منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء (https://www.liilas.com/vb3/f484/)
-   -   بحر وسماء وانا .......... قصة قصيرة (https://www.liilas.com/vb3/t77758.html)

شرف عبد العزيز 03-05-08 04:59 PM

بحر وسما وانا .......... قصة قصيرة
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هذه اولى مشاركاتي في المنتدى اتمنى أن تنول اعجاب الجميع

بحر وسما وأنا
منتدى ليلاس الثقافي

في الخامسة وعشرين من شهر ديسمبر كنت واقفة خلف نافذتي ارتدي شال مصنوع من الصوف الخام لاحتمي من شدة البرد، امامي مدفأة تحاول بكل ما في وسعها أن تدفأ غرفتي لكن لا تستطيع مواجهة برودة الشتاء القارس، رأيت السماء كتلة بيضاء في اقسى لحظات غيومها نظرت إليها بشفقة شعرت بأنها تريد أن تبكي وتفصح عما بداخلها ورأيت البحر امامي هائج غاضب بداخله غضب لا يستطيع أحد الوقوف امامه يصرخ ليعبر عما بداخله في امواجه العالية الشاهقة التى تزيد ارتفاعها عن مترين، لونه قاتم مائل إلى الازرق الغامق ومغطى ببقع كبيرة بيضاء كأنه حقل من القطن زرع فوقه يفوح من داخله رائحة نسيمه تطرق على نافذتي تستأذن الدخول إلى غرفتي فأذنت له ، فتحت شباك نافذني ودخل النسيم لكن الرياح لم تتيح له فرصة الدخول بمفرده، ارادت أن تشارك ضيافتها في غرفتي ، شعرت بقشعريرة انقضت على فجأة ممتزجة بالخوف والرهبة والبرد والتحدي والفرحة والراحة ، فأنقطع احساسي بكل هذا عندما سمعت أمي تقول إلى : " ليلى اغلقى شباك نافذتك ألا تري السماء على وشك أن تمطر والجو بارد يا ابنتى أخشى عليك من المرض. "
فأجبتها قائلة : " حاضر يا أمي "
وأغلقت الشباك ، حزنت قليلا لعدم اكتمال شعوري بالمتعة التى كنت أعيش فيها لبضع دقائق بقيت أنظر إلى البحر والسماء خلف نافذتي رغم أن أمي ارغمت الرياح على الفرار من غرفتي إلا أن نسيم البحر لم يخرج ظل يحوم حولى في كل انحاء الغرفة، استنشقه كأني أمامه مباشرة ، سمعت صوت البحر يناديني بحضوري إليه، ترددت قليلا فنظرت إلى الشارع لم أر امرءا واحدا يمشى أو حتى واقفا أمامي فقط سيارات مسرعة تريد الوصول إلى أماكنها المنتظرة مجيئها بفارغ الصبر خشية من غضب البحر والسماء ففكرت قليلا الجو قارس شديد البرودة والسماء تجمع ما بداخلها لتفضفض وتبكي مسقطة دموعها على البحر والشوارع والبيوت ، تصرخ بأعلى صوتها ليسمعها أحد ، يقف جانبها ولو حتى بنظرة واحدة إليها لم تجد أحدا سوى القليل ينظر إليها بخوف ورهبة وشعور بالنوم والدفء سوى واحدا فقط يشعر بها ويساعدها على ان تبكى رأيت البحر ينظر إليها بعين واسعة كبيرة على استعداد كامل لتقبل دموعها والاحتفاظ بها بداخله فقررت أن اشاركهم هذا الوقت ولكن كيف ؟ ماذا اقول لأمي لتقبل أن اذهب إلى الشاطئ؟ فكرت كثيرا فخطرت إلى فكرة أن اخبرها بذاهبي إلى فاطمة جارتي في نفس العمارة ، خرجت مسرعة إلى أمي لأستأذنها بالذهاب فوافقت لكن بشرط ألا اتأخر فارتديت ملابسي بعجلة وقبل أن اغادر غرفتي نظرت بطرف عيني إلى البحر مرة أخرى وجدته يناديني بلهفة وشوق فقلت في نفسي : "حاضر أيها الصديق الوفي سوف أتي إليك لنتحدث قليلا "
أغلقت باب البيت ونزلت على الادراج بسرعه وبحذر فجأة رأيت الشارع أمامي كأنه مكان مهجور منذ سنين عدة تعجبت كثيرا لماذا لا افكر في البحر والسماء بمثل ما يفكر به الناس كلها هل هذه جرأة مني ؟ أم انتحار ! أم ماذا ! تعجبت أكثر لماذا أراد البحر مصادقتي والحديث معي ؟ اسئلة كثيرة راودتني لا استطيع أن احلها شعرت كأني مربوطة بحبل يمسكه البحر ويشده لأقترب منه أكثر وأنا اتحرك بإرادتي ، لا لست بإرادتي بل بسحري به ،اوافقه واتجه إليه مباشرة دون النظر إلى السيارات المسرعة حتى دخلت إلى الشاطئ لم أجد مخلوق عليه سوى واحد فقط جالس على كرسي عند مدخل الشاطئ بعيد عن البحر منتظرا أي شخص يأتي ليسترزق منه عندما رأني أتي بعجلة رحب بي فطلبت منه كرسي لأجلس أمام البحر مباشرة ، وجدت ملامحه تحولت من ترحيب إلى خوف إلى سعادة داخلية إلى نصيحة فقال : “ نعم سأجلب إليكي كرسي لكن ألا تري البحر من الممكن أن يطيح بك الجو بارد وهذه الايام نووة في أي لحظة يظهر البحر غضبه وتزيد ارتفاع الامواج "
القيت نظرة إلى البحر ثم قلت له : “ لا تقلق سأكون حذرة "
ثم مددت يدي إليه وأعطيته ثمن ايجار الكرسي مشى ببطئ رأيت في عينه علامات استفهام كثيرة وكأنه يقول أي مجنونة تأتي في مثل هذا الجو لتجلس أمام بحر غادر وشاطئ معرض بين الأونة والثانية بالإختفاء !!!!!!!!!!
ابتسمت قليلا وأنا اجاوبه بصوت هابط : " نعم معك حق لكن البحر يريد المحادثة معي قليلا "
خطوت بخطى متلكئة متثاقلة تنتزع من الأرض انتزاعا ، الآن اصبحنا بمفردنا فقط البحر والسماء وأنا وصاحب الكراسي يراقبني من بعيد ساد صمت مخيف لم أسمع سوى صوت امواجه ، تبادلت معه نظرات بداخلها عتاب وخوف واطمئنان وحب .
تردد صوتي وقبرت الثقة في نفسي قائلة : " الآن اتى أوان العتاب معك ايها الصديق والحبيب فالحب قد عتق لساني فتكلمت ومزق اجفاني فبكيت وفتح حنجرتي فتنهدت وشكوت ، وانا الآن اشكو منك ايها البحر الغادر ، ايها الصديق الغاضب اشهدي يا سمائي إلى ما فعله بي البحر ، نعم أنا اعلم بحبك فقد مرت أيام بيننا كنت تستطيع الاطاحة بي وأنا في حضنك بداخلك ورغم ذلك انقذتني ، لكن دفعت ثمن إخلاصك إلى كثيرا ، أشهدي يا سمائي بما فعله بي فقد أخذ أخى الوحيد المحبب إلى مني أغرقه وأنا بجانبه نلعب ونمرح سويا أخذه ، ولم يأخذني معه لماذا ؟ لماذا فعلت بي ذلك ؟ اهذا من كثرة حبك إلى شعرت بغيرة قاتلة تحولت من بحر هادئ صافى جميل وصديق وفي إلى بحر غاضب غادر خائن عصبي المزاج ، إلى وحش كاسر قاهر تطيح بكل ما تكرهه وتحبه معا ، أخذت أخى ولم أجده حتى الآن .
أحبك أيها الصديق إلا أن حبك لا يزيد عن حبي لأخي فقط اعترف إليك لأول مرة بهذه الكلمات الثقيلة مثل قطرات الندى التى تضرب أجفاني ، فأنت مهما فعلت فقوتك لا تستطيع تقليل حبي لأخى ، فقد شاركتنا اسعد اللحظات وانت على علما تام بأنه ليس بأخ فقط بل صديقي وحبيبي وأبي .
ما أجمل اللحظات التى كنا سويا ننظر إليك والسعادة تملئ قلوبنا ملتمسة بابتسامة ترسم وجهنا بك ، لماذا قتلت أجمل شئ في حياتي ، لم تأتي هذه اللحظات مرة أخرى بسببك أيها الصديق الغائر ، أتحسب الآن بأنك صرت الصديق الوحيد ؟
نعم اعترف إليك بأنك اصبحت صديقي الوحيد لكن لا استطيع نسيان ما فعلته بي ."
وقفت متجهه نحو البحر بكل ما في من حماس وعزم قائلة بصوت عالى : " خذني يا صديقي فلم يعد لي أحد سواك فالذي يشاركك حبي قد اخفيته لم يعد له أثر ، خذني كي الآحق أخي ، حرمتني منه رغم حبه وولعه بك ، ألم تنظر إلى لوحته المرسومة التى رسمها امامك فانت عشت كل لحظة معه امسك فيها الفرشاة ليعبر بحبه وولعه بك أيها الصديق الغادر ، هذه مكافأة حبه بك قتلته طعنته في ظهره اغرقته وهو بداخلك ، خذني لم اعد اطيق الحياة بدونه . "
وفجأة رأيت يد تشدي إلى الشاطئ سامعة صوت رجل يصرخ في وجهي تمعنت به فوجدته الرجل صاحب الكراسي يواسيني على فراقي لأخي ، شعرت ببرودة اجتاحت جسدي فنظرت إلى ملابسي مبللة تماما فعلمت بأني كنت في طريق الغرق أيضا لكن لم اغرق .
بعد أن هدأت من ورعي تركني الرجل بعد تأكده التام بأني بخير ألقيت نظرة بعيدة المدى في البحر فقد لفت نظري شئ من بعيد وفقت للتأكد بصحة رؤياي فعلمت أنها سفينة ضخمة مفتولة العضلات ، فقلت له ساخرة : " انظر أيها الصديق ففي ضيافتك سفينة ضخمة مليئة بالخيرات التى تعم على الناس فهل تغدر بها أيضا وتخفيها مثل أخفائك أخى أم ستمررها حتى بر الأمان ؟ .....................
ساد صمت ثقيل ،عيوني ممتلئة بدموع تثقل اجفاني فكسرت صمتي قائلة : " لماذا انقذتني ؟ فقد كنت اصبح إليك وحدك ، و........................." لم أكمل حديثي لانقطاعه برنين هاتفى يحمل صراخ من أمي تخبرني بعلمها بعدم ذهابي إلى فاطمة وانها تنظر إلى وتنتظر مجيئي حالا .
اغلقت الهاتف وصوت امي يرن في اذني ،نظرت إلى البحر بابتسامة حزن لفراقه ، فقلت له : " ايها الصديق انا مضطرة إلى فراقك حاليا ، إلا أن للحديث بقية وداعا......................
مشيت بخطى ثقيلة ملقية نظرة أخيرة إلى البحر والسماء فاشرت بيدي للرجل لاودعه متجهة نحو منزلي ........



انتهت



التوقيع

سأكتب حتى يجف قلمي وسأصبر حتى يعم فكري

شرف عبد العزيز 03-05-08 10:42 PM

اتمنى القصة قد نالت اعجابكم ................ في انتظار ردكم

التوقيع

سأكتب حتى يجف قلمي وسأصبر حتى يعم فكري

لميس133 04-05-08 01:41 PM

واااااااااااااايد حلو ..
حسيت أني فعلا واقفة أمام البحر..
حسيت بالبرد..بالألم..بالوحدة..
فعلا أبدعت..
سلمت أناملك..
والله يوفقك..
تحياتي:((بنت الظاعن))

شرف عبد العزيز 05-05-08 12:12 AM

شكرا اختي لميس على ردك ................. اتمنى ان تكون قد نالت اعجابك وشكرا

التوقيع

سأكتب حتى يجف قلمي وسأصبر حتى يعم فكري

ابراهيم فواز 05-05-08 01:10 AM

بجد رائع جدااااااااااااااااااا لقد شعرت حقا ببرودة البحر
لقد اجزت حقا في التعبير عن الوحدة وعن معاناتها بأسلوب جميل
لقد جعلتني اعيش في في عالم لا استطيع التعبير عنة
لك كل التحيات اخي

شرف عبد العزيز 05-05-08 03:21 AM

شكرا اخي ابراهيم .............. تحياتي لك

Emomsa 05-05-08 06:27 AM

قصة رائعة .........
احب القصص القصيرة التي يعبر فيها البطل عن مشاعره بنفسه ......
لولا احساسي وادراكي للمكان اللي انا فيه لكنت قلت انني من تقف مع البحر وتشكي همومها فمازالت المياه سواء بحر نهر خليج هي من يغسل همومي ويعيدني الى الواقع بكل الامه ........
هذه الرواية ...... ( ذاتية ) لانها لا تتكلم الا عن مشاعر البطلة دون الاخرين ........
تصوير البحر كأنه الصديق الغيور الغادر ( الا انه في نفس الوقت الصديق الحبيب ) تضاد رائع يفيد مدى احساس البطلة بالوحدة بعد موت اخيها الحبيب ........
اخي .......
اتمنى اقرأ مشاركتك الاخرى قريبا .... لكن ( ياريت) تبعد عن الحزن قليلا الشجن ملئ حياتنا .... لدرجة ان الفرح عندما يترك الباب نعتقده اخطأ العنوان .......
منتظرين على شوق المشاركة الثانية وتكون طويلة (شوي)

فروحه 05-05-08 09:23 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

حياك الله اخي الكريم في اول قصة لك ...


قصتك ... تعبر عن مدى هموم هذه الفتاة وحزنها الشديد التي لجأت للبحر تبث له همومها لعله يحمل عنها بعضا منه ... ولتجد فيه التنفيس عن ما في داخلها له ... فهو الوحيد الذي نستطيع ان نشكي له همومنا ومشاكلنا واحزننا لانه يسمعنا بكل اصغاء دون مقاطعة تصدر منه ...


سلمت اخي الكريم ... ولك جزيل الشكر والتقدير ...

وبالتوفيق


(فروووحه)

شرف عبد العزيز 05-05-08 04:08 PM

شكرا اختي emomsa على ردك ، بالنسبة لقصر القصة انا ملزم بكتابتها في حدود 5 صفحات على الاكثر والا لا تصبح قصة قصيرة اما الحزن افضل هذا النوع في كتابة قصصي ورواياتي افضل اظهار الجانب السلبي او المدفون بداخل القلب والمشاعر المطمسة لاظهارها إلى نور الحياة والواقع لكن الفرح موجود وكل منا لديه مناسبات سعيدة واليمة في ذات الوقت الا اني اوعدك بكتابة قصة ادخل فيها السعادة والفرح والحب ايضا .......... شكرا لمرورك تحياتي لك

التوقيع

سأكتب حتى يجف قلبي وسأصبر حتى يعم فكري

شرف عبد العزيز 05-05-08 04:11 PM

اختى فروحة مرحبا بك

اشكرك على مرورك الكريم ............تحياتي لك

التوقيع

سأكتب حتى يجف قلمي وسأصبر حتى يعم فكري

حمام الحجاز 24-05-08 07:41 AM




بسم الله الرحمن الرحيم





رااائع

وصف رائع لمعالم مختلفة في آن واحد

وصفت شعور إنسانة ...,

وصفت بحر .., بطريقة غير مباشرة وكفى ببحر أن يصف نفسه

وصفت ألم وحده ..,

وصفت حب شعرنااا به حب ميت ... لآ أكثر


عشناا نحن كل تلك الوصوف

ولو عاش القارئ الحرف شعر بلذته

وأضيفت نقااط إبدااع لكاتب أيضاً


أشكرك على إبداعك


دمت للكل الفروض مؤدياً



حمام مكة

شرف عبد العزيز 24-05-08 09:45 AM

بشكرك اختى حمام على كلماتك الرقيقة ، التى تدل على رقة مشاعرك واحاسيسك ......... احساس الوحدة مميت وغالبا ما نرتمي في حضن البحر لنلقي كل همومنا اليه ، لكن الاصعب عندما تجدي البحر هو سبب آلامك تصبحي في حالة تشتت بين الحب والكره في آن واحد ............ شكرا على مرورك الكريم وتعليقك الرقيق تحياتي لكي

تاج محل 24-05-08 07:20 PM

شرف ... من منا لايحب البحر ويعشقه .. البحر مكنون اسراري .. مصدر تؤملاتي .. وسر سعادتي وخوفي في نفس الوقت ... واجد فيه نفسي ... قصتك القصيرة هذة جميلة ... اشعرت بالحنين للبحر .. قليلا ماارى البحر لبعد المسافة بيني وبينه ....شرف .. الصورة التصويرية في القصة رائعة ... جعلتني اشعر وكانني انا الواقف امام البحر لابثه مشاعري وهمومي وامالي ..... عزيزي شرف .. شكرا لك .... اختك تااااج

شرف عبد العزيز 24-05-08 09:11 PM

مرحبا بك اختي تاج ، بجد انا سعيد بمرورك وتعليقك بيهمني كثيرا .................... شكرا كثيرا على مرورك الكريم ودي لكي


الساعة الآن 02:27 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية