منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   خواطر بقلم الاعضاء (https://www.liilas.com/vb3/f725/)
-   -   قلب من الماس (https://www.liilas.com/vb3/t82993.html)

black rose 01-07-08 12:33 AM

قلب من الماس
 
اعتذر اصدقائي الاعزاء عن اتمام القصة في صفحتها الاولى .. لكني احببت ادراجها كامله دون تجزئتها كي لا تتشتت مشاعرها وافكارها .. قرائه ممتعه للجميع ...

اهـــداء

الـى الـوردة الـحـمـراء الـمـتـألـقـة ..

الـتـي تـحـيـا فـي ربـوع الـحـيـاة الـخـضـراء ..

الـى هـمـسـات الـنـسـيـم الـحـائـر .. الـمـحـلـق فـي سـمـاء الـخـيـال الأبـدي ..

حـامـلاً مـعـه ذلـك الاسـم الـخـالـد .. الـمـلـحـن عـلـى قـيـثـارة الـغـمـوض ..

لـيـعـلـو و يـسـمـو عـلـى أطـيـاف الـحـلـم الـراحـل ..

بـيـن نـجـوم الـواقـع الـزائـل ..




قلب من الماس

عيادة العلاج الالكتروني .. اليوم الثالث من شهر ابريل عام 2127م استمر الكمبيوتر في الفحص ، و هو يتك
كأنه بندول الايقاع الموسيقي ، و كان المريض يرقد عارياً فوق الأركية من الجلد الوثير ، منتظراً نهاية الفحص ..
كانت تمر فوق جسمه مجموعة من الآلات الطبية البلورية التي تتحرك إلكترونيا ، مسجلة مجموعة من البيانات المختلفة
الألوان فوق عدة شاشات منتشرة في أنحاء الغرفة .. كانت الاجهزة و المعدات تدار إلكترونياً .. اخيراً ..
طرقت أذني المريض تلك الدقات الرتيبة التي تعلن انتهاء الفحص .. صدر من الكمبيوتر صوت آلي أجش ،
و بدت على شاشته الملونه مجموعة من المعلومات مع صورة من داخل جسم المريض ..
_أرى هنا أن ضغطك أقل من الطبيعي .. و أنك تشكو كسلاً في القلب ..أضف إلى هذا أن
حالتك النفسية أقل مما يجب يا رقم (20243) .. أنت في حاجة إلى راحة طويلة ،
فأين ستذهب لقضاء إجازتك ؟ ..
أجاب المريض في ارهاق :
_لست أدري .. وبصراحة لقد سئمت كل هذه المصايف .. ثم إنني أنجز عملاً في محطة المريخ الفضائية .
عاد الكمبيوتر الطبي يتحدث بذلك الصوت العميق ، الذي بدا كأنه يأتي من كل مكان بالغرفة :
_يجب أن تسافر الى مكان آخر ، فالبقاء في الفضاء مدة طويلة مرهق للأعصاب يجب أن تغير البيئة و الناس
والأماكن .. إن قليلا من الحب يساوي الكثير في حالتك ..
أجاب المريض بضعف :
_سأفكر في نصيحتك هذه ..فأنا أحيا بلا غد ٍ .. بلا عمق .. بلا هدف .
رد الصوت الآتي الأجش في لهجة آمرة :
سأكتبها لك بعتبارها دواءً .. وعليك الألتزام بها بوصفها أوامر الطبيب .


كانت المدينة تمتد أمامه بلا نهاية ، و يلفها ضباب خفي ، فتبدو كمدينة تحت الماء ، برغم شلالات الضياء التي
تنبعث من مكان مجهول .. كان يحاول في إجهاد أن يفهم حقيقة ما يدور حوله من أشياء يراها ولا يستطيع
تفسيرها ..و فجأة سمع صوتاً ينادي اسمه ، فأخذ يتلفت حوله مبهوراً من العجب ..
من يعرفه في هذه المدينة الغريبة ؟ .. و رآها تختفي وراء إحدى الاشجار الضخمة وتشير إليه أن يقترب منها
.. كانت الفتاة طويلة هيفاء ، وشعرها بني ذو لمعان أحمر و عيناها زرقاوان واسعتان ، ترتدي ثوباً يبرز
جمالها .. أخذ يتأمل وجهها الرائع ملياً .. و انتابه شعور غامض .. طيف أم يقظة مشوبة بغرابة ..
كانت مخلوقة رائعة الجمال ، غارقة في النور ، والبهاء ، والفتنة ..
سألها هامساً : من أنت ؟
_وهل هذا يهم ؟ ..فقط دعنا نتمتع باللحظات الحاضرة ..
غادرا المكان متشابكي الأيدي ، كان يحدق فيها متشوقا لسماع كلامها العذب بقلب واجف .. تابعا طريقهما
نحو جسر بلوري في أطراف المدينة على ضفاف النهر .. ما أحلى العزلة و هي بجانبه تتمايل خصلات
شعرها الداكن .. و عيناها الزرقاوان تتألقان كفيروزتي شديدتي الصفاء .. تحدق في وجهه و تطيل
نظراتها الساحرة ويترنح الاحساس العذب .. ويتذبذب متحولاً الى شعور جارف .. و تنفجر عاطفة
الحب في أعماقه بكل عنف .. همس لها بصوت متهدج : أحبك ..
إستدارت إليه في فزع :
_اصمت .. هذه الكلمة ممنوعة هنا ..
وعادت تبتسم في إشفاق
_آسفة .. لقد نسيت أنك غريب عن هذه المدينة .. إن الحب ممنوع هنا ..
أجاب في دهشة :
_كيف يمنعون هذا السحر الأكبر الذي لا يقبل التفسير .. سر الحياة الأخيرة ؟
قالت في تؤدة :
_هذه المدينة تخضع تماماً للآلة .. العواطف البشرية كلها ممنوعة فهي دليل الضعف ، ويجب التغلب عليها ..
لأنها تقرب بين البشر ، ونحن هنا عبيد للآلات ..
لم يستطيع الكلام .. توقف السؤال عد طرف لسانه .. كانت تتكئ على سور الجسر البلوري ..
وهي تشرح له :
_هذه المدينة تحكمها آلة هائلة .. كمبيوتر .. تمتد فروعه الى كل مكان .. تراقب السكان ليل نهار ..
وهناك قانون يمنع العواطف البشرية ، خاصةً ..
صمتت للحظات .. و قالت هامسة :
_خاصة الحب .. و إلا أحيل للشرطة الآلية ..
سألها في دهشة :
_و لكن الانسان لا يشعر بكيانه ..بوجوده .. إلا عندما يتم الاحساس بتبادل الحب ..ذلك الفيض من
المشاعر .. هذا التغير الذي تتماوج فيه كل الألوان .. التوهج الذي يضيءالروح .. إنه
قطعته في توسل ، و هي تضع يدها في رقه على فمه :
_أرجوك .. إن هذا الكلام يعرضنا للعقاب .. تعال نتحدث عند شاطيء النهر القريب .. هناك سر أريد إطلاعك عليه ..


كان الفجر يبدو كغلاله شفافه تمتد بلا نهاية فوق الموج الشاحب و كانت تتطلع إليه في ضوء السحر الخافت .. بعينيها الزرقاوين الواسعتين ..
راحا يتطلعان معاًالى السماء ، حيث يبرز كل فترة صاروخ يتجه الى أحد الكواكب الصناعية القريبة ..
كانت تتحدث إليه و فمها يلتصق بأذنه اليمنى .. و في صوتها بعض المعاناة ..
_الحب لم يصبح عاطفة ، بل وظيفة عادية ..مفيدة للذهن المتعب .. نافعة للشخصية و تكاملها ، و للتوازن الهرموني للذكر و الانثى ..
قال هامساً و هو يوجه جبهته نحو السماء ..
_يا إلهي ..أكاد لا أصدق ..
أكملت و كأنها لم تسمعه :
_و في المركز الألكتروني للعلاج النفسي ـ يستطيعون انتاج أي عاطفة عن طريق التأثير في أحد أجزاء المخ بواسطة إشعاع الليزر .. إعتدلت
في جلستها ، و قالت في جدية .. و لكن ما زال صوتها هامساً متهدباً :
_و ثار البعض ، فلو لا الحب ، لما أدركت الأنسانية أنبل معانيها ، ولما عرفت الروح أعماقها فتكونت جمعية سرية تدعو الى الحب ، وتبقي على
العواطف النبيله من أجل مستقبل البشرية ..
اعتدل في جلسته يستحثها ، على الكلام ، فابتسمت وهي تضيف :
_و اتخذت لها اسماً (حتى لا يموت الحب ) ، أما شعارها فهذا ..و أشارت الى سلسلة فضية حول عنقها تنتهي بقلب من الماس ..
ويمضي الوقت ، وينطلق صوتها الساحر يهمس له كيف أن البشرية أخذت تعتمد على الآلات المتطورة ، حتى اصبحت ضرورة للحياة ..
فتحكمت و فكرت لنفسها ، ثم صارت هي التي تحكم الناس ، فقد كانت تمده بالمعرفة التي تساعده على الحياة ، و نشأت الآلة الألكترونية الهائلة
(المعرفة) التي كانت تمتد الى كل بيت ، الى كل مكان ، لا يستطيع الأنسان أن يحيا دونها أو دون معلوماتها ..
_خذها مني هدية لتذكرني .. إنها ..
ولم تتم عبارتها ، فقد امتدت يد معدنيه عملاقة ، تختطف منها السلسلة بالقلب الماسي ، و تلقي بها في عنف فوق الرمال الصفراء ..
نظرا الى الوراء في رعب ، و رأيا المارد المعدني بردائه الاصفر المخطط باللون الاسود ، المميز لأحد أفراد الشرطة الآلية ..
قبل أن تستطيع التحرك ، جذبها الانسان الآلي الى أعلى ، و صدر منه إشعاع احمر خافت ، ارتطم بجبهتها ، فأصابها شلل كامل ،
و لكنه كان يسمع و يفكر و يرى و هو جامد في مكانه ، يتكاثف الضباب من حوله ..
كانت تجاهد للخلاص من القبضة الفولاذية ، ولكن دون جدوى .. بدت كغزال رقيق عاجز عن الدفاع عن نفسه ، سقط في شباك
صياد لا يرحم .. صرخت .. مدت يدها في توسل .. اتسعت عيناها الزرقاوان في فزع :
_خذني معك ... لا تتركني .. حبيبي خدني معك .. إنهم لا يرحمون ..
لم يستطيع التحرك ، فقط اغرورقت عيناه بالدموع
، وهو يشاهدها تبتعد مع العملاق المعدني أي مصير مجهول .. إنه فراق بلا لقاء ، وطريق بلا عودة ..
كان الظلام يمتد بامتداد الافق ، يحمل اليأس و الحزن .. و على البعد تبدو المدينة القاسية الآلية .. المحرومة من أنبل ما في الوجود ..
غارقة في الظلام ، و كأنها سقطت فجأة في حفرة سوداء .. بلا قرار ..


استيقظ فجأة .. كان لا يزال في عيادة العلاج الالكتروني .. نظر حوله في ذهول ، حتى أتاه صوت الكمبيوتر الطبي :ـ
هل تشعر بتحسن ؟
كانت معاناته أقوى من قدرته على الكلام .. أكمل الصوت الآلي الأجش :ـ
_لقد ارسلناك الى حلم عاطفي ، بواسطة التأثير بأشعة ليزر في الجسم الصنوبري داخل مخك ، لقد استغرق الحلم أربع دقائق وعشرين ثانيه ،
أعيد السؤال .. هل تشعر بتحسن ؟
تختلج أهدابه ، و الدموع لم تزل في عينه .. و تجوس نظراته المتلهفة باحثة في غرفة العلاج الالكتروني .. عن انسانة حبيبة ،
لها عينان زرقاوان ، فلا يجد إلا الآلات .. الآلات الجامدة .. و شعر نحوها بكراهية لا حد لها .. ويأتي الى ذهنه صدى الحبيب
صارخاً في فزع :ـ
_حبيبي خذني معك .. لا تتركني ..
و يتخيل اليدين الممتدتين في توسل .. والعينين الرائعتين المحملقتين في هلع .. و يتعذب أكثر ..
إن ما حدث له كان حقيقة لا يمكن أن يكون مجرد حلم .. من المستحيل أن يكون كل هذا الحب وهماً أو خيالاً لقد كانت أمامه بكل سحرها ،
ورقتها .. كان شعوراً صادقاً .. حقيقاً ..
أتاه صوت الكمبيوتر الطبي يقطع عليه أفكاره :
_يمكنك العودة غداًالى عملك ..
نهض في تؤدة .. تثاقلت خطواته وكاد يهوي الى الأرض .. طاف خياله في عالم اليأس .. أفكاره غريبة لا موطن لها ..
والحزن يتخلل كل خلاياه .. ستاراً على كل المرئيات من حوله ..
جلس وحيداً في غرفته المظلمة .. يحاول أن يتجاوز الواقع .. الى الحلم .. الى حبيبته .. همس باسمها في شوق ..
بكاها كثيراً حتى هده التعب .. خياله يأبى أن يعترف أن ما عاناه كان حلماً ويتساءل رغماً عنه ..
ترى ماذا فعل بها الشرطي الآلي ؟ أيمكن أن يلتقي بها مرة أخرى ؟ ..
لا .. لن ينساها ابداً حتى لو كانت مجرد حلم .. مجرد خيال ..
نهض في تثاقل .. وقف في الشرفة المطلة على المدينة البعيدة .. ونظر الى السماء .. الى النجوم المتألقة التي تبدو
كقطع مهشمة من الماس تتناثر فوق مخمل أسود ..
يتأملها طويلاً .. و يبدو له بينها عينان زرقاوان رائعتان ، تتطلعان إليه في حب ، ويتمنى لو تتجمع كل هذه النجوم .. ليتكون منها
قلب هائل من الماس يملأ الكون كله ..


تـمـت

لاتناظرني بعين 01-07-08 12:56 AM


كنت انتظر الباقي بفارغ الصبر

الله يعطيك الف عافيه

قصه خياليه رائعه

تحياتي

black rose 01-07-08 01:15 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لاتناظرني بعين (المشاركة 1512303)

كنت انتظر الباقي بفارغ الصبر

الله يعطيك الف عافيه

قصه خياليه رائعه

تحياتي


لاتناظرني بعين

اهلاً بك بين السطور واهلا بفواح عطر حروفك .. الف شكر لمرورك الجميل بين السطور ...

دمتي بكل ود و خير

لك مني ارق التحيات

omar_36 01-07-08 02:10 AM

بلاك روز ..


نقطه نظام .. او بالأحرى " سمع هس !!!!!!!!! "

نحن هنا امام عمل ادبى وفنى كامل ... احترافى ..

القصه منسوجه بخيوط الحرير .. تسلسل الأحداث منطقى .. توجد العقده و يوجد الحل ..
هناك موضوع اسمه " قيمه الحب " ..

مجهود جبار ... لا اعرف كيف اشكرك عليه فى الحقيقه ..

انا فى غايه السرور لأنى اقراء قصه و كمان اتخاطب مع كاتبها بدون حجاب ..

اشكررررررررررررررك على كل حرف .. وعلى خيالك الرائع ..

فقدت قلبي 01-07-08 03:04 AM

شدني أسم القصة فالبداية أخي لإنها بنفس لقبي في ليلاس ثم شدتني القصة
سلمت يداك عليها رائعة


الساعة الآن 08:08 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية