منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   القصص المكتمله (https://www.liilas.com/vb3/f717/)
-   -   أرواح ممزقة .. (https://www.liilas.com/vb3/t78315.html)

غموض 09-05-08 02:52 PM

أرواح ممزقة ..
 
في غسق الليل الهاديء .. وفي تبلج النهار الآسي ..

ومن بين زقزقزقة الطيور .. وأهازيج الفراشات .. هناك .. ومن قريب ..

وجد عالم تملأه المخلوقات الحية .. التي تتعالى اصواتها

معا لتوحيد الباريء عز وجل بالطاعات والعبادات ..


مقدمه
هناك فقط وفي هذا العالم .. وجدت مئات من الناس ..

تفرقوا واختلفوا .. اختلفت احزانهم وافراحهم .. آهاتهم ولوعاتهم ..

منهم من وقف مكتوف اليدين .. ومنهم من استسلم ولم

يكسب حتى شرف المحاولة .. للتوصل للنجاح .. وعلى

النقيض من ذلك منهم من تحدى وتصدى لكل مايأتي اليه ..

ابطالنا هذا اليوم هم اناس حقيقيون .. صنعم خيالي ..

بآهات ومشاكل وهموم قد يكون تعرض احدكم اياها ..

قصتي لهذا اليوم من النوع التراجيدي المحزن ..

بها سلسلة من المشاكل وقصص عديدة اتمنى ان تنال اعجابكم ..

والى ان تنتهوا من قراءة القصة لكم اجمل التحيات
المؤدبه

غموض 09-05-08 02:57 PM

/
\
/
\



كعادتي كل يوم أمشي هائما لا أعلم اين أذهب والى اين اسير وكيف

هي نهايتي .. ألاف الناس يسيرون معي في نفس الطريق

منهم من يضحك ومنهم من يقهقه بصوت عالي .. ومنهم من يمسك

بذراع اطفاله او زوجته .. اهم سعيدون ام يتصنعون السعاده؟

إنني احسدهم فالضحكة تملئ وجوههم برغم كل شيء ..

ليس لديهم مايعكر صفو حياتهم ..

كم أنت قاسيه أيتها الحياة اخذتي مني كل شيء ..

كل شيء حتى الضحك الذي يمتلكه أبسط الناس سلبته مني ..

إلى متى سأظل هائما أتعثر بخطاي وأنتظر المزيد من الطعنات ..

طعنات أشد من القتل تدمي ولا تلتأم


ياترى ماهو القدر الجديد المخبئ لي؟؟ ..

اهو مزيد من الألم أم مزيد من الضياع والتشرد ..؟؟

أشعر بالجوع .. ولكن ليس لدي مال لأشتري أي شيء

فقد جردني أبي من كل شيء .. ذلك الوغد كم أكرهه لقد حول حياتي للجحيم !!

ماذا أفعل الان والجوع يعتصرني ..؟؟

حالي غريب فقد جردت من كل شيء الا من عاطفة الحزن والجوع لما لم يسلبا مني بعد؟ ؟

لما كل الظروف تأتي محايدة لما اريد؟

ماذا افعل والدنيا .. حتى الدنيا لاتقبل بي .. فهي ترميني تارة

لأبي وتارة لزوجته ..

حتى امي .. حبيبتي .. صديقتي.. غاليتي .. أبت الدنيا

ان تتركها لي ..

فجعلتها تموت قهرا .. غيظا.. وحزنا .. وحتى حين ماتت، ماتت

بسببي .. انا من قتلتها ..

بتهوري وطيشي .. لم تحزن من ابي انما ماتت

مني انا .. فأبي قد تعودت على ظلمه ..تعودت على

هجره الدائم لنا .. وحتى على تصرفاته واطباعه السيئة ..


اماه ضميري يقتلني .. يعذبني.. يكويني

.. وابي لازال يظلمني .. فأين المفر؟! .. واين المصير..

والى من سأذهب من بعدك؟!

عاهدتك ان لااسرق.. عاهدتك ان لا اسكر.. عاهدتك ان لااعمل

الفواحش.. عاهدتك ان اجلب لكي المال من رزق طيب وحلال ..

لكنك لم تعطيني أية اجابة على حديثني إنما ابتسمت ورحلتي..

اماه يانور عيني .. انا اليوم ضائع.. تائه .. مشرد..

لااحد يقبل بوجودي هنا ..

حتى ضميري لايحبني .. يأنبني ليل نهار ..

سأجلس هنا علني أرى في أحدى هذه الصحف من

هو بحاجة لموظف .. لديه مؤهلاتي ..




/
\
/
\




وفجأة وبينما كان محمد تارة يقرأ وتارة

اخرى يذهب بفكره الى البعيد اتى صوت من بعيد .. ليناديه

بسام وهو يلهف من شدة ركضه

: مر زمن طويل منذ آخر لقاء لنا .. افتقدتك يا أغلى واعز صديق

رفع محمد رأسه وإذا به يرى تلك

الملامح نفسها ..لم يغيرها الزمان .. انه صديقه بسام

.. بسام الذي كبر معه وتحمل كل

منهما هم الآخر .. بسام الذي كان

يحتضنه وينصحه ويرشده دوما .. بسام

الأخ والصديق والحبيب له.. بل كل شيء في حياته .. فأسرع لضمه

.. وظل يتأمله لفترة ..

محمد ودموعه على وشك الإنهيار :

بسام لقد ضعت ، ضعت بدونك ..

بسام لقد ماتت أمي .. وطردت من المنزل ..

كجرو لم يعد له أهمية في البيت .. حتى جدتي التي كنت احسبها

تحل محل أمي وفي أول لجوء لها أخبرتني انه قد انتهت علاقة امي

بها منذ ان تزوجت ابي .. ولم تطع امرها ..

أحلفك بالله أي قلب تملك هي؟ ابنتها تموت وحفيدها يضيع

وتتركه ؟.. وابي ، أبى ان يحتضنني عنده وكل مااستطاع فعله

هو الإتيان بعشيقته الى المنزل فور موت أمي .. وتزوجها

ولم يحن على وفاة أمي اسبوع واحد .. ماهذه الدنيا؟؟!!



/
\
/
\



حاول بسام ان يهدء من روع صديقه

ويأخذ بخاطره ..

بسام وهو يحتضن

محمد ويمسح له دموعه : كل ماقلته يااخي لدي علم به

.. هي الدنيا التي تدمينا في كل وقت وكل حين ..

فماذا ترتجيئ منها؟

ولكن يجب الا نخضع او نستسلم لها .. بل يجب

ان نقف في وجهها ..

كم مرة أخبرتك بأن هذه الدنيا متاهات كبيرة يجب ان

نحاول ان لانغوص في اعماقها .. كم مرة حذرتك ان

لاتضع رأسك مع رؤوس القروش ولكنك ابيت واستكبرت ..

هذا الوقت ليس بوقت العتاب .. سآخذك الى حيث اسكن

.. هناك في منزل كبير .. به عشرات من الناس كلا منهم

يحتضن ألمه ويعتصر أحزانه ..

هناك أسكن وهناك أيضا يجب ان تسكن .. ولكني سأخبرك

بشيء ما .. لابد ان تفعله .. ان صاحب هذا المنزل من

أكبر مجرمي البلد .. قد يحرضك للسرقة او للقتل او حتى

الإدمان ولكن حذاري ان تطيعه ..

اكسب رزقك بوجه حلال طيب .. ولاتعيره أي اهمية ..

وكن محبوبا لدى جميع من في المنزل

تعجب محمد من كلام

بسام .. كيف يحذره بسام ..

وبسام منذ صغره يعيش في هذا المكان ولم يفكر ان يخرج منه ..



/
\
/
\



ذهبوا معا وتعرف محمد على صاحب

المنزل .. رجل في الخمسين من عمره .. تكسو وجهه

ملامح الطيبة .. والضعف .. لايريد ان يناديه أحد بأسماء

اولاده انما يناديه الجميع بأسم فاضل ..

فاضل وهو يربت على كتف

محمد : ونعم الأخ يابسام

.. محمد أنت ابنا لي واي

شيء تحتاجه لن نقصر معك أبدا .. ولا نريد أي مقابل جراء

سكنك .. يكفينا فخرا أنك صديق بسام ..

سكت محمد وبدأ يتذكر ماقاله له

صديقه ولكن كيف لرجل شرس ان

تكسو وجهه ملامح الرحمة هذه ..؟

ايعقل ان يكذب بسام على صديق عمره؟

استقر محمد في المنزل وتعرف

على اجزاءه .. وساكنيه ..

فالمنزل كبير بحجمه بل وضخم ايضا تكسوه الأشجار .. في

قرية بعيدة يسكنها القليل من الناس ..بنيانه قديم الا ان كل

ركن من اركانه به قصة مؤلمة ..

رافق بسام محمد

الى غرفته لكي يرتاح قليلا ..

وبعد ان جلس محمد بغرفته أخذ

ينظر بالنافذه .. ماسر هذا المنزل .. ولما جميعهم هنا؟

وفجأة دق باب الغرفة بهدوء ..



/
\
/
\



محمد : من الطارق ..؟

وإذا بصوت ناعم من خلف الباب : أنا ابتسام

أتيت لك بالطعام ..

فتح محمد الباب سريعا : ورأى فتاة

يكسوها الخجل بدت عليها ملامح البؤس والحزن .. جميلة

بروحها وبشكلها .. ينساب شعرها الطويل على وجنتيها

فيغطي ملامحها

محمد : تفضلي ادخلي ..

ابتسام بإرتباك : لا لا اشكرك

تفضل اكلك وانا ذاهبه في الحال ..

تبسم محمد واخذ الأكل منها وجعلها تذهب ..

بسام وهو يصفق بكلتا يديه

ليلفت نظر محمد : نحن هنا .. الا يحق لنا ان نأكل معك ؟

ضحك محمد وقال : عذرا

كنت سأغلق الباب لم انتبه لقدومك .. فقد اتت فتاة

تدعى ابتسام وقدمت الطعام ورحلت ..

صمت بسام قليلا بعد ان سرح

ثم استئذن بحجة ان يترك محمد

ليأكل براحته ويرتاح وخرج ..

محمد .. : بالفعل هو بيت غريب حقا ..

بدأ محمد يتناول طعامه وانتبه لدموعه

التي نزلت دون أي استئذان فقد اتت له فجأة ..

اجل فقد اتت له امه كما كانت تأتي له دوما وتمازحه

بالضرب على يده .. ولكنها اتت له كذكرى وليس حقيقة اتت

قائلة : (سمي بالله ثم كل ) تبسم

محمد بعد ان مسح دموعه وغاص في بحر الذكريات ..


في هذا الوقت بالذات وفي حديقة المنزل في الطابق السفلي ..




/
\
/
\



و في حديقة المنزل علا صوت لمياء

لتنادي بالحرية من وجهة نظرها .. لمياء

فتاة قست عليها الأقدار فجعلت منها فتاة معقدة تارة تنادي

بالحرية واخرى تنادي بالضغط والكبت .. تارة تضحك واخرى تبكي ..

ومااثارها هذا اليوم هو بكاء صديقتها ريم وحنينها لأهلها ..

ورغبتها في العودة اليهم ..

لمياء وهي تصرخ بشده : ماذا تريدين

من أهلك ؟؟ اتطمحين منهم الحضن الدافيء ؟ ام الحنان؟

ليكن في علمك ان الحياة بدون أهل كالجنة بلا نار .. ماذا

ترتجين من أهل في اول خطأ لك طردوك؟

وماذا يعني لو ان فتاة حملت دون زواج ؟ خطأ وكلنا نخطيء ..

ام انهم يدعون النزاهة ؟

اتعلمين ان من تحنين اليهم .. هم واهلي سواء؟

فأهلي كي يضمنوا عدم زواجي وكي يضمنوا ان لايذهب

راتبي لأحد سواهم باعوني لأنجس شخص .. متناسين مشاعر

ابنتهم متناسين انها انسانه ..

ومدركين جيدا ان لا احد سيقبل بي بعد فعلتهم ولن اتزوج ابدا ..

امااهلك فقد باعوك بمجرد انك وقعتي في يد ذئب بشري

وليس الذنب ذنبك .. إدعوا النزاهة والشرف وليس لهم

منه أي شيء ..

فليذهب الجميع الى الجحيم .. ولنعش حياتنا بحرية دون

أي رقيب او حسيب ..

لنضحك ونلهو ونلعب .. حتى ان رمينا بأنفسنا في النار لن

يسأل عنا أي احد فلسنا الا ارواح بلا جسد ..


رن صوت هذه الكلمة في أذن محمد

بغرفته وانصدم لمعرفة واقع هذه الفتاة المرير كذلك

بسام الذي كان بالحديقة وراى

المشادة التي حصلت بالكامل .. لسنا سوى ارواح بلا جسد .

. فهم كذلك حالهم كحالها فمن يهتم لوجودهم ؟

لكن هذه الدار مليئة بالمآسي فهواءها يخنق .. يقتل .. هواء

مليء بآهات الزمان ..



/
\
/
\



فقرر بسام ان يأتي مسرعا نحو غرفة

محمد ليداري عما حصل وكي

لايتأزم صاحبه ..

بسام : محمد دعنا نخرج لنتنفس في الهواء الطلق قليلا ..

محمد بسخريه: هه عن أي هواء

تتكلم؟ اعن الهواء الذي تلطخه ذنوب الأبناء وغضب اهاليهم؟ ..

ام الهواء المليء بالجرائم ؟. .. لماذا اتيت بي الى هنا ..

اليس الطريق افضل مكان لي ولك ؟

بسام وقد بدا على وجهه الأسى

والدموع تملئ عينيه : محمد إني

احتاجك ، احتاج لوجودك هنا .. والأيام كفيلة ان تثبت مدى

حاجتي لك .. محمد انت جناحي

الذي لااستطيع التحليق الا به .. محمد

انت رمز قوتي الان ..

لم يفهم محمد مغزى عبارات

بسام ولكنه اسرع الى ضم صديق

عمره والأخذ بخاطره .. وخرجوا معا لحديقة المنزل ..

محمد والبسمة تعلو وجهه وهو يحاول

ان يخفف عن بسام : قل لي ياصاحبي

الفتيات هنا بعدد ذرات الرمال الم تفكر ان تتزوج احداهم؟؟

فقد لاحظت ان لك احترام هنا ومكانة لايحلم بها احد في

مكان كهذا .. حتى صاحب المنزل يميزك عن الجميع ويحبك

حبا جما .. فلو طلبت يد احدهم لن ترفض .. انسى الكآبة

ياصاحبي وعش حياتك ..

ابتسم بسام وهو يمسح دموعه

وقال : لم يحن الوقت بعد .. حلمي ان اجعل هذه الدار دار

سعادة .. ان اساعد كل مهموم .. ان اجعل كل منهم ينسى آهاته ..

وفي هذه الأثناء اتى صوت صراخ من الجهة الأخرى

فأتى محمد و

بسام راكضين ليروا ماذا يحصل..


محمد بهرع : ماهذا ..!!

ماالذي يحصل ؟؟



/
\
/
\



فاضل بغضب : لقد حذرت لأكثر من

مرة وفهمته بأن مايقوم به اكبر خطأ ولكن لاحياة لمن تنادي

ففيصل دائم الشرب ودائم السكر ..

لايهمه احد ولايكترث او يسمع لأي أحد ..

مؤخرا بدأ يأخذ الأبر المخدرة .. مما ادى الى تشنجات له

في بعض الأحيان بالرغم من تعذبه الا انه يأخذهم في كل

مرة وهذا حالنا معه ..

كاد محمد ان ينهار مما

يسمع ومن هول مايرى ..

وقال والخوف بعينيه : خدوه الى اقرب مشفى حالا!! انتم بلا رحمة

فاضل : لا لاحاجة لذلك فقد تعودنا

على وضعه لقد اخذوه الان لغرفته سويعات قليله وستراه

يمشي هنا معكم بالحديقه .. لاتخف ياابني فكلكم ابنائي

ولن يهدأ بالي إلا اذا خلصته من هذه السموم القاتله ..

هو الان لايدرك مايفعله ولكن صدقني انا من

سيهديه للطريق الصحيح ..



/
\
/
\



بدأ بسام يربت على كتف صاحبه

ويسحبه ليذهبوا بعيدا .. علا على وجه

محمد الإكتئاب والحزن من هول مارأى ففي اول يوم

له رأى مصائب وهموم لم يعلم بوجودها .. فكأنه اتى

هنا ليجدد حزنه

فبدأ بسام يسرد

لمحمد قصة فيصل ليهدأ من روعه ..

بسام : اتعلم يا

محمد ؟ حين اتى فيصل

لهذه الدار قبل عشر سنين كان عمره خمس سنوات فقط ..

يتيم الأبوين .. فأمه كانت تعمل معلمة في العاصمة ..

لكنها تسكن في احدى القرى .. قررت ام فيصل ان

تبني بدخلها المحدود بيتا لها ولزوجها وبدأو بحب يبنون

بيتا تملأه الأفراح والأحلام .. في قريتها وبعد مدة

حان وقت رجوع الطلاب للمدارس وكان لابد من عودة ام

فيصل للعاصمة فذهبت هي وزوجها

ووليدها واثناء طريقهم

للعاصمة .. اتت شاحنة كبيرة واصطدمت بسيارتهم .. كان

كل مايهم ام فيصل هو كيف تحمي

وليدها فوضعت ثقلها على ابنها واخدت تنادي زوجها بكلمات

غير مفهومة وكأنها توصي والد فيصل عليه بعدها فارقت

الدنيا .. اما والد فيصل فقد ظل لثلاث ايام في العناية بعدها

اخذته الرحمة الآلهيه .. بعدها بأسبوع واحد فقط

اتى الينا فاضل بطفل صغير وجهه

كالبدر في يده بعض الكسور وتعلو وجهه الكآبه ..

محمد : وبيته؟؟ الم تقل لي ان اهله

كانوا يجهزون لهم بيت ...

تبادل النظرات محمد و

بسام واخيرا نطق

بسام : لقد استولى عليه اعمام

فيصل وقالوا انه لهم وليس لأم فيصل .. بل لقد

وصلت بهم الدناءة ان يقولوا بأن فيصل

ليس ابن اخاهم ..

محمد بلهفه وخوف : واهل ام فيصل اين

هم اين موقعهم .. لاتقل لي انهم كأهل والدتي ..

بسام : لا ولكن ام فيصل ليست من

هذه البلد فمن الصعب علينا ان نصل لأهلها ..

صمت بسام ثم اكمل حديثه

قائلا: ارأيت لقد نشأ فيصل معذبا

واخشى ان يموت كذلك .. لكم يألمني منظره حين تأتيه

نوبة التشنج .. فيصل اعتبره طفلي ..

اخي الصغير.. ليت بيدي شيء لأفعله له ..

صمت محمد والحيرة والتساؤلات

تملأ عقله .. ماالذي يجبر هؤلاء بالعيش هنا؟

لم لايذهبون للمصحات ويتعالجون .. لما لايبحثون عن عمل ..

العمل؟؟ أي عمل سيجدون في هذا الزمان؟؟ سيموتون

جوعا وهم يبحثون عن عمل .. او سينحرفون فبقائهم

هنا هو الأفضل لهم ..

بسام وهو يربت على كتف

محمد : حسنا الا يجب ان ترتاح

الان؟ الم تتعب ؟؟




/
انا ذاهب لعملي وانت أذهب لتسترح قليلا ولتعلم كما

في هذه المنزل مآسي أناس فهنالك قصص حب جميلة

تحتاج لئن تتوج بالزواج .. تبسم بسام بوجه محمد ورحل ..

مرت أيام عديدة .. لايوجد بها أي تجديد.. انما تتجدد

الأحزان والأوجاع ..

وفي أحدى الأيام وبينما كان محمد

وبسام كعادتهما في

الحديقة وإذا بصوت آت من بعيد .. صوت غناء ام لطفلة ..

أسرع محمد ليرى لمن تغني

تلك الفتاة .. إنها حتما مجنونة .. فهو هنا منذ شهرين

لم يجد أي فتاة ..

بسام وهو يمسك ذراع

محمد: الى اين انت ذاهب؟ ..

اتركها بمفردها .. اعلم ماالذي يدور في رأسك إنها ليست مجنونة ..

ولديها طفلة بالفعل ولكن تتحاشى ان تريها لأحد ..

محمد : ينظر

لبسام وعلامات التعجب تملأ وجهه

محمد: ان كانت لاتريد ان يراها

أحد اذن لماذا تخرج بها في حديقة المنزل؟

بسام منذ اول يوم أتت وهي تخفي

طفلة بيدها .. ابت ان تريها لأحد حتى حين تمرض الام

لا أعلم اين تخبيء طفلتها ..



/
\
/
\



ندى فتاة أحبت شخص بجنون ..

ولكن لسوء الحظ كان هذا الشخص من الذئاب البشريه ..

دخل اليها من مدخل انه سيحررها من قسوة زوجة ابيها ..

وسيحررها من التفكك التي تعيشه بين امها وابيها اللذان

انفصلا منذ طفولتها وكلا منهم تزوج وتناساها ..

وفي احدى الأيام وقعت ندى في

حبال حبيبها .. وبعد فترة علمت بحملها .. وماان علموا اهلها بذلك

طردوها وتبرأو منها متناسين تفككهم الأسري واهمالهم لها

منذ الصغر .. كما تركها من يدعي بحبها فقد استولى على

مايريد .. وحقق هدفه

ندى فتاة انطوائيه تعشق اهلها

وتحن اليهم بجنون .. تحقد على كل شخص يحاول الإقتراب

من ابنتها لأنها تخاف من ان تخطف ابنتها من حضنها .. لذا اتركها

يا اخي وشأنها بما انها فرحة وتغني دعها تغني عل الفرح يدخل

الى دارنا هذه ..

محمد بتعجب: لاكثر من اربع سنوات

لم تروا ابنتها ولا يوم واحد؟؟!!

بسام : لا ، ولا نريد ذلك فلقد حاولت

ابتسام ان تراها وانهارت ندى فور طلب

ابتسام منها على الرغم من ان

ابتسام تعد الأقرب لها ..

صمت محمد وتوعد في نفسه ان يرى

طفلة ندى ويخرجها من عزلتها .. فهو قد تعلق بالبيت بآلامه واحزانه ..

و اصبح الجميع كأسرته ..

محمد : حسنا يابسام لقد طلبت من

فيصل ليلة البارحة ان نخرج لنتنزه سويا

فأعذرني الان .. او ان شئت تعال معنا ..

بسام : لا اذهبوا بمفردكم أنا سأظل

مع ابتسام فحرارتها مرتفعه ولابد من

ان يكون شخص بالمنزل لينقلها الى المستشفى لو ساءت

حالتها لاسمح الله ..

محمد والضحكة تملأ

وجهه : وهنالك قصص حب بحاجة لتتوج بالزفاف هذا

ماقلته لي قبل شهرين .. بســـــــــــــام

وابتســــــــــام اسمان متناسقان جدا

بسام والإبتسامة في

وجهه : اخفض صوتك قليلا .. لانريد ان يسمعنا احد ..




/
\
/
\



ذهب محمد لإصطحاب

فيصل معه ..

و في الطريق ..

محمد بحنان : أترى كيف يمشي الناس سعداء .

. كل منهم فرح بما يجنيه في هذه الدنيا ..

فيصل يابني .. عد الى ربك .. وصلي له وادعوه ..

فيصل بتملل: ان كنت ستتكلم

في موضوع كهذا فالعودة الى البيت افضل..

محمد: لالا دعك معي ارجوك ..

( وبعد صمت دام للحظات )

محمد: فيصل

مارأيك بمالك المنزل؟

فيصل : انه شخص خلوق منذ ان

سكنت معه لم يطلب مني اجر ابدا .. انه ابي الذي حرمت منه ..

امي الحنون التي لم اضل في حضنها طويلا ذاك هو

فاضل ..

محمد بإستنكار : حسنا ولماذا يرفض

ان ندعوه بأسماء ابناءه؟

فيصل : لأنه لا ابناء له ..

فاضل لم يتزوج ابدا وليس لديه أي ولد .. ونحن ابناءه ..

دارت في رأس محمد تساؤلات عدة

ولكنه لم يبين قلقه لفيصل الذي بدا مسرورا للخروج معه ..

فيصل : حسنا هل لك أن تريني منزلك؟؟

محمد بإبتسامه بها لوعة الحزن

: ان اصبح لدي منزل ستكون انت اول من يراه ..

فيصل : منذ متى تعرف

بسام؟ فهو لم يحدثنا عنك اطلاقا وانما وخلال الأشهر

الماضيه ادركت مدى تعلقه بك ..

محمد : بسام

هو رفيق طفولتي .. هو من يأخذ بيدي .. تعاهدنا منذ

طفولتنا ان نحيا سويا او نموت معا .. اذاقتنا الحياة من مرها فأنا

فقدت امي بسبب طيشي وتهوري .. وهروبي الدائم من

مواجهة واقعي ..

أما بسام فقد فقد امه التي منذ ان

ولدته بدت متعبه شاحبه مريضه .. فماتت امه .. ماتت وهو لم

يشبع بعد من حضنها وحنانها .. فبدا ذلك الطفل الحزين الذي

تعلو وجهه ملامح البؤس .. فكبر واصبح شابا تملئ قلبه الطيبة ..

ولكن من ينظر لعينيه لأول وهلة يرى فيهم حزنا عظيما ..

بسام ذلك الشاب المناضل الذي

افتخر لمعرفتي له نزل الى الشارع وعمره 9 سنوات .. 9 سنوات

فقط استطاع ان يوفق وهو في هذا العمر بين عمله ودراسته ..

كان يلقي بنفسه في أي وظيفة كانت .. على ان لايطلب من

أبيه شيئا ..

تجاورنا وتصاحبنا .. بل وحتى همومنا لم نتقاسمها انما

تساوينا فيها ..

فيصل : ان من ينظر للحياة ياصاحبي

يرى فيها عجبا عجاب . فالدنيا بيت عنكبوت من دخل في حبال

وبيت هذا العنكبوت لايخرج ابدا ..

هكذا الهموم فمن ابتلاه الله بها تتالت خلفه ولم تتركه ..

ولكن رحمة الله وسعت كل شيء ..

وماهذه الا ابتلاءات من رب العباد ..

جلس فيصل على جسر بحيرة

كانوا قد مروا بها فأردف قائلا بمرح قليل

فيصل: دعنا نجلس قليلا هنا

محمد والدهشة على وجهه : اذن انت تعلم

بالدنيا جيدا وتعلم بأن هنالك اله اليس كذلك ..

اذن لما تأخذ ماحرمه الله؟

فيصل : حسنا أنا عائد الى المنزل .. اراك لاحقا ..

محمد محاولا ان يلحق به : انتظر قليلا لم

يكن قصدي ازعاجك عد ارجوك

( ولكن لاحياة لمن تنادي غادر فيصل مسرعا )



/
\
/
\


بات محمد لدقائق يمشي في الطريق ..

لايعلم الى اين يسير .. ولا يعلم الى اين تأخذه قدماه وأخيرا توقفت تلك

القدمان لدى بيت قديم في حي شعبي .. لايسكنه سوى البسطاء ..

يكسو هذا البيت الفقر .. ولكن تملئه المحبة ..

تردد محمد في ان يطرق الباب او يعود

من حيث أتى لكنه قرر اخيرا بطرق الباب ..

طرق الباب ليأتيه صوت عجوز من بعيد يسأل من خلف الباب ..

إنها تلك الجده الحنون جدة

محمد وأم أبيه .. عجوز في الستينيات من

العمر .. هي من كانت تضمد جراح قلب حفيدها .. هي البلسم

الشافي له .. هي الأم الحنون التي ولدت وربت اباه ..

الجدة : من الطارق ؟

محمد: انا .. أنا

محمد .. الم تعرفيني بعد؟! ..

اسرعت الجدة في فتح باب منزلها

خوفا من ان تفقد نور عينها .. فهي لم تراه منذ خمس سنين مضت ..

اسرع محمد لضم

جدته وقبلها على رأسها واجهش كلاهما في البكاء ..

كيف لا وهذه الجده هي من كانت الأم

الحنون لحفيده من بعد موت والدته ..

كيف لا وهي من كانت تقسم معه مايجلبه لها الجيران مع فلذة كبدها ..

ام أيمن هي امرأة تزوجت في سن متأخر فلم يرزقها الله الا

بأيمن الذي ماان كبر حتى تنكر لأغلى مافي الوجود ..

هو لم يتنكر لها فقط بل تنكر لأبنه وحتى لدنياه وغرق في

شهواتها وملذاتها ..

ناسيا محمد وامه .. ووالدته .. وكل

مايهمه كيف يسعد من يجري خلفهم ..

اما زوج الجدة فقد تزوج بأخرى ونسي

ام ايمن هو الآخر ..

الجدة وهي تبكي في صوت ارهقه

التعب وطول البعد ومرارة السنين : لقد ظننت انك لن تعود ابدا ..

اما كفاك هجرا .. الا تعلم انك عيني التي ارى بها ..

ام كبرت وتناسيت جدتك كما فعل ابيك ..

ولدي يانور عيني لقد اظناني البعد عنك .. وارهقني الزمن بدونك ..

حتى جيراني جفوني فهم يرون ان من لااهل له لايستحق العيش ..

بني اعدت لرفقاء السوء؟! .. الم تعدني انك ستتركهم ..

ام تريد ان اموت كما ماتت امك ؟!

سارع محمد لوضع يده على فم

جدته وازداد في البكاء ..

محمد : عزيزتي حبيبتي غاليتي

ومن يستطيع نسيانك؟ .. ان جفوت حالي لااستطيع ان اجفوك .

. لقد وعدتك ووعدي دين في رقبتي ..

ولكن كل ماهنالك ان عمي كان يعتقد انني حين آتي اليك .. ليس

حبا لك انما طمعا في منزلك .. جدتي

لو كنت طامعا في منزلك لسكنت معك منذ ان ماتت امي ..

او لسارعت في بيعه منذ ان اعطيتني عقد ملكية المنزل ..

كذلك اتهمني بأني استرق النظر في ابنته التي كانت تأتي

لخدمتك اثناء غيابي .. وهددني ان اتيت ثانية لمنزلك سيبلغ الشرطة ..

أي قلب يملك لكي يقول بأن ابن اخاه يعاكس ابنته .. أي قلب

يملك حتى يظلم ..

الجدة : لقد اعمى الطمع اعين

الناس فعمك الذي تتحدث عنه لم يكفه منزل امه فقط .. انما

وحسب ماسمعت من ابنته فقد سرق من مجوهرات امه ..

وقال بأن وصية امه هي اعطاءه هذا القدر من المجوهرات لانها

تدين له بمبلغ من المال

لاحظ محمد التعب الذي بدا على

وجه جدته فحاول ان يريحها ويجعلها تتوقف عن البكاء .. واخذ يعدها

انه لن يتركها مجددا .. بل سيأخذها معه الى حيث يسكن فهنالك

اخوات يعتز بمعرفته بهم .. ولتترك مكانها وتعيش معه ..

محمد : جدتي

لقد عملت في احدى الدوائر الحكومية وحالتي الان جيده

جدا وماينقصني هو وجودك معي .. كفانا جراحا وغدرا ..

كفانا ألماً ولنلملم حالنا ونرحل سويا .. لنذهب الى عالم لايسكنه سوانا ..

عالم من يسمع فيه هموم ومشاكل الآخرين يرى مصائبه اقل

من مصائبهم .. اسكني حيث أنا اسكن .. هنالك العديد من

الفتيات واللاتي اعتبرهم اخوات لي .. لم يملوا من رعايتك

والاهتمام بك ..

لقد قصرت في حقك كثيرا ولكن ظروفي كانت اقوى مني بكثير ..

لكني لن أسمح للظروف ان تأخذك مني مجددا ..

جدتي من عمل جهده من اجل ان

يشتري سعادته وراحة باله سيتعب ولن يحصد سوى المصاعب ..

فالسعادة لا تشترى بأي مال .. بل لابد ان نصنعها نحن بأيدينا ..

لنرحل .. ولنعش حياتنا معا .. دعينا نغلق صفحة متعبه من حياتنا

ونبدأ صفحة تملئها السعادة بوجود غالية مثلك فما رايك؟

الجدة وملامح الحزن على وجهها : ولكن يابني هذا منزلي

ولا احب ان اتركه اطلاقا ..

محمد والابتسامة تملئ وجهه

: حسنا الان ليس وقتاً للنقاش والمجادلة .. سأذهب الى

المخبز لأحضر مانأكله فأنا اليوم اريد ان ابقى مع ملاكي ..




/
\
/
\


قبل محمد يد جدته

ورأسها وخرج .. وابتعد عن الحي الذي تسكنه الى ان

وصل الى المخبز .. في هذا المخبز وقبل خمس سنوات كان

محمد لايستطيع اقتناء حتى نصف

رغيف بسبب حالته الاقتصادية السيئة .. و

جدته كذلك ..

هاهو اليوم القدر يبتسم له ويجعله يجدد جميع صفحاته ويبدأ مجددا ..

سيبدا صفحته مع جدته ..

وفي اثناء سرحانه .. وإذا بأحدهم يقول له ..

العامل : كيف استطيع ان اخدمك ..؟

التفت محمد بإن دوره قد اتى فتبسم

فأردف قائلا : اريد خبز ساخنا .. واكون شاكرا لك ..

بعد ذلك بثواني اخذ مايريد وبدأ يسير في الطريق وهو يفكر كيف

ستصبح حياته مع جدته .. كيف سيبدأ من جديد .. فقد قرر نسيان

كل الماضي سوى جدته ..

وفي هذه الأثناء كاد ان يسقط لشدة اصطدامه في احدهم ..



/
\
/
\



محمد وملامح الخجل على وجهه

: آسف .. اعذريني لم اكن اقصد ذلك انما كنت افكر قليلا ..

وائل بعصبية شديدة : الا ترى اني

شاب؟؟ ام ان عيونك خلقت للنظر في الفتيات فأصبحت

لاتفرق بين الفتاة من الفتى؟؟

محمد والخجل علا وجهه اكثر من

ذي قبل : اعتذر منك ارجوك اعذرني .. لم اقصد ازعاجك
وحتى اصطدامي بك لم يكن مقصود ..

وائل : لا بأس ولكن انظر في الناس

جيدا كي تفرق من هو الفتى ومن هي الفتاة ..


محمد وهو يحدث نفسه : حسنا وان

كانت ملامحه كالفتاة مثلك كيف لي ان اعرف .. فحتى صوتك

صوت فتاة .. ماهذه الدنيا العجيبه .؟


وائل وهو في عجلة من امره : حسنا وداعا الان ..

محمد : انتظر مهلا ارجوك .. إنني اليوم

أسعد شخص في العالم واود ان تشاركني سعادتي ..

فأنا اليوم التقيت بجدتي بعد هجر

خمسة اعوام .. ارجوك اقبل دعوتي ولنذهب معا الى منزل

جدتي لنأكل معا .. بعدها اذهب

الى حيث شئت .. واعتبره اعتذار بسيط مني لك ..

نظر وائل مطولا في وجه

محمد ثم اردف قائلا : لا بأس سأعتبره

اعتذار منك على إهانتك لي ونعتي بفتاة ..



/
\
/
\



ضحك محمد وسارا معا في عودتها

للمنزل وبعد مضي دقائق اخذ بعضهما على بعض فبدأ محمد يسأل

وائل عن اسمه وحياته ..

وائل هو شاب يبلغ من العمر اربع

وعشرون عاما .. له اخوة و اخوات جميعهم متزوجون ماعداه ..

وائل هو ذلك الطفل المتمرد في طفولته

فبعد انفصال امه عن ابيه رغب ان يعيش مع ابيه .. فنسي امه ..

ولكن هيهات ان يظل وائل تحت

حضانة ابيه و والده قد قرر الزواج كيف لزوجة اب ان

تقبل بوجود فتى تربيه؟؟

مما ادى الى انتقال وائل الى منزل عمته

التي عاش معها وهرب من منزلها بعد ان تلقى شتى وسائل

التعذيب من زوج عمته ..

وهاهو اليوم يسكن في شقة بمفرده لا يستطيع العودة الى

حضن امه التي كرهته حينما قرر المكوث مع ابيه وهو لايدرك

شيئا .. ولايعلم بأي شيء حصل بينهما .. كما انه اليوم لا يستطيع

ان يضع وجهه في وجه اخواته ..



/
\
/
\



هذا كل ماقاله وائل

لمحمد .. فلم يستطع ان يعرف اكثر فسرعان ماوصلوا

الى منزل جدته .. دخل

محمد الى منزل الجدة

وادخل معه وائل ..

ولكن يال هول مارآه فماالذي يراه أمامه ؟؟

جدته ونور عينه ملقاه على الأرض

اسرع نحوها .. فوجدها تسعل بشده ..

محمد والخوف يملئ عينيه :

ماالذي يؤلمك ؟؟

هل تشعرين بالتعب ارجوك تماسكي سإخذك للطبيب مهلا

مهلا .. انني ذاهب لأحضر جلبابك لنذهب الى الطبيب ..

الجدة وصوتها يتقطع : خمس سنوات

انتظرتك فيها ووعدت نفسي انني لن اموت الا اذا اتيت ..

لن اموت الا اذا امليت عيني بالنظر فيك .. تماسكت من اجلك ..

وهاقد اتيت .. بني لااستطيع الذهاب معك الى حيث تسكن ..

لقد عشت هنا وسأموت هنا ..

بدأت حالة الجدة تزداد وسعالها يشتد .

. واخذت تنزف بشده من فمها ..

هنا انهار محمد وصرخ ليستغيث بمن هو

واقف بعيدا كالحجر ودموعه تنهمر على وجهه

محمد وهو يصرخ :

وائل اني ارى الموت في عينيها .. ارجوك تصرف افعل أي شيء ..

واخذ يخاطب جدته

ودموعه تنهمر ..

تحدثي الي اريد ان اسمعك .. خذيني الى احضانك ودفيني بهم ..

انا من جعلك تصلين الى هذا الحال !!

انا من جعل حالتك تسوء .. ارجوك خذيني الى احضانك ..

اريد سماع أي كلمة منك .. اهينيني اضربيني وان شئتِ

اشتميني ولكن لا ترحلي ..

تعبت وانا اهرب من ذنوبي .. وحين اتيت لجنتي القاها

سترحل مني .. جدتي

لقد وفيت وعدي لك واصبحت رجلا يعتمد عليه وها

انا اليوم اتيت لاخذك معي ..

جدتي ارجوك اريحيني .. اريد ان


اسمع منك أي كلمة .. مابال نور عيني صامت هل

طغى النعاس عليك؟؟

هل اخذك النوم مني ام تعبتي من كثرة شكواي ؟؟ ..




/
\
/
\


في هذه الأثناء دخل وائل مسرعا ومعه

الطبيب وامر محمد ان يبتعد كي يترك

مجال للطبيب لفحصها ، ففحصها و ماان فحصها حتى اماء برأسه

بأنه قد فات الأوان ..

محمد بأنهيار :

جدتي لا.. لايمكن ان تموت انت بالطبع مخطيء ..

جدتي لن تموت ..ولم تمت ..

جدتي إصحي .. إصحي ارجوك

واخبري الجميع بأنك لاتتركيني ولن تتركيني ..

ذهبتي وتركتني بغرقي .. ذهبتي وتركتي لي مرارة الزمن ..

انا من ألقاك بيديه هنا .. واتيت لك مفلس من كل شيء من

رضا امي ومن رضاك ..

جدتي احلفك بالله ان تصحي

او تأخذيني معك ..

حاول محمد ان يهز

جدته ليصحيها فقد اصيب بحالة إنهيار هنا تدخل

وائل وهم بتغطية وجه جدته ..

وحاول الأخذ بخاطر محمد ..

محمد : إتركني فأنا من سببت لها

كل هذا .. انا من اهملتها ولم اعلم بمرضها .. انا من تسبب

في قتل امي والان تسببت في قتلها .. قتلت شخصين

ومشيت في جنازة امي كما سأمشي في جنازة جدتي ..

ايوجد قاتل لديه قوة قلب كقلبي؟

اين سأذهب الان .. بدونها انا لا قيمة لي الان .. بدونها

لا استطيع العيش لابد ان اموت معها .. نعم افضل حل ان

اموت معها لعلي حين ارحل من هنا ارتاح من تأنيب ضميري ..



/
\
/
\



وائل : ولكنك لن ترتاح من عذاب الله ..

لانك تهرب من الدنيا وتجعل انتهاء حياتك بيدك دون مشيئه ..

دعنا ياصاحبي نسرع في دفن جدتك فإكرام الميت دفنه

ووكل الله عز وجل ..

محمد والدموع في عينيه : لماذا انا هكذا لماذا

كل الناس تعيش في سعادة وانا حتى اقرباء لايوجد لدي ..

ضم وائل محمد

الى صدره واخذ يبكي معه .. فهو في اول يوم تعرف فيه

على فتى استطاع ان يرتاح له .. فقد من تعرف عليه اغلى مايملك

في هذه الدنيا ..

امن أجل ان تدخل صداقه جديدة في حياتنا لابد ان نفقد احد في

حياتنا لدخول هذا الشخص؟؟ الهذا الحد ضاقت الدنيا ولم

تعد تستوعب وجود احباء معا؟؟

هذا السؤال الذي دار في رأس وائل وهو يحاول تهدئة

محمد ..



/
\
/
\



وبعد انتهاء مراسم العزاء .. ضل وائل

الى جانب محمد فلم يتركه

للحظة واحده .. فقد لاحظ ان محمد

لا احد له .. ولم يأتي اليه احد ..

فقرر ان يضل الى جانبه ليواسيه .. فقد خاف عليه من الإنتحار

لأن افكاره قد ملئت بأنه لابد ان يرحل مع جدته .. ومع امه ..

وان لامكان له هنا ..

مضى شهر كامل ومحمد لازال

يصارع نفسه ويجول في دوامة احزانه .. وفي احدى الأيام

وبينما كان محمد نائما قرر وائل ان

يبحث في اشيائه الخاصة واخيرا لم يجد في محفظته سوى

رقم كتب تحته .. بسام رفيق عمري ..

لم يتردد وائل للحظة واحده في ان

يطلب هذا الرقم .. فقد قرر ان يتصل ويترك الاقدار هي من تقرر

ان كان بسام يستحق هذا اللقب ام لا..

فإن كان رفيق عمره حقا سيأتي ويساعده للخروج مما هو فيه ..

تأكد وائل من نوم

محمد .. واسرع في اقفال الغرفة عليه بعد ان تأكد من

عدم وجود أي اداة حادة او مضره .. وذهب سريعا الى اقرب مركز

اتصال .. وبدأ في ضرب الأرقام ..




/
\
/
\


اتى صوت من بعيد .. صوت شاب هاديء صوته يوحي بأنه في

ريعان شبابه .. ارتبك وائل ماان سمع الصوت .. واخيرا قرر ان

يتحدث ..

وائل : السلام عليكم من فضلك هل

لي ان اتحدث مع بسام ؟.

بسام بتعجب : أنا بسام من معي؟

وائل : أنا

وائل حادثتك كي اخبرك ان كان يهمك صديقك

محمد فلتأتي الى الحي القديم ..

شارع الريان .. منزل الجدة ام ايمن ..

اسأل من هم في ذلك الحي وسيخبروك بمكان المنزل ..

اما ان استغنيت عن صداقته .. ففضلا انسى مكالمتي هذه ..

ولكن قبل ان اغلق محادثتي لابد ان تعلم انني حصلت على

رقمك بالصدفه .. وانه كتب تحت اسمك رفيق عمري فأتمنى

ان تكون تستحق هذا اللقب ..

بسام بلهفة وخوف: ماذا به

محمد فقد اختفى فجأة ولم نعرف

عنه أي شيء احلفك بالله ان تطمئني عنه ارجوك هل

اصابه مكروه ..

وائل : هو بخير لكنه بحاجتك ان

كان يهمك فأنا في انتظارك .. استودعك الله الان مع السلامة

بسام : في امان الله ..



/
\
/
\



رجع وائل الى المنزل وفتح غرفة

محمد ليطمئن عليه ..

وائل في نفسه : حمدلله مازال نائما ..

مسكين هو ماان يخرج من مشكله حتى تأتيه الأخرى فتفصم ظهره ..

أي صبر واي قلب يملك هو ..

إنني احسده فهو لم يحاول الهروب من ذاته ابدا .. وحاول ان يثبت

حاله ولكنه للأسف فشل ..

في هذه اللحظات شعر وائل ب

طرق الباب فسارع لفتحه ..

وتقابل الوجهان معا ..

وائل : اهلا وسهلا من معي ؟

أأنت بسام؟

بسام : اذا لم اكن مخطئا فأنت

وائل اين محمد؟؟

حاول بسام ان يدخل ليملي

عينه برؤية صاحبه فإذا بيد تمسكه لتمنعه من الدخول ..

وائل بإبتسامه بسيطة : ليس الآن

فهو نائم .. هو بحاجة للراحة ..

بسام بقلق : اذا ارجوك هلى طلبت

من جدته المجيء؟؟

سارع وائل في انزال رأسه بعدما سبقته

دموعه التي ابى ان يراها بسام وقال

بصوت يصتنع فيه القوة : وهذا مادعوتك من أجله .. فجدة

محمد قد فارقت الحياة ..

ومحمد حالته النفسية تدهورت ..

وانت اختفيت ولم تسأل عنه ..

بسام بملامح علاها التوتر والحزن :

انا لله وانا اليه لراجعون ، لاتلمني ياصاحبي فقد بحثت عنه طويلا ..

حتى لأبيه ذهبت وقد قوبلت بالطرد ..

ولم يخبرني اباه عما حصل بأمه ..

وائل بسخريه : اتعلم ان اباه لم يأتي

لأمه ولم يحضر حتى في دفنها .. فكيف ترتجي منه

ان يخبرك بمكان ابنه؟؟



/
\
/
\



وفجأة خرج من الغرفة شخص وقطع حديثهم .. شخص من يراه

يحسبه في الأربعين من العمر .. يعاني من اصفرار البشرة ..

وكثرة الهالات تحت العين ..

مرت لحظات من تبادل النظرات وعم الهدوء فجأة .. حاول

بسام الاقتراب من صاحبه .

. ولكن في هذه المرة محمد

لم يقترب انما ظل متجمدا في مكانه ..

وصل اليه بسام واخذه في حضنه

وبدأ يبكي .. بينما محمد ظل ينظر

اليه ولم يبدي أي عاطفة او اية مشاعر وبعد لوم وعتاب

من بسام لصاحبه انفجر محمد

بالبكاء وسارع ليضم صاحبه ..

هنا ابتعد وائل وذهب لغرفة اخرى

وتركهم يتحدثون معا .. ليشكي كل منهم عن حاله ..

وليواسون بعضهم البعض ..

قرر وائل ان يرى من النافذة مايحصل ..

فرأى ان صاحبه محمد الذي اعتزل عن

الحديث والذي لم يكن يأكل الا بشق الأنفس يتحدث مع صاحبه ..



/
\
/
\



هنا قرر وائل ان يجهز القليل من الطعام

قبل ان يرحل .. فمحمد سيأكل بالتأكيد بوجود بسام .. فهو الان

يبتسم ويتحدث ..

وبعد مرور دقائق خرج وائل وهو يحاول

ان يمسح دموعه .. اجل فهو كان يبكي فقد اعتاد على محمد

على الرغم من صمته الدائم الا انه احب

هذا الصديق فاعتبره اخ له ..

لكم هو صعب ان يصارحه بأن لاحاجة لوجوده من اليوم فصاعدا ..

اصطنع وائل الابتسامة وقال بكل

حب : سبحان من اجمع قلوب الاحبه .. واراد لقائهم من جديد ..

هاقد حان وقت الغذاء هيا يابسام

وهيا يامحمد كلوا معا .. وابتهجوا وكفاكم حزنا ..

وسارع بالذهاب ..



/
\
/
\





بانتظار ارئكم لاكمال القصه
اختكم
المؤدبه

غموض 09-05-08 10:38 PM

شكل القصه ماعجبتكم على كذا ماراح اكمل

BENT EL-Q8 09-05-08 10:41 PM

لا يا قلبي القصة حلوة
والعنوان حلو
بس
انا مو واايد مع الفصحة

غموض 09-05-08 11:35 PM

تسلمين ياحياتي هاذا من ذوقك

dew 09-05-08 11:52 PM



السلام عليكم ياقمر,, قرأت القصة وأعجبتني ,,وأحسست أنها تشبه قصة أوليفر تويست لتشارلز ديكنز في طريقته التراجيدية ...

هناك بعض الملاحظات وأرجو أن تتقبليها بصدر رحب ,,, لغتك الفصحى كانت متماسكة وجميلة لكن أحسست أنك لم تركزي في كتابة الشخصيات وأكثرت من التعريف عن أكثر من شخصية في خلال جزء واحد وهذا بالنسبة لي يربكني ويجعلني أحاول التركيز بينما من المفترض أن تكون سلسة

أسلوبك سلس ووصفك جميل ,,لكن أرجو أن تركزي عند الكتابة لأنني أشعر أن الأحداث مسرعة ومتداخلة مع بعضها البعض


هذا رأيي وأرجو أن تقبليه من صديق إلى صديق ,,وسامحيني إن أزعجتك بردي :flowers2:

غموض 10-05-08 12:03 AM

لالاعادي ياقلبي اتقبل الانتقاد بصدر رحب لاصلح غلطاتي
وتسلمين على مرورك للقصه وان شاءالله بكملها لكم اذا شفت اقبال عليها تحياتي

غموض 12-05-08 09:16 PM

/
\
/
\



محمد وهو ينظر الى وائل

ويرتجي

عودته : اجلس معنا .. لاتتركنا كل معنا كيف تطهو طعاما ولا تأكله ..

ابتسم وائل ثم قال : لابد ان اتجهز

لكي ارحل فلا حاجة لوجودي .. هاقد عاد لك صاحبك ..

مكثت شهرا كاملا معك لم استطع تغييرك ..

وبسام منذ اول يوم استطاع ان

يعيدك الى صوابك .. لابد ان ابحث عن عمل واستقر في منزل

جديد فلن اضل هكذا ..

محمد :اجل لن تضل هكذا لقد اتيت

الى هذا المنزل لاصطحب جدتي

رحمها الله معنا ولكن لم يشأ الله بذلك .. وانا لن اسكن هنا وسأعود

الى حيث كنت ولكني سآخذك معي هذه المرة ..



/
\
/
\



وائل : ولكن انا

بسام: لايوجد أي عذر يجعلك

لاتأتي فأنت حافظت على محمد

شهرا كاملا عانيت معه الصعاب ولم تسمح له ان ينتحر

فكيف تريدنا ان نتركك تذهب فهذا ليس من صنعنا ..

وبعد مرور يومين .. انتقل محمد

وبسام ووائل الى البيت..

فرح كل من في المنزل بعودة محمد

.. ورجوعه اليهم سالما .. ورحبوا بوجود وائل ..

ولكن وائل كان يشعر انه دوما

عبئا ثقيلا عليهم .. فكان قليل الكلام .. متقلب المزاج ..

غريب الأطوار ، فهو لم يتعود على هذه العائلة ولا على

هذا المنزل ..

كان لايفهمه في المنزل الا محمد

وبسام . اما البقيه فيكرهونه ..

وينظرون اليه بأنه شاب شاذ .. وبأنه عاهه على المجتمع ..

ولكن فيصل كان يحاول الاقتراب

منه كثيرا فهو يشعر تجاهه بالعاطفة .. ولكن تصرفات وائل

الغريبة تجعله يخاف منه ولايجلس معه ..

قرر وائل ان يترك المنزل لأكثر من مرة ..

ولكن في كل مرة يوقفه محمد

وبسام ويخبرونه بأنه لابد ان

يصبح فردا من العائلة ولايخف منهم .. او يرتبك .. فجميعهم

هنا اسرة واحده ولكن هم الوحيدون الذين يعرفونه جيدا اما

البقية فلا .. ومن لايعرف شخصاً بالطبع سيجهله ..

فيقرر البقاء ..



/
\
/
\



وفي إحدى الأيام قررت الفتيات ان يخرجن في نزهة الى

احدى الحدائق .. فخرجت إبتسام

ولمياء اما

ندى فكعادتها رفضت الخروج معهم ..

قام الفتيات بتنظيف المنزل وترتيبه ومعهم [color=#800080
]ندى وبعد ذلك تفرقوا فذهبن الى الحديقه

وندى عادت الى غرفتها ..

اما بسام و

وائل وفيصل و

محمد فقد كانوا جالسين معا في غرفة
فيصل ..

فيصل كان مستلقي على

السرير .. وبسام يجلس

على السرير ذاته .. اما محمد

فقد كان جالسا على الأرض ومستلقيا ..

اما وائل فهو لايغير من وضعيته دوما ..

فكما عهده الجميع منذ ان عرفوه فهو يجلس دوما على

الأريكة ويهز احدى قدميه ويستمع دون ان يتحدث ..

فيصل بمرح : [color=#008000

]بسام كفاك لعب اطفال واعترف امامنا بحبك

لإبتسام ورغبتك بالزواج منها

وكفاك تذمرا ودلعا ..

اسرع بسام لضرب

فيصل بمرح ففيصل

قد طال لسانه وزاد مرحه وتحسنت نفسيته ..

فقال محمد وهو يضحك ويحاول

ان يجلس : وهو محق فدوما نراك الى جانب الشجرة تحدثها

وتضحك معها .. وهي لاتحدث احدا سواك ..

بسام صدقني لايوجد احلى من ان يوفق اسمين

جميلين معا دعنا نفرح هنا مارأيك ياوائل ..؟؟

وائل بتردد : نعم ..

!! انا؟؟ ، اجل انهم محقون ..

فيصل بمرح : ولابد ايضا

ان نقوم بعملية تجميل لوائل

ليصبح رجل مثلنا ويترك نعومته قليلا ..

رمق محمد ف

يصل بنظره يريده ان يصمت ..

كي لايجرح وائل فغادر وائل الغرفة مسرعا ..



/
\
/
\



وخرج وظل واقفا خارج الغرفة كي يتوقف عن البكاء فيدخل مجددا ..

وبعد دقائق بسيطة خرجت ندى

من غرفتها متجهة الى المطبخ فرأت

وائل في وجهها .. وبسام

ومحمد يحادثانه .. بعدها دخل

الجميع عدا وائل الذي طلب

منهم ان يتركوه بمفرده قليلا ..

تبسمت ندى في وجهه وقالت: انا

داخله لأطهو لي شيئا آكله اتأمرني بشيء ؟؟

وائل وهو يحاول ان يداري الحزن

الذي بدا على وجهه : لا اشكرك .. ولكن ان اسديتي لي

خدمة فأرجوك انا بحاجة بأن العب مع طفلة هل تسمحين لي ..

ندى بعصبية : بالطبع لا .. طفلتي لا .. ل

ن اسمح لك ولا لغيرك أن تلمسوها ..

اسرعت ندى نحو غرفتها فتأكدت من

قفل غرفتها .. وسارعت الى المطبخ ..

فقرر وائل ان يتمشى قليلا حتى

تذهب ملامح الحزن من على وجهه .. واخذ ينظر في صورة

هذا وذاك فجميع هذه الصور هي لأناس قد حلوا في هذا

المنزل منهم من رحل ومنهم من مات .. منهم من شق

طريقه نحو النجاح .. ومنهم من جعل اليأس يغلبه .. هكذا هم

الناس اينما ذهبوا .. منقسمين الى قسمين في كل شيء ..



/
\
/
\



بدأ وائل يسترجع شريط ذكرياته مع

امه .. امه التي طردته مرارا وتكرارا وتبرت منه لأكثر من مرة ..

بل ونعتته بأسوء الألفاظ لأنه قرر البقاء مع ابيه ..

فهو لايستطيع ان ينسى كيف صفعته حين قرر الهروب من

منزل عمته واتى ليخبرها انه قرر ان يسكن معها ..

لايستطيع ان ينسى كيف كانت تعاقبه وتمنعه من اللعب

هو واخواته .. لايستطيع ان ينسى قسوتها وضعف ابيه امامها ..

وفجأة سمع وائل صرخه ..

أشبه بصرخة انسان سيفقد حياته فتوجه سريعا الى المطبخ ..




/
\
/
\


إنها ندى .. فالغاز يملئ انحاء

المطبخ وهي ملقاة في وسطه لاتكاد ان ترى .. فقرر

وائل ان يدخل ليساعدها ويحاول

ان يوقف تسرب الغاز ويطفئ النار كي لا تأكل بقية المنزل ..

اتى بسام

ومحمد وفيصل ومعهم

فاضل الذي اتى وهو متعب

واثار النوم على وجهه..

فحاولوا ان يطفئوا النار بينما وائل

وبسام اسرعوا لحملها

ونقلها الى غرفة لمياء التي كانت

اقرب غرفه امامهم .. اما فيصل

فأسرع ليطلب الاسعاف فندى فقدت وعيها وقد احترق جزء من جسدها ..


وبعد ان اطفئت النار كان الجميع بإنتظار قدوم سيارة الاسعاف ..

صرخ وائل قائلا .. هل ستتركوها

تموت هكذا؟؟

قال بسام بحزم: اجل لابد ان نفعل

شيء وبسرعه لانقاذها ..

محمد : فيصل

انت اصغرنا وندى دوما تعتبرك

اخا لها فهلى حاولت ان تبعد جزء من ملابسها كي لاتلتصق بجسدها

وحاولت ان تعمل لها تنفس اصطناعي .. كي تستعيد وعيها؟



/
\
/
\



هنا ثار جنون فاضل وصرخ قائلا: اجل..

اجل وماذا بعد ؟! لن يلمسها ايا منكم حتى يأتي المستشفى

فجميعكم لستم من محارمها ..

بسام بعصبيه: الضرورات تبيح

المحظورات .. الا تفهم اتريدها ان تموت؟

حالتها توحي انها اصيبت بإختناق ولابد ان نتصرف ومنزلنا في

منطقه بعيدة والفتيات لن يأتوا ابدا فهم لن يرجعوا الا في المغرب ..

وائل بغيظ شديد : كم اكره ردة

فعلك يافاضل .. ابتعد عن طريقي

وإلا في هذا اليوم إما انا واما انت واقسم بذلك ..

قام بسام و

محمد وفيصل بمحاولة

تهدئة وائل ولكن لافائدة احتدم الصراع بينه وبين

فاضل واخيرا مسك فاضل

يد وائل بقوة كي لايدخل الغرفةعلى

ندى ..

ولكن وبكل قوة مسك وائل يد

فاضل ليضربها بالحائط حتى يتسنى

لوائل ان يسحب يده من يد

فاضل ويذهب لمساعدتها ..

وهذا ماحصل بالفعل فوسط ذهول كبير ضرب

وائل فاضل ودخل بعد ان

اقفل باب الغرفه فاستطاع ان يبدل ملابس ندى

وقام بعمل تنفس صناعي لها حتى عادت تتنفس

ولكنها لازالت متعبه ..



/
\
/
\



واخيرا ومع توتر الجميع ادير قفل الباب مشيرا الى فتح الباب ..

وائل بفرح : لقد استطعت ان

اجعلها تتنفس مجددا .. انها تتنفس تأكدوا بأنفسكم .. وقد

بدلت لها ملابسها وفتحت الازرار العلويه كي لاتلتصق

ملابسها بحروقها ..

محمد كان ينظر لوائل بصمت .. اما

فيصل فكان فرحا بما حققه وائل

وسارع لضم وائل ..

اما فاضل فقد ذهب الى غرفته بعدما تم

ضربه مباشرة ولكن هدد بأن يطرد وائل

من منزله ..

اما بسام فقد كان واقفا لدى باب الغرفة

المقابلة .. واقفا على قدم واحده ورافع الأخرى و واضعا يده

على فمه كالمصدوم او من يفكر بعمق ..

واخيرا وقف وقفة طبيعيه فتقرب ليسأل وائل ..

بسام بحزم : انت من قام بتبديل ملابسها

اليس كذلك؟؟

وائل والفرح بعينه : اجل انقذتها وهي

بخير ولكن لابد من نقلها الى المستشفى

لم يكمل وائل كلامه حتى اتت



/
\
/
\



صفعة قوية على وجهه ..

نعم هذه الصفعة كانت من بسام ..

ذلك الشخص الحكيم هو من قام بصفع وائل ..

حينها أدار محمد ظهره والدموع تملأ

عينيه قائلا : كان بإمكانك ان تنقذها دون ان تبدل لها ملابسها ..

وائل لقد صدقوا في كل ماقالوه عنك ..

يؤسفني ان اقول لك .. لامكان لك بيننا

ادرك فيصل مدى الخطأ الذي قام به

وائل من وجهة نظر الجميع فابتعد

قليلا تاركه واقفا لايوجد الى جانبه احد ..

اغرورقت عينا وائل بالدموع .. فهم

الى غرفته كي يجمع اغراضه ليرحل ..

فانتبه الى الإسورة التي يمتلكها .. والى بعض الشرائط التي

للشعر .. وصور الطفولة .. فضمها واخذ يبكي بحرقة ..

سيودع من احبهم مجددا ولكن في هذه المرة الى اين ..؟

هو ذاته لايعلم ..

خطواته لاتحمله ليخرج .. واخيرا وصل الى باب غرفته فوجد الثلاثة

لازالوا واقفين .. وماان انتبه محمد

لخروجه ادار بظهره كي لايحدثه .. اما بسام

فقد كان ينظر له نظرة حادة ملؤها الغضب .. اما

فيصل فهو الذي لايعلم يقف مع من

وضد من بادل وائل بنفس الدموع ..

وبعد ان ابتعد وائل عن الجميع وقبل

ان يخرج كان يمسك بيده مجموعة أشياء لايعلمها احد فهي

مغطاة بكيس ادار وجهه ناحيتهم واخذ ينظر للمنزل بأكمله ..



/
\
/
\



ودموعه تذرف واخيرا قال للجميع بحزن : لقد كنتم نعم

الأخوة لي ونعم الأخوات .. وكافأتكم انا بصنعي هذا اليس كذلك

ولكن مهلا سأخبركم شيئا خفيته عن نفسي طيلة سنواتي

الماضيه بل وصدقته ايضا .. وائل الذي

يحتقره الجميع بل ويكرهه ..

وائل من ينظر له المجتمع بأسره

بأنه حثالة في المجتمع وانه فتى شاذ ولا يستحق العيش

ويتشبه بالفتيات افضل منكم جميعا ..

وائل لم يتنكر لأحد ابدا مثلما فعلتم ..

وائل سكن في نفسه الحقد من الدنيا بأسرها ولكنه ماان

يرى الموت في عين احدهم يسارع لإنقاذ من هو بحاجته ..

وما وائل الا بقايا انسان مزقته الدنيا

وحينما رأى حاله بينكم وفي وسطكم طُرد بدون تفكير وبدون

ان تعطوه اي مجال للدفاع عن نفسه .. فقط لأنه انقذ روح ..

بإنقاذه لهذه الروح فقد اثبت على حاله انه انسان شاذ ويحق

للجميع ان يخاف منه ويهرب منه اليس كذلك؟؟

حسنا لقد حان الوقت ان تروا من هو وائل!!

القى وائل بالكيس الذي كان يحمله

فقد كان بكيسه اسورة لطفلة صغيرة مع بضع العاب وحاول

بعثرتهم ليثير نظر الجميع فالجميع لم يعر لكلامه أي اهميه

وحينما شد انتباههم واستطاع ان يلفت انظارهم وقف امام الجميع ..

وبدأ يفتح ازرار قميصه الطويل (البالطو) الذي يرتديه دوما

منذ اول يوم التقى فيه بمحمد

والذي كان يعطيه مظهرا ضخما بشكل اكثر ..

وحينما انتهى من فتحه سارع في انزاله و قال وهو على وشك

الانهيار : اليوم فقط ندى هي من

جعلتني ارجع لذاتي وكما خلقني الله ..

ارجع الى حنين تلك الفتاة التي

عاشت في تمزق بين ابويها .. لتعيش مع عمتها التي كان همها

الاول والاخير كم من المبالغ التي يدفعها اليها ابي شهريا عوضا

عن اقامتي معها

لم تكترث ان كنت مرتاحة ام لا .. وماان وصلت الى عمر الثانية

عشر بدأت مضايقات زوجها معي فهو تارة يتهمني بالسرقه وتارة

بإغرائة وفي كل مرة تهمه جديدة الى ان انتهى به المطاف

واستطاع ان يعتدى علي ..

اتريدون ان تعرفون اكثر ام يكفيكم هذا؟؟ اجيبوني ..؟؟ هل ارتحتم

الان بفتحكم لجراحي؟؟



/
\
/
\



حنين هي تلك الفتاة التي لايرغب بها

الجميع فقررت ان تهرب من واقعها ومن حقيقتها وقررت ان

تكون شاب لتنسى .. وتحقد على جميع من يحتقرها ولكنها

لم تحصد من ذلك سوى الاحتقار لذاتها اكثر فأكثر

حنين فتاة ليست ككل الفتيات

فحنين لدى المجتمع لايحق لها ان تتزوج ولا تصبح

ام ولا يحق لها ان تعيش حتى اليس كذلك .؟؟؟

حنين دوما تعاقب على ذنوب الاخرين ...

حنين موتها افضل من أي شيء ..

ولكني مؤمنه بالله لم احاول ان انتحر انما قررت ان اكون شابا كي

لااخطب في يوما من الايام .. وكي لا اعطي حالي احلاما بأني

سأكون ام لطفل فلا احد يقبل بي ولن يصدق قصتي احد ..

حسنا اعتقد الان انني قلت كل مالدي ولا يوجد لدي أي شيء

اقوله ..

فيصل تمنيت الا ارحل الا اذا تركتك تترك

ادمانك .. اعتبرتك ابني الصغير الذي لم الده ولن الده ..

احببتك بصدق حاولت التقرب منك مرات عدة فابتعدت عني

وفي هذه اليوم وفي لحظة فرحي بإن فيصل

تقرب لي وضمني واشعرني بالحنان , تلقيت اعظم صفعة

في حياتي ..

هي ليست بصفعة امي لا بل هي صفعة ممن احببتهم بصدق ..

لا استطيع ان اقول المزيد سوى اني اتمنى لكم كل خير .. وداعا ..

وقف الجميع مذهولا مما رأى ومما سمع فوائل الامس اصبح

حنين اليوم .. بقوامها المعتدله الطويلة

وبملابس الفتيات التي تخفيها تحت ملابسها والتي لاتوحي ابدا

كونها شاب كيف غاب عن ذهنهم كل هذا ..؟

خرجت حنين وهي تبكي .. فأسرع

فيصل ليقنعها ان تعود وضل معها

بالخارج يواسيها ويحاكيها ..



/
\
/
\



أتت ابتسام ولمياء

ووجدوا تلك الفتاة في الخارج .. اخذتهم الشكوك انها اخت

وائل فهي تشبهه كثيرا ولكن امعقول

ان تتفق معه حتى في تسريحة شعرها؟؟

سارعت ابتسام بالدخول ووجدت

بسام حزينا جالسا كمن ندم على فعل

شيء عظيم اما محمد فقد وضع كلتا يديه

على فمه كمن يرتجي حصول شيء في اقرب وقت

دخلت فوجدت العاب طفلة وقميص وائل

ملقى على الارض ..

ابتسام بذهول : ماالذي يحصل هنا

ارجوكم اخبروني ماذا بكم .. ولما ملابس وائل

ملقاة هكذا؟

قاطع حديث ابتسام حضور الإسعاف

ونقلهم لندى : رافقتها

لمياء دون ان تعلم ما الذي حصل ، اما

ابتسام ففضلت البقاء لتفهم مالذي يحصل ..

سرد بسام على

ابتسام كل ماحصل وترجاها ان تخرج بسرعه قبل ان ترحل

حنين وتترجاها ان تعود ..

فمحمد ليس له وجه ان يقابلها بعد الان ..

اسرعت ابتسام للخارج

لتناديها ولكنها وجدت فيصل يجلس

واضعا يديه ورأسه على قدميه و يبكي منهارا ..

اسرعت ابتسام من اجل ان تلحق

بحنين ولكن حنين

اختفت بلا اثر .. فكما ظهرت على هيئة شاب بلا اثر هذه

المرة اختفت بلا اثر ..

ولكنها لأول مرة تخرج بهيئتها الحقيقيه فتاة وليست فتى

مما زاد مخاوف ابتسام عليها ..

فحنين دوما تتحدث عن الانتقام ..

ودائما تعد ابتسام انها ستنتقم في اول

فرصة تستطيع فيها بالانتقام ..

حنين خرجت في هذا اليوم مكسورة

مهزوزة محطمة بعد ان ادركت ان لااحد لها في هذا العالم ..

حنين ستظلي في قلوبنا جميعا ولن

ننساك ونعدك اننا سنبحث عنك وسنجدك .. ارجوك كوني قوية

لاتدعي الأقدار تهزمك ..هذا ماصرخت به

ابتسام في الطريق ..

عله تصل الى ابتسام بعض من

اصداء صوتها ..



/
\
/
\



مر يوم كامل والجميع يفكر عما حصل له .. ف

حنين ومفاجأتها التي جعلت كل منهم يشعر بتأنيب الضمير

.. وندى وحالتها الصحية .. فالجميع عاجز

عما يفعل تجاه كل ماحدث ..

فيصل بذعر : يا الهي لقد نسينا امر

شذى ابنة ندى .. منذ صباح الأمس

لانعلم عنها شيء لابد انها الان متعبه من كثرة البكاء ..

ابتسام بخوف : يا الله لقد بحثت عن

مفتاح غرفتها طويلا ولم اجده ..

بسام : اذن لابد ان نكسر باب الغرفة

من اجل انقاذ روح ..

محمد : وماذا لو كانت الطفلة خلف الباب؟؟

لمياء : لا لا اعتقد ذلك فإبنتها هادئة

جدا ولكن انتم نادوها ان اجابتكم اخبروها ان تبتعد فأظن انها

تستطيع ان تفهم ذلك ..

اسرع محمد و[color=#008000
]بسام لكسر الباب ..

كُسر باب الغرفة .. فنظر محمد

وبسام الى السرير فلم يجدوا أي طفلة به ..

فخرجوا وامروا لمياء ان تفتش في

غرفتها مع ابتسام .. وجلس الجميع

في الصالة ينتظرون خبر عنها ..

هنا تعالت ضحكات لمياء ظن الجميع

ان شذى تلعب معها مما جعل ضحكها يعلوا هكذا ..

فإذا بلمياء تظهر للجميع ..

وهي حاملة الطفلة من يد واحده .. وقف الجميع من هول الصدمة ..

فالتي تحملها لمياء ليست سوى لعبة



/
\
/
\



انها مجرد لعبة من القطن ..

لمياء وهي تضحك بهستيرية: اهذه

هي التي كانت تلفها ندى وتخبأها

عن الجميع؟؟ .. اذن لماذا كانت تخاف ان نراها ولما خدعت

الجميع بأنها حملت بطفلة وولدتها ..

بسام بثقه : ندى لاتكذب انا متأكد

بأنه يوجد لديها فتاة ابحثوا في جميع اركان المنزل ..

لم تعلق ابتسام بأدنى تعليق

فقط كانت تبكي ..

اما لمياء فأردفت قائلة : هذه

شذى بالفعل وقد كانت ملفوفه بغطاء امها التي تخرج بها فيه

دوما .. هه كم نحن اغبياء لاننا صدقناها ..

صدم هذا الخبر جميع من في المنزل .. ف[color=#800080

]ندى
اذن بتصرفها هذا

داوم الجميع على زيارة ندى في

المستشفى ولم يخبروها بما عرفوه عنها وعن

وائل او حنين ان شئتم ..

ولكن لمياء من الصعب ان تحفظ في

فمها أي سر ..

فما ان استطاعت ان تبقى بمفردها مع

ندى لم تتردد للحظة واحده ان تخبرها عمن انقذ

حياتها .. ومن هو وائل الذي احتقرته

ندى وخافت منه دوما .. ولكن لم

تخبرها عن ابنتها أي شيء.. انما قالت لها وبكل سخريه ..

لمياء: ولا تقلقي على ابنتك فمنذ

ان خرجتي لم نفتح الباب تنفيذا لوصاياك ولم نحاول ازعاج طفلتك ..

اغرورقت عينا ندى بالدموع وصرخت بأعلى صوتها ..

ندى: اتركيني وارحلي اخرجي

حالا من هنا لااريد ان اراك .. اغربي عن وجهي ..

خرجت لمياء بعد ان تأثرت مما حصل

لندى .. وبعد ان ادركت مافعلته بها ..

واثناء خروجها اصطدمت بإبتسام

الذي سألتها عما حصل ولكن لمياء

لم تجيب انما اكتفت بوضع رأسها على كتف [color=#FF1493

]ابتسام
لتبكي ولتقل لها ..




/
\
/
\


لمياء : ابتسام

انا متعبة، متعبة جدا .. لكم احسدك على هدوئك

وثباتك وصبرك .. تعبت من سهري ولهوي ولعبي مع الجميع..

لعبت بنفسي واحرقت نفسي بالنار .. قد يكون اهلي ارتكبو اعظم

جرما في العالم وباعوني بأرخص الاثمان تنكروا لأبنتهم نعم ..

ولكني بعت نفسي مئات المرات ..

اتدركين معنى ان يبيع انسان نفسه؟؟ اتدركين مدى الألم

الذي سيراه حين يعي بنفسه.. اتدركين كم انا حقيرة في

نظرك وفي نظر الجميع .؟!

ولم يكفني تدمير نفسي فقط انما دمرت معي

ندى وحاولت استفزازها ..

انا لا استحق حنانكم ولا شفقتكم او محبتكم ..

ابتسام بهدوء وهي تمسح على

رأسها : لقد اخطئتي حقا .. وخطئك ليس بالقليل ابدا انما الان

ليس وقتا للعتاب .. والله يقبل توبة أي عبد .. لمياء لم احتقرك

في يوم من الايام ابدا ، نصحتك كثيرا وحزنت على حالك ولكني

لم احتقرك ابدا انما تأملت توبتك لاني اراك تتعذبين دوما ..

انت تعلمين ان جميع من تعرفيهم من الاولاد هدفهم واحد

وهم لايبحثون عن زوجه انما عن رفيقه .. واظنك رأيت الفرق

بين بسام و

محمد وحتى فيصل

.. فيصل مدمن

المخدرات لم يفكر لمرة واحده ان يسيء اليك او يهينك

ارأيت الفرق؟؟ على الرغم من معرفته لشخصك جيدا ولسهرك ..

اذهبي وارتاحي ولنكمل حديثنا فيما بعد ..

وكفاك بكائا ودعيني ادخل لندى ..


/
\
/
\




ابعدت ابتسام

لمياء عن كتفها بعد ان مسحت دموعها وسارعت

لضمها وقبلتها على خديها وتركتها تذهب ..

دخلت ابتسام الى غرفة

ندى : فوجدتها تبكي بحرقه وما

ان انتبهت لدخول ابتسام حتى مدت

كلتا يديها راغبه من ابتسام ان

تسارع الى ضمها ..

اتت ابتسام اليها مسرعه وضمتها

وتركتها تفرغ من بكائها الى ان تستطيع ان تتحدث وبعد مدة ..

من البكاء .. اردفت ندى قائلة

ندى : ابتسام

ابنتي .. ابنتي شذى .. لقد حملت بها بدون قصد لم

شأ ان اغضب ربي .. حملتها هنا هنا (وهي تشير الى بطنها)

تسعة اشهر .. حين علمت امي بحملي طردتني من منزلها منذ

الشهر الاول .. لم تقل بأنها هي وابي من جعلوني هكذا ..

اما شذى فقد تمنيتها ان تموت حملت كل شيء ثقيل.. ضربت

نفسي ليل نهار .. لم تنزل وعاشت تسعة اشهر.. تحركت بداخلي

وكبرت .. تحول كرهي لها الى حبا وحبا عميقا .. بدأت اعمل كي

انتظر ولادتها وارعاها ولنكن انا وهي معا .. ونتحدى كل الأقدار ..

ولدت بها بمفردي لم اطلب مساعدة احد .. تمنيت الموت لأكثر

من مرة فلم اجده .. واخيرا استطاعت ان تخرج للدنيا .. ماذنبها

هي ان تتعذب وتأتي لدنيا تمقتها تكرهها لاتتمنى وجودها ..


/
\
/
\



تعجبت بعد مرور شهر من ولادتها من بحث ابي عني .. فهو

وكما يقول حن لي .. تقربت منه كثيرا .. كنت اخجل ان اتي اليه

ومعي ابنتي .. كنت اتركها دوما في الغرفه واتي لأجلس معه

لم احادثه ابدا .. ضللت صامته دوما ..

وفي احدى الايام مرضت وساءت حالتي .. فنقلت الى المستشفى

تعجبت من عدم زيارة ابي لي ..

وحين عدت للمنزل حاولت لمرات عدة ان افتح الباب بمفتاحي

لم يفتح معي فطرقت الباب لمرات عديدة ظهر لي ابي وخلفه زوجته ..

فقال لي بكل قسوة: لامكان لفتاة جلبت لأهلها العار

هنا او تظني اني راض عن فعلتك ام اني جلبتك هنا لرضى عنك ؟؟

انا جلبتك لادفن عارك هنا وهذا ماحصل..

حلفته بالله ان يعطيني ابنتي قال لي بكل قسوة ابحثي

عنها وان وجدتها فخديها ولكن انسي اهلك للأبد ..

تعالت ضحكات زوجته التي قالت لي وبكل برود ان شئت

تستطيعي انجاب غيرها ولكن ليس هنا .. فيكفيني فخرا ان

الناس جميعها علمت بأن اباك لم يرضى بالعار ..

هو لم يرضى بالعار ولكن رضي بأن يشرد ابنته من الصغر ...

رضى ان لاتعرف من على حق ومن على باطل .. وحينما

اخطأت جميعهم لاموني ..

ابتسام : ولهذا السبب انعدمت ثقتك

بالناس جميعا .. كم هي قاسية هذه الحياة .. ولكن لايحق لنا

ان نلوم الحياة بل لنلم انفسنا واهالينا ..

ندى ارجوك تماسكي فعائلتنا تنهار

يوما بعد يوم .. اما عن سر ابنتك فالجميع يعلم انها مجرد دميه ،

والجميع رأف بحالك ولم يشمت بك .. ولكن ارجوك ان لاتتركي

العائلة بعد ان انكشف سرك ..

يكفينا ذهاب حنين الذي هو اشبه

بغصة في الحلق لانستطيع ابتلاعها ابدا .. ف

حنين موجوده في قلوبنا وفي اعيننا .. في كل ركنا من

المنزل بهدوئها وبإحترامها وبمساعداتها الدائمة لنا ..

لقد كتب لك الطبيب اجازة في الاسبوع القادم .. ارجوك لاتقولي

بأنك ذاهبه ولن تعودي ان كانت لي معزة لديك ..



/
\
/
\



ثم ابتسمت ابتسام في وجه

ندى وقبلتها على خدها وانتبهت لدمعة من دموع

ندى تكاد ان تسقط فمسحتها بيدها

وضغطت على يد ندى .. واستطاعت اخيرا ان تصنع الابتسامة

في وجه ندى .

مرت ايام عدة على خروج ندى من

المستشفى ..

قرر محمد وبسام

ان يبدأو اول مراحل التغيير في حياتهم ..

فبسام وبواسطة من يعرفهم استطاع

ان يجد للمياء وظيفة في مركز رعاية الطفل .. و

ندى معها .. حيث انه وجد انهما لن يرتاحا الا اذا وجدوا

مايشغلون انفسهم به .. فكانت هنالك مناوبات بين

ندى ولمياء ..

وبدأت الحياة تضحك مجددا لهم .. فلمياء

استطاعت ان تنسى جميع رفقاء السوء .. وندى بدأت تتعلق

بالاطفال وتنسى او تبعد مأساتها قليلا فبدأت تتحسن امور المنزل ..

من هنا اتجه محمد لينصح فيصل

ان يترك مايأخذه من سموم ولكن فيصل حين ينصحه احد يزيد فيما

يفعله فتركه الجميع ليرى ذاته بنفسه وليرى مدى تحسن الجميع ..



/
\
/
\



الجميع لاحظ مدى تحسن احوال المنزل في الاونه الأخيرة ..

وفي صباح يوم ما استيقظ محمد مبكرا

فلقد علم بالحادث الذي قد اصاب ابيه .. فعلى الرغم من ان اباه قد

آذاه مرارا وتكرارا الا ان محمد قد قرر ان يذهب اليه ويزروه وبرفقة

بسام ..

تجهز محمد وذهب الى غرفة

بسام وطرق الباب فأسرع بسام في فتح الباب ..

محمد : هل انت جاهز؟

بسام: نعم ولكن امهلني دقائق فقط

لأضع قليلا من الطيب ونذهب معا ..

ابتسم محمد ووقف ينتظر بسام ..

بسام هيا بنا الان .. اتى

بسام الى محمد

وفي أثناء مشيه انتبه محمد

الى ان بسام بدأ يترنح في مشيه فجأة

كمن اصابه صداع ..

فاقترب منه محمد وقال بخوف : ماذا بك؟؟

ايؤلمك شيئا ما؟؟

بسام بكل ثقه : لا مجرد صداع بسيط

سيذهب بعد قليل ..

محمد: حسنا سأؤجل ذهابي الى والدي

الى يوم آخر وسأجلس الى جانبك ..

بسام: لا لاتكن كالأطفال دقائق فقط

وسنذهب معا ..

محمد بقلق: لربما اتاك الصداع لأنك لم تتناول

عشاءك ليلة البارحة ولم تفطر هذا الصباح ..

ابتسم بسام وقال : معك حق ..

اسندني الى كتفك واوصلني الى السرير من فضلك ..

اوصله محمد الى سريره .. واسرع الى

المطبخ ليحضر ما يأكله بسام وحاول ان يطعم بسام ..

بدأ بسام في تناول طعامه بمساعدة

محمد وفجأة توقف

بسام عن اكل الطعام واسند رأسه الى الجدار ..

محمد بهلع: صدقني انت بحاجة الى الطبيب ..

اومأ بسام بالنفي وفقد بعدها الوعي مباشرة ..

لم يتردد محمد للحظة واحده في اخذه

للمستشفى فقد سارع لإفاقته واصطحابه للمستشفى ..



/
\
/
\



خرج الطبيب واخذ محمد معه وقال : انه بحاجه

لعملية في اسرع وقت ممكن أتستطيع ان تمضي على الموافقه ..

محمد بجنون: عمليه ماذا من ماذا يشكو

بسام؟؟

الطبيب بتأثر : إنه بحاجة الى استئصال الرئة فورا .. فتنفسه اصبح صعبا

وحياته اشبه بمستحيله .. انه يعاني من سرطان الرئة منذ مدة بعيدة ..

وقد تمكن المرض منه ..

صرخ محمد بلا وعي : لااا يستحيل ذلك

فبسام اقوى من أي شيء ..

بسام هو الهواء الذي يحيا به الناس كيف

له ان يموت ومن اين سيستنشق الملايين ؟؟

إنك بلا شك تكذب تريد اخافتي .. ام انها مزحه منك .. قلي ارجوك

اهي مزحه ؟؟

انها مزحه اليس كذلك انت تمزح معي بسام

ليس مصابا بأي شيء وسيرحل اليوم معي اليس كذلك ..

الطبيب: من فضلك اهدأ وساعدني لنساعده فلا يوجد لدينا وقت ..

محمد بحزن يخاطب بنفسه بعد ان

امضى على الموافقه : جميعهم تركوك بلا عودة وبقيت انت وحيدا ..

لا أحد يعينك او ينصرك .. ستظل وحيدا تتلاقفك الأمواج الى ان تموت ..

لربما هذا هو عقاب الله لي ولكن بسام

لا .. لا استطيع العيش بدونه .. ارجوك يا الهي خذني ولكن

اتركه ليعيش .. بسام هو كل املي

في هذه الحياة ..

أتت الممرضه لتخاطب محمد قبل دخول

بسام الى غرفة العمليات .. ومحمد

لازال يحدث نفسه فسارعت الى لمس كتفه لكي ينتبه لها ..

الممرضه : ان بسام يود ان يتحدث

معك قبل دخوله الى غرفة العمليات من فضلك ..؟




/
\
/
\



سارع محمد الى الدخول الى صاحبه ..

عينه التي يرى بها .. وهواءه التي يحيا به .. انه مرآته التي لاتكذب ابدا ..

سبقت ادمع محمد كلامه فأردف قائلا:

بسام انت لن تتركني اليس كذلك؟؟ انت

وعدتني ان نظل سويا الى الابد ؟..

انت املي الوحيد انت كل ماتبقى لي .. لن ترحل اليس كذلك ارجوك

اجبني .. ارجوك فلتغير نظرتك ارجوك لااريد نظرات جدتي تتكرر بعينيك

.. فلتغير نظرتك او فلتغمض عينيك ولا تنظر لي كي تعذبني

بسام حادثني قلي لن اتركك .. قلي انا

وانت جسد واحد لاينفصل .. انني ارجوك .. لا بل اتوسل اليك ..

كفانا احزانا كفانا هموما ..

قلي انك ستشفى وستتزوج اجل سأزوجك

بإبتسام وان شئت سأرقص في زفافك .. قلي بأنك

موافق عدني بذلك ..

فجأة احس محمد بيد

بسام التي تضغط عليه ..

بسام ودموعه تنزل على وسادته ..

وهل يتزوج الاخ اخته؟؟!!

محمد وهو يبكي ودون ان يعي لما

قاله صاحبه : اجل ..

ثم بعد ذلك ادرك العبارة التي قالها بسام

فصمت ونظر اليه ..


/
\
/
\



بسام بصوت أعياه التعب :

اجل فإبتسام هي أختي ليست من امي ..

انما من أبي بسام تلك الفتاة الناعمة ..

اتت الى هذه الحياة كي تتعذب ..

فحين اصيب ابي بمرض القلب وقد شارف على نهايته استدعاني

ليخبرني بأن زوجته الثانيه قد سلبته امواله بأكملها ورحلت .. وقابل

جشعها بجشع من نوع آخر فطالب بأختي لتضل معه ..

لم يهز زوجته ابتعادها عنها .. فمارس ابي مع

ابتسام كل مايخطر ببالك من انواع التعذيب وفي نهاية مطافه ..

سلمها لرفيقه السافل فاضل ..

اعطى ابنته لصديقه كي تشتغل لديه في احدى شركاته .. لم اعلم

بكل هذا سوى في اللحظات الأخيرة من حياة والدي وحينما سألت

والدي انه بما انه قد ندم لما لايجعل ابتسام

تعود إليه .. اجابني لان ديوني اكبر مني وشرط فاضل كي

تعود اختك لي لابد ان اسدد ديوني ..

طالبني ان انقذها من فاضل ذلك

الشخص الذي عرف بجشعه .. لم اتردد للحظة واحده ان اذهب

لإنقاذها ذهبت على اني مستأجر ولكني نسيت ان

فاضل يحفظ اسم والدي جيدا فلم تنطلي الخدعة عليه

وعلم اني آتي لأخذ ابتسام ..

ترجيته ان اسكن معها وبعد ان طلب مني عدة مهام وقمت بها جميعا

لأجل اختي فقط وافق ان اضل معها .. ولكني لم افعل أي شي

ء يغضب الله كل مافعلته اشياء لايعاقب عليها القانون ولا الله عز وجل

فهي مهام شاقه في عمله ..



/
\
/
\



وبعد مدة من الزمن قررت الاعتراف لإبتسام

بأن ابي قد مات وبأني اخاها من ابيها .. ولكن المفاجأة كانت

اكبر من هذا كله .. فما ان صارحتها حتى ارتمت في احضاني

واخذت تبكي بحرقه ..

ففاضل جعل منا في غيابها انسانة

مجردة الأحاسيس .. فتارة يعتدي عليها وتارة اخرى يجعلها تشرب

معه مماحرمه الله ..

وكل هذا ليس بإرادتها ولكني لا انكر استسلامها له في كل مرة ..

جينما اتيت للمنزل استطعت ان امنع كل هذا واستطعت ان اجعل

فاضل اكثر لينا من ذي قبل .. ولكن

هل يعتدل ذيل الكلب؟؟

في اول ازمة صحية لي وفي اثناء سقوطي قبل عام وحينما علمت

لأول مرة بإصابتي بهذا المرض في احدى الأيام كنت فاقدا للوعي ..

لم يتردد فاضل للحظة واحده في ان

يبصمني اوراق ومستندات مضمونها بأني مدين له بمبالغ طائلة

من الأموال ..

استطاع ان يكتفني فما ان صحيت حتى اراني اياهم ..

استطعت ان احمي اختي من سطوته لكن لم استطع ان ارحل ..

لم استطع ان اخذها واهرب كما وعدت ابي ..

فأنا وحسب الاوراق التي لديه اقسمت اثناء بصمي انني مدين له

ولا يوجد أي قانون لحماية المغفلين امثالي ..

محمد : كفى ارجوك كفى قطعت قلبي

بحديثك .. ستعود وستحمي اختك وانت من ستأخذ بحقها

وضع بسام يده على فم

محمد ليبين انه يريد ان يكمل حديثه: الى ان اعود

فإبتسام و

لمياء وندى امانه في عنقك ..

لاتتركهم مهما حصل ..

رن هاتف محمد فأسرع للأجابه ليأتيه خبر

وفاة والده .. لم يتأثر محمد كما هو متأثر

على مرض صاحبه.. ولم يحاول للحظة واحدة ان يحزن فكيف يحزن

على من نسيه طيلة هذا العمر .. بل من هو احق بالنسيان؟

اباه ام بسام؟؟

فنظر الى بسام مشيرا اليه ان يكمل حديثه..

بسام: منذ ان علمت بمرضي

بحثت عنك لتحمي اختي في مغيبي .. لاتدع أي شيء يقف

في طريقك .. وتذكر دائما ان الحي هو ابقى من الميت ..

تذكر حاجة الفتيات الى رجل شاب صبور مثلك يقف معهم دائما وابدا ..

محمد بإنهيار: كفى الن ترحمني؟؟

انت تقتلني بحديثك هذا . الا تشعر بمكانتك لدي؟؟ ام انك تهوى تعذيبي؟؟

اتت الممرضات لإخراج محمد

ولأخذ بسام الى غرفة العمليات ..

بسام ردد اخر كلماته قبل ان يذهب

للعمليات : الفتيات وفيصل امانة في عنقك ..

لحظات من التوتر والإنهيار .. وذكريات تأتي وتعاد في ذهن

محمد ..

وقف محمد لدى غرفة العمليات

واخذ يأتي ويذهب وهو في اشد توتره ويدعو من الله ان يساعد

بسام في ان يصحى وان يقوم من ازمته ..

تذكر وعودهم ومواثيقهم التي وعدوها لبعضهم في طفولتهم ..

فوجد طفلين صغيرين .. يعبثون بالرمل فإذا بأحدهم يبكي ..

انه بسام هو الذي بكى لانه سمع

اشاعة بأن محمد سيغادر الحي ويتركه لازال يتذكر

محمد ماالذي قاله له ..




/
\
/
\


وكيف انه مسح دموعه وضمه وكأنه يعي للدنيا جيدا .. قال له كلمة

لا يستطيع نسيانها ابدا .. نحن هنا اما نعيش معا او نموت معا ..

لن اتركك مهما حصل .. ولن تغيرنا الأزمان ولا الأماكن .. ولن انتقل واتركك ..

كبروا معا وكبر عهدهم معا ..

نزلت دموع محمد فهو اليوم على

وشك ان يفقد صديقه هل من الممكن ان يفقده ليقبل بوجود

اخته عوضا عنه؟؟

لا لا يمكن بسام لايوجد أي بديل يحل

محله .. بسام هو البلسم الشافي

للجراح .. هو عبق الزهور .. هو الماء في حياة

محمد ..

وفجأة اتى اتصال مفاجيء الى هاتف محمد ..

محمد وهو يحاول ان يخفي

حزنه : اهلا فيصل ماذا بك ؟!

فيصل : يجب ان تعود الى القرية فورا ..

محمد بتعجب: امجنون انت؟؟

بين القرية والمدينة تسع ساعات ان اتيت لكم الان لن

اعرف ماحل ببسام ..

فيصل : ولكن ولكن

فاضل لقد استغل غيابك وبسام

وتحرش بالفتيات .. بل ولقد ضرب ابتسام

ضربا مبرحا حين قالت انها تريد ان تأتي اليك .. ونعت

ندى بالمعقدة ..

ولمياء بالسافلة .. فجعل الجميع

يثور ارجوك نحن بحاجتك ..

محمد بغيظ: تبا لذلك الوغد .. كم اكرهه ..

فيصل : ارجوك عد

بسام لدى العناية الطبية والالهيه

ولن يتركه الله عز وجل .. فاضل يريد

ان يسافر بإبتسام بعيدا وابتسام لاحول

لها ولا قوة ..

استرجع محمد كلمات

بسام ، فقال بلا تردد : انني قادم

حالا ، ارجوك فيصل اعمل مااستطعت

كي تقف فاضل عند حده .. الى ان آتي

اقفل الهاتف محمد واثناء ذهابه وقف

مطولا لدى باب الغرفه واخذ يدعو



/
\
/
\



محمد بخشوع ودموعه تذرف من

عينيه ورافع يديه الى السماء: يارب لايوجد لي غيرك ادعوه فيستجب

دعواي ، يارب انت ملجأي الوحيد ، يارب انت قلت ادعوني

استجب لكم وها انذا ادعوك وارتجيك ان تشفي

بسام وترجعه لي سالما معافى ،

رباه لقد تثاقلت الهموم علي و لا استطيع التحمل اكثر , رباه خفف

همومي وارحمني برحمتك ..

مشى محمد ليخرج ويرجع ليضع حدا

لفاضل .. هنا خرج ا

لطبيب من غرفة العمليات ومشى خلفه واخذ يناديه ..

الطبيب بإرتباك: لو سمحت القليل

من وقتك ..

محمد : انا على عجلة من امري

سأعود في منتصف الليل ..



/
\
/
\



الطبيب : لا مهلا ارجوك لابد ان تعلم

بما حصل .. استدار محمد ونظر الى

الطبيب نظرة استنكار ..

محمد : لأعلم بما حصل؟؟ !! .. وما الذي حصل؟؟

اقترب محمد بجنون وامسك

بذراعي الطبيب وبدأ يهزه وهو يقول

بجنون: ماالذي حصل .. اقتلته وأتيت لتخبرني بذلك؟؟

الطبيب : ارجوك اهدا والاعمار بيد الله

عز وجل .. نحن بشر ليس بإمكاننا احياء الأموات

محمد بغضب: هراء .. كل ماتقوله هراء

وكذب .. لانه ليس من افراد اسرتك لم تحرص على حياته فتركته يموت ..

سقط جسد محمد على الارض

وبدأ بالبكاء كالطفل الصغير ..

ذهب ضياء العين فمن سيشكي له سوء حاله .. ومن

سيسمعه اذا ضاق به الحال .. واين سيذهب ان ضاقت معه الدنيا ..

بسام ذلك الفتى الذي صبر واخفى

على الجميع عذابه وآهاته رحل بهدوء .. حتى في مرضه

لم يشرك احد معه ..

كيف يكون حال انسان اذا فقد روحه وضل جسد بلا روح

هذا هو محمد ..




/
\
/
\


محمد .. الفتيات امانة في عنقك ..

محمد ابتسام

بحاجة اليك اكثر من ذي قبل .. محمد

تذكر آهات فيصل وحرمانه ..

تذكر ندى وتعرضها للسلب وقسوة والديها ..

تذكر لمياء وبيع اهلها لها بأبخص الاثمان ..

تذكر حنين ، حنين

التي دخلت الى قلبك بلا تردد وقم .. قم وصارع الحياة ..

قم من اجل بسام ولأجله .. قم واوفي

بعهدك ووعدك .. قم وتذكر دوما بأن الحي ابقى من الميت ..


هذه العبارات رددت في ذهن محمد

اثناء بكاءه تذكر من هم بحاجة له فإن مكث مع انهياره سيخسر

ابتسام والعائلة بأسرها ..

استند محمد بالجدار ليحاول الوقوف

وليتماسك اكثر .. فوقف ونظر الى الطبيب الذي كان ينظر اليه

نظرة خوف .. انه يخاف دخول محمد

في انهيار عصبي ..

محمد للطبيب وكله رجاء: لي طلب لديك

لا استطيع ان ابقى الان يجب ان اسافر فورا الى انقاذ روح .. لي

رجاء واحد لديك .. يعز علي ان اترك كياني وتوأم روحي هنا ولكن

لو كان حيا لطلب مني ان اتركه وارحل لأنقذ مايمكنني إنقاذه ..

سأطلب منك ان تقوم بمراسم دفنه .. هذا رجائي الوحيد منك ..

نحن لانعرف بعضنا جيدا ولكن يجمعنا الإسلام ..

مد محمد يديه الى جيبه ليخرج ثمنا

لكفن صاحبه وتمنى لو كان يجهز كفنا لنفسه عوض من ان

يجهزها لصاحبه ..

نظر اليه الطبيب وقال: لكم هو صعب

عليك ذلك .. اذهب يااخي وانا سأتكفل بكل شيء



/
\
/
\
[/COLOR]

غموض 27-05-08 06:53 AM

/
\
/
\






محمد ودموعه لم تجف من عينيه: لا اريد ان اكون انا

من يتكفل بصاحبي في حياته وحتى في مماته ..

الطبيب: ولكنك في سفر قد تحتاج

لهذا المبلغ .. إذهب في طريقك وانت ستعد حتما لترى مكان

قبره حينها ان اردت بإمكانك ان ترجع المبلغ ..

ذهب محمد يركض الى بوابة الخروج ..

واستأجر سيارة أجرة وجعله يقود بأسرع مايمكن .. لم يمكنه

قلبه ان يعد بسيارة بسام .. فبسام

ذهب الى رحمة الله .. فقرر ان يأخذ سيارة اجره

فتح محمد نافذة السيارة وبدأ ينظر

الى الطريق فقبل سويعات كان هو وبسام

معا الان يعود بلا ناصر او معين يعود ليصارع الحياة من جديد ..

تناثرت دموعه في الهواء .. واخذ يصبر حاله انه لابد ان يصبح اقوى

من اجل الجميع ..



/
\
/
\



اتصل الى فيصل ولم تأتيه أي اجابة ..

تسع ساعات وان اسرع السائق ستصبح سبع ساعات او ست

ساعات ونصف .. كيف سيصبر محمد ..

وهو يتصل بالمنزل ولا يوجد أي اجابة ..

محمد في نفسه: سأصل سريعا ..

واعدك يابسام انني سأعيد البسمة

على وجوه الجميع .. وارتح في قبرك ..



/
\
/
\



وفي هذه اللحظات بالذات وفي المنزل احتدم الصراع بين

فاضل وفيصل ..

فاضل: كيف لمدمن مثلك ان يحمي

ثلاث فتيات؟؟ احمي نفسك بالاول ثم حاول ان تحميهم ..

ابتسام سترحل معي وسأترك لك

اثنتان وليست واحده ..

فيصل بغيظ: كم انت حقير اوهمت

الجميع بحبك لهم وبطيبتك معهم وماان غادر

محمد وبسام كشرت بأنيابك

وبدأت تسيء مع الجميع ..

فاضل بسخريه: لست احقر منك ..

انظر لحالك وانظر لمن هم في عمرك .. انظر كيف يبنون مستقبلهم

وانظر كيف تهدمه انت ..

انظر لحالي وانظر كيف اعتلي من نجاح الى اخر ..

فيصل بغضب: لان هذه الدار ليست سوى

دار للظالمين والأشرار امثالك وامثالي ولامكان للطيبين فيها ..

اترك ابتسام ولا تحاول ان تأخذها لأني

لن اسمح لك بذلك .. ماذا تريد من فتاة لو تزوجت الان لأصبحت

في عمر احفادك؟

الا تخجل من حالك؟ هي لاتريد الذهاب معك ..

ابتسام اتركي الاستسلام واليأس

لمرة واحده واصرخي في وجهه اضربيه افعلي أي شيء ..

لاحاجة لنا ان نضل هنا سنرحل جميعا .. اجل اخبريه انك سترحلي

معنا وليس معه ..

ندى لمياء ..

ارجوكم تحدثوا وكفاكم بكاءا وضعفا ان كان هو رجلا واحد فنحن

رجلا وثلاث نساء نستطيع ان نغلبه بإرادتنا وبعزيمتنا ..

جميعكم قد ذقتم من المر والعذاب لاتدعوه يمارس تعذيبه معكم

من جديد .. بعد ان اطمئنت لوجود اسرة لي تريدون ان تتفككوا وترحلوا؟؟

وقفت ندى ولمياء

في وجه الباب محاولين منع فاضل ..

فهم لايريدون تفكك وانهيار بعد كل هذا ..

لم يتردد فاضل للحظة واحده في ان

يسحب إبتسام ويشدها من يدها

ويحاول ان يخرج بها بعد ان دفع ندى

ولمياء بكل قوته ..

هنا اتى فيصل راكضا وبلا تردد .. ليضرب

فاضل على رأسه بإحدى ابجورات المنزل ..

اجل لقد ضربه كي يوقف كل الالم الذي هم فيه ..



/
\
/
\



لم يفكر بما حصل او بما سيحصل .. كل مافكر به هو ان تعيش

العائلة سعيدة بلا تفكك او ضياع .. فيصل رأى امه في

حنين .. واخواته في

لمياء وندى و

ابتسام فمن واجبه ان يحميهم ..

ضرب الشر بكل قواه وجعله يسقط صريعا متعبا .. متهالكا لايقوى

على الحركة او القيام ..

فيصل لم يخف مما فعله .. ولن

يخف فهو على صواب مادامه مع الحق .. هل سيقتل ان مات

فاضل؟؟ لايهمه ذلك كل مايهمه هو وجوده

ببيت واسرة متحابه ..

سارع فيصل الى ضم اخته الحنون ..

وطلب من الجميع ان يذهبوا الى غرفهم .. وليتركوا

فاضل بألمه فكما سبب للجميع الألم

فيليتألم هو الان .. ذهب الجميع .. باكين خائفين من هول ماحصل ..

اما فيصل فأخذ ينظر الى فاضل نظرة حنان ..

فجلس الى جانب فاضل وبدأ يبكي

فيصل : رأيت فيك ابي الذي لم اعش معه ..

احبتتك حبا لم احببه لأحد .. كنت في السر والعلن لا تناديني الا بالمدمن ..

وانا مقابل ذلك اخبر الجميع بأنك شخص طيب ولايوجد احد مثلك ..

لم اخبرهم انني لم اتعرف على المخدرات الا عن طريقك ..




/
\
/
\



وبعد اعوام قررت ان ترتدي رداء شخص يخاف من الله

وانت لاتعرف أي شيء عن الدين .. لحبي لك واحترامي لك ..

لم افضح سرك .. ولم اقل انني ادمنت بسبب المخدرات التي

اعطيتني اياها لاسلمها لاحدهم ، فضولي كان اقوى مني

ففتحت الاكياس فكانت البداية .. انت من علمتني على المخدرات

ومن المخدرات الى الابر اتنكر ذلك؟؟

لم تضيعني وحدي انما ضيعت الاف غيري .. منهم من مات ومنهم

من هداه الله .. ومنهم من لازال في هذا الطريق ..

اتذكر .. اتذكر كم مرة اتيت اليك لارجوك بأني اريد ان اتعالج اتذكر

كيف كانت اجاباتك اجبت بكل بساطة انه لن استطيع نسيان

اهلي الا بهذا ..

لقد كنت شيطانا في زي انسان .. ومع كل هذا لم ارى فيك

سوى صورة ملاك وانسانا طيبا احببته من كل قلبي ..

قبل ان ادميك اليوم ادميت حالي وقلبي لاني شعرت بأني

اضرب ابي بكل قوتي .. ولكن كان لابد من فعل كل هذا لتقف

الى هذا الحد ..

والان ارجوك قم معي .. لأوصلك الى غرفتك ولأطلب لك

طبيبا كي يعالجك قم معي ارجوك .. وان شئت بلغ عني ولكن

حمدلله انك لم تستطع ان تفكك الاسره لم اشأ ان اؤلمك

ولكن كان لابد ان تتألم كي تتعلم .. ليس عيبا ان يتعلم الكبير ..

فكل منا لازال بحاجه كي يتعلم ويتعلم .. دعني اخذك معي

الى الغرفة .. كان فاضل فقط يبكي بلا أي تعليق

اسند فيصل فاضل الى ظهره

واوصله الى غرفته بعد ان اطمئن على صحته , كان الفتيات

يراقبن ماحصل بينهم وصدمن من هول ماحصل .. وعرفن

من هو فاضل الذي خدع الجميع بطيبته ..

الا ابتسام فقد كانت تتوقع منه أي شيء ..



/
\
/
\



وبعد مرور بضع ساعات دخل محمد

مسرعا ليوقف ماحصل.. فانتبه لقطرات الدم الواقعه على

الارض .. فأسرع كالمجنون يتفقد الفتيات .. وذهب لفيصل

الذي اجابه من خلف الباب انا بخير اريد ان انام اتركني من فضلك ..

حاول محمد ان يكون قويا واكثر تماسكا

وان يخفي موت بسام على الجميع ..

قرر محمد ان يدخل الى غرفة فاضل

بهدوء كي يطمئن عليه فمهما حصل سيضل فاضل ذلك الرجل الكبير

الذي اوى الجميع بمنزله ..

دخل محمد ورآه نائما.. فقرر ان يخرج ..

ففاضل ولله الحمد لم يقرر ان يبلغ

الشرطة انما اكتفى بعلاجه فقط ..



/
\
/
\



قرر محمد ان يخرج من الغرفة فإذا

بفاضل يناديه ويرجوه ان ينادي

الجميع ليأتوا ليحدثهم ..

لم يشأ ان يعارضه محمد

ففاضل متعب ولا يستطيع ايذاء احد ..

طلب من الفتيات ان يأتين الى غرفة فاضل وطرق الباب على

فيصل لكن فيصل اخبره بأنه سينام ولن يأتي معهم ..

دخل الجميع الى غرفة فاضل ..

نظر اليهم فاضل نظرة انسان مودع

فقال : لقد جمعتكم هنا في بيتي وحاولت بشتى الطرق ان

انتقم من عالمي ومن مجتمعي ..

فقررت ان ابدأ بكم انتم .. ولكنكم والى هذا اليوم حتى مدمنكم

اثبت لي ارادته وعزمه وقوته ..

انتم تحسبون انكم فقط من تعذب وذاق من مرارة الحياة ..

ولكنكم مخطئون فهنالك من يتعذب اكثر منكم .. فقد ولدت

لقيطا لم اعرف لا ام ولا اب .. لم اعرف لاحنان ولا قسوة ..

لم ارى من يربيني .. مجهول الهوية ..

كبرت وعملت .. لم اتعلم ولم اخذ حقي كبقيه البشر فقط

لاني بلا هويه .. طفل نكرة .. واخيرا تنقلت في دور الايتام

من دار الى اخرى ونظرات الشفقه ترافقني اينما ذهبت وحين

تخرجت من دراستي اصبحت موظف في احدى الدوائر الحكوميه ..

غرتني متع الدنيا فبدأت اعلو درجه تلو الاخرى في السلم الوظيفي



/
\
/
\



فسرقت ونهبت الى ان اصبحت من اثرى الاثرياء .. ظننت اني

اسعد انسان في هذه الدنيا قررت الزواج مرارا وتكرارا جميع من
تقدمت اليهم اجابوني بإجابة واحدة .. انت شخص مجهول الهويه

كيف سيصبح لابناءك نسب ..

كل شيء نهب مني حتى السعاده ولم تتبقى لي سوى الاموال

مانفع الاموال اذا نهبت راحة البال؟ .. اخذت على نفسي عهدا

وميثاقا ان انتقم من كل شخص في هذه الدنيا .. ان ادمر الجميع

كما دمرت منذ صغري ..

ان اقابل الجشع بما هو اجشع منه .. وان ارد الظلم بما هو

اكبر منه .. بل وتماديت حتى على من لم يظلمني فلم يسلم

من شري احد ..

كنت شيطانا بزي انسي .. هذا هو فاضل .. لا اطلب منكم

أي شيء سوى مسامحتي .. ففيصل استطاع ان يوقظني

من غفلتي في وقت متأخر ..

كسبت ابناءا واراني سأخسرهم اليوم وانا لم انتبه لذلك ..

بل حتى السعادة التي كنت ابحث عنها دوما ربحتها هنا بينكم

ولم اشعر بها الا الان ..

لم يعلق أي احد بأدنى تعليق انما كن ينظرن اليه نظرة شفقه .


. فالجميع يحبه على الرغم من كل ماحصل .. الا ابتسام فهي

تكرهه من اعماق قلبها ..

ولكن هل ستغير نظرتها له بعد اليوم؟؟

احس محمد بأن

فاضل بدأت روحه بالخروج فأسرع في اخراج الفتيات قبل

ان يروه وهو يموت .. هنا صرخت ابتسام ..

ابتسام : ارجوك اتركني معه .. فاضل

ارجوك لاتمت .. لنفتح جميعا صفحة بيضاء .. ملؤها الحب والحنان

ولننسى الماضي



/
\
/
\



ولكن حين تحكم الاقدار بالموت فالموت واقع لامحاله .. مات

فاضل بعد ان سرد واقعه وحياته ..

فمحمد اصبح كالطير الذي قطعت

اجنحته لايقوى على الحراك .. شخصان في يوما واحد؟

اما ندى فقد كان لها ذلك الشخص

الذي يهون عليها مصائبها دوما ويحذرها من ان تري دميتها لاحد

ندى هي من اشد المعجبات به إنه دنيتها

اجل ولكن لاتعلم ماالذي جعله شرس كما رأته اليوم ..

اما لمياء فلا زالت تذكر اول يوم رآها

فيه يائسه باكية في الشارع تخفي مصابها عن الناس ولكنها لاتستطيع

ان تخفيه عن حالها لم تنسى اليد التي مدت لها .. اما ابتسام فقد

استعادت اول يوم اتت فيه الى شركته مع والدها الذي قال لها

ستضلي معه لترعيه وتقومي بشؤون شركته .. تذكرت اول يوم

علمت بإصابته بالسكر واهتمامها به وتحوله المفاجيء من رجل

طيب معها الى رجل اجشع مما يمكن ان يتصوره أي عقل .. تعالى

في المنزل بكاء وعويل الفتيات عليه و حزن الجميع عليه .

.

/
\
/
\



لم يستطع محمد الاحتمال اكثر وهنا

صرح محمد بموت

بسام .. قائلا

محمد ودموعه اوشكت على الخروج

: الخير والشر يموتان معا وفي يوما واحد ماهذه الدنيا .. تدمينا

ومن ثم تضحك علينا

ابتسام كالمجنونه : ماذا تقصد ..؟

اتعني ان بسام قد رحل؟؟

اومأ محمد رأسه بالايجاب ، فسقطت

مغشيا عليها من هول الصدمة ففقدان الاخ ليس بالامر السهل مطلقا ..

بسام هو اول عماد لهذا المنزل

وفقدانه ليس بالامر السهل.. بسام هو

من يضمد جراح الجميع ولايبوح بجراحه .. بسام

هو بسمة المنزل ..

لم يزد هذا الخبر المنزل الا عذابا والما فوق كل الم .. كيف

سينام الجميع ويصحون بدونه .. كيف سيعتادون على الدنيا
مجددا من غيره؟

ومع كل هذا لازال محمد قويا ..

يبث القوة في روح الجميع .. ففيصل منذ ان علم بموت

بسام لم يحدث احد ولا يأكل الا من يد

محمد ..

مرت الايام والمنزل يملؤه الكآبه والحزن واليأس..

فإبتسام تعاني من انهيار عصبي

حاد , فحين ظنت انها تستطيع ان تعيش مع اخاها بدون

فاضل تجد اخاها قد رحل ..




/
\
/
\


اما ندى ولميا

ء فقد بدأت حالتهم تتحسن شيئا فشيئ ..

محمد كالنحلة المجروحه التي على

الرغم من كثرة جراحها تقوم بجميع مسؤلياتها بلا أي تقصير ..

يتصنع السعاده ليبثها في ارواح الجميع ..

وفي احدى الايام وبينما كان فيصل في

غرفته .. اخذ فيصل يسترجع

شريط ذكرياته الاخير .. تذكر مزاحه الدائم مع بسام..

مواقف فاضل.. ضربه

لفاضل

.. فاضل في لحظاته الاخيره ..

لم يستطع فيصل الاحتمال اكثر

فقام مجددا ليبحث عن مخدر مجددا .. اجل انني اقول مجددا

لان فيصل قد ترك المخدرات منذ مدة وبسبب تركه المفاجيء

لها وظروفه الصعبة التي مر بها اصيب بلحظة ضعف .. لا بل هي

لحظة يأس فقرر ان يأخذ مخدرات كي ينسى ..

ينسى كل من احبهم .. ينسى كل المه .. كل جراحه ..

اخذ يبحث هنا وهناك .. عله يجد ولو القليل منه .. فأخذ يضرب

هنا وهناك .. ويبحث بجنون .. واخيرا وجد في احدى جيوب

ملابسه كميه من المخدرات التي نسي ان يتخلص منها ..

فأخرج منها وحقن نفسه وذهب الى عالم آخر .. إثر تأثير المخدر ..



/
\
/
\



محمد في غرفة الطعام يجلس

على رأس الطاولة ويبتسم في وجه ابتسام


التي واخيرا وبعد طول عناء قررت النزول لتجلس مع الجميع ..

ندى ولمياء

ينظرون الى بعضهم البعش ويبتسمون فرحين

بتحسن ابتسام ..

محمد حسنا لنبدأ تناول طعامنا

ولكن قبل ان نبدأ سأذهب لأنادي فيصل ..

لمياء: لا .. لا انا من سيناديه .. استرح انت ..

ندى: انتظريني سآتي معك ..

لمياء بثقه وهي تصعد درجات السلم:

اتعلمين ياندى كم اني فرحة لحال فيصل

فقد استطاع ان يترك المخدرات بلا عودة ..

ولكن كان لابد ان نخبر رمحمد بذلك كي

يعرضه على طبيب ليتابع حالته ..

ندى : لابأس الان بعد انتهائنا من الطعام

سنخبره وبالطبع سيفرح مثلنا فمحمد دوما يرغب في ان يتوقف

فيصل عن تناول المخدرات ..




/
\
/
\


اطرقت ندى باب الغرفة مرارا وتكرارا ولكن

لا احد يجيب ..

لمياء بخوف: ربما نائم .. فهو منذ ان ترك

المخدر اصبح ينام دوما ..

ندى : لنفتح الباب بهدوء كي لانزعجه ..

سارعت ندى الى فتح الباب ..

فوجدته كعادته غارقا في نومه ناسيا غطاءه .. نائما على الارض كما

عهدوه دائما .. فهو كالطفل في جميع تصرفاته ..

سارعت لمياء لتغطيه .. اما

ندى فقد اخذت تبحث عن وسادة

لينام عليها ..

وفجأة ارتطمت قدمها بشيء زجاجي خفيف احست بتكسره ..

نظرت الى الارض فإذا هي ابرة .. اجل انها ابرة مخدر ..

امعقول ان يكون قد عاد للمخدرات مجددا؟

حملت ندى الابره .. وجعلت

لمياء تراها .. والخوف في اعينهم ..

لمياء : مامعنى هذا ؟؟ ايعني انه ..؟؟

سارعت لمياء الى فحص يد فيصل

فوجدتها تعاني من انتفاخ لم يسبق له مثيل وقد تحولت الى اللون

الازرق .. وقد بدأت يده بالتخشب نظرت الى فمه فوجدت آثار سائل

قد خرج من فمه ..

لا ليس الان , لماذا كل هذا ..؟؟

رمت لمياء حالها على

فيصل وصرخت بأعلى صوتها

: فيــــــــــــصل ارجوك لاتمت ارجوك

يا الهي ليس الان .. ليس بعد ان اهتدى الى طريق الصواب ..

فيصل لايستحق الموت ابدا

لما فعلت هذا بنفسك .. الهذا الحد لم تطق ان تمكث معنا ..

ابسام وفاضل

اغلى منا؟ فتركتنا ورحلت لهم ..؟

اين وعودك ؟! اين امنياتك ..؟

الم تقل انك ستواصل دراستك كي تصبح مربي اجيال ومصلحها ..


ام انك تكذب كي تراضيني؟

الم تقل اننا اخوة وانك قد تعلقت بنا؟؟ الم تقل انك ستحمينا الى

اخر لحظة .. ام ذهب كلامك في مهب الريح ..

قل لي من لنا الان سوى الله ومحمد

اجبني هيا ان كنت شجاعا ..

واخدت تهز فيصل بحركات جنونيه

راجية منه ان يقوم ليحادثها ويكذب جميع ضنونها .. لم تصدق موته ابدا ..

فيصل هو الطفل الذي لايكبر ابدا ..

هو ضحكة المنزل الحقيقية .. فيصل على الرغم من تعبه وحزنه

الا انه استطاع ان يرسم السعاده في وجه

لمياء ويجعلها لاتفقد الامل من حياتها ..

ولكن كيف لمن يرسم الطريق لأناس ان يمشي عكس مارسمه ..

هذا هو فيصل في لحظة ضعف منه حقن

في جسده جرعة زائدة ادت الى مماته ..

سمع محمد صراخ

لمياء وبكائها وبكاء ندى معها

فأمسك ابتسام وصعد معها ليرى

حبيبا وصديقا وطفلا يودع الحياة

ليرى مصيبة جديدة تلم بالعائلة ..ماهذه الدنيا التي تتسع

وتبتسم للحظة .. لتطعن وتدمي وتبكي آلاف المرات ..

ولكن وعلى الرغم من حب محمد

لفيصل بات في هذه المرة

الرجل القوي الذي يعتمد عليه .. سارع لتغطية وجه فيصل

وابعد لمياء وحاول تهدأة الفتيات

ولكن دون جدوى فإبتسام بعد ان

تحسنت حالتها بدأت تتدهور مجددا ..



/
\
/
\


اما لمياء فقررت ان تصمت تصمت فقط ..

ولن يرضيها أي احد سوى عودة فيصل ..

ففيصل لم يمت في نظرها ..

اما ندى فقد تكفلت بأمور المنزل بسبب تعب لمياء وابتسام ..

كل من في المنزل حزين ومتعب .. ولكن هذه الدنيا وهذا شأنها ..

مرت الأيام والاشهر .. بدأت النفسيات ترتاح ولكن لن تنسى

ابدا مهما حصل مايحدث ..

وبينما كان الجميع جالس .. اتى محمد

من الخارج ونظر الى الفتيات فقال وعلى وجهه ابتسامة خفيفة ..

لن نسكن هنا بعد الان .. سنسكن جميعا في منزل

جدتي

.. فجدتي قد كتبت في

وصيتها ان منزلها لي انا ..سنعيش جميعنا في منزل يملئه

الحب والبساطة .. لامكان لنا هنا لن نحصد هنا سوى التعب ..

وسنصارع ذكرياتنا ونحزن اكثر فأكثر

ندى ولمياء

منذ الغد ستعودوا الى عملكم ولايوجد لدينا فتيات عاطلات عن العمل

ابتسام ستكوني المسؤلة

عن المنزل .. منذ اليوم فصاعدا ..

لن اغير رأيي ابدا ومنذ هذه اللحظة سارعوا في تجهيز اغراضكم ..

ولكن قبل ان تبدأو احببت ان اعرفكم بفتاة رأيتها بالصدفة فأرادت

ان تنضم لعائلتنا فهل ستسمحون لها؟



/
\
/
\



لمياء بحدة : بالطبع لا .. كفى قلوبنا هما

ووجعا لانريد التعلق بأحد كي يتركنا مجددا

اتى صوت من بعيد ناعم ويبدو مألوف للجميع ..

حتى انا لاتريدوني معكم؟؟.. هذا ماقالته

حنين وهي آتيه من خلف الباب

وفاتحه ذراعيها للفتيات وابتسامتها تملئ وجهها ..

حنين تلك الفتاة التي احبها الجميع

وندموا على رحيلها اشد الندم هاهي تعود اليهم اليوم ..

ولكن ليس بزي وائل انما بزي حنين ..

حنين قد رجعت الى حقيقتها واصبحت

ممرضه في احدى المستشفيات بحثت مطولا عن عنوان عمل

محمد واتت اليه في مركز عمله لتعلم ماهي اخبار من كانوا معها

فعلمت بكل التفاصيل ففضلت الا تخرج في حياة الجميع الا

اذا تحسنت نفسيتها وهاهي اليوم تخرج مجددا ..

عودة حنين زرعت الفرح في نفوس

كل من في المنزل بل وبثت الحماس لديهم فندى ولمياء

سينزلون بالغد الى عملهم ..

بل لقد عادت لمياء الى سابق

عهدها واصبحت تتحدث .. وتبتسم وتضحك ..

محمد : لقد حان وقت دخول الفرح في

منزلنا فمن حقنا ان نفرح ..

تغيرت حياة كل من في المنزل رأسا على عقب فقد بدأت

الضحكة والفرحة تملئ المنزل ..




/
\
/
\


وفي إحدى الأيام قرر محمد ان

ينفذ وصية بسام .. فطلب يد

ابتسام في الخفاء التي ماان وافقت

حتى سارع في اعلان الخبر للجميع ..

فرح الجميع لهما ولكن ابتسام كانت

تفرح مرة وتحزن مرات عدة فهي ترى في

محمد اخيها بسام وتتذكره دوما ..

قرر الجميع موعد الزفاف فقرروا ان يصبح الحفل في منزل

فاضل ومن منزل فاضل ينتقل الجميع

بعد زفة العريسين الى منزل الجدة ..

وفي هذه الأثناء كان الفتيات يسرحن انفسهم .. طاردين

محمد من المنزل وامروه ان لايأتي

الا في الليل وقت الزفاف ..

خرج محمد من المنزل بناء على

رغبتهم ولكن رجولته لاتسمح له ان يترك فتيات قاصرات بمفردهم

فقد تم يراقب المنزل من بعيد ..

وفجأة اتت سيارة من بعيد وتوقفت لدى منزل

فاضل ..

انقبض قلب محمد وبدأ يشعر بالخوف ..

نزل من السيارة طفل يحمل ورد وشابان احدهما يرتدي بدلة

كاملة والاخر ملابس بسيطة اقتربوا من المنزل فاقترب معهم محمد ..

طرقوا باب المنزل واخذ يراقب محمد

.. تعجب دخول الطفل اولا .. اما الرجلان فقد مكثا بالخارج

سمع صوتا يقول للفتاة: الا يحق لنا الدخول ..



/
\
/
\



وندى : تقل بالطبع لا طفلكم قد دخل

اخبروه بما اردتم ونحن في خدمتكم ..

الرجل : ولكننا مقطوعون من الطريق ..

محمد بدا يسترجع صوت هذا الشاب انه هو ..

ايعقل .. لا لقد رأيته يموت بأم عيني ..

بدا الحوار يحتدم بين الشاب وندى

الشاب : اذن سأدخل بالقوة شئتي ام ابيتي ..

اتى محمد من خلف الرجل وضغط

عليه من عنقه بالخلف وقال ..

محمد بغيظ: مادام

محمد حي لن يدخل الى هذا المنزل أي غريب ..

هنا سارع الشخص الثاني لخلع قبعته ونظارته ليري

محمد وجهه



/
\
/
\


توقف محمد قليلا ونظر انه الطبيب ..

انه ذلك الطبيب الذي اشرف على

عملية بسام كيف ينسى وجهه؟

وهم لمعرفة الشخص الثاني وسحب نظارته ليرى الملامح ذاتها ..

الوجه والشعر .. والعينين اللامعتين ..

إنه هو بسام

.. بسام حي لم يمت ..

صرخ محمد بأعلى صوته تعالوا

يافتيات بسام حي لم يمت لم يمت ..

وضمه بكل قواه وتناثرت دموعه .. انها دموع الفرح ..

دموع اللقاء من بعد غياب ..




/
\
/
\


وبعد ان فرح الجميع بعودته دخل الى المنزل ليحكي لهم قصته ..

الطبيب : بعد خروج

محمد من المستشفى وبعد اقل من ثانيه استجاب

بسام الى النوبات الكهربائيه وبدا

ينبض قلبه مجددا فنجحت العمليه .. لم اشأ ان ازرع الامل

في قلوبكم من جديد لتتدمروا اكثر فأكثر بموته .. فانتظرت

الى ان افاق حينها طلب مني ان لااخبر احد حتى يستعيد

صحته بالكامل ..

كانت اخباركم منقطعه عنه .. وفي احدى الايام تم توظيف

ممرضه جديدة تدعى حنين ..

التمست مابها من طيبة فجعلتها ترعى بسام ..

وسبحان الله رب صدفة خير من الف ميعاد التقيا مجددا

واصبحت حنين هي المصدر

الاخباري لبسام ..

كنا سنخرج في حياتكم منذ ان تحسن

بسام ولكن لقد مر بسام بأزمة نفسيه

عصيبه حين علم بموت فيصل ..

لذا قررنا ان نخرج في يوم فرحكم ..



/
\
/
\



قاطعه بسام قائلا:

ندى هذا الطفل يدعى

فيصل .. يتيم الابوين هو بحاجة

لحنانك .. لقد تبنيناه ولقد ساعدني غسان

كثيرا الى ان استطعنا ان نأتي به الى هنا

فيصل هو بسمة المنزل الان ..

نسيت ان اخبركم خبرا مهما .. انني التحقت بإحدى الصحف

واصبحت مديرا بها .. لذا يشرفني في هذا اليوم وامام الجميع

ان اجعل الفرح فرحيين واتقدم لحنين ..

فرح الجميع لبسام

ومحمد فبعد كل هذا الصبر تحققت

لهم السعاده .. وعهدهم تحقق فعاشوا سويا ..

وارتبطوا في نفس اليوم ..

ولكن اختلفت مواعيد زفافهم ..

اما ندى ولمياء

فقد اصبح فيصل كل حياتهم .. وعلموا ان الحياة

مع اليأس لامكان لها .. ففتحوا صفحات وصفحات ملؤها الأمل ..

هذه ارواحنا الممزقه نشرناها بين يديكم .. عايشنا احزناها

وبكينا معها وبالاخر فرحنا معها .




/
\
/
\


النهـــــــــــــــــاية

غموض 27-05-08 06:05 PM

تم الانتهاء من القصه بانتظار تعليقاتكم


الساعة الآن 11:15 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية