منتديات ليلاس - (لحن الأمل) قصة قصيرة

أقدم لكم أول قصهـ، قصيرهـ، كتبتها وأول قصهـ، أنـزلها بالمنتدى
,’منتدى ليلاس الثقافي

..لحن الأمل..
أنا بثينة متزوجة ولدي ثلاثة أبناء..جنان وهي أكبرهم..لديها شهادة الثانوية وتبحث عن وظيفة بسيطة وتناسبها..وسامي في الصف الأول الثانوي..و وليد أصغرهم في الأول الابتدائي,وزوجي يعمل بائع خضروات بسيط وعمله لا يكفي لسد حاجتنا..نعيش في منزل..غرفة ضيقة, وجدرانه متصدعة, وأسقفه آيلة للسقوط.
***
أنا سامي من فقد حنان الأب وهو حي..أنا بعيد عن والدي كثيراً رغم قرب المسافة بيني وبينه..بعيد عنه بعد العواطف والأحاسيس..لا أحس بحنانه ولا أشعر بعطفه علي ,ولست الوحيد حتى أختي لا تشعر بحنانه..لقد جعلنا نعيش حياة رعب منه..لا أراه إلا قليلاً فهو دائما خارج المنزل..يأتي وقت النوم والغذاء فقط,ولكن ما الفائدة إذ أتى وقت الغذاء ولا أحد يأكل معه,وطول يومه في السوق أو مع أصدقائه..ولكن في يوم من الأيام حدث ما حدث وغير من مجرى حياتنا..سأدع أختي تقول لكم ماذا احدث.
***
أنا جنان أخت سامي .. سوف أخبركم بما حدث والذي غير حياتنا..في يوم من الأيام بعد صلاة الظهر..كان سامي في المدرسة..وأنا وأمي نتبادل أطراف الحديث..وإذا بصوت أتى من الخارج فجع قلوبنا..هرولت مسرعة ولففت حجابي حول عنقي وفتحت الباب قليلاً كي أرى سبب ذلك الصوت..رأيت منظراً لن أنساه مدى الحياة..خضروات على الأرض وعربة مقلوبة..خرجت رأسي لكي اتأكد من حدسي..نعم رأيت والدي ساقطاً على الأرض والدماء من حوله تسيل..انطلقت نحوه أصرخ بقوة..(أبي..أبي) رأيته فاقد وعيه بسبب حادث سيارة وقد هرب من صدمة..ثواني وأتى سامي من المدرسة.صرخت نحوه:(أتصل بالإسعاف)..ذهب بسرعة إلى المنزل واتصل بالإسعاف..خرجت أمي تصرخ..كان منظراً لم تنساه عيني إلى الآن..بعد ذلك دخل أبي في غيبوبة..وكُسرت ساقه..وتدهورت حالتنا..واضطررت للبحث أكثر عن عمل..وأخي سامي ترك الدراسة وصار مثلي يبحث عن عمل..وأصبحنا أنا وسامي نتناوب الجلوس مع والدي في المشفى..وأمي خائفة على مستقبل أخي الصغير وليد..فأصبحت تذاكر له باستمرار..أنا وجدت عملاً في إحدى مراكز التسوق التجارية..تحسنت حالتنا قليلاً..في اليوم الرابع ذهبت إلى المركز كعادتي ..دخلت ورأيت درج الطاولة مكسوراً ومسروق مابداخله من نقود اتصلت إلى المدير وأخبرته بذلك..أتى بسرعة وأتصل إلى الشرطة..وتم الكشف عن البصمات فوجدوا بصامتي على درج الطاولة المكسور..ولم يجدوا بصمات أخره عليه..اتهمني المدير بأنني من سرقت النقود..لقد أتهمتي بالسرقة وأنا مظلومة..حاولت أن أدافع عن نفسي ولكن دون جدوى..كان أبنه موجود في ذلك الوقت..فقال إلى والدة: (سأدفع لك المبلغ المسروق وأكثر..إنها مظلومة) والده بخيلا..فوافق وأخذ حق النقود وأكثر..تركت العمل في ذلك المحل..فدعاني ابنه فادي للعمل في شركته,وأصبحت سكرتيرته الخاصة..وبعد أن علم والده إنني اعمل عند ابنه..أقام الدنيا على رأس ابنه ولكن فادي أصر على ذلك..ولم يسمع ما قاله له والده..
وبعد ستة أيام جلس أبي من غيبوبته بساق مبتورة..كان دائم البكاء..وبعد أن تحسنت حالته قليلاً أخذناه إلى المنزل..أيام و أصيب بجلطه بسبب ارتفاع الضغط والسكر..طلبت أجازه من الشركة فعرف فادي بمرض والدي..وأصبح فادي يومياً يأتي لزيارة والدي..وبعد عشرة أيام فارق الحياة ورحل..علم فادي بذلك وأتى لخطبتي..فوافقت عليه وتزوجت منه..وسكنت معه في منزل كبير.. طلبت الحكومة منزلنا القديم الذي تسكن فيه أمي وإخوتي لموقعه المهم..فدفعت لنا مبلغاً كبيراً..وأصررناً أنا وزوجي على أمي لكي يأتوا ويسكنوا معنا فوافقت أمي وإخوتي للسكن معي أنا وزوجي..
تحسنت حالتنا شيئاً فشيئاً وكانت الأمور تسير على ما يرام..دخل زوجي في صفقه كبيرة وقد كان متوقع خسارته..وخسر..سقطت الشركة وأصبح زوجي في حاله نفسية صعبة من صراخ وعصبيه..والده لم يستطيع مساعدته لأنه كان مديوناً للبنك..وصار فادي يكره الكل ويجلس في غرفته..ظل تحت حالة يأس..ولا يحب رؤية أحد حتى والده...اقترحت أمي علي فكرة..كانت تريد رد جميل فادي عندما فتح لهم أحضان منزله..وبالنقود التي دفعتها الحكومة لشراء منزلنا..حاولت جاهدة تأسيس الشركة من جديد..والبحث عن موظفين جدد..والإعلان في الوسائل الإعلامية..وبعد شهور من السهر والتعب..أسست الشركة من جديد وأصبحت من أفضل الشركات في البحرين..وكان فادي لا يدري بشيء..
اليوم أصبحت الشركة جاهزة..واليوم هو أول يوم لدوام الموظفين..حاولت بكل الطرق إخراج زوجي من غرفته واصطحبته إلى الشركة..انبهر وخرج من السيارة تغيرت ملامحه زالت همومه ..أصبح يردد كلمات غير مفهومه دخل الشركة ودار في كل زاوية فيها بفرح وسرور..كان سعادتي برؤية الابتسامة على وجه زوجي..
أخي سامي خسر سنة دراسية..وأرغمناه على الدراسة..وواصل دراسته وتخرج..
وتوظف في شركه فادي.. وأخي وليد سارعلى درب سامي..
..وهكذا تلحن الآمال على وتر الحياة..
..النهاية..
والنسخ ممنوع بجميع حالاته!

وأتمنى أشوف رايكم حق أحسن
من ادائي في قصصي الجايهـ،]