منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات عبير المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f449/)
-   -   حصري 200 - القيود - ازو كاوود - روايات عبير الجديدة ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t80052.html)

وداد التميمي 28-05-08 01:18 PM

200 - القيود - ازو كاوود - روايات عبير الجديدة ( كاملة )
 
عزيزاتي قارئات روايات عبير في احلى منتدى ، اليوم وبشكل حصري على ليلاس وبس ، بنزلكم رواية ( القيود ) وهي من روايات عبير الجديدة ومن النسخ النادرة وبدون تقطيع او حذف او شطب ، واحداث القصة كثير مشوقة من اول صفحة الى آخر صفحة ونهاية الرواية مختلفة عن كل الروايات ، راح تشوفوا بعيونكم ، لانه ملِّينا من النهاية السعيدة في آخر فصل من كل رواية ، صح !

نسيت احكيلكم ان بطل روايتنا اليوم هو عربي أصيل .

فأنا بانتظار مشاركاتكم وآرائكم بعد قراءة الرواية حتى نتناقش فيها ! OK ! .


اتمنى ان تعجبكم .

وداد التميمي 28-05-08 01:22 PM

رواية عبير الجديدة

200- القيود

المؤلفة : ازو كاوود


الملخص :

فيفيان فتاة في الثانية والعشرين من العمر ، من ام عربية واب اجنبي . توفيت والدتها وبقيت وحيدة والدها ، وبعد مرور سنوات على زواجه فقد اصبح لها ست شقيقات جميلات ولكنهم ليسوا بجمالها . عندما تعرفت على طارق الشاب الاسمر الجميل العربي الذي يحمل في وجهه جمال الصحارى والواحات يعيش في تونس وهو كاتب مشهور احبت كتبه وتعلقت بها مما دفعها للتعرف عليه ولكن ؟؟ هل ستنجح في مقاومة جماله العربي وان في دماها دماء عربية هل ستربطها بهذا الرجل وما مصير في بلاد لا تعرف تقاليدها وقوانينها الصارمة تجاه المرأة هل تستطيع الاستمرار معه والمفاجاة الكبيرة التي تصادفها هل ستدعهما يستمران بحياتهم .
.http://www.liilas.com/vb3

وداد التميمي 28-05-08 01:24 PM

الفصل الأول


جلست فيفيان على رمال الشاطئ تنظر الى غروب الشمس بعيون حزينة دامعة لقد كانت هذه هي المرة الاولى التي تاتي لوحدها الى هذا المكان لم يكن جمال الافق ورونق اللون القزحي كافيان لينشلانها من افكارها وآلامها ، جلست وهي تحضن بكفها كومة من الرمل تضغط عليها تارة وتارة تحررها ، وكأنها غاضبة من الارض وما عليها ومصرة على الانتقام من القدر الاليم الذي جمعها مع طارق وفرقهما الى الابد عندما تذكرت تلك العيون الدافئة وصمتها بين ذراعيه تدفقت بنهرين غريزين من الدموع الساخنة المليئة بالشوق العاصف ليطرق ابواب الحب في انحاء الكرة الارضية ويستأذن السماح والولوج الى اعماقه والرجوع الى الماضي الى اليوم الذي التقت به .
فيفيان فتاة خلوقة تتمتع بجميع الصفات التي تخولها لان تكون الفتاة المثالية بين شقيقاتها الستة لقد كانت تضج بالحيوية والنشاط والابتسامة الدائمة حنونة اما الجميع تحب برفق وتعشق الأزهار لم يكن جمالها انكليزيا ولا فرنسيا ، لقد كانت تتمتع بجمال عربي اصيل ، تحمل على رأسها تاج من الشعر الاسود الداكن الناعم الملمس والعينان السوداوين تحمل سر وقوة العاصفة وسواد الليل وبياض النهار اي عيون واسعة سوداء وبياض شديد حولها .
الشقيقات الستة لم يكن بجمالها لقد كانت فيفيان الفتاة البكر لعائلتها وهي صاحبة الراي والفتاة المطيعة دائما . كانت تتمتع بروح الحكمة والنصيحة الصائبة كانت الساعد الايمن لوالدها ، الذي احبته باعماقها وتعلقت به كثيرا ، كما ان والدها كان يفضلها على شقيقاتها فهي من ام عربية احبها والدها حبا كبيرا ، وكانت قصتهما عاصفة ومؤلمة لقد تزوجها بغير رضا اهلها وجاء بها الى قبرص ، وكانت فيفيان باكورة حبهما ، ومع مرور سنة على ولادتها فقدت الام بصرها بسبب عملها المستمر والمؤلم في مختبر للمواد الكيماوية السائلة ، فقد اصابتها رائحة من تلك المبيدات المميتة ولم تكن ترتدي قناعا واقيا مما سبب تغلغل تلك المواد الى عينيها ليفقدها البصر تماما لم تحتمل والدة فيفان هذه الآلام وضعفت مما انحلها واصبحت غير قادرة على الاستمرار في العيش فودعت الحياة وهي تحتضن طفلتها الصغيرة .
بقيت فيفيان تحت رعاية جدتها لان والدها ملتزم بالسفر وهكذا تعرف على انطوانيت وتزوجها ورزق منها ست بنات جميلات خفيفات الظل مما اضطر بفيفيان للعيش مع زوجة اب ولكنها كانت سعيدة معهم لقد كانت الفتاة السابعة المطيعة والساعد الايمن لزوجة ابيها ايضا ، انما والدها كان يعاملها بشكل خاص ويوليها كل اهتمامه لانها حبه الراحل والدائم ابدا .
انهت فيفيان دراستها العليا والتحقت بمعهد قبرص للكومبيوتر واتقنت البرمجة وادخال المعلومات . والطبع عليه ، واستلمت وظيفتها في مركز للصف الطباعي الالكتروني .
مارست وظيفتهابحب واتقان تعلقت بها كثيرا ، مما ساعدها على ملء فراغها بالعمل الدؤوب ، كانت صديقاتها في تلك المؤسسة يحترمونها ولكنها لم تختلط معهم كثيرا لان كل واحدة منهم لها حياتها الخاصة ، وصعب الاتصال بهن .
ذات يوم وبينما هي جالسة امام جهازها سمعت اسمها على الانترفون .
- آنسة فيفيان الى المكتب من فضلك .
ابعدت الكرسي ووقفت جامدة وتساءلت ( ما الامر يا ترى ) ، توجهت نحن المكتب وكان المدير رجل بين الخمسين والثانية والخمسين من العمر دخلت وهي تلقي تحية رقيقة :
- نعم حضرة المدير
- اقتربي يا فيفيان ، اقتربت فيفيان من المكتب
.http://www.liilas.com/vb3

وداد التميمي 28-05-08 01:26 PM

- اجلسي ارجوك ، جلست مقابل رجل في العقد الثلاثين من العمر ، لم تنظر اليه كفاية كي تميزه كانت نظراتها نحو الطاولة الصغيرة الموضوعة امامها .
- هذه آنسة فيفيان سيد طارق ، ارجو منك ان تعطيها التعليمات الكاملة حول بحثك وكيفية عمله فهي ستساعدك حتما لكي يكون كتابا انيقا ، انها المرة الاولى في شركتنا .
- شكرا سيدي ، قالت فيفيان بنعومة .
- حسنا متى استطيع البدء معك ايتها الآنسة ، سألها السيد الاسمر .
- عندما يأمر سيدي المدير ، اجابته فيفيان بتأن.
- حسنا فيفيان يمكنك البدء من الآن ، ارجوك يا سيد طارق تفضل مع الآنسة الى مكاتبها وهناك تضعان الملاحظات التي يجب استخدامها والاشياء التي يتم حذفها حسب رغبتك .
- شكرا ، وتقدم نحو فيفيان بخطى ثابتة ، وقال لها :
- هل انت جاهزة يا آنسة
- تفضل يا سيدي ، اجابته فيفيان بصوت مهذب رقيق .
دخلا الى المكتب وجلست على كرسيها بحذر ، كان السيد الاسمر ينظر اليها بنظرات فضولية متفحصة مما اربك فيفيان كثيرا قالت له :
- تفضل يا سيد طارق .
- امسك السيد الاسمر الطويل القامة بالملف الذي بين يديه وفتحه ووضع الاوراق امام فيفيان واقترب منها مشيرا الى بعض الكتابات الكبيرة بالخط الاحمر وهو يقول :
- جميع هذه العناوين التي بالاحمر اريدها عناوين كبيرة ، وكل ما تحته خط ضمن النص يكون اسود ، ومن ثم ارجو الانتباه لفقدان الاوراق يا آنسة لانني غير مستعد لان افقد اي ورقة من هذا الملف ، قال لها محذرا وكأتها لاول مرة تستلم كتاب وليس لها الخبرة الكافية .
انزعجت فيفيان من هذه الملاحظة مما اربكها جدا نظرت اليه بحنق وقالت :
- سيد طارق ان واجبي هنا يحتم علي المحافظة على عملي وتحمل المسؤولية الكاملة لاي عمل اقوم به فليس من الضروري ان تحذرني من فقدان الاوراق فالمسؤولية هنا تقع على عاتقي وواجبنا ان نساعد الكاتب وليس ان نعرقل عمله .
- حسنا ايتها الآنسة انا متأسف ، ثم اضاف وهو ينظر اليها بعينين فاحصتين .
- هل استطيع ان ارى انواع الاحرف الموجودة في جهازكم ؟
- حسنا ، قامت فيفيان واتت بلائحة مصورة لجميع الاشكال والاحجام التي تبرمج على الجهاز لتعطي العناوين المطلوبة .
- تفضل يا سيدي .
- شكرا لك ، هل استطيع ان استعمل هذا الحرف ؟
- بكل سرور يا سيدي .
- وهذا الحجم .
- نعم سيدي .
- والمسافة الطولية للصفحة هل استطيع ان استعمل هذا القياس ؟
- القرار يعود لك سيدي .

وداد التميمي 28-05-08 01:27 PM

- الا تلاحظين بانك لا تعطيني رأيك جيدا ولا حتى بأمر واحد ، انت لا تقولين الا نعم سيدي ، حاضر سيدي ، لا بأس سيدي ، الا تريدين ان تعطيني رأيك بكل صدق ووضوح ؟؟
- نعم ولكن القرار يعود لك بالنهاية .
- لا بأس برأيك ، أليس لديك الخبرة في طباعة الكتب الشعرية ؟
- نعم ، وجميع الكتب ايضا ، منها العلمية والمدرسية والمجلات والابحاث للجامعات كل هذا من اختصاصنا سيدي .
- المعذرة يا آنسة ، هل أطلب منك بان لا تناديني بسيدي أرجوك ؟
- لا استطيع لان عملي يحتم على احترام الزبون يا سيدي .
- حسنا كما تريدين ، ولكن ارجوك قللي من كلمة سيدي قدر المستطاع .
- حسنا ، قالت له وهي تبتسم بلطف .
- يا آنسة ، سألها
- نعم ، قالت له وهي تنظر الى الكتاب الذي بين يديها .
- أنا اؤمن بخبرتك في العمل ، وبما انني لا استطيع ان اراقب كتابي وكيفية طبعه وليس عندي الوقت هل توافقين ان تستلميه انت حسب رغبتك تضعين الحرف والعناوين ، كما تريدين ؟
- اذا كنت تفضل ذلك ، فهذا جيد ايضا ، انا استطيع ذلك .
- حسنا سأترك لك الخيار في كل شئ .
- حسنا
- كما ان هناك كتاب ثاني تابع لهذا الكتاب وهو الجزء الثاني وسوف اجئ به في المرة القادمة ، ولكن الآن باشري بهذا ليكون كبداية لتعاملنا .
- حسنا يا سيدي .

نهض من مكانه وتوجه نحو الباب خارجا وهو يضرب لها موعدا لمراجعة الكتاب والقاء نظرة عليه وللاجابة على بعض الاسئلة اذا كانت هناك اية مصاعب فيه ، ثم وافقته على مرور اسبوع ثم يكون الكتاب جاهزا للتصحيح .

خرج طارق بقامته الطويلة ولكن بخروجه كانت فيفيان تراقبه بنظرات انثوية شيقة مما دفعها الى السير خلفه على مهل وهي تتبعه بنظراتها وبمروره من اما مكتل صديقاتها ، توقفت جمع الاجهزة بنظرات مشدودة وهم يتساءلون عن هذا الرجل الغريب الذي يملأ الارض وراءه تساؤلات واجابات غير واضحة ، وبعدما غاب عن الانظار التفتن نحو فيفيان وبعيونهم مئات الاسئلة الفضولية مما دفعها الى القول وهي تشيسر بيديها علامة عدم المعرفة والاستغراب .
- لا شئ ، لا اعرف شيئا سوى ان اسمه السيد طارق ، ها هذا يسد جوع فضولكن .
ضحكت الفتيات لتسرع فيفيان في تبرير معرفتها بهذا السيد مما ادخل الى قلوبهن السلوى .

وداد التميمي 28-05-08 01:33 PM

الفصل الثاني


أخذت فيفيان الكتاب بين يديها وباتت بالقراءة ، أولا المقدمة ، أمسكت القلم الى جانبها واخذت بوضع الملاحظات ... ثم العناوين ، وهذه الرسومات حسنا هذا جيد ... اكتفيت بهذه الكلمات وبدأت بقراءة الصفحة الأولى كانت المقدمة تحتوي على اهداء من الكاتب الى كل قارئ ، كان كتاب شعر غزلي ووصف للمرأة العربية باللغة العربية ومترجم الى اللغة الانكليزية كانت فيفيان ملمة باللغة العربية بشكل متقن مع كسر ولدغ في اللفظ بسيط مما يزيد من جمال لفظها وذلك يعود لفضل والدتها التي علمتها اصول اللغة العربية الى جانب لغتها الاصلية الانكليزية ، هكذا كانت فيفيان متفوقة بين اصدقائها في المكتب ، فقد كانت الوحيدة القادرة على مساعدة المدير في جميع الامور والترجمات والمقالات العربية التي تأتي من الدول العربية لتترجمها وتنزل بالمجلات احيانا ، هذه اللغة كانت مصدر سعادة لفيفيان .. لقد كانت اللغة الاحب الى قلبها بالاضافة الى الانكليزية ، كانت تشكر امها على منحها اياها لانها في بعض الاحيان تكون سبب موردها وعيشها فهي عادة في المساء وبعد العشاء تاخذ بترجمة بعض الكتب الاجنبية الى العربية ومن العربية الى الاجنبية ، كانت تجد متعة خاصة في هذا العمل ، فهي مثابرة عليه وتتقنه .

ولكن عندما نظرت في الصفحات الاولى وقرأت المعاني والكلمات التي تتضمنها هذه الاسطر انبهرت لجمال تلك الكلمات وروعتها في وصف المرأة العربية والغزل النابع من قلب الصحراء ومن ثم تشجعت على المثابرة المتواصلة للبدء في طبع هذا الكتاب لأنها كانت بشوق لمعرفة وقراءة ما يتضمن من جمال البلاد العربية ونساءها ورجالها واطفالها كانت تحب ان تعرف كل ما يتعلق بتلك البلاد وتقاليدها وذلك يعود لحبها لوالدتها وحديث والدها عن جمال الصحراء ورونق البادية والمدن والتقاليد العربية العريقة .
منتديت ليلاس

باشرت فيفيان بالطباعة وكلما انتهت من صفحة كانت هناك قوة خارقة تشدها في قراءة وطبع الورقة التالية ، وهكذا كانت هذه الفتاة التي تحمل دماءها لون من الوان البادية وجمال المرأة العربية بشوق لمعرفة المزيد ، وتأكدت عند ذلك من ان السيد طارق فارس عربي جاء من الصحراء الى بلادهم لكتابة الكتب والروايات .

اعجبت بكتابه لدرجة العشق به ، وكانت تقرأ الكلمات مئات المرات وكأنها تحفظها في ذاكرتها لتعيد قراءتها بينها وبين نفسها لقد احبت ذلك الكتاب بمشاهده وصوره ووصفه للبلاد العربية الخلابة .

وتمنت ان يكون لديها نسخة منه .. عند انتهاءه قدمته الى مدير الشركة لكي يعلم السيد طارق بانتهائه .

في يوم مشرق جلست فيفيان الى مكتبها تراجع بعض الملفات وفجأة وجدت رجل اسمر طويل القامة أسود العينان وبشرة حمراء لوحتها شمس الصحراء ، انه لم يكن سوى السيد طارق واقفا بقامته امام مكتبها واضعا يده على طرف الطاولة ، ثم اردف قائلا :
- كيف عساني اشكرك ايتها الآنسة ، قال لها ذلك بلهجة الانكليزية مكسرة ولكنها جيدة بالنسبة لرجل عربي ، للحظات صمتت فيفيان ولم تستطع ان تقاوم جاذبية هذا الفارس الغامض بوجهه الجميل ، للحظات شعرت بانه استحوذ على نظراتها ، حتى لم يعد هناك مكان للنظر في انحاء جسده .
لقد كانت نظراتها تملؤه تأملا .. وللحظات انتبهت انها استغرقت طويلا في الاجابة . نظرت الى الاوراق التي الى جانبها بعدما لاحظت بانه شعر بها وبنظراتها له .... ابتسمت شفتاه الصغيرتان بابتسامة صافية رقيقة خالية من الخشونة التي كان جسده يتمتع بها ...
- تفضل سيد طارق .

وداد التميمي 28-05-08 01:37 PM

جلس مقابلها وهو ما يزال يكشف عن اسنانه البيضاء بابتسامته الرقيقة مما اخجل فيفيان وجعل خداها تحمران خجلا ، لاحظت مدى تجاوبها مع هذا الرجل او مع هذا الفارس القادم من بعيد .
- هل اعجبك التصميم العام للكتاب سيدي ؟
سألته وهي لم تستطع مقاومة عدم النظر اليه ، اجابها وهو ما يزال يحتفظ بتلك الابتسامة التي تفيض على وجهه جاذبية خلابة :
- رائع حقا ، لقد أحسنت لم اكن اتصور بانه سيكون بهذه الاناقة والفن الواضح والجمال في الخطوط والعناوين ، حتى انني أنا لم اكن قادرا على تصميمه لو تركت الامر لي ، انت فعلا ماهرة ولديك الخبرة الكافية .
- شكرا سيدي ، انه واجبي .
- ان هذا العمل يدفعني لاقدم لك هدية صغيرة تكون عربون عن مدى تقديري .
- شكرا يا سيدي ان هذا من دواعي سروري ، اذا كان ولا بد من هدية فانا اتمنى ان تكون نسخة من هذا الكتاب تكون موقعه باسمك اذا اردت .
- حسنا اذا كان هذا يفرحك ، فور الانتهاء من طبعه سأتيك بواحدة منها .

كانا يتبادلان الاحاديث باللغة الانكليزية مع ان فيفيان كانت تتقن اللغة العربية بشكل جيد ولكنها لم تتكلم معه عربيا لان هناك كسر في كلامها احيانا واختفاء لبعض الحروف مما اخجلها ان تبادره بلغته وبناء على ذلك لم يكن يعرف بان فيها دماء عربية تجري في عروقها .

خرج الفارس الاسمر وهو يرمقها بنظرات شفافة رقيقة وكانه يستهزأ منها .

وكذلك الامر عندما يدخل هذا الفارس ويمر امام الفتيات كن يسرحن به وعندما يخرج كذلك الامر ، مما اضحك فيفيان عند رؤيتهن على هذا الشكل .

بعد عدة اسابيع جاء السيد طارق الى مكتب المدير واراد رؤية فيفيان عندها طلبت على الانترفون من مكتبها ولكنها لم تكن موجودة ولذلك لم تسمع ، مما اجبر السيد طارق للمجئ الى مكتبها .. وعندها وجدها في المكتب المقابل لها تتحدث مع احد الموظفين اقتربت عندما شاهدته .. نظر اليها نظرات اعجاب لانها كانت ترتدي ملابس جميلة جدا تكشف عن ساقين برونزيتين بسبب تلك التنورة القصيرة اما الجاكيت الجلد السوداء كان تزيدها غموضا واشراقا اقتربت منه وهي تمد يدها لتسلم عليه ولكنه لم يبادلها المصافحة ، تعجبت وكأنه لا يريد ان يسلم عليها واعتذر بقوله :
- المعذرة يا آنسة ، في بلادنا لا يستطيع الرجل ان يسلم على المرأة الا اذا كانت زوجته او شقيقته او والدته او اي امراة حلال له ، المعذرة مجددا يا آنسه .

لم تتفوه بكلمة واحدة لان هذا الامر كانت قد علمت به من قرائتها للكتاب الذي يشرح التقاليد العربية .

تقدمت أمامه ووضعت يدها على الكرسي مشيرة له بالجلوس ، جلس السيد طارق وهو يفتح رزمة ملفوفة ليخرج منها كتابا ويقدمه لها وهو يقول :
- تفضلي يا آنسة ، هذه نسخة من الكتاب والامضاء الخاص موجود على الصفحة الاولى ، وارجو ان ينال اعجابك هذا الغلاف .

واشار بيده على الغلاف الملون .. اقتربت فيفيان وادنت رأسها نحوه ونظرت اليه بعدما اخذته من بين يديه بلهفة ، واخذت تتمتع به بشغف :
- اوه ، ما اجمله ، انه فعلا رائع .

لقد كان الغلاف يتمتع بجميع الوان الصحراء فقد رسمت بشكل تصويري خلاب ، اعجب فيفيان مما دفعها الى السؤال :

وداد التميمي 28-05-08 01:45 PM

- هل ستباشر بكتابة واحد آخر سيدي ؟
- نعم
- هل لي ان اعرف عن ماذا سيتحدث كتابك الجديد ؟
- بالطبع آنستي ، انه يشكل لوحة رائعة عن وصف المرأة العربية ووصف كامل عن طريقة عيشها ولباسها وتقاليدها اما الباب الأهم فيه هو الشعر الغزلي الجميل ، كنت اتمنى لو كنت تعرفين جيدا القراءة العربية فهي تساعد على فهم المحتوى الاجمالي للوصف ، وتعطي الجمال للكلمات ويستطيع المرء ان يستمتع بقراءته ولكن الترجمة الى اللغة الانكليزية تخفف من وقعها على الاذن واللفظ ، والمعنى يصبح اضعف واقل عمقا .

قال لها هذه الكلمات وهو ينظر اليها بشكل عشوائي ويتفحصها من اعلى الى اسفل مما دفعها الى القول بشكل سريع .

- ولكني اعرف ما تعني الكلمات يا سيدي انها رائعة جدا .. أنا .. أنا اتقن اللغة العربية جيدا واعرف القراءة والكتابة ايضا ، ولهذا اعطاني المدير كتابك لاقوم بطبعه لانه يعرف بانني قادرة على فهم محتواه دون صعوبة ان لغتي العربية هي احب لغة عندي الى جانب الانكليزية .
قالت له وهي تسرع في كلامها ، ثم أضافت :
- انا احب قراءة اعمالك الكتابية انها جميلة وتذكرني باشياء احبها كان ابي يخبرني عنها عندما كنت طفلة .
- عذرا يا آنسة ، ولكن كيف لك ان تتقني اللغة العربية وانت آنسة انكليزية لا تمت لك العربية بصلة ؟
- كلا يا سد طارق ، اا ولدت في انكلترا ولكن والدي تزوج سيدة عربية اصيلة من تونس فكنت انا البكر اليها ، وهكذا كانت والدتي تعلمني اللغة العربية والكتابة والنطق الجيد مع انني اكسر في بعض الكلمات ..

عند هذه اللحظة انفرجت شفتاه عن ابتسامة مذهلة وهو يحدثها باللغة العربية الاصيلة ، ضحكت صحكة طويلة وهي تقول له :
- حسنا هل تريد ان نتحدث بالعربية ، لقد مر زمن طويل ولم يساعدني أحد على النطق بها فمنذ موت والدتي وانا في الثالثة عشر من العمر تقريبا لم يحدثني احد بها سوى والدي كان قليلا ما يسامرني مساء ليذكرني بوالدتي .
- اني آسف من اجل والدتك .
- لا بأس يا سيد طارق
- ان الكتاب المقبل سيحمل عنوان " عيون صحراوية " هل يعجبك هذا العنوان .
- نعم انه فعلا جميل كنت اود ان ازور تلك البلاد وخاصة البلاد التي تنتمي اليها والدتي ، كنت دائما احلم بالصحراء والبادية والمدن المليئة بالبائعين والنساء التي تخفي اجسادها خلف وشاح خاص بهم كانت تجذبني تلك البلاد التي كانت والدتي تحدثني عنها كنت اتمنى ان ازورها من كل قلبي .
- ربما استطيع ان احقق لك هذه الامنية اذا كنت تستطيعين السفر ساكون انا دليلك في تلك البلاد .
- لا اعلم ربما سياتي يوم ويكون لي فيها قدم .
- اذا في الكتاب المقبل سوف اخصص عدة صفحات لك .
قال لها وهو يتفحص عيناها السوداوين
- لماذا يا سيد طارق ؟.

وداد التميمي 28-05-08 01:47 PM

- لا اعلم ربما لاكتب شعرا جميلا يتحدث عن عينيك الرائعتين انهما يشداني لان اكتب من الآن ، ان فيهما سحر عميق .

احمرت خدا فيفيان وغمرها الخجل ما يحتوي وجهها من احمرار واطرقت بعينيها الكبيرتين وهي تخبئ اجمل ابتسامة لم تطلقها منذ زمن ...
- انا على موعد اذا مع الكتاب الجديد .
قالت له بجرأة كافية لتظهر للسيد طارق مدى نضوجها الانثوي استاذن منها وودعها ولكنه توقف قليلا امام الباب ومال راسه نحوها وسألها :
- هل تستطيعين ان تكوني دليلي السياحي غدا آنسة فيفيان انا بحاجة لمن يرافقني في جولتي حول الاماكن الاثرية هنا ، اتمنى ان تكوني مستعدة ؟
- عظيم هذا يشجعني على الاستمرار في النطق بالعربية وانا بحاجة الى معلم ماهر ليساعدني على اتقانها جيدا .
- اذا اتفقنا .
- اتفقنا ، اجابته برضى تام .
- الى الغد في الساعة الحادية عشر اين ساراك ؟
- عند المركز السياحي الرئيسي في الساحة البيضاء ، ما رأيك ؟
- حسنا الى الغد اذا .

ورمقها بنظرة ساحرة جعلت اوصالها ترتجف من تاثيرها ، لقد احست به وخاصة تلك الشفاه السمراء عندما تبسم .

وداد التميمي 28-05-08 01:51 PM

الفصل الثالث


استعدت فيفيان في المساء لتحضير ملابسها التي سترتديها في الغد ، بينما هي على هذه الحال دخلت شقيقتها الوسطى وجلست الى جانبها وهي ترمقها بنظرات التساؤل .
- الى اين انت ذاهبة غدا ، اراك تعتنين جيدا بهندامك لعله موعد غرامي ؟
احست فيفيان انها فعلا قد زادت من اهتمامها بلبسها وطريقة تحضيره وكانها على موعد غرام ، ابتسمت قائلة :
- كلا يا حبيبتي ، انه موعد عمل ، عمل فقط .
- حسنا ، ولكن لا تتأخري فغدا هو موعد ميلاد الصغير رين ويجب ان نجتمع جميعنا هناك لان هذا مهم بالنسبة لوالدي الا تعتقدين ذلك ؟
- انا اعلم هذا ولن اتاخر ساكون على العشاء بالتوقيت الصحيح .
- ارجو ان لا تتاخري يا حبيبتي .

كان رين الطفل الصغير لشقيقتها الصغرى لقد كانت جميع شقيقاتها متزوجات ما عدا الوسطى لقد كان هناك اثنان في البيت فيفيان ونور ، لقد اطلق اسم نور على شقيقتها تيمنا باسم والدة فيفيان ، كانا على اتفاق تام مع بعضهم البعض لقد كانت الشقيقات يتمتعن بمنزل زوجي واطفال وسعادة كاملة .منتديت ليلاس

عند الصباح كانت اشعة الشمس تتسرب خيوطها عبر النافذة لترسل اشعتها على جسد فيفيان وهي نائمة على السرير بروبها الابيض وشعرها المنسدل على الوسادة بحرية ونعومة :
نائمة وكانها ليست كذلك فعيناها لم تغمض مع انها تغط بالنوم العميق وذلك يعود لتلك العينين كالغزلان فجفونها نصف مغمضة مما يزيدها اشراقا وسحرا خلابين .

تململت فيفيان في احضان السرير الدافئ وانقلبت على ظهرها ممسكة بالشرشف الوردي الذي يغطي جسدها النحيف امسكت به ، وشدته الى الاعلى وغمرت راسها الوسادة وهي تتنشق عبير الصباح وتثاءبت كالاطفال وجلست في سريرها وهي تلقي بعينيها عبر النافذة الكبيرة المطلة على حديقة غناء مزركشة بالزهور على الجانبين مما دفعها للوقوف امامها والنظر الى السماء الزرقاء ، كان الطقس الربيعي رائع خلاب يشجع على الخروج الى الطبيعة والتمتع بروائح الاعشاب والزهور في تلك السهول الواسعة .

وضعت الروب عليها وخرجت الى المطبخ اقتربت من الفرن واوقدت على القهوة ، ارادت ان تقوم باعدادها قبل اي شئ لوالدها قبل ان يعود من الحديقة ، فهو يستيقظ صباحا ليقوم باعمال الحديقة كاملة ومن ثم ياتي الى المطبخ ليصنع القهوة بنفسه ، ولكن فيفيان كانت تصنعها له في ايام العطل والآحاد وتاتي بها الى الحديقة ويتناولونها سويا بالاضافة الى شقيقتها نور ثم يتحدثان عن امور تلك الجنة الصغيرة التي يهتم بها .

ولكن في هذه المرة كانت فيفيان مستعجلة فشربت قهوتها بسرعة واعتذرت من والدها للخروج قامت الى غرفتها وفتحت الخزانة وارتدت الملابس التي اختارتها بالامس وهي عبارة عن جينز معرق والقميص البني وارتدت فوقهما الجاكيت الشاموا البنية ايضا وادخلت في قدميها البوتين الكاوبوي الرائع ، ووضعت تلك القبعة التي تجعل منها امريكية من الارياف التقطت جدائلها وارختهم بشكل عشوائي واخذت المشط وراحت تسرح شعرها وهي تبدأ من راسها ممسكة بخصلات شعرها الاسود وحنى تنتهي عند اطرافه التي بمحاذاة سيقانها ، كانت مغرورة بشعرها الطويل ومحتارة كيف ستعطيه الرونق الذي هو بحاجة له ، اخذت ترفعه ثم تجدله وبعد حين رست على ان تتركه منفردا حرا على كتفيها وظهرها ، ووضعت بعض الماكياج الناعم الخفيف على وجهها البرونزي ثم رمت بالقبعة على راسها بطريقة عفوية ووضعت عطرها الخفيف الناعم وامسكت بالحقيبة

وداد التميمي 28-05-08 01:54 PM

الجلدية بكتفها واستدارت امام المرآة عدة مرات فرحت لانها تبدو مشرقة في هذا النهار ولكنها تذكرت بانها لم تضع احمر الشفاه فامسكت بواحد لونه زهري لامه ومررته على تلك الشفاه الجائعة الممتلئة التي تضج بالانوثة .

عندما شعرت بانها جاهزة استدارت من جديد ولكن هذه المرة للخروج في رحلتها الصغيرة .

وقع نظر نور عليها وشهقت من الدهشة وهي تقول لها :
- ما هذا يا فيفيان ، تبدين وكانك مراهقة صغيرة .
- حسنا هذا ما اريده .
قالت لها فيفيان والابتسامة على ثغرها .
- لقد مضى زمن طويل وانت لم ترتدي هذه الملابس لماذا الآن اراك تستعملينها ؟
سالتها نور بلطف ومحبة ظاهرة وهي تتأملها باعجاب .
- لا اعلم لقد احتجت ان ارتدي شيئا لطيفا اميركيا جدا .
- حسنا لا باس فانت تبدين رائعة ومشرقة اليوم ، اتمنى لك يوما سعيدا .

وطبعت قبلة صغيرة على وجنتيها وهي تغلق الباب خلفها . صعدت فيفيان في سيارتها الصغيرة الحمراء اللون وسارت على الطريق المؤدي الى الساحة البيضاء للقاء الفارس العربي السيد طارق .

اخذت تدور في تلك السيارة الحمراء في الساحة الكبيرة وهي تنظر شمالا ويمينا تبحث عن طارق ولكنها لم تجد احد انتظرت عشرة دقائق واوقفت السيارة في مرآب قريب ثم عادت الى تلك المنطقة لكنها باءت بالفشل مرة ثانية ، انتظرت قليلا بقلق ومن ثم نفذ صبرها ثم عادت الى المرآب ثانية وقبل ان تعود استدارت في الساحة البيضاء لآخر مرة لعلها تجده وفجأة وجدت شابا اسمر اللون يركض من بعيد ويتخطى السيارات بشكل جنوني وكانها ستدوس عليه قفز من رصيف لرصيف ، وهو ينظر شمالا ويمينا وعندما اقترب كثيرا منها راته وعرفت انه السيد طارق ... اطلقت زمور السيارة عدة مرات باتجاهه ولكنه لم يلمحها مما دفعها الى الاقتراب اكثر بسيارتها الصغيرة ، وعندما لاحظ بان هناك سيارة تلاحقه وتطلق صوتا مزعجا التفت ولم تكن سوى فيفيان ... ابتسمت له ثم دنا منها وهو يرمقها بنظرات التساؤل ..

اشارت له بان يتجه نجو الباب للصعود الى جانبها .. فعل ذلك وهو ينظر اليها بعينين واسعتين مبتسمتين ...
صعد طارق ملقيا التحية عليها :
- نهار سعيد آنسة فيفيان
- نهارك اسعد سيد طارق .. لماذا تاخرت لقد كنت على وشك الانصراف .
قالت له وهي تبدي علامات الانزعاج على وجنتيها اعتذر بصوت خافت محاولا ان يخفف من تسارع انفاسه :
- اني اعتذر يا آنسه لقد كنت انتظر مخابرة ضرورية من تونس وتاخرت كثيرا مما اضطرني للاتصال من جديد بهم لان الامر ضروري ، صدقيني ؟
- انا اصدقك لقد كان تسرعك في المشي وانت تخطو هكذا والسيارات تكاد ان تصدمك كافيا لتعبر عن مدى اهتمامك بهذه الرحلة الصغيرة .
- اني اكرر اسفي آنسه فيفيان
- حسنا
اجابته وهي تدير المقود للعودة الى الطريق الرئيسي المؤدي الى المتحف الوطني في الساحة البيضاء ، ثم اضافت :

وداد التميمي 28-05-08 01:58 PM

- سنذهب اولا الى المتحف الوطني ثم بعدها انت تختار المكان الذي تحب ان تذهب اليه ، انا الدليل السياحي اليوم واقوم على شرح التفاصيل الاثرية لهذه المدينة الجميلة .

ابتسم السيد طارق وطلب منها ان تتوجه اولا الى اقرب مكان ليتناولا القهوة لانه من الساعة السادسة صباحا لم يتذوق طعمها ، ثم اقترحت ان يذهبا الى المقهى القريب من المتحف وذلك توفيرا للوقت ..

انطلقت فيفيان نحو ذلك المطعم الذي يقدم القهوة التركية اللذيذة اوقفت السيارة في المرآب وخرجت وهي تحمل بيدها قبعة الكاوبوي وقفت امام السيارة تدير المفتاح وكان السيد طارق واقفا الى جانبها خطى امامها بخفة ونظر الى الوراء ثم القى نظرة بعيدة وهي تقترب منه ، لقد بدت رائعة بهذا الجينز الضيق الذي يرسم تصاميم جسدها الممشوق الملئ بالانوثة الجذابة وتلك الجاكيت والقبعة لم تكن سوى دليل على مدى تحررها ورفاهيتها النفسية اخذ يتفحصها من راسها حتى اخمص قدميها وهو معجب بشكلها الريفي الملئ بالطابع الامريكي اقتربت منه ولاحظت ان عيناه لم تترك مكانا في جسدها الا وتفحصته رمقته بنظرات تعبر عن مدى استغرابها بتلك النظرات .. ضحك لها باستغراب هو ايضا لقد تعجب من جرأتها وكان ليس للخجل طريق الى وجهها لقد كانت واثقة من نفسها قوية الارادة عنيدة تخطو بذلك البوتين الذي يصدر طقطقة على الارض خطوات واسعة واسعة قوية وكانها تستطيع ان تصنع القدر بقدميها ويديها معا .. اقتربت منه وسارا معا الى داخل المقهى التركي .. استمتعت فيفيان بالقهوة وكذلك السيد طارق وكانت كل دقيقة تفتح موضوعا جديدا حول المناطق الاثرية وااكثر روعة وجمالا من غيرها لم تصمت ولا لحظة واحدة وكان السيد طارق يبادلها الاسئلة والاجوبة باللغة العربية الواضحة الخالية من الغموض .. كانت تشرح له عن اقتصاد البلاد والتقاليد التي يعيشونها وكيف ان المرأة تتمتع بحريتها الكاملة وهي صاحبة الامر في هذه البلاد وكما اوضحت له عدة مرات بان المرأة هي كل شئ في مدينتهم وكلمتها كلمة السيد ولها الحق ان تطلب ما تشاء وليس عليها ان تقدم الا ما تحب وتستطيع ان تقدمه . لم يكن هناك قانون يمنعها او يسيطر عليها ويقيدها .

اخذت فيفيان تحدثه عن المرأة وتحررها وكيف كانت القوانين الى جانبها وما عانته وكل ذلك لتبين الفرق بين المرأة الاجنبية المتحررة والمرأة العربية المقيدة بالتقاليد والعادات والمطيعة لزوجها دائما .
تعجب السيد طارق منها وسألها :
- انت رائعة يا آنسة فيفيان ان لديك شخصية قوية لو رأتك نساء العرب لحسدنك عليها .
ضحكت بابتسامة واثقة وهي ترشف من قهوتها ثم اضاف :
- هل لي بان اسالك سؤال يا آنسة ؟
- تفضل سد طارق .
- لماذا تحافظين على شعرك هكذا حتى اصبح بطول مترين تقريبا مع انني اعتقد ان الاجنبيات يعشقن الشعر القصير ؟
- هذا صحيح يا سيد طارق ولكني احب شعري وانا معجبة به هكذا ، وكما انه يذكرني بوالدتي لقد كانت تحمل نفس الخصل والطول وتحافظ عليه دائما ثم لا تنسى ان والدتي امرأة عربية وهي تحمل بشعرها الاسود الطابع العربي .
- كنت سأقول لك هذا ولكني خجلت ان تعتبريني وقحا اتدخل فيما لا يعنيني .
- كلا يا سيد طارق ان الجميع هنا يعتقدني من اصل عربي .
- حسنا نستطيع ان نبدأ برحلتنا الآن اذا اردت .
نهضا وخرجا متوجهان نحو المتحف .

وداد التميمي 28-05-08 01:59 PM

بعد جولة طويلة فيه خرجا وهما متعبان انطلقا بالسيارة من جديد وهي تسير بمحاذاة الشاطئ الرملي كان السيد طارق ينظر الى الامواج بعيون حزينة لاحظت فيفيان انه لا ينظر الى الرمال والامواج فحسب بل ينظر الى مكان ابعد بكثير يفكر باشياء بعيدة عنه .. اوقفت السيارة ولم يشعر الا وهي تأمره بالنزول .

- يا سيد طارق هل تستطيع النزول من السيارة اريد ان امشي على الرمال قليل لانني افتقد اليه بسبب عملي وهذه السيارة التي تمنعني وتقلل من سيري على اقدامي ، هل تسمح لي ولو بقليل ان المكان قريب من هنا وجميل جدا .
- حسنا يا آنسة تفضلي .

وردة الياسمين 28-05-08 07:57 PM

حبيبتي مبين عليها روايه حلوه ارجوكي تكمليها بسرعه ننتظرك بفارغ الصبر:55:

وداد التميمي 29-05-08 09:37 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة وردة الياسمين (المشاركة 1442523)
حبيبتي مبين عليها روايه حلوه ارجوكي تكمليها بسرعه ننتظرك بفارغ الصبر:55:


اهلا فيكي وردة الياسمين ، والرواية كثثثثثثثثير حلوة ، لما تكمليها للآخر راح تشوفي ، اتمنالك الاستمتاع بقرائتها .

وداد التميمي 29-05-08 11:15 AM

الفصل الرابع


خرجا معا وتوجها نحو الرمال الدافئة ركضت فيفيان وشعرها يتطاير بشكل رائع ورائها ثم فجأة وقعت قبعة الكاوبوي من على رأسها وطارت بالهواء مما دفع السيد طارق إلى الركض وراءها لالتقاطها .. وقفت وهي تنظر إليه والابتسامة على ثغرها ، كان يركض والقبعة تركض أمامه ، مرت لحظات وهو يلاحقها ، وأخيرا وقع علها والتقطها بكلتا يديه .. لقد ضحك بكل ما يملك من قوة وأحس بأنه لم يبتسم هكذا منذ سنين .
سارت فيفيان ورائه وما زال الشعر الغجري يتطاير بنعومة ويسير خلفها وكأنها لوحة جاهزة لتعرض في أجمل المتاحف .
وقعت إلى جانبه وهي تضحك بملئ شفتيها الجذابتين وكان لوقعتها الأثر الكبير في جسد طارق الشاب الملئ بالإثارة ثم لامست خصلات من شعرها وجهه الأسمر البرونزي ، مما جعله يستنشق عبيره الفواح .. مما أطاح بالدم إلى رأسه وخاصة تلك العينان الآسرتان .. اقتربت منه أكثر وقالت له بوضوح :
- هل تعلم يا سيد طارق أن هذا اليوم هو أجمل يوم في حياتي ، لا اعلم لماذا ولكنه سيترك الأثر الكبير في ذاكرتي وخاصة وأنا أتجول مع شاب جميل وعربي أصيل .
ثم نظرت إليه بحنان وشوق وقالت :
- هل تعلم ، أنا اشعر وكأنني أعرفك منذ زمن ، لم ألاحظ أنني مندفعة ومتهورة نحو أي شاب ولم أتصرف على هذا النحو أبدا ولا مرة في حياتي ، صدقني إنها المرة الأولى .
ثم حلقت بنظرها إلى السماء وأضافت :
- ربما أنا سعيدة لأنني أجد شخصا ما يذكرني بوالدتي ، هل تعلم أنني احلم دائما أن ازور تونس وخاصة أهل أمي ، كانت تحدثني عنهم دائما .
فجأة تدور بجسدها النحيف على الرمال مما لوث شعرها وجعله يمتلئ برمال البحر .. ضحكت وهي تميل بوجهها نحو السيد طارق ثم أضافت :
- هل استطيع أن أناديك طارق فقط ؟
- نعم أن هذا يريحني كثيراً
- وأنت هل ستناديني فيفيان فقط ؟
- نعم إذا أردت ذلك .
- نعم إني أريد ذلك أرجوك .
ثم اقتربت منه وطلبت منه أن يكرر اسمها مرات ومرات على مسمعها بصوت عالي ، وقفت وهي تبتعد قليلا وقالت له :
- الآن أنا مستعدة لأسمعك تناديني هيا .
همس طارق بصوت خافت مسموع اسمها :
- فيفيان .. فيفيان .. فيفيان ، عدة مرات مما جعلها تقترب منه بجنون وتقول له :
- طارق .. طارق بشفاهها الأنثوية الغليظة مما أطاح الدم في رأس طارق لأنه كان مبهوراً بهذه الفتاة التي تحمل كل معنى المرأة في جسدها ووجهها وعينيها وشعرها ، أحس بأنه لن يتوانى عن تقبيلها بوحشية لأنها كانت تصر عليه بعينيها المثيرتين .
تعجب من تصرفها هذا وتسرعها أحس وكأنها سوف تطير به إلى أقصى الأرض .. لقد كانت السعادة بادية على وجهه لأول مرة يشعر بها بعد مرور زمن طويل .منتديت ليلاس
اقتربت منه من جديد ولكن هذه المرة بعينين منخفضتين وهي تنظر بأصابع يديها المتشابكتين مع بعض وكأنها طفلة صغيرة ، ثم قالت له :
- أنا اعتذر فعلاً ، أنا فتاة متسرعة ولكني معجبة بك منذ اليوم الأول لدخولك إلى مكتبي ولا استطيع أن أخبئ تلك النظرات التي تشبع غرورها منك ، ربما أنا فتاة صريحة ولكن هذه الحقيقة أنا لا استطيع أن أقاوم جاذبيتك هذه ، أنت جميل جداً .

وداد التميمي 29-05-08 11:17 AM

اقترب طارق منها ممسكا بكومة من الرمل بين كفيه وهو يرمقها بنظرات حائرة ثم قال لها :
- فيفيان أنت فاتنة ، رائعة ، أنت تحملين كل ما للمرأة من حق في امتلاكه من جمال وخفة ورونق .
فرحت لهذا القول وتمنت لو انه يبقى في هذه البلاد مئات السنين .
حاولت أن تمسك بيده ، ولكنه ابتعد بسرعة مما اجفلها لفترة ما وشعرت بالكسوف تجاهه .. ولكنه سارع بالقول معتذراً :
- أرجوك يا فيفيان أن تسامحيني ، نحن العرب لا نستطيع أن نسلم على امرأة كما قلت سابقا لا يحق لنا . أن هذا ضمن قوانين ديانتنا وذلك لأنهما دليل على الإثارة وخيط يصل بين إحساس المرأة والرجل .
ابتسمت من جديد وعادت إلى اللعب بالكلمات :
- حسنا أن هذا يعجبني فانا أحب الشاب المتحفظ .
- أنا لا أقوم إلا بما يمليه علي واجبي الديني .
- حسنا لا بأس ، لا بأس أنا سعيدة لان اعرف هذا فانا احترم الأديان وأحافظ على أن أطبق ديانتي بكل قوانينها أيضا ، ولكن هل تعتقد أن للحب دين ومذهب ، هل تعرف ما هو آلة الحب .
- كلا ، أنا لا اعرف ، أن الرجل العربي لا يستطيع أن يمارس الحياة كما يحلو له ، أن حياتنا مليئة بالقيود الصارمة لذلك تجدين الرجل منا يتزوج عدة نساء .
- هذا رائع والمرآة إلا يحق لها بأكثر من زوج .
- كلا .
- ماذا ؟ هذا مخالف لا يحق لكم ذلك .
- أن حياتنا تختلف عن حياتكم ومجتمعكم كثيراً .
- أحب أن ازور تلك البلاد وسأفعل ما بوسعي لكي أحقق حلمي هذا .
- نعم تستطيعين ساعة تريدين إذا كنت تملكين الوقت الكافي . قال لها موضحاً .
- والمال يا طارق ؟ والمال لا تنسى النقود إنها أهم ما تملك .
- كلا آنستي أن للإنسان أشياء أكثر قيمة من المال يستطيع أن يمتلكها .
- الحب ، المرأة ، الجسد . قالت له هذه الكلمات بسرعة .
- حتى هذا لا يستطيع أن يتعلق بهم الإنسان ، فهناك أشياء أقوى واعنف وأعمق تساعدنا على الاستمرار بعيداً عن النساء والمال والحب والجسد بعيد كل البعد عن قناع الدنيا .
- ما هي يا طارق هذه الأشياء الأكثر قيمة من كل هذا ، أرجوك أن تخبرني ، إني انتظر هيا .
- إذا أخبرتك سيطول حديثنا لأنها أشياء لا تنتهي ولا يسهل شرحها كثيرا إنها بحاجة إلى وقت أطول وأعمق لتستطيعين أن تفهمي معنى الحياة الحقيقي والوجود الباهر للإنسان بإنسانيته الصادقة العميقة .
- حسنا متى ستخبرني عن هذه الأشياء ، أنت تعلقني بك أكثر أنت غامض ، وأنا أحب أن ادخل أغوار غموضك أحب أن اعرف كل ما تخبئه تلك البلاد من إسرار الدنيا والحب والعاطفة .
- حسنا تستطيعين ولكن ليس الآن يجب أن نعود إدراجنا لان الوقت بدأ يداهمنا وأنا انتظر مكالمة ضرورية رداً على مكالمة الصباح ، ولا استطيع أن اتاخر .
- هل سنعقد لقاء آخر .
- نعم متى تريدين .
- الأحد القادم ، هل هذا جيد لك .
- حسنا ، ولكن أين ؟
- هنا على هذه الرمال .
- حسنا .

وداد التميمي 29-05-08 11:18 AM

ثم نهضا وأمسكت فيفيان بشعرها وهي تديره شمالا ويمينا لتزيل عنه آثار الرمال ، لقد أحس طارق أن لحركتها هذه تأثير في أنحاء جسده .. انه رجل ويستطيع أن يشعر بها كامرأة كاملة وهو ليس بحاجة لأكثر من نظرة منها لكي تثيره على هذا النحو .
ابعد نظره عنها وكأنه يلوم نفسه على تصرفه هذا ويعاقب نظره للسماح له بالتمعن بمشاهدتها لقد أحس بأنه اخذ أكثر مما يحق له ... ثم أردف مفكرا بينه وبين نفسه بان هذه المرأة قوية وقادرة على السيطرة عليه إذا لم تعد كثيرا عنها ..... ولكنه بحكم عمله لا يستطيع أن يبتعد عنها فهو بحاجة لان يكتب ويطبع كتابه لأنه مصدر عيشه ، سار إلى جانبها بخطى واضحة تترك آثارا خلفهما على الرمال كان ينظر إلى تلك الآثار وكأنه يحاول الهرب منها لاحظت فيفيان انه غير مستقيم بمشيته ثم سألته :
- لماذا تمشي هكذا ؟
- لا اعلم ربما لامحي آثار أقدامي .
- هل تخاف أن يراك احد معي ؟
- كلا أنا ..... أنا فقط العب بالرمال .
شعرت فيفيان بأنه يتهرب من شئ ما .. ولكنها لم تكترث بل تابعت سيرها نحو السيارة وجلسوا داخلها .
- أين تريدين أن أوصلك ؟
- إلى مركز البريد ، أرجوك .
- ولكن ، إلا تريد أن أوصلك إلى المنزل أولا ؟
- كلا أنا أفضل أن استعلم عن مخابرتي أولا .
- حسنا كما تريد .
سارت باتجاه مركز البريد وهما في الطريق عاد طارق إلى شروده الطويل من جديد ، حاولت أن تسأله ولكنها تراجعت خوفا من تدخلها في حياته ، ربما يكون مزعجا له ، فضلت أن تظل صامتة على أن ترى ملامح الانزعاج على وجهه . عندما وصلت أما البريد سألته من جديد :
- هل تريدني أن انتظرك يا طارق ؟
- كلا ، كلا فيفيان ، من الممكن أن يطول انتظاري هنا ، وأنا لا أريدك أن تنتظريني كثيرا.
- حسنا متى سأراك ؟
- سأكون غدا في المكتب عندك الساعة الحادية عشر هل يناسبك وبالوقت نفسه القي نظرة على الصفحات الأولى من الكتاب الجديد ، ما رأيك ؟
- حسنا إلى اللقاء .
- إلى اللقاء .
ابتعدت بسيارتها وهو ما يزال واقفا حتى غابت عن نظره ، دخل إلى البريد ومن ثم سال السيدة الجالسة خلف المكتب إذا كان هناك من خطوط إلى تونس فأجابته بالنفي ، امتلئ وجهه بالحزن واحمر كثيرا ، ثم عقد حاجبيه الكثيفين واخذ يتمتم كلمات الغضب بالعربية لم تفهم عليه تلك السيدة خرج من البريد سيرا على الأقدام حتى وصل إلى الفندق الذي يسكنه ، ثم دخل إلى غرفته وانكب على كتبه يفكر بقلق مخيف واضعا يديه على رأسه ، راحت أفكاره تتخبط شمالا ويمينا مما أدى إلى إصابته بألم في رأسه نهض إلى المرحاض ووقف تحت الدوش بكامل ملابسه غير آبه لما يصيبه من بلل ... اسند رأسه إلى الحائط وهو حائر هل يستقل طائرة إلى تونس وينتهي من هذا القلق المميت أم يبقى على انتظار تلك الطائرة ، لم يعد يستطيع الانتظار أكثر ، خلع ملابسه وأكمل الدوش مما جعله يستريح ولو قليلا بالمياه الساخنة على جسده البرونزي ، ومن ثم استلقى على السرير بشكل عفوي وحاول أن ينام بكل ما يملك من قوة على النوم .

وداد التميمي 29-05-08 11:20 AM

وبينما كان يحاول الانتصار على القلق الذي عشعش في رأسه كانت لحظات النهار تسير أمامه كطيف غمام جميل مما يشعره ولو بقليل من الراحة ، كانت صورة فيفيان تمر أمامه كل لحظة بعد لحظة ، ساعات مضت بين الحب والسعادة والقلق المسافر نحو تونس .
نهض في الصباح الباكر على رنين الهاتف المتواصل .... امسك الهاتف بلهفة :
- آلو نعم .
- سيد طارق مكالمة لك من تونس .
قال له الصوت القادم من الأثير :
- أنا حاضر .
- طارق ، طارق ، كم نحن مشتاقون لك كثيرا .

قالت المرأة على الهاتف بصوت بعيد يملؤه الدموع والغصة .
- كيف أحوال الصغير يا ليلى .
- جيدة يا عزيزي ، انه بخير لقد نجا بأعجوبة أن الله إلى جانبه الآن .
- هل تعافي جيدا ؟؟ هل نجحت العملية أرجوك قولي يا ليلى ؟
- نعم يا حبيبي ، نعم لقد نجحت مئة بالمئة ولكنه بحاجة إلى العناية الطبية الآن ، ولقد قرر الطبيب بأنه يستطيع الخروج خلال أيام .
- هذا جيد ، أرجوك انتبهي جيدا وإذا حدث شئ طارئ أرجو أن تتصلي على الفور لان الخطوط عندنا صعبة جدا بسبب هذه العواصف التي لا تنتهي .
- حسنا يا حبيبي ، أرجو أن تكون بخير وتعود قريبا ، كما نحن بشوق لرؤيتك الحبيبة .
- حسنا ، حسنا إلى اللقاء القريب .

وانقطعت المخابرة القصيرة المنعشة للروح والعقل والجسد ، وكأنها إكسير الحياة ، وعندها استطاع أن ينهض بنشاط من فراشه ، وهو يحدق بالساعة على الحائط ، كان عليه أن يكتب قليلا ... توجه إلى مكتبه وامسك بالقلم ليبدأ بالكتابة من جديد لم يكن هناك سوى خيال فيفيان وجمال عينيها اخذ القلم يخط الكلام المبدع والجميل الذي يصف فيها خلايا جسدها بكل ما يملك من أنوثة ويصف وميض عينيها ورونق شعرها الأسود وهو يتطاير على أكتافها .. امسك الأوراق التي كتبها بين يديه واخذ يراجعها بإمعان زائد وشعر بان سحر غريب في تلك الكلمات كأنه يصف أميرة من الصحراء قادمة على فرس بثوب ابيض وشعرها يتطاير شمالا ويمينا لم يكتب بهذا الجمال من قبل انه شاعر ولكن رؤية فيفيان له جعلته أكثر من شاعر للكلمات لقد أصبح شاعرا لأكثر من ذلك أصبحت كلماته تتراقص سحرا على تلك السطور وكأنه لأول مرة يكتب الشعر العربي .

نهض مسرعا وتوجه نحو ملابسه وارتداها بشكل أنيق وهو يضج بالسحر بذلك القميص الأبيض الذي يكشف عن صدر برونزي رائع وتلك الشعيرات القليلة التي تزيده سحرا على سحر ، ولبس البنطلون الرمادي ووضع الجاكيت الضخمة التي تساعده في السيطرة على البرد ومن تلك الزاوية بدا وكأنه فارس قادم على صهوة جواد اسود .

امسك الأوراق بين يديه وطار بها إلى فيفيان .. توقف أما مكتبها بينما كانت منهمكة على آلتها الطابعة لم تشعر بوجوده ولكنها سريعا لاحظت جسده المثير برائحته التي زكمت انفها وعرفت انه هنا نظرت بتلك العينين والابتسامة الخلابة ثم ما لبثت أن دخل قلبه إحساس صاعق كقوة البرق وتأثيره كالجمر في القلب لقد صعق بها وخاصة تلك النظرة والشفاه المثيرتان لم يستطع مقاومة النظر إليهما شعرت فيفيان بنظراته التي أخذت تتفحصها بشوق وابتسمت ابتسامة عريضة زادتها جاذبية ثم سألته عن سبب وقوفه وهو صامت ولم يلق عليها التحية أجابها :
- انظري ، ووضع الأوراق أمامها ، ثم أخذت فيفيان تستطلع م كانت تحتويه من السحر والغموض .. ثم قفزت وهي تقول بصوت مرتفع :
- رائع يا طارق رائع
.

وداد التميمي 29-05-08 11:21 AM

- لقد جعلت مني شاعرا يا فيفيان ، أنا كنت كاتبا فقط ، ولكن لم استطع مقاومة وصفك بالكلمات ، نعم لقد جعلت مني أكثر من شاعر .
زادت عيناه إثارة وروعة بذلك السحر العربي العريق
- أنت فعلا ساحر كلمات ، وناسج خيوط شعر رائع ما هذه الكلمات هل جميعها موجهه لي يا طارق ؟
- نعم
- لماذا ؟
- لا اعلم لقد شعرت بحاجة ماسة إلى التعبير عن ذلك النهار بجمال عينيك ورونق المرأة الرائعة فيك .
- هل أنا على هذا المستوى من الوصف ؟
- نعم وأكثر من ذلك أيضا ، أنت ، أنت جعلت مني شاعرا ، شكرا لك .
- اعتقد بان كتابك هذا سيضرب الرقم القياسي في معرض الكتب في تونس .
- أنا أشاطرك منذ الآن .
- حسنا ، ما هو شرطك ؟
سألها وهو ينظر إلى الصفحات بين يديها
- أولا إذا ربحت ستعطيني قبلة رائعة عميقة .
- ماذا ، لا لا استطيع .
- لماذا هل مازالت القيود تقيدك يا طارق ؟
- أنا ، لم أتوقع أن تطلبي مني هذا .
- لماذا إلا تعتقد بان هذا الشعور موجود في كلماتك هذه ، فأنت تصف قبلتي بكل ما تحمل من أحاسيس ، وأنا أحب أن تقبلني .
- كلا بالنسبة لي هذا شئ يستحق العناء .
- وأنا أصر ولن اترك لك الخيار ، فور حصولك على الجائزة الأولى سوف تجدني أحضنك أما الجميع وأقبلك علنا وليحدث ما يحدث .
- لماذا أنت دائما متحررة بهذا الشكل وتحرجيني في مواقف استطيع أن أسيطر فيها على إحساسي .
- أنا لا أقوم سوى بما اشعر به يا طارق ، وأنا اعرف انك لا تستطيع أن تتوانى عن مرافقتي في رحلة عاطفية عميقة إلى أغوار الحب ما رأيك ؟
- نعم ولكني لا استطيع وأنت لن تستطيعي أن تدفعي بي نحو الخطيئة ، وإذا استمريت على هذا النحو سوف لن نلتقي بعد الآن .
- كلا يا طارق ، أرجوك أنا امزح فقط أنا أفضلك كصديق على أن لا أراك أبدا .

شعر طارق بلهفتها نحوه ومحبتها له مما اضطر به إلى الهروب من عينيها والابتعاد نحو الكرسي المقابل إلى المكتب وجلس عليه نافخا صدره بغرور عربي مثير .
- متى تريدني أن ابدأ بطبعه .
- في الحال لكي يستطيع أن نرسله إلى تونس في المعرض القادم .
- حسنا كما تريد .
اقتربت منه فيفيان بشكل مفاجئ وهي تنظر إليه بعينين ملهوفتين وقالت :
- ما رأيك لو نتغذى اليوم معا ؟
- حسنا إنها فكرة رائعة .


تواعدا في الظهيرة ثم خرج من المكتب وكانت تلك النظرات من الفتيات في الخارج لا تزال كما هي .

وداد التميمي 29-05-08 11:26 AM

الفصل الخامس


انكبت فيفيان على طباعة تلك الصفحات وتنسيقها وهي تراقب كل كلمة وتعيش مع الوصف الحي للشعر الذي كتبه أحب الناس إلى قلبها ، دهشت وشعرت بتقلص أوصالها كما شعرت بمعنى الكلمات العميق لتلك المشاعر التي تصفها .
طارت حلقت بالجو وابتعدت عن المكان الذي كانت تجلس فيه حلقت على غيمة من الأشواق العابقة بحب ذلك الفارس الأسمر الطويل .منتديت ليلاس

عند الغذاء .. كانت فيفيان تنتظر قدومه بفارغ الصبر ، واقفة أما مدخل البناية تنتظر ، شعرت بالبرد يلف جسدها النحيف وأحست وكأنه لن يأتي أبدا ، وفجأة توقفت سيارة سوداء ، وفتحت نافذتها على مهل ونظرت لم يكن سوى طارق وراء المقود وهو يبتسم مشيرا إليها للصعود ، ثم ركضت من المطر الذي بلل رأسها وملابسها ، ودخلت وهي ترمقه بنظرات التساؤل عن سبب تأخره .
- اعتذر يا صغيرتي ، كان هناك عمل .
- هل هوايتك أن تجعليني انتظر .
- كلا ، ولكن صدقيني ليس بيدي حيلة .
- هل هو اتصالك بتونس ؟
- ربما
- لماذا أنت غامض هكذا معي ؟
نظرت إليه من جديد بغضب .
- إذا كنت ستستمرين بهذا الشحوب ، فانا لن أتناول ولا حتى لقمة واحدة من هذا الطعام .
- كلا ، لن أبقى هكذا إذا أخبرتني عن سبب تأخرك هل تعتقد بأنني سأنتظرك طول العمر .
- إني اعتذر مجددا ، وإذا لم تسامحيني فسوف اخرج حالا بلا عودة .
- لماذا تهددني دائما بعدم رؤيتك ، هل تعلم مدى ضرورة رؤيتك بالنسبة لي .
- نعم يا صغيرتي هل تشعرين بالخجل الآن .
- كلا أنا لا اخجل أنا أقوم بعمل ما يحلو لي وساعة أريد .
- هذا واضح .
- هل تعتقدني فتاة لعوب .
- لا اعلم ربما .
رمت بالملعقة بشكل ملفت للنظر والغضب يتطاير من عينيها :
- لماذا يا طارق هل طلبت منك شئ يدل على أنني لعوب .
- كلا يا صغيرتي أنت فتاة لطيفة ، ومحافظة وشريفة جدا ، ولكن في بلادنا المرأة التي تعاشر الرجل أو حتى تتحدث معه بدون رباط مقدس تعتبر امرأة لعوب ....
- هل أنا هكذا بالنسبة لك ، قالت له بتوسل وأضافت :
- أنا لم أتحدث إلى احد بحياتي ، ولم أتكلم مع أي إنسان بهذه الطريقة صدقني ، أنت الوحيد الذي دخل أعماقي دون أن يطرق الباب ، لقد كانت صادقة معك إلى ابعد حدود واكرر بأنه ليس هناك أمر بحياتي سواك ، ولم يلمسني منذ طفولتي فانا كزهرة مشرقة تنتظر من يقطفها .
- هل تعنين بأنك ما زلت عذراء ؟
- نعم يا طارق ، نعم .
- هذا رائع ، هل تعرفين ماذا يعني هذا عندنا في بلادنا ، انه شرف المرأة وسبب وجودها على الأرض ، المرأة الطاهرة النقية هي امرأة شريفة صالحة لان تكون زوجة .
- هل هذا يعني بأنني صالحة لأكون زوجتك ؟

وداد التميمي 29-05-08 11:28 AM

انحرف بنظره عنها كما يبتعد عن الجمر المحرق ، لاحظت هروبه ثم أضافت :
- لماذا هذا الصمت ، هل أنا لا أليق بك ، لماذا تبتعد الآن ، إني اشعر بك من خلال وجهك وشعرك الجميل .
- كلا ، أنت فتاة رائعة وصالحة لان تكوني زوجة وحبيبة ولكن ....
- ولكن ماذا .. هل استطيع أن اعرف السبب أنت تحبني وهذا واضح من تصرفك ، لماذا لا تعترف حتى نصبح عاشقين رائعين لماذا ؟ يا حبيبي ؟
- لا استطيع فيفيان أنت متسرعة جدا أنت تحبين شعري وكتبي ولكنك لم تشعري بشخصي أنا كرجل ؟
- كلا أنا اشعر بك انك تعجبني وتثيرني أنت أروع رجل رايته .
- كفاك يا فيفيان انك متسرعة جدا ، انتبهي لكلماتك ، أتمنى أن لا تلوميني يوما ما عما قلته الآن .
- أنا أصر على حبك ، ولن أتراجع ولن اندم ولكنك أنت لا تشجعني لماذا هذا الغموض والهروب من الواقع .
- لا اعلم ، لا اعلم فيفيان وكفاك أرجوك أن تكفي عن هذه الكلمات .
- هل تعني انك لا تعترف بتلك الكلمات في كتابك ؟
- كلا ، كلا أنا اعني كل كلمة ، بل كل حرف أرجوك لا تفهميني خطأ ، أنا فقط أحافظ على عدم تسرعك بالانحراف نحوي .

الناظر 29-05-08 12:42 PM

بالتوفيق حبيبتي ............ ننتظر حتى تكملي

عنووود 29-05-08 12:50 PM

شكرا وداد على مجهودك :flowers2: الله يعطيك العافية

hoor 30-05-08 12:38 AM

رواية جميلة ونهايتها أيضاً مختلفة ولكني لا أحبها لأني قرأتها من مدة ولم أحب بطلها لأسباب سوف تعرفونها قريباً
وشكراً جزيلاً لتعبك على كتابة هذه الرواية

Lmara 31-05-08 04:45 AM

شكل الروايه روووعه من بدايتها بس ما راح اقراه لحد ما تخلص لاني لو قريتها راح احترق من الانتظار لذلك راح انتظرك عزيزتي لحد ما تخلصينها ومشكوووووووووووووووور حبيبتي على الروايه

وردة الياسمين 02-06-08 05:14 PM

:flowers2:وداد حبيبتي عسى تاخرك خير لانك طولتي بتنزيل الروايه اقلقتيني انشا الله انك بخير وننتظرك بفارغ الصبر يا عسل:dancingmonkeyff8:
:friends::friends::friends::friends::friends:
:55::55:

bent_al3ali 03-06-08 12:32 AM

مممممممممم مشكورة اختي على الروايه بس طولتي علينا :S

وداد التميمي 03-06-08 09:09 AM

أتأسف من الجميع على التاخير بتكملة الرواية ، ولكن اعذروني امتحانات الجامعة هيه السبب ، وان شاء الله راح اكمل تنزيلها اليوم ، فمنكم السموحة عزيزاتي .


:f63:

وداد التميمي 03-06-08 02:47 PM

شعرت فيفيان بضيق شديد في صدرها وأحست بأنها تكاد تنفجر أخذت نفساً عميقا ولكنها لم تستطع أن تسترخ لقد عاد الضيق إلى صدرها من جديد واخذ قلبها يدق بسرعة مذهلة مما افقدها السيطرة على نفسها ثم وضعت يدها على صدرها بشكل قوي وصرخت من الألم ... حاول طارق أن يهدئها ويعرف ما أصابها ، اعتقد في بادئ الأمر إنها تتصنع ، ولكن الأمر الآن بدأ يأخذ الجدية التامة ، غابت فيفيان عن الوعي تماما مما أذهل طارق وادخل الخوف إلى قلبه ... أخذ خديها بين يديه وراح يحاول أن يجعلها تستيقظ ولكنه فشل مما دفعه إلى طلب النجدة المستعجلة من الموجودين وما هي إلا لحظات حتى كانت السيارة السوداء أمام المطعم فحمل فيفيان بين ذراعيه وادخلها إلى السيارة وأمر الجرسون أن يغلق الباب خلفه ثم انطلق نحو اقرب مستشفى في الجوار أطلق العنان لسيارته ووصل بسرعة إلى المستشفى الوطني ...

خرج من السيارة نحو غرفة الطوارئ يطلب مساعدة لحملها إلى غرفة الإنعاش فركض الجميع نحوها ، وحملت إلى الداخل ثم اقترب طارق من غرفة زجاجية ينظر إليها من بعيد وهي نائمة والجميع يحاول إعادة الحياة إليها كان ينظر إليها والدموع تكاد تنهمر من مقلتيه ولكن كرجل عربي أصيل استطاع أن يدفن دموعه عاش نفس القلق الذي كان يشعر به عندما كان طفله الصغير في المستشفى يقوم بعملية فتح قلب بقد كان خائفا كثيرا ، ووجهه مثل الجمر لم يكن بمقدوره أن يتصل بأحد لأنه لا يعرف شيئا عن حياتها الخاصة ، بمن يتصل لا احد يعرفه ، فكر مليا ولكنه لم يجد سوى حقيبتها بيده فتحها بعجل لعله يجد أرقام هاتف ما يدل على من يستطيع الوقوف إلى جانبه كان بحاجة إلى أي شخص يقف إلى جانبه .. ولكن صوت الطبيب أوقفه للحظه ثم قال له :
- سوف تكون بخير يا سيد ولكن انتظرني في المكتب حالا .

تبعه نحو المكتب ودخل وهو خائف من الكلمات التي ستواجهه .
- هل استطيع أن اعرف ماذا تكون فيفيان بالنسبة لك ، سأله الطبيب .
- إنها ... إنها حياتي كلها يا سيدي ... إنها حبي وكياني .

نطق بهذه الكلمات دون أن يشعر بها لقد عبر عما يختلج في قلبه من أحاسيس تجاه تلك الطفلة النائمة في غرفة الإنعاش .
- حسنا إذا لا استطيع أن اخفي شيئا .. إنها .. إنها بحاجة إلى العناية الفائقة يا سيد طارق إن قلبها مصاب .. ولا تستطيع أن تتحمل أي شئ طارئ حزين .. إنها في خطر محتم يجب عليها ان تستمر في معالجة نفسها وأخذ الدواء وإلا اظطررنا لإجراء عملية من المحتمل ان لا تنجح ان قلبها ضعيف جدا .
- أرجوك يا دكتور قل لي إن هذا غير صحيح ، أرجوك .

وداد التميمي 03-06-08 02:52 PM

-
كلا يا بني ، ان هذه هي الحقيقة .
- كلا لا يمكن ان يكون القدر قاص معي بهذا الشكل .. أولا ولدي ثم هذه الطفلة التي أحببتها بكل أعماقي .. لماذا تساومني على احد احب الناس الى قلبي اولا ولدي ثم حبيبتي ماذا اقترفت يداي .. اني اتوسل اليك ايها الطبيب .. الا يوجد طريقة مريحة وسريعة تخفف من آلامها ؟
- كل ما نملك يا بني هو عدم اثارتها او اغضابها بشكل يفقدها السيطرة على نفسها كل اتكالنا على الله ... أرجوك .. ان تدعها تستمر على هذه الادوية وان تبقى دائما على اتصال بي ؟
- حسنا ، شكرا لك ايها الطبيب ، هل استطيع رؤيتها الآن ؟
- نعم تستطيع ان هذه لم تكن سوى نوبة قلبية ، وعندما ترتاح سوف تستطيع ان تعود بها الى المنزل ، ولكن احذرك من جديد بعدم ازعاجها والمحافظة على هدوءها اي غضب من الممكن ان يؤدي بحياتها .
خرج طارق وهو يتأبط حزنه بين يديه ويسأل الله :
- لماذا يا الهي لماذا فيفيان ؟ ، هل مكتوب علي ان اخسر اعز الناس الى قلبي ، كيف سأواجهها الآن بالحقيقة كيف ساقول لها اني .. لا لا استطيع ان هذا الشئ مخيف ومؤلم لن اقضي عليها لن اكون السبب في القضاء عليها .

دخل الى الغرفة عندما كانت فيفيان مستعدة للخروج ... اقترب منها وامسك بيدها بقوة وراح يقبلها بشغف تعجبت فيفيان من تصرفه هذا وقالت له مستغربة :
- هيه ، يا طارق ، هل فقدت ايمانك الآن .
- كلا يا حبيبتي انت من الآن ستكونين زوجتي ، وحبيبتي الى الأبد .
- ماذا هل انت صادق حقا ؟
- نعم يا حبيبتي انت زوجتي من الآن .
- يا حبيبي كم انا سعيدة .

كم كانت فرحتها كبيرة في تلك اللحظة مما دفعها الى السعادة القصوى كانت الممرضة الى جانبها لم تسحب بعد الشرائط الموصولة الى صدرها وهي ما تزال تعطي اشارة حول سير دقات قلبها الى جانبها مما أدخل الخوف الى قلب طارق ، ولكن الممرضة طمأنته قائلة :
- لا تخاف ان هذا من تاثير الفرحة .. هل تعتقد ان الحزن وحده الذي يتحكم بضربات القلب ، كلا ان الحزن والفرح هما سبب خفقان القلب ولكن الفرق القوة بينهما ، واتمنى ان لا يكون الحزن المنتصر واعتقد انكما زوجان رائعان .
ضحكمت فيفيان قائلة :
- شكرا لك كم انت لطيفة .

بعد ساعات استطاعت فيفيان ان تخرج وتعود الى منزلها وهي تتأبط ذراع طارق ، وذلك السيد الاسمر القادم من بعيد ، المسيطر على قلبها وسبب ضخ الروح فيه ، لولاه لما كانت فيفيان تتمتع بالحياة الآن .

عادت الى منزلها ... وقدمت طارق لوالدها شارحة ما اصابها وكيف ان طارق انقذها ولكنه لم يخبرها عن سبب ما اصابها ، حاولت ان تستخلص منه ما اصابها ولكنه قال :
- فقط ارهاق بسيط .
- ولكن هل هذا الارهاق يسبب الغيبوبة والألم المبرح في الصدر .
- نعم يا حبيبتي انه من الارهاق ، ويجب عليك الاستمرار في تناول الدواء والمنشط هذا والاستمرار ايضا في زيارة الطبيب عند الشعور باقل الم .
- انت تخيفني يا طارق ، هل أنا مصابة بمرض عضال .
- كلا يا حبيبتي ما عاذ الله انت بحالة جيدة ولكن للاحتياط فقط .

دخلت فيفيان الى غرفتها لتستعد للعشاء وكانت نور تساعدها في ارتداء ملابسها ، ثم سالتها فيفيان بلهفة :
- ما رايك بطارق يا نور ؟
- انه رائع ، ولكن اشعر وكانه غامض قليلا .
- ربما ولكنني احبه بجنون ، لم يمر سوى شهرين على معرفتي به .. وانا الآن اعشقه بجنون .
- انتبهي يا فيفيان ان الحب يشكل خطرا على العلاقة في بعض الاحيان .
- لا تخافي انا متيقظة تماما .

كان طارق في هذا الاثناء يحدث والد فيفيان السيد اوليفر ، وهو يخبره عن حقيقة ما اصاب ابنته المحبوبة .
- ارجوك يا سيد اوليفر ان تكون قادرا على تحمل ما ساخبرك اياه .
- ماذا يا بني اني قلق جدا ، ماذا يحدث مع فيفيان ارجو ان تكون بخير .
- انها الآن بخير ولكن ..
- لكن ماذا يا بني ...
- ان قلبها ضعيف ، وهي بحاجة للعناية وعدم اثارتها ، هذا ما طلبه مني الدكتور ماكلين نورث في المستشفى الوطني ، واعطاني عنوان ومركز عيادته وهو مدون هنا ويريد من فيفيان ان تواظب على الاستمرار بالتردد الى عيادته لفحصها بدقة ومن الممكن ان تحتاج الى عملية جراحية لفترة ما ، ولكن الآن يمكنها الاستمرار بهذا العلاج المؤقت ، ولكن من الضروري عدم اغضابها او ارهاقها في العمل او تعرضها لضغط شديد من الالم .

وداد التميمي 03-06-08 02:57 PM

-
ولكن كيف علينا ان نقنعها بعدم الاستمرار في العمل .
- هناك حل ولكن خائف جدا منه ، ولكن لا مفر اريد ان آخذ برأيك اولا .
- ما هو يا بني .
- اني خائف جدا انه بمثابة قرار صعب وارجو ان تصفح عني واذا لم يكن هذا يريحك فقل ارجوك .
- هيا تكلم يا بني ، ارجوك انا اعرف انك تحب ابنتي وهي تحبك بجنون ، ان كنت تطلب مني الموافقة على هذا الزواج انا مستعد لاقدم مباركتي من الآن .
- كلا يا سيد اوليفر انه اقوى ومسبب الآلام اكثر ، انا احب فيفيان احبها بصدق ولكن صدقني انا لم اقصد ان ادعها تحبني ، هي من بدأ وانا احببت طفولتها البريئة لقد تسرعت كثيرا فيفيان بحبي واعلانها لي بانها تريدني بكل ما تملك من قوة ، صدقني يا عمي ، انا احب ابنتك ولكنني لم اورطها حتى تتزوجني انا حاولت ان افهمها بانني .. بانني ... متزوج ! .
- ماذا ؟ ، شهق والدها بصوت مبحوح خافت مؤلم
- ارجوك يا سيد اوليفر ان تسمعني الى الآخر ، نعم انا متزوج ولدي طفل صغير يعيش مع والدته في تونس تدعي ليلى ، وانا احبها ولكن هناك مشاكل كبيرة تفصل بيننا وهذا الفراغ العاطفي الذي اعيش فيه ادخل فيفيان الى قلبي وملأني سعادة وحب وعاطفة ، انت تعلم يا سيد اوليفر ان العرب وخاصة الشاب العربي الذي يتمتع بقوة ونفوذ قوي وذو سلطة على اراضي شاسعة يحق له باكثر من زوجة .
- ماذا وهل ستنضم ابنتي المسكينة الى جواريك ايها السيد .
- كلا انا لا اقصد اسمعني الى الآخر ارجوك .
- لماذا تريدني ان اسمعك الى الآخر ، هل تعتقد بانني افرط بابنتي هكذا بكل سهولة انها ليست جارية يا سيد طارق واكرر بانك مخطئ .
- انا اعرف سيد اوليفر ، انا احب فيفيان من كل قلبي ارجوك ان تفهمني انا لدي زوجة واحدة فقط ، وطفل وليس لدي جواري انا حقا املك اراضي شاسعة وعندي نفوذ قوي ومسيطر تماما على مقاطعتي ولكن لست اقطاعيا وليس عندي القصور والجواهر ، انا رجل مثقف واعشق المرأة الجريئة القوية التي تتمتع بالثقة الكاملة انا عشقت فيفيان لانها انسانة متحررة ، انا كاتب سيد اوليفر على ان اساعد المرأة على التحرر .
- اني اسمعك يا بني تابع.
- لقد فاجاتني فيفيان بحبها ولم تتيح لي الفرصة لاخبرها الحقيقة ولكنني عندما اردت ان اطلعها على هذا الامر بعدما رجوتها ان لا تسرع بعواطفها كي لا تندم لاحقا ولكنها لم تسمعني واسرعت في طلب حبي والاعتراف وعندما ترددت ولم اعترف لها اصابها ذلك الالم في قلبها وانتابتها النوبة القلبية ، وكادت ان تقضي عليها ، وانا الآن محتار بينها وبين الحقيقة مما اجبرني على طلب الزواج منها خوفا على سلامتها ولكن صدقني انا فعلا كنت اريدها زوجة لي ولكن بعد ان اسالها عن رايها بخصوص زوجتي الاولى ، ارجوك يا عمي ان تصدقني فانا منذ زواجي وانا اعيش كابوس مرعب ، عندما تزوجت وكالعادة ابنة عمي كان زواجنا حب خالي من الاحساس العاطفي وكان الطفل الصغير سبب استمرارنا حتى هذه الفترة ولكن المؤلم اكثر من هذا ان طفلي الصغير يعاني من انسداد في صمام القلب وهو بحاجة الى عدة عمليات والآن مرت الاولى على خير وهو الآن بحالة راحة تامة وعندما جائتني فيفيان لم اكن بحالة قادرة على منعها من حبي كنت قلقل على طفلي الصغير ولقد ولد وهو يعاني نقصا في تكوينه الجسدي ، وذلك بسبب القرب الواضح بيني وبين زوجتي وقد حذرني الطبيب من الاستمرار في انجاب الاطفال خوفا من ان يزيد عدد المعاقين لدي مما دفعني الى الهرب والمجئ الى هذه البلاد الغربة ابتعد عن زوجتي التي تحبني ولكن انا لم اعرف طعم الحب معها ، وعندما جاءت فيفيان كانت سلوتي ولوعتي وحبي المجنون ، انظر الى اي نفق عميق وضعت فيه نفسي الآن علي ان انقذ ولدي من مرضه ولا استطيع ترك والدته خوفا من آلامه وكذلك لا استطيع ان اترك فيفيان في آلامها .. اني خائف يا سيد اوليفر ماذا افعل ارجوك ارشدني الى الطريق الصحيح ... لم اكن انوي ان اقع في حبها ولكن الوحدة والحاجة شئ صعب في حياتنا لقد جاءت فيفيان ، واشعلت اعماقي انا احبها صدقني يا عمي ...
- انا اصدقك يا بني .. انت فعلا في ورطة صعبة ومؤلمة انت تضع طفلك في كف وحبك لفيفيان في كف آخر والاثنان لا تستطيع الاستغناء عنهما وكفة الميزان لن تقول واحدة اقوى من الثانية الاثنان سيكونان بنفس الوزن على ما اعتقد ولكن يا ولدي يجب عليك ان تختار لا استطيع ان افرط بابنتي يجب ان تنسحب من حياتها باقل الآلام ممكنة ارجوك يا بني ان تحسن التصرف انا اعرف انك رجل جيد وشاب قوي تستطيع ان تنتصر على اقدر .
- القدر عدوي يا سيد اوليفر لا يرحمني انه دائما بالمرصاد اولا ولدي والآن حبي .. انا فعلا منهار ولا استطيع ان استمر على هذا الشكل ماذا افعل بحق الله .. ماذا افعل .


وضع يده على راسه وجلس على الاريكة الى جانبه واعماقه تتمزق طفلي في كفة وحبي في كفة ، هذا ما كان يفكر به كيف سيقاوم هذه المصيبة .
الا يكفيه الم واحد وكانه خال منه كليا وكانه ليس بحاجة الى المزيد من الألام ، انهارت قواه ذلك الشاب الفارس القوي ينهار امام القدر .

وداد التميمي 03-06-08 03:02 PM

الفصل السادس


توقف نفسه للحظات عندما شاهد فيفيان تتلألأ بفستانها الأحمر الوردي اللامع الذي يكشف عن كتفين برونزيتين رائعتين تملأهما الاثارة الفاتنة .. نظر اليها بشغف ... اقترب منها وامسك بيدها وقال :
- كم انت جميلة يا حبيبتي

نظر والدها اليها وشعر بالحزن العميق على ذلك الشباب الضائع المريض وهو يشعر بغصة في حلقه الا يوجد من منصف لهذه المعركة الا يوجد من حل وسط يكون الجميع بسلام شعر بالقلق وانسحب بهدوء تاركا طارق وفيفيان لوحدهما .
- ان اعتذر اعتقد انه من المفروض ان تكونا معا لوحدكما .
- ولكن يا عمي لماذا لا تجلس قليلا ؟
- كلا يا بني اني تعب واريد ان استلقي قليلا .

تقدم والشحوب يغطي وجهه مما اقلق فيفيان واحست وكان هناك شئ ما قد حدث لانه منذ لحظات كان يتمتع بقوة واشراق خافت على والدها وسألته :
- ما بالك يا والدي .. هل انت بخير ؟ لماذا انت حزين ؟
- لا شئ .. لا شئ يا حبيبتي انا فقط بحاجة الى القليل من الراحة والنوم .
تمنى لهما ليلة سعيدة ودخل الى غرفته .منتديت ليلاس

اقتربت فيفيان من طارق ووضعت يدها على كتفيه وهي تحضنه برفق مما اضفى الى جلستهما الدفء والرومنطيقية ، احس طارق بانه سينجرف في اغوار عاطفته اذا لم يبتعد عنها في الحال ..

حاول ان يفتح عدة مواضيع بعيدة عن الحب والعاطفة كالكتابة والشعر ولكنها لم تترك له مجالا للاستمرار وحاولت ان تدنو منه اكثر مما هي عليه ولكنه نهض مسرعا ووقف اما النافذة مما ازعج فيفيان وجعلها تتساءل :
- ماذا اصابك يا طارق انت ايضا .. هل تشعر بالقلق ؟
- كلا يا عزيزتي اني بخير ولكني افكر بالمستقبل .
- حسنا هل انا ضمن هذا المستقبل ؟
- نعم يا حبيبتي
- الا تريد ان تشاركني افكارك ؟

وداد التميمي 03-06-08 03:06 PM

-
نعم كنت افكر بانه يجب على ان ابحث عن شقة كبيرة لنا ، لقد تعبت من الخدمة في الفندق والناس والاكل في المطاعم لقد اشتقت الى طعام البيت كما احتاج الى امرأة تكون في انتظاري عند عودتي من العمل .
- رائع وهل استطيع مساعدتك في البحث عن شقة وعن تلك الأمرأة القادرة على صنع الحلويات والاطعمة اللذيذة ؟
ضحكت وهي تسأله ، ثم اجابها بنفس روح النكتة الطريفة :
- كلا لست بحاجة اليك ، لقد وجدتها وهي الآن الى جانبي انا مستغني عن خدماتك في البحث .

ابتسمت باشراق مما زاد من انوثتها وملأت ضحكتها الغرفة . وانفرج فم طارق باتسامة عريضة عندما شعر بسعادتها ومدى هدوئها واطمئنان قلبه من ناحيتها ، وعندما لاحظ بان فيفيان تنظر اليه بشغف محاولة اغراءه ابعد نظره بسرعة وهو يقول :
- الا تطعمون ضيفكم انا جائع وانت جالسة هناك تنظرين وتبتسمين الا تعتقدين بان عصافير معدتي تزقزق .
- حالا يا حبيبي سيكون العشاء جاهزا ان نور تعد لنا طاولة فخمة من الماكولات اللذيذة سوف القي نظرة على المطبخ لعلها بحاجة الى مساعدة .

استطاع طارق ان ينتصر على انوثتها في تلك اللحظة ولكنه هل سيستمر على هذا الحال سوف يخضع لها في نهاية الامر ولكنه يامل بان لا يحدث .

فتح باب الحديقة وخرج الى الباحة الواسعة . ونظر الى السماء وقال :
- سامحني يا بني سامحني .. لن اتاخر عليك سوف اعود صدقني يا حبيبي سوف اعود

عادت فيفيان وهي تحمل صينية مليئة بالاطعمة اللذيذة ، ثم وضعتها على طاولة الطعام بحثت بنظرها عن طارق .. ولكنها لم تجده ثم لاحظت باب الحديقة المفتوح عرفت انه في الخارج .

كان الهواء عاصفا ينذر بهطول المطر الشديد والبرق على وشك ان يشتد وقفت فيفيان امام الباب ونظرت وجدت ان طارق غارق بين يديه بتفكير عميق . وكانه يعاني من الم ما .. قلقت ، ثم اندفعت نحوه بلهفة اقتربت ووضعت يديها وحضنت راسه بلطف وقربته الى صدرها وهي تسجد على ركبتيها قائلة :
- ما بك يا طارق ، اني قلقة جدا عندما اراك تضع راسك بين يديك وكان العالم باثره فوق ذلك الشعر الاسود الجميل ، انك تخيفني هل هناك ما يقلقك ؟

اجلس ظهره ورفع وجهها بين يديه مما زاده اشراقا من انوار الحديقة الخافتة ، امسك عنقها بلطف وقرب وجهها الى صدره البارز بعضله المثير .. ثم قال لها :

وداد التميمي 03-06-08 03:14 PM

-
يا طفلتي الحبيبة .. آه يا فيفيان لو تعرفين كم احبك .
- اعرف يا طارق ، انا اشعر بذلك ولبكن لماذا انت دائما حزين ؟
- انت ملاك يا حبيبتي ، انت غالية .. غالية جدا لو تعرفين كم غلاوتك عندي .
- اعرف ذلك يا طارق اني اشعر بك .. انت ايضا غالي . وغالي جدا ولا استطيع ان استغنى عنك ولا لحظة واحدة .

قرب شفتيه من فمها وطبع قبلة نارية اشعلت تلك العاطفة المتوهجة في قلبيهما . وحضنها بقوة ولم يعد قادرا على الابتعاد عنها ، شدها اكثر الى صدره حتى سمع صوتها من شدة العاطفة ثم همست له قائلة :
- كم احبك .. انا اتمناك يا طارق واريدك من كل قلبي ..
- جلست الى جانبه على المقعد الحجري وعانقته بقوة اخاذة وهاجة وتبادلا القبل بجميع انواعها المثيرة .. لم يعد يحتمل لقد كان العاصفة على وشك الوقوع .. نظر اليها بعينين تملأهما الاثارة وقال لها :
- - انت لي .. يا حبيبتي ولن ابتعد عنك .

ثم عاد العناق ليأخذ مجراه من جديد على عنقها وكتفيها وشدها اليه من جديد وحاولت ان تطلب منه اكثر من ذلك وكتان على وشك الغوص بعمق تلك العلاقة .. ولكن المطر اخذ بالهطول رويدا رويدا حاول ان يبعدها عنه .. ويدخلها الى البيت ولكنها رفضت واستمرت بذلك العناق المثير لم يعد يستطيع السيطرة على ذاته مما دفعه الى تقبيلها بوحشية الفارس العربي المتمرد على التقاليد العريقة لم يعد للقيود من مكان بينهما فهي له الآن بكل ما تملك من جمال المرأة انها له في تلك اللحظة المشتعلة .. أخذت العاصفة تشتد والبرق يلمع بخوف وهطل المطر بغزارة ليها وكانه يحاول ان ينشلهما من تلك البقعة الوهاجة ولكنها لم تبالي .. تابعت مداعبتها له . ومما اجبره على دفعها بقوة قائلا لها :
- كفى .. كفى .. أرجوك توقفي انت تجعلينني اشعر بالجنون

ابعدها عنه ولكن المطر كان قد بللهما تماما وكانت تلك القبلة القوية المليئة بمياه المطر على شفاههما مما اثاره كثيرا واجبره على دفعها الى الوراء والتخلي عن ذلك الوميض في اعماقه الذي كان يطلبها بقوة وابعدها بقوة .. كانت المياه تنساب من بين اجفانها وشعرها على وجهها وثيابهما مبللة تماما ثم قال لها :
- اني آسف يا حبيبتي ولكني لا احب ان استعجل انا اريدك ولكن ليس الآن .. انا اهتم بالمراسيم واحب ان تكوني اجمل عروس في ذلك الوقت .
- حسنا يا حبيبي ولكني لا استطيع الانتظار كثيرا .

حملها بين يديه وهو يعانقها بقوة ويداها تحيطان بعنقه ، ادخلها الى البيت . وكانت نور تبحث عنهما وشهقت لدى رؤيتهما مبللان تماما ، ضحكت واسرعت لتاتي بالمناشف ولكن فيفيان اوقفتها بالقول :
- مهلا يا نور سوف ندخل الى غرفتي ، وهناك يستطيع طارق ان يجفف ملابسه .
- حسنا يا حبيبتي كما تريدين ، قالت نور وهي معجبة من تصرفهما المجنون

استمر طارق بتقدمه وهو يحمل فيفيان بين يديه حتى وصل الى غرفتها وسمع صوت نور وهي تقول لهما :
- لا تتأخرا ان طعام جاهز والا سيبرد

رمى بها الى السرير .. بشكل عشوائي وهو يضحك عليها مما دفع الغيظ الى وجهها .. فما كان منها الا ان نهضت واندفعت نحو الخزانة وتناولت منشفة كبيرة ورمت بها الى وجهه بقوة ودنت منه واخذت تنشف له راسه بكلتا يديها بوحشية .. مما ازعجه بلطف .. واخذ يبعد يديها ولكنها استمرت بهذه المداعبة ثم دفعت به الى السرير والقت بجسدها عليه ووقعا محدثان ضجيج كبير توقفا فجأة بعدما شعرا بانهما سيزعجان كل من في المنزل ، ثم اطلقت فيفيان ضحكة فرقعت بارجاء الغرفة .. ثم نهضت عنه . ووقفت بشكل مغري وقالت له :
- استدر قليلا
- لماذا يا حبيبتي
- استدر اريد ان اغير ملابسي او لعلك تريدني ان ابقى هكذا .
- كلا كلا لا اريدك ان تمرضي
- وانت ايضا يجب عليك ان تغير ملابسك
- انا لا استطيع ليس هناك من ملابس لي . وانا على وشك العودة الى الفندق
- كلا لن تعود ان العاصفة بدات الآن ولن تنتهي قبل ساعات ، ولا تستطيع الخروج في هكذا طقس ان القيادة خطرة لكثرة المنعطفات ، وانا لن اسمح بتفريط حياتك .و سوف تبقى هنا وغدا نذهب في الصباح الباكر للبحث عن شقة لنا هل انت موافق
- لا اعلم انت دائما تفرضين الاشياء التي احبها ..

ثم استدار .. وبدات فيفيان بتغيير ملابسها وكان الفضول الرجالي يشجعه على النظر ولكن التقليد الاخلاقي كان يمنعه من ذلك .. عندما انتهت طلبت منه ان يستدير لينظر ناحيتها فجأة . وجد امرأة .. امرأة بكامل انوثتها تقف بذلك الروب الساتان الناعم والدانتيل المزركش على صدرها الذي يكشف عن عنق طويلة نحيفة ...والاكمام المنفوخة تزيدها طفولة .. كانت تبدو كالاطفال الذاهبين الى النوم .. ضحك طارق من كل قلبه وهو يرمقها بنظرات استهزاء قائلا :
- لقد اعتقدت بانك ستقومين بمشهد مغري بروب يكشف عن صدر وسيقان وو ....

ثم عاد الى الضحك على ذلك الروب المغلق من عنقها حتى قدميها .. قالت له بعصبية :
- ان هذا اجمل روب املكه .. ارجوك لا تضحك علي .. انا اشعر فعلا وكاني طفلة في الثانية عشر ولكن صدقني انا لا املك قميص نوم خلاعي ، جميع ملابسي هكذا مستترة ناعمة ولذيذة كما اراها .

وداد التميمي 03-06-08 03:17 PM

-
هذا واضح تماما
- هل تهزأ مني الآن
- كلا انا الاطفك فقط وما هذا الذي تحملينه في يدك ؟
- انها بيجامة رياضية كانت شقيقتي قد اتت بها لزوجها ثم تركتها هنا ، واعتقد انك تستطيع استعمالها فهي بمقاسك
- حسنا

اخذها من يديها وقف يتاملها ولا تزال الابتسامة الصغيرة على ثغره ثم قال لها :
- الا تريدين ان تستديري قليلا ؟
- حسنا ولمن لا .. لا شئ

استدارت ثم خلع قميصه . ولكن فيفيان لم تستطع ان تسيطر على فضولها في النظر اليه استدارت ملقية نظرة وتفاجئت به . انه فارس بكل ما للكلمة من معنى بذلك الصدر البرونزي الملئ بالعضل المثير .. ارادت ان تحضنه بقوة ولكنه ابتعد راكضا واضعا السرير حاجزا بينهما وهو يبتسم لها باستهزاء ويضع السترة على جسده ثم توسل اليها لتستدير من جديد قائلا :
- ارجوك الآن استديري اريد ان انزع البنطلون واريدك ان تعديني بان لا تلتفتي بتاتا .
- وهل تعتقد بانني لا املك القدرة على منه نفسي من النظر اليك ؟
- انا اشك بذلك .
- كلا يا حبيبي انا احبك وساعمل كل ما يرضيك ، والآن ساخرج وانتظرك على طاولة العشاء خذ راحتك .. ولكن لا تتأخر ؟
- حسنا يكون هذا افضل .
ثم رمته بابتسامة صغيرة واغلقت الباب خلفها

نظر طارق الى الغرفة بعينين فضوليتين .. نظر الى ذلك السرير المزدوج وتعجب لماذا فتاة مثل فيفيان تملك غرفة بسرير مزدوج من المفروض ان تكون غرفة الفتاة بسريرمنفرد لانها لا تزال عزباء قال في نفسه هذه الكلمات المليئة بالاستغراب ثم اعجب بالستائر الوردية اللون التي تتناسب مع غطاء السرير وتلك الانوار الخافتة على الجانبين كانت تحسه تحمسه على الولوج في السرير ونوم حتى الصباح من شدة تعبه ولكنه تذكر ان فيفيان تنتظره . عندما انتهي توجه نحو المرآة ونظر الى نفسه .. نظر بعمق الى عينيه ورأى الخطيئة والاثم يغشيان عينيه .. ثم القي بنظره على يديه وشعر وكانهما جمرتان من النار احرقت الاحساس العميق الذي كان يحتويه .. عاد الى الواقع .. عاد الى الواقع الاليم .. الذي لا يعرف الرحمة ثم نظر ثانية الى نفسه بامعان اكثر وقال :
- لماذا يا طارق .. لماذا .. الا يكفيك ما تعانه .. الم تكتفي بالم واحد تريد ان تغوص في بحر من الآلام حتى العمق .. لماذا ان ولدي بحاجة الى يدي .

dali2000 03-06-08 03:20 PM

الله يعطيك العافية

وتسلمي على نقل هذة الرواية التى شكلها متميزة


قرأت بعضها واعجبني جدًا ،بالتوفيق

Night Song 03-06-08 09:59 PM

Please quickly i 'm very Eager to see happening with Tariq & thanks for the effort

justangel 04-06-08 03:44 AM

thank u sweety for this lovely novel wating for the rest soon i hope:flowers2:

sasa sasa 04-06-08 06:13 AM

شكرا وداد لمجهودك الجميل
ارجو التكمله حبيبتى
اتحرق شوقا لمعرفه النهايه الغير مألوفه
وسأحزن كثيرا اذا ما ماتت فيفيان

وداد التميمي 04-06-08 08:38 AM

شكرا لحظة زمن على مرورك العطر والطيب وعلى ردك اللي زي العسل .

واشكركم يا night song و justangel وsasa sasa على ردودكم الحلوة ومشاركتكم معي ، وان شاء الله راح اكملها للآخر ، وانتظروا نهايتها .

وداد التميمي 04-06-08 08:51 AM

ثم تذكر فجأة أن باستطاعته أن يأتي به إلى هنا ويكشف عليه أحسن الأطباء ويتابع علاجه هنا .. ربما يكون له الشفاء التام .. لكن .. فيفيان كيف سيخبرها كيف ستكون ردة فعلها هي التي تعاني من الم قلبها الضعيف ، يا الهي ... ما هذا المأزق الذي أنا فيه ، ثم هناك ليلى .. ليلى المرأة المسكينة التي تعاني من الوحدة الآن .. ألا يحق لها بهشام طفلها الوحيد ألا يحق لها أن تكون الى جانبه .. ما هذا المازق يا ربي ، ماذا افعل ، ثم عاد الشحوب الى وجهه من جديد .. وعاد القلق والالم يحيطان به .. تاخر على فيفيان مما دفعها الى العودة الى الغرفة وجدته غارق في المرآة بتفكير عميق مؤلم .. ثم قالت منهمكة :
- ماذا حدث يا طارق لماذا عندما اتركك اجدك تتالم . لماذا يا حبيبي ارجوك لا تشعرني بانني عبء عليك ، اذا كنت انا السبب فسوف اخرج من حياتك الى الأبد .
- كلا .. كلا يا حبيبتي ، ارجوك لا تضعي نفسك في هذا المكان انت لا شأن لك بآلامي .
غمرها الى صدره بحنان ثم اضاف :
- انت الآن كل ما املك يا فيفيان ، عندما تكونين الى جانبي انسى همومي وعذابي ، وبرحيلك وبعدك عني اعود الى القلق والوجع المخيف .
- لن ابتعد عند اذا ..
وغمرته بقبلاتها الحارة ثم امسكت بيده وتوجها نحو طعام العشاء .

اعتذرت نور لهما وطلبت أن تتناول عشاءها لاحقا بسبب الرجيم الذي تقوم به .. ثم خرجت جلس طارق مقابل فيفيان ثم اخذت تشير اليه الى الاطعمة اللذيذة وتشرح له كيفية طهيها .. تلك الامسية الرائعة وذلك العشاء الشهي .. كانت بالنسبة لطارق شئ حميم جدا مع انسانة رقيقة جميلة ثم قال متمهلا متمتما :
- فيفيان
- نعم يا طارق .. ماذا هناك ؟
- هل استطيع ان اطلب منك شيئا ؟
- بالطبع يا حبيبي
- ارجوك يا صغيرتي .. انا بحاجة الى فنجان من القهوة الآن هل تستطيعين اعداده لي ؟
- نعم .. ذلك من دواعي سروري يا حبيبي

ثم نهضت الى المطبخ وتركت طارق وحده من جديد .. نظر الى طاولة العشاء .. وعندما احس بذلك الخوف يبدأ باقتحام افكاره وذلك القلق بالولوج الى اعماقه ، ارتبك ونهض بسرعة حاملا بعض الاطباق .. وتبعها الى المطبخ .

نظرت فيفيان اليه ثم ضحكت عندما راته يساعدها في ترتيب الاطباق وقالت له :
- هل اعطيك مريول المطبخ . واذا كنت تريد مساعدتي في غسل هذه الاطباق ؟
- نعم انا احب ذلك
غمرت فمها ابتسامة اعجاب واستغراب واضافت :
- هل ما ارى صحيح ام انه خيال ، هل حقا تريد مساعدتي ؟
- نعم احب ذلك من قلبي .. انا لم ادخل مطبخا بحياتي وانا احب هذا الآن .
- حسنا يا حبيبي ولكن الاعمال هنا شاقة جدا
- انا استطيع تحملها ولكني لا اعرف شئ عن اماكن هذه الاطباق
ثم عادت الابتسامة الاستهزائية على شفتي فيفيان المليئتين بالاثارة واضافت :
- حسنا رتبها في الحوض .. وذلك السائل على يمينك هو سائل الجلي .وانا ساقوم بتنشيفها .
- لا باس حتى الآن

قال لها طارق وكانت فيفيان تنظر اليه باعجاب وكانها لاول مرة تراه .. لاحظ طارق نظراتها المثيرة وهو منهمك بعمله ، وضحك لان رغوة الصابون خرجت من الحوض حتى لوثت ملابسه واكماه والارض وما حوله من كثرة سائل الجلي الذي اسرف بوضعه في الحوض ، كانت فيفيان تنظر وهي تضع يدها على شفتيها وتمسك معدتها من شدة الضحك .

وداد التميمي 04-06-08 08:57 AM

سالها بوضوح :
- هل اعرف ما الذي يضحكك ؟

لم تجاوبه بل تابعت ضحكتها بحرية تامة .
- الم تري رجلا قبل الآن يقف على حوض الجلي ؟
- كلا .. كلا يا عزيزي لو تعلم ، ثم تابعت تصرفها هذا مما اغاظ طارق كثيرا
- انا لا اعرف ماذا اصاب هذه الرغوة لماذا لا تزيل بسهولة ، اللعنة انها تزداد كثيرا هل هكذا عادة تغسلون .. كلا انا اعتقد ذلك .. اشعر وكانني اقوم بحماقة ما .

اقتربت فيفيان وطبعت قبلة ناعمة على خده وهي تقول :
- انت اجمل رجل يجلي
- هل تهزئين مني الآن ؟
- كلا . كلا انا فعلا مسرورة بك

لم تفارق ابتسامتها وجهها .. ثم قال لها :
- اضحكي .. اضحكي يا صغيرتي هل هذا يتوجب على عندما نكون في بيتنا ؟
- لا اعلم ، هذا يتوقف على تجربتك الآن
- انا .. انا اعتقد بان هذا جميل .. جميل جدا .. ولكن اللعنة على هذه الرغوة انها لا تزال تنساب هنا وعلى ملابسي .. الهذا ترتدون مريول للجلي ؟
- تقريبا يا حبيبي

ثم لاحظ بان فيفيان زادت باستهزائها مما اغاظه كثيرا ثم اضاف :
- انا فاشل في هذا .. لا تطلبي مني ذلك مرة ثانية .. ربما في اعداد الطعام سيكون حظي اوفر في المرة القادمة .

ترك الحوض وابتعد والقي نظرة من بعيد عليه ووضع يده على وجهه محاولا اخفاء دهشته مما سببه من فوضى في تلك الزاوية .. ثم اخذت فيفيان الفوطة من يده ، واسرعت في توضيب المكان بسرعة فائقة ومهارة جيدة .. نظر اليها طارق باعجاب ثم قال لها :
- ما هذا .. ما هذا كم انت جيدة انا اعطيك علامة ممتازة اما انا اعتقد اني استحق صفرا دائريا .

ثم اقترب منها ووضع يده على خصرها وغمرها وهي واقفة على ذلك الحوض ويداها مبللتان بالصابون والماء .

احست في تلك اللحظة المثيرة بارتعاش اوصالها وشعرت بان يدا طارق تجرأت ولمست الاماكن الحساسة جدا في جسدها مما افقدها عقلها وشعرت بان ذلك الشعور اذا لم يتوقف سوف ياتي بنتيجة عكس ما يخططان للمستقبل ثم قالت له بلطف :
- اذا لم تبتعد الآن سوف لن اتركك ابدا حتى الصباح
ابتعد طارق عنها وقال لها :
- حسنا الى الغد اذا ساكون على احر من الجمر .

عندما انتهت فيفيان كان طارق جالسا الى جانبها على الكرسي وهو يرتشف قهوته نظرت اليه وسالته من جديد :
- هل اعجبتك القهوة ؟
- نعم انها لذيذة مثلك

ثم سحبها نحوه ووضعها على ركبتيه واخذ يضمها بقوة مشيرا بيده بعلامة جيد جدا ، وقال لها :
- انت سيدة منزل رائعة اولا طعام شهي ثم مهارة في الجلي والآن قهوة رائعة وماذا عن السرير هل انت ايضا رائعة كذلك ؟

سألها هذه الكلمات وكأنه يدعوها الى اغوار علاقة حب عنيفة . ولكنها ذكرته بانه يجب عليه ان ينام باكرا لان الغد سيكون يوما شاقا في البحث عن شقة لهما .. ولكنه اسرع في القول :

- ان لي صديق محامي وهو سوف يقوم بهذا العمل عندما سيجد لنا ما يناسب سوف يعلمني بذلك .
- حسنا هذا يخفف من تعب النهار ، لان عملي سوف يكون مرهقا غدا .
- كلا يا فيفيان ارجوك اني اطلب منك شيئا يمكن ان يكون صعب عليكي ولكني اصر عليه .
- ما هو يا طارق ؟
- نحن في بلادنا المرأة يجب ان تكون في المنزل تهتم بالاطفال والزوج فقط وانا احب ان تكوني هكذا .
- انا لا استطيع ترك وظيفتي .
- كلا يا حبيبتي لن تتركي الوظيفة ولكني اغار جدا واحب ان تبقي الى جانبي في المنزل ، واذا كان العمل يشكل سعادة لك فسوف تقومين بطبع اعمالي التالية في المنزل ما رايك ؟ ساشتري لك ما تحتاجينه من اداه للطباعة واوراق وكل ما تستطيعين الاستفادة منه في عملك .

وداد التميمي 04-06-08 09:00 AM

-
لا اعلم يا طارق انا لم افكر
- واذا انا طلبت منك هذا وهو ضروري جدا بالنسبة لي
- حسنا اذا كان هذا يسعدك فانه يسعدني ايضا ، واضافت :
- في الغد سأعلن امام الجميع باننا مرتبطان واقدم استقالتي للمدير ، هل هذا يسعدك ؟
- كثيرا يا حبيبتي انا لا احب ان اراك مرهقة
- اذا لا باس من زوجة تعمل لدى زوجها ولكن هل ستعطيني اجري آخر الشهر ؟

سألته بلطف وبروح النكتة والابتسامة لم تفارق شفتيها :
- كلا ساعطيك اجرك عند كل مساء ، قال لها هذا وهو يضغط عليها ويغمرها بكل ما للقبل من معنى .
- ماذا تعني اجري عند كل مساء ؟ هل هذا يفسر كوننا في السرير معا و ..
- نعم هذا ما اعتقده .
- ولكن عندها يتوجب عليك ان تدفع اجرا كبرا من العاطفة المثيرة لانني لن اكتفي بعلاقة شفافة سريعة ، واضافت :
- سوف تقضي الليل وانت تدفع اجري حتى الفجر .

قالت له هذا وهي تبتسم له انها سوف تطلب الكثير وذلك يعود لعمق حبها له وقوة مشاعرهما الوهاجة .. لن يكون هناك حواجز بينهما بعد الآن .

ثم اضافت وهي تقف امامه تماما :
- هيا قف يا حبيبي يجب ان ترتاح لنخلد الى النوم

عادا الى غرفة الجلوس ثم ذهبت الى غرفتها وعادت له بوسادة وغطاء سميك سينام على الاريكة الكبيرة .. ثم استلقى عليها ووضعت فيفيان الوسادة تحت رأسه وألقت عليه الغطاء خاصتها وكان يعبق بعطرها الخفيف الناعم ثم قالت له :
- نم يا حبيبي نوما هنيئا .
- وانت ايضا اتمنى ان تكوني دائما في صحة جيدة

ثم طبع قبلة نارية على شفاها الغليظة والقت عليه نظرة ابتسامة مسائية ثم دخلت غرفتها واندست في فراشها تغط بنوم عميق مريح .

وداد التميمي 04-06-08 09:11 AM

الفصل السابع


لكن طارق لم يغمض له جفن وهو يفكر بذلك القلق الذي اصبح يعرف طريقه سريعا اليه .. نظر الى النافذة من بعيد وكأنه يتلو صلاة ما وقال في نفسه :
- يجب ان يكون احد ما الى جانبي ليساعدني ، يجب ان انتصر على هذا القدر الاليم
لم يعرف النوم تلك الليلة كيف ينام واحب الناس الى قلبه يتخبط بالالم .

اولج الفجر وهو ما يزال راقدا بعيون لم تعرف النوم ولكنه توصل الى قرار ، انه صعب ولكن افضل من لا شئ .. اراد ان يخبر فيفيان بكل ما يملك من قوة والانتصار على قلقه .. نعم سوف يخبرها ولكن لا يعلم ربما ستساعده .منتديت ليلاس

سمع خطوات جلبة قوية في الحديقة قام بسرعة ونظر ، كان السيد اوليفر يقوم باعمال الحديقة .. اقترب طارق اكثر منه وخرج الى الحديقة وقال له :
- صباح الخير يا سيد اوليفر .
- صباح الخير يا بني ، هل نمت جيدا ؟
- نعم شكرا
- اني آسف لم اقصد ان ازعجك ولكن هذه العربة اللعينة دائما تعطي هذه الاصوات القوية ، انا آسف مجددا
- لا باس يا سيد اوليفر لقد كنت مستيقظا طوال الليل
- ألاحظ ذلك يا طارق .. ان عيناك تحيط بهما هالة من الاحمرار .. ارجوك يا بني ان تحافظ على صحتك نحن بحاجة لك الآن كثيرا . قال له هذا والحزن يملأ وجهه
- ولكنك يا سيد اوليفر انت ايضا على ما اعتقد لم تنم جيدا وذلك ايضا ظاهر على وجههك
سأله طارق بقلق :
- وهل تعتقد ان فيفيان لا تمثل شيئا بالنسبة لي ، انها ابنتي الحبيبة المطيعة التي رفضت الزواج مئات المرات لتبقى الى جانبي بعد وفاة والدتها وخاصة عندما قامت بتربية شقيقاتها الست وكانت بحاجة الى الراحة التامة .. ولكن ذلك لم يساعدها عندما تعرفت على انطوانيت زوجتي الثانية ، كان ذلك ما أرهق فيفيان في اعداد الطعام لنا والاهتمام بحاجات المنزل وخاصة الاهتمام بي انا ، لقد كانت ابنتي وزوجتي وشقيقتي .. وعندما افكر بانني سأفقدها ذلك كطعن السكين في قلبي اشعر وكانني ساموت قبلها .

اجهش بالبكاء كالاطفال وكانت المرة الاولى التي تكتسي عيناه دموع ساخنة ، مما دفع طارق الى القول :
- ارجوك يا عمي انا بحاجة لك الآن ، بحاجة الى تشجيعك وليس الى احباط عزيمة ، ارجوك كف عن هذا الحزن لان فيفيان تحضر لك القهوة وسوف تاتي في اية لحظة ولا اريدها ان تلاحظ حزنك او ان تعرف اي شئ عنها .. ارجوك يا سيد اوليفر .
- حسنا يا بني .. سوف ...

وابتعد والدها ومسح دموع عينيه .. ذلك العجوز كانت عاطفته صادقة تطفو في قلبه ولم يستطع مقاومة حزنه فأطلق العنان له ولكن طارق اوقفه ، اوقف ذلك الالم بقوله من جديد :
- ان فيفيان سوف تتحسن صدقني لان الطب تقدم كثيرا وسوف يجد العلاج لها انا متفائل جدا يا عمي .
- اتمنى ذلك يا بني

ثم فجاة كانت فيفيان تطل باشراقة صافية تحمل صينية القهوة بيدها وهي تقول :
- صباح الخير يا اعز مخلوقين على قلبي .
- صباح الخير يا بنيتي
قال لها والدها واقترب منها وطبع قبلة ساخنة على وجنتيها ، ضحكت فيفيان قائلة شكرا يا والدي انا احبك جدا .

ثم اضاف والدها :
- انظر يا طارق الى هذه الطفلة التي تضج بالعاطفة لقد ضحت بحياتها من اجل تربية شقيقاتها الست .. وهي مليئة بالعطف والمحبة للجميع لقد احبت الخير للجميع كانت تكرس اوقاتها للاطفال في الميتم .. وحتى انها لم تجد وقت للحب في قلبها اني اتعجب كيف وجدت طريقك الى قلبها انه مفعم بالعاطفة وليس هناك مكان خال لاحد وانت الاول في حياتها وارجو ان تكون على قدر المستوى تجاه هذا البركان المتوهج بالعاطفة .

ضحكت فيفيان لوالدها شاكره :
- شكرا يا والدي ان طارق يقدر ذلك .

وداد التميمي 04-06-08 09:18 AM

ثم نظر والدها الى الازهار في الحوض وهو يقول في نفسه ( أرجوك يا الهي اعطني القوة .. القوة انا بحاجة لها الآن لا تتركني الآن ارحم هذه الطفلة التي هي بعمر الزهور ، يا الهي خذ قلبي وضعه في ذلك الصدر الصغير وابعد عنها الالم ) .

كادت الدموع ان تسيل من جديد من تلك المقلتين العجوزتين ولكن طارق اوقف حبل تفكيره قائلا له :
- يا سيد اوليفر اني اطلب منك ان تحدد موعدا للزواج لنا .. في الوقت الذي يناسبك .
- انتما اللذان تقرران ما يسعدكما وكل شئ انا موافق عليه .

اقتربت فيفيان بعطف من والدها شاكرة من جديد قائلة :
- شكرا يا ولدي وانا اعدك بانني ساكون الى جانبك كل يوم سآتي اليك ، ونور سوف تبقى الى جانبك .
- كلا يا حبيبتي لن يقوم مكانك احد فانت تحتلين قلبي بجميع جوانبه انت طفلتي الحبيبة ولن يملأ احد مكانك .
- يا حبيبي يا والدي ان كلامك يحسني على عدم تركك ابدا .
- كلا يا حبيبتي .. تابعي حياتك وخذي حصتك منها .. فانت ضحيت ما يكفي وانا ساكون هنا بانتظارك دائما .
- هل ستبقيان على هذا المنوال ، انه لشئ محزن .. انا سابكي من الحزن .
قال طارق وهو يضحك مستهزءا ثم اضاف :
- جهزي نفسك يا فيفيان سوف نذهب الى المحامي ليقوم بتحضير الشقة لنا التي ستلفنا الى الأبد .
- حسنا يا حبيبي ، قامت ودخلت الى غرفتها لتستعد .
- سوف امر بطريقي عند الدكتور ليلقي عليها نظرة يا سيد اوليفر واذا تاخرنا لا باس لا تشغل بالك .
- حسنا يا بني انا مطمئن عليها انا لا اعرف ماذا افعل بدونك .

عادت فيفيان بذلك الجينز والتيشرت والكنزة الصوفية الحمراء وتابطت ذراع طارق كالاطفال وانطلقا بالسيارة السوداء الكبيرة .. متوجهان نحو المحامي .

بعد وصولهما الى المرآب اوقف طارق سيارته وصعدا الى مكتبه .. وبعد محاورة طويلة واخذ ورد أعرب المحامي عن رأيه في شقة موجودة الآن على البحر ، وهي ذات غرفتي للنوم وغرفة للجلوس وصالون وغرفة طعام ومنافعهم الخاصة .. انها تطل على شاطئ عاجي رائع خلب هذا ما قاله المحامي .. ثم اعطاهما العنوان والمفاتيح مرشدا لهما عنها .

فرحت فيفيان بكون تلك الشقة على الشاطئ . فهي لطالما حلمت ان يكون لها منزل على الشاطئ ، ولكن الوقت لم يتيح لها الفرصة لممارستها والآن حان الوقت للتفرغ لما تتمناه .

انطلقت السيارة ولكنه اراد التوقف عند الفندق الذي كان ينزل فيه ليأتي بحاجاته ويسال ان كان هناك اتصال من تونس .

توقف امام الفندق وبقيت فيفيان داخل السيارة تنتظر .

دخل وسال الفندقي عن الاتصالات الهاتفية فقال له :
- اين انت يا سيد طارق لقد اتصلت زوجتك اربع مرات حتى الآن وتركت لك رسالة ضرورية .

سحب شريط التسجيل من التلفون واعاد صوت زوجته على سمع طارق قائلة :
- طارق انها المرة الثانية التي احاول ان اتصل بك ، ان هشام عادت له النوبة من جديد وانا خائفة جدا اتمنى ان تعود في اسرع وقت ارجوك ان تعود قبل ان افقد صوابي .

ثم انقطعت المخابرة ضج الألم في اعماقه واعتصرت عيناه دمعة حارة استطاع ان يخنقها .. ارتعشت اوصاله ووضع يده مستندا على حافة الطاولة ثم استدار ببطء متوجها نحو المصعد .. وصل غرفته وهو يتخبط الآلام اللوعة والشفقة وهو يتمتم :
- يا الهي ساعدني ساعدني ارجوك .

ثم وضب ملابسه في حقيبته السوداء عاد مسرعا الى السيارة كانت فيفيان بدات تقلق عليه ثم سالته :
- لماذا تاخرت يا طرق ؟

لم يجاوبها استمر بصمته طوال الطريق مما اغضبها كثيرا ثم رددت سؤالها مرة ثانية بعد عدة دقائق .. نظر اليها بعينين مليئتين بالغضب وقال لها :
- يجب ان اسافر حالا الى تونس .
- ولكن ماذا اصابك .
- ارجوك ان تتفهمي وضعي .. انا مضطر للسفر يا فيفيان لامر ضروري .
- اريد ان اعرف .. وبسرعة .
- لا استطيع يا حبيبتي .. ارجوك ان تنتظريني سوف اعود باسرع وقت ممكن .
- ولكن ..
- اني اتوسل اليك انا بحاجة ماسة للسفر الآن وعلى اول طائرة .
- انك تؤلمني هكذا .

وداد التميمي 04-06-08 09:24 AM

-
لا يا حبيبتي اعدك بانني ساعود وجهزي انت الشقة بالفرش الملائم الذي ينال اعجابك .. وحضري فستان الفرح .
- حسنا يا حبيبي اذا كان هذا ما تريده ، ولكن ما هي المدة التي ستقضيها في تونس ؟
- لا اعلم .. ربما شهر او شهرين على الاكثر .
- شهران ؟؟ ان هذا كثير .. كثير جدا .
- ارجوك يا حبيبتي اصبري قليلا على الاقل شهران .
- حسنا ساتولى بتوضيب الشقة وتجهيزها بالاثاث الجميل سوف انتظرك على احر من الجمر .

عندما وصلا الى مركز المطار .. غادر طارق يسال عن اقلاع اول طائرة الى تونس ، وكانت فيفيان تسير الى جانبه بخطى سريعة مذهولة بالذي يجري كانت تتبعه كيفما توجه وكانها طفلة ولكنها كانت تراقب تحركاته عن كثب ووعي تام .. قطع التذكرة

ثم توجه نحو السيارة عائدا ومتابطا ذراع فيفيان برفق .. استقلا السيارة وانطلقا الى بيت فيفيان وهناك كان والدها خارجا في نزهة بالقرب من المنزل وصادف مرورها من امامه مما دفع طارق ليساله الصعود الى جانبه ثم فعل والد فيفيان ما طلبه طارق وعادا الى المنزل ثانية دخلوا وغابت فيفيان لتحضر طعام الغذاء بمساعدة شقيقتها نور عندما شعر السيد اوليفر بارتباك وشحوب طارق والمه الواضح تمام على وجهه ثم سأله :
- ماذا يا بني ما هو الامر الضروري الذي دعاك للسفر المفاجئ ؟
- انه .. انه ولدي يا سيد اوليفر لقد عادت النوبة من جديد ، وهم يطلبون مني العودة في اسرع وقت ممكن .. انا .. انا يجب ان اسافر الآن وفي خلال ساعات ساكون في تونس ، ارجوك يا سيد اوليفر ان تساعد فيفيان على تحمل سفري وان لا تدعها تذهب الى العمل ثانية لدى سفري .
- حسنا يا بني .. ولكن الا تريد ان تخبرها سبب سفرك المفاجئ ؟
- لا .. لا استطيع يا سيد اوليفر ان هذا صعب ، صعب جدا وليس علي ان افقد اثنان دفعة واحدة يكفيني السفر الى ولدي الآن الذي هو بحاجة لي .
- وكم سيطول سفرك يا بني ؟
- لا اعلم ربما شهر او على الاكثر شهران ، ولكن اذا طالت غيبتي اكثر ارجو منك ان تساعد فيفيان على تفهم الامر وان لا تفقد الامل في عودتي .
- حسنا .. حسنا كما تريد .
قال له والدها .. بعد ان لاحظ اقتراب فيفيان منهما ، ثم سمعاها تقول :
- انظر يا بي .. طارق يريد ان يسافر بدوني .. كم انت قاس القلب يا طارق .
- ارجوك ان تقدري موقفي .
- وانت لا تريدني ان اعرف سبب سفرك . هل هذا عادل يا ابي ؟
- لا باس يا بنيتي لقد اوضح لي السيد طارق سبب سفره وانا اوافقه ولا يجب على النساء ان تعرف شيئا عن هذه القضية انها قضية خاصة جدا .
- ماذا يا ابي انت الآن واقف الى جانبه بدلا من ان تكون الى جانبي .
ثم اضافت :
- انتما اتفقتما علي ، اليس كذلك ؟

ضحك الجميع وكانت ابتسامة طارق غارقة حتى اعمق شفاهه .. حزينة .

تناولوا طعام الغذاء .. اقترب طارق من فيفيان واعطاها زهرة بيضاء ثم قال لها :
- هذه الزهرة انها قلبي الابيض نقي .. لا يشوبه كذب او افتراء انه ابيض ناصع وهو ملئ بحبك وارجوك مهما طالت غيبتي احتفظي بهذه الوردة لانها مني وسوف تبقى لك الى الأبد .

احست فيفيان بالحزن في عينيه ثم استعدا لوداعه ....
- كان الله بعونك يا بني .
قال السيد اوليفر وهو يطرق برأسه ثم تركهم الجميع وبقى طارق وفيفيان لوحدهما في الغرفة ، اقترب منها وامسك بيديها الصغيرتين وقبلهما بقوة وشغف وقال لها :
- ساشتاق لك يا اجمل عصفورة في حديقتي .
- وانا ايضا لن اندم ابدا سابقى في انتظارك يا حبيبي ، ارجوك لا تتأخر .

نظر اليها والدموع تكاد تخرج من مقلتيه ... العطف والصدق يتدفقان منهما بغزارة ، نظر اليها بكلتا عينيه ، وبادلته نفس النظرات وكانها احست بانها لن تراه بعد الآن ، غمرته بشدة وقالت له :
- عد .. عد يا طارق باسرع ما يمكن قبل ان افقد نفسي .. عد قبل ان اموت من الشوق .

وضع يده على فمها وهو يمنعها من النطق بهذه الكلمات .. الموت .. الموت هذه الكلمة تعني له البعاد المميت والفراق الموجع الى الابد والحي الميت سيكون هو :
- ارجوك يا حبيبتي لا تلفظي هذه الكلمة ثانية .

ثم طبع قبلة على فمها اللاهب وارتعشت اوصالهما معا حتى غابا في غمار العناق الشديد ، ثم احس طارق بانه يجب ان يرحل الآن . وبكل قوة ابعدها عنه بلطف مودعا بابتسامة عميقة خلابة تكشف عن اسنانه الناصعة البياض ، وخرج الى حيث الالم الاكبر .

وداد التميمي 04-06-08 09:29 AM

استقل الطائرة المتوجهه نحو تونس .. وبعينين مليئتين بالشرود كانت صور الماضي تتراقص امامه .. خوفه على هشام يزداد كلما اقتربت الطائرة اكثر .. وخوفه على فيفيان يصعب كلما احس بانه ابتعد كثيرا ولكن هشام اهم ، انه طفل وبحاجة لابيه في هذه اللحظة لن يدع مشاعره الخاصة تتغلب على عاطفته ومحبته لطفله القابع في غرفة المستشفى وحيدا بين جدرانها البيضاء .. اما زوجته ليلى فهي زوجة على ورق فقط وامام الناس ، لكنها ليست كذلك بينه وبينها فهما منفصلان ، انفصالا عميقا منذ سنوات .. لم يتفقا ابدا ، ولم يدخل الحب الى قلبيهما .. وكان الرابط الاقوى بينهما هشام ذاك الطفل الرائع بخدوده المنتفخة الحمراء وشفاهه الغليظة وكلماته المتقطعة التي لم تكتمل بعد ، وشعره الاسود الداكن الاشعث يزيده جاذبية .

كانت هذه الصور تتراكض في مخيلة طارق ، توقفت اللحظات امام وجه هشام ولحظات امام وجه فيفيان ، ولكن لم يكن لوجه زوجته ليلى اي تقارب بينهما ، لقد خرجت من ذاكرته واعماقه ، ولكن انها زوجته الآن ويتوجب عليه القيام بواجبه الزوجي ولكن كيف وجميع احاسيسه اتجاهها قد ماتت بوجود حبه لفيفيان .. انه قلق كيف سيواجهها .. كانت بالامس زوجة بالسرير ولكن بدون اي شعور او احساس عميق .. كانت علاقتهما هشة كفقاقيع الصابون مليئة بالمشاكل .

هل ستعرف .. هل ستشعر بتبدله المفاجئ .. ثلاث سنوات كافية لتجعلها تفهم بانه لم يعد يريدها كزوجة .
اوقفته تلك الابتسامة الصامتة من شروده لتسأله اذا كانت هناك مشاكل يعاني منها لدى صعوده الطائرة .. ثم اذا كان يحب ان يتناول شيئا ..
- لا شكرا .

كانت المضيفة بزيها الارجواني توزع الابتسامات هنا وهناك وتقوم بعملها على اتم وجه .. نظر طارق اليها والى اشراقها ، وتلك الابتسامة التي لم تفارق شفتيها ، وتمنى لو يكون نفس مقدرتها على الابتسام للجميع ، من المفروض ان ليها حياتها الخاصة ، وان هناك حزن ما يعيش في عقلها .. ولكنها استطاعت ان تتغلب عليه بحكم عملها ولو لساعات طوال ، ان هذا العمل يساعدها على الاستمرار ثم تمنى عن جد لو انه يستطيع ان يمثل على نفسه ويخترع الابتسامة على شفتيه ويتخطى آلامه بكل ثقة .

وداد التميمي 04-06-08 09:35 AM

الفصل الثامن


اعلنت المضيفة عن وصول الطائرة الى الاجواء التونسية وطلبت من المسافرين ان يضعوا حزام الامان ،
وان يمتنعوا عن التدخين .. لاحظ طارق ان نبضات قلبه تسارعت اكثر وشعر وكان الاغماء على وشك ان ياخذ طريقه الى جسده ، مما دفعه الى النظر من النافذة .. وهو يضع الحزام ، بدا وكانه خائف من السقوط ، الرجل الجالس الى جانبه قال له باطمئنان :
- لا تخف يا سيد ، فسوف نهبط بسلام .

ولكن خوف طارق ليس من الهبوط بسلام او بآخر كان خوفه من الحقيقة المؤلمة التي هي اقوى من اي شئ آخر .. خوفه من السقوط في احضان الموت سيطر عليه ، خوفه على ان يرى هشام وهو جامد بلا حركة يكتنفه السكون والجليد .. خوفه من تلك السنين الثلاث التي قضاها بعيدا عنه وخوفه من المواجهة العنيفة لزوجته . كان الواقع يحمل الالم العميق العاصف بالعاطفة الصادقة ..

للحظات طوال ثلاث سنوات لم يكن صادقا مع نفسه مثل هذه اللحظة ، القلب الصامت يخاف منه .. دائما يكره الصمت بجميع انواعه ، لم يعد قادرا على تحمله .. تمنى ولو للحظات ان يكون احد ما الى جانبه .. فهو الرجل القوي العنيد ، الفارس الاسمر الذي يتمتع بكل شجاعة الارض وقوة الصحراء وجمال الليل ، ولكن قلبه كان مفعم بالعاطفة والرقة .

ان شجاعته وشهامته لا تعرف الشر ، مكمن للحلم والحب وذلك الفؤاد بين ضلوعه ، تلك العينان الصغيرتان كانت هدفه الآن .

عندما نزل الركاب كان طارق ينظر بعينيه نحو البعيد ، البعيد جدا ، لعله يرى طفله هشام بين الناس المحتشدين يركض نحوه ويضمه بكلتا يديه الصغيرتين ويقبله كما لم يقبله من قبل .. انتظر وحول نظره من جديد وهو يلقي باقدامه نحو الامام على الارض .. خطوة بعد خطوة ولكن هشام لم يكن هناك ، كان بانتظاره الحزن والقلق والالم نظر اليهما بعينين يملؤهما تحد عنيف مريع .

توجه نحو مركز الاستقبال .. وعيناه لم تفارق الحشود الكبيرة من الناس ، تناول حقيبته وانطلق في السيارة المتوقفة امام مدخل المطار المخصصة للركاب تجمع الشوق واللهفة من جميع انحاء العالم في قلب طارق الكبير ، ووجهه نحو ذلك الطفل البرئ المسيج بالمرضى والضعف ، لم يكن مثل الاطفال يلعب ويتنزه .. كان ضعيف البنية قليل الارادة والسيطرة على نفسه ، لقد طغى عليه واستبد به قلبه وتحول من سبب استمرار حياته ، الى مسبب في تدميرها .منتديت ليلاس

مسح قطرة من العرق انسابت على جبينه .. وهو ينظر من النافذة بشوق تلك الارض الطيبة التي لم يراها منذ زمن ، لقد عاد الآن ، ويطلب من الله ان يساعده على الاستمرار بوطنه ، ويتخطى هذه الازمة بقوة وحزم .

لقد كان رجائه ، الايمان بالله ومساعدته ، الدين وكتابه الامين .. لقد استعان بالصلاة للشفاعة له .. صلى باعلى صوته المخفي الغير مسموع .

وصلت السيارة ومن بعيد وقبل ثواني من توقفها لاح له بيته المؤلف من طابقين احس بالحنين يلفه من الجانبين والشوق يغلف نوافذه والبوابة الكبيرة السوداء فتحت وكأنها ذراعان قويتان تفتحان لتضمانه بقلق ، تلك البوابة كانت الوحيدة القادرة على انتظاره واستقباله بشوق فتحت ذراعيها ليرتمي بينهما .. قضبان من الحديد تسيج منزله كالقضبان التي تقيد اوصاله ويديه ذلك السياج الذي يحيط بالمنزل المرتفع جعل اللهفة والخوف يسيجان قلبه بكل ما يحتوي من قيود في هذه الدنيا .

نعم ، تلك القيود التي يجرها خلفه وكانه اسير يخبط بعذاب جلاده .. هكذا وصل الى منزله وكانه كومة من الغبار ، تلاشت امام تلك الدرجات الثلاث اشلاء ، لم تكن اوصاله سوى اشلاء مقطعة كالغبار .لملم اشلائه وبحث بين المفاتيح التي يحملها عن مفتاح ذلك الباب ، وكانه يفتح ابواب العالم المغلفة ، دخل .. وكان لدخوله وقع كبير في نفسه ، نظر حوله ووجد بان كل شئ ما يزال كما هو ، لقد كان سفره طويلا كثيرا عليه ، ولكن ليس على المنزل ، لم يتغير فيه شئ ، تقدم بضع خطوات بخوف وهو ينتظر صوت واحد يرحب به .. انه صوت زوجته .. انتظر ، ولكنه لم يسمع اي شئ يدل على وجودها ، تقدم اكثر نحو غرفة الجلوس ، وضع حقيبته على الارض بجانب الاريكة الكبيرة ، وكانه غريب ينتظر من يرشده الى غرفة النوم ، او كانه غير مقتنع بقدومه وهو سيعاود سفره من جديد وبسرعة فائقة .. تقدم نحو باب غرفة المطبخ عندما سمع اصوات قادمة من هناك نظر من زاوية الباب ليجد السيدة ربيعة مديرة المنزل تتحدث مع البواب وحارس المنزل ، للحظات مرت ثم شعروا بوجوده مندهشين وكان وجوده عقد لسانهم واصابعهم بالخرس ، تقدم اكثر ليسألهم بعنف :
- لقد عدت ، نعم هل هذا يدهشكم ؟ ثم اضاف :
- الستم مسرورين بعودتي ؟
- سيدي .. سيدي طارق ، تمتمت ربيعة باستغراب ثم اضافت :
- حمدا على سلامتك .
- اهلا وسهلا سيدي ، والحمد الله على سلامتك ، ان سيارتك تكون جاهزة خلال دقائق اذا اردت ، قال له البواب .
- شكرا سوف احتاجها على ما اعتقد ، يبدو ان السيدة ليلى غير موجودة

وداد التميمي 04-06-08 09:38 AM

- انها في المستشفى مع هشام سيدي
اجابته ربيعة وهي تنظر بعينين حزينتين الى الارض
- حسنا جهز لي السيارة الآن وحالا ، قال للبواب بحزم
- ولكن سيدي الا تريد ان ترتاح قليلا ؟
- كلا لن ارتاح قبل ان ارى هشام
- انه بخير .. انه .. لا اعلم لا استطيع ان اشرح الوضع ، قالت له ربيعة بقلق
- اعرف يا ربيعة .. اعرف ارجو منك ان تضعي حقيبتي في الغرفة
- حسنا يا سيدي ، ثم اضاف
- ولكن الا يوجد فنجان قهوة جاهز
- نعم سيدي انه جاهز تماما

ثم اقتربت من القهوة ووضعت فنجان لطارق .. رشفه بسرعة وهو ينظر الى الحديقة منتظرا السيارة .
وما هي الا لحظات حتى كانت سيارة الجاكوار تقف امام المنزل .. اسرع بالخروج ، وانطلق بها وهو بشوق لقيادتها من جديد .

انطلق بسرعة البرق .. متوجها نحو ولده هشام ، عندا وصل شعر بالخوف يتسارع اكثر فاكثر .. صعد الادراج بخطى واثقة ، ولم ينسى هديته الجميلة ، نظر اليها بعينين دامعتين ثم تمنى ان يراها هشام .
الممر الطويل ، طويل جدا ، وجدرانه البيضاء عميقة بانوارها لم يجد اي امل على وجود زوجته هناك ، لقد كان خال تمام مثل جسده الخال من القوة الآن .. تقدم وكانت خطواته تسمع في ارجاء الممر وفجأة لاحت له ممرضة بثوبها الناصع اقترب وسألها عن فلذة كبده واشارت له انه في الغرفة رقم 311 .. تقدم ونظر الى الغرفة بسرعة قارءاً ارقامها وفجاة وقع نظره على غرفة الاحزان الموحشة والطفولة المرهقة .
فتح الباب ، كانت الغرفة خالية الا من هشام .. نائم كالملائكة انفاسه متسارعه والمصل بيده يبعث الروح في جسده الصغير .

دنا ببطء نحوه .. ووقف فوق رأسه تمام ، نظر اليه ثم انسابت دمعة ساخنة على خده عندما رآه بهذا الضعف ، لقد مضى زمن طويل حوالي ثلاثة سنوات ، لقد تغير واصبح كبيرا جدا انه يبلغ الآن الخمسة سنوات ، هل يا ترى لا يزال يذكره لم يتوقع ان يتذكره ولكن العاطفة المتوهجة تضج لآن بالشوق المكدس في قلبه .

تململ قليلا في فراشه وحاول ان يغير نومه الى الناحية الاخرى ، ولكنه لم يستطع بسبب المصل الموصول بيده .

وداد التميمي 04-06-08 09:43 AM

احس طارق بتقلص معدته حتى وصل الى صدره من الالم الذي يعتصر قلبه لدى رؤيته ولده قابعا يتخبط بآلامه .

فجأة فتح عيناه الصغيرتين بصعوبة وكأنه احس بوجود احد ما الى جانبه ، نظر بتمعن ثم اطلق فمه ابتسامة صغيره وكأنه يحي الشوق الواضح في عيني والده .. ابتسم بشدة واطلق زفرة لطيفة ثم شاح بنظره علامة الحياء ، وعندما حاول طارق ان يطبع قبلة على وجنتيه سمع وقع اقدام الى جانبه ، رفع رأسه ليجد زوجته امامه .. نظر اليها .. ولكنه لم يستطع ان يتفوه ولا ببسمة صغيرة ، احس بانها بعيدة بعيدة جدا عما يفكر به وعلامات اللوم بادية على وجهها ، لم تتفوه بكلمة ولكنه عرف ماذا تريد ان تقول احس بتراكض الكلمات على شفاهها ، حتى كلمة سلام لم تطلق شفاهها ، هم ليلقي عليها التحية ، ولكن صوت صغير حنون ويد باردة امسكت به وشدته وهو يقول ( بابا) .

فرح قلبه ودقت الاجراس في الغرفة ، عندما احس بان هشام عرفه عرف والده ذلك الشعور الابوي وصورة والده التي لم تبارح خياله ما يزال يتذكر انه والده .. نعم .
- لقد عرفني
قال بسعادة كبيرة وهو يدنو منه بقوة حاضنا وجهه الصغير بين يديه وقبله بشوق ، بشوق كبير .. ثم رفع الهدية الموجودة على طرف السرير وقال له :
- خذ يا بني هذه لك

وراح يرمقه بنظرات لا تعرف الهدوء ، مليئة بذلك الشعور الذي يسمونه عطف الابوة وحنانه .

فرح هشام وغمر الهدية بلطف بيد واحدة ، ونظر الى والدته وسألها اذا كان باستطاعته الاحتفاظ بها ...
اشارت له : بالطبع تستطيع انها من والدك .

لكنه لم يستطع ان يفتحها .. فاطلق فمه اشارة حزن وانزعاج من تلك الانابيب المحيطة بصدره الصغير مما دفع طارق الى الاسراع في فتحها ، كانت عبارة عن جهاز ملون يطلق الصور المتحركة الجميلة باصوات واضحة وكانه شاشة تلفزيون مصغرة تعمل على البطارية . ضحك من كل قلبه لتلك الصور التي تراكضت على الشاشة وعلت ضحكته في الغرفة .

ثم عادت يده الصغيرة لتمسك بذراع والده بشدة .. وكأنه يقربه منه .. دنا طارق قليلا وهمس باذنه كم يحبه .
- وانا ايضا احبك كثيرا ، هل ستبقى يا والدي ؟ سال هشام مما اربكه .
- نعم يا حبيبي حتى تشفى تماما
- رائع وهل ستاخذني الى حديقة الحيوانات
- نعم سانطلق بك الى اجمل الاماكن ، وسنشتري اروع اللعب التي تحبها ، سنكون اجمل اب وطفل في العالم .
- شكرا يا والدي ، ولكن متى سأتخلص من هذه القيود حول معصمي انها تؤلمني .
- قريبا ، قريبا جدا يا حبيبي ، قالت له والدته بلطف ثم اضافت :
- الطبيب سيحدد متى ، ولكن ابقى هادئا ارجوك .
- حسنا يا امي .

جنين_المجد 06-06-08 10:53 AM

عزيزتي وداد ايمتى رح تكمليلنا روايتك الحلوه انا كتير متشوقه الها بليز كمليها بسرعة

ام تيمه 06-06-08 11:18 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اختي العزيزه متي حتكملي انا جدا متشوقه لها

وداد التميمي 07-06-08 08:51 AM

اعذراني اخواتي على التأخير ومنكم السموحة ، واليوم ان شاء الله راح أكمل الرواية للآخر ، فانتظروني .

وداد التميمي 07-06-08 08:52 AM

الفصل التاسع


دخل الطبيب مصافحاً طارق .. وطلب منه الحضور الى مكتبه .

تبعه طارق بخطى واثقة وبقيت زوجته ليلى بجانب طفلها الصغير .

تقدم نحو الكرسي امام المكتب وجلس بهدوء منتظرا قدوم الطبيب من جولته على المرضى بكافة الغرف .
انتظر وكان انتظاره مؤلما وصعبا ... قطع الصمت صوت اقدام الطبيب القادم من الخارج نظر الى طارق ورماه بابتسامة صغيرة تشير الى امل ضئيل ، ثم ساله طارق :
- ماذا يا دكتور هل هناك امل لشفائه.
- ارجو ذلك يا سيد طارق ان طفلك بحاجة الى صمام قلب وهنا ليست لدينا المعدات الكافية وانا اصر على سفره الى الخارج .
- نعم هذا ما كنت ساطلبه الآن منك ، انا مستقر تقريبا في لندن واستطيع ان آخذه معي اليس كذلك ، وهناك الاطباء والمعدات الضرورية .
- نعم في لندن ، هناك طبيب معالج مختص بهذه الحالات صديق لي سوف اطلب منه ان يهتم بهشام كونه مريضي ، وكل ما يلزمه من تحاليل وهو سيقوم بدوره في اعادة فحصها وهكذا .. هذا سيكون افضل .
ثم عاد طارق ليسأله من جديد :
- حسنا متى استطيع نقله ، وهل الطائرة ستكون خطرا عليه .
- كلا انه الآن بحالة جيدة وسف نتخلص من المصل خلال ساعات ، وعندها يستطيع ان يبقى حرا بدونها ولكن عندما تجهز اوراق السفر وتحدد الموعد سوف نقوم باعطائه الادوية لمنع حدوث اي مضاعفات خلال السفر بالطائرة وستكون هناك ممرضة اذا اردت تبقى الى جانبه وترعاه .
- نعم ، ارجوك يا دكتور سأباشر حالا باوراق السفر وتجهيز ما يلزم لذلك .
صافحه الطبيب متمنا له النجاح .

خرج طارق وهو يحمل الامل الصغير بين يديه ودخل الى غرفة هشام بوجه بشوش ثم اندفعت زوجته نحوه وسألته بارتباك خافضة صوتها خوفا من ان يسمعها طفلها هشام ، ولكن هشام كان غائبا في اللعبة التي احضرها والده .
- لقد نصحنا بتسفيره الى لندن وتكملة العلاج هناك .
- ماذا ؟ وانا ماذا سافعل .
- لا شئ ستنتظرين مكالمتي .
- لا يحق لك يا طارق
- كفاك الآن لا يجوز ان يشعر هشام بأننا نتشاجر ، في المنزل سوف اخبرك كل شئ .
- حسنا ، وافقت بحنق بعدما غرغرت الدمعة في مقلتيها ، مما احزن طارق كثيرا ثم قال لها بحنان :
- لا تخافي على هشام يا ليلى سوف تكون هناك ممرضة للاهتمام به .
- كلا لن اسمح بذلك لن ابتعد عن ولدي .
- هل تريدين السفر معنا ؟
- نعم ارجوك يا طارق ، انا لا استطيع الابتعاد عن هشام انا لست مثلك لا استطيع الانتظار .
- حسنا كما تريدين والآن دعي الممرضة تهتم بهشام وهيا لنعود الى المنزل .
- حسنا ، اجابته برضى تام .

طلبت الممرضة المناوبة وأوصتها الاهتمام بهشام كالعادة وتمنت لولدها ليلة سعيدة واقترب طارق منه وطبع قبلة عميقة على وجنتيه وهو يقول له :
- هل تحب ان تأتي معي يا هشام الى لندن ؟
- نعم ، نعم انا اريد ذلك بالطبع ، اليس كذلك يا امي ؟
- نعم يا حبيبي سوف نكون معا .
- ولكن الآن اريدك ان تنام جيدا يا هشام لان الغد سوف يكون يوما شاقا للسفر ، قال طارق وهو يبتسم لولده المريض بعطف زائد .

خرج مع زوجته وعادا الى المنزل .. دخل الى غرفة الجلوس وجلس بتأني متأملا الغرفة .. نطر الى باب المكتب المغلق .. لاحظت ليلى نظراته المحدقة بالغرفة المقابلة ثم سألته :
- هل تحن الى المكتب والمكتبة ، الا تريد ان ترى مكتبك لقد مر زمن طويل لم يدخل احد غيري اليه ، لقد كنت اهتم به بنفسي انه الشئ الوحيد الذي استطيع ان اقوم به انه يجعلني اشعر بوجودك هنا دائما .
- شكرا يا ليلى ، ولكني لا استطيع ان ادخل .
- لماذا ؟منتديت ليلاس
- لا اعلم ربما لاني خائف .
- لماذا انت خائف يا طارق ؟ ان البيت بيتك والمكتب مكتبك .
- انا خائف من الدخول .. لان الشوق الى ذلك المكتب يخيفني .. اخاف ان اتردد في تركه من جديد ، انه الم شديد البعد عنه صدقيني .
- ولكنك ستعود يوما ما .

وداد التميمي 07-06-08 08:57 AM

- ربما يا عزيزتي .
- هل ستبقى على هذه الحال يا طارق ؟
- انا لا اعتقد هذا .
- وانا ايضا لم اعد احتمل ، ان فراقك صعب جدا .
نظر اليها بتمعن متفحصا اجزاء جسدها النحيل ، ثم قال :
- لقد تغيرت يا ليلى ، لقد اصبحت نحيفة لماذا ؟
- ان مرض هشام وغيابك مؤلم جدا ، هذا ما سبب لي الضعف .
- ولكنك ازددت جمالا .
- شكرا ، اجابته بحياء وكأنها لاول مرة تراه .
- الا تريد الصعود الى غرفتك انها ما تزال كما هي ؟
- نعم ارجوك انا تعب جدا من السفر .

سارت امامه ترشده الى الغرفة الخاصة بهما .. تقدم نحوها بخطى قلقة فتحت الباب بيدين مرتجفتين ثم اشارت له بالدخول .

دخل طارق وهو ينظر الى تلك الغرفة التي تشاركها مع زوجته في الماضي نظر الى السرير الزهري ثم استدار ليجد زوجته تنظر اليه بعينتين حزينتين ، ثم اشاحت بنظرها نحو الخزانة وهي تقترب منها ثم فتحت الباب وتناولت بيجامته واعطته اياها ثم ناولته منشفة كبيرة أشارت نحو الحمام وقالت :
- هناك الحمام جاهز اذا اردت ان تستخدمه للاستحمام ، الماء سيكون لطيفا جدا قبل النوم ؟
- نعم انا بحاجة الى دوش منعش .
- تستطيع ان تدخل الآن اذا اردت كل شئ جاهز .
- حسنا شكرا لك .
قبل ان يدخل نظر البها نظرة حادة مؤلمة وقال لها :
- انا آسف يا ليلى .. انا حقا آسف كل تلك السنين لم تكن بيدي حيلة .
- اعرف ذلك يا طارق .. وانا مستعدة للاستمرار .
- لماذا .. لماذا يا ليلى .. هل هشام هو السبب ؟
- لا اعلم ربما ، بل العكس قالت ليلى بنفسها انت كل ما املك وهشام هو الرابط بيننا لولاه لما كنت معي في هذه اللحظة ، نعم احبك ايها الرجل القوي .

انت وهشام سبب استمرار حياتي ، هذا ما كانت تفكر به ليلى ولكنها لم تستطع ان تعبر له خوفا من رفضه لها مجددا فكرامتها لا تسمح لها بالتمادي معه اكثر ضغطت على نفسها بألم .. بسبب ما تشعر به من شوق لضمه وتقبيله شوق أمرأة الى رجل غائب منذ سنين ولم تعرف سواه تنتظر لعله يعود ، لم تستطع ان تتفوه ولا حتى بكلمة واحدة عن الحب والشوق الذي يعصف بها كان طارق واقفا امامها بجسده العريض وراحت تنظر اليه بشوق ولكنها اخفت ذلك الشعور حتى انه لم يشعر بها .
ا
قترب منها وطبع قبلة على جبينها وقال لها :
- شكرا لك يا ليلى على تضحيتك واخلاصك واعتناءك بهشام انت فعلا عظيمة .

لم تتفوه ايضا حتى هذه اللحظة ظلت صامتة تسمع كلامه انها تطرب لحديثه فهو الشئ الوحيد الذي يستطيع ان يشعرها بالسعادة .
- ارجوك يا طارق ادخل واستحم والعشاء سوف يكون جاهزا خلال ساعة ، واذا اردت سوف آتي به الى هنا ؟
- سيكون هذا افضل اذا امكن .

خرجت ليلى ووقف طارق ينظر اليها ويتمعن بجسدها الممشوق وهو يتذكر تفاصيله بدقة ولكن الآن فيه شئ غير واضح جديد على طارق احس بشئ غريب يختلج في معدته ثم قال في نفسه :
- ربما هذا من آثار الجوع .

ولكن بالعكس كان الشعور القابع في زاوية قلبه سبب هذا الاحساس العميق تجاه ليلى انها زوجته وهو على علاقة ورابط متين معها ولا يستطيع انكار هذا لا بأس بها حتى الآن ، قال في نفسه مجددا .

دخل الى الحمام واستحم بلطف واحس بالراحة تستقر في عضلاته الغليظة والمياه المنسابة على جسده البرونزي بلطف خفف من توتره عندما انتهى وقف امام المرآة ونظر الى وجهه ليجد ان ذقنه لم تعد مرسومة جيدا فهي بحاجة الى العناية بها من جديد ، امسك بالفرشاة والموس واعاد تجميلها ثم نظر مرة ثانية ليجد انها اصبحت افضل .. التفت الى الوراء وتناول المنشفة ولفها على خصره وترك القسم الاعلى ظاهرا للعيان بذلك الصدر الضخم الذي يجعل آلاف النساء تسجد امام سحره العنيف .. نعم لقد كان رجل بكل ما للكلمة من معنى .

عادت ليلى لتجده واقفا امام السرير يحاول ان يندس فيه ، اقتربت ووضعت الصينية على طاولة خاصة بتناول الطعام في السرير وقربتها من طارق بعد ان ساعدته في وضع الشرشف عليه وتحسين جلوسه ثم اخذت بعض الوسادات ووضعتها خلف ظهره ثم اردفت قائلة :
- هذا سيكون اريح لك على ما اعتقد .

وداد التميمي 07-06-08 09:00 AM

-
نعم شكرا لك .

قربت الصينية اليه وهو ما يزال عاريا من القسم الاعلى كاشفا عن صدر رائع .. دنت منه لتعيد وضع الصينية بشكل يلائم جلوسه .. ثم سألته اذا كان بحاجة للمساعدة في تناول طعامه فأجابها :
- اذا اردت ان تساعديني فلا بأس بذلك ، فانا اريد ان احدثك قليلا واتمنى ان تجلسي بعض الوقت معنا .
- اذا اردت ساكون الى جانبك متى تشاء فانا زوجتك .

لقد عنت ليلى بهذا بانه يحق له ان يطلب منها ما يشاء من امور العاطفة والولوج الى جانبه في السرير فهذا واجبها وهي ستلبي كونا زوجة مخلصة .
- كلا يل ليلى انا لا اقصد هذا ، لقد اردت ان اعرف عنك كل شئ ماذا حدث لدى سفري كيف كانت الامور تسير ؟
- كل شئ على ما يرام لقد اخذت عنك جميع الاعمال التي اوكلتها الي وهي سلوتي الوحيدة وانا احب القيام بذلك .
- رائع شكرا لك .
- نستطيع ان تستلم الاعمال من الغد .
- كلا انا افضل ان تستمري في عملك هذا انا فعلا افضل هذا صدقيني .

ثم سألته وهي تناوله كأس من الشاي الساخن بالاضافة الى بعض الجبن الطازج الذي كان يحب ائما ان يتناوله .
- لقد قرأت كتابك الجديد يا طارق ، انه عظيم جدا .
- شكرا لك وهناك ايضا كتاب سوف اعرضه في الغد في معرض تونس للكتاب الدولي وارجو ان ينال جائزة الكاتب الاول في البلاد العربية .
- ان شاء الله ، فانت كاتب جيد وانا اعتقد بانه سينجح ، قالت له بفرح .
- هل استطيع ان اقرأه قبل ان تقدمه الى المعرض .
- نعم اذا اردت فان نسخة منه موجودة معي الآن باستطاعتك قرائته ساعة تشائين .
- شكرا سأفعل الليلة اذا كنت لا تمانع .

نظر اليها نظرة رجل الى امرأة كانت بالماضي الى جانبه بالفراش ولكنه احس بأنها تهرب منه من ذلك الجسد القوي الماثل امامها ، فهذه الكلمات اعتبرها هروب من الاندساس الى جانبه .
- ما بك يا ليلى .
- لا شئ ، لا شئ.
- هل انت مشتاقة لي ؟
- بالطبع ، يا طارق فانت زوجي ولك كل الحق عليّ .
- ارجوك يا ليلى لا تقولي هذا ، انا احب ان تفرضي رأيك بكل صراحة وحرية لماذا تستمرين بالخضوع دائما ؟
- نحن نساء يا طارق ، والنساء في تونس لا يحق لها بفرض آرائها كما تريد .
- ولكني احبك ان تقرري ما تريدين .
- لا اعلم ربما بعد حين سأستطيع ان آخذ قرار ما .

sasa sasa 07-06-08 09:12 AM

عزيزتى وداد هيا اكمليها بليز
لقد قتلنى الترقب
فبطلكى ليس لديه اى دم
ليترك ليلى زوجته والتى تحبه
ليتمسك بأخرى مهما كانت جميله
اظنه يكره فى زوجته الطاعه والخجل
واذا ما كانت (بجحه ) اظنها ستعجبه
صحيح رجاله عايزين السك على دماغهم
ههههههههههه

وداد التميمي 07-06-08 09:13 AM

الفصل العاشر


ارتعش قلبه عندما شعر بان هذا القرار سيكون طلب الاتفصال الابدي عنه احس بانه تطلب منه الطلاق متى استطاعت النطق بها ن ولكنه لم يكن بالشئ السعيد بالنسبة له لقد شعر بشئ غير اتجاهها شئ لم يألفه من قبل وكأنها عاطفة مدفونة منذ سنين في اعماقه اراد ان يقربها من صدره ويعانقها ببطء عندما شعرت ليلى بهذا الشهور ايضا اتجاهه انحت الى الوراء مبتعدة ن نظر طارق باستغراب مبعدا صينية الطعام قائلا :
- الست بحاجة الى رجل يا ليلى لقد مر وقت طويل وانت وحيدة .
- مرض هشام وعملي المستمر انسياني بأني امرأة .
- انت عظيمة يا ليلى ، انت فعلا ام تضحي لاجل ولدها .
- وماذا كنت تعتقدني .. اسرح وامرح بغيابك ، انت قاس جدا ، لقد تركت لي ما يكفي لملء
وحتي لم تترك لي مجالا للاهتمام بنفسي لا من قريب ولا من بعيد لقد كان هشام شغلي الوحيد وعملك في جميع الملفات لاملاكك والمؤسسات ايضا صعب جدا علي ، هل تعتقد ان هذا لا يؤلمني ، لقد مرت ثلاث سنوات من عمري لم اشعر بها وهذا بسببك لقد حرمتني من اجمل ايام حياتي وانت لا تزال كما انت .
- ماذا ؟ تريدين يا ليلى قولي ارجوك ، هل تريدين الانفصال عني ؟
- اعتقد ان هذا سيريحك تماما .
- ليس تماما يا ليلى فانت غاليتي ولا تزالين .
- هراء كل هذا هراء ، ليس هناك ولا واحد بالمئة ما يدل على ذلك ، انت بعيد عني يا طارق ولا تستطيع العودة الى الوراء ولا حتى خطوة واحدة ، لقد عانينا ما يكفينا يجب ان نقرر ونحدد ما هو لمصلحتنا .
- مصلحتنا الآن هشام ، قال لها طارق ، ثم اضاف :
- - من مصلحة هشام ان يرانا معا فهذا سيخفف من عذابه .
- شكرا لك واخيرا شعرت بمدى حاجة هشام لك
- اعذريني يا ليلى لم لكن اعي ما افعل لقد عدت الآن وهذا جيد .
- ولكنك سترحل غدا وهذا سئ لهشام .
- ولك ايضا يا ليلى اليس كذلك ، ان هذا صعب عليك .

اشاحت بنظرها بحزن عندما قال لها هذه الكلمات فقد ايقظ آلامها من ثباتها ايقظ الحب العميق له .
- لا يحق لك ان تعذبني يا طار انت تعلم كم احبك ومدى تعلقي بك .منتديت ليلاس
- نعم اعرف يا عزيزتي ولكن ...
- لا شئ ارجوك لا تقل شيئا انا لست بحاجة للمبررات ان هذه الامور نوقشت فيما مضى ولسنا بحاجة لاعادة الماضي الآن ، نحن الآن في الحاضر وليس هناك ما يربطنا بالماضي .
قالت له عندما اقترب منها اكثر .
- بل يوجد هناك هشام ، اه الماضي والحاضر يا ليلى ..
- لاذا اريد ان نعيد ما مضى ن هل تريد البقاء هنا ؟
- كلا انا فقط ...

تلعثم عندما وجد نفسه ينجرف بالكلام واحس انه نسى فيفيان وكانها فقاعة صابون غابت لساعات عن ذهنه لدى رؤيته ليلى الزوجة الجميلة التي تنتظر دون ان تحظى ولو حتى بلقاء واحد من زوجها .

لقد احس بانها امرأة قادرة على تحمل المسؤوليات وهي بركان من التضحية العنيفة انها حقا لا تستطيع ان تتصرف كأمرأة حرة لها شخصية فيفيان ولكنها ايضا لها شخصية اقوى من امرأة حرة مثقفة انها امرأة تضج بالعاطفة الصادقة والاحساس بالشعور الامومي القوي والتضحية ولقدرة على كبت جماح عواطفها واحاسيسها كأمرأة قادرة على السيطرة على نفسها والتحكم بمشاعر المرأة داخل اعماقها انها فعلا امرأة قوية وهذا ما يشده اليها ... قارنها مع فيفيان الفتاة المثقفة المندفعة التي تطلب ما تحتاجه بشغف دون الرجوع الى التقاليد الصارمة للمرأة ولكن زوجته امرأة ناضجة قادرة على حفظ نفسها مئات السنين ، ولكن حبه لفيفيان اقوى من تعلقه بزوجته ، احب فيها الاشياء التي لم يجدها عند ليلى لقد كانت حريته التي يبحث عنها وتحريره من القيود التي تلف معصمه لقد كانت امرأة حرة بكل وضوح .

اخذت ليلى الكتاب الجديد وطلبت الأذن للمغادرة استطاع ان يدعها تذهب بعد أن سألها :
- اين ستنامين ؟
- في غرفة الضيوف لدينا منها الكثير ، ولكني سأختار الغرفة التي الى جانبك اذا احتجت الى اي شئ ساكون الى جانبك .
- اذا طلبت منك ان تنامي الى جانبي الآن هل توافقي ؟
احمرا خدا ليلى خجلا ولكنها استطاعت ان تسيطر على نفسها واجابته :
- لقد قلت لك ان هذا حقك وتستطيع ان تنالني متى تشاء .
- ارجوك لا تقولي هذا وكانك جارية لدي انا احب ان اعرف بماذا تشعرين هل انت مشتاقة لي هل قلبك يرتجف هل مفاصلك ترقص هل اعماقك تحتاجني .
- لا اعلم .. لا اعلم .. ارجوك دعني اذهب .

وداد التميمي 07-06-08 09:19 AM

خرجت مسرعة والدموع تغلغل مقلتيها ، احس طارق بالحزن والأسى وقال في نفسه :
- لو انها تعرف لو انها تبوح بما تشعر به لكنت اسعد رجل في العالم انا احب المرأة الحرة الطليقة التي تعبر عن احساسها بشتى الوسائل .

اندس في فراشه من جديد والآن خيال فيفيان لم يبارح افكاره تلك الابتسامة المثيرة عادت الى ذاكرته بكل ما تملك من لذة وشعور بالحب .

اما ليلى فقد تعودت ان تشغل نفسها بالقراءة لتبعد الحزن عنها ..

ولكن هذه الليلة لم تستطع لانها وجدت في الكتاب اشياء واضحة عن امرأة قابعة في خيال طارق ، ذلك الكتاب كان وصفا شاملا للمرأة التي يحلم بها واعتقدت بانها بعيدة كل البعد عنها .. انه يصفها بكل كلمة وحرف على سطر وورقة هذه المواصفات بعدة عنها كثيرا شعرت بالحزن والأسى عرفت بانها لن تكون داخل قلبه ابدا انه مغرم بامرأة من نسج خياله قابعة في صومعة اعماقة لا تستطيع انتشالها ولو كانت تملك كل قوة على الارض لن تستطيع ان تجعله يحبها .

زادها الكتاب حزنا وقسوة دفعها الى رميه بعنف على جانب السرير وامالت راسها نحو الوسادة الحريرية وغاصت في دموعها المحرقة وحاولت ان تنام بكل ما تملك من قدرة على النوم ، ولكنها فشلت طارق هنا الى جانبها ولا تستطيع ان تقترب منه انه هنا وليس بالحلم الجميل انه حقيقة هنا .. ولكنه بعيد .. بعيد جدا عنها .

عند الصباح استيقظ طارق على رائحة قهوة مثيرة .. قفز من سريره ووجد زوجته تحمل صينية موضوع عليها القهوة العربية ثم سألته :
- لقد فكرت بانك ستحب تناول القهوة معي ؟
- نعم صباح الخير اولا .
- صباح الخير .
- كم انت رائعة هذا الصباح يا ليلى ، انك لغريبة حقا ، لاحظت فيك اشياء كثيرة تغيرت ـ تسريحة شعرك جسدك النحيل ، وطريق وضعك للمكياج انه فعلا رائع .. حتى ان اناقتك اصبحت اروع ايضا ، هل تستعينين باحد دور الازياء ؟
ضحكت وقالت له :
- كلا يا عزيزي انا فقط اصبحت منفتحة اكثر بحكم عملي ومضطرة الى الاعتناء بمظهري اكثر من الاول .
- رائع انت فعلا مشرقة جدا اليوم .
- يجب علينا ان ننتهي بسرعة من معاملات السفر لان هناك امور اخرى يجب ان تتطلع عليها .
- ما هي هذه الامور الاخرى ، وتستطيع الانتظار .
- لا ، اعتقد ان هناك ملفات واعمال يجب ان تعطي رأيك بها ومن الضروري ان تلقي نظرة عليها .
- اذا كان هذا يرضيك فانا جاهز .
- لو كنت دائما بهذا الابتهاج والسعادة ، لو كنت دائما تقوم بما يرضيني لما وصلنا الى هذه المرحلة من زواجنا .
- انا آسف يا ليلى ليس بمقدوري ان اقدم لك شئ .
- اعرف .. اعرف وليس هناك من حاجة لتذكيري .

نهض بسرعة واقترب منها ، وضع يديه على كتفيها محاولا ان يحضنها برفق ولكنها ابعدته بقوة قائلة :
- انا لا اريد شفقتك يا طارق ، انا امرأة واستطيع ان اجد الحب ساعة اشاء ولست بحاجة الى رحمتك ومالك ، انظر هنا في هذه الملفات توجد تقارير ووثائق تفيد بان ثروتك زادت خمسين بالمئة مما كانت عليه ، هذا يعني انك اصبحت تملك المقاطعة كلها .
- اذا هذا يعود بفضلك يا عزيزتي .
- انا لا اقصد هذا ، ولكني اريد ان اجعلك تعلم بانني لا اهتم باموالك ولا أرضيك وانا استطيع ان اكسب من عرق جبيني ساعة اريد ولست بحاجة لك .. لذا لست بحاجة لك .
- حسنا .. حسنا لا تنفعلي ارجوك ، انا حب ان اراك هادئة .
- تحب ان تراني هادئة مع انني دائما كنت هادئة ومطيعة .. لماذا يا طارق لقد قدمت لك كل ما تريد ، هل لانني مخلصة لم نستطيع الاستمرار معا .
- كلا .. كلا يا عزيزتي انت رائعة وامينة ومخلصة وفيك كل ما يتمناه الرجل ولكني انا كنت بحاجة الى التفكير .. الوضوح والتخلص من القيود التي رسمها لي والدي منذ طفولتي وهو يقرر مستقبلي ويتلاعب بي كما يحلو له اردت الهرب منه والتصرف بحياتي كما اريد ، لقد اشتقت لك كثيرا في غربتي ، وعرفت كم انت عزيزة على قلبي وهشام ايضا .. ولكن صدقيني لم اكن قادرا على العودة لانني كنت اشعر بان هناك شئ ما في داخلي لم يكتمل ، شئ ناقص في اعماقي لقد اعتقدت انه الحب في بداية الامر ، ولكن الآن عرفت بانني ملئ به لقد كنت بحاجة الى تقرير نفسي وتحريرها من قيود والدي .
- حسنا الآن انت حر .. حتى مني ، تستطيع ان تطلقني ساعة تشاء فانا انتظر هذا من ثلاث سنوات .
- لا ... لا اعتقد ان هذا هو سبب ازعاجي ورحيلي صدقيني يا ليلى كنت بحاجة الى معرفة لذاتي .
- والبحث عن الحب الحقيقي ، هل وجدته يا طارق .. كن صريحا معي .. ارجوك .
سألته بلباقة وتفهم .
- انا لن انزعج لو قلت لي الحقيقة صدقني .. انا اتفهم وضعك واحب ان تكون سعيدا .
- كلا .. انا ... لا اعتقد انه الحب .. ، قال لها متلعثما .
- وهذا الكتاب .. ألا يثبت لك شيئا . انه دليل واضح على علاقة عاطفية عميقة تعيشها ووصف شامل لامرأة تحبها وتعيش في اعماقك هل تستطيع انكار ذلك .
قالت له بغضب ولكن مخفي محاولة استدراجه بالحديث .
- من الممكن ان يكون هكذا كما تتصورين ولكن الآن لا يوجد احد انا لا اعتقد ان هناك احد ما في اعماقي .
- انت كاذب مراوغ هل تحاول ان تكسب امرأتين في آن واحد ، آه .. الآن عرفت انت يحق لك باربع نساء .. لقد نسيت ، اذا كنت تفكر بالزواج من امرأة اخرى هذا حقك ولا استطيع منعك ، ولكن تذكر بانني ساتركك في حال اتخاذك هذا القرار .. لانني اريد ان اعيش حياتي براحة تامة واستقرار ولقد تعبت من تحمل المسؤولية لوحدي .

وداد التميمي 07-06-08 09:28 AM

الفصل الحادي عشر

شدها نحوه بقوة وحضنها بعنف وراح يقبلها بقوة حتى افقدها صوابها وهو يتمتم بين شفتيها :
- لقد وجدتك يا غاليتي .. لقد كنت بحاجة لك منذ زمن .. انا اريدك الآن كما انت عنيفة مثيرة تتخذين القرار الصعب بحكمة انا احب ان تفرضي شخصيتك القوية وان يكون لك الرأي الكامل احب ان تتصرفي بحرية لا تدعيني اشعر وكانني اسجنك في قفصي .منتديت ليلاس

ثم غمرها بشفاهه من جديد ، لم يعد لفيفيان من وجود الآن انها زوجته يحق لها ما لا يحق لغيرها ..

امطرها بوابل من القبل الحارقة حتى تراخت ولم تستطع ان تتفوه بكلمة واحدة .. غير مصدقة ما تشعر به لقد تراخت اوصالها وارخت جسدها عليه واصبحت كالعصفور بين عضلاته وهو يشدها اليه بقوة ويتحسس بين يديه جسدها النحيل .. تمتم من جديد قائلا لها بصوت مثير :
- احبك .. احبك يا غاليتي ، لقد احتجت الى هذه المسافات الطويلة لكي احدد ما انا بحاجة له .

ثم عاد العناق ليأخذ مجراه من جديد مما دفع ليلى ان تتعجب تقول :
- انا .. انا .. لا عرف ما يجري .. ولكنك في ذلك الكتاب ذكرت ان امرأة خيالك رائعة الجمال ولا تستطيع وصفها .. لقد اعتقدت انك .. بعيد .. بعيد وانا بعيدة كل البعد عن تلك المرأة .
- لا تفكري بشئ الآن .. انت هنا وانا ايضا واريدك بكل قوتي ، انا لك الآن يا زوجتي .. افعلي ما تشائين بي ، حطميني بين يديك وانتشلي من اعماقي تلك الانسانة التي تعشعش في قلبي انا بحاجة لك الآن يا ليلى ساعديني ارجوك .
- لا .. لا .. لا استطيع ان افعل هذا .. هل تعتقدني بلا شعور من هي تلك التي تهرب منها لتلجأ الي .
- لا تضيعي الفرصة يا ليلى انا لك الآن .
- كلا يا طارق انا لا اريد ان اكون دواء لجرحك .
- انا لست عليلا يل ليلى انا اريدك فقط وبقوة .

لم يدعها تتكلم حملها بين يديه والقى بها على السرير الحريري الدافئ وتقاسما بكل ما يملك من قوة واشتياق تلك السنين وليس هناك ولا خيط بسيط يذكره بفيفيان فقط ليلى .. انها زوجته الآن وهو بشوق عنيف لها .

جلس الى جانبها وهو ينظر اليها بتمعن وهي الى جانبه بجسدها الدافئ ولكنها كانت تدير له ظهرها محاولة اخفاء دموعها المحرقة .. احس طارق بانها تبكي .. دفعها نحوه بيديه وقربها من صدره وشعر بدموعها على جلده ، رفع رأسها وسالها بوضوح :
- لماذا الدموع يا حبيبتي .
- لا اعلم .. انا لا استطيع ان افهمك .. انت غامض بمشاعرك وتصرفاتك انا لا اعرف ماذا تريد وماذا تحب .. لقد اصبحت تائهة في محاولة معرفة ما تشعر به تجاهي ولكن صدقني .. انا احبك .. احبك بكل اعماقي .

غمرته بقوة وهي متجاهلة شروده البعيد .. لقدتذكر فيفيان .. لقد كانت نفس الكلمات عندما رحل عنها .. احس بمدى حبها له .. ولكنه راجع نفسه هل احبها فعلا ، لقد كانت متسرعة جدا بمشاعرها واجفلته بتصرفها والآن هو لا يشعر بها انه لا يستطيع ان يفكر بها . هل من المعقول انه لم يحبها ولماذا اذا وعدها بالعودة وماذا سيقول لها لدى عودته وهل ستستطيع ان تتقبل موقفه الآن عاد الى القلق من جديد .. ولكن بشكل آخر استطاع ان يسترجع عائلته وزوجته الضائعة في مخاض الآلام والوحدة .. فكر من منهما بحاجة له اكثر من فيفيان المريضة ام زوجته الوحيدة ... ام هشام .. ذلك الطفل الذي يعيش على الانابيب والادوية لقد عاد الى القلق من جديد .. استطاعت ليلى ان توقظه من شروده قائلة :
- ما بك يا طارق بما انت شارد .
- لا اعلم ربما بهشام ، هناك اعمال يجب علينا ان نقوم بها .
- حسنا هيا اذا .

نهضا من السرير بلطف وتوجها الى الحمام واخذا دوشا ساخنا معا لاول مرة من ثلاث سنوات تشعر به .. نعم انه الآن معها لها . وهي بين يديه بكامل اعماقها وجسدها حضنها تحت الدوش بلطف وهما عاريان تماما واخذ يفرك جسدها برغوة الصابون المثير حتى تلاشت كل الاحاسس المخيفة بينهما لقد كان طارق الآن هنا وكل شئ بعد ذلك لا يهم .. انها معه الآن بكل قوته وجسده الضخم المسيطر عليها تماما باحاسيسها المرهفة الوهاجة .. لقد ذابت بين يديه من جديد .. وذلك بفعل ملامسته لها ... على ذلك الجسد الغض وتحت المياه الساخنة التي تزيد من دفئ اعماقهما ، لم يستطع تحمل ذلك مما دفعه من جديد الى حملها الى السرير وهما مبللان تماما غير آبه لما يصيب الشراشف من بلل ما يهمه هو انه يريدها الآن واكثر قوة من قبل .. لقد احست ليلى بسعادة عنيفة عميقة وهاجة .. وهي تلامس شفتيه فمها الصغير غاصت معه في اعماق العاطفة الوهاجة من جديد دون وعي او ادراك وعندما انتهيا من مغامراتهما الرائعة . تذكر طارق فجأة وقام بعنف وقوة عنها وهو يتمتم قائلا :
- خطأ .. خطأ .. كل ما نقوم به خطأ .. ، نظرت اليه ليلى باستغراب وسألته :
- لماذا خطأ يا طارق .. ما الخطأ في كوننا معا .
- الا تتذكرين ما قاله الطبيب بانه لا نستطيع الاستمرار في انجاب الاطفال ومن الممكن ان تحملي من جديد الآن ، يا الهي كيف نسيت هذا ..

اخذ يلعن ويلوم نفسه على هذا الخطا الفادح .. ولكن ليلى ذكرته بانها تستطيع ان تستشير طبيبا آخر في لندن في حال حدوث الحمل وطمأنته بان هناك عدة مقالات في كتب قرأتها عن الحمل وانه من الضروري ان هناك طريقة ما للتغلب على التشويه الممكن حدوثه قبل تكوين الجنين تستطيع ان تسال الطبيب في لندن اذا اراد .. لقد كان حديثها واضحا ومتفهما .. استطاع ان يشعر بقليل من الارتياح والامل من جديد .
- تقصدين باننا نستطيع ان ننجب اطفال من جديد ؟
- نعم يا حبيبي اذا اراد الله نستطيع ان نملأ المنزل الكبير هذا بهم .
- سيكون هناك خمسة اطفال .. انا اريد خمسة اطفال ما رايك يا ليلى .. اريد ان اعوض حرماني منهم اذا كنت موافقة ؟
- كما تريد يا طارق .. انا مستعدة ولكن الآن دعنا نقوم والا سنبقى هنا حتى يوم غد .. هناك اعمال يجب ان نقومبها .. هيا يا عزيزي .

ودفعته بقوة محاولة ان تجعله يقف بكسل .
- اولا هناك كتاب يجب ان يكون قد وصلت النسخة الى المعرض يجب ان تلقي نظرة لانه خلال ايام سوف تعلن النتيجة واريد ان اكون موجودا ، ثانيا هناك اوراق السفر والحجز في لندن يجب ترتيبها ، قال طارق .
- وثالثا هناك الملفات التي يجب عليك مراجعتها .. هل نسيت ، ذكرته ليلى ثم قالت :
- اذا بقينا في الفراش لن يكون علينا سوى انجاب الاطفال .

ضحك طارق من كل اعماقه لم يكن يعتقد بان ليلى من الممكن ان تكون سبب حزنه وسعادته في آن معا نظر اليها بقوة وقال :
- انت عظيمة يا ليلى لقد كنت سبب تعاستي وفرحي معا ، ثم اضاف وهو يغمرها من جديد :
- لم اكن اعرف ان حزني وتعاستي هي سبب شوقي اليك لقد كنت اشعر بلوم لتركك وحيدة صدقيني واعتقدت ان خوفي وهروبي منك كانا بالعكس هذا الألم والتعاسة الآن اكتشفت انها شوقا وحبا لك .

ثم اضاف موضحا لها ما يشعر به وما شعر في الماضي .
- انا الآن حر وغير مقيد بوالدي وما يقرره لي .. لقد حققت املي وحلمي في الكتابة كنت اتمنى ان اكون شاعرا .. وها انا الآن احقق احلامي .

وداد التميمي 07-06-08 09:36 AM

ثم نهضا وتوجها نحو مركز حجز السفر الى لندن بعدما اوصل ليلى لتلقي نظرة على هشام المنتظر هناك بين الجدران البيضاء بامل كبير .

عاد طارق الى المستشفى وهو يحمل كل ما يحتاجة الطفل من العاب واشياء مفرحه للقلب .. القي التحية على ليلى وهشام معا .. ثم سالته .
- ما هي الاخبار يا طارق .. هل تم كل شئ ؟
- نعم في خلال خمسة ايام يجب ان نكون في لندن .. وفي هذه الاثناء عليك تجهيز نفسك وتحضير اشياء هشام بحاجة لها في سفره ، لقد تفاهمت مع الطبيب بخصوص ذلك .
- رائع الآن يستطيع هشام ان يطمئن اكثر .

اقترب من ولده وقبله بلطف وهو يعتذر له عن البعد الشاق عنه وهو يعده بعدم تركه مجددا .. فرح الطفل بهذة الكلمات وراحا يتحدثان باشياء لا يفهمها الا الآباء والاطفال فقط .. نظرت ليلى اليهما واخذت عيناها تدمعان من الغرفة الكبيرة التي استطاعت ان تجمع الشمل من جديد .. ولكن خوف ما كان يطرق قلبها .. احست ان هناك شئ ما لا يزال غامضا في اعماق طارق من ذلك الشرود الذي يلجأ اليه بين الحين والحين ما هو يا ترى تساءلت عدة مرات ولم تستطع الاجابة عليه .

اعتذر طارق من جديد من طفله الصغير قائلا :
- عذرا يا ولدي سوف اعود بعد ساعات ان هناك عمل لي يجب ان اقوم به .
- حسنا يا والد ولكن لا تتاخر .
- كلا انا اعدك .

ابتعد مودعا وهو ينظر الى ليلى بعمق راجيا منها البقاء الى جانبه .

دخل الى المكتب المخصص لادارة المعرض وفوجئ بالمدير العام وهو يلقي عليه التهنئة القلبية .
- مبروك يا سيد طارق .. لقد حصلت على الجائزة الاولى بكتابك .. انت الآن كاتب مشهور .. لقد بيعت جميع النسخ ونحن بحاجة الى دفعة جديدة .
- شكرا .. شكرا لك .

ثم صافحه بقوة واستلم منه الجائزة بعد لحظات واجتمع بالمندوبين المتخصصين والصحفيين ثم التقطت له عدة صور وبعد عدة مقابلات اجريت معه احس طارق بوهن وتعب وطلب الخروج من هذه الدوشة واعتذر للمندوب الاول عن المعرض وعاد الى منزله وهو يحمل نجاحه بين يديه وجِد سنين وتحقيق الذات .
عا الى المنزل ليجد ليلى تنتظره وقالت له مبتسمة :
- لقد عرفت انك نلت الجائزة الاولى من الراديو ، مبروك يا حبيبي .
- شكرا لك يبقى لدينا في هذا المساء مراجعة الملفات وبعد غد نكون في لندن ما رايك ؟
- هذا جيد .

بعد امسية مليئة بالعمل والمراجعة احست ليلى بضرورة الخلود لى النوم لان طارق بدى تعبا جدا طلبت منه باصرار ان يصعد الى غرفته وافقها الراي وسارا معا الى الغرفة وبعد ارتدائه ثياب النوم لم يستطع ان يقاوم النوم .

ضحكت ليلى من كل قلبها عندمااشار لها بضرورة النوم الى جانبه ورفض ان تذهب الى الغرفة الثانية اندست الى جانبه وغمرته بلطف واضعة راسه على صدرها ، ثم كان للصباح اشراق جميل لم تر مثله ليلى .

خلال ايام كانت هناك لحظات طفيفة تذكره بفيفيان حاول خلالها ان يتصل بوالدها ليطمئن عليها ولكنه فشل بسبب زحمة الخطوط الهاتفية ومرة صادف ان استطاع ان يكلمه للحظات ساله عن فيفيان وصحتها وفرح لانها كانت بخير .

استقل الطائرة للعودة الى لندن وكان الى جانبه زوجته ليلى هذه المرة وولده والممرضة .. عندما حطت الطائرة كان امله ان يستطيع ايجاد منزل بعيد عن نظر فيفيان .., بعد محاولة صعبة استطاع ان ياخذ شقة واسعة ومن ثم ادخل هشام الى المستشفى وباشر الاطباء باجراء الفحوصات اللازمة كان عليه مواجهة طبيب فيفيان عندها ساله :
- كيف صحة فيفيان يا دكتور ؟
- لقد كانت عندي منذ يومين .. لا اعتقد انها بحاجة الى عملية جرراحية الآن فهي تقاوم ولكن ببطئ هل مكتوب عليك ان تكون مهتم بشخصين معا مصابان بنفس المرض ؟
- هذا ما اراه يا دكتور اتمنى لهما الشفاء معا .

في هذه الاثناء كانت فيفيان تقوم بالبحث عن دليل يوصلها الى عنوان طارق ذهبت الى الفندق وسالت عنه عدة مرات خافت كثيرا ان يكون اصابه مكروه ، فقد طالت غيبته اكثر من شهرين ولم يتصل بها سالت الرجل المسؤول عن الفندق ولكنه لم يستطيع افادتها بشئ .. عادت الى المنزل واتكات على الاريكة مقابل والدها وقالت له بحزن :
- لقد اشتقت الى طارق يا والدي لماذا لم يتصل ؟

حزن والدها لحالها وطلب منها الصبر ولكن دموعها رقت له مما شجعه على القول :
- لقد اتصل يا حبيبتي .. اتصل عدة مرات .. ولكني لم اكن في المكتب ومرة واحة وجدني وسالني عنك ، وهو مشتاق كثيرا لك ؟
- ولكن يا والدي لماذا .. لماذا .. تاخرت لتقول لي .. لماذا جعلتني انتظر وانا قلقة .. هل هناك سر .. ارجوك اريد معرفة ؟

اتفعلت وظهر الغضب على وجهها مما دفع والدها الى الخوف عليها والقول بسرعة :
- ارجوك يا ابنتي لا تنفعلي انا .. انا ...
- انت ماذا يا ابي لماذا جميعكم خائفون من انفعالي هل اعاني من شئ ما .. ارجوك يا والدي ما هو السر الذي تخفيه عني ، لماذا لم تخبرني بان طارق اتصل ؟
- هو .. هو يا ابنتي طلب مني عدم اعلامك ، لا اعلم لماذا ولكنه رجاني ان لا اخبرك .
- هل .. هل تعتقد بانه لم يعد يحبني .
- كلا يا حبيبتي انه يحبك ولكن لا اعلم لمذا تاخر .

انفرجت فيفيان بالبكاء المر مما دفعها للغضب والتوتر ثم قالت :
- اني خائفة ، خائفة جدا يا والدي ، هل مكتوب علي ان اخسر الانسان الذي يحب .

وانهارت على الارض دون حراك مما دفع والدها الى النهوض مسرعا نحوها لحملها بين يديه وهو يتوسل الى الله ان ينقذها ، علا صوته وهو ينادي الى نور :
- نور نور هيا اطلبي الاسعاف ؟صرخ بصوت مبحوح عديم القوة .

ركضت نور الى التلفون وطلبت سيارة الاسعاف وهي تمسح دمعة ساخنة انسابت من مقلتيها ..

بعدلحظات كانت فيفيان في غرفة العناية الفائقة دخل الطبيب مسرعا لمعالجتها وتجمهرت الممرضات في الداخل وكان والدها قلقا جدا وهو خارج الغرفة .. سمع طارق لدى خروجه من غرفة ولده هشام جلبة قوية احدثتها الممرضات اقترب منهن وسمع احداهن تقول :
- يا للمسكينة انها في عمر الزهور .

طرق قلبه بعنف وشعر بارتجاف اوصاله وكانه تذكر فيفيان هل ياترى هي ؟ تساءل في نفسه ولكنه فجأة وجد الطبيب داخلا الى غرفة العناية الفائقة توجه نحوه وعندما اقترب وجد في الممر الآخر سيد اوليفر والد فيفيان عندها انهارت قواه وعرف ان الفتاة لتي تحدثت عنها الممرضة هي فيفيان .

اقترب بهدوء منه وصعق عندما راى عيناه المبللتان بالدموع :
- لا تقل لي .. ارجوك لا تقل انها فيفيان .
- اين كنت يا طارق ؟ ، ساله والدموع تنسساب برفق من مقلتيه .
- انا .. انا ..

وداد التميمي 07-06-08 09:42 AM

الفصل الثاني عشر

لم يستطع ان يتكلم انقطعت انفاسه لثوان عندما عاد الطبيب من الغرفة التي منع الدخول اليها .
- ماذا هناك يادكتور ؟
- سيد طارق انت ترهق نفسك ، ارتاح قليلا ، قال له الطبيب بهدوء .
- ولكني لا استطيع كيف هي احوالها ؟
- انها الآن بخير وسوف تستعيد وعيها خلال ساعات .
- شكرا لله .. شكرالك يا دكتور .
- الا يجب أن تلقي نظرة على هشام هيا تعال معي أنا ذاهب الان اليه .

دخلا الى غرفة هشام ... كانت ليلى جالسة الى جانبه نظر اليها وحياها وعرف أنها والدته وتعجب ونظر نحو طارق باستغراب وعند خروجه رافقه طارق نحو الممر وسأله الطبيب .
- أعتقد انها زوجتك
- نعم
- ولكن هل فيفيان تعلم ؟
- كلا
- ألم تخبرها ؟
- لم تسنح لي الفرصه انها فتاة متسرعة وانجرفت بحبي دون ان استطيع اخبارها وعندما حاولت فاجأتها نوبة قلبية وكانت المرة الاولى عندها لم استطيع اخبارها .
- أنت في ورطة كبيرة .
- أنجدني ارجوك أنا احب زوجتي ولا اريد أن اخسر فيفيان .
- لا اعلم ربما اذا عرفت الحقيقة قد تصاب بنوبة اقوى .
- أنا خائف جدا ماذا علي ان أفعل ؟
- ولندع الأمور تجري في مسارها .
- قال الطبيب ثم أضاف .
- لا تخف سأكون الى جانبك .

خلال ساعات عادت فيفيان الى الدنيا بعد الغيبوبة المؤلمة ، وكان طارق مستمرا في السؤال عنها ولم يغادر المستشفى لان هشام في هذا الاثناء دخل الى غرفة العمليات وكان الوضع محرجا جدا بالنسبة له ، فقد طلب من زوجته ان تذهب الى البيت وعند حدوث اي شئ سيتصل بها ... فعلت كما امرها .منتديت ليلاس

عندما خرجت عاد طارق الى غرفة العناية الفائقة وبدلا من ان ينتظر واحد انتظر اثنان .. القلق كان مزدوجا .. اقترب الطبيب منه وقال له :
- تستطيع ان تراها الآن ، وانا ساكون الى جانبك .

دخل بقلب مرتجف والخوف مسيطر عليه كيف سيواجهها وهو الذي وعدها بالزواج والحب الابدي .

كانت ممدة والممرضة الى جانبها امرها الطبيب بالخروج عندما اقترب طارق منها ..
- كيف حالك ياعزيزيتي ، سالها بلطف .
- بخير اين كنت ؟
- لا يهم ، المهم اني هنا .
- الحمد الله اني رايتك قبل ان .. ؟

ثم سكتت وادارت وجهها عنه والدموع في مقلتيها .
- لا تبكي ارجوك ؟
- لقد تاخرت وكان من الممكن ان تخسرني .
- لا يحق لك .. ارجوك ان لا تتكلمي .

ثم تضاعفت دقات قلبها مما دفع الطبيب لان يامر طارق بالخروج ، خرج وهو حائر كيف يكون سبب الحياة لها والالم في آن معا .

عاد الى غرفة العمليات ليسال عن ولده هشام بقلق .

كان ينظر اليه من خلف الغرفة الزجاجية المخصصة للاطباء .

عندما استعادت فيفيان وعيها التام نقلت الى غرفة ثانية تستطيع من خلالها ان تستقبل الزوار . ولكنها رفضت روية طارق لها عدة مرات ، مما دفعه الى التساؤل .

اقترب الطبيب من طارق واخبره بان العملية تمت وهشام بخير ولكن يلزمه اربعة وعشرين ساعة ليتخطى مرحلة الخطر .

استعاد قليلا من عافيته بعدما ادماه القلق والخوف . دخل الطبيب الى غرفة فيفيان وسال عن حالها :
- كيف الاحوال الآن ؟
- احسن بكثير هل استطيع ان اسالك يا دكتور ؟
- نعم تفضلي .
- هل انا مصابة بمرض القلب ، لقد شعرت بالالم في صدري مرتين انا قلبي ضعيف اليس كذلك ؟

وداد التميمي 07-06-08 09:46 AM

- نعم ويجب عليك ان تحافظي على صحتك واعصابك وان تواظبي على الادوية .
- وهل طارق يعرف هذا ؟
- لا .. لا اعلم ربما .. اعتقد هذا .
- دعي الامور تاخذ مجراها يا ضغيرتي ؟
- هل هو يتالم ؟ سالته فيفيان من جديد .
- هل تعقدين انه يستطيع تحديد آلامه .. انه ضائع انت الآن اقوى منه .. فهو منهار كليا .
- لماذا .. لماذا هل هو حزين من اجلي ؟
- ربما .. ولكن تعالي معي اريد ان اريك شيئا .
- ما هو ؟ سالته ثم قامت على الفور وخرجت معه نحو غرفة هشام ، ثم اشار لها الطبيب الى هشام الذي كان بغط في نوم عميق .
- انه طفل ما سبب رقوده في السرير ؟ ، سالت فيفيان .
- انه يعاني من القلب ، مثلك تماما ، ولقد تخطى عدة نوبات بصعوبة انه يحب الحياة لولا هذا لما استمر حتى الآن ، وقد اجريت له عملية صمام قلب مفتوح وهو بحالة غيبوبة اربعة وعشرون ساعة ، قال الطبيب شارحا .
- يا للمسكين كم هو صغير ولطيف .

ثم خرجت عائدة الى غرفتها
- اريدك ان تبقي على اتصال به هذا سيساعدك على الاستمرار في مقاومة مرضك .
- حسنا . اذا كان هذا ما تريد .. فانا احب الاطفال .

عندها طلب الطبيب بعد حين من طارق ان يذهب الى المنزل اربعة وعشرون ساعة مع زوجته ليرتاحا قليلا .

في هذا الاثناء كررت فيفيان زيارتها لهشام وعندما استعاد وعيه اصبحا صديقين حميمين احست به وبمدى لطفه ، عندما دخل الطبيب كان الضحك يملأ الغرفة منهما .. دنا منهما وقال :
- حضري نفسك يا فيفيان سوف تدخلين العمليات في لحظات معدودة .
- حسنا .. حسنا ولكتي اريد التشجيع من هذا البطل العربي الذي سبقني اليها .

ثم صرخت بصوت عالي :
- الى المعركة اذا .

ثم عاد الابتسام الى ثغريها ولكن هشام اوقفها قائلا :
- سيفرح والدي كثيرا عندما يعلم بان لي صديقة مثلك تخضع للعملية .
- ومتى سياتي ، سالته فيفيان .
- لا اعلم ربما في الحال ، اجاب هشام ، ثم اضاف :
- انه جميل جدا وقد شجعني على خوض هذه العملية .
- هذا واضح يا بطلي انا انتظر قدومه ولكن بعد العملية سوف تاتي لزيارتي .
- طبعا وساقول لوالدي ان ياتي معي ايضا .

احبته فيفيان كما لم تحب طفل آخر .

خرجت ، ولدى خروجها وعودتها الى غرفتها وجدت طارق قادما من بعيد ظنت بانه آتي لاجلها هرولت اليه وحضتته بلطف وقبلته وقالت :
- حبيبي سوف اعيش لاجلك ، انا الآن نشيطة سوف اخضع للعملية بكل جرأة دون خوف .. انظر الى تلك الغرفة اشارت نحو غرفة هشام .. ان في داخلها بطلي الصغير الذي شجعني على الخوض في معركة مع المرض ، انه لم يتجاوز الخمسة سنوات من عمره وهو جرئ وقوي استطاع ان يتغلب على مرضه .
- حسنا .. حسنا يا حبيبتي سوف نعود لرؤيته لاحقا ادخلي انت ؟

كان الطبيب خلفها مباشرة وسمع ما قالته وضحك لطارق قائلا :
- ما رايك هل سننجح ، ساله الطبيب .
- لا اعلم اتمنى ذلك الى النهاية ، اجابه طارق

استطاعت بعد ساعات طوال فيفيان ان تخرج من غرفة العمليات منتصرة على مرضها .. وفور استعادة وعيها طلبت رؤية هشام الذي علم بخروجها بخير دخل الى غرفتها وجلس الى جانبها وقال لها :
- انهضي ايتها البطلة ، لقد جئت اليك ..
- كيف احوالك يا صغيري
- انا بخير وانت .
- وانا ايضا

راح يحدثها عن العابه وحياته الخاصة ووالدته ثم تطرق الحديث الى والده وقال لها :
- لقد اخبرت والدي عنك وطلبت منه زيارتك .
- ما اسم والدك ياهشام ؟
- انه يدعى الامير طارق .
- ماذا ، شهقت فيفيان لدى سماعها اسم طارق .. وكان لدخول الطبيب فائدة عظمى في تهدئتها .
- ما بك يا فيفيان لما الانفعال ؟

وداد التميمي 07-06-08 09:53 AM

- لا شئ .. لا شئ
- ماذا قال لك هذا الامير الصغير ؟
- لا شئ يا سيدي .. سوى انني لفظت اسم الامير طارق ، قال له الصغير ثم اضاف :
- على كل حال سوف ياتي لرؤيتك
- نعم يا فيفيان لابد ان تعرفي الحقيقة
قال لها الطبيب بهدوء ثم طلب من هشام ان يخرج وياتي بوالده ..

دخل طارق الى غرفتها .. ولكنها لم تستطع ان تنظر اليه ثم قال لها :
- تستطيعين الآن يا فيفيان ان تعرفي ما عانيت لاجلك ، لقد مررت بظروف صعبة ، لقد كان ولدي مثلك ولم يستطع ان اتركه كان بحاجة لي .
- اعرف .. اعرف لا تكمل ارجوك
- انا لم اكذب عليك ، ولكني عندما حاولت ان اخبرك بانني متزوج كانت تلك النوبة القلبية اسرع مني فخفت على حياتك لذلك استمريت في السكوت اني آسف ، الآن تستطيعين ان تبداي من جديد .
- نعم اعرف هذا عندما رايت هشام واحسست بحب كبير نحوه عرفت الآن لماذا انا متعلقة به ، عرفت انه ولد عظيم لرجل عظيم .. انا المخطئة لقد كنت متسرعة جدا في عواطفي ، لم اترك لك المجال للدفاع عن نفسك .
- كلا يا عزيزتي لقد كنت بحاجة الى احد ما ليجعلني اشعر بحبي لعائلتي وجئت انت وجعلتني احقق احلامي بان اصبح كاتبا ، ولكن صدقيني عندما طلبت منك الزواج كنت صادقا حينها كنت انوي ان اتخلى عن زوجتي لاجلك ، ولكني لم استطع لاجل هشام ولاجلك .. لا اريد أن اقدم لك الشفقة كنت احب ان يبقى حبي لك الاقوى لهذا ابتعدت قدر المستطاع .
- هل تعتقد بانني كنت سارضى بان تترك زوجتك وطفلك كلا يا عزيزي انا لدي ست شقيقات واخاف ان تتعرض اي منهن لما قد تتعرض له زوجتك ، لا اريد ان اكون سبب في تعاسة احد . وهل كنت ستعتقد لو انني عرفت عندها سوف ابقى معك .. كلا انا احببت فيك الصدق والرجل المحب الخالي من الانانية . لو كنت تصرفت هكذا لتغيرت نظرتي نحوك .. انا احب هشام وسوف ابقى على حبه وحبك ولن ادمر سعادتكما على حساب سعادتي .. عد الى زوجتك وطفلك يا طارق فهم احق بك مني .
- انت عظيمة .. عظيمة يا فيفيان .

خرج بعد توديعها وعاد الى طفله وزوجته التي كانت تستعد للعودة الى الوطن ثم غمرهما معا وسارا على طريق واحدة .

اما فيفيان فقد جلست على الشاطئ تبكي الوحدة والشوق وكانت عند كل غروب تتذكر طارق بدموع ساخنة ،، انها الآن وحيدة ولكنها سعيدة لاجله .... سعيدة جدا .

وداد التميمي 07-06-08 09:55 AM

=النهاية =

تمت بحمد الله

هل اعجبتكم الرواية وهل اعجبتكم شخصية البطل طارق ؟ بانتظار مشاركاتكم الحلوة .

وردة الياسمين 07-06-08 12:06 PM

شكرا حبيبتي روايه رائعه وعن جد احلى نهايه بقراها لانه بالواقع ما رح تكون هيك
:f63::f63::f63::f63::f63::f63::f63::f63::f63::f63::f63:

نكهة خاصة 10-06-08 03:36 PM

شكـــــــــــرآ

:)

niso 12-06-08 08:06 PM

الف شكر الك وداد رواية رائعة

sasa sasa 13-06-08 02:20 PM

الروايه حلوه كتير تسلمى حبيبتى
بس بخصوص شخصيه طارق لاء خالص
شخصيه ضعيفه مهزوزه مذبذبه
يحتاج لمن يقوده
لا يستطيع معرفه مشاعره ولا يستطيع اداره حياته
يحب ويعشق كل ما هو قوى
كان لا يحب ليلى لانه كان يراها ضعيفه
بينما فيفيان قمه القوه والتحرر
ثم عاد ليحب ليلى حين اكتشف مدى قوتها وقدرتها
على اداره حياتها وحياته معا
انا لا اتمنى لنفسى زوج مثل طارق ااااااااااااااااااابدا

الملاك الحارس 29-06-08 04:41 PM

الروايةحلوة كثييييير


بس أبدا مو حابة أحط نفسي مكان البطل طارق

هالشي صعب كثييييير أكبر من أني أتخيله

يسلمووووووووووووووو ايديك

لوسيكا 30-06-08 09:25 PM

يسلوووووووووووووووووووووووووووووو

عزوف الحزن 06-07-08 12:08 PM

يؤيؤؤ مره تحزن

اول مره اقراء روايه نهايتها تعسيده


يسلموو يا الغلا ع الروايا

وننتظر جديدكـ

سنا البرق 07-08-08 06:43 AM

يعطيييييييييييييييييييييييييكم العافية
رائعة كرواية بس كواقع تعور القلووووووووووووووب
بصراحة البطل معذور بس يرفع الضغطين
دمتم سالمين

nado 12-08-08 11:07 PM

انا قريت الروايه دى من زمان وهى تقريبا الروايه الوحيده اللى نهايتها تعيسة لاحد الابطال وبعدين شخصيه البطل انانيه جدا ومصوره المراه العربيه كاننا لسة فى عصر الحريم وده موش حقيقى لان المراه العربيه الان فى موقع متقدم وليها دور فعال من الاميرة لحد البنت العاديه وده ظلم لينا كلنا

nado 12-08-08 11:10 PM

معلهش انفعلت مع قضية المراة ونسيت اشكرك على مجهودك بجد شكرا وده كمان لان الروايه صعب انك تلاقيها دلوقتى فشكرا مرتين عى المجهود المضاعف

ملكه بابل 14-08-08 09:00 PM

القصه سخيفه جدا ولا مره البطل شخصيته ضعيفه ومتردد بالنسبه الي القصه ما تستحق القراءه

فاهمه 15-08-08 07:32 PM

شكرا ع الرواية الحلوه
الصراحة شخصية طارق مش وااااااااااااااااايد حلوه و ما حبيتها
النهاية حلوه صح انها حزينه بس اكثر واقعية
تسلمين ع المجهود الطيب

fere 24-08-08 02:50 AM

بعد جميع الروايات الرائعة والوفاء والاخلاص لما صار البطل عربي صار خائن ؟؟؟؟

fofah 26-08-08 08:18 PM

يسلمووو عالمجهود الرائع

لــولــي 31-08-08 05:20 PM

شكرا على الروايه :55:

صرخة حزن 06-09-08 03:16 AM

يعطيك العافيه على الروايه الحلوه

**أميرة الحب** 09-09-08 03:56 PM

هذي مش رواية عبير.نرى من التعبير أنها مختلفة تماما.هذه الرواية من وحي خيالك عزيزتي لكن أتمنى لك التوفيق يا رب

**أميرة الحب** 09-09-08 03:57 PM

هذي مش رواية عبير.نرى من التعبير أنها مختلفة تماما.هذه الرواية من وحي خيالك عزيزتي لكن أتمنى لك التوفيق يا رب

وداد التميمي 10-09-08 09:34 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة rihame2006 (المشاركة 1633308)
هذي مش رواية عبير.نرى من التعبير أنها مختلفة تماما.هذه الرواية من وحي خيالك عزيزتي لكن أتمنى لك التوفيق يا رب


اهلا rihame 2006 وبمشاركتك موضوعي ، والرواية هي فعلا من روايات عبير واسمها القيود ( وبتقدري تسألي عنها بالمكتبات ) ولو عندي سكانر لكان نزلتها هيه والغلاف ، وليس من وحي خيالي ولا شئ ( ومن فمك لباب السما ) لانني ما بعرف اكتب روايات رومانسية بالمرة . فما عندي هذه الهواية .

dada19 13-09-08 10:26 AM

هاد طارق مفصوم رسمي و ما إلو شخصية

gagui 21-09-08 01:36 AM

ايوه معك حق يا ساسا شخصيتو ضعيفة و هو انسان اناني و حابب يحافظ على كل شيء و لو قبلت فيفيان البقاء معو لاخدها هو يعرف الاخد بس ما يعرف العطاء وكمان فيه ملاحظة. قلتي يا اخت وداد انو بياخدها لتونس بس ما اخدها ليش؟ مشكورة عموما و ما قصرتي تسلم اديك و سامحينا في تعبك

كبرياء الدموع 24-09-08 03:58 PM

شكرا بس اعتقد المراءة العربية اقوى من ما ارادت الكاتبة توصيلهة للمجتمع

nawalbnz 01-10-08 03:25 AM

ألف شكر أختي الرواية حلوة تسلمي
في انتظار ابداعاتك
جزاك الله الف خير

hamesha 18-01-09 01:26 AM

rewaya jamila saba9 an 9aretha. o lbatal 3ino zaygra

**أميرة الحب** 20-02-09 12:15 AM

راسي راحححححححححححححححححح ينفجر
يالطيف ع النهاية وعن شخصية البطلين
بس سلام ليديك.

هدى القلب 04-03-09 12:21 PM

رواية جميلة مشكورة عليها

moura_baby 22-09-09 06:22 PM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

نورجنان 16-10-09 01:42 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .بصراحة ماتوقعت النهايه حزينة يعنى قطع قلب فيفيان ومشي حراااااااااااام والله ليه ماجمعهم الاثنين كان اخف علينا من البكاء بس والله روووووووووووووووعة

زهرة الماس 28-11-09 03:05 AM

يسلمووووووووووووووووووو ودددددددددددددددددددد0000000تحياتي لكي

قماري طيبة 23-12-09 07:21 PM

شكرا ليكي على مجهودك الرائع
بس صراحة الرواية مرة تقهر وتخلي الواحد يتمنى يقتل كل الرجال مو بس طارق

الجبل الاخضر 23-12-09 09:44 PM

تسلمين على المجهود الرائع

♥°°♥ملاك الحب♥°°♥ 01-05-10 10:40 PM

الف شكر حبيبي
تحياتي لكِ

لحن الحيااة 18-06-10 03:07 PM

شكررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررا

رقة الورد 20-06-10 11:59 PM

يسلموووو ماااره حلووه الروايه
تسلم الايادي

darkness89 08-08-10 10:34 PM

:7_5_129:
روووووووووووووووووعه ربي لا يحرمنا منج وتسلم ايدج يارب
تسلمييييييييين
الروايه شئ شئ شئ عجييييييب

بنوتهـ عسل 13-08-10 01:31 AM

حلووة كثير وحزينة أكثر ،،

يعطيك العفية حبيبتي ،،

:flowers2:

nantoosh 21-08-10 04:31 AM

الرواية جميلة بسصراحة ما حبيت البطل طارق انسان متذبذب ومش عارف اللي هو عايزه في حياتو بصراحة ما اتمنى اتعرف على شخص من هذاالنوع دمر حياة ليلى 3 سنوات و رجع دمر حياة فيفيان
كيف استطاع يعيش مدة 3 سنوات بعيد عن ابنه و هو مريض مرض خطير وكمان يحب فيفيان فيها فعلا انسان غريب جدا
مش قادرة اتعاطف معاه حاساه انسان مخادع و يحب يعيش على مزاجو و راحتو هو والباقين مش مهم كيف يعيشو طالما هو عايش حياتو بالطول والعرض بلا وازع ديني او اخلاقي

QTERALNADA 23-08-10 05:19 AM

وااااااااااااااااااااااااااااااااااااايد حلوة يعافيج ويخليج يارب وبارك الله فيج وجزاك الله خير

♥°°♥ملاك الحب♥°°♥ 23-08-10 10:28 PM

قمة الروعه
تسلم الايادي
تحياتي

asmaa_amr 29-08-10 12:53 AM

شكرا روايةجميلة

لينا محمود 13-11-10 03:20 AM

الرواية مرة جميلة تسلمي يا رب

لينا محمود 13-11-10 05:49 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة وداد التميمي (المشاركة 1443734)
اهلا فيكي وردة الياسمين ، والرواية كثثثثثثثثير حلوة ، لما تكمليها للآخر راح تشوفي ، اتمنالك الاستمتاع بقرائتها .

الرواية حلوة كتير معنو 4 او 5 صفحات بس مبالغة عجبتني كتير ربنا يخليكي يا رب:55:

عبايه 14-11-10 12:00 AM

روايه ترفع الضغط وخاصة لهدف المؤلفه بإظهار بشاعه الرجل الشرقي
:
شكرا أختي

طيف السما 23-01-11 02:08 AM

شكرا اولا على مجهودك اما بالنسبه للروايه فهى مختلفه فعلا ولكن مالفت نظرى فعلا ان الكاتبه صورت المرأه العربيه بالمطيعه والتضحيه ولكنها فى نفس الوقت مرأه قويه قادره على اتخاذ قرارها ورفضها ان تكون لها شريكها فى من تحب واحساسها بكرامتها ولقد اوضحت ايضا ان المرأه العربيه ذكيه جدا وتسطيع تحمل المسئوليه وفى رأى النهايه ليست غربيه ولكنها منطيقيه لان فيفيان لما تحب البطل ولكنها احبت كونه عربى يذكرها بأمها واعجبت بتحفظه فى بادىء الامر وبذلك هى لم تضحى بشىء والاختلاف فى الرأى لايفسد الود ولكى محبتى:flowers2:

فداك الروح يا غاليها 01-02-11 06:27 PM

آوة ماي قاد

فررري ساد ذس نوفل

والبطل جدا سئ وضعيف الشخصية ومايعرف شو بدو ضايع
ماحبيتة آبداااااااااااااااااااا

the_princess 21-03-11 08:44 PM

اولا : اسمحيلى اشكرك على الرواية الجميلة و لعلمك انا اول مرة اكتب تعليق على رواية بالرغم من متابعتى لروايات أحلام و عبير من مدة كبيرة فى منتدى ليلاس بسالرواية دى بالذات دفعتنى للرد لأنها بالفعل مختلفة جدا بل و مشوقة كمان بس انا عندى تحفظات كتييير مش بس على البطل لا و كمان على زوجته
هو شخص مذبذب ليس له رأى واضح أو دائم ولا حتى ايمان و كمان انانى و اهم حاجة عنده شهواته و حاجاته الجسدية و العاطفية بس
اما زوجته فهى مثال خاطئ تماما عن الزوجة العربية المسلمة لأنى انا و انتى و باعتقادى معظم فتياتنا عندهم رأى و جرأة و تصميم و مش زى ما وصفها و انا لو مكانها مش هقبل انى ارجعله لأنه مش يستحقنى اصلا

a7la toma 09-05-11 09:55 PM

صدمتيني بالنهايه ... يا ويلي عليها ... الله يصبرها ... منيح ما صابتها نوبه وماتت

لكن فعلا رااااااائعه

تحياتي الك

:liilas:

زهرة منسية 10-05-11 01:05 PM

أختى وداد فى البدايه مشكوره كتير لتعبك وتنزيل الروايه بغض النظر عن اراء جميع الاعضاء فيها سواء حلوه او مش حلوه بس علشان نتمتع بالحاجه الحلوه لازم نعرف احساس الحاجه اللى مش حلوه وانتى كتير مشكوره انك عرضتيها علينا بس انتى ماتلامى على الموجود بالروايه ده راى الكاتبه (ازو كاوود) هى لما كتبت الروايه وجلت البطل عربى خالته بدون شخصيه متذبذب مش عارف عايز ايه شخصيته مش واضحه هل هو ناقم على الاعراف و بيدور على التحرر بالرغم من ان تحرر البطله كان مسبب له صدمه و كمان البطله شخصيتها لو لحظتم مش زى كل بطلات عبير الخجوله الملتزمه المحافظه لا كانت متحرره بصوره غريبه عن المتعودين عليه وكان الافضل فى راى لوكانت الكاتبه خات جنسيتها امريكيه واكثرشخصيه عجبتنى كانت ليلى بالرغم من ان دورها ثانوى بس عجبتنى وانا حسيت ان الكاتبه مبتدئه علشان كل الابطال حسيت انهم ادورهم ثانويه معلش ان كنت كترت عليكم لكم من كل الود

ندى ندى 05-07-11 04:25 AM

روووووووووووووووووووووووووووووووعه

سومه كاتمة الاسرار 07-07-11 02:42 AM

يعطيكى الف عافيه الروايه روووووووووعه
:8_4_134:

المهندسة شيمو 06-06-15 06:59 AM

رد: 200 - القيود - ازو كاوود - روايات عبير الجديدة - ازو كاوود ( كاملة )
 
حلووووووة اوووووووووى
تسلمى يا وداد يا قمرايه :55:

nizar argan 07-06-15 07:26 PM

الرواية كتير حلوة بس صعبانة علية فيفيان

كوين اوف لندن 04-08-22 12:23 AM

شكرا كتييير


الساعة الآن 06:13 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية