|
لاجيء
على رصيف اللجوء حُزِمت حقائبي..... ولدتُ كي أكون ذلك الملعون..... كأن بلدتي سِفاحاً قد حملت بي، زِرعة شيطانية ليست من صنع ربي..... يقولون هذا ابن فُلان أليس وأبوه لاجئاً.... كأن ظهورنا على الحياة كان مُفاجئاً.... كم مرّت عليّ سنون وتلك الحقائب كما هي.... ترمقنا الأيام بنظرات الشفقة..... تضحك مع الساعات وتقول حمقى..... تراب الطريق قشر جلدي.... أرضي أغلى ما عندي.... ولدت أنا ها هنا بعيداً عن حضن بلدتي، لكن هذا الشوق الكامن بين أوردتي آبى إلا أن يسافر في ثنايا غربتي.... لم أمشِ يوماً على ثراها لكن قافلة الحنين تركت على رمل روحي خُطاها.... هنا تُغرد الطيور وتكبر الأشجار ويولد طفل جديد، أعلم أن تلك الدورة من الحياة هي ذاتها هناك في قريتي، لكن الطيور هناك تعرفني؛ لا تحتاجُ أقفاصاً كي تُطربني.... الأشجار هناك بعيدة، لكنها أطعمتني ثمارها في حِجّرِ عجوز عنيدة.... تلك العجوز التي حَرَثَ الزمان أثلام وجهها ونبتت أعلى ذقنها أزهار الحنون، ما انفكت تحدثني واخوتي بلا ملل.... عن بيت الحنان والأمل.... بيت سَيَّجه قطيع ماشيتها، غزالان وحمل.... حريصة هي على مفتاح بيتها.... تنظفه بحنان كما يتفاعل مع لوحته فنان.... كما يحرص جندي على تنظيف مسدسه بافتتان.... قالت نسيتُ أن أغلق على الذكريات بابي.... فيزيد للوطن اقترابي..... لكن حدث ما لم يكن في احتسابي..... ماتت جدتي على سياج اغترابي.... وجدوا في كفها المفتاح.... قبضت عليه روح الكفاح..... كأن مع المشهد وصية.... ناضل كي يكون لك هوية.... كي أعود مع الرياح إلى وطني وأفتح الباب بحرية... ما زلت أنا على رصيف الأحلام، وما زالت تشبه بعضها أيامي... هل سوف تُحمل على ظهر الغزلان حقائبي؟ أم هل سوف تكثر في بلدان الجوار مصائبي؟
|
الأرض
كانت الأرض لى .. طينها .. دودها .. و الحصى أدفن الميت فيها ليحيا .. و تحيا بنات الحقول .................... ................................. ( نشأت الشريف ) يوم النكبة و نارة وسط معترك ، تجتلى سر الأسرار من سادنة عجوز .. تقبض على مفاتيح السر .. و تغمض عليه كفها .. وروحها .. عله يأتى مع الوقت .. ليفك طلاسيمه و شفرته .. و يحمل أمانته كتعويذة سليمانية .. !!! كانوا .. ومازالوا .. هم وهى .. شاهدة تلك الجميزة العجوز .. ترقب الولد .. حامل أمانتها.. عله من بعد تعثر و كبوة .. أو تعب ووهن .. ينهض.. و يعتلى ذرا المجد !! قصة على لسان لاجىء .. يحكى نفسه .. أصالته .. وطنه .. حنينه وشوقه .. إلى التراب .. و الشجر .. الطيور .. الجدود و الجدات .. الهوية .. التى لن تأتى إلا قسرا و غصبا .. بالتأكيد فـ " أخذ بالقوة بالقوة لن ترجعه سواها القوة ". هو نداء له ليقف .. و يستمر .. و لا يتهادن .. أن يلملم جراحاته .. عزمه من انكسار الموائد المجنحة .. و يسعى صوب الهدف !! تعالوا بنا لنقرأ بعض الجمل من هذه القصة ، لنقف على جمال يسكنها : - على رصيف اللجوء حزمت حقائبى - كأن بلدتى سفاحا حملت بى - ترمقنا الأيام بنظرات الشفقة .. تضحك مع الساعات و تقول حمقى - تراب الطريق قشر جلدى - لكن قافلة الحنين تركت على رمل روحى خطاها - أطعمتنى ثمارها فى حجر عجوز عنيدة - نبتت أعلى ذقنها أزهار الحنون - نسيت أن أغلق على الذكريات بابى شكرا لك نارة .. عشت الأرض .. كاملة الحدود .. و رأيت المخيمات تتناثر .. ومن سكونها تبزغ أقمار لا يطالها خسوف !!! ربيع عقب الباب |
[B]صديقتي الغالية نارة " سيدة القلم " .....
شكرا لهذا النص رغم انكِ لستِ لاجئة فانتي تسكني في بلدك ....الا انك لاجئة بالعمل والمشاعر والعطاء المتجذر كما شجر الزيتون !! اما نحن اهل الساحل اهل اللد والرملة ويافا وحيفا...الخ نحن من اصبحنا هنا تعيش في مخيمات اللجوء ويتقاذفنا القريب والبعيد لنعيش التيه في وطننا وكانا اتينا من المريخ باعتبار اننا لسنا مواطنين ...سحقا لهذا التخلف !! كلنا لاجئين كل الشعب لاجىء في وطن تنمو فيه المستوطنات كما السرطان لتنهش اللحم والعظام وتسيج الارواح والقلوب بسياج من كهرباء يحرسه جنود الفلاشا وابناء القردة والخنازير .... وجدار الفصل العنصري يبتر القرى والبلدات والمدن كمقصلة تحول بين الاب واسرته وبين الروح والجسد . اما يا سادتي اذا اردنا الولوج للنكبة التي سيكون لي موضوع منفرد بها قبل 15 الشهر ...فسيطول الحديث ويطول الشجون . نارة اسمحي لي ان اشكرك باسمي وباسم كل شعبنا المجاهد حتما حتى نيل كامل الحقوق وعلى راسها حق العودة الذي لا ولن يسقط بالتقادم لان العودة حق لا عودة عنه. كلمات جميلة وفاتنة كما روحك وشعورك الوطني الذي تعودنا عليه من اسرة مناضلة كما انتم . نارة لقد شققتي علينا فانا الان ملزم بمراجعة موضوعي مرارا الخاص بالنكبة حتى يرتقي الى حجم عطائكم دمتي بخير مودتي اهازيج[/B] |
نارة الغاليه...
"وقفة:. الهم فك حصارهم وأشف غليلهم بقضائك على عدوهم فأنت أرحم الراحمين بهم وأسخط الساخطين على عدوهم..وأجمعهم في جنتك وألبسهم الحلل وأرضِهم وأرضى عنهم يارب.." أبطال الحجارة والحصى ..كان الله في عونكم... الهم آمين يا نارة.. اللهم آمين .. شكرا لك .. صباحك ومسائك حرية و حرية .. كوني بخير.. اختك... |
أصدقائي الأعزاء....
استاذي ربيع..... اشكرك جُل شكري على هذه المداخلة التي تُثري بوحي وتضيء الجميل من جوانبه.... ربيع اشكرك باسم كل من حمل حلم في هذا الوطن الكسير,,,,, كن قريب. الغالي أهازيج.... لست أنا لاجئة لكن الهم واحد كما قلت، نحن كلنا في هذه النكبة وهذه المحنة.... أهازيج سوف أنتظر موضوعك بفارغ الصبر كي أتذوق طعم الكلمات الجميلة.... لا تتأخر.... كن قريب... حبيبتي حنان.... أشكرك على هذا الدعاء..... وأهلاً بك صديقة لأملي وحلمي وألمي....كوني قريبة حبيبتي أحبكم جميعاً ناره |
| الساعة الآن 04:09 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية