.. لم لا تدعني ادخل ؟"
" لاني كنت انظف الشقة بالامس فنمت و لم اكمل التنظيف اعني ان الاشياء مبعثرة على الارض و الطاولات و.."
"جيد .. هيا سأساعد في تنظ..."
تلعثم و أجابها و هو يمسح على كتفها مع ابتسامة مضطربة
" لا ..انا .. ما .. ما رأيك ان تذهبي الى شقتك و تجهزي الفطور .. او ما رأيك ان نخرج لنتفطر في المقهى القريب من الجامعة ؟"
نظرت إليه في ريبة و شك .. فتصرفاته غريبة هذا الصباح .. أومأت برأسها
" حسنا.. كما تريد .. سأنتظرك في غرفة الجلوس ريثما ترتدي ثيابك "
" لا اذهبي و احجزي لنا طاولة و سألحق بك في غضون عشرة دقائق "
حركت يدها بالهواء بانزعاج و قالت
" حسنا .."
اجابته و هي تشك بشيء ما عندما راته يمسح جبهته المتعرقة
" هل حقا انت بخير ؟"
" نعم نعم انا بخير هيا اذهبي بسرعة و كما قلت لك سالحق بك لن اتأخر "
قبلها بسرعة و دخل و لم ينتظرها تغادر .. ظلت واقفة في مكانها تحاول تفسير تصرفاته الغريبة ..

ذهب الى المطعم القريب و جلس على الطاولة اخذ لائحة الطعام و طلب كروا سون بالجبن مع كابتشينو اخذت جين تنظر اليه شاكة بشيء يجعله متوترا حتى و هو يأكل .. نظر اليها رافعا احدى حاجبيه و هو يبتسم
"ماذا ؟ لم تنظرين الي بهذا الشكل؟ هل تفكرين بالليلة الماضية ؟ "
انزلت رأسها خجلا فضحك و قضم الكرواسون
" لا يا ....."
سكتت لتجمع الكلمات المتبعثرة في رأسها فقال عنها مازحا
" يا ... وسيم يا ... ماذا بك يا جين ؟"
ضحكت بسخرية .. ماذا بك ؟؟ بل ماذا بك أنت .. ارادت أن تنطق بتلك الكلمات لكنها لم تخرج على لسانها ..
" اني افكر فيك هذا الصباح لقد كنت مضطرب و متوتر ماذا يجري هل تخبيء شيء ما عني يا جونيور ؟ "
" لا ابدا لا "
بلع ريقه الذي جف ثم رشف من الكابتشينو ليرطب حنجرته .. أشار على طعامها الذي لم تلمس منه شيئا ...يحاول أن يغير الموضوع و يشتت شكوكها .. فقال لها آمرا بلطف
" اكملي طعامك لنذهب.. هيا "
خرجا ليلتقيا بالكسندرا في الطريق الى الجامعة جلسوا في الصف الاول من المدرج و استمعوا الى الاستاذ و المحاضرة المملة التي لم يستمع جونيور منها شيئا فقد كان يفكر بطريقة يخلص نفسه بها من الورطة التي وقع فيها ..

" اليوم هو اخر يوم لكما في هذا الفصل الدراسي و بعد اسبوع من الراحة سنبدأ الفصل الصيفي و انا من سيقوم بتدريس مادة الفيزياء اذا اردتم التسجيل لهذا المقرر .. تستطيعوا أن تنصرفوا اراكم لاحقا"
اوقظ الاستاذ بكلماته هذه جونيور من افكاره حمل كتبه و خرج مسرعا دون أن يلتفتت إلى جين و الكسندرا ..
" جونيور جونيور انتظر " نادته الكسندرا
" ماذا ؟!!"
توقف و استدار..
" انسيت ان اليوم سنذهب الى الاحتفال الذي يقيمه شارل في منزله "
" لا لم انسى ...اراكم لاحقا "
قال كلماته باختصار ثم مشى مسرعا لكن يد الكسندرا اوقفته
" لقد اتفقنا قبل الذهاب الى الحفل ان نتغدى معا نذهب.. جونيور ما بك ؟ لم أنت مستعجل ؟!"
" لا استطيع ان اتغدى معكم فيجب ان اكمل ..."
نظر الى جنيفير التي تحدق به .. فأسرع بإكمال كذبته
" اكمل تنظيف الشقة .. نعم .. يجب ان الحق لانتهي بسرعة كي استطيع ان اتي للحفلة "
" اتريد ان نساعدك ثم نذهب للغداء ؟"
اقترحت الكسندرا .. لكنها أجاب و هو يبتعد و يرجع إلى الخلف
" لا.. شكرا لعرضك .. الى اللقاء في المساء لا تنتظروني اذا تأخرت ارجوكم اذهبوا قبلي "
" كما تريد "
رفعت الكسندرا كتفيها بلا اكتراث
" ماذا به اليوم ؟"
سألت الكسندرا جين فأخبرتها الاخرى ما حدث في الصباح عندما ذهبت لتتفطر معه و أنه لم يدعوها للدخول بل تعذر بأمر تنظيف الشقة و انها لا تصدق عذره ..

اسرع جونيور و دخل شقته رأى انيتا تأكل في المطبخ بلباس النوم الشبه شفاف الذي أرتدته بالامس لتغريه .. كانت بالفعل مغرية بجسدها الرشيق و شعرها الاسود و بشرتها البيضاء وقف ينظر اليها فاقتربت منه و الصقت جسدها شبه العاري بجسده و اخذت تقبله لتثيرة بينما فشلت بالامس فهي تستطيع أن تجعل أي رجل يذوب .. أدركت الوضع و تذكر ورطته فاوقفها و ابعدها عنه.. و سار في الاتجاه الاخر من المطبخ حتى لا ينظر إلى عينيها و خيبة الامل ..
" انيتا ... يجب ان تذهبي "
رفعت رأسها غير مصدقة ما يقول
" لم يجب علي ان اذهب ؟؟ جونيور لقد اتيت من لوس انجلوس من اجلك "
"أعرف ذلك لكنني .. "
سكت لبرهة فاقتربت منه و حاوطت رقبته بيدها .. إنها تستخدم سلاحها الانثوي ليتجاوب مع رغباتها .. تشجع بعد سكوته ليضيف
" انا اسف يا أنيتا لكني ..."
قاطعه صوت فتح الباب و دخلت منه الكسندرا مع جينيفير التي وقفت مصدومة من الفتاة شبه العارية التي تلتصق بجونيور دفع جونيور انيتا الى الخلف برفق.. ثم حاول أن يدنو من جين ليشرح لها الوضع لكن تلك خرجت من الشقة و الدموع تتساقط من عينيها..
" جينيفير انتظري ارجوك "
خرج خلفها لكنها كانت تركض مبتعدة و لم يستطع اللحاق بها اراد ان يدخل الشقة لكنه رأى الكسندرا تنظر اليه و كأنه مجرم متهم بقتل اوبسرقة
" يجب ان تفهميني ارجوك الكسندرا دعيني اشرح لك "
قال لها متوسلا فتجاهلته و خرجت دون اكتراث وقف ينظر الى انيتا الذي احمر وجهها من الغيظ و كانت تنفخ بقوة ..
" من التي ..؟"
أجابها قبل أن تكمل سؤالها و الضيق مسيطر على ملامحه
" انهما صديقتاي جنيفير و الكسندرا "
تخصرت و هي تثكله بالاسألة
" هل هناك علاقة بينكما ؟"
دون أن ينظر إليها و من غير أن يشعر بالندم أجابها واثقا
" نعم "
زاد جوابه المختصر الواثق غضبها فصرخت به بصوت عال
" يا الهي جونيور هل نسيتني ؟! انك لم تقطع علاقتك بي ... هل كنت تعتقد بذهابك الى نيويورك ان علاقتنا انتهت ؟؟ الم تعد تحبني؟؟ ماذا عني يا جونيور ؟؟ "
القت عليه الاسئله بعصبية.. تكلم بهدوء على الرغم من عصبيتها
" انيتا انا و انت لم ... اعني لم يكن هناك علاقة بيننا انت من اعتقدت ذلك انا كنت اعتبرك مجرد صديقة "
ضربت صدره بقوة
" صديقة اقمت علاقة معها و عاشرتها اكثر من مرة "
أوقفها ممسكا يديها بقوة
" انت اردت ذلك و انا كنت احتاج الى امرأة ت..."
جذبت معصمها من قبضته و صرخت بشتائم ..
" يا لك من اخرق و وقح و ..."
سارت مبتعدة عنه و دخلت الغرفة ..و حملت حقائبها و ارتدت جاكيت طويل فوق قميص النوم ثم خرجت من الشقة لم يوقفها لكنه خرج خلفها راكضا ليذهب الى جينيفير..
" أين هي يا الكسندرا ؟ "
أشارت بأنها في حجرتها دون أن تسمعه صوتها
فتح باب غرفتها و رأها تبكي بحرقة
" اخرج اخرج لا اريد ان اراك "
قالت جنيفير بصوت عال.. فاقترب منها و مسك كتفيها بيديه
" لا..يا جينيفير .لن اخرج اريد ان افهمك الوضع واخبرك بالحقيقة "
صمت أذنيها بيدها و صرخت و عينيها مغمضتين
" لا اريد ان اسمعك.. لا اريد لا اريد "
دارت عينها في الغرفة فرأى ألكسندرا جالسة على الفراش تنظر إليهما ..
" ارجوك الكسندرا امنحينا عشرة دقائق "
" لا الكسندرا ابقي هنا "
تعلقت جنيفير بيد الكسندرا كي لا تخرج لكن جونيور نظر الى الكسندرا فخرجت جلس على الارض قبالها يمسح دموعها بأصابعة فارجعت رأسها الى الخلف كي لا يلمسها.. تكلم بهدوء رغم انفعالها..
" اتذكرين عندما سألتيني هل لدي صديقة فأجبتك نعم لكني لا احبها ؟"
هزت رأسها ايجابا
" انها هي التي رأيتها اليوم في شقتي اسمها انيتا كانت صديقتي عندما كنت في الثانوية لكنني لم احبها يوما .. تستطيع أن تقولي بأنها كانت صديقتي مؤقتا حتى اجد فتاة تسكن قلبي و عندما اتيت الى هنا وجدتك انت الفتاة الجميلة الانيقية .. جين يا حبيبتي لقد ساعدتيني من اول يوم قابلتك فيه و لم استطع ان ارد لك معروفك فكل ما استطيع ان اقدمه لك هو اخلاصي لصداقتنا وهذا قليل بالنسبة لك و لو بيدي لاعطيتك روحي وقلبي و كل شيء تريدينه جيني عزيزتي انا لا اريد ان اجرحك لكن يوما ما سأترك هذه المدينة و ارجع الى اهلي في لوس انجلوس و انت سترجعين الى ديارك و لن نتقابل ثانية فارجوك لا تتعلقي بي فانا لا استحقك .. و آسف أن كنت لعبت بمشاعرك و لكن ليس بسوء نية .. جيني قلبي ليس خاليا .. لقد اعتقد بأني قد أقع بحبك لكنني لم اقدر ..ارجوك افهميني "


توقف دموعها عن الانهمار .. رات حبا متدفقا يخرج من عينيه حب قرأت عنه في الروايات حب كحب روميو و جوليت .. لكن هذا الحب ليس لها .. و ليس لانيتا .. انه لاخرى مجهولة .. لم يتحدث عنها .. شعرت برغبة قوية جعلتها تتعلق برقبته و قبلته طويلا ثم ابعدته عنها بسبب الألم الذي سببه لها دون قصد .. دخلت الحمام تبكي فكل ما حدث هو خطأها لأنها أحبته منذ أول وهلة .. بقي في حجرتها ينتظرها طويلا و عندما لم تخرج فكر بأن يعطيها مجال لتريح بالها و تهدأ أعصابها .. خرج و رجع الى شقته يفكر باليوم الطويل و لم يذهب الى حفلة شارل لانه لم يكن بمزاج يسمح له بالاحتفال .. و كذلك فعلت جين و الكسندرا ..


kokowa 02-07-08 02:06 AM


-9

- " هيا يا فيرو سنتأخر على الطائرة ... ان لندن تنتظرنا "
كانت تنزل الدرج بسرعة و هي تحمل حقيبتها اليدوية و شعرها الاشقر يتطاير مع قفزاتها الصغيرة
- " حسنا حسنا يا عجولة انا قادمة لا داعي لان تعجليني "
- " اسرعي فجاك بالسيارة ينتظرنا هو من سيقلنا الى المطار "
بدأ فصل الصيف حيث يسافر اغلب الطلاب فقد ققرت الفتيات ان تقضين فصل الصيف في لندن مع عائلتهما بينما سيذهب الشباب الى نيويورك ليقضوا الصيف عند جونيور
- " دعيه ينتظر"
- " لا اريد ان اجعل حبيبي ينتظر لاننا سنتضطر لان نسقي النبتة التي نبتت على رأسه "
ضحكت جولي و فيرو و هما تخرجان من الباب الرئيسي .. ودعت والدتها و ليو و خرجت لتركب السيارة صاحت جولي بمرح
- " هيا يا حبيبي انطلق فانا لا اريد ان اتأخر على لندن لندن لندن "
انطلق جاك بالسيارة و ركنها عند باب المطار وضع اغراض الفتيات بالعربة و دفعها الى الداخل حتى مكان ختم الجوازات وقف جاك و اليكس يودعان الفتيات
- " ساشتاق لك يا حبيبي "
ضمت الي اليكس و قبلته .. شعرت جولي بالغيرة فالقت بنفسها على جاك تقبله بدورها
- " و انا ايضا سأشتاق لك يا جاكي "
- " و انا اكثر يا حبيبتي "
وقفت فيرو تنظر الى العشاق يتغزلون ببعض .. فطرأ جونيور على بالها و قبلته اللذيذة التي لا تزال تحس بها .. جذبت آلي و جولي من يدهما و ودعت جاك و أليكس
- " هيا اسرعن .. جاك .. اليكس .. اعتنيا بجونيور "
ابتسم لها أليكس و لوح بيده
- " لا تقلقي عليه .. الى اللقاء يا فيرو "
- " الى اللقاء يا شباب "
ركضت الفتيات لتلحقن بالطائرة و ما ان دخلن حتى اعلن الكابتن الاقلاع جلست الفتيات في مقعدهن كانت فيرو تشعر بتوتر فامسكت آلي يدها تهدأها اخذت تنظر الى ابتعاد الطائرة عن لوس انجلوس و اختفاء الاضواء تدريجيا مرت سبع ساعات و هن بالطائرة نظرت الى النافذة و رأت اضواء لندن تتلألأ .. و من الطبيعي أن تتساقط الدموع فهي لم تر لندن منذ سنوات ..
بعد مرور نصف ساعة كانت فيرو تقف تبحث عن والدها الذي ركض ناحيتها يحتضنها فدفنت رأسها بصدره و تركت دموعها تنزل عليه
- " ابي لقد اشتقت اليك "
- " و انا كذلك ... كيف حالكن يا فتيات "
- " بخير "
اجابت جولي و حملت حقيبتها و ركبت السيارة في المقعد الخلفي بينما جلست فيرو بالمقعد الامامي بالقرب من والدها الذي كان يلتفت بين حين و اخرى يبتسم لابنته كان تنظر الى ابيها تنتظر الى ملامح وجهه الصارمة التي بدأت تخف حدتها .. لقد تغير عن اخر مرة رأته.. ففي كل مرة تقابله يتغير و يكبر اكثر فهي لم تر والدها منذ خمس سنوات لانه يعيش في جنوب افريقيا مع زوجته و ابنائه بعد طلاقه من والدة فيرو.. و كانت هي تجتمع بوالدها مرة كل خمس سنوات يقضي ثلاثة اشهر معها في بيت والديه في لندن حيث تجتمع العائلة كلها هناك في المنزل الكبير.. اوقف السيارة امام المنزل الكبير ..نزلت فيرو مسرعة تلقي بنفسها في احضان جدها العجوز..
- "جدي .. جدي.. لقد اشتقت اليك كثيرا "
- " و انا ايضا يا صغيرتي فيرو العزيزة كيف حالك يا حبيبتي ؟"
مسحت أثر أحمر الشفاة عن جبينه الابيض اللامع
- " بخير يا جدي .. ماذا عنك ؟؟"
- " مازلت على قيد الحياة كما ترين "
ضحك الجميع لتعليق الجد ذو الشخصية المرحة فهو رغم كبر سنه لم يصيبه الخرف أو العجز بل يمارس حياته طبيعية و سعيدة .. ارتدى نظارته الطبية ليراها بوضوح أكثر .. خلل أصابعه الطويلة الضعيفة بشعرها الاشقر
- " لقد اصبحت امرأة رائعة الجمال "
ابتسمت خجلا و أسندت رأسها على صدر جدها عندما اقتربت جدتها و قبلتها .. قائلة
- " كم رجل اوقعتيه في شباكك ؟"
رفعت رأسها عن صدر جدها لتحتضن جدتها البشوشة الوجه و صاحبة الشعر الاحمر الشهير الذي يتناسب مع وجنتاها الحمراء الممتلأتان ..
- " صفر "
ضكت تخبيء الحزن الذي شعرت به و نظرت ناحية جولي التي ابتسمت لها بشفقة فهي تحب جونيور بل تعشقه لكنها لا تعتقد بانه وقع في حبها ....



في اليوم التالي كان جونيور يقف في مطار ( جون اف كنيدي ) في نيويورك ينتظر الشباب
الذين لم يرهما منذ سنة تقريبا خرج جاك من البوابة و اتجه ناحية جونيور يضمه و يمسح على شعره و هو يضحك
- " يا رجل لقد نبت شعرك "
ضحك جونيور لتعليق صديقه المهضوم
- " و هل تقصد بذلك انك لم ترني منذ مدة و انك مشتاق لي ؟"
اقترب اليكس و ضمه و قال لجونيور
- " نعم هذا ما قصده جاك فلا تهتم لتعليقه .. بالاضافة أن الشعر القصير يليق بك كثيرا "
" هل هذا صحيح .."
" بالطبع .. لا ترتدي القبعة "
" حسنا لقد رفعت من معنوياتي يا أليكس .."

فتح جاك باب الشقة و صفر معلقا
- " انها رائعة و واسعة أيضا ..هل تقيم حفلات هنا يا جونيور؟!"
- " لا ابدا.. بل تستطيع أن تقول بأني احضر الفتيات إلى هنا ا "
فتح جاك عينيه باتساع فجونيور ليس من عاداته أن يرافق أكثر من فتاة واحدة و الان يقول فتيات ..
- " لابد انك تمزح "
هز رأسه نفيا و قال بثقة
- " لا ابدا .. إنها الحقيقة"
اراد جاك أن يعلق لكن جونيور تكلم عنه ..
- " ضعوا اغراضكم هنا و دعوني اخذكم في جولة بالمدينة و اريكم الجامعة التي ادرس بها "
وافقه أليكس و هو يضع حقائبه على الارض
- " حسنا هيا "
خرج الشباب و تجولوا في المدينة حتى منتصف الليل شاهدوا جمال مدينة نيويورك بمبانيها الشاهقة و ناطاحات السحاب .. أخذهم في جولة على متن القارب و رأوا برج الحرية عن قرب .. و بعد ذلك التجوال اللطيف ذهبوا الى احدى البارات و رقصوا حتى اوجه الفجر


و في الساعى الثانية عشر ظهرا كان الشبان لا يزالوا نائمين .. حتى كان جاك أول المستيقظين .كان نائما على الكنبة في عرفة الجلوس .. وقف ليذهب إلى الحمام و هو يتمايل بمشيته و يفرك عينيه أثر النعاس سمع صوت حركة و صوتي أنثوي صادر من المطبخ اقترب ليلقي نظرة خاطفة فرأى فتاتان تعدان الفطور .. استغرب و لم يجعلهما تنتبهان لوجوده .. أسرع إلى لايقاظ أليكس .. و همس حتى لا تسمعه الفتاتان

- "أليكس .. استيقظ يا اليكس انظر.. ان جونيور صادق في كلامه "
فتح الاخر عينيه بتثاقل و هو مستغرب من جاك و كلامه
- " ماذا تقصد ؟"
- " اعني ما قاله بالامس .."
تثاءب أليكس و دفع جاك لا شعوريا بعيدا عنه ليكمل نومه
" أليكس يا غبي يوجد فتاتان هنا "
فتح عينيه باتساعهما و فجأة استقام بجلسته
- " اهذا صحيح ؟"
أومأ جاك برأسه و أشار على باب المطبخ الشبه مفتوح
- " انظر هناك في المطبخ "
وقف أليكس ليهرب إلى داخل الحجرة
- " يا الهي يجب ان اغير ملابس لا يمكن ان يروني بلباس النوم و شعري أشعث و عيناي ..."
لم يستطع أن يكمل جملته أو أن يهرب لان الكسندرا دخلت غرفة الجلوس و بيدها صينية وضعتها أمامهم .. وقف الاثنان مذهولين كالصنمين .. فابتسمت لهما و قالت
- " مساء الخير يا شباب "

اضطرب اليكس و شعر بالاحراج لوقوفه أمام فتاة جميلة جدا جدا بشورت النوم فقط .. بلع ريقه قبل أن يجيبها


- " اهلا ... اهلا "
و بعد ذلك خرجت فتاة أخرى بيضاء و جميلة أيضا .. فتكلمت الفتاة السمراء مشيرة إلى صديقتها
- " انا الكسندرا و هذه صديقتي جينيفر نحن اصدقاء جونيور "

مد يده يصافحها و ابتسم ثم أسرع لدخول الغرفة التي ينام بها جونيور حتى يغير ملابسه و ينضم الى الفتيات الجميلات ...
جلس جاك و أليكس على المائدة يتناولن الفطور المتأخر الذي أعدته جين و الكسندرا و يتحدثون عن بعض بعد التعارف عندما خرج جونيور من غرفته كان مبتسما و سعيدا بوجود أصدقائه حوله
- " ارى انكم تعرفتم على بعض .. لقد وفرتم علي جهد .. "
- " اهلا جونيور مساء الخير يا رجل "
قال جاك و هو يأكل العجة الشهية التي أعدتها جين

- " اين سنذهب اليوم مع الفتاتان الجميلتان "
انضم إليهم على المائدة ..
- " لا اعرف انت اختار المكان الذي تود ذهابه يا اليكس "
- " الى البار اريد ان ارقص "

قالها و هو يؤدي حركة دائرية بديه و يرقص بلا أنغام ..أضحك الجميع ..
قضوا الليل في الباراستمتعوا بوجودهم في نيويورك و لم يبقى مكان واحد في نيويورك لم يقومةا بزيارته ..
" أريد أن آخذ هذه لجولي و واحدة لي"
كان جاك يحمل بيديه تي شيرت بيضاء كتب عليها ( أنا أحب أن واي ) اختصار لي نيويورك
" و انا كذلك "
قال أليكس .. قهقه جونيور و قال معلقا
-" بالطبع و ألا لن يصدقوكما بأنكما ذهبتما إلى نيويورك ذي بغ آبل "
ضحك جاك
" هذا صحيح يا هزلي "
مر أسبوعان فثلاثة ثم أربع كالبرق لم يشعر جونيور بها و تركه أصدقائه عائدين إلى لوس أنجلوس ..
و كذلك هي الحال .. مرت سنة فسنتين .. لاربع سنوات ياتي الشباب الى نيويورك في الصيف و تذهب الفتيات جولي و آلي و فيرونيكا ليقضوا الصيف في لندن عند اسرهم ...
حتى أتى اليوم الذي تخرجوا فيه ..
تخرج جاك من كلية الادارة وعمل كموظف اداري لاحدى الشركات المعروفة في لوس انجلوس..



بينما عملت جولي في احدى القطاعات التجارية و توطدت علاقتها اكثر بجاك و أصبحت أكثر جدية ..

اما بالنسبة لاليكس فهو اصبح محامي ناجح له سمعة قوية في كاليفورنيا و بالاخص لوس انجلوس..

اما الي فأصبحت مستشارة قانونية لاحدى البنوك المشهورة في لوس انجلوس ...
و الحياة بالنسبة لها و أليكس كالسمن على العسل .. و كأنهما خلقا لبعضهما .. فجاك و جولي و آلي و أليكس و جدوا توأم روحهم و شاركهم في التخصاصات و الاهتمامات و هذا سر نجاح العلاقات ..

فيرو تخرجت من كلية الاعلام وعملت كصحفية لسنة كاملة لكنها قررت ترك الصحافة و الاتجاه الى الاعمال الحرة فاشترت متجر قديم و قامت بتعديله و جعلته متجر للازياء تقوم هي بادارته و تصميم الملابس فيه كان للمتجر على وزن اسم عائلتها (دايمون) فاسمته ( دايموند) و لقد نجح المتجر بأقل من سنتين ... و أصبح له سمعة مشهورة في كل أنحاء البلاد حتى الذين في ولايات أخرى يأتون إلى لوس انجلوس من أجل المتجر .. و كانت تخطط لفتح متاجر أخرى في المستقبل حتى يتوسع نشاطاتها .. و كانت والدتها المساند الرسمي لها و نائب المدير ..

اماجونيور فهو لم يعد إلى لوس أنجلوس لانه قرر أن يكمل دراسة الماجستير و الدكتوراة في نفس الجامعة التي يرتادها و بقي له نصف سنة و يرجع الى دياره..
انتهت علاقته بجنيفير على الوئام و قررا ان يترسالان بالبريد الالكتروني كصديقين ..
و كما الحال بالنسبة لالكسندرا التي تعمل الان مدرسة لعلم الجغرافيا ....
و هكذا مرت السبع سنوات كالسبعة أيام ...

kokowa 02-07-08 02:07 AM

-10-كانت فيرو لاهية بإعطاء الارشادات الى العاملة الجديدة في المتجر عندما فتح الباب و دخل رجل طويل وسيم الذي قاطعها عن عملها عندما صاح بصوت مرح ..- " مرحبا يا جميلة "التفتت الى مصدر هذا الصوت المألوف و اسرعت لتحتضنه و قالت بصوت لا يغيب عنه الدهشة - " مارك ؟؟ "- " اهلا يا فيرو كيف الحال ؟"- " انا بخير .. يا الهي لقد اصبحت نحيلا جدا عن اخر مرة رأيتك فيها "- " هذا صحيح لقد اتبعت نظام للتخسيس بينما كنت في سياتل لعقد المؤتمر الذي قلت لك عنه "- " لقد تذكرت .. اصبحت وسيم جدا و جذاب "- " و هل اجذبك الان "ابتسمت بخجل فهي في اخر سنتين تقربت من مارك كثيرا كانا يخرجان معا اكثر من مرة و لقد اعترف لها باعجابه بها منذ ايام الثانوية .. تغيرت نبرة صوته لتكون أكثر جدية و كذلك نظراته التي تنم عن افتتانه بها و بجمالها الاخاذ ..- " فيرو ... اريد ان ادعوك للعشاء هذا المساء "فاجأها بسؤاله فترددت بالاجابة- " لكن .."قاطعها آخذا يديها بين يديه ..- " هيا ارجوك اليوم في الساعة الثامنة في المطعم الايطالي ما رأيك ؟"فكرت قليلا و هي تنظر إلى عينيه .. و لم لا تذهب معه ؟ هي شابة و غير مرتبط فلم هذا التعقيد ؟! اومأت برأسه و ابتسمت له - " حسنا .. "ضغط على يديها بابهامه و كشفت ابتسامته عن اسنانه البيضاء - " رائع الى اللقاء اذا في الثامنة .."استدار بسرعة و خرج من الباب .. وقفت تنظر اليه و هو يبتعد عن المتجر .. ابتسمت للقدر الذي جمعهما من جديد .. و تذكرت ذلك اليوم الذي اصطحبها إلى حفلة المدرسة .. و عادت بها الذاكرة إلى جونيور و رقصته و قبلته و رائحة عطره .. لم هو لا يزال في عقلها بعد ثمان سنوات من الفراق .. حاولت تغير أفكارها و ذكرياتها فاخذت احدى ازياءها و ذهبت الى شقة جولي و آلي فهي تسكن معهما منذ ايام الدراسة بالجامعة لتكون قريبة منهما و من الجامعة .. لبست الفستان الذي اخذته من متجرها لونه احمر قصير يبدو رائع على جسدها وضعت ضلال عين خفيف و حمرة حمراء كلون الفستان كما طلت اضافر يديها و رجليها بنفس لون احمر الشفاة و رفعت جزء من شعرها الاشقر الذهبي ليزيدها جمال و انوثة ...دخلت جولي فصفرت اعجاب بها- " الى اين يا فيرو ؟ يبدوا انك ذاهبة في موعد غرامي ؟؟ من هو سعيد الحظ ؟ "قالت باختصار ..- " انه مارك "دهشت جولي لسماعها اسم مارك مجددا .. - " يا الهي مارك مرة اخرى؟؟ "- " نعم "- " انه معجب بك "- " لا اعلم لكنه رجل رائع يا جولي "ربتت على كتفها و هي تبتسم - " استمتعي اذا بقضاء يوم ساحر "- " شكرا .. كيف ابدو ؟"- " رائعة و ساحرة سيقع في حبك "غمزت لها بعينها و ضحكت .. - " شكرا .. حسنا جولي يجب ان اذهب تمني لي التوفيق ":- " بل اتمنى لك السعادة في احضان مارك"خرجت فيرو مبتسمة فتعليقات جولي يجب بل دائما تجعلها تبتسم .. ركبت سيارتها و اتجهت الى المطعم الايطالي ... دخلت فوجدت مارك ينتظرها وقف عندما راها تقترب من الطاولة دفع لها الكرسي للخلف لتجلس ابتسمت له عندما راته ينظر اليها بتمعن قدم لها وردة حمراء تليق بلبسها .. - " شكرا "- " انها تليق بك لكنك اجمل منها "انزلت راسها خجلا .. قدم لهم الجرسون قائمة الطعام اختارت فيرو سلطة خضراء بينما مارك اختار طبق اللحم المشوي كما طلب ( شامبين ) لهما .. نظرت إليه بدهشة مصطنعة و هي تلوي شفتيها بابتسامة- " شامبين ؟؟... تبدو سهرة جدية "مد يده عبر المائدة ليقبض على يديها و يمسح عليها بابهامه برفق - " انت تستحقين هذه السهرة "- " شكرا مارك انك تخجلني بكلامك "- " فيرو .. اريد ..."تعلثم فأحست بان هناك شيء هام يخجل قوله - " ماذا يا مارك ؟"- " ان هذه السهرة تختلف عن كل السهرات التي قضيناها "- " ماذا تقصد ؟"- " فيرو .."قام من كرسيه و اقترب منها ركع امام كرسيها شعرت بالتوتر التفتت الناس لينظرون الى هذا المشهد الرومانسي ..- " فيرو ... هل تقبلين الزواج مني "انعقد لسنها.. و لم تعرف بماذا تجيبه اخذت دقائق طويلة تنظر الى عينيه التي تنتظر جواب منها التفتت الى الناس الذين ينتظرون اجابتها ايضا .. فكرت بان كان لها علاقة رائعة مع مارك قبل سنتين و لطالما كان معجب بها .. و لقد تعبت من انتظار جونيور الذي لم يسأل عنها منذ ثمان و هي تعرف بأنه لا يبادلها مشاعر الحب و لابد بأنه مضى بحياته بعيد عنها و أسسها في نيويورك فلماذا تدفن شبابها و جمالها و هي لا تزال في الخامسة و العشرين .. اغروقت عيناها بالدموع و أجابته بصوت مخنوق- " نعم "لم يصدق بأنها وافقت على الزواج به .. وضع الخاتم بيدها فضمها و قبلها على تصفيق الناس الفضوليين .. فتح لهما النادل الشامبين و سكب لهما في كأس خاص لهذه المناسبات .. كما أحضر الاطباق .. اكلوا بهدوء دون أن يتلفظا بأي كلمة كان ينظر اليها بابتهاج بين فرة و أخرى و كانت تنزل رأسها خجلا فهذا الرجل الذي أمامها أصبح زوج المستقبل ...بعد العشاء رقص معها على انغام هادئة تذكرت اشياء كثيرة مرت و طوى الزمان صفحاته عليها نست كل شيىء نست ماضيها و عاشت بالحاضر بين احضان خطيبها .. حملها الى شقته و القاها بفراشه و اخذ ينظر الى جمالها و جمال جسدها غاب الاثنان في غيبوبة الحب و اصبحا كالجسد الواحد ...افاقت على صوت رنين هاتفها المزعج الذي تكره صوته في الصباح ..أجابت بصوت ناعس و عينيها لازالت مغمضتين " الو "- " الو فيرو .. اين انت ؟"- " آلي .. ماذا تريدين اني نائمة "- " لقد اتصلت والدتك تبحث عنك اين انت ؟ "- " ماذا تريد والدتي؟! "- "اتصلت لتذكرك بان خالتنا ليزا وصلت اليوم من لندن .. لابد أنك نسيتي.. على كل حال أين انت ؟!"استقامت جالسة و ضربت جبينها لقد نسيت بالفعل أمر خالتها ليزا- " اه ..صحيح .. يا الهي ..لقد نسيت.. سآتي حالا "- " حسنا و ستخبريني أين كنت ؟ "- " سأفعل لاحقا الى اللقاء "اغلقت سماعة الهاتف و حاولت ان تقوم من الفراش لكن مارك يمنعها و يجرها مرة اخرى الى الفراش يقبلها و يداعب بشفتيه رقبتها .. كانت تدفعه و هي تضحك - " مارك عزيزي يجب ان اذهب "- " لا ..ابقي "- " ليتني استطيع .. يجب ان اذهب فخالتي ليزا وصلت من لندن "- " سترينها لاحقا "جذبها من خصرها لكنها قاومته و وقفت على رجليها - " لا ... مارك .. "تنبه إلى نبرة صوتها - " ماذا ؟"- " مارأيك ان تنضم الينا على الغداء فنخبرهم بخطبتنا "- " لا اعرف .."- " هيا ارجوك .."- " حسنا كما تريدين يا جميلتي "- " اذا اراك في وقت الغداء "ارتدت ثيابها بسرعة فاستغرب و سألها باغراء- " الن تشاركيني في الاستحمام"ابتسمت له بطريقة شيطانية غامزة - " لا .. سأستحم في شقة جولي الى اللقاء يا حبيبي "طبعت قبلة صغيرة على شفتيه ثم استدارت لتخرج ... صاح بها - " انت الخاسرة " دخلت شقة جولي و آلي واستحمت ثم ارتدت ملابسها بسرعة و صففت شعرها بطريقة رائعة و عملية ..وصلت الى منزل ليو الذي يبعد عن المدينة بنصف ساعة دخلت و اتجهت حيث يجلس الجميع في الحديقة .. رأت المرأة ذات العقد الخامس و بشعرها الابيض الذي ترفعه كله في كل المناسبات فغدت مشهورة بطريقة تصفيف شعرها الذي لم يفقد كثاقته مع مرور السنوات .. احتضنت المرأة الممتلأة و قبلت وجنتيها دائمة الاحمرار ..- " خالتي العزيزة اهلا و سهلا بقدومك .. اشتقت لك يا عزيزتي "- " اهلا فيرو .. و أنا كذلك استقت لك .. تبدين رائعة و جميلة كالعادة "التفتت إلى والدتها التي كانت تحدق بها و سألتها " لم تاخرتي؟!"تلعثمت و هي تجيبها - " أأأ .. لقد ... كنت مشغولة "نظرت الى جولي و آلي و غمزت لهم اتجهت الى غرفة الطعام ترتب الاطباق مع الفتيات اقتربت منها آلي- " لم تخبريني اين كنت بالامس ؟!"بادلات الابتسامات و الغمزات مع جولي ثم أردفت - " لا تستعجلي الامور يا آلي سأخبرك "- " لكنني اريد ان اعرف سبب التغامز و الابتسام لبعض "- " ستعرفين لاحقا "- " فيرو انك ترفعين ضغطي "- " اهدئي و الا سينفجر"ضحكت جولي و فيرو على آلي .. بعد ذلك همست فيرونيكا في اذن والدتها تخبرها بانها دعت مارك على الغداء "ارجو ان لا تمانعين ؟! " أخبرتها بانها تحب وجود مارك معهم ... و بأنها تجده رجل محترم جدا و وسيم و له وظيفة محترمة أيضا .. و ما ان انهت الفتيات من ترتيب المائدة حتى رن جرس الباب اسرعت وفتحته ..قبلها مارك و دخل بمرح إلى غرفة الجلوس .. حيث وجد السيد غارسيس ديلفالي و زوجته و الخالة ليزا و بالطبع جولي و آلي..- " مرحبا .. كيف حالك يا سيد ليو ؟ "- " انا بخير ماذا عنك يا مارك ؟"نظر مارك الى فيرو و قال- " انا باحسن ما يرام "- " جيد "صاحت مليسي بهم و أشارت لهم - " هيا الغداء جاهز "جلس الجميع حول المائدة يتحدثون بالامور السياسية و الاقتصادية و أمور الشركات و كذلك اتجه الحديث إلى السيدة ليزا و الاوضاع في لندن و حالة الطقس هنا و هناك و ما الى ذلك من الامور التي لا تنتهي مناقشتها ...بعد الغداء اتجه الجميع الى الحديقة للتحلية جلس الجميع يكملون حديثهم الذي لا ينتهي و هم يتناولون البودنغ .. همست فيرو بإذن مارك فوقفت و وقف بقربها يمسكها من خصرها..- " اريد ان اخبركم بشيء مهم "انصت الجميع لها.. نظرت بين عيني مارك لتجده يترقب جملتها أكثر من الجالسين .. و هذا هو الحب بالنسبة لها .. - " انا و مارك .... سنتزوج "وقف الام ودهشت فاقتربت من ابنتها تحتضنها و تذرف دموع الفرح قال ليو- " انا سعيد من اجلكم "لم تصدق جولي وآلي الخبر لكنهما ضما فيرو في نفس الوقت - " ياالهي ستكونين اجمل عروسة "قالت خالتها ليزا و هي تقبلها - " للاسف لقد اردتك لابن أخ زوجي "ضحك الجميع لكنها سرعان ما اضافت- " لكن مارك رجل رائع .. و وسيم أيضا "- " شكرا لك سيدة ليزا "رفع ليو كوب القهوة قائلا - " لنشرب اذن نخب فيرو و مارك "رفع الجميع كؤوسهم و شربوا نخب فيرو و مارك...

kokowa 02-07-08 02:09 AM

- 11-



كانت فيرو تجلس وحيدة في ليل عاصف و ممطر تشاهد التلفاز في منزل ليو المعتم بينما ليو و مليسي في رحلة الى ( جزر الباهاماس ) كانت مندمجة بفيلم الرعب الذي تشاهده قفزت من الهلع عندما سمعت صوت من يحاول فتح باب المنزل وقفت و أمسكت بيدها مظلة و اختبأت خلف الكماشة الموضوعة خلف الباب لتعليق المعاطف .. دخل رجل طويل و عريض القامة يرتدي معطف اسود و قبعة سوداء يقطر منها الماء و يحمل بيده حقيبة كبيرة .. لم ينتبه لوجود شخص خلف الكماشة إلا عندما فتح الضوء فصاح عندما رأى فيرو ممسكة المظلة تريد ضربه و هي تصرخ لكنه رفع يده يحمى وجهه من الضربات التي كادت أن تنهل عليه ..
- " لا تضربيني ..."
انزلت المظلة و وقفت مصدومة تنظر اليه غير مصدقة.. تلعثمت و اضطربت دقات قلبها الذي كاد يقفز من الخوف ..
- " يا الهي ... انا اسفة لم اقصد ... لقد اعتقدت بأنك لص ,..."
تنهد بارتياح ..
- " لا بأس "
ابتسم لها بطريقة مثيرة ايقضت فيها احاسيسها السابقة نحوه.. يا الهي هل يعقل انها مازالت تحبه بعد مرور السنوات ؟؟!! لا .. لا يصح ذلك ؟
كان يحدق بها و كذلك فعلت هي لكنها كانت في عالم بعيد عن هذا العالم رجعت للماضي و بمشاعرها الذي أثارها من جديد .. قاطع تفكيرها ليعيدها إلى الواقع بجملته ..
- " الن تعانقيني و تقول لي كيف حالك ؟؟لقد اشتقت لك ..ام مازلت تعتقدين باني لصا"
- " انا ..اسفة يا جونيور .. مازلت مصدومة .. اعذرني فلقد فاجأني حضورك "
القى نظرة على التلفاز فضحك و قال
- " انك معذورة فمن يجلس بالظلام يشاهد هذا الفيلم المرعب تأتيه كل الافكار السوداء "
اصطبغ وجهها باللون الاحمر عندما رأت نظرات الاعجاب في عينيه التي تفصل جسدها قطعة قطعة كان يتغزل بها دون كلام ..
اقتربت منه لتحتضنه فقابلها بذراعين مفتوحتين .. احتضنته ..اشتمت رائحة عطره الذي لم يتغير منذ ثمان سنوات .. آه لتلك الرائحة التي لم تفارق مخيلتها .. بينما هو اشتم رائحة شعرها الذي طال أكثر بكثير من قبل .. و فكر كم قربها منه معذب جدا ..
- " حمد لله على سلامتك يا جونيور "
- " شكرا لك "
خلع معطفه المبلل و قبعته السوداء .. نظرت إليه بطرف عينيها حتى لا يكشفها .. كانت تدقق بشكله لقد أصبح عريض المنكبين أكثر من قبل .. أعجبها قميصه الازرق و بنطاله البيج و كذلك ذقنه الذي نبت قليلا ليضفي عليه منظرا رجوليا .. لم يتغير كثيرا لكن ملامحه أصبحت أكثر حدة و وسامة من ذي قبل ..
التفتت بعد أن علق معطفه و قبعته على الكماشة التي استخبأت فيرو خلفها ..
- " اين ابي ؟"
- " انه مع والدتي في الباهاماس "
استنكر ما سمعه فكرر ما قالته
- " الباهاماس ؟؟ ماذا يفعلان هناك؟ "
قهقهت رفعت كتفيها بحركة عفوية جعلته يبتسم غصبا عنه
- " راحة و استجمام "
- " جيد انهما يحتاجان إلى الراحة .. و الاستجمام "
اومات برأسها .. سكت برهة ثم أردف قائلا
" اذن انت وحيدة هنا "
فتحت ذراعيها و حركتهما باتساع الغرفة و ابتسمت
- " كما ترى "
- " اممم ...ارى بأنك وحيدة في منزل كبير و مظلم .. تشاهدين فيلم مرعب"
ضحكت .. حس الفكاهة لايزال
" بالضبط "
"| جسنا "
اشار على حقيبته فابتسمت له و قد فهمت قصده بأنه يريد أن يحمل حقائبه إلى حجرته القديمة .. صعد الدرج و دخل غرفته و اغلق الباب و لم تره بعد ذلك في الليل فلقد بدى عليه التعب و لعله نام فور دخوله حجرته..

افاق من نومه على صوت جاك و اليكس في اليوم التالي من وصوله .. صاح جاك به و أخذ يهزه بقوة و هو يقول
- " استيقظ يا رجل ..أنت في لوس انجلوس .. ياهوووو"
فتح عينيه بتثاقل و أخذ يفركهما مبتسما بصعوبة
- " اه.. مرحبا يا شباب "
- " كيف حالك ؟ اهلا بعودتك "
قال اليكس و هو يضم جونيور ..
- " شكرا .. انا بخير "
قام من فراشه و دخل الحمام خرج بعد دقائق بكامل نشاطه لينضم إليهم في غرفة الجلوس .. أخبرهما عن وصوله بالامس متأخرا لذلك لم يتصل بهما ..

- " انا مشتاق الى التجمعات الشبابية و الاصدقاء القدامى "
قال اليكس مقترحا لجونيور
- "جيد .. فهناك احتفال يقيمه ( جورج) كل جمعة في البار حيث يجتمع كل الاصدقاء القدامى "
ابتهج جونيور و قال معلقا
- " رائع اذن سنذهب هناك الليلة"
- " كما تريد "
في المساء دخلت جولي غرفة الجلوس حيث فيرونيكا تشاهد التلفاز
- " فيرو هيا لنخرج ان اليوم هو الجمعة لا اريد ان اجلس هنا "
- " الى اين ؟"
- " الى حفلة جورج "
فكرت فيرو بان جونيور لابد أن يكون هناك اليوم و هي ليست مستعدة لان تقابله ..
- " لا اعرف يا جولي لا اريد ان ارى..."
قاطعتها
- " هيا اريد ان اذهب معك و آلي ايضا تريد ذلك .. ماذا تقولين في ذلك آلي؟!"
اقتربت آلي وجرتها من يدها
- " ان مارك في رحلة عمل و انت هنا وحيدة فما ذنبك ؟! هيا لنذهب و نستمتع مع بعض "
سألتهما بخشية و هي تعرف الاجابة لسؤالها
- " هل سيكون الشباب هناك ؟"
أجابتها آلي
- " لا اعرف .. هيا لا تضيعي الوقت فالاحتفال سيبدأ بعد خمسة دقائق "
رضخت لاصرارهما
- " حسنا حسنا يا مزعجة "

غيرت ملابسها لترتدي قميص أبيض من الدانتيل يلتصق بجسدها الرشيق و أسدلت شعرها دون أن تغفل وضع قرطين متدليين و زينت وجهها بمكياج خفيف ..
دخلت الفتيات الحفل الصاخب حيث يرقص الشباب و الشابات في حلبة و يجلس البعض على الطاولات يستمتعون بالشراب المقدم و الاطعمة الشهية ..
اشارت آلي الى الشباب الذين يقفون في حلقة و يتحدثون مع بعض ..
- " انظروا الشباب هنا "
التفتت جولي و قالت
- " و من هذا الوسيم الذي يبتسم ....هل هو...؟"
صاحت آلي و جولي في وقت واحد
- " جونيور "
ركضتا نحوه و تعلقت جولي برقبته و قبلته على وجنته أكثر من قبلة متواصلة .. ضحك لطريقة استقبالهم الحار و اللطيف .. القى بنظره خلفهم إلى حيث تقف فيرو و هي تبتسم بخجل لمشهد الاستقبال .. فجولي عفوية و مرحة و تترك مشاعرها حرة طليقة للتعبير عنها ... و هذا ما يرسم الابتسامة على الوجوده .. احتضهما بين يديه و هو ينظر مرة إلى آلي و مرة إلى جولي
- " اهلا يا جميلات كيف حالكن؟"
- " اهلا يا ...."
وضع جاك يده على فم جولي ليمنعها من قول كلمتها الاخيرة في وصف جونيور .. فلقد فعلت ما يكفي لليوم ؟؟ فضحك جونيور لانه لم ير جاك و جولي مغرمان من قبل و يغار جاك عليها كثيرا ..

- " هاي .. جولي احذري .. انا الوسيم هنا "
- " بالطبع .. بالطبع يا عزيزي انت الوسيم فقط.. كنت سأقول لجونيور مرحبا يا دكتور "

قالت مازحة فضحك الجميع لتعليقها و لطريقة هروبها من الحقيقة بطريقة منطقية
اتجه الجميع إلى حلبة الرقص و تركوا فيرو وحيدة مع جونيور.. جلس بالمقعد القريب منها و اشعل سيجارته و نفثها بهدوء .. كانت تحترق كسيجارته لقرب المسافة بينهم بل كانت تشتعل نارا لفكرة وجوده في لوس انجلوس ..التفتت اليه فابتسم لها و عيناه مسمرتين بملامحها الجميلة و بعينيها التي عشقهما و رسمهما اكثر من مرة في عقله و حفظهما في قلبه ..

- " كيف حالك ؟ "
- " انا بخير "
لم يكن هناك شيء لتحدث عنه فظلا ساكيتن ينظران الى الراقصين .. شعر برغبة في أخذها بين يديه كما فعل في تلك الليلة من قبل ثمان سنوات في حفلة المدرسة ..

- " هل ترقصي معى ؟!"
- "ل..."

لم يعطها فرصة لترد على سؤاله .. فأخذها بين ذراعية و جذبها إلى وسط حلبة الرقص و قجاة تغيرت الانغام ذات الايقاع السريع لتحل معها أغنية هادئة ..و رقص معها فتذكرت في هذه اللحظة رقصتهم الاخيرة في حفل المدرسة عندما رقصا معا حتى جرها الى الشرفة و قبلها كانت تتذكر كل كلمة قالها عن الانغام الهادئة و كل همسه همسها بإذنها ..ما زالت تشعر بنفسه على اذنها و رقبتها و بلمساته التي تشعل النار في جسدها ان الحب مازال يشتعل بداخلها لا تستطيع ان تقاومه ..
حاولت ان تبتعد عنه لكنه الصقها اكثر فاكثر تمنت ان تنتهي الاغنية ليتوقف عن الرقص لكن الاغنية طالت كثيرا و كأنها تريد ان تفضح مشاعر فيرو..
و اخيرا انتهت الاغنية فتنهدت بارتياح و ابعدت جسدها .. نظر اليها مستغربا فاشاحت عنه و ابتعدت بعيدا عن عينيه ...

انتهى الحفل و عاد الجميع الى منازلهم بحثت الفتيات عن فيرونيكا فلم يجدوها فعلت كما فعلت بالحفلة الاخيرة لكن جونيور اخبرهم بأنها عادت الى المنزل كالعادة لكن هذه المرة لم يفعل شيئا يجعلها تتأذى منه بل كان محترما جدا و لم يتفوه بأي كلمة قد تضايقها ...


مر اسبوع على عودة جونيور الى لوس انجلوس ..كان جالسا في المطبخ يتناول افطاره و بيده الهاتف يتصل على بعض الدلاليين ليبحثوا له عن شقة تكون قريبة من مكان عمله ( شركة والد ) الذي سيستلمها بعد اجازة الراحة..
اخبره احدهم بأنه وجد شقة كبيرة و قريبة من الشركة و سعرها مناسب جدا و لها مطلع رائع .. ذهب جونيور و اخذ معه جاك ليراها ..

- " انها كبيرة لتقام فيها احتفالات.. فما قولك ؟!
- " هل انت دائم التفكير بالاحتفالات يا جاك "
- " و هل هناك شيء افضل من الاحتفالات و الشرب و الفتيات ؟بالاضافة إلى أن اليكس يوافقني دائما "
- " اممم .. لا "
ضحك جاك و جونيور فهذا هو المنطق ..
- " هل آخذها ؟"
- " بالطبع و دون تفكير كما انها قريبة جدا من شقتي و تبعد بحوالي شارعين تقريبا "
- " اذن لن اخذها "
- " ولم لا ؟؟"
- " لانك ستكون هنا طول الوقت "
غمز جونيور للدلال عندما رأى ملامح جاك تتغير .. لقد أفحمه .. رفع جاك كتفيه و علق دون اكتراث ..
- " انت الخاسر .. اذن ستمل من دوني و ستتمنى أن اعيش معك.."
- " لا اعتقد "
التفت جونيور على الدلال الواقف بجانبه الذي يشرح له منظر الشقة و كل غرفة فيها ..

- " سأوقع العقد الان و ادفع الدفعة الاولى "
- " كما تريد يا سيد جارسيس ديلفالي "


وقع جونيورالعقد و الشيك الذي يحمل الدفعة الاولى و قدمه لدلال و استلم مفاتيح الشقة الجديدة
ركب جونيورالسيارة ليعود الى شقة جاك حيث يقيم حاليا فهو ترك منزل والده قبل عودته و مليسي من الباهاماس .. كما أنه يستمتع بصحبة جاك كثيرا ..و يريد أن يكون قريب من المدينة حيث أغلب أصدقائه يعيشون هناك ..
كانا يتحدثان في الطريق ..
- " ان الشقة تحتاج لبعض التعديلات و سأقوم بصبغها بعد ان اختار الاثاث المناسب "
- " صحيح اذا اردت أي مساعدة انا دائما بالخدمة "
- " شكرا لك ... بالمناسبة اين اليكس ؟"
- " انه في العمل "
- " المسكين "
- " صحيح ..متى يصل والدك من شهر العسل؟ "
ضحك جونيور : " انه في رحلة راحة و استجمام "
- "آخ صحيح اسف نسيت "
قالها بسخرية فضحك الاثنان..

- " اعتقد بأنه سيصل بعد غد "
- " هل ستحضرهم من المطار "
- " بالطبع سأفاجأهم "
كان جونيور يقف بالمطار ينتظر والده فالتفت ليرى فيرو تقف بعيدا دون أن تنتبه قرر أن يتمعن فيها لدقائق و يكحل عيناه بجمال وجهها و بقوامها الممشوق .. انه يعشقها و لم يحب أحدا كما يحبها .. لم يستطيع أن يقاوم المسافة التي بينهم فاقترب منها و وضع يده على ظهرها .. استدارت بعد أن احست بيده عريضة و دافئة على ظهرها.. قال لها بهدوء مع ابتسامة و نظرة اعجاب ..

- " مرحبا
توترت للمسته و نبرة صوته و نظرته الخطيرة .. فبللت ريقها و ابتسمت بتصنع تخفي اضطرابها

- " اه جونيور لم ارك؟"
- "نعم اعرف ذلك .. كيف حالك ؟"
- " بخير ... انتظر والدتي "
- " سأفاجأهم "
- " سيتوقف قلبهم "

ابتسم لها و ظل فترة يحدق بها و كذلك فعلت هي .. آخ يا قلبي المتكسر .. يا الهي كم نظراته معذبة و رائحة عطره الرجولية تلعب بقلبها المنفطر .. اعني يا رب ...
دقائق فتح الباب لتخرج منه مليسي مع ليو الذي انصدم عندما راى جونيور .. دفع العربة بسرعة و احتضن ابنه بقوة

- " جونيور يا بني كيف حالك؟"
- " انا بخير اهلا بعودتكما هل استمتعتم ؟"
- " كثيرا .."
التفت إلى حيث تقف مليسي تنتظر أن تحتضنه بدورها
- " كيف حالك مليسي ؟"
- " انا بخير يا عزيزي اهلا بعودتك "
- " شكرا لك .. اتمنى أن تكوني استمتعتي برحلتك و لم يكن والدي مزعجا ؟ "
-" بالطبع استمتع .. لا .. لا تقلق ليو لم يزعجني ابدا "


و في الطريق ركب ليو مع ابنه بينما ذهبت مليسي مع فيرونيكا في سيارتها
- " متى وصلت يا بني؟! "
- " قبل اسبوعان تقريبا ؟"
- " جيد و هل استلمت العمل بالشركة "
- " لا ابي ليس بعد فأنا في اجازة اريد ان ارتاح "

وصلوا المنزل ادخل جونيور الحقائب و جلس معهم لفترة ثم وقف ليخرج لكن اباه اوقفه..


- " الى اين لم اشبع منك بعد ؟"
- " انا اسف لدي بعض الاعمال التي يجب ان انهيها ..اراكما غدا على الغداء "
- " كما تريد اعتني بنفسك "
- " سأفعل "
خرج وذهب الى شقته يكمل تأثيثها اتى الشباب يساعدونه في صبغها و ترتيبها و في ثلاثة ايام كانت الشقة جاهزة مجهزة بكل شيء بدءا من الفراش و الطاولتان الجانبيتان الى الاجهزة الالكترونية المتطورة اخذ جونيور كل ملابسه من منزله القديم و صففهم بترتيب في دولاب الملابس

- " و اخيرا انتهينا "
صاح جاك و هو يمسح العرق من جبينه
- " شكرا يا شباب على المساعدة "
- " على الرحب و السعة "
اجابه اليكس
- " يجب ان اذهب يا جونيور اراك لاحقا "
- " الى اين الن تاكل البيتزا معنا ؟ لقد أحضرت بير .. "
- " لا اسف لقد اتفقت مع آلي على الخروج اليوم للعشاء اراكما غدا "
- " كما تريد الى اللقاء .. شكرا لك مرة اخرى يا اليكس"
" لا داعي يا صديقي .."
خرج اليكس و ظل جاك و جونيور يشاهدان التلفاز و ياكلون البيتزا الشهية ...
- " لقد مللت الجلوس هنا يا جونيور اريد ان اذهب الى جولي "
" و تتركني وحدي بلا انيس ؟!"
" اريدها .. احبها .. لابد ان تفهمني يا جونيور "
- " اه يال العاشقين.. اتفضل تلك الفتاة على البقاء معي ؟؟ "
" للاسف نعم.. "
" يا لك من حقير "
ضحك و هو يودعه ..
- "الى اللقاء يا رجل "
- " الوداع .. اخبر جولي بأني احقد عليها "

خرج جاك تاركا جونيور وحيدا في الشقة يشعل سيجارته و يفكر بفيرونيكا الجميلة لقد تغيرت كثيرا برزت انوثتها اكثر و اكثر و طال شعرها و تغيرت ملامح وجهها زاد جمالها و سحرها بطريقة لم يعد يستطيع ان يبعد عينيه عنها كلما رآها .. انه دائم التفكير بها.. مازال الحب و العشق بداخله يغلي كالبركان الذي سينفجر ....



kokowa 02-07-08 02:10 AM

_12



دخل جاك و اليكس شقة جونيور في اليوم التالي يجرونه للذهاب معهم لاحتفال يوم الجمعة الذي اصبح عادة و تقليد بالنسبة لهم لكن جونيور اصر على عدم الذهاب معهم لكثرة اشغاله و اعماله المكتبية ..
- " لا يا شباب لا استطيع أن اذهب معكم .. لدي بعض الاشغال "
- " هيا يا رجل "
قال له جاك و يجره من ذراعيه .. خضع لاصرار جاك عندما أعلن و هو يحاول أن يفلت ذراعيه من قبضة جاك
- " حسنا حسنا .. أترك ذراعي ..سأتبعكم لاحقا "
رفض اليكس فكرة ان يتبعهم لاحقا فهذا برأيه أنه لن يأتي ...
- " لكن الفتيات سيأتين معنا "
- " لا استطيع يا اليكس قلت لك اراكما لاحقا بعد ان انتهي من بعض الاشغال التي بيدي الا ترى؟ "
استسلم أليكس عندما رأى العصبية في ملامح جونيور ,,
- " كما تريد هيا جاك لنذهب "
خرج الاثنان تاركين جونيور يغط في اعماله حتى ساعات طويلة انتهى في وقت متأخر من الليل فرتب اوراقه على مكتبه و اخذ معطفه و خرج ليلحق بهم ..
دخل البار و اخذ يبحث عنهم بكل مكان لكنه لم ير احدا من اصدقائة بل وجد فيرونيكا تجلس وحدها على طاولة البار اقترب منها و جلس بالمقعد الذي امامها
- " مرحبا "
رفعت رأسها من كأسها و ابتسمت عندما رأت الرجل الوسيم الذي يجلس أمامها
- " اهلا جونيور "
- " لم انت وحيدة أين الباقي ؟"
- " رحلوا "
- " الى اين ؟"
- "حقيقة لا اعرف .. لكنني فضلت الجلوس هنا على الذهاب معهم "
انتهز الفرصة قائلا
- " اذا سأجلس معك .. أتمانعين ؟"
- " لا ابدا تفضل "
أزاحت بمقعدها للخلف حتى يقترب أكثر منها و طلب من النادل أن يسكب له كأس سكوتش..
كان ينظر اليها و هو يرشف من كأسه و دون ان يتكلم .. فهو لا يعرف ماذا يقول لها.. حاول ان ينطق بشيء لكنه اعدل عن ذلك .. فتح فمه ليسألها مرة اخرى .. لكنه ابتسم عوضا عن ذلك فابتسمت له تشجعه لطرح سؤاله في المرة الثالثة.. و بالفعل بدأ الحديث معها ..
- " اين تعملين يا فيرو ؟"
- " كنت اعمل صحفية "
- " كنت ؟؟"
- " عملت لسنة واحدة لكن الوظيفة لم تناسبني "
- " و ماذا تفعلين الان اذن ؟"
- " انا الان ادير متجر للازياء "
- " رائع .. و منذ متى و انت تديرينه ؟؟"
- " قبل خمس سنوات تقريبا اشتريت متجر قديم و قمت ببعض التعديلات عليه كما قمت بتصميم الملابس بنفسي انه عمل يناسبني تماما "
- " جيد... و مذا اسميتي متجرك ؟"
أحرجت من سؤاله دون أن تعرف السبب
- " دايموند (ماسة)على اسم عائلتي دايمون "
- " اسم يليق بك تماما "
ابتسمت و اجابته بخجل
فنظرات عينيه كانت تبرق و تلمع بطريقة سحرية ..

- " شكرا لك "
- " انا جاد فيرو انه ليس اطراء فأنت ماسة نادرة صعب الحصول عليها "

لم تعرف كيف تجيب نظراته و اسلوبه الراقي المعسول و كلماته اللتي لها مغزى ثان و مبطن تحت كلامه المبهم .. اكتفت بابتسامة لكنه لم يكتفي بها .. قام من مكانه و جذبها من يديها بخفة
- " ارقصي معي يا فيرو لكن لا تهربي مني هذه المرة "

قالها هامسا عندما مدت يديها باضطراب فمسكها و رقص معها التصقت بجسده القوي لقد ازدادت عضلات صدره و ذراعه و اصبحت ملامحه اكثر حده رأت خطوط بالقرب من عينيه عندما يضحك او يبتسم تجتمع لترسم الوقار عليه مما اعطاه مظهر الرجل الفذ...
القت برأسها على صدره و استشقت رائحة عطره المميز الذي ايقض مشاعرها من جديد و فتح بوابة الذكريات لتدفق كسيل جارف ..
.تمايلا مع الانغام و كأنهما الوحيدين اللذين يرقصان بالقاعة نسيا كل من حولهم ..شعر بالسعادة عندما التصقت به اكثر و كأنها تريد ان تدخل الى قلبه مرة اخرى.. لكنها بالنسبة له .. هي هناك منذ الازل..
القت بشعرها الذهبي على صدره فذاب من رائحته الزكيه ضمها بقوة كاد ان يفتتها بعناقه ... انتهت الاغنية الهادئة فابتعد عنها و اجلسها على الكرسي سحب مقعد و قربه منها و اسند يده على الطاوله حتى يتأمل ملامح وجهها الجميل و هو يكلمها بطريقة ساحرة و كانهما عاشقان ..
- " اتحبين المارتيني يا فيرونيكا ؟"
- " افضل شراب التوت "
- " اذن التوت هو ما سنشربه "
ابتسمت عندما راته يحضر كأسان لشراب التوت وضع واحد امامها و رشف من الاخر اشعل سيجارته التي لا تفارق اصابعه .. آه كم تمنت ان تكون مكان هذه السيجارة يمتص دخانها و ينفثها و يلعب بها بين اصابعه ..
لم ينطقا بكلمة بل تركاا اعينهم تتكلم عوضا عنهما بأحلى كلمات الغرام و الغزل كانت لحظة عشق تشبه الروايات العاطفية و أن صح القول كانا كروميو و جوليت ..
شيء ما وخزها بصدرها جعلها تنظر الى ساعة يدها فرأت ان الوقت تاخر كثيرا و يجب ان تذهب قامت من مكانها فقام جونيور معها مستغربا تصرفها المفاجيء .. قال في نفسه ( هل ستهرب هذه المرة أيضا ؟! ).. لا لن أسمح لها .. استوقفها قائلا
- " الى اين يا فيرو ؟"
ملامح الخوف برزت في عينيها
- " اسفه جونيور.. لقد تأخر الوقت كثيرا ..يجب ان اذهب "
- " من سيأخذك إلى البيت ؟"
- " سأستقل التاكسي ..."
قال بصوت آمر و لا يغيب عنه الغضب و الانزعاج
- " لا ..."
نظرت إليه بعصبية فمن هو ليمنعها ..
- " ماذا تعني ..؟"
عندما رأ ملامح الغضب تكسو ملامح وجهها هدأ قليلا و قال يوضح لها أمر رفضه
- " لن ادعك تركبين التاكسي مع سائق غريب في هذا الوقت من الليل.. إنه ليس من الصواب .. "

اجتاحها شعور رائع ممزوج بالسعادة و الغرور فهذا الرجل يهتم بها.. لكنها حاولت ان تطرد هذه الفكرة من رأسها و بدلتها ..قالت في نفسها ( لابد انه يحاول ان يبين انه الرجل المسيطر و يمثل دور الرجل المحترم .. ).

- " لا تقلق يا جوينيور استطيع ان اعتني بنفسي”
- " لا يا فيرو سآخذك بنفسي الى المنزل "
- " جونيور لا تتعب نفسك .."
- " انتهى النقاش يا فيرو هيا سيارتي في هذا الاتجاه "

رضخت لاصراره ركبت بالمقعد المجاور لمقعده رات عروق يده القوية الممسكة بالمقود كالمحترفين تذكرت عندما كان يأخذها الى المدرسة بسيارته و يؤذيها و عندما تاخر عليها و عندما حشرها بين الشباب بالمقعد الخلفي.. و أجمل شيء تذكرته هو طريقة تحديقه بها عبر المرايا فكانت تصطدم أعينها ببعض محدثة شرارة .. ابتسمت لهذه الذكريات الشبه مؤلمة .. رآها تبتسم فسألها ..
- "لم تبتسمين ؟"
- " لا شيئ..."
- " هيا اخبريني ماذا الذي جعل شفتيك الجملتين تبتسم ؟"
- " انها ذكريات ...ذكريات جميلة "
- " امممم ... هل انا موجود في ذكرياتك هذه ؟"
ابتسمت و اشاحت بنظرها ضحك بصوت عال
- " اذن انا موجود يا لي من محظوظ "
قالت بشيء من الكبرياء مع ابتسامة ملتوية و حاجبان مرتفعان
- " لم انت واثق جدا ؟! انا لم اقل بأنك موجود في ذكرياتي "
- " لا اصدقك فقد رأيت ذلك في عينيك "
إنه منطقي .. فهي لا تستطيع ظان تخبيء أي شيء عن هذا الرجل الذي يحسن استخدام لغة العيون..
- " حسنا اصبت "
- " هل ستذكرينني بتلك الذكريات الجميلة يا فيرو ؟! "
باختصار ..
- " لا ..."
- " و لم ؟؟"
- " لاني لا اريد "
- " و لم لا تريدين "
- " لاني لا اريد فحسب "
-"هيا اخبريني و كفى لعبا بمشاعري أنك تقتليني فضولي .."
- " حسنا ...إنك لحوح اتعرف ذلك ؟! "
-" حقا ؟! لم يخبرني أحد من قبل .."
- " ها أنا قد فعلت "
- " دعك من ذلك و أخبريني بشيء واحد على الاقل من تلك الذكريات "
هدأ صوتها و هي تخبره
" حسنا .. كنت اتذكر عندما حشرتني بالمقعد الخلفي مع اربعة من الشباب لقد كنت محرجة و انت لم تهتم .."
ضحك بصوت عال و قال معلقا
" نعم.. نعم .. تذكرت ... انا اسف لقد كنت احمق .."
ابتسمت له من الجيد أن يعترف بأنه كان احمقا أنها نقطة لصالحها ...
اوقف سيارته عند البناية التي توجد بها شقة جاك.. استغربت عندما رأته ينزل من السيارة
- " جونيور اريد ان اذهب الى شقة جولي .."
- " اعرف ذلك لكنني اريد ان اخذ بعض الاغراض من جاك "
نزل من السيارة و اقفل الباب .. طل عليها من نافذتها فكان وجهه قريبا جدا من وجهها ..
- " لا تفتحي الباب لاحد لن اتأخر "
- " حسنا "
لم يغيب طويلا خرج من الباب الامامي حاملا صندوق غيتار مع بعض الاكياس وضعها في صندوق السيارة ابتهجت عندما رات الغيتار الذي احضر معه ذكرى اخرى جميلة ..
ركب السيارة و اشغل المحرك لكنه اطفأه و التفت اليها.. استغربت ( لم فعل ذلك ؟! )

- " ما رأيك ان اخذك الى شقتي الجديدة لترينها ؟"
اظطربت لهذه الفكرة و رات بأن الفكرة مفزعة جدا .. هي و هو وحدهما في شقته .. لا ..
- " لا اعرف يا جونيور لقد تاخر الوقت .."
- " لا تقلقي انها ليست بعيده عن هنا سنذهب مشيا ان الجو رائع "
- " هل جننت نذهب مشيا على الاقدام في هذا الوقت "
- " فيرو انا معك .. لن يصيبنا شيء .. فهذا الشارع آمن جدا .. كما انها تبعد بشارعين عن هنا انظري"
و اشار بيده على بناية ضخمة جدا و بالفعل ليست بعيدة كما تصورت ... نزلت من السيارة و مشت بالقرب من جونيور وضع يده بيدها فنظرت اليه غمز لها و شبك اصابعه باصابعها شعرت بالقشعريرة تسري بجسدها من لمسته ... احست بتساقط قطرات مطر على راسها و ما ان رفعت بصرها الى السماء حتى تساقط المطر بغزارة ضحك جونيور و هو يجذبها و يركضان تحت المطر الذي بللهما كليا توقفت فيرو فجأة بوسط الشارع و افلتت يده صاح جونيور عليها

- " ما بك ؟"
- " لقد تعلق كعب حذائي "

رفعت كتفيها و هي تقول بصوت عال حتى يسمعها .. اقترب منها ضاحكا ثم انحنى و مسك ساقها و رفع رجلها بخفة من الفتحة شعرت بانقباض بمعدتها و تسارعت نبضات قلبها عندما مسك رجلها و ساقها نظر اليها ثم فجاة حملها بين ذراعيه و اخذ يركض فيها صرخت بمرح..
"يا الهي انزلني جونيور انزلني "
انزلها عند مدخل البناية اقترب منها و نظر في عينيها كانت متوترة و صدرها يعلو و يهبط للتصاقه بها .. ازاح خصلات شعرها المبللة عن وجهها و قرب شفتيه من شفتيها و قبلها بحرارة تحت المطر بادلته القبلات و ذابت في احضانه و تجاوبت معه .. حملها مرة اخرى و هو يلصق شفتيه بشفتيها و يقبلها بنهم و شغف .. ادخلها شقته و ألقاها على فراشه ثم القى بجسده فوقها و قبلها على رقبتها و صدرها تجاوبت معه .. رفعت يدها لتحاوط رقبته و انتبهت لشيء يلمع بيدها نظرت إلى يدها فوجدت خاتم مارك ... مارك ؟؟!!
فجاة ابعدت جونيور عنها و دفعته للخلف .. اغلقت ازرار قميصها و رتبتت شعرها و هي تستقيم جالسة .. استغرب جونيور فسألها بانزعاج لتصرفها الغريب معه ففي باديء الامر كانت تتجاوب معه و تستلذ بقبلاته و الان تدفعه عنها بدون سابق انذار ..
- " ماذا يجري ؟"
- " جونيور ارجوك يجب ان اذهب الى المنزل "

وقف و سارت حتى الباب لكنه ادارها اليه و أمسك بوجهها من بين يديه و قبلها من جديد لكنها قاومته بقوة و دفعته للخلف مما اشعل النار في صدره و تطاير الشرر من عينيه قال بحدة
- " ماذا هناك يا فيرو ؟"
- " قلت لك اريد ان اذهب "
- " لكن ..."
- " جونيور هل تاخذني الى المنزل ام اذهب مشيا ؟!"
- " لا انا سأخذك لكن اخبريني ماذا يحدث ؟لم تتصرفين معي بتلك الطريقة الغريبة؟؟! يجب أن اعرف يا فيرو هل أخطأت بشيء ؟! أم .."

انزلت عينيها عن صدره العاري الذي لا تقاومه و رفعت يدها اليمنى ليرى خاتما ماسيا بإصبعها فتح عينيه مستغرب و زاد الغضب الذي يغلي بصدره و بلع غصة ..

- " و من هو سعيد الحظ ؟"
قالها باستهزاء و ألم .. فأجابته بحزن و عينيها على الارض فهي لا تسطيع أن ترى خيبة الالم في عينيه الجميلتين ..
- " انه مارك بيللي "
- " مارك ؟؟!"
صدم من الاسم الذي نطقت به .. دار حول الغرفة و هو يضع يده بين خصلات شعره بتوتر يبحث عن قنبلة ليلقيها عليها ..
- " اه بالطبع مارك بيللي يالي من ابله معتوه "
نظرت اليه مستنكرة ما يقوله .. فأردف بقهر
- " انه معجب بك منذ سنوات و لطالما ارادك .. يا لي من مغفل .."
- " جونيور ..."
صاح بها و هو يمسكها بعنف من ذراعيها بيديه القويتيتن كاد ان يكسرها.. صاحت به و هي تشعر بالهلع و تحاول أن تحرر يديها من قبضته ..
- " اتركني انك تؤلمني "
لم يهتم لتوسلاتها و صر أكثر على أسنانه و يديها بنفس الوقت و قال بغضب و قد اتسعت حدقتاه و تصاعد الدم إلى وجهه فبدا شكله مرعبا و خطيرا ..
- " متى كنت ستخبريني يا انسة ؟؟ ام اقول يا سيدة بيللي ؟؟!! "
- " جونيور اتركني ارجوك ...أنت تؤلمني .. اترك يدي "
صرخ بصوت صم أذنها ..
- " اجيبيني "
ارتجفت و تدفقت الدموع من سالت من عينيها
- " كنت ساخبرك لكن الامور تداعت و ..."
- " و ماذا ؟؟؟ ... تريدين ان تلعبي على الحبلين يا انسة ؟ "
- " ارجوك جونيور اتركني "

افلت يدها و خرج من الباب مسرعة تبعته و هو يسير تحت المطر و يعبر الشارعين إلى حيث ركن سيارته ..
ركبت بالقرب منه كان يقود السيارة بسرعة كبيرة و كأنها ستحلق بالهواء تمسكت بالباب جيدا كانت متوترة و خائفة فهي لم تر جونيور بتلك العصبية من قبل ما الذي يجري؟؟ لم هو غاضب؟ انا لم اقصد له شيئا...
اوقف السيارة عند شقة جولي و آلي نظرت فيرونيكا اليه و تقول له بصوت هاديء ..
- " انني اسفة يا جونيور لم اقصد ان ...."
قاطعها دون ان ينظر اليها..
- " تفضلي "
نظرت اليه بالم و خرجت من السيارة مسرعة حتى لا يبللها المطر من جديد ...
ما ان وصلت الى مدخل البناية حتى انطلق بسيارته مبتعدا مخلف فيرونيكا وراءه متألمة و متحسرة ...و مستغربة من عصبيته ... آه ليت لم يحدث ما حدث .. هل قبلاته النهمة كانت لسبب معين ام انع معجب بها ؟!! ... ظلت تفكر به و تضع إجابات افتراضية لتساؤلاتها و بكت مرارا حسرة .. فهي معلقة بين نارين .. التزامها لمارك الذي يعشقها .. و حبها لجونيور .. غريب الاطوار ..




استيقظت متأخرة في وقت الظهيرة لانها لم تنم جيدا بالامس غيرت ملابسها و خرجت مسرعة لتلحق على موعد وصول مارك من ( بوسطن ) قابلتها آلي بالطريق و هي عائدة من العمل ..

- " ماذا يجري فيرو لم انت مسرعة هكذا ؟!"
- " لقد تأخرت على مارك لابد انه وصل و ينتظرني الان في المطار "
- " هل تريدين توصيلة ؟!"
- " نعم ارجوك "

ركبت بالسيارة التي انطلقت مسرعة تتفادى السيارات الاخرى انزلت آلي فيرو عند مدخل المطار و دخلت مسرعة لتجد مارك يخرج و يلوح لها بيده مبتسما ارتاحت لانها وصلت بالوقت المناسب .. ارتمت على صدره و قبلته تعوضه عن الايام التي ابتعد فيها عنها في رحلة العمل ..

- " لقد اشتقت لك يا حبيبي لا تغيب عني هكذا "
- " و انا كذت اموت من الشوق لك "

ركب السيارة التي تقودها آلي جلس بالمقعد الخلفي بالقرب من فيرونيكا تاركين آلي تقود و هي تتذمر ..
- " هي ابدو لكما كسائق ليموزين ؟!"

ضحكا لتعليقها لكن لم يتحرك احدا منه مكانه .. قادت السيارة حتى اوقفتها عند شقة مارك فنزلت فيرونيكا معه و طبعت قبلة امتنان على وجنتي آلأي
- " شكرا يا آلي ... يا منقذتي "
- " على الرحب و السعة لا تتأخري بالنوم مرة أخرى "
- " لن افعل الى اللقاء "

صعدت الشقة مع خطيبها .. دفعته على الكنبة و قبلته طويلا و فجأة تذكرت ما حدث معها بالامس بينها و بين جونيور ابتعدت عن مارك و رتبتت ثيابها اخذ ينظر اليها مبتسما ..و هو يمسح على ظهرها
- " ماذا فعلتي في غيابي ؟"
- " لا شيء"
اجابة سريعة لا تحمل أي معاني .. لقد خشيت سؤاله و اعتقدت بانه احس بشيء غريب من تصرفاتها ..
- " هيا لابد انك فعلت شيئا .. كالسهرات بالخارج و الرقص طول الليل مع اصدقائك .. "

نظرت اليه بريبة هل هو يعرف ما حدث بينه و بين جونيور ؟!
- " ماذا تقصد ؟ هل تلمح الى شيء يا مارك ؟"
- " لا ..ابدا يا حبيبتي .. انني اتساءل فقط فلقد سمعت آلي تقول لك ان لا تنامي متأخرة في الليل لذلك خمنت بانك كنت بسهرة جورج المعتادة التي تقام كل جمعة "


تنهدت بارتياح لسماع كلماته فابتسمت له و هي تبلع ريقها .. جورج .. لم لم تفكر بالامر ؟!!
- " اه صحيح كنت مع الاصدقاء كالمعتاد ..."
احتضنها ثم قال بصوت ليغويها
- " جيد.. و هل فكرتي بي ؟"
كذبت و قالت بشقاوة
"لا لم افعل "
اخذعها بين ذراعيه و ضمها بقوة و قبل رقبتها
- " احبك يا شقراء "




kokowa 02-07-08 02:11 AM


مرت الاسابيع و الشهور و جونيور يعمل بجد في شركة والده لقد مسك منصب والده بعد تخرجه من جامعة نيويورك قسم الهندسة المعمارية فقد غير في استراتيجية الشركة و عدل بعض الخطط و ركز على البناء الهندسي و المقاولات مما جعل اسهم الشركة تصعد و تزداد و اصبحت من الشركات التي تنافس المؤسسات الكبيرة و المشهورة طلع اسم الشركة كاكبر الشركات المنافسة و التي يديرها " جونيور جارسيس ديلفالي "..

قرأ ليو هذه المقالة في جريدة ( نيويورك تايمز ) فرح كثيرا عندما قرأ اسم ولده الذي يفتخر به امسك سماعة الهاتف و اتصل على المكتب ردت سكيرتيرته ..

- " شركة جارسيس ديلفالي للمقاولات و الهندسة المعمارية "
- " الو جريتا "
- " اهلا سيد ليو "
- " حوليني على ابني "
- " لك ما شئت يا سيدي "

رن الهاتف بمكتب جونيور فالتقط السماعة

- " نعم جريتا "
- " السيد ليو على الخط الاول "
- " دعيني اكلمه "
سمع صوت والده من بعد التكة .. كان صوته فرحا و مبتهجا
- " الو ... جونيور "
- " اهلا ابي "
- " هل قرات الجريدة ؟!"
- " لا ... لم ؟؟"
- " ان اسمك مكتوب في الصفحة الاقتصادية .. كم انا فخور بك يا ولدي "
ابتسم جونيور و شعر بشيء غريب
- " اه عرفت هل هي بخصوص اسهم الشركة؟! "
- " نعم نعم لقد احسنت صنعا و اصبحت افضل من ابيك "
- " لا ابدا انت هو الاصل انت من علمني "
- " ان مليسي تحضر العشاء اليوم احتفالا بنجاحاتك "
- " رائع اشكرها نيابة عني يا ابي .."
- " لا تتأخر على العشاء و الا زعلت منك .."
- " لن أتأخر لا تقلق "
- " نعم .. فيرو و خطيبها مدعوان ايضا .."
شعر بانزعاج و غضب
- " مارك ؟؟!"


- " نعم انك لم تقابله اليس كذلك ؟؟"
- " صحيح فأنا لم اره منذ ثمان سنوات .."

شتم بصوت منخفض و لعن ذلك المدعو مارك ..
- " ماذا قلت يا بني ؟"
- " لا شيء.. لا شيء.. سأتي على وقت العشاء و لن اتأخر "
- " الى اللقاء اذا "

اغلق سماعة الهاتف و قد غلبه الانزعاج و الضيق اكثر من امتداح والده له .. اشعل سيجارة و هو يفكر كيف سيواجه فيرونيكا بعد الذي جرى بينهم؟؟ و كيف يستطيع ان يرى خطيبها مارك و يصافح يده بينما يكن له العداء و الحقد؟؟ ..

مر الوقت كالبرق فوجد نفسه يقف امام منزل والده فتح الباب و دخل لاقاه والده بالترحيب الحار و ضمه الى صدره يهنئه على نجاحاته ..

كانت فيرونيكا ترتب نفسها و تلقي نظرة اخيره على مظهرها الخلاب لبست الفستان الاخضر القصير عاري الكتفين مزموم بالذهبي اسفل الصدر لبضفي عليها مظرها الانوثة الفائقة كما ارتدت قرطان ذهبيان و اسدلت شعرها الاشقر الذي يصل الى كتفها يلامسه برقة .. وضعت احمر الشفاة الفاقع و تكحلت باللون الاخضر و الذهبي .. مشطت رموشها الطويلة .. و وضعت عطر ليكمل زينتها ..
نزلت الدرج بخطوات واثقة فدخلت صالة الضيوف حيث يجلس جونيور بقميص بذلته الابيض رافعا كمي القميص و قد خلع ربطة العنق و فتح ازراره الثلاث الاولى و شعره مبعثر و كأن السهرة اليوم لا تعنيه فبدا شكله خطيرا على قلبها .. بلعت ريقها و اخفت توترها بابتسامة لا تحمل أي معنى قالت بمرح حتى تبين له بأنها نسيت ما جرى تلك الليلة
- " مرحبا "

ابتسم لها بطريقة ساحرة و قد انبهر بطلتها البهية .. وقف و تقدم ناحيتها بكل ثقة قرب شفتيه من اذنيها هامسا بطريقة يخبرها اذا انها نسيت ما حدث فهو لم يفعل .. تصاعد الدم الى وجنتها و ارجعت رأسها للخلف لكنه قال معلقا ..
- " اهلا و سهلا "
اغمض عينيه عندما استنشق رائحة عطرها و كانه يريد ان يتخيل شكل العطر على جسدها الابيض الناعم ..
رن جرس الباب فأسرع جونيور لفتحه قبل ان تصل فيرو إليه .. تذمرت و احست بالضيق من تصرفه الفظ فهي تريد ان يراها خطيبها اولا و ليس جونيور .. فتح الباب بمصرعيه و قال بصوت ساخر ..
"مرحبا مارك .. تفضل "
- " اهلا "
لم يعر مارك جونيور أي انتباه لان انتباهه و نظره و فكره كان مصوب على الفتاة التي ترتدي الاخضر و تقف خلف جونيور..
عبس جونيور و تنح عن طريق مارك الذي دخل و حمل خطيبته و عانقها ثم قبلها كان جونوير ينظر اليهم و الغيرة تشتعل في قلبه يريد ان يحطم رأس مارك و يبعده عن شفتي فيرو اللذيذتين الذي ينبغي ان تكون له ..
اغلق جونوير الباب بعنف حتى يبنه الاثنان بوجوده في الممر ..قفزت فيرونيكا من الصوت العال لارتطام الباب ..عندها ابتسم جونيور بنصر و دخل غرفة الضيوف صافح ليو مارك
- " اهلا يا مارك لقد تأخرت "
- " انا اسف يا سيد ليو لقد وقفت عند محل للحلويات لاجلب لكم هذه الكعكة الشهية "
ضمته فيرو و اخذت العلبة الكبيرة التي يمسكها بيده
- " هذا لطف منك "
قالت مليسي و هي تأخذ العلبة من فيرونيكا
- " هيا العشاء جاهز.. تفضلوا "
جلس الجميع على الطاولة التي يجلس على رأسها ليو و على يمينه جونيور و مارك.. و على يساره زوجته و فيرونيكا .. قال ليو و هو يفتح زجاجة الشامبين
- " اليوم نحتفل بشرب نخب نجاح ابني في عمله و ارتفاع اسهم الشركة عاليا "
رفع الجميع كؤوسهم و شربوا نخب جونيور
شعر جونيور بالغيرة من مارك الذي لم يكف يتغزل بفيرونيكا و يطعمها من صحنه و يسكب لها الطعام كان يريد هو ان يكون مكان هذا المتطفل حاول ان يقطع عليهم تغريدهم و تغزلهم ببعض فسأل مارك بمكر
- " اذن يا مارك و اخيرا خطبت فيرونيكا بعد اعجاب دام سنين طويلة "
- " اه جونيور انا اسف لانني لم اتحمد لك السلامة فأنا لم ارك منذ سنوات اعذرني فهذه المرأة شتت تفكيري ..اوليست ساحرة ؟؟!"
نظر جونيور اليها بتحد و اعجاب مما جعلها تنزل عينيها خجلا
- " اوافقك تماما "
ابتسم مارك و هو يمرر طبق اللحم الى مليسي ..
- " قل يا مارك ماذا تعمل ؟"
- " انا اعمل في شركة للاعلانات التجارية "
- " اه جيد.. اتمنى لك النجاح الدائم "
- " و انا كذلك .. لكنك نجحت في كل شيء تقريبا "
-" لا فهناك شيء لم اصل إليه بعد "
رمق فيرونيكا فهي المعنية بجملته الاخيرة .. لا تعرف لم شعرت بأن عودة جونيور إلى المدينة يهدد راحتها و استقرارها ..


بعد الانتهاء من العشاء حملت فيرونيكا الاطباق مع امها بينما ذهب الرجال ليدخنوا في الحديقة تركهم جونيور واقفين يتحدثون بامور لا تهمه و اتجه الى المطبخ حيث تقف فيرونيكا وحيدة تغسل الاطباق بينما ذهبت والدتها لاحضار الاطباق الاخرى ..
استند على المنضدة بالقرب منها فلم تلتفت إليه .. قال باستهزاء
- " انني ارى الحب في عينيه "
- " حقا؟! "
لم يهتم بسؤالها فأردف قائلا لكن هذه المرة اصبح جادا
- " لكنني لا ارى ذلك في عينيك الجميلتين "
شعرت بالغيظ فالتفتت إليه و قالت
- " و ما ادراك انت بما اشعر انا ؟!"
أجابها بهدوء و ثقة
- " لانني اعرف ما ارى "
- " انك واثق من نفسك كثيرا "
- " ليس بكثر ما انا واثق بانك لا تحبينه "
- " ان.. ...."
دخلت مليسي حاملة الكثير من الاطباق مقاطعة عليهم حديثهم فساعدها جونيور بحمل الاطباق و وضعهم في المغسلة حيث تقف فيرو التصق بها و همس باذنها
- " انقذتك مليسي مني هذه المرة "
توترت لقربه منها ابتعد عنها و انضم الى الرجال الذين يتناقشون بأمور الاعمال و الاستراتجيات و اسهم الشركة انضمت فيرونيكا و والدتها اليهم مع طبق التحلية اللذي احضره مارك جلسوا في الحديقة يأكلون التحلية و يتحدثون بأمور مختلفة تكلمت مليسي عن شقاوة فيرونيكا عندما كانت طفلة
صغيرة و انحرجت فيرونيكا كثيرا لما تخبرهم به امها من اشياء مضحكة و مفشلة كان مارك يضحك و ينظر اليها و يغمز لها بينما جونيور يبتسم بمكر و كأنها يتطلع إلى صفحات مذكراتها الخاصة .. و على الحديث عن الذكريات قالت مليسي لفيرو :
- " احضري البوم صورك يا فيرو "

صعدت الى الطابق الثاني حيث غرفتها القديمة وقفت على اطراف اصابعها تخرج الالبومات من مكانها فوق الرف العالي ... شعرت بوجود شخص يقف خلفها التفتت و اهتزت عندما رأت جونيور يقف مستند على الباب ينظر اليها اوقعت الالبومااضطربت فلم تستتطيع ان تقف أكثر على اصابعها فالتوت قدمها و سقطت على الارض و قد جرت معها الرف بأكمله لتقع الالبومات كلها .. تأوهت و هي تتفحص قدمها جلس على الارض ليتفحص رجلها لكنها ابعدت يده و صرخت بوجهه و الغضب يتطاير من عينيها
- " ماذا تريد يا جونيور ؟"
اقترب منها ليجمع الالبومات المتساقطة على الارض فتلامست ايديهم لالتقاط أخر ألبوم فثبتها على يدها رفعت رأسها لترمقه بنظرة غاضبة لتصطدم بعينيه التي تنظران إليها فاحصة و قال بصوت واثق و حنون جدا ..
- " انت "
جذبت يدها من أسفل يده و استقامت واقفة
- " ارجوك اتركني "
- " لا استطيع "
اقترب منها و جرها الى ذراعيه قبلها بعنف بينما هي تقاوم دفعته للخلف
- " اياك ان تجرؤ مرة اخرى "
- " و لم لا ؟؟ ..انت تريدين ذلك "
- " انك وقح و مغرور "
- " لا تكذبي على نفسك لقد تجاوبتي معي في اخر مرة و نسيت السيد بيللي خطيبك و ذهبت مع قبلاتي الى عالم اخر و لولا وجود الخاتم بيدك لاصبحت لي الان"
- " انت من يكذب على نفسه "
- " قولي ما تريدين قوله لكن قلبك يرفض ان يصدق كلامك "
- " انت لا تعرف شيئا "
ازاحته عن طريقها و نزلت الدرج مسرعه وضعت الالبوم بحضن مارك الذي رفع رأسه متعجبا ينظر اليها
- " هل أنت بخير يا عزيزتي ؟ لقد سمعنا صوت وقوع شيء "
- " نعم "
نزل بعدها جونيور بدقائق و جلس اماههم سكت الجميع و نظروا الي جونيور الذي استغرب منهم و قال معلقا
- " ماذا ؟"
قال له والده و هو يضحك
- " هل تحولت إلى مصاص للدماء يا بني ؟ "
حك رأسه مستغربا
- " ماذا تقصد يا ابي ؟"
توترت فيرو عندما شاهدت آثار حمرتها على طرف شفة جونيور السفلية فقامت من مكانها و دخلت الحمام عدلت حمرتها بل مسحتها كليا عن شفتيها ثم رجعت مرة اخرى الى الصالة حيث يجلس الجميع ..
اشار الاب على شفتيه فأخذ جونيور سكينة و وضعها امامه لينظر بها إلى شفتيه وجد اللون الاحمر مبعثر على طرف شفته السفلى فأخرج لسانه و لعق ما تبقى من لون و هو ينظر الى فيرونيكا بنظرات شيطانية تشع بالشرر ابتلعت ريقها و جف حلقها و فمها .. كاد التوتر يفضحها ابتسم جونيور لهما
- " لابد انني شربت من كأس فيرو بالخطأ"
كانت كلماته الاخيره لها اكثر من معنى او معنى واحد يختص بفيرونيكا ...
جلست فيرونيكا تستمع الى احاديث مارك و جونيور المتعلقة بالاعمال لم تكن تنظر الى جونيور خشية ان يعرف شعورها تجاه قبلته العنيفة التي ترك أثرا في نفسها .. بينما هو لم يعرها أي انتباه ..
بعد الحديث المطول قام مارك من مكانها مستعد للذهاب امسك بخصر فيرونيكا و قال
- " هل تمانعون اذا اخذت هذه الحسناء معي ؟"
نظر جونيور اليها بخبث و قال
- " لا..ابدا فهي خطيبتك اليس كذلك ؟!"
- " صحيح و من ينسى ذلك .. يجب ان نذهب اراكم لاحقا "
- " الى اللقاء "
ذهبت فيرونيكا مع خطيبها الى شقته حيث قضت الليل كله بالتفكير في جونيور لم تستطع ان تنام فخرجت الى غرفة الجلوس و اخذت الهاتف واتصلت على جولي تخبرها بما حدث اليوم و كيف احرجها جونيور و تبعها الى غرفتها وقبلها لكنها دفعته ...
- " يا الهي انه يحبك "
- " لا انه لا يحبني يا جولي الا ترين ذلك ؟"
- " بل ارى بانه متيم بك و يشعر بالغيرة العمياء "
- " لا مستحيل ان جونيور يحب ان يسيطر على من حوله كما ان له اشياء خفية "
- " ماذا تعنين ؟!"
- " اعني بأن جونيور لم ينتهي من انتقامه "
- " يا فيرونيكا ان الانتقام شيء قديم و جونيور الان رجل عاقل و يختلف كثيراعن جونيور القديم المراهق "
- " لا ابدا ان الحقد في قلبه كبر معه و يريد ان ينتقم مني بأن يفرق بيني و بين مارك ليحطم قلبي فتنكسر امي "
- " لا اصدق بان جونيور يفعل ذلك "
- " صدقيني هذا ما رأيته "
- " لا اعتقد "
- " اذا كيف تفسرين تصرفاته الوقحة؟؟ "
- " افسرها على انها حب و عشق وغيرة "
- " لا يا جولي استيقظي من اوهامك جونيور يريد الانتقام مني و من امي اني ارى ذلك من عينيه لكنني لن اسمح له "
- " ماذا ستفعلين اذن؟"
- " اممم ... سأقيم حفلة لخطبتنا انا و مارك ادعو فيها الاهل و الاصدقاء "
- " هل هذه خطة يا فيرو "
- " لا لم انتهي ... سأعلن عن موعد زفافنا في الحفلة هذه "
- " لا يا فيرو لا تستعجلين "
- " و لم لا ؟! انا اريد مارك و هو يريدني و ساكسر بزواجنا عين جونيور "
- " هكذا اذن .. لكن..."
- " جولي سأخبر مارك بالاحتفال و سيوافقني "
- " لا استطيع ان امنعك لكن خطتك لا تعجبني "
- " انها تعجبني انا "
- " كما ترين .. فيرو النقاش معك لا ياتي بنتيجة اريد ان انام فقد تاخر الوقت كثيرا "
- " حسنا إلى اللقاء "
اغلقت سماعة الهاتف و دخلت الفراش لتنام بهناء بعد الخطة التي وضعتها ...

في الصباح اخبرت فيرونيكا مارك عن الحفلة التي ستقيمها بإحدى الفنادق بمناسبة خطبتهما و التي ستعلن فيها موعد زفافهما
- " فكرة رائعة يا حبيبتي "
- " كنت اعرف بانك ستقف معي ان جولي تعتقد باننا نستعجل الامور "
- " لا ابدا فانا اريدك زوجتي اليوم و غدا و كل وقت "
قبلته على رأسه
- " لكننا لم نحدد وقت الزفاف يا حبيبيتي "
- " دع الامر لي يا عزيزي "
- " كما تريدين يا حلوتي لك زمام الامور "
شعرت بالاطراء لانه يثق فيها كثيرا ..
- " يجب ان اذهب فلدي اعمال كثيرة يجب ان انهيها اراك لاحقا "
- " اعتني بنفسك "
- " سأفعل الى اللقاء "

خرجت و اتجهت الى متجرها كانت تبحث عن بعض التصاميم لفستان العرس وجدت فستان كانت تحلم به منذ ان كانت صغيرة كان الفستان رائعا من الدانتيل الابيض الذي يلتصق بالجسم و يمتد كالذيل خلفها و طرحة توضع على رأسها كالاميرات حلمت قليلا بهذه اللحظة و اخرجت التصميم و ذهبت الى السوق لتشتري القماش فتعمل عليه حتى يحين موعد زفافها...

kokowa 02-07-08 02:12 AM

-14-


وقفت فيرونيكا بالقرب من خطيبها و زوج المستقبل مارك تستقبل الضيوف بفستانها البرونزي الذي يشبه لبس امبراطورات الروم ملفوف عل جسدها الرشيق و رفعت شعرها و وضعت مشبك برونزي يليق بفستانها الحريري كانت رائعة و جميلة وقف مارك ببذلتة السوداء التكسيدو بكل شموخ و فخر يستقبل الضيوف مع خطيبته .. حضر اغلب المدعوين الا شخص واحد هو الاساس في اقامة هذا الحفل .. تلفتت فيروينكا تبحث عنه لكنها لم تجده ...

اخذها مارك بين ذراعيه يراقصها و يدور بها مستمتع بوجودها قربه لكنها لم تشعر بالسعادة التي يشعر بها مارك لسبب معين هو أن جونيور لم يبان له آثر .. و بدل من أن تجد جونيور وجدت شخصا آخر رقص قلبها فتركت يد مارك و ركضت لتحتضن صديقتها كارلا
- " كارلا يا حبيبتي ... شكرا لانك لبيتي دعوتي "
- " و هل أنساك يا فيرو في يوم كهذا "
- " آه يا عزيزتي كم اشتقت اليك "
- " و أنا كذلك .. اخبريني عنك ؟ مارك ها ؟؟ "
- " انه النصيب .. ماذا عنك؟ ارى بأن بطنك قد كبر كثيرا .. هل هو صبي ؟ "
وضعت يدها على بطن كارلا و هي تسألأها
-" نعم كيف عرفت ؟ "
- " مجرد شعور فحسب .. انني اريده لابنتي"
ضحكتا للتعليق اللطيف ..
" لقد علمت بان جونيور قد عاد إلى المدينة "
اظطربت لكنها اصنطعت عدم الاكتراث
" نعم .. انه يدير شكرة جارسيس ديلفالي "
اردات أن تسألها سؤالا آخر لكن مارك قاطعهما
" آسف يا كارلا سآخذ خطيبتي الان "
فصعد مارك على المسرح و اخذ الميكرفون و جذب فيونيكا معه ..
تلفتت تبحث عن جونيور مرة اخرى فلمتحه يتكلم و يضحك مع جاك و اليكس هنا ابتهجت عندما راته فاليوم ستجعله يشعر بخيبة الامل لعدم تحقيق و اتمام انتقامه ....

- " واحد اثنان ثلاثة ....انا اجرب الميكرفون ليس الا .. يبدو بانه يعمل جيدا لان الجميع انصت الي و هذا جيد .."
ضحك الحضور لتعليقه الظريف ..
".في يوم الجمعة اول الشهر القادم سيكون زفافنا انا و فيرونيكا الجميلة في نفس القاعة هذه اذا حضرتم يكون الميكرفون يعمل جيدا و اذا لم تأتوا فلن ادفع ثمن الفرقة الموسيقية فما قولكم ؟!"

ضحك الجميع.. فصاح ليو معلقا و هو يقهقه

- " سنحضر بكل سرور لكن بالله عليك ادفع للفرقة الموسيقية فقد بذلوا جهدا رائعا اليوم "
صفق الجميع للفرقة الموسيقية التي عزفت مقطع صغير .. ثم صعد جاك على المسرح و اخذ الميكرفون من مارك ..

- " ان هناك خبر آخر و هذه المرة انا الي سأعلنه "

انصت الجميع لجاك الذي نزل و جر جولي لتصعد معه سمع الناس يتهامسون ( ماذا يفعل ؟ من هذه الجميلة ؟ لم يأخذها الى المسرح ؟!)

- " بهذه المناسبة السعيدة لخطبة مارك و فيرو اشرب نخبهم "
رفع الناس كؤوسهم و شربوا نخب المخطوبين مع التصفيق و صيحات التهليل ..

- " لكن هذا ليس السبب الوحيد لاعتلائي المسرح هذا "

ثم نزل على ركبتيه و اخرج خاتم من جاكيت بذلته السوداء فتحت جولي عينيها بدهشة ضحك جونيور
" اللعين ..."
فهو لم يتوقع ان يكون جاك رومانسي استغربت فيرو و شعرت بالسعادة لجولي لكن بالحزن لنفسها لسبب ما هو أنها .. خشيت حتى من قول الكلمة التي اعتادت قولها لنفسها مرارا و تكرارا بأن جونيور هو حبها الوحيد ..

- " جولي يا حبيبتي انتظرت طويلا هذه اللحظة و تدربت كثيرا لطلب يدك و مع ذلك لم أجد الطريقة المناسبة لاخبرك بما اريده .. فهل تقبليني زوجا محب لك ؟! "

اغروقت عينا آلي بالدموع عندما شاهدت مشهد صديقتها و ابنة خالتها تنخطب امام مرأى الجميع..
بكت جولي و هزت رأسها ايجابا فوضع جاك الخاتم بإصبعا و حملها بين ذراعيه و قبلها صفق الناس لهذا المشهد الذي يبدو كمسرحية عاطفية او ما يشابه ذلك .. صفقت كارلا و صاحت
" ما هذا اليوم الرائع .. أغيب لسنة عن لوس أنجلوس .. فأرى بأن الجميع قد خطب و تزوج "
ثم التفتت الى آلي و لكزتها
" و متى سنسمع خبر خطبتك أنت ؟"
ضحكت آلي و نظرت إلى أليكس ..

هنات فيرونيكا جولي و جاك و اعتذرت من كارلا بأنها ستتصل بها غدا و يتفقان على الخروج معا قبل أن تعود إلى سان دييغو ..
سحبت فيرونيكا نفسها عن الحضور و خرجت إلى الشرفة تبكي حضها العاثر كما تفعل دائما فسلاحها هو البكاء الذي لا تملك غيره .. شعرت بيد تربت على كتفها التفتت دون ان تنظر و القت برأسها على صدره تبكي لم يصدق ما يحدث بادلها العناق وقربها اكثر يمسح على ظهرها العاري و احس بان هناك شيء يضايقها فهمس لها بصوت كله رقة ..
- " ما بك يا فيرونيكا؟"

سمعت صوته فابتعدت عنه فجاة و انزعجت فاشاحت بوجهها تمسح دموعها. . ضحك ضحكة متألمة بصوت خافت يستهزأ على الموقف و اللحظة التي مرت ..
- " اعتقدتي باني مارك اليس كذلك ؟"

لم تجبه حتى لم تتعب نفسها بالنظر إليه كانت تصد عنه فاقترب منها و همس باذنها من وراء ظهرها .. فسرت ذبذبات صوته العذب على جلدها .. و اغمضت عينيها تستمتع بهذه اللحظة المثيرة ...

- " لقد اتيت لأبارك لك و اهنئك و اتمنى لك حياة مليئة بالسعادة مع من تحبين "
ثم دار ليبتعد عنها لكنها اوقفته
- " جونيور ..."
وقف ..ليتها لم توقفه لترى نظرات الالم في عينيه ..
- " شكرا لك "

خرج دون ان يعلق و ذهب بعيدا عنها احتاجت لان تتحدث معه و تعرف شيء مما يخفيه فلقد شعرت بانها أخطأت بحقه دون سبب و لا تعرف لم جعلها صوته الحزين أن تشعر بالذنب ؟! هل هو حقا يريدها لانه يريدها ؟ ام انه يريدها كي يحطم قلبها ؟ انها تحتاج لان تعرف الحقيقة و منه دخلت القاعة تبحث عنه بعينيها لكنها لم تر أي اثر له.. اقترب مارك منها


- " عن ماذا تبحثين ؟"
التفتت تنظر اليه
- " لا احد يا عزيزي ..اني ابحث عنك "

ضمته و هي تتذكر جونيور و صدره المريح الذي القت برأسها عليه لقد احست منذ الوهلة الاولى بأنه جونيور الذي احتضنها عندما شمت عطره لكنها شكت بالوضع الغريب فماذا يفعل جونيور هناك هذا ما فكرت به ؟؟ ...



خرج جونيور غاضبا من الحفل لبرود فيرونيكا معه انها لا تحبه و لا تهتم به و لا تريد أن تكون معه فلم يذبح نفسه من اجلها بعد فوات الامر .. يجب عليه ان يتقبل الامر و يتكيف حتى يستطيع أن يعيش .. و كيف له ان يعيش و هي في احضان رجل آخر ؟؟ لقد صمد بما فيه الكفاية لثمان سنوات و هي لا يعرف ان كان سيصمد بعد ثمان ساعات حتى ...
اتجه الى البار جلس على الطاولة و طلب من النادل كأسا من الشراب شرب واحد و اثنان و ثلاثة .... شرب كثيرا دون ان يشعر ...شرب حتى الثمالة ...


انتهى الاحتفال و جلس الاصدقاء المقربون بعد مغادرة الجميع على مائدة واحدة يتحدثون عن الحاضرين و عن الفساتين و جمال هذه و فظاظة هذا و الى اخره و عن الفرقة الموسيقية و ابداع جاك في طلب يد جولي التي لم تكف من تقبيله طيلة السهرة و بالطبع رحب هو في الامر ..
تصاعد رنين هاتف جاك فاستغرب للمتصل الغريب في هذا الوقت ..
- " الو "
- " سيد جاك "
- " نعم انا هو "
- " هل تستطيع ان تاتي الى بار جورج "
- " من يتحدث ؟"
- " انا نادل اعمل في بار جورج "
- " حسنا و لم تريديني ان آتي؟ "

انصت الجميع الى جاك و هو يتحدث تبدلت ملامحه الى القلق فتسرب قلقه الى الجميع

- " يوجد رجل هنا ثمل جدا و اعتقد بانه نائم على احدى الطاولات "
- " و ما خصني انا بهذا الرجل ؟"
- " اعتقد بانه قريب لك او صديقك لانني رأيت اول اسم في هاتفه الجوال فاتصلت"
- " هل تستطيع وصفه "
- " اعتقد انني استطيع ... انه رجل طويل و عريض في اواخر العشرينات يلبس بذلة سوداء له شعر بني ..."
لم يكمل كلامه لان جاك صاح قائلا
- " اه يا الهي.. انه جونيور.. سآتي حالا"
اغلق الهاتف و استقام واقفا فوقف الجميع معه ينتظرون اجابة لتساؤلاتهم فالامر يتعلق بجونيور
- " ماذا يجري ؟"
سألته جولي بقلق و هي تمسك بطرف معطفه
- " انه جونيور ... ثمل .. و نائم .. في بار جورج ... هيا يا اليكس "

توترت فيرو عندما سمعت اسمه انها السبب لقد رأت نظرة الالم في عينيه عندما ابتعد عنها و اخطأت عندما ظنته مارك ... وقف مارك ليذهب معهم

- " هل آتي معكم ؟"
- " لا يا مارك ...شكرا لك .. لكن ارجوك اصطحب الفتيات معك الى شقتهم "
- " حسنا سأفعل "
قالت آلي : " اتصلا و اخبرانا حتى نطمأن"
- " سنفعل الى اللقاء"
خرج الاثنان متجهين الى بار جورج حيث جونيورهناك ثملا .. دخلا فوجداه نائم و هو جالس مكانه لكنه ثنى ظهره على الطاولة التي امامه .. رفعه جاك و وضع ذراع جونيور فوق كتفه بينما وضع اليكس الذراع الاخرى على كتفه .. القى جاك بنقود على الطاولة و شكر النادل الذي اتصل

- " يا الهي كم هو ثقيل "
قال اليكس متذمرا و هما يجران جونيور الى السيارة و اخذاه الى شقته القاه جاك على الفراش اخلعه حذائه و جلسوا معه حتى الصباح...

فتح جونيور عينيه بتثاقل تثاءب و احس بصداع قوي في رأسه وضع يده على رأسه يوقف الالم نظر الى الساعة .. انها تشبه الساعة في منزلي .. استغرب وجوده في المنزل فهو لا يتذكر شيئا مما حدث بالامس ..

- " لقد استيقظت و اخيرا "
- " ماذا يجري يا اليكس ؟ لم اشعر بصداع قوي ؟ "
- " قصة طويلة لكن اخبري انت ماذا يجري ؟"

استقام بجلسته و أحس بان رأسه أثقل من كرة بولينغ عبس و ضغط بيده على جبهته
- "آه .. ماذا تقصد؟"
- " لم خرجت من الحفلة و اختفيت في احدى البارات و شربت حتى الثمالة "

تذمر جونيور فوقف لكنه جلس مرة اخرى اذ شعر بدوار في رأسه لكن أليكس اللحوح لم يعرف أن يسكت دون ان يتلقى إجابة من ذاك الغريب الاطوار
- " لم تجبني يا جونيور "

هب جونوير في وجه أليكس صارخا بصوت عال في غضب

- " لم ارد ان ابقى.... لم ار لوجودي معنى "
استغرب أليكس انفعال جونيور المفاجيء
- " ماذا تقول هل جننت كيف تقول ذلك ؟ انت تعنينا "
- " هل هذا صحيح يا اليكس ؟؟!! اذا لم لم تتصلوا تسألون عني اين انا ولم خرجت ؟ ألأم تفتقدوني ؟ ؟! "


دارت عينا ألأيكس يبحث عن إجابة لكنه لم يجد إلا تلك الكلمات و هذا هو الواقع
- " لاننا كنا لاهين يا جونيور "
ضرب الهواء و قد هدأ قليلا لاعتراف أليكس
- "ها .. أ رأيت ؟؟ "
تضايق منه و من انفعاله
- " لا اعرف ماذا يجري لك يا جونيور ؟!"
- " و لن تعرف "

قام من فراشه و اتجه الى الحمام صفق الباب بقوة و اخذ حمام بارد سريع لينتعش نزل الماء البارد على جسده يذهب كل شعور بالغضب والحقد فينزل مع الماء ... خرج و غير ملابسه ليرتدي قميص و بنطال مريح ..
جلس على طاولة المطبخ يحاول ان ياكل الخبز المحمص مع المربى الذي امامه .. لكنه لا يشعر بشهية للطعام .. فوضعه في البراد و اشعل سيجارته و اخذ ينفثها بعصبية لم يستطع ان يجلس هكذا دون ان يفعل شيء ... يفعل أي شيء ليبطل ذلك الزواج ..فيرونيكا له هو و ليست للمدعو مارك انها لا تحبه انه يرى ذلك في عينيها يشعر بذلك حين تقبله و تتجاوب مع قبلاته لكن شيئا لا يعرفه يمنعها من ان تحبه .. يريد ان يعرف حقيقة مشاعرها المتضاربة حتى لو فعل المستحيل ....


مرت اسابيع على الحفلة و على ما حدث اخر مرة .. و اجتمعت فيرونيكا بكارلا صديقتها و تحدثتا معا عن ما حدث في سنة بغيابها .. و ثم ودعتها ثاني يوم في المطار و أخبرتها بانها ستاتي إلى سان دييغو لتكون بجانبها في الولادة ..
" الى اللقاء يا فيورنيكا .. لا تنسي أن ترسلي صور زفافك .. فلن أستطيع ان ىتي لاني سأكون ثقيلة جدا و لن يسمح لي بركوب الطائرة "
" سأفعل يا عزيزتي لا تقلقي "
مرت الليالي و جونيور يفكر بفيرونيكا يوميا لا تمر ساعة دون ان تصاحبها صورة فيرونيكا و هي تبتسم كان يضغط على نفسه بالعمل يحاول ان ينساها فتخرج له بين الصفحات و الاوراق و اذا ابعد الاوراق كان يراها في قهوته فيتوقف عن شربها و يراها تجلس امامه عندما يجلس في المطبخ فيعرض عن الطعام حاول ان ينساها بشتى الطرق لكنها تحتل كيانه و تكبل تفكيره بأسوار و تقفل على قلبه بقيود من حديد لا يستطيع كسرها انها موجوده في كل قطعة من جسمه ... و في يوم لم يستطع جونيور ان يتحمل عدم رؤيتها كان يبذل جهدا كبيرا في نسيانها .. ضعف كثيرا و لم يعد يهتم بمظهره الخارجي .. كرس نفسه بالعمل و نسي الاهتمام بنفسه لم يستطع ان يجلس و يقلب الاوراق لينظر الى خيالها.. فقام من مكتبه و اخذ مفاتيح سيارته و خرج ....
\ كان يجول في الطرقات لا يعلم وجهته يقود سيارته بسرعة جنونية بغير وعي منه مر على متجر فيرونيكا اوقف السيارة على الجهة الاخرى و تخفى بنظارته الشمسية و قبعة بيسبول حتى ينظر اليها و هي تتكلم مع الزبائن و تحمل بعض الازياء و تختار فساتين كانت تبتسم و يبدو عليها السعادة و هي تقوم بالشيء الذي يرضيها .. اخذ ينظر الى ابتسامتها الساحرة انه يعشق ابتسامتها و لا يشبع من النظر إليها.. احست بان هناك من يراقبها فرفعت بصرها و نظرت ناحيته انطلق بالسيارة مبتعدا عندما لمحته من بعيد يحدق فيها .. وقفت مستغربة و شعرت بالخوف تغيرت ملامحها و لم تعد تسمع صوت زبائنها كل ما كانت تسمعه هو صوت تفكيرها يقول لها ان جونيور مقدم على عمل خطير فلماذا اذا كان يراقبها ؟؟ ساورها الشك و القلق واضطربت..

- " فيرو هل انت بخير ؟"
سألتها بيتي مساعدتها عندما رأت ملامحها قلقة
- " لا ...لست بخير .. اشعر بتوعك انا اسفة يا بيتي اريد ان اذهب الى المنزل "
- " اذهبي .. ارتاحي .. فانت شاحبة"
- " اراك لاحقا الى اللقاء بيتي"

خرجت مسرعة و اتجهت الى شقة مارك دخلت و اقفلت الباب خرج من غرفته مستغرب وجودها في هذا الوقت من الصباح..

- " ماذا تفعلين هنا يا حلوتي ؟يفترض ان تكوني بمتجرك ... هل انت بخير؟؟؟"
- " اشعر بصداع قوي فلم استطع ان اكمل عملي و اقابل زبائن "
ااحتضنها و قبل جبينها
- " يا حبيبتي .."
لا تعرف لم اشمأزت منه فابتعد بسرعة و قالت
- " لا باس يا مارك انا بخير اريد ان انام قليلا "
- " حسنا اذا ارتاحي بينما اذهب الى العمل ثم ارجع و نخرج معا نتعشى ما رأيك ؟؟ "
هزت رأسها موافقة
" فكرة رائعة سأكون بانتظارك "
قبلها و خرج الى عمله ..
اخذت الهاتف و اتصلت على جولي في عملها ..
- " الو "
- " جولي .."
- " فيرو ماذا؟؟ ليس من عادتك الاتصال علي في العمل .. هل أنت بخير ؟!"
قالت لها بلا مقدمات ..
- " لقد رأيت جونيور كان يراقبني من نافذة سيارته ..لا اعرف ماذا يريد لكن منظره و هو يحدق بي افزعني كثيرا فلم اعد استطيع ان اقف على رجلي .. ما أن رأيته حتى انطلق بسيارته مبتعدا .. يا الهي يا جولي لا اعرف ما ينوي فعله .. "
- " ماذا تعتقدين؟"
- " لا اعرف يا جولي لا اعرف "
- " اهدئي لا بد انه مر من نفس الطريق "
- " لا اعتقد يا جولي اقول لك لقد كان يحدق بي بنظرات غريبة انه يضمر الشر لقد قلت لك جونيور حقود يريد ان ينتقم مني وسيحاول ان يوقف الزفاف بأية طريقة "
- " فيرو ابتعدي عنه كلما رأيته و لا تتجادلي معه "
- " انا لم اره منذ ثلاثة اسابيع "
- " حسنا اذا قابلتيه مرة اخرى تجاهليه "
- " سأفعل بكل تأكيد "
- " هل ارتحتي الان؟ "
- " قليلا لكن لا تقلقي علي سأكون بخير "
- " جيد سأمرلاراك لاحقا.."|
- " لا سأخرج مع مارك على العشاء .. اسفة .. شكرا"
- " رائع اذا تمتعي بوقتك و انسي جونيور و نظراته "
- " شكرا جولي كثيرا لا اعرف كيف اعيش من دونك "
- " لا تفكري بالامر انا متأكدة انك لن تستطيعي ان تعيشي بدوني "
ضحكت رغم قلبها المتحطم
- " هذا صحيح ... الى اللقاء "
- " الى اللقاء يا عزيزتي "

وضعت الهاتف مكانه وتمددت على الكنبة تنتظر رجوع مارك ليأخذها للعشاء لم تستطع ان تبعد منظر جونيور بسيارته و هو يرمقها عن بالها .. إنها ترفض أن تصغي لقلبها .. و ترفض التفكير في أنه قد يكون اشتاق لها و يريد أن يراها أو لعله أراد ان يطمأن عليها ...
مرت الساعات و كأنها سنوات و هي تنتظر مارك على الكنبة ..بعدها دخل
- " كيف حالك الان يا عزيزتي؟"
- " انا بخير .. ماذا عنك ؟"
- " كنت قلقا عليك لم لا تجيبين على الهاتف ؟"
- " اسفة لم اسمعه "
- " لا بأس... هل نذهب؟؟"
- " كما تريد "

حملت حقيبتها و خرجت معه الى مطعم في الحي الصيني تناولت عشاءا لذيذا نست همومها استمعت إلى نصيحة جولي فنست جونيور .. و ضحكت و استمتعت بالجو الجميل والسهرة الممتعة ...
بينما جونيور يحترق في الوحدة و في ظلام شقته يفكر بحبيبته التي طارت كالحمامة و لم تعد ....

kokowa 02-07-08 02:14 AM

-15-


مرت ايام لم ير جونيور فيرونيكا و لم يسمع عنها أي شيء كان هو يريد ذلك حتى ينساها خاصة بعد العمل الغبي الذي قام به عندما ذهب ليلقي بنظرة عليها و هي تعمل في المتجلر ..
انخرط في اعماله يختبيء بها و يبتعد عن جميع اصدقائه ليتفادى تعليقاتهم الجارحة و تساءلاتهم عن سبب هدوءة المتواصل و السبب في فقده وزن كثيرا و إهماله بنفسه .. و كيف يجيبهم .. هل يخبرهم بأن يحب فيرونيكا و يتعذب بسببها ؟ و ماذا سيفعلون اذا اخبرهم ؟ هل سيأخذونها من خطيبها و يلقوها جبرا في احذان جونيور ؟! ...
اتصل جاك و اليكس على والد جونيور ( ليو ) يخبرونه عن تصرفات ابنه الغريبة و انه تغير كثيرا في الاونة الاخيرة فلا يرد على اتصالاتهم و لا يزورهم الا قليلا و لبضع دقائق فقط .. طمأنهم ليو بأنه سيحاول ان يتحدث مع ابنه و يفهم منه الاسباب اللتي تبعده عن الجميع و حتى عن ابيه لكن جونيور اجاب بانه مشغول و لا وقت لديه للهو .. حاول الاب ان يغير من رأيه و يحثه على اخذ اجازة لمدة اسبوع يرتاح فيها من العمل و يقضي وقتا اكثر مع عائلته و احبابة .. لكن جونيور اصر على انه لا يريد ان يجتمع بأحد في هذا الوقت الذي تكثر فيه الاعمال .. كما انه لا يشعر برغبة في اخذ اجازة للراحة و الاستجمام .. رضخ الاب لرأي ابنه مؤقتا ريثما يجد خطة افضل يقنع بها ابنه على الاجتماع بأصدقائه و عائلته من جديد ...

كان جونيور مشغول ببعض الاوراق الرسمية في مكتبه عندما اتصل والده على هاتفه الجوال و ليس على المكتب ..
- " اهلا ابي "
- " كيف الحال يا جونيور ؟"
قهقه و قال بصوت مرح حتى يشعر والده بأنه بخير
- " مازلت على قيد الحياة "
- " جيد اذا ستاتي إلى الحفلة التي ستقام غدا على شرفك "
ذهب المرح
- " اية حفلة يا ابي؟؟ "
- " انا لم احتفل بك من قبل و افتخر بك امام اصحابي و اقول بأن لي ولد رفع اسم شركتي عاليا و رفع رأسي حتى ارتطم بالسقف "
يفترض ان يضحك لكنه اعترض و قال بانزعاج
- " ابي ارجوك لا اريد شيئا لقد سئمت الاحتفالات"
- " لقد قمت بتنسيق كل شيء و ستأتي او ستخيب ظني فيك "
- " لكن ابي..."
- " ماذا يا جونيور ؟ أريد ان افرح فيك و لو قليلا و اقيم حفلة لمرور سنة على حصولك شهادة الدكتوراة و استلامك منصب المدير العام لمؤسسة غارسيس ديلفالي "
لا يريد أن يزعج والده و يمنعه من فرحته فقال ذاعنا

- "حسنا ... كما تريد يا ابي سأحضر و استقبل الضيوف و لن اخيب ظنك "
- " رائع هذا جونيور ابني الذي اعرفه "
- " أتامرني على شيء اخر "
- " نعم .. اريدك ان تنسى العمل قليلا و ترتاح"
- " سأفعل .. قريبا جدا ... اذا اراك غدا يا ابي الى اللقاء "

قالها حتى ينهي المكالمة ..اغلق سماعة الهاتف و تنهد ليو لنجاح خطته ...بينما جونيور كان يتذمر لانه سيظطر لان يقابل فيرونيكا و يراها مرة اخرى بين احضان رجل اخر رجل و قد ذهب عذابه سدا في تجاهلها و الان سيعود كل شيء إلى نقطة الصفر .. فهي لا تشعر تجاهه بشيء و هذا ما يحرق جونيور و يجعل النار تغلي احشائه ...

وقف امام المرآة ينظر إلى الشخص الجديد الشخص الذي لم يعد يعرفه شخص كئيب استسلم بضعف دون ان يقاتل وقف ينظر و هو يشعر بالغثيان من صورته الجديدة احكم ربط ربطة العنق و نزل ليستقبل الضيوف مع والده .. حضر اغلب المدعويين تقريبا .. كان يامل ان لا يقابل فيرونيكا مع مارك و الا سيقوم بشيء يندم عليه ...

دخلت بلباسها الملفت للنظر بجمالها الآسر كانت ترتدي فستان اسود يزحف خلفها يظهر جمال قامتها و يكشف عن ظهرها و رقبتها و جزء من صدرها الذي زينته بعقد ألماس يبرق و يكسر العين رفعت شعرها للأعلى و وضعت دبوس ماسي ..
بلع جونيور ريقة و شتم بصوت خافت فهو لن يستطيع ان يقاوم هذا الجمال الباهر..
مشت بكل ثقة و كأن العالم يقع تحت سيطرتها و كأن الرجال كلهم اسراها ..
كانت تتأبط ذراع مارك الذي دخل بشموخ و كبرياء و من يلومه و هذه الحسناء تلتصق به و كانه يقهر جميع الرجال و يسخر منهم يقول انها لي انها لي وحدي و مت يا جونيور من الغيظ ..
صر جونيور على اسنانه دون ان يبتسم لهما و هو يصافحهما من غير مشاعر و ببرود تام حتى بـأنه تجاهل نظرات فيرنيكا التي كانت تحدق به ..
-" مبروك جونيور "
" اهلا .. شكرا لكما "
جذب يده بسرع ليضافح الناس الداخلين خلفهما و بدا منشرحا أكثر .. استغربت لجفاءه الغير معتاد و لقد أثر ذلك على نفسيتها حتى أنها تركت ذراع مارك ..

بعد أن استقبل اغلب الحاضرين مع والده انضم الى المدعويين و قف مع بعض الرجال يشرب معهم و يجيب عن تساؤلاتهم مرة يضحك و مرة يبتسم لكن قلبه متألم و منكسر ..على الرغم من وقوفه مع المدعوين و التسامر معهم إلا أن عينيه لم تفارقها ابدا تتبعانها اينما ذهبت ... احس برغبة بالذهاب إليها و اخذها بين يديه و تقبيلها .. أو فقط أن يسمع صوت ضحكتها التي يسمعها بصوت خافت من مكان وقوفه .. لم تنتبه إلى نظراته و هذا ما جعله يرتاح في النظر إليها ..

فجأة شعر بيد انثوية تغلق عينيه و تهمس باذنه ..
- " من انا.. يا وسيم ؟؟"

انه يعرف هذا الصوت و هذه اللمسه الانثوية ..مسك يديها و التفتت فابتهج انها المرة الاولى التي يبتهج فيها منذ حفلة فيرونيكا الاخيرة ...

- " يا الهي يا جين اشتقت لك .. "
عانقها بحرارة و أغمض عينيه حتى يتذكر آخر مرة رآها فيها كانت في اليوم التالي لحفلة تخرجهم عندما ساعدها على حمل اغراضها .. أي قبل خمس سنوات تقريبا .. و هي ايضا اشتاقت للمساته و عناقه و قبلاته التي لن تحصل عليها بعد .. فقد اتفقا على ان يبقيا صديقين و يرسالا بعضهما البعض في البريد الالكتروني ..

- " الم تاتي الكسندرا معك ؟"
- " بلى انها هناك تبحث عنك و لا تعلم بانني وجدتك قبلها "

رفع يديه يلوح لالكسندرا اللتي اتت مسرعة فلفتت انتباه فيرونيكا لانها هي المرأة الوحيدة السمراء بين الجموع و اعتقدت للوهلة الاولى بأنها نيومي كامبل عارضة الازياء ..
اقتربت فيرونيكا منهم و حاولت ان تصغي لكن مارك يشوش عليها و يحجب عنها الصوت حاولت ان تقترب اكثر لكنه اخذها و رقص معها ...

صرخت ألكسندرا و هي تحتضن جونيور بقوة و لكزته بذراعه و هي تضحك
- " لقد اصبحت نحيفا و وسيما اكثر من قبل هل الحب يفعل كل هذا ؟"
استغرب سؤالها فهو لم يخبرها بأنه يحب أحدا من قبل .. أو لعل جين اخبرتها بما قاله لها ...
- " أي حب ؟؟"
شعر بان ليس من الجدوى أن يدخل في مواضيع حساسة لذلك غير الموضوع و بدا مرحا
- " ما هذه المفاجاة السعيدة "
سألها و هو يضمهما من جديد بين ذراعيه كما يفعل دائما .. جين باليمين و الكسندرا باليسار ..
اجابته جينفير و هي تنظر الى جونيور بإعجاب .. إنه فعلا وسيم جدا .. آه لو يكون لها .. إنها تريد أن تقابل تلك الفتاة التي حظيت بقلبه لكن ليس من الاصول أن تسأله بذلك فلقد وافقته على أن يبقيا أصدقاء فحسب ..

- " سعيدة للغاية "
- " كيف ؟؟ اقصد .. من .."
لم يعرف كيف يسألهم عن سبب وجودهم هنا ؟ و كيف عرفا بأمر الحفلة ؟ لانه مازال مدهوش لرؤيتهما لكن جين فهمت مايريد ان يقوله فأجابته

- " لقد ارسل جاك لي رسالة في البريد الالكتروني و اخبرني بان هناك حفلة ستقام على شرف جونيور ... و رحب بفكرة ان آتي و الكسندرا لنحتفل معك و انها فرصة لنراك "
- " انا سعيد جدا يا جين "
- " جيد هذا ما اتمناه "

لوح جونيور لجاك و اليكس لينضما اليهم .. و عندما اقتربوا منهم و معه جولي و آلي سأله جونيور
- " لم لم تخبرني يا جاك بأنك دعوت جينيفير و الكسندرا ؟"
- "إن اخبرتك فلن تكون مفاجأة "
- " شكرا لك يا صديقي إنها مفاجآة سارة "
ابتهج جاك عندما رأى جونيور يبتسم منذ فترة من الكآبة و الوحدة و الانعزال
- " اهلا بعودتك جونيور على طبيعتك انا سعيد ان ارى الابتسامة تعود الى شفتيك "

ابتسم جونيور و هو يضم اصدقائه الذين يهتمون به و يقلقون عليه ...

كانت فيرونيكا تنظر تريد ان تعرف من تلك الفتاتين الواقفتان بالقرب من جونيور الذي يضحك معهم و يغمز لهم فتهمس بأذنه صاحبة الشعر الاحمر .. لا تعرف لم احست بالنفور منها.. لم تلتصق هذه الفتاة به هكذا؟؟ هل هي معجبة به ؟ ام مغرمة ؟ هل يعرفها من قبل ؟ هل بينهما علاقة ؟؟.... اسألة كثيرة اتت في بالها ...و شعرت بالغيرة تسري في جسدها كالدم ... اقتربت من جولي عندما رأتها تبتعد عن جاك و جونيور و الفتاتين متجهة الى حمام الضيوف لكن فيرو اوقفتها في الطريق و ألأقت عليها سؤالها في تشعر بالفضول و الغيرة ..

- " جولي ...كنت اتساءل من هاتين الفتاتتين؟"
و اشارت بعينيها ناحية جينفير و الكسندرا
- " هذه جنيفير و تلك الكسندرا صديقتا جونيور في نيويورك "
- " اه ... هل بين جونيور و المدعوة جينيفير علاقة سابقة ؟"
شكت جولي في الامر لسؤال فيرونيكا الغريب
- " لم هذا السؤال يا فيرو ؟"
رفعت كتفيها بلا اكتراث و قالت
- " مجرد فضول .."
حدقت بعينيها و قالت تلمح بشيء آخر
- " لا اعتقد ذلك "
لم تهتم فيرو بشكها لانها كانت منزعجة جدا من تلك المدعوة جينيفير و أشارت بيدها و هي تتذمر
- " انظري كيف تلتصق به و تهمس بأذنه و تستنشق عطره و تنظر الى عينيه انها تحبه "
- " منذ متى و انت تحللين الشخصيات يا فيرو .؟؟ و ان يكن و احبته ؟اعتقد بانك لا تبالين بجونيور "
تذكرت بانها فضحت نفسها لذلك حاولت أن تتهرب فقالت
- " هذا صحيح لا اهتم به لكنني اردت ان اقول اتمنى ان يكونا على علاقة فهما يليقان ببعضهما كثيرا "

رمقتها جولي باستخفاف في كلامها ففيرونيكا لا تعني ما تقول بل تعني العكس تماما ابتعدت جولي عنها عندما اقترب مارك منهما عانقت فيرونيكا مارك عندما رات بان جونيور ينظر اليها و هو يضحك مع جنيفير ...

- " مارك ...عزيزي ... يجب ان نبدا بالتجهيز للزفاف "


- " و متى تردين ان نبدأ يا حلوتي ؟!"
- " في اسرع وقت ..لقد قلت لوالدتي ان ترافقنا غدا الى السوق لنشتري ..."
- " لكن ...فيرو لا استطيع غدا ما رأيك بالاسبوع القادم ؟"

استغربت فاتسعت عينيها من الدهشة .. ألا يكفي بانها منزعجة
- " بعد اسبوع ؟؟ ماذا تقول ؟؟ هل جننت يا مارك ؟؟ ان بعد ثلاثة اسابيع زفافنا"
- " لا باس نستطيع ان نجهز كل شيء في اسبوع "

شعرت بالدم يتصاعد الى رأسها فانفجرت في وجه
- " اسبوعان ؟؟ نجهز لزفاف باسبوع ؟؟ و لم بعد اسبوع؟؟ لم لا نبدا من الان ؟ "
كان يتكلم ببرود معها و كأنها طفلة لا تفهم
- "فيرو ...لان غدا سأذهب برحلة عمل إلى بوستين "

دهشت لكلامه و ازداد الغضب بداخلها
" ماذا ؟؟؟!!"
- " نعم يا حبيبتي انا اس.."
قاطعته و تكلمت بحدة و صوت مرتفع
- " و متى كنت ستخبرني ؟ عندما ترجع من السفر ؟ بعد ان تغيب اسبوع و تتركني هنا ؟"
ربت على كتفيها و هو مستغرب سبب انفعالها و صراخها
- " فيرو اهدئي يا حبيبتي كنت ساخبرك اليوم لا داعي لان تنفعلي و تفتعلي فضيحة امام الناس "

تنهدت بقوة و تمتمت بكلمات غير مفهومة و هي تبتعدت عنه بخطوات سريعة تبعها و هو ينادي عليها ..
- " فيرو ارجوك لنتفاهم دعيني اشرح لك موقفي "

وقفت تنظر اليه بعصبية و قد طفح الكيل
- " لا اريد ان اتفاهم معك الان يا مارك دعني و شأني "
- " فيرو ارجوك ..."
اشارت له بيدها ان يتوقف في مكانه و لا يتبعها
- " مارك اريد ان ابقى وحدي و الا سأنفجر الان و اقلب الحفلة عزاء "

تركته و خرجت الى الشرفة وضعت يديها على رأسها توقف الاصوات التي بداخلهاا و الصداع الذي سيدمرها كانت تبكي بحرقة لا تعرف هل ما تفعله هو عين الصواب ؟؟هل الزواج من مارك سيحل كل مشاكلها ؟؟...هل هي حقا تحب مارك و تريد الزواج منه ؟ ام انها تفعل ذلك لانها تريد جونيور أن يتألم ؟ و لم يتألم و هو لا يحبها بل كل ما يريده هو الانتقام ...

شعرت بأن احد يقف خلفها فالتفتت و سرعان ما اشاحت بنظرها عنه.. مسحت دموعها كي لا يرى ضعفها فهذا ما يريده انه يأمل ان يراها تبكي بألم ...
انتظرت حتى يدخل لكنها بقي واقفا في مكانه .. قالت بحدة دون ان تلتفتت إليه حتى لا يرى دموعها

- " ماذا تريد ؟ هل اتيت لتشمت بي يا جونيور ؟"
كان صوته حزين جدا و يتقطع له القلب
- " لا ابدا انا لا اتشمت بك ابدا "
- " صحيح "
قالتها باستهزاء ثم أردفت
- " اذا ماذا تريد ؟!"
اقترب منها واضعا كفيه على زندها البارد و ادارها لتقابل وجهه الذي بان عليه التعب ز الارهاق و لم تصدق بأن الذي يقف أمامها هو جونيور الذي تعرفه .. رجعت خطوات تبتعد عنه لكنها أوقفها بهدوءه ..
- " اريد ان اقول لك شيئا واحدا "
- " لا اريد ان اسمع شيئا "
- " شيئا واحد و سأذهب "
- " جونيور اذهب فإن صديقتيك تنتظرانك .. و لا يفترض بك ان تترك ضيوفك هكذا "
تكلم بحدة لكن صوته كان منخفض و بالكاد استطاعت ان تسمعه ..
- " لا داعي لان تعلميني بأصول الضيافة .. فأنت ضيفتي ايضا و اراك حزينة و لا استطيع ان اقف مكتوف اليدين و انا اراك متألمة ...سأذهب الى ضيوفي بعد ان اخبرك بما يجول بخاطري بالشيء الذي يفتتني و يحطمني لا استطيع ان ابقيه داخلي فسأنفجر اذا لم اخبرك إياه "

سكتت دون ان تعلق بكلمة واحدة .. جيد لانه لا يريدها أن تقول شيئا .. فأردف قائلا
- " اريد ان اقول لك ....بانك رائعة الجمال كل مرة و دائما لكنك اليوم تبدين كإله للجمال "

بلعت ريقها و توترت اطرافها و اغروقت عيناها بالدموع فاشاحت و دارت تصد عنه بظهرها لكنه اقترب منها وا لصق صدره العريض بظهرها العاري و قرب فمه من أذنها و همس
- " انه لا يستحقك "
اغمضت عينيها تستمتع بصوته الهامس يدخل الى رأسها فيهدأ من توترها و اعصابها المشتعلة تنهدت بعمق فارخت ظهرها على صدره تستند عليه فهذا ما تريد سماعه الان .. فهذه هي الحقيقة المدفونة في أعماقها .. احاط خصرها بيديه و غاص في شعرها الذهبي و قفا هكذا لخمسة دقائق ثم همس لها مرة اخرى ...
- " انه لا يستحق إله الجمال "

ألقى بقنبلته الفتاكة و ابتعد بهدوء عنها تاركها بظلام وحيده تفكر بكلماته و لمسات يديه على خصرها.. انها تحبه و لا تعرف كيف تكرهه.. لكن جونيور يلعب بالنار يجذبها اليه .. حت يسهل انتقامه .. لكنها لن تسمح بحدوث ذلك و لا بالاحلام .. إنها ترفض أن تصدق جونيور و بان يكن له مشاعر الحب .. أبدا .. ليس جونيور .. اخذت معطفها و ودعت امها و خرجت من الحفلة...


فتحت فيروينكا عينيها في الصباح على صوت والدتها جلست على السرير مستغربة وجود امها ترتب ملابسها التي القتهم امس على الكرسي ..لانها كانت تبكي من القهر و الالم..
- " امي ماذا تفعلين هنا؟"
عاتبتها والدتها و هي تعلق فستانها الاسود الذي ارتدته بالامس
- " ماذا افعل هنا ؟؟ ماذا تفعلين انت ؟"
- " انا ؟؟!! ماذا يجري يا امي؟"
- " كيف تنامين لهذا الوقت هيا استيقظي فبعد اسبوعان زفافك و لم تقومي بالتجهيزات "
- " امي ارجوك اريد ان انام "
غطت رأسها بالوسادة .. لكن والدتها جذبتها بقوة و ألقتها بعيدا .. نظرت إلى عينيها و قالت و كأنها تعرف كل شيء جرى
- " فيرونيكا ... اين مارك ؟؟ تشاجرت معه أليس كذلك ؟ ماذا يحدث ؟ هل صحيح ما سمعته امس ؟"
لم تكن بمزاج يسمح لها لفتح موضوع الزفاف و التجهيزات
- " و ماذا سمعتي بالامس ؟"
- " انك تشاجرت معه "
- " هذا صحيح .."
- " ماذا هل هذا يعني بأنك الغيت الخطبة??? "
- " لا لا يا امي ... "
- " اذن ماذا ؟"
- " لقد تفاهمنا انا و مارك بعد الحفلة و اتفقنا على تأجيل االزفاف "
- " لماذا ؟"
- " مارك غادر اليوم الى بوستين في رحلة عمل لمدة اسبوع و بما أننا لم نعد بطاقات الدعوة بعد قررنا ان ناجل حفلة الزفاف حتى عودته فنتفق مرة أخرى على الموعد المناسب "
ارتاحت والدتها فهي خشيت أن تلغى الحفلة و ترجع ابنتها لان تكون وحيدة فتخسر مارك الرجل الرائع و الذي تتمنى كل ام ان يكون صهر لها ..
- " فهمت "
استقامت واقفة و قالت و هي تدخل الحمام
- " حسنا امي لقد تأخرت كثيرا على العمل يجب ان اذهب "
- " حسنا اراك على الغداء "
- " حسنا اذا على الغداء "
بعد ان غادرت مليسي شقة جولي غيرت فيرونيكا ملابسها و اتجهت الى متجرها..
جلست على مكتبها تتصفح الاوراق و يبدو ان غيابها عن العمل قد ادى فوضى عارمة في بعض الحسابات و في بعض الازياء و ما الى ذلك من المشاكل..
جلست تعمل لساعات طويلة و نست موعد الغداء مع امها اتصلت مليسي تستفسر عن سبب تأخر ابنتها على الغداء و كانت قلقة جدا .. ضربت جبهتها و كشرت
- " اه انا اسفة امي لم اتصل بك لاخبرك بانني لن استطيع ان احضرعلى الغداء"
- " و لم ؟"
- " لانني مشغولة جدا اعذريني ارجوك "
- " لكنك لم تأكلي شيئا "
- " لا بأس ..."
- " لا لا اريد ان تضعفي و تخور قواك او تمرضي فزفافك قريب و يجب ان تكوني بصحة جيدة "
- " امي انا بخير و لن يصيبني مكروه "
- " انني اصر على ان تاكلي .. سأرسللك بعض الطعام "
- " لا داعي صد...."
- " فيرو انتهى النقاش سأرسل لك طعام و ستأكلينه "
- " حسنا حسنا افعلي ما شئت "
- " جيد"
- " الى اللقاء "
اغلقت سماعة الهاتف و هي تبتسم فامها مازالت تعاملها كطفلة صغيرة ..اكملت عملها و مر الوقت دون ان تشعر به سمعت طرقا على الباب فقالت دون أن ترفع رأسها عن الاوراق التي بين يديها..
- " تفضلي "
أطلت مساعدتها بيتي برأسها و هي تقول
- " فيرو لقد انتهى وقت العمل يجب ان اذهب هل ستكونين بخير اذا تركتك وحدك"
- " بالطبع يا بيتي شكرا "
استدارت بيتي لتخرج لكن فيرونيكا اوقفتها و هي تتساءل
- " بيتي ...."
- " نعم يا فيرو ؟"
- " الم يصل شيء من امي ... كعلبة بها طعام ؟"
- " لا لم ار شيئا "
- " حسنا اذا لا بأس اذهبي "
- " سأفعل .. هل تريدين شيئا اخر ؟"
- " لا شكرا لك مرة أخرى "

لم تنتهي فيرونيكا من عملها كانت مندمجة في بعض الحسابات عندما سمعت باب مكتبها يفتح هذه المرة استغربت فلقد غادرت بيتي قبل ساعة تقريبا فمن يكون يا ترى ؟؟ رفعت رأسها لترى الداخل فانصدمت و عبست ..
- " ماذا تفعل هنا يا جونيور ؟"
رفع يده حتى ترى كيس يحمله .. قال و شبح ابتسامه على وجهه المرهق ..
- " اعتقد بانه طعام لك "
- " مِن مَن ؟ "
باختصار قالها
- " والدتك ..."
إنزعجت فيرونيكا من تصرف والتدها ..
- " و امي لم تجد شخصا غيرك لترسل الطعام معه ؟"
و اخيرا ابتسم لكن بتكلف .. و ليته لم يبتسم لانه أثارها
- " لا .. انا تطوعت لقد كنت هناك في المنزل مع جين و الكسندرا صديقتاي "
" نعم اعرفهما "
" و قلت أوصلهما إلى الفندق ثم احضر لك طعامك "
- " شكرا لك ضعه على المكتب "
وضع الكيس على المكتب فأنزلت رأسها تكمل عملها لكنها رفعت رأسها عندما احست بان جونيور لم يخرج بل جلس على الكرسي امامها و كان يتأملها و هي تعمل
- " ماذا تريد الان يا جونيور ؟ لقد وصلت الامانة شكرا لك "
قهقه باستهزاء على كلامها
- " هل تعتقدين بانني تطوعت فقط لارسل لك الطعام .."
لم تعلق لكنها نظرت اليه بغيظ فابتسم لها و وضع رجله فوق الاخرى و اشعل سيجارة و نفثها مماجعلها تشعر بالغيظ أكثر من تصرفه فاستقامت واقفة فلقد خشيت من كلامه خاصة و إن نواياه سيئة و خاصة بانها وحيدة معه في مكتب منعزل داخل متجرها و في هذا الليل .. حاولت أن تخفي خوفها فقالت بحدة ..
- " تستطيع ان تذهب الان فلدي بعض الاعمال لانجزها "
- " لكنني لم آت لأذهب يا جميلة"
اتجهت ناحية الباب و فتحته كأنها تقول له اخرج الان لكنه ظل مكانه يبتسم بخبث و ينفث سيجارته دون ان يأبه بشيء و انها تطرده من مكتبها لم يتحرك فتخصرت و اشارت بيدها نحو الباب تدعوه للخروج مرة أخرى لكنه ظل في مكانه يبتسم بلا اكتراث مما زاد النار بداخلها و اشتعل الغضب في عينيها .. استقام وااقفا و اقترب منها لتلمس أصابعه وجهها
- " كم انت جذابة و انت مغتاظة "
تنهدت بصوت مسموع و كان صبرها قد نفذ .. تراجعت خطوة للخلف حتى لا يلمسها فلمسته تحرق جلدها ..
- " قل لي يا جونيور ماذا تريد ؟"
دنا خطوتين و هذه المره أحاط وجهه بكلتا يديه و قد ضاقت عيناه و ابتسم بعذوبة و قال هامسا
- " انت .. اريدك انت "
أزاحت يده عن وجهها بعنف و مسكته من ذراعه بقوة تجره الى الخارج فلقد تعدى حدوده و لم يعد فيها أية رغبة في السماع الى ترهاته.. لكن يده اقوى منها و بدل من أن يخرج .. جذبها الى صدره ملصقا جسدها به و قبلها بعنف كانت تقاومه بالبداية و تدفع بجسده .. لكنها سرعان ما تجاوبت معه عندما خف العنف ليحل محله قبلات عذبتها بلطف .. استمتعت للحظة فقط حتى أدركت الامر و الخطا الفادح الذي اقدمت عليه .. و هذه المرة استطاعت أن تبتعد عنه و صفعته لجرأته ثم ذهبت ناحية الباب تطرده و أشارت بإبهامها بأن يخرج صارخة
- " اخرج .. اخرج الان "

تصلبت ملامح وجهه إثر الغضب يغلي الدم الذي يسري في عروقه فهب بوجهها قبل ان يخرج من الباب لكنه التفت و نظر اليها بتحد قائلا بحقد
- " اعرفي بأن ذلك لن يحدث ... لن تتزوجي منه إلا على جثتي .. و سأفعل المستحيل يا فيرو .. صدقيني ....فأنا لن اسمح بان ينسلخ جلدي مني... افهمت ؟؟! "

القى بكلاماته و خرج صافقا الباب بقوة خلفه .. وقفت كالتمثال تحاول ان تسترجع كلماته فكرت بتهديداته عليها فشعرت بالخوف .. ماذا كان يقصد عندما قال ( ينسلخ جلدي مني ) ؟؟ ..
لم تفهم ماعناه ...يا الهي لم أعد قادرة على فعل أي شيء .. لقد شلني ذلك الغريب ..
رتبت الاوراق على المكتب و خرجت ..اقفلت الابواب و اتجهت الى شقة مارك استند على الباب تتنهد و قلبها الصغير يضرب بعنف في جوفها كانت تتنفس بصعوبة و كأنها هربت من جونيور راكضة في الشوارع و كأنها يطاردها في هذا الليل الموحش ... و بالفعل فشبحه و صورته اليوم المثيرة و كلماته و همساته و رائحة عطره و تهديداته تتكرران أمامها كل لحظة و كل ما ينتهي المشهد ينعاد في ذاكرتها مرة أخرى .. فلم تستطيع أن تنام و بقيت ساهرة حتى الصباح ...

kokowa 02-07-08 02:17 AM

16
بعد إسبوع كانت فيرونيكا تقف في المطار تنتظر ان يفتح الباب الذي امامها ليخرج منه مارك رفعت رأسها لتنظر من بين الحشود مارك يدفع عربته .. و لم يكن وحيدا !! ..
كان معه رجل طويل و عريض يرتدي نظارته الشمسية داخل المطار و كان يتكلم معه فلم ينتبه مارك لوجودها .. يا الهي من هذا الرجل .. اقترب مارك فرأت ملامح الرجل الذي معه .. صعقت و هي تراهما يسيران باتجاهها
- " يا الهي ها قد اتت المشاكل "
لوح مارك بيده اليها و اقتربا منها عانقها باشتياق و همس بكلمات في أذنها ..بينما كان جونيور يقف خلفهم ينظر اليهم فرمق فيرونيكا بنظرة خبيثة و ابتسم لها و هو يودع مارك ..
- " حسنا مارك .. اذا كما اتفقنا اراك غدا في مكتبي "
- " جيد ... سأكون هناك في الوقتت المحدد ...الى اللقاء يا جوينيور "
ابتعد جونيور و اختفى بين الحشود ...و كأنه أخذ قلبها معه ... من يأتي يخرج لها ؟ و كيف يختفي ثم يظهر في أوقات غريبة ؟ و الاغرب أن يكون مع مارك !! و في المطار!!!
ركبت فيرونيكا السيارة و كانت لا تزال تتساءل عن وجود جونيور مع مارك في المطار ..التفتت الى مارك تسأله
- " ماذا يفعل جونيور في المطار ؟"
- " انه هناك في رحلة عمل على ما اعتقد ..فلقد قابلته بالصدفة في الطائرة كان يجلس بالمقعد المجاور لمقعدي و قضينا معظم الاسبوع مع بعض و برفقة جين و الكسندرا"
- " يا لها من صدفة "
اجابت باستهزاء و غيرة من جينفير صديقة جونيور فهي ألم تكتفي من قضاء اسبوع معه في لوس انجلوس و الان ذهبت لترافقه في رحلة عمل إلى بوستين .. خشيت أن يكون هناك شيء جدي بينهما .. فهما كانا على علاقة سابقة .. يا الهي .. و ما دخلي أنا .. قالت في نفسها تلومها .. انها لا تريد شخصا لا يبادلها المشاعر و يكن لها الحقد و الانتقام .. يجب أن تنسيه يا فيرونيكا و تبعديه من تفكيرك...
كادت أن تسأله عن سبب اجتماعه به في مكتبه غدا لكنها اعدلت عن ذلك لان مارك كان يتحدث معها عن رحلته و أعماله ثم تطرق إلى موضوع زفافهما فنسيت سؤالها و نسيت جونيور لدقائق فقط ..


في اليوم الثالث من وصول مارك كانت فيرونيكا تحضر العشاء لكليهما عندما اقترب منها و ضمها من الخلف ..
- " كم احب وجودك هنا تحضرين لي العشاء "
ابتسمت له و اكتفت بقبلة طبعتها على خده ... جلس الاثنان يتناولان العشاء اللذيذ الذي حضرته فيرونيكا ..تحدثا في عدة مواضيع إلا فيما يتعلق بذهاب مارك إلى مكتب جونيور و هي تود أن تعرف عن السبب فجونيور ليس له علاقة بمارك أبدا بل كما تحس هي بان يكن له الحقد و الكراهية .. يا إلهي .. هل حول انتقامه على مارك هذه المرة ؟!!
حملت الاطباق لتغسلها فاقترب منها مرة اخرى و الصق جسدها بجسدها و همس يدغدغ رقبتها
- " احبك "
التفتت و قبلته طويلا ... و كانها بالحب تنسى وجود جونيور في حياته و هي بذلك تكذب على نفسها قبل أي شيء ...
افاقت فيرونيكا على صوت طرق على الباب فقامت من الفراش و سحبت قميص مارك لترتديه و الذي يصل إلى فوق ركبتيها ..
فتحت الباب فوجدت جونيور واقف ينظر اليها من رأسها حتى اخمص قديميها يبتسم بطريقة شيطانية و بجرأة قال معلقا على شكلها المغري ..
- " يبدو انني قاطعتكم ..."
ارادت أن تغلق الباب لكنه مد يده يمنعها فتبدلت ملامحه من السخرية الى الجد و قال بصوت رصين
- " هل مارك هنا ؟"
- " لا "
- " حسنا اذا سأمر لاحقا "
ااستدار لينزل الدرج لكنها خرجت و اغلقت الباب خلفها كي لا يستيقظ مارك و اوقفت جونيور بصوتها الحاد المتساءل
- " ماذا تريد منه يا جونيور ؟"
التفتت و رمقها بنظرة لا تحمل أية معنى
- " اريده في بعض الاعمال "
عقدت ذراعيها ببعضهما و
- " لا اصدقك ..."
- " لا يتوجب عليك تصديقي فأنا لم أطلب منك"
أغضبها بروده
- " هيا اخبرني ماذا تريد منه ؟"
شد بكلامه قليلا
- " قلت لك اريده بخصوص بعض الاعمال .."
لم يعد بها صبر فقد نفذ ..
- " جونيور الن توقف تصرفاتك التافهة و تبتعد عن طريقي فأنا اعرف ماذا تريد"
- " أي تصرفات ؟ انا لا افهمك "
- " لا تلعب دور البريء فأنت تعرف ماذا اقصد "
- " لا صدقيني ..."
- " لا تكذب فأنا اعرف بانك تكرهني و تحقد على والدتي و تريد ان تنتقم منا .. هذا كله لان والدتي تزوجت بأبيك.. تريد ان تنتقم بتدمير زفافي من مارك فأتحطم انا و تنكسر امي لانكساري لكن اريد ان اقول لك بان خطتك التافهة باءت بالفشل و لن تستطيع ان تفعل أي شيء فبعد شهر سأكون زوجة مارك و كما قلت لن تستطيع منعي .. فابتعد عن طريقي من الان و اترك مارك و شأنه "
فتح عينيه غير مصدق كلامها الجارح و اكتسح الالم ملامحهالتي لانت فجاة فقال لها بصوت متألم
- " لا اعرف عن أي انتقام تقصدين .. لكن ذلك كان في الماضي .. انا لا أبالي ان تزوج ابي من والدتك فلقد مر على ذلك أكثر من ثمان سنوات و لم أعد مراهقا تلعب به عواطفه ... و ماذا تقولين عن زفافك ؟؟ انا لا اريد ان اوقفه لادمرك و ادمر والدتك ... لم يخطر ذلك ببالي ابدا ...انا لدي اسباب اخرى تحثني على ايقاف الزفاف و هي اسباب ليس الانتقام اساس فيها .. لكنني لن افعل بعد اليوم .. و لقد توقفت منذ فترة عن كل محاولة .. حتى قبل أن آتي إلى مكتبك في تلك الليلة .. كل ما اريده الان هو ان تنعمي بزواج سعيد يا فيرونيكا ..."
حدقت بعينيه تبحث عن شرارة أو أي شيء يخبرها بأن منافق و كاذب و أن ذلك جزء من خطة تافهه .. لكنها لم تجد غير الالم و حب بعيد المنال ..
نزل درجة واحدة لكنه توقف و نظر إليها للمرة الاخيرة قبل أن يغادر و قد لا يراها مجددا ..
" اخبري مارك بان الصفقه فاتته "

دار و نزل الدرج ليغادر لكن فيرونيكا ظلت واقفة كالصنم تنظر اليه يبتعد مصدومة بكلماته هل يعني ما يقوله ؟
بعد ثانيتين خرج مارك و نظر الى فيرونيكا و قميصه الذي ترتديها ..
- " لقد سمعت صوت جونيور.. اين هو ؟"
لم تنطق بكلمة بل اشارت على الدرج ففهم مارك بأن جونيور كان هنا ..نزل و هو ينادي جونيور
- " جونيور ... هي .. جونيور انتظر "
وقف جونيور ينظر الى مارك على الدرج فالقى بنظرة خاطفة على فيرونيكا اللتي تقف خلف مارك بالقرب من الباب كالتمثال و تحاول أن تصغي إلى حديثهما ..
- " انا اسف يا جونيور .. سمعت صوتك فأتيت مسرعا ..و لم اجدك .. تفضل بالدخول .. أتريد فنجان قهوة ... "
قاطعه فهو لا يشعر برغبة في التحدث خاصة و ان معذبته واقفة ترمقه ..
- " لا بأس يا مارك ... كنت اريد أن اخبرك بأني اتصلت بك هذا الصباح مرار لكنك لم تجب و اتصلت على مكتبك .. فأجابتني مساعدتك بأنك لم تحضر اليوم ... كنت سأخبرك بشأن العقد و الصفقة اللتي تحدثنا عنها "
- " حسنا اذن تفضل بالدخول "
- " لا مارك في المرة القادمة ... تعال الى مكتبي و سنتناقش في الامر "
- " حسنا ... انا اسف جونيور "
- " لا عليك "
رمق فيرونيكا بنظرة باردة و غادر البناية ...

- " فيرونيكا "
- " اهلا بيتي"
- " لقد وصلك مغلف "
- " مِن مَن ؟"
مدت المغلف لتأخذه فيرونيكا من يدها و تقلبه
- " لا اعرف "
- " حسنا شكرا لك "

دخلت مكتبها و اغلقت الباب خلفها.. قلبت المغلف فلم تجد شيء إلا اسمها فيرونيكا دايمون .. ثم فتحتها لتقرأ البطاقة البيضاء المزركشة بالذهبي
( انت مدعوة لحفلة في فندق ( لو بلازا )... في يوم السبت القادم .... الساعة السابعة ....ألبسي افضل فستان عندك )

قرأت الاسطر مرة أخرى لعلها أغفلت اسم المرسل ؟ قلبت البطاقة و بحث عن اسم غير اسمها .. من يكون يا ترى ؟؟! استغربت فخرجت من المكتب و سألت بيتي المنشغلة بتعليق البضاعة الجديدة..
- " بيتي .. ألا تعرفين من أرسلها ؟! "
- " لا فلقد وجدت المغلف في الصندوق هذا الصباح "
- " غريب "

عادت إلى مكتبها لتتصل على جولي تخبرها بشأن البطاقة الغريبة التي وصلتها هذا الصباح.. قالت جولي بدهشة ..
- " يا الهي ..و انا ايضا وصلتني .. كما وصلت لجاك "
- " غريب جدا ..هل ستذهبان ؟!"
- " بالطبع فالفضول يقتلني اريد ان اعرف من الذي ارسلها "
- " و أنا كذلك أريد أن اعرف من المرسل .. اعتقد بأني سأذهب أيضا "


وقفت أمام دولابها مطولا تبحث بين فساتينها عن شيء يليق بهذا الاحتفال الغريب .. اختارت احد فساتينها التي صممته بنفسها .. و كان بسيط جدا لونه ابيض يصل الى ركبتيها و بلا اكمام رفعت شعرها بأكمله و زينته بدبوس فضي يتماشى مع حذاءها ذو العكب العالي .. كما وضعت مساحيق تجميلية خفيفة .. حملت حقيبتها الصغيرة و اتجهت الى فندق ( لو بلازا ) ..
دخلت فوجدت أن العائلة اغلبها كانت هناك .. و كانت القاعة مزينة بالزهور الحمراء و الكريستال الابيض متدلي من السقف كستار ..
جلست فيرونيكا على الطاولة حيث اسمها و من حسن حظها بان جاك و جولي على نفس الطاولة و كذلك مارك .. سألت جولي و هي لا تزال منبهرة
- " الجميع هنا ... ماذا يجري يا جولي ؟"
- " نحن مثلك تماما لا نعرف ماذا يجري "

فجأة اطفأت الانوار و اشعلت الشموع و مع عزف الموسيقى دخل جونيور بهدوء و جلس بعيدا عن الطاولة التي تجلس فيها فيرونيكا و مارك ..
عزفت موسيقى العرس فاستغرب الجميع وجود قس يقف على المسرح .. و بعد ثواني دخل اليكس و وقف بالقرب منه و بعده بلحضات دخلت فتح الباب الكبير لتخرج منه أميرة بغاية من الجمال ترتدي فستان العرس الابيض الطويل الذي يلتصق بجسمها و يمتد كذيل خلفها و كانت تغطي وجهها بطرحة بسيطة من الدانتيل بدت ساحرة و فاتنة لبساطتها .. وقف الجميع لها مندهشين.. فابتسمت فيرونيكا غير مصدقة ما يجري .. أن آلي ستتزوج ؟!! إنها لم تخطب بعد ؟؟! انها حقا مفاجأة ...
مسك اليكس يدها و رفع طرحتها عن وجهها جلس الجميع مدهوشين و بنفس الوقت سعيدين بزواج الاثنان المفاجيء..
قال و اليكس هو ينظر اليها بشوق و حب
- " آلي منذ ان رأيتك اول مرة عرفت بأنك هي من سأتزوج به .. و الان بعد مرور سنوات تقفين امامي بكل سحر فتضييع الكلمات مني ..لكن كلمة واحدة لا انساها و لن انساها .... احبك ...و اريد أن اعيش بقية حياتي معك تحت سقف واحد .."
وضعت فيرونيكا يدها على فمها .. تساقطت الدموع من عينيها كانت دموع فرح و حزن ... فرح لزواج آلي و اليكس و فرحة لهذا الزواج الاسطوري الذي تحلم به كل فتاة .. و دموع حزن ... حزن على حالها فهي لن تحضى بزواج مبني على الحب و لن يكون اسطوريا كما تخيلت في احلامها .. فقلبها لرجل احتله منذ سنوات طويلة و مازال يفرض سيطرته عليه ...
انتهت مراسيم الزواج و قبل أن يخرج الاثنان الى حفل الاستقبال وقفت آلي أعلى الدرج لتلقي بمسكة الزهور الحمراء التي بين يديها .. و سعيدة الحظ التي التقطتها كانت فيرونيكا .. لا تعرف هل هي تبتسم لساعدتها أم لحسرتها على نفسها .. قبلها مارك أمام مرأى جونيور الذي اشتعل غيرة فأشاح عنهم و استقل سيارته و انطلق فيها يسبقهم إلى حفل الاستقبال .. حيث كان الحضور يرقصون مستمتعين و فرحين بمأدبة الطعام الراقية و التي تحوي العديد من الاصناف و أفضل المشوربات ..
جلست فيرونيكا وحيدة تبكي بحرقة في حمام النساء فهي لم تستطع ان تصمد اكثر خاصة عندما رأت الرجل الذي تحبه يهنيء الزوجان ثم يقف بعيدا عن الانظار مع سيجارته التي لا تفارق أصابعه ... اخذت معطفها و خرجت دون ان يشعر بها احد انطلقت بالسيارة و اتجهت الى شقة مارك الذي لم يذهب معها إلى حفل الاستقبال لانه كان مشغول في اعداد بعض الاوراق .. دخلت و وقفت تنظر الى مارك الذي رفع رأسه مستغربا رجوعها المبكر .. و الذي ادهشه اكثر دموعها المنهمرة
- " فيرو ... لم تبكين يا حلوتي ؟"
اقترب منها يضمها لكنها ابتعدت عنه
- " مارك لا استطيع ... لا استطيع ..."
استغرب و شعر بالقلق من نبرة صوتها و انفعالها
- " لا تستطيع ماذا ؟؟ تكلمي يا فيرونيكا"
- " ارجوك سامحني ..."
- " تكلمي و توقفي عن البكاء .. و قولي لي ..لم اسامحك؟؟ و على ماذا ؟ هل فعلت شيئا خطيرا ؟! "
كان يهز كتفها و هو يرمقها بعينين شاكتين .. لكنها أغمضت عينيها حتى لا تنظر إليه
- " مارك ... انا .... انا ... لن استطيع ان.. "
" تكلمي ..لن تستطيعين .. ماذا "
" اتزوجك ..."
قالتها و انفجرت بالبكاء اكثر .. صدم من ما قلته فهزها بعنف
- " ماذا ؟؟؟ !!"
جذبت كتفها من قبضته و سارت بعيدا حتى لا ترى الانكسار و خيبة الامل في عينيه
- " انا اسفة لا استطيع "
اقترب منها و قال بعتب
- " و لماذا يا فيرونيكا .. انا احبك .."
- " لكنني لا احبك يا مارك .. ليس بتلك الطريقة .. ارجوك سامحني فقلبي ملك لرجل اخر .... انا اسفة "
خرجت مسرعة من الشقة فتبعها مارك لكنه لم يستطيع ان يلحق بها فقد كانت تقود السيارة بجنون حتى ركنتها عند شقة جونيور .. وقفت تنظر الى نافذة شقته المظلمة .. نزلت من السيارة و ترددت .. هل تدخل ؟؟ام تعود الى منزلها ؟؟ اخذت تفكر فلقد قطعت كل هذه المسافة و خربت حياتها كلها مجرد أن تهنيء جونيور بانتصاره ..
اخذت نفسا عميقا و صعدت الدرجات حيث شقته طرقت على الباب لكن لا احد يجيب حاولت مرة اخرى لكن لا يوجد احد ..
جلست على الدرج تنتظر قدومه و تبكي حالها و غباءها حتى ساح الكحل الاسود من عينيها و تبعثر شعرها الجميل بسبب هز مارك و هروبها السريع .. بكت كثيرا فلقد كسرت قلب مارك و ضعفت امام جونيور و لم تعد قادرة على الرجوع عن القرار الذي اتخذته الان .. ستجعله ينتقم .. حتى ينتهي الامر .. فلقد تعبت نفسيتها كثيرا .. و تعلق بين حبلين .. و سقطت .. بكت و قست على نفسها كثيرا حتى غفت من التعب ...

انتهت الحفلة فعاد جونيور الى شقته في وقت متاخر .. حاول ان يضع المفتاح في القفل لكنه سقط خلفه التفتت ليأخذه فوجد امرأة تكورت نائمة على الدرج .. اقترب منها و ازاح خصلات شعرها الذهبي عن وجهها فانصدم لما رآه رأى فيرونيكا حبيبته بشكل يتفتت القلب و قد تبعثر شعرها و اتسخ فستانها الابيض بدموعها اللتي امتزجت بكحلها الاسود رأى خطوط الكحل على خديها و قد تركت أثرا كما تركت بقلبه المحطم ..
حملها بين ذراعه و ادخلها غرفته .. وضعها على الفراش بهدوء و بخفة يد فتح فستانها و اخذ ينظر الى جسدها العاري بلع ريقه و توتر و حاول ان يقاوم هذا الجسد الشهي افلبسها قميص نضيف و اخذ منديل رطب يمسح به خطوط الكحل الذي جرح خديها الناعمين .. يا الهي يا حبي من فعل بك هذا ؟؟ من ؟؟
غطاها جيدا و طبع قبلة على رأسها ثم غادر الحجرة و اغلق الباب لتنام بهدوء ...

فتحت عينيها و تمددت .. استغربت وجودها نائمة على فراش دافيء و مريح !!! هل كانت تحلم بالامس بانها اتت الى شقة جونيور ؟؟
انزلت عينيها فرأت انها تلبس قميص رجالي.. هل أنا نائمة ؟؟
تلفتت يمينا و يسارا فوجدت صورة لليو و زوجته السابقة والدة جونيور.. فعرفت بأنها لم تكن تحلم فهي فعلا في غرفة جونيور. ونائمة في فراشه ..يا الهي!!!! ... شعرت بالخوف هل فعل بها شيئا ؟ هل اغتصبها ؟؟ هل ... ؟؟ و أفكار سواداء ..
قامت بغضب من الفراش و خرجت الى الصالة حتى تتعراك مع جونيور و تخبره بما ارادت أن تقوله بالامس ثم تغادر حياته إلى الابد ..
وقفت دون حراك و تبدلت مشاعر الغيظ و الغضب الى مشاعر الم و شفقة و حب ...
رأت جونيور نائم على الكرسي بقميص بذلته السوداء الذي فك أزراره.. واضعا رجليه على الطاولة الصغيرة و قد وضع رأسه بين كتفه الايسر و ظهر الكرسي .. اقتربت منه تنظر اليه و تمسح على جبتها و تملس شعره الناعم بأصابعها ..
شعر بوجودها ففتح عينيه و ابتسم لها بكل بساطة و كأن لم يحدث شجار بينهم من قبل .. حاولت ان تغادر لكنه امسكها من يدها دون أن يغير من وضعية جلوسها .. رفع يدها و طبع قبلة رقيقة عليها.. سرت قشعريرة في جسدها فسحبت يديها .. و ابتعدت عنه حتى لا يرى دموعها .. استقام ليقترب منها بقلق و ربت على كتفها بهدوء ليدير وجهها اليه
- " لم تبكين يا حبي ؟"
مسح دموعها بإبهامه .. فقالت بانكسار
- " انا ابكي فرحا"
قالتها باستهزاء .. فسقطت دمعة أخرى .. أنزلت رأسها ..عبس و رفع وجهها بابهامه مرة أخرى
- " لا ...يا فيرونيكا .. انت تبكين لسبب اخر .. الا الفرح "
- " اصبت ... اني ابكي حظي العاثر ... لكن لا تقلق لقد اتيت هنا بالامس فلم اجدك انتظرتك لاهنئك على انتصارك "
- " أي انتصار ؟"
- " لن يكون هناك زفاف "
تنهد ارتياحا و ابتسم بسعادة
- " انا اسف من اجلك صدقيني لكنني فرح "
دفعت يده بعيدا عن وجهها و قالت بغيظ
- " حسنا اذا استمتع بنصرك .. "
التفتت لتخرج لكنه اوقفها و جرها اليه .. قبلها طويلا و بدل أن تقاومه تجاوبت معه فهي مشتاقة لقبلاته أكثر من أي شيء ..لفها بذراعيه و اخذها الى عالم اخر حيث الحب و العشق و الغرام ...
ابتعدت عنه لكنه تمسك بها و جرها مرة اخرى الى احضانه ..
- " ارجوك لا تهربي اكثر لقد تعبت من ملاحقتك "
ذابت بأحضانه مرة اخرى فهمس لها
- " احبك "
توقفت عن تقبيله و رفعت بصرها مستغربة فابتسم لها
- " انني صادق فيما اقول ... احبك جدا ... صدقيني "
ضغطت على شفتيها و اغمضت عينيها تمنع دمعة أخرى من السقوط ..
" لقد احببتك من أول نظرة و غروري منعني من التعبير لك .. لقد كنت مراهقا و غبيا .. و عندما عدت .. آه كم تعذبت عندما عرفت بأني خسرتك .. "
رقصت لمعة في عينيه و هو يقول لها مبتسما و آه كم بدا رومانسيا و جذاب أكثر
- " ارجوك يا حبي .. قولي بانك تحبيني وبأنك لن تهربي مني ثانية "
سكتت لمدة طويلة بينما الكلمة تتقلب في صدرها تريد ان تخرج و تفجر العالم بها نظر اليها بأمل يريد ان يسمعها لم تستطع ان ترى نظرات الامل بعينيه فتخيب ظنه انه فعلا يحبها لقد رأت ذلك في عينيه و يا الهي كيف عماها الغباء .. انااه رفضت أن تصغي لدقات قلبها .. انني حمقاء .. لن اجعله يتأمل اجابتي .. و اخيرا نطقت
- " انا لا احبك "
انزل رأسه حزنا و اشاح عنها و استقام جالسا على الفراش لكنها مسكتت بذراعه و جذبته إليها مجددا .. أخذت وجهه بين يديها تنظر الى عينيه الزرقاوين التين لطالما عشقتهما و قالت تغويه
- " بل اعشقك "
انفرج ثغره بابتسامة فأخذها بين يديه و قبلها قبلات لن تنتهي ...



مرت الايام و الاسابيع و ال
شهور بالحب و الوئام و مرت عشرون سنه على زواج جونيور من فيرونيكا الذي اثمر حبهما بنتا جميلة كوالدتها (سارة ) و صبي شقي كوالده (توم )
و تزوج جاك من جولي و انجبا ولد و بنت ( فيكي ) الذي يعشق (سارة ) ابنة جونيور و فيرو و ( شلي ) الصغيرة صديقة (توم) الابن الثاني لفيرو و جونيور ؟؟
كما انجبت آلي و اليكس توءمان بعمر ( فيكي و سارة ).. بنت و صبي اسمتهما ( ديفيد و آشلي ) و هي حامل بالطفل الثالث ...
و الان أتى دور ابناءهم لان يعيشوا قصة حب جديدة كما عاش آباءهم..
تمت

kokowa 02-07-08 02:19 AM

يا بنات لا تنسون تكتبون لي رايكم بالرواية و الترجمة .. و انشاء الله تكون عجبتكم .. استمتعوا .. و انتظروني في رواية( صورة للذكرى) ..

اليازية 02-07-08 02:51 AM

عن جد كتير رواياتك مميزة ................. و انا انتظرها دائما

اليازية

غازي غباين 02-07-08 03:13 AM

يعطيكي العافية متعتينا بهالرواية كتير حلوة ورائعة جدااااااااااااااا وشكرا لتعبك معانا وبانتظار جديدك على احر من الجمر شكرا كتير

وردة الياسمين 02-07-08 11:59 AM

حبيبتي يسلموووووووووووووو رواه حلوه واحداثها كتييييييييييره وتوقف قلبي لما كان مريض وشكرا ا عسل وبنستنا منك المزبد

kokowa 02-07-08 02:08 PM

شكرا للجميع :)

sasa sasa 02-07-08 02:19 PM

عن جد جميله روايتك
تسلمين يا قمر

sasa sasa 03-07-08 03:55 PM

بس بينى وبينك للامانه
كرهت البطل لما اقام علاقه مع جينيفر
وكمان البطله لما اقامت علاقه مع مايك
رغم علمهم انها علاقه لا دخل للحب والمشاعر بها
فكانو كالحيوانات

blindlove 04-07-08 02:23 PM

ميرسي كتير عن جد حلوة

عزوف الحزن 06-07-08 11:53 AM

يسلموووووووووو يا قلبوووو ع الروايا


شكلها روووعهـ


.


تقبلي ودي

mishmesha 06-07-08 01:22 PM

الرواية رووووووووووووووووووعة
ميرسي قوي عليها

mshmshaia 06-07-08 05:56 PM

شكلها حلو بس لسه هاقراها
شكررررررررررررا

hoor 11-07-08 02:29 AM

مشكورة على هذه الرواية الرائعة والترجمة كانت جميلة ونتظرك في الرواية القادم على أحر من الجمر
إليك مني هذه
:rdd12zp1:
:rdd10ut5:

sosweet 12-07-08 08:37 AM

الروايـــــــــــــــــــة رائعه يعطيكي الف عافيه

sekymeky90 12-07-08 12:33 PM

thanks alot
waiting for more novles from u

insaf 13-07-08 03:42 AM

chokran pour cette histoire magnifique

lplp 13-07-08 06:19 AM

الف شكرااا ابدعتي صراحه

mshmshty 14-07-08 10:08 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الروايه رائعه......... شكرا كتير على المجهود

onge13 14-07-08 04:35 PM

mmmmmmmercci

kokowa 15-07-08 01:40 AM

شكرا للجميع لمروركم و ترك آرائكم و تشجيعاتكم الحلوة على القلب و شكرا لورودكم يا احلى ورود.. سلامي لكم جميعا ..و انتظروني في رواية
( صورة للذكرى )

anysh 18-07-08 09:45 PM

ابدعتي بالترجمه وبالاختيار...يسلمووووووو......وبانتظار جديدك

بروق صيف 31-07-08 05:14 PM

تسلم الأنامل الذهبية . ويعطيك العافية يا قلبي .

بنت الاسلام 01-08-08 06:32 AM

بصراحه عمري ما استمتعت بروايه اكثر من هذي الروايه وتمنيت انها ما تنتهي00تسلم الانا مل يا قمر00

النـوري 05-08-08 01:41 PM




رووعـــه ألروآيـــه

و غريبـــه عـن كـل ألروآيـآت إللي سبـق و قرأتهـــآ


أتشــوق لـ قرآءة ألمزيــــد



kokowa 22-08-08 05:13 AM

شكرا لمروركم الدائم ... و تشجيعكم اللطيف الحلو على القلب .... و رواية صورة للذكرى في انتظار قراءتكم ...

kokowa 25-08-08 11:46 PM

يا بنات انا تذكرت اني ما حطيت لكم صورة الغلاف و تفضلوا هذا الغلاف بعد التعديلات ..

http://www.liillas.com/up/uploads/im...17cd455912.jpg

kokowa 25-08-08 11:59 PM

يا بنات انا تذكرت اني ما حطيت لكم صورة الغلاف و تفضلوا هذا الغلاف بعد التعديلات ..


http://www.liillas.com/up/uploads/im...17cd455912.jpg

majedana 26-08-08 02:53 AM

بصراحة الرواية رااااااااااااااااااااااائعة وبتجنن


تسلم ايديكي علي المجهود اللي بذلتيه

لكن اعتقد انها مش من روايات عبير ..... اعتقد انها مترجمة او هيك شي

ياريت تخبريني

kokowa 26-08-08 05:45 PM

اي انا كل الروايات الي احطهم اكون مترجمتهم بس بما انها تشبه روايات عبير قلت احطها معهم
و شوفي رواياتي الباجين الي حطيتهم ( ايهما انت ) و (صورة للذكرى ) هم مترجمتهم و كلهم لنفس الروائية ( ماري روك )

كياان 26-08-08 08:19 PM

رهيبه الورايه تسلم ادينك......

majedana 26-08-08 08:40 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة kokowa (المشاركة 1611152)
اي انا كل الروايات الي احطهم اكون مترجمتهم بس بما انها تشبه روايات عبير قلت احطها معهم

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة kokowa (المشاركة 1611152)
و شوفي رواياتي الباجين الي حطيتهم ( ايهما انت ) و (صورة للذكرى ) هم مترجمتهم و كلهم لنفس الروائية ( ماري روك )



مرحبا

انا شفتهم ... وهما الانين بيجننوا

بصراحة رووووووووووعة .... لكن هاد القسم مخصص لعبير فقط

راح انقلهم لقسم الروايات الرومانسية

nado 24-10-08 08:39 PM

تسلم ايديكى روايتك كلها جميلة وترجمتها اجمل شكرا ليكى ودايما فى انتظارك

hamesha 12-12-08 03:04 AM

rewaya raw3aaaaaaa wa tarjama wadi7a
chokran laki o5te wa li ta3abek ma3ana
aregato ^^

ناتالي 20-12-08 07:36 PM

حياتي شكرا كتير على الرواية
ويعطيك ألف عافية
وبإنتظار جديدك دايما:flowers2:

%رفيقت الحب% 08-01-09 06:47 PM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

sese69 28-01-09 12:29 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية . جزاك الله [COLOR="Red"]الفخير بارك اللهفيك ورحم الله والديك, يعطيك الف عافيه [/COLOR]

دار الغربة 10-02-09 02:25 AM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

عيون عسلية 06-05-09 07:49 AM

يعطيكي الف الف عافية علي الرواية الرائعة

Mno1 22-05-09 09:31 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أختي ممكن اسألك سؤال مين كاتبة الروايه.؟
يسلموؤ اناملك ع هييك روايه

زهرة الماس 03-06-09 02:39 PM

كوكو000روعة وتجنن00 تسلم يدك يا قمر00اول مرة اقراها00مشكورة على التنزيل

flymoon2008 08-06-09 08:48 PM

شكرا على الرواية

فداء 22-06-09 07:35 PM

رواية رائعة جدا جدا واحداثها مشوقة مثل رواية ايهما انت وشكرا للمجهود الرائع ونتمني المزيد

mimie 01-07-09 05:19 PM

:
rdd10ut5:
ممكن الرواية ككتاب

3al6t zmany' 06-08-09 03:56 PM

ya36ech el 3afyh 3le 89h

AZAHEER 03-09-09 10:45 PM

رواية رائعة جداااااااااا

awaw 16-09-09 07:21 PM

جميله اعجبتني :D

awaw 21-09-09 04:35 AM

مـــــــــــــــره حلوه اعجبتني :p

rana_rana 11-10-09 03:13 AM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

حساويه عنيدة 16-10-09 07:21 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


روووووووعه الصراحه


جزاك الله الف خير


شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية

الهيفاء 29-10-09 06:36 PM

رائعة ورومانسية ومشوقة جدا، سلمت يداك على الاختيار...

الحب الوحيد 09-11-09 09:40 PM

موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية . شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .الروايه تحفه وغايه فى الروعة
وأرجو منك تقبل مرورى

mee mee 25-11-09 02:42 AM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

رومنسية زمانها 25-11-09 09:53 AM

واااااااااااااااو جناااااااااان يسلمووو على الرواية والترجمة قلبو والله استمتعت حييل لاهنتي حبيبتي بأنتظارك دائمااااا

الشجرة الطيبة 06-12-09 01:54 PM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

rora142004 01-01-10 09:44 PM

فعلا فعلا الروايه فى منتهى الجمال و كمان الترجمه جميله و سهله

تسلم ايدك فعلا على مجهودك الرائع

سكر أسمر 05-01-10 01:34 PM

thankxxxxxxxxxxxxx for cool story
my best wich for you...

sali80 16-03-10 01:31 PM

شكرا على المجهود والترجمة الممتازة

ضوء النهار 06-05-10 11:03 AM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

ترتيل سمير 24-05-10 08:53 PM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . الرواية روووووووووووعة ويعطيك العافبة على الترجمة الرائعة

lil 26-05-10 10:37 PM

merci pour cette belle histoire

ضوء النهار 19-06-10 10:16 AM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . جزاك الله الف خير

maia-gold 27-07-10 01:44 AM

thanks alot for the great effort :)

katia.q 29-07-10 04:44 PM

شكرا كتير علي القصة الحلوة دي
وممكن لو حد يعرف يقول لي اسمها بالانجليزى بلييييييييييييز

لولو ليلاس 30-07-10 04:16 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة katia.q (المشاركة 2398107)
شكرا كتير علي القصة الحلوة دي
وممكن لو حد يعرف يقول لي اسمها بالانجليزى بلييييييييييييز

مراااااااااااحب..

unexpected love

جنون العشق 07-09-10 06:05 AM

يعطيك العافية
روااااية ممتعة

فاتنة الضحى 19-10-10 08:01 PM

:flowers2::flowers2:جاري التحميل شكرا اليك:liilas:

ابتسامة يأس 25-11-10 11:05 PM

يعطيكى الف عافية جاري التحميل

(غموض) 28-11-10 07:06 PM

سلم الأيادي على الرواية الحلوة

شكراا لك


(غموض)

هدىgb 29-12-10 06:49 AM

واااااااااااااو روووووووووووووووووعه

بصراحه الكلمات ماتقدر توصف جمال الروايه


سلمت الانامل الذهبيه ويعطيك الف عافيه

ام الاولاد الثلاثه 10-03-11 02:23 AM

http://1.bp.blogspot.com/_5HybQ82HIe...0/82764571.jpg

ٵبَڪِيڪَ 10-04-11 11:06 PM

:flowers2:
تسلمين يآأآحلووه
تم النسخ والحفظ بنجآأآح
تشكريين

:friends:

fadi azar 21-06-11 04:52 PM

روعة كتير حلوي

حنان محمد ابراهيم 26-11-11 09:19 AM

الرواية جميلة جدا شكرا لك

dororo 23-01-12 03:16 PM

:liilas: شكرا تسلمين

ملك فارس 07-05-12 07:08 AM

حلوووووووووووووووووووووووووووه اوى بس معجبنيش انها كانت قاعده مع مارك فى شقته ولا خيانته ليها بحب تكون الروايه البطله ملك للبطل وحده ومشكوره

نسيم الشباب 19-11-14 10:18 PM

رد: حب غير متوقع / ماري روك ( رواية مكتوبة)
 
شكراااااااااااا جزيلاااااااااااااااا على جهدك المبذووووول
تقبلي مروري :0041:

ريما المدلله 06-08-16 11:24 AM

رد: حب غير متوقع / ماري روك ( رواية مكتوبة)
 
يعطيكي العافية .. الرواية رائعة ومشكورة عالمجهود الرائع


الساعة الآن 08:32 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية