منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   رجل المستحيل (https://www.liilas.com/vb3/f156/)
-   -   (رواية) 50 - مهمة خاصة (مكتوبة) (https://www.liilas.com/vb3/t77545.html)

saleee 01-05-08 09:23 PM

شفت كل خلجة من خلجات وجه مدير المخابرات عن الاهتمام الشديد وهو يعبر باب مكتب وزير الدفاع قائلا :
أي أمر خطير هذا الذي جعلك تطلب مقابلتي بعد أقل من ساعة واحدة من مغادرتي مكتبك يا سيادة الوزير ؟
أجابه وزير الدفاع في قلق واضح وتوتر شديد وهو يعقد كفيه خلف ظهره :
لقد اختطف وزير الخارجية .
تراجع مدير المخابرات في ذهول وهتف :
ماذا ؟.... هل حدث هذا داخل مصر ؟؟
هز وزير الدفاع رأسه في عصبية وقال :
بل في اليونان منذ ساعة واحدة فقط .
صاح مدير المخابرات وقد بلغ انفعاله مبلغه :
كيف حدث هذا ؟.... ولماذا ؟؟
أشعل وزير الدفاع سيجارته في عصبيه وقال :
أنت تعلم بالطبع أننا بصدد توقيع أول معاهدة للتضامن العربي في مؤتمر وزراء الخارجية الذي سيعقد في مدينة الرياض في المملكة العربية السعودية بعد ثلاثة أيام ولقد كان من المقرر أن ينطلق وزير الخارجية من أثنا في اليونان حيث يعقد بعض الاتفاقيات الدبلوماسية هناك إلي الرياض رأساُ ولقد كان يغادر مبني وزارة الخارجية اليونانية عندما انحرفت سيارته في طريق جانبي على خلاف خط السير المقرر وعندما هرع رجال الأمن إلي هناك وجدوا السيارة خالية تماما فتم حصار المنطقة كلها وتفتيشها منزلا منزلا دون أن يجدوا أثرا واحدا له .
غمغم مدير المخابرات في دهشة :
يا إلهي !!
تابع وزير الدفاع وكأنه لم يسمع كلمة الدهشة التي انطلقت من فم مدير المخابرات:
ما زال الأمر في مجموعه يبدو شديد الغموض حتى بعد أن تلقت سفارتنا في أثنا رسالة من مجهولين تطالبنا بإعلان انسحابنا من مؤتمر وزراء الخارجية العرب في خلال ثمانية وأربعين ساعة وإلا تم إعدام وزير الخارجية بلا رحمة .
عقد مدير المخابرات حاجبيه وغمغم في قلق :
ثمانية وأربعون ساعة فقط .
ساد الصمت لحظة ثم قال وزير الدفاع في توتر :
لن يمكننا بالطبع الإنسحاب من المؤتمر فغياب مصر عن المؤتمر يمثل خسارة كبيرة نظرا لموقعها السياسي في الوطن العربي ومن العسير أيضا التضحية بوزير الخارجية بعد كل خدماته للوطن .
قال مدير المخابرات في لهجة قوية :
المفروض إذا أن تعمل المخابرات العامة على انقاذ وزير الخارجية حتى تنتهي هذه المشكلة قبل أن تمضي المهلة المضروبة .
ينبغي البحث عنه والعثور عليه أولا قبل أن نضطر إلي التضحية بأحد الأمرين إما المؤتمر أو وزير الخارجية .
خيم الصمت لحظة أشعل فيها مدير المخابرات سيجارته ونفث دخانها وهو يفكر في عمق قبل أن يقول :
هذه العملية بالغة الخطورة يا سيادة الوزير فالبحث عن وزير الخارجية لا بد أن يتم في سرية تامة ومهارة فائقة فلو شعر مختطفوه بما نفعل فقد يعمدون إلي قتله أو تقصير المهلة الممنوحة ونحن في الوقت ذاته لا نعلم أين هو ؟..... ولا من مختطفوه .. إنها عملية شديدة التعقيد .
سأل وزير الدفاع في حنق :
هل ترفض العملية ؟
هز مدير المخابرات رأسه نافيا وقال :
لا يمكن رفضها يا سيادة الوزير ولكنني أفكر أنها عملية رجل واحد ... رجل يمكنه التفكير بذكاء شيرلوك هولمز ويتحرك في خفة وقوة ومهارة .
لوح وزير الدفاع بكفه صائحا :
أرسل من شئت يا مدير المخابرات ولكن عليك أن تفعل المستحيل لنجاح المهمة .
ابتسم مدير المخابرات وقال في هدوء :
المستحيل يحتاج إلي رجل خاص يا سيادة الوزير .
عقد وزير الدفاع حاجبيه وغمغم وقد فهم مغزى قول مدير المخابرات :
هل تعني ...؟
قاطعه مدير المخابرات في هدوء :
نعم يا سيادة الوزير المستحيل يحتاج إلي رجل واحد .
ثم أردف في عمق :
رجل المستحيل .




********************************************





:liilas:

saleee 01-05-08 09:58 PM

معاً




اقتربت والدة مني توفيق في هدوء نحو ابنتها التي جلست واجمة ساهمة دامعة العين في شرفة منزلها وقد شرد بصرها بعيداً وبتت الأم علي كتف ابنتها وهمست في حنان :
ألم يحن الوقت بعد للتخلي عن كل هذا القدر من الحزن يا بنيتي ؟
سالت دمعة صامتة من عيني مني وهي تغمغم :
هل تظنين العمر يكفي يا أماه لأنسي رجلاً مثل أدهم صبري ؟
شعرت الأم بيد باردة تعتصر قلبها وهو تغمغم :
لن أنساه أبداً يا بنيتي ولكنني أتحدث عنك ..عن شحوبك وذبولك ونحولك منذ دخل هو السجن الحربي و...
قاطعتها مني في ألم :
كفي يا أماه .!!
أطرقت الأم في حزن وحاولت أن تفتح شفتيها لتنطق بكلمة أخري لتعزية ابنتها لولا أن ارتفع رنين جرس الباب فعادت تربت علي كتف مني في حنان قبل أن تذهب لإجابة الطارق .
مضت لحظات قصار قبل أن تعود الأم لاهثة إلي ابنتها وتهتف في انفعال عجيب :
مني ...لن تصدقي ...إنه ..إنه ....
انتفض جسد مني في مقعدها حينما سمعت صوتاً هادئاً يفيض بالحنان يقول :
إنه أنا يا مني .
قفزت مني ووقفت تحدق بذهول في وجه أدهم الذي بدا شديد الوسامة في حلته الأنيقة ورباط عنقه المعقود في مهارة وابتسامته العذبة الجذابة ..
لم تكن هناك لمحة واحدة في مظهره توحي بأنه رجل غادر السجن تواً بل بدا كممثل سينمائي في أبهي حلله بعد فوزه بجائزة الأوسكار ..
انتفض جسد مني مرة أخري وانهمرت دموع الفرح من عينيها غزيرة وهي تهتف في سعادة غامرة :
أدهم ؟!!
كادت تلقي نفسها بين ذراعيه ولكنه التقط كفها وضغطها في راحته بحنان ورقة وهو يتطلع إلي عينيها ويقول في ود شديد :
ها نحن أولاء معاً مرة أخري يا عزيزتي مني لم ينجح شئ في تفريقنا .
هتفت مني في مزيج من الدهشة والفرح :
أدهم كيف خرجت من السجن؟هل هربت ؟
ابتسم وهوي يقول متهكماً :
لقد راودتني الفكرة بالفعل عندما اشتعل لهيب شوقي لرؤيتك ولكنهم لم يمنحوني الفرصة وأسرعوا يطلقون سراحي .
هتفت الأم في فرح :
سأعد لكما كوبين من الشراب الحلو احتفالاً بالمناسبة
أسرعت الأم تغادرالشرفة في حين مالت مني نحو أدهم وسألته في قلق:
اصدقني القول ..هل أطلقوا سراحك حقاً ؟
ابتسم وهو يقول :
نعم يا عزيزتي ..لقد فعلوا .
سألته في لهفة :
كيف ؟...... أعني لماذا ؟..أعني ....
قاطعها في حنان :
سأخبرك بكل شيء في الطائرة يا منى ... وأسرعي , فالوقت أمامنا قصير للغاية .
هتفت في دهشة :
الطائرة ؟!... ألم تفر حقا ؟
أطلق ضحكة مرحة وقال :
بل سنسافر على نفقة الدولة يا عزيزتي فيبدو أنهم قرروا منحي فرصة للانتحار بدلا من تركي في زنزانة رطبة عشر سنوات .
هتفت منى في سعادة :
هل تعني أنها ........ ؟
قاطعها في هدوء :
نعم يا منى .. إنها مهمة جديدة .
ثم أردف في سخرية :
ولكنها لا تحمل أي طابع رسمي هذه المرة ... إنها مهمة خاصة ...خاصة جداُ.

*********************************************





:liilas:

saleee 01-05-08 10:00 PM

منتظرة ردوردكم لأكمل على الأقل بتكون حافز إلي علشان أطبع



تحياتي للجميع

22hossamahmed 02-05-08 11:47 AM

تسلم ايدك بجد قصه في منتهى الجمال و الروعه

Eman 02-05-08 11:49 AM

يعطيكي ألف عافية عزيزتي...
معاكي احنا...والقصة حلوة كتير..
مستنين التكملة...


الساعة الآن 11:10 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية