منتديات ليلاس - نور حياتي

نــــــــــــــــــــــور حياتـــــــــــــــــــــي
أمسكت بيدي التائهة بيدها الناعمة كالحرير و أخذت تجرن معها, أنصعت لأوامرها, لكن فضولي أبا ألا يسألها:
إلى أين نحن ذاهبان؟
توقفت فجأة فالتطمت بها, فقلت مستفسرا :
ماذا بك توقفت هكذا فجأة؟!
أخذت أنفاسها الساخنة تلفح وجهي, وما لبثت أن تحولت أنفاسها إلى كلمات تطرب أذنيه, همست في أذني:
ألا تثق بي؟منتدى ليلاس الثقافي
رسمة ابتسامة على شفتيه و أردفت قائلا:
كيف أأمن المجنون على حياتي.
ضربتني ضربة خفيفة على كتفي و من ثم قالت وضيق باديا على نبرة صوتها:
أنا مجنونة يا خالد؟
انفجرت ضاحكا و في خضم موجة ضحكي قلت:
نعم, فكم مرة أقحمتني في مشاكل, أتريدينني أن أذكرك بها.
متى سوف تنسى, لقد مضى على هذا الأمر قرن.
ههههههههههههه, أنا أمزح يا حبيبتي, هيا أذهبي و أنا ورائك.
بصوت قطع قلبي من شدة الحزن الذي تشبع به:
عزيزي ثق بي فأنا من سابع المستحيلات أن أتركك مرة أخرى تواجه الظلمة لوحدك, فأنا سوف أكون العينين التين يسهران على راحتك و حمايتك.
رفعت يدي ووضعتها على خدها المبتل بدمع, قلت لها وقد شعرة بالندم على مزاحي في هذا الموضوع:
لا تبك يا حبي, أنا أعلم أنك لن تفعل هذا مرة أخرى, أنا كنت فقد أمزح.
شعرة بدفء يتخلل يدي وبشيء يطوقها, ومن ثم تخلل إلى طبلة أذني صوتها العذب:
أرجوك لا تمزح في مثل هذه الأمور, فهي تزعجني.
رفعت يدي الأخرى و أسندتها على يديها التين طوقتا يدي اليمنى و سحبتهما إلى جهتي وطبعت عليهما قبلة, ومن ثم أردفت قائلا:
أنا آسف , أعدك بألا أعيدها مرة أخرى, هيا نذهب الآن فقد تأخرنا على موعدنا.
قالت: هيا بنا يا حبي.
ارتحت عندما أحسست من خلال نبرة صوتها بأنها قد رحل عنها الحزن و عاد إليها الفرح.
أخذت تركض و أنا من ورائها أركض و يدينا هما حبل الوصل بيننا.
فجأة شعرة بالعصا تنسل من بين يدي, فتوقفت لكي أنتشل ما وقع مني وسحبة يدي الأخرى من بين قبضة يدها لكي تساعدني في البحث...
سمعت صوتها وهي تسأل: ماذا جر......ومن ثم أمتزج صوتها بصوت آخر, صوت لم أعهده, صوت دوى في جميع أرجاء الشارع , فجأة توقف هذا الصوت عم الهدوء لوهلة, لكنه لم يلبث إلا ولتقطت أذني أصوات أناس كثر, شيوخ , شباب و أطفال حتى, لكن هناك صوت كنت أبحث عنه بين تلك الأصوات المتدافعة إلى ناحيتي طبلة أذني, لا أثر له , لا وجود له , أين رحل ذلك الصوت العذب, الناعم , الشجي, أين هو, أين؟
صرخت بكل ما أوتيت من قوت : أمــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــل أين أنتي؟ أمــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــل....
قاطعني صوت رجولي : سيدي الفتاة التي تنادي باسمها لقد.............
لماذا توقفت لماذا لا تكمل, ما الذي جرى لأمل؟ قل أرجوك, قل.
سمعت صوت نفس عميق يأخذ تلاه زفرة قوية ومن ثم...
لقد ماتت.... أثر اصطدامها بسيارة.
أأذني أصابهما خطب ما؟ أصحيح الذي سمعته؟ أم أن أذني أصابها العطب كعينيه!
رفعت كلتا يديه ووضعتهما على شفتيه و أنا أقول له: قل لي الذي قلته لي منذ قليل, أرجوك.
تحركت شفتيه لتأكد الذي سمعته أذنيه, لقد رحلت, ماتت, ماتت, لقد مات شريك حياتي, لقد مات رفيق دربي , لقد مات نور حياتي.

النهاية