منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   القصص المكتمله (https://www.liilas.com/vb3/f717/)
-   -   السجينة , مليكة أوفقير للكاتبة ميشيل فيتوسي , مكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/t79324.html)

ميثان 20-05-08 05:02 PM

السجينة , مليكة أوفقير للكاتبة ميشيل فيتوسي , مكتوبة
 
http://lifejourney.com.sa/community/...1100996504.jpg





السجينة " هو الاسم الذى وضعته مليكة أوفقير ابنة الجنرال محمد أوفقير لمذكراتها ..


وقد كتبتها بالفرنسية مع ( ميشل فيتوسي (

تقول الكاتبه ميشيل: كانت مليكة راغبة بسرد مالم تبح به من قبل ولو

كانت أشياء كثيرة تفرقنا مثل الثقافة والبيئة والدراسة الجامعية والأوضاع الإجتماعية والمهنة والطباع

والدين فهي مسلمة أما أنا فيــهوديـــة..




§¤°^°§الطفلة في قصر الملك §¤°^°§

طفولة مليكة فعلاً متميزة فقدكانت في الرابعة من عمرها حينما تبناها الملك ( محمد الخامس حيث طلب

من والدتها أنه سيستبقيها ، ولم ترفض الأم .على الأرجح لم تستطع الرفض . مما أثار دهشة الطفلة

الصغيرة التي كانت متعلقة بوالدتها إلى حد كبير .أما الوالد فكان موقفه غامضا . لم تذكر له موقفا محددا

، قالت أنه كان يتحاشى النظر لعينيهاإذا حضر للقصر..




لتعيش مليكه بعد ذلك داخل القصور مع ابنته ( للامينا ) والتي تقاربها في السن .

ظلت( مليكة ) بعيدة عن والدتها حتى بعد وفاة محمد الخامس وتولي ( الحسن الثاني ) السلطة ، كانت

تعيش حياة رغد ودعه ، فكانت كل أمانيها محققه كما تقول هي ..




§¤°^°§شارع الأميرات §¤°^°§


تصف مليكة الحياة في فيلا ياسمينة_التي سكنتها هي والأميرة أمينة_فتقول:


*هذا البيت الأبيض بمساحاته الشاسعة يبعد عن القصر الملكي مسافة عشر دقائق، ما أن تجتاز

السيارة البوابة الرئيسية حتى تصل عبر ممر صغير إلى المبنى الذي تحتل فيه للا مينا ومربيتها جان ريفل

الطابق الأول المؤلف من مطبخ وصالون يتصدره بيانو ، وغرفة طعام ، وغرفة جلوس ،وغرفة ضيوف،

وحمامات وغرفة نوم للا مينا التي تتصل بباب داخلي بغرفة نوم مربيتها ، تصميم البيت حديث وأثاثه

عصري ومريح للغاية:السجاد الوثير ، الستائر، المقاعد والأسرة،كل ما تقع عليك عيناه يدل على ذوق

رفيع وأناقة عالية..وفي الطابق الأرض قاعة مترامية الأطراف مخصصة للعب ، تمتلئ بكل ما تهواه

النفس من العاب مختلفة..درجات ، سيارات صغيرة، بلياردو ،عدة تنكر،وعرائس بكل ملابسها

ولوازمها،بالإضافة إلى صالة عرض سينمائية مخصصة فقط لاستعمالنا الشخصي..

الحديقة الخلابة تسر الناظرين تزدان بكل مايخطر على البال من أنواع الورود والأزهار:الياسمين ،

الجوري،الكاميليا،زهرة العسل،وتحف بالممرات أشجار المندرين والليمون والحامض والنخيل...الخ....




*في فيلا ياسمينة كانت المربية تعطينا دروس في آداب السلوك تعلمنا كيف نجلس على الطاولة،وفي

الصالون،وأصول الضيافة،وكيف نستقبل ونودع ،ونطهو ،وكيف نفرض احترامنا ،وكيف نصبح فتيات

عصريات قادرات على التصرف في كل المناسبات ..





*أما في القصر الملكي :



فقد تولوا تعليمنا كيف نصبح نساء منذ اللحظة الأولى لبلوغنا..علينا التقيد بالبروتوكول..


- ممنوع علينا بعد اليوم الخطأ..

- علينا عدم تجاوز عتبة البلاط،وملازمة جناح الحريم.

- علينا ارتداء الزي المغربي الطويل.


- علينا الخضوع ، والانحناء ، والسجود ، والطاعة..

للأسف كانوا يولون جل اهتمامهم إلى النواحي السطحية والقشور التي تهمش دور المرأة وتحولها إلى

مجرد أداة للمتعة ووسيلة للولادة ليس إلا وتقتل في داخلها أي ملامح فكر أو إبداع..




هكذا إلى أن بلغت سن الـ 15 ، فأصبحت ( مليكة ) في هذا السن فاتنة الجمال مما سبب لها مشاكل داخل القصر ..!!


عن ذلك تقول بألم :

( أين أمي لتذود عني وتحميني من جور هذه المربية ( ريفل ) التي لم تترك يوماً يمر دون أن تذكرني

أنني كائن وضيع ..!!


وأن ( للامينا ) أرفع مني قدراً وشأناً، كانت تمنعني من ألبس مثلها ، أو أن أبقي شعري طويلاً ، لأن هذا

يخدش مشاعر ( للامينا ) ويستفزها ، حيث كان شعرها مجعداً لا تستطيع تطويله ( ..!!

أمضت مليكة أحد عشر عاماً في حياتها في القصر، وراء أسوار قصر قلما خرجت منه، عاشت فيها (

مليكة ) سنوات طفولتها محرومة من أمها فأفاقت ذات ( غصة ) على الحقيقة ...


( فصرخت ) :


( لقد أدركت مع الوقت أنني كنت طوال تلك السنوات والأيام سجينة بين جدران القصر وأنني كنت أذبل واختنق تدريجياً ) ..!!

لذا قررت- مليكة - أن ( تقنع ) الملك بالعودة للعيش مع والدتها لعلها ( تلحق ) ببعض طفولتها

( الهاربة ) لتعيش ما تبقى منها بين ( أحضان والدتها) ..!!






§¤°^°§مليكة بين عائلتها §¤°^°§


ابتسمت الحياة لـ ( مليكة ) فعادت لتعيش مع والدتها..

تقول مليكة : عدت إلى البيت مع هبوط الليل مازلت أذكر تلك العتمة وذلك الشعور الغامر في هدأت الليل

بالفرح والسرور..كنت أتعجل الوصول إلى مهد الطفولة ..لأعوض ما فاتني من حنان ودفء في الأيام

الخوالي ..هذا مكاني الطبيعي في بيتي وبين أهلي وعائلتي ..لقد عدت إلى حيث يجب أن أكون..

جُلت في البيت داعبت الجدران والأثاث ، نظرت مطولاً إلى الصور المعلقة كل أفراد العائلة كانوا هناك

باستثنائي أنا ..
في كل تلك السنوات التي فاتني بعيداً عنهم ، كم غاب عني من قصص وذكريات وحكايات..!!هل هؤلاء

حقاً إخوتي وأخواتي؟هذا أبي في بدلته العسكرية؟؟وهذه أمي في ملابسها الأنيقة؟؟لم أرها في

هذه الثياب قبل اليوم ومن أين لي هذا وأنا كنت سجينة ومنفية هناك؟؟





عاشت مليكة.. مع والدتها ووالدها الذي كان من أقوى ( جنرالاًت ) الدولة ( نفوذاً) سياسياً، فعاشت في

كنفه كـ( فتاة مدلله ) وعن تلك الأيام تقول :

( لا أحد كان يجرؤ أن ينظر إلى وجهي شزراً ، أو كان يستطيع أن يرمقني بعين حمراء ، كنت محط أنظار

الناس ورعايتهم أينما ذهبت ، كنت أعيش في عالم كل شيء فيه ممكن ومتاح ، ومتوفر .. فوق العادة )





§¤°^°§الوداع للحياة السعيدة §¤°^°§


بعد ثلاث سنوات من هذا النعيم ، حدث ما لم يكن في الحسبان ، إذ دبر والدها الجنرال أوفقيرالذي كان

اليد اليمنى للملك محمد الخامس ثم حسن الثاني. ويتهم في المغرب بأنه قام بمجازر عديدة بمحاولة (

اغتيال فاشلة ) ضد الملك ( الحسن الثاني ) حيث قذف الطائرة الملكية بوابل من الرصاص فوق مدينة

تطوان

مما أدى بالأخير إلى قتل أو فقير بخمس رصاصات، واحدة في كبده، والثانية في رئتيه، والثالثة في

بطنه، والرابعة في ظهره، ثم جاءت رصاصة الرحمة في عنقه لترسل الرجل الثاني والقوى إلى العالم الآخر.

كانت هذه – المؤامرة - نقطة ( التحول ) في حياة مليكة وعائلتها فلقد ( بدلت ) هذه الحادثة( الحب )

الذي كان في قلب الملك تجاههم إلى ( كره ) ..!!




يتبع..>>

اقدار 20-05-08 11:07 PM

ميثان المبدعه في حضورها


ياهلا والله

اختيار موفق ورائع جداً ..



السجينة القصة التي ابكت العالم لبؤس ابطالها


سمعت عنها الكثير وأرجأت قراءتها لما بعد التخرج


لكنك سبقتي توقيتي وأحضرتِها لي هنا ..


سأتابعها معكِ بإذن الله ياميثان


وتسلمين على اهتمامك وانتقاؤك الرائع والمثري للقسم بحق



كل الشكر لكِ

زارا 20-05-08 11:31 PM

ميثاان.. تدرين انا سبق وقريت جزء كبير من القصه.. بس فيه اشيااء ماافهمتها فيها...حسيتها ذيك الوقت اكبر مني.. بس من فتره قريتها مره ثاانيه.. وتفتح مخي على اشيااء مااكنت فاهمتها قبل..

المهم انا بعد سبق وشفت لها لقااء في برناامج تلفزيووني... وصرااحه اكثر شي جذبني لهاا كاان الحزن الكبيييييييير اللي حسيته في عيوونها.. كانت حزينه مرره.. او يمكن لانها ذكرت احدااث مرت فيهاا وخصووصا لما سجنوا اهلها.. بس بعد كان فيه اشيااء ماا اعجبتني ابد.. تمس العقيده.. بس القصه فعلاا كانت بؤس في كثير من الاحدااث الي فيهاا..

ومع ذلك كانت راااائعه جداااا..

ميثاان.. موفقه ياارب في النقل..

ضياءk.s.a 21-05-08 09:14 AM

ميثان



رائعة جدا باختيارك ........

القصة عندي من فتره وكل مرة ابدا فيها ااجلها

قريت الصفحات الاولى ... وكنت حاسة ان يبيلها جلسة وتركيز



لكن معك متابعه باذن الله





مشكورة على هالنقل الجميل كصاحبته



ودمـــتي

ألحان الشوق 21-05-08 09:48 AM

ميثان

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

القصة كانت محذورة لدينا في المغرب
لا اعرف هل مازالت محذورة ام لا
لكني آنذاك كنت اتمنى قراءتها

لانه طبع الانسان
فكل محذور مرغوب
كمجموعة من الكتب الاخرى

التي سمعنا بها كمغاربة و لم نقرأها

لم تكن رغبة مني في التمرد ان اقرأ كتبا و قصصا منعت عنا من سلطات عليا
انه فضول
فضول اشبعته لكن معرفة تلك الحقائق لم تنقص من حبي لبلدي شيئا

فأنا متفقة مع كل من يقول ان مليكة ضحية مسكينة

لم تكن ضحية الملك الحسن الثاني رحمه الله
بقدر ما كانت ضحية اب طاغ ... ربطت حقبة مظلمة من تاريخ المغرب و الحرية الفكرية باسمه

احيانا اتسائل

لقد كان دراع الملك الايمن

ما الداعي لقتل الملك

ربما كان يريد ان يجعل من المغرب بحر دماء

ربما لم يعجبه الهدوء

و رغب في حرب اهلية تفتك ببلد تحرر للتو من الاستعمار
و بدأ بالنهوض و استرجاع القوي

مليكة او فقير

السجينة

قرأتها بالفرنسية

لكني ارى ان لها لذة خاصة بالعربية

لذلك فانا متابعة لك بإذن الله

مع اني للأسف ... عاجزة عن التعاطف معها ...

ربما اقول اني اكرهها بقدر ما اكره والدها

قد لا يفهمني البعض

و لا يهم

فأنا هنا المغربية " المعنية بالامر ربما "

قشعريرة غريبة تنتابني كلما فكرت في حال المغرب اليوم لو ان محاولة الاغتيال آنذاك نجحت

اكرهها أكثر و أكثر عندما تحاول الدفاع عن والدها
او ربما هي كما قالت " الفتاة المدللة "
لا تعلم ما نوع الجرائم التي تفنن اوفقير في ارتكابها في حق الشعب ظالمين كانوا او مظلومين








I & U 21-05-08 07:20 PM

ميثان....مشكووووووووووووورة...أنا أحب الكتابات اللي تتحدث عن سيرة حياة...ولما بديت تمنيت التكملة...خخ...آه من عجلتي...بداية جميلة....دايم ما ترتبط حياة الترف بشقاء محجوب عن عيون العالم...هذا اللي أحسه...ذكريات مليئة بالمظاهر...فقيرة بالمشاعر....ومن ردود البنات..شكلها مليئة مآآآآآسي كمان....لك كل التحية.....

الدلال Q8 22-05-08 06:07 AM

إختيار أكثر من رائع إختي ميثان

أنا القصة دورتها دواره بمعرض الكتاب و لقيتها بالغصب و قعدت عليها قعدة لين خلصتها ... الصراحة القصة تبين للناس أسلوب حياة غريب .. مرتبط بالدكتاتورية و الإضطهاد... و تعرفك عن حياة الملوك بالمغرب بالضبط كيف كانت

الله يوفقك و يعينك على كتابتها

تحياتي
الدلال

ميثان 24-05-08 04:39 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اقدار (المشاركة 1424933)
ميثان المبدعه في حضورها


ياهلا والله

اختيار موفق ورائع جداً ..



السجينة القصة التي ابكت العالم لبؤس ابطالها


سمعت عنها الكثير وأرجأت قراءتها لما بعد التخرج


لكنك سبقتي توقيتي وأحضرتِها لي هنا ..


سأتابعها معكِ بإذن الله ياميثان


وتسلمين على اهتمامك وانتقاؤك الرائع والمثري للقسم بحق



كل الشكر لكِ





حيا الله اقدرالغاليه


اسعدتني اطلالتك,,,,,,,,,, وكلامك شهادة اعتز فيها

مليكه اوفقير وعائلتها كبش فداء للجريرة والدهم محمد اوفقيرفي حق الحسن الثاني

تابعي بؤسهم ومعانتهم التي يندى لها الجبين

وراقبي كيف تنتهك ادنى حقوق الانسان

واتمنى من كل قلبي ان اوفق في ابرازوتلخيص اهم ما مروا به اطفال اوفقير

اقدارالعفو ياعمري انتي اللي مشكورة على هالحضور الطيب

عساك سالمة يارب وعساني مااخلا منك ..

ميثان 24-05-08 04:50 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زارا (المشاركة 1425013)
ميثاان.. تدرين انا سبق وقريت جزء كبير من القصه.. بس فيه اشيااء ماافهمتها فيها...حسيتها ذيك الوقت اكبر مني.. بس من فتره قريتها مره ثاانيه.. وتفتح مخي على اشيااء مااكنت فاهمتها قبل..

المهم انا بعد سبق وشفت لها لقااء في برناامج تلفزيووني... وصرااحه اكثر شي جذبني لهاا كاان الحزن الكبيييييييير اللي حسيته في عيوونها.. كانت حزينه مرره.. او يمكن لانها ذكرت احدااث مرت فيهاا وخصووصا لما سجنوا اهلها.. بس بعد كان فيه اشيااء ماا اعجبتني ابد.. تمس العقيده.. بس القصه فعلاا كانت بؤس في كثير من الاحدااث الي فيهاا..

ومع ذلك كانت راااائعه جداااا..

ميثاان.. موفقه ياارب في النقل..




حيا الله زارا الاموره


اسعدني مرورك وتعليقك يا عسوله


الرواية في البداية تحسيها معقدة شوي خصوصا ً انها تنتقل من فترة زمنية الى اخرى


بالاضافه الى ما يتخللها بعض الامور السياسيه


مليكة اوفقير سُلب منها ربيع العمر حيث 15 عاما ًمن عمر الورود دُفنت في غياهيب السجون فلا بد ان

يتملكها الحزن ........


مع الاسف كونهم مسلمين الا انهم لايحملوا من الاسلام الا الاسم,,,, فكما روت مليكه ان والدتها فاطمة


لاقت تعاليم الراهبات المسيحية صدى في نفسها وكثير ما تلجأ الى الابتهال للسيدة العذراء وابنها ...


زارا سلمتي يالغاليه على حضورك الطيب

ميثان 24-05-08 05:10 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ضياءk.s.a (المشاركة 1425804)
ميثان



رائعة جدا باختيارك ........

القصة عندي من فتره وكل مرة ابدا فيها ااجلها

قريت الصفحات الاولى ... وكنت حاسة ان يبيلها جلسة وتركيز



لكن معك متابعه باذن الله





مشكورة على هالنقل الجميل كصاحبته



ودمـــتي





حيا الله زميلة المهنه , , , ضياا اسعدني مرورك واطلالتك

السجينه تحتاج الى باال فاضي ورايق بذات انها في صفحاتها الاولى تسرد نبذه عن والدها

ووالدتها ثم وصف للقصور الملكيه وبعض الامور السياسيه

اتمنى اني انقلها والخصها بطريقة وافيه ومرضيه

ضياا سلمتي على المرور والله يسعدك

النهى 24-05-08 06:02 PM

مساك أفراح ..

استعرت هذه الرواية من إحدى صديقاتي .. وأرجعتها إليها دون أن أفتحها ..
رغم لهفتي لقراءتها .. والآن تحتل مساحة لابأس بها من مجلد رواياتي الإلكترونية ..
ولم اقرأها بعد أيضا ..

السجينة .. رواية قرأت عنها مايشوقني جدا لها ..

اختيارك موفق ومبهر .. وليس غريبا عليك عزيزتي ..

شكرا لك ميثان ..

أتابعها معك هنا .. ولي عودة بعد قرائتها ..

ميثان 24-05-08 11:07 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ألحان الشوق (المشاركة 1425834)
ميثان

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

القصة كانت محذورة لدينا في المغرب
لا اعرف هل مازالت محذورة ام لا
لكني آنذاك كنت اتمنى قراءتها

لانه طبع الانسان
فكل محذور مرغوب
كمجموعة من الكتب الاخرى

التي سمعنا بها كمغاربة و لم نقرأها

لم تكن رغبة مني في التمرد ان اقرأ كتبا و قصصا منعت عنا من سلطات عليا
انه فضول
فضول اشبعته لكن معرفة تلك الحقائق لم تنقص من حبي لبلدي شيئا

فأنا متفقة مع كل من يقول ان مليكة ضحية مسكينة

لم تكن ضحية الملك الحسن الثاني رحمه الله
بقدر ما كانت ضحية اب طاغ ... ربطت حقبة مظلمة من تاريخ المغرب و الحرية الفكرية باسمه

احيانا اتسائل

لقد كان دراع الملك الايمن

ما الداعي لقتل الملك

ربما كان يريد ان يجعل من المغرب بحر دماء

ربما لم يعجبه الهدوء

و رغب في حرب اهلية تفتك ببلد تحرر للتو من الاستعمار
و بدأ بالنهوض و استرجاع القوي

مليكة او فقير

السجينة

قرأتها بالفرنسية

لكني ارى ان لها لذة خاصة بالعربية

لذلك فانا متابعة لك بإذن الله

مع اني للأسف ... عاجزة عن التعاطف معها ...

ربما اقول اني اكرهها بقدر ما اكره والدها

قد لا يفهمني البعض

و لا يهم

فأنا هنا المغربية " المعنية بالامر ربما "

قشعريرة غريبة تنتابني كلما فكرت في حال المغرب اليوم لو ان محاولة الاغتيال آنذاك نجحت

اكرهها أكثر و أكثر عندما تحاول الدفاع عن والدها
او ربما هي كما قالت " الفتاة المدللة "
لا تعلم ما نوع الجرائم التي تفنن اوفقير في ارتكابها في حق الشعب ظالمين كانوا او مظلومين












وعليكم السلام والرحمة اختي الحان

اقدرلكِ يالحان مدى غيرتك للمغرب وعشقك للترابها اعادك الله اليها سالمه

مليكه اوفقير تري فيها صوره محمد اوفقير الخائن للارضه والذي عض يد الملك وطعنه من الخلف وقام

بمجازر عديده في حق الشعب واشهرها اغتيال بن بركة

طرحي للروايه بعيدا ًتمام البعد عزيزتي عن أي نقد سياسي وانما كان بعداً انسانياً بحتاً

للاطفال دُفنت عشرين عاما ً من اعمارهم في السجون

وذاقوا مرارة الذل وانتهاك كرامة الإنسان

تسلمين يا الحان الشوق على المرور

اسعدتني اطلالتك

ميثان 25-05-08 05:16 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة I & U (المشاركة 1426813)
ميثان....مشكووووووووووووورة...أنا أحب الكتابات اللي تتحدث عن سيرة حياة...ولما بديت تمنيت التكملة...خخ...آه من عجلتي...بداية جميلة....دايم ما ترتبط حياة الترف بشقاء محجوب عن عيون العالم...هذا اللي أحسه...ذكريات مليئة بالمظاهر...فقيرة بالمشاعر....ومن ردود البنات..شكلها مليئة مآآآآآسي كمان....لك كل التحية.....


أهليين غدير حياك الله

العفو يا قلبي وأنت المشكورة لمرورك

الروايه طويله ويمر ابطالها بمراحل شقاء وبؤس عديده فلا يمكن اختزالها في جزء واحد

تابعي معاناتهم وصبرهم واتمنى انها تعجبكِ

مشكورره غدير على مرورك وعساك سالمه يارب

ميثان 25-05-08 05:20 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الدلال Q8 (المشاركة 1428180)
إختيار أكثر من رائع إختي ميثان

أنا القصة دورتها دواره بمعرض الكتاب و لقيتها بالغصب و قعدت عليها قعدة لين خلصتها ... الصراحة القصة تبين للناس أسلوب حياة غريب .. مرتبط بالدكتاتورية و الإضطهاد... و تعرفك عن حياة الملوك بالمغرب بالضبط كيف كانت

الله يوفقك و يعينك على كتابتها

تحياتي
الدلال






اهليين اختي الدلال و وجودك الأروع يا قلبي

أوافقك تماما ً في كل ما ذكرتيه

ولقد استمتعت بالتعرف على حياة الملوك في المغرب وحياة افرادها

تسلمين يا الدلال على المرور والتعليق

ميثان 25-05-08 08:38 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة النهى (المشاركة 1433459)
مساك أفراح ..

استعرت هذه الرواية من إحدى صديقاتي .. وأرجعتها إليها دون أن أفتحها ..
رغم لهفتي لقراءتها .. والآن تحتل مساحة لابأس بها من مجلد رواياتي الإلكترونية ..
ولم اقرأها بعد أيضا ..

السجينة .. رواية قرأت عنها مايشوقني جدا لها ..

اختيارك موفق ومبهر .. وليس غريبا عليك عزيزتي ..

شكرا لك ميثان ..

أتابعها معك هنا .. ولي عودة بعد قرائتها ..











مســــــــاؤك اكثر فرحــــــــا ًعزيزتـــــــي

السجينة رواية راائـــــعة رغم بؤس ابطالـــها ومعاناتهم اللذين صمـدوا حتى نـالوا حريتـهم

النـــهى مشــــكورة لمـرورك ولــي الشـــــــرف بمتابعتــــك

تســـــلميين وعســــاك ســـالمة يارب

ميثان 25-05-08 11:55 PM



وفاة ابي

في اليوم الثالث للوفاةِ ابي حملوا الجثمان الى صحراء تافيلالت بناء ً على تعليمات الحسن الثاني وجرت

مراسم الدفن بمنتهى البساطه والتواضع



في اليوم التالي للدفن 20 اب/اغسطس في 1972 فُرضت علينا الاقامه الجبريه في منزلنا وخضعت

امي لتحقيقات مرهقه حيث كان توجهه لها اصابع الاتهام بانها المحرضه لوالدي .

كانت امي قد شاهدت رؤيا في منامها رأت اننا نعدو معا فوق جوادينا على طريق اخذ يضيق تدريجيا

ليتحول الى نفق كان سقفه يطبق اكثر فأكثر علينا وفي اللحظه التي كان يسحقنا فيها نجحنا بأعجوبه

وتقف الجودان عن العدو في وسط تله تطل على الرباط




لقد تبينت تفسير هذه الرؤيه لاحقا ؟؟ كانت الخيول ترمز الى الحياه ,والنفق الذي كاد ان يطبق علينا

يرمز الى السجن .




على مدى اربعة اشهر وعشرة ايام تلت على الوفاة , كنا مسجونين في منزلنا ,,سعيت جاهده ان اجعل

افراد عائلتي يعيشون حياة طبيعيه ,,,,.بين الفينة والاخرى كان يتخلل حزننا بعض الومضات الضاحكة

التي ترسم البسمة على وجوهنا


فكرت بالهرب كثيرا ً ولكن بيتنا كان ممتلئا ً بالشرطة وكنا مراقبين جيدا .


في 23 ديسمبر , انتهت فترة الحداد . خلعت امي ثوبها الابيض و كنا نستعد لعيد الميلاد

شجرة الميلاد ارتفعت في الصالون , ووضعنا حولها الهدايا وحاولنا قدر الامكان تلطيف الجو واضافة

البهجة للاطفال


وصل قائد الشرطه بعد الظهر واعطانا امراً بتحضير امتعه تكفي لمدة خمسة عشر يوما.

أعطيت صديقتي حوريه كل الملابس الجديدة التي كنت قد اشتريتها من باريس وكذلك الحلي وغيرها

قالت لي :
- -لكنك لن تجدي شيئا ً لتضعيه عندما تعودين ؟؟

همست في سري :

- -هذا اذا عدت ..ان هذا سيكون أعجوبة فيما لو حصل .

القسم الاكبر الذي حملته معي فكان بعض الملابس العملية ورواياتي والكتب المدرسية

تم ترحيلنا عشية الميلاد . كنا ثلاث نساء(امي وابنت عمها ومربيتنا عاشورا وحليمة مربية عبد اللطيف ),,

وسته اطفال,,,

مليكة 18 عاما ً

مريم (ميمي) 16 خريفا

,سكينه ,ماريا,فهما في التاسعه والعاشره من العمر

رؤوف 14 عاما ً

عبد اللطيف ذو العامين والنصف

كنا محاطين برجال الشرطه اختبأت ماريا وسكينه في صدري بخوف , كان رؤوف يصر قبضته وعبد اللطيف

البالغ سنتين ونصف يمص ابهامه

اصطحبونا الى جنوب المغرب .لاحقا ًختم باب بيتنا الخارجي بالشمع الاحمر ولم يعد لاحد الحق في

الدخول اليه

كان انتحابي صامتا كي لاارعب الصغار لم ابكي فقط ابي , بكيت ايضاً حياتي , هذه الحياة التي

سرقوها مني..............






بداية العشرون سنة في السجن


ســـــــــنة فـي الصــــحراء
واحة آسـا
(25ديسمبر1972-8نوفمبر1973)
ا

لى اين نحن ذاهبون؟؟ لا اعرف تسير بنا السياره في عتمة الليل ,,لقد اصطحبونا الى قرية صغيره,,

معالمها غير واضحه اننا في آسـا هذا المكان المعزول في عمق الصحراء بالقـرب من الحدود الجزائريه

كانت هذه الثكنه العسكريه منفى يضع فيها الفرنسيون المناضلين السياسيين والمعارضين

مالت علي أمي هامسة في اذني:

كيكا , انها النهاية .

للآسف ياليتها كانت النهاية , ان هذا أرحم بكثير ممـا ينتظرنا , انها ليسـت الا البـداية .


ساقونا الى منزل تحت الارض يقع تحت الثكنة العسكرية

واول من واجهنا رجل طاعن في السن يرتدي جلباباً عسكرياً انه بو عزه آمر المعسكر بدأ بالصراخ في وجوهنا :
-من الان فصاعدا يجب عليكم ان تطيعوني طاعة عمياء انني استطيع ان اكسر رقابكم واسحقكم لو شئت .....


نحن لم نحرك ساكنا , ولماذا نقوم بما يستفزه , انه بـوق يردد مايقوله سيده الذي كان يومـاً ما بمثابة ابي ......


يالسخرية القدر ,فتاة مثلي لا تطيق شظف العيش ولا تحتمل منظر البشاعه والوساخه تنتهي الى هنا

الى هذه القـاذوره التي تبعث الرغبة على التقيؤ.

لا مناص من استخدام الاغطيه العسكـريه الباليه ........

وكيف انام على هذا الفراش الاسفنجي ؟؟ الذي كاد يكون وكر للرمل والغبار ,,و حيطان سوداء متشققه

تدب الرعب في القلوب .......



في اليوم التالي ,,طردت شبح اليأس وقررت ان اتعايش مع الواقع فبدات استكشف هذا الحجر الصغير

انه مؤلف من ثلاث حجرات ضيقه على ارضها بعض الفرش فقط, اما المياه فكانوا يزودونا ببضعة اسطل

منها

عندما فتحنا حقائبنا لاحظت بمراره التناقض الحاد بين هذا المحيط وبين ملابسنا التي كانت من الماركات

العالميه مثل فيتون, غوتشي, وهرمس ..........

كنت افرغ محلات الموضه في باريس وميلانو ولندن في قلـب الصحــراء !!!!




حاولنا جاهدين خلق جو القبول ,, نعيش تقريبا طوال النهار في البهو الصغير وفي الليل نتعشى ونسهر

وتقرأ لنا امي بعض القصص,, ,, كم تبدو الليالي طويله ...انه الشتاء البيت مثلج كنا نشعر بالبرد ولا نقدر

على النوم ..........

حاولت بكل جهدي ان اجعلهم يعتقدون ان وجودنا شبه طبيعي ,,ادخلهم عالم الخيال , اخترع لهم بعض

الالعاب واسرد لهم القصص ,كل ماريده ان ابعد عنهم القلق والهموم واقتل الفراغ




آكدز ,,المحطه المؤقته (28 نيسان 1973)


في ذلك اليوم رحلونا بأقصى سرعه الى آكدز وهي قريه تقع في الصحراء ايضا...سـرنا مسـافة ثماني

عشرة ساعة بدون توقف في شاحنة طليت نوافذها بالقطران , احتجزونا في منزل رئيس البلديه حيث

قضينا شهرا كاملاً في الظلام ادامس و لم نغادره ابداً.

كنا نقتل الوقت بالتهام الطعام حيث تحضر امي بعض الاطباق الصغيرة على ضوء الشموع

نظمت بعض المسابقات الرياضية التي تطرد الملل وتخفف من هذا الحزن والجو الكئيب

وماذا لدي لأرفه عنهم ؟؟

أعاني من العيش بهذه الطريقة البدائية: القذاره والأغطية العسكرية البالية , وغياب المنشآت الصحية ,

والاسرة المصفوفة جنبا ً الى جنب كما في المستشفيات .




عدنا الى آسـا في أواخر شهر مايو ,,ففي غيابنا قاموا ببناء بيت على ارض بورتبعد عن الثكنه واشد

متانة التي كانت مهدده بالانهيار فوق رؤوسنا في أي لحظة ,, ,,كانت الحيطان والسقف والارض بلون

التراااااب .

أحد الصغار اكتشف حفرة في الارض أخذنا قرارنا بان نستكشف ماذا يوجد تحت الارض . ربما كان

بلامكان حفر نفق فكرة الهرب وجدت طريقها الى اذهاننا ........

لكننا لم نكد نفعل حتى غطتنا الآف الصراصير التي اجتاحت الجدران والارض .......



مع حلول فصل الصيف كانت الحراره تصل الى الستين درجه , ,والشمس تخترق السقف بكل سهولة

وفي الليل كانت الحراره تنضح من الرمل ومن الصخور التي امتصت الحراره وخزنتها

اما فوق رؤوسنا فكان السقف يتمدد بأصوات مريعه ,,,,,كنا نختنق في الداخل وكأننا في فرن مشتعل


خلال فصل الجفاف ,,تهب رياح الصحراء فيتحطم زجاج النوافذ,,, والتراب يدخل ويتغلغل في كل ارجاء

المنزل ويغطي وجوهنا واجسادنا ويجر معه العناكب الضخمه السامه والمؤذيه والتي تختبئ تحت

الاسرة وعلى الحيطان وفي شراشفنا واغطيتنا


لتقصير النهار ,, كن ننام طوال الصباح ونسهر ليلا حتى طلوع الفجر ونتغطى بشراشف نبللها بالماء كي

نخفف من حرارة الجو ....................


كانت مشاعري النفسيه حيال الملك معقدة وشائكة ,مشاعر متضاربه مابين حب وكره

لقد حاول ابي ان يقتل ابي بالتبني مما ادى الى قتله ,,بالفعل كارثة وقعت على راسي انا .

حيث ضاعت طفولة اخوتي الى غير رجعة وعانت امي الامرين وانا تحطمت حياتي



كنا نتعطش لسماع أي خبر عن حياتنا ومصيرنا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟






قراءه شـيـقة ........

انين الورد 26-05-08 07:55 PM

يسلمووووا الايادي ميثان

ويعطيك الصحة يارب على المجهود المبذول

اقتباس:


خلال فصل الجفاف ,,تهب رياح الصحراء فيتحطم زجاج النوافذ,,, والتراب يدخل ويتغلغل في كل ارجاء



المنزل ويغطي وجوهنا واجسادنا ويجر معه العناكب الضخمه السامه والمؤذيه والتي تختبئ تحت

الاسرة وعلى الحيطان وفي شراشفنا واغطيتنا


مقطع بالمرررررره مؤلم ويعور القلب

ميثان 29-05-08 04:46 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة انين الورد (المشاركة 1437827)
يسلمووووا الايادي ميثان

ويعطيك الصحة يارب على المجهود المبذول






اهلين انين الورد

تسلمي ياقلبي على المرور واسعدتني اطلالتك

النهى 02-06-08 02:27 PM

اقتباس:

كنا محاطين برجال الشرطه اختبأت ماريا وسكينه في صدري بخوف , كان رؤوف يصر قبضته وعبد اللطيف

البالغ سنتين ونصف يمص ابهامه

اصطحبونا الى جنوب المغرب .لاحقا ًختم باب بيتنا الخارجي بالشمع الاحمر ولم يعد لاحد الحق في

الدخول اليه

كان انتحابي صامتا كي لاارعب الصغار لم ابكي فقط ابي , بكيت ايضاً حياتي , هذه الحياة التي

سرقوها مني..............


اقتباس:

كنت افرغ محلات الموضه في باريس وميلانو ولندن في قلـب الصحــراء !!!!

وأنا بكيت لبكائها ..


ميثان أسعدك الله ولا أبكى لك عينا .. أكمليها فنحن نتابعك ..

وأعترف لك ياعزيزتي أن الكثير فاتني حين لم أقرأها من كتابها الورقي ..

شكرا لك من القلب ..

ميثان 04-06-08 12:52 PM



النهى . . . .



لا انزل الله لكِ دموعا ًً على قريب او بعيد . . .


وعســـاك ِ ســالمـة يــارب




اقتباس:

كنت افرغ محلات الموضه في باريس وميلانو ولندن في قلـب الصحــراء !!!!


من اكثـر المقاطع التي شدتني واثرت في نفسـي


ولسـان حالي يقول هذا طبع الدهـرِ مابين عـــدل ٍ . . . . وميـــل ٍ



النهـى . . . الشكر لك ِ عزيزتي لإطلالتك

ودمتـــي بحفظ الرحمن ورعايته





ميثان 04-06-08 01:36 PM

[CENTER][SIZE="4"][I]

هذا الجزء ( ل) خـاطر, , ,عيون النهـى وانين الورد



الجزء الثالث ((1))





(عاشت عائلة اوفقير حوالي السنة في الصحراء,,, في واحة اسـا من عام 1972 الى 1973 )





اسوار تامتاغت





رحلونا عن آسا بسرعة قصوى في بداية فصل الشتاء دون ان يشرحوا لنا سبب ذلك ؟؟


لاحقا اكتشفت السبب وهو ان الملك يستعد للمسيره الخضراء للمطالبه باستعاده الصحراء الغربيه لذلك

لابد من ابعدنا عن الجنوب الغربي لان عائلتنا من هذه المنطقه التي لا شك ان فيها الكثير من انصارنا

والمتعاطفين معنا



الشاحنة التي تقلنا الى وجهة جديدة اخرى ,كان الحراس قد فرشوا ارضها بسجادة حمراء وزودوها

بالماء من اجل الصغار . مازلنا قادرين على قهر العتمة و الاكتئاب والانهاك والغبار بما لدينا من روح

الشباب ومن حب قوي للحياة..



بعد الطريق الطويل والشاق والمنهك اقتادونا الى تامتاغت ,هذا المنفى ابعد مما سبقه واكثر وحشة

وعزلة



وضعونا في حصن شاسع كبير تبعث رؤيته الخشية والرهبة في النفس انه بقايا قصر قديم , , ,اسواره

شاهقة تحجب عن اعيننا رؤية السماء


يعود هذا القصر الى الباشا الكلاوي باشا مراكش . .


دخلنا الى الحصن عبر بوابة كبيره مطلية باللون الازرق . . . .


في بادئ الامر كنا جميعا ننام في ممر واحد على الارض التي لا تغطيها الا طبقة رقيقة من القش

كان الاثاث محدودا وزهيدا ولكننا نتدبر امورنا بامكانياتنا الفقيرة



كانت الجرذان تزورنا دائما وقد زادها الجوع الشديد شراسة وعدائيه حتى احداها عضت اخي رؤوف في

وجهه بينما كان يرميها بسطل من الماء والمكان يعج بالعقارب التي كلما امسكنا بواحد منها نضعه في

مرطبان ممتلئ بالكحول .



كانت الليالي محفوفة بالهواجس , , ,فكل ليلة وبينما امي تقرأعلى ضوء المصباح كانت تشعر بلفحة

انفاس تداعب وجهها وبأحد ما الى جانبها .

اما رؤوف فكان ضحية ليلية لشتى انواع الكوابيس المرعبه ,, ,الساعة الرابعة فجرا كنت اسمع يوميا

اصوات خطوات وتمتمات ثم لا البث ان ارى اناسا يحملون بأيديهم اسطلا ً فارغه يذهبون ويجيئون في

الحمام وعلى السلالم والادراج


كانت تلك الاشباح تميتني رعبا ً. . . .


في احدى الليالي كنت ارقد وسط الغرفة , , تراءت لي بشكل ظاهر امرأة بقامة شيطانية تنام فوقي

وتعصرني حتى كادت تغتصبني .


ايقظتهم جميعا وانا اتصبب عرقا وارتجف من الخوف ,بعد ذلك لم يغمض لاحد منا جفن وظلت امي تقرأ

القران حتى مطلع الصباح


روينا هذه الوقائع لاحد اكثر الحراس لطافه وصدقنا وافشى لنا ان هذا المكان ملعون لانه شُيد فوق

مقبره ,, ,هجرنا الدهليز دون ان نجرؤ على وضع اقدامنا فيه مرة اخرى ........



وقمنا بتجهيز غرفتين في الطابق الاول كي نستقر فيهما نحن التسعة وفي الاسفل كهف ترابي صرنا

نستخدمه كمطبخ




كرست وقتي للترتيب والتوضيب وتنظيم المكان , , ,اردت ُ باي طريقة ان يشعر الاطفال ببعض الاطمنان

والاستقرار في هذا الوضع المزري



حيث في بهو احدى قاعات القصر المهجور وضعنا طاولة مخصصة للدرس فرشنا ارضها بسجادة يجلس

عليها عبد اللطيف وفي ركن منها وضعنا فرشا ً كانت امي تستلقي عليه خلال النهار مصحوبة بمجموعة

من الكتب بالاضافة الى الراديو



كنت اقوم بدور المعلمه وضعت عدة برامج دراسية بمستويات مختلفة كانت الصغيرتان سكينه وماريا في

المرحلة الابتدائيه ورؤوف في الثالثة اما مريم فكانت في الثانوي الاول كنت اصر على تعليمهم وتاديبهم

وتثقيفهم , , ,وروؤف اخذ على عاتقه تعليمهم مادة الرياضيات ,حاولت بشتى الوسائل الممكنة رفع

معنوياتهم..كنت أختهم الكبرى وأمهم وأباهم ومستودع أسرارهم ، ومرشدتهم



كنت اسرد دائما الى الاطفال بعض الوقائع والاحداث التي حصلت معي عندما كنت مراهقة .نادرا ماكانت

ذكرياتي تغادرني كانت السلاح الوحيد الذي امتلكه لأقاوم الجزع والكرب .كل واحد منا كان يروي

القصص التي عاشها في الماضي علهم بذلك يؤكدون لأنفسهم وللآخرين بانهم سبق لهم ان عاشوا من

قبل


عبد اللطيف هو الوحيد الذي ليس لديه مايقوله لان وعيه تفتح هنا بين قضبان السجن


مرة واحدة كل شهر كنا نستعد لعرض مسرحية ,كنت وقتها املك طاقة جبارة .كنت اقوم بوضع السيناريو

وقائد الفرقة وضابطة الايقاع والمخرجة



كنا نرقص ونغني ونقوم بالايماء جمهورنا الوحيد كان أمي . . .




كان علينا ان نتعلم كيف نعيش جميعا مع بعضنا البعض ,, , كنا في حالة من التشويش والارهاق والظلمه

والقذا ره والعزله والتقوقع والسجن . الامر لم يكن دائما سهلاً وبسيطا ًلان الصغار يكبرون يوما ً بعد يوم

واصبح لديهم قناعة بان وجودهم مهدد وعلى كف عفريت




اخي رؤوف يكتم لوعته وحزنه في نفسه حيث كان في الخامسة عشر من عمره وفي هذا السن يكون

المرء بحاجة ماسه لابيه كان محاطا كظله بالنساء والاطفال . .



عاشت سكينه مراهقة صعبه كانت متقلبه الاطوار لم تكن تعرف ماذا تريد؟؟ وكيف تحيا ؟؟



التعامل مع ماريا حساسا للغايه حيث كانت هشه تؤذيها اقل صدمه فتمتنع عن الطعام والكلام واللعب

والحركة . .


اما مريم فهي غارقه في مرضها ونوبات الصرع تتعاقب عليها الواحده تلو الاخرى حيث كانت تتناول دواء

الموغادون الذي كانا نؤمنه لها بواسطة بعض الحراس ,وفي غمرة احدى النوبات سقط من يدها قدر

الحليب المغلي لينصب على فخذها واستغرقت الحروق عدة اشهر كي تبرأوتزول اثارها بسبب سوء

العلاج . .



كنا نعيش في عزلة تامة ولكن بفضل جدي (بابا الحاج) كما نناديه كنا نتلقى قليلا من الرسائل والكتب

فمنذ اختفائنا لم يأل المسكين جهدا ولم يترك وسيلة للتواصل متحملا كل الأعباء والمخاطر التي تترتب

على تحركاته في ظل حالة من القمع والتعسف حيث اصبح كل من يمت بصلة لعائلة اوفقير تحل عليه

اللعنة



طرق كل الابواب ومنها المنظمات الدولية والانسانية , , ,ذهب لالتماس المساعدة من الامير مولاي

عبدالله توسل اليه ان يتوسط عند الملك كي يسمح له بارسال بعض الكتب والرسائل

وبعد الموافقة تمكن جدي وبشكل دوري من ارسال بعض الروايات والمخطوطات المدرسية

كنا نتسلم رسائل شكلية من( بابا الحاج ) تكون فيها الاخبار ملفقة وحذره ولكن بفضل نجاح جهوده

الحثيثة مع بعض الحراس تمكن من اقناعهم بايصال الرسائل لنا بحيث لاتطالها عين رقيب او حسيب .

وبهذه الطريقة اصبح بامكاننا تلقي رسائل عديدة من اقاربنا واصدقائنا كانت بالطبع تسلم الى جدي .




كانت بعض الرسائل تثير ألمنا وأشجاننا أكثر مما كانت تفرحنا .كنا نترقب وصولها بفارغ الصبر لانها

الوصله الوحيده بيننا وبين الخارج . . .



كنا مصدومين ازاء أنانية وسوء تصرف بعض الناس وماذا عسانا نقول؟؟


كانوا يصفون لنا بعض التفاصيل عن حياتهم الهادئة والمريحة وسهرات الميلاد وموائدها الغنية والمنوعة

والرحلات والاعياد والاحداث السعيدة وكل المتع والمباهج التي تدل على الحياة الطبيعية .



كنا نغص بريقنا عندما نقرأها ونشعر بالضيق لاننا كنا محرومين من كل هذا..........







قراءة شـيقة. . .

انين الورد 06-06-08 10:20 PM




اقتباس:

كانت الجرذان تزورنا دائما وقد زادها الجوع الشديد شراسة وعدائيه حتى احداها عضت اخي رؤوف في

وجهه بينما كان يرميها بسطل من الماء والمكان يعج بالعقارب التي كلما امسكنا بواحد منها نضعه في

مرطبان ممتلئ بالكحول .

اقتباس:

في احدى الليالي كنت ارقد وسط الغرفة , , تراءت لي بشكل ظاهر امرأة بقامة شيطانية تنام فوقي

وتعصرني حتى كادت تغتصبني .


ياااااااااااالله كتييييير الوضع مأساوي ومزري ومخييييييف كل هذا وهم اطفااال



مشششششششكووووووووره ميثان

ميثان 10-06-08 11:46 PM

اقتباس:

ياااااااااااالله كتييييير الوضع مأساوي ومزري ومخييييييف كل هذا وهم اطفااال



مشششششششكووووووووره ميثان
العفو انين الورد

سلمتي للمتابعة

ميثان 17-06-08 10:42 PM


اسـوار تـامتـاغـــــــت


الجزء الثالث ((2))




من بين الخمسة والعشرين حارساً ثلاثة ارباعهم كانوا يعرفون أبي من قريب او بعيد , يحترمون امي ويحبونا بطريقة ابويه


المخازنية, هم قوات مساعدة للشرطة كانوا ينفذون اوامر رؤسائهم بحذافيرها


اما رجال الشرطة فكانوا اكثر رقة وحساسية فقد اقاموا حولنا شبكة مساعدة سرية حيث كانوا يعلموننا

بمواعيد حملات التفتيش من خلال قذف حبة جزرة او بطاطا من فوق السور مما يتيح لنا المجال لاخفاء كل ماهو مهم مثل الراديو

كانوا يحضرون لنا البيض الطازج والحلوى للصغار واللحم اللذيذ والبطاريات للراديو والادوية بما فيها

الموغادون ((علاج الصرع )) لمريم كلما ذهبوا الى شراء حاجيتهم كل منهم حسب امكانيته المادية

ويمررونها خفية عندما يضعون لنا اسطل الماء التي كانت مخصصة لنا يوميا ً



احدهم اعطى عبد اللطيف حمامة صغيرة وبعد فترة وجيزة احضروا لنا اخرى وباضت الحمامتان وفقس

بيضهما وصار عندنا بعد عدة اسابيع مجموعة كبيرة وضعناها في صناديق كرتونية

صارت الحمامات محورا ً ننظم حولة حياتنا كل منا اخذ واحدة ومنحها اسما ً ولقبا ً

كنا نستمتع بمراقبة سير نموها وتطورها ساعات بكاملها




كان من بين رجال الشرطة رجل صغير منظره مضحك وشكلة غريب اسميته راسبوتين

انه من ابناء قرية جدي لامي كان غيورا وذا مروءة ولم يكن ينشد الا لمساعدتنا

بفضله دخل التموين مرحلة جديدة صار اشبه بسوق تموين اصبح لدينا كيس طحين , كيس ارز , كيس

سميد , وسكر وزيت ومئة وخمسون بيضة

واحضر لنا ممرض للعلاجنا ومراقبة وضعنا الصحي ويرافقة رجلان من الشرطه

كان على راسبوتين والمتواطئن معه ان يعملوا في سرية تامة لان أي ضجة كفيلة بلفت نظر احد القوات المساعدة

عند وصول الممرض ورجلا الشرطة كنا نجلس واياهم للحديث والنقاش وكان هذا التواصل قيما ً جدا ً

لاخي رؤوف الذي كان بحاجة ماسة الى رفقة ذكورية





في احدى المرات كنا بانتظار حلول موعد مناوبة الحراس الذين يحملون معهم الرسائل وراديو وكتبا ً اخرى

تسلق رؤوف السور المرتفع وانضممت اليه ورحنا نراقب بام العين وصول الشاحنة , هللنا لمرأى

الصناديق التي لمحناها في مؤخرة الشاحنة وعدنا انفسنا بأيام مديدة من المطالعة والموسيقى والفرح

لكزني رؤوف بكوعه وقال لي بصوت قلق :


كيكا , انظري حصل شيء غير طبيعي . انهم يتراكضون في كل الاتجاهات


رأيت حشدا ً من الجنود ورجال الشرطة في حالة استنفار , فيما كان راسبوتين يندفع راكضا ً

ووقع الممرض في ايديهم وفتشوا امتعته ووجدوا المال والراديو والكتب وجهاز الستريو , صادروا كل ما

كان في حوزته , ماعدا الرسائل التي تمكن من اخفائها جيدا ً

وصل الكولونيل بن عيش , هذا الرجل فقد اخاه الطبيب الشخصي للملك , اثناء احداث انقلاب الصخيرات

وهو يحمل أبي مسؤلية موته


داهم المكان بعنف , كانت صورة أبي معلقة على الحائط اعطى امرا ً بنزعها ثم راح يطأها بقدميه , فعل

الامر عينه بصورنا وباشيائنا وبأثاثنا الزهيد وبالأوعية التي كنا نحتفظ فيها ببعض المواد التموينية

صادر الكتب التي لم يتسنى لنا الوقت الكافي لاخفائها بعدما احاطنا رجال الشرطة علما ً بذلك

بعد رحيله, كان البهو اشبه بساحة معركة كنا متجمدين من الخوف والحزن والقلق , لم تصدق اعيننا ما

شاهدت من مظاهر وحشية وعنف . بدأنا نعي اننا سنحتجز هنا لمدة طويلة الاجل . . .



طبعا كانت النتيجة اعتقال كل رجال الشرطة ووصول فربق جديد وضعنا تحت المراقبة المشددة والتي

شملت التفتيش والمداهمة ومضاعفة الحراسة ومنع البريد والكتب وقطع أي اتصال لنا مع عائلتنا .




ثارت ثائرتنا من هذه الظروف الجديدة التي تحيط بنا . ولكن ماذا نفعل ؟؟


كنا في حالة من العجز والعزلة والخضوع التام

رفعنا عريضة للملك وقعناها بدمنا . سلموها الى آمر المعسكر , الذي رفعها بدوره الى رؤسائه بسذاجة

وصبيانية كانت هذه الرساله تستصرخ الشهامة الملكية والمروءة الملكية , كتبنا له انه لايليق به ان

يسمح بتعذيب امرأة واطفالها وكأننا نتوخى ان تكون اجابته بمستوى عريضتنا



أنا وامي ورؤوف وميمي بدأنا تنفيذ الاضراب عن الطعام ,في عز الشتاء كانت الجدران والارض مغطاة

بالجليد . لازمنا اسرتنا ورحنا نتكور تحت اغطيتنا الهزيلة نتلمس تحتها الحرارة والدفء

في البداية كنا نتملىء حماسة وجدية ولم نكن نشعر بالضعف والوهن ثم لاتلبث ان انتصرت غريزة

الطبيعة حيث عدنا الى تناول الطعام خفية عن اعين الحراس

كنت أنظف قطعة الخبز بفرشاة أحذية كي أنزع عنها العفونة , ومن ثم أدور بها على المضربين من سرير لآخر
هذا الاضراب لم يلق صدى عند احد فلا احد يهتم لمصيرنا , لذلك لم يحقق أي نتيجة مرجوة .






مضت اربع سنوات ونصف على تايخ احتجازنا قضينا اكثر من ثلاث سنوات منها هنا في هذا الحصن

المهدم

في صباح عيد ميلادي الثالث والعشرين أستيقظت باكراً وغصت في تفكير عميق حول حياتي وتمعنت

ملياً بعين الرضا , كيف خط الزمان بريشته الساحرة فوق صفحات وجهي وجسدي كان شعري طويلاً

مسترسلا ً يصل الى آخر ظهري .

كان يكفي أن أنظر في مرآتنا الكبيرة التي مازلنا نمتلكها وأضبط الحراس وهم يتأملوني كي أعرف أنني كنت جميلة

كنت أعرف ان هذا سيذبل ويتلاشى , كيف سأحب ؟ومن هذا الذي سيحبني ؟ فليرحل ربيع العمر عني . . . لا أبالي ! ! !


عبد اللطيف بلغ السابعة من عمره

سكينة وماريا كانتا في الثالثة عشرة والرابعة عشرة , وامي بلكاد بلغت الاربعين

اما رؤوف فهو في التاسعة عشرة

ومريم فكانت في العشرين



عقدنا النية على فكرة الهروب

عثر رؤوف , على نافذة في الغرفة الصغيرة التي نضع فيها امتعتنا كانت مغطاة بالطين فعمد الى ازالة

جزء من الطين . كانت هناك نافذة حديدية سرعان ما فتحناها

كان المشهد الطبيعي رائعاً واخيرا ً صار بامكاننا الاستمتاع بالنظر الى السماء

كنا نتزاحم ونتسابق لتمتيع أنظارنا بالمشاهد الجميلة والساحرة ونستنشق ملء صدورنا الهواء النقي والمنعش

كانت ماريا وسكينة أكثر من يتردد على ذلك المكان كانتا تتابعان بشغف ادق التفاصيل

كنت أتألم وأشعر بالغصة عندما أجدهما قابعتين هناك وهما تلصقان وجهيهما الحزينين بقضبان الشباك الحديدي

عندما قررنا الهرب ,أول فكرة طرأت لنا هي أن نوسع فتحة هذا الشباك

لكن الحراس تنبهوا للأصوات التي كنا نحدثها بينما كنا نجمع الردم وننقله لالقائه في فجوة الحمام البالغ

من العمق خمسة امتار , مما دفع الحراس الى المداهمة والتفتيش ولكن كنا قد نجحنا في ازالة كل

الآثار واخفائها , ولم يعثروا على شئ فعملنا على توخي الحذر والحيطة



ولكن كل خططنا ومشاريعنا ذهبت ســـــدى . . . .


في اليوم المقرر للهروب وبينما كنت انا ورؤوف في الخارج لاجراء مراجعة شاملة ونهائية واذ باحدى

الفتيات تهرع الينا وتهتف بجزع


: عودوا بسرعة , انهم هنا يريدون مقابلة أمي .


وصلنا كالريح , بانفاسنا المقطوعة , وبمظهر أشعث يغطيه الغبار.




أعلمنا رجال الشرطة بأننا سـنغادر تـامتاغـــــت ..............




قراءة شيقة .........

ميثان 27-06-08 11:50 PM



الجزء الرابع ((1))



سجن الاشغال الشاقة في بير جديد




اعلمنا رجال الشرطة باننا سنغادر تامتاغت ........



بالطبع , لم يخبرونا ألبتة عن وجهة سيرنا , وتركونا نمني انفسنا بان الظروف ستتغير نحو الافضل وبان الملك أخذته الرأفة بنا


بدليل أنهم طلبوا منا لملمة اغراضنا الشخصية فقط وترك ألاغطية والفرش و..... كل ماتعود ملكيته للدولة
من المؤكد ان ملف قضيتنا سيتم اغلاقه الى الابد .........



كانت لدي قناعة راسخه بأن هنالك حدودا ً لكل شئ في حياة الانسان بما في ذلك المعاناة والالم ولكنني في بير جديد تبين لي انني كنت مخطئة


البداية السيئة


هاهي حقائبنا ملقاة أرضا في الباحة ويسيطر علينا جو من الترقب والانتظار


ساعة الصفر دقت حاملة معها رياح الارهاب العاتية رجال الشرطة يصرون على تفريقنا واجبارنا على

الصعود في عرباتهم المصفحه كل اثنين في واحده بفضاضه وعنجهيه وراحوا يدفعوننا بأعقاب بنادقهم

الى الامام وامي تنوح وتبكي وتصر على بقائنا مجتمعين و تتوسل اليهم الا يفعلوا ذلك بنا ...

توزعنا على النحو التالي :

صعدت امي برفقة عبداللطيف ورؤوف

مريم بمعية حليمة وعاشورا

وانا والصغيرتان سكينة وماريا


استغرقت الرحله اربع عشرون ساعه وكانت تزداد صعوبة تدريجيا كلما امعنا في السير

غطوا اعيننا , وتحت وطأة الانهاك والتعب والبرد القارس احاول جاهدة ان اتنفس الهواء المشبع بالرطوبه استنتجت اننا تركنا الصحراء وصرنا قريبين من الساحل .........



ادخلونا الى احد المنازل كنا لانزال معصوبي الاعين أغلقوا الابواب ثم نزعوا المناديل عن اعيننا..

المبنى صغير ومشيد وفق التصميم الاستعماري شكله الهندسي بشكل عام يشبه الحرف L)).......


اعلمونا انهم سيفرقونا في المبيت ليلا وبانه لنا الحق ان نرى بعضنا خلال النهار وان نتناول وجبات الطعام سوية ,لكن في الليل يجب على كل واحد منا ان يعود الى زنزانته

نزل علينا الخبر كا الصاعقه , واخذنا نجهش بالبكاء ..استصرخت امي ضمائرهم ورجتهم وناشدتهم

-استطيع ان اتحمل كل شئ الا هذا .......انه فوق طاقتي ..

ولكن ذلك لم يحرك فيهم ساكناً

فتوزعنا على الشكل التالي :

امي وعبد اللطيف في زنزانة

انا واخواتي (سكينه وماريا ومريم)

عاشورا وحليمه

اما رؤوف فقد كان بمفرده



هذه الزنزانات الغارقة في البؤس,لم تغير شئ في واقعنا المرير والبائس .كنا قد اعتدنا على الانهاك والتعب والاتساخ ,لكننا هنا كنا في مكب للنفايات كيفما استدرنا او لمسنا كان يصيبنا رذاذ القذارات
الجدران مطلية باللون الرمادي , الرطوبة خانقة ,الماء يرشح من السقف نزولا حتى الارض
الضوء الكهربائي شحيح يزودنا به مولد كهربائي لايعمل الا ساعتين فقط في الليل
اما الفرش الاسفنجية البالية فكانها ملتصقة بالارض ويغطيها شراشف لاداعي للحديث عن نظافتها



عند حلول المساء تناهى الى اسماعنا ضجيج حطام وتكسير وضربات مطرقة


عندما أخرجونا صدمنا من حجم الاضرار التي احدثوها .

أخذوا كل متبقى لنا من مقتنيات وكتب مدرسية والعاب عبداللطيف وكل ملابسنا تقريبا,ومصاغ أمي والبوم صوري ,ثم اضرموا فيها النار ,وسمحوا لنا بالاشتراك في حضورهذا المشهد ,مماأحدث للصغار صدمة نفسية


في صباح اليوم التالي

عادوا مجدداً واخرجونا الى الباحة وكان بورو يذرع المكان ذهابا وايابا ,قال لنا انه يعرف الى اية درجة الصغار متعلقين بالحمامات ثم اضاف بان هذه الحمامات انما خلقت لتؤكل
لذلك كل يوم سيذبح اثنتين منها

بالرغم من توسلاتنا ودموعنا نفذ كلامه , كانوا كل صباح يعودون باثنتين مذبوحتين

قررنا تجنيب عبداللطيف هذا المشهد الفظيع هذا الطفل الذي بلغ السابعه من عمره

لقد حاول الانتحار بعد وقت قصير من مجيئنا الى بير الجديد

حيث قام بابتلاع كمية من دواء موغادون التي كانت امي تخبئها في علبة صغيرة استعدادا لاي نوبة صراع تصيب ميمي
لانعرف كيف توصل اليها
كان عبداللطيف قوي البنية لذلك استيقظ دون اعراض جانبية .


التفسيرات التي قدمها لنا اصابتنا في صميم قلوبنا لقد ضاق ذرعا بكل المرارة التي تنضح من محادثاتنا وحركاتنا وسكناتنا لاشئ الا الهم والغم والخوف والقلق والتوتر .....


منذ نعومة اظفاره لم يعرف عالما الا الجدران وقضبان السجن

_الحل اذن هو ان اضع حداً لحياتي .هكذا فكر براسه الصغير ,ولكن بعقل ناضج أنضجته المصائب


ذلك اليوم قررنا تجنيبه كل ازعاج قدر الامكان لم نعد نتحدث أمامه في أي موضوع يخدش مشاعره

واحساسه ,ابتلعنا لوعتنا وألمنا واخترعنا له عالما من الاحلام وجعلناه يعتقد بصحتها .





قراءة شيقة. . . . .

ميثان 01-07-08 05:36 PM


تابــــــــع





الجحيم





الخطوه الاولى التي اجتزنا فيها بوابة الجحيم صارت في طيات الماضي ,,ومنذ تلك اللحظه رحنا نتقدم

خلال احدى عشر سنة من مرحلة تعذيب الى اخرى ,,في بير الجديد فرقونا وبعثرونا وقضوا على اية

خصوصية عائليه فماذا بعد ؟؟






تصف مليكة اوفقير وضعهم في بير جديد :




في كل شهر كانوا يتكرمون علينا بعلبة تايد واحده نستعملها للغسيل والجلي والتنظيف وغسل وجوهنا

وشعرنا .اما اسنانا فكنا نفركها بالملح



لم نكن نغير ملابسنا ابدا ً هي نفسها دائما ًملابس القتال كما نطلق عليها كانت امي تخيط لنا من

ملابسنا القديمه ومن الشراشف سراويل باحزمة مطاطيه كانت لاتسلمنا اياها الا بعد ان تفرق منها

جميعا ًثم توزعها علينا نحن السبعة في نفس اللحظه ربما كانت هذه طريقتها لاخبارنا انها تحبنا بالتساوي

ولاتفرق بيننا




عادةً ما تباغتنا العادة الشهريه جميعا في نفس الوقت ,كانوا لايحضرون لنا القطن ولا الفوط

الصحيه .فكنا نستعيض عنها بمناشف الحمام المهترئه لكثرة ما استعملت نضعها بعد نطويها عدة طيات ثم

بعد ذلك نرسلها الى حليمة كي تغليها وتغسلها .كنا نباعد مابين سيقاننا ريثما تجف تلك الخرق الباليه

ونستعملها مجددا ً




كانت حرمتنا منتهكه وخصوصيتنا مغتصبه كانوا يحصون علينا انفاسنا ,نعيش تحت رحمة

انظارهم ,نغنسل ,ونذهب للحمام ونتأوه من الالم ونرتعش من الحمى ..كل هذا نقتسمه معهم ..الليل

وحده كان يلفنا بغلالته السوداء ويسترنا من نظراتهم الفتاكه ......




كنت للاخواتي معلمة علمتهن الثقافه والتهذيب واداب السلوك واحترام الاخرين لم اكن لاسمح لهن باي

عبث واستهتار اوتجاوز للقواعد والاصول كنت اصر على التقيد باداب الطعام وعدم اهمال عبارات الشكر ومن فضلك ومعذره .........




بفضل المذياع كنا على علم بكل مايجري حولنا من احداث رؤوف الذي كان يستمع اليه طوال النهار ويزودنا بكل المستجدات العالميه


عندما كنت استمع الى المذيعين يتحدثون عن الاختراعات الحديثه عن التلفزيون الملون والشرائط الممغنطه والة فيديو والكمبيوتر وطائرة الكونكورد ......الخ

هذه الانباء تذكرني بمصيبتي وبمدى تخلفي وابتعادي عن عجلة الحياة التي كنت اعيش على هامشها





اما عن الامراض والافات فتقول :




اكثر من عشرين مره تعرض كل واحد منا للاصابه بامراض خطيره كادت ان تطيح به الا انه كان يخرج منها سليما ًمعافا ً

كانت ميمي (مريم ) اكثر عرضه للاصابه بالمرض كانت نوبات الصرع تنهك قواها قضت حوالي ثمان

سنوات ممده على الفراش وكنا نجبرها على النهوض من فراشها وعلى الاستحمام

كانت تعاني ايضا من البواسير مما يفقدها كميات كبيره من الدم وكنت انظف جروحها بالماء والصابون

منعا ص لاستمرار النزف




عندما تمطر السماء بغزاره تتساقط الضفادع على الارض فنلتقطها ونضعها في الاسطل باعداد كبيره

وندفع بها الى عبد اللطيف الذي يفتقر الى الرفقه والالعاب ,علها تشغله بعض الوقت وتسليه وتدخل

السرور الى نفسه




كانت زنزانتنا تحت خزان الماء الرئيسي والجدران ترشح الرطوبه وكان البعوض يجد مرتعا ًخصباً له كانت

تغطي السقف خلال النهار والليل فتهاجمنا وتلسعنا واصوات ازيرها يصم الاذان ,,فكنا ننظم مسابقه

فيما بيننا من يقتل اكبر عدد من البعوض ليفوز ببيضه كامله




الفئران الصغيره اكثر لطافه حيث تختبئ في كل زاويه ومكان وتخرج ليلا ًوتتسلق اسرتنا كنا نتقبلها اكثر

من الجرذان فكانت تستوطن موادنا التموينيه بدون حسيب او رقيب كانت تلتهم كل ماتقع عليه للدرجة ان

احداها مات لكثرة الاكل !!انه لغز صعب فهمه في الوقت الذي كنا نتضور جوعا ً



كنت امتلك جلباباً صوفياً احتفظ به معلقا خلف الباب لوقت موسم البرد ومرةً ذهبت لاحضاره كالعادة في

مطلع الشتاء فكانت المفاجأة لم يتبق منه الا اشلاء ونتف متناثره لقد قرضته الفئران التي لم تكن توفر

أي شئ تصل اليه انيابها .



الجرذان هي اكثر الضيوف تخويفا ً وترويعا ً. في الليل ما ان يدور المولد الكهربائي حتى كانت تهب

لزيارتنا وتتسابق بعدائيه نحو زنزاناتنا ونحن نترقب هجومها بهلع وخوف ونتقوقع في اسرتنا والدماء

متجمده في عروقنا وما ان تتسلق اسرتنا حتى تبدأبتجول فوق اجسادنا المتشنجه من شدة الهلع

والرعب



في احدى المرات اردت ان اتسلى فقررت ان اعتني بجمالي وماشجعني على ذلك ا ن امي افشت لي

سر جمال البربريات


قالت لي :


بانها تضع قناعا ًمن معجون التمر ,يرطب البشره وينقيها من الشوائب ويبعد عنها التجاعيد

فتحمست للفكره وقررت تنفيذها حيث كنا في شهر رمضان ,فجمعت حبات التمر ورطبتها بالبخار ودهنت

وجهي بها واخلدت للنوم ,, النتيجه كانت مضحكه ,,اتت الفئران ليلاً ,واخذت تلعق التمر عن وجهي.

لقد كانت محظوظه اذ وجدت وجبه جاهزه بانتظارها ,اما البشره فلم يزدد رونقها ولم ينقص لقد بقيت على حالها ..




في البداية كان مسموحا ً لنا بالخروج جميعا ً مع بعضنا البعض الى الباحة عند الساعة الثامنة

صباحا ً ,مما يسمح لنا بالتوجة لزيارة الاخر وفي معظم الاحيان كان اجتماعنا يتم في زنزانتي

انا و رؤوف وامي علمنا مسبقا ً ان العزل سيأتي عاجلا ً ام آجلا ً , لذلك لا بد من ان نتحضر نفسيا ً

وهكذا وقع ما كنا نخشاه في بداية سنة 1978 .................







قراءة شيقة ....................

ميثان 03-07-08 07:04 PM



بير جديد



الجزء الرابع ((2))





في البداية كان مسموحا ً لنا بالخروج جميعا ً مع بعضنا البعض الى الباحة عند الساعة الثامنةصباحا ً ,مما يسمح لنا بالتوجة لزيارة الاخر وفي معظم الاحيان كان اجتماعنا يتم في زنزانتي


انا و رؤوف وامي علمنا مسبقا ً ان العزل سيأتي عاجلا ً ام آجلا ً , لذلك لا بد من ان نتحضر نفسيا ً


وهكذا وقع ما كنا نخشاه في بداية سنة 1978 .................






في 30 يناير يوم ميلاد رؤوف العشرين احتجزوه في زنزانته وفرضوا عليه العزله الكاملة ولم يعد له

الخروج او الحق برؤيتنا


لاحقا ً بعد عدة ايام جاء دورنا , نجت حليمة وعاشورا من هذه الاجراءات التعسفية


بعدما فرقوا بيننا نهائيا ً , كان بامكاننا الخروج الى الباحة لاستنشاق الهواء ولكن في اوقات مختلفة حيث

تخرج امي وعبد اللطيف من الصباح حتى العاشرة ,

ثم ياتي دورنا انا واخواتي (سكينة وماريا وميمي) بعدها


اما رؤوف فقد كان حبيس زنزانته ليس له الحق بالخروج او روئيتنا



خلال خروجي لاستنشاق الهواء اتسمر تحت نافذة رؤوف ونروح نثرثر في العموميات

كان يحتكر الحديث لنفسه وعنده حاجة ماسة للتعبير عن لوعته وافكاره ,


لقد كان العزل خنجرا ً حادا ً في خاصرته



لكن سرعان مالبثوا حتى منعونا من هذه الفسحات وصرنا سجناء الليل والنهار في هذه الزنزانات

اقاموا الحواجز بيننا منعونا من أي اتصال واخذت معاملتهم تزداد سوء ً يوما بعد يوم

حرمونا من تواصلنا ولقائنا العائلي , اصبحنا مجرد ارقام ليس الا ,

اضحت الزنزانة عالمنا النهائي المفروض ومقرنا الوحيد ,حتى مقاييس الزمن تغيرت

ولم يعد هناك قيمة للوقت .


انها مرحلة الفراغ والعدم .




عشت حالة من الرعب اليومي كنت اموت خوفا من ان يقتلوني او يعذبوني جسديا او يغتصبوني

او ان يضاعفوا من اذلالهم وتعنتهم

لم نتعرض ابدا لاي اعتداء جنسي .لقد تعرضت مرة واحدة الى لكمة في وجهي لانني تجرأت

على تحدي احد الضباط مما اوقعني ارضا فارتطم راسي بارض الممر الصلبة كانت الصدمة

عنيفة وهرعت الي اخواتي وهن في حالة من الرعب والهلع ولكن لملمت نفسي بسرعة كي

لا ازيد من لوعتهن واهدئ من روعهن مدعية اني فقدت توازني .



الرجل المرعب لم يكن هذه المرهب بورو بل الكولونيل بن عيش .........


كانت مهمته ان يجعل حياتنا جحيما , فهو الذي أعطى الامر بذبح الحمامات وهو الذي حرمنا من


الغذاء ,كان ينفذ الاوامر كرجل آلي ,فلو طلب منه قتلنا بسلاح الأبيض لفعل دون تردد او إبطاء




يتبع >>>

احلا عيون 04-07-08 09:20 PM

روايه روعه كمليها لو سمحت وتسلم ايدج على الانتقاء الرائع

زلطه 08-07-08 09:43 PM

بليـــــــــــــــــــز كمليها

زلطه 13-07-08 10:14 PM

تحمســــت معهـــا كمليــــــــــــــها

انين الورد 13-07-08 10:31 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اولا ,,,,,,,,,,,, عظم الله اجرك ميثان واسكن فقيدتكم جنات النعيم

احداث كثيرة ومحزنه ومؤلمة



اقتباس:

لكن سرعان مالبثوا حتى منعونا من هذه الفسحات وصرنا سجناء الليل والنهار في هذه الزنزانات

اقاموا الحواجز بيننا منعونا من أي اتصال واخذت معاملتهم تزداد سوء ً يوما بعد يوم

حرمونا من تواصلنا ولقائنا العائلي , اصبحنا مجرد ارقام ليس الا ,

اضحت الزنزانة عالمنا النهائي المفروض ومقرنا الوحيد ,حتى مقاييس الزمن تغيرت

ولم يعد هناك قيمة للوقت .


مرحلة الفراغ والعدم .
:asd::asd::asd::asd::asd::asd::asd::asd::asd::asd::asd:

قطعووووووووووووووا قلبي

خلود4 17-07-08 07:41 PM

بارك الله فيك اختي ميثان

القصة رائعة جدا .

كما ألفت مليكة كتاب اخر اسمته الغريبة تتحدث فيه عن الصعوبات التي لاقتها بعد السجن وعدم قدرتها

على التمكن من الاندماج مع الناس والتطورات التي حدثت في المجتمعات خلال فترة سجنها.

مع أنهاأوضحت في هذه القصة انحطاط وانحرف تفكيرها عندما استنقصت في الدين واهله واستهزات

ببعض شعائر ديننا الحنيف مثل الحجاب وإعفاء اللحى للرجال

وان من اعفاء اللحيه من الرجال فهو ارهابي وسوف يقوم بوضع حزام ناسف على خصره وتفجير نفسه

والعياذ بالله وكلنا يعلم ان هذا ليس صحيح ((أتسأل كيف تكونت لديها هذا التفكير العقيم عن الاسلام

والمسلمين وهي من تدعي الانتساب للاسلام
))

ميثان 19-07-08 10:13 PM

احلا عيون , زلطة


حياكم الله , تواجدكم أسعدني

ميثان 19-07-08 10:15 PM

اقتباس:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اولا ,,,,,,,,,,,, عظم الله اجرك ميثان واسكن فقيدتكم جنات النعيم

احداث كثيرة ومحزنه ومؤلمة

حياك الله انين . .


جزاك الله خير يارب ولا ابكى لك ِ عينا ً على غالي


سلمتي للمتابعة

ميثان 20-07-08 01:14 AM


حياك الله خلود


للاسف مليكة قبل خروجها من السجن لم تعي من الاسلام سوى اسمه فقط وبعد خروجها تنصرت

واعتنقت المسيحية . . .

اعتقادا ً منها انه لم تكن نجاتهم الا على يد مريم العذراء وسيدنا المسيح عيسى عليه السلام وحتى في

روايتها السجينة كان في كلامها تطاول على العقيدة وملافظ تخرج من الملة والعياذ بالله


رواية الغريبة لم يتسنى لي قراءتها ولكن اللذين قرءوها من حولي لم تنل استحسانهم ربما لأنها لم تكن

بروعة السجينة


خلود

سلمتي للمرور ودمتي بحفظ الله

ميثان 20-07-08 01:24 AM





خلال تلك السنوات الرهيبة كنا نتحادث من خلف الجدران بدون ان يرى بعضنا بعضا

اكتشفت اهمية الصوت ,كنت استشف حالة أمي النفسية من خلال نبرة صوتها


كنا نرهف الأسماع علنا نلتقط صوتا او حركة لتعرف أحدانا ما تفعل الأخرى داخل زنزانتها

ولنطمئن انها لازالت حية لم تمت .



اننا ندين بالكثير لاخي عبد اللطيف لم يعرف في حياته الا السجن كانت حياته عبارة عن سلسلة


من العذاب المتواصل كان وهويمشي يستخدم مايعرفه ليخترع ماكنا نفقده ونحتاجه .


لقد اكتشف مثلا انه يمكننا اعادة شحن البطاريات الفارغه التي كنا نستخدمها للمذياع

بوضعها تحت الشمس الحارقه اوغمسها في الماء المغلي .


كانت ماريا وسكينة تلوذان الى سريري وتختبئان بين ذراعي وتطرحان علي شتى انواع الاسئلة

وكل مالا تتجرآن على إخباره لامي كانتا تخبرانني به .


في مثل سنهما نشعر بالرهبة من امهاتنا فكيف اذا كان يفصل بيننا وبينها جدار سميك ........




حاولنا استخدام فن المناوره والمراوغه ولم يكن النجاح حليفنا دائما


اطلقنا على اضخم عملية في مقاومتنا ((الاعداد والتجهيز)).


تلك العملية ادت الى كسر الطوق الذي كان محكما ً من حولنا فقد ازلنا بعض الحواجز الاساسية

التي تعيق حركة التواصل بيننا


اذ نجح رؤوف بنزع بلاطة من تحت سريره بمساعدة ملعقة وسكين حيث اخفى داخلها مذياعنا

بعد ان غلفه بمنديل قديم لحمايته من الرطوبة .

وفي الليل يخرجه ليستعين به على وحدته المدمره


ثم راودته فكرة ان يستخدم الميكرفونات وشريط المسجل الكهربائي لتمديد شبكة توصل

من زنزانة الى اخرى .


لجانا الى استعمال قضبان السرير المعدنية بدل الموصل ونربطها ببعضها البعض بشكل

مستقيم ومدها عبر ثغرات موجودة في الجدران


كنت كذلك استعين بطرف انبوب ماء كنت قد نشلته من الباحة مستغلة تحول انظار الحرس عني .

انجزت به خط(( تلفون )) يخترق الحائط المشترك بيننا.

خلال النهار كنت اخفيه في سرير ميمي حيث ان الحراس لا يتجرؤون على الاقتراب منها

وتفتيشه بسبب نوبات الصرع التي كانت تنتابها اذ كانوا يعتقدون ان الجن يتلبسها .



بواسطة هذه الوسائل البدائية والشحيحة ولكن فعلة تمكنا من التواصل مع بعضنا البعض

طوال الليالي .


كانت الأيام تمر ببطء لاينتهي عدونا الرئيسي كان الوقت ,كنا نراه ونشم رائحته , ونشعر به

ونلمسه لمس اليد , انه وحش مخيف وخطير

أحيانا ً من الملل نتابع بنظراتنا تحركات الصراصير الكثيرة وهي تنتقل من زاوية الى أخرى

أصبحنا جثثا ً متحركة خالية من الروح

نعرف ان النهار قد ولى من تغير الضوء لقد احتضارا ً بطيئا ً لايعرف قرارا ً

لكن الموت مازال بعيد المنال وكلما لاحت طلائعه ,عاد واختفى ,حتى الموت أصبح ضنينا ً .

فقدت الأشياء دلالتها واختلطت الصور والأشكال والأصوات

نسينا الضجيج في المدن والساحات وتدفق البشر ,نسينا كيف يتحدثون ويتسامرون ويضحكون

تبلدت أحاسيسنا وتخدرت كمريض خرج لتوه من غرفة الجراحة .





قراءة شيقة ...................

انين الورد 21-07-08 07:47 PM

اقتباس:

كانت الأيام تمر ببطء لاينتهي عدونا الرئيسي كان الوقت ,كنا نراه ونشم رائحته , ونشعر به

ونلمسه لمس اليد , انه وحش مخيف وخطير

أحيانا ً من الملل نتابع بنظراتنا تحركات الصراصير الكثيرة وهي تنتقل من زاوية الى أخرى

أصبحنا جثثا ً متحركة خالية من الروح

نعرف ان النهار قد ولى من تغير الضوء لقد احتضارا ً بطيئا ً لايعرف قرارا ً

لكن الموت مازال بعيد المنال وكلما لاحت طلائعه ,عاد واختفى ,حتى الموت أصبح ضنينا ً .

فقدت الأشياء دلالتها واختلطت الصور والأشكال والأصوات

نسينا الضجيج في المدن والساحات وتدفق البشر ,نسينا كيف يتحدثون ويتسامرون ويضحكون

تبلدت أحاسيسنا وتخدرت كمريض خرج لتوه من غرفة الجراحة .
:EWx04511::EWx04511::EWx04511:





بارك الله فيك
:flowers2:

زلطه 26-07-08 01:08 AM

تسلمي الغلا

ننتظر التكمله

ميثان 27-07-08 03:27 PM

انين الورد , , زلطه

كل الشكر لتواجدكم

ميثان 27-07-08 03:33 PM

[CENTER]



ليلة السكاكين الطويلة



في ذلك اليوم في الساعة الثامنة والنصف صباحا ًو بعد مضي حوالي ثمان سنوات على عزلنا

عن بعضنا ومنعهم لـ اتصالنا ولقائنا


فتحوا كل الابواب ودفعونا باتجاه الخارج كنا نتمايل ونترنح ,لم نعد نحسن المشي ,الضوء كان يخدش

اعيننا

كدنا نجن من الفرح ,برؤية بعضنا مجددا ً

انها المرة الاولى منذ اعوام طويلة لقد تغيرنا كليا ً

منا من نما وكبر ومنا من اقترب من الشيخوخة . . .

لم تعد امي تعرف فتياتها اللواتي كن صغيرات ,اخر عهدها بسكينة وماريا وهن في الرابعة عشر

والخامسة عشر وهاهما امرأتان شابتان في الثانية والعشرين

أصبح رؤوف رجلاً , قامته اشبه ماتكون بقامة ابي

وعبداللطيف غدا شابا ً في السادسة عشرة من عمره وامي كعدها مازالت جميلة ولكن اثار المصائب

والهموم كانت واضحة

شعر حليمة وعاشورا صار بلون الرماد .



اصبحنا جميعا كالجثث المتحركة ,بقامات نحيلة هزيلة وبوجوه شاحبة وعيون محاطة بهالات زرقاء

ونظرات تائهة زائغة


ولكن فرحة اللقاء طغت على ماعداها .لانريد ان ندع أي شيء يعكر صفوها وهناءها

كنا ممزقين مابين الرغبة بالتعانق والتلامس والرفض باظهار ماكان يعتمل بداخلنا من الم بسبب

الفراق امام اعين جلادينا المسلطة علينا من كل حدب وصوب


اذهلت تصرفاتنا المتماسكة بورو الذي راح يشجعنا على الاقتراب من بعضنا البعض وهو يقول :

- هيا تعانقوا , اعلموا انه بمناسبة العرش سيسمح لكم منذ الان فصاعدا ً بالتواجد مع بعضكم

بدءا ً من الثامنة والنصف صباحا ً وحتى الثامنة مساء .

كانت امي ترمقنا بحزن وأسى كانت تبكي في سرها نكبتنا وتتحسر لم يبق منا الا عظام ناتئة

واشكال مخيفة ومع هذا كنا نعتبر انفسنا محظوظين جدا ً لاننا عدنا والتقينا .

هذه الحقبة السعيدة امتدت فقط من شهر مارس الى نوفمبر بعدها فرقونا عن بعض بدون أي

شروحات ,حيث أبلغوا أمي أنهم سيعيدونا الى الى الوضعية السابقة

قررت امي الاضراب عن الطعام الى ان يتراجعوا عن قرارهم ويسمحوا لنا بالاجتماع مجددا ً

تابعت امي الالتزام بالقرار الذي اتخذته , امتنعت نهائيا ً عن الطعام ورفضت ان نحذوا حذوها ,تريد ان

تموت بمفردها

لعل تضحيتها بنفسها تعيد لنا حريتنا .
[/CENTER]

ميثان 27-07-08 03:41 PM



في ذلك اليوم وفي حوالي الساعة الرابعة صباحا ً ,ناديت عبداللطيف من وراء الحائط وطلبت منه

ان يتحرى اذا كانت امي حية ام ميتة

من وراء الحائط اجابني بهلع :

نبضات قلبها ضعيفة للغاية .

هرعت الى الباب المصفح وتعلقت بالشباك الحديدي ورحت اصيح واصرخ :

أغيثوني ,أمي على وشك ان تموت ونحن على شفير الانهيار .

بح صوتي من كثرة الصياح ,ولم يجاوبني احد .كنت اسمع صدى كلماتي التي كانت تردد في

العتمة ,شعرت بالمذلة والمهانة وانا اتوسل اليهم واناشدهم ان يهبوا الى انقاذ امي

هددتهم أن ان افجر قارورة الغاز الصغيرة ,لتحولنا جميعا الى اشلاء مالم يتحركوا .بفزع شديد

دخلوا الى زنزانتها ولكنهم خرجوا دون ان يعتنوا بها

شرحت لعبداللطيف كيف يضمد جراحها بخرقة من احد الشراشف ,كانت امي تتنفس لكنها

فقدت الكثير من دمها ولكنها في الاخير نجت


((ليلة السكاكين الطويلة ))

كما اسميناها كانت من افضع مامر بنا خلال الاربع عشرة سنه .

أصبح كل شئ ممكنا .قتل الاخ او الاخت ,الانتحار ,تفجير السجن بقارورة الغاز التي كانت لدينا

كل منا يريد ان يكون البادئ بالخطوة .


أجرينا سحب بالقرعة وفازت سكينة ,تمددت على سريرها واخذت وضعية مريحة وشرعت في

جرح معصمها بقطعة حديد من علبة السردين وصنارة الصوف

اخترقت اللحم وانا انشج وكأن هذا جرحي ,نجحت في ان اثقب لها شريانا ً ,كانت سكينة تبتلع

الالم وما لبثت أن غابت عن الوعي .

تبادلنا النظرات انا وماريا وميمي ,اعتقدنا انها ماتت

كانت عيوننا مليئة بالدموع لم تشأ ان تتساقط بالرغم من يأسنا كنا سعداء من أجلها لانها لن

تتألم بعد اليوم .


عادت سكينة الى وعيها بعد ربع ساعة .القت بنفسها على صدري وأخذت تتهمني وتقول :

لاتريدين ان تقتليني أليس كذلك ؟؟ لاتريدنني أن أموت ؟؟

-بلى صدقيني ,اريدك ؟أن تموتي ...سكينمة صدقيني حاولت كل مافي وسعي

فشل الامر ....انظري الى كمية الدم التي فقدتها .....انها الحقيقة .صدقيني .

بعد ان تناقشنا فيما بيننا لفترة وجيزة ,فيما اذا كان ينبغي تضميد جرحها ام لا ,تغلب علينا

النعاس وقعنا فوق الاسرة ولم ندر اذا ما كنا نياما او كان مغمى علينا


هذه المحاولات الفاشلة للانتحار ,انطبعت في نفوسنا الى الابد .الاقتراب من الموت لم يكن مختلفا عنه .

ميثان 27-07-08 03:46 PM


في صباح اليوم التالي ,سمعت خطوات الحراس وهم في طريقهم الى زنزانة رؤوف . . . .ثم تعالت

الصيحات المذعورة

من تحت الباب المصفح تابعت تحركاتهم المضطربة باتجاة زنزانته


ليلة امس(( ليلة السكاكين الطويلة )) قطع رؤوف هو ايضا شرايينه .كاد ينجح .. . . .

اعتقدوه ميتا ً.

انتظرنا طوال النهار . . . . دون ان يتكرموا علينا باي خبر .


وفي المساء ألقوا جسده في الباحة التي يلفها البرد القارس .حيث تركوه مسجى بدون علاج

أربعة ايام كاملة .


كان رؤوف في غيبوبة .


شيئا فشيئا ً أخذ رؤوف يستعيد وعية في الليلة الرابعة ورغم ان جسده واهن الا ان ذهنه حاضراً

وسمع القائد يتحدث الى بورو قائلا ً:

- هذا الوضع يحول حياتي الى جحيم لايطاق . أشعر بالخزي والعار عندما أنظر الى

هؤلاء الاطفال المساكين .شبح هذه الجريمة التي نقترفها يطاردني وينقص عيشي

- لااستطيع أن أساهم في قتل الاطفال لم بامكاني المضي أكثر في هذه المهزلة ,

ماذا يريدون ؟؟

أجابة بورو :
- أنت لم تدرك بعد مع انه واضح سيموتون جميعا وسيدفنون هنا وحتى يأتي اجلهم ,

ما علينا الا الانتظار . هذه هي الاوامر .


كان لوقع كلامهم أثر الصدمة الكهربائية على أخي وبقدرة قادر أستجمع قوته وعاد الى زنزانته

مغلقا وراءه الباب



راح الليل بطولة ينزع البلاط ويوسع الثغرة الموجودة في الحائط الذي يفصل بينه وبين الممر

وعملت حليمة وعاشورا الامر عينه وهكذا تمكنت من الاتصال معه حيث كان يفصل بيننا جدار

تمدد من جهته على الارض كما فعلت انا من جهتي لم يكن بامكاننا رؤية بعضنا لكننا نجحنا بالتلامس

بعد أن دفع كل منا يده داخل الفتحة باتجاه الاخر

كان يقبض على يدي أكثر مما يلامسها .

كنت مغمضة العينين ,كنت استمع الى صوته وحاولت أستعيد صورته انه طبق الاصل عن ابي

كان يائساً لدرجة لاينفع معها أي طفيف أمل صادر الحرس الراديو عندما فتشوا زنزانته ,انقطعت

صلتنا نهائيا ً مع العالم


قال وهو ينشج بالبكاء :
- كيكا سنموت هنا ,هذا مايريدونه لقد سمعتهم قالوا انهم سيجهزون علينا ومن سيموت

اولا ً سيتم دفنه في باحة السجن


قضيت ساعات طويلة وانا احاول ان اهدي من روعة وابعث الطمانينة الى نفسه

- لن ندعهم ينفذون مخططاتهم . . . سترى اننا سنقاوم . . .


بقينا في هذه الوضعية ,اليد باليد حتى الصباح .كانت عيناي مطفأتين . . . لكن لوعتي كانت متوقدة .




ساهمت ليلة السكاكين الطوياة بالاضافة الى كلام بورو في تغيير وجهة سيرنا

لن نكون مستسلمين بعد اليوم ولن ندعهم يعبثون اكثر بحياتنا .عادت أرواحنا الى التوثب والامل

والتحدي والمقاومة . .



مشروع الهرب بات متبلورا ً . لاينقصنا الا البدء بتنفيذه .. . . .






قراءة شيقة . . . .

ميثان 09-08-08 02:32 AM





النفق


منذ ((ليلة السكاكين الطويلة )) ترسخت لدينا قناعة وفكرة الهروب وعرفنا انه لا خيار امامنا انهم

يراهنون على سقوطنا

وتلاشينا لكن لا والف لا لن نسمح لهم ان ينالوا منا بعد اليوم .


بعد الاف المناقشات (التي تمت طبعاً من الثقوب التي في الجدران ) قررنا ان نحفر نفقاً في

الزنزانة المعتمة المحاذية لنا

حيث هذه الزنزانة تفضي الى حقل بور حيث لم نسمع يوما ً أي صوت يصدر منه او ضجة او حياة

ومن المؤكد ان السجانين كانوا قد ضغطوا على مالكه لكي يهجره .




أمي ورؤوف مهندسا الفريق هما اللذان وضعا تصميما للمشروع الذي تم تنفيذه في الزنزانة المظلمة

حلل رؤوف التراب الذي ارسلته له وشرح لي كيف يمكننا ان نتعرف على طبقات الارض

الصلصال يعني أنني وصلت الى الأساسات , وعندها يجب متابعة الحفر بشكل عمودي .

كان يغلي من حنقه لأنه لايشاركنا بنفسه ,كان يروح ويجي في زنزانته مثل الوحش الهائج في قفصه .



في 27 يناير 1987

في ذلك اليوم قررنا أن نبدأ ما اعتزمنا به نزعنا الاسمنت ورفعنا البلاطات وذلك كان بملعقة ومقبض

وسكين وغطاء علبة سردين .

عندما اقول نحن فانا اقصد انا وماريا وسكينة أما ميمي فكانت ضعيفة ولكنها فعالة فيما يتعلق

الأمر بتنظيف الأرضية من أثار الركام

قمنا كذلك بتوسيع الثقرات التي أحدثتها الجرذان في الجدران والتي عمل الحرس على سدها

بالاسمنت وأعدنا فتحها مجدداً

حيث كنا نرطبه بالماء كي لايشتد ويقسو .

في اليوم الذي نجحنا فيه اخيراً من نزع البلاطات المطلوبة وبشكل صحيح انتقلنا الى الخطوة التالية

وهي حفر ثغرة تصل الى مستوى الأساسات

في اليوم الأول من الحفر واجهني حجر بضخامة الصخرة كان من المستحيل متابعة الحفر ونقلت

هذا الخبر السيئ

الى رؤوف فقال لي بلهجة آمرة :

- اعملي على اقتلاعه

- ولكن اين سأضعه؟؟

- تدبري أمرك . تريدين الهرب ام لا ؟؟


في زنزانة أمي وعبد اللطيف علية مرتفعة عن الأرض يتم الوصول اليها عبر سلم خشبي كانت تضع

فيها أمي حاجياتها

ولكن بعد ليلة السكاكين الطويلة قام الحراس بنزع السلم وسدوا الفتحة .

بعد ان خرج الحراس , سارعت أمي ببعد نظرها , الى رفع عبداللطيف فوق كتفها ويعيد انتزاع

إحدى اللبنات بسرعة قبل أن يجف طينها ويصبح من المستحيل تحريكها من مكانها .

ايضا ً كنا قد حفرنا حفرة ضخمة تحت سريري بين زنزانتنا وزنزانة والدتي .

صنعت أمي من سراويلنا البالية مساند مستطيلة مختلفة الأحجام كنا نملأها بالتراب الذي الذي

كنا نخرجه

والاحجار التي كانت تعترضنا ونحن نحفر النفق فكانت تحزمها أمي في هذه المساند ومن ثم

تحمل عبداللطيف على اكتافها كي يرميها في العلية والبعض منها نعيده الى النفق .


كنا نعمل كفريق وبشكل آلي



كنت في الحفرة املأ صفيحة زيت قديمة تزن خمسة ليترات بالتراب ثم أشد الحبل فتنتبه أخواتي

في الأعلى أن رفع الصفيحة قد حان فيرمين الفائض من التراب داخل الزنزانة ثم يخلطنه بالماء

ويعجننه وكانه خبز بمساعدة حليمة وعاشورا اللتان تتسللان الى زنزانتنا من كوة قد شقت في

الجدار الفاصل بيننا وكان عبداللطيف يتسلل بدوره من الكوة التي كنا قد حفرناها بين زنزانته هو

وامي وزنزانتنا كي يشاركنا ايضا في تنفيذ المشروع




بعد ليالي من الحفر بلغنا الأساسات فتبدل لون التراب من الأحمر الى الرمادي حينها شرعنا نحفر

بشكل أفقي حسب نصائح رؤوف .


حيث كنا نتواصل معه عن طريق الكوة فنسرد له تباعا ما انجزنا





كنا نحفر انا واخواتي الى الساعة الرابعة فجرا ً بعدها نتوقف عن العمل ونحاول إعادة الأمور الى

حالها فنغفل النفق ونسد الكوات بين زنزاناتنا


خلال النهار كنت أتابع قصة سرد مشروعنا كنا لانأكل شيئا ً تقريبا ً وننام ساعات قليلة ونعيش

على اعصابنا .........



قراءة شيقة . . . . . .






ميثان 13-08-08 02:12 AM



الهروب





يوم الاحد 19 ابريل 1987

اليوم التالي لاغلاقنا النفق ,كنت افترش أرض الزنزانة معرضة وجهي لأشعة الشمس الربيعية

كنا نشعر بالرضا بالرغم من كل ماكانت تحفل به هذه الأشهر الاخيرة من الانتظار

ان لدينا مايدفعنا الى التأمل والرجاء


اخيرا اوشكنا على الخروج من هذا القبر

كانت ميمي تنام في سريرها بينما كانت سكينه وماريا ترقدان بجانبي وكنا نثرثر باسترخاء

فجأة تناهى الى اسماعي صوت ((الحركة التحذيرة )) الصادرة من زنزانة أمي

التي همست قائلة لي :

_ اسمعي يامليكة , سمعتهم وهم يتحدثون . لقد تلقوا امرا ً ببناء محراس وبرج مراقبة فوق

سطح الزنزانة التي تقع فوق النفق وان الكوخ سيبنى تماما ً فوق مخرج النفق وسيكون

هنالك كشافات ضوئية .

_ ماذا عسانا ان نفعل ؟؟

أجابتني بتمزق وحيرة :

_ مامن خيار اخر , سينتهون من ذلك خلال ثمان وعشرون ساعة . هذا يعني وداعا ً للهروب

يجب عليكم حفر النفق مباشرة الان , والرحيل هذه الليلة

كانت لدي اعتراضات كثيرة , اذ كيف يمكنني أن احفر عموديا ً ثلاثة امتار خلال عدة ساعات ؟؟

كان هذا ضربا ً من المستحيل

اصرت أمي على رأيها قائلة :

_ اما هذا او لاشيء . اذا لم ترحلوا هذه الليلة فانكم لن تخرجوا من هنا أبدا ً أخبري رؤوف حالاً بالامر .

كان رؤوف متوافق مع امي باننا لانملك خيار اخر

وهكذا بدأت الحفر عند الظهيرة لانتهي من حفر المسافة المطلوبة في الساعة السادسة مساءً

كنت اعمل باستماتة , لم تعد الملعقة تكفيني لو تسنى لي ان احفر الارض باسناني لفعلت

كنت احفر وافرغ , تعطل تفكيري وانسلخت عن الوجود غدوت كآلة متحركة احفر التراب وافرغ

واحفر وافرغ التراب . . . . . كطاحونة هوائية لاتتوقف عن الدوران .

وقعت على عشبة لبلاب تضرب بجذورها عميقا ً في الارض

شددتها بكل قوتي خلال عدة ساعات . كنت اناضل كي اقتلعها واجتثها من جذورها . لوهلة بدا

الامر مستحيل

الا انني وضعت كل ما لدي من قوة , كان يجب ان ازيل هذه العقبة باي ثمن

فجأة لاحت السماء امام عيني , كانت خيوط الضوء تشير الى نهاية النهار , شعرت بنسمة ربيعية

تداعب وجهي بنعومة .

_ يالهي , ماروع هذا , ايعقل ان الحياة هنا على قاب قوسين او ادنى من متناول يدي ؟!

لا ادري بعدها كيف تابعت ازالة واقتلاع ماتبقى من اعشاب وانا ابكي والدموع تغطي وجهي ,

ما اجملها من لحظات وما ارهبها ايضا ً !



عدت الى الزنزانة واعلنت لهم اننا انتصرنا .

سارعت ماريا وسكينه لاجتياز النفق و التاكد من جهوزيته بنفسيهما وعادتا وعلامات الرضا ترتسم

على وجهيهما

ثم ارسلنا عبداللطيف للاستكشاف وللاستطلاع





((كانت أمي قد خاطت لنا ثيابا ً خاصة لتلك الليلة ثيابا ً سوداء مفتوحة فقط من عند الفم والعينين

وصنعت من جلد حقائبنا التي كانت فاخرة ذات يوم نعالا ً .

رغم دقة التنظيم للهروب الا اننا لم نتفق على الذين يريدون المشاركة في هذه المغامرة

كان رؤوف يريد الفرار وحده وبلوغ السفارة الفرنسية وذلك لخشيته علينا اما انا فكنت واثقة من مرافقته

اما ماريا أعلنت انها ستنتحر ان لم نأخذها معنا

كان عبداللطيف سيشاركنا المغامرة فهو أكثرنا حرمانا ً اذ انه لم ير من الحياة الا هذا المعتقل

اما الوالدة فكانت تتمنى الفرار الا ان جسدها المتورم لا يسمح لها بدخول النفق

وافقت سكينه على البقاء مع الوالدة مؤكدة نبلها وشجاعتها وهي التي كانت ستقفل النفق بعد

رحيلنا فتربحنا وقتا ً ثمينا ً

وحدها ميمي ولهشاشة صحتها لم تكن قادرة على التفكير بمواكبتنا .



خطتنا الاساسية هي التوجه الى السفارة الفرنسية وطلب اللجوء السياسي

ولبلوغ هدفنا كنا سنحتاج الى وقت كاف ٍ لتأخير اكتشاف الحراس لفرارنا

ويوم هربنا كانت الخطة تقضي بان تسعى أمي الى استبقاء الحراس وقت الطول في زنزانتها ))



مررت لنا أمي الملابس التي خاطتها لنا وبعض المواد الغذائية والسندوتشات

ومع هبوط الليل وصل رؤوف كالعادة متسللا ً من الثغرة وحانت لحظة الوداع

تشابكت يدي مع يد امي عبر الثغرة وتبادلنا رسائل صامته


كان صوتها يرجف عندما تكلمت اخيرا ً لتقول لي :

انني اتمنك ِ على لحمي ودمي , انني أضع بين يديك فلذات كبدي أعرف انك ستكونين كالام لهم .



كانت سكينة ترتعد , كان الدمع يلتمع في عينيها , كانت المسؤلية التي تنتظرها جسيمة

انها هي من سيعيد سد الفتحة بعد ان نمضي لانهم كلما تأخروا في اكتشاف أمرنا كلما كان الامر
في مصلحتنا .

ارتدينا ملابسنا بصمت حمل كل واحد منا جعبته , ومضينا الواحد تلو الاخر عبداللطيف وماريا وانا ورؤوف



كان صعبا ً بالنسبة لنا ان نستوعب أن المرحلة الاولى من خطتنا قد انقضت بسلام


استعدنا رباطة جأشنا وأخذنا نفسا ً عميقا ً قبل أن نبدأ المغامرة الكبرى .. . . . .

ميثان 14-08-08 05:37 PM



الهاربون



اعتادت اعيننا على العتمة بدون خوف غصنا في لجة الليل كنا نتعلق بأيدي بعضنا البعض

فيما كان يسيطر علينا شعور جارف بالحماس والنشوة

وجدنا أنفسنا في حقل مزروع بالفول وبهدوء شديد قطفنا بعض الفول ورحنا نأكله نيئا ً , كان

طعمه منعشا ً وحلوا ً كطعم الحرية

في ذلك الظلام الدامس رحنا نتخبط على غير هدى

لم يكن هناك أدنى مؤشر أو علامة نستدل بهما على تحديد وجهة سيرنا



كانت أمي قد علمتني كيف أتبع حركة النجوم , لكن التجربة أثبتت أنني كنت تلميذة فاشلة



بينما كنا نهيم على وجوهنا وأجسادنا منهكة من شدة الألم وملابسنا تقطر ماء من الزحف في

الحقل ناداني عبداللطيف :


كيكا , تعالي انظري . . . انه قاس ٍ . . . لا اعرف ماهو . هرعت باتجاهه


لأجد أمامي طريقا ً تعلوه طبقة من الإسفلت , قفزنا من شدة الفرح وانهمرنا على عبداللطيف

لثما ً وتقبيلا ً . . . ياللمسكين أنها المرة الأولى في حياته تقع عيناه على الإسفلت



بعد عدة كيلومترات من المشي شاهدنا باص ركاب من النوع الذي يجوب القرى والنواحي انضممنا

إليهم وعرض رؤوف على السائق ان يدفع له سوار الذهب ((الوحيد الذي تمتلكه والدتي)) ثمنا ً

لنقلنا للدار البيضاء


ولكن رفض السائق الذي أصر على الدراهم أو لاشيء

تخلينا عن فكرة الباص وعاودنا المسير.........


في آخر القرية يوجد موقف لسيارات الأجرة وأخيرا ً وجدنا سائق وافق على اصطحابنا مقابل

السوار الذهبي


صعدنا نحن الأربعة في الخلف . . .انطلق السائق كالإعصار التزمنا الصمت وسرحنا في أفكارنا

بحرقة وألم


بدأت أفكر بأمي الحبيبة وأخواتي


منذ مدة طويلة أدرك فجأة الحالة المأسوية التي مر بها عبداللطيف . سُجن عندما كان في

الثانية والنصف من عمره ,انه أول خروج له في حياته التي بلغت الثامنة عشرة


كان يحدق في كل مايمر أمامه باندهاش وانبهار . .



كيف لاتخطف أبصاره كل هذه المناظر والاكتشافات ؟؟ فهو لم يصعد للسيارة إلا مرتين أو ثلاثا ً في

حياته , فقط كي يشحن من سجن لآخر .

كانت أختي ماريا بالكاد تزن ثلاثين كيلو غرام .كانت عيناها الكبيرتان تلتهمان وجهها الناعم الصغير

رؤوف أيضا ً كان نحيلا ً مثلها لكنه تورم وانتفخ بسبب داء الزلال كان شاحبا ً ومحموما ً وبدون أسنان


كانت خمس عشرة سنة قد مضت , خمس عشرة سنة من العذاب الذي ترك اثار فظيعة لايمكن

أن تمحى .......

ميثان 24-08-08 03:25 AM



الدار البيضاء , الربـــــاط , طنجه


تصف مليكه حالها عند وصولها الى الدار البيضاء


(لن انسى الصدمة التي سببها لي وصولنا الى الدار البيضاء عبر الاحياء الشعبية كنت نسيت كل شيء

عن المدينة كانت الجموع تمشي بخطوات متسارعة تتدافع وتجتاح الارصفة سالكة طريقها دون ان تعير

انتباهها لاحد كان كل شيء ينهكني فرملة السيارات صرخات الباعة العربات التي تجرها الاحصنة

المرأتان اللتان كانتا تتشادان وتتخاصمان الشرطي الذي كان يطلق صفارته في الهواء كما كانت تقتحم

أنفي بدون استئذان روائح البنزين والطعام الذي يباع في المحلات والمطاعم


انها المرة الاولى منذ خمس عشرة سنه التي ارى فيها هذا العدد الهائل من الناس بلمحة البصر والتقط

هذه الكمية من الاصوات المختلفة كانت حواسي مستنفرة ومستنفذه

تراءى لي ان الشعب المغربي تضاعف عدده ثلاث مرات عما كان من قبل كل سيء بدا أكبر حجما

واحدث واجد

زادت نسبة النساء اللواتي يلبسن على الطريقة الاروبية ويضعن مساحيق التجميل

تساءلت في نفسي بحيره : اذن أهذه هي الحياة ؟ أهذه هي الحرية ؟


عبداللطيف مازال يفتح فمه من الاندهاش فيما كانت ماريا ورؤوف يغرقان في الصمت كانت عجلات

السيارة تنهب الطريق بسرعة قصوى ومع كل توقف فجائي كان قلبي يخفق من الخوف )



في الدار البيضاء ذهبوا الى احدى معارفهم ولكن قابلوهم بالجحد والنكران فما كان منهم الا ان طلبوا منهم مالا ً قيمة تذاكر محطة القطار التي تربط بين الدار البيضاء والرباط للوصول الى السفارة الفرنسية والحصول على طلب اللجوء السياسي


اخيرا ً ركبنا القطار كانت حالة الدهشة تعتري عبد اللطيف كانت تنمو وتزيد مع كل اكتشاف جديد

لم ير صحيفة في حياته

كان ينظر بدهشة الى صور اللاعبين مع الكره . الوحيد الذي تعرف عليه بينهم كان ذلك الذي
صورناه له في السجن

بلغ ذهوله اشده عندما أقلع القطار واخذ يسرع شيئا فشيئا كانت شفتاه معلقتين وعيناه جاحظتين فيما

كان يمعن النظر في المشاهد التي كانت تمر امامه .

حاول رؤوف ان يهدي من روعه لكن مساعيه ذهبت سدى كم احزنتنا رؤية عبداللطيف وهو على هذه

الهيئة من الذهول والاستلاب انه اول خروج له الى الدنيا التي يجهل كل شيء عنها ولم ير منها

الا الظلام والعتمة


الرباط ..........

بخطوات يشلها الخوف رحنا نتقدم في محطة الرباط فيما كان رأسنا يضج بعشرات الاسئلة والصور

هل أذاعوا أمرنا ؟

هل صدر أي بلاغ بحقنا يقضي بالبحث عنا ؟ واعادتنا الى السجن ؟؟

هل هم يتربصون لنا بالمرصاد في مكان ما هنا ؟ ربما على أرصفة المحطة او خارجها ؟؟

تبا ً لهذه الافكار المرعبة . كل شيء يبدو طبيعيا ً ولا اثر لأي رجل شرطة .

اتجهنا الى السفارة الفرنسية

كان رجل الشرطة يحرس الباب ترددت لحظة , ثم تقدمت نحوه قائلة :

-اريد ان ادخل

- السفارة مغلقة.

استغرقت عدة دقائق كي أعي وأفهم . كنا في نهار الاثنين في 20 نيسان , انه يوم عيد الفصح


اتجهوا بعد ذلك الى السفارة الامريكيه وكانت هذه الخطة البديلة في حال تعثر طلب اللجوء
السياسي الى السفارة الفرنسية

وفي اثناء دخولها للسفارة الامريكية كان هناك رجلا الامن يراقبان تحركاتها واخذتهما الريبة في

تصرفاتها وعندما راءت

ان أحدهما خرج من مكانه واتجه نحوها , انطلقت كالسهم الى خارج السفارة

قررت مليكه ان تتجه نحو منزلها وترا ما حل به .........

ميثان 24-08-08 03:33 AM



كنت خائفة مما سأجده . ترى هل أجرى المستأجرون بعض التغيرات عليه ؟ هل احترموا

خصوصية المكان ؟

هل مازالت غرفتي بين المسبح وصالة السونا ؟

والحديقة هل مازلت مزروعة بالأزهار التي كنت احبها ؟؟


عندما وصلنا الى المدخل , اعتقدت أنني أخطأت العنوان فبدلاً من الفيلا الساحرة المحاطة

بحديقة مزروعة بأعشاب دائمة خضراء

لم يعد هناك الا ارض جرداء بور .

بعد رحيلنا تم نهب البيت حيث توزعت حاشيتنا القديمة اثاثنا ولوحاتنا ..... ثم قام الحسن الثاني

بازالته لم يعد له وجود كما الحال بالنسبة لنا

بهذا العمل الوحشي قام برمينا في العدم ...............



انطلقوا بعد ذلك الى اصدقاء الطفولة باتريك وفيليب بارير وهما فرنسيان ولدا في المغرب كانت تربطهم علاقة طيبة
استقبلوهم بحفاوة ٍ وترحيب ولم تخبرهم مليكه بانهم ملاحقين ومطاردين من قبل الشرطة ولكن مان لبثوا ان علموا انهم فروا



أخذ لوك بارير (الاب ) يصيح قائلا ً:

لماذا فعلتم بي هذا ؟ لقد وثقت بكم . وفتحت لكم بيتي ! لن يكون بامكاني العمل في هذا

البلد بعد اليوم ! سيطردونني .....


أجبته وانا احاول تهدئته :

لم يكن بنيتي ان اكذب عليك , اننا وحيدون في هذا العالم , ولم نكن نعرف اين نذهب .... اذا كتمنا

عنك الحقيقة , فهذا لاننا اردنا حمايتك . هكذا يمكنك ان تقول صادقا ً للسلطات بانك لم تكن

تعرف شيئا ً وبأننا خدعناكم جميعا ً .


طلبنا من بارير قرضا ً من المال واعطتنا ميشال بارير (الام ) ملابس جديده حيث تلقيت ثوبا ً

بنفسجيا ً وصندلا ً ذا كعب عالي بحيث ابدو في مظهر لا يثير الفضول وكذلك الامر بالنسبة

ل ماريا ورؤوف وعبداللطيف

صعدنا الى التاكسي وتوجهنا الى محطة القطار واتجهنا الى طنجة

توجهوا الى فندق هلا الذي يعود مالكه الى صلاح بلافريج صديق قديم لمليكه اوفقير وقد مر على هروبهم ثلاثة ايام
كانوا في حيرة من امرهم كان حلهم الوحيد ان يجدوا حلفاء يقوموا بمساعدتهم
قرروا اخيرا ً مخابرة الاذاعة الفرنسية ((فرانس أنتر)) ومحادثة (( آلان دو شالفرون )) وهو احد الاصوات البارزة في الاذاعة


تدبرت ماريا أمرها مع عامل هاتف الفندق حيث نجحت بدبلوماسيتها ان تكسب موافقته ورضاه

وقامت بالاتصال بالمحطة وطلب ((آلان دو شالفرون)) وحولوا له الخط قالت له :

اننا أبناء الجنرال اوفقير لقد هربنا بعد خمس عشرة سنة من الاعتقال بعد ان حفرنا نفقا ً
داخل سجننا وحاليا ً نحن في طنجة . نحن نرغب بالمساعدة نريد ان نتحدث الى روبير بادينتر
ونطلب منه ان يكون محاميا ً لنا


في اليوم التالي وصل المحامي برنارد دارتفيل يرافقه ايرفيه كرين المصور

اعطانا ورقة كي نوقعها تفيد باننا نوكل مكتب المحامي كيجمن مهمة الدفاع عنا بعد ذلك

اعلمنا بانه يجب ان ياخذ لنا صورا فوتوغرافيه

حدد معنا موعداً اخر . بعد مغادرته سيطر علينا شعور بالنشوة لقد قطعنا شوطا ً صعبا ً

ومهما ً ونجحنا باخطار الصحافة والرأي العام واعطانا بارقة امل بان النصر ربما بات وشيكا ً

ميثان 24-08-08 03:37 AM



في اليوم التالي تم القاء القبض على مليكه وإخوتها حيث استطاع رجال الشرطة من

الوصول لهم واقتادوهم الى مفرزة طنجه

وكانت اسئلتهم الصاعقة على النحو التالي :

لماذا اتصلتم بمحام فرنسي ؟؟ لماذا لم تثقوا بالمؤسسات المغربية ؟ لماذا لم تطلبوا العفو ا

لملكي على قبر محمد الخامس ؟؟

- انت ِ ابنت القصر , وتعرفين العادات جيدا ً ....

- والآن كونوا صادقين واخبروني عن المتواطئين معكم . قصة النفق هذه تريدوني

ان اصدقها ؟ وانتم لا تملكون أداة مناسبة تحفرون بها ... عدا عن الرقابة كانت مشددة ..

من غير الممكن الهروب من بير جديد ..



بدون شك لقد سعوا الى إقناع الفرنسيين بعدم نشر الخبر وربما حاولوا إفهامهم ان قضية

اوفقير هي قضية داخلية مغربية بحته بالرغم من انها قضية انتهاك صارخ لحقوق الانسان


كان مركز الشرطة بالنسبة لنا فندق خمس نجوم لقد افتعلنا عراكا ً وتمازحنا ونحن نرتب اماكن

نومنا كنا قمة الارهاق والسعادة ايضا ً,, لقد انتهت مهمتنا ............

غفونا ونحن نفكر ببقية افراد العائلة خلال اربعة ايام نجحنا في ان نضع سمعة البلاد

على المحك انهم يعاملوننا الآن باحترام بتنا نشعر اننا مخلوقات بشرية .........


اقتادونا في اليوم التالي الى الدار البيضاء الى مركز شرطة بن شريف

وهناك التقينا بأمي وبقية افراد العائلة . بعدما انقضت اللحظة الاولى للمفاجأة , تعانقنا

جميعا ً مطولا ً . ضحكنا وتدحرجنا ارضا ً وهتفنا

-لقد انتصرنا ...... تخلصنا من الكابوس الذي انتهى . لم نعد في بير جديد .


لقد روينا قصة هربنا بكل تفصيلاتها وتشعباتها . كن يرمقننا بنظرات غير مصدقة بدا على

ملامحهن مدى شعورهن بالفخر والاعتزاز بنا


ونحن نسرد على مسامعهن اخبارنا , كانت امي لاتنفك تنهض من مكانها لتتقدم وتلامسنا ... وتقبلنا وتعانقنا وتردد نفس العبارات

- ابنائي .......... صغاري الاعزاء ... عجيب كم تغيرتم !



دامت الاقامة في بن شريف شهرين ونصف لم نتوقف خلالها عن التهام الطعام ظلت الصواني

تروح وتجيء

كانت ممتلئة باللوبياء وشرائح اللحم والارز والحلوى كانت بالنسبة لنا لائحة الطعام ملوكية



بعد اجتماع عائلي قررنا الكتابة الى الملك كنا نريد ان نطلب منه السماح لنا بالهجرة الى كندا ,

لم نعد نريد البقاء في المغرب , كنا ننتظر رد الملك على طلبنا وبعد مضي شهرين اعلن لنا

انه وضع تحت تصرفنا في مراكش منزلا ً ومجهزاً بكل وسائل الراحة ومحاطا ً بحديقة

واننا سنكون مكفولين بالكامل من غذاء وملابس وعلاج ...




لمن كان مثلنا خارجا ً من الجحيم كان هذا العرض غير المتوقع بمثابة النعيم سنسكن

فيه ريثما يأخذ الملك قراره في موضوع طلب الهجرة


لاقى هذا الخبر ترحيبا ً حارا ً في غمرة حماسنا غضضنا الطرف عن اثارة الاسئلة
الحساسة والقلقة

ترى هل سننال حريتنا في احد الايام ؟؟ ومتى ؟؟ وكم سيستغرق ذلك الوقت ؟

ميثان 31-08-08 12:57 AM




مراكش ( 1987م -1991م )


اتجهنا الى الفلة المخصصة لنا في مراكش بحماس راح الصغار يندفعون في كل مكان

ويتراكضون ويضحكون ويصيحون ويتناكفون فيما بينهم على توزيع الغرف

أما أنا فكان مزاجي متعكر فمرة أخرى مزيدا ً من الأبواب , مزيدا ً من الجدران

ومزيد من رجال الشرطة


لاخروج ولا نزهات ولا حياة خاصة ....... الى متى سيستمر هذا ؟؟ الى متى ؟؟


كنا نحصل على كل ما نريد من كتب وديسكات ومجلات نسائيه وصحف

وأمدونا كذلك بأجهزة الستيريو والتلفزيون والفيديو ........ الخ..

كنا كلما نطلب شيئا ً منهم أحضروه .......

بات الطعام هو شغلنا الشاغل . في كل الأمسيات كنا نغرق في تفكير عميق

في لائحة وجبات اليوم التالي

ونتداول في شأنها مع الطباخ الذي وضعته الشرطة تحت تصرفنا


كانت أجسامنا تفتقر الى كل شئ وتشكو من كل شئ كانت أمراضنا لا تعد ولا تحصى

كلفت البواسير أختي ميمي الإقامة شهرا ً كاملا ً في المستشفى

لم نعرف أسباب الحرارة التي كانت تصيبنا غالبا ً ولا الخُرجات التي تداهم اجسامنا ,

لقد فقدنا قسما ً كبيرا ً من شعرنا

وكانت عضلاتنا مضمحلة ولحمنا ذائبا ً و أسناننا منخورة بالتسوس ومهترئة

لم يبق لنا الا الجلد والعظم ....



ولكننا انكببنا على تناول الطعام والفيتامينات والادوية . بالرغم من هذه الكميات الهائلة

التي تدخل جوفنا , كنا كمن يصب ماء ً فوق الرمل لشدة ما كانت أجسامنا جافة

ويابسة



إننا نعيش في حالة ترقب وانتظار , اختفت نهائيا ً أخبار المحامين دار تقيل و

كيجمن .هذا الصمت يقلقنا . اننا نعامل بالحسنى الآن ولكن بدء صبرنا ينفذ اننا

لانستطيع ان نمشي ونركض ونتنفس حتى في الحدود الضيقة والمبهمة

التي رسمت لنا




أخيرا ً في شهر تموز /يوليو , أعلمونا بزيارة جورج كيجمن

لقد روى لنا تفاصيل لقائه مع الملك وانه حصل منه على وعد بأننا سنحوز على

جوازات سفر وتأشيرات دخول الى كندا

وفي المقابل علينا ان نلتزم الصمت التام حول كل ما عشناه وتكبدناه




بدأت التحضيرات لرحلة السفر المقررة في 27اكتوبر

تكفل رئيس البلدية بشراء الحقائب والملابس لنا .

ابتاع ايضا ً المعاطف والسترات الواقية من المطر والأحذية الضخمة المناسبة

للمناخ البارد



وفي الساعة السابعة صباحا ً , من يوم السابع والعشرين كنا جميعا ً على أهبة

الاستعداد وفي كامل ملابسنا وزينتنا وحقائبنا ايضا ً مجهزة


فجأة يصل العبوش ورئيس البلدية ويبدو عليهم الانزعاج والارتباك ويتحاشون

نظرتنا ويتفادونها .

ميثان 31-08-08 01:03 AM

- الملك يطلب منكم ان تتريثوا قليلا ً

بعد .... انه ليس مهيأ ً كليا ً على تقبل فكرة رحيلكم .


أدركت ان هناك أسبابا ً أخرى وراء إجهاض سفرنا .

كيف يخاطر باظهارنا للملأ ونحن في حالتنا الراهنة إن هذا يعتبر دليلا ً حيا ً على

انتهاكه الفاضح لشرعية حقوق الإنسان ؟


الصحافة لاتنفك تتحدث عن قضيتنا وعن رداءة وضعنا الصحي ....

والملك لايريد هذه الدعاية السيئة . يجب أن نسترد صحتنا وعافيتنا قبل ان يدعنا

نواجه الخارج .



مرة أخرى ً ينهار حلمنا ويطول حبسنا خمس سنوات أخرى طويلة .........




في عام 1991م وفي منتصف شهر فبراير جاء لرؤيتنا العبوش و بو عبيد ووالي

مدينة مراكش


وبعد ثلاث ساعات من الحديث الفارغ نظر بو عبيد فجأة وقال :


-انكم طلقاء .....


اننا لانفهم ما يجري ويحصل .


رحنا نتابع الحديث وكأننا لم نسمع شيئا ًو بذهول شديد تبادل الوالي والعبوش

وبو عبيد النظرات المستغربة


راح العبوش يصرخ قائلا ً :

يا الهي ..... منذ تسع عشرة سنة ونصف وانتم تنتظرون هذه اللحظة .

انتم طلقاء ..... هل تسمعونني ؟ انكم طلقاء ......أحرار .....!


.

هل صحيح أنهم يقولون الحقيقة ؟؟اليس هذا مجرد كلام ليس الا ؟يريدون ان

يتلاعبوا بنا ويتقاذفونا كالكره مرة اخرى



التزمنا الصمت المطبق ولم نجرؤ حتى على تبادل النظرات ..كنا كتماثيل

الرخام ..لاحس ولا حركة ...



كان يلزمنا بعض الوقت لنتقبل الحقيقة المذهلة بأن الملك أخيرا ً منحنا بركته

وعفا عنا ...



اذن لقد أثمر ضغط الرأي العام , والتدخل الاميركي والفرنسي .


على مدار خمس سنوات تلت ... بقينا مطاردين وموضوعين تحت المراقبة والتصنت

والتجسس .... لقد ضيق علينا الخناق









وفي نهار الجمعة الواقع في 20 فبراير 1991م


انطلقت القافلة بعد ان اخذنا أماكننا داخل السيارات وما ان انفتحت ابواب حدائق

الفيلا وهممنا بالخروج بدأ قلبي يخفق بسرعة .



حركة الناس والضجيج يختلط في رأسي الأصوات والروائح .. واخيرا ً بات بامكاني

ان أنظر الى الخارج بدون حزن او خوف او ارتعاب

أخذت الرحلة من الرباط الى مراكش حوالي الثلاث ساعات قضيناها في

مراقبة المشاهد الخارجية بنهم وشراهة .......


واخيرا ً توقفت القافلة عن المسير امام منزل خالي وحيد ,حيث كانت العائلة كلها

مجتمعة وكانوا يرتدون الزي المغربي واعدوا الحليب والتمر كما تقتضي عادات

الاستقبال المغربية

كانت اللحظة تضج بالفرح , فيما كان الحزن يملأ النظرات والعيون

وهل يمكننا ان نمحو عشرين سنه بلحظة واحده ؟؟ هذا محال ....لن نتمكن ابدا ً


من ازالة اثار الدهر .

ميثان 31-08-08 01:08 AM



لقد عانقوني ,ضموني وراحوا يمررونني من واحد الى اخر وخلال الايام التي تلت

كان المنزل لايكاد يفرغ حتى يعود ويمتلىء

اصر علي خالي وحيد ان اخرج من المنزل قليلاً ولكن كيف اخرج ؟ ان الصحافيين يرابطون امام الباب .

كيف يمكنني ان اواجه هذا الحشد ؟



لم يتمكن أحد غيري من ايجاد عمل في طول المغرب وعرضها

قطعا ً ان المغرب لم يعد يرغب بنا . لقد سدت في وجوهنا أبواب العمل ولولا صلابة

رب عملي وشجاعته لما تمكنت من ايجاد عمل في وكالته السياحية حيث لم

يخش ابدا ً الضغوطات ولا المضايقات



حققت ميمي حلمها وتزوجت من مصور تلفزيوني وابصرت ابنتها نوال النور في

عام 1994م

اما رؤوف اصبح اباً كذلك فلقد رزق بابنة في عام 1993م ولدت في جنيف ولكن

رؤوف لم يحصل على اذن يخوله السفر الى سويسرا لاستقبالها


بمشقة وعناء استطاعت ماريا ان تتبنى صبيا ً صغيرا ً اسمه مايك ومنحته اسم اوفقير




في 25 يونيو عام 1996 م فرت ماريا اوفقير من المغرب على متن سفينة

مصطحبة معها مايكل ابنها بالتبني وقد وصلت الى فرنسا عبر الاراضي الاسبانية



لقد كانت عملية الهروب هذه بمثابة خاتمة لما عاشته عائلة اوفقير من كابوس

فتحت الضغط الدولي أعادت الحكومة المغربية الى افراد العائلة جوازات سفرهم

ومنحتهم الاذن بمغادرة أراضي المملكة المغربية



في 16 يوليو 1996م وصلت مليكة الى باريس برفقة اخيها رؤوف وسكينة وكان لها

من العمر ثلاث واربعون سنه قضت منها عشرين سنه في السجون المغربية

والتي دخلتها وهي في الثامنة عشرة من عمرها



في 1998 عقد قران مليكه اوفقير على اريك الذي تعرفت عليه في احدى

الحفلات وهو مهندس معماري وقف الى جانبها وشد من أزرها ومنحها

الثقة والشجاعة


تـــــــمت

ميثان 31-08-08 01:16 AM

بعض اراء النقاد حول رواية السجينة
جمعتها الاخت شموخ العزة




- هل ما ذُكر في هذا الكتاب حقيقة أم كذب...مبالغات أم وقائع؟؟ .

تتراوح الأقوال إجابةً على هذا السؤال..بين متيقن من صدقها و بين مراهنٍ على كذبها..


§¤°^°§أصحاب الرأي الأول§¤°^°§

يرون أن كون السجينة قادرة على أن تجعلك تشعر بما شعرت به آن ذاك فهذا دليل على صدقها ..


§¤°^°§أصحاب الرأي الثاني§¤°^°§


شُرح الأمر بصورة جيدة جداً..من عدة كتاب في موقع جسد الثقافة ..أختار عدد منهم..


1-الكاتب الأحمر :لا ادري لماذا لم اشعر بالتعاطف مع مليكة أحسست أنها تكذب .. والكذب ليس في الأحداث وفي روايتها .. فالذاكرة تخون .. ولكن الكذب في أشياء لا تلفحها رياح الذاكرة .

هناك لبس كبير في إحساسها اتجاه الأب .. الملك .. للا مينا .. وعن حياتها في القصر .. وبين كل عدة صفحات تجد أشياء تتناقض وأحاسيس تتبدل ..


كان واضحا تماما أن مليكة بعيدة عن كل الأمور الكبار التي كانت تدور في القصر .. و كذلك أيضا في حادثة الانقلاب .. ولكن لم تريد أن تفوت هذا الحادثة المهمة فصنعت لها حيزا لا يمثل تاريخ ما حدث .




هل وقعت تحت تأُثير ميشال فيتوسي التي دونت الرواية ..!!؟؟



لتحول مليكة وأفراد عائلها إلى شخصيات روائية ... وبهذا لم تعد الرواية سيرة ذاتية لميلكة بل هي رواية لها شخوصها وأحداثها التي تتقاطع مع الواقع ولكنها بالتأكيد ليست سيرة ذاتية .

المحور الآخر ... وهو الأهم..

القصور ... كانت مكان خصب في عدة روايات ..

لا ادري لماذا اشعر أن القصور تتشابه وان الأشخاص أيضا تتشابه في أدوراها ..

فالكثير من الروايات تحمل الملامح ذاتها .. الحياة المخملية .. البذخ .. الترف .. الجواري .. العبيد .. المال .. كل هذا هو الذي يشكل اغلب الروايات اعني أن هناك حياة أخرى في القصور لم تلامسه الرواية .

ميثان 31-08-08 01:21 AM



فيما يرى الكاتب الشاهين رأي جيد جداً ولا يمكن تجاهله..... :



أن العمل ربما كتب على أنه مذكرات، ثم أرادت الكاتبة أن تمنحه صبغة فنية أفضل فتعاملت معه- ربما بنصيحة أحد- كرواية سيرية... وهنا حصل الانفصام، فكتابة المذكرات تعمد على حقائق خزنتها الذاكرة، أو جمعت ممن عايشوا الحدث، أما الرواية فتتكئ على حدث لتصنع منه خيال آخاذ..


أفضل ماكُتب حسب وجهة نظري في هذا المضمار..
للكاتب عبد الواحد اليحيائي.._وهو رأي منطقي إلى حد كبير_


هل تكذب؟

إن كانت كتبتها لتقول أنها رواية..

فلا بأس..

العمل الروائي في مجمله قائم على الكذب الفني..
المؤلف يخلق أبطالا، ويدير حوارا، وينشئ أحداثا، ويربط علاقات بين أشياء وأفكار وأشخاص غير موجودين إلا في خياله وتجربته غالبا، وكانوا يقولون: أصدق الشعر أكذبه، وهم يقصدون أشده غرابة وتجديدا وابتعادا عن واقع الناس كما يكرهونه إلى الحلم كما يرغبون فيه ويحبونه.


وإن كتبتها تاريخا..
فقد أساءت إن كذبت..
لكننا لا نستطيع أن نحكم على كذبها التاريخي بحسّنا الروائي..
لأن كتابة التاريخ صنعة مختلفة..
صنعة لا تقوم على الخيال بقدر ما تقوم على الوقائع كما كانت..
هل صدقت مليكة أو كذبت؟
بالمعيار التاريخي نحتاج: الوثيقة والسند..
وهي لم تقدمهما في عملها..
ونفى غيرها كلامها (عبدالهادي بو طالب في مذكراته حين تحدث عن انقلاب الجنرال أوفقير) لكن أيضا احتجنا الوثيقة والسند.


§¤°^°§ وأضيف إلى أن سبب عدم اقتناعي بصدق ما كثتب لأمرين..§¤°^°§

أولاً..بسبب اللغط الذي كثر حول محمد أوفقير_والد مليكة_ في كثير من القضايا منها مقتل الهادي بن بركة المعارض المغربي، ومنها ما هو أشد وهو تسهيل ترحيل اليهود المغاربة لفلسطين بعد حرب عام 67ليحلّوا محل أصحاب الأرض الأصليين،


ثانياً..طريقة الهروب التي نُفذت أراها عصية التصديق..واعتقد أن هناك أيدٍ خفية حركت شخوص هذه القصة..


كما أن ...الرواية صيغت في بعض المواضع بطريقة تبعث على الاشمئزاز ..من حيث..
أ/وصفها لبعض الأمور النسائية الخاصة_التي أأنف أن أؤيد ذلك بنسخه_حتى أن أحدهم قال أنصح معشر الرجال بعدم قراءتها ..

ب/التجاوزات الدينية التي نطقت بها مليكة .وإقامة والدتها للشعائر الإسلامية على الطريقة النصرانية ولد في نفسي نفوراً من هذا التذبذب..


فيما يرى فريق محايد لا ينتمي لهاتين الفئتين أن حقيقة ما ذكر في السجينة أو عدمه لا يمكنهما أن يكونا معياراً لاستمتاع بالعمل السردي.. فالمهم قدرة النص على إمتاع القارئ..

ميثان 31-08-08 01:26 AM



اسأل الله العظيم أن يعيننا على صيام رمضان وقيامه على الوجه الذي يرضيه عنا

وان يعتق رقابنا من النار

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ........

(......ورغم أنف رجل دخل عليه رمضان ثم انسلخ قبل أن يغفر له....).

فليالي رمضان تننسلخ منا شيئاً فشيئاً وتتسرب أيامه كما يتسرب الماء من

بين الأصابع،

فلنحرص على ذكر الله عز وجل ونحرص على الدعاء، والإلحاح على الله سبحانه وتعالى، فالله يحب من عبده أن يلح عليه بالدعاء. وشهر رمضان هو شهر مليء بالمغفرة من الله عز وجل.

فصيام رمضان الى رمضان كفارة لما بينهم ...


كل عام وانتم بخير




dunia 21-09-13 04:18 PM

رد: السجينة , مليكة أوفقير للكاتبة ميشيل فيتوسي , مكتوبة
 
اين باقي الصفحات من فضلكم اصلحوا العطل

ندى ندى 18-08-16 05:32 AM

رد: السجينة , مليكة أوفقير للكاتبة ميشيل فيتوسي , مكتوبة
 
روايه كل الكلام قليل في حقها

جميله ومؤثره شكرا حبيبتي

وجزاك الله خير

فرحــــــــــة 20-08-16 12:56 PM

رد: السجينة , مليكة أوفقير للكاتبة ميشيل فيتوسي , مكتوبة
 
غاليتى
ميثان
القصة اعجبتنى كرؤية فنية
ولكن كما ذكرتى سابقا فان المذكرات لابد لها من وصائق وادلة
واكيد ان الفترة بها الكثير من الشهود العيان الذين يستطيعون
ان يؤكدوا او ينفوا تلك الوقائع
لك منى كل الشكر والتقدير
وننتظر جديدك القادم
دمتى بكل الخير
فيض ودى

فرحــــــــــة 20-08-16 12:58 PM

رد: السجينة , مليكة أوفقير للكاتبة ميشيل فيتوسي , مكتوبة
 
غاليتى
ميثان
القصة اعجبتنى كرؤية فنية
ولكن كما ذكرتى سابقا فان المذكرات لابد لها من وثائق وادلة
واكيد ان الفترة بها الكثير من الشهود العيان الذين يستطيعون
ان يؤكدوا او ينفوا تلك الوقائع
لك منى كل الشكر والتقدير
وننتظر جديدك القادم
دمتى بكل الخير
فيض ودى


الساعة الآن 10:52 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية