منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   رجل المستحيل (https://www.liilas.com/vb3/f156/)
-   -   (رواية) 50 - مهمة خاصة (مكتوبة) (https://www.liilas.com/vb3/t77545.html)

saleee 01-05-08 02:12 PM

50 - مهمة خاصة (مكتوبة)
 
انشاءالله حنزل العدد رقم 50 مهمة خاصة وهو عدد كتير حلو بتمنى تستمتعوا فيه

والملخص هو :

كيف أدين أدهم صبري وحكم عليه بقضاء عشر سنوات في السجن الحربي ؟

لماذا كانت اليونان هي أرض المعركة هذه المرة ؟ ولماذا هي مهمة خاصة ؟

ترى أينجح أدهم صبري في هذه المهمة الخاصة , أم يكون هذا هو الفشل الأول لرجل المستحيل ؟

اقرأ التفاصيل المثيرة لترى كيف يعمل رجل المستحيل ؟؟


مستنيا ردودكم علشان أبدأ التنزيل انشاءالله


تحياتي للجميع




:liilas:

saleee 01-05-08 08:32 PM

نبدأ بالفصل الأول
 
1 عشر سنوات :


" غير معقول هذا غير معقول على الإطلاق "
هتف مدير المخابرات العامة المصرية بهذه العبارة في سخط أمام وزير الدفاع المصري الذي عقد حاجبيه في ضيق وغمغم :
إنه القانون المصري أيها اللواء .
لوح مدير المخابرات بذراعه في حنق وصاح :
تبا له .. إن ما يحدث أمر مثير للسخرية والمرارة ... كيف يحاكم رجل مخابرات مثل أدهم صبري بعد كل ما فعله طيلة حياته من أجل هذا الوطن ؟... وبأي منطق يحكم على رجل مثله بعشر سنوات في السجن الحربي ؟
قال وزير الدفاع في ضيق :
لقد خالف أدهم صبري الأوامر الصادرة إليه وتسبب في فضيحة للمخابرات المصرية في روما وعقوبة هذا في القانون العسكري هي الإعدام ولكن السيد رئيس الجمهورية تفضل بتخفيف الحكم إلي عشر سنوات من السجن فقط نظرا لملف أدهم المشرف و .....
قاطعه مدير المخابرات في سخط :
وماذا يا سيادة الوزير ؟...إن وضع رجل يمتلك قدرات أدهم صبري في السجن خلف قضبان فولاذية في زنزانة رطبة الهواء إهدار لطاقة وطنية هائلة .
صاح وزير الدفاع وقد تملكه الغضب :
وماذا كنت تريد منا أن نفعل يا مدير المخابرات ؟.. نربت على كتفه ونقول له لا تعد إلي ذالك مرة أخرى أيها الشقي ؟!!..لقد تجاوز أدهم صبري كل حدوده في عمليته السابقة وكان لا بد من ان يلقى جزاء استهتاره بقواعد عمل المخابرات هذه المرة .
اختنق صوت مدير المخابرات في حلقه وهو يلوح بيده غاضبا قبل أن يخرج الصوت من بين شفتيه متحشرجا وهو يقول :
أدهم صبري رجل لا يمكن تعويضه لقد بدأ والده رحمه الله تدريبه على أعمال المخابرات وهو بعد في السابعة من عمره فقد كان منتهى أمله أن يحل ابنه محله في سلاح المخابرات الذي كان حديث العهد في ذالك الحين ولقد أظهر أدهم تفوقا نادرا في هذا المجال حتى انه بهر رؤساؤه تماما عندما التحق بقوات الصاعقة قبل حرب أكتوبر 1973 وأنت تتذكر بوصفك مديرا سابقا للمخابرات العامة كيف كان رائعا في عمليته الأولى في عالم المخابرات حتى أنك لم تتردد لحظة في ضمه إلي سلاح المخابرات وحتى تقاريره السابقة في القوات الخاصة تؤكد عظمته .
عاد يلوح بذراعه في سخط قبل أن يستطرد :
حتى في خلال معارك حرب الاستنزاف كان الضابط الوحيد الذي يقوم بالعملية كلها وحده ويعود سالما وهذه مقدرة فذة نادرة
هتف وزير الدفاع :
لكنه يتحدى الأوامر الصادرة إليه دوما .
ظهر الغضب على وجه مدير المخابرات وهو يومئ بسبابته قائلا في حدة :
اسمعني جيدا يا سيادة وزير الدفاع .. إن أدهم صبري لم يفشل في عملية واحدة منذ عمله في المخابرات العامة ولقد تحول إلي أسطورة في عالم المخابرات وهو دوما كالسيف في قوته وصلابته ولو أنكم حطمتموه فلن يبقى منه إلا نصل ومقبض وهما قطعتان لا فائدة لأيهما منفصلة .
لوح وزير الدفاع بكفه هذه المرة قائلا :
سبق السيف العزل يا مدير المخابرات ف أدهم صبري في السجن الحربي منذ أسبوع كامل ولن يفرج عنه أبدا إلا بعد قضاء مدة سجنه .
غمغم مدير المخابرات في حنق :
عشر سنوات كاملة ؟!.. ماذا تنتظرون من أدهم صبري بعد عشر سنوات في الظل ؟.. سيفقد حيويته وتألقه وربما فقد ولاؤه لهذا الوطن .
عقد وزير الدفاع حاجبيه وقال في صرامة :
فالنختصر الموقف ..ماذا تريد بالضبط يا مدير المخابرات ؟
أسرع مدير المخابرات يقول :
الإفراج عن أدهم صبري وإعادته إلي صفوف المخابرات العامة .
هتف وزير الدفاع في حزم :
مستحيل .
غمغم مدير المخابرات وهو يضغط أسنانه غضبا :
حسنا يا سيادة وزير الدفاع ولمن حذار من الندم .
أساء وزير الدفاع فهم عبارة مدير المخابرات فصاح في حنق :
حذار من مغزى حديثك أنت يا مدير المخابرات إن ادهم صبري لن ينجح في الهرب من السجن الحربي أبدا
ارتسمت ابتسامة ساخرة تفيض بالمرارة على وجه مدير المخابرات وهو يقول :
الهرب ؟!.. لو أن أدهم صبري أراد الفرار لكان الآن في النصف الثاني من الكرة الأرضية يا سيادة الوزير مهما بلغت قوة حراسته .
عقد وزير الدفاع حاجبيه وغمغم في غضب :
ماذا تعني إذن ؟
هز مدير المخابرات رأسه ومط شفتيه وهو يقول في بطء :
سيأتي يوم تتضح فيه الأمور يا سيدي .
ثم استدار يزمع الانصراف فأوقفه وزير الدفاع قائلا :
إلي أين ؟
أجابه مدير المخابرات في حدة :
سأذهب لزيارته في سجنه .. هل هذا ممنوع ؟
ثم أسرع ينصرف , قبل أن يتلقى جوابا ..


**************************************************





:liilas:


:flowers2:

saleee 01-05-08 08:37 PM

هادة أول جزء من القصة


شو يا جماعة وين الردود

بانتظاركم

saleee 01-05-08 08:54 PM

استقبل قائد السجن الحربي مدير المخابرات في حرارة واحترام وهتف في لهجة ساخطة :
تبا لسجينكم أدهم صبري هذا ...لم يمض عليه إلا أسبوع واحد هنا وقد كاد يصيبني بالجنون .
ابتسم مدير المخابرات وغمغم :
هذا دأبه دائما ...أيرفض إطاعة الأوامر أم يسعى دائما للهرب ؟
هتف قائد السجن الحربي في سخط :
لا هذا ولا ذاك يا سيدي ..إنه على العكس يطيع الأوامر طاعة عمياء ولكنها المرة الأولى التي أرى فيها سجينا في السجن الحربي يمتلئ بالمرح والحيوية والنشاط ويحمل كل هذا القدر من السخرية والاستهتار .
غمغم مدير المخابرات في حنان أبوي :
هذا هو أدهم صبري أيها القائد
مط قائد السجن الحربي شفتيه وغمغم :
ولكن هذا أمر يقلق فالسجين الذي ينتابه كل هذا المرح يكون دائما مقدما على الانتحار .
كانا يسيران في أثناء حديثهما نحو زنزانة أدهم فابتسم مدير المخابرات وغمغم :
ليس أدهم صبري من يفعل ذالك أيها القائد
عقد قائد السجن حاجبيه وهو يقول :
ربما .
ثم أشار إلي الجندي المكلف حراسة زنزانة أدهم وقال :
دعنا نلقى هذا السجين المرح .
أسرع الحارس يفتح باب زنزانة أدهم ولم يكد مدير المخابرات يخطو داخلها حتى تراجع في ذعر وهتف في ذهول :
ياإلهي !!..أدهم ؟
فقد كان جسد أدهم صبري معلقا في سقف زنزانته , وقدماه تتأرجحان في فراغها وصاح قائد السجن في ذعر :
ألم أقل لك ؟.... لقد انتحر السجين !!

***********************************************





:liilas:

saleee 01-05-08 09:02 PM

2 مهمة رجل واحد ....





ارتفعت ضحكة أدهم صبري وهو يهبط على قدميه أمام مدير المخابرات وقائد السجن اللذين تراجعا في دهشة وهو ينفض الغبار عن زيه قائلا :
الانتحار هو آخر ما أفكر فيه أيها السيدان , إنما كنت أزاول بعض التدريبات .
هتف قائد السجن في دهشة :
التدريبات ؟!
أشار أدهم في هدوء إلي حلقة معدنية مثبتة في منتصف سقف زنزانته وقال :
خشيت أن يؤثر خمول الزنزانة على لياقتي فقررت القفز عشر مرات يوميا والتعلق بهذه الحلقة , لتقوية عضلات ال...
ابتسم مدير المخابرات في ارتياح في حين قاطع قائد السجن أدهم وهو يهتف في دهشة :
ماذا ؟! .. هل تعني أنك تقفز ثلاثة أمتار كاملة و ...؟
بتر قائد السجن الحربي عبارته كأن دهشته أعجزته عن إتمامها في حين صافح مدير المخابرات أدهم وهو يقول في حرارة :
كيف حالك يا رجل المستحيل ؟..لقد تقدمنا بالتماس إلي السيد رئيس الجمهورية ل ...
قاطعه أدهم في هدوء :
هذا لا يقلقني يا سيدي ...شكرا للجميع .
فتح مدير المخابرات فمه لينطق بعبارة أخرى ولكن أحد رجال الشرطة العسكرية اندفع إلي الزنزانة وقال في اهتمام بالغ :
سيادة وزير الدفاع يطلب السيد اللواء فورا .
عقد مدير المخابرات حاجبيه وهو يقول في دهشة :
يطلبني أنا ؟!
ثم استدار إلي أدهم وأردف في حماس :
لعل الأمر يختص بك يا أدهم ...انتظرني ...سأعود إليك حتما .

***************************************






:liilas:

saleee 01-05-08 09:23 PM

شفت كل خلجة من خلجات وجه مدير المخابرات عن الاهتمام الشديد وهو يعبر باب مكتب وزير الدفاع قائلا :
أي أمر خطير هذا الذي جعلك تطلب مقابلتي بعد أقل من ساعة واحدة من مغادرتي مكتبك يا سيادة الوزير ؟
أجابه وزير الدفاع في قلق واضح وتوتر شديد وهو يعقد كفيه خلف ظهره :
لقد اختطف وزير الخارجية .
تراجع مدير المخابرات في ذهول وهتف :
ماذا ؟.... هل حدث هذا داخل مصر ؟؟
هز وزير الدفاع رأسه في عصبية وقال :
بل في اليونان منذ ساعة واحدة فقط .
صاح مدير المخابرات وقد بلغ انفعاله مبلغه :
كيف حدث هذا ؟.... ولماذا ؟؟
أشعل وزير الدفاع سيجارته في عصبيه وقال :
أنت تعلم بالطبع أننا بصدد توقيع أول معاهدة للتضامن العربي في مؤتمر وزراء الخارجية الذي سيعقد في مدينة الرياض في المملكة العربية السعودية بعد ثلاثة أيام ولقد كان من المقرر أن ينطلق وزير الخارجية من أثنا في اليونان حيث يعقد بعض الاتفاقيات الدبلوماسية هناك إلي الرياض رأساُ ولقد كان يغادر مبني وزارة الخارجية اليونانية عندما انحرفت سيارته في طريق جانبي على خلاف خط السير المقرر وعندما هرع رجال الأمن إلي هناك وجدوا السيارة خالية تماما فتم حصار المنطقة كلها وتفتيشها منزلا منزلا دون أن يجدوا أثرا واحدا له .
غمغم مدير المخابرات في دهشة :
يا إلهي !!
تابع وزير الدفاع وكأنه لم يسمع كلمة الدهشة التي انطلقت من فم مدير المخابرات:
ما زال الأمر في مجموعه يبدو شديد الغموض حتى بعد أن تلقت سفارتنا في أثنا رسالة من مجهولين تطالبنا بإعلان انسحابنا من مؤتمر وزراء الخارجية العرب في خلال ثمانية وأربعين ساعة وإلا تم إعدام وزير الخارجية بلا رحمة .
عقد مدير المخابرات حاجبيه وغمغم في قلق :
ثمانية وأربعون ساعة فقط .
ساد الصمت لحظة ثم قال وزير الدفاع في توتر :
لن يمكننا بالطبع الإنسحاب من المؤتمر فغياب مصر عن المؤتمر يمثل خسارة كبيرة نظرا لموقعها السياسي في الوطن العربي ومن العسير أيضا التضحية بوزير الخارجية بعد كل خدماته للوطن .
قال مدير المخابرات في لهجة قوية :
المفروض إذا أن تعمل المخابرات العامة على انقاذ وزير الخارجية حتى تنتهي هذه المشكلة قبل أن تمضي المهلة المضروبة .
ينبغي البحث عنه والعثور عليه أولا قبل أن نضطر إلي التضحية بأحد الأمرين إما المؤتمر أو وزير الخارجية .
خيم الصمت لحظة أشعل فيها مدير المخابرات سيجارته ونفث دخانها وهو يفكر في عمق قبل أن يقول :
هذه العملية بالغة الخطورة يا سيادة الوزير فالبحث عن وزير الخارجية لا بد أن يتم في سرية تامة ومهارة فائقة فلو شعر مختطفوه بما نفعل فقد يعمدون إلي قتله أو تقصير المهلة الممنوحة ونحن في الوقت ذاته لا نعلم أين هو ؟..... ولا من مختطفوه .. إنها عملية شديدة التعقيد .
سأل وزير الدفاع في حنق :
هل ترفض العملية ؟
هز مدير المخابرات رأسه نافيا وقال :
لا يمكن رفضها يا سيادة الوزير ولكنني أفكر أنها عملية رجل واحد ... رجل يمكنه التفكير بذكاء شيرلوك هولمز ويتحرك في خفة وقوة ومهارة .
لوح وزير الدفاع بكفه صائحا :
أرسل من شئت يا مدير المخابرات ولكن عليك أن تفعل المستحيل لنجاح المهمة .
ابتسم مدير المخابرات وقال في هدوء :
المستحيل يحتاج إلي رجل خاص يا سيادة الوزير .
عقد وزير الدفاع حاجبيه وغمغم وقد فهم مغزى قول مدير المخابرات :
هل تعني ...؟
قاطعه مدير المخابرات في هدوء :
نعم يا سيادة الوزير المستحيل يحتاج إلي رجل واحد .
ثم أردف في عمق :
رجل المستحيل .




********************************************





:liilas:

saleee 01-05-08 09:58 PM

معاً




اقتربت والدة مني توفيق في هدوء نحو ابنتها التي جلست واجمة ساهمة دامعة العين في شرفة منزلها وقد شرد بصرها بعيداً وبتت الأم علي كتف ابنتها وهمست في حنان :
ألم يحن الوقت بعد للتخلي عن كل هذا القدر من الحزن يا بنيتي ؟
سالت دمعة صامتة من عيني مني وهي تغمغم :
هل تظنين العمر يكفي يا أماه لأنسي رجلاً مثل أدهم صبري ؟
شعرت الأم بيد باردة تعتصر قلبها وهو تغمغم :
لن أنساه أبداً يا بنيتي ولكنني أتحدث عنك ..عن شحوبك وذبولك ونحولك منذ دخل هو السجن الحربي و...
قاطعتها مني في ألم :
كفي يا أماه .!!
أطرقت الأم في حزن وحاولت أن تفتح شفتيها لتنطق بكلمة أخري لتعزية ابنتها لولا أن ارتفع رنين جرس الباب فعادت تربت علي كتف مني في حنان قبل أن تذهب لإجابة الطارق .
مضت لحظات قصار قبل أن تعود الأم لاهثة إلي ابنتها وتهتف في انفعال عجيب :
مني ...لن تصدقي ...إنه ..إنه ....
انتفض جسد مني في مقعدها حينما سمعت صوتاً هادئاً يفيض بالحنان يقول :
إنه أنا يا مني .
قفزت مني ووقفت تحدق بذهول في وجه أدهم الذي بدا شديد الوسامة في حلته الأنيقة ورباط عنقه المعقود في مهارة وابتسامته العذبة الجذابة ..
لم تكن هناك لمحة واحدة في مظهره توحي بأنه رجل غادر السجن تواً بل بدا كممثل سينمائي في أبهي حلله بعد فوزه بجائزة الأوسكار ..
انتفض جسد مني مرة أخري وانهمرت دموع الفرح من عينيها غزيرة وهي تهتف في سعادة غامرة :
أدهم ؟!!
كادت تلقي نفسها بين ذراعيه ولكنه التقط كفها وضغطها في راحته بحنان ورقة وهو يتطلع إلي عينيها ويقول في ود شديد :
ها نحن أولاء معاً مرة أخري يا عزيزتي مني لم ينجح شئ في تفريقنا .
هتفت مني في مزيج من الدهشة والفرح :
أدهم كيف خرجت من السجن؟هل هربت ؟
ابتسم وهوي يقول متهكماً :
لقد راودتني الفكرة بالفعل عندما اشتعل لهيب شوقي لرؤيتك ولكنهم لم يمنحوني الفرصة وأسرعوا يطلقون سراحي .
هتفت الأم في فرح :
سأعد لكما كوبين من الشراب الحلو احتفالاً بالمناسبة
أسرعت الأم تغادرالشرفة في حين مالت مني نحو أدهم وسألته في قلق:
اصدقني القول ..هل أطلقوا سراحك حقاً ؟
ابتسم وهو يقول :
نعم يا عزيزتي ..لقد فعلوا .
سألته في لهفة :
كيف ؟...... أعني لماذا ؟..أعني ....
قاطعها في حنان :
سأخبرك بكل شيء في الطائرة يا منى ... وأسرعي , فالوقت أمامنا قصير للغاية .
هتفت في دهشة :
الطائرة ؟!... ألم تفر حقا ؟
أطلق ضحكة مرحة وقال :
بل سنسافر على نفقة الدولة يا عزيزتي فيبدو أنهم قرروا منحي فرصة للانتحار بدلا من تركي في زنزانة رطبة عشر سنوات .
هتفت منى في سعادة :
هل تعني أنها ........ ؟
قاطعها في هدوء :
نعم يا منى .. إنها مهمة جديدة .
ثم أردف في سخرية :
ولكنها لا تحمل أي طابع رسمي هذه المرة ... إنها مهمة خاصة ...خاصة جداُ.

*********************************************





:liilas:

saleee 01-05-08 10:00 PM

منتظرة ردوردكم لأكمل على الأقل بتكون حافز إلي علشان أطبع



تحياتي للجميع

22hossamahmed 02-05-08 11:47 AM

تسلم ايدك بجد قصه في منتهى الجمال و الروعه

Eman 02-05-08 11:49 AM

يعطيكي ألف عافية عزيزتي...
معاكي احنا...والقصة حلوة كتير..
مستنين التكملة...

saleee 03-05-08 11:32 AM

استرخت منى توفيق في المقعد المجاور ل أدهم صبري داخل سيارة أنيقة تقطع شوارع أثينا وتأملت هذه الشوارع ومباني المدينة بعض الوقت ثم التفتت إلي أدهم الذي صبغ شعره بلون بني فاتح وصففه إلي الوراء وارتدى منظارا شمسيا داكن اللون وقميصا مزركشا قصير الأكمام وأضاف إلي وجهه شارباُ كثاُ حتى بدت هيئته أقرب إلي سائح أمريكي مستهتر منه إلي رجل مخابرات مصري سابق , وابتسمت منى وهي تقول :
ألم تقرر شرح الأمر لي بعد ؟.. تذكر أن أحدنا لم يعد يعمل في المخابرات .
ابتسم وهو يتطلع إلي ساعته قائلا :
أعتقد أن لدينا ما يكفي من الوقت لإخبارك يا عزيزتي فما زالت أمامنا تسع وثلاثون ساعة قبل نقطة الصفر .
اعتدلت في مقعدها وسألته في اهتمام :
إنك تزيدني لهفة وفضولاُ يا أدهم .
ضحك وهو يقول :
هذا رأيك دائما يا عزيزتي
ثم أردف في جدية :
إنه أمر بالغ الخطورة يا منى .
أخد يشرح لها تفاصيل الأمر وهي تستمع إليه في دهشة حتى انتهى من روايته فهتفت :
ولكن الوقت قصير للغاية للعثور على رجل في مدينة تجهل معالمها يا أدهم ... إن هذه المهمة تكاد تكون مستحيلة .
ابتسم وهو يهز كتفيه قائلا في استهانة :
إذن فهي مهمة مثالية لنا يا عزيزتي .
ثم أوقف سيارته في منطقة هادئة وقال:
هنا تبدأ مهمتنا .
سألته منى في دهشة :
هنا ؟!
أجابها في هدوء :
نعم يا منى ..هنا..حيث اختفى وزير الخارجية .

****************************************





:liilas:

saleee 03-05-08 11:34 AM

ألف شكر لمروركم بتمنى فعلا تستمتعوا بالقصة

وانشاءالله حكملها كلها في أقرب وقت بس اصبروا عليا علشان الامتحانات النهائية في الجامعة عنا قربت كتير فهلئيت الدراسة ماخدة كل وقتي تقريبا


وححاول انشاءالله كل يوم أنزل فصل

saleee 03-05-08 11:35 AM

ألف شكر لمروركم بتمنى فعلا تستمتعوا بالقصة

وانشاءالله حكملها كلها في أقرب وقت بس اصبروا عليا علشان الامتحانات النهائية في الجامعة عنا قربت كتير فهلئيت الدراسة ماخدة كل وقتي تقريبا


وححاول انشاءالله كل يوم أنزل فصل






:liilas:

saleee 03-05-08 11:37 AM

4 من اللحظة الأولى :






خفض رجل طويل القامة غليظ الملامح منظارا مقربا عن عينيه والتفت إلي فتاه باهرة الحسن تجلس على بعد خطوات منه وتنفث دخان سيجارة رفيعة ملونة في استهتار وقال في لهجة تشف عن الاهتمام :
لقد توقف سائح أمريكي وزوجته أو صديقته في المنطقة صفر يا سونيا وهما يتأملان في المكان في اهتمام بالغ .
هزت الحسناء التي لم تكن إلا سونيا جراهام فتاة الموساد الشرسة والخصم اللدود لبطلنا أدهم صبري كتفيها في استهتار وقالت في سخرية :
دعهم يتأملونه مائة عام فلن يقودهم غباؤهم أبداُ إلي معرفة السر .
اقترب منها شاب آخر وسيم الملامح وصب في كأسها بعض الخمر وهو يبتسم قائلاُ:
أتظنين أنهم يبحثون عن سر اختفاء وزير الخارجية المصري يا سونيا ؟
ابتسمت في ثقة وقالت :
ليس لدي أدنى شك فاختطاف الوزير ما زال سراُ ولا توجد أي آثار سياحية في المنطقة في أي شيء تظنهما يتأملان ؟
هز كتفيه بدوره وقال :
ربما كانوا من المخابرات المصرية .
مطت شفتيها وقالت باستهتار :
ربما ولكني لم أعد أخشاهم بعد أن ألقوا رجلهم الأول في السجن الحربي .
عقد الوسيم حاجبيه وغمغم :
هل تقصدين أدهم صبري .؟
لوحت سونيا بكفها في حنق وهي تقول :
لا تذكر اسمه يا ديفيد ..إنني أكره سماعه , و ..
ثم عقدت حاجبيها وبترت عبارتها بغتة ثم التفتت إلي الرجل غليظ الملامح وسألته في اهتمام :
أما زالا يقفان في المكان ؟
أومأ الرجل برأسه إيجابا وناولها المقرب في صمت فاختطفته من يده في حركة حادة ووضعته على عينيها وهي تنهض للتطلع إلي النافذة ولم تكد تنظر إلي أدهم ومنى حتى ارتجف جسدها وغمغمت في ذهول :
هذا مستحيل ياللشيطان !!إنه هو!!
قفز ديفيد من مقعده وصاح في توتر :
سونيا لعلك لا تقصدين ........
قاطعته في عصبيه بالغة :
إنه هو يا ديفيد لقد أجاد التنكر كعادته ولكنني تعرفته من النظرة الأولى وترافقه زميلته اللعينة منى .. ياللشيطان !!
طوحت المنظار المقرب بعيدا وهي تستطرد في توتر شديد :
كيف وصل إلي هنا ؟...المعلومات التي وصلت إلينا عنه أخيرا لا تقبل الشك .... لقد حوكم وأدين ومن المفروض أن يقضي الآن فترة عقوبته في السجن الحربي ومن المفروض أيضا ألا يغادره إلا بعد عشر سنوات ...كيف ؟...كيف؟...
صاح ديفيد وهو يختطف المنظار المقرب ويتأمل بطلينا في قلق :
ربما كانت خدعة من المخابرات المصيرية و.......
لوحت بذراعها كله في غضب وهي تصرخ :
كلا يا ديفيد ..معلوماتنا مؤكدة جدا ..هناك سر يكمن خلف وجوده هنا الآن ..
قال الرجل غليظ الملامح في شراسة وهو يتناول بندقية تليسكوبية قريبة .
هل أطلق عليه النار ؟
عادت تلوح بذراعها وهي تقول في عصبية :
كلا يا شالوم ... لا تلفت الأنظار إلينا .
ثم أردفت وهي تعض على شفتيها في حنق :
سأدبر أنا وسيلة أفضل للخلاص منه ...وسيلة سريعة وفعالة .

**************************************************





:liilas:

saleee 03-05-08 02:00 PM

تأملت منى توفيق المكان في اهتمام ثم التفتت إلي أدهم قائلة في حيرة :
ما زال الأمر يبدو لي شديد الغموض يا أدهم فكيف اختفى وزير الخارجية في مثل هذا المكان دون أن يترك أثر ودون أن ينجح أحد في العثور عليه على الرغم من تطويق المنطقة بأكملها وبسرعة .
عقد أدهم حاجبيه وهو يتأمل المنطقة بدوره وغمغم :
إنه لم يتلاش في الهواء يا منى ولا بد من تفسير لكل هذا .
وفجأة لاحت على شفتيه ابتسامة ساخرة فسألته منى في فضول :
هل توصلت إلي شيء ما ؟
أجابها في هدوء ساخر :
نعم يا عزيزتي ...توصلت إلي أن أحدهم يراقبنا من منزل قريب باستخدام منظار مقرب ولكنه لم ينتبه إلي أن ضوء الشمس ينعكس على عدسات منظاره فيلقي بريقا واضحا .
قالت منى في هدوء دون أن تنم ملامحها علن الدهشة أو تلتفت :
أين ؟
أجابها وهو يتجه إلي السيارة في هدوء :
سنذهب إليه معا يا عزيزتي .
أدار محرك سيارته وهي تقفز إلي جواره قائلة في دهشة :
نذهب إليه ؟!.. حذار من التهور هذه المرة فحركة واحدة خاطئة قد تفسد العملية كلها .
انطلق بالسيارة وهو يقول :
لقد فسدت العملية بالفعل منذ اللحظة الأولى يا عزيزتي وما أفعله الآن هو محاولة لرتقها فحسب .
ثم أردف في سخرية :
ثم إنني شديد الشوق لمعرفة من وراء هذه العملية القذرة .





:liilas:

saleee 03-05-08 02:02 PM

5 الخائن :





فركت سونيا جراهام كفيها في عصبية وهي تنفث دخان سيجارتها في توتر وهي تقول :
لا بد أن أفهم .. أكاد أصاب بالجنون ... ما الذي يعني أدهم صبري من أمر وزير الخارجية المصري ما دام لم يعد يعمل في المخابرات المصرية ؟
أجابها دايفيد في عصبية مماثلة :
ليش هذا هو المهم الآن يا سونيا دعينا نفكر أولا في كيفية التخلص منه قبل أن يفسد الأمر برمته .
صاحت سونيا في غضب :
لا تخاطبني هكذا يا ديفيد ولا تنس أبداُ أنني أفوقك رتبة .
فاجأهما صوت هادئ ساخر يقول :
من ذا الذي يتحدث عن الرتب ؟
التفت الاثنان في حدة إلي مصدر الصوت , وتجمدت الدماء في عروق ديفيد . في حين عقدت سونيا حاجبيها في غضب فقد كان أدهم يقف هادئا أمام النافذة عاقدا ساعديه أمام صدره وعلى شفتيه ابتسامة ساخرة فهتفت سونيا وقد تغلب غضبها على دهشتها :
لماذا أنت هنا يا أدهم صبري ؟
ابتسم أدهم في سخرية وقال :
يا له من سؤال أما كان يجب أن تلقي التحية أولا يا عزيزتي سونيا ؟
ضربت سونيا الأرض بقدمها وهي تكرر في غضب :
ماذا تفعل هنا ؟.. هل ....؟
بترت سؤالها فجأة على نحو أثار ريبة أدهم خاصة حينما ارتسمت على شفتيها ابتسامة ساخرة مفاجئة وهي تردف :
إذن فأنت هنا .
لم تكد تتم عبارتها حتى شعر أدهم بفوهة مسدس باردة تلتصق بمؤخرة رأسه وسمع صوتاُ أجش يقول :
هل أطلق عليه النار أيتها الزعيمة ؟


**************************************************






:liilas:

saleee 03-05-08 02:03 PM

عرض رائع ذالك الذي أداه أدهم صبري في الثانية التي تلت عبارة شالوم ..
لقد غاص إلي أسفل ومال إلي اليسار ثم دار على عقبيه وهو في ذالك الوضع ,وقفز فجأة عاليا ودارت قدماه في الهواء كالمرحة ليطيح بالمسدس الذي يمسكه شالوم ثم اندفعت قبضته كالقنبلة في معدته وقبل أن ينحني شالوم من أثر الضربة حطمت قبضة أدهم الأخرى فكه فترنح الرجل وحرك ذراعيه في الهواء وهو يرتطم بحاجز النافذة وجحظت عيناه في رعب حينما اكتشف أنه سيسقط منها لا محالة لولا أن قبض أدهم على قميصه فجأة وجذبه إليه في قوة ثم طوح به جانبا وهو يقول في سخرية عجيبة :
مهلا أيها الوغد لست أحب أن أبدأ مفاوضاتي بقتل أحد المتفاوضين .
صاحت سونيا في صرامة :
لو أنك تظن أنني سأخبرك بمكان وزير الخارجية فأنت واهم .
ضحك أدهم صبري في سخرية وقال :
ليس هذا ما أسعى إليه يا عزيزتي سونيا .
وفجأة انتزعت سونيا من جيب سري في ثوبها مسدس صوبته إلي أدهم وهي تهدف في شراسة :
كيف تظن أنك ستنجو من رصاصات مسدسي .
ابتسم أدهم في لامبالاة وقال :
سأطلب من ملاكي الحارس أن ينقذني يا عزيزتي سونيا .
غمغمت سونيا في تهكم :
ملاكك الحارس ؟!
فجأة جاء صوت منى من خلفها تقول :
نعم يا أفعى الموساد فملاكه الحارس يقف خلفك مصوبا مسدسه إلي رأسك الجميل المليء بالغرور والوحشية وسيفجره لو تحركت سبابتك قيد أنملة على زناد مسدسك .

*********************************************








:liilas:

saleee 03-05-08 02:04 PM

خيم الصمت لحظة , حاولت سونيا خلالها التغلب على ذهولها وحنقها ثم صاحت في عصبية :
سيقتل وزير خارجيتكما لو أصبتماني بمكروه .
عقد أدهم حاجبيه وهو يقول هي لهجة غاضبة أدهشت منى نفسها :
فليذهب وزير الخارجية إلي الجحيم ... إنني لم آت من أجل هذا يا سونيا .
حدقت سونيا في وجهه بذهول حقيقي وهي تغمغم بلهجة متعلثمة :
لم تأت من أجله ؟!...... لم أتيت إذن ؟
قبل أن يجيبها أدهم رفعت هي كفها أمام وجهه وصاحت :
لحظة لو أن كل المعلومات التي وصلتنا سليمة فهذا يعني أنك فررت من سجنك لسبب ما , ولكن هذا يتعارض في الوقت ذاته مع معرفتك بأمر وزير الخارجية الذي لا يزال سراُ حتى الآن فما تفسير هذا التضارب العجيب ؟
ابتسم أدهم في هدوء وقال :
تفسيره أبسط مما يتصور عقلك المتشكك المريض يا سونيا .
ثم أشار إلي منى وهو يستطرد بالهدوء نفسه :
لقد عاونتني منى على الهرب ومنها علمت بأمر اختطاف وزير الخارجية فوجدت في هذا الأمر فرصة للوصول إلي هنا والتفاوض معكم فقد كنت واثقا من أنكم الدولة التي وراء ذالك .
عادت سونيا تعقد حاجبيها وهي تقول في شك :
تتفاوض معنا ؟!.. عن أي شيء تريد التفاوض بالضبط ؟
أجابها في هدوء :
أنا ؟!
هتفت سونيا في دهشة :
أنت ؟!
جاء صوت أدهم صبري هذه المرة بطيئا حازما وهو يقول :
نعم يا سونيا .. أنا .. لقد أتيت أعرض خدماتي على الموساد , بل على أي جهة يمكنها أن تدفع الثمن .
شملت الدهشة الجميع حتى منى في حين استطرد أدهم في صرامة :
ما رأيك يا سونيا ؟... إنني أعرض عليك خدمات رجل مخابرات محترف , وأريد الجواب فوراُ , فوراُ يا سونيا ....

***********************************************







:liilas:

saleee 03-05-08 02:08 PM

التكملة بكرة انشاءالله يعني مش كلها بس قد ما أقدر


تحياتي للجميع

dali2000 03-05-08 06:47 PM

الله يعطيكي العافية عزيزتي سالي

بالتوفيق بالتكملة

saleee 04-05-08 03:16 PM

الله يعافيكي عزيزتي


وألف شكر للمرور

saleee 04-05-08 04:02 PM

6 اللعبة :






صمت ثقيل ذالك الذي ساد المكان كله حينما نطق أدهم بهذه العبارة ..
صمت يختلط فيه الشك بالدهشة ويمتزجان ويذوبان بعضهما في بعض ..
صمت قطعته سونيا , صائحة :
هذا لا يخدع طفلا صغيرا يا أدهم صبري .
قال أدهم في صرامة :
إنني لن أضيع الوقت في مهاترات كلامية , وتشكيك لا معنى له يا سونيا ... أمامك عرض محدود وأريد إجابة محدودة .
ثم ابتسم في سخرية وهو يردف :
ولستم الجهة الوحيدة التي يمكنني تقديم مثل هذا العرض إليها فهناك منظمة سكوربيون و ........
قاطعته سونيا في حدة :
قلت لك إنك لن تخدعني .
اندفع ديفيد فجأة يقول :
لحظة يا سونيا ..عرضك يحتاج إلي بعض الوقت للتفكير يا سيد أدهم .
هز أدهم كتفيه في لا مبالاة وقال :
هذا صحيح ولكنني أفتقد الصبر للإنتظار .
أسرع ديفيد يقول :
لا بأس يا سيد أدهم سأبرق إلي قيادتنا على الفور وسأطلب منهم سرعة موافاتنا بالرد .
ابتسم ادهم ابتسامة غامضة وقال :
ولم لا ؟ ... هل يوافقك هذا يا سونيا .؟
همت سونيا بالإعتراض في حزم ثم راودتها فجأة فكرة عجيبة فابتسمت ابتسامة عجيبة بدورها وغمغمت :
ولم لا ؟
ظل أدهم صامتا بضع لحظات ثم أجاب في هدوء :
حسنا أريد الجواب صباح الغد على الأكثر وإلا يمكنكم اعتبار عرضي ملغى .
بدت ابتسامة سونيا شديدة الغموض والخبث وهي تقول :
ستحصل عليه يا سيد أدهم .. ستحصل على ما تستحق .


*************************************






:liilas:

saleee 04-05-08 04:10 PM

ظل ديفيد وسونيا صامتين بعض الوقت بعد انصراف أدهم ومنى ثم غمغم ديفيد :
سأبرق إلي الرؤساء .
أجابته سونيا وهي تشعل سيجارتها في هدوء :
افعل ما يحلو لك يا ديفيد ولكنني سأتصرف بأسلوب مختلف .
عقد حاجبيه وهو يسألها في حنق :
ماذا تعنين ؟
نفثت دخان سيجارتها في وجهه وقالت :
لن يمكنك فهم أدهم صبري كما أفهمه أنا .. إنه مخادع كبير ولكنه في الوقت نفسه شديد الإخلاص لوطنه , ومهما فعل به هذا الوطن فهمو لن يفكر في خيانته قط .
صاح ديفيد في حدة :
ربما كان هذا فيما سبق يا سونيا ولكن الآن بعد أن فصلوه وسجنوه فهو لن ...
قاطعته سونيا في غضب :
قد يكون هذا هو أسلوبك في التفكير يا ديفيد ولكنه ليس أسلوب أدهم صبري أبداُ ...
ثم لوحت بذراعها وهي تردف :
لست أنكر وجود سر غامض خلف وجوده هنا ولكنه ليس رغبته في خداع دولته وخيانتها بأي حال من الأحوال .. إنه يلعب لعبة محكمة غامضة .
سألها ديفيد في توتر :
أية لعبة ؟
هزت رأسها في تفكير وقالت :
لست أدري بعد .. ربما كان يحاول ابهار المسئولين هناك , باستعادته وزير الخارجية دون تكليف رسمي , أو ...
بترت عبارتها وهي تبحث عن تفسير آخر ثم عقدت حاجبيها وهزت رأسها في قوة وعناد قبل أن تستطرد في حدة :
المهم أنه يحاول خداعنا ولا شك .
عاد الصمت يسود بينهما لحظة ثم قال ديفيد في حزم :
هذا لن يمنعني من ابلاغ عرضه للقيادة .
حركت كتفيها في لا مبالاة وقالت في هدوء :
فليكن ولكنني لن أكون هنا حينما تتلقى عرضهم ثم أردفت في شراسة مباغتة :
سأكون هناك .. خلف أدهم صبري .... لأقتله .







:liilas:

saleee 04-05-08 04:11 PM

هادة إلي اقدرت عليه اليوم سامحونا على التأخير


تحياتي للجميع

saleee 05-05-08 03:22 PM

جلست منى بادية القلق والتوتر إلي جوار أدهم في كازينو أنيق يطل على ساحل البحر في حين جلس هو جامد الملامح يحلق ببصره في البحر الواسع الممتد إلي أن قالت منى في صوت ينم عن حيرتها وتوترها :
الوقت يتناقص في سرعة يا أدهم لقد انخفض الوقت الباقي إلي سبع وثلاثين ساعة فقط ونحن لم نفعل شيئا حتى الآن ثم إنني ما زلت أعاني الدهشة لما فعلت مع سونيا .
أجابها في هدوء دون أن يلتفت إليها :
كان لا بد لي من أن أفعل ذالك يا منى .
سألته في قلق :
لماذا ؟... إن ظهورك على الشاشة قد يدفعهم إلي اختصار المهلة
هز رأسه نافيا في هدوء وأجاب :
هذا ما كنت أخشاه يا عزيزتي ولكن العرض الذي تقدمت به إليهم سيربكهم ويحيرهم كثيرا حتى أن أحدهم لن يقدم على مثل هذه الخطوة قبل أن يفهم حقيقة ما أرمي إليه بعرضي .
سألته في توتر :
هل تتصور أن سونيا ستصدقك ؟
ابتسم وهو يهز رأسه نافيا وقال :
كلا يا عزيزتي ولكنها ستتردد بعض الوقت وهذا ما أحتاج إليه .
تصاعدت حدة توترها وهي تقول :
ولكننا نضيع هذا الوقت بالجلوس أمام البحر .
مط شفتيه لحظة ثم نهض يستند إلي حائط الكازينو المطل على البحر وقال :
الأمر معقد للغاية يا منى والخطوة الأولى لنجاح عمليتنا تعتمد بالضرورة على معرفة كيفية اختفاء وزير الخارجية وإلا ظللنا طوال الوقت ندور في حلقة مفرغة وهذا ما أحاول التوصل إليه أولا .
نهضت تقف إلي جواره وتأملت البحر الممتد بدورها وهي تغمغم :
هل تحاول تقليد شارلوك هولمز ؟
ابتسم وهو يقول :
ربما يا عزيزتي ... بل إنني أتمنى لو أنه شخصية حقيقية ليعاوننا على فهم حادث الاختطاف الغامض هذا .
ساد الصمت بينهما لحظة ثم أردف هو :
ولكنني لست أجد مانعا من محاولة تقليد أسلوبه يا منى دعينا نسترجع تفاصيل حادث الاختطاف فربما قادنا هذا إلي شيء ما .
ابتلعت ريقها وقالت :
حسنا ... التفاصيل ليست كثيرة فقد كان وزير الخارجية يجلس في المقعد الخلفي لسيارته ويقودها سائقه الخاص عندما انحرف السائق فجأة في طريق جانبي وحينما لحق به رجال الأمن كانت السيارة خالية .
أكمل أدهم الأحداث قائلا :
وبسرعة تم تطويق المنطقة , وتفتيشها بدقة بالغة و ....
بتر عبارته بغتة والتفت إلي منى وهو يقول :
هل تعتقدين أن الوقت الذي مضى ما بين انحراف السائق في الطريق الجانبي ووصول رجال الأمن يكفي لانتزاع وزير الخارجية وسائقه من السيارة وإجبارهما على الإختفاء ؟
عقدت حاجبيها وهي تسأله في اهتمام :
ماذا تعني ؟
اتسعت ابتسامة أدهم وهو يقول :
أعتقد أن روح هولمز تعاوننا يا منى ... لقد توصلت تقريبا إلي الحل .







:liilas:

saleee 05-05-08 03:24 PM

بعد هذه الأحداث الصراحة في ورقتين ضايعين من القصة فبعتذر كتير على هذا الخلل يعني سامحونا

saleee 05-05-08 03:26 PM

حكمل انشاء الله بكرة



وسامحونا مرة تانية على التأخير

saleee 07-05-08 11:09 AM

وحينما وصل رجل المرور إلي المكان وجد السيارة متوقفة وبداخلها رجلان تحطم فكاهما ولم يكن هناك أدنى أثر لأهم صبري ...


**********************************


لم يكد أدهم ينطلق خلف السيارة المعتدية حتى أشعل دايفيد سيجارته داخل سيارة أخرى تنتظره على بعد أمتار وقال في انفعال :
يبدو أنك كنت على حق يا سونيا لقد انطلق خلف السيارة وترك زميلته خلفه .
ابتسمت سونيا وقالت في ثقة :
هذا لأنني أعرف أدهم صبري أكثر مما تعرفه يا ديفيد بل أكثر مما يعرفه أي مخلوق آخر في العالم كله . ولقد توقعت نجاته من محاولة القتل بنسبة تتجاوز الثمانين بالمائة وأعددت خطتي على هذا الأساس .
نثف دخان سيجارته وقال :
هل نلتقط الصيد الآن ؟
أجابته وقد بدأ الحماس يملأ عروقها :
نعم قبل أن يعود ذلك الشيطان .
ثم ابتسمت في دهاء وهي تستطرد :
وعندئذ فقط يمكننا التفاوض مع أدهم صبري .





:liilas:

saleee 07-05-08 11:10 AM

وقفت منى تتطلع بقلق إلي حيث اختفى أدهم صبري مع السيارة ولم تشعر بسيارة سونيا وديفيد وهي تتوقف خلفها حتى سمعت صوت سونيا تقول في سخرية :
هل تتوقعين عودته ؟
استدارت منى في حدة , ولكن فوهة مسدس دافيد الباردة التصقت بجانبها وسمعت صوته الصارم يقول :
هذا المسدس مزود بكاتم للصوت وعند أي حركة غير مستساغة سأطلق النار بلا تردد .
شعرت منى بالغضب وقالت في حدة :
لن يغفر لكما أدهم هذا .
أطلقت سونيا ضحكة ساخرة وقالت وهي تدفعها إلي السيارة :
فاليفعل ما يحلو له المهم أن يأتي إلينا أولا .
انطلقت السيارة في اللحظة نفسها , التي ظهر فيها أدهم وهو يتقدم نحو الكازينو في خطوات سريعة وتلفت حوله لحظة وهو يسأل أحد القائمين على الخدمة هناك .
أين ذهبت رفيقتي ؟
أجابه الرجل وهو يتأمل ملامحه في قلق :
لقد اصطحبها رجل وسيم وفتاة باهرة الحسن في سيارة سوداء و.....
قاطعه أدهم في توتر :
كيف تركتهما يفعلان ذالك ؟
ارتجف الرجل في خوف وهو يتذكر أسلوب أدهم في التعامل مع السيارة المعتدية وأجاب في صوت مرتجف متلعثم :
كيف يمكنني ؟....أعني ليس لدي الحق في ....
مرة أخرى قاطعه أدهم في حنق :
يالك من أحمق !!
ثم انطلق يعدو نحو سيارته وانطلق بها في سرعة مخيفة ...

*********************************1






:liilas:

saleee 07-05-08 11:11 AM

تطلعت سونيا إلي ساعتها ونفثت دخان سيجارتها في هدوء وهي تقول في سخرية :
عجبا نصف ساعة حتى الآن ولم يصل أدهم صبري بعد .
ابتسم دافيد ابتسامة قلق مضطربة اثر سماعه اسم أدهم في حين زمجر شالوم في عصبية وغضب وهو يتحسس الضمادات التي تغطي وجهه وجذب سوستة المسدس الأوتوماتيكي الذي يمسكه بيده وهو يغمغم في حنق :
كم أتمنى رأيته ؟
أشارت سونيا بكفها وقالت في لهجة آمرة :
إنك لن تطلق عليه النار يا شالوم لابد أن يذوق أدهم طعم الهزيمة هذه المرة قبل أن يلقى حتفه .
زفر دافيد في قلق وقال :
وماذا لو أنه كان صادقا في عرضه يا سونيا ؟..... ألا يضيع علينا أسلوبك هذا فرصة كبرى .
صاحت سونيا في عصبية :
أي فرصة ؟
أجابها دافيد في عصبية مماثلة :
فرصة ضم رجل مثله إلي مخابراتنا .
مطت سونيا شفتيها وهي تقول في امتعاض :
يالك من أبله أحمق !!..هل صدقت لحظة واحدة أن أدهم صبري يمكنه أن يعمل في الموساد ؟
قبل أن يجيب دافيد بكلمة ارتفع طرقات عصبية على بابا الغرفة فقفزت سونيا من مقعدها وهتفت في همس :
إنه هو ... لقد جاء كما توقعت .
قفز شالوم نحو باب الحجرة وعض على أسنانه وهو يقول في حنق :
سأقتله ... سأطلق عليه النار عبر الباب .
صاحت سونيا في غضب :
حذار أن تفعل .
لم يكن هناك مبرر لتحذير سونيا فلم تكد تتم عبارتها حتى اندفع باب الحجرة بغتة ليرتطم ب شالوم في قوة وقفز أدهم داخل الحجرة وركل مسدس شالوم فأطاح به بعيدا وانطلقت قبضته اليسرى تغوص في معدة هذا الأخير ثم اندفعت قبضته اليمنى إلي فكه فترنح شالوم وسقط أرضا وقد عادت الدماء تلوث ضماداته فاختطفت سونيا مسدسها وصوبته إلي أدهم وهي تصرخ في غضب :
أنت الذي أردت هذا يا أدهم
وأطلقت النار .

**************************************1





:liilas:

saleee 07-05-08 11:12 AM

ما اقدرت أكتب أكتر من هيك اليوم سامحونا على التأخير


بس انتوا عارفين أنا في جو امتحانات هادي الأيام


فاعذروني

saleee 08-05-08 05:16 PM

العرض :






اخترقت رصاصة سونيا كاتم الصوت الذي تزود به مسدسها الصغير وانطلقت نحو صدر أدهم تماما ولكن أدهم مال جانبا في سرعة مذهلة وغاص إلي الأسفل ثم اندفع نحو سونيا وقبض على معصمها في قوة فولاذية فأجبرها على ترك المسدس والتقطه في خفة ومهارة وقفز خطوة إلي الوراء وصوب مسدسه إلي سونيا ودافيد وهو يقول في صرامة :
أين منى يا سونيا ؟
ارتجف دافيد وهو يرفع ذراعيه مستسلما في حين صاحت سونيا في مزيج من الغضب والألم وهي تمسك معصمها :
لن تستعيدها أبدا .
جذب أدهم إبرة مسدسه وصاح في غضب حازم :
هل تحبين أن أزين رأسك الجميل برصاصة صغيرة يا سونيا ؟
صاحت سونيا في صلابة :
أتحداك أن تفعل يا سيد أدهم وستفقد زميلتك إلي الأبد .
أطل الغضب قويا من عيني أدهم حتى أن الدماء كادت تتجمد في عروق دافيد وهو يسمع أدهم يقول :
إنك تضيعين الفرصة الوحيدة لتحويل عداوتنا إلي صداقة يا سونيا .
ابتسمت سونيا في سخرية وقالت :
الأسود لا تتحالف أبدا مع الذئاب يا أدهم فلا تحاول مواصلة خداعك .
صاح أدهم في غضب :
أي خداع هذا يا سونيا ؟... هل تتصورين أنني سأستمر بالعمل من أجل دولة ألقت بي في السجن ؟... هل تتصورين أن أحتفظ بولائي كله لها بعد كل هذا ؟
ترددت سونيا لحظة أمام لهجته الغاضبة وساورها الشك فيما تعتقده من خداع أدهم ثم لم يلبث عنادها أن عاودها فهتفت :
نعم إنني أتصور كل هذا ولا أتصورك خائنا لدولتك .
عند هذه النقطة وجد دافيد لديه الشجاعة ليقول :
مهلا يا سونيا .. ربما .......
قاطعته في حدة :
صه يا دافيد ... إنك لا تعرفه مثلي .
ابتسم ادهم في سخرية وقال :
هذا ما تتصورينه أنت يا سونيا بكل غطرستك وغرورك .
ضاقت حدقتا سونيا وهي تتأمله في إمعان ثم قالت في صرامة :
وما الذي يضمن لنا أنك صادق :
سألها في هدوء وهو يخفض فوهة مسدسه :
ما الضمانات التي تطلبينها يا سونيا ؟
باغتها سؤاله لحظة وكأنها لم تكن تتوقعه ثم عادت تعقد حاجبيها وهي تقول في تحد :
أن تبتعد عن عملية وزير الخارجية تماما .
ظلت ملامح أدهم جامدة لحظة ثم أجاب في صوت عميق :
أريد منى أولا .
ابتسمت سونيا في دهاء وقالت :
هذا هو عرضي يا سيد أدهم وأنا أترك لك حرية الاختيار فإما زميلتك أو وزير الخارجية .
ساد الصمت لحظة وكأن أدهم يفكر في عرضها ثم قال في هدوء :
وماذا لو أنني قبلت عرضك ؟
تنهدت في ارتياح وقالت في خبث :
في هذه الحالة سأسلمك زميلتك في منتصف الليل في معبد البارثينون الأثري على أن تغادرا أثينا معا حتى ينتهي أمر وزير الخارجية .
بدت ملامح أدهم جامدة كتمثال من الرخام وخرج صوته من بين شفتيه باردا كالثلج وهو يقول في برود :
حسنا يا سونيا موعدنا في منتصف الليل تماما .


************************************






:liilas:

saleee 08-05-08 05:17 PM

ظل دافيد يرتجف دقيقة كاملة بعد انصراف ادهم وبذل جهدا خارقا ليقول في صوت أجش مختنق :
هل ستسلمينه رفيقته حقا ؟
أجابته سونيا في هدوء:
نعم ... وسأعمل على أن يغادرا أثينا معا .
بحث عبثا عن لعابه ليزدرده وهو يقول :
إذن فقد اقتنعت بعرضه ؟
ابتسمت في سخرية وقالت :
أنا أقتنع بعرض أدهم ؟ هل تظنني حمقاء ؟
حذق في وجهها بدهشة , وغمغم في ارتباك :
ولكنك قلت ....
قاطعته في صرامة :
قلت إنني سأسلمه رفيقته الحبيبة وسأعمل على أن يغادرا أثينا معا .
ثم ضحكت في مزيج من الخبث والشراسة وهي تقول :
ولكنني لم أقل أين أنوي إرسالهما .
التبس الأمر في ذهن دافيد لحظة ثم عقد حاجبيه وهو يسألها :
ماذا تعنين ؟
ضحكت في سخرية وقالت :
سأسلم أدهم صبري زميلته في منتصف الليل تماما في البارثينون وما أن يضع يده عليها حتى أرسلهما معا إلي الجحيم .
أعقبت قولها بضحكة غاية في الرقة اشتم فيها دافيد رائحة سم الأفعى .


**************************************************1






:liilas:

saleee 10-05-08 02:22 PM

سامحوني اليوم مش حقدر أنزل اشي من القصة لإني كتييييييير تعبانة



سامحوني مرة تانية

saleee 13-05-08 08:31 PM

سامحوني هادي الأيام مش حقدر أنزل ولا اشي استنوني لبعد الامتحانات انشاءالله لإنوا عليا امتحانات الاسبوعين هدول آخر يوم 26/5/2008 ادعولي


بعدها انشاءالله حورجيكوا الهمة في الكتابة


سامحوني مرة تانية


وألف شكر لصبركم

saleee 29-05-08 11:52 AM

9 لقاء في الأكروبول .... :



تألق البدر كاملا في سماء خالية من الغيوم في تلك الليلة واشترك ضوءه الهادئ مع أعمدة المعبد الأثري القديم في صنع مجموعة من الأعمدة الممتدة وإضفاء جو شاعري عجيب على مكان اللقاء ولكن قطرة من هذه الشاعرية لم تنجح في التسلل إلي قلب أدهم الذي انزوى في ظل أحد الأعمدة وأخذ يتطلع إلي عقارب ساعته في اهتمام ...
كانت عقارب الساعة تقترب في بطء من منتصف الليل تماما وشعر أدهم أن دقات قلبه اختلطت بعقرب الثواني الصغير وهو يدور في دورته الأخيرة نحو الهدف فغمغم في قلق :
ترى هل تصدق سونيا في وعدها هذه المرة ؟
لم يكد يتم عبارته حتى تناهى إلي مسامعه صوت دراجة بخارية تقترب على مبعدة فقطب حاجبيه وهو يرسل بصره إلي الطريق البعيد وتابع في اهتمام الدراجة البخارية وهي تقترب من المعبد وتحسس مسدسه بحركة غريزية حينما رآها تتوقف ورأى رجل يهبط منها ويقترب في رشاقة من المعبد الأثري انتزع أدهم مسدسه في هدوء ودسه في فراغ مستطيل نحتته الطبيعة في كتلة صخرية أثرية مجاورة ودس كفيه في جيبي سترته ووقف هادئا ينتظر وصول الرجل .
لم يكد الرجل يقترب حتى تعرفه أدهم بسبب الضمادات الكثيرة التي تغطي وجهه فابتسم في سخرية وهو يقول :
ياإلهي !!...وجهك العكر يفسد جمال الطبيعة هنا يا شالوم .
زمجر شالوم في غضب ورفع فوهة مسدسه في وجه أدهم وهو يقول بصوته الأجش الغليظ :
أنت حسن الحظ أيها الشيطان المصري فلولا أوامر سونيا جراهام لأفرغت رصاصات مسدسي في صدرك .
اتسعت ابتسامة أدهم الساخرة وهو يقول :
بل أنت الحسن الحظ أيها الوغد فلولا رغبتي في استعادة زميلتي لحطمت البقية الباقية من وجهك البغيض ..
انتفض جسد شالوم غضبا وهو يعض على شفتيه مزمجرا :
إنك تغريني بتجاهل الأوامر أيها الشيطان .
عقد أدهم حاجبيه في صرامة وقال بصوت بارد :
أين منى ؟
أجابه شالوم في حدة :
ستأتي بها سونيا بعد أن تتأكد من أنك لا تعد لنا فخا .
أطلق أدهم ضحكة هازئة وقال :
عجبا !!.. لقد راودتني الفكرة نفسها عنكم وأنا في طريقي إلي هنا .
عقد شالوم حاجبيه في غضب وقال في صرامة :
أعطني سلاحك .
أجابه ادهم في هدوء :
لست أحمل سلاحا .
حذق شالوم بوجهه بتشكك وقال:
لا تحاول خداعي أيها الشيطان .. أنت لست بالغباء الذي ..
قاطعه أدهم وهو يرفع ذراعيه في هدوء :
يمكنك تفتيشي .
لم يتردد شالوم لحظة في تفتيشه وأدهشه أن أدهم لم يكن يحمل سلاحا حقا فقلب شفتيه وهو يقول في سخرية :
لم أتصورك بمثل هذا الغباء يا شيطان المخابرات المصرية .
ابتسم أدهم ابتسامة ساخرة سريعة ثم عادت ملامحه تتجهم وهو يسأل في صرامة:
أين منى ؟
لم يكد يتم تساؤله حتى بدا صوت هليوكوبتر تقترب وسرعان ما عبرت أمام قرص القمر العاجي المضيء فأشار إليها شالوم وقال في غلظة :
ها هي ذي .
ثم أردف وهو يبتسم في سخرية :
لقد اقتربت النهاية أيها الشيطان المصري .


***************************************************

saleee 29-05-08 11:53 AM

لم يتحرك أدهم قيد أنملة حينما هبطت الهليوكوبتر على قيد أمتار قليلة منه ولا عندما اطل منها وجه سونيا جراهام بابتسامتها الشامتة الساخرة ولكن قدماه دفعتاه دفعا إلي الأمام حين برز خلفها وجه منى ...
تحرك ادهم في خطوات سريعة نحو الهليوكوبتر والتقط منى التي قفزت بين ذراعيه وسألها في اهتمام بالغ :
أأنت بخير يا عزيزتي ؟
أجابته منى في حرارة :
نعم يا أدهم .. نعم .
أطلقت سونيا ضحكة عصبية ساخرة وقالت في لهجة لم تستطع اخفاء نبرات الغيرة الواضحة فيها :
يا له من مشهد مؤثر !!
ابتسم ادهم في سخرية وهو يقول :
يا لك من رقيقة المشاعر يا سونيا !!
أغضبتها السخرية الواضحة في صوته فعقدت حاجبيها وهي تقول :
نعم يا أدهم وسأعمل جاهدة على إضافة اسميكما إلي سجل العشاق الذين قتلهم الحب .
مع آخر حروف كلماتها سمع أدهم من خلفه صوت إبرة مسدس شالوم تستعد للإطلاق فالتفت إليه ببطء ورأى الكراهية تطل من عيني هذا الأخير وهو يرفع مسدسه على امتداد ذراعيه ويصوبه إليه وإلي منى وعندما عاد بعينيه باستهتار الي سونيا واجهته فوهة المدفع الرشاش الذي تحمله وسمعها تقول في شراسة :
عانق زميلتك يا ادهم صبري .. إنها محطتكما الأخيرة , فاحرصا على الموت كعاشقين .


*******************************************81

زهرة فلسطين 30-05-08 11:28 AM

بليز كملى بسرعة

شوقتينى الرواية بتجنن

يسلمو ايديكى

saleee 31-05-08 10:38 AM

10 بين شقي الرحى ... :


تصورت منى لجزء من الثانية أنها النهاية حقا فقد كانت هي وأدهم بين شقي الرحى ما بين مسدس شالوم ومدفع سونيا الرشاش ولكن هذا التصور لم يدم لأكثر من هذا الجزء من الثانية ..
ثم تحرك أدهم صبري ..
تحرك في خفة وسرعة ومهارة وحسم كعادته ...
استوعب عقله تفاصيل الموقف كله في جزء من الثانية وتحرك جسده في جزء آخر ...
قفزت قدمه فجأة , تركل المدفع الرشاش من يد سونيا ثم انحنى وهو يدفع منى أمامه , ليتفاديا رصاصة صامتة من مسدس شالوم المزود بكاتم للصوت وترك يد منى لينطلق بغتة نحو هذا الأخير ..
قبل أن يستعد شالوم لإطلاق رصاصته الثانية وجد ادهم أمامه ووجد مسدسه يطير في الهواء ثم اختفى قرص القمر من امام عينيه مع لكمة قوية هبطت على أنفه كالقنبلة وميز في صعوبة صوت أدهم الساخر وهو يقول :
يبدو أنك أدمنت لكماتي لأيها الوغد .
قفزت سونيا تلتقط مدفعها الرشاش الذي سقط داخل الهليوكوبتر وعادت تصوبه إلي ادهم ومنى ولكنها توقفت في دهشة فقد بدت لها أعمدة البارثينون صامتة ساكنة ..
دارت سونيا بعينيها في المنطقة بغضب ثم هتفت محنقة :
لا تحاول الإختفاء يا ادهم لست وحدي هنا فالبارثينون كله محاصر برجالنا .
إثر كلمتها ظهر عشر رجال يحملون المدافع الرشاشة ويحيطون بالمعبد الأثري القديم في حين اردفت سونيا في شراسة :
هذه المرة لا بد أن تستسلم يا أدهم صبري .. لابد .

*********************************************

saleee 31-05-08 10:41 AM

التصقت منى بأدهم خلف احد الأعمدة الرخامية العديدة وهمست في قلق :
لقد أحاطوا بنا يا ادهم ماذا نفعل ونحن عزل من السلاح ؟
ربت على كتفها وهو يقول :
ومن أدراك أننا كذالك يا عزيزتي ؟؟
همست منى في توتر :
لا تطمئني فحسب فلقد أرسل شالوم إلي سونيا رسالة لا سلكية سرية أعلن بها عدم وجود أي نوع من الأسلحة معك .
عقد أدهم حاجبيه وتمتم وكأنه يحادث نفسه :
إذا فسونيا تظن ذالك .
هتفت منى في صوت هامس :
بل هي واثقة من ذالك .

جاء صوت سونيا مؤكدا قولها وهي تهتف :
لقد عثرت على مسدس شالوم يا أدهم وما زال مدفعي الرشاش في يدي ورجالي يضيقون الخناق حولك وأنا أعلم أنك أعزل والأفضل لك أن تستسلم .
ازداد انعقاد حاجبي أدهم وكأنه يفكر بعمق ثم هتف فجأة :
مري رجالك بألا يطلقوا النار حين أستسلم يا سونيا حتى يبت رؤساؤك في أمري على الأقل تألقت عينا سونيا في شراسة وهي تقول :
لك هذا يا ادهم .
انحنى أدهم على أذن منى وهمس في لهجة آمرة :
عندما تنطلق أول رصاصة انطلقي بكل ما لديك من سرعة نحو الدراجة البخارية .
هتفت منى :
لن أتركك وحدك .
صاح بها في صرامة وحزم :
أطيعي الأمر وإلا فتكت بنا تلك الأفعى معا .
ترقرقت عينا منى لحظة بالدموع ولكنها أومأت برأسها في استسلام فابتسم هو في ارتياح وربت على وجنتها مغمغما في حنان :
سننجو معا بإذن الله يا منى .
ثم تحرك من خلف العمود الرخامي ووقف أمام سونيا جراهام وهو يقول في هدوء :
هاأنذا .
ارتجف جسد سونيا من فرط الانفعال حينما رأت أدهم يقف أمامها مستسلما فصاحت وهي ترتعد :
أطبقوا عليه يا رجال .
أسرع رجالها العشرة من كل صوب وأحاطوا بأدهم وهم يصوبون إليه فوهات مدافعهم الرشاشة وصاحت سونيا في توتر :
لقد وقعت أخيرا يا أدهم صبري هل تظن أنه يمكنك التغلب على عشرة رجال مسلحين بالمدافع الرشاشة وأنت أعزل ؟
أجابها في هدوء بلهجة واضحة الصدق :
كلا .
تنبهت سونيا في تلك اللحظة إلي أن منى ما زالت تختفي خلف العمود الرخامي , فصاحت في عصبية :
أين زميلتك ؟... أريد رؤيتها بوضوح .
مد أدهم يده وكأنه يهم بجذب منى إلي مجال رؤية سونيا ولكن يده انتقلت في خفة مذهلة إلي ذالك الفراغ المستطيل الذي أخفى فيه مسدسه مسبقا وانتزع المسدس من مكمنه وأطلق منه رصاصة سريعة مباغتة وأطاحت بالمدفع الرشاش الذي تمسك به سونيا وهو يصيح في لهجة آمرة :
الآن يا منى .
انطلقت منى تعدو كالصاروخ فوق النتوءات الصخرية نحو الدراجة البخارية وقد ارتجف قلبها في قوة فخلفها ارتفع صوت المدافع الرشاشة وتحول المعبد الأثري إلي ساحة قتال ...


*****************************881






:liilas:

saleee 31-05-08 10:42 AM

لعيونك يا زهرة وآسفة كتييييييييييييير على التأخير


وألف شكر على المرور

saleee 31-05-08 10:46 AM

11 معبد النيران ...




لقد كان أدهم حقا أسطورة في تلك الليلة ....
فقد انتزع مسدسه من مخبئه وأطلق رصاصته الأولى على مدفع سونيا الرشاش ثم دار على عقبيه وأطلق رصاصتين متعاقبتين سريعتين على اثنين من رجالها وقفز قفزة عالية رهيبة تجاوز بها الرجال الثمانية الباقين الذين أطلقوا رصاصات مدافعهم الرشاشة حيث كان يقف فأصابوا ثلاثة منهم برصاصاتهم وحينما التفت الخمسة الآخرين نحوه انقض عليهم كالإعصار ..
إعصار مدمر قوي لا يبقي ولا يذر ...
حطمت قبضته فك أحد الرجال الخمسة وأخرجت الأخرى ثانيا من المعركة وأرسلت قدمه الثالث إلي غيبوبة طويلة ثم اشتركت كفاه في انتزاع مدفعي الرجلين الباقيين.
توقفت سونيا لحظة مشدوهة ثم أدارت عينيها بعيدا عن أدهم الذي يقاتل رجالها وتابعت في حنق منى التي تسرع نحو الدراجة البخارية ..
ولسبب عجيب قد يفسره البعض بأنه وليد الغيرة تجاهلت أدهم تماما وأسرعت تلقت مدفعها الرشاش وتطلق نيرانه خلف منى ..
زادت سرعة عدو مني مع سيل الرصاصات الذي انهمر خلفها وقفزت فوق الدراجة البخارية وأدارت محركها في سرعة وتوتر وانطلقت بها مبتعدة وصرخت سونيا في غضب هادر وانطلقت تحمل مدفعها الرشاش إلي الهليوكوبتر وأدارت مراوحها القوية وقد أقسمت هذه المرة على تحطيم قلب أدهم بقتل زميلته ...
بقتل منى .

******************************************81






:liilas:

saleee 31-05-08 10:47 AM

انطلقت قبضة أدهم اليمنى تحطم فك احد الرجلين الباقيين من رجال سونيا العشرة ثم ارتكز جسده كله على أطراف أصابع قدمه اليمنى ودارت قدمه اليسرى في الهواء كالمروحة لتركل قدمه وجه الرجل الأخير قبل أن تتبعها اليمنى لتضع حدا للصراع ...
سقط الرجال العشرة تحت قدمي رجل المخابرات المصري الذي أدار عينيه في لهفة ليتأكد من نجاة منى
ورأى أدهم دراجة منى البخارية تبتعد ...
ورأى الهليوكوبتر التي تقودها سونيا ترتفع عن الأرض ..
وفهم أدهم الأمر بسرعة ..
وانطلق ...
انطلق نحو الهليوكوبتر التي كانت ترتفع عن الأرض في سرعة وقفز يتعلق بها ... واختل توازن الهليوكوبتر المروحية عندما تعلق بها أدهم ولكن مهارة سونيا في القيادة وقوة أعصابها عاوناها على استعادة توازنها بسرعة وهي تهتف في غضب وعصبية بالغتين :
لا يا أدهم ..ليس في كل مرة .
ارتفعت بالهليوكوبتر فجأة في سرعة وقوة إلي أعلى ودارت بها حول نفسها دورة أفقية كاملة ولكنها لم تنجح في التخلص من ادهم صبري الذي تيبست يديه حول القائم المعدني الذي يتعلق به أسفل الهليوكوبتر وهنا صرخت سونيا :
أيها الشيطان .
وهبطت فجأة بالهليوكوبتر وهي تستدير عائدة إلي الباراثون ..
كانت تنطلق بسرعة حتى أن منى أوقفت الدراجة البخارية وتطلعت برعب إلي جسد أدهم المدلى من الهليوكوبتر التي انخفضت حتى أصبحت تندفع نحو سطح المعبد القريب ...
وفجأة فهم أدهم ومنى في لحظة واحدة ما ترمي إليه سونيا ...
لقد كانت تنوي تحطيم جسد أدهم فوق أعمدة البارثينون الرخامية .

***********************************************1





:liilas:

saleee 31-05-08 10:49 AM

كان هذا أصعب المواقف في حياة أدهم الحافلة على الإطلاق ..
كانت الهليوكوبتر تنطلق بسرعتها القصوى نحو المعبد وارتفاع المكان يزيد عن خمسة عشر مترا وأسفله تناثرت كتلات صخرية غير منتظمة والأعمدة الرخامية صلبة قاسية لا ترحم ولم تكن النجاة من الإرتطام هي المشكلة الوحيدة التي تواجه أدهم بل كانت مشكلته الكبرى هي ألا يترك الهليوكوبتر وإلا استدرات سونيا إلي منى وأفرغت رصاصات مدفعها الرشاش في جسدها ...
كان عليه أن يحاول النجاة وأن يظل متعلقا بالهليوكوبتر في الوقت ذاته ..
كان هذا هو القرار الذي استقر عليه عقل أدهم وهو يقترب في سرعة كبيرة من الأعمدة الرخامية ...
وفجأة اشتعلت عضلات جسد أدهم صبري كلها بالنشاط والقوة وتحولت قبضتاه الممسكتان بالقائم المعدني أسفل الهليوكوبتر إلي كلابتين من الفولاذودفعت عضلات ذراعيه جسده إلي أعلى ولهثت عضلات بطنه وهي تثني جسده وترفع ساقيه حتى التصق بباطن الهليوكوبتر بجسده كله فصارا كجسد واحد وعبرت الهليوكوبتر على ارتفاع سنتيمترات قليلة من سقف المعبد الرخامي دون أن يرتطم به جسد أدهم وصرخت سونيا في غيظ وقهر :
يا للشيطان !!
وفي غمرة جنونها ارتفعت بالهليوكوبتر عاليا في حدة وتركت عصا القيادة واختطفت مدفعها الرشاش وأطلقت رصاصاته على باطن كابينة القيادة .. حيث يلتصق جسد أدهم تماما وأطلقت منى صرخة لوعة قوية حينما رأت أدهم يترك القائم المعدني ويسقط من ارتفاع عشرة أمتار فوق سقف المعبد الأثري القديم ...

********************************************
1




:liilas:

saleee 31-05-08 10:50 AM

12 آخر المحاربين العظماء :


كان أدهم قد عاد يرخي عضلاته بعد أن ارتفعت الهليوكوبتر عندما اخترقت رصاصات سونيا باطنها وعبرت أمام وجهه تماما ولكن إحداها مزقت سترته وجزءا من لحم ذراعه فابتعدت يده عن القائم المعدني الذي يتعلق به وهوى فوق المعبد الأثري ورأى جسد يهوي في فراغ السقف المحطم فمد ذراعيه بحركة غريزية ليتعلق بشيء ..أي شيء ...وفجأة التقطت أصابعه حافة سقف المعبد وتشبثت بها في قوة وشعر أدهم بآلام رهيبة في عضلات ذراعيه وفي صدره وهو يرتطم بأحد الأعمدة الرخامية ولكن أصابع كفيه ظلت تتشبث بحافة السقف في قوة فولاذية وتجاهل هو آلام ذراعيه وصدره ليدفع جسده في اصرار إلأي أعلى حيث استقر فوق حافة السقف ورأى الهليوكوبتر وهي تستدير وتعود إليه وخيل إليه أنه يسمع صرخة سونيا الساخطة وهي تقول في غضب :
تبا .. ألا يلقى هذا الشيطان حتفه أبدا .
رأى أدهم الهليوكوبتر تندفع نحوه وتصورها ترتطم به وتلقي به في حالق بعد أن تمزقه مراوحها فنسي آلامه أو تناساها ورفع مسدسه في وجه الهليوكوبتر وصوبه في سرعة وإحكام وأطلق النار ..

************************************************1





:liilas:

saleee 31-05-08 11:49 AM

اختلط صوت رصاصات أدهم وهي ترتطم بالهليوكوبتر بصوت الأبواق المميزة لسيارات الشرطة في أثينا وهي تندفع الي المكان وعضت سونيا جراهام شفتيها قهرا وقالت في غضب :
حسنا لقد ساعدك الحظ على ربح هذه الجولة أيضا يا أدهم صبري ولكن المعركة لم تنتهي بعد .
رأى رجال الشرطة اليونانية الهليوكوبتر تبتعد وهي تجر خلفها خيطا من اللهب والدخان فأشار أحدهم وهو يقول في انفعال :
هذه هي الهليوكوبتر التي تسببت هي هذا كله اطلبوا من رجال الدفاع الجوي ملاحقتها فورا .
ثم أشار إلي الأكربول كله بكفيه وهو يردف :
وأحيطوا بالمنطقة كلها .
أحاط رجال الشرطة المنطقة الأثرية بسرعة وكفاءة واستمر فحصهم للمكان ساعة كاملة إلي أن اقترب أحدهم من قائده يقول :
عثرنا على خمسة من القتلى وست مصابين فاقدي الوعي يا سيدي ومعهم عدد من المدافع الرشاشة .
عقد قائد الشرطة حاجبيه وهو يقول في سخط :
إنها حرب إذا .
ثم أردف في اهتمام :
والدراجة البخارية ؟
هز الرجل كتفيه وأجاب :
إنها خالية لابد أنها تخص أحدهم .
ظهر الغضب على وجه قائد الشرطة وهو يقول :
أو تخص قائد تلك الهليوكوبتر التي فرت عند وصولنا .
رفع الشرطي صوته حاجبيه وكأنما تذكر أمرا ما وقال :
آه لقد أبلغنا رجال الدفاع الجوي أنهم عثروا على الهليوكوبتر ولكن .......
سأله قائده في عصبية :
ولكن ماذا ؟
خفض الشرطي صوته وكأنه يخشى التصريح بما لديه وهو يقول :
ولكنها كانت خالية .
ضغط قائد الشرطة أسنانه في غضب وهتف في سخط :
خالية ؟!..كل شيء خال؟!
ثم أردف في لهجة شديدة الصرامة :
سننتظر إذا حتى يستعيد هؤلاء الأوغاد الستة وعيهم وأقسم أنني سأجبرهم حينئذ على البوح بتاريخ حياتهم كله حتى الأمراض التي أصابتهم في مرحلة الطفولة .. أقسم على ذالك .

******************************************1






:liilas:

saleee 31-05-08 11:51 AM

[B]13 الزمن :[/B]


ساد الهدوء تماما في الثانية والنصف صباحا في منطقة الأكربول الأثرية بعد انصراف رجال الشرطة ووسط السكون الرهيب الذي ساد المكان تحركت فتاة رقيقة الجسد والملامح في خفة وبدت شديدة القلق والتوتر وهي تسرع نحو معبد البارثينون وتتحرك بين أعمدته الرخامية وتهمس في صوت يغلب عليه الانفعال :
أدهم ... أين أنت ؟؟
أجابها الصمت الكثيف على نحو أثار قلقها فدارت ببصرها في المكان في توتر وهي تحاول اختراق الظلال التي يصنعها ضوء القمر حين سقوطه على الأعمدة العديدة المتناثرة وفتحت شفتيها الرقيقتين لتكرر ندائها الهامس ولكن لمسة حانية على كتفها جعلها تلتفت في سرعة وتحق في جه الرجل الذي يقف خلفها وهي تهتف في ارتياح :
أدهم ... حمدا لله على سلامتك .
لم تكد تتم عبارتها حتى لمحت الدماء التي تلوث ذراعه وكم سترته فأردفت في لهفة وجذع :
يا إلهي هل أصابتك تلك الأفعى ؟
ربت على كتفها في هدوء وقال :
إنه مجرد خدش بسيط يا عزيزتي .
ثم أردف في حزم :
المهم الآن أن نلحق بسونيا جراهام قبل أن تختفي وتزيد مهمتنا صعوبة .
سألته وهي تتبعه إلي حيث ترك السيارة :
أين اختفيت طوال مدة وجود رجال الشرطة ؟
ابتسم وهو يقول في هدوء :
فوق سطح المعبد حي تركتني سونيا جراهام .
تنهدت في ارتياح وقالت :
لقد اختفيت أنا بين الصخور المتناثرة وأنا أدعوا الله سبحانه وتعالى ألا يعثروا عليك .
ابتسم دون أن يعلق على عبارتها فأردفت وهي تلهث من سرعة سيرها إلي جواره:
لقد سقط في قلبي بين ضلوعي حينما رأيتك في ضوء القمر تهوي فوق الباراثينون وتصورت أنك لقيت حتفك لولا أن رأيتك تطلق النار على الهليوكوبتر .
كانا قد وصلا في تلك اللحظة إلي حيث ترك أدهم السيارة فقفز هو خلف عجلة القيادة وهو يقول :
لقد نجوت بفضل الله سبحانه وتعالى وحده يا منى وأتمنى أن يكون هذا فألا حسنا لنجاحنا في هذه المهمة .
سألته وهو ينطلق بالسيارة :
لقد أضاع تفتيش الشرطة وقتا طويلا ولم يعد لدينا سوى ثماني عشر ساعة فحسب فهل تظن أننا سننجح في العثور على وزير الخارجية وسط ذالك الحي اليوناني في هذا الوقت القصير .
مط شفتيه وهو يقول في هدوء :
أخشى أن بحثنا لن يقتصر على ذالك الحي وحده يا منى بل سيمتد إلي اليونان كلها.
هتفت في دهشة :
هل تعني أن سونيا قد نجحت في نقله أثناء ..؟
قاطعها قائلا :
وزير الخارجي لم يكن أبدا في ذالك الحي يا منى .
عقدت حاجبيها وتأملته وتأملته لحظة في حيرة ثم غمغمت :/
ماذا تعني ؟ ألم يختفي في هذا الحي و ...؟
عاد يقاطعها قائلا :
وتم حصار المنطقة كلها وتفتيشها ... أعلم ذالك ولقد كان هذا هو الخطأ الذي وقع فيه رجال الأمن حينذاك .
سألته وقد تعاظمت دهشتها وتضاعفت حيرتها :
ماذا تعني ؟
أجابها وهو يقود السيارة في سرعة وسط شوارع أثينا الخالية في مثل هذا الوقت من الليل :
أعني ببساطة أن تلك السيارة التي عثروا عليها لم تكن نفس السيارة التي تقل وزير الخارجية .
غمغمت منى في انفعال :
يا إلهي !!
تابع أدهم حديثه في هدوء :
لقد كانت خطة الموساد ذكية حتى أنها خدعت الجميع ولقد كانت الخطة كلها تعتمد على عملتي إبدال .. إبدال السائق والسيارة .
صمت لحظة ثم أردف :
لقد بدأ الأمر بإبدال سائق سيارة وزير الخارجية في أثناء وجوده في وزارة الخارجية اليونانية وعندما غادر الوزير المبنى واستقل سيارته لم يلتفت إلي سائقه وتصور بحكم العادة أن ذالك الذي يرتدي الزي الرسمي هو سائقه المعتاد حتى عندما انطلقت السيارة في طريقها وخلفها رجال الأمن إلا أنه تنبه بالضرورة عندما انحرف السائق فجأة إلي ذالك الحي اليوناني وزاد من سرعته ليتجاوز الحي الصغير في سرعة وينحني في طريق آخر ويواصل طريقه في حين كانت هناك سيارة أخرى مماثلة تماما لسيارة وزير الخارجية تنتظر خالية في الحي .. سيارة لها نفس اللون والطراز والأرقام وكل شيء ...نسخة طبق الأصل من سيارة وزير الخارجية تم اعدادها خصيصا .
عاد يصمت لحظة أخرى ليزدرد لعابه ثم تابع :
وحينما انحرف رجال الأمن إلي الحي نفسه ووقعت أبصارهم على السيارة البديلة تصورا جميعا أنها سيارة الوزير ولم يساورهم الشك لحظة في أنها سيارة أخرى فتوقفوا في ذالك الحي في الوقت نفسه التي كانت فيها سيارة الوزير الحقيقية تبتعد بسرعة عن المكان وتترك رجال الأمن يطوقون الحي الخالي ويفتشونه بيتا بيتا وحجرة حجرة وفي أثناء انشغال الجميع يتم نقل الوزير قسرا إلي سيارة أخرى ومكان آخر .
هتفت منى في دهشة :
يا لها من خطة !!
ثم أردفت بمزيد من الدهشة :
كيف توصلت إلي كل هذا ؟
ابتسم وهو يقول :
لعلها روح هولمز
هتفت منى:
لا تمزح .. أريد أن أعرف حقا كيف توصلت إلي هذا ؟؟
هز كتفيه وأجاب في هدوء :
لست أدري يا عزيزتي ... لقد برز الأمر كله في عقلي بغتة ونحن نستند إلي حاجز الكازينو وتتطلع إلي البحر .
سألته في دهشة :
هكذا ؟! .... بكل بساطة !!
عاد يهز كتفيه قائلا :
نعم لقد تراصت الحقائق في رأسي وبرز الحل بغتة و ...
قاطعته وهي تقول في مرح :
يا إلهي !!...هذه موهبة جديدة تضاف إلي مواهبك .
ثم تلاشى مرحها فجأة وهتفت في قلق :
ولكن استنتاجك هذا يعني أن مهمتنا أصبحت مستحيلة .
صمت لحظة قبل أن يجيبها في هدوء :
نعم يا منى فالوسيلة الوحيدة للعثور على وزير الخارجية في هذا الزمن القصير هي أن تقودنا إليه سونيا بنفسها .
اتسعت عينيها في دهشة وغمغمت :
وهل تظن أن هذه الأفعى ستسمح لك ب....؟
قاطعها أدهم وهو يبتسم ابتسامة شديدة الغموض :
ألم أقل لك يا عزيزتي إنني أعد خطة ؟
ثم أردف في هدوء :
خطة تعتمد على سباقنا مع الزمن ..الزمن الذي لا يرحم .


*********************************1






:liilas:

saleee 01-06-08 09:36 AM

14 القسوة أولا :




" يبدو أن الرؤساء يشاركونك بشأن الشكوك التي تقدم به أدهم صبري يا سونيا "
نطق دافيد هذه العبارة في هدوء وهو يتأمل سونيا جراهام التي بدت شديدة العصبية وهي تلوح بكفها قائلة :
هذا لأنهم يعرفون هذا الشيطان مثلما أعرفه تماما يا دافيد .
أسرع دافيد يقول :
ولكنهم لم يرفضوه تماما يا سونيا .
صاحت سونيا بمزيج من الدهشو والغضب :
ماذا تعني بحق الشيطان ؟
ازدرد لعابه قبل أن يغمغم :
لقد وافقوا بشرط أن يقدم حسن النية .
رددت سونيا في ذهول وكأنها لا تصدق ما تسمعه أذناها :
حسن النية ؟!...
ثم انفجرت صائحة :
هل أصابكم الجنون المطلق ؟... أتتفاوضون مع أدهم صبري بعد كل ما فعله .؟... بعد ما أصاب رجالنا على يديه الليلة ؟
تردد دافيد قبل أن يقول في صوت خافت :
معذرة يا سونيا ولكنك أنت بدأت هذا الصراع لا هو .
حذقت سونيا في وجهه لحظة ثم صاحت في غضب جنوني :
أيها الأحمق المخبول .. هل تتصور أنني أفسدت الأمور ؟... لقد فعلت ما فعلت لأنني أعرف ما يهدف إليه أدهم صبري .. إنه يسعى لبلبلة أفكارنا حتى لا ننتبه إلي الهدف الحقيقي لوجوده هنا وهذا ما أحاول منعه من تحقيقه .
عقد دافيد حاجبيه وغمغم :
ولكن يا سونيا :
وفجأة تردد في المكان صوت هادئ ساخر انتفض له جسد دافيد بأكمله وتفجرت له البقية الباقية من أعصاب سونيا ...
صوت أدهم صبري يقول :
صدقها أيها الغبي .
استدار دافيد وسونيا في حدة نحو مصدر الصوت وطالعهما أدهم ومنى وهما يصوبان إليهما مسدسيهما وسمعا صوت أدهم يردف في سخرية :
إنني أعترف .. لقد كنت أخدعكما منذ البداية .

**********************************************1






:liilas:

saleee 01-06-08 09:37 AM

مرت لحظة سريعة من الصمت قبل أن تهتف سونيا جراهام في سخط :
كنت واثقة من ذالك منذ اللحظة الأولى .
نقل دافيد بصره في ذهول بين وجه سونيا الغاضب وابتسامة أدهم الساخرة ثم استجمع شجاعته وغمغم :
سيد أدهم لقد وافق الرؤساء على ...
قاطعه أدهم في لهجة شديدة السخرية :
ألم تفهم كلماتي بعد أيها الوغد إنني أعترف بخداعي لكم .
تراجع دافيد وهو يغمغم بمزيد من الذهول :
يا للشيطان .
صاحت سونيا في سخط :
إنك لم تخدعني لحظة واحدة يا أدهم .
ابتسم وهو يقول في هدوء :
إنني أعترف بذالك يا عزيزتي سونيا .
ثم رفع مسدسه إلي رأسها وسألها في صوت صارم :
دعينا نعود إذا إلي الأدوار الأصلية ..أين وزير خارجيتنا يا سونيا ؟
ابتسمت سونيا في سخرية وقالت في صرامة :
هل تظن أنني سأخبرك ؟
تبادل كلاهما نظرات التحدي لحظة ثم أجاب أدهم في هدوء :
كلا .
ثم استدار إلي منى وقال :
أطلقي النار على رأسها مباشرة يا عزيزتي ولا تترددي لحظة واحدة إذا ما أتت هذه الأفعى حركة مريبة .
صوبت منى مسدسها إلي رأس سونيا في صرامة في حين دس أدهم مسدسه في حزامه وجذب إليه دافيد في عنف وهو يسأله في لهجة مخيفة :
أين الزير أيها الوغد ؟
قاوم دافيد ذالك الخوف الذي سرى في عروقه وغمغم :
هل تتوقع أن تحصل مني على كلمة وا...؟
وفجأة انفجرت قبضة أدهم في فك دافيد لتبتر عبارته وترنح رجل الموساد وتحول خوفه إلي رعب هائل حينما خرجت إحدى أسنانه من فمه مع سيل الدماء التي انهمرت منه وحدق في وجه أدهم في رعب شديد في حين كرر هذا الأخير سؤاله في هدوء :
أين الوزير ؟
صاحت سونيا في غضب :
لا تنطق بكلمة أخرى يا دافيد سأقتلك أنا لو فعلت .
لك تكد تتم عبارتها حتى هوت قبضة أدهم مرة أخرى على أنف دافيد لتهشمه وتسيل منه الدماء في غزارة ثم اندفعت قبضته الأخرى بين عيني هذا الأخير فتراجع إلي الخلف من قوة الضربة وارتطم بمقعد كبير فسقط فوقه وهوى كلاهما أرضا المقعد والرجل فهتفت سونيا في انفعال :
أخطأت هذه المرة أيها الشيطان .. لقد أفقته وعيه ولم يعد باستطاعته إخبارك شيء.
وقف أدهم صامتا يحدق في جسد دافيد الذي تراخت أطرافه ثم أدار عينيه إلي سونيا وقال في برود :
صدقت .
ثم أشار إلي منى وقال :
سننهي هذه الجولة يا عزيزتي .
وأردف وهو يلتفت مرة أخرى إلي سونيا في برود :
سنعود لنلتقي يا سونيا .
أجابته سونيا في شراسة :
ستكون جولتنا الأخيرة أيها الشيطان المصري .

************************************************1





:liilas:

saleee 01-06-08 09:38 AM

همست منى في أذن أدهم وهي تجلس إلي جواره في السيارة :
لقد أدهشتني قسوتك الزائدة على رجل الموساد يا أدهم ... إنني لم أعهدك بهذه القسوة أبدا .
ابتسم وهو يقول :
تذكري خطتي يا عزيزتي إنها تعتمد على هذه القسوة أولا .
أومأت رأسها إيجابا وقالت :
نعم .. ولكنني أشفقت عليه .
أجابها في هدوء :
لكل معركة ضحاياها يا منى .
ثم التفت إليها وأردف في اهتمام :
والآن عليك تنفيذ الجزء الخاص بك من الخطة يا منى ... ستنطلقين إلي السفارة المصرية هنا وعليك إرسال رسالة بالشفرة إلي الإدارة واطلبي منهم ضرورة إبلاغ المسئولين بضرورة التزام الصمت بشأن تهديد الموساد حتى بعد انتهاء المهلة الممنوحة .
سألته في قلق :
هل تظنهم سيوافقون ؟
أجابها في حزم :
لا بد أن يفعلوا يا منى وإلا لن يستردوا وزير الخارجية أبدا .
ساد الصمت بينهما لحظة ثم ربت هو على كتفها وقال في هدوء :
انعمي بنوم هادئ بعد إرسالك البرقية يا عزيزتي فمنذ هذه اللحظة ينتهي دورك في العملية .
تطلعت إليه في حنان دافق وهمست :
هل سنلتقي ثانية :
ابتسم وهو يقول في ثقة وهدوء :
بإذن الله يا منى .
ثم اردف في حزم :
وسيكون معنا وزير الخارجية المصري .
**************************************************1




:liilas:

saleee 01-06-08 09:47 AM

15 دماء مصرية في أثينا :




قرأ مدير المخابرات المصرية البرقية الشفرية التي أرسلتها منى أكثر من مرة قبل أن ينهض من خلف مكتبه ويعقد كفيه خلف ظهره وهو يتحرك في أرجاء المكتب في توتر إلي أن سأله أحد رجال المخابرات :
هل تعتقد أن المسئولون سيوافقون على هذا يا سيدي ؟
مط مدير المخابرات شفتيه وغمغم في قلق :
لست أدري ولكن يبدو أن خطة أدهم تعتمد على التزامهم الصمت التام .
سأله الرجل في اهتمام :
ألم يرسل بتفاصيل خطته ؟
هز مدير المخابرات رأسه وقال :
نعم ولكنني أثق به ثقة عمياء .
ساد الصمت لحظة قبل أن يردف :
ولكن هل تكفي ثقتي لاتخاذ مثل هذا القرار الخطير ؟
تردد رجل المخابرات في طرح رأيه ثم فضل في النهاية التزام الصمت في حين أردف مدير المخابرات في حزم :
ولكن واجبنا يقتضي أن نعاونه .
والتقط سماعة الهاتف وهو يقول :
وسأبذل كل جهدي من أجل ذالك .

****************************************1






:liilas:

saleee 01-06-08 09:49 AM

أطفأت سونيا سيجارتها وهي تلتفت إلي دافيد الذي غادر حجرته ووجهه محاط بالضمادات وقالت في برود :
أما زلت تثق في عرض أدهم صبري ؟
هتف دافيد في سخط :
تبا له لقد حطم وجهي بلا رحمة .
ثم لوح بذراعه وهو يردف في حنق :
إنني حتى لم أعتد صوتي بعد من خلال أسناني المحطمة .
أشعلت سونيا سيجارة أخرى وهي تقول في سخط :
هذا جزاء حماقتك .
ظهر الغضب في عينيه لحظة ثم هتف في غضب :
هذا الشيطان سيفسد العملية كلها .. لا بد لنا من التخلص من ذالك الوزير المصري فورا .
غمغمت سونيا في ضيق :
لم يحن الوقت بعد يا دافيد
هتف في غضب :
فالتذهب المهلة إلي الجحيم لو أن أدهم صبري عثر على الوزير قبل انتهاء المهلة فالنقل وداعا للعملية كلها ... إن قتل الوزير هو الضمان الوحيد لنجاح المهمة .
عقدت سونيا حاجبيها في تفكير عميق وقالت في صوت خافت :
هذا قرار خطير .
صاح دافيد :
ليس بالخطورة التي تتصورينها يا سونيا فحتى لو وافقت مصر على شروطنا فلن يكون بإمكاننا إعادة الوزير فهذا يعرض معاهدة السلام بيننا وبينهم للخطر.
صمتت سونيا لحظة ثم ابتسمت وقالت :
يبدو أنك كنت تفتقد لكمات أدهم صبري منذ زمن طويل يا دافيد فها هو ذا عقلك يبدأ بالتفكير .
ثم نهضت والتقطت سماعة الهاتف وهي تردف :
سأتصل برجالنا فورا وأطلب منهم أن .....
أمسك السماعة وهو يقول في حدة :
كلا يا سونيا إنني لن أثق بشيء بعد الآن حتى أراه بعيني .
ثم أردف وهو يعيد السماعة إلي موضعها :
سأقتل الوزير بنفسي ... الآن .

********************************************1




:liilas:

saleee 01-06-08 09:50 AM

ساد الصمت تماما داخل سيارة سونيا وهي تنطلق في الطريق من أثينا إلي مدينة كلاماي على الساحل الجنوبي لبلاد اليونان واختلست هي النظر إلي دافيد الذي استرخى في المقعد المجاور لها وسألته في سخرية :
أما زالت رأسك تدور منذ لكمك أدهم صبري يا دافيد ؟
غمغم في سخط :
إن قبضته قوية للغاية يا سونيا .
أطلقت ضحكة ساخرة وهي و قالت :
نعم يا دافيد .. لقد أجمع رجالنا على ذالك .
عقد حاجبيه في غضب وقال :
ولكننا سنلقنه درسا بقتل الوزير .
ثم أردف وكأنه يحاول الفرار من سخرية سونيا :
لقد كانت فكرة رائعة أن نخفي الوزير في كالاماي .... أليس كذالك ؟
أجابته في هدوء :
بلى .. فالجميع يتصورون أنه قد اختفى في ذالك الحي اليوناني .
مط شفتيه وغمغم :
يا لأغبياء !!
ضحكت سونيا مرة ثانية في سخرية وقالت :
صوتك يبدو طريفا يا دافيد بغد أن حطم أدهم صبري أسنانك .
عقد دافيد حاجبيه وغمغم في سخط :
هل ينقضي الليل كله ونحن نتحدث عن هذا الشيطان .؟
ابتسمت سونيا في تهكم وقالت :
لا يا دافيد لقد وصلنا إلي هدفنا .
رفع دافيد عينيه إلي الفيلا الأنيقة التي توقفت أمامها سونيا في أرقى أحياء كلاماي وغمغم في هدوء :
نعم يا سونيا .. وصلنا إلي هدفنا .

******************************************81





:liilas:

saleee 01-06-08 10:36 AM

أصيب رجال الموساد الخمسة الذين يقومون على حراسة الوزير المختطف في الفيلا بالدهشة عندما وصل دافيد وسونيا في السادسة صباحا وازدادت دهشتهم حينما سألتهم سونيا :
أين الوزير المصري ؟
أجابها أحد الرجال وهو يشير إلي حجرة جانبية :
إنه مقيد في حجرته وقد تفقدته منذ لحظات .
قال دافيد في صرامة :
أحضره إلي هنا .
حدق الرجل في وجه دافيد بدهشة وهم بسؤاله عن سر الضمادات التي تغطي وجهه ولكنه آثر الصمت وأسرع يلبي الأمر ولم يلبث أن عاد بوزير الخارجية المصري مقيد اليدين خلف ظهره فابتسمت سونيا في سخرية وقالت :
مرحبا يا سيادة الوزير .. لقد تخلت عنك دولتك .
رفع الوزير المصري رأسه في كبرياء وقال في شجاعة :
هذا هو التصرف الأمثل أيتها الأفعى فالتضامن العربي حلم يراود كل العرب منذ الأزل ومن الخطأ التضحية به من أجل رجل واحد مهما بلغ منصبه .
عقدت سونيا حاجبيها في غضب وقالت :
يبدو أنك لم تقدر الأمر حق قدره أيها الوزير إن رفض دولتك يعني أننا مضطرون لقتلك .
بدا الوزير مثالا للعزة والإباء وهو يقول في ثبات :
لو كانت حياتي ثمنا للتضامن العربي فإنني أدفعها عن طيب خاطر .
رفعت سونيا مسدسها إلي رأسه وهي تقول في غضب هائل :
حسنا أيها الوزير الأحمق ستدفع حياتك الآن .
لم ترتجف شعرة من جسد الوزير على الرغم من يقينه بالموت بل ظلت عيناه صارمتين وهو ينظر في عيني سونيا بثبات فقال دافيد في غضب :
مهلا يا سونيا ... أريد أن أحظى بهذا الشرف .
تناول المسدس من يدها في حدة فقالت هي :
حسنا يا دافيد .. أطلق النار على رأسه مباشرة .
لم تكد تتم عبارتها حتى ارتفع رنين الهاتف إلي جوارها تماما فأسرعت تلتقط سماعته وتضعها على أذنها وهي تقول :
من المتحدث ؟
كاد الذهول يعصف بنفسها حين سمعت صوتا متلهفا على الجانب الآخر يهتف في انفعال وتوتر :
سونيا .. لقد توقعت وجودك هناك ...أنا دافيد .. لقد باغتني ذالك الشيطان المصري في حجرتي وأفقدني الوعي ثانية .. لقد كان ينتحل شخصيتي يا سونيا ..هل تسمعينني ؟.. إنه ينتحل شخصيتي .
*************************************************1




:liilas:

saleee 01-06-08 10:57 AM

16 الذهول :






سقطت سماعة الهاتف من يد سونيا وهي تحدق في ذهول في وجه الرجل الذي يقف أمامها ووجهه مغطى بالضمادات وارتجفت شفتاها وهي تغمغم :
إنه أنت .
قفز أدهم صبري الذي ينتحل شخصية دافيد إلي الوراء بحيث أصبح يواجه الرجال الخمسة وسونيا جراهام وصوب مسدسه للجميع وهو يقول في سخرية بدت كالحمم الملتهبة وهي تعبر أذني سونيا :
نعم يا عزيزتي سونيا .. هو أنا .
تطلع إليه الرجال الخمسة في ذهول وشاركهم الوزير المصري ذهولهم في حين هتفت سونيا وهي تكاد تبكي من فرط القهر والذل :
ولكن كيف ؟
هز أدهم كتفيه وقال :
كنت أعلم أنك المخلوقة الوحيدة في هذا العالم التي يمكنها تعرفي مهما بلغ إتقان تنكري يا سونيا ولكنك كنت في الوقت نفسه الشخص الوحيد الذي يمكنه أن يقودني إلي المكان الذي وضعتم فيه الوزير لذا فقد تعمدت في لقائنا الأخير تحطيم أسنان دافيد وأنفه ووجهه بحيث يضطر إلي تغطيته بالضمادات وهنا تكون هناك الفرصة لخداعك حينما أنتحل شخصيته فالضمادات ستخفي الجزء الأكبر من الوجه وبخاصة الأذنان اللتان تعتمدين عليهما اعتمادا كبيرا في تعرفي والأسنان المحطمة ستبرر أي اختلاف طفيف في الصوت وطبيعتك الشرسة ستجعلك توافقين بسرعة على ضرورة التخلص من الوزير وسيكون وجهي المحطم مبررا كافيا لتقودي أنت السيارة إلي هنا .
ضغطت سونيا أسنانها وهي تقول في غضب :
لقد خدعتني .
ضحك في سخري وهو يقول :
ليست المرة الأولى يا سونيا .
بدا صوتها مفعما بالكراهية والوحشية والغضب وهي تقول :
ولكنها ستكون الأخيرة يا أدهم صبري .
وفي قفزة مباغتة ماهرة وصلت سونيا إلي الوزير وأحاطت عنقه بساعدها في قوة واستلت من حزامها خنجرا ماضيا وضعته على عنقه وهي تصرخ في غضب :
ألق سلاحك يا أدهم صبري أو أذبح هذا الوزير أمام عينيك .

***********************************************1




:liilas:

saleee 01-06-08 11:11 AM

بكمل بعد وقت قصير انشاءالله وإزا مش اليوم بكرة انشاءالله

saleee 04-06-08 11:32 AM

استعاد رجال الموساد الخمسة رباط جأشهم حينما رأوا زعيمتهم تسيطر على الموقف بهذه الخطوة الجريئة فأسرعوا يرفعوا مسدساتهم في وجه أدهم الذي ظل يصوب مسدسه إليهم وهو يقول في برود :
سترتكبين خطأ جسيما يا سونيا لو أنك نفذت تهديدك هذا فلو مسست شعرة واحدة من رأسه فسأمزقك إربا .
هتفت سونيا في وحشية :
افعل ما بدا لك أيها الشيطان فسأدفع أي ثمن حتى لا تهزمني مرة أخرى .
شعر أدهم بحرج الموقف وتردد لحظة ثم عقد حاجبيه وهو يقول :
حسنا يا سونيا أنا أستسلم .
وخفض يده وألقى مسدسه أرضا ...
تألقت عينا سونيا ببريق النصر ورفعت يدها الممسكة بالخنجر وهي تهتف :
أمسكوا به يا رجال .
وفجأة .. وفي سرعة مذهلة ومهارة خارقة انثني أدهم والتقط مسدسه من بين قدميه وعاد ينتصب ويطلق النار نحو سونيا ..
صرخت سونيا في مزيج من الدهشة والذهول حينما أصابت الرصاصة خنجرها تماما وأطاحت به إلي ركن الحجرة وقبل أن يتلاشى صوت صرختها كان ادهم صبري ينقض على رجالها الخمسة ...
كان هذا أسرع قتال خاضه أدهم صبري في حياته ...
لقد تحركت أطرافه الأربعة دفعة واحدة في مهارة عجيبة وفي آن واحد حطمت قبضته اليمنى فك أحد الرجال الخمسة وهشمت اليسرى وجه الآخر وغاصت قدمه اليمنى في معدة ثالث وأمت اليسرى انف رابع ثم واصلت قبضته اليمنى لتطيح بالرجل الخامس واجتمعت قبضتاه لترسل الثالث في غيبوبة طويلة ...
سقط الرجال الخمسة أرضا في طرفة عين وقفز أدهم نحو الوزير وانتزعه من قبضة سونيا ثم أمسك معصمي هذا الأخيرة وقال وهو يلهث من فرط المجهود البدني الخارق الذي بذله في ثانية واحدة :
إنني لم أسمع تهديدك جيدا يا سونيا هلا كررته مرة أخرى على مسامعي ؟
تفجرت الدموع من عيني سونيا وقاومت لتخلص معصميها من قبضته وهي تصرخ :
أنت بشع ... بشع .
ابتسم أدهم في سخرية وترك معصميها فسقطت أرضا وهي تواصل بكاؤها ونحيبها وتضرب الأرض بقبضتيها والتفت إلي الوزير الذي بدا شديد الذهول وحل قيود معصميه وهو يقول في هدوء :
حمدا لله على سلامتك يا سيادة الوزير تقبل تهنئات المخابرات المصرية .
حدق وزير الخارجية في وجهه بذهول وغمغم :
المخابرات ؟!
ثم انطلقت من بين شفتيه بغتة ضحكة تموج بالانفعال وهتف وهو يضرب ظهر أدهم في مرح :
يا للروعة !!... إذن هكذا تعمل مخابراتنا !!..صدقني يا بني إنني أشكر الظروف التي جعلت هؤلاء الأوغاد يختطفونني حتى أحظى برؤية هذا العرض الرائع الذي قدمته أنت ... لقد منحتني إحساسا بالأمان سيلازمني ما بقي لي من العمر .ابتسم أدهم صبري في هدوء ولكن سونيا رفعت وجهها في حنق :
لم ينته الأمر بعد .
استدار إليها أدهم في سخرية ولكنها أردفت في عصبية وهي تشير إلي الهاتف :
لقد ظلت السماعة مرفوعة طوال الوقت ولا ريب أن دافيد قد سمع كل ما دار هنا وأراهنك أن كل رجالنا في كالامي سيحوطون بالفيلا بعد لحظات .
اقترن تهديدها بصوت أقدام تتحرك في سرعة نحو باب الفيلا فالتفت ادهم إلي الوزير وقال :
يبدو أننا لم نصل إلي المحطة الأخير ة حقا يا سيادة الوزير .

*************************************81

saleee 04-06-08 11:34 AM

17 الهروب الأخير :



قامت سونيا جراهام في شراسة عندما أخد أدهم يكمم فمها ويوثق يديها خلف ظهرها في سرعة ولكن مقاومتها بدت أشبه بمقاومة باعوضة صغيرة لعنكبوت ضخم بعد أن وقعت في شباكه وأحاطت بها خيوطه اللزجة وتحركت عاطفة الأبوة في قلب الوزير وهو يغمغم :
أكان ذالك من الضروري ؟
أجابه أدهم وهو يترك سونيا بعد أن انتهى منها ويلتقط مسدسين ويناول أحدهما له:
إنني أؤمن ظهورنا فحسب يا سيدي الوزير فهذه الرقيقة الجميلة هي أخطر أفراد الموساد .
تأمل الوزير سونيا مرة أخرى في إشفاق ثم التفت إلي أدهم وقال :
لقد صمتت الأصوات تماما في الخارج هل تظن أنهم قد انصرفوا ؟
أجابه أدهم في هدوء :
بل هم يحيطون بالفيلا حتى لا يتركوا لنا ثغرة واحدة للهرب .
تسلل القلق إلي صوت الوزير وهو يقول :
وماذا علينا أن نفعل ؟
أشار أدهم إلي المسدس الذي يحمله الوزير وقال في هدوء :
أطلق النار على الذي يصل إليك أولا يا سيدي
قال عبارته وتحرك في خفة نحو السلم المؤدي إلي الطابق الثاني
فسأله الوزير في قلق :
أين تذهب ؟
ابتسم أدهم وقال في هدوء :
لا يقلقنك أمري يا سيدي الوزير فلكل منا دوره

******************1

saleee 04-06-08 11:36 AM

أحاط تسعة من رجال الموساد بالفيلا إحاطة السوار بالمعصم وأمسك كل منهم مسدسه في تحفز واضح وهم يقتربون منها في بطء وحذر ..
كان هناك ثلاثة رجال يتقدمون من الباب الأمامي وثلاثة من الباب الخلفي ورجلان من الجانب الأيمن حيث توجد ثلاثة نوافذ ورجل واحد من الجانب الأيسر حيث تطل نافذة واحدة ..
وبينهما كان الرجال الثلاثة الذين يواجهون باب الفيلا الرئيسي يتقدمون همس أحدهم في انفعال:
لو أنه شعر بنا فلن يخاطر بمحاولة الهروب من الباب الأمامي سيتجه حتما إلي الباب الخلفي أو .....
قاطعه آخر في حنق :
صه يا( بن حامان ) .. انتظر حتى نصل أولا .
صمت بن حامان لحظة واحدة ثم عاد يغمغم في لهجة تشف عن توتره الشديد:
يقولون إن هذا الرجل شيطان وإنه يمكن أن يهبط علينا من السماء و ....
عاد الآخر يقاطعه في عصبية :
كفا حماقة يا بن حامان
ولكن أدهم هبط عليهم من السماء حقا هذه اللحظة
كان قد صعد إلى سطح الفيلا ودرس الموقف فبسرعة ثم اختار الباب الأمامي بالذات نظراً لصعوبة تصور ذلك وحينما اتخذ قراره هذا أسرع يضعه موضع التنفيذ وقفز من السطح فوق رءوسهم ....
كانت المفاجأة مذهلة بالنسبة للرجال الثلاثة ولكنها لم تستغرب سوى لحظة واحدة فقد تحركت يدا أدهم في سرعة مذهلة فهوت إحداهما على فك الأول وغاصت الثانية في معدة الثاني ثم قفزت الأولى إلي فك الثاني وطارت الثانية إلي أنف الثالث ..
وسقط الرجال الثلاثة في سكون ...
تركهم أدهم في مكانهم وتحرك في خفة الفهد إلي الجانب الأيمن من الفيلا وهو يقول لنفسه في سخرية :
يا إلهي !!... لقد سئمت هذا العمل المتكرر .


*********************************************1

saleee 04-06-08 12:36 PM

اشتدت قيضة الوزير على مقبض المسدس الذي أعطاه إياه أدهم وألصق أذنه بباب الفيلا الأمامي محاولا التنصت على ما يدور بالخارج وبينما هو يصغي باهتمام تسللت إليه أنات خافتة فالتفت إلي مصدرها في قلق وارتفع حاجباه في اشفاق فقد كانت سونيا تتلوى في عنف وكأنها تعاني آلاما مبرحة ..
تردد الوزير لحظة ثم تغلبت عليه مشاعر الابوة في أعماقه فأسرع إلي حيث ترقد سونيا وأدرا وجهها إليه وهو يقول في جزع :
ماذا أصابك ؟
هاله جحوظ عينيها واحتقان وجهها والألم المتبدي في كل لمحة من ملامحها فعاد يسألها في مزيد من التوتر والقلق :
هل تعانين ألما ما ؟
اختنق صوت سونيا وهي تقول في ألم :
نعم .. نعم .. هنا .
سألها في توتر ؟
أين ؟
حركت يديها الموثقتين خلف ظهرها وكأنها تحاول الإشارة إلي موضع الألم وهي تعض على شفتيها وتقول :
هنا ..
عاد يهتف وقد وصل قلقه إلي ذروته :
أين ؟..أين ؟
جحظت عيناها بغتة ثن تراخى جفناها وبدت كانها سقطت في غيبوبة عميقة من شدة الألم فترك الوزير مسدسه وأخد يهزها في جزع ثم أسرع يحل وثاقها محاولا تخفيف آلامها ..
وفجأة ومع انتزاع قيودها استعادت سونيا حيويتها فجأة وتحركت يدها في خفة عجيبة فالتقطت المسدس وصوبته إلي رأس الوزير وهي تقول في شراسة ساخرة:
أنت رقيق القلب أيها الوزير .
اتسعت عينا الوزير ذهولا ثم عض على شفتيه ندما وهو يقول :
يا إلهي !!..أنت ممثلة بارعة ..لقد خدعتني تماما .
أطلقت ضحكة وحشية ساخرة وهي تقول :
التمثيل هو نصف عمل المخابرات أيها الوزير .
ثم جذبت إبرة مسدسها وقالت في هدوء :
تذكر هذه الحكمة لتنقلها إلي رفاقك في الآخرة .

saleee 04-06-08 12:37 PM

1
8 النصر :





تحركت سبابة سونيا جراهام لتضغط زناد مسدسها وتطلق النار على رأس وزير الخارجية المصري ولكن قبضة فولاذية أمسكت معصمها فجأة وأدرات فوهة المسدس إلي أعلى وصرخت سونيا في مزيج من الألم والدهشة مع صوت أدهم وهو يقول :
من قال إن أهل الآخرة يحبون سماع مثل هذه السخافات ؟
استدارت سونيا في سرعة محاولة توجيه إحدى ضربات الكاراتيه إلي عنق أدهم ولكنه تلقى ضربتها على ساعده في بساطة وقال في سخرية :
لا يا عزيزتي سونيا .
تحركت قبضته في سرعة اتطيح بمسدسها ثم لوى ذراعها خلف ظهرها فتأوهت في حنق وألم وسمعته يقول متهكما :
ليش بالقوة تهزمين أدهم صبري .
صرخت وهو يعاود تقييد معصميها خلف ظهرها :
أيها المغرور .
ابتسم أدهم في سخرية وقال وهو يحيط فمها بالكمامة :
شكرا أيتها المتواضعة .
غمغم الوزير في أسف :
لقد خدعتني و....
قاطعه أدهم في هدوء :
فالنؤجل الحديث عن هذا لما بعد يا سيدي فلا بد لنا من الإنطلاق فورا إلي أثينا حيث يمكنك ركوب الطائرة إلي القاهرة .
هتف الوزير في دهشة :
والرجال الذين يحيطون بالمنزل :
ضحك ادهم في مرح وقال :
فالنترك أمرهم لسيارة القمامة يا سيدي الوزير فهم يستلقون مثلها حول الفيلا .
اتسعت عينا الوزير عن آخرهما وهو يغمغم في ذهول :
هل هزمتهم كلهم ؟
أجابه أدهم في هدوء :
لا وقت للشرح يا سيدي .
ثم أردف وهو يبتسم :
طائرة القاهرة لن تنتظر كثيرا .

***********************************

saleee 04-06-08 12:39 PM

19 الختام :



جلست منى تراقب في شغف وقائع استقبال وزير الخارجية المصري في قاعة مؤتمر وزراء الخارجية العرب والتي ينقلها التلفزيون المصري على الهواء مباشرة بالقمر الصناعي من الرياض في المملكة العربية السعودية وتذكرت وهي تتابع الأحداث كل الصعوبات التي واجهتها بصحبة أدهم حتى يتم تصوير هذه اللقطات في نجاح فضحكت في مرح وهي تقول لأمها :
لنظري يا أماه كم يبدو وزير الخارجية في أتم صحة وعافية وهو يدخل قاعة المؤتمرات .
حدجتها أمها بنظرة متشككة وقالت :
منى .. هل كانت مهمتك الأخيرة تتعلق بصعوبات واجهت وزير الخارجية .
ابتسمت منى في خبث وهي تقول :
أيه مهمة يا أماه ؟..إنني لم أعد أعمل في المخابرات العامة .
عقدت أمها حاجبيها وقالت في غضب :
لم لا تصارحيني بالأمر إذن ؟.. ألا يكفيك ما ينتابني من قلق وتوتر طوال غيابك ؟
ضحكت منى في مرح وقالت :
ولكني أعود إليك سالمة أليس كذالك ؟
هتفت الأم في حنق :
ليش دائما .. هل نسيت كيف قضيت ستة أشهر عاجزة عن الحركة في السويد ؟
عقدت منى حاجبيها وقالت في ضيق :
حسنا يا أماه .. لن يحدث هذا مرة أخرى لقد انتهى عملي في الخابرات .
تأملتها أمها في شك ثم عادت تسألها :
وماذا عن أدهم صبري ؟
شرد بصر منى لحظة ثم غمغمت في حنان :
لا أعتقد أنهم سيتخلون عنه بعد كل هذا يا أماه .
ثم أردفت في فخر وسعادة :
إنه أروع رجل مخابرات في العالم .
مطت الأم شفتيها وقالت في ضجر :
ربما ولكنني كنت أفضله زوجا عاديا لك .
تخضب وجه منى بحمرة الخجل وهتفت في استنكار :
أماه .
ابتسمت الأم في خبث وغمغمت :
سيأتي هذا اليوم بلا ريب يا بنيتي .. قلبي يحدثني بهذا .. وسأنتظر .

*******************************1

saleee 04-06-08 12:40 PM

وقفت سونيا جراهام في مكتب مدير لمخابرات مطرقة الرأس وهي تستمع إليه وهو يقول في سخط :
هذا ليس أول فشل لك في مواجهة هذا الشيطان يا سونيا لقد اعتدنا هزائمك حتى بتنا نتوقعها دوما .
غمغمت وهي تقاوم دموعها :
إنني ...
قاطعها المدير :
لا أريد تبريرا أو اعتذارا لقد أصبح الأمر سخيفا متكررا لم يعد هناك جديد يمكن إضافته .
تسللت الدموع عل الرغم من صلابة سونيا وغمغمت في صوت مختنق :
أعتقد أنني بحاجة إلي بعض الراحة يا سيدي .
هتف مدير الموساد :
بل أنت بحاجة إلي راحة طويلة يا سونيا
اتسعت عيناها في دهشة وذعر متمتمة :
ماذا تعني يا سيدي ؟
صاح في غضب :
أعني أنك لم تعودي صالحة لمواجهة شيطان المخبرات المصرية هذا .
تراجعت في ذعر فهتفت في استنكار :
ولكنني أكثر من يجيد التعامل معه و ........
قاطعها مدير الموساد في عصبية :
أكثر من يجيد التعامل معه ؟!...أتجدين القدرة على هذا القول بعد كل ما فعله بك ؟إجازتك الطويلة تبدأ منذ هذه اللحظة .خفضب سونيا رأسها في ألم وغمغمت في مذلة :
حسنا يا سيدي لقد فهمت .
وغادرت مكتبه ودموع القهر تملأ عينيها ...

************************************

saleee 04-06-08 12:41 PM

ازدحم مكتب مدير المخابرات المصرية برجالها وهو ينئون زميلهم أدهم صبري على نجاح مهمته وعودته سالما وكان أكثرهم فرحا وسعادة زميله البدين قدري الذي هتف وهو يحرك أصابع كفه اليمنى أمام أدهم :
انظر يا أدهم .. لقد عادت الحركة إلي أصابعي من جديد
ربت أدهم على كتفه وهو يقول:
هذا يسعدني يا صديقي .
ابتسم قدري ثم التفت إلي المدير وسأله :
ماذا عن وضع أدهم بعد نجاحه في المهمة يا سيدي ؟
ابتسم المدير وقال :
لقد أسقط السيد رئيس الجمهورية كل التهم التي نسبت إلي أدهم وأصدر عفوا شاملا عنه .
سأله قدري :
وماذا عن عمله في المخابرات :
ساد الصمت تماما في الحجرة وغمغم المدير في هدوء :
لكل شيء ثمنه يا قدري .
قال قدري في توتر :
ماذا تعني ؟
صمت المدير لحظة ثم أجاب :
لا يمكن أن يستعيد أدهم كل شيء دفعة واحدة لقد خفض السيد الرئيس رتبته و...
قاطعه قدري وهو يهتف في انفعال :
هل يعني هذا أنه عاد للعمل معنا ؟
ابتسم المدير وقال :
لحسن حظنا .
ضج المكتب لهتاف مرح سعيد واندفع الجميع يهنئون أدهم وأدار بصره إلي مدير المخابرات وقال في امتنان :
بل لحسن حظي أنا يا سيدي فقد كنت كسمكة في صحراء .
اتسعت ابتسامة مدير المخابرات وصافح أدهم في حرارة وهو يقول:
مرحبا بعودتك إلي الصفوف يا أدهم .. مرحبا بعودتك يا رجل المستحيل .


تمت بحمد الله

saleee 04-06-08 12:42 PM

بتمنى تعجب الجميع


وبعتذر عن أي تأخير

زهرة فلسطين 04-06-08 04:52 PM

يعطيكى العافية

مشكورة على الرواية الاكتر من رائعة

saleee 05-06-08 08:02 PM

الله يعافيكي زهرة وألف شكر لمرورك

علي الصريمي 06-06-08 01:02 PM

يعطيك العافية

هذه اول قصة سمعتها

عن رجل المستحيل

وكذالك هي اول قصة اقراها

saleee 24-06-08 04:54 PM

بتمنى اتكون أعجبتك أخي وألف شكر لمرورك

تـوم 25-06-08 02:25 PM

كتير حلوه شكرا[SIZE="7"][/SIZE]

imposipoleman001 20-07-08 03:46 PM

كتيييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييي ييييييييييييييييييييير
مشكووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووره

نانسي2007 27-07-08 09:42 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يعطيك ألف عافية

وياريت لو يكون العدد على شكل ملف pdf أو وورد

في انتظار جديدك

تحياتي

eng.eses 18-08-08 11:41 PM

مشكورة على هذه القصة الرائعة

ويعطيك ربى العافية

بإنتظار المزيد..

saleee 24-08-08 04:02 AM

ألف شكر لمروركم جميعا وأنا مبسوطة كتييييييير لانه القصة نالت اعجابكم واستمتعتم بقرائتها


شكرا كتير لمروركم مرة تانية

Eman 09-11-08 03:47 PM

للرفع..
:biggrin:

محمد التعزي 28-04-15 04:00 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نانسي2007 (المشاركة 1565189)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يعطيك ألف عافية

وياريت لو يكون العدد على شكل ملف pdf أو وورد

في انتظار جديدك

تحياتي

ماشاءالله علا خيالك قوه قوه قوه سلام


الساعة الآن 02:43 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية