منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   القصص المكتمله (https://www.liilas.com/vb3/f717/)
-   -   علمني حبك ان احزن .للكاتبة الـ مها (https://www.liilas.com/vb3/t76182.html)

ضياءk.s.a 16-04-08 02:40 PM

علمني حبك ان احزن .للكاتبة الـ مها
 


عــــــــــــــــــــــلمنـي حبــــك .. أن أحزن
للكاتبة الـ مها




البـــــــــــــداية


\
:
الريــــــاض
اليوم/ الثلاثاء
الساعة/ 7.30 المغرب
وفي هاليوم بالذات يكون بيتهم هــــادي جدا جدا..
الوالدة(أم عبدا لله) مثل كل ثلاثاء مجتمعة مع جاراتها..-(( واللي كل اسبوع يكون الاجتماع عند وحده منهم))-
أسـامة زى العادة في مثل هالوقت يكون مع بدرصديقه المقرب وولد جيرانهم ...
وســارة أكيــد رايحه مع أمها .. لأنها مستحيل تكون فيه روحة أو طلعة وما تكون هي أول وحدة تطلع من البيت
أمـا أبو عبدا لله فهو قليل مايكون بالبيت هالساعة لأن عنده ارتباطاته الخاصة ..

الطــابق الأول كان هادئ جدا.. إلا من صوت التكييف اللي يلطف جو البيت.. الرياض في مثل هالوقت من السنة حارة جدا لحد الموت
وما تنطــاق .. بس أهلها تعودوا عليها وحبوها بـ ـ ـ حرها وبـ ـ ـ بردها ..
الخدامــة في المطبخ تغسل الصحون والملاعق ... وهالشئ يخرب على البيت هدوءه .. ويخلق فيه ضوضاء مؤذية ومقرفة .. (( ياليتها تطلع غرفتها وتخلي المطبخ بحوسته ))
الطابق الثاني مايختلف عن الأول في هدوءه ...
لكن صوتها المبحوح واللي مبين عليه التعب .. يحطم هالهدوء والصمت اللي مخيم عالمكان ..
عذا كانت بغرفتها منسدحة عالسرير ومتغطية باللحاف .. كانت غرفتها فوضى ومقلوبة فوق تحت .. من أمس ما رتبتها ولاحتى شالت مريول المدرسة من على الأرض ... من يوم جت من المدرسة وهي حاسة نفسها تعبانة ولها السبب هي ماداومت اليوم بعد ...
كان التكييف مغلق .. وريحة الفيكس تعج في المكان .. ياحياتي مبين عليها تعبانه بالمرة .. والدليل أنها رضت على أمها تحط لها فيكس وهي اللي ماتطيق ريحته .. على كلامها يسبب لها نرفزة ويخلي عيونها تحرها وهي مو ناقصة ..
عذا :::/ يالله يا لمياء تراك والله طولتِ عليّ؟؟ وأنا إنسانة مريضة أبــــــــــــــــــــي أرتــاح ..
قسم بالله أن حلقي متسكر؟،، وخشمي يصب ،، وحالتي لله وأنت فاضية على سواليفك ..
لمياء :::/// استغفر الله ياربي ،، أنا ماأدري وش ذنبي في الحياة ان الله يرزقني بأخت مثلك وبولد مثل مهند ..
انا الظاهر بدخل الجنة بسبتكم .. وبعدين على فكرة وانت الصادقة انت إنسانة شيطانك ساري المفعول حتى في الأوقات الحرجة ..
المهم الحين اللي يسمعك يقول داقة عشان سواد عيونك .. مايدري اني داقة أخذ الحلى منك ..
يالله عطيني المقادير ؟؟
عذا / لمياء ؟؟
لمياء/ نعم
عذا/ انت غبية والا تستغبين ؟؟
لمياء/شوفي عذاي صدق انك تعبانة بس هذا لا يعني انك تسبين ؟؟
عذا/هذي اللي بأفلعها الحين ،،، يعني بتقنعيني أني ماقلت لك ((وبصراخ)) اليووووووووووووووم ماداوووووووووووومت
لمياء وهي متفشلة/ هههههههههه ايه صح صح نسيت الله يقلع بليس
طيب والحين وش الحل ؟؟ من بيجيبه لي ؟؟ وعزيمتي بكره وانا ناويه اصلحه اليوم وارتاح .. وكنت معتمده على حضرتك تجيبينه لي ..
الله ياخذ بليسك واللي يتكل عليك الحين ابروح ادور لي حلى ثاني..وبعدين بالله مالقيت تتعبين الا يوم جاء عندي عزيمة ؟؟!! حسبي الله علي عدوك يا عذا ان كانك ماتنفعيني بشي مخليه منفعتك لغيرنااااااااا ...
عذا/.. خلاص ابعطيك رقم هناء دقي لها وخليها تعطيك المقادير والطريقة.!!
لمياء/ لا حبيبتي استحي .. دقي عليها انت
عذا/ يالمياء ياحبيبتي ياقلبـ ـ ـ ـ
لمياء تقاطعها / الله الله وش هالكلام السنع والا تتدربين علينا ؟؟ ياحياتي ياخيتي مبين عليها الحرمــان ..
عذا / بكون اكبر منك ومابرد عليك .. اسمعي انا وحده مافيني شده على المكالمة والكتابة ... هناء وهذا رقمها دقي لها وخذي منها اللي تبين .. وبعدين انتم تعرفون بعض من زمان .. ماله داعي هالحياء ..
ويقطع عليهم صوت مهند ولد لمياء يصيح توه قايم من النوم ومتنرفز ..
عذا/ أوهو عـــــــاد ولدك وشغّل وناناته متى بيسكت ؟؟ لمياء الله يخليك تراني ابغى اذاني ياسكري التليفون يا سكتي هالدلوع ..
لمياء/ ارحميني تكفين ياللي ماتعودتي على الصياح والإزعاج ؟ ..
((وتلتفت على ولدها)) خلاص يا ابوهم انت .. والله انك تسوى خاله عذا وتبيعها .. خلاص حبيبي خلي ماما تخلص شغلها .. وبعدين نروح ونطق خاله عذا الوصخة اللي ريحتها فيكس وعععع .. واللي ماتسمع الكلام قليلة الأدب ..
عذا/ هيه انت لو سمحتي .. تراك تسبيني والا عارفة ؟؟
لمياء/ ايه عاد انت لا تصدقين..
مهنـــــــــــد خلاص أسكت خلني أشوف سالفة هالحلى متى بتجي الحلقة الاخيرة حقته .. أفففففففففـ،
ايه انت وش قلت بعد ؟؟!!
عذا / خلاص ابرسلك رقمها بطاقة اعمال وانت كلميها وتفاهمو ..؟؟!! ويالله مع السلامة لأني خلاااااص قفلت
لمياء/طيب انتظرك .. ويا لله مع السلامة
سكرت عذا من لمياء وهي خلاص مو قادرة تفتح عيونها .. الظاهر مفعول المضاد قرب ينتهي وبدت ترجع لها الحرارة ..ارسلت الرسالة للمياء و غطت عمرها بالبطانية زين واستسلمت للنوم من بعد ما قفلت جوالها .. مالها خلق تستقبل مكالمات او يكلم أحد ويزعج نومها ....
-------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
الساعة/11.30
اليوم/ الثلاثاء
و في أحد المقاهي
الشباب جالسين ويسولفون بس زياد ماكان معاهم فكريا ولا كأنه سمعهم حتى الكبتشينو
اللي عمره ماقاومه ماقدر حتى يشرب منه ولو ان ريحه الكوفي مغريته بس مو عارف وشفيه
وكأن شي واقف في بلعومه....حتى ولا انتبه لعبدالعزيز اللي جالس يراقبه وكان حاس ان خويه متكدر
عزيز كان وده يساله وش فيه بس الكل حوله ومايبغى ينبهم
فجأه تكلم خالد::/ياهووه وين سارح اللي ماخذ عقلك...هههههههه
نواف يكمل ::/هههههههههه يتهنى به
زياد حس في هاللحظه انه بدء يهوجس كثير وعلى قرابة انه ينكشف عشان كذا قام بسرعة واستأذن منهم ..
زياد:: / يالله شباب أنا ماشي نشوفكم على خير أن شاء الله ..
نواف / وين وين ؟؟ تو الوقت بدري "زيود" خلك الين 12 وعقب رح ؟؟ مابعد شبعنا منك ..!!
عبدالعزيز ينتهز الفرصة / يالله زياد خذني معك على طريقك ..
نواف/ وش فيكم يا شباب مستعجلين.. !!
زياد/ماعليه يانواف الجايات اكثر ونشوفك بكرة بالجامعة .. وبعدين الصراحة انا عندي كلاس الساعة7.30 ويالله يمديني اروح أوصل للبيت وأريح ..
خـالد/ وانت عبدالعزيز ..!! خلك قاعدين
عبدالعزيز وهو يطالع زياد وحاس ان فيه شي والمسألة ماهي مسألة كلاس مبكر ولا شي ::/ لا ماعليه شباب احس اني تعبان وودي انام وبعدين ماعاد إلا خير الساعة 11.30 وعلى بال مانوصل للبيت تلقى الساعة 12 وزيادة بعد
نواف/ الله يعين ... زين مع السلامة ورونا عرض كتافكم انت وهو ..صدق انكم سخيفين وقالبين لي شيّاب هاليومين ..
محمد/وانت الصادق واحد مدحت والثاني مصطفى .. يبي يروحون ينامون حتى يستيقظون مبكراً للذهاب إلى المدرسة ..
زياد/ ههههههههههههههههههههههههههههههههههههه الله يقلعك .. طيب انا أيهم ؟؟ مدحت والا مصطفى ؟؟
نواف وهو يتفحصه ::/تصدق انت يناسب لك مدحت .. لأن مدحت دلعه مدح دح .. وانت ماشاء الله عليك مدح دح .. فيناسب لك الأسم ..
زياد::/ حرااام عليك .. بس يالله مقيولة اللي مايعرف الصقر يشويه ..!! والا انت وش عرفك بالأجسام ..
الحين انا مدح دح .. حبيبي هذا أسمه كمااااااااال اجساام .. مهوب (( ويقلده)) مدح دح
يالله السلام عليكم جميعا ..
الكل::/ في حفظ الرحمن ..
مشى زياد عن الشباب ويحس فيه شي قابض على صدره مايدري وش سببه .. بس اللي يعرفه انه يتألم وانه متوتر ومتنرفز ومو طايق حتى نفسه .. وده يصيح وده يصرّخ وده يسوي أي شي .. بس يقتل هالشي الي بداخله ومتعبه .. مشى وراه عبدالعزيز اللي يحاول يسرع من خطواته علشان يلحق عليه ..
عبدالعزيز وهو يلهث ../ زياد!! زياد اصبر الله يهديك شوي شوي
وقف زياد والتفت على صديق عمره من ايام الطفولة ..و اللي يعتبره مثل اخوه وأعز .. هذا عبد العزيز اللي ياما واساه وياما وقف جنبه في أحلك الظروف .. سانده ودفعه في دراسته لحد ماوصل للي وصل له ..
زياد ::/ هههههههه انت لين متى بتستمر على هالحالة؟؟ ياخي الف مرة اقولك تعال معي النادي بيدربونك هناك على الجري بس انت الله يهديك ما تطيع ..!!
عبدالعزيز يلهث من الهرولة::/ اسكت الله يخليك ترى يالله اتنفس لاتحاول تكلمني لأني خطر اشفطك ..
زياد قام يطالع عبدالعزيز بنظرات غريبة وملامح مبين عليها القرف ...
انتبه له عبدالعزيز ::/ هيه أنت وش فيك يا أخينا؟؟
زياد: :/وعععع .. عاد تصدق قاعد أتخيل شكلي وانا بين أمعائك .. واسبح في معدتك .. واسيّر على بنكرياسك الخايس.. وععععععع
عبدالعزيز ::/ هه انت بس يحصل لك حبيبيي .. ترى احب أذكرك أني المحامي الكبير عبدالعزيز قريبا إن شاء الله .. وان العالم لازالوا يقنعون فيني علشان يسوون لي نصب تذكاري بس انا اللي مو راضي عارف ليه؟؟ لأني أخاف ربي .. واخاف الناس تصير تحج لي كل سنة ثم استاثم فيهم .. عشان كذا اعتذرت .. وانت يحصل لك تدخل في أحشائي وترفض؟؟ (( وبدى يحرك يده ويقول )) والله حالة
سكت زياد والتفت بيمشي وعلى وجهه شبح ابتسامة مايقدر يشوفها الا اللي يدقق في ملامحه زيــن ..
مسكه عبدالعزيز مع كتفه ورص عليه وكان مبين على وجهه علامات الجدية ...
: زياد وش فيك ؟؟ انت اليوم مو طبيعي ابدا ..!! صاير لك شي ..؟
زياد : لا مافيني الا العافية .. بسـ ـ ـ
عبدالعزيز: بس وشو زياد .. وش فيك ؟؟ ترى والله استهميت عليك00
زياد: مادري والله عبدالعزيز .. وبعدين اول شي انت عارف أني لازم اروح الحين وثانيا احس اني متضايق بالحيل .. ماادري وش السبب ..
عبدالعزيز:/ صاير لك شي في البيت ..!! يعني عمك تعرض لك بكلمة مثلا والا شي.؟؟
زياد:لالالا .. اليوم كله اصلا ماشفته شكله مسافر ..
عبدالعزيز: أجل وش فيك ؟؟
زياد: ماادري احس اني مخنوق ومب قادر اتنفس من الهم ..
عبدالعزيز وبنظرة جانبية وغمزة على طرف عينه : اييييه ..فهمنا عليك خلاص ؟؟
زياد:ههههههههههههه طيب وراك مشوه عمرك بهالطريقة ونظرات وماادري ايش ... وبعدين فهمك صحيح ...
عبدالعزيز(( حط عينه بعين زياد وشاف فيها بحور الهم والحزن اللي عايشها توأم روحه وتنهد سبحان الله وش كثر حلاة هالعيون الناعسة الكحيلة بس لولا مسحة هالكدراللي عليها كانت بتكون شي ثاني ))انتبه لعمره وقال : اييه يااخي قل كذا من الأول ولاتخليني أخاف عليك..
بعدين مو أختك طمنتك عليها ؟؟؟
زياد ::/ إلا بس بعد ودي أتأكد بنفسي ... يعني أنا ماتطمنت عليها شخصيا ...؟
عبدالعزيز: الله الله وش هالحكي السنع .. يعني لازم انت تكلمها براسها ...
زياد :أكيد هذي مافيها نقاش ... أنا أستغل المناسبات علشان اكلمها واسمع صوتها وشلون تبني أفوت علي هالفرصة .. وبعدين يالله انت بعد شكلك مطول خلنا نمشي فيني النوم وعساني اوصل للبيت بالسلامة..
عبدالعزيز ::/ زين يالله أنا بروح من هنا سيارتي موقفها عند المسجد ..
زياد : أووووه لالا انا هنا عند المواقف .. زين يالله أشوفك بكره على خير ان شاء الله
وافترقوا الأثنين في نص الطريق وكل واحد منهم راح لسيارته وكل واحد في قلبه شقى اللي له ... (())

-------------------------------------------------------------------------------------------
فتحوا الباب بهدووء .. دخل هو الأول ودخلت هي وراه .. وبكل خفة يد فتحت علبة الفيري وصبت شوي منها حول السرير ..
وهو راح ولبس القناع اللي كان بوجه شايب و مليان تجاعيد وطالعة له انياب .. وكان شبيه نوعا ما بـ دراكولا.. لكن على أرعب ..
أخذ كشاف النور وحطه تحت لحيته وركز الضوء على وجهه .. فسطع النور على القناع وخلاه يبدو بشكل مرعب اكثر واكثر .. طفوا الأنور كلها .. قرب وجهه من وجهها لما صار يحس حتى بحرارة نفسها .. وبصوت واحد هو وإياها ... يساعدهم صوت الموسيقى المرعب اللي حاطينه على تسجيل الجوال .. عذووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووو وووو قوووووووووووووووووومي
قامت وهي مفزوعة من الصوت ومن الشكل .. / يممممممممممممممممممممممممممممممممممممممه
أسامة وهو يفتح الأباجورة/ هههههههههه هيه أنت ههههه ههههه هذا ههه هذا حنا ههههههههههاااااااي
---/ عمــــــــــــــــــــــــــى ى ى ى ى إن شاء الله أنت وإياها ... خير فيه أحد يصحي الناس بهالطريقة يا همـــــج
أسـامه::/ ههههههههااااي قسم بالله شكلك حفلة ... أخخ بس ليتني مصورك ههههههههاااي
عذا ::/ تضحك أنت ووجهك هاه؟!! زين انا اوريك يا وسخ
شالت اللحاف عنها وقامت بسرعة وتوها حاطة رجلها على الأرضية إلا وتزززززززلق على السيراميك ..!!
رفعت راسها تشوف اللي حولها ماعاد تدري وينها فيه ؟؟ خنقتها العبرة وحست انها منقهرة منهم .. ودها تعطي كل واحد كف محترم
ســارة وهي تصفق بيدينها::/ ياااااااااهوووووووووو الحمدلله يارب ضبطت الخطة .. ههههههااااااااااي ياحبي لك يا عذاي ان كانك رفعت معنوياتي ... الصراحة تستحقين الشكر لأنهم كلهم حطموني وقالوا لي ماراح تمشي عليها اللعبة لأنك كل مرة تسوينها ...
عذا وهي تصيح وتنادي امها / يمــــــه .. يمـــــــــه تعالي بسرعة تكفين
سمعت امهم الصوت وهي طالعة الدرج ورايحة لغرفتها خافت .. ورجولها ماعاد قامت تشيلها من الروعة .. خافت لايكون في عيالها شي.. وخصوصا ان عذا تعبانة راحت تركض لمصدر الصوت ..
ووصلت لغرفة عذا .. شافتها طايحة على الأرض ورجلها تحتها ..
واسامة قاعد على الكنبة وهو يضحك ..
وسارة واقفة على راس عذا وميتة من الضحك ...
أم عبدالله وهي شاكة في الموضوع ::/ خير ان شاء الله وش فيكم وش صاير ؟؟
عذا : يمه تعالي شوفي عيالك الحيوانات وش مسوين فيني ؟؟
مشت الأم متوجهه لأسامه عارفته هو راس الحية وهو اللي دايم يخطط .. بس اكيد مايجيب شي من عنده لازم لميــاء تساعده ..
سبحان الله هالأثنين مخلوقين من طينه وحده .. ياحبهم للمقالب واللعب على الناس .. وخصوصا هالمسيكينة عذا اللي دايم يستقوون عليها ويسوون لها مقالب ..
أسامة وهو واقف ومستعد انه ينحاش : يمه والله آآآآآسف وماعاد اعيدها .. وبعدين ترى لمياء هي اللي موصيتني خخخخ
ام عبدالله : والله إني عارفة أن لميوه لها يد في الموضوع ..
أسامة : ولا تنسين بعد ترى سارة هي اللي حاطه الفيري .. (( ويحاول يكتم ضحكته عن امه عشان ماتهاوشه ))
الأم : وفيري..؟؟ وش انتم مهببين الله يــ ـ ـ ـ استغفر الله بس .
عذا وهي تصيح وتحاول تقوم من مكانها ومو قادرة لأن رجلها تعورها : يمه لابس هذاك القناع المخيف ومطفي الأنوار وجاي حاط الكشاف على وجهه ومقرب لوجهي ويقومني من النوم .. وش رايك فيه..؟؟
التفت ام عبدالله تناظر أسامة بنظرة شزرة حادة وتنتظر منه يبرر الشي اللي سواه ..
أسامة : الجوهرة أرجوك الا هالنظرة الرومانسية تراها تصيب قلبي وأخخخ انا ما أقدر عليها ..
طيح نفسه عالكنب وهو يقول : آآآآآآآه يا قلباً تعنى من حبك يالمزيون ..
أم عبدالله تحاول تكتم ضحكتها على حركات هالولد اللي مهما يسوي بيضل هو روح البيت ..
التفت أم عبدالله على سارة اللي قاعدة عالسرير وسألتها: انت وش مسوية؟؟
سارة : ماسويت شي جديد يعني زي العادة حاطه فيري عند السرير ههههههههه ..
وهي تحط رجل على رجل وتشرح لأمها اللي قاعد يصير ../
وبعدين ترى المهم ان خطتنا نجحت يعني كان أسامة دوره انه يخوف عذوه .. وبعدين يستفزها .. وهي بتقوم تلحقه زي العادة .. وبتحط رجلها بكل دلاخة على الأرض لأنها بتنسى سالفة الفيري اليومية .. وبتزلق !! وبس
الأم : بس هالمرة اختكم تعبانة ومالكم حق
عذا وتسوي نفسها منصدمة : يمـــــه..!! يعني اذا صرت طيبة عادي يكسروني؟؟
التفتت ام عبدالله على عذا اللي كانت قامت وقعدت على الكنب .. وكان وجهها محتقن من الغضب وعيونها فيها شرر وودها بس تنقض على هالأثنين بس مو قادرة تتحرك من التعب .. /هههههه .. لا موقصدي .. ((وبنظرة حنونة لأبعد الحدود)) يمه تعورتي ؟؟
عذا / لا .. بس رجلي ماأقدر أضغط عليها ..!! ((والتفتت على أسامة))وبعدين تعال انت واياها وش تبي لمياء متفقة علي معكم .. انا اوريكم فيها الخاينة .
خذت جوالها وفتحته وعلى طول ضغطت رقم لمياء من دون ماتشوف الوقت ..
---/ ألوووو
عذا::/ لو سمحت لمياء !!
فهد / أول شي داقة متأخرة .. لا ولا تسلم وعلى طول (( يقلدها)) لو سمحت لمياء
عذا وصوتها متهدج من الصياح بسبب الألم وبسبب القهر وكل شي / معليش فهد آسفة السلام عليكم وكيف الحال وعطني لمياء بسرعة الله يخليك ..!!
فهد وهو بدأ يحس بالخوف : خير عذا وش فيكم؟؟ صاير لكم شي ..
عذا::/ لاوالله مافينا شي بس عطني لمياء ابيها ضروري ..!!
فهد ::/ زين لحظة شوي ..
مرت ثواني وعذا تحاول تسيطر على عمرها عشان تقدر تهاوش لمياء ..
أم عبدالله ::/ عذا ماانت بصاحية وش تبين فيهم داقة هالوقت ..؟تدرين الساعة كم
عذا: معليش يمه بس خليني ابرد حرتي ..
أم عبدالله : عارفة ان الساعة 11.30 أكيد العالم نايمة الحين وشكلك قومتي فهد مسكين من النوم ..
عذا: لا تخافين يمه صوته باين عليه انه ماكان نايم ..
سارة : الحمد لله والشكر صدق انك بزر ..
عذا وهي تصرخ على سارة : وش دخلـــــــك انت .. اسكتي بس لا أقوم عليك
أسامة وهو قايم بيطلع ضرب راسها بخفيف وقال : هيه انت لا ترفعين صوتك على ولية عهدي لاتشوفين شي ماشفتيه..
عذا : وأنت بعد حيواااااااااااااان ...
لمياء كانت على الخط وسمعتها وهي معصبة وصوتها مبين انها تصيح .. وعرفت ان المقلب ضبط .. قامت تضحك وقالت ابكمل عليها .. / هيه انت اخت عذا داقه علينا هالساعة وش تبين ؟؟ ماتدرين اني نايمة والا تستغبيييييييييين .!!
عذا / انت ؟؟!!
لمياء / لا هو .. !!! أكيد انا خير وش تبين ؟؟
عذا : انت اللي قايله لهم يسوون لي كذا ؟؟
لمياء : الحين متعنية وداقه علي عشان هالسبب بس .. الحمدلله والشكر .. اقول روحي باس نامي .. تصبحين على خير
وقفلت الخط بوجهها ..
عذا وهي خلاص معصبــــــــــــــــة حدها على هالحركات اللي يسوونها فيها .. قسم بالله ماييستحون .. ياربي وش بلاهم هالأخوان متسلطين علي .. لكن زين انا لكم والله لأاوريكم .. بتشوفون !!
طلعت امها من الغرفة وهي تدعي لهم بالهداية .. وسارة طلعت ورى أمها على طول وقعدت بالصالة اللي فوق وفتحت التلفزيون وقعدت عنده .. أما أسامة دخل غرفته عشان ينام ..
قامت عذا من على الكنب وراحت للحمام وغسلت .. قرصها الجوع فقرررت انها تطلع وتروح تصلح لها شي تأكله ..
طلعت من غرفتها وشافت سارة قاعدة .. ودها تسألها عن الدورية اليوم بس على بالها تكابر..
راحت للدرج ونادت الخدامة ..
عذا: ميري .. ميري
ميري : yes madame
عذا : تعالي نظفي أرضية غرفتي .. وطلعي لي معك شاندويتش وعصير ...
ميري : o.k one sec
راحت عذا للصالة وجلست بعيد شوي عن سارة .. ولاكلمتها ولا ناظرتها ولا حتى التفتت عليها .
طالعتها سارة وضاق صدرها عليها مهما يكون هي ماتحب تضيق صدر عذا لأنها تحبها وهي ماتستاهل اللي يسوونه فيها .. بس قالت في نفسها
((و هي بعد ماتقصر احيانا تسوي لنا اشياء ومقالب اكبر ... وأقص يدي إذا ماكانت تخطط على اسامة وتبي تسوي فيه شي ..))
قطع عليهم صوت امهم وهي تقول : ترى أبوكم وصل ويسلم عليكم ..
عذا وبنظرة تعجب :: ليه أبوي وين رايح ؟؟
سارة تستغل الفرصة عشان تجس نبضها تشوف هي زعلانة والا لا..: مسافر لـ جدة عنده شغل .. ولاتخافين تراني وصيته يجيب لي هدية معه لي ولك ..
ناظرتها عذا وحست بقصد سارة .. صدق هي رحمتها لكن الى متى كل مرة ترحمها وتسامحها .. بس ترجع سويرة الدوبى وتعيد نفس المقلب ... عشان كذا سفهتها ولا طالعتها ..
دق جوال عذا وكان (( تاج راسي يتصل بك)) بدت العبرة تخنقها لما شافت ان ابوها اللي داق عليها تذكرت اللي مسوينه اخوانها لو كان موجود كان هاوشهم ولقت أحد على الأقل يكفخهم معها .. صدق انه بيضحك عليها وعلى غبائها وماراح يعاقب سارة ..بس معليش في النهاية بيعصب عليهم ويهاوشهم علشانها .. رفعت الخط .. ومن قال لها :: ألووو .. عطته اللي عندها كله .. وهات ياصياح وتشكي ...} حساسة حد النخاع {



ضياءk.s.a 16-04-08 02:41 PM

كانت في غرفته .. منسدحة على السرير وماده رجولها وحاطتهم على بعض .. وماسكة روايتها وقاعدة تقراها بتركيز شديد .. توها مخلصة مرتبه له الغرفة .. وحاطت له مفرش جديد .. اليوم راحت للسوق واعجبها وتذكرت ان الغالي فراشه أكل الزمان عليه وشرب .. وهو الله يهديه مايهتم من هالناحية ..
طالعت ساعة الحائط ولقتها قريب الـ12..(( الحمدلله ان عمي مو موجود والا كان ماخلاه ينام بالبيت اليوم ،، بس الله يهديك وينك الى هالوقت يعني افرض ان عمي موجود وبالأخص انك ماتدري انه مسافر بالله ماتعرف همجيته؟؟آآآآآه بس الله يوصلك بالسلامة ..!! ))((إلا ورى ما أدق وأشوف وينه مو بالعادة يتأخر لهالوقت))
رفعت جوالها وبدت تدورعلى اسمه .....
------------------------------------------------------------------------------------------

وصل لسيارته البي أم السوداء .. كانت هدية له من عمه أول مادخل الجامعة ..(( هه زين طلع منه شي مفيد )) ..
طلع ريموته وفتح الباب وعلى طول رمى نفسه على المقعد .. على الله يقدر يتحمله بثقله وثقل همومه .. شغل السيارة واشتغل معها التكييف والمسجل مباشرة .. وطى على الصوت ورجع راسه وسنده على المقعد .. وغمض عيونه .. مر في باله خيال لذكريات قديمة .. منها الحلو وأكثرها المر .. فتح عيونه بشكل مفاجئ وهز راسه .. ((مو ناقص هموم انا علشان أقعد أتذكر هالذكريات اللي تخلي حتى الفرحان يهتم ،،وشلون المهوم خلقه )) ..(( آآآآآآآآآآآآآآآآآآآه بس لو كانوا موجودين ماكان هذا حالنا )) .. طالع الساعة وكانت حدود 11.45 ..(( يالله عساني الحق اوصل قبل لاتجي 12 ثم اضطر اني انام بالشارع ،، حشى والله ولا سندريلا الظاهر ان عمي كان من عشاق ديزني))...
ضحك على نفسه وشغل السيارة ومشى ....
دقايق الا ورن جواله ..(( ندى أيامي يتصل بك))
زياد: هلا والله بهالصوت ..!!
ندى : هلا بك ..!! انت وينك ؟؟
زياد : انت اللي وينك ؟؟ اليوم كله ماشفتك ؟؟
ندى : اليوم كنت رايحة السوق .. امممممممم وجبت لك مفاجئة بتعجبك حييل
زياد :: الله يستر منك والله ..!! وبعدين تعالي وشلون تروحين السوق وماتقولين لي ..
ندى : ما قلت لك ؟؟ أخ زياد أنا امس قايلة لك اني بروح اليوم العصر السوق مع لمياء وعطيتني الأوكية..
زياد ويحط يده وراء رقبته ::/ هاه .. إيه إيه صح نسيت ..
ندى :: ههههههههه والله أنك شي .. المهم وينك وش فيك تاخرت .؟؟
زياد :: مافيني شي يالله أنا بالطريق الحين ..
ندى : زين .. حط بالك على الطريق ولا تسرع تكفى ..
زياد : ابشري يالغالية ماطلبتي .. تامرين شي قبل لاأجي وتزعجيني زياد رح جب ..
ندى::ههههههه لا ابد سلامتك .. يالله مع السلامة
زياد :: مع السلامة
قفل الخط عن أخته وهو يبتسم (( على الأقل فيه أحد يحس بوجودي واني أتأخر ))
.. هي اللي باقي بهالدنيا من ريحة الغاليين .. يحبها أكثر من عمره .. ومستعد يسوي لها اي شي بس ما تحس بالحرمان،،، كان ومازال مايحب يشوف الدمعة بعيونها او يشوفها مقهورة من شي ... باختصار يخاف عليها وكأنها شي نادر وثمين .. }وهي كذلك بالفعل بالنسبة له{
شاف الجوال بيده وقرر أنه يتصل فيهم للمرة الألف اليوم .. وعساها ترد وتبرد قلبه ويتطمن عليها ...
اتصل عليهم بالبيت .. ورن رن رن رن ومااحد رفعها ..
لمّا بغى ييأس ويسكر .. سمع صوتها
غمض عيونه وهو يحس بشي جميل في داخله .. فعلا كانت هي الشئ اللي محتاجه عشان تطفى النار اللي في جوفه .. صوتها رد له الروح اللي كانت من دقايق معلقة بين السماء والأرض .. يكفي أنه يسمع نفسها عشان يعيش يومه وهو مبسوط (( أحبها حد الثمالة ))
بس لحظة .. تعكر صفوه .. وانقبض قلبه لما حس أن صوتها متغير بقوة وكانها فيها شي ..!!
زياد وبنبرة رعب مو خوف بس : ألو .. عذا!!
عذا:: هلا ...
زياد وبخوف أكبر : وش فيك ؟؟ ليش صوتك متغير؟؟
عذا وبإبتسامة:: وعليكم السلام .. !!
زياد وهو متفشل :: هههه السلام عليكم .. كيف الحال ؟؟
عذا :: بخير الله يسلمك .. أنت كيفك؟؟
زياد ::/ أنا بخير وما أشكي شي ... أنتي اللي كيفك اليوم ؟؟؟
عذا بحياء :: الحمدلله .. أحس نفسي أحسن بكثير..
زياد ::/ الحمدلله .. بس أحس ان صوتك متغير مادري هل هو زكام والا شي ثاني ؟؟؟
بلعت عذا ريقها وهي تشوف أمها تجلس جنبها ... ::/ لا من الزكام أكيد ؟؟
زياد ::/ طيب مارحتي للمستشفى ؟؟
عذا ::/ إلا رحت العصر انا وأمي ...
زياد وهو متضايق عليها (( ليتني كنت جنبك الحين )):: طيب وش عطوك علاج ؟؟
عذا::/ عطوني مضاد وحطوا لي مغذي..
زياد بسخرية ::مغذي .. ؟؟؟؟ الله يصلحك مادري متى بتهتمين بأكلك ؟؟
ابتسمت عذا بخجل وهي تطالع امها وتأشر لها انه زياد :: لا هم معطيني المغذي كذا بس مو علشان شي ...
زياد وهو شاك انها كانت تصيح :: طيب متأكدة ان صوتك من الزكام بس..!!
عذا وهي عارفة انه فاهمها اكثر من نفسها لكن مستحيل تقول له ؟؟؟ هي بالموت تقدر تكون له جملة من الحياء وشلون الحين تقص له قصة ... فـ على طول مدت السماعة لأمها وعيونها شوي وتدمع
ردت ام عبدالله :: مرحبا زياد ...
غمض زياد عيونه لما سمع صوت عمته ... مو وقتها الحين ماصدق ان عذا ترد عليه ::/ هلا عمة .. الحمدلله على سلامة عذا
ام عبدالله ::/ الله يسلمك ... بس وش قلت لها من شوي ... ؟؟ رمت السماعة وبدت دموعها تنزل
زياد بخوف ::/ ماقلت لها شي والله .. بس سألتها أذا كانت تصيح من شوي والا لا ..
ضحكت ام عبدالله ::/ هههههههههههههههه كأنك جالس معنا ... وش دراك انها تصيح ؟؟
زياد مبتسم ::/ مادري بس حسيت من صوتها ...
ام عبدالله ::/ ايه كانت تصيح بسبب أسامة وسارة لعبوا في حسبتها يا حياتي ....
زياد وعلامات الخوف بدت تبين عليه لما شد قبضته على المقود وتسارع نفسه ::: وشو ؟؟ وش اللي سواه فيها أسامة ؟؟
وبدت تسرد عليه الأحداث اللي صارت اليوم .. والموقف اللي حطها فيه أسامة وسارة باتفاق مع لمياء.. ووشلون يستغلون ضعفها ..
زياد :: ههههههههههههههههههههههه الله يقلع بليسهم مو طبيعين .. بس صدق ليتني شايفها..
ام عبدالله :: استح يا ولد ؟؟؟ أشوفك مبسوط على اللي سووه
زياد :: لا وش دعوى .. بس عسى ماتعورت ..
ام عبدالله بخبث :: الا انكسرت رجلها ...
زياد بجدية :: بالله عليك ..!! من جدك ؟؟
ام عبدالله:: ههههههههه لاأمزح
زياد يتنهد :: الله يقلع بليسك يا عمة والله خفت .. المهم يالله تصبحين على خير وسلمي لي عليها وعلى عمي ابو عبدالله وههههههه اشكري لي اسامة على اللي سواه ..
ام عبدالله :: قل والله ..!! صدق تبيني أشكر لك أسامة ؟؟
زياد ::/ لالا امزح لا تخربين مستقبلي الله يهديك .. ويالله تصبحين على خير .. واحلام سعيدة
ام عبدالله ::/ وانت من اهله .
سكر منها زياد وهو مرتاح نفسيا لأنه تطمن عليها وسمع الموقف اللي انحطت فيه اليوم وتوعد لأسامة في قلبه أنه يردها له زي ماتجرأ وسواها لعذا ...
------------------------------------------------------------------------------------------------------
وصل البيت .. حط سيارته بالمواقف الخلفية اللي جنب البيت .. ودخل مع البوابة الرئيسية وكانت بعيدة شوي عن الملحق اللي هو ساكن فيه (( الله يآخذ الشيطان نسيت مفاتيح الباب الخلفي والحين ابضرب مشوار لهناك ))
أول مادخل البيت تبعته نسمة هواء عليله حركت شعره .. وتحرك معها شجر التوت وأشجار الزينة اللي في حديقة البيت .. حس بقشعريرة في جسمه .. صوت حفيف الشجر مع الظلام يخوف أحيانا .. ويخلق في النفس شعور بالرهبة ..
لف على الباب وسكره .. ومشى متوجه لملحقه .. وسريره اللي تعود عليهم من يوم كان عمره 14 سنة ..
حس بظل أحد موجود عند الشباك ومن دون ما يرفع راسه قدر يعرف من هالشخص .. خصوصا ان غرفتها على المدخل الرئيسي للبيت .. وتعتبر أكبرغرفة ..
ماحب يرفع راسه أو يهتم فــ مشى وتركها ..
وصل للمكان المقصود .. وشاف الانوار مفتوحة ... ابتسم بكل رحابة وحبور (( ههه أكيد ندى لما الحين مانامت مع أن بكره عندها دوام .. والله لو انها زوجتي ماسوت كل هذا ،، الله يخليها لي ولا يحرمني منها ،، ))
وصل للباب فتحه ودخل .. ولقاها على وضعيتها اليومية .. متمددة على السرير ومعها روايتها ..
بس لحظة في شي متغير بالغرفة .. وشو ؟؟
ندى :: هلا والله بزينة الرجال كلهم ..
زياد وعلى باله يتدلع :: هلا بك يالمملوحة ..!!
قرب منها وباسها على راسها ورفعه له .. وبحنان أبوي :: وش عندك لما الحين سهرانة ؟؟
ندى والدمعة حايرة في عينها من حنان اخوها ..: انتظرك .. إذا مانتظرتك انت من انتظر ..؟؟
حط يده على كتوفها وحاول يغير الجوقال :: وش المفاجئة ؟؟ بسرعة لأني انسان ملقوف ولا اقدر انتظر ..
ندى :: يعني مالاحظت شي على الغرفة ..؟؟
زياد :: امممممممممممم الا احس ان فيه شي متغير .. بس ماادري إيش؟؟
ندى :: كل هذا وبس تحس ..الله يسامحك !!المهم ياعزيزي غيرت لك مفرشك الخايس.. اللي حتى الجمعية الخيرية استحي اعطيهم اياه .. وتصدق حسافة بعد على الزبالة ..
زياد وهو توه انتبه :: ههههههههه حرام عليك ندوش والله أحرجتيني .. بس صدق انت ذوق .. المفرش شكله رائع... ولو انه مبين انه ذوق بناتي بس معليش كل شي منك حلو ياحلو ..
}كان مفرش اورنجي وعليه خطوط عرضية متعرجة وعريضة بالأحمر الناري .. وورد باللون الفوشي الغامق .. {
ندى وبرطمت :: تراك فشلتني .. !!
زياد :: أفاا ماعاش اللي يفشلك ..!1
ندى بمرح :: إلا عاش وفشلني والله يطول بعمري وعمره واشوف عياله ..!!
زياد :: ههههههههه وش عندك قلبت عمتي فجأة .. آمين يابنت الحلال وأشوف عيالك بعد ..
ندى وهي مستحية من كلام اخوها الكبير :: يالله عاد انابروح انام .. تصبح على خير ..
زياد :: وانت من اهله ..
ندى وبنغزة :: تغطى زين لاتبرد وتتسخن مثلهم ..
زياد ::هههههههههه ... إن شاء الله بنتغطى زين ..
طلعت ندى من عند أخوها اللي مالي عليها حياتها .. تهتم فيه وتناظر أموره وما تخلي شي ما تسويه له.. هم الاثنين مالهم إلا بعض..
طفى زياد النور ورمى نفسه على السرير حتى من دون ما يبدل ملابسه .. نام وهو مرتاح سمع صوتها وتطمن عليها .. وشاف أخته بخير.. وخلاص هذا اللي يبيه من الدنيا ...
-----------------------------------------------------------------------------------------------------

:
/
\
:
طلعت شمس الصبح من دون خجل او استئذان ...و بكل حب وعطاء نشرت أشعتها على أرجاء المعمورة .. سطع نورها وضيائها على بساط السماء .. لكن بكل أسف أفقدوا هالبساط حلته البهية اللي كان مزدان فيها قبل دقائق ...
السمــاء أمس كانت مُزيَنّة بالنجوم الألماسية البراقة ... وهالة القمر تخلق في النفس طمأنينة وهدوء ... {مُسامر العشاق والمناجين }... لكن بمجرد دخول ساعات الصبح ... كل شي اختفى ...!!! والسبب ::/
.... جبروت الشمس ....
تسلل نورها الذهبي بجرأة المحاربين وتبعثر في أرجاء قصرهم الفاره .. انعكس النور على المرايا ،، والتحف الزجاجية الغالية اللي كانت منتشرة في كل ركن وزاوية ... تكونت ألوان الطيف وسطعت بحلاوة على الأسقف وبينت النحوت الإغريقية المذهبة ... واتجهت للجدران والسواري اللي غص فيها البيت ...
المنظر كان رائع حد الجنون .. والبيت كان تحفة فنية ومصدر إلهام للرسامين ...
وهي كـــانت { وبنعومة متناهية } تنزل مع الدرج وخطواتها قريبة من بعض ...... موطية راسها وكأن عيونها السوداء الواسعة { واللي تبين بياض بشرتها الطفولي } تعد الباقي من الدرجات ... شعرها الكستنائي الشديد النعومة مسدول على كتوفها ومربوط بإهمال ...... وخصلة منه طايحة على عينها .. رفعت يدها الغضة عشان تبعد هالخصلة وفجأة ... سمعت صوت أخوها يمشي جنبها ...
مصعب ::/ ارفع راسك أنت سعودي غيرك ينقص وانت تزودي ...
سحر وبابتسامة خوف ونظرة حب ::/ الحين هذا صباح الخير عندك ..؟؟
مصعب::/ لا وش دعوى ... احلى صباح لأحلى سحر ...
سحر ::/ مشكوووور و صباح النور ..
رجعت تنزل راسها وتمشي ...
استغرب مصعب هدوء أخته الوحيدة الغير معتاد...(( هي صدق هادية لكن مو لدرجة أنها ماتعبرني بالسوالف .. لا ،، و راحت خلتني وما علقت ... ولا قالت ** تسابقني** ))
مصعب يناديها::/ سحر ..!!
وقفت سحر والتفتت عليه بتشوف وش عنده .. من صحت الصبح اليوم وهي متضايقة ::/ نعم ..!!
مصعب وهو يتقدم لها ::/ وش فيك حبيبتي ..؟؟
سحر وهي ودها تنزل دموعها عساها تخفف عليها شوي ::/ مافيني شي ..بس علي اختبار اليوم .. ووووووو .. عندي موعد في المستشفى ..
ماقدرت تتحمل عند هالكلمة ونزلت دموعها غصب عنها .. تحس انها بعد كل موعد ماراح ترجع لبيتهم ،،،
و كل ماذكرت هالشي لازم تخونها دمعتها...هي كل 6 شهور عندها موعد في مستشفى حكومي وكل 3 شهور عندها موعد عند دكتور خاص .. وكلهم يراقبون حالتها ...مع ان حالتها مستقرة و اللي فيها مو صعب لهذيك الدرجة ،،، لكن هذا كله بسبب اهتمام ابوها واخوها مشاري ...
مصعب وهو يمد يده ويمسح دموعها ::/ يالله عاد اللي يسمعك يقول اليوم بيعدمونك ...
سحر ::/ والله يا مصعب كأنه اعدام .. احس اني ماراح ارجع للبيت اليوم ..
مصعب وهو بدى يتضايق من كلامها ::/ سحر الله يخليك بلا هالتشاؤم اللي يضيق الصدر .. لاتخليني اتهور واتبرع لك ...
سحر بشبح ابتسامة::/ بسم الله عليك ،،، عدوينك ان شاء الله ..
مصعب ::/ لالالالا ،، لاتدعين على عدويني .. أخاف يصير لك شي اليوم ..
سحر وهي تضربه بخفة على كتفه وتبتسم ::/ اسكت الله يخليك ...
مشاري كان واقف على بداية الدرج ،، كان منتبه لسحر من طلعت من غرفتها وهي تصيح ... شافها وهي تمسح دموعها وتحاول تثبت نفسها عشان ماتنكشف ... ماحب يضايقها ويطلع عليها ويبين لها انه شاف كل شي .. وفضل انه ينتظرها لما تنزل وبعد كذا ينزل هو ...
هو بطبيعته ما يتحمل شي يصير لها ... كان يحس انها بنته مو اخته وبس .. مع ان الفرق بينهم مو كبير بس احساسه بالرحمة ناحيتها وضعفها اللي تعيش فيه خلاه يعتبرها زي بنته ... يخاف عليها من كل شي .. ويكره الدنيا اللي فيها أحد يزعلها ...
مشاري وهو ينزل مع الدرج بكل هيبة ورجولة ::/ الحين سحر من عدوينك ،،، صدق ماعندك ذوق ...{ وصل لمستواهم وقرب منها } صباح القشطة ياعسل ...
مصعب وهويلتفت بسرعة::/ ايه الله يذكرك الشهادة نسينا الفطور ..
سحر تضحك ::/ بس هذا همك ؟؟ بطنك ..؟؟ ياأخي صبح على أخوك قبل وعقب فكر بالفطور ...
مصعب وهو نازل :::/ صبحه بالخير ابو ابراهيم .. وعجلوا نفطر ..
نزلوا كلهم واتجهوا لغرفة الطعام .. أول مادخلوا شافوا واحد جالس على الكنبة وحاط رجل على رجل ومغطي وجهه بالجريدة ... كلهم ناظروه باستغراب ؟؟؟
مصعب وهو يقلب نظره بين مشاري وسحر والرجال ::/ السلام عليكم ابو الشباب ..!!
نزل الرجال الجريدة وبانت ملامح الشيخوخة على وجهه ..
سحر::// يبـــــــــــــــــــــــــه..!!
ابو مشاري ::/ هلا والله .. وعليكم السلام ..
سحر راحت تركض لأبوها ورمت نفسها في حضنه .. هو اللي كانت محتاجته اليوم والحمدلله ماخذلها وقدر انه يرجع علشان موعدها ... دائما تحب ابوها يكون جنبها عشان تستمد منه القوة .. صدق ماتستغني عن أمها أولا ثم مشاري ومصعب بس أبوها غير...
ابو مشاري وهو يطوق يديه حول سحر ويبوسها على راسها::/ كيف صباحك ؟؟
سحر ::/ حلو من شفتك ..
مصعب ::/ هيه أنتِ عيب عليك هذا كبرك وتسوين هالحركات ؟؟ ماتستحين ؟؟
ابو مشاري يبتسم::/ خلها تتدلع زي ماتبي ماعليك منها ... الا ان كنت تغار فهذا شي ثاني ..
مصعب ::// نعم ..!! أنا أغار منها .. متى ؟؟
مشاري ::/ الحمدلله على السلامة يبه ... بس متى جيت ؟؟
ابو مشاري وهو يبعد سحر عنه ::/ الله يسلمك يابوي .. تو اني واصل عاد قلت اجلس واشوفكم قبل لاتروحون وعقب اطلع استريح ... {التفت على سحر اللي منزلة راسها بألم ...} وبكل حنان:/ اليوم موعدك الساعة 1.30 جهزي نفسك انا اللي بوديك .. طيب ..
سحر ::/ لا لاتكلف على عمرك يبه .. انت اليوم رجعتك وتراك تعبان .. خلني اروح مع امي والسواق ..
مشاري ::/خلاص يبه خلها وانا اوديها ..
ابومشاري::// لالا،، انا اللي بوديها،،، اليوم ماراح أداوم وابرتاح لحد الموعد ...
مشاري وسحر ::/ على راحتك ..
دخلت ام مشاري عليهم بهيبتها ووقاراها ::/ صباح الخير ،، هاه قمتوا ؟؟
مصعب ::/ يعني انت وش تشوفين ؟؟
ام مشاري وهي تبتسم وتسايره :/ اشوف انكم قايمين
مصعب باستهبال ::/ خلاص اجل مابعد قمنا ..
سحر بسخرية ::/ هاهاها ياخف دمك والله
أم مشاري ::/ يالله الفطور جاهز .. بتفطر معنا ابراهيم ؟؟
ابو مشاري ::/ لا افطروا انتم بالعافية أنا ابروح ارتاح ...
وخذ شنطته وتوجه للدرج طالع لغرفته ...........!!
مشى مصعب لطاولة الطعام ::/ يالله نفطر،،، أنا من قال مشاري قشطة وعسل وانا مشتهي معلبات ...
راحوا كلهم لطاولة الطعام وافطرو بهدوء وسكينة ،، كانت تدور بينهم حوارات جانبية مالها هدف معين ولا تخص شئ معين ... كانت فقط ملئ فراغ
خلصوا ،، وكل واحد توجه لدوامه ..
طلعت سحر من بوابة الفلة للساحة الخارجية للبيت ومعها الخدامة متوجهين للسيارة عشان ينطلقون للمدرسة ... وكانت أمنيتها هذاك الوقت انها تقابله وهو طالع ،،، حتى لو تلمح خياله بس ..هذا يكفيها !!!
--------------------------------------------------------------------------------------------------
وقتها كانت ندى جالسة على الكرسي المقابل لطاولة الكومبيوتر ومعها كتابها تذاكر فيه
وتنتظر زياد يخلص من فطوره عشان يطلعون .. بس هو كان يغايضها ويتمطط في شرب الحليب ..
ندى ::/ زياد لاتصير سخيف ادري انك تستهبل .. يالله بسرعة تكفى .. تاخرنا متى بتوصلني ويمديك تروح لجامعتك .. والا ترى أروح مع السواق !!{ كان زياد هو اللي يودي ندى للمدرسة ويجيبها وهو كذا مرتاح نفسيا .. وما لأحد فضل على أخته ،،،لكن إذا حدته الظروف واضطر انه يوديها السواق ،، رضخ للأمر الواقع ،، وطالما انه قادر فهو بيوديها ويجيبها ويخلص مشاويرها وبصدر رحب}
زياد وهو يرشف الحليب::/ زين زين .. لا تصيرين حنانة كذا اصبري شوي ..
دق جوال زياد وكان عبدالعزيز هو اللي متصل ::/ هلا والله ابو سعود ..
عبدالعزيز::/ هلا بك ابو سلطان .. صباح الخير ..
زياد::/صباح النور ..آمرني ... وش عندك داق على الصبح ..؟؟
عبدالعزيز وهو مستحي :/ ابد سلامتك .. بس كنت ابغاك تمرني .. اكتشفت أن سيارتي تعطلت تو..
زياد :/ انت وينك بالبيت ؟؟
عبدالعزيز :/ الله الله .. في البيت ..!! بتمرني الحين !!
طالع زياد الساعة وشافها سبع .. مايمديه يودي ندى وبعدين يرجع لعبدالعزيز وياخذه ويروحون .. قرر انه يمر عليه الحين وهو طالع .. (( بس وندى!! ماعليه عبدالعزيز زي أخوها ..!!)){يقنع نفسه}
زياد ::/ ايه يالله ابمرك الحين ..!! انتظرني عند الباب ياويلك اذا جيت ومالقيتك ترى ابروح واخليك
عبدالعزيز ::/ هههههههه ،، ياشين الحاجة لك وانا اخوك ما انت بمنان ابد..
زياد ::/ تحمل اللي جاك .. ويالله عاد ضف فيـــ ـ ـ ـ.
سكر عبدالعزيز عنه الخط بسرعة قبل لايكمل زياد كلامه و من دون مايقول له مع السلامة علشان يقهره ..
زياد ::/ عمىىى سكرها بوجهي
ندى ::/هههههههه احسن تستاهل .. والا تسمي هذا اسلوب اللي تكلمه فيه ؟؟
زياد ::/ على قولتك .. المهم يالله مشينا ..
طلعوا زياد وندى بحركة سريعة .. و أول ما جت تركب ندى قدام ...
وقفها زياد ::// لالا اركبي وراء .. بيجي معي عبدالعزيز ..!!
ندى وهي مصدومة ::/ لاعااااد ..!! وش له تاخذه معك وانت بتوديني ..؟؟ مر عليه بعد ماتوصلني..!!
زياد ::/ لا كذا بنتاخر .. وبعدين عادي يابنت الحلال..اعتبريه أنا
ندى بزعل ::/ اجل خلاص ابروح مع السواق وبآخذ معي الشغالة لأن سحر اكيد راحت ..!!
زياد بصرامة ::/ لا .. اركبي واذكري الله ..
أذعنت ندى لأمر أخوها لأنه لا مفر منه قال لا يعني لا وركبت وهي مستحية حد الموت.. وشلون بتركب معه .. أول ماوصلوا لبيت عبدالعزيز .. كان واقف عند الباب ينتظرهم يجون .. تقدم من السيارة وفتحها وركب ..
عبدالعزيز :/ السلام عليكم ..
زياد :/ وعليكم السلام .. ماشاء الله وش هالأدب واقف تنتظرني؟؟
عبدالعزيز :/ وش اسوي خفت أأخركم عن الدوام ..!! وعشان تدري اني إنسان مطيع واسمع الكلام .. http://www.alamuae.com/vb/images/smilies/smile.gif
زياد يتمصخر ::/ في هذي صدقت ماشاء الله عليك
بعد هالكلمتين ،،، عم الهدوء السيارة .. والكل كان ساكت... يمكن لأنه مافيه موضوع أو شي مشترك ممكن يتكلمون فيه ،، وزياد احتراما لوجود أخته فضل أنهم يسكتون
عند ندى الجو متوتر جدا .. مستحية لأبعد الحدود .. وخصوصا انه راكب قدامها .. ((ياربي ليه ماركبت مع الباب الثاني ،، حبكت إلا هالباب ،، أصلا انا غبية مافكرت انه راح يجي من هنا ،، يااااااااارب متى نوصل لهالمدرسة اللي طريقها ابعد اليوم ))
وصلوا للمدرسة اخيرا .. ونزلت ندى وهي تدعي ربها انها ماتتخرطف في الطريق وتطيح وبعدين تكمل فشيلتها
وبعدها حرك زياد سيارته لما تأكد ان اخته دخلت المدرسة بأمان وتوجه لجامعته هو ورفيق دربه ....
----------------------------------------------------------------------------------------------------

>>>>>>>>>>>>> ويبقى للحديث بقية

سعوديه وكلي عز 16-04-08 04:42 PM

ضياء الف الف شكر على نقل هالقصه الرووووووعه

من اروع القصص ,,اللي كنت اتاابعها

ننتظر البقيه

دمتي بود

سعوديه وكلي عز

ارادة الحياة 17-04-08 08:39 AM

السلام عليكم ضياء
اختيارك جدا حلوة والقصة تستحق النقل

شوفي حياتي ضياء اني لو متابعة القصة وي الكاتبة كان انطيت رئي باخت زياد احسها هي اساس الي صار العذا وزياد وبنت عمهم
هي شجعت بنت عمها على حب زياد ومفهمتها وهي مثل اختها انو زياد مرتبط عاطفيا وي عذا هذا رئي

وعذا موقفها هواي متصلب المفروض اتلين شوي بس يمكن لان جرحها عميق مكدرت اسامح

اكو سوأل دائما اسأل شلون بيت عم زياد قبلو يزوجون بنتهم وهي مصابة بالقلب والنتيجة الحتمية لمرضى القلب بعد الوالدة هي الموت لان القلب ميتحمل هاي الالام

مشكورة ضياء واريدج دائما منورة هذا القسم
تحياتي عزيزتي

ضياءk.s.a 19-04-08 01:12 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سعوديه وكلي عز (المشاركة 1343123)
ضياء الف الف شكر على نقل هالقصه الرووووووعه

من اروع القصص ,,اللي كنت اتاابعها

ننتظر البقيه

دمتي بود

سعوديه وكلي عز


يا هلا والله وغلا

لا شكر على واجب حبيبتي ...
القصة رائعة جدا وودي والله الكل يقراها

ضياءk.s.a 19-04-08 01:14 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ارادة الحياة (المشاركة 1344550)
السلام عليكم ضياء
اختيارك جدا حلوة والقصة تستحق النقل

شوفي حياتي ضياء اني لو متابعة القصة وي الكاتبة كان انطيت رئي باخت زياد احسها هي اساس الي صار العذا وزياد وبنت عمهم
هي شجعت بنت عمها على حب زياد ومفهمتها وهي مثل اختها انو زياد مرتبط عاطفيا وي عذا هذا رئي

وعذا موقفها هواي متصلب المفروض اتلين شوي بس يمكن لان جرحها عميق مكدرت اسامح

اكو سوأل دائما اسأل شلون بيت عم زياد قبلو يزوجون بنتهم وهي مصابة بالقلب والنتيجة الحتمية لمرضى القلب بعد الوالدة هي الموت لان القلب ميتحمل هاي الالام

مشكورة ضياء واريدج دائما منورة هذا القسم
تحياتي عزيزتي


هلا والله

حيا الله مشرفتنا الحلوة


ابلة ارادة شكلك ما قريتي القصة من قبل ؟؟؟؟؟؟؟

لعيونك الجزء الجاي اهدااااء.........

ضياءk.s.a 19-04-08 01:17 PM

اهدااء
 
تـــــــــــابع الجزء الاول
\
\
/
أم عبدالله : أســــــــــــــامة ..!! قم والا ترى والله لأقومك بطريقتي ..
أسامة ومغمض عيونه ::/ يمه تكفين 5 دقايق وأقوم شوي بس ..
أم عبدالله :: يعني بتنفعك هلـ 5 دقايق
أسامة :: ...........} غط في النوم{
أم عبدالله وهي راحمته : زين 5 دقايق وراجعت لك .. ويا ويلك لو ماقمت
طلعت أم عبدالله من غرفة أسامة وهي طفشانة من الساعة 6 وهي تصحي فيه ومو راضي يقوم .. هذا هو طبع أسامة نومه ثقيل ومايصحى بسهولة .. وشلون عاد لو كان توه جاي من صلاة الفجر ونايم مرة ثانية .. يعني هو بالعادة اذا طلع من الصلاة مايرجع ينام لأنه عارف نفسه صعب يقوم للدوام .. لكن هالمرة أبوه مو موجود علشان كذا لما رجع مالقى أحد يقعد معه ويتقهوى معه زي كل يوم ويسولفون فاضطر أنه ينام ...
سارة كانت توها طالعة من دورة المياه متغسلة وخالصة بس باقي لها تلبس المريول وتجهز .. شافت أمها بالطريق وهي رايحة للغرفه تتجهز وكانت تتحرطم وتتوعد .. وعرفت أن اسامةهو صلب الموضوع اللي أمها متنرفزة بسببه... حبت تلطف الجو عليها وتوسع صدرها..
راحت لها وحضنتها من ورى وحبتها على راسها ..
سارة : صباح الخير ياأحلى قمر يمشي على الأرض لا وفي الصبح بعد ..
أم عبدالله وهي تبتسم : صباح النور للدلوعين .. قمتي حبيبتي ؟؟
سارة وهي تريح راسها على كتف أمها:: لانايمة.. مالي نفس أصحى .. ودي انام شوي ..
ام عبدالله وبدت تضحك ::ههههههههه يمه منك ماصارت كلمة وقلناها غلط ..
طلعت عليهم عذا وكانت لا بسة ومتجهزة .. ومعها أغراضها بس باقي تفطر وتروح للمدرسة .. كانت تمشي بعرج خفيف الظاهر أثرت عليها الطيحة اللي امس .. لكن مو مبينه بقوة ..
عذا بابتسامة طفولية :: صباح الخير ..
سارة وهي تطالعها وهي تمشي :: صباح النور ..!! عذا وش فيك ؟؟
أم عبدالله بخوف :: صباح الخيرات ..!! وش فيها رجلك حبيبتي ؟؟
عذا وتناظر سارة بنظرة شزرة ::/ يعني ماتدرون وش فيني .. إيه أصلا أنا ماطحت أمس ولا أحد سخيف خوفني والثاني حط لي فيري ..
ام عبدالله :: ههههههههههه للحين بقلبك ..!! يابعدهم
عذا وهي دقيقة وتصيح بس على بالها تنكت ::: لاهي مو في قلبي بسم الله عليه هي في رجلي مع اني ماأستبعد على هالوحوش شي.. يعني هم يستانسون وانا اللي ابتلش ..!!!
ســــــارة وهي حاسة بالذنب :: هذا كله بسبب الطيحة اللي أمس ؟؟
عذا ::.....................(( ماردت يقال أنها زعلانة ))
سارة حست انهم صدق زودوها حبتين هالمرة لأن حتى على خد عذا كان مبين ضربة زرقاء خفيفة شوي بسبب طيحتها على حافة الكرسي اللي كان بجنب السرير ... (( قسم بالله أننا سخيفين ))
أم عبدالله وهي تنزل الدرج ::: صحوا اسامة تكفون لحد ما اجهز لكم الفطور .. وبسرعة لا تتأخرون ..!!
سارة + عذا :: إن شاء الله
التفت سارة على عذا :: بتقومينه والا اقومه أنا ..؟؟
عذا وهي تناظر سارة اللي لسا ما جهزت :: لا خلاص روحي البسي وانا ابصحيه ..!!
راحت سارة لغرفتها .. وعذا لفت على غرفة اسامة علشان تقومه ويمديهم يطلعون قبل الزحمة .. أول مادخلت الغرفة لقتها باردة لدرجة الجمود (( بعذرك ياأسامة ماتبي تقوم )) .. وكانت الغرفة ظلام وكأنها غاطة في سواد الليل .. والستارة مازالت مسدوله على الشباك بلونها الأسود القاتم وأطرافها الذهبية .عشان كذا ما تجرأ ضوء الشمس يدخل ويخرب نومه. {هذا هو أسامة دائما يعيش في جو ليل دائم مع براد على مدار السنة} ...تذكرت عذا الموقف اللي سواه أمس فيها هو وساره فحبت إنها تسويله مقلب... وقالت في نفسها (هذا وقت سخرية القدر)..جابت كاس مويه ..ناوية تكبه عليه وتروعه فلما فتحت النور .. تفاجئت به جالس على السرير ويحك شعره .. باين عليه توه قايم رفع عينه وشافها قدامه ..:: /كم الساعة ..؟؟
التفتت عنه بتطلع(وتقول في نفسها أخ يالقهر بس ولا يهمك مردوده) ومن دون نفس قالت ::/ 6.30 .. وبسرعة عن لا نتاخر ..!!
مشت عنه وطلعت وراحت تجلس بالصالة .. توها قاعدة عالكنبة الا ويدق التليفون .. خافت (( الله يستر من اللي بيدق هالوقت ))
راحت ترفع السماعة ويدها على قلبها ::// ألوووو
جاها صوته من بعيــد ::/ هلاااااا والله بعذاي ..!! هلا بالغلا كله .. كيفك وش مسوية ..؟
عذا بعد ماتعرفت على الصوت ردت وهي تعلي صوتها ::// هلا والله بعبود .. بخير الحمدلله انت وشلونك يااخوي وش اخبارك ..
عبدالله ::// مشتااااااااااااااااااااااااااااااق لكــم مووووووووووووووووت
عذا وبدت تدمع عينها ..// وحنا اكثر يالغالي – وبدى يتهدج صوتها وكأنها بتصيح –
عبدالله ::/ عذا الى الحين وانت على هالطبع دمعتك عند الباب .. تكفين لا تضيقين صدري .. تراني خلقه ولهان عليكم لاتزيديني ..
عذا وهي تمسح دموعها عشان ماتضيق صدر اخوها ::/ طيب آسفين للغالين ..
عبداالله ::/ ايه خلك كذا مطيعة .. أمي وينها ؟؟ودي اسلم عليها..!!
عذا :: طيب لحظة شوي ..!!
مشت عذا بخطوات سريعة تنادي أمها من عند الدرج .. قابلها أسامة طالع من الغرفة ولا حظ عرجها الخفيف ودموعها اللي تنزل .. خاف عليها توه بيلحقها الا وسمعها تنادي أمه للتليفون ..
أسامة::/ من على التليفون ؟؟
عذا باقتضاب../ عبدالله ..!!
وكانت هذي سارة توها طالعة من الغرفة بعد ماسمعت اسم عبدالله .. راحت تركض للتليفون .. ورفعت السماعة
سارة وبهجوم ضاري ::/ ياااااقليييييييييل الأدب ياعبيد ..!! ليه من زمان ماكلمتني .. ومن زمان ماسمعت صوتك .
عبدالله وبقهقه // ههههههههههههههههه هلا والله بدلع البيت ..هلا بسوسو روح عبيد .. والله اني مشتاق لك ياللي متبري منك لسانك ..
سارة وبدت تصيح ..// عبدالله وش ذا ..!! والله اشتقنا لك بالحييل..!! الحين بتكمل سنتين وماشفناك ..
جت امها في هالوقت واخذت منها السماعة .. وهي تلهث ::// هلا عبدالله .. هلا حبيبي ..!! وشلونك يمه طيب ؟؟
عبدالله تنهد وحس بالحنين لبيتهم ولأخوانه وأمه وأبوه ::/ بخير يمه انا بخير أنتم وشلونكم وش اخباركم ؟؟ ولمو كيف حالها وش مسويه مع ولدها وفهد ؟؟
أم عبدالله وهي تبعد عنها اسامة اللي يحاول يآخذ منها السماعة ::// بخير يمه كلنا طيبين ومو ناقصنا الا انت ..!! أبعد ياأسامة شوي خلني أحاكيه ..
أسامة بعد ماقدر ياخذ السماعة من امه ::/ يمه شوي بس .. هلااااااااااااااااااااااا بأبو محمد .. هلا بالطيب اخو الطيب ..
عبدالله وهو مشتاق لأخوه الوحيد ::// هلا بك ابو زيد .. وبعدين انا ولد الطيبين مو اخو الطيب لحاله ..!!
أسامة ::/ يابن الحلال لا تدقق .. وبعدين وش تبي داق على هالصبح الحين وش بيسكت هالمناحة اللي عندي..
عبدالله ::/ ههههههههههههههههه وش اسوي قلت مافيه الا هالوقت القاكم كلكم مجتمعين ..
المهم يوم سمعت اخباركم مااطول عليكم وانتم وراكم مدارس سلم عليهم ... وادعوا لي
اسامة وبصوت كله حنان ::/ مع السلامة الغالي .. وانتبه لعمرك .. والله الله بالصلاة واحفظ نفسك وانا اخوك ..
عبدالله بحب ::/ شكلك انت الكبير وانا ماادري ..
اسامة بمرح::/ لا لأن أمي دائما تقولها لك وهي الحين نزلت فقلت اكيد انك ماراح تتاكد انك داق على أهلك إلا إذا قلنا لك هالكلمة ..
عبدالله ::/ ههههههههه زين الله يعافيك الحين تأكدت .. يالله تامر بشئ ..
اسامة ::/ ايه ان لقيت لي وحدة مزيونة ارسلها لي بالفيدكس
عبدالله ::/ وين النصايح ؟؟
اسامة ::/ هههههههه طارت في مهب الريح ..المهم مانبي الا سلامتك .. وترجع لنا بالسلامة ..و يالله في امان الله
عبدالله /الله يسلمك .. مع السلامة ... والله الله في أخواتك واهلك ..!!
سكر اسامة التليفون .. وحس بغصة في صدره .. هذا عبدالله اخوه الكبير اللي هو و اياه مثل الروح في جسدين ... يعتبره اخوه وصديقه وكل شي بحياته .. الحين له سنتين ماشافه .. والسبب دراسته اللي مايقدر يقطعها ووده يخلصها بدري ويرتاح .. (( الله يوفقك ياعبدالله ويرجعك لنا بالسلامة لأني والله مشتتاااااق لك ))،،، التفت على الجالسين لقى مافيه الا عذا وسارة .. وكانوا مايناظرون بعض .. شاف امه وميري طالعين الدرج ومعهم فطور .. التفت عليهم
أسامة ::/ بسرعة على ماألبس تصيرون خلصتوا فطور ونطلع لأننا تأخرنا ..
سارة وهي تطالع عذا ثم طالعت أسامة ::/ زين .. بس انت استعجل ..
طالع اسامة عذا وشافها ماتناظرهم (( الظاهر انها لما الحين زعلانة )) ،،،
أسامة وهو رايح لغرفته ويرفع صوته ::/ ترى اليوم عندي حصص تقوية يمكن ماارجع الا الساعة 3 عشان كذا يمه انت روحي جيبي اخواتي .. وعقب ارسلي لي السواق ..
ام عبدالله :: / زين خلاص .. }والتفتت على بناتها} متى تطلعون ..؟؟
عذا :/ انا أخلص وحدة ونص .. اليوم عندنا نشاط ..
سارة ::/ أنا اخلص 12.30 بس خلاص لاتمريني يمه ابرجع مع لميس بنت عمي ..
ام عبدالله ::/ زين وفرتي علي المشاوير..
بدو بالفطور لحد ما طلع لهم أسامة ومعه كتبه واغراضه ::// يالله نمشي ..
سارة وهي قايمة بتطلع ::/يالله ..
قامت عذا من دون ماتقول ولا كلمة .. خذت اغراضها وأسامة يراقبها .. وراحت بتنزل مع الدرج .. وقفت شوي حست انها ماراح تقدر تنزل ورجلها تعورها والشنطة ثقيلة تخاف تطيح .. التفتت وشافت اسامة يبتسم .. وانقهرت ..
عذا بصوت عالي وهي مقهورة ::/ ميـــــــــــــري
مشى لها أسامة ووقف قريب من وراها .. // هاتي الشنطة اشيلها عنك ..
عذا::/ لا مشكور مااحد طلب منك خدمة ..
اسامة ::/تراي عرضت خدمة ورفضتي عن لاتقولين ما يخدم اخواته..
طلعت لهم ميري وهي عندي الدرج ../ yes
عذا :/take my bag down stairs
شالت ميري الشنطة ونزلت تحت .. وبقت عذا على راس الدرج تحاول تنزل شوي شوي .. وأسامة سبقها بدرجتين تقريبا .. التفت عليها وشافها وهي تحاول تخفف من الضغط على رجلها .. وعلامات الألم مبينه عليها لما تشد على قبضة الترابزين وتغمض عيونها بقوة ..
حط كتبه على الدرج .. وطلع لها .. وبحركة خفيفة رفعها وشالها ..
فتخت عيونها متفاجئة من اللي سواه ..::/ أســامة نزلني ,, {كانت مستحية موت}
أسامة وهو ينزل بحركة سريعة وخفيفة ::/ مو علشاني خايف عليك بس لأنني تاخرت ..
عذا وهي بتموت من هالحركة ::/ طيب نزلني وانا اعرف انزل بسرعة ..
أســامة ..:/خلاص أصلا وصلنا ..
وفعلا وصلوا لآخر درجة .. حطها على الأرض وراح يجيب كتبه .. نزل ولقاها تمشي بشوي شوي وبتطلع من الباب ..
وهو يضحك ::/ هاه اكمل الشيل ..
عذا وهي تبتسم ::/ لا تسلم .. مابقى إلا تلبسني العباية بعد... وتركبني السيارة
أسامة \ ودك .. يالله
عذا\ تسويها
قرب من عندها أسامة../ آسف ماكنت ادري ان هذي بتكون النتايج ..!!
عذا وبعصبية مازحة ::/ بس يعني ..!! لو ما عورتني رجلي ماكنت بتقول لي آسف ..
أسامة ::/ لا وش دعوى .. انت الغلا كله ولا نقدر على زعلك ..
ســارة تطل عليهم من شباك السيارة ::/ يالله بسرعة انتم وخلوا عنكم المغازل ..
التفت عليها اسامة ::/ مشكلة ياناس اللي يغارون ..
سارةبصوت أجش وعلى بالها ولد::// أساااااااااااامة ..
أسامة وصل للسيارة ودخل راسه مع نفس شباك سارة ::/ عيونه انت .. خلاص اذا ركبت السيارة ابدلعك وبغازلك غصبا عنك ترضى ماترضى ..
عذا وهي تركب::/هههههههههههه قسم بالله انكم رايقين على هالصبح .. وبعدين استحوا من هاللي يناظركم ..
كان سوراج يبتسم ومنزل راسه .. هذا سواقهم من 10 سنين ..و متعود عليهم وعلى خبالهم وكانهم عياله .
أسامة ::// هاه سوراج ؟؟ غمض عيون مال انت .. وبعدين وش بلاك مستحي عادي تراهم اخواتي ..
سوراج هز راسه فاقد الأمل من هالولد ..// زين أسامة يالله أركب سرعة ...
-----------------------------------------------------------------------------------------------
دخلت ندى مندفعة للمدرسة وهي خلاص تحس وجهها محترق من الفشيلة وتحس نفسها مخنوقة من الغطاة ولاهي قادرة تاخذ شهيق وزفير بصورة طبيعية ... الظاهر انها طول الطريق وهي ماسكة تنفسها... المجنونة حتى تستحي تتنفس عنده... (( ياربي الظاهر ماعاد فيه أكسجين)) ..وصلت للزاوية الموازية للبوابة الرئيسية للمدرسة واللي متعودة تروح لها كل صبح اول ماتوصل .. رمت شنطتها - اللي كأنها بطولة وزن الريشة - بتهالك على الأرض .. وقامت تهف بيدها على وجهها ... علّ وعسى يخف هالحر ...بدت تفصخ عبايتها وترتب نفسها بعد الحوسة والعباة
وفي هالأثناء وصلها صوت من وراها.........:://بوووووووووووووووو
ارتجف كل مفصل في ندى من الخوف .. المسكينة هي من اليوم الصبح والصدمات تتحذف عليها من كل مكان ..
ندى وهي تضرب رحاب على ظهرها بخفة::/ يادبه ياخااااااااااااااايسة من جد خوفتيني ..
رحــاب:://اف اف اف اعصابك اعصابك يالرقيقة ...
غادة وهي تصفر::/ ابشركم تطور العالم النامي وندى بدت تخااااف ؟؟
ندى ::/ من حقي اخاف يالكريهات ،، يعني من زين أصواتكم الشجية عشان تخوفون فيها الواحد،،،
غادة وهي تتصنع الضحك ::/ أرجوك ضحكتيني اللي يسمعك يقول عندليب الشرق المتوسط .. أو وحدة من مغنيات الأوبرا ..
رحاب وعلى وجهها ضحكة سخرية::// غادة يالتحفة ،، أجل الشرق المتوسط ..!! وش رايك بعد تقولين الشرق الأحمر !!
ندى بضحكة خفيفة::/ أحسن سكتيها ...!!
غادة وكأنها تكلم بيبي وتلتفت على ندى ::/ياناااااااس على اللي يضحكون وهم من شوي خايفين،، وبعدين عادي يابنت الحلال امشي وتجاوزي أهم شئ انكم فهمتوا المقصود والحياة ماوقفت عند كلمة ... وترى كل الطرق تؤدي الى بيتنا هههههه
رحاب وعلى وجهها ابتسامة::/استغفرالله والشكر بدت حالة الهستيريا تشتغل ،،(( وهي تمسك ندى مع كتفها وتكلمها بجدية بحتة ))على فكرة ترى هي هالوقت تبدى تخرف عاد تخيلي الوضع أنت بس وهي مابعد نامت ،،،
((توجه كلامها لندى وتضربها على كتفها))وبعدين ياعسل لااااا تستهبلين علينا ..؟؟ اصلا كل يوم نسوي لك ذا الحركة ولاتخافين ولا تهتز فيك شعرة حبكت اليوم خفتي ؟؟ بسرعة اعترفي وش عندك ومن كنت تهوجسين فيه على هالصبح؟؟
غادةتتصنع الأسى ::/ ايــــــــــــه يارحى حنا لنا الله ،، هي على الأقــ ـ ـ
رحاب وهي تصفق وتقاطعها بأغنية محمد عبده الشهيرة::/لنا الله لنا الله ياخالي من الشوق من الشوق وانا المولع على ناري ..
غادة:://هييييييييييييييه بعد المودة والمحبة صرتوا تنسوني
ندى وهي تضحك::/الحمدلله والشكر ضاربة فيوزاتهم مع ذا الإختبار..
رحاب::/ أوه معليش اخت غادة قاطعتك بس وش كنت بتقولين ؟؟
غادة::::/ لا عادي آنسة رحاب خذي راحتك .. وبعدين انا ماعندي إلا الدجة شي حلو انك قاطعتيني على الأقل لقيت شي أقوله
رحاب وهي تتكلم بسرعة وتركز عيونها بعيون غادة وتقرب وجهها منها ::/امممم يعني هذي دعوة شخصية لي انك كل ما قلتِ شي أقاطعك لأنك انسانة سخيفة جدا جدا جدا وماعندك سالفة ولا هدف في الحياة..
غادة وهي تسوي نفس الحركة::/ آآآآآآآآ تقدرين تقولين كذا .. وإذا كان عندي سالفة هذاك اليوم اببلغك ..!!ولو سمحتي Mrs.Ogre لاتغلطين مرة ثانية
رحاب وهي تتصنع الهدوء وتلتفت عن غادة::/ Mrs.Ogre اللي قالها ،،، وووو إيه صح بعد ياليت والله تقولين لي من الصبح عشان آخذ احتياطاتي وارتب جدولي في المقاطعات وادرجك من ضمن اللي يبغالهم تقطيع لأن أسمك اذا ماكان مسجل في قائمة المقطعين فاسمحي لي ماراح اقطع لك الا بفلوس لأنك ماحجزتي من قبل ..{ وهي تعدل وقفتها وبحاجب مرفوع }امممم لحظة لحظة ،، ما تحسون إني قعدت اهلوس عليكم
غادة بضحكة مجلجلة ::/ من زمان سيدة رحيو...!!!
رحاب وهي تستشيط من الغضب::/ هذي اللي تبي احد يعطيها كف حااااار عشان تتأدب وتتعدل ،،، كل شوي وقالت لي سيدة ،، هيه انت سيدة في عينك يالكريهة افرضي احد سمعك تبغين تقطعين رزقي وأعنس بببيتنا .. وبعدين وش عندك كل يوم مطلعة لي اسم نص كم.. وش رحيو ذي بعد؟؟؟
ندى وهي تضحك بعنف::/ خلاص تكفون اسكتوا لا تتضاربون بليز .. والظاهر شكلكم مواصلين مانمتوا صح..؟؟
غادة::/ لاوالله ولا ذقنا طعمه ..!! بس والله وناسة أمس سهرنا سهرة صباحية خطيرة.. ماكان ناقصنا إلا أنت..
ندى بانفعال وهي متفاجئة من تصرفهم الأخرق اللي يثبت انعدام المسؤولية تماما عندهم::/ ايييييييييه انتم وين عايشين .. الظاهر شكلكم عايشين في شرنقة ثاني ثانوي ..حبايبي ترا تحولنا لفراشات وتعدينا مرحلة الشرنقات وصرنا للأسف بثالث يعني شهادة تتطلب جد واجتهاد،، فأي سهرة أنتم قاعدين تتكلمون عنها وأي صباحي و انتم عندكم اختبار؟؟
ندى وغادة ببرود الجليد او أبرد::// ياعزيزتي وسعي صدرك ... واتركي عنك شغل المثاليات .. وغرور المتفوقين ..
أثناء حوارهم جت سحر تمشي زي العادة بهدوئها وبخطواتها المتقاربة اللي كأنها تثبت الأرض اللي تمشي عليها ،، كانت حاملة شنطتها الـ Addidas sportعلى كتفها الأيمن ،،، وكان شعرها الكستنائي مربوط على شكل ذيل الحصان وخصل منها متبعثرة على وجهها وخلف أذانها ،،،توجهت للمكان اللي يجتمعون فيه البنات بشكل يومي اول ماشافتهم حبت تسوي في وحده منهم حركة مباغتة وعشان ماتلفت انتباههم تحركت بحركة خفيفة مثل حركات اللاعبين في العاب خفة اليد والتفت من جهة ثانية وراحت ورى رحاب بس للأسف انتبهوا لها غادة وندى بحكم أنهم واقفين قدام رحاب والأخيرة معطيه العالم ظهرها ووجهها لجدار الزاوية ومنهمكة في سرد قصصها اللي تنتهي ساعة الزمن وهي ما تخلص .. أشرت سحر للبنات عشان ما يقولون شي وقفت على أطراف أصابعها حتى تكون بنفس مستوى رحاب وحطت يدها بكل بهلوانية على عيونها...
غادة بحماس ::/ يالله رحى من تتوقعينها ؟؟
رحاب::/ رحى بعينك ياقليلة الأدب.. انا قايلة انه يببغى لك كف يعدل ملامحك الفلبينية ..
ندى::/ رحوبة والله غادة صادقة اسمك صعب خلينا نختصره..
رحاب وهي تتلمس يدين اللي مغطي على عيونها ::// المهم هذي اليدين ناعمة وصغينونة .. وشكلها بيضاء ..
يعني الظاهر انها . اممممممممممممممم
غادة وهي تصفق بحرارة ::/ ايه يالله يالله رحاب صح عليك وصلتي لها ..
رحاب ::/غادة بنت عمي حبيبتي افزعي لي وقولي لي هالبنت تبد بأي حرف ؟؟
غادة باستهبال ::/ رحى تبدى بحرف الـ سحر
رحاب باستهبال اكبر::/ ايييييه عرفتها أريج صح ؟؟
سحر وهي تنزل يدها وتبتسم ::/ قسم بالله انكم حالة .. صباح الخير عالناس الروعة ..
الكل:/ صباح النور..
سحر::/ وش أخبارالإختبار معكم آنساتي؟؟
غادة::/وععععع لوع كبدي الغثيث ،،، صراحة كلش كلش لايطاق..
رحاب وهي تغمض عيونها وترجع تفتحها بطريقة طفولية مضحكة::/ ايوه قالت نفس الكلام اللي كنت بقوله.. بس هي استغفلتني امس و أنا قايمة اليوم الصبح وسرقته من مطبخنا ثم رحنا للمدرسة.. حراااااامية،،، الا على طاري المكيف كم الساعة؟؟
الكل هنا ضحك على استهبال رحاب الـ (لا) منتهي والمنقطع النظير ،،على فكرة كانوا يسمونها تشارلي تشابلن اذا بدت حركاتها الكوميدية المضحكة لكن اذا بدت تستدرعطف الناس على وضعها وتحاول تبين لهم انها مظلومة من الدراسة والمدرسة سموها سالي...
ندى ولازالت آثار الضحك على صوتها::// سحر متى وصلتي ؟؟
سحر::/ الحين وصلت يمكن لي 5 دقايق....
تأملت سحر وجه ندى وهي تجاوب على سؤالها حست ان حمرة خدودها زايدة شوي عن الطبيعة وعيونها توحي بأنها تعبانة والا محمومة وتنفسها اللي لازال مضطرب يبعث الريبة والشك ::/ ندى شكلك مو طبيعي اليوم وش فيك؟؟
رحاب وهي تدقق في ملامح ندى::/ ايه والله وش فيه وجهك ندوش..!
ندى وهي بدت تتذكر كيف كانت مشاعرها مضطربة من دقايق::/اسكتوا لا تذكروني ترى بالحسرة نسيت ..!!
غادة::/ياحياتي يابنت خال عيال جيران بيت عمي وش فيك من متضاربة معه على هالصبح؟؟ علميني وانا اروح أأدبه لك وأعطيه هذاك البكس اللي مايقوم من بعده.. واخليه ينسى حتى امه ..
رحاب وهي تربت على كتف غادة باعجاب ::/ أحلى يا قلاديتر ما أنت بسهل والله ..؟؟
غادة وهي تستعرض عضلاتها :: // اعجبك ياحلوة ..؟؟ تبين الرقم ؟؟ #######
بس ترى مااستقبل مكالمات خلال ايام الأسبوع ..جربي تدقين ايام السنة
سحروهي تضحك بنعومة ::/ لا يفوتكم ترقم برقم بيتهم .. حبيبتي الناس ترقم بجوالاتها مو برقم البيت..
غادة::/ الله يسامحك سحورة .. يعني اللي يسمعك الحين يقول ابوي ياحياتي يترجاااني يبغاني اوافق عشان يجيب لي جوال وانا رافضة .. لدرجة أنه متصل على مادلين اولبرايت يترجاها تجي تحل له هالمشكلة ،،
أقول بس خليها على ربك واهم شي الأخلاق ..
ندى وهي تحاول تجذب انتباههم::/ تخيلوا بنات من اللي كان راكب معنا تو ؟؟
رحاب وهي ترمي نفسها على غادة وتحط يدها على جبهتها وتغمض عيونها::/ لالالالا أرجوك ندى لاتكملين وتقولين أسمه ..!!ترى ماأقدر انا ..!! هذا شي فوق طاقتي...
ندى ::/ وشفـ ـ ـ ـ
رحاب وهي تمد يدها وكأنها بتسكت ندى::// لالالالا أرجوك لاتتهورين وتقولين اسمه ترى افقد سيطرتي واستخف ،، ثم أطلع للسطح الحين وارمي نفسي واللي فيها فيها
غادة بغباء::/ترى تموتين يالغبية..!!
رحاب بضحكة ارستقراطية وحاجب مرفوع ::/ ماعندي مشكلة عشان ينزلون صوري في الجريدة واشتهر
غادة::// بس تكفين اذا خلصتي منتحرة تعالي اشرحي لنا شعورك وانت تهوين من السطح الى قاع الأرض عشان ننزل مقال مع صورك في الجريدة..

ضياءk.s.a 19-04-08 01:18 PM

ندى مستغربة::/ ليش وش فيك رحاب ؟؟
سحر باستغراب اشد::/ رحاب تكفين اتركي الاستهبال شوي .. وتكلمي جد وش فيك؟؟
رحاب وهي تفتعل الصياح:::/ أرجوك ندوش لا تقولين مصعب
غادة وهي تبعدها عنها::/ قومي الله يخليك من خف وزنك تطيحين علي... ياحياتي انا على بالي عندك سالفة إلا هو مصعب.. ((التفتت على ندى ))ندوش حبيبتي اسفهيها .. وقولي من كان معكم ..
دخلت أريج فجأة معهم وبصوت جهوري يسمعها كل الموجودين بالساحة ::// good morning ladies and gentlemen
غادة::/ياربي عليك من بنت ،، شكلك عاجنة الكتاب وخابزته ومفطرة عليه ...
رحاب وهي تمسك أريج من أذنها ::// أصبري شوي غادة..!! اخت أريج الآن ومن دون تأجيل اقري واعترفي وحددي من قصدك ladies ومن قصدك gentlemen بسرعة لا أتهور واسوي شوماخر عليك وادعسك على بطنك ...
أريج وهي تضحك عشان تغيظ رحاب::/ شوماخرة زمانك ابعدي يدك يعور أي ... وبعدين ليش ودك تتهزئين علني على هالصبح الحلو خلي الطابق مستور والمعنى متضمن ..
رحاب::/ المعنى متضمن هاه ... زين انا اوريك يا آنسة .. مافيه تغشيش اليوم احسن ارسبي
اريج باستهبال::/ لاأرجوك رحاب كل شي ولا اجاباتك النموذجية حرااام عليك لازم اغش منك ،،، روحي الله يخليك انت عساك تحلين لعمرك عاد تجين تغششينا
ندى وعيونها تلمع بالحزن ::// والله ماادري وشلون بنفترق عن بعض ماأقدر أتخيل صراحة ..
رحاب::/ اتركي عنك الرومانسيات أنت بعد وترى ان شاء الله بنجتمع بجامعة وحدة ..!!المهم قولي من اللي داعية عليه أمه وراكب معكم ..؟؟
أريج::// ماشاء الله صدق عندك ذوق في توجيه الاسئلة .. إذا قلت لكم عديمة الذوق لاتلوموني ؟؟
رحاب وهي تلقي نظرة على أظافرها::// اريــــــــــــــجـــــــــوه ..!!
اريج:: /سمي ..
رحاب ببرود::/ازعجتينا..
أريج بانفعال مفتعل::/ الحين انا اللي ازعجتكم ؟؟ أجل وش تسمين اللي قاعدة تسوينه؟؟
ندى وهي تتجاهلهم لأنها فعلا ملت من وضعهم ولو بتماشيهم وتنتظرهم ينهون هالمسرحية الهزلية اليومية معناتها راح تنتظر لأبعد من الانتظار لأنهم بالتأكيد ماراح يخلصون ضرابتهم اذا بدت الا بعد حين من الدهر فلازم احد يوقفهم عند حدهم لذلك قررت تقوم بهالمهمة الصعبة والتفتت على سحر بحركة تجذب الانتباه
وقالت بصوت عالي نسبيا ::/ عـــــــزوز ..!!
سحروهي تشهق::/ كذاااااااااااااااااااااابة كبيرة
غادة((وبنص عين))::/ ياحركات من ورانا ؟؟
ندى وبتعبيرات غريبة تسطع على محياها::/ اسكتوا والله اني انصدمت يوم قال لي زياد .. لحظتها بغيت اتدرب عليه كاراتيه ..
سحر::/ حرام عليك..!! وبعدين وش الذنب اللي يخليك تحقدين عليه لهدرجة ترى عبدالعزيز صديقه وعادي يركبه متى مابغى..
رحاب بغضب::/ لا والله عادي بعينك حبيبتي...يعني هو مايدري ان اخته تستحي ..؟؟ وان المفروض يحترم وجودها ومايسوي شي ماترضاه كونه فارض عليها انه يوديها ويجيبها ورافض احد ثاني يؤدي هالمهمة عنه ..
سحروهي لازالت في موقف دفاع طفولي جرئ ::// رحاب لاتعصبين عليه الله يخليك ... ((تكلم ندى)) طيب ليه ما سمح لك تجين معي؟؟
ندى تتصنع الضحك ::/ أرجوك سحر ضحكتيني يعني ماتعرفين ولد عمك مستحيل يخلي احد يوديني ويجيبني الا هو..
غادة بصوت عالي ::/ايــــــــــــــه هذا الاخو و الا بلاش مو انت يا رحاب واخوانك.. مالت عليكم
رحاب بموافقة::/ ايه والله انك صادقة ،،، تعالي تعالي والله من زين اخوانك انت كلش عاد مايحتاج هب ريح معك ماشاء الله.. مسمى أخوان بس
غادة بضحكة خفيفة ::/ عارفة بس استهبل عليك ،، وانت مايحتاج على الحافة ..
أريج تكلم ندى::/ طيب سولفتوا ؟؟
ندى::/ لا والله فديته اخوي ما أزعجني زي كل يوم بسوالفه ملتزم الصمت يقال انه محترم وجودي وما يبغى يخدش حيائي
غادة وهي تصفق::/ قم عنها المثقفة .. أجل يخدش حيائي ،، عليك حالات ثقافة ياندى رهيبة..
الى هذي الكلمة وكل حاجة وقفت مكانها .. الساعة تجمدت على نفس التوقيت والعالم كلها صارت كأنها تلعب دورالكومبارس على خشبة مسرح .. سحر ماعاد تحس باللي من حولها سرحت بعيد عنهم ،،، وخيالها طلعها من أسوار المدرسة ووداها بعيد ،،، لحد ما وصل فيها عنده هو وصديقه في سيارتهم البي أم السوداء اللي كانت تمشي بسرعة جنونية متوجههة للجامعة عشان يلحقون على محاضراتهم..
كانت تفكر فيه هو .. هو بس اللي قدر بمواقفه الرجولية يطلعها من قوقعتها اللي تعيّش نفسها فيها .. والوحيد بحنانه وجمال روحه يخليها تحس بطعم الحياة ،، هو الفارس المغوار اللي يسمح لها تلعب دور الأميرة الجميلة المتحلية بكل معاني الأنوثة وتنتظر هالفارس على خيله الأبيض يتقدم خطوة ويقطفها مثل الوردة ويعيشها في عالم الأميرات مثل سندريلا وأميرها ،، زياد وبس اللي بدماثة أخلاقه وتواضعه يقدر يطلعها لسابع سماء وين مالسحب متراكمة فوق بعضها بكل حب وحاجبة عالم قوس قزح بألوانة الساحرة المبهرة للنظر عن عيون البشر،،، هناك وين مالنجوم والقمر يعيشون قصة حب أزلية يؤدون أدوارها كل يوم على فسطاط السماء الليلكي ..،،
(( ياربي وش كثر هالانسان حنــون و طيب ... يحب أخته أكثر من كل شئ في الدنيا ويخاف عليها حتى من نسمة الهواء ... وبكل شهامة وحبورركب صديقه معهم مع أنه المفروض مايركبه لوجود اخته معه ..!! ومع ذلك ركبه ..!! حتى ماحب يحرج ندى ويسولف معها مع انه متعود على هالشئ لأن ندى ماتجي للمدرسة الا وهي قابت قوسين أو ادنى من الجنون بسبب تعليقاته...حتى ولاحب يسولف مع عبدالعزيز ويهمش وجودها ... ياالهي كل شي فيه ينحب .. أسلوبه المرح في التعامل مع الآخرين ،، ورجولته اللي ماسمحت له في يوم انه يغلط على أبوي حتى بكلمة على المواقف اللي كان يسويها معه ..!!
رجعت سحر بذاكرتها للورى شوي وتذكرت يوم كانت صغيرة وعمرها تقريبا 12 سنة يومها كانت ناجحة من سنة سادس ابتدائي وأبوها كان معطيها هدية نجاحها... وأول ما حط أبوها الريالات بيدها راحت تركض للساحة الخارجية لبيتهم ... وشافت مصعب وزياد يسبحون في مسبحهم الملكي اللي يشابه مسابح ألعاب الأولمبياد من ضخامته ،،،
سحر::/مصعب الله يخليك أبترك فلوسي عندك واشتر لي آيس كريم اذا طلعت .. زين؟؟
مصعب وهو يسبح ويجاوبها بببرود::// لا ماراح اجيب لك شي لأنك ماتستاهلين .. أجل انا أخوك تعلمين زياد بنجاحك قبلي ؟؟
سحر::/ مصعـــــب .. لاتنسى ترى انت اللي ماكنت موجود عشان كذا ماقلت لك؟؟
مصعب::/ حتى ولو كان اتصلتي على جوالي او كان ماقلتي لزياد لحد ما قلتي لي..
زياد::// ياربي عليك يالغيار .. طيب هي تحبني أكثر منك عشان كذا قالت لي ..!!صح سحورة..؟؟
سحر بخجل شديد لأن كلام زياد بلغ منها مبلغ عظيم ::/ هاه ... أنا أصلا أحبكم كلكم ..!!
زياد وهو يضحك على خجلها الطفولي ::/ خلاص حطي فلوسك على بلوزتي السوداء وإذا طلعت انا جبت لك .. طيب؟؟
سحر بحبور ::/ طيب { وتكلم مصعب} شفت انه احسن منك ..!!
مصعب ::/زين ياسحر تشوفين اباخذه منه اذا اشترى لك وباكله عشان تتأدبين ..!!
سحر والعبرة تدق أبوابها ::/ مصـعــــــــــب ترى والله أعلم أبوي
زياد ويسوي نفسه بيغرق مصعب ::/ ماتقدر ترى هذي دلوعتي ...
خلاص سحر أنا قلت بشتري لك يعني بشتري لك .. واتحداه لو أخذ منك شي..!!
سحر بفرح ::/شكرا شكرا شكرا .. بس تكفى خلاص لاتغرق مصعب معليش بنعطيه ياكل شوي ..!!
زياد وهو يضحك :://خلاااص ابشري ..وانت ووجهك شفها مسكينة خايفة عليك حتى وانت نذل معها ..
آآآآآآآه كل يوم يثبت طيب اخلاقه ويخليني اتعلق فيه زيادة .... ودي ادري بس هو يدري اني احبه والا لا؟؟ ... ياربي لو فعلا كان صادق في كلمته هذاك اليوم وهو يحبني ...؟؟ الهي لو كنت من نصيبه .. وصرت زوجته بالفعل.. كيف بيتعامل معي ..؟؟ هل بيعاملني زي ندى ياترى والا احسن ...))
وقف تفكيرها ،،وانتهى سرحانها عند هالنقطة (((( أصير زوجته ))))... وكأنها تذكرت شي ماتبغى تتذكره ،، شئ مؤلم يوخز مشاعرها البريئة والصادقة .. ألم تعاني منه كل يوم وكل ساعة وكل دقيقة وثانية ..،،
امتلت عيون سحر بدموعها الؤلؤية ،، واختنقت العبرة عند بلعومها ،، ولمع في بالها موعدها اليوم .. تذكرت اللي فيها .. و حست انها انسانة مو كاملة وينقصها الشئ الكثير حتى يفكر فيها كزوجة واحد زي زياد رجل بكل ماتحمله الكلمة من معنى .. باختصار تؤمن بأن مالها حق تعيش مثل اللي بعمرها ،،، ولاتفكر مثلهم لأنها ناقصة اهم شي في الحياة ..
ارخت سحر العنان لهالدمعة الحارة فنزلت بكل قوة وجبروت وحرقت خدها الناعم المورد ... الدموع للأسف حفرت طريقها على خد سحر ولقت لها مرتع خصب على خديها الورديين ،، انتبهت سحر لحرارة دمعتها وبسرعة البرق رفعت يدها ومسحتها ورفعت خصلت شعرها اللي كانت نازلة على جبهتها.. انتبهوا لها البنات كلهم الا ندى بس ماتكلموا لأنهم ماحبوا يحرجونها ... ندى مانتبهت لها الا لما نبهتها غادة وأشرت لها على سحر بعيونها،،،
ندى اول ماشافت سحر ارتعدت عظامها خافت لا يكون صابها شي ،، هي من دقايق كانت مثل الوردة تنثر عبيرها على الموجودين والحين وش اللي حصل فجأة وخلاها تنزل دموعها ::/ سحورة عيوني وش فيك؟؟
سحر وهي تبتسم::/ سلامتك أتدلع بس ..هههههه ،،، وسكتت
الكل سكت بسكوتها ،، واحترم الجميع صمت سحر وامتناعها عن التصريح باللي فيها وباللي فعلا يخالج مشاعرها ،،، مع أنهم عارفين سحر زين .. وعارفين وش اللي فيها تماما .. وبالشئ اللي ممكن يقلب كيانها دورة كاملة بـ 360 درجة
رحاب تغير الموضوع::/ سحر أنتم ماعندكم اختبارانجلش اليوم؟؟
سحر::/ لا مو هالأسبوع ... احنا الاسبوع الجاي ..
غادة::/ايـــه ياحظكم والله باستاذتكم .. مو حنا الكريهة.. اففففف
هنا قطع سوالفهم رنين الجرس معلن بداية الطابور الصباحي ...
ندى وهي تطالع ساعتها والعبوس وتقطيب الجبين أخذ منها مأخذ ::/ يا الله منكم ماخليتوا لي فرصة أراجع .. المهم أمشوا نلحق عالطابور ..
مشوا البنات كلهم رايحين على طوابيرهم المصطفة بانتظام في ساحة المدرسة الداخلية ...
وطبعا المشهد اليومي الدرامي للنظام بدء يكرر نفسه من جديد ،،، من دون ملل او كلل
البنات فوضى ،، اللي تسولف ومتحمسة كأنها تناقش قضية المجاعة والجفاف اللي بتحصل مع ارتفاع درجات حرارة جوف الأرض وهي بالأصل لم تحط بها علماً ،،، واللي متوجههة لطابورها وعلى وجهها وجوم وعبوس أكيد عندها اختبار ،،
المديرة تطلع من مكتبها بهيبتها وبجاكيتها الأسود الرسمي بالأكمام الطويلة والقميص الأبيض الداخلي بياقته المثلثة المقواة وشعرها ملموم على نفس طراز شعر الآنسة منشن،،، باختصار كأنها وحدة من محققي الـFBI ،،، ومعها وصيفاتها(( المساعدة والوكيلة)) يمشون ببرمجة معتادة متوجهين لطريقهم المقدس اللي يودي لمكانهم المعروف والموجود في نهاية الساحة على بقعة مرتفعة نوعا ما وشبيهه بالمنبر تشرف على كل الطوابير وتسمح لهم يسلطون أنظارهم على كل الموجودين
مشيهم على هالطريق بشكل يومي أوسنوي او نقدر نقول قرني وبصورة مجهرية دقيقة جدا بحيث انهم مايغلطون فيه ويغيرونه ولا حتى يميلون عنه مقدار أنملة ،،، شّكل سر غامض ومخيف يسمونه البنات سر العالم الحديث
{ يعني أعتقد أنه حتى الأجيال اللي راح تجي من بعدنا ماراح تقدر تفك هالشفرة وتحل اللغز}
..حتى هذا المكان اللي يقصدونه كل صبح أعتقد ولله علم الغيب أنه صار واحد من ممتلكاتهم الخاصة اللي ممكن يجي اليوم اللي عيالهم يطالبون فيه بحق وراثته ،،،
أما المعلمات ملائكة الرحمة يبدأون يتوافدون من مكاتبهم وكل وحدة تتوجه لطابورها وعلى وجهها ابتسامة روحية عذبة مستعدة لبداية يوم دراسي جديد ..
هذه هي الطقوس اللي تعودوا عليها البنات صباح كل يوم دراسي جديد ،، وهالروتين الممل اللي يشوفونه ويؤدنه أصبح كأنه خطوات العبادة الكاثولوكية المملة والمخيفة في نفس الوقت ،،،
ومع المعمعة والفوضى هذي ،،،، كانت هي تسترجع الكلام اللي كان يدور بينهم من دقايق ... وتفكر في رابطة الأخوة والعلاقة الحميمة اللي تجمعهم (( حظك ياندوش والله ،، صدق ماعندك ام ولا اب بس احيانا يكون وجودهم زي عدمه او أحيانا نتمنى اننا نعيش بعيد عنهم ،،،،اففففـ ليتني بس اعيش مكانك بس يوم واحد ،،، واجرب هالشي اللي تتكلمين عنه ،،، وهل ممكن فعلا يكون فيه في واقعنا اخوان زي كذا؟؟ ،،،)))

>>>>>>>> سيكون لي عودة

ضياءk.s.a 20-04-08 11:42 PM

... الجزء الثاني ...
بعد الظهر ...
:
/
:
\
غالبا الرياض في هالوقت تكون بالغة أوج زحمتها والطرق مليانة بالسيارات ،، والواحد حتى مايقدر يشوف قدامه من الدخان السام اللي تسببه هالمركبات الموبوءة ... صدق أنها شر لابد منه ... يعني الناظر للشوارع يقول حشى هالعالم كلها ماعندها رجلين تقدر تتحرك فيها ...؟؟ بس عاد الرد الجاهز اللي نسكتهم فيه انه أجوائنا لو سمحتوا لاتطاق أبدا فترة الصيف وكيف عاد وقت القيلولة ... وهاللأجانب اللي غارينكم بممارسة رياضة المشي الصباحية عن طريق روحتهم للدوامات بالمشي فالصراحة يحق لهم لأن أجوائهم باختصار لاتقارن بصحرائنا الغالية الله يديم عزها ... يعني الشتاء عندنا ،، صيف عندهم ... فعرفتوا الحين ليــــــش هم نشيطين ورياضين درجة أولى؟؟

8
8
8

لميس وسارة كانوا راكبين السيارة ومشغلين التكييف على أعلى درجة وكل وحدة مسندة راسها على خلفية الكرسي ،،، كانت أشكالهم تخلي الواحد يتقطع قلبه من الرحمة .. يبينون وكأنهم مكروفات بالشغل والا كأنهم راجعين من حصد القمح من مزارعهم تحت وطأة الشمس ... ومايدري أن كل اللي فيهم بس لأنهم راجعين من المدرسة ...
سارة كانت لافة وجهها للشباك وتتأمل العالم ... وتتعجب في بهرجة وزخرفة المباني .. اما لميس فكانت مغمضة عيونها وتحاول تسترخي ...
تنهدت سارة ولفت راسها على لميس ... في نفس اللحظة طاحت عينها على هندي قدامهم راكب سيكل و راكب وراه صديقه ...
سارة وهي تضرب يد لميس::لميس لايفوتك المنظر بسرعة طالعي ؟؟
لميس وهي تفتح عيونها بكسل وتلتفت عالشباك ..::هههههه ياحليلهم ... مساكين في هالحر راكبين سيكل والشمس على روسهم ..!!
سارة:: صدق انهم قصة كفاح ...
لميس:: إيه والله متغربين عن أهلهم وعيالهم ويكافحون في هالحر كله عشان لقمة العيش ... صدق من قال .. أكل العيش مر ..
سارة ::صدقك بس عاد معقولة مافي ديرتهم أي شي يقدرون يشتغلونه .. يعني اذا هو زبال هنا معقولة مايقدر يصير زبال بديرتهم .. ؟؟
لميس وهي تغمض عيونها بملل :: يمكن مايقدر.. ماادري عنهم والله ،،، بس لاتزعجيني فيهم..
سارة وهي ترجع تضبط وضعها على الكرسي بعد ماكانت ملتفتة على ورى شوي ،،، للمعلومية البنت هذي فوضوية جداا وحركتها كثيرة لدرجة أنها احيانا تربك اللي معها ،،، تحب السوالف والمقالب ومخليه أسامة قدوتها في هالنقطة { ونعم القدوة } ... انتبهت لسواق عمها ولبسه .. الله يهديه كان شكله مهرجان لابس بنطلون أورنجي يروع يعني ببساطة يولع بالظلماء ... ولا بس قميص سماوي بكروهات خفيفة بيضاء .. وعليه طاقية ... سارة المسكينة انصدمت من التناسق اللامعقول والذوق المتناهي اللي ينافس ايلي صعب ...
سارة وهي تشهق:: الله يعمي بليس ،،،، سمسمه شوفي تكفين مملوحكم وش لابس ؟؟؟
لميس وهي تسوي انها متنرفزة من سارة::: وش فيك أنت اليوم ؟؟؟(وبابتسامة) لا يكون عرقك حن وقمت تناظرين هالهنود؟؟
سارة وهي تضرب لميس بخفيف :: اسكتي الله يخليك يقال انك تنكتين ؟ بس والله صدق سواقكم حركة لبسه ..!!معليش تسلفوني اياه اليوم لعزيمة لمياء؟؟
لميس والفضول ياكلها قامت ومدت راسها من الفتحة الأمامية عشان تشوف هاللبس الحركة اللي تقول عنه سارة .. أول ماشافته بغى يغمى عليها من الضحك ..
لميس وهي تضحك :: ههههههههههه الله ياخذ شكله وش هالخلاقين ...!! أشوى انه اليوم احترم نفسه ولا نزل والا كان بالشنطة على راسه ...
سارة :: يامجرمة بالشنطة عاد .. لا واليوم جايبة كتاب الرياضيات حقك يعني عز الله هالضعيف بيتنوم في العناية مباشرة ...
لميس وتنظر لها بيأس :: خلاص سارة بحاول أقنعه يتنازل عن اللبس لك بس ماأضمن لك أنه يوافق .. عشان كذا انت ادعي ربي أنه ينزل عليه السكينة والرحمة ويوافق ...
سارة وهي ترفع كفوفها وكأنها بدت تدعي ::: خلاص اسكتي خليني ادعي ... بس صدق وراكم ماتعلمونه يلبس زين والا انتم اشتروا له؟؟ يعني الصراحة بهالطريقة بيفشلكم وين ماتروحون؟؟
لميس:: أصبري عاد انت عليه شوي ،،، حرام عليك توه جاي من ديرته .. يعني بقراطيسه مابعد عرف وش الألف من الياء ...لكن الشرهة على سواقكم انتم اللي له عشر سنين مبلط عندكم وخلاقينه على حطة يدك ..
سارة وهي ترفع يدها بدفاع حامي ::/حدك عاد كلش ولا سوراج تراه ابونا الثاني وحتى لو لبس وزرة وفنيلة علاق مع انه ما عمره سواها بس معليش بنضل نحترمه كأب وصديق ..
لميس وهي تضحك بخفة::/ إيه انت بس ركزي على صديق وحطي تحتها خطين ..
سارة::/لا صدق عاد سوراج يلبس ملابس أنيقة مع بعض وكأنه عارض لوحدة من دور الأزياء الفرنسية الفخمة ...
لميس وهي تضحك ::/ اسكتي الله يخليك،،،الي يسمعك يقول تو اني اعرفه مو كأنه هو اللي مربيني مع أمي ..http://www.alamuae.com/vb/images/smilies/smile.gif
وفجأة سكتوا البنات عن السوالف وانشغلوا بحادث شنيع كان على قارعة الطريق لسيارة كامري داخلة في شاحنة نقل والسبب كانت السرعة الزايدة والخطأ طبعا جدا واضح أنه على صاحب السيارة الصغيرة ... ومن منظرها يتبين ان صاحبها مستحيل يكون لازال على قيد الحياة ... الله يحفظ شبابنا من هالتهور اللي ضيعوا أعمارهم وشبابهم بسببه ... المشكلة ماأدري متى بيفهمون ويحسون بقيمتهم عند أهلهم عشان مايرتكبون مثل هالحماقات التافهة اللي سلبتهم أعز مايملكون اللي هو صحتهم وأحيانا حياتهم...!!!
.................................................. .................................................. .
كانت متوترة حدها ،، عاقدة اصابعها في حجرها ومنزلة راسها ... وصدرها يطلع وينزل من شدة توترعملية الشهيق والزفير عندها بسبب الخوف ... تنهدت من الهم اللي في قلبها وسندت راسها على الكرسي وأرخت لتفكيرها العنان(( ياه وش كثر أكره طريق الموت هذا ،،، من عرفت نفسي وأنا اروح معه ،، يارب متى تنتهي معاناتي وأرتاح ... ياأموت وأفتك من هالعذاب اللي انا عايشة فيه .. والا أنتهي من هالمواعيد اللي مامنها فايدة غير التوتر ووجع الراس )) مر في بالها طيف أمها وأخوانها مشاري ومصعب .. وارتسمت في مخيلتها شكل ندى بنت عمها وهي تسولف معها كل يوم ... والأهم انها شافت زياد وكأنه متجسد قدامها بنظرته الحادة اللي يشبه الصقر فيها ... وحواجبه اللي غالبا ما يعقدها اذا كان يشوف الشي بحدة أو ما أعجبه ... لكن اللي ماقدرت تتخيله أنها ممكن تفارقهم وماعاد تشوفهم في حياتها مرة ثاني ... نزلت دمعتها لاإراديا والسبب مشاعرها المرتعبة من نتايج زيارة الطبيب هالمرة ...
سحر::/ يبه ..!
أبو مشاري وهو يلتفت عليها ومايخفى عليه توترها :: عيون ابوك .. سمي..!!
سحر وصوتها تبين فيه العبرة :: يبه قل لأمي ومصعب ومشاري اني أحـ ـ ـ أحبهــ .. ـ ـ هنا انقطع صوتها ودخلت في نوبة بكاء كانت تقاومها من دقايق ..
ابو مشاري وهو بعد بدء يتوتر من توترها ،،، مد يده ومسك يدها وضغط عليها :: اذكري الله حبيبتي .. وش صار لك فجأة .. ترى كلها دقيقتين ونرجع لهم ... وأنت قولي لهم اللي في خاطرك ...
سحر وهي تصيح :: يبه أخـ ـ ـ أخاف م م م ما أأرجع ..
ابو مشاري:: وش هالكلام سحر ... ترى بتزعليني منك ...؟؟
سحر ودموعها تزيد بس هي تحاول تسيطر على نفسها::/ يبه والله مو قصدي بس ماأدري وش يصير لي من يكون عندي موعد قلبي يبدء يعورني وأحسه بيوقف من الخوف ...
ابومشاري وهو يضحك بقصد تلطيف الجو::هههههههه أجل ماراح ناخذ لك مواعيد عشان تطيبين ... ونرتاح من هالمشاوير ...
ضغطت سحر على نفسها بالرغم من انقباض صدرها وصعوبة تنفسها من مشاعر القلق اللي مسيطرة عليها و ضحكت على كلام ابوها عشان ماتوتره هو بعد .. واللي فيه كافيه .. قطع عليهم صوت موبايل ابوها يدق وكانت امها تسأل وتستفسرعنها وتشوف اذا هم وصلوا للمستشفى والا بعدهم ...

سكرت أم مشاري الخط بعد ماتطمنت عليه وعلى سحر .. لكن اللي خلاها تتوتر وماترتاح من هالمكالمة هو صوت ابو مشاري اللي ماكان يطمن أبدا ... كان يبين عليه التعب وكأنه مو قادر يلفظ الحرف بشكل صحيح (( معلوم أصلا هو من جاء من السفر أمس مانام ولا أرتاح متوتر من سبة هالموعد ،، الله يستر ومايرتفع عليه الضغط اذا دخل للدكتور وبدء يكشف على سحر)) قامت ام مشاري من خوفها عليه ومباشرة من دون وعي رفعت التليفون واتصلت على مشاري عشان تطلب منه يلحقهم للدكتور .. بس للأسف لقت جهازه مسكر .. وبدون تأخير اتصلت على مصعب اللي على طول رد عليها ..
ام مشاري ::/ هلا مصعب حبيبي ..!!
مصعب وهو يستهبل:: هلا صوصو حبيبتي ... كيفك يا روحي ؟؟
ام مشاري بعصبية ::: صدق ماتستحي ..!!الحين انا اسمي صوصو؟؟
مصعب ::: وش اسوي بك يمه الله يهديك اسمك ابد مو حق مغازل .. يعني قد شفتي بنت تغازل واسمها حصة ..؟؟
ام مشاري::لا والله لايكون مااعجبك اسمي استاذ مصعب ... ترى أغيره علشانك ..!!
مصعب :: لالا والله ماتغيرينه .. وبعدين وش عقبه تغيرينه بعد ماتعودنا عليك .. والا يوم شاب ودوه الكتّاب
ام مشاري بعصبية مصطنعة :: ولد ...!! استح على وجهك يعني ما عجبتك ؟؟
مصعب:: لا وش دعوى الاسم وراعيته على راسي من فوق .. آمريني الغالية وش بغيتي ؟؟
ام مشاري وهي تتنهد:: اسمع انت عارف ان سحر اليوم عندها موعد صح؟؟
مصعب وهو خايف ::: خير يمه وش صاير ؟؟ سحر صار لها شي؟؟
ام مشاري:: /لالالا فال الله ولا فالك ... بس ابوك تو كلمته وصوته ماكان عاجبني أحسه تعبان .. عشان كذا رح لهم يمه المستشفى وخلك مع ابوك .. طلبتك حبيبي..
مصعب واعصابه تسترخي :: بس على كذا يمه .. ابشري وهذي لفة عشان نروح لهم .. بس الله يهديك ماعندك اسلوب كلش .. خوفتيني الصراحة ..
ام مشاري::/ مصعب عيب عليك تراني امك .. وانت مرة رافع الكلفة ..
مصعب ::/ ياربي اللي يزعلون .. بس ماادري انا مو مقتنع انك امي ...
ام مشاري تستهبل ::/ ايه ترانا جايبينك من الشارع من عند باب مسجد الحارة ...
مصعب يضحك ::/ ههههههه لالا يابعدهم لا تفهميني غلط ،، أقصد يعني كأنك وحدة من صديقاتي .. يعني أمون عليك كصديقة مو أم ..
ام مشاري بدهاء// ليه والا هو عندك صديقات يعني؟؟
مصعب ::/ لا وش دعوى أنا مصعب ولدد حصه وابراهيم .. تربيتهم ،،، تبغيني ابيع تربيتي برخيص عشان اللي مايستاهلون ؟؟
ام مشاري ::/ايه فر عقلي بكلامك الحلو .. المهم انتبه للطريق و لاتسرع ... وطمني عليهم اذا وصلت ...
مصعب ::/ أنا ماادري ليش تصير عندكم حالة استنفار اذا صار عندها موعد والمشكلة انها كل 3 شهور تروح ... وانتم الله يهديكم تعيشون نفس حالة الرعب في كل مرة ..المفروض انكم تعودتوا ..
ام مشاري وبدت تخنقها العبرة::/ مصعب هذي سحر ... فاهمني والا أفهمك ... ويالله عاد مع السلامة عشان تنتبه لطريقك ..
مصعب وحس بضيق امه ::/ زين يالغالية مع السلامة ...
توجه مصعب لهم ... وقلبه مثل أهله لا يخلو من الهم والحزن على أخته الوحيدة والحبيبة ... وعلى شبابها اللي ذبلت وردته بسبب اللي الله ابتلاها فيه ...!!
أول ماوصل مصعب للمستشفى وقف سيارته في المواقف وطلع مباشرة لإستراحة الرجال ... لقى أبوه جالس ومكتف يدينه على صدره ومسند راسه على الجدار وشفايفه تتحرك والظاهر انها تلهج بالدعاء ... تنهد مصعب وبدى يتسلل لقلبه التوتر من بدء يشم ريحة معقمات المستشفى ... جلس جنب أبوه وحط يده على رجله ينبهه انه موجود ... التفت أبوه عليه وفي عيونه ألـــــــــــم كبير وحزن وهم على بنته الوحيدة واستغرب وجوده لكن مصعب ابتسم له ابتسامة روحية فهم ابو مشاري من خلالها انه جاي عشان يساند اخته ... اللي مايدري وش مصيرها وش بيكون عليها بعد مايطلعون من الدكتور .. هل ياترى بترجع معهم والا هالمرة مالها رجعة؟؟؟ ...
كانت دقايق معدودة بعدها جت الممرضة تقطع الصمت اللي كانوا فيه و تنادي على اسم سحر ...
قام مصعب وحط يده على كتف أبوه ..
مصعب ::/ يبه انت ارتاح هنا وانا بدخل معها للدكتور ...
ابو مشاري وهو يقوم ::/ لا يامصعـــ ـ ـ ـ
قاطعه مصعب وغصبه يجلس في الاستراحة لأن حالته الصحية ماتسمح له يدخل معها وبمجرد مايخلصون هو وسحر من فحص الدكتور بيرجعون له وبيطمنونه عليها ...
طلع مصعب وتوجه لإستراحة النساء كان شاد على قبضة يده .. وحواجبه منعقدة من التوتر والقلق ...
مو قادر يسيطر على خوفه ومو قادر يخفيه عن أخته لأن اللي فيها كافيها ومو ناقصة احد يزيدها .. طلعت سحر بعد ماسمعت اسمها وشافت مصعب واقف ومسند راسه على الجدار اللي قدام الإستراحة ومعه جواله الظاهر كان بيدق عليها تطلع له .. شافت سحر ملامح مصعب وهي منعفسة وباين عليه الخوف والقلق .. شدت مسكتها على شنطتها وحاولت تداري دمعتها .. حست انها تمشي للموت برجليها ... كان ودها تلف من الجهة الثانية وتركض للشارع وترجع بيتهم .. ماتبي تروح للدكتور ويصدمها بفقدان الأمل في حياتها...
ماتبي تموت ماتبي تخسر أبوها ومصعب ومشاري وامها ... ووزياد ...
ماتبي أحد يتخلى عنها ...
كان ودها لو اهلها وصديقاتها بجنبها عشان لو ماتت تموت وهي مرتاحة والجميع حولها ... تشوفهم ويشوفونها ...
انتبه لها مصعب وهي واقفة على باب الإستراحة وحس بالرعب اللي عايشة فيه ... ابتسم في وجهها يطمنها وتقدم لها ..
مصعب ::/ هاه يالغلا ... نمشي ؟؟
سحر::/وين أبوي ؟؟؟ ماراح يجي معنا ؟؟
مصعب وهو يبتسم لها ::/ لا بينتظرنا بالإستراحة لحد مانخلص وبنرجع له ...
مسك مصعب يد سحر وخلاها تمشي معه ... كانت سحر تسحب رجولها على الأرض سحب (( ودي أرجع ،، أبي أمي ليتها جت معي كان قدرت أرمي نفسي على صدرها وأصيح ،،،)) دخلوا مصعب وسحر لوحدة القلب والجراحة... أول ماقرت سحر الأسم انقبض قلبها وحست ان الدمعة خانتها ونزلت على خدها ..لكن وش تسوي هذا المقدر والمكتوب ومالها بد منه ..
رفعت عينها وشافت مصعب يتكلم مع واحد أول مادققت في ملامحه عرفت انه راشد ولد خالتها اللي يتدرب هنا بحكم انه طالب في كلية الطب قسم جراحة القلب ...
راشد وهو يرفع نظارته ::/ مايكون الا خير مصعب اذكر الله انت بس..
مصعب ووجه مسود من الخوف ::/ لا اله الا الله .. بس صدق راشد اقرأ ملفها وقل لنا عن طبيعة اللي فيها .. وعن الأمل في اجراء العملية لها ..
نزل راشد راسه .. وبعد ثواني رفعه وعلى وجهه ابتسامة خفيفة ... بالصدفة طاحت عينه بعين سحر اللي كانت واقفة وراء مصعب بس بعيدة شوي .. شاف شكلها بالعباية ووش كثر هي صغيرة وجسمها ضئيل وكأنها وحدة في عمر الطفولة دق قلبه لوجودها وبغت تطيح الاوراق اللي معه بس حاول يسيطر عليها وعلى نفسه .. عشان مايفضح عمره .. هو دائما كذا اذا وقف الأمر عند سحر تتلخبط كل القوانين عنده ... مايقدر يحدد هوية الشعور اللي يدغدغ قلبه ... بس دائما كان يعلق هالمشاعر على شماعة الرحمة والعطف ...
راشد ::/ مصعب هذي المرة الألف اللي اقرأه على امل انه يكون استجد شي في حالتها .. بس للأسف أختك ماتتحمل العملية كونه خطر يتوقف القلب من التخدير لأن الرئتين عندها ماتساعدنا أبدا لإصابتها بالحساسية ،، يعني مانقدر نتدخل جراحيا وبنكتفي بالعقاقير ..(( وبنظرة تشكك)) يعني ماأظنكم بتخاطرون بحياتها وهي الآن مستقرة ؟؟
مصعب يتنهد::/ لا بالله وأنا اخوك ماحنا بمخاطرين ..!!
رفع مصعب يده يطالع الساعة وشاف انهم تأخرو عن الدكتور... والممرضة سبقتهم من زمان لغرفته لذلك وبسرعة تقدم مصعب وحط يده بيد راشد يودعه ::/يالله عاد يالغالي أعذرنا قطعناك ... واحنا تأخرنا
نشوفك على خير ولا تقاطع خلنا نشوفك..
راشد وهو يحس بالنشوة ومايدري وش سببها ::/ ابشر باللي يرضيك ياابو ابراهيم .. وان شاء الله ماعليكم شر ... وانتم كل مرة تجون هنا بتلقوني موجود ... معسكر في هالقسم لحد مايرضون لي بالبعثة ...
مصعب وهو يضحك::/ ههههههه الله يوفقك ان شاء الله ...
التفت مصعب لسحر عشان يعطيها الإشارة تمشي معه للدكتور ... ومشوا لنهاية الممر وين مالغرفة المخيفة اللي يرتعش بسببها جسم سحر واهلها ... ومسك مصعب المقبض وفتح الباب ودخلوا ... يواجهون المكتوب ..!!!
---------------------------------------------------------------------
وصلت سارة ولميس للبيت وكانوا كلهم بينزلون في بيت ابو عبدالله لأنه صعبة على لميس ترجع مع السواق لحالها ... أول مانزلوا البنات من السيارة كانت لميس سابقة سارة بشوي .. وسارة تمشي وراها وحايسة مع شنطتها والعباية عشان كذا وقفت شوي تحاول ترفع الشنطة على كتفها بس للأسف اذا رفعتها رجعت عبايتها تطيح .. أول ما ضبطت وضعها وصارت اوكيه مشت متوجهة لبابهم بس فجأة.. صدمت بجسم قدامها وللأسف طاحت الشنطة من على الكتف ونزلت عباتها من على راسها ..
رفعت سارة عيونها بتشوف هالمتخلف اللي خرب ترتيبها الصعب واللي بالحسرة قدرت تضبطه .. شافت لميس واقفة قدامها وحاطه يدها على فمها ...
سارة بصراخ ::/ لميسوة ووجـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع .. ماتشوفين طريقك .. امشي يالله هذا هو بابنا ليش موقفة ..
التفتت عليها لميس وهي متخصرة .. ::/اللي موقفني حبيبتي هو كشخة سواقكم .. (( وتقلد صوتها وتحرك يدها وعيونها )) عاد سوراج يلبس ملابس أنيقة مع بعض وكأنه عارض لوحدة من دور الأزياء الفرنسية الفخمة ... هههه والله حالة شوفي وشو مهبب ؟؟
التفت سارة على سيارتهم وشافت سوراج واقف عندها يغسلها ولا بس وزرة كاروهات موف واحمر وتي شيرت أبيض نص كم وعليه زنوبة خضراء ...
فقدت سارة سيطرتها على نفسها وانفجرت من الضحك ... وضحكت معها لميس وغاصوا الثنتين في موجة ضحك شديدة ..
لميس ::/ والله انه حفلة ..
سارة :: الله يقلعه اصبري شوي والله لأكفخه على هالمطاريس اللي هو لابسها تقل بطانية أدفا ..
نادت سارة سوراج عشان تأدبه بس اول ماشافته جايها يركض ووجهه السمح وشنبه اللي بدء يغزيه الشيب استحت منه وتراجعت وماقالت له شي وسحبت بنت عمها ودخلوا بيتهم ...
أول مادخلوا رمت سارة شنطتها على درج الباب الداخلي وعبايتها معها وراحت تركض لقفص الهامسترات الموجود بزاوية البيت ..
لميس بقرف::/ أنت يالبيبي تعالي شيلي اغراضك ولا حقه تراك على هالفيران ...
سارة وهي تدخل القفص ::/ شوي لميس تكفين ..
وقفت لميس تنتظر مهزلة سارة تنتهي ... شافتها وهي تطلع من القفص وجايه لها وفي يدها همستر صغيير تلعبه بين يديها .. تقززت لميس منه لأن اصلا هي تخاف من الحيوانات بشكل عام ..
لميس بقرف::// انا مادري وش عاجبك بهالفيران ؟؟
سارة::/همسترات يالقروية همستراااااااااااااااااااااااااااااااااات .. مو فيران ..
لميس ::/اللي هو بس انه حيوان مقرف ومقزز ..
سارة رفعت حاجبها وعلى فمها نص ابتسامة وهي تتقدم من مكان لميس
لميس والخوف بدء يتسلل لقلبها وماحست بالأمان من نظرات سارة الخبيثة رمت شنطتها على الأرض :://سويرة القشرى وش تبين؟؟
استغلت سارة خوف لميس وقربت منها الهمستر الصغير وبدت لميس تصرخ وراحت تركض بعيد وسارة تلحقها فيه عشان تحطه على كتفها ... صاروا يتطاردون في الحوش كأنهم توم و جيري لحد ما سمعتهم ام عبدالله وطلعت تشوف وش اللي صاير وشافت المهزلة اللي مسويتها سارة على لميس بنت عمها ..
رحمت أم عبدالله لميس المسكينة اللي كانت تصيح من الخوف وراحت تضرب سارة الشريرة ((واللي كانت تضحك بهستيريا وفرح)) عشان ترجع الهمستر لبيته ... ويدخلون يبدلون عشان الغداء ...


انتظروا عودتي قريبا ...

ضياءk.s.a 21-04-08 10:37 PM

تكملة الجزء الثاني

/
\
/

طلعوا سحر ومصعب من عند الدكتور وهم يغشاهم الهم والحزن .. مع انه نفس الكلام يتكرر عليهم .. بس لازم في كل مرة يكون له وقع بأنفسهم ... كل مايجون للدكتور يكون عندهم أمل كبير أنه يسمح بالعملية لأختهم عشان تقدر تمارس حياتها طبيعية .. لكن للأسف يصدمهم بنفس الكلام أنه ما فيه امل عملية لحد ما يحسون انها ممكن تتحمل التخدير وعملية ممكن تستغرق أكثر من أربع ساعات ... توجهوا لأبوهم في الإستراحة .. وأول ماشاف ابو مشاري ملامح مصعب عرف وش قال الدكتور بس ماحب يكدر على بنته زيادة .. فقرب لها وحط يده على كتوفها وابتسم ومشى معها عشان يطلعون من هالمستشفى الكريه ...
أول ماوصلوا للبيت لقوا أم مشاري ومشاري جالسين بالصالة واعصابهم مشدودة وينتظرونهم يجون على أحر من الجمر ..
اول مادخلت سحر أطلقت لنفسها العنان وقامت تصيح بعنف ورمت نفسها في حضن أمها ..
ام مشاري خافت لا يكون شي جديد صاير لبنتها وهم مايدرون ..::/ خير وش فيكم .. ؟؟ وش قال الدكتور ؟؟
مصعب وهو يرمي شماغه على الكنب ويجلس::// زي كل مرة مافيه شي جديد ..
مشاري:://يعني ماراح يسوي لها عملية ؟؟
مصعب::/يقول أن اللي فيها مايستدعي نخاطر بحياتها ونسوي لها العملية .. يعني سحر تقدر تتحمل الوضع بدون عملية ولاهم يحزنون..
مشاري وهو يلتفت على سحر ::// سحر الله يهديك وش فيك ؟؟ على اللي سويتيه توقعنا الأسوأ..
سحر وهي تقوم من حضن أمها وتصيح بقوة وتصارخ بانهيار::/بس ولو يا مشاري ولو ...لأنك مو أنت المريض قاعد تقول هالكلام... أنت ماتحس باللي احس فيه .. وما يحس بالنار الا واطيها ... وبعدين حتى لو كان اللي فيني أنا عارفته وحتى لو كنت متوقعة رد الدكتور .. بس انا عندي امل اني اتعالج واعيش مثل ما الناس عايشة ... ماأبي أحس بالنقص .. إذا عصبت سحر لاتعصبين لأنه مو زين لك ،، إذا ضحكت واستانست سحر انتبهي لنفسك .. اذا ماأكلت سحر كلي لانه خطر عليك ..
والله والله اني مليت يامشاري مليت ... ابي اتحرر من هالشي أبي اعيش بحرية مافيه قيود .. مافيه ادوية لازم آكلها في وقتها والا ترى تجيني نوبة ومااتحملها وتروح فيها حياتي واخسر كل اهلي ..
أنهارت سحر من الصياح ،، لأنه فعلا كل مرة الامل عندها يتجدد بس للأسف الدكتور ينهيه بجرة قلم وكأن شي ما صار .. كلامها هز مشاري اللي ما كان متوقعه ..وبدون وعي منه قرب منها وخذها في حضنه وحاول يهديها من اللي فيها ويواسيها بكم كلمة تريحها ...
كل هذا وكانت ندى تطالعهم من عند الدرج لانها اول ماسمعت صوت السيارة وشافت انه مصعب ما قدرت تتنتظر اكثر فوقفت عند الدرج تسمعهم وهم في الصالة وش قالوا عن سحر وموعدها .. وأول ما انهارت سحر ما قدرت ندى تتمالك نفسها صاحت بشراهة وشالت عمرها وراحت لزياد أخوها في غرفته ...

وصلت عذا وأمها للبيت .. أول ماوقفت السيارة عند الباب حاولت عذا ترفع رجولها عشان تفتح باب السيارة وتنزل بس فجأة حست بألم شديد في كاحلها .. ام عبدالله كانت ملاحظة ان عرجة عذا زايدة حبتين .. بس ماحبت تخوفها ... وأول ماشافت ملامح عذا اللي انعفست فجأة خافت لأنها ماتدري وش اللي زاد عليها ..
ام عبدالله :: عذاي وش فيك ؟؟؟
عذا وهي تحاول تبتسم وتقويمها الملون مبين علشان توضح انه عادي وما فيها شي ::/ سلامتك ماميتو مافيني شي ...
حاولت عذا انها تقاوم ألمها وتنزل من السيارة على الأقل علشان امها ... وفعلا نزلت بصعوبة وحاولت تخلي مشيتها طبيعية ...
دخلت ام عبدالله البيت ووراها عذا اللي رمت شنطتها على طول ومشت بسرعة شوي ورمت نفسها على الكنب وهي تتنهد . ماتدري وشلون قدرت تتحمل وتوصل للكنب ... وما تقدر تتخيل وشلون تحملت الألم في المدرسة مع الطلعة والنزلة ...
ام عبدالله :: عذا وش رايك ننتظر أسامة لحد ما يجي ونتغدى سواء والا بتتغدين لحالك ؟؟
عذا:: لالا يمه خلينا ننتظر اسامة ماعاد بقى شي ويجي ...
ابطلع اغير ملابسي واتسبح على بال مايكون هو وصل ونتغدى مع بعض ..
ام عبدالله وهي تمشي رايحة للمطبخ :: زين يصير خير ... وتكفين مري على سارة ولميس شوفي وش يسوون ؟؟
عذا وهي تقوم ::خليني الحق لا تكون هبلت ببنت عمي المسكينة . ماادري وش حظها الردي اللي خلاها تصادق صارورة ..
ام عبدالله توقف بحزم ::: هنوووووووووووف وش قلنا ؟؟ وش صارورة ذي بعد ..!!
عذا بمرح ::/ يمــــــــــه عادي وبعدين ترى بنتك هي اللي جابته لنفسها .. من قال لها تحب الحيوانات .. لا ومن زين الأخلاق أبوي واقف معها ..
(( عذا وهي رافعة حاجب وتناظر أمها )) إلا يمه خليني اسالك سؤال صريح ؟؟
أم عبدالله تتأفف::/ الظاهر اليوم انت ماراح تخلصين .. وش عندك اسألي ؟؟
عذا وهي رافعة حاجبها :: ما تحسين ابوي يحب القطاوة والأرانب أكثر منك ؟؟
أم عبدالله وهي تحاول تقاوم ابتسامتها ::/ لاوالله.. أحلفي!!أنا أقول قومي غيري ملابسك اصرف لك .. وخلي عنك الهذرة اللي ما منها فايدة...
عذا وكأنها تتكلم بجد::/ لا يمه صدق .. يعني هذيك المرة يوم تروحين للعمرة مع اسامة ما قال فقدت أمكم ...!! ويوم يموت كنج ((الأرنب) في نفس اليوم قال والله اني فقدته ؟؟ يعني برأيك الشخصي هل هذا يدل على حبه لك والا حبه للحيوانات ؟؟؟
ام عبدالله مشت بسرعة وتوجهت لعذا وكأنها بتضربها .. قربت من عندها ومسكتها مع أذنها :: انا ماادري متى بتوبين ليه لازم تفضحيني ؟؟ وبعدين أبوك حنون على الكل علي وعليكم وعلى الحيوانات حتى ...وبعدين من قال لك انه ما اشتاق لي يوم أروح العمرة .. ما تدرين انه كان كل يوم يتصل علي ؟؟
عذا وهي تتألم وتحاول تبعد يد امها :: ههههههههههه يمه خلاص والله العظيم آسفة كنت أمزح معك .. عاد انت الله يهديك كل شي تصدقينه ...
تركتها ام عبدالله وهي تبتسم على خبال عيالها .. وخصوصا عذا اللي روحها طفولية وحتى شكلها طفولي وما كأنها بتروح للجامعة عن قريب،،، راحت للمطبخ تشوف غداها .. وتجهز الأغراض والحلويات اللي بتوديها معها اليوم للمياء ..
أما عذا طلعت عشان تبدل بس مرت على سارة اختها قبل لا تروح لغرفتها ولقتها نايمة هي ولميس بشكل مخيف وكأنهم في ساحة معركة على السرير ... هذي رجلها في وجه الثانية وهذي نايمة بشكل مقلوب ويدها نازلة من على السرير .. ضحكت عذا عليهم وسكرت اللمبة وراحت لغرفتها ...
كانت تصيح برعب على صدر اخوها وشهقاتها متواصلة ... وهو يحاول يهديها علشان يفهم منها وش اللي قاعد يصير ..
زياد :: ندى وش بلاك ؟؟؟ اهدي وقولي لي وش اللي يصيحك ؟؟
ندى ::.................................... (( مافيه رد))
زياد وهو ويلف بوجهها علشان تواجهه وكان باين في عيونه الخوف والغضب:: ندى اذا ماتكلمت والله لأعطيك كف يصحيك ..!!
ندى::: سحر يازياد ...!! سحر!!
زياد وهو لأول مرة يحس بالخوف الشديد يعصف بقلبه لدرجة انه استغرب من هالشعور المفاجئ ... :: وش فيها ؟؟ وش صاير لها؟؟
ندى ::: اليوم راحت لموعدها ..و .. و (( وغاصت في دموعها ))
زياد ابيضت شفايفه واصفر لونه ... معقولة سحر صار لها شي .. سحر اللي كان يدلعها يوم كانوا صغار ... واللي كانت تفضله على مصعب أخوها .... سحر اللي يحس بوجودها كل يوم على دريشة غرفتها تنتظره يوصل ويبركن سيارته عند مواقف البيت ... معقــــــــــــولة !!!
حس زياد أن الدنيا تدور فيه .. وان الدمعة قربت تخونه وتنزل ... رفع راس ندى يسألها:: وش فيهاسحر!!؟؟ ندى انطقي ..
رفعت ندى راسها وشافت عيون زياد ونظرتها الحادة وكأنها تأمرها بالكلام وتهددها أنها لو تأخرت معناتها بيخليها تنطق بطريقته .. حست بغرابة المشهد في عيونه والسبب خوفه على سحر .. حقيقي هي بنت عمه وماتنكر هالشي .. بس هي ماتعودت منه هالاهتمام من ناحيتها ...
ندى وهي تمسح دموعها :: مافيها شي بس الدكتور قال لهم هالمرة نفس الكلام .. مافيه امل تسوي عملية ..!!
زياد وبدت ترتخي اعصابه :: اففففففففف .. الله يهديك ندوش قسم بالله طيحتي قلبي خفت لا يكون فيها شي أعظم ...
ندى وهي ترجع تصيح :: ولو يا زياد .. انت ما سمعت كلامها تو وشلون يقطع القلب ... صدقني زياد سحر تعاني من اللي فيها بس احنا مو حاسين بها ... تضحك وتسولف بس من داخلها تتقطع من الألم ...زياد ترى سحر هي توأم روحي وأختي اللي انحرمت منها مااقدر اشوفها منهارة وتتألم وانا ساكتة ...
قامت ندى من عند زياد وهي تعاني من ألم سحر ... خصوصا انها سمعت كلامها لمشاري وشافتها وشلون منهارة لأول مرة في حياتها .. وهي كانت متعودة من سحر انها ما تنفعل ولا حتى تبين مشاعرها الحزينة.. لكن اليوم هي كسرت كل اساسيات شخصيتها وانهارت عليهم وتكلمت بأشياء تقطع القلب ..
نزل زياد راسه بعد ماطلعت ندى بأسى وحزن على بنت عمه الوحيدة وسمح لنفسه أنه يسرح في سحر .. البنت الصغيرة .. اللي كانت رقتها وطفولتها أحلى شي يجذبه فيها ... الدلوعة والطيبة اللي كانت تفكر فيه حتى في أصعب المواقف ...
مرت على باله ذكرى حفل تخرجه من ثالث ثانوي وكانوا بيت عمته هم اللي مسوينه،، كانت عزيمة كبيرة بمناسبة تخرج عبدالله ولدهم وتخرجه هو .. يومها اضطر زياد يتأخر عن الرجعة للبيت كونه هو ضيف الشرف للحفلة ... و العزيمة مقامه علشانه ... يعني تقريبا قربت الساعة لـ2 وهو مارجع...
عبدالله وهو يوقف مع زياد ::/ اصبر يارجال وش فيك مستعجل؟؟
زياد وهو يطالع الساعة بصدمة:: عبدالله الله يخليك يعني انت ماتعرف عمي والا تستغبي والا وش سالفتك؟؟؟
عبدالله وهو يمسك يد زياد عشان مايروح:: انا عارف بس عاد انت متأخر متأخر .. اقعد معنا شوي ..؟؟ والا تعرف وشلون نام عندنا اليوم .. وفك عمرك !!
زياد بسخرية:: هههههههههه ضحكتني وانا مالي نفس أضحك ...
ويعني رايك اذا نمت عندكم بيسكت .. بيجي بكرة وبروح للبيت وبيفلقني بكل بلكة وبكل حصاة موجودة في الحارة .. ولا هو مخلي ولاعقال الا و بليخني به ...
عبدالله وهو حاس لألم ولد عمته ترك يده وقال...:: زين يا بو سلطان رح في حفظ الرحمان .. روح يابني والألب داعي لك .. ربنا يجعل لك في كل خطوة سلامة يارب ..
زياد وهو يقرب لعبدالله اللي يعني له الكثير ويحبه على خده بطريقة مضحكة:: ربونا يخليكي ياحبيبتشي .. ((وحط يدينه حول كتوفه وكأنه بيضمه))
دزه عبدالله عنه لانه من جد انقرف ... وضحك زياد هو واياه وشاركهم زملائهم اللي كانوا في الملحق .. مشى زياد وودعهم بوجه مكفهر من الخوف وطلع رايح لبيت عمه وهو مايدري وش اللي بيواجهه ..
.
.
.
اول ماوصل ودخل المفتاح في الباب .. انفتح الباب فجأة وطلع له عمه اللي كان الشرر يتطاير من عيونه ..
ابو مشاري:: توه الوقت بدري والساعة توها ثنتين وزيادة ..؟؟ ليش ضغطت على عمرك كان كملت سهرتك اللي مادري وين تكون؟؟
زياد وهو ينزل راسه ::/ عمي الله يهديك خلنا ندخل البيت على الأقل ماننفضح عند الجيران ..؟؟
سحبه ابومشاري مع مقدمة ثوبه ودخل هو واياه البيت وسكر الباب بكل قوته لدرجة ان صدى صوته تردد في شارع الحارة ...
ابومشاري :::/ وين كنت الى هالوقت ؟؟يالله يااستاذ زياد فسر لي سبب تأخيرك ... (( كتف يديه وحطها على صدره بطريقة استهزائية ))
زياد بنظرة توسل ::/ عمي انت كنت عارف ان اليوم بيت عمتي مسوين لي حفلة تخرج .. وعشان كذا تأخرت .. على بال ما خلصنا العشاء وضفيناه وقعدنا مع المعازيم مشى الوقت وانا ماكنت حاس ..
ابو مشاري وبنبرة تشكيك وحركات كلها استهزاء وسخرية:: شايفني اصغر عيالك تكذب علي وتقول لي أنك الى هالوقت في العزيمة ؟؟؟ والا تحسب اني نايم في العسل وما اعرف حركاتكم يالمراهقين ؟؟
زياد وهو يسمرعينه بعيون عمه بعصبية لأنه عرف وش يقصد::/ عمي لو سمحت انا ما أكذب لاعليك ولا على غيرك ... وبعدين انا رجال عاقل وفاهم تصرفاتي ومو معقولة انك تجي وتشكك في اخلاقياتـــــ ـ ـ ـ
كف حار مفاجئ نزل على خد زياد قبل لا يكمل كلامه .. من دون شعور رفع زياد يده وحطها على مكان الضربة .. آخر شي يتوقعه ان عمه يضربه .. لا وقدام سحر اللي اكيد واقفه قدام دريشتها وندى اللي كانت واقفة عند زاوية البيت ودمعتها على خدها ... زياد ما حس بألم جسدي بس حس بألم نفسي يقطع قلبه .. حس ان عمه اهان رجولته .. وانه لازال يعتبره طفل مراهق مع ان زياد يحس نفسه كبر ونضج وصار مسؤول من يوم كان عمره 5 سنوات وبدء يفهم ان هذي ندى اخته وان امه وابوه ماتوا ...
سمعوا صوت مشاري جاي من بعيد ويحاول يهدي الموقف ::/ يبه . الله يهديك اذكر الله ..!
تقدم مشاري ووقف بين زياد وأبوه وكان وراه مصعب وهذا المشهد هواللي خلا زياد تتعب نفسيته زيادة وماقدر يتحمل الموقف وطلع من البيت ودمعته تنزل بكل انسيابية على خده المحمر من الضربة ...
يومها كانت سحر هي اللي مصحية مشاري عشان ينزل يتفاهم مع ابوها لأنها خافت انه يسوي شي اكبر وهي ما تتحمل يصير لزياد أي شي حتى لو كانت وخزة شوكة ...
حتى اليوم الثاني لما جاء زياد واعتذر من عمه علشان اخته وعلشان كلام مشاري له ومصعب اللي طيب خاطره بكلمتين ... جت له ندى في الحديقة ومعها سحر اللي كانت تمشي بحياء شديد ومنزلة راسها ... كان هو وقتها توه طالع من المسبح وقاعد يتنشف بالفوطة اول ماشافهم استحى وابتسم لهم وحط الفوطة على أكتافه يغطي بها صدره وتقدموا هم له ... شافهم يتصاصرون وكأن ندى مصرة على شي بس سحر تعارضها .. عقد حواجبه واستغرب تصرفاتهم ..
زياد وهو يحرك اصابعه على شعره المبلول :: وش عندكم لايكون عليكم أحزمة ناسفة وتتهاوشون من يبدء العملية قبل ؟؟
ندى باستهزاء::: ههههههههههههههههههه يالهي ياخفة دمك ..!! لاتخاف مامعنا الا قنابل يدوية وشوي قذائف ار بي جي...
زياد وهو منصدم من ردها وفاتح عينه على آخرها::: يقلعك ياندوش وش عرفك بهالأشياء ؟؟
ندى:: وش قالوا لك مافيه مثقف الا انت ...
زياد وهو يجلس على الكرسي ويتسند بهدوء::/ههههههههههههههههههههه المهم وش عندكم ..(( انتبه لسحر اللي ماشاركتهم الحديث وكانت مكتفية بابتسامة ومنزلة راسها وواقفة ورى ندى شوي))
ندى::/ طيب .. غمض عيونك أول لأن سحر تستحي ..
التفتت عليها سحر وضربتها بكوعها على جنبها وبصوت واطي::/نـــــــدى
ندى وهي تصاصرها::/ يعني عادي بتعطينه اياها ؟؟
سحر وهي ترجع تنزل راسها::/ لا
ندى وبعصبية::/ اجل خلاص الله يعافيك اسكتي وخليني اتصرف ..
يالله انت بعد سكر عيونك ...
سكر زياد عيونه وهو مستغرب من حركاتهم ... تقدمت له ندى وخلته يحلف انه ما يفتحهم .. وللإحتياط راحت وراه وحطت يدينها عليهم
سحر كانت تطالع زياد وتتامل شكله وهو طالع من المسبح .. حست بالحرارة تتوهج من خدودها .. كانت هيئته بهيئة واحد عمره 25 أو اكثر مو واحد ..طول بعرض ...بالسمار العربي اللي يميز الخليجيين ... شعره الأسود وعيونه الكحيلة .. وحواجبه المرسومة بانتظام فوق عيونه .. كل هالأشياء تزاحمت في جمجمة سحر الطفلة أو الأصح المراهقة اللي شدتها وسامة ولد عمها لين طاحت في شباكه... قطع عليها تأملها ندى وهي تصرخ ::// يالله يالباردة وش تناظرين ؟؟بسرعة قبل لا يفتح عيونه..
تقدمت سحر وهي متفشلة لان ندى فضحتها وخلته يدري انها تطالعه وحطت له هدية على الطاولة .. والتفتت بتروح للبيت ماعاد تقدر تجلس أكثر لأن الحياء بيقطعها ..
ندى::/ لا والله ..!! بس كذا .. بسرعة الله يعافيك نفذي الجزء الثاني من الخطة ..
سحر وهي مستحية وتدعي على ندى بالهلا ك في قلبها ::/ مبروك التخرج ليلو وعقبال شهادة الدكتوراه ... و... .و....
ندى ::/ بسرعة تكلمي تراه بدء يتحرك يعني بيفتح
سحر وخدودها صارت مثل التفاح الأحمر::/ وتراني آسفة عن اللي صار أمس وهذا اعتذار مني بالنيابة عن ابوي ..
راحت سحر تركض للبيت ولحقتها ندى وهي سكرانة من الضحك على بنت عمها .. وتركوا وراهم زياد مصدوم من اللي صار .. أو بالأحرى من اللي سوته سحر .. لأنه عمره ماتوقع منها مثل هالشي ... وماكان يتوقع انه في يوم بتقول له ((((( ليلو)))))) اسم الدلع اللي يسمونه به ؟
وقف تفكير زياد هنا ورفع يده يتحسس مكان الضربة اللي مر عليها أكثر من 3 سنوات أيام تخرجه من الثانوي وهو الآن يدرس في الجامعة قسم الهندسة التخطيطية بقى له كورس واحد ويتخرج .. ابتسم على هالذكرى الحلوة والمرة في نفس الوقت .. قام من على السرير وراح للدولاب حقه عشان تكتمل صورة الذكرى اللي مرت بباله من دقايق بشوفة هدية سحر ،،، فتح الدولاب وطلع الصندوق الكبير اللي يجمع فيه كل ماخف وزنه وغلت قيمته .. أول مافتح الصندوق شاف قدامه قلم جيفنشي ذهبي مكتوب عليه اسمه بالقلتر النحاسي بشكل خرافي ... ابتسم زياد ابتسامة حبور ونشوة لأنه تذكر روح قلبه وهواه اللي يتنفسه .. تذكر الغلا كله .. تذكر عذا ... اللي كانت مهديته هالقلم منها ومن اخواتها في نفس هذاك اليوم اللي انضرب فيه ورجع لهم وهو مكسور الخاطر واستقبلته هي وباقي عيال عمته وهونوا عليه الأمر وحاولوا يسندونه ..
خذ القلم معه ورجع الصندوق للدرج ونسى انه قايم اساسا عشان يشوف هدية سحر له هذاك اليوم ... عذا هي الوحيدة اللي تقلب كيانه فوق تحت وتنسيه كل شي وأولهم مشاعر الحزن .. فهو من يشوفها ينتشي بالفرحة ومايسكن قلبه الا الدقات المتسارعة والخفقان الرهيب فرحة بشوفتها ..تنهد من اعماق قلبه وقرب القلم وحبه وغمض عيونه وهو يتمتم :: الله يخليك لي يارب ... وأشوفك دوم قدامي،،،واعيش الى هذاك اليوم اللي بشوف فيه عيالي ينادونك ماما وانا بابا ... ...
ضحك على نفسه وحط القلم بجيبه اللي بصدره وهمس لنفسه وهو يحط راحة يده على قلبه والقلم :: والله أحبك ...
---------------------------------------------------------------------

ضياءk.s.a 21-04-08 10:38 PM

الجزء الثالث




بيت لمياء ...
الكل بدء يجتمع عند لمياء بسبب العزيمة اللي مسويتها على شرف صديقة طفولتها وتوأم روحها سعاد ..
سعاد كانت توها راجعة من السفر بعد غياب وانقطاع دام الى مايقارب 6 سنوات .. هي تزوجت بعدالثانوية مباشرة وسافرت مع زوجها اللي كان يكمل دراسات عليا في استراليا... سعاد في نفس الوقت تصير بنت جيران لمياء ...بالإضافة إلى ان أختها رحاب وبنت عمها غادة صاروا صديقات لندى وعذا بحكم الجيرة .. فصارت علاقتهم قوية شوي مع بعض ...
كانوا البنات مجتمعين بمجلس والحريم في مجلس ثاني قريب منه ...
سعاد::\\ ياحبي لك ياعذا والله كبرتي وتغيرتي ،،، أتذكرك يوم كنت في الإبتدائي وتحطين قرنين ... !!
عذا ::\\ ههههههههههههههههه لا ياحليلك تطورنا خلاص وصرنا كبار ..
سعاد ::/ كبرتي صح ..!! بس عاد مازلت قصيرة .. وشكلك صغير مرة مرة مرة ... كانك في المتوسط ومو في ثاني ثانوي.. يعني بصراحة ماأحس انك بعد سنة بتروحين الجامعة ...
وقفت عذا على طولها وقامت تدور حول نفسها:: /حرام عليك بس اني قمر ..صح؟؟
رحـاب::/ ايه قمر بس اسمني انت شوي ... واسحبي رجولك عشان تطولين ..لأن الرجل ترى مايبي الا طويلة ومليانه شوي ..!! مو عظم على جلد ... وطول الله بالخير..
عذا وحز في خاطرها كلامهم::/ عادي اهم شي اعجب اللي بيتزوجني وانتم بكيفكم ..
رحاب بنص عين::/صدقيني ترى مايبون الا المليانة ..!! اسمعي كلامي تراني ادرى منك بهالأمور... وتراني أعرفهم زين ..!! – وتغمز لها –
عذا فهمتها وبدت الحمرة تبان على خدودها::/لا ماعليك اللي بياخذني بياخذني بشكلي ماراح يتشرط ...!
لمياء تقاطعهم وتقز عذا بنظرة ::\\يعني واثقة ؟؟ الظاهر انك تعرفين من بتاخذين و متفقه معه من ورانا ؟؟؟
التفتت عذا على لمياء تبي تسكتها ... هي أصلا دايما كذا تحب تحرج عذا وخصوصا في مثل هالمواضع ...
سعاد وهي تقطع عليهم الهوشة وتلطف الجو لأنها حست باحراج عذا ::\\ أقول وينها ندووش ؟؟ تاخرت علينا الله يهديها ..
عذا::/ تو مكلمتها وتقول انهم بالطريق ..
رحاب بخبث::/ ومن اللي جايبها ؟؟؟؟ ؟!!!
عذا وهي حست انهم اليوم متسلطين عليها :::/ اكيد زياد يعني ماتعرفين أخوها ..؟
سعاد::/ههههههههههههههه ياحبي لك وانتي مستحية شكلك جنان ...
عذا وهي خلاص وصلت حدها من الاحراج::/ وش أستحي منه ؟؟ صدق ماعندكم سالفة ...
قامت من عندهم بتطلع لأنها حست ان الجو مخنوق وماتقدر تتحمل هالشي.. ماتدري ليش كل ماجاء طاريه هالفترة تحس بقلبها يعورها وتحس انها مشتاقة له خصوصا لأنها من يومين ماشافت أبوها ،،، وهي ماتحس بالأمان والراحة الا مع هالأثنين،،،أفكارها السخيفة بدت تسيطر عليها من جديد .. دائما تحس انه ما يحبها وانه يعتبرها مثل أخته الصغيرة .. خصوصا كلام رحاب لها يخلي ثقتها بنفسها تهتز شوي ؟؟؟ يعني شكلها وستايلها ما يليق بشاب مثل زياد ؟؟؟ يعني زياد يستاهل وحده من ثوبه ...
طردت عذا هالأفكار من بالها لأنها ماتبغاها تكون حقيقة ،،، فبمجرد تحولها لواقع ممكن هي تخسر حياتها بعده لأنها ببساطة مو متعودة أنها تعيش بعيدة عنه... دائما تعودت انه موجود بحياتها وقريب منها أكثر من روحها ونفَسْها ... قطع صمتها صوت الجرس وسمعت لمياء تناديها عشان تفتح... مسحت دمعتها اللي نزلت غصب عنها وتوجهت للباب ...
لقتها ندى فخذتها بالاحضان وسلموا على بعض وراحت هي واياها للمجلس عند الحريم عشان تسلم عليهم قبل وبعدين يروحون عند البنات ...
ندى وهي حاسة ان عذا فيها شي خصوصا انها شافت الحمرة اللي كاسية وجهها وعيونها اللي يبين عليها انه صايحة و كذلك مستغربة مشيها::/ عذاي وش فيها رجلك ؟؟
عذا وهي تبتسم::/ هذا كله من أسامة وسارة ...
ندى وهي تشهق ::/ معقووولة ؟؟ هذا كله من هذيك السالفة ... حشى ماصار مزح هذا ..؟
عذا وهي تضحك بخفة :::/ ادري ادري اخواني عرابجة .. ماعندهم يمه ارحميني يا اما يكسرونك والا مايلعبون معك ...
ندى::/هههههههههههههههههههههههههههههه حلوه .. عاد سويرة انسي ابوك يهاوشها ..
عذا وهي تسوي نفسها يائسة وحزينة::/ اييييييييييييه اصلا انا غاسلة يدي منه .. ماظنتي بيهاوشها يمكن يقول لها (( وتقلد صوت ابوها )){ عيب عليك ياسارة اللي سويتيه} هذا ان تكلف بالحيل ..
ندى تبتسم وتضربها على ظهرها وتحس بالحزن نوعا ما ::/ يالله عاد لا تظلمينه والله انه يحبكم كلكم ..
عذا::/ أي والله عاد كل شي ولا ابوي هههههههههه .. والا من بيدافع عني من بعده فديته ...
ندى ترفع حاجبها وتناظرها بنص عين ::/ ولا يهمك بنلقى لك واحد يدافع عنك ..الظاهر لو نقول له بيطبق القصاص عليهم ...
عذا وحست الدم يتجمع بوجهها (( وش صاير لهم اليوم ماعندهم الا سيرته )) ونزلت راسها::/الله يخليه..
ندى:::/ هههههههههههههه بس ..!! هذا اللي الله قدرك عليه { الله يخليه }
عذا وباحراج شديد::/ وش تبيني اقول لك يعني ؟؟
ندى::/ قول ياحبي له .. فديته ابو سلطان مايقصر علي بشي..!
عذا وهي خلاص بتموت من كلامها ::/ ندوووووووووووووووش خلاص لو سمحتي شاطرة تعرفين تقولين كلام حلو .... برافو عليك { وقامت تصفق لها ،، هي أصلا من الإحراج ماعرفت وش تسوي}
ندى وهي تحط يدها على كتوفها ::/ ههههههههههههه ياحبي لك اذا استحيتي ..
طلعت لهم رحاب أول ماسمعت صوت ندى جاية ... وسمعت تقريبا نص كلامهم ... عذا يوم شافتها جاية ومبتسمة خافت من كلامهاهي وندى اذا اجتمعوا عليها أكيد بيسمون بدنها بخرابيطهم وتعليقاتهم اللي بتزيد وهي ماتتحمل أي شي اليوم من ناحيته ... ممكن بأي لحظة تنزل دمعتها ماتدري من الخوف... أو لأنها فعلا اشتاقت له ومن زمان ماشافته ... فتوجهت عند لمياء في المطبخ مباشرة ..
رحاب وهي تسلم على ندى ::/ وينك تأخرتي .. ؟؟
ندى ومازالت عليها آثار الضحك::/ وش اسوي الشوارع زحمة ...
رحاب وهي تبتسم ::/ وش فيك تضحكين وش صاير؟؟
ندى::/ ياحبي لها عذا تو تقطعت من الحياء وانا ماقلت لها شي اجل لو أقولها انه يسلم عليك ويحبك وش بتسوي ؟؟
رحاب:/: ههههههههههههههه أي والله ... وانتي ماشفتيها بعد تو بالغرفة ..!!! بس تدرين ندى ؟؟
ندى::/عن ايش؟؟
رحاب وهي تمسك ندى عشان يجلسون على كنب الصالة ::/ أحس لازم تدري عن سحر ... والا سحر لازم تدري عن عذا مايصير كذا .. والله اني راحمتهم ثنتينهم
ندى نزلت راسها بأسى::/ رحاب ماأقدر .. ماأقدرأقول لسحر ترى والله زياد أخوي يبغى عذا بنت عمتي.. وفي نفس الوقت مااقدر ابعد عذا عن زياد عشان سحر لأني احس انه يحبها من قلبه...
رحاب::/ والله اني أحب كل الثنتين وأتمنى لهم الخير .. بس انت وش رايك ؟؟ أي وحدة تحسين انها تصلح ؟؟
ندى وهي تبتسم::/والله يارحاب كل الثنتين مناسبات ... بس اذا تبغين الصدق ولو كان الرأي رأيي أنا ودي أن زياد ياخذ سحر .. لأنها اقرب لي واحس انها تحبه بصدق ومستعدة تضحي بكل شي .. أما عذا ماادري لكن شكلها هي بعد تحبه ... بس بعد صغيرة عليه ...
رحاب باستنكار::/ وش صغيرة عليه ؟؟ ترى مابينها وبين سحر الا سنة..
ندى::/ أدري بس أنت ماتشوفين شكلها ونعومتها وحركاتها ... تحسينها كأنها بنت زياد اخوي .. مو زوجته ..!!
رحااب ::/ ههههههههههههههه والله صدق .. أخوك ماشاء الله طول بعرض كأنه جدار .. وهي ياحياتي نحيفة ومو طويلة ... كأنها عصفور منتف ريشه ...
ندى ::/ تف تف ماشاء الله .. اذكري الله لاتعطينه عين..
رحاب::/ ماشاء الله .. بس يا ندى ترى حتى سحر نفس الشي ..؟؟
ندى::// لا رحاب سحر شكلها يبين كأنها اكبر،، وبعدين ستايلها وشخصيتها حتى حركاتها تختلف عن عذا يعني من النوع اللي يناسب زياد ... ويمكن ترى سحر أطول واسمن شوي.....
رحاب بتملل::/ المهم انت لازم توضحين لوحدة منهم انه زياد ماراح يكون من نصيبها عشان ماتنصدم بعدين ..
ندى وهي فعلا حايرة بس وش بيدها تسويه::/ انا ماادري من اللي يبغاها زياد بالضبط .. بس اكيد انها عذا ،،عموما اللي فيه الخير الله يقدمه يارحاب .. اما اني اروح اقول لسحر ترى زياد مايبغاك هذي صعبة علي .. حتى صعبة اني اقول لعذا نفس الكلام لأن زياد حتى هاللحظة وهو يبغاها .. وخلي كل شي للقدر والظروف ..
رحاب وهي توقف::/ قومي طيب وخلينا من هالخرابيط اللي يسمعنا يقول نحكي عن مصعب على غفلة ..
ندى بعصبية مفتعلة ::/ لا والله .. ترى زياد يسواهم ويبيعهم ..
رحاب::/ انتي هيه تراهم عيال عمك ..!!
ندى تبتسم:::/ اووووه عارفة .... بس انت بعد الله يهديك تستفزيني..!
رحاب تضحك ::/ طيب قومي بس نروح للبنات ...
ومشوا الثنتين متوجهات للمجلس عشان يسلمون وينضمون للمجموعة ..

----------------------------------------------------------------
كان الكل مجتمعين بالصالة ويطالعون برنامج سياسي على وحدة من القنوات الفضائية ... الكل مندمج معاه الا سحر اللي كانت سرحانة عنهم ..
تفكر في كل شي .. في وضعها الصحي والنفسي ... مر في بالها الموقف اللي اليوم صار لها مع مشاري أخوها ... تذكرت وش لون كانت قاسية معه وهو اللي مايستاهل هذا الشي منها ... تذكرت كلامها وحست انه جارح نوعا ما .. لأن مشاري كان كل قصده انه خايف عليها وخايف لاتكون فيه مضاعفات حصلت لها ... وفجأة وبدون سابق انذار ...
سحر بصوت ضعيف ::/ مشاري ..!!
الكل التفت لها لأنها قطعت عليهم اندماجهم ..
مشاري وهو يبتسم:/ هلا..
سحر والدموع بدت تتزاحم عند عيونها ::// آسفة .. ترى ماكانت اقصد كل اللي قلته لك اليوم ...!!! وبدت دموعها تنزل لانها ماقدرت تتحمل ..
مشاري قام وجلس جنبها يهديها:/ سحر وش هالكلام اللي تقولينه ؟؟؟ امسحي دموعك ترى مالها داعي ... وبعدين من قال لك اني زعلان والا متضايق ... لا يابعدهم أنا مقدر وضعك .. ومقدر نفسيتك .. بس اللي ابغاك تعرفينه اني احس بألمك ولو ماكنت مريض بنفس مرضك ..
سحر بخوف ضغطت على يده ::/ بسم الله عليك ... يكفي اني انا مريضة ..(( ونزلت راسها ))بس مشاري .............
مشاري وهو يبتسم ويرفع راسها بيده ::/ لا بس ولا شي .. انت بس ريحي بالك ولا تفكرين كثير ..
مشاري برجولته وهيبته واحترامه اللي ينفرض على الجميع بمجرد تواجده في المكان رفع يده ومسح دموع سحر .. لأنه حس لو انها كملت وصاحت ممكن يصيح معها .. عندها وبس تنتهي كل حدود الرسمية وتوضح رقة قلبه وحنانه المتناهي تجاه أهله واللي يحبهم .. يعني كل هالقوة والعظمة اللي يتحلى بها فقط ومجرد فقط هالة يحيط نفسه فيها لأنه يكره الضعف ويكره نظرات الرحمة اللي تنوجد في عيون الاخرين .. واللي ولد عنده هالمشاعر هي سحر اخته ووضعها الصحي اللي كان الكل يعطف عليها – وهو اولهم.- بسببه... ماكان يبغى أحد يرحمه هو بسبب اللي فيه ..لذلك تكتم على كل شي واحتفظ بأموره الشخصية لنفسه ...
قطع عليهم ابو مشاري بصوته الرجولي العميق ::// مشاري يا ابوي بكرة ابغاك تروح مع ولد عمك للمحكمة تخلص بعض الأوراق لاني أبخليه يداوم بالشركة ترى ماباقي عليه الا كورس ويتخرج ويالله يبدء يتعلم على طريقة عملنا ... ويصير له كلمة وكيان عند الموظفين ..
ام مشاري::/ ليه وش سالفة هالاوراق ؟؟
مشاري وهو يلتفت على امه ::/ اوراق نقل بعض الملكية عشان يصير عنده حق التصرف في بعض امور الشركة الى ان يتخرج السنة الجاية وتنتقل له باقي املاكه..
ابو مشاري قام وهو يتنهد::/ يالله تصبحون على خير .. وانت يامشاري لا تنسى بكرة .. ونبه ولد عمك عشان يصحى بدري ويمديكم على المحكمة قبل الظهر والزحمة ... ومشى ابو مشاري متوجه للدرج اللي يودي لغرفته...
مصعب وسحر وحتى مشاري انرسمت فوق رؤوسهم علامة استفهام كبيرة... مستغربين من تصرفات ابوهم ..؟؟ على الرغم من انه شديد وقاسي في تعامله مع ندى وزياد الا انه بيعطي بعض الأملاك لزياد من الحين ... والباقي بعد مايتخرج السنة الجاية ..!! مع أنه ما احد قام بالشركة والحلال الا هو بس مع ذلك بيرجع نصيب عيال أخوه بالأرباح وبكل شي .. يعني ماأكتفى بس براس المال...!!لا وفوق هذا بيكون شريك رسمي له في الحلال ...
ام مشاري قامت ترافق زوجها عشان يريحون بغرفتهم شوي وينامون .. ولحقهم مصعب على طول رايح لغرفته ... اما مشاري فقعد يكمل البرنامج وينتظر ولد عمه.. وسحرجلست مع مشاري بتملل هي ماتحب الامور السياسية لأنها ممكن تجلطها .. ومع ذلك ماتبي تخرب على أخوها..
في نفس اللحظة رن جوال سحر عشان يكسر الملل اللي بدى يطغى على الجلسة وكانت ريم بنت خالتها هي اللي متصلة ...
سحر وهي ترد بفرح باين على صوتها ::/ هلا والله بالشيخة بنت الشيوخ ..
ريم تضخم صوتها وتسوي نفسها شي ::/ اهلا فيك عزيزتي ..!! كيفك أخت سحر ان شاء الله بخير؟؟
سحر وهي تقلدها وفي داخلها تموت من الضحك ::/ أوه بخير حبيبتي .. بس أسأل عنك ؟؟
ريم وهي ترجع لطبيعتها ::/ههههههههههههه على طول تقلبين الموجة ...
سحر::/ أفا عليك تراني على طول اتكيف مع البيئة ..
ريم::/ استغفرالله الظاهر اليوم عندكم اختبار احياء وجاية تراجعين عندي..
سحر::/خخخخخخ الله يرجك لا اليوم ماكان عندي شي الحمدلله الموت عقب شهر هو اللي بننكرف فيه بيبدأ الفاينل ..
ريم:: أففففففففف ياحبك للنكد ..!! ليش تذكريني بهالخياس ؟؟
سحر وهي تضحك ::/معليش ريم بس هذا الواقع .. .. المهم وش اخبارك ..؟؟
ريم::/ انا تمام انتي كيفك .. وكيف موعدك اليوم ؟؟
سحر وهي تتنهد::/ زي كل مرة .. لاجديد تحت الشمس ..!!
ريم وهي تحاول تغير الجو ::/ الا فيه جديد ...!!
سحر استغربت::/ وش هو؟؟
ريم بفخر::/ شفتوا أخوي الدكتور راشد بن سعود ...
سحر تضحك من خاطرها على طريقة ريم::/هههههههههه والله انك شي هذا وهو اخوك الدكتور نافشة ريشك .. اجل لو انتي الدكتورة وش بتسوين ؟؟
ريم::/ ههههههههاااااااااااي ضحكتيني لللحين ماتدرين وش بسوي ؟؟؟ ما راح أكلمكم من الأساس ... ووووواممممممممممممم بتبرئ منكم بعد على طول ..
سحر تشهق::/ أيا الخاينة ياللي مالك خاتمة ..
ريم ::/ المهم لاتكثرين هرج .. ويالله تراك خذتي من وقتي الثمين الشئ الكثير .. وخذي طلال يبي يكلمك ..
سحب منها طلال التليفون قبل لاتقول مع السلامة .. ودفها بعيد عنه شوي عشان يجلس هو على الكرسي ..
طلال::/ هلا والله بأحلى أخت في الدنيا .. تصدقين احسن مافي خالتي انها رضعتني مع مصعب وصرت اخوك من الرضاعة .. على الأقل أحسن من هذي اللي محسوبة علينا اخت من دون فايدة .. والا وش جاب الشمس عند القمر اصلا ما يجتمعــ ـ ـ
سحر تقاطعه::/ههههههههههههههههههههه أعصابك أعصابك ... اترك لي فرصة اتكلم ..
طلال وهو متفشل ::/زين يالله تكلمي .. وش عندك ؟؟
سحر وهي تبتسم::/كيفك ؟؟ وش اخبارك ..
طلال ::/ بس هذا اللي عندك ومزعجتنا عليه ...!!
سحر::/يالله عاد لا تفشلني ؟؟حرااااااااااااااام
طلاال يضحك ::/ خلاص كسرتي خاطري .. أنا تمام الحمدلله أصح مني مافيه انتي اللي كيفك اليوم ..؟
سحر ورجع لها الحزن مرة ثانية ::/ الحمدلله نشكر ربنا ..
طلال::/ سحر..!! وش نبرة الحزن هذي ؟؟ خلي ايمانك بالله واملك فيه قوي .. ولا تيأسين لانه لا بد بعد الهم فرج وبعد العتمة والكدرة صفاء ..
سحروهي تضحك عشان ماتحسسه بالضيق ::/ اوه أوه تطورت وصرت تقول خطب ..
طلال وهو يضحك::/ أوووووووه أعجبك ترى انا كذا في هالمجال .. الا ماقلتي لي وش اخباركم بعد .. ومصعب ومشاري وكلكم ..
سحر وهي فهمت انه يلمح على ندى بنت عمها ::/ هههههههههههه طيبين كلنا تمام ومرتاحين ونسلم عليك بعد ..
طلال وصوته يبين عليه الفرح::/ صدق والله تسلمون علي ؟؟
سحر::/ أفا عليك طلول وش دعوى مانسلم عليك .. الا نسلم ونص وترانا بعد نشتاق لك اذا ابطيت عشان كذا حاول تجينا في أقرب فرصة ..
طلال بحماس::/ بكرة ان شاء الله انا عندكم .. انتظروني..
سحر::/هههههههههههه ماشاء الله عليك يااخوي مايردك شي ...
طلال وهو يضحك::/ أبداً من هالناحية أرقدي وآمني .. المهم يالغلا مااطول عليك .. نشوفك على خير ان شاء الله وسلمي على اللي عندك ..
سحر::/ يوصل يالغالي ..يالله مع السلامة
طلال:/ مع السلامة ...
سكرت سحر عن طلال وهي تحس انها انبسطت شوي لما كلمتهم .. استأذنت من مشاري وبلغته سلام اخوهم وطلعت فوق لغرفتها ترتاح بعد عناء يوم كامل ..كانت اعصابها فيه مشدودة .. ولا قدرت تنام لا بالليل و لا بالنهار ..

------------------------------------------------------------------
في سيارة زياد كان هو ماسك أعصابه عن ندى اللي تخربط عليه بسوالف مالها داعي ،، أو بالأحرى ماتهمه ،، وده يوقف على جنب الطريق ويرميها من السيارة عشان تتأدب ،،، هو مايدري وشلون يسألها ؟؟ مايعرف يقول بطريقة مباشرة (( شفتيها؟؟ كيف حالها؟؟ ووش لابسة ؟؟ وكيف كان شكلها؟؟)) لأنه يستحي وماتعود هالاسلوب...
ندى وهي تضحك::/ تصدق ياحبي لها جدتهم حبيبه مرررررررة .. وسوالفها تجنن ... وتعليقاتها على عذا وسارة وبنات عمهم تخليك تضحك غصب ...
زياد اللي كان ضاغط على أعصابه من دقايق ... استرخى على طول وانفرجت اساريره بمجرد ماانذكر اسمها ...
زياد وهو يبتسم وكأنه مو مهتم ::/ ليه وش فيهم تعلق عليهم ؟؟
ندى وهي عارفة أن أخوها يسحبها في الكلام عشان تتكلم عنها ::/ سارة لا بسة لبس قصير شوي لنص ساقها وبنت عمها مسوية زيها .. عاد جدتهم ما عجبها الوضع وكل مامروا قدامها قالت لهم ههههههههه والله من زين هالعصاقيل مطلعينها ...!!!
زياد ووده يضرب ندى على سخافتها ويتغصب الضحكة::/ ههههههههههههههههههه يا حليلها ترى حتى جدهم حبيب ماشاء الله عليه كل ما جلست معه ما يسولف الا عن الصحابة وقصص الأنبياء .. يعني ماتقوم من عنده الا وانت ماخذ العبرة ...
ندى بعد صمت دقايق وبحزن ::/ لو عندنا جد والا جدة تتوقع يصيرون زيهم ؟؟
زياد وأوجعه كلام ندى ::/يمكن ليش لا ...!!
سكتوا عن الكلام .. بس زياد ما وقف قلبه عن السؤال .. وده اخته تتكرم عليه وتنطق وتطمنه عليها وتقول له أي شي عنها .. لبسها ،، سواليفها اي شي المهم تتكلم .... أما ندى كانت تناظر زياد بنص عين وتشوفه وشلون شاد على المقود ومركز عيونه على الطريق وهو أصلا مايدري وش قدامه لأن باله مو معه .. باله عندها ببيت اختها ...
ضحكت ندى لماسمعته يتنهد فاقد الأمل انها تتكلم ...
ندى وهي تضحك ::/ وش فيك تتنهد ؟؟ سلامتك
زياد يلتفت عليها وهو مبتسم ::/مافيني شي سلامة قلبك.. بس وش فيك سكتي .. كملي سوالف ..!
ندى::/ خلاص خلصت.. كل شي قلته لك ... وبخبث::/ الا ان كنت تبغى سواليف معينه فهذا شي ثاني ..!!
زياد وعرف ان اخته فاهمته بس تستغلس عليه ::/ يعني ...!! ماقلتي لي من اللي جاء ومن اللي اعتذر ...
ندى::/يعني يهمك من اللي جاي ..
زياد ::/ عادي بس بشوف كيف استوعبتكم شقة فهد ...
ندى::// عادي ماكنا كثيرين مرة وهي عندها مجلسين عشان كذا افترقنا الحريم بمجلس والبنات بمجلس...
زياد وبمحاولة اخيرة::/يعني البنات كانوا كثار والا كفاكم المجلس ..
ندى::/ههههههههههههه لا لاتخاف ماكنا كثيرين مرة .. يعني حلو الجو ..!!
زياد وهو خلاص عصب ووصل حده بس قدر يمسك نفسه::/طيب خلاص اسكتي لاعاد تسولفين ... انت وسوالفك اللي بالقطارة ..
سكتت ندى وهي تضحك وسندت راسها على الكرسي وتفكر في أخوها الحنون .. ووش كثر يحب بنت عمتها (( ياحظك ياعذا بحب زياد ،،، والله ان عمتي داعية لك بجوف الليل ،،،والا وين وحدة تحصل واحد يخاف عليها هالكثر ..؟؟)) لفت راسها على أخوها وشافته معقد حواجبه (( خخخخخ أكيد أنه يدعي علي في قلبه )) رحمته وقررت تسولف له شوي عنها ...ندى وهي تبتسم ::/ مسكينة كان على خدها زراق بسيط أحسب انه مكياج قالت لي اانه من الطيحة اللي أمس .....!
زياد من دون اهتمام ::/ من هذي ؟؟
ندى وحسته مو مهتم :::/ عذا بعد من غيرها طايحة أمس ؟؟
زياد وهو يلتفت باهتمام ونبرة صوته تحتد ::/ وين كان فيه ؟؟
ندى تبتسم ودها تضحك عليه بس ماسكة نفسها ::/ تحت عينها على طول بس تراه خفيف مو شديد ..
زياد ووده يرجع لبيت لمياء عشان يتطمن عليها :::/ عسى ماتعورت عينها ؟؟
ندى::/ لالا عادي زياد يعني ضربة بسيطة مو كايدة ...
زياد يتنهد::/ الحمدلله..
ندى بدلع::/ ايه ايه اطلع على حقيقتك ... لو أنها أنا ما سويت كل هذا ،،، صدق من قال المحبوب في راحة ..
زياد يضحك::/يالعجوز ،، الحين انا مااهتم فيك أبد ولا احبك ...؟؟زين نشوف ياندى يابنت امي وابوي وشلون انا مااحبك ..!!
ندى وتأثرت بكلامه ::/زياد آسفة ماكنت أقصد ... الله يخليك لي ولا يحرمني منك ..
زياد يبتسم::/ آمين .. ويخليكم لي ..!!
ندى بنص عين::/من حنا اللي الله يخلينا لك ..؟؟ انا أخبر ماعندك اخوات الا انا ؟؟؟ عادي اخي العزيز اعترف ترى ماراح اكلك..؟؟
زياد وهو يضيع السالفة بس مبينه عليه شدة الأعصاب::/ كلكم انتي و عمي وعياله وعمتي وعيالها وخالي ابو عبدالله ...
ندى::/طيب طيب خلاص ... هد اعصابك ..
زياد ::/المهم ارسلي لها مسج قولي لها اني اتحمد لها بالسلامة ...
ندى تضحك::/ ياحليلك وانت مستحي..!! لا ماراح ارسل لها مسج ابتصل عليها ..
طلعت ندى جوالها واتصلت عليها .. وقلب زياد شوي ويطلع من مكانه ... يمكن من الفرحة ...!!
زياد::/ حطي السبيكر ..
ندى ::/ لا حرام علينا..
زياد::/ وش اللي حرام .. عادي انا اكلم عليهم واسمع صوتها واحيانا اسولف ..
ندى بمضض ::/ طيب ..
ردت عليهم عذا وهي تحط السبيكر ..
ندى::/ هلا والله عذا ..
عذا تضحك::/ مشكورة ندى حبيبتي لهالدرجة اشتقتي لي ؟؟
زياد فز قلبه لماقالت حبيبتي ... متى تصير هالكلمة من نصيبي انا وبس واحتكرها ويا ويلها تقولها لأحد غيري ...
ندى::/تخسين اشتاق لك .. من زينك ..
زياد ضربها على كتفها وناظرها بنظرة تأديب .. ابتسمت ندى
عذا::/ من زينك انتي عاد .. كلش انا اللي ميتة على شوقك ..
ندى تضحك::/طيب لاتزعلين . مشتاقة لك.. وبعد عندي شي لك ..
عذا::/سمي وش تبغين؟؟
ندى::/ الله يسلمك المهندس زياد بن سلطان يسلم عليك ويقول لك الحمدلله على السلامة ..
عذا وبدت تخنقها العبرة من أفكارها السخيفة اللي سمحت لنفسها انها تفكرها ::/ مشكور مايقصر..
ندى وماعجبها رد عذا ولا صوتها المقتضب واللي شاده عليها وكأنها تقول(( وغيره ؟؟)).. وزياد اللي بغى يموت من سمع صوتها بس عوره قلبه من ردها .. التفت على ندى وفي عيونه نظرات استفهام .. يبغاها تفهمه اللي قاعد يصير ..
ندى::/وش فيك عذا؟؟
عذا وخلاص الدمعة نزلت وصوتها بدى يتهدج بس تقاومه بضحكة::/ مافيني شي بس اتدلع اليوم عشان ابوي ما شفته من يومين وانا مو متعودة على غيابه ..
زياد من دون شعور وعرف انها تصيح وفهم مقصدها::/المهم لاتصيحين .. وابوك بيرجع بالسلامة ؟..
عذا وحست ان قلبها ينعصر.. ارتاحت لما سمعت صوته ودها تقوله تعال انت لبيتنا خلني اشوفك لحد مايجي ابوي بس مهما يكون فيه حدود وماتقدر تتعداها ...
عذا تضحك ::/ليش حاطين سبيكر ترى ماأسمح لكم .. ندى لوسمحتي طفيه ...
ندى وهي تسكر السبيكر وترفع التليفون لأذنها وتطالع اخوها بنظرة::/ طيب آسفين للناعمين يالله مع السلامة وصلنا البيت .. تصبحين على خير ...
عذا وبراحة نفسية غير عن قبل::/ وانتم من اهله .. مع السلامة
ندى::/مع السلامة ..
زياد كانت الابتسامة شاقة وجهه حس براحة نفسية يوم سمع صوتها بس مايدري ليش قلبه ناغزه من كلامها .. عرف انها مشتاقة ومفتقدة الراحة اللي تحسها في وجودابوها و تبغى تشوفه علشان ترتاح وتحس بالأمان أكثر .. زادت ابتسامة زياد وهو يتلذذ بهالمشاعر اللي تبثها فيه عذا .. تحسسه برجولته وانه مهم في حياتها وانه الوحيد بعد ابوها يحسسها بالامان والراحة .. حط يده على قلبه عشان يخفف من دقاته قبل لاتجيه سكته و تنهد...قطعت عليه هاللحظات ندى::/زياد خلنا نتسابق وقف عند المواقف وبعدين انا بروح مع البوابة الرئيسية وانت رح مع بابك الخلفي ونشوف من يوصل لغرفتك قبل ..
زياد::/وش تبغين بغرفتي؟؟
ندى::/ابمر عليها قبل لا أطلع غرفتي وابرتب مفرشك لاني اليوم مارتبتها لك .. وأرتب الفوضى اللي أكيد موجودة..
زياد يضحك::/ يا حبك تفشليني تتلذذين يالنجسة .. ،، يالله انطلقنا ..
نزلوا الثنين وكل واحد راح مع طريقه بس زياد ماطاوعه قلبه لحق اخته وتاكد انها دخلت البيت بعدين راح لبابه ...
-------------------------------------------------------------------
مشاري كان جالس في الحديقة الخلفية لبيتهم يستمتع بنور البدر الكامل ونسيم الهواء الصيفي العليل ... ينتظر زياد عشان يقوله عن مشوارهم بكرة الصبح ... وصله مسج في هالدقايق وفتحه .. ابتسم لما عرف المرسل ... بس ماعرف وش يرد عليه .. اكتفى بأن أرسل (( I`m gonna visit you next month … be there then)))
رفع عينه عن الجوال وشاف نور غرفة زياد مفتوح وعرف أنه جاء .. سكر جواله وحطه بجيبه وقام من على الكرسي متوجه للملحق ... حس بألم خفيف أسفل ظهره بس تجاهله وكمل طريقه ... وأول ماوصل للباب فتحه ودخل من دون مايدقه...
جال نظره بالصالة بس مالقى أحد لكن شد انتباهه عباية كانت مرمية على الكنب احتد نظره بس طنش ومشى ... راح لغرفة النوم ولقى بابها مفتوح تنحنح ودخل من دون ما يدق الباب .. بس المفاجأة حصلت ..
ماكان زياد اللي موجود بالغرفة ... اللي شافه بنت ناعمة وحركتها رشيقة قاعدة ترتب السرير واللي على الكنب عبايتها .. عقد مشاري حواجبه ..!!(( من تكون هذي؟؟ معقولة ان زياد من النوووع اللــ ـ ـ ـ ..!! استغفرالله يارب وش أنا قاعد أقول ..)) لكن البنت كانت حلوة شدت انتباه مشاري بشعرها المدرج واللي يوصل نهاية رقبتها ... وحركاتها الخفيفة...
غض مشاري بصره وطلع برا الغرفة ... ووقف عند الباب ..
مشاري::/احممممم .. زياد انت هنا ؟؟
انتفظت ندى لما سمعت صوته خافت لايدخل وهي مامعها عباية ولا شي .. راحت تركض للباب وبغت تتخرطف في المخدة الموجودة على الأرض بس ربي ستر .. ردت الباب شوي وتكلمت معه ..
ندى وهي تتنفس بقوة::/ لالالا .. زياد مو موجود هنا بس راح يجي الحين .. هو بيوقف سيارته ويجي ...
مشاري وبدء يتعرف على صوتها ..::/ زين انا بنتظره برا ...
تسندت ندى براحة على الباب ... وتنهدت بسبب المغص اللي جاها لما سمعت صوته جاي ... صدق خافت لايدخل ويشوفها وهي شكلها خايس ،،، يعني هو ماعمره قد شافها ويوم يشوفها يشوفها وهي بهالصورة ... ابتسمت وراحت تكمل شغلها ...
مشى مشاري عشان يطلع من الملحق ... وباله مشغول مع البنت .. ((معقولة انها ندى بنت عمي ..؟؟ ليش لا ... أصلا من بيدخل الغرفة غيرها )) طلع وكان بيتوجه لمكانه اللي قبل بس انتبه لزياد يدخل مع باب الشارع.. راح له وهو يبتسم ..
مشاري::/ هلا زياد الحمدلله على السلامة ..!!
زياد وخاف من تواجد مشاري عند ملحقه في مثل هالوقت {أصلا هو يخاف منه ومن نظرته الثاقبة .. اذا شاف نظراته له يحس انه مذنب في شي حتى لو كان برئ ...}::/ الله يسلمك .. خير ان شاء الله وش صاير ؟؟
مشاري وهو يضحك::/مافيه الا العافية عاد وش فيك خايف وتنتفظ؟؟
زياد يبتسم يلطف الجو::/ماادري بس مو عادتك تنتظرني لحد مااوصل ..!!
مشاري::/ منتظرك عشان ابلغك ان بكرة الصباح ابغاك تقوم مبكر لان ورانا مشوار للمحكمة ..
زياد وهو مستغرب ..::/ محكمة ؟؟ وش بنسوي هناك ؟؟
مشاري وهو يحط يده على كتف زياد وبنظرة رجولة ::/ أنت الحين ماعدت صغير يازياد .. قريب وتتخرج ولازم تعتمد على نفسك .. عشان كذا من بكرة بنروح ننقل لك بعض االاملاك اللي هي ورثك من ابوك باسمك .. عشان تبدء تداوم معنا في الشركة وتفهم لأمور شغلنا ... وبعد ماتتخرج ننقل لك الباقي ... وبكذا ورثك وورث اختك كله بيكون تحت يدك عشان كذا الله الله فيه ..
زياد وبدء يحس بثقل المسؤولية ومشاعر ثانية ماقدر يفسرها::/ طيب وعمي وأنت وحلالكم وشلون نفرقه عن بعض ...؟؟
مشاري يبتسم لطيبة ولد عمه ::/ ماراح نفرق شي ..!! بس انت بتصير شريك أبوي الرسمي لأن لك نص رأس المال في الشركة ... وبيضل شغلنا مع بعض ..بس هالإجراء عشان كل واحد يعرف اللي له واللي عليه ..
زياد يتنهد بارتياح ::/ زين يامشاري بكرة نتلاقى إن شاء الله ..
مشاري سرح في ملامح زياد كونه قريب منه ... شاف عيونه الدعجاء وحواجبه المرتبة .. سبحان اللي صوره كأنه رسمة ...
مشاري وهو ينتبه لنفسه .. نزل يده من على كتف زياد ::/ان شاء الله يالله تصبـح على خير ...
قطع عليهم صوت ندى وهي قريبة منه تكلم أخوها بصوت خفيف وتستفسر منه اذا يبغى شي قبل لاتروح .. طاحت عينه بعينها شاف مدى الشبه الكبير بين عيال عمه في العيون ...انتبه لندى وهي تمشي رايحة للباب اللي يودي لدرج غرفتها على طول من الحوش .. هم حاطينه لها عشان اذا بغت اخوها او بغت تروح له مايصير تعب عليه تلبس جلالها وتنزل مع الدرج الرئيسي .. يعني على طول لملحق زياد .. وكذلك لو بغاها زياد ...
افترق مشاري وزياد والكل راح يقصد الراحة والنوم ...
زياد انسدح على سريره في الظلام وبدء يفكر بالمسؤولية اللي انرمت عليه من الحين ..يعني الحين لازم يداري فلوسه وفلوس اخته .. لازم يكبرها وينميها زي ماسوى عمه من قبله .. وحتى مايحتاجون احد تحت أي ظرف من ظروف الدنيا... تنهد وحس انه ظلم عمه بيوم من الأيام لما كان يظن انه ماراح يرجع لهم حلالهم .. وبيقول انه هو اللي تعب عليه وكبره ونماه ... ماتوقع أنه بيتنازل عنه بهالسهولة لا وبالأرباح بعد مو راس المال وبس ...!! في نفس الوقت حس بالسعادة تعمر قلبه لأنه بيصبح من أصحاب الملايين لا وبيكون الشريك الرسمي لعمه اللي اسمه يلمع في السوق ... أفكار كثيرة تزاحمت في راسه بمشاريع بيسويها اول مايستلم فلوسه .. وأول شي فكر فيه يبني له بيت العمر وبيخليه فلتين جنب بعض عشان وحدة يسكن فيها هو وشمعة حياته ... والثانية تسكن فيها ندى اخته واللي بيكون نصيبها في المستقبل .. على هالفكرة حضن مخدته وانقلب على جنبه اليمين وغمض عيونه ينتظر خيالها يزوره وينام مرتاح وهو يناجي طيفها ...
أما مشاري طول الطريق كان يفكر في عيال عمه ..(( ماشاء الله عليهم عيال عمي .. والله انهم طلعوا مزايين وانا مانتبهت ...!! والأحلى فيهم عيونهم ماشاء الله .. بس الظاهر عيون زياد اوسع من ندى ..!! هههههههههه استغفر الله لا ومدقق بعيونها بعد ..!! وش صار لك يامشاري وماعدت تستحي على وجهك ..)) وهو يطلع الدرج شاف نفسه بالمراية وقعد يتأمل عيونه (( الحمدلله بس ... والا وش جاب عيوني لعيونهم .. أأأأأأأأخ ليت أبوي ماخذ أمهم كان الحين عيوننا عليها ... )) ضحك على نفسه وهباله المفاجئ اللي نزل عليه اليوم ،، بس تنكد لما انتبه للندب اللي في جبينه ورجعت له ذكرياته المرة الله لايعيد هذيك الأيام والساعات ... وفجأة رجعت له الوخزة اللي في ظهره مرة ثانية .. لكن هالمرة حط يده على مكان الألم وطلع يرتاح بغرفته بعد مامر على صيدلية بيتهم وخذ له مسكن ...


<<<< بالتأكيد راجعة لكم ...

ضياءk.s.a 21-04-08 10:43 PM

تتمة الجزء الثالث ...

كان حيلها منهد بقوة ،، ومو قادرة حتى تشيل ملابسها اللي عليها .. تركت كل شي بحوسته وراحت لغرفة النوم .. قررت تبدل ملابسها وتنام وبكرة الصبح يحلها ألف حلال بتقوم مبكرة شوي عشان يمديها ترتب هالفوضى ... صدق تعبت اليوم وتكسرت رجولها من العزيمة بس فرحتها غطت على كل شي مستانسة برجعة صديقة عمرها من السفر .. وفرحانة بشوفتها مرة ثانية ... طلت على ولدها في سريره ولقته غاط في النوم ومو حاس بأي شي حوله شكرت عذا بقلبها لأنها نومته قبل لايطلعون .. وشكرت ربها ألف مرة لأن أهلها موجودين وقريبين عندها والا لو أنها اليوم كانت بلحالها قايمة بالعزيمة كان اكيد الحين بيودونها لقبرها من التعب ... نبهها صوت الجوال يرن ... راحت تركض له عشان ترد قبل لايصحى مهند من النوم وعقب تتورط معه ... شافت (( أغلى إنسان يتصل بك )) ابتسمت بينها وبين نفسها (( ياحياتي اليوم كله وهو مطرود من البيت ،،، وفوق هذا المشاوير اللي كل شوي مسويها)) على طول ردت قبل لا يقطع الاتصال ..
فهد::/هلا وغلا ..هاه افراج والا انام ببيت أمي ؟؟
لمياء تضحك::/لا خلاص افراج تعال ..
فهد::/ راحوا كلهم والا فيه أحد ؟؟
لمياء::/لالا راحوا كلهم .. واهلي توهم طالعين .. خسارة ليتك جيت تسلم على جدتي ..
فهد::/يالله بكرة ان شاء الله نمرها ببيتها ..
لمياء وهي تشيل حلقها من أذنها::/ الظاهر انها بتروح بيت عمي وهم قايلين لي اجيهم بكرة ..
فهد::/خلاص بكرة يصير خير ..انتي وش تسوين الحين؟؟
لمياء::/سلامة قلبك .. اببدل وانام عيوني ماعاد اقدر افتحها من التعب ...
فهد بصوت حنون ::/سلامتك من التعب فيني ولا فيك ..،، بس لاتبدلين الا لما اجي.. بشوف شكلك وش لون صاير ؟؟
لمياء تبتسم على حنانه المعروف وتتنهد ::/أمرك ياسيدي ...
فهد يضحك عليها ::/ ههههههههه خلاص تبين شي وانا جاي ..
لمياء::/لا سلامتك .. بس انتبه للطريق ولا تسرع ..
فهد::/ههههههه ان شاء الله ،،، يالله مع السلامة
لمياء تبتسم ::/مع السلامة ..
سكرت من فهد وراحت تركض للتسريحة ضبطت شعرها شوي وزادت على الروج ورشت لها شوي عطر .. بعد مو معقولة يجي يشوف شكلها وهي متبهذلة ..جلست على السرير تنتظره يوصل بس حست أن عينها بتغفي عشان كذا قررت تطلع ترتب شوي من هالحوسة لحد مايوصل فهد وبعد علشان ماتنام .. راحت للمجلس ترتبه تشيل اللي طايح على الأرض وترتب الطاولات وتمسح المنكب على الطاولة .. بعد دقايق حست بيدينه على خصرها .. ابتسمت لأنها عرفت انه هو .. انتصبت في وقفتها ،، وهو قرب راسه لأذنها وهمس لها::/طول عمرك قمر ...
لمياء وهي مستحية لفت عليه وشافت نفسها قريبه منه فزادت حمرة خدودها وابتسمت ::/أدري أني قمر في جميع الأحوال حتى لو كنت تعبانة ...
فهد مسك يدينها ::/ احبك حتى وانت واثقة من عمرك ...
حس فهد بأن يدها متغيرة وفيه شي محمر على ظهر كفها وملمسه خشن .. عقد حواجبه ورفع يده لها ::/ وش هذا؟؟ وشو منه ؟؟
لمياء وهي تبتسم تطمنه ::/عادي حرق خفيف انكبت علي القهوة وانا بحطها في الترمس ..
فهد باهتمام واضح من صوته::/طيب حطيتي عليها مرهم الحروق ..
لمياء تحاول تسحب يدها من يده::/لا والله مالقيت وقت .. وبعدين هي حرقتني شوي وبعدين طابت عشان كذا تكاسلت اجيب المرهم واحطه ..
سحبها فهد مع يدها ولا انتظرها تكمل كلامها طول عمرها مهملة نفسها وتبديه ومهند عليها جلسها على الكنب وراح يجيب المرهم .. لمياء استانست لما شافته يعاملها بكل حب .. شي طبيعي الوحدة تفرح وتسكر من الفرحة لما تلقى شريك عمرها خايف عليها حتى من أبسط الأخطار ..
رجع فهد وجلس جنبها وبدء يحط من المرهم على موضع الحرق::/ لو من زمان حاطته كان ما بتبقى آثار للحرق ..لكن الحين الله يستر ..
لمياء وهي تبرطم::/ يعني بتتشوه يدي ..؟؟
فهد::/ لاإن شاء الله بتطيب ..
لمياء وكأنها بتصيح ::/ طيب افرض اني تشوهت ..؟؟
فهد رفع راسه وهو عاقد حواجبه استغرب اصرارها.. بس يوم شافها مبرطمة حب يغلس عليها::/ والله شوفي ..أكيد أني ماراح اكرهك بس بعد ماراح احبك زي مايوم كنت سليمة ومافيك شي ... يعني بتصيرين تقرفيني ... وبتضايق اذا مسكت يدك ...( وحاس فمه بطريقة كانه منقرف ))
لمياء فتحت عيونها آخر شي وبدت تصدق::/ نعــــــــــم ..!! يعني وش بتسوي؟؟
فهد وهو ماسك ضحكته::/ أبخليك بالبيت مع ولدك .. وانا ابستأجر لي شقة ثانية وأبتزوج بنت حلوة وناعمة ومافيها حرق ولا تشوه ..
لمياء وصدقت هالمرة وانقهرت منه سحبت يدها من يده وعبرتها بدت تطق الباب::/ من زينك انت واياها .. خلاص حبيبي روح من الحين وتزوجها لاني ماراح اطيب ولا راح احط المرهم مرة ثانية عشان مااطيب ( وبدت تفرك المهرم من يدها)).. ولا عاد احبك ولاعاد ابغى أشوفك لأنك واحد سخيف وتفكيرك سطـ ـ ـ سطحي ...
هنا خانتها العبرة وطلعت من دون استأذان لان فعلا جاء في بالها لو ان فهد صدق تزوج،، وتخيلت شكله بالمشلح والكشخة وينزف لبنت ثانية أصغر منها وأحلى وتصير زوجته ويحبها فهد أكثر منها ويفضلها عليها ويبدء يقارنها فيها ويحط راسها من راس زوجته الجديدة.. ويصير يسولف عنها .. وتشغل باله وتفكيره ... وتجيب له بنت وإلا ولد ويصيرون اخوان لمهند بس مو منها هي ..
فهد ضحك على ردة فعلها وبغى يموت على شكلها وهي معصبة وماسكة دمعتها ،،، قرب منها وحط يدينه على وجههاا ::/ يالغبية حتى لو كنت مو موجودة بالدنيا بعد عمر طويل ماراح حتى أفكر أني اتزوج عليك وحدة ثانية عارفة ليه ؟؟
لمياء وهي تناظرة بس الدموع مخربة عليها الشوف::/ليه؟؟
فهد وهو يقربها لصدره::/ لأنك القلب ... والقلب عمره مايبدل بواحد ثاني .. صح؟؟
لمياء ماردت عليه اكتفت بس بأنها تصيح أكثر لأنها فعلا محتاجة تصيح من كل شي من التعب ومن كلام فهد ومن مجرد تفكيرها بأنه ممكن يتزوج عليها ...
رفعها من على صدره ومسح دمعتها ::/يالله عاد وش سالفة هالصياح .. صرتي كأنك مهند...!!
لمياء وهي تمسح دموعها وتبتسم::/ من زين كلامك عاد انت اللي يضيق خلق الواحد..
فهد::/آسفين للغالين ولا تزعلين ترانا مانقدر على زعلك ..
لمياء ::/ههههههههه ايه العب علي بهالكلمتين عشان اسكت .. المهم تعشيت ..!!
فهد ويتسند على الكنب ::/الحين اسأليني عن الغداء ثم بعد كذا العشاء .. لأنك يامدام طاردتني من الظهر..!!
لمياء وهي تشهق::/ مـاااااااااااااااااااتغديــــــــــــــــــت ؟؟؟
فهد وخاف من شهقتها ::/إلا إلا تغديت بسم الله عليك ... خوفتيني ..!!
لمياء وتحط يدها على قلبها ::/ زين .. على بالي ماتغديت بعد ..!! طيب والعشاء؟؟
فهد::/إيه تعشيت انا وأسامة وزياد ببيتنا ...
لمياء::/زين .. يعني كانوا معك ؟؟
فهد::/ايه اتصلت عليهم واجتمعنا ورحنا لبيتنا .. المهم الحين ماباقي حلى عندك ولا شي من هالكيكات اللي انا جايبهم؟؟
لمياء تضحك::/الا باقي خير ورزق .. تبغى أجيب لك ؟؟
فهد ::/ ايه والله ياليت لو سمحتي يعني .. ابروح أبدل وانت جيبيه لغرفة النوم ..
لمياء ::/ زين ..
قامت لمياء تجيب له حلى ،، وفهد راح للغرفة ومر على سرير ولده قبل لا يبدل وشافه نايم وكأنه ملاك وهو متكور في سريره من البرد ،، قرب منه وباسه على راسه وغطاه حمد ربه على هالعائلة اللي تفضل عليه بها ،، زوجة حساسة ورائعة وتحبه وتغار عليه ((ابتسم عند هالفكرة لانه تذكر الموقف )) وولد مالي عليه حياته بسوالفه ولعبه وشقاوته ودعى ربه في نفسه يحفظهم له ويكمل عائلته ببنوته حلوة تصير أخت لمهند لانه مايبغى ولده يعيش من دون اخوات مثله هو وأخوانه ... وراح بعد هالتفكير متوجه للدولاب يطلع له لبس عشان يبدل ....
------------------------------------------------------------------------------------------
.........اليوم الثاني .........
.....الصبح ....
...// تخيلي موقفي ؟؟ والله العظيم بغى يوقف قلبي صراحة ..
عذا تضحك::/هههههههههههههه ياحليلك ... بس كان خليتيه يدخل يمتع ناظريه بشوفتك انت وكشتك ..!!
ندى::/الحين أنا لي كشة ..!! أجل من اللي شعره ناعم ؟؟
عذا::/ايه ، ايه اصلا انت ماضيعك الا هالثقة ..!!
ندى::/ احب الثقة واحب الناس الواثقة ...
العذا::/شكرا يعني تحبيني ؟؟
ندى تتمصخر::/افا عليك الا اموووووووت فيك ..!!تصدقين عذا والله اني متحمسة لزياد يرجع أبغى أعرف وش صار عليهم ؟؟
عذا فرحانة لفرحة عيال خالها ::/ان شاء الله خير .. يالله من قدك ياندى والله وبتصيرين تاجرة ..
ندى تضحك::/ايه خلاص لاعاد تكلموني ... ولو سمحتوا ترى ماأسلف أحد ..
عذا::/هههههههه الله وأكبر عليك هذا أوله ،،، الظاهر أني بقول لزياد مايسلمك ولا ريال ..
ندى ::/الله اكبر علينا .. موكأنك انت اللي بتستحوذين على نصيب الأسد .. لا تنسين ان زياد له النصيب الأكبر ..
عذا وهي مستحية من مقصد ندى::/ أكيد ولا راح أسلفك ولا ريال مادام بانت أخلاقك ومعدنك الذذذذذذذذذذهب ..
ندى ::/ ذهب غصب عليك ..!! وانتي اللي بان معدنك ... من طاح في يدك قرشين زيادة تكبرتي علينا وكأنك راعية نعمه من بداية حياتك ؟؟ يعني شكلك بتدخلين على طمع لكن دا بعدك .. مستحيل اسمح لك تلعبين بعقل أخوي وتآكلين حلاله ...
ندى ماكانت تقصد الي قالته كانت تمزح مع عذا بس هالكلام علق في خاطر عذا وصارت تفكر فيها (( إذا هذا تفكير ندى وهي نصيبها على قولتها لا يقارن بنصيب زياد ،،، أجل وش بتكون ردت فعل زياد اللي بيكون شريك عمه اللي أسمه أشهر من علم على رأسه نار ،، يعني الحين هو بيكون من أصحاب الملايين ... وابوي لو بيقعد من الحين الى بعد 20 سنة أو أكثر ماراح يقدر يجمع ولا نصفها ؟؟؟!!!))
ندى حست انها غلطت بكلامها فحبت تغير الموضوع ::/ المهم وش اخباركم واخبار عمتي ؟؟
عذا وتحاول ان صوتها مايتغير وتبتسم ::/الحمدلله ماعلينا كلنا تمام وعال العال ...
ندى::/ بتروحون اليوم لعمك ؟؟
عذا وهي تشيل الفوطة من على راسها::/أمي وسارة أكيد بيروحون .. اما لمياء ماأدري عنها..
ندى باستنكار::/وانتي ؟؟ بتجلسين بالبيت لحالك ؟؟
عذا تضحك::/ من زين الجرأة علشان اجلس بالبيت لحالي كان تجيني جلطة قبل لايطلعون ... لا انا بروح مع هناء للفيصلية متواعدين هناك ...
ندى::/ ياحبي لها هناء وش أخبارها ؟؟ وش علومها ؟؟
عذا ::/ماعليها تمام .. تسأل عنك دائما ..
ندى::/تدرين أبتصل على رحاب و بتفق معها نروح كلنا مع بعض وش رايك ؟؟
عذا تصرخ::/وااااااااااااااااااااااااااااااااو كذا بنت الخال والا بلاش .. ايه تكفين تصير طلعة إنما إيه ... كذااااااااا ..
ندى تضحك::/ خلاص اسكر عنك الحين لأني بدق على رحاب عشان نتفق ..أوكي ؟؟
عذا::/ اوكي .. ترى بنتظرك تردين علي ..!!
ندى::/زين يالله مع السلامة ..
سكرت عذا عن ندى وقامت تمشط شعرها بعد ماخذت حمام بارد ينشطها عقب تعب أمس ... راحت لدولابها وغيرت ملابسها .. ومسكت شعرها بربطة وخذت جوالها من على السرير وتوجهت لبابها بتنزل تحت عشان تفطر مع اهلها ...
تقابلت مع أسامة وهو يطلع الدرج ..
أسامة::/ صباح الخير ...
عذا مبتسمة ::/صباح النور والسرور ..
أسامة:/ اووووه راضية علينا اليوم ... وش عندك بنت محمد ؟؟
عذا::/ أحمد ربك اني راضية مو جالس تحقق ؟؟
اسامة ::/ايه صراحة المفروض ..!! طيب ممكن تبعدين شوي ؟؟
عذا باستغراب::/وش عندك بعد بتدزني من على الدرج ؟؟
أسامة يضحك على عدم ثقتها فيهم ::/لالا بس أبسجد شكر لله أنك راضية علينا ..
عذا::/ ها ها ها مايضحك .. تستخف دمك يعني ؟؟
قطع عليهم جوالها يرن وكانت ندى اللي متصلة ..
عذا وترد بلهفة ::/ هاه بشري بنت والا ولد ؟؟
ندى::/ لاأبشرك بنت بنت ..
عذا::/ يس ... الحمدلله .. حلو متى تبونا نروح طيب ..؟؟
ندى ::/ بعد المغرب ان شاء الله .. بس انت من بيوديك ؟؟
عذا::/بنروح مع وحيد لأن سوراج اليوم مآخذ إجازة عشان كذا ابطلع قبل المغرب عشان يمدي امي توصلني وتروح بيت عمي ..
ندى::/يوووه مشوار على امك .. طيب شوفي رحاب و غادة بيروحون معك .. وانا بعد ابشوف زياد لو كان مشغول اليوم ابخليكم تمروني .. وبكذا ترتاح امك من المشاوير ..
عذا::/خلاص تمام .. ابخليه يوصلهم قبل وبعدين يمرنا ..
ندى::/خلاص اتفقنا ...؟؟
عذا::/تمام اتفقنا ..
سكروا عن بعض وانتبهت عذا لأسامة اللي واقف يطالعها ونظراته تفيض بالتساؤل عن هالمشوار اللي بيسوونه ..
اسامة ::/ من اللي جابت بنت ؟؟
عذا وهي ميتة من الضحك ::/ ههههههههههههههههههههههههه لا مااحد جاب بنت بس هذي كلمتنا اذا صار اللي نبغاه ..
اسامة ::/ الحمدلله والشكر صدق انكم ناقصات عقل ودين ..
وطلع عنها وخلاها واقفة على الدرج .. عذا تصرخ عليه::/ بس الأهم ان نقصنا أكمل منك انت بالذات ..!!
نزلت تبلغ أمها بالإتفاق الجديد اللي صار .. ولقت سارة جالسة على السفرة وجنبها أرنبها الصغير اللي توه مولود من لولو أرنبتها المفضلة .. قربت منه عذا وشالته بحنان وباسته على راسه ::/ يا قلبه ياناس يجنن شكله.. طالع على امه ؟؟
سارة فرحانة::/ياربيه ياعذا احس ودي آكله ماقدرت اتحمل أشوفه في القفص وأروح وأخليه عاد جبته يفطر معنا ..
عذا تبتسم وهي تمسح على الارنب ::/بعذرك بصراحة شكله لايقاوم ...
جت أمهم شايلة معها صينية الحليب ... حطتها على الأرض وجلست جنبها وبدت تصب لهم ..
أم عبدالله ::/روحوا غسلوا قبل لاتاكلون وانتم لامسينه ..
عذا وسارة بدوا يناظرون امهم بتملل مالهم خلق يقومون يغسلون ..
ام عبدالله بزمجرة ::/لاتقعدون تناظروني كذا .. يالله قوموا غسلوا وتعالوا ،،، الفطور والارنب مابيطيرون انا عندهم بمسكهم لكم لحد ما تجون ..
ضحكوا عذا وسارة على امهم اللي ماتحرص كثير على الحيوانات بس مضطرة تدرايهم وتداري أكلهم عشان ربي ثم علشان عيالها وزوجها المجنونين بالحيوانات ...
رجعوا البنات ونادوا أسامة وبدوا يفطرون جميعا ...
عذا تقطع الصمت وتناظر امها ::/ يمه ترى اليوم ماابغاك توديني للفيصلية خلاص ..!!
ام عبدالله تناظرها مستغربة::/ليش؟؟ هناء مو رايحة والا كنسلتوا ؟؟
ضحكت عذا :/ لا يمه افا عليك روحة سوق ونكنسلها .. بس خلي وحيد يوديك قبل وبعدين يرجع لي أبروح انا ورحاب وغادة ويمكن نمرعلى ندى ..
أسامة ::/ علشااااااااااااااااااااااااااااااااااان كذا فرحانة الأخت .. وبنت وولد ومشاكل ..!! كل هذا عشانكم بتجتمعون بالسوق ؟؟
سارة هي تعترض::/لا يمه مالكم حق .. ليه هي تروح وانا لا؟؟
ام عبدالله::/انت بتروحين معي لبيت عمك عندك هناك لميس وأمل وأفنان أبرك لك من الدوران بهالأسواق ..
سارة وهي مقتنعة::/ شورك وهداية الله ..
ام عبدالله ::/ خلاص زين اذا كانوا بيروحون معك معليش .. بس اذا مو رايحين خليهم يبلغونك لأني ماأرضى تركبين مع السواق لحالك ... وخصوصا الفيصلية بعيدة عن البيت ..
عذا بثقة::/ لا يمة ندى أكدت لي خلاص انهم يبغوني أمرهم ..
أم عبدالله::/ خلاص زين ... ريحتيني بعد ..
ورجعوا لهدوئهم يفطرون .. وعذا ماسكة صحن حليب للأرنب عشان يشرب منه ويفطر هو الثاني معهم..
--------------------------------------------------------------------------------------
كانت جالسة بملل على سرير بنت عمها ومعها ألبومات الصور حقتها .. سحر كانت من هواة التصوير الفوتوغرافي .. وعندها مهارة عاليه في اختيار الزوايا للتصوير .. شافت صور كثيرة .. صور لعيال خالتها ريم وطلال وراشد والعنود اختهم الكبيرة مع عيالها.. وشافت صور لصديقاتهم أيام المتوسط.... وصور للبر والطبيعة يوم كانوا يسافرون برا أو يطلعون رحلات برية ...طاحت يدها على صورة فيها زياد وهو كاشخ ولا بس شماغ وعقال وحركات ..
ندى وهي تمد الصورة لسحر اللي قاعدة تحوس في كاميرتها ::/سحر متى مصورة هالصورة ؟؟
سحر التفتت وشافت الصورة بيد ندى وتلعثمت واستحت وماقدرت ترد يعني فعلا وش جاب صورة زياد لألبومي لا و واضح انه تصويري يعني مااقدر اكذب ::/ اااا . هذي الظاهر انها ... (( وكأنها تفكر بس هي تتذكر متى بالضبط)) .. ايه هذي يوم يتخرجون هو ومصعب من الثانوي كنت مصورة معه مصعب بس ماادري وين حطيت الصورة اللي تجمعهم ..
التفتت سحر على طول عشان ماتنكشف أصلا هي شالت صورة مصعب من الصورة هذي وخلت زياد لحاله .. بس ماقدرت تصرح بهالشئ لندى ماتدري وش السبب ..!!يمكن تستحي ؟؟
ندى وهي لازالت تتفرج::/سحر والله لو اني منك شاركت في واحد من هالمعارض اللي كل يوم معلنين عنها والا على الأقل في معرض المدرسة .. او تدرين ياغبية حطي عليها توقيعك تحت عشان تصيرين مشهورة ...
سحر تضحك::/لا عاد مو لهدرجة أنا حدي أعرض صوري عليكم بس .. على الأقل ألقى مدح .. والا لو اروح لهالمعارض الكبار اللي تحكين عنها كان مااحد بيطالعهم بتصير خرابيط مالها معنى .. وبالنسبة للتوقيع مايهمني بقوة ..هذا مايكل انجلو اشتهر برسوماته وهو ماكان يوقع على ولا وحدة .. الا لوحة بس ماادري وش اسمها لا تحرجيني ..!!
ندى بنص عين ::/يعني تنصبين علينا بهالخياس اللي انت فرحانة به .. والله انك حالة بس مو منك من اللي يعطيك وجه ويناظرهم ... !! وبعدين أنجلو انشهر من رسماته اللي تسوى ،، مو مطاريسك اللي ما يدري عنها أحد (( وتناظرها بنص عين))
سحر وزاد ضحكها ::/ههههههههههههههههههه وراك عصبتي ترى كل شي ولا رايك في صوري ترى من جد يهمني ..!!
ندى وهي ترجع عينها على الالبوم اللي بيدها ::/ بس ماشفتك مصورة مشاري أبد ؟؟ وش فيك عليه مخصماه ؟؟
سحرتبتسم::/ هو ماادري وش سالفته مع التصوير مايحبه ..!! بس تدرين ....
وقفت سحر وراحت متوجهة للغرفة الجانبية اللي تتبع غرفتها وطلعت منها ستاند وكاميرا غير اللي بيدها ومعدات كثيرة ،،، مشت للتسريحة حقتها وهي تلم شعرها على شكل ذيل حصان
سحر::/ابنزل الحين واستغل الفرصة وابطلبه طلب اني اصوره عاد اكيد مو قايل ((لا)) عقب اللي صار أمس ..!! وش رأيك ؟؟
ندى وحست قلبها يدق يوم قالت اسمه ::/ بعدي والله بنت عمي .. ابد ماعليك روحي وانا بدعي الله يوفقك في مهمتك ...
سحر وهي تشيل اغراضها وتطلع::/يالله ادعي لي انه يوافق ..
ندى ::/ آآآآآآآآمين ..
طلعت سحر نازلة تحت ،، وقامت ندى تفتش في أدراج سحر ،، جاها فضول لما شافت صورة زياد أخوها عندها .. حست ان قلبها عورها عليها (( ليت زياد اخوي حبها هي ،، والله انها تستاهله تموت عليه وتحبه ،، ماادري وش بتسوي لو تزوج زياد غيرها ،، ليتني اقدر اقنعه ياخذها ،،..خصوصا أن عذا مافيها زود عن سحر ،، أصلا بالعكس سحر لها مميزات أكثر من عذا أول شي المستوى الإجتماعي ،، ثاني شي الحب الصادق اللي وهبته له سحر بعكس عذا اللي ماأقدر أحدد مشاعرها تجاهه ... والثالث أنه سحر أقرب لي من عذا بكثير ...!!! أأه بس ليت الخيار لي كان الأمور الحين لها مجرى ثاني ...))
توقعت ندى تلقى صور أكثر لزياد بس للأسف مالقت شي .. لقت صور لطلال وريم واخوانهم في ألبوم واحد .. (( ياحبي لها سحر متعلقة في عيال خالتها بقوة ،،، يمكن لأن طلال أخوهم من كذا توطدت العلاقة )) ..
أما سحر نزلت بسرعة مع الدرج وتوجهت على طول لغرفة التلفزيون لأنها متأكدة انهم يجلسون هناك بعد الظهر .. وفعلا لما وصلت شافت ابوها وامها واخوانها كلهم جالسين عند التلفزيون ,,, وقفت قدام مشاري وتنهدت وبدت تركب كاميرتها من دون ماتتكلم ولا تنطق بأي حرف .. رفع مشاري راسه من على الجريدة وقام يطالعها بنص عين ،، بس هي ماعبرته ولا حتى بنظرة ،،، التفت على مصعب اللي كان كاتم ضحكته على شكل اخته وهي مشغولة بالتركيب وشكلها متحمسة ..
أبو مشاري::/وش تسوين سحر؟؟
سحر رفعت راسها وبعدت شعرها عن عيونها ::/ابصور يبه ..!!
أبو مشاري::/ من بتصورين ؟؟ وعلشان ايش كل هالخرابيط ؟؟
سحر::/ للأسف يبه يوم طالعت البوماتي مالقيت ولا صورة لمشاري فقررت اني آخذ له كم صورة الحين ..
مشاري::/لا والله .. احلفي؟؟ ومن قال لك اني موافق ؟؟
سحر::/ انت وش فيك معقد ؟؟ لاتخاف ترى ماراح انشرها بالنت .. بس ابحطها في ألبومي ..
مصعب يضحك على أخته المكشرة بوجهها::/خلاص يابنتي لاتعصبين مشاري موافق ،،وانت يا أخي خلنا نشوف شكلك بالصورة وش لون بيصير ؟؟
مشاري التفت على مصعب وعطاه نظرة ::/ انا اللي أقرر وماأحتاج احد يقرر عني ..!! وتصوير ما راح أصور يا سحر أنتي عارفتني ..!
سحر بتوسل::/ بليز مشاري بس كم صورة والله هذي آخر مرة اطلبك فيها .. تكفى الله يخليك..
مصعب يبتسم::/ وافق يامشاري ترى تكفى تهز الرجاجيل ..
مشاري يتنهد ويطالع امه اللي ابتسمت له عشان يوافق::/يالله صوري ،، بس يكون بعلمك ماراح أغير لبسي ولا مكاني .. زين؟؟
سحر وهي بتموت من الفرحة::/أبد أقعد مكانك ولا تتحرك .. انا بعدين أضبط الخلفية وأضبط ألوان الصور وصدقني بتصير كأنك فتاة الغلاف ..!!
مشاري باستنكار::/كأني إيش؟؟
مصعب وهو يضحك::/ هههههههههههه بتصير مثل فتاة الغلاف .. من قدك يا فتاة .. ههههههههههااي
سحر::/مصعــــــــــــــــــب لا تخليه يعصب وبعدين يكنسل ..
مشاري يبتسم::/ لا يالله بسرعة صوري..
سحر وهي خالصة من تضبيط كل شي ومبتسمة::/ طيب اعتدل بجلستك وسكر ازرار ثوبك عشان تصير شي ..
مشاري وهو مستغل الفرصة::/ لا لا ماراح اسكر شي بتصوريني كذا والا كيفك ماراح أغصبك .
سحر وهي ترفع يدينها::/ لالا خلاص خلك بشكلك .. ماصدقنا خبر ..
مشاري لما حس بفقدان الأمل منها وانها تكنسل الفكرة اعتدل بجلسته وسكر ازراره وترك لها الساحة انها تتحكم فيه وفي شكل جلسته .. سحر كانت تتحرك بخفة دقيقة جدا .. وتختار زوايها بدقة أكبرعشان تطلع صورها بشكل أفضل .. يعني شغل محترفين ... مشاري لما شاف حركات اخته جت بباله ندى بنت عمه لما شافها امس وتذكر حركاتها وهي ترتب المفرش حق اخوها وابتسم ابتسامة خفيفة ساحرة بانت على وجهه .. سحر لما شافت الابتسامة صرخت وبسرعة حددت زاويتها وخذت الصورة وكانت هي الاخيرة ..
سحر::/ تصدق هي بتكون احلى وحدة ..
مشاري ::/ ليه ان شاء الله والباقي ؟؟ والا ماعجبتك انت ووجهك ..
سحر تضحك::/ريلاكس ريلاكس مو قصدي .. لكن انت تو ابتسمت ابتسامة تجنن والظاهر ماكنت تدري عن نفسك بس ابشرك اني لقطتها لك واول مااطبع الصور ابوريك اياها ...
مشاري وهو عارف سبب الابتسامة و يرجع لجريدته ::/ زين بس لاتنسين توريني اياهم ..
مصعب::/يالله سحر جاء دوري صوريني ..!!
سحر بتعب::/ لالا انت بعدين الحين خلني انتهي من تضبيط صور مشاري وبعدين اصورك انت وامي وابوي وعقبال ماأخذ لنا صور جماعية ان شاء الله ..
مصعب وهو مكشر::/ياحبك لكسر الخواطر ..
سحر::/ معليش اصبر لحد مااخلص الثانوي وابدخل قسم التجبير عشان اجبره لك ...
مصعب::/ هاهاهاها تنكتين بعد ...
سحر سفهته وبدت تجمع أغراضها عشان تشيلهم لغرفتها وتحفظهم بمكانهم لانهم عندها اغلى من مجوهراتها وأدويتها (( على قولتها )) وصعدت لغرفتها عشان تبدء تصلح صور مشاري اللي واخيرا وافق عليها ....
------------------------------------------------------------------------------------------
هناك على وحدة من طاولات أفخم المطاعم الموجودة بالرياض كانوا جالسين على طاولة ملكية فاخرة .. ومعهم menu يطالعون الأطباق المعروضة لوجبة الغداء ،،، لكن كل مااختاروا أكلة على طول نقلوا عيونهم على السعر الموجودة يسارها ،،، كانت عيونهم مفتوحة على الآخر ماتعودوا يتغدون في مثل هالأماكن ،، يعني حدهم مطاعم الوجبات السريعة لأنها هي الوحيدة اللي ممكن ياكلون فيها ويطلبون من دون مايحسون بأنهم ممكن يتورطون بالحساب ،، لكن هالمرة فاجئهم زياد بعزيمته في هالمطعم ،، وياليت اسعاره كانت عادية ،، الا نار مستعرة ،، ولوعلى الأقل حاولوا مايطلبون كثير فأكيد فاتورتهم بتطلع بأكثر من 700 ريال ،، يعني مكافئة الجامعة لمدة شهر كامل { حطوا في بالكم لو أنهم ماطلبوا الشي اللي يشبعهم }...
نواف كانت عيونه مفتوحة على آخرها من الأسعار..!!هو عمره مافكر حتى يقرب من هالمطاعم وأشباهها لأنه عارف نفسه ورحم الله امرئ عرف قدر نفسه ،،، ولو عنده القيمة اللي بيحاسب فيها فاتورة هالمطعم كان صرفها على أمه واخواته لأنهم اولى ،،، وخذ لبيت عمه أغراض المطبخ أصرف له ،،، أما عبد العزيز كان فاتح فمه على الآخر ،، ماتعود على هالعز ذا كله ،، لا ومن ميبن من زياد ؟؟ فعلا هو ولد تجار وعمه رجل اعمال كبير وفلوسه تغطي عين الشمس ،، بس زياد ماكان ياخذ منه ولا ريال ،، أو بالأصح عمه ماكان يعطيه شي مخلي زياد يعتمد بشكل كلي على مكافئة الجامعة وبس ..!!
زياد وهو يشوف نظرة الانبهار والتعجب والاستغراب في عيونهم ،،،، ضحك من قلبه على أشكالهم الخايفة ..
كان عارف ردة فعلهم ومتوقعها ،،، عارف أن أحوالهم المادية مثله قبل لا يصير رجل أعمال يعني يالله يصرفون على أعمارهم ،، عبدالعزيز هو اللي ممكن حالته أحسنهم كون أبوه عايش ويقوم بمصاريفه ويساعده ،، اما نواف هو المسكين من بينهم ،، هو ولي أمر أهله بعد الشلل اللي صاب أبوه وتركه عاجز عن العمل والحركة يعني كل المصاريف عليه وما يساعده إلا أخته اللي تدرس بالجامعة وراتب أبوه التقاعدي اللي يادوب يكفي فواتير البيت ومو كلها بعد... وإضافة على ذلك يداري بيت عمه اللي متوفي ...
زياد وهو يضحك ::/ ههههههههههههههه استغفرالله صدق انكم مو وجه نعمة ؟؟
عبدالعزيز::/يحق لنا ياخي ،، يعني نقلة نوعية بصراحة ؟؟ جايبنا من كودو لهالمطعم ؟؟
نواف وعيونه لازالت منصدمة ::/ انت الحين متأكد انك قادر تدفع الفاتورة ؟؟
عبدالعزيز::/زياد لا تستحي ان كانك تورطت عادي قول لنا والحين بنقوم ..!! بس انت قل لنا انك تمزح ..
نواف ::/ترى عادي زياد أصلا بنشكرك لأنك خليتنا نشوف مثل هالأماكن ..
زياد وهو متسند وينتظرهم يخلصون كلام::/صدق انكم عيال فقر ..!! الحين انا عازمكم وأقول لكم اطلبوا اللي تبون .. !! وانتم تقولون لي امش نطلع؟؟؟ الحمدلله والشكر
نواف::/ماادري ياخوي بس عاد انت ماعودتنا الله يهديك ..؟؟
زياد بابتسامة غرور ويسند اكواعه على الطاولة ::/لا من اليوم ورايح تعودوا ... لأني ماراح اعزمكم الا على مثل هالمطاعم يعني ناوي أطوركم وأخليكم تصيرون عيال نعمة ...
عبدالعزيز بابتسامة استهزاء::/ لايكون لقيت خريطة الكنز ورحت تجيبه ؟؟
زياد بعيون واثقة وابتسامة جانبية ::/ أنت عارف اني مو محتاج كنوز غيري لأني أنا عندي كنزي ..!
عبدالعزيز بنبرة غرور أكبر::/ بالله ..!! وش هو كنزك طال عمرك ..؟؟
زياد يضحك باستهزاء::/ انت يا عزيز جاي آخر عمرك تسأل زياد بن سلطان عن كنزه ... !! آسف ماراح أرد عليك رح انت بنفسك واسأل عن زياد بن سلطان وعمه ابراهيم وش يكون كنزهم ؟؟
نواف استغرب نبرة زياد وحس من عيونه ان فيه شي صاير ... عمره زياد ماكلمهم بهالنبرة ،، ولا مرة قد نغزهم بالحكي مثل ماقاعد يسوي الحين .. التفت نواف على عبدالعزيز وشافه رافع حاجبه اليمين ومركز على زياد وكأنه منقرف منه ..
نواف::/ أنتم لو سمحتوا وش صاير... زياد انا ناغزني قلبي أحس ان فيه شي متغير ؟؟ صح؟؟؟
زياد وانتبه لنظرة عبدالعزيز وحس بتأنيب الضمير::/أبد يا أخواني الأعزاء .. اليوم تم بحمدالله نقل بعض الأملاك باسمي ... وعلى إثر هذه المناسبة عزمتكم لأني اكتشفت ان عندي رصيد ينزل فيه عمي أرباح السنوات اللي فاتت أول بأول .. يعني بالمختصر المفيد أخوكم صار تـــــــــــاجر درجة اول وعنده املاك خيالية ...
نواف وعبدالعزيز طارت عيونهم في بعض .. وبدو ايتكلمون مع بعض وسافهين زياد اللي يطالعهم
نواف::/وش يخربط خويك؟؟
عبدالعزيز ::/ماادري عنه بس الظاهر انه صار تاجر ... هذا اللي يقوله ..
زياد يضحك ::/ ياحليلكم ..!! يعني شايفيني مااستاهل انتم ووجيهكم .. ماأقول الا ياحسافة هالعزيمة واللي فكر فيكم ..
نواف وبدء يستوعب أن زياد غني من البداية بس كانت أملاكه مع عمه ::/يعني عمك سلمك الخيط والمخيط ؟؟
زياد::/لالا مو كل شي .. سلمني بعض الصلاحيات ويوم أتخرج بيسلمني الباقي ...
عبدالعزيز والفرحة باينه بعيون والابتسامة شقت حلقه::/ مبروووووووووووووووووك ياخوي والله انك تستاهل اكثر .. يااخي كان علمتنا من البداية عشان ناخذ راحتنا ومانقعد نضيق على عمرنا في الطلب..
زياد يبتسم::// انتم الله يهديكم اللي ضيقتوا على اعماركم والا انا قايل لكم خذوا راحتكم ..
نواف وهو يمسك الـ menu مرة ثانية::/ههههههههههه مادرينا أن هذا فعلك والا كان مارحمناك ...
زياد يبتسم لنواف::/والحين عرفتوا .. يالله اطلبوا اللي انتم تبغون ومالكم الا طيب الخاطر ..
نواف باستفهام ::/انت صادق ..!! يعني لو بقولك أبغى بيت عادي تشتري لي ؟؟
زياد يضحك ::/ههههههههههه أووه داخل على طمع انت ..!!
عبدالعزيزيبتسم ::/الحين انت اطلب الأهم ثم المهم .. قل له يجيب لك سيارة وعقب فكر بالبيت ..
نواف::/ايه صدق ... خلاص زياد جب لي الله يخليك سيارة..!! نبغاها بورش والا تدري بي أم الحوت .. ؟؟
زياد بنبرة تفكير ::/لالا أنت مومتعود على الرفاهية ومثل هالسيارات.. يعني تبغى هوندا كورولا مايخالف يناسبون لك و لـ وضعك... وبعدين الحين من صدقك بتوقف هالسيارة قدام بيتكم ؟؟؟ بيظنون الجيران انك سارقها ؟؟ بلإضافة ماراح تقوى على قطع غيارها.. الا تدري وشلون وش فيها سيارتي ؟؟؟خذها أنت وانا آخذ لي فياغرا .. والا مرسيدس .. بعد مو معقول أصير تاجر وانا بهالسيارة الماصلة ..
نواف من دون شعور حس أنه انجرح من كلام زياد .. وحس أن الدنيا ضاقت به ووده يطلع من هالمكان لأنه اختنق من جد .. عبدالعزيز حس ان زياد زودها ..
عبدالعزيز ::/ اقول الظاهر انكم بتستمرون بالهذرة وماراح تخلونا نتغدى؟؟؟ أقول اطلبوا وعقب يحلها ربكم.
طالع زياد عبدالعزيز وشاف في عيونه نظرة عتاب ،، في البداية ماعرف معناها بس بعد ماشاف نواف اللي تغير وجهه وباين عليه انه اختنق ومنزل راسه .. حس ان كلامه ماكان له داعي وانه بهالطريقة جرحه من دون مايحس ،، زياد وحط يده على يد نواف ::/ أفا عليك يابو فيصل وش دعوى بينا هالحساسية الزايدة ..!! يعني معقوله ابستكثر عليك سيارة .. انت لو تطلب طيارة ماتغلى عليك والله ..!!
نواف بابتسامة باهتة:/ ماعليك يازياد عادي ماصار شي .. أدري أن كل السالفة مزح .. والا انت ماراح تقصر معدنك اصيل وانا اخوك ...
زياد::/ تسلم والله ... وهو كذلك السالفة كلها مزح ..
عبدالعزيز::/ الحين انت عازمنا عشان تقعدون تتغزلون ببعض والا عشان نتغدى ؟؟
ضحكوا زياد ونواف على عبدالعزيز وتعليقه ومن شافهم عبدالعزيز بهالصورة ابتسم ابتسامة الرضى .. مهما يكون هذولا اعز ربعه وبحسبة اخوانه اللي الله مارزقه اياهم ،، ماهان عليه يكون بينهم حزازات ومشاحنات بس الحمدلله تعدوها وأثبتوا انهم يد وحدة ومهما كان ماراح يفرق بينهم وسخ دنيا ..
طلب الجميع الي يشتهيه .. وبعد ماأكلوا وحلوا واستانسوا بالجلسة قرروا يطلعون لأنه قرب يأذن العصر .. حاسب زياد وكانت الفاتورة تكسر الظهر يعني لوكانوا زي حالتهم قبل كانوا أكيد مستحيل يخلون زياد يسددها لحاله .. لازم يتقاطون ويقطعون أنفسهم عشان تجتمع القيمة .. وأصلا من البداية مب مفكرين انهم يدخلونه او يتغدون فيه ..
نزلوا للمواقف وكانت سيارة زياد وسيارة نواف موقفات جنب بعض .. ركب زياد وعبدالعزيز السيارة لأنهم كانوا جايين مع بعض .. ونواف راح لسيارته الكابريس القديمة موديل صفر اللي يالله تخلص مشاويره ...
اول ما دخل نواف مفاتيحه في مكانها حاول يشغل السيارة بس مارضت تشتغل ... حاول معها الف مرة والنتيجة وحده السيارة خربانة ... نزلوا له زياد وعزيز وهم ميتين من الضحك .. فتح عليه زياد بابه وهو سكران من الضحك ::/أنزل انزل وانا اخوك أركب معنا ..... انت وهالسيارة من أيام الجاهلية ..
نواف وعليه حمرة الحياء::/الله يقلعها ماادري وش صار لها ؟؟ تو كانت تشتغل وش حلوها ؟؟
عبدالعزيز::/عادي انا سيارتي بالورشة الظاهر انه فيروس منتشر ...انزل بس رح معنا ..
زياد::/لا وتقول بعد ماتبي سيارتي انت بس احمد ربك ان عطيتك اياها ..
نواف ضحك وهو يقفل سيارته ومتفشل منهم .. وراح معهم للسيارة وركبوا جميعا .. وتوجهوا للمسجد لأنه أذن لصلاة العصر ...
-----------------------------------------------------------------------------------------

ضياءk.s.a 21-04-08 10:44 PM

بعد المغرب ...
كانت عذا متجهزة وخالصة بس تنتظر وحيد يوصل عشان تروح ... دق جوالها وشافت رحاب تتصل فيها .. تفشلت عذا من نفسها لأنها أكيد تأخرت عليهم وخصوصا ان هناء توها اتصلت عليها تستعجلها ..
عذا تبتسم::/ السلاااام ..
رحاب::/وعليكم .. وينك تأخرتي؟؟
عذا ::/معليش رحى آسفة بس يالله الحين بيوصل وحيد ان شاء الله ..!! انتم خالصين ؟؟
رحاب وصوتها يتلعثم ..::/هاه .. ايه خالصين ..!! بس لأنك تأخرتي علينا بنعاقبك ..!!
عذا::/هههههههههههههه معليش وانا مستعدة لأي نوع من أنواع العقاب لأني استاهل ..... يعني المفروض أن أهلي طلعوا مبكرين عشان يرجع لي السواق مبكر و أمركم ...
رحاب وهي متلخبطة :://اممم . شوفي عذا ماادري وش أقولك بصراحة ..بس تو جاء الغثيث بدر .. وانت عاد تعرفينه على باله مسوي شخصية علينا .. ورفض اننا نروح معك وقال هو بيودينا وبينتظرنا في المقهى لحد مانخلص وبيرجعنا ...
عذا فتحت عيونها عى الآخرمن الصدمة ولسان حالها يقول((واتفاقنا))::/ وأنا ؟؟؟ من بيروح معي ؟؟
رحاب بارتباك وفشيلة::/هاه .. مو .. مو ندى بتروح معك ؟؟
عذا وهي خانقتها العبرة الحين هم خربوا كل شي عليها لو انهم متكلمين من زمان كان خلت امها توديها ::/ لا ..!! ندى تو كلمتني ورفض زياد انها تروح وقال بيوديها ..!! أقول لايكون أخوانكم يحسبون سيارتنا شقة دعارة ... ترى عادي وحيد مايعظ وانا ما أآكل لحوم البشر ..
رحاب وهي حاسة بتأنيب الضمير لأنهم فعلا ورطوها ::/ خلاص حنا بنوصلك معنا .. بنمر عليك الحين مع بدر..
عذا وخلاص دمعتها طاحت من القهر::/ لالا .. لاتمرون .. استحي مع بدر وبعدين مااستأذنت من أمي ...!! خلاص انتم روحوا وانا أدبر عمري ..
رحاب وضاق صدرها::/أجل كلمي ندى وروحي معها .. لاتروحين مع السواق لحالك..
عذا وقهرها يزيد وودها تقولها خلاص مالك دخل فيني ::// اكيد .. المهم لاتهتمين يالله مااطول عليك ..
رحاب::/ عذا والله اسفين بس بدير الله يقلعه ماادري وش يبغى ونط علينا .. والله آسفة..
عذا وتحاول تبتسم ومايتغير صوتها لأنهم خربوا فرحتها::/ لالا عادي رحاب ماصار شي .. يالله عاد لا يعصب عليكم بدر ...
رحاب::/ طيب.. يالله مع السلامة ..
عذا سكرت من دون ماترد على رحاب وبدت تصيح من القهر ،، في البداية كانت بتروح هي وهناء بس... والحين كلهم بيجتمعون وهي اللي بتقعد مع انها كانت هي صاحبة الفكرة ..
انقهرت مووووت ..(( وش بتقول عني هناء وامها اواعدهم واخلف وعدي .. والمشكلة انهم راحوا الحين والا كان اعتذر عن الروحة.. مافيه الا أدق على أسامة .. بس عارفته مستحيل يجي من بيت عمي ويترك اللمة اللي هناك عشان يوديني .. واصلا هو من البداية ماحب الفكرة وشلون الحين بيرضى يوصلني؟؟ بيقول أحسن اجلسي بالبيت لحالك ..! يعني أنا اللي بخسر في الحالتين.. أأأأأأأأوووووووف ياربي.. )) زاد صياحها وقهرها .. بس قطع عليها جرس الباب يرن .. رفعت السماعة تشوف من هو ؟؟ ولقته وحيد ينبهها انه جاء وينتظرها بالسيارة .. مسحت عذا دموعها وحاولت تقنع نفسها (( عادي وحيد إحنا متعودين عليه وما عمرنا شفنا منه شي مو كويس ،، صدق اني خايفة أركب معه لحالي لأني ماتعودت أركب لحالي حتى مع سوراج بس معليش بغمض عيوني لحد مانوصل وابخلي الجوال بيدي لو صار اي شي بدق على اسامة )) بس قلبها ماطاوعها ورجعت تصيح مرة ثانية هي ماعندها الجرأة الكافية عشان تطلع من البيت مع السواق لحالها ولو تدري أمها اكيد بتزعل عليها ... فقررت تجرب آخرحل عندها وبتتصل على ندى عشان يمرون عليها ... وهذا الي صار واتصلت على ندى..
عذا وهي تضبط صوتها ::/السلام ..
ندى مبتسمة::/اهلين وعليكم ..
عذا وهي تجرها بالكلام وتسألها قبل لا هي تسأل::/ وينك وصلتي ؟؟
ندى::// أنا قريبة بس مسكتنا الإشارة يعني دقيقتين وأوصل ..!!
عذا والعبرة رجعت لها مرة ثانية يعني خلاص كلهم بيروحون من دونها ..::/طيب يالله باي ..
وسكرت قبل لاتعطيها فرصة تسألها ،،، وعشان ماتخونها دمعتها وتصيح ..!!
قعدت عذا على الكنب بخيبة امل واضحة .. وقهر يآكل قلبها ويقطعه .. يعني من متى وهي تخطط مع هناء عشان يطلعون سوا ويوم صار اللي تبغاه كل شي تكنسل ... بس غمضت عيونها وخذت نفس عميق ووقفت .. (( تعددت الأسباب والموت واحد ... وياروح مابعدك روح ...و يا إما أنا يا إما خوفي ... ابروح مع وحيد لحالي ،، وأمي وش بيعرفها ان رحاب وعبير ماراحوا معي واصلا هي مستحيل تسأل وحيد إذا كانوا راحوا والا لا ... وانا ابتحمل لحد ماأوصل وأبجهز نفسي لأي طارئ .. )) على هالقرار رفعت جوالها وحطته صامت عشان ماحد يزعجها ويربكها في الطريق ولاتتصل أمها عليها وترد ويبين خوفها وارتباكها ,,, سمت بسم الله وطلعت تركب مع وحيد بقلب جامد ...
-----------------------------------------------------------------------------------------

ضياءk.s.a 23-04-08 01:07 PM

الجزء الرابع ...

كانت جالسة على الكنب اللي في الصالة وماده بوزها شبرين ملت وطقت كبدها من وضعهم .. تحس بكآبة فضيعة من روتينهم اليومي .. أيام الدراسة هي نفسها أيام الـ weekend روتين قاتل
... أمها واختها جالسين يتقهوون قدام التلفزيون واخواتها الصغار ببيت عمها ،، واخوها الكبير الله اعلم وين هايت فيه المهم انه مو عندهم يحوسهم ويصرخ عليهم ..!! وهي ماعندها شي تسويه ...
.../أوووووووووووف ياربي ملل ملل .. أبموت ..
عبير وهي ترفع الفنجال وتشرب منه::/ياحبك للتذمر ودي مرة بس أشوفك وانت مستانسة ..!!
أريج::/يعني بذمتك أنت الحين مبسوطة ..
عبير تلتفت عليها وهي تبتسم ::/أكيد مرتاحة ومبسوطة .. أمي جنبي بصحة وعافية ،، واختي القمر قدامي واخواتي ببيت عمي والحمدلله حالتنا مستقرة ...
أم راكان:::/ أحمدي ربك ياأمي يا أريج أنت أحسن من غيرك ...
أريج والعبرة خانقتها ::/يمه والله طفش طيب ليه ماخليتوني أروح مع البنات للفيصلية على الأقل أغير جو ..
ناظرتها عبير بنظرة قاسية::/أريج ..!! أنت عندك القدرة المالية تشترين من هذيك المحلات ؟؟
أريج تنزل راسها::/ لا ماعندي ..! بس عادي انا مابشتري شي بس اتفرج ؟؟
عبير::/وليش تقطعين قلبك وتتفرجين ؟؟ ياحبيبتي مدي رجولك على قد لحافك ..!! انت بتروحين معهم وتشوفينهم يشترون وبتتضايقين اكثر من انك تستانسين .. وبعدين أفرضي قرروا يتعشون أو حتى يشربون شي هل تقدرين انك تساهمين معهم بالسعر والا تعزمينهم والا حتى تشترين لنفسك ؟؟ يعني بتضطرين ترمين نفسك عليهم ؟؟ أدري انهم ماراح يقصرون بس عاد ياوجه استح يكفي أن أبو سحر مايقصر معنا في مصاريف وأغراض البيت اللي كل شهرين يشحن لنا اغراض بعد تبينهم يتحملون مصاريف متعتنا .. بترمين وجهك بالصغيرة والكبيرة ؟؟
أريج والعبرة خانقتها وامها تطالعها بقلة حيلة::/ بس من حقنا نفرح ونستانس زي مالعالم تسوي ؟؟
عبير بعقلانية::/استانسي ماقلنا شي بس استانسي على قد اللي معك لا تشطحين فوق عشان ماتطيحين وتنكسر رقبتك ...
عبير وصوتها بدء يصير حنون أكثر::/والله لو كانت مكافئتي طالعة كنت بعطيك اياها واخليك تروحين معهم وتستانسين بس وش اسوي مامعي الا 200 وأبغاهم يكفونا لنهاية الشهر ..!!
رفعت أريج رأسها عشان تشوف اختها وحست بالندم على تصرفها وأنانيتها اللي مالها تفسير وانفعالها اللامسؤول قامت على طول وحضنت أختها::/ الله يخليك لي ياعبير والله آسفة مو قصدي .. ولا أبغى شي منك.. يكفي انك انت اللي قايمة ببيتنا واحنا بس نطالعك مالنا حيل ولا قوة ..!!
حضنت عبير اختها وهي الثانية عبرتها خانقتها على أختها المراهقة اللي ودها تصير مثل صديقاتها وتلبس وتعيش مثلهم .. بس هي وش بيدها أذا صار أبوها متوفي واخوهم ظالم ومتهور ومايحس بالمسؤولية وباع كل حلال أبوها بعد موته ولعب بالفلوس لكن الحمدلله أنه ماقدر على البيت لأنه بأسم عمهم و إلا كان الحين هم بالشارع ... شافت ام راكان موقف بناتها مع بعض وحست ان قلبها عورها على حالهم ،، كلهم بعمر الزهور،، بالعمر اللي المفروض يتمتعون فيه بحنان أبوهم ونعيمه ... العمر اللي يعيشون فيه شبابهم بعنفوانه ومرحه وحيويته .. لكن للأسف الله ماكتب لهم يعيشون زي أترابهم .. انكتب على بنتها الكبيرة اللي توها بالجامعة أنها تتحمل بيت وش كبره بالأرواح اللي فيه .. متحمله مصاريفهم كلها من الألف للياء لأنها الوحيدة اللي لها دخل من الجامعة .. صدق ان عيال الحلال مايقصرون ،، وولد عمهم مايقصر معهم بشي .. بس ولو هم لهم عزة نفس ومايقبلون صدقات من كل أحد .. هم قبلوا ان أبو مشاري يساعدهم بعد تدخل ندى ومحاولة اقناعها لعبير و أريج وامهم عشان يقبلون هالشي وحلفت لها انه مو قصدهم اهانتهم او التقليل من شأنهم كل قصدهم هو تقديم المساعدة ليس إلا ..!!
نزلت دمعة ام راكان وحرقت خدها اللي بانت عليه تجاعيد الزمن ،، ورفعت شيلتها تمسحها بها وقامت بصعوبة متوجهة لغرفته .. فتحت أم راكان دولابها وطلعت مبلغ زهيد كانت مخبيته للحاجة ورجعت طلعت للصالة شافت عبير جالسة تطالع المسلسل وأريج منسدحة على رجلها وتلعب بخصلة شعرها اللي طايحة على وجهها ،، تقدمت أم راكان منهم وهي تبتسم بحنان لبناتها وعزوتها وسندها بالحياة وخصوصا أن مالها اهل بالسعودية..!!
جلست جنب أريج اللي قامت وتعدلت بجلستها احتراما لأمها .. وحطت ام راكان المبلغ بيد أريج وابتسمت في وجهها ..
أم راكان با إبتسامتها الروحية ::/هذا المبلغ روحي فيه بكرة للي تبغين واستانسي فيه ولا تردين لي منه ولا ريال ..
اريج عبرتها خنقتها وحست انها نذلة وانانية قربت من امها وحبت راسها وحظنتها ::/ مشكورة ياأعز أم بالدنيا..
عبير تبتسم::/ايه هي بس لها الدلع والا انا ساحبين علي كأني مو بنتك ؟؟
أم راكان::/لا والله ماتدرين أنت شمعة هالبيت اللي أرتاح من أشوف نورها ..
عبير وهي بالفعل حست بمشاعرها تتفجر بالمحبة لأمها::/ياحبي لك يمه الله يخليك لنا يارب..
ألتموا كلهم مرة ثانية على القهوة وبدوا يسولفون وهم مستانسين لحد ماخرب عليهم صوته وهو داخل وكأنه إعصار مدمر يسحق كل شي موجود قدامه .. او ثور هائج مستعد ينطح أي كائن يوقف بطريقة .. دخل للصالة وهو يصرخ لأنه كان يتصل بالبيت ولقاه مشغول..
راكان بصراخ مدوي::/ انت واياها ياحيوانات .. من اللي كان يكلم كل هالوقت ..؟؟
انتفظت أريج يوم شافته ،،،، طول عمره يحسسها بالرعب .. اما عبير كانت ملامحها جامدة وهي تكلمه وصوتها فية ثقة العالم كلها ألتفتت على التليفون وقالت::/ السماعة طايحة .. مافيه احد يكلم
( وقامت عشان تسكرها ))
جلس راكان على القهوة بشكله الرث وريحته المقرفة من هالسم اللي يشربه يوميا .. ماكلف نفسه حتى يسلم على امه .. التفت على أريج اللي قامت وتكورت على الكنب من الخوف لايسوي فيها شي ..
راكان::/وش عندك انت بعد تطالعيني ؟؟ ..
أريج وريقها نشف::/هاه .. لالا ما ... ما ناظرتــك ..
راكان وهو يشوف يدها اللي مسكره عليها::/وش فيها يدك مسكرة عليها بهالقوة ..؟؟
أريج وبدت عظامها ترتجف (( أكيد بيهجم علي الحين ،، خل أقوم أحسن لي )) قامت بتتوجه للدرج عشان تطلع فوق ::/ مامعي شي .. لا تتوهم اشياء مو موجودة ..
وقف راكان ولحقها وقامت له عبير خافت لايسوي بها شي .. راكان مسك أريج مع شعرها ولف بوجهها عليه ::/ إذا كلمتك لا تسفهيني وتقومين وتخليني كلميني بأدب يابنت الـ ـ ـ ـ
قاطعته عبير وهي تحط يدها على يده ::/راكان حرام عليك اتركها البنت بتموت..
راكان يصرخ على أريج اللي كانت منهارة من الألم والصياح وهو يشد شعرها زيادة متلذذ بألمها::/ وش اللي في يدك ياأريج..؟؟
أريج ماعاد تستحمل رمت له اللي بيدها وقالت وهي تشهق من الصياح::/خذه ماابي شي خذ كل شي بس فكني حرام عليك بموت قطعت شعري ..!!!
تركها راكان ورماها على الطاولة اللي قدامه وراح ياخذ الفلوس اللي رمتها له .. التفت على امه اللي ماقدرت تتحرك من مكانها ودموعها سيول على خدها ::/ههههه الحين صار عندكم فلوس ..؟؟ وأنا من متى أطلبك وانت ماسكت لي مامعي ومامعي .. والله طلعت مو سهلة يا ــ ـ ـ ـ ؟؟
قاطعته عبير وخلاص ماعاد تقدر تتحمل تصرفاته الغبية والعديمة الاحترام تجاه امها الغالية وناظرته بغضب عارم ::/راكان حدك واسكت خلاص خذت اللي يكفيك وخذنا منك اللي يشبعنا روح ياأخي وفكنا ..
التفت عليها راكان بنظرة نارية ::/انا الحين مالي خلق عليك عشان كذا بسفهك وابطلع بس حسابك معي عسير ...
التفت عنها وهو منقهر من تصرفاتها هي الوحيدة اللي ماتعطيه وجه وتوقف قدامه بكل قوتها .. يكرهها حد الموت ووده يتخلص منها أو يسوي شي يقهرها ... ((مسوية نفسها علي هي الرجال،، بس بتشوف والله لأكسر خشمها اللي رافعته علي )) ...!!
طلع راكان من البيت بعد ما سوى زوبعة .. وقابل عند الباب اخواته الصغار جايات من بيت عمه طالعهم بنظرة مخيفة خلتهم يركضون يدخلون داخل ،، شاف نواف ولد عمه عند الباب بس سفهه وكشر بوجهه وراح وخلاها ،،ونواف أول ماشافه هز رأسه بأسى على حاله ونغزه قلبه على بنات عمه (( أكيد أنه مسوي لهم مشكلة داخل ،، الله يستر لا يكون أذاهم والا ضربهم ،، والله لو يوصل لي علم أنه عورها ليكون آخر يوم بحياته انا متحمله ومتحمل تصرفاته إحتراما لها ولمرت عمي الحرمة الطيبة ،، بس لو تعدا حدوده بيكون لي تصرف ثاني معه ...))
اما بالصالة كانت عبير حاضنة أريج وتحاول تهديها وتمسح على شعرها
عبير::/خلاص حبيبتي الله بيعوضك ان شاء الله ..
أريج وهي منهارة::/ما ـ ـ ـ ماهمني اللي خذه الله ياخذه .. بس ـ ـ ـ بس ليش مايحسسنا بالأمان .. مو هو أخونا الكبير ؟؟ والمفروض اننا نفرح اذا جاء عشان نسولف معه ونحس بخوفه علينا ..
عبير وعورها قلبها من كلام اختها ::/ الله كريم ياأريج .. الله كريم ..
شالت عبير اختها وجلست هي واياها على الكنب وحاولت تهديها مع أمها .. ووعدتها بأشياء كثيرة وحاولت تزرع الأمل من جديد في قلبها المتألم ...
---------------------------------------------------------------------------------------
في هالوقت هو كان جالس بالصالة عند خالته وبنتها ... وقلبه ماوقف عن الخفقان بشدة من وصل للبيت ... مو قادر حتى يآخذ نفس عميق ،،،
ام مشاري وهي تقرب التمر::/ أقرب يابوي تقهوى ...
طلال وهو يصحى من سرحانه ::/سمي ..!! قريب الله يسلمك ...
انتبهت له سحر وارتسمت على فمها ابتسامة جانبية .. فاهمته وفاهمة الشئ اللي هو قاعد يفكر فيه ،،،دخلت عليهم روسيدا الشغالة تبلغ ام مشاري أنه يبغاها التليفون ... استأذنت أم مشاري من طلال عشان تروح ترد وقامت بعد ماأكدت على طلال أنه يقرب ويآخذ راحته ويتقهوى .....
طلال وعينه تتابع خالته لحد ماطلعت من الغرفة ::/أيوه أخت سحر ..!! وين الباقين أجل؟؟
سحر وهي تصب لها فنجال قهوة ::/ الحين بيجون .. مشاري تو صحيته من النوم والحين بينزل طلال ::/ومصعب..؟؟ وابوي؟؟
سحر::/ رايحين يسلمون على رجال .. وبيرجعون بعد العشاء ان شاء الله ...
طلاال::/اهااااا .. زين والله .. وكيفك انت وكيف حالك ..؟؟
سحرتناظره وتبتسم ::/ الحمدلله صحتي زي البم ..
مدت سحر يدها لطلال عشان تآخذ فنجاله بس هو رفض بحجة أنه تقهوى وخلص .. فقامت تجمع الصحون وتشيل الصينية وطلعت بتوديهم و تجيب الشاهي . بس وهي عند الباب تفاجأت بمشاري في وجهها وعاقد حواجبه ويطالعها ...
مشاري بنبرة جافة::/ وش هاللبس؟؟
سحر مستغربة::/وش فيه ؟؟ عادي..!
مشاري بنظرة غضب::/ هذا اللبس داخلة فيه على طلال .؟؟
سحر بنرفزة::/تراه اخوي لاتنسى..!!
مشاري يتنهد::/مانسيت .. بس بعد لبسك مايناسب ... ياليتك تغيرينه ..!!
قال مشاري كلامه وهو يمشي ويعطيها ظهره ومتوجه للصالة الجانبية ... اما هي راقبته بعيون مستنكرة لحد ما اختفى داخل الصالة وبعدين وقفت تطالع نفسها بمراية الصالة .. كانت لابسة برمودا أسود وتي شيرت سماوي ومنزلة شعرها على كتوفها وحاطة ربطة على قصتها ... حاست فمها ونادت روسيدا تآخذ الصينية وتجهز لهم الشاهي .. مهما يكون ماتقدرعلى مشاري و اوامره وأصلا هي ما تبغاه يزعل عليها لأنه الغالي،،عشان كذا راحت تغير لبسها وتنزل ...
أول مادخلت عليهم بعد ماغيرت ابتسم طلال عليها وهو ماسك ضحكته وعرف أن مشاري له يد بالسالفة .. شافته سحر وعرفت انه ماسك ضحكته بس ناظرته بحاجب مرفوع وطلعت له لسانها وراحت تجلس جنب مشاري اللي طالعها برضى وابتسم لها وهز راسه ...
خاضوا في سوالف كثيرة وعلموه باللي سواه أبو مشاري لزياد .. وبعد ماخلص شارب بيالته دخلت عليهم ام مشاري بس هو قام بيستأذن عشان يروح لكنها رفضت قطعيا وحلفت عليه يقعد للعشاء لأنها من زمان ماشافته وتو ماقعدت معه .. وهذا اللي صار جلس وهو مبتسم وقرر يتعشى معهم وبالمرة يسلم على أبوه اللي له فترة ماشافه ...
------------------------------------------------------------------------------------------
في السيارة كانت يدها على قلبها خايفة وماتدري وشلون تهورت وأقدمت على هالتصرف الجريئ .. ودها تصيح بس ما تبي توضح ضعفها عشان ماأحد يستغل الموقف رفعت عينها عن حضنها بتشوف الشارع بس طاحت عينها على عين وحيد يطالعها من مراية السيارة الأمامية بحدة.. بغى يوقف قلبها من الخوف والدمعة تحجرت في عينها ،، هذا اللي كنت خايفة منه الله يستر ،،بس فجأة نزّل وحيدعينه ولف بالسيارة جهة اليمين .. تنهدت عذا وضحكت ضحكة خفيفة وباهتة على غبائها (( يعني كان يطالع السيارات اللي وراء عشان يلف وطبيعي بأحس انه يناظرني لأني راكبة وراء بس قدام المراية مباشرة ..هههه غبية وخوافة ...!!)) كانت يديها مصفرة من الخوف والجوال شادة عليه بقوتها ... الشارع طال وهي ملت تنتظر الفيصلية تبان لها بس الظاهر مافيه أمل ... (( وش صار له الطريق اليوم ؟؟؟ يوم تكون معي أمي والا لمياء على طول نوصل واليوم طلعت روحي واحنا ماوصلنا )) وفجأة الحمدلله بدت تظهر لها الفيصلية وكأنهم قربوا منها وحول الوصول ..
دق جوالها في هاللحظة وشافت نور الشاشة أن فيه احد يتصل .. طالعته ولقته ندى ردت عليها عشان تحس بالأمان شوي ..
ندى::/ أهلين بالقمر ..
عذا تضحك ::/هلا بالغيوم ..
ندى::/هاه وصلتوا ؟؟
عذا ارتبكت بس قدرت تمسك نفسها ::/ايه يالله دقيقة وانا واصلة هذي بوابة الفيصلية قدامي.. ((عذا عضت شفايفها يوم قالت "انا" خافت لا تشك ندى لانها تخاف تعصب عليها وتقول لأمها واللي على راسه بطحه يحسس عليها بس ندى ماانتبهت لأنها قالت ::/أوكي انتظركم ... يالله باي
عذا::/ باي ..
سكرت عنها وبدت تفكر لو كان فعلا صار لها شي وهي مع وحيد لحالها وش بيكون موقف أمها ووش بتسوي معها ؟؟؟
قطع عليها صوت وحيد ..::/ مدام وين يوقف ؟؟ هنا والا بوابة ثاني ؟؟
عذا بفرحة لأنهم وصلوا::/لالا روح مع البوابة ثانية..!!
بدت عذا تستعد عشان تنزل ورجعت جوالها على النظام العادي وحطته بالشنطة بس فجأة ضرب وحيد فرامل بدون سابق انذار وطلع صوت تفحيط السيارة وطاحت هي على قدام والتفت رجلها اللي تعورها وصرخت من الخوف والألم وماشافت الا سيارة ثانية قريبة من بابها وكأنها بتدخل فيه.. صرخت وحطت يدينها على راسها و غمضت عيونها ...
----------------------------------------------------------------------------------------
دق جوالها بعد دقايق ...و ردت عليه على طول لما شافت انها رحاب .
ندى بعصبية::/وينكم ياحلوات كل هذا عشان توصلون ؟؟
رحاب وعلى بالها ان عذا معها ::/يالله احنا دخلنا وانتم وين ..؟؟
ندى::/ يالله احنا عند السواني تعالي هناك ...
رحاب ::/ يالله جايين .. واسمعي ترى بدر معنا وطلع للمطاعم اللي فوق ان كان زياد بيروح له ..
ندى استغربت وجود بدر معهم بس قالت يمكن انه هو اللي جابهم ::/زين اببلغه يالله باي ..
سكرت عن رحاب وهي قلبها ناغزها وش جاب بدر معهم .. ((مستحيل يصير هو اللي جايبهم لأن عذا مستحيل تركب معه انا عارفتها تستحي ..!! اذا هي بالموت تركب مع زياد وشلون بدر ولد جيرانهم ؟؟)) شافها زياد واقفة في مكانها من انتهت مكالمتها واستغرب صمتها قرب منها وهو مبتسم
زياد ::/ هاه وصلوا ؟؟ والا بعدهم؟؟
ندى وتحاول تخفي تساؤلها ::/ايه وصلوا والحين بيجون هنا.. وعلى فكرة ترى بدر موجود و هو الحين في المطاعم اذا كنت بتروح له ..
زياد باستغراب::/خلاص اذا رحتي معهم ابتصل عليه واشوف .. بس هو وش جابه مو كانوا بيجون مع سوراج؟؟
ندى منصدمة لأنها كانت كاذبة عليه وقايله أن سوراج اللي بيوديهم مو وحيد على أمل أنه يوافق بس هو فاجئها أنه معارض الفكرة كلها لأنه هو اللي بيوديها ::/ هاااه ،، ايه الا،، بس ترى كان بيجيبهم وحيد مو سوراج يعني يمكن مارضوا اهل رحاب على وحيد اللي مايعرف يسوق زين وخلوا بدر يجيبهم ..
زياد بحاجب مرفوع::/ أهاااااااا يعني وحيد اللي كان بيجيبهم..!!
ندى وهي مستحية من كذبتها وتصد عنه::/ ايه يمكن هذا السبب ...
زياد بعصبية خفيفة::/وبنت عمتك راكبة معهم ان شاء الله ؟؟ يعني ماتعرف تتصل وتقول لنا نمرها مادام هم بيجون مع بدر ؟؟
ندى تهدي الموضوع لأنها شافتهم مقبلين وعرفتهم بأشكالهم ومشيتهم ::/ماادري زياد بس أكيد الحين بعرف كل شئ لأنهم هذا هم وصلوا ..
زياد يتنهد ::/زين بس ماراح اروح الا لماتفهمين منهم السالفة وتجين تعلميني ...
ندى ::/طيب بس انت لا تعصب ...
غادة ورحاب كانوا يشوفون ندى بلحالها واقفة عند الفترينة وأخوها زياد تو معها بس راح يوم شافهم ،،، استغربوا عدم تواجد عذا معها وتوقعوا انها زعلت منهم ومن تصرفهم البايخ وتراجعهم في الوقت بدل الضايع .. اول ماقربوا لندى وسلموا على بعض ..
غاد::/أجل وين عذا ماجت ؟؟ لايكون زعلت ..
ندى فتحت فمها على الأخير (( وش يقولون هذولا))
رحاب تشهق::/لاتقولين انها ماجت ؟؟
ندى بصدمة رهيبة::/ماجبتوها معكم ؟؟ أجل وين هي؟؟
رحاب بصدمة اقوى ::/لا هي قالت ماراح تجي معنـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـــ ــ ـ ـ ــ ــ ــ ـ ـ ـ وفهموها الموضوع من اوله لآخره ..
ندى بعصبية ::/طيب انا كلمتها تو وقالت لي انها وصلت .. يعني من جابها ؟؟ معقولة جت مع وحيد لحالها ؟؟
رحاب باعتراض::/لالاماأتوقع اكيد جابها اسامة ...
ندى وهي تطلع جوالها::/خلوني أتصل عليها أشوف وش اللي صاير؟؟
توها بتطلع جوالها بس دق عليها زياد ردت عليه على مضض وقال لها تجيه عشان تفهمه .. ندى احتاست ماعرفت وش تقول .. بس قالت مافيه الا اني اعلمه اللي صاير وان اكيد انها جاية مع اسامة .. راحت ندى لزياد وفهمته السالفة بس شافت ملامحة تستعر غضب وفكه مبيض من شدة الضغط عليه ..
زياد::/يعني راكبة مع وحيد لحالها ؟؟؟ ضاربة مشوار من بيتهم للفيصلية يعني نص ساعة او أكثر وهي مع وحيد وبلحالهم في السيارة ؟؟ لا وجايين يوم الخميس ووقت زحمات الشوارع ..!!مجنونة بنت عمتك هذي؟؟ لا ومن الزين أنها مع وحيييييييييييييييييد ...(( وضغط على أسنانه ))
ندى تحاول تهدي الوضع::/زياد يمكن جابها أسامة لا تحكم عليها قبل لانشوف..
زياد بصرخة مكتومة::/ مستحيـــــــــــــل ..!! لأن خالد ولد عمه تو متصل علي وقالي أنهم مجتمعين وأن أسامة عندهم ويبغاني اجيهم بس قلت له اني با الفيصلية.. يعني ماأتوقع أنه امداه يجيبها ويرجع .. وخصوصا حضرتها مابعد شرفت الى الحين ..
تنهد زياد وأخذ نفس عميق حاول من خلاله يسيطر على موجة الغضب اللي اجتاحته حتى لا يتهور ويسوي شي لاتحمد عقباه .. التفت على ندى وشافها مرتبكة من جد وحس انها حاسة بالذنب لأنها هي السبب في هذا كله والا كانت عذا بتجي مع امها وكل شي تمام .. لكنه ماتعاطف معها أبدا لأن تصرفهم هو اللي خلاها تسوي اللي سوته ،، وناظرها بنظرات خلتها ترتجف في مكانها وودها تصيح من الألم وتأنيب الضمير ...
زياد بحزم::/اتصلي عليها شوفي وينها ؟؟
ندى::/متصلة عليها من شوي وتقول لي الحين بتوصل ؟؟
زياد ورجع يعصب على غبائها ::/من شوي مو الحين ؟؟ أنا أقول الحين دقي عليها بسرعة ..
طلعت ندى جوالها وهي ترتجف من غضب أخوها اللي ماتعودت انه يصبه عليها ودقت على عذا ،، بس للأسف ماردت عليها .. رفعت عيونها لأخوها وقرأ زياد فيها خيبة الأمل ,,
زياد بنفاذ صبر::/يعني وشلون الحين ؟؟
ندى ::/بننتظرها تتصل علينا ؟؟
نزل زيادعيونه وهو وده يكسر أي شئ بيده ،، كل شي مستعد يتحمله إلا أن عذا تسوي شي هو مايحبه وخصوصا أنه قد نبهها كذا مرة انه مايحبها تركب مع السواق لحالها لأن الدنيا ماعاد فيها امان وشلون عاد وهي مع وحيد لحالها ..؟؟ لا ومالقت الا وحيييييييييييييد ..!! هو مو مستعد يتحمل أي شي يصير لها ،،، يعتبر نفسه مسؤول عنها حتى وهي في عهدة أبوها ،، ولو صار لها شئ الآن بيحمل نفسه الذنب وبيعتبرها غلطته لأن أخته لها يد بالفوضى الحاصلة كونها ماجابت سيرة وحيد له والا كان ما سمح حتى لهم هم أنهم كلهم يركبون معه ،،، زياد كان خايف عليها حد الموت .. يخاف لا يصير لها شي وهي لحالها بالسيارة وماتقدر تتصرف .. يمكن لو كان سوراج كانت بتخف عليه المسألة ... احتدت نظرة زياد من الخوف لاتحصل مصيبة اعظم ..وهو عارف أنها خوافة ومو جريئة وما تقدر تدبر عمرها .. بتحط يدينها على خدها وبتجلس تصيح ،، تنهد بيأس (( يــــــــــــــــــــــــــارب أحفظها بماتحفظ به عبادك الصالحين)) وحط يده على خصره والثانية يحك بها لحيتها وضاغط بشدة على فكه .. وندى واقفة جنبه وحاسة فعلا بتأنيب الضمير (( الحين أكيد بيعصب على عذا والمشكلة أني انا المسؤولة عن كل شي حتى ولو بطريق غير مباشر )) ورحاب وغادة واقفين عند الفترينة وحاسين هم الثانيين بالذنب على اللي سووه وشايفين غضب زياد وتوتره ... وعارفين باللي بين الأثنين .. وأنه وده لو يكسرهم كلهم على الموقف اللي حطو عذا فيه!!
دق جواله وبسرعة طلعه من جيبه عشان يشوف المتصل ،، وندى سمرت عيونها بيد اخوها تبغى تدري من اللي تجرأ واتصل على زياد في هاللحظات الساخنة وهو متوتر ومعصب وفاقد السيطرة على نفسه .. رفع زياد السماعة على طول ..
زياد بلهفة::/هلا أسامة ..!!
أسامة وصوته متغير وباين عليه التوتر::/هلا زياد ..! وين انت ؟؟
زياد وهو خايف ::/انا هنا با الفيصلية ..!! تبي شي ؟؟
أسامة يتنفس بعمق:/ زين ياأخوي .. شف وحيد الله ياخذه مسوي حادث بسيط عند البوابة رقم 2.. ومعه البنات عاد ودي تروح تشوف وش صايرأنا ماراح يمديني أوصل أخاف أتأخر عليهم .. والا انا أبجي بس انت رح تطمن قبلي؟؟
زياد وقلبه وقف لحظة عن النبض وواحد من الأسباب اللي مخوفته صار::/وش تقووووووووول أنت ؟؟؟ حـــــااااااااااااااااااااااااادث؟؟
ندى أول ماسمعت طاري الحادث شهقت وحطت يدها على فمهاودمعتها حارت وسط عينها ..
(( ياربي وش سوينا .. وش هالإجرام اللي افتعلناه ،، يعني الحين مايكفي أنها مع وحيد لحالها ومسوية حادث بعد ؟؟ الله يستر ،،الله يستر ..!!ومايكون صار لهم شي لأني فعلا ماراح أسامح نفسي ))
أسامة ::/زياد إن شاء الله انه بسيط ،، لكن وحيد ثور وما يعرف يتصرف ...
زياد وهو مو قادر يركز على شئ معين يحس أنه في دوامة .. أو وسط بحر والأمواج تلعب فيه ::/ زين زين مع السلامة ..
سكر زياد قبل لا يسمع الرد والتفت على ندى بنظرة غضب وكانه يحملها مسؤولية اللي قاعد يصير وكأن عيونه تقول (( لو صار لها شي بتندمون )) وراح يمشي متوجه للبوابة ..
أما ندى ماقدرت تقعد تتفرج أشرت للبنات يلحقونها وراحت وراه ...
-----------------------------------------------------------------------------------
كان يمشي على الأرض وهو يحس كأنها مادة هلامية مو ثابتة ولا يقدر يثق فيها علشان يثبت رجله عليها ،، يحس نفسه في وسط عاصفة رملية شديدة وسط صحراء قاحلة .. وهالعاصوف مشتت أفكاره ومخليه يركز في الـ ـ لاشئ ،، وش بيسوي إذا شافها ؟؟ وش بيكون موقفه وتصرفه لو كان صاير لها شي من هالحادث ؟؟ وإلا هالخسيس مسوي لها شي ؟؟ كيف بيقدر يسامح اخته لأنها وعدتها وماوفت بوعدها وخلتها تتصرف بنفسها من دون ماتقدم لها اقتراحات ومن دون ماتتأكد من اللي بيجيبها ؟؟ ولو كان ماصار لها شي كيف بيتعامل مع اللي سوته ؟؟ ووشلون بيقوى قلبه عليها وبيعاقبها على تصرفها الخالي من المسؤولية ؟؟ مليون مرة قايل لها مايحبها تركب مع السواق لحالها ؟؟ وأكثر من مليون مرة امها منبهتها على نفس النقطة ؟؟ والحين هي عاندت وماعليها وجت معه لحالها وياليته سوراج الفاهم لا وحيد ؟؟ والمشوار مو قريب بعيد وبعيد مرة ؟؟ يعني كان ممكن يعترضهم أحد ؟؟ وياما سمع عن هالحوادث اللي تصير وخصوصا من هذاك الشارع اللي كانت لازم تمر من عنده عشان تقدر توصل للفيصلية ؟؟؟ واللي خايف منه صار صار لها حادث وهي لوحدها وماتعرف تتصرف ..!! والأدهى انها ضاربه هالمشوار ياناس مع وحيد ولحالها .. فاهمين وش يعني وحيد ؟؟
كان زياد يمشي بأسرع ماعنده ،، وكأنه مايشوف شي قدامه إلا البوابة اللي لازم يوصلها الان
وبأقرب وقت ،، مشاعر مؤلمة تراكمت على قلبه .. خلاص ماعاد يقدر يفكر أكثر بالإحتمالات اللي ممكن تكون حاصلة ..!! مل وشبع واكتفى من الهم والحزن وارتوى من مشاعر الألم والفقد وماعاد عنده طاقة يتحمل أكثر ..!! يوم خذ حلاله وصار كل شي يقدر عليه ويقدر يوفره لها هل ياترى توقف الأقدار بوجهه وتحرم عليه الفرحة مرة ثانية ؟؟ هل الأحلام اللي حلمها أمس بالبيت والعيال والزوجة الحنونة اللي ياما حلم بيوم زاوجه منها تتبخر وتتحول لسحابة صيف تمر عابرة وتروح وتترك الناس اللي كانوا يطالعونها بلهفة وينتظرونها تفرغ اللي في جوفها عشان ترتوي أرضهم وزراعتهم ؟؟ هل معقولة كل شي بناه ينهدم ويتحطم ؟؟ خلاص ماعاد يبغى فلوسه المشؤومة اللي خلته يسمع أبشع خبر مر عليه بحياته من بعد وفاة امه وأبوه ،، بس يبغاها تكون بخير..!!
تنهد زياد وهو واصل للبوابة طلع منها وسرع خطواته اكثر لما شاف الناس مجتمعة عند سيارتين على الشارع العام .. حاول يشوف مدى الأضرار الناتجة ،، وأول ماطاحت عينه على سيارة بيت عمته وتعرف عليها تنهد وكأن الراحة بدت تتسرب شوي لعروقه يوم شاف السيارة مافيها أضرار كثيرة ؟؟ يعني إن شاء الله ماحصل لها مكروه .. رن جواله هاللحظة بس زياد ماكان في وعيه علشان يرد ولا عنده وقت أصلا .. تقرب منهم حتى يتأكد ان كل شئ سليم ويشبع نظره بشوفتها وهي متعافية ... مايتحمل فيها شي حتى لو كان كسر ؟؟؟
.
.
عذا كانت منهارة في السيارة من الخوف والرعب يديها ترتجف وماتدري وش تسوي .. أول ماوعت شافت سيارة همر قريبة جدا من بابها وداخلة فيها مما خلى الباب ينعفط ويسكر على رجلها اللي ماعادت تحس بها من هول الألم ... بغت تموت مو من الحادث بس من الصدمة باللي صار ؟
احتارت اول شي ماتدري وش تسوي ؟؟ تتصل على أسامة تخاف يدري أنها راكبة لحالها مع وحيد وعاد اسامة مابيتفاهم معها في هالحالة،،،، لأنه هو أصلا يرفض أنها تركب مع سوراج وهو اللي بمقام أبوهم وشلون عاد مع عامل المزرعة اللي ماله عندهم الا سنة ؟؟؟
بس مالقت حل ثاني وهالشي هي اللي سببته لنفسها ... كان المفروض أنها تكلم أسامة من البداية أو تروح مع رحاب وغادة....!! المهم ماعاد ينفع الندم الحين و بعد تفكير قررت تتصل بأسامة لكنها يوم دورت على شنطتها وجوالها ما حصلتهم ومع رجفة يديها وتوترها ماكانت مركزة وهي تدور .. تطمنت لما سمعت وحيد يكلم أسامة ويبلغه ... ونزلت هي راسها تدور شنطتها بهدوء وهي تردد بينها وبين نفسها (( ماصار شي ،،، كل شي عادي )) كله علشان يخف توترها وتهبط دقات قلبها وتخف دموعها ... حصلت الشنطة وحطتها في حضنها .. وبتفكير عشوائي حاولت تتقدم علشان تسكر قفل الأبواب وكأن إلهام وصلها من رب العالمين علشان تسكرهم تحسبا واحتياطا ...
وهذا هو اللي سوته فعلا لأنها شافت أصحاب السيارة المسببة للحادث وكان فيها 4 شباب وشكلهم مراهقين او راعين حركات ماصخة ماتعودت عذا تواجهها بروحها من دون أمها ولا أبوها ولا حتى اخواتها سارة ولمياء ؟؟؟
قفلت الأبواب واسترخت على الكرسي تنتظر اخوها ،،،،، كانت تشوف إصرار الشباب على انهم يحملون السواق الخطأ خافت اكثر لما شافت واحد منهم يتقرب من باب السيارة الأمامي ويحاول يشوف من فيها وحمدت ربها أنها قفلت الأبواب ...
تلفتت بوجهها على أمل أن اسامة يكون وصل والا الشرطة والا أي أحد لأنها خلاص ماعاد تقدر تتحمل ... لكن حست بنشوة الفرح والعبرة رجعت تخنقها من جديد ودموعها نزلت مدرارا على خدها يوم شافت زياد جاي للسيارة .. ماتلوم نفسها يوم قالت انها ماتحس بالأمان الا معه ومع أبوها ..!! بس اللي ماعجبها انها شافته ومعقد حواجبه والشرر يتطاير من عيونه وعرفت ان معصب موووت وخطر يذبحها لأنها جاية بتهور مع عامل المزرعة للفيصلية وفي الزحمة وهو اللي سواقته على قدها ...
سحبت رجلها بألم وفتحت الباب المكسور بصعوبة وطلعت من السيارة وهي تمشي بعرج رهيب لأن رجلها ماعاد تقدر تشيلها ولا تقدر تضغط عليها ،،، شافت ندى وهي جاية تركض لها ومسكتها مع كتوفها .. بس عذا ماقدرت وانهارت من الصياح وهي تحضن ندى...
حارس الأمن يكلم زياد لأنه شافه جاي لهم ::/مساك الله بالخير يااخوي ..
زياد وهو ماسك أعصابه::/هلا مساك الله بالنور ..
الحارس::/الحمدلله على سلامة الأهل ... بس ماأدري تبون نطلب الشرطة والا بتحلون المشكلة من بينكم ؟؟ لأني ماأشوف فيه أضرار تستدعي ..؟؟
زياد وهو يلقي نظرة على السيارتين::/ أنا راح أجيك الحين وأشوف اللي صاير ..!!
الحارس::/زين ننتظرك .. بس لاتتأخر يالشيخ عشان زحمة السيارات ..
هز زياد راسه وراح الحارس وهو يبتسم ،،، والتفت زياد وغضب الدنيا بعيونه خصوصا لما انتبه للشباب اللي مسببين الحادث وشافهم ملتفين قريب عند سيارة عمته وعلى بالهم يتناقشون في الحادث مع السواق وعذا بالسيارة .... ساعتها الشياطين قامت تنطط قداامه وماقدر يتحمل المشهد ...
شافها طايحة بحضن أخته وتصيح منهارة .. و لاحظها وهي تمشي بعرج خفيف .. يعني متأذية من الحادث ..!!
زياد بغضب ويحاول يكتم صراخه عن اللي بالشارع::/انا ماراح أقول شي الحين بس بنتفاهم ..!!
عذا من بين دموعها وتشاهق::/و .. والله مـ ـ ـ والله ماكنت متوقعة هالشئ .. وبعـ ـ ـ وبعدين هم اللي فاجئوني بقرارهم يوم جاء وقت الروحة ... انا مالي دخل .. والله العظيم مـ ـ ـ!!(( وبدت تصيح اكثر))
ندى حست بكلام عذا يهزها من داخل .. صدق كان ذنبهم .. والحين زياد معصب عليها هي وبس ..
زياد يصك على أسنانه ::/ وأنتي مالك لسان ولاعندك تليفون عشان تتصلين فينا وتقولين مروني ؟؟ والا شفتي أن الروحة مع هالثور أسهل عليك ؟؟ ولا تقولين لي أنك متعودة ؟؟ لأني بتهور وأغلط عليك أكثر ...!
قال زياد كلامه وهو معصب ومو قادر يسيطر على نفسه .. صار يرمي الكلمات من دون ما يثمنها او يعرف هو قاعد يتكلم مع مين ؟؟؟
عذا وهي تحاول تتماسك وبصوت واطي::/اتصلت لكم وقلتوا لي أنكم وصلتوا ماحبيت أرجعكم مرة ثاني لبيتنا وانا عارفة المشوار والزحمة .. ((( ورجعت لنوبة بكاء أشد من اللي قبل لأن رجلها عورتها من الوقفة )))
ندى تحاول تهدي الوضع::/ زياد خلاص تراها مو ناقصة احنا بندخل داخل لدورات المياه وبنتأكد أن مافيها جروح وانت روح شف الحادث ... (( ندى كانت تحس برطوبة من ورى النقاب عند جبهة عذا ))
زياد وحس أن قلبه عوره على دموعها ,, ماعمره شافها بهالضعف والألم ولا قدر يقاوم فكرة انه وده يضمها لصدره ويمسح على راسها ويطمنها أنه بيكون موجود أي وقت تحتاجه فيه بس هي لا تصيح بألم لأنه يتعب من منظرها ولا عنده قوة كافية يتحمل هالشئ ...
قرب منها ونظرته تغيرت من الغضب العارم لحنان متدفق ونبرة دافية::/طيب خلاص لاتصيحين..!! وبعدين ترى كلامك ضايقني؟؟ معقولة تتصورين أو تستكثرين علي أني أضرب مشوار لبيتكم واجيبك وانت الروحة اصلا كلها لك ...؟؟؟ و..............
انتبه زياد لنفسه وقدر يمسك باقي كلامه وحمد ربه انه ماتهور أكثر وقدر يمسك نفسه عن كلام ثاني وتصرف ثاني طالعهم هي وندى بنظرة وقال قبل لا يروح ::/ للحديث بقية ....
وراح يشوف الحادث اللي كان مبين ان الغلط هو من صاحب الهمر .. والا سيارة عمته ماعليها خطأ علشان كذا طلب يحل المسألة وديا من دون تدخل الشرطة ومشاكل ..!! وعلى كذا إتصل على اسامة اللي كان داق عليه قبل دقايق يطمنه ويقوله لا يجي لأنه هو بينهي السالفة .. ولا جاب له سيرة عن عذا او أي شي ثاني ...!!!
أما ندى والبنات خذوا عذا وهم حاسين بجريمتهم وخلوا زياد يعصب ويتنرفز عليها وهم السبب .. وراحوا معها لدورات المياه يشوفون وش صار لها وبعدين بيجلسون يريحون شوي عشانها ...
----------------------------------------------------------------------------------------

ضياءk.s.a 23-04-08 01:10 PM

سارة وبنت عمها لميس وبنات ولد عمها أمل وأفنان كانوا جالسين بالحديقة على الطاولة الموجودة عند الزاوية وبعيدة عن مكان الرجال يلعبون uno وكانوا متفقين من البداية إن اللي يفوز يأمر المنهزم بشي يسويه ؟؟
لعبوا لعبتين وكان الفوز من نصيب سارة اللي قامت تتأمرعليهم بأشياء سخيفة ،، خلت لميس تتصل على خالها اللي مسافر شهر عسل لجدة وتقوله أحبك وهي عارفة ان بنت عمها ماتحب هالحركات وخصوصا فشيلة من الرجال اللي توه متزوج،،، وخلت افنان تدخل على الحريم بالمجلس وتغني لهم اغنية بصوت عالي وقدام جدتها اللي تكره هالحركات وتكره الأغاني وكانت سارة واثقة من ان جدتها بتهاوشها وبتغسل شراعها ،،، كانوا البنات متحاملين عليها وودهم تنهزم علشان يأدبونها ،، فاأتفقوا أنهم يغشون عليها قد مايقدرون ويخلونها هي اللي تنهزم ...
أمل وهي تحط آخر ورقة لعب معها:::/ وأفوووووووووووووووووووووووووووز هههههههااااي
سارة وهي خايفة لا تكون هي المهزومة الأخيرة::/لالا غش وش هاللعب الماصخ ؟؟
أفنان بنص عين::/ليش غش ؟؟ لأنك مافزتي يعني ؟؟
لميس::/شوفي ترى اذا انسحبتي بتكونين أنت المنهزم اللي بنأمره .!!
أمل وعيونها تلمع بالخبث::/هاه وش قلتي ؟؟؟ انسحاب .؟؟
سارة وهي تبلع ريقها::/لالا وش انسحاب بنكمل للنهاية ..!!
وفعلا كملوا اللعبة وطبعا بأساليب غش مبتكرة وخش ودس .. قدروا البنات ينزلون أوراقهم قبل سارة وبكذا سارة صارت هي المهزومة ...
فتحت سارة عيونها على الآخر وهي تصارخ :::/غــــــــــــــــــــــش علني ..!!والله أنكم غشاشين ..
ناظروا البنات بعضهم وتكلمت لميس::/ ليه يوم كنت تفوزين ماكنا نقول غش ؟؟ مع انك فزتي مرتين ورى بعض ؟؟
أمل::/ وبعدين لو بنغش غشينا من المرة الثانية مو الحين ؟؟
أفنان كانت ماسكة ضحكتها على تعابير وجه سارة اللي أحمرت من الغضب وعرفت انهم بيستنذلون عليها وبيسوون غوانتانامو عشان يردون لها الصاع صاعين ...
سارة بدون نفس::/وش تبغيني أسوي ؟؟
أمل ::/أممممممممممممممممممممممم ،،، ماأدري ؟؟ بنات انتم وش تبغون ؟؟
سارة و وجها احمر من العصبية::/الحين من اللي فاز انتي والا هم ؟؟
امل تضحك عشان تقهرها::/أنا طبعا ..!! بس حبيت أشارك اللي معي فرحتي ...!!!(( أمل وهي تلتفت على البنات ))::/ وش رايكم بعصير برتقال ؟؟
سارة وهي بتصيح::/لا حبيبتي ..!! وش عصيره فاضية لك انا ؟؟
لميس وأفنان تحمسوا لما شافوها معصبة ::/أيه خلاص أمل نبغى عصير ..
سارة ::/على كيفكم انا ؟؟ لا ماراح أسوي شي واللي عندكم طلعوه ...!! ((و لفت بتمشي ،، بس وقفتها امل ))
أمل::/ مو على كيفك ؟؟ احنا كنا نسوي اللي تبغينه مع أنه كان اخيس من اللي أنا طالبته ..!! يعني بتروحين الحين وبتسوين عصير لنا كلنا والا ترى والله لأوريك ؟؟
سارة تتنهد وماودها تطلع بصورة طفلة ويستمرون يعيرونها على هاليوم انها مانفذت طلبهم::/ طيب طيب أبروح اسوي لكم السم الهاري .. أفففففففففففففففف
ضحكوا عليها كلهم وقالوا بنفس الوقت ::/ بسررررررعة لو سمحتي لاتتأخرين ..!!
مشت سارة ووجها بينفجر من حمرة الغضب.. هي أصلا تكره البرتقال وتكره ريحته وشلون بتسوي لهم عصير ... قاطعها صوت امل تنبهها::/ ترى بجي لك اتأكد لا تكون الشغالة مسويته ..
سارة وودها تضربها شافت قدامها شبشب ماتدري حق مين بس خذته والتفت لأمل ورمتها فيه وهي تقول::/طيب طيب يالدوبا خلاص اسكتي ....!!
وصلت سارة للمطبخ والبخار يطلع مع أذانها من القهر (( ماعاد باقي الا هي شغالتهم انا ..!! بس هين والله لأوريكم ..!! لا والمشكلة انهم بطلوا اللعبة يعني ماراح أقدر أطلب منهم شي ثاني عشان أذلهم ،، والله كان بقولهم يسوون صينية مكرونة ...)) دخلت سارة وهي تتحرطم فتحت الثلاجة وطلعت البرتقال وبدت تقشره وهي متضايقة من الريحة فقامت رفعت بلوزتها وحطتها على خشمها عشان تخفف من الريحة المقرفة واللي تسبب لها غثيان أحيانا،،، وكانت كل شوي تقول::/ الله ياخذكم والله لأوريكم ..!!
خلصت طاحنه البرتقال وفرقت العصير في كاسات لكن لما جت تشيل الصينية ماهانت عليها توديه لهم بهالصورة ويشربونه براحة وهي تعبانة عليه فقررت تأدبهم بطريقتها وبكذا لمعت في بالها فكرة جهنمية ابتسمت لها اول ماخطرت عليها..
اول شي راحت تجيب ليمون من الثلاجة وعصرت في كل كأس ليمونة كاملة ... وبعدين راحت سارة للدرج اللي جنب الفرن وطلعت الملح وذوبت في كل كاس 10ملاعق ملح كبيرة وضحكت ضحكة ابليسية وهي تشوف المحلول ... مااكتفت سارة باللي تسويه لكن راحت للصيدلية وجابت 3 حبات بنادول وذوبتهم في الكاسات عشان يصير طعم العصير حامض ومالح ومر .... ضحكت بانتصار ونشوة ورتبت جديلتها اللي ورى ظهرها وشالت الصينية عشان تودي لهم محلولها الكيميائي .. وماكانت سارة تدري بالعيون اللي تراقبها من بدت مخططاتها الجهنمية ...
--------------------------------------------------------------------------------------------------------------
كانوا البنات طالعين من دورات المياه بعد ماغسلت عذا وجهها وشافوا الجرح اللي بجبهتها بس ماكان عميق جدا فنظفوه بمويه وحطت عليه عذا منديل ومسكته بنقابها ،، ماكان ودها ترجع للبيت من الحين وكان ودها تلف معهم السوق وتقابل هناء ...
ندى بنبرة حنونة::// عذا والله آسفين أحس انه حنا السبب ؟؟
عذا تبتسم::/ لا عادي بنات والله ماصار شي وسعوا صدوركم ..!!
رحاب؟::/يعني صدق مو متظايقة؟؟
عذا تضحك::/ هههههههههه ياحبيلكم وانتم تعتذرون وعلى بالكم حِمال وديعة .... أقول يالله بس خلونا نستانس ونتشرى ..
ندى ::/ زين ولايهمك اليوم بنعزمك على العشاء بمناسبة سلامتك ...
غادة::/ عذا اتصلتي على هناء ؟؟
عذا::/يووووووه ذكرتيني ياحبي لك أبدق لها الحين ..
طلعت عذا جوالها في الوقت اللي شافت فيه زياد يمشي وهو يطالع في جواله شكله كان ناوي يتصل عليهم يشوفهم وين ؟؟؟ سرحت عذا في ملامحه وذكرت نظرات الخوف اللي شافتها في عيونه يوم شافها تركض وهي تصيح ؟؟ وذكرت نبرة صوته الحنونة اللي كلمها فيها يوم كانت تصيح .. بس شي حز في خاطرها انه رفع صوته عليها وحملها المسؤولية لا وقال وفي الأخير بدل ما يقولها انسي اللي صار قال لها للحديث بقية حست الدم يتجمع بوجهها من القهر ،،،بس رنت جوال ندى صحت عذا من حلمها وعصبيتها ورفعت جوالها تتصل على هناء اللي ردت على طول من اول رنة وقالت لها عذا وين هم فيه ؟؟
ندى كان المتصل عليها زياد ،،، وهو طبعا ماشافهم ولا حتى عرفهم عشان كذا ابتسمت ندى وهي تشوفه قدامهم ولا عرفهم فراحت تقربت منه والبنات يناظرونها ويبتسمون على اللي توقعوا انها راح تسويه ..
ندى المجنونة راحت من وراه ووقفت ولفت يدها على خصره وقربت من صدره ..!!زياد هذيك اللحظة تجمد بمكانه واحمر وجهه مايدرون من الحياء والا الخوف وإلا التعجب .. بس اول ما التفت عليها وعرف انها هي ابتسم و ضربها مع مؤخرة راسها والدم بدء يتفرق من وجهه .. تكلم معها شوي وقال لها انه اتصل على الشركة عشان تجي تودي السيارة للورشة ،،، وتطمن على عذا ووصاها تنتبه لنفسها ولعذا وقال لها ان هو بيطلع لبدر عند المطاعم واذا احتاجت شي تتصل عليه .. وافترقوا الاثنين زياد راح للدرج الكهربائي طالع فوق وندى رجعت للبنات وكانت هناء واصلة لهم سلمت عليها ومشوا علشان يدخلون واحد من المحلات كان مسوي خصم ،، أول مادخلوا على طول كل وحدة راحت لجهة ،، اللي عند التيشيرتات واللي راحت للتنانير واللي عند الإكسسوار ,,, بس عذا اول مادخلت المحل وشافت المنيكان قدامها ماقدرت تمنع نفسها من التفكير في كلام رحاب اللي قالته لها أمس ببيت لمياء ... ومباشرة راحت ووقفت بجنبه وبدت تقايس طولها معه وتشوف الفرق بينها وبينه ،،، فاجئتها هناء بضحكتها اللي أحرجتها ووعتها على تصرفها السخيف اللي خلى العالم تناظرها باستغراب ...
عذا وهي مستحية::/وش فيك هناء ؟؟
هناء وهي تضحك::/وش تسوين تكفين؟؟ الحين مخلية المحل بكبره وجاية تتقايسين مع المنيكان ..؟؟
عذا بجدية ::/لالا عاد من جد هناء ركزي معي شوي واتركي عنك الضحك الحين ؟؟
هناء وتحاول توقف نفسها::/هممممم ؟؟ آمري وش عندك ؟؟
عذا وهي ترجع توقف جنب المنيكان::/ شوفي من أطول انا والا هي ؟؟
هناء فتحت عيونها على الأخير::/ وش هالسؤال السخيف ؟؟
عذا وهي تتوسل::/هنااااء يالله بليز قولي ؟
هناء وهي تمد بوزها وتتمعن في الثنتين::/اممممم ،،، هي اطول منك ..!! أشوف جزمتك؟؟ (( ونزلت راسها تشوف جزمة عذا ...)) ايـــــــــه علشان السكيتشر اللي عليك .. لكن يمكن لو انك لا بسة كعب كنتي بتكونين حولها ..
عذا وهي مكتئبة ::/صــــدق ...!! طيب من انحف ؟؟
هناء تضحك::/عذا وش فيك انهبلتي ؟؟
عذا ::/معليش يالله قولي ..
هناء ::/انت نحيفة بس هي جسمها متناسق أكثر يعني يبين كأنها هي أرشق منك ..
عذا تشهق ::/لااااااا تقولين ؟؟ يعني انا مو متناسق جسمي ؟؟
هناء وتضربها على راسها::/ياغبية انت طولك على وزنك مثل المنيكان اللي طولها على وزنها ..
عذا وتحط يدها على قلبها ::/ الحمدلله .. على بالي بعد ..!!
وصلت لهم رحاب وندى وعطوهم نظرة استنكار على وقفتهم الغريبة جنب المنيكان وكانها تمثال تاريخي بيتصورون جنبه .. التفتت عذا لهناء بتوسل علشان ماتعلمهم لأنهم مليون بالمية بيعلقون عليها .. لكن هناء سفهت نظراتها وضحكت وقربت للبنات وحكت لهم اللي صار كله ،، رحاب وندى ماااااتوا من الضحك عليها لأنهم عارفين مقصدها ،، وحسوا انها تتاثر بالكلام على طول ,,!!
------------------------------------------------------------------------------------------
هناك أول ماوصلت سارة للبنات حاولت قد ماتقدر وبذلت مجهود ضخم عشان تمسك نفسها عن الضحك او حتى الإبتسام ،، وزعت عليهم العصير وانتظرتهم يشربون وفي خاطرها نشوة عارمة ودها تشوفهم وتتلذذ بأشكالهم وهم ينصدمون بالطعم ...
لميس وافنان هم اللي شربوا على طول لأنهم هم أول من استلم كاساتهم وشربوا منها في اللحظة اللي كانت امل تأخذ كاسها ...
أفنان وهي تتفل اللي شربته على الأرض::/ وعععععععععععععععععععععع سويرة يالقشرى وش انت مسوية ؟؟
لميس ووجهها مسوي اشارات مرور لأنها بلعت تقريبا نص محتوى الكاس::/ الله ياخذك ياسويرة ..
أمل وهي تكب العصير على الأرض وماشربت منه شي ومنقهرة من تصرف سارة::/يعني سويتيها يالدبا ؟؟ بتشوفين والله بتتحسفين والا حنا كنا ننفذ أوامرك بالحرف الواحد من دون تلاعب ..
سارة وتبتسم عشان تقهرهم وترفع نظارتها ::/ والله ماأحد قال لكم صيروا اغبياء .. والقانون لا يحمل مغفلين ..!!
وراحت عنهم وعلى وجهها ضحكة رضى من اللي سوته ومقتنعة أن الأقدار دائما تجي على هواها ولا عمرها قد خالفتها ...
لميس من القهر ومن المرارة اللي تحس بها قامت تركض علشان تلحق سارة بس للأسف سارة انتبهت لها وركضت هي الثانية وهي تحس بالإثارة والفرحة .. راحت تركض لحد ماوصلت لزاوية الشواء ولقت اسامة اخوها واقف هناك عند الدجاج ويشوي .. راحت له ووقفت وراه عارفة انهم ماراح يجونها مادامه موجود لأنهم بيستحون منه ..
أسامة التفت عليها مستغرب::/ وش عندك ؟؟ وش مسوية مخليك تستانسين كذا ..
سارة ووجهها كله يضحك معها::/ قسم بالله انهم رهيبات شربتهم عصير عمرهم مابينسونه ..
أسامة يضحك::/هههههههه يعني مقلب .! بعدي والله اختي اللي تحب الإثارة ..
طلع عليهم خالد ومعه قدرين واحد فيه دجاج الشوي والثاني عشان يحطون فيه اللي يستوي منه شاف سارة عند أسامة وابتسم ،،
أما اسامة أول ماشافه نازل ،،، طالع سارة اخته بنظرة كانه يقول لها خلاص روحي لأنه عارف انهم بيتناقرون وسارة الواحد مايضمن لسانها ويخاف لاتغلط على ولد عمه ... وفوق هذا خلاص يبيها تتعود علشان تتغطى عنه ؟؟؟
خالد يضحك على اللي سوته لأنه شافها يوم كان رايح يجيب الأغراض اللي معه::/ ههههههههههههههههه أجل جايه هنا متوزية عنهم ؟؟
أسامة بطرف عينه طالع سارة عشان تروح .. وسارة أصلا قبل لاتشوف اسامة قررت تروح لأنها عارفة أسامة ووجهة نظره بس حكها لسانها وقالت ::/أخ خالد أنا مااتوزى عن أحد لأني ما أخاف من أحد .! لكن الفكرة هي أني أنا هربت لأني حسيت ان الهروب خير وسيلة للدفاع بدل الهجوم .. ((وبعدين تخصرت له ووقفت على رجل والثانية أرختها بإهمال )) وبعدين انت وش دراك ؟؟ لايكون معيننك جاسوس علي ؟؟
زياد وهو يتجاهل الجزء الأخير من كلامها ::/ مادامك مو قد هجومهم ليش هاجمتيهم من البداية ؟؟
سار وهي ترفع نظارتها ::/كنت أخوفهم بس ؟؟ والعيار اللي مايصيب يدوش ..! أبغى أوصل لهم فكرة اني لهم بالمرصاد حتى ولو حاولوا يستفزوني بالشي اللي أكرهه..!! ومسألة اني هربت من المواجهة فهذا تكتيك سليم وبعد نظر مني .. لأني أكتشفت أنهم أكثر واقوى ولو واجهتهم بالقوة بخسر المعركة .. عشان كذا لجأت للحيلة ..(( وابتسمت بنصر))
خالد وهو معجب بطريقتها ويبتسم::/يعني وحدة من الحيل السياسية ..!
سارة وهي معجبه بنفسها ::/ههههههههه بس لاتخاف انا مو قد السياسة أنا حدي اجتماعي بس ..
أسامة بنبرة حادة::/ســــــــــــــــارة ..
التفتت عليه سارة وشافته معصب فما حبت تخليه يعصب زيادة وبعدين يسوي شي يحرجها .. شالت خلاقينها وتركت المكان ..
خالد وهو منبهر بأسلوبها الحلو ويضحك عشان يلطف الجو ::/والله انها تحفة حاطه لهم ليمون وملح وبنادول في عصيرهم .. مساكين ..
أسامة يبتسم ::/هذي سارة ،، انا واياها فولة وانقسمت نصين تذكرني بنفسي أيام مراهقتي..
خالد وهو ينزل اللي بيده::/ الله وأكبر اللي يسمعك الحين يقول شايب مو في ثالث ثانوي ،، وبعدين تراك مازالت على ما أنت عليه ماتغير فيك شي وماتغير فيك حبك للمقالب ...........
ضحك أسامة وخالد وبدوا يحطون الشوي على النار ،، بس أربكهم ساعتها صوت صرخة سارة جاي من الممر اللي يودي للقسم النسائي ...
سارة صرخت لما طلعوا عليها البنات فجأة وكانوا مسوين لها كمين يوم شافوها واقفة عند اخوها .. وأول ماطلعت عليهم سحبتها لميس مع جديلتها وهجموا عليها امل وافنان ومسكوها مع يديها وبدوا يدغدونها ويضربونها ويستهبلون عليها ..
أسامة وخالد راحوا ركض لمكان الصوت خافوا لايكون صار لها شي بس يوم شافو البنات معها ضحكوا من خاطرهم وهم يشوفون سواياهم فيها وماحبوا يحرجونهم فراحوا وتركوها تواجه عقابها ماحد قال لها تتهور وتسوي مقلب لثلاثة وهي لحالها ... ولاحد قالها تستخدم حيلتها اللي زادت الموقف سوء..
خالد ماكانت هاينة عليه وده لو يرجع ويساعدها بس عاد وش بيفكه من لسان أسامة..؟؟
---------------------------------------------------------------------------------------
بعد ما لفوا البنات بالسوق واستانسوا واشتروا اللي يحتاجونه جلسوا على وحده من طاولات المطاعم وطلبوا لهم عشاء دسم لأنهم فعلا كانوا هلكانين .. بس للأسف هناء ما جلست معهم وطلعت قبل لاتتعشى ...
بعد العشاء رحاب و غادة كانوا حايسين عند الطاولة يجمعون اغراضهم وأكياسهم لانهم بيطلعون ،، بدر اتصل عليهم وقال لهم انه ينتظرهم بالسيارة ... تعشوا بسرعة وخذوا اغراضهم وودعوا ندى وعذا وراحوا للدرج عشان ينزلون ...
في هالوقت اتصل زياد على ندى يشوف اذا هي خلصت عشان يمشون والا لا ؟؟... عذا لما سمعت ندى تكلم اخوها احتارت ماتدري وشلون تتصرف ... هل تسفهه وتتصل على وحيد وترجع معه لوحدها ؟؟ والا تقول لندى يوصلونها؟؟ والا تتصل على أسامة ؟؟ كانت افكارها متشوشة ... وخصوصا ان الوقت تأخر وماتقدر تدبر نفسها بشي ..!!
تنهدت ومسكت شنطتها بتطلع الجوال عشان تتصل لوحيد لأنه هو حلها الوحيد ..!! بس قاطعتها ندى لما قالت لها وهي تقوم من على الكرسي ::/ يالله عذا.. زياد ينتظرنا ..!!
عذا منصدمة ::/ بروح معكم ؟؟
ندى وتناظرها باستنكار::/ليش ؟؟ عندك خيار ثاني ؟؟
العذا وهي متلعثمة::/ لا ..!! بس كنت بتصل على وحيد يجي ؟؟
ندى بغضب::/انت ماتتوبين؟؟ تبغين زياد يشنقك ؟؟ قومي قومي الله يخليك خلينا نلحقه للسيارة ..
قامت عذا مع ندى وهي مستحية تركب مع زياد ،، أو يمكن كانت خايفة من المواجهة ..!! مشت بخطوات متثاقلة وتحاول تبطئ مشيها ... وصلوا للبوابة وشافوا سيارة زياد تنتظرهم قدامها .. على طول مشوا وركبوا ... أول ماحطت رجلها بالسيارة دعت ربها من قلبها انه ما يفاتحها بالموضوع لأنها ماراح تتحمل تقاوم دموعها ...!! ولا عندها حجة تقدر تحاجه فيها ...
اول ما تحركوا من قدام الفيصلية كان الهدوء سيد الموقف ،، وكانت عذا تحمد ربها من خاطرها وتدعي انه يستمر هالهدوء لحد مايوصلون لبيتهم .. لكن ندى الله يهديها كسرت الجو لما قالت ::/ تعشيت زياد ؟؟
زياد من دون مايلتفت ::/ لا ..،،أكلت سينمون وشربت كاباتشينو مع بدر وأحس اني مو مشتهي شي .. تعشيتوا انتم ؟؟
ندى وهي تطالعه وتبتسم ::/ إيه ،، عزمتنا غادة اليوم ...
زياد باقتضاب::/ يعطيها العافية ...
عذا كانت خايفة لا يتوجه لها أي كلام ،، وخايفة لايدور الحوار ويجي لها .. كانت ماسكة نفسها بالقوة عن الصياح .. تحس بالذنب تجاه زياد ،، تحس أنها غلطت بحقه لأنها سوت شي ما يبغاه ..!! كانت كأنها تقول تراك ما تهمني ... ودها تقول له أنها آسفة وماكان قصدها أسوي الي سويته بس ماقدرت تتكلم ولا تحرك لسانها ...
أما زياد فكان فعلا معصب عليها ،، هو يحبها ويخاف عليها بس هي ماتهتم لها الشئ وكأنه مايعنيها ،، وكأنها مو مستانسة من اهتمامه وتحاول تعانده ،، (( يعني وش قصدها تبغى تبين لي أني ولا شي بالنسبة لها بس بطريق غير مباشر ؟؟؟ والأدهى والأمر أنها مااعتذرت مع انها غلطانة ؟؟؟ ))
قرر زياد يتكلم في الموضوع لأنه ماحب يصير بقلبه شي عليها ..
زياد ومن دون أي تعابير بصوته أو ملامحه ::/ سيارتكم بالورشة ..!! أنا بلغت أسامة وهو راح يدبرها..
عذا ويدها ترتجف من المفاجئة لأنه مباشرة وجه لها الكلام ::/ مشكور ..!!
زياد وقرر يكون قاسي معها هالمرة عشان تعرف انه ماحب تصرفها::/ عاد خذي رقم الورشة من أسامة علشان اذا صار لك حادث مرة ثانية تتصلين عليهم ..
عذا فتحت عيونها على الأخير مستغربة من كلامه ونزلت دمعتها من دون ماتشاورها لأنه مو معقولة زياد يتفاول عليها بهالصورة . اما ندى على طول قاطعته بغضب ::/ بسم الله عليها فال الله و لا فالك ..
زياد وهو يلف المقود لليمين ::/أنا ما قلت شي بس طالما انها بتركب مع وحيد لحالها فـ ممكن يصير لها حادث معه وماتعرف وش لون تتصرف واخاف المرة الجاية مااكون موجود .. إيه واحفظي بعد رقم الشرطة يمكن تحتاجينه إذا كنت بتركبين مع وحيد مرة ثانية مع أني متأكد أنك بتحتاجينه ..
ندى حاولت تبرر موقف عذا اللي الجمها كلام زياد ::/ زياد الغلط كان غلطنا و.....
زياد يقاطعها بصوت عالي غاضب ::/ نـــــدى ماأحتاج تبريرات ..!! هي غلطانة من راسها لساسها .. كان بإمكانها تكلمني وأنا مستحيـــــــــــل أني بقول لها لا،، كنت بجي وبآخذها بصدر رحب بعد.. أو تكلم أسامة والا عمتي ؟؟... لكن تتهور وتركب مع وحيد الشخص اللي لو مهما سوى مستحيل أرتاح له او أضمنه مع أهلي فهذا الشئ ما يعجبني و يخليني متنرفز على طول ..
ندى بنبرة عتاب ::/ بس زياد مالك حق تفاول عليها
زياد بصوت أجش ::/ انا ما فاولت .. انا قلت إحتمالات واردة وممكن انها تصير صح والا لا ؟
دار الحوار بين ندى وزياد وكأن عذا مو موجودة معهم بالسيارة ... زياد ثار وطلع اللي بخاطره ،، وندى حست بالذنب تجاه عذا لأنها هي السبب ،، اما عذا فكانت غرقانة بدموعها اللي زادت بعد ماسمعت كلامه ،، وحست أنه هالمرة زعل عليها من جد والدليل انه تفاول عليها بحادث ثاني ومااكتفى بهالشي وبس ..!! لا قعد يتمصخرعليها وكأنه ماراح يكون مسؤول عنها بعد اللي سوته اليوم وهي ماتحملت هالشي لأنها ماتعودت هالأسلوب منه... حاولت تتماسك عشان تقدر تقول كلمتين على بعض ... وتدافع عن نفسها ،، بس للأسف القوة خانتها وانمسحت من قاموسها ،،، بعد ثواني قدرت تجمع ذرات القوة اللي تبقت في أطرافها وسخرتها لحنجرتها علشان تنطق بالكلمتين اللي المفروض تقولهم الحين ..
عذا بين دموعها وشهقاتها وبصوت واطي ::/ زيـ ـ ـا د ،، آسـ ـ ـ ـ آسفة ..
اول ماسمع زياد صوتها وحس بها تصيح وراه ماقدر يتظاهر بالقوة اكثر حس أنه قاسي معها وهي ماتستاهل لأنه مو غلطها .. ارتخت قبضته من على المقود وارتاحت تعابير وجهه وحس ان قلبه يدق بقوة .. وكل عرق في جسمه شبت فيه النار من صوتها المكسور ... كان توه بيتهور ويرجع زياد الحنون اللي مايتحمل يسمع صوتها وهي تصيح بس قدر يمسك نفسه ويكمل اللي بدأه ..
زياد باقتضاب::/نعم ؟؟ وش قلتي ؟؟
عذا بصوت مبحوح وتحاول يكون واضح::/ قلت آسفة ،، انا ماكان قصدي شي لما تصرفت هالتصرف ،، كل هدفي اني ما أتعبك وأخليك ترجع لي بس ..
زياد بنبرة حلوة ::/ اهون علي أني اتعنى لك ولا تركبين مع هالسخيف وحيد
ندى تتدخل ::/ زياد حرام عليك تظلم الرجال ؟؟ ترانا ماشفنا منه شي ؟؟
زياد بغضب استغربوه البنات ::/ مهما يكن انا ماأرتاح له ولا ارتاح لنظراته ولا أحبه ولا يخش لي من الزور .. عاد وش أسوي بمشاعري ..؟؟؟
عذا والقوة بدت ترجع لصوتها ::/ زياد اللي صار صار وأنا آسفة .. وماله داعي تتهم الرجال بشي ..
زياد وحس انها لا مبالية ::/ هه .. انا ماتهمته بشي ..و اللي صار صار عندك انت وبس ,, بس أنا ما صار عندي .. يعني لازالت في خاطري وما أقدر اتجاوز لك عنها ... يمكن لو كنت مع سوراج اتنازل شوي ..!!
عذا وبدت تصيح مرة ثانية ::/طيب وش تبغاني اسوي ؟؟ نرجّع الساعة لورى ولا أركب معه وأقول لك تمر علي؟؟ وإلا كنت تبغاني اعلم الغيب وأعرف بالحادث ولا أجي للفيصلية كلها ،، تدري ليتني ماجيت وليتني ماتواعدت مع هناء ولا قلت للبنات ولا شي .. الحين انا بغيتك تصير عون صرت لي فرعون ماأدري ألقاها منك والا من امي اللي أكيد بتعرف وبتقول أني كنت اكذب عليها وأن البنات ما احد كان بيروح معي منهم ،، والا أسامة اللي بيسمعني كم كلمة عالطاير يهزبني فيها بسبب الحادث..
وراحت عذا في نوبة بكااء عنيفة ومكتومة في نفس الوقت انهارت ونست خجلها وحياءها من زياد وقالت هالكلام بأعجوبة ماتدري من وين طلع ...؟؟كان الموقف قوي عليها وهي مو حمله ... التفتت ندى على زياد وهي الثانية خنقتها العبرة على عذا وشافت زياد وهو يرمش بعيونه وكأنه ضاق صدره .. مدت يدها ليده وضغطت عليها .. وكأنها بتقول له مو انت والزمن عليها ؟؟؟
ندى بنظرة عتاب ولوم ::/ زياد ..!!
التفت عليها زياد وخذ نفس عميق وما قدر يكمل دوره كرجل قاسي وقلبه من حجر مهما يكن هذي شريانه ودمه وكل شي بحياته .. لف يسار ودخل وحده من الحارات القريبة من الشارع ووقف سيارته على جنب ونزل راسه شوي وخذ نفس عميق .. و التفت عليها بعد ماطالع ندى اخته اللي مركزة عيونها عليه ..
زياد بنبرة حنونه وابتسامة رجولية جذابة ::/ يخسى أسامة يقولك شي وانا رأسي يشم الهواء
عذا :://........................................ (( ماردت ))
زياد وهو يلتفت لندى اللي شجعته يكمل ::/ ..طيب انت ليش تصيحين الحين ؟؟
زياد يتنهد::/ اأنا كنت بقول لك اني ما بتجاوز لك عنها لأني ما أسمح لك تعرضين حياتك للخطر ... يا عذا أنتم اهلي و جزء من حياتي ومن حقي اخاف عليكم حتى من أبسط الأشياء صح وإلا انا غلطان ؟؟
رفعت عذا عينها وناظرت قدامها ..
زياد يبتسم ويرجع جسمه على الكرسي ::/ على الأقل انا أعتبرك جزء من حياتي وأحس نفسي مسؤول عنك زيك زي ندى ...وما أقدر أتخلص من هالشعور ...عاد انتي لا زم تتحملين ..
ندى وبنبرة خبيثة ::// عذا لا تزعلين من كلام زياد ترى قصده انه يعتبرك في مقامي يعني زي اخته ..
زياد وهو يلتفت عليه وبصوت واطي حاقد ::/ انت ماأحد طلب رايك .. وبعدين انا ما قلت كذا ..!! لاتقوليني شي ما قلته ..
ندى بغضب مصطنع::/ أجل بما أن مو هذا قصدك ما يحق لك توقفنا في نص الشارع وتقعد تسولف معها ..!! يالله أمش لا تفظحنا ..
زياد وهو يحرك السيارة ويطالع عذا من مرايته الأمامية ::/ مشكلة البنات اذا دلعتهم .!! وبعدين بالنسبة لأمك ما اظن انها بتعرف شي لأن أسامة ما عرف بشي .. إلا إذا كنت بتفضحين نفسك فهذا شي ثاني ...
ابتسمت عذا بخجل وهي مستحية منه وانفرجت اساريرها يمكن لكلامه،، ويمكن لأنها حست ان زياد شبه رضى عنها ومو بشكل كامل بس في النهاية هو طيب ومستحيل يضل زعلان عليها وهي ماغلطت غلطة تسوى في نظرها...
---------------------------------------------------------------------------------

ميثان 24-04-08 02:55 AM

مرحباااااااا ضيوووووووو

علمني حبك ان احزن ,,,,من اروع القصص الجديره بلمتابعه

سلمتي على النقل المميز

ضياءk.s.a 28-04-08 10:58 AM

الجزء الخامس




أشرقت شمس يوم الجمعة بكل حب عشان تنور هالكون وتنشر عليه الروحانية والسكينة ،،، هاليوم اللي فيه النفوس تتصافى والأسر تتجمع مع بعضها وكأنه فعلا يوم عيد ..!!
نزلت ام عبدالله درجات بيتهم متوجهة للمطبخ علشان تجهز لعيالها الفطور وتصحيهم لصلاة الجمعة ... وكان لسانها يلهج بالإستغفار والتسبيح والصلاة على النبي طول الوقت...
لكن فيه شئ شد انتباهها وقطع عليها تمتمتها وكان صوت جاي من غرفة الجلوس ،، هي في البداية توقعت يكون أسامة قام من النوم وجالس يطالع التلفزيون ،، لكنها سرعان مااستبعدت هالفكرة لأنه مستحيــــــــــل أسامة بيقوم من نفسه في مثل هالوقت وهو نايم امس في وقت متأخر ... !!!
ابتسمت بحب لما توقعتها وحدة من وردات هالبيت اللي تعشقهم وتخاف عليهم من هبوب النسمة ،،،على طول جت في بالها عذا لأنها هي اللي غالبا ما تصحى لحالها من دون ما تقومها أمها وخصوصا يوم الجمعة الصبح لأنها تحب هالوقت وتحب جمعتهم فيه ،،، راحت أم عبدالله للغرفة عشان تتأكد من توقعاتها,, لكن لما دخلت تفاجئت برجال منسدح بثوبه وطاقيته على راسه وممدد رجوله على الكنبة ويطالع الأخبار ،،
عقدت أم عبدالله حوااجبها مستغربة أن تخمينها خاب هالمرة وأن أسامة صاحي هالوقت ،، لا وعليه ثوبه يعني كان طالع ..!! خافت لا يكون فيه شي ،،
قربت منه وهي تقول ::/أســـامة وش عندك صاحي مبكر اليوم ؟؟
.............................................. ((مالقت رد ))
خافت وقربت أكثر علشان تواجهه ::/أســــــــــاااااااامـ ـ ـ ـة
وقفت أم عبدالله مشدوهة باللي قدامها خصوصا أنه للأسف ما طلع أسامة !!! لكن ثواني بس وتغيرت نظرتها من التعجب والخوف للحنان والشوق وارتسمت على فمها ابتسامة حب حلوة لما تعرفت على المنسدح قدامها ... ::/هلا والله الحمدلله على السلامة ..!! متى وصلت ؟؟
أبوعبدالله ووجهه للتلفزيون وعاقد يديه على صدره::/تو اني واصل..!!
أم عبدالله وهي تجلس بجنبه وبنبرة اهتمام::/وش فيك تتكلم من دون نفس؟؟ عسى ماشر؟؟
ابوعبدالله وهو رافع حاجبه بعتب ::/ منك ..!! يعني معقولة ماعرفتيني وانا اللي قايل بسوي لك مفاجئة ؟؟ والا لهالدرجة شكلي يشبه لأسامة ؟؟
ابتسمت له بحب ::/ والله أنها أحلى مفاجئة وبعدين أكيد أنت غير ..!! بس أنا توقعتك أسامة بالبداية لأن ما بالبيت رجال هاليومين إلا هو ..!! وانت ماكنت معطيني وجهك ..؟؟
نزل ابو عبدالله رجلينه واعتدل بجلسته ورفع حاجبه ::/ لاعادي قولي أنك تحبين أسامة أكثر منا كلنا عشان كذا الكل تشوفينهم هو ...!!
ام عبدالله وهي تحط يدها على يده::/ محمـــد ..!! أنت عارف أنك شي وعيالي شي ثاني بالنسبة لي ..!!
ابو عبدالله وهو يطالعها بنقمة::/أيـــــــــــــه أكيد خذوك مني وصرتي تفضلينهم علي .. وين أيام اول يوم كنت أنا الكل في الكل ..!!
ام عبدالله وهي تبتسم بود ::/ لازلت الكل في الكل ومكانتك غير ،،، وانا قلبي واسع لكم كلكم وكل واحد له مكانه ..!! وأنت لك المركز الأول من بينهم ... و يالله اتبسط ياعم ههههههههه
ابو عبدالله وهو يلف كتفها بيده بحنان ويضحك ::/ ههههههههه لاخلاني منك ربي ..!! والله يخليكم لي ولا يحرمني منكم ..
ام عبدالله ::/ ولا منك ..!! المهم ماقلت لي عسى ماتعبت ..!!
ابو عبدالله وهو يتسند ويعتدل بجلسته::/ لا ياربي لك الحمد كل شي تساهيل ،،، والامور كلها تمام ..
ام عبدالله ::/ الله يوفقك يارب ويسهل عليك ..
ابوعبدالله::/آميــــن ،، رحت أمس وتفاهمت معهم على كل شي وعلى موعد الشحن ،،، بس المشكلة ان صاحب البضاعة يبغى فلوسه كاش وماعنده شي أسمه تأجيل الدفع ... وهذا اللي ملخبطني ..
ام عبدالله باهتمام::/ يعني كم بيكلفك تقريبا ؟؟
ابو عبدالله وهو يتنهد ويطالعها ::/ تقريبا من مليونين لمليونين ونص ...
ام عبدالله مصدومة ::/ أوف ،، وأنت من وين بتدبر هالمبلغ ؟؟
ابو عبدالله بقلة حيلة ::/ ماأدري والله محتار ومحتاس ..
ام عبدالله ::/ يعني بتنكسل هالمشروع ؟؟ والا وش راح تسوي؟؟
ابو عبدالله باندفاع وهو يناظرها:://لالا ماراح اكنسله ..!! انا خلاص كتبت العقد مع المُصدِّر وبعدين استأجرت المحل ودفعت أول الإيجار يعني مافيه مجال للتراجع عشان كذا ابحاول ادبر هالمبلغ ..
ام عبدالله بخوف::/ محمد ..!! وش بتبيع بعد غير المزرعة ؟؟
ابو عبدالله يبتسم ::/ هههه لا تخافين يالجوهرة ماراح ابيع شي ...بشوف لي واحد قادر وأمون عليه علشان يسلفني ... وعقب ما يطلع الربح من المشروع اردهم له بالتقسيط ..
ام عبدالله وهي تنزل راسها ::// أحس انها كثيرة مليونين؟؟ ومن اللي يرضى يسلفك اياهم ؟؟
ابو عبدالله والأمل واضح من صوته ::/ أبشوف ابو مشاري أكيد ماراح يقصر ان شاء الله .. وإلا أباخذ سلفة من البنك .!!
تنهدت ام عبدالله من خاطرها وحست ان زوجها هالمرة خاطر بأشياء كثيرة ،، باع المزرعة اللي تعبوا عليها ودفعوا دم قلبهم عشان يشترونها من 15 سنة والمشكلة انها ما جابت سعرها اللي تستحقه لأن ابو عبدالله استعجل وباعها وأستأجر بفلوسها محل كبير جدا موقعه على اهم شارع بالرياض يعني يعتبر شريان المدينة ،، والفلوس اللي كانوا مدخرينها للحاجة دفعها لشركة الشحن ،، والحين بيستلف هالمبلغ الضخم عشان يقدر يشتري البضاعة (( ماادري وش ربي بلاه بهالمشروع مادام انه ماعنده سيولة ؟؟)) دعت ربها أنه يوفقه وييسر امره ولا يضيع تعبه وخسارته ..
في هاللحظة انفتح الباب ودخلت عليهم وابتسامتها شاقة حلقها ،، فرحانة برجعة أبوها و صديقها ،، اليوم صاحية مبكرة لأنها شايلة هم اختبارها اللي بكرة ،، وبالإضافة لأرنبها اللي حست امس انه تعبان وفيه شي ،، فأول ماقامت طلعت تطمن على حيواناتها وتتاكد أن كل شي اوكي لكن اول مافتحت باب البيت شافت سيارة ابوها واقفة في الكراج ..!! في البداية تشككت في الموضوع لكن لما اطالت النظر ودققت تأكدت ان أبوها رجع بالسلامة وهذي هي سيارته ..!!
سكرت سارة باب الفلة وراحت تركض لغرفة التلفزيون لأنها توقعتهم هناك وفعلا اول مافتحت الباب لقته هو وامها جالسين مع بعض ،، حست بالفرحة وان عيونها تحرقها من الوناسة ،، اول ماشافها ابوها ابتسم في وجهها هو الثاني وماقدر يخبي فرحته بشوفتها يحبها بجنون يحس انها تذكره بطفولته ويحس أن افكارهم متقاربة لبعض بالإضافة إلى أنها آخر العنقود ... واكتشف انه فعلا مايقدر يبعد عنهم ولا يوم ..
ابوعبدالله ::/ هلااااااا والله وغلا .. هلاا ومرحبا بالشيخة بنت ابوها ..
سارة وهي تحط يدها على قلبها وتقلد حركات الرسوم ::// أبـــــــي ..!! لقد عدت اخيرا ..!!
ضحكوا عليها أمها وأبوها .. أبو عبدالله ::/ هههههه اجل يا عزيزتي ..!! هلاّ جئتِ لتسلمين علي ..
سارة وهي تتقدم لأبوها ::/ هههه يبه عليك لغة فصحى شي الصراحة ...
تقدمت من ابوها وحطت يديها على كتوفه وحبته على راسه::/ الحمد لله على السلامة .. وهو مسكها مع يدها وخلاها تجلس جنبه وحط يده على كتوفها::/ الله يسلمك .. وش اخبارك ؟؟ ووش عندك اليوم صاحية مبكرة ؟؟
سارة وهي حاطة يدها على يد ابوها اللي مسنودة على كتفها وعينها بعينه وهي لافة وجهها له::/ الحمدلله تمام .. واليوم قايمة الصباح بدري لأن الله يسلمك واحد من الأرانب الصغار حسيت امس انه تعبان فقمت مبكرة عشان اتأكد أنه بخير وما زاد عليه شي ..
ابو عبدالله بنظرة استفهام ::/ أي واحد فيهم ؟؟
سارة بنبرة حزن ::/ الأبيض ..!! مسكيـــن ..!!
ابو عبدالله ويقرصها مع خدها::/ اليوم ان شاء الله بوديه للبيطري يشوفه ...
سارة باهتمام::/ايه يبه ياحبي لك .. وبعد بروح معك .. زين ؟؟
ابو عبدالله ::/ زين بس عاد حلي واجباتك وخلصي شغل المدرسة ونروح ..
سارة بحزن وهي تتذكر اختبارها ::/ لالااااا يبه ليه تذكرني ..!! بكرة عندي اختبار صعب والأستاذة حقته شديدة مرة ..
ابوعبدالله ::/ لا يوم عندك اختبار اجل ما بتروحين معي اقعدي ذاكري .. ولا تنسين ان هذي آخر سنة لك بالمتوسط ...
سارة ولاوية فمها بحزن ::/ ان شاء الله ..!!
قامت ام عبدالله وهي تناظر ابوعبدالله بنص عين ::/ أشوف يوم جت سارة نسيتونا ... ايـــه الله يرحم هذيك الأيام يوم كنت أنا الكل في الكل ..
ابو عبدالله يضحك ::/ هههههههههههههههههههههههههه .. وحده بوحده والبادي أظلم ..!! لاتنكرين انك انت اللي بديتي ..
سارة ترفع نظارتها وترفع معها واحد من حواجبها::/ يمـــه مو معقولة ..!! لا تقولين انك تغارين ؟؟ ترى بتطيحين من عيني ؟؟
ام عبدالله معصبة::/ وليش أن شاء الله مايحق لي اغار آنسة سارة ؟؟ (( وهي تصرف الموضوع ))المهم انا بروح اجهز الفطور روحي صحي اخوانك عشان يفطرون ويلحق أسامة على الصلاة ..
قامت سارة من عند أبوها ومشت وهي تقول ::/ ان شاء الله ماميتو بس ابروح لعيالي أول وبعدين ابروح لعيالك ..
طلعت سارة وابتسمت ام عبدالله وهي تطالعها وبعدين التفتت على أبو عبدالله والابتسامة على وجهها ::/ تبغى شي معين على الفطور والا أحط لكم على ذوقي ..؟؟
قام ابو عبدالله وخذ غترته وعقاله في يده وتقدم منها وقرب لها ::/ ايه لو سمحتي ..!!( وحط اصبعه على زاوية فمها )) ابغى ابتسامتك هذي ماتفارقك طول اليوم ... لأنها تريحيني من كل تعب .. وتحسسني بالتفاؤل واني مالك الدنيا باللي فيها ..!!
ابتسم لها ومشى عنها وتركها وراه وخدودها موردة من الخجل ..
ام عبدالله بصوت عالي شوي::/ ماأدري متى بتتخلص من مراهقتك ..؟؟
ابو عبدالله يضحك ::/ ههههههههههههه طول ما انتم عائلتي وانت زوجتي فأنا بضل مراهق ... وعلى فكرة (( لمعت عيونه بحب )) بُعدكم جنني ...((وكمل ضحكه ومشى))
توجه أبو عبدالله للدرج طالع فوق والإبتسامة على وجهه وام عبدالله لفت رايحة للمطبخ .. وحمرة الخجل كاسية خدودها ...
هذي هي حالتهم حتى لما كبروا وصار عندهم عيال ،، وأحفاد ... حبهم عمره مايعرف الكبر والكلمة الحلوة اللي تعود محمد يقولها لها ماتعرف عمر معين ولا وقت معين ...
جو الألفة والمحبة المخيم على بيت ابو عبدالله محسس سكانه انهم مثل اليد الوحدة والشخص الواحد .. عايشين كأنهم اصدقاء ومترابطين بكل الروابط الإنسانية القوية من صداقة وأخوة واحِبَّه...
-------------------------------------------------------------------------------
كانت واقفة قدام مراية الحمام وعيونها منتفخة من الصياح أمس ... شافت لون أزرق خفيف فوق جبهتها ،، وشافت جرح بسيط احمر عند رقبتها ،، ((وكل هذا بسببه هو ... الحقير الواطي ،، محسوب علينا أخ وبس ..جعلله للمرض اللي يفتك فيه يارب .. يا حظها ندى ليتني اتبادل معها ولو يوم واحد بس .. ودي أجرب حياتها .. ودي اجرب معنى الأخ الحنون اللي يخاف على اخته ويغار عليها ،، ودي أجرب أكون تاجرة وعندي فلوس وما فيه شي ناقصني ..!! صدق ان ندى مولوده وبفمها ملعقة من ذهب )) نزلت راسها وغسلت وجهها عشان تطرد أفكارها وغسلت وأسنانها وتنشفت وطلعت لغرفتها عشان تبدل وتنزل تحت عند امها واخواتها .. ولما كانت في الصالة وفي طريقها لغرفتها رن التليفون ووقفت في مكانها ورفعت راسها للسماء ( يالله )) وتأففت (( أفففف ياربي من المتخلف اللي متصل هالوقت )) سحبت رجولها على الأرض ورفعت التليفون بملل ..
أريج :::/ نــعــم...!!
إيمان ::/بسم الله الرحمن الرحيم ..!! يختي الناس تسلم وتصبح مو (( نعععععععععم ))
نعامة ترفسك ان شاء الله ..
أريج تضحك ::/ ههههههه وش اسوي بك انت بعد ؟؟ فيه احد يدق على الناس من صباح الله خير ..
إيمان ::/ إيه انا .. عندك اعتراض ..؟؟
اريج وهي تتسند على الجدار ::/ لا وش دعوى انت تدقين بأي وقت على الرحب والسعة .. المهم وش اخبارك ووش اخبار امك وعمي ؟؟
إيمان ::/ الحمدلله بخير نسأل عنكم .. انت كيفك وكيف دراستك .. عسى بديتي تذاكرين ؟
أريج ::/ اففف لا والله ما بديت .. الله يسهل علينا بس ونجيب نسب تدخلنا الجامعة ..
إيمان تبتسم ::/ آآآمين الله يوفقكم ان شاء الله .. الا وين عبير ؟؟ صاحية والا بعدها نايمة؟؟
أريج ::/ لحظة شوي ابروح اشوفها لك ..
حطت أريج السماعة على الطاولة وراحت لغرفة عبير .. توها بتدق الباب بس فتحته عبير قبلها وكانت تربط شعرها ومبدلة ملا بسها عشان تنزل ..
عبير مبتسمة::/ صباح الخير .. من وين طالعة الشمس اليوم اول وجه اتصبح عليه انت ؟؟
أريج تضحك ::/ ههه قولي بعد مو عاجبك ؟؟ عشان اكفر فيك الحين ..
عبير ::/ لا وش دعوى الا عاجبني ونص ..!! بس تعالي وش فيها عيونك متنفخة ؟؟
أريج وهي تعطيها ظهرها وتمشي ببطئ ::/ تعرفين كل هذا من الوناسة امس .. المهم إيمان بنت عمي تبغاك على التليفون ...
ضحكت عبير على اختها وراحت لمكان التليفون علشان ترد على بنت عمها ولحقتها اريج عشان تشوف وش تبغى فيها لأنها مهما حاولت تقاوم لقافتها ما تقدر لأن هذا الشي الوحيد اللي ماتقدر عليه ..
عبير ::/ صباح الخير والنور ..
إيمان ::/ الحين وش اقول ؟؟ كان تركتي لي وحدة اقولها ..
عبير تضحك::/ هههههههه معليش نسيت .. عادي قولي صباح الورد والياسمين ..
إيمان ::/ إيه صح .. اجل صباح اللي قلتيه تو ..
عبير ::/ طيب يالزولة .. شكرا ..
إيمان تضحك ::/ ههههههه العفو .. المهم وش اخبارك يالطيبة ووش علومك ؟؟
عبير ::/ الحمد لله ماعلي كأني البخت ..
إيمان :/ الحمدلله هذا اهم شي .. ((وهي تلتفت على اللي واقف عند الباب بيطلع ويحاكيها )) طيب اصبر وش فيك مستعجل خلني اسلم عليها ..
عبير وهي مستغربة ::/ وش فيك إيمان من تكلمين ؟؟
إيمان ::/الله يسلمك هذا نواف اخوي يسألكم إن كنتوا محتاجين شي لكم او للبيت عشان يجيبه معه لأنه بيطلع الحين ويمكن يمر على سوق الخضار .. تحتاجون شي ؟؟
عبير وهي تبتسم بخجل متفشلة منه ::/ لا سلامتك وسلامته ما نحتاج شي ..
إيمان ::/ يقول لك أكيد ..!! لاتستحين ان كنتوا تبغون شي ؟؟
عبير وهي تتلعثم ::/ لا والله إيمان مانحتاج شي الحمدلله بس ,,,,
إيمان ::/ إيه .. بس وشو ؟؟
عبير وهي صدق متفشلة ::/ قولي له لا ينسى موعد أمي اليوم بعد المغرب ..
إيمان وهي تكلم نواف ::/ تقول لك ما يحتاجون شي بس لاتنسى موعد امها اليوم ..
نواف وهو وده لو يكلمها بنفسه ويسمع صوتها اللي من زمان عنه ::/ لا قولي لها مانسيت وحاطه على المنبه عندي في الجوال ..
إيمان بصوت واطي لعبير ::/ إيه صدَق من قال المحبوب في راحة ..!!
عبير ::/ وش تقولين ؟؟
إيمان ::/ ماأقول شي سلامتك .. بس يقولك نواف أنه ما نسى وحاطه منبه عنده في الجوال ..
عبير تبتسم ::/ إيه سمعته ..
أريج وهي ترفع صوتها علشان تسمعها إيمان ::/ أمووووووووووووونة لاتخافين على عبيروه تراها تسمع صوت نواف ولو هو في المريخ ..
إيمان وهي تضحك على اريج ::/ هههههههاااي ايه والله صادقة اختك اذا اشتهيتي سمعتي اللي تبغين .. سبحان اللي خالق الحب والمحبة ..
عبير وهي تشهق ::/ مشكلة اللي يكذبون كذبة ويصدقونها ...!!
إيمان وهي تضحك ::/ علينــــــــااااااااا ،، بس والله حرام عليك اللي تسوينه بأخوي ... يختي عطيه وجه ...
عبيربتملل::/ إيماااااااااااااااااااان ترى طفشتيني من كثر ما تقولين هالكلام ..!!
أريج وهي تقرب لأختها ::/ ريري امانتك وش قالت .. (( وتقرب فمها للسماعة )) أموووونة تكفين وش قلتي لها ؟؟
عبير وهي تبعدها عندها ::/ بعدين اقول لك يالملقوفة ..!! يالله إيمان مع السلامة وسلمي على امك وعمي واخواتك .. ووالله اني متفشلة في اخوك يعني لو كان مشغول ترى عادي نروح مع ليموزين ..
إيمان تشهق ::/ اسكتي اسكتي لا يزعل علينا ربي .. حبيبتي إذا كنت تبغين تموتين ناقصة عمر قولي هالكلام لنواف بنفسك ... ويالله عاد عن الرسميات .. ومع السلامة ...
سكروا البنات عن بعض وقامت عبير بتنزل تحت بس تعلقت فيها اريج علشان تعرف وش قالت لها إيمان لكن عبير رفضت تقولها ..
عبير ::/ مااااااااااااااااراااااااااااااح اقوووووووووووووووووووووووولك شي وخلي بصلتك تحترق ههههههههههههههههه
أريج وهي واقفة عند الدرج وتشوف اختها تنزل ::/ زين يا عبيروه جعلك تطيحين من الدرج وتتكسرين ولا يبقى فيك ولا عظم سليم ..
عبير وتسوي نفسها تطيح ::/ آآآآآآآآآآآآآآآه لا لا ارجوك لا تدعين علي مرة ثانية طحت طحت...
أريج منقهرة ::/ زين تتطنزين والله لأوريك ..
شالت أريج شبشبها وراحت تركض مع الدرج علشان تلحق أختها وتضربها وأول ماشافتها عبير شهقت وراحت تركض علشان تتوزى عند امها ...(( الله يديم عليهم بسمتهم)) ...
-------------------------------------------------------------------------------------------
أول ماوصل أبو عبدالله الدور الثاني قابلته عذا وهي تكلم بالجوال اختها لمياء ومن يوم شافت أبوها صرخت على لمياء علشان تسكر وراحت ركض لأبوها اللي ابتسم بوجهها وحس انه مشتاق لهم كلهم ولها هي بالذات لأنها تعبت وهو مو موجود عندها وعلى حسب كلام الجوهرة ان رجلها تعورها وله أربع أيام ماشافها وهو اللي متعود انها تصبح عليه بابتسامتها البريئة ...
عذا وهي تتعلق برقبة ابوها ::/ هلا والله وغلا .. نوّر البيت بجيتك يالغالي ..
ابو عبدالله وهو يضمها له وما يستغرب تصرفاتها لأن عذا بالذات ما تقدر ماتعبر عن مشاعرها بالأفعال ::/ منور بكم وانا ابوك ..
عذا وهي تواجهه وتبعد عنه شوي ::/ متى وصلت ؟؟
ابو عبدالله ::/ من ساعة تقريبا ...
طلع عليهم أسامة من دورة المياه وهو توه خالص متسبح ومعه فوطته يمسح فيها شعره ومغطي بها وجهه ..
أبو عبدالله يضحك ::/ صبحه بالخير راعي البيت ..!!
نزل أسامة فوطته وهو متفاجئ ورافع حاجبه شاف عذا وهي تبتسم والتفت على اللي واقف جنبها ولقاه ابوه ،،، ابتسم من خاطره وفرح بشوفته ..
أسامة يضحك::/ هلا والله براعي هالصوت ..
قرب لأبوه وسلم عليه وحبه على راسه ::/ الحمدلله على السلامة ...
أبو عبدالله ويلف عذا مع كتفها ::/ الله يسلمك من كل شر يا أبوي .. وش أخباركم عقبي وكيف حالكم ؟؟
عذا وهي لازالت مبتسمة من الفرحة ::/ بخير بس مشتاقين لك ..
ابو عبدالله::/ ياحبي لك والله انت اللي ترفعين معنوياتي .. تشتاق لك الجنة يالغلا ..
أسامة وهو يتمصخر :::/ هه ماتعرفها بنتك أنت .. ترى هذا كله مصلحة عشان تضمن انك تسوي اللي هي تبغاه بعدين .. تراني فاهمها ..
عذا وهي مطيرة عيونها فيه ::/ حراااااام عليك يالدب الحين انا كذا .. الله يسامحك بس ..
أسامة ::/ هاه خذ ..!!على بالها بتسوي قدامك انها متسامحة وماتدعي على أحد .. ولا تكره أحد ..
أبو عبدالله يضحك::/ههههههههههههههه حدك عاد كل شي ولا عذاي تراها الغلا كله ..
أسامة ورافع حاجبه ::/ يعني ياأسامة ضف خلاقينك وعطنا مقفاك لأن مالك سنع ..
ابو عبدالله يضحك::/ ههههههههههه لاعاد مو لهالدرجة ،،، المهم ترى امكم تحت تجهز الفطور يالله أخلصوا وانزلوا علشان نفطر .. (( ونزل يده من على كتوف عذا ))
عذا ::/ ان شاء الله ،، انا بسبقكم تحت وانتم لا تتأخرون ..
مشت عذا بعرج خفيف للدرج علشان تنزل ،، وانتبه لها ابوها وتذكر الموقف اللي سووه فيها اخوانها التفت ابو عبدالله على طول على أسامة اللي مشى لغرفته ومسكه مع يده ونادى عذا علشان توقف ..
ابو عبدالله ::/ عذا ..!!
وقفت عذا والتفتت لأبوها وشافته ماسك اسامة مع يده ::/ سم ..! بغيت شي يبه ؟؟
أبو عبدالله ::/ وش اخبارها رجلك عقب اللي سووه فيك هالوحوش ؟؟
عذا تمد بوزها ::/ توك ذكرت ؟؟ وبعدين اللي تشوفه الى الآن وانا اعرج شوي ..!!
أبو عبدالله وهو يلف يد أسامة ::/ أنت ما تستحي على وجهك يوم تسوي سواتك بأختك ؟؟
أسامة وهو يضحك ::/ هههههههههه آآآآآآآآآآآآي يبه يعور تكفى فكني ؟؟
ابو عبدالله ::/ الحين تتألم ..!!والا يوم تتهور وتسوي المقلب لأختك مافكرت بألمها .. هاه ؟؟
أسامة ::/ يبه والله أنا عبداً مأمور ،، والرأس المدبر هو لمياء وانا وصارورة نفذنا بس ..
ابو عبدالله وهو يشد قبضته على ولده ::/ اسمها سارة كم مرة قايل لكم لا تسمونها صارورة ؟؟
عذا ::/ يبه خلاص سامحه هالمرة علشاني أنا مسامحته ..
اسامه ::/ إيه مسامحتني لأنك ناوية على شي تراني فاهمك .. أأأااه يبه خلاص تكفى آسف لاتزيد الشد ...
عذا تشهق::/ هذي جزاتي اللي بتوسط لك ... لكن صدق انه مايثمر فيك المعروف ..(( وتلتفت على أبوها)) يبه سوي اللي تبغاه فيه.. لك اللحم ولنا العظم ..
أبو عبدالله وهو يبتسم ::/ قل والله ما اعيدها ..!!
أسامة وعافس ملامحه من الألم::/ يبه عيب انا كبير على هالتصرفات ..
أبوعبدالله ::/ ليش ماصرت كبير يوم قررت تسوي فعلتك ؟؟ يالله خل عنك كثر الهرج وقل اللي قلته ..
أسامة ::/ والله مااعيدها خلاص اعتقني ؟؟
عذا وهي تتقدم من أبوها ::/ فديتك والله ياعنترة انا قايلة محد مآخذ حقي من أسامة إلا انت وإلا سارة عارفة ان محد بياخذ بثأري إلا امي نورة ..
أبو عبدالله وهو يفك أسامة ::/ أحمدي ربك بعد ان امي واقفة معك وانا مع سارة وامك مع أسامة ..
عذا ::/ مساكين لمياء وعبدالله مابقى لهم أحد ..
أبو عبدالله يضحك::/هههههههه المسكين عبدالله وإلا لمياء عندها سندها اللي من يلمسكم بأصبعه يطيركم كلكم في دقيقة ..
ضحكوا كلهم وهم يتذكرون فهد وضخامته وسمعوا صوت سارة تناديهم علشان ينزلون للفطور .. ونزلت عذا قبل ابوها وأسامة اللي دخلوا غرفهم يبدلون وبينزلون ...
-------------------------------------------------------------------------------
ندى بعد ما خلصت فطورها مع زياد اخوها خذت اللاب توب من عنده وراحت لغرفتها علشان تتصفح النت شوي قبل لا تبدأ تذاكر .. أول ماوصلت عند باب غرفتها شافته مفتوح واستغربت من اللي فاتحه بس يوم دخلت شافت سحر متمددة على السرير وتقرا قرآن ...
ندى وهي مبتسمة وتحط الاب توب على الطاولة ::/ وش عندك اليوم مشرفتني ؟؟
سحر وهي توقف عند نهاية الآية ::/ اشتقت لك ..
ندى وهي تضحك وتدور على سلك التليفون ::/ ايييييييييييييييييييييه .. وانا بعد .. وين السلك ما شفتيه ؟؟
سحر باستهبال ::/ الا تلاقينه بجيب مريولي حق المدرسة ..!
ندى باستغراب ::/ ووش بتسوين فيه بالمدرسة ؟؟
سحر تضحك ::/ استهبل انت ووجهك على طول صدقتي ..
ندى وهي تكشر بوجهها وترجع تدور ::/ مو وقت خفة دمك ..
تحمست سحر واعتدلت في جلستها على السرير ::/ هذا لاب توب زياد ..
ندى تستهبل ::/ لا أبو الجيران .. مستعيرته منه ..!!
ضحكت سحر::/ أي واحد ابو صالح والا أبو طلاااااااااااال (( وتغمز بعينها ))
ندى وهي تسايرها ::/ لا أبو زياد ..
سحر:: /خخخخخخخخخ بايخة .. المهم عندي لك امانة ..
ندى وتناظرها بقلة اهتمام ::/ ووش هي إن شاء الله ؟؟
سحر::/ اول شي اوعديني أنك ماتقولين لي لا ..
ندى ::/ وليه ان شاء الله ؟؟ افرضي قلتي لي شي ما يعجبني ..
سحر بحماس:/ لا والله العظيم بيعجبك ..! يعني ماتثقين بذوقي؟؟
ندى تبتسم ::/ لا وش دعوى ..!!..
قامت سحر من على السرير وبغت تطيح وتتخرطف في المفرش ::/ خلاص انتظري .. أي وجع بغيت أطيح ،،، انتظري ندوش دقيقة وراجعة ..
ندى وهي تضحك ::/ هههههههههههههه طيب طيب بس شوي شوي على عمرك .!!
طلعت سحر وهي تركض رايحة لغرفتها وقعدت ندى تفكر بالأمانة اللي عند سحر واللي متحمسة لها لهالدرجة ..
رجعت سحر وهي ماسكة علبة مكعبة نيلية صغيرة بيدها وكانت ملفوفة بشريطة فضية أنيقة تقدمت سحر لندى ومدت يدها اللي فيها العلبة لها وهي تبتسم ..
ندى باستغراب ::/ وش هذي ؟؟
سحر مبتسمة :/ الأمانة ..
ندى بحاجب مرفوع ::// أي امانة ؟؟ ومن عند مين ؟؟
سحر تغمزلها ::/ بصراحة من اللي بالي بالك ..
ندى واحمر وجهها ::/ طلال ؟؟
سحر ::/ههههههههههههههه احبك يوم تفهمينها وهي طايرة .. إيه من طلال ،،
جاء عندنا امس وعطاني إياها لك .. يقول انه ماعطاك هديتك يوم عيد الأضحى.. عاد هذي هي ولو انها متأخرة .. بس اتمنى انك تقبلينها ..
ندى وهي ودها تعبرعن فرحتها بس ماسكة نفسها عن سحر ::/ من اللي يتمنى انت والا هو ؟؟
سحر وتطير عيونها بندى ::/ اكيد هو يالغبية .. يالله عاد خذيها وافتحيها خلينا نشوف ذوقه هالمرة ...
ندى وعلى بالها تكابر ::/لالا سحر ماراح اقبلها أحس اننا مصخناها وبعدين خلاص كبرنا والمفروض ماعاد آخذ منه شي ..
سحر بعصبية ::/ ندى لايكون طلال ولد من الشارع ؟؟ تراه ولد عمك وانت عارفة أن نواياه شريفة .. عاد يالله اقبليها ..
ندى بتوسل ::/ سحر ..!!
سحر وهي تحط الهدية بيد ندى ::/ ندى أنت وعدتيني ماتقولين لي لا وبعدين لا تسوين نفسك مو فرحانة بهديته والا انك ماتحبينه ترى انا عارفة البير وغطاه عاد خذيها وفكينا ..
ابتسمت ندى من كلام سحر اللي كان كل حرف فيه يحكي الحقيقة وخذت الهدية بيد ترتجف وكانت تتخيل شكل طلال وكأنه هو اللي واقف قدامها ويعطيها الهدية.. فتحت الشريطة وهي تناظر سحر اللي ابتسمت لها وهي متحمسة وودها تشوف وش جايب اخوها.. فتحت التغليف النيلي المعرق بفضي .. وطلعت لها علبة شفاف على شكل كريستالة طلعتها وفتحتها ولقت داخلها خاتم فضي بفصين ألماس وشكله بالمرة ناعم وكيوت ..
فتحت ندى فمها لما شافت الخاتم يعني صدق أبهرها وعجبها .. رفعت نظرها لسحروهي مطيرة عيونها ..
سحر ::/ رووووووووووووووعة ،،،(( وبحماس)) يالله لا تقعدين تطالعيني البسيه خليني أشوفه على يدك ..
طلعته ندى وحطته بأصبعها البنصر وعلى يدها الناعمة وبشرتها البيضاء طلع للخاتم شكل ثاني ...
سحر بانبهار ::/ واااااااااااااااااااو تدرين ودي اصور يدك بالخاتم واوريها طلال ..
ندى تبتسم وودها تصيح من حبها لطلال ::/ ياحبي له والله العظيم ان عنده ذوق ..
سحر تضحك ::/ هههههههههههههه تدرين ليتني سجلت كلامك وصورت يدك ووريتها طلوول . كان على طووووووول راح يجي اليوم يخطبك والا وش يخطبك الا بيعرس عليك بكرة ..
ندى تستهبل ::/ لالا يوم الأحد عندي إختبار فيزياء صعب .. خليه يوم الأثنين لأن ماعندي شي ..
سحر ::/ هههههههههههههههههههههااااااااااااااااي أجل انت اللي مستعجلة مو أخوي ؟؟
ندى وهي تضربها على كتفها ::/ أقول اسكتي تكفين ..!! وروحي جيبي لي سلك من عند مشاري والا مصعب خليني اشيك على إيميلي قبل لاأبدء أذاكر ..
سحر وهي تتوجه للسرير ::// روحي انت انا بكمل قراءتي
ندى بتوسل ::/سحـــــــر ،،، استحي منهم تخيلي اروح والقى واحد منهم موجود ..؟؟
سحر وهي تجلس وتمسك المصحف ::/ لالا أكيد راحوا يصلون .. والا تدرين روحي جيبيه من غرفتي أكيد بتلقين لك واحد ..
ندى ::/ زين ابروح .. بس تشوفين والله بتتحسفين ..
سحر وترفع صوتها وعلى بالها معصبة::/ المفروض انت اللي تخدميني على اللي سويته لك مو انا اللي أخدمك ،، لا وتتشرهين علي بعد انت ووجهك ؟؟
ندى وهي ترميها بالسجادة ::/ خلاص يالرنانة اسكتي مانبغى منك شي أنا بروح اجيب السلك .. الواحد مايطلب منها شي استغفر الله ..
طلعت ندى وراحت لغرفة سحر عشان السلك وهي طول الطريق تطالع يدها والخاتم اللي في أصبعها وعلى وجهها ابتسامة حلوة تعكس المشاعر العميقة اللي بداخلها ...
أما سحر فتمددت على السرير ورجعت تقرأ لكن بالها مو معها من التفكير فوقفت القراءة وتخيلت لو أن زياد يسوي زي طلال .. (( يعني ليته على الأقل يغلط مرة وحدة ويجيب لي هدية .. مو شرط خاتم ألماس والله ما أبغى منه كل هذا تكفيني وردة حمراء ريحتها زكية ،،، بتكون أغلى عندي من كنوز الدنيا كلها يكفي انها منه ...!!مافيه إلا أني أنتظر يمكن الله يهديه ويرقق قلبه علي ويتكرم علي بهدية كتذكار منه استلذ لما أشوفها واروي بها ظمآي كلما اشتقت له)))
-------------------------------------------------------------------------------
يوم الجمعة...
بعد المغرب ...
كان نواف يصلي في المسجد القريب من حارة بيت عمه علشان اول مايخلص من الفرض والسنة يروح لهم ولا يتأخر عليهم ...
أول ما سلم الإمام منتهي من صلاة المغرب قام نواف على طول وصلى السنة وقرأ قرآن يمكن وجه واحد وبعد كذا لبس عقاله وصلح تشخيصته وطلع متوجه لبيت عمه ..
كانت يديه تعرق على المقود من الإحراج أو يمكن من الفرحة أو يمكن هذا طبعه لما يحتم عليه الأمر أنه يجتمع مع عبير في مكان واحد ...!واليوم بالذات بيتواجد معها بصورة قريبة أكثر من قبل خصوصا لأنه بيوديهم المستشفى وبيكون قريب منهم لما يدخلون عند الدكتور يعني تقريبا طول الوقت بتكون هي جنبه وكأنها فعلا زوجته .. ابتسم لما وصل تفكيره عند هالنقطة ...
لف نواف مع الملف اللي يطلعه على طول لبيت عمه بس لما قرب بسيارته تفاجأ بجاكوار فضية آخر موديل واقفة قدام باب بيتهم .. في البداية استغرب من تواجدها لكن بعدين توقع انها وحدة من صديقاتهم أو احد جاي يزورهم .. قرب سيارته للباب اكثر وأكثر ووقفها على جنب وارتجل منها .. بس لما التفت على الباب طارت عيونه لأنه شاف شاب وسيم جداً وكاااااشخ يعني الثوب يلمع وباين أنه توه مفصل والشماغ حمرته تكسر العين .. يعني الولد ماينعاب من ناحية الكشخة والرزة ويكفي سيارته ...
قرب منه نواف وهو مصدوم من تواجده عند باب بيت عمه بس مع ذلك ابتسم وكأنه يرحب فيه ..
نواف ::/ حي الله اللحية الغانمة ..
....::/ الله يحيك ويبقيك ...
نواف ::/ ماأدري تنتظر أحد هنا ..!!
مؤيد بنظرة تكبر ::/ وأنت وش لك ؟؟
نواف وهو مستغرب غروره ورده ::/ عجيب ..!! واقف عند باب أهلي وتقول لي هالكلام ؟؟
مؤيد وهو يرجع من عند الباب ويوقف جنب سيارته ::/ ماسمعت ان راكان له أخوان ؟؟ علمي به أن عنده أخوات بس .. (( وابتسم باستهزاء ))
نواف وهو مقهور من غرور هالشاب ::/ هذا بيت عمي وبحسبة أهلي ...!! ووقفتك قدام بابهم ما عجبتني ؟؟ يعني لك شي نقدر نخدمك فيه آمر واحنا حاظرين ..؟؟
مؤيد بتهكم::/هههههههههههههه ما يبغى لها كلام لو أبغى شي منك اكيد بآمرك وما فيها شك ؟؟
نواف اللي فعلا تضايق وكان شاد على قبضة يده ::/ المطلوب ؟؟
مؤيد وهو يتسند على باب السيارة ومواجه لباب البيت ::/ انا انتظر راكان يجي ..!! يعني ما أبغى منك شي ؟؟
نواف باستغراب ::/بس راكان شكله مو هنا لأن سيارته مو موجودة ..!!
مؤيد وهو متملل ::/ عارف مو أنت اللي تجي تعلمني ..!! هو الحين بيجي قايل لي انتظره ببيتهم بس انا ولد أجاويد ولا دخلت على الحريم بالبيت لحالهم .. (( ورفع حاجبه لنواف ))
نواف يتطنز ::/ حي الله ولد الأجاويد ...
سفهه نواف وتقرب للجرس علشان يدقه ويطلعون له بنت عمه وامها وفي نفس الوقت كان منقهر من تصرفات ولد عمه العديمة المسؤولية والغيرة (( الحين قايل للرجال يجي ينتظره ببيتهم وهو عارف انه مو موجود وأن مافيه رجال بالبيت غيره ،، وما في البيت الا أمه واخواته البنات عرضه وشرفه ..!! صدق انه يبغى له تأديب هالمستهتر بس مو منه من هالسم اللي يآخذه ويشربه نساه دينه وعاداته وتقاليده ..!!))
دق نواف الجرس وردت عليه نورة بنت عمه الصغيرة وقال لها تنبه عبير انه جاء ..
رجع نواف من عند الباب وراح يركب سيارته ويقربها للباب اكثر علشان يريح مرت عمه وكان مؤيد لا زال واقف قدام الباب .. ونواف منقهر منه وده لو يروح ويعطيه كم بكس على كم طراق علشان يستحي على دمه ويرجع لسيارته .. طلعت عبير من البيت وكانت ماسكة امها واول ماشافهم نواف نزل على طول حتى يساعد مرت عمه وغصبا عن نواف التفت لمؤيد بيشوف هل هو فعلا ولد اجاويد وصاد عن الحريم والا فاتح عيونه ..؟؟؟
بس للأسف شافه رافع واحد من حواجبه ومركز عيونه على عبير اللي كانت ماسكة امها وتحاول تنزلها من الدرج .. هنا انقهر نواف من جد وبعصبية قال لعبير وهو يمسك يد مرت عمه ::/ عبير روحي اركبي السيارة وانا بجيب امك ..
استغربت عبير من تصرفه بس نزلت عند رغبته ونفذت له اللي يبغى .. وراحت وركبت السيارة وهي مستغربة تواجد هالشاب الى هاللحظة قدام بيتهم ..
نواف ركب مرت عمه وراح هو يركب في مقعده بس اول ماركب قالت له مرت عمه ::/ هذا الى الآن موجود ؟؟ ماراح ؟؟
نواف وهو عاقد حواجبه ::/ ليه ؟؟ ومن متى أصلا هو جايكم ؟؟
ام راكان ::/ قبل نصف ساعة دق علينا الجرس يبغى راكان وقلنا له أنه مو موجود بس أصر أنه يدخل وينتظره داخل البيت لكن لولا الله ثم لسان عبير والا ان كان هو الحين بالمجلس (( وضحكت ))
نواف يبتسم بعذوبة ::/ بنت رجال والله ..
وحرك نواف سيارته بيمشي لكن وقفته عبير ..
عبيربصوت واثق ::// نواف معليش نوقف لحد مايجي راكان ويروح معه ..
نواف مستغرب ::/ ليش عاد ؟؟
عبير وهي تفرك يدها من التوتر ::/ لا بس اخاف على أريج ونورة وانوار تراهم بالبيت لحالهم وودي اتطمن عليهم وانه راح ..
نواف وصار أسنانه من القهر ::/ أنتم متأكدين انه يبغى راكان وماسوى لكم شي ؟؟
ام راكان ::/ لا والله ياولدي ماسوى شي بس لأنه أصر علينا يدخل المجلس مع اننا قايلين له مافيه رجال بالبيت وأنه لازم ينتظر راكان بسيارته .. وبس هذا اللي مخوفنا يعني أخاف يدق على أريج ويقول لها انه من طرف راكان .. عاد أريج انت عارفها تخاف من طاريه اخافها تروح تفتح له علشان تفتك من لسان اخوها ولا يضربها ..
تنهد نواف ووقف سيارته ينتظرون راكان يشرف .. وفعلا ما مر 10 دقايق الا وهو جاي دخل البيت وبدل ملابسه وطلع مع هالصديق اللي مبين انه ولد نعمه بسيارته ..
وبعدها تحرك نواف متوجه للمستشفى وشعور السعادة بدأ يغمره من جديد لأن هواه اللي يتنفسه راكب وراه ..!!
----------------------------------------------------------------------------

سعوديه وكلي عز 29-04-08 01:31 PM

مشكووره ضياء

بارك الله فيك ,,, وتسلميين على هالنقل المميز لقصه مميزه مثل قصه المها

نواف رجل اعتقد من وجهة نظري انه شهم وشقردي بمعاونه اهله وعيال عمه

وعبير اتوقع تتغلى علييه لا اكثر ولا اقل


زياااد روووعه هالولد
واتوقع ان عذى تناسبه اكثر من بنت عمه


دمتي بود

سعوديه وكلي عز

dali2000 13-03-10 02:23 PM

لتأخر ناقلة القصة عن النقل ،جاري نقل القصة من قبلي ،،قراءة موفقة للجميع


يوم السبت
الصباح
في مدرسة الثانوية للبنات
كانت الحصتين الأخيرات حصة نشاط والأستاذة جمعت الطالبات وراحت معهم للمرسم وخلتهم يشتغلون معها في ترتيب اللوحات وتنظميها استعداداً للمعرض اللي راح يسوونه نهاية السنة في حفل تخريج الصف الثالث ثانوي ..
خلصوا البنات شغلهم بسرعة لأنهم كانوا كثيرين ومتقاسمين الشغل فيما بينهم ..
جلسوا البنات بعد ما انتهوا وكل وحدة التمت مع شلتها وبدوا يسولفون ..
رحاب وسحر وغادة وأريج وندى راحوا وجلسوا في نهاية المرسم وقعدوا يسولفون ويستهبلون ،، لكن ندى انتبهت أن عين أريج متورمة بشكل خفيف يعني ما يلاحظها الواحد الا إذا دقق النظر .. عقدت حواجبها ندى لما شافت الزراق اللي في اعلى جبهة أريج وكانت مغطيته بشعرها ..
ندى باستنكار::/ أريج وش صاير فيك ؟؟
قطعت أريج سالفتها ::/ وش فيني ؟؟
ندى وهي تأشر على عينها ::/ وش فيها عينك منتفخة ؟؟
ارتبكت أريج وحطت يدها على عينها::/ مافيها شي ؟؟
غادة وهي تدقق النظر ::/ الا أريج كأنها منتفخة ؟؟
أريج عرفت انه مالها بد من انها تفسر لهم ::/ أجل يمكن بعوضة قرصتني ؟؟ غريبة مانتبهت لها انها منتفخة ؟؟
سكتوا البنات عنها وصدقوا اللي قالته بس ندى وبحكم أن صداقتها بأريج اقوى وفاهمة أريج أكثر من البنات حست انه فيه شي صاير بس أريج متحفظة عليه علشان كذا ماحبت تحرجها اكثر وتستفسر عن الزراق ..
بعد فترة ولما ملوا البنات السوالف او بالأحرى خلصت ،، قرروا يلعبون لعبة إنسان حيوان وقاموا جابوا أقلام وأوراق وبدوا اللعبة ..
رحاب أول ماخلصت صرخت على البنات علشان يوقفون وكانت ندى جنبها فمسكت يدها على طول بقوة علشان توقفها وصرخت ندى من الألم ..
::/ آآآآآآآآآآه رحى عورتيني ..
رحاب وهي تناظر يد ندى وتشوف آثار مسكتها ::// ههههههههه معليش آسفة هذا كله مع الحماس ..
غادة ::/ ههههههههههه رحى وتحمست ..!! زين اللي ما ضربتك بجزمتها ..
رحاب وانتبهت للخاتم اللي في أصبع ندى ::/ وااااو وااااااااااااااااااااااااو ... وش هالزين وش هالزين ؟؟ متى شريتيه ؟؟ يوم الخميس من الفيصلية لما تركناكم ؟؟
سحر وهي تبتسم بخبث لأن ندى مازالت لابسته::/ لا وش فيصليته وش خرابيطه ؟؟ ترى يوم تروحون للفيصلية أنا مارحت معكم وكان السبب أن طلال أخوي بيجي لبيتنا (( وضحكت))
شهقت غادة ::/ هيييييييييييييييي لا تقولين من طلاااالوه .. ياعيني عليكم وعلى هداياكم ..
رحاب بألم ::/ ماشاء الله عليك ندوش حبيبك مفتكر فيك مالت علي انا ومصعب جعله للي منيب قايله الظاهر انه حتى مايعرف اسمي ؟؟
غادة ::/ أنت صدق مآخذه مقلب بعمرك وانك انت ومصعب حبايب..!! والله حالتك مستعصية تكذبين الكذبة وتصدقينها هههههههه..!!
اطرقت سحر رأسها وهي تبتسم وحست ان معانتها وتفكيرها اللي أمس رجع لها .
أريج باستنكار ::/ ندى الى الحين تآخذين منه هدايا ؟؟ ماتخافين زياد يقول لك شي ؟؟
ندى مستحية ::/ وش أسوي ما أقدر أرده ودي اتغلى عليه بس أعجز قدامه .. وبعدين زياد وشلون بيعرف ولو سأل أقوله اني أنا شاريته ..
غادة ::/ طيب والهدايا القديمة وش سويتي فيها ؟؟ رميتيها ؟؟
ندى باندفااع ::/ لالالالالالالالالا وش اللي رميتها محتفظة فيها عندي ومسكرة عليها في ردفة الدولاب ومحتفظة بالمفتاح عندي بالكومدينو علشان إذا الله كتب لي نصيب معه ابحطهم تذكارات منه بغرفة النوم ..
بدوا البنات يعلقون عليها ويستهبلون ورجعوا يكملون لعبتهم .. بس أريج كان بالها مو معها ووتفكيراتها خرجت عن النطاق المحدود (( هه وتتغلين عليه بعد..!! يا قلبي عليك ياعبير انت راميه وجهك على نواف 24 ساعة الظاهر بيمل منك بسببنا وبسبب طلبتنا وبيهج ويروح يدور على وحده تريحه مو تزيده هموم ..!! ))
----------------------------------------------------------------------------
بعد العصر وبعد ماتغدوا كانت أم عبدالله وبناتها جالسين بالصالة يتقهوون شاهي ويسولفون ..
أم عبدالله ::/ لمياء مارحتي اليوم لموعدك ؟؟
لمياء بحزن ::/ إلا رحت ..
عذا بحماس ::/ بشري وش قالت لك ؟؟
لمياء وتلعب بالبيالة ::/ تقول خلي أملك بالله كبير .. لأن العقم اللي فيني بسبب الحبوب ..
أم عبدالله::/ كنت قايلة لك بما أنك ماحملتي المرة الأولى إلا بمنشطات لا تآكلين حبوب لأنها بتأثر عليك ..
لمياء وبدت تدمع عيونها ::/ اللي صار صار يمه ومانقدر نغير شي الحين .. بس انت ادعي لي تكفين ..
عذا وبدت تحرقها عيونها ودها تصيح على أختها ::/ طيب فهد وش ردت فعله ؟؟
لمياء وهي تنزل البيالة وتمسح عيونها ::/ ماقال شي .. بس أكيد متضايق هو يبغى بنت ويبغى عيال يعني مايكفيه واحد ..
سارة وهي تلعب مع مهند والآرانب ::/ طيب وأطفال الأنابيب .. ما سألتي عنها ؟؟
لمياء تتنهد ::/ تقول ماتصلح لي الحين في هالفترة لأني اعالج يعني اذا يأسو من العلاج بيشوفون احتمالات طفل الأنابيب ..
عذا ::/ طيب ليش ماتغيرين هالدكتورة يمكن يكون الخير عند غيرها ..
لمياء ::/ أفكر أغيرها بس اخلص برنامج العلاج اللي عندها أول لأني دفعت لها خلاص وبعدين أشوف ..
أم عبدالله تهون على بنتها ::/ الله كريم حبيبتي .. وبعدين انتم توكم صغار والعمر قدامكم ومهند توه مكمل الأربع سنين وان شاء الله ماراح يخيب رجاكم ..
لمياء وبدت عيونها تلمع من الدموع ::/ تصدقون امس كنا بمطعم طالعين نتغدى .. و مهند طالع يتمشى زي العادة ويستكشف مطعمهم .. عاد بعدين رجع لنا ومعه بنوته حلوة وتجنن جابها ودخل هو وإياها علينا .. لو تشوفون فهد وش وسوى ؟؟ بغى يموت من الوناسة عليها جلسها في حضنه وبدأ يسولف معها ويلعب هو وإياها ومهند ،،، يعني كأنه ماعنده عيال .. عاد حز بخاطري والله وصحت من دون شعور ...
عذا بحزن::/لمياء بس فهد يحبك وماكان قصده يزعلك او أنه متضايق من أنك ماجبتي له الا مهند ؟؟
لمياء وهي توضح لأختها ::/ عارفة ياعذا بس أنا لأني أحب فهد ودي أقدم له اللي يبغاه لأني ما أبغى أخسره ..
ساره تتنهد ::/ يعني وش بتسوين ؟؟ بتعترضين على قضاء الله ؟؟ هذا نصيبك ولازم ترضين فيه والله يرزقكم من حيث لاتعلمون ..
لمياء بألم ::/ أنا ماعترضت .. أنا خايفة على فهد خايفة لا أخسره هذا هو بس .. وخايفة من امه احس أنها بدت تنغز بالكلام هاليومين ..
ام عبدالله تبتسم باستهزاء وهي تصب لها شاهي ::/ عاد هي من الأول مو هاضمتك ؟؟
وش لون الحين والفرصة جت لعندها ..
عذا ::/ يمه حرام لاتظلمونها ؟؟
لمياء رافعة حاجب ::/ وش اللي لا نظلمها ؟؟ تدرين ان من البداية من أيام الخطبة ماكانت تبغاني .. يعني ماخطبني إلا خالته اللي هي أخته من الرضاع وبنتها اللي هي صديقتي خوله ...
سارة تضحك::/ ههههههههه أحلى ياللي كنت عاجبهم ؟؟
عذا ::/ المهم أن فهد يحبك صح ..
لمياء ::/ هههههههه من هذي واثقة ،، بس تصدقون اول ماكانت خولة تلمح لي انها بتخطبني كنت متحمسة ودي أشوف خالها هاللي أزعجتنا فيه .. عاد اول ماجابت صورته ماكان وسيم لهذيك الدرجة يعني انا كانت أحلامي آخذ واحد يشبه جمال سليمان والا حسين فهمي والا شاروخ .. فأول ماشفت صورته انصدمت قلت ماعاد باقي الا هي آخذه هو ..
سارة ::/ههههههههههااااااااي طلعتي مو سهلة والله ؟؟
لمياء وبدت تتحمس وتتربع بجلستها وتحرك يدها ::/ أووووه أفا عليك بس عاد ماحبيت أجرح خولة وبديت أسايرها واقول ايه بآخذه وبنتزوج .. عاد انا كنت امزح بس هي الله يهديها كانت جادة ..
عاد مرة كنا ببيتهم وهذي هي المرة اللي انخطبت عقبها ..كنا جالسين نذاكر بغرفة خوله وهي كانت نازلة تجيب لنا عصير وتأخرت .. وعقب ما طلعت لنا فوق قالت انها راحت تسلم على خالها في الملحق وهذ اللي أخرها .. عااد سعااد بغت تموت وقامت تحبب خولة علشان تودينا نشوفه على الطبيعة .. المهم خولة ماعارضت ورحنا كلنا معها الى الملحق ووقفتنا عند الشباك حقه بس للأسف كان مسكر ...
سعاد ::/ لالالالالالالالالالا مسكر .. والحين لو فتحناه بينتبه ؟؟
خولة تبتسم ::/ لا ،،!! الخطة عندي وانا ام هندي شوفوا يابنات انا الحين بدخل الملحق كأني بسولف معه وبفتح لكم الدريشة زين ..
سعاد ::/ وكيف بنعرفه ياشاطرة ؟؟
خولة ::/ أصلا مافيه إلا هو .. ومع ذلك بأشر لكم عليه بحركة وأنتم أفهموها ..
لمياء بخوف ::/ لا خولة أحس اننا تهورنا تكفين مو لازم خلاص خلونا نطلع فوق نذاكر بس..
سعاد ::/ يالخوافة المفروض أنت اللي تحرصين على هالشئ ...
المهم راحت خولة وتركتنا عند الدريشة ولفت متوجهة لباب الملحق بس فجأة سمعنا صوت تنحنح ويوم التفتنا لقيناه فهد بضخامته طالع من باب الفلة وجاي للملحق .. يعني الملحق مافيه احد ..!! فتحت خولة الشباك وهي تضحك::/ هههههههههههههههه واحد صفر ماطلع موجود . معليش لمووووووي خيرها بغيرها ..
بس لما التفتت شافت خالها واقف ومنزل راسه وشافت سعاد متغطية بجلال الصلاة أما انا فكنت قاعدة على ركبي من الحياء ومغطيه وجهي بيديني ..
طلعت لنا خولة تركض ودبرت امر خالها اللي توهق وماعرف وشلون يتحرك ومسكتنا وطلعنا مع بعض فوق ..
عاد هو يومها كانوا قايلين له انهم بيخطبوني له لأنهم كانوا مصدقين وعقب ماشافني هذاك اليوم بعدها بأسبوع تقدموا لي ،، طبعا خالته هي اللي اتصلت بالبداية اما أمه اتصلت بعدين .. وكانت معارضة فكرة زواجي منه ...
سارة ::/ وكيف وافقتي عليه وهو ماكان عاجبك ؟؟
لمياء ::/ أممممم عادي جاء لبيتنا وشفته مع الشباك يعني كان ضخم طول بعرض وكان شكله مهيب .. لكن قال أبوي أهم شي الأخلاق اقتنعت بفكرة أبوي وفعلا من ملكنا وهو بصراحة رجال بمعنى الكلمة ويحبني ويداريني وهذا أهم شي ..!!
عذا تصفر ::/ يهووووووووووووووووووووووووه من قدك ياعم ؟؟ والله وطلعتوا حبايب ..
سارة تتنهد ويدها على خدها ::/ يعني كلكم تزوجتوا عن حب إلا أنا .. آآآآآآه متى بس أحد يحبني ..
عذا ::/ وش قصدك كلنا متزوجين عن حب ؟؟ تراني مازلت عزباء يا أخت سارة ؟؟((وتتنهد زي سارة )) آآآآآآآآآآآآه يعني ممكن يجي اليوم اللي راح انحب فيه واتزوج ..!!
ام عبدالله وهي ترميهم بالمخدة وتضحك::/ عيب عليك انت وهي ..
سارة تشخر باستهزاء ::/ أرجووووووووووووووووك لاتضحكيني عذاوه .. حضرتك من تلعبين عليه ؟؟ ترانا فاهمين ..
لمياء وهي تزيد النار حطب ::/ أصلا عذا مانسمح لها تحب أحد لازم تآخذ زياد ولد خالي لأنه يناسبها ..
عذا تضحك بحياء ::/هاهاهاهاها سخيفين مايضحك ...
دخل عليهم أبوهم في هاللحظة ومعه أسامة وكان معه اوراق وملفات وخرابيط لها اول مالها تالي ..
أبو عبدالله وهو يفك أزرار ثوبه من فوق::/السلام عليكم ..
الجميع ::/ وعليكم السلام ..
قامت سارة عن أبوها علشان يجلس مكانها وجلست هي جنب عذا ..
أم عبدالله ::/ هاه خلصتتوا كل شي ..
أبو عبدالله وهو يجلس براحة ::/ الحمدلله بنسلم له المزرعة بعد أسبوعين ..
سارة بحزن ::/ خسارة .. راحت علينا المزرعة
ابو عبدالله بابتسامة حب ::/ نهاية هذا الأسبوع بنروح لها كلنا كتوديع لها .. وبنآخذ الأرانب والقطاوة منها وبنحطهم ببيتنا وعقبها بسلم المفاتيح لراعيها ..
عذا بوناسة ::/ يعني صدق هالخميس بنروح ..
ابو عبدالله ::/ ايه صدق .. راح ننادي أخوي وإن كان عيال خالكم واللي تبغون وبنجتمع كلنا ...
عذا وسارة قاموا لأبوهم يحبونه على راسه ويتدلعون عليه من الفرحة ..
أما أسامة انسدح على رجل أمه ولف يدها على رقبته وقال لها تلعب بشعره ولمياء تعلق عليه وعلى دلعه ..
لمياء وترجفه مع رجله ::/ أنت لو سمحت ترى أمي حقتنا كلنا انت تبغى أحد يدلعك بروحك ياأخي تزوج وفكنا ..
أسامة وهو يقهرها ويحط يد أمه على صدره ::/ ياشين الغيرة ياناس .. حبيبتي تبغين أحد يدلعك كان ماجيتي لبيتنا وقعدتي عند جدارك .. هههههههههههه
لمياء وهي تضربه بالمخدة ::/ جدار بعينك يالماصورة .. وبعدين ترى جداري يسواك ويبيعك وتراك ماتسوى ظفر منه ..
سارة بسخرية ::/ مو قلنا ماتحبينه وش عندك تدافعين عنه الحين ؟؟ وين حسين فهمي وماادري مين والا طاروا في مهب الريح ..
عذا تضحك ::/ههههههههههههههههههههه لا وانت الصادقة جت الدبابة وسحقتهم ..

لمياء بنقمة ::/ نشوفكم بكرة من بتاخذون ؟؟ وحدة برميل زيت والثانية فيل افريقي مهجن ..
ضحك الجميع على مناقرهم وهبالهم ... أما أم عبدالله وأبو عبدالله فكانوا يناظرون عيالهم اللي اجتمعوا على الحب والأخوة وفرحانين لأنهم قدروا يزرعون فيهم أنهم عبارة عن شخص واحد ويد وحدة وكل واحد يحس بالثاني ويخاف عليه مثل نفسه بالضبط واكثر وتذكرت أم عبدالله في هالوقت ولدها المتغرب ولمعت عيونها بالحزن وتمنته فعلا يكون معهم ...
------------------------------------------------------------------------------
مر عليهم أسبوعهم هذا بزحمة الدوامات فيه والتجهيزات القائمة على قدم وساق استعداداً لطلعتهم نهاية الأسبوع .. كانوا مقررين ينامون بالمزرعة الإربعاء والخميس وبالجمعة يرجعون إن شاء الله ..
عذا وأمها كانوا كل يوم يا إما يروحون السوبرماركت والا بالمطبخ يضبطون التجهيزات لأن هالمرة الطلعة عليهم هم ولازم يجهزون كل شي من الألف للياء خصوصا أن المزرعة فاضية تماما من كل شي .. إلا البيت وأثاثه البسيط ..
أما سارة فكانت عايشة وناستها بشكل ثاني .. كانت كل يوم هي وأبوها يطلعون للسطح علشان يجهزون مكان وبيوت لحيواناتهم اللي بيجيبونها من المزرعة .. يعني مثل باقي الأرانب وكذلك الهمسترات اللي بيطلعون بيتهم فوق .. ومكان خاص للسلاحف ... يعني باختصار كانوا مسوين حديقة حيوانات مصغرة ...
يوم الثلاثاء بالليل كانت عذا تتكلم مع ندى بخصوص الطلعة ..
عذا بحماس ::/ ندى ترى بنام هناك الى يوم الجمعة ..
ندى بفرحة ::/صـــــــــــــــــــــــــــدق ..!! ياحبي لها مزرعتكم والله انها وسيعة صدر حرام ليش أبوك باعها كنا نستانس فيها بالحيل ..
عذا بحزن ::/ ماادري عنه يقول محتاج فلوسها في شغل ..!! عاد إذا مااستفاد منها الحين متى بيستفيد ..؟؟
ندى ::/صادقة .. اهم شي عمي وشغله والا المزرعة تتعوض ان شاء الله ..
عذا باستهبال ::/ هالمرة دوركم انتم تشترون لنا مزرعة مو صرتوا من أصحاب الأملاك ..
ندى بغضب مصطنع ::/ أشوفك داخله على طمع يابنت محمد ؟؟ (( وبدلع )) وبعدين ولا يهمك أصلا حتى لو اشترينا مزرعة ماراح نشتري زي حقتكم بنشتري وحدة أفخم وأكبر وأحلى يعني زي اللي تشوفينها بأفلام كرتون ... ومع ذلك ماراح تأثر على ميزانيتنا ..
عذا تضحك ::// شوي شوي على عمرك طاح نصك وانت تتفشخرين ؟؟ المهم سحر بنت عمك بتجي معك ؟؟
ندى ::/ إيه الظاهر انها بتجي .. لأنها قامت تسألني وتستفسر عن نوعية الطلعة .. هل هي عادية والا رسمية عاد افرحي انا مدحتكم لها وقلت بس عليك الونااااااااااااااااااسة كلهم فلة وسعة صدر ..
عذا تضحك ::/ ههههه بعدي والله بنت خالي تحسن السمعة .. المهم يعني كلكم بتجون ؟؟
ندى بتشكيك::/ مرت عمي ماأظنها تجي يعني لأن مو كل مكان أو مزرعة تروح لها؟؟
عذا بغضب ::/ وش قصدها يعني مزرعتنا مش قد المقام ؟؟
ندى ::/ ياحليلك هي عندها وسواس نظافة مخيف وبعدين لاتعصبين علي ..!.! مزرعتكم مش قد المقام عندها هي ..!! بس أنا تسوى الدنيا ومافيها ..
عذا بابتسامة ::/ ياحبي لك والله .. يعني الحين من راح يجي؟؟
ندى ::/الله واكبر عليك من كثرنا بس أنا وسحر ..
عذا ::/ يعني مو كلكم بتجون ؟؟
ندى وابتسمت ::/ وش عندك انت ..!! لا حبيبتي مو كلنا انا وسحربس ويمكن يجيبنا مصعب والا مشاري لأن زياد ماراح يقدر يجي يقول انه لازم يتدرب بالشركة ويستغل الخميس والجمعة ..
عذا باندفاااع ::/ يوووووووووووه مو على كيفه ؟؟ هالخميس خليه يطلع معنا والخميس الجاي يتدرب على كيفه (( وبنبرة توسل )) تكفين ندى ؟؟
ندى ::/ عذا على بالك ما أقنعته .. أقولك حاولت معه بشتى الطرق ولا رضى يقول مالي حاجة في المزرعة والطلعة يعني انتم وهو متعود يشوفكم دائما ومافيه ناس من زمان ماشافهم والا أغراب علشان يسلم عليهم ويقول الشركة أهم لحياتي ومستقبلي من هالطلعة ..
عذا وودها تصيح من كلام زياد::/ يعني مزرعتنا والطلعة معنا مو مهمة بالنسبة له ولازم يكون فيه وجوه جديده..؟؟
ندى ترقع وتبتسم ::/ لالا مو قصده .. بس هو قال أنه مو مهتم للطلعة كثير لأنه ما أبطى رايح للمزرعة بالإضافة إلى أن عنده شغل مكلفه عمي به لازم يسويه وانت عاد تعرفين هو في فترة لازم يثبت وجوده ...
عذا والعبرة خنقتها ::/ بس جو المزرعة غير يعني بيغير مكان ويستانس ومنها نشوفه ..!!
ندى ::/ عاد ماتدرين يمكن يغير رأيه ويجي .! وبما أني ماقدرت أقنعه أبقول لسحر بنت عمي تتدلع عليه وتقوله يجيبنا عاد هو ما أظن بيرفض لها طلب ..!!
عذا وخلاص ودها تصيح::/ الله يعين .. يالله عاد ندوووش ماأطول عليك أبنزل أشوف أمي وش عندها ..
ندى وهي تضحك ::/هههههههههههه زين يالله مع السلامة وسلمي على عمتي وسارونة ..
عذا::/ إن شاء الله يوصل باي ..
سكرت عذا وهي منقهرة من تصرفات زياد .. (( السخيف .. النونو ،، والله ماتسوى علي يزعل .. هذا وهو ماصار لي شي هذي سواته أجل لو صدق صابت شكوكه وش كان بيسوي ..؟؟ بس أنه سخيف حده يعني بيستمر على زعله ؟؟لا وقال إيش ؟؟ مايرفض لها طلب .. سخيف سخيف سخيف .. لكن يشوف واللي بيعبره والا يعطيه وجه .. أنا دواه )) تنهدت عذا من كلام ندى اللي سمعته لما قالت لها أن زياد لازال عاتب عليها ومقهور من اللي سوته واللي صار لها ،،،،واللي زاد الطين بله كلمتها الأخيرة أن سحر بتتدلع عليه ...!! ومسحت دمعة قهرها ونزلت من على سريرها طالعة من غرفتها نازلة تحت ..
توجهت للصالة على طول بس سمعت فيها أصوات غريبة ولما حاولت تتعرف على الصوت .. اكتشفت أن زياد عندهم بالبيت وجالس مع اهلها بالصالة .. علشان كذا لوت بوزها وراحت للمطبخ (( هه لا وجاي عندنا بعد وأنا آخر من يعلم ..!! قهر )).. تقابلت مع لمياء هناك وهي تصلح القهوة والشاهي لضيفهم .. عذا وهي تآخذ الكاس وتصب لها مويه ::/ وش تسوين ؟؟
لمياءوهي واقفة قدام الفرن::/ أصلح شاهي لعريس الغفلة ..
عذا وهي تكب عليها الباقي من المويه ::/ غثيثة ..
لمياء تضحك ::/هههههههههههههههههههه يعني عارفة أنه موجود وتسوين نفسك غبية .. أقول تعالي سوي له قهوة وشاهي فاضية لكم انا شغالتكم ؟؟
عذا وهي تقعد على الطاولة وتآكل من صحن التمر ::/ مو لازم تسوين له شي .. هو ماجاء يتقهوى ترى عندهم ببيتهم خير ورزق ..
لمياء وترفع حواجبها بوجه عذا ::/ صدق عاد .. على بالي جاي من الربع الخالي ..
عذا تضحك ::/ها ها هاهاهاها .. أنتي قد أحد اعترف لك أنك ثقيلة دم ؟؟
لمياء وهي تحرك السكر ::/ اللي بيعترف لك انك بيبي بيعترف لي أني ثقيلة دم..!!وادي احنا بنستنا ..
سكتوا شوي عن الكلام ورجعت عذا تقول ::/ ندى وسحر بس بيجون بكرة مرت عمهم ماراح تجي ..
لمياء ::/ كنت متوقعة ..!!!
عذا ::/ حتى زياد ماراح يجي ..
لمياء بنص عين ::/ وانت وش تبين فيه يجي و الا مايجي ؟؟؟
تجاهلت عذا كلام لمياء وكملت ::/ يقول عنده شغل .. وهو ما أبطى شايف المزرعة ..
ابتسمت لمياء ::/ حجتهم المعروفة .. عندنا شغل ..!! وانت من قال لك ؟؟
عذا وخنقتها العبرة لما تذكرت كلام ندى::/ ندى تقوله ..!!
لمياء وهي تشوف أختها متأثرة من زياد ::/ اسألي أبوي إذا كان زياد بيجي والا لا ؟؟ أكيد انهم تكلموا في الموضوع ؟؟
عذا وهي تقوم وعيونها ودها تدمع ::/ مو لازم يجي ..
طلعت عذا بسرعة من عند أختها ومشت بسرعة بتطلع فوق علشان تآخذ راحتها في التفكير والصياح ...
هذي هي عذا وهذي هي مشكلتها .. حساسة ومن أي شي ممكن تنجرح وتتأثر،، ماتتحمل أي تصرف مو حلو من الناس اللي تحبهم وعلى طول دمعتها تدل طريقها على خدها ،،، يعني يكفي أنها تعرضت لحادث بروحها وهو عاتبها وضيق خلقها وفي الأخير وضح لها رضاه وبالنهاية يصير ما رضى ولاهم يحزنون واللي سواه كله مجرد تمثلية علشان تسكت.. بشكل عام الواحد لما يشوف دموع عذا على طول يتنهد لأنها بسرعة تصيح وماتقدر تناقش والا تتكلم إذا وصلت هالمرحلة وهي الله يهديها ماتآخذ وقت وتوصل لها ،،،حتى لو أبوها وهويناقشها في أي موضوع ويرفع صوته عليها شوي تلقون عيونها على طول تمتلي دموع وتبدأ تخنقها العبرة ... ماأدري هل هذي حساسية والا دلع والا كل الثنين مجتمعين ...؟؟
-------------------------------------------------------------------------------

الإربعاء بعد الظهر الكل مدهر ومحتاس اللي يرتب الأغراض بالشناط واللي يشحنهم بالسيارة حتى مهند ولد لمياء مدّهر معهم ،، لمياء كانت نايمة عند اهلها من يوم الثلاثاء لأنها كانت بتروح معهم وفهد بيلحقهم بالليل بعد مايخلص دوامه ..
أسامة وسوراج ركبوا الونيت اللي محملين فيه أغراضهم .. أما البنات ركبوا مع أبوهم وامهم في الاند كروزر حقتهم .. ومشوا متوجهين للمكان المطلوب .. كانوا مستانسين في السيارة حدهم ،، ومهند ولد لمياء مسوي لهم جو ..و أول ماقربوا للمنطقة اللي فيها مزرعتهم استانسوا اكثر ..
سارة بلهفة وتصرخ ::/ يبه يبه تكفى وقفنا هنا وبنزل أنا وعذا نتسابق من يوصل للمزرعة قبل ؟؟
عذا بحماس ::/ ايه يبه تكفى الله يخليك .. قول تم ..
أبو عبدالله يضحك ::/ ترى باقي كثير على مانوصل .. يعني بتتكسر رجولكم
سارة باندفاااع ::/ لا والله يبه شف مزعتنا هذي هي .. يالله عاد يبه لاتصير نحيس ..
ابو عبدالله يحاول يغطي ابتسامته::/ بنت .. عيب عليك تكلميني بهالطريقة ..
سارة بتملل::/ يبه عادي خلك ديمقراطي .. هاه وش قلت ؟؟
ابو عبدالله ::/ قول الله ابرك ..
عذا وتقرب رأسها من الفتحة الأمامية ::/ يبه تكفى طلبناك لا تردنا بسرعة الله يخليك قبل لا نوصل ؟
ام عبدالله اللي اشفقت عليهم ضحكت ::/ههههههههههه حرام عليك محمد ماتسوى عليهم نزلهم وماعليهم الا العافية ان شاء الله ..
ابو عبدالله وهو يناظر زوجته ::/ حكم القوي على الضعيف ..
وقف سيارته ::/يالله انزلوا وشوي شوي على اعماركم واحنا بنسبقكم وننتظركم هناك ..
لمياء وهي متسندة وكأنها منسدحة::/ سويرة القشرى انتبهي لعصاقيلك لا تطلع وتفضحينا و ترى مالنا حاجة بكرة نشوف صورتك دعايات على سباق الثيران .. خخخخ
الكل ضحك .. ماعادا سارة ::/ على الأقل أنا سباق ثيران غيري بيحطونه واحد من ضمن مسببات زلازل تسونامي ..
لمياء بخفة ::/ ها ها ها نكتتك مرة حلوة ..
سارة وهي تسكر الباب وراها ::/ أدري وماطلبت رأيك ..
نزلوا البنات ومشى أبوهم رايح للمزرعة بس قبل حرك الكفرات بقوة على التراب علشان يغبرعليهم وهذا اللي حصل والغبار كله جاء بوجه سارة اللي احمر وجهها من الغيظ وهي متاكدة أن لمو لها يد في السالفة ..
عذا تهدي الوضع ::/ ريلاكس سارونة احنا جايين ننبسط مو نتضارب ..
سارة وهي تنفظ الغبار عن عبايتها ووجهها ::/ أدري بس بتشوف والله لأوريها ..
عذا تضحك ::/ هههههههه الله حط كيدكم بينكم والا من أول انتم فريق وانا وعبدالله خارج الحسبة ..
سارة تضحك ::/ ههههههههههههههههههههههه صدقتي بس ليت عبدالله يرجع والله ماعاد اسوي به شي .. (( ونزلت راسها بحزن ))
عذا تغير الجو ::/ يالله تبغينا نبدأ من هنا والا نتقدم شوي ..
سارة بحماس ::/ لا وش اللي نتقدم ..!!؟ من هنا يالله .. بسم الله بدينا ..
رفعت عذا عبايتها وربطتها على خصرها وكانت لابسة برمودا جينز أسود وصندل أسود رياضي وشالت نقابها وربطته على رقبتها وخلت الطرحة عليها .. أما سارة فلفت العباية على خصرها وربطت الطرحة معها ووقفوا استعداد للسباق ..
....// واااااااااااااحد اثنييييييييييييييييييين ثلااااااااااااااااااااااااااااااثة
وانطلقوا الثنتين متوجهات للمزرعة .. سارة بحكم انها اطول وعصاقيلها على قولة لمياء أطول من عذا وخطواتها متباعدة قدرت تتجاوز عذا من البداية بس عذا مارضت لنفسها بالخسارة وبدت تشد على عمرها وبدأو يتحمسون أكثر وكل وحدة تسرع من خطواتها علشان تسبق بس كانت الأفضلية لسارة .. أما عذا فكانت تضغط على نفسها بقوة علشان تسبق وحست ان نفسها بيوقف من كثر الركض والغبار بس قاومت كل تعبها رغبة في الفوز..
أما سارة فما كانت تشوف شي قدامها الا بوابة المزرعة اللي لازم توصلها ..
طبعا كانت الغلبة لسارة اللي قدرت تهزم عذا في آخر لحظة وعذا كانت قريبة منها ووراها على طول يعني ماكان بينهم الا بضع خطوات بس للأسف سارة سبقت ..!! وأول مادخلوا مع البوابة راحت سارة وجلست على الكرسي الموجود عند الباب بتعب ،، أما عذا فتسندت على السيارة الواقفة قدام البوابة وهي تلهث ووجهها احمر من الحر ..
سارة وهي ترفع يديها وتمد رجولها :/ الفااااااااااااااااااااااااااااااااااائزة ساااااااااااااارة محمـــــــــــــــــــــــــــــــــد .. صفقة قووووووووووووووية ..
عذا تقهرها وتسوي إشارة على تحت ::/ أوووووووووووووووووووووووو
سارة تناظرها ::/ ياحلوهم المنقهرين ..
جلست عذا على شنطة السيارة ومو منتبهة هي حقت مين ::/ اسكتي والله لو رجلي ماتعورني كان سبقتك ..
سارة تضحك ::/هههههههههههههههههه العبي علي وخذيها حجة أصلا رجلك طابت الحين لك أسبوع وانت أوكيه ..
عذا :/ مهما يكن كان المفروض أنا أفوز بس أنت السبب ..
سارة وتشيل نعالها من رجولها ::/ أيه ايه المفروض بس لاتصيحين علينا ..
نقزت عذا من السيارة ورفعت صبعها لوجه سارة::/ سوييييييييييرة لا تقعـ ـ ـ ـ
قطع عليها كلامها لما طلع من سيارته وهو لابس ثوب وعليه نظارته الشمسية المغطية عيونه وشعره المرتب على ورى وقفله اللي مرتبه بشكل خيالي وسماره البرونزي طالع ناقع تحت الشمس وكان في إيده سلة الظاهر كان راجع ياخذها من السيارة.. فضل أنه يطلع لأنهم طولوا واقفين وشكلهم ماراح يروحون وإذا على سارة فهي مابعد تغطت عنه بشكل جدي بس المشكلة عذا اللي بدت تتغطى وخاف يحرجها .. وعموماً كذا وإلا كذا هو شافها وشبع منها وفز قلبه من يوم شافها داخلة وهي طايره تركض وعلى طول جت عند سيارته شاف شكلها اللي ماتغير من سنة ..!!
عذا هي نفسها عذا بشكلها الطفولي وبرائتها الحلوة وحضورها اللي يربكه ويخليه ينسى نفسه ووجهها المحمر من الشمس كل شي كوم وغمازتها اللي تطلع لما تبتسم كوم ثاني تذوبه وتخلي قلبه يغوص بين ضلوعه من حبه لها.....



------------------------------------------------------------

dali2000 13-03-10 02:24 PM

زياد ويبتسم بخفيف وهو ينزل::/ لا أصلا هي الفايزة مو انت لأني متأكد أنك مسويه لها شي خلاها تتعرقل و ما تلحقك ..
عذا منصدمة و ما عرفت وش تسوي والا وش تقول والا حتى وشلون تتغطى ماتدري مصدومة من الفرحة والا لأنه شافها في هالموقف وهي شبه لابسة حجابها أو لأنه جاء وهي ماتوقعته قالت بصوت واطي هامس وهي لا زالت على رفعة أصبعها ::/ أنت جــــــــــــااااااااااي؟؟
زياد وهو يطالعها بكل شوق وحنين باين على صوته لأن النظارة مخفيه عيونه ::/ ومن قايل لك اني ماراح أجي ؟؟
سارة وهي تقرب لأختها اللي تهورت وترمي الطرحة على وجهها علشان تتغطى ::/ وانت وش دخلك ؟؟ يالله ماعندنا عيال يشوفون بنات ..
زياد يضحك ويقفل السيارة بالريموت::/ههههههههههههههه لايكون عاده نفسك ولد وانا ماادري..
سارة تضحك ::/ هههههههههههاااااااي لا وانت الصادق بنت بس مستولده حاليا إلى أجل غير مسمى ..
غطت عذا وجهها وضبطت نفسها وربكتها و راحت تاركتهم وهي تحس قلبها بيطير من الوناسة لأنه جاء وشافته .. بس تنكدت لما ذكرت كلام ندى (( يعني وش اللي ممكن يكون غير رأيه عقب أمس وخلاه يجي معقولة أبوي حلف عليه ؟؟ والااااااااا أكيد سحر قالت له ؟؟ يعني تدلعت عليه وتغنجت ؟؟ معقووولة ...!!)) تشجنت أعصابها بسبب الفكرة بس مشت ودخلت البيت وهي تفصخ عبايتها ووراها سارة اللي تناظرها بنص عين وملاحظة حمرة خدودها وارتباكها .. شافتها عذا بعيون مهددة عشان ماتقول لأحد باللي صار ..
فسخوا البنات عباياتهم ودخلوا للصالة شافوا أمهم وندى وسحر جالسين وشكلهم توهم واصلين دخلت عذا قبل سارة وحطت عينها بعين ندى وكانها تقول يالكذاااابة ضحكت ندى لأنها فهمتها وعرفت انها درت أن زياد جاي وسلموا على بعض
ندى ::/ يمه يخوف شكلك ؟؟
عذا وهي تضغط على يد ندى ::/ لأنك كذابة وقلتي مو جاي بس أكيد أنها هي قالت له صح ؟؟
ندى وما قدرت تتحمل وضحكت ::// هههههههههههههههههه بعلمك كل شي بس اول أنت قولي لي صح صحتي امس لما سكرتي مني ؟؟
عذا وهي تتلعثم وماودها تقول ::/ لا من قال ؟؟
ندى :/ ههههههههه أرجوك لاتكذبين علي ،،، وبعدين انا أقول ..
عذا بغضب بس بصوت واطي::/ أكيد بصيح ؟؟ يعني تتوقعين شي سهل اللي قلتيه لي ؟؟
ندى ::/ طيب آسفة ..! وترى كل اللي قلته كذبة .. ويكون في علمك ترى زياد هو اللي معلمني عن الروحة قبل لاتقولين لي أنت ..!! يعني كان متحمس أكثر منا كلنا ... ههههههه
عذا ضربتها على بطنها بكس ::/ صدق من قال انك خبيثة ..
تركتها وراها تضحك و راحت تسلم على سحر اللي ابتسمت في وجهها..
سحر تبتسم ::/ أهلين عذا كيفك ؟؟
عذا تبتسم ::/تمام .. وانتي علومك ؟؟
سحر::/ الحمدلله .... ياحليلك عذا ماتغيرتي ..
عذا تلوي بوزها ::/ حتى انتي ؟؟
ندى تضحك ::/ههههههههههههههههههه سحــــــــــــــر حطمتيها ..
سحر مستحية حست انها احرجت عذا ::/ لا والله موقصدي شي .. بس أنا أتذكر شكلك يوم كنتي بالمتوسط هو نفسه ماتغير بس شعرك طال عن قبل ...
عذا وهي تجلس بينهم ::/كذا وحده قالت لي .. مو بس أنت يعني لاتنحرجين عادي ..
اجتمعوا البنات كلهم وجو بيت عمهم وصارت الهيصة والزنبليطة واستغلوا كل ساعة يقضونها علشان ينبسطون ويملون عيونهم من المزرعة ..
بالليل وقت العشاء كانت ام عبدالله و ام تركي يجهزون الأكل بالمطبخ والبنات يقلطونه بالغرفة .. دخلوا الرجال يتعشون وراحوا الحريم علشان يتعشون هم بعد .. بس أم عبدالله استفقدت عذا وماشافتها مع البنات على السفرة ..
على هالأساس تركت لقمتها وراحت تدور بنتها وين اختفت ؟؟ لقتها في وحدة من غرف الدور الثاني منسدحة على السرير ومتلوية عليه وضامة المفرش وشكلها معفوس ..
ام عبدالله باستغراب ::/ عذا نايمة ؟؟
عذا وصوتها كأنها تصيح ::/ لا يمه صاحية ..
تركت ام عبدالله مقبض الباب وتقدمت للسرير بقلق::/وش فيك ؟؟ وراك مسوية هالحرب كلها ..؟؟
عذا وهي تشهق وتصيح ::/ بطني يعورني ؟؟
جلست ام عبدالله على طرف السرير ::/ ماكلة شي غريب ؟؟ والا وش فيك ؟؟
عذا وهي تشد ضغطتها على بطنها وتقرب رجولها لصدرها ::/ لا بس زي كل مرة ؟؟
ام عبدالله تنهدت ::/ هذا وقته .. طيب كلتي بنادول أو أي مسكن ؟؟
عذا ::/ أيه كلت بس انتظر مفعوله ..
ام عبدالله ::/يعني ماتبغين عشاء ؟؟
عذا ::/ لا ماأبغى شي بس أبغى أنام ..
ام عبدالله ::/زين .. إذا بغيتي شي ناديني والا نادي وحده من اخواتك..
وقامت ام عبدالله من عندها وطفت الأنوار وطلعت وخلتها تحارب الألم لحالها .. نزلت تحت وشافت البنات يتعشون واول ماشافوها سألوها عن عذا وقالت لهم أنها تعبانة وبتنام وماتبغى عشى ..
تعشى الجميع هذيك الليلة ومن دقت الساعة 12 الكل كان نايم لأنهم كانوا اليوم مداومين ومو ماخذين قيلولتهم فـ هدّهم التعب وارتاحوا من اسدل الليل ستاره ...
------------------------------------------------------------------------------
الساعة 5 صباحا
صحت عذا وفتحت عيونها بكسل كانت تحلم حلم مزعج وكأن شي منغص عليها ويوم قامت عرفت أن احلامها المزعجة بسبب بطنها اللي رجع يمغصها مرة ثانية .. تجاهلته وقررت تقوم وتغسل وتطلع لأن أكيد جدتها بتقوم بدري فـ بتفطر معها وتآكل لها بنادول مرة ثانية لأنها مو فاظية يروح عليها يومها وهي تتألم ..
فعلا قامت وراحت للحمام تغسلت ولبست شيال جينز كحلي وتحته تي شيرت احمر من دون أكمام وفوق الشيال قميص أبيض نص كم وخلت شعرها منثور على أكتافها وطلعت لصالة تشوف من اللي قام ..
أول ما طلعت تفاجئت بالهدوء السائد بس سمعت صوت المويه بحمام الصالة وكأن أحد قايم .. جلست بالصالة اللي فوق بتشوف من اللي صاحي .. ولما انفتح الباب شافت جدتها طالعه وهي متغسلة وخالصه .. ابتسمت عذا وقامت لها ..
حبتها على راسها ::/ صبحها بالخير أم الشباب ..
ام عبدالرحمن تضربها على كتفها ::/ اسمي ام عبدالرحمن مو الشباب ؟؟
عذا تلعب معها ::/ يمـه يعني تحبين عمي أكثر من أبوي ؟؟ أنا قلت أنك أم الشباب يعني أبوي وعمي ؟؟
ام عبدالرحمن تبتسم ::/ ايه مادام هذا قصدك معليش..مسامحتك ..
عذا وتحضن جدتها مع كتوفها ::/ بتنزلين علشان نفطر ..
ام عبدالرحمن ::/ ان شاء الله دقايق اغير ملابسي وأنزل لك ..
عذا وجتها نوبة مغص وعقدت حواجبها :/ خلاص بنتظرك تحت ..
تركت جدتها ونزلت للصالة التحتية بس اول ما وصلتها شافت سحر جالسة على الكنب وماسكة معها الريموت وتطالع التلفزيون ..
سحر كان شكلها مو شكل وحده جايه لمزرعه وغبار يعني لبسها وكشختها وجلستها الأميرية كأنها رايحة لحفلة غداء .. بس كل شي كان على نعومه لأنها ماتحب البهرجة كثير ....!!
سحر وهي تلتفت لها وتبتسم ::/ صباح الخير ..
عذا وهي تقرب للكنب علشان تجلس::/ صباح النور ..!! أشوفك صاحيه ؟؟
سحر::/ ايه ما طاع يجيني النوم يمكن متغير علي المكان .. إلا أنت وش أخبارك الحين ..
ضغطت عذا على بطنها اللي رجع لحالته ::/ الحمدلله من شوي كنت اوكيه بس الحين رجع ،، عاد ابفطر وآكل بنادول مرة ثانية...
طالعتها سحر برحمه وحاسه بمعاناتها ::/ اسمعي والله فيه خلطة طبيعية أحسن من المسكنات اللي بتأذيك .. امي تسويها لي كل مرة وما تخلي الخدم يسوونها لأنهم ما يضبطونها ،، وانا بصراحه مااشوف العافية الا اذا شربتها ..
عذا بلهفة ::/ انقذيني بها تكفين تعرفين مقاديرها و وشلون تتصلح ؟؟
سحر بابتسامة حلوة ::/ ولا يهمك ابروح المطبخ واشوف ان كانت مقاديرها فيه سويتها لك .. بس عاد ترى أنا مو زي امي ؟؟
عذا تبتسم ::/ لا ماعليك زود .. بس اصبري بروح معك علشان اعلمك اماكن الأشياء ..
قاموا الثنتين رايحات المطبخ وسحر كانت تسولف على عذا بكل شي وتخربط عليها وعذا ماكانت معها لأنها تتألم بصمت وماودها تفشل سحر ...
دخلوا المطبخ و تساعدوا على تطليع الأغراض ..
سحر وهي تصب المويه بالإبريق ::/ خلاص عذا روحي ارتاحي بالصالة وإذا خلص اجيبه لك ..
حست عذا بلإفراج وودها تنسدح ::/ أوكي انتظرك ...
طلعت عذا وهي تحارب دمعتها ورمت نفسها على طول على الكنب وحطت على بطنها خدديه صغيرة .. شافت لميس بنت عمها تطلع من الغرفة لأنها هي وسارة ناموا بغرفة النوم اللي تحت .. كانت طايرة كشتها ومعها فوطتها وبالحسرة فاتحه عيونها ..
عذا ماقدرت تقاوم وضحكـــــــــــــــــــــــــت ..::/هههههههههههههههههه لميس شكلك يصلح فتاة الغلاف على هالكشة..
لميس وهي توها تنتبه لعذا وترتب شعرها :/ الله ياخذك خوفتيني .. أشوى أنها فيك مو في غيرك..
عذا عاقده حواجبها ::/ من تقصدين ؟؟
لميس بحيرة ::/ اقصد بنت عمكم مادري خالكم مادري وش تصير ؟؟
عذا::/ ندى ؟؟
لميس::/ لالا اللي معها .. والله كشخه وانتيكه الواحد يتفشل منها ..
عذا تبتسم ::/أهاااااااا قصدك سحر ..
لميس::/ايوه اللي هي بس والله تفشلت منها أمس ..!! وعاد انت تعرفيني في المزرعة عساني البس شي نظيف ..
عذا تضحك ::/ ههههههههههه عساك جايبه معك شي زين ..
لميس تضحك أكثر وتتوجه للحمام ::/ هههههههههههههههههه لا سلفتني أمس سارة ..!! الظاهر انها حست اني بفشلكم ..
دخلت لميس الحمام وكانت الجده تدخل الصالة .. شافتها عذا بحب وانتبهت لها جدتها انها منسدحه وتذكرت انها امس تعبانه ..
ام عبدالرحمن وهي تجلس ::/ وش فيك يمه عسى ماشر ..؟؟
عذا بدلع ::/ ولا شي بس بطني يعورني شوي ؟؟
ام عبدالرحمن ::/ ما خف عنك عقب البارح ؟؟
عذا ::/ الا والله ونمت مرتاحة بس رجع مره ثانية ..
ام عبدالرحمن ::/ طيب كلتي شي مسكن والا فطور ؟؟
عذا تبتسم ::/ لالا سحر تسوي لي خلطه تقول عنها زينه وابنفطر سوى انا وانت وهي ولميس توها قايمة ..
ابتسمت ام عبدالرحمن لبنت ولدها::/ ماشاء الله عليها سحر مزيونه وسنعه بعد ..
عذا اللي غارت ::/ يعني انا ماعجبتك ؟؟
ضحكت ام عبدالرحمن وهي تعدل شيلتها ::/ انا شهادتي فيك مجروحة .. لأنك تعرفين غلاتك..!!
ضحكت عذا وسكتت ام عبدالرحمن يوم شافت سحر متوجهه لهم وهي شايلة الكاس معها وتبتسم بحلاوة ...
سحر كان جمالها حاد شوي بيضاء وخشمها طويل وعيونها وساع وحادة لكن هذا مايمنع وجود النعومة والرقة.. أما عذا فكانت تغلب على ملامحها البراءة والملح الطفولي يعني غمازاتها وفمها الصغير وبشرتها الناعمة وعيونها اللي ترمش بها يوم تجي تسولف .. وحركاتها على بعض تحليها وتخليها أحلى بكثير من سحر اللي شكلها رزة وجمالها فرعوني ... كانوا شبه متساويات في الطول بس سحر أطول شوي وهذا يوضح لما يوقفون قريب من بعض..
خذت عذا الكأس من سحر وهي تبتسم لها وشربته كله وهي مسكره خشمها لأنها ماتطيق ريحة الكمون .. وسلمت سحر على الجدة وحبت راسها وجلسوامع بعض ينتظرون الفطور يجهز علشان يجتمعون عليه ...
------------------------------------------------------------------------------
بعد العصر
الساعة حول خمس كانوا الحريم فارشين لهم عند الزرع ومطلعين شاهيهم وقهوتهم وقاعدين يتقهوون في الهواء الطلق .. البنات كانوا مسوين حلقة ويسولفون بكل شي ممكن يخطر على بالكم .. أما سارة فما كان عندها شغله الا قطوتها السوداء اللي منومتها جنبها وكل شوي تمسح عليها .. وعذا كان تركيزها عليها مع انها أوكي مع الحيوانات وتحبهم بس مشكلتها تكره شي أسمه قطاوه والا كلاب و يشكلون فلم مرعب بالنسبة لها ..
فكت ساره شعرها اللي انحاس وراحت لأمها علشان تسويلها الجديلة بشكل مرتب ..
بس انتبهت لها سحر وعلى طول نادتها ..
سحر ::/ سارونه تعالي أنا بسوي لك شعرك ..
سارة وهي تمشي راجعه لسحر ::/ أكيد تعرفين مو تخربطين علي ؟؟
سحر وهي تأشر لها علشان تجلس قدامها ::/ ابداً اضمن لك شغلي ..
جلست سارة قدام سحر وعطتها ظهرها ..وبدت سحر تلمس شعر سارة ضاق صدرها عليه لأنه حلو ولونه حلو وناااعم بالحيل ومع ذلك سارة دائما مسويته جديله وماتهتم فيه ..
سحر ::/ سارة معليش اسوي بشعرك تسريحة ثانية ..؟
عقدت سارة حواجبها ولمت شعرها::/ لا تكفيين لا تحوسينه انا بسويه جديله علشان أفتك منه وما يقعد كل شوي يبهذلني ..!!
سحر بتوسل ::/ والله بيطلع شكلك حلو ..!! صدقيني شكلك بالجديلة كأنك عجوز أم 100 سنة ..
سارة وهي تتنهد وتفك شعرها ::/ يالله أمري لله ..
وبدت تشتغل سحر فيه بس قاطعتها سارة ::/ بس هاه شوي شوي وخليه ملموم كله مالي خلق ترى كل شوي أرفعه ..
ضحكت سحر ::/ ههههههههههههههههههههه طيب بسم الله منك ..
عذا ::/ ههههههههههههههههههههه والله اني مستغربة انها راضية عليك تسوين لها تسريحة بس عارفتها سارة مستحيل ماتعلق والا تمن على الواحد ..
سارة بنص عين ::/ انا ما امن على أحد .. بس اعطيها تعليماتي علشان ما تتعب عليه وعقب أفكه ..
قامت سحر بسرعة وطلبت من سارة ماتتحرك من مكانها بتروح تجيب أغراض وترجع لها .. ركضت سحر للبيت علشان تجيب صندوق ربطاتها اللي جايبته معها .. طلعت الدرجة بسرعة وتوجهت على طول للغرفة قامت تفتش في اغراضها بحركات سريعة علشان تلحق على سارة قبل لاتغير رأيها .. خذت صندوقها العودي المذهب وطلعت من الغرفة نازلة تحت .. ولما وصلت نهاية الدرج وقفت فجأة وشهقت لما سمعت أصوات شباب جاية من المطبخ الداخلي .. لفت وما عرفت وش تسوي والا وين تروح فركضت بسرعة وتوزت تحت الدرج مع أنه ماكان فيه مكان وممكن لو واحد بس التفت يشوفها وينتبه لها ،،، لكن هي ضغطت نفسها على الجدار وصلبت طولها علشان ماحد ينتبه وطلت براسها شوي تشوف من اللي جاي .. شافت واحد نحيف وطويل ولابس بنطلون أسود وتي شيرت رصاصي ومعاه شي بيده ياكله ومتوجه للمجلس الخارجي .. اول ماطلع هالشاب حسبتهم خلصوا وحطت رجلها بتطلع من مخبأها بس تفاجأت لما شافت اثنين ثانيين يطلعون من المطبخ وهم يضحكون وياكلون ،،، رجعت رجلها بهدوء علشان مايحسون بها وفز قلبها لما عرفت واحد منهم .. بغى الصندوق يطيح من يدها بسبة الرجفة لكن سيطرت على نفسها في اللحظة الأخيرة وركزت عليهم تبغى تسمع وش يقولون .. سمعت زياد يضحك للي معه ويقول ::// أحبها وبس ياعزيز إلا...قالوا تحبها قلت ماهو بالحيل *** بس هي أغلى شوي من نور عيني ..
وطلعوا لاحقين الشاب الأول للمجلس ... حطت سحر يدها على قلبها وتنهدت براحة لأنهم ما شافوها بس رجع قلبها وفز لما تذكرت كلام زياد ؟؟ (( من ياترى اللي يحبها ويعشقها ؟؟ ))
مشت سحر وراحت للبنات برا علشان تشوف شغلها وكلهم عصبوا عليها لأنها تأخرت .. رجعت سحر لمكانها وبدت تحوس في شعر سارة لما ضبط .. وطلع شكلها جنااااااااااااان تغيرت 180 درجة .. ورجعت كأنها بنت بالإبتدائي .. طبعا سحر بعد مشادات من سارة ومضاربات لأنها تبغى جديلة اضطرت تفرق لها من النص وتحط لها جديلتين بشكل حلو وكانت قصتها منتثرة على الجنبين وبعض شعرها طايح لأنه مدرج وماقدرت سحر تلمه مع الجديلة.. لكن شعرها الناعم والأسود على بياضها وخدودها الحمراء ولبسها المتواضع واللي كان برمودا جينز سماوي وقميص أبيض بأكمام معكوفة خلى التسريحة تطلع بشكل ثاني وحلو بقوة ..
انبهرت سارة لما شافت شكلها وعجبها وجهها بالحيل وقعدت كل شوي تطالع المراية مو متعودة تشوف نفسها بهالصورة ..
بعد ماخلصوا البنات متقهوين اقترحت عليهم لمياء يقومون يتمشون ويفرجون سحر على مزرعتهم الكبيرة .. وتحمست سارة معها علشان تشوف سحر حيواناتها او عيالها على قولتها ..
البنات قاموا ولمياء تقوم سحر ::/ يالله سحورة ماراح تجين ؟؟
سحر اللي انتبهت من سرحانها ::/ هاه .. الا يالله انا معكم ..
وقاموا كلهم خذوا معهم طرحهم وراحو يتمشون وسبقتهم سارة لعيالها علشان ترتبهم وتوريهم سحر وتعرفهم عليها ..
كان فيه نسمة هواء قوية شوي هذاك اليوم .. وكانت سحر متضايقة منها لأن تنورتها وسيعة مرة والهواء يطيرها مما يضطرها انها تمسكها بيدها ..
عذا وهي تبتسم ويبين تقويمها الملون ::/ شكلك مو مرتاحة على هاللبس ؟؟؟
سحر وهي تبتسم برحابة صدر :::/ شكلي كذا بس بعدنا عن البيت وإلا كنت رجعت وغيرت ..
عذا وهي تمسك يدها ::/ يالله خلينا نرجع غيري لبسك وعقب نرجع لهم ؟؟
سحر ::/ لا مو لازم يعني عادي ..!!
عذا بحزم ::/ إلا يالله خلينا نرجع والله بتتضايقين وماراح تعرفين تتصرفين بحرية ؟؟
سحر تتنهد ::/ ياحبي لك والله يالله مشينا ..
راحت سحر وعذا بس وقفتهم ندى وهي تصارخ ::/ على وين النية ان شاء الله ؟؟
عذا وتبعد شعرها عن وجهها ::/ بنروح تغير سحر وبنرجع ماراح نطول بس انتم لا تبعدون ..
لمياء ترفع صوتها :/ بتلاقونا عند الحيوانات زين ؟؟
عذا تأشر لهم بيدها باي ::/ خلاص زين ..
راحوا الثنتين متوجهين للبيت وعذا قاعده تشوت الحصى اللي تحت رجولها .. قطعت عليها سحر::/ عذا انت ثاني ثانوي صح ؟؟
عذا وهي تلتفت مبتسمة ::/ ايه .. علمي بعد ..
سحر ::/ حلو يعني زيي .. معناتها بعطيك كتبي وأوراقي تستفيدين منها ..
عذا ::/ الله يعطيك العافية .. خلاص وتريحيني من الهم اللي عايشته ..
ضحكت سحر وهي تمسك تنورتها ::/ هالتنورة ناوية على فضيحتي اليوم
ضحكت عذا على تعليق سحر ::/ ههههههه ماتدرين يمكن تكون سبب في نصيبك يعني يمكن يمر أحد الحين وينفتن فيك...
سحر::/ ههههههههههههههههه مسوية فلم مصري .. بس يابنت الحلال ليته يمر ويعجب في سيقاني كان والله كل يوم أطلعها له بس هو خل تعجبه ..
ضحكت عذا بس ماتدري ليه رجع لها كلام ندى اللي أمس عن سحر ودلعها ...
نزلت راسها وهي تشتت تفكيرها عن النقطة الأساسية .. لكن نبهتها سحر لما سحبت الكاب من يدها ولبستها إياه ..
سحر وهي تبتسم ::/ كذا شكلك أحلى ..
عذا وهي تعدله وتوقف وقفة كاوبوي ويدها على طرف الكاب ورافعة حاجب::/ أنا دائما حلوة ..!!
سحر وهي تناظرها وبتمعن ::/ تدرين يبغى لك صورة على هالحركة .. بتطلعين تحفة .. ((وهي تلف على وراء )) اممممم ووراك هذاك الشجر بتصير الصورة مغرية .. وش رأيك ؟؟
عذا وهي تتعدل بوقفتها وتضحك ::/ لا تكفين أنا شكلي بالصور يطلع خاايس ..
سحر متحمسة ::/ وش دعوى انا تصويري يطلع القرد غزال وشلون و انت زي القمر ؟؟ بتصير احلى صورة صورتها .. هاه وش رأيك ؟؟(( وناظرتها بتوسل ))
عذا وهي تناظرها بشك ::/ طيب صوررة وحدة بس ؟؟ زين
سحر تهز رأسها برضى ::/زين ..
مشوا الثنتين داخلين للبيت .. وعلى طول طلعوا للدور الثاني علشان تبدل سحر .. جلست عذا بالصالة تنتظرها تطلع من غرفتها .. ويوم طلعت تفاجأت عذا من لبسها وكأنها مو بمزرعة .. كانت لابسة بنطلون أسود حرير وبلوزة حرير أبيض بطبعات ورود أسود وحولها شك خفيف .. ولابسة صندل واطي فضي ومنزلة شعرها على كتوفها وحاطة مشبك كريستال على قصتها .. وإكسسواراتها كلها أسود يعني من دقايق كان كل شي أورنج والحين أسود .. وماسكة الكاميرا بيدها ..
سحر وهي منحرجة من نظرات عذا وتناظر لبسها ::/ قلت الحين بيدخل الليل عاد نحتاج نلبس ليلي ..
عذا وهي عاجبها شكل سحر ::/ همممممممم . ايه صح مابقى الاساعة على المغرب .. يالله علشان نلحقهم قبل لاتظلم الدنيا ..
سحر تبتسم ::/ يالله ..
راحو بينزلون مع الدرج وعذا كل شوي معطيه سحر نظرة .. وسحر تحس بالإعجاب لأنها قدرت تلفت أنتباهها بأناقتها عاد انتم تعرفون البنات ومجاكرتهم باللبس والأناقة ..
نزلوا بخطوات سريعة ولما وصلوا الباب وقفت عذا فجأة وقالت بسرعة ::/ لالالا تعالي نطلع مع الباب الثاني أقرب لحظيرة الحيوانات اللي ينتظرونا البنات عندها ..
سحر باستفهام ::/ اخاف فيه واحد من العيال يقابلنا والا شي ..
عذا وهي تسحبها مع يدها ::/ اول شي بنلقي نظرة وبعدين نطلع ..
سحر وهي توقفها ::/ طيب والشجر والتصوير ؟؟
عذا وتضرب جبهتها ::/ أاوه نسيت
سحر تبتسم ::/ هاه وش تختارين ؟؟
عذا وهي ترجع على وراء ::/ خلاص يالله اول شي نروح نصور وبعدين نرجع لهم ..
سحر وهي تهز رأسها برضى وتجهز كاميرتها ::/ أوكيه مشينا ..
طلعوا رايحين لمنطقة الزراعة اللي كانت مليانة شجر تين ورمان والأرض كلها مزروعة بالفلفل الحار وكل مالذ وطاب .. عموما المنطقة كانت ريفية وخضرااااء بشكل يريح العين .. وكأنها صورة من حدائق بابل..
دخلوا البنات وتوغلوا في المنطقة شوي .. لحد ماوصلوا للساقي وكان صوته المنعش يتغلغل في الأعماق .. وقفت عذا وابتسمت ::/ صوريني هنا ..
وقفت سحر وراها تعاين الموقع ::/ مو احلى لو تقدمنا شوي ؟؟
عذا بإصرار ::/ لالا بليز سحر بنتصور هنا .. ماتدرين وش كثر تعبت انا وأبوي على هالمنطقة و في زراعتها وسقيها .. كنا كلما جينا هنا لازم نروح لها
نتطمن عليها والحين بنفتقدها ... (( وتأشر على شجرة ليمون وتضحك )) هذي مسميها على سارة لأن طعمها مر ومهمها حاول يسمدها والا يجيب لها مزارع مايفيد طعمها مايتغير هو هو .. مثل سارة اللي لحمها مر وياويل أحد يتنقرش فيها .. (( ابتسمت سحر وهي تشوف عذا وشلون متحمسة ))
(( وتأشر على شجرة تين وتبتسم ودمعتها متحجرة عند عينها)) وهذي سميتي .. امي نورة مسميتها علي تقول طعمها حلو وينسيك أوجاعك .. مثلي (( وترفع حواجبها بفخر بس عيونها مهزومة ودمعتها نزلت بس على طول مسحتها ))
قربت سحر وهي تتنهد بس مبتسمة وحطت يدها على كتف عذا ::/ الله بيعوضكم باللي أحسن منها .. (( وتضربها على كتفها )) يالله عاد لاتقلبين السالفة تراجيديا .. خلينا مستانسين ..
وقفت عذا بين شجرة التين وشجرة الليمون ووقفت وقفتها الأولانية وابتسمت بكل عذوبة وبراءة ..
سحر وهي تشوف شكل عذا من وراء عدستها وكانت عاجبتها بأنوثتها الطفولية .. أبتسمت وهي تشوف تقويمها الأحمر اللي على بلوزتها وضغطت على الزر واشتغل الفلاش معلن التقاط الصورة ..
شالت سحر الكاميرا وهي تبتسم ::/ done
عذا وهي تتقدم لها ::/ يالله متى بتوريني إياها ..؟؟
سحر وهي تمشي ::/ لما نرجع البيت أضبطها وأعطيها ندى توصلها لك ..
عذا وهي تلحقها ::/ زين ..
ومشوا رايحين للبنات عند حظيرة الحيوانات ...
---------------------------------------------------------------------------
في بيت أبو فارس ..
كانوا حصة وابراهيم جالسين على الطاولة ويتغدون .. كان الجو هادي وهم مو متعودين عليه .. متعودين عيالهم يكونون معهم على الوجبة بحسهم وحركتهم ..بس هالمرة كلهم رايحين للمزرعة مع عيال عمهم ،،، تنهد ابراهيم على دخلة مشاري اللي ماراح معهم وكان جاي ومعه شنطته ولاب توبه والتذاكر بيده.. رماهم على الكرسي وقرب لأمه وحبها على رأسها وحب أبوه ..
مشاري وهو يرفع أكمام ثوبه ::/ أجل ناوين تتغدون وتخلوني ؟؟
حصة وهي مستانسة بوجوده ::/ توقعتك ماراح تجي ؟؟ يعني بالعادة الخميس ماتتغدى معنا ؟؟
مشاري وبدء يغرف في صحنه ::/ لا ماهنتوا علي هالمرة أخليكم تتغدون لحالكم .. عاد قلت أخاويكم ..
ابو مشاري::/ فيك الخير ،، بس والله افتقدنا حسهم بالبيت ..
مشاري وهو يبتسم ::/ يعني يامشاري ماعاد لك كرت عندنا .. الظاهر أني ابروح اعرس عسى تجيني وحده تفرح بوجودي معها ..
ام مشاري فرحانة ::/ صدق يمه بتعرس .. تبيني أدور لك ؟؟
مشاري يقهقه ::/ هههههههههههههههههههههههههه يمه الله يهديك وانت بس على الريحة .. ماصارت زلة لسان . أمزح يالغالية والا أنا وين والعرس وين ؟؟
ابو مشاري ورافع حاجبه ::/ ليش وش ناقصك ؟؟ رجال كامل ولله الحمد ومقتدر ماديا ؟؟ إذاً وش المانع ؟؟
مشاري اللي هزته كلمات ابوه ونزل ملعقته :/ سلامتك ماناقصني شي (( وابتسم )) بس ناقصني الإستعداد النفسي وانا ماأحس اني استعديت نفسيا علشان أكوّن أسرة وأكون مسؤول عنها ..
ام مشاري::/ إذا تزوجت حسيت بالمسؤولية بس بما أنك عازب فـ مستحيل أنك بتحس ..
ابو مشاري ::/ أذكر يوم كنا نتزوج ماعندنا هالخرابيط وأشوفنا الحمدلله مستقرين وعندنا عيال ..
مشاري وهو يضيع السالفة لأنها تعبته ::/ المهم تراني بسافر لبريطانيا الأسبوع الجاي ..!!
حصة ويدها على قلبها ::/ ياربي منك يامشاري اذا عورت قلبي ؟؟ الحين وش لك بهالديرة ؟؟ مايكفي اللي نسمعه عنها ؟؟ تبيهم يمسكونك بكرة ويلزقون فيك أي شي ؟؟
مشاري يضحك على أمه ::/ وش نسوي ياأم مشاري عندي شغل ؟؟
ابراهيم وهو يشرب مويه ::/ وشو من شغل ؟؟
مشاري اللي تلعثم ::/ هاه..!! ااااالشركة الجديدة ،، ماغيرها اللي بنعقد معها صفقة المواد الغذائية .. أبروح أتأكد من شغلهم وأخلص لي كم من مشوار .. ولا تنسون أن ربعي اللي هناك من زمان عنهم .. أبمر عليهم بالمرة ..
ام مشاري وهي تدعي لولدها ::/ الله يوفقك يا مشاري .. ويبعدك عنك كل شر ... وتروح وترجع لي بالسلامة والعافية ..
ابتسم مشاري وهو يقوم عن الغداء وكلام أبوه لازال عالق في باله .... ومشى رايح لغرفته بهمومه وأفكاره ...
-----------------------------------------------------------------------------

وصلوا سحر وعذا للبنات اللي كانوا واقفين جنب حظيرة البقر ويطالعون سارة اللي كانت داخلة داخل عندها وتسحب مهند علشان يطلع ..
سحر تنبههم بجيتهم ::/ مرحبااااااااااااا عدنا ..
لمياء تلتفت عليهم وباستهزاء::/ بدري ..!! وراكم ماطولتوا شوي ..
عذا بفرحة ::/ وش نسوي ؟؟ سحر يوم شافتني قالت بس انت فتاة احلامي اللي اتمنى أني احصل على صورة لها .. عاد انا ماحبيت أخذلها .. فخليتها تصورني ..
سحر وهي تناظرها ::/ شوي شوي لا يطيح نصك .. مادري الأميرة ديانا و الا ماري كوري ..
سارة وهي تنط عليهم ::/ تصوّرتييييييييييييييييييييييييي ؟؟ وين فيه ..
عذا وتحاول تقهرها لأن هذي فرصتها ::/ إيه صورت عند التين والليمون الزراعة الخضراء اللي هناك .. علشان تكون ذكرى لي بينهم يوم تروح المزرعة عنا ..
سارة هي منقهرة ::/ نحيسااااااااااااااااااااااااااااات ليش ماناديتوني ؟؟
عذا وهي تلتفت عنها ::/ تخيلي أجي هنا و اناديك وبعدين نرجع نصور ؟؟ وش هالغباء..
سارة وهي ودها تصيح من القهر وتمسك يد سحر وتسحبها ::/ يالله تعالي صوريني مثلها هناك ..
سحر وهي توقفها ::/ لحظة لحظة .. الحين الدنيا خف نورها والشجر هناك حاجب النور بزيادة يعني صورتك ماراح تبين .. خليها بكرة الظهر وبصورك احلى صورة ..
سارة وهي مصرة ::/ أقولك الحين يالله تعالي ..
سحر بإحراج ::/ إيه بس الذاكرة مليانه احتاج لاب توب علشان أفرغها .. انتظري شوي ..
لمياء وهي معصبة ::/ ســــــــــــــــــارة ..!! خلاص اتركي البنت واذا قدرت بكرة أكيد بتصورك ..
سارة بحزن ::/ بس بكرة حنا بنمشي ..
لمياء ::/ ماطارت الدنيا ..عندك الصبح .. إذا قمتي خليها تصورك ..
سكتت سارة وهي غيرانة من عذا واللي زاد الطين بله شافتها وهي مبسوطة لأن تقويمها طلع في الصورة ولونه أحمر زي لبسها وكانت توها حاطة هاللون .. مسحت سارة دمعتها اللي بسبب الفشيلة لأن لمياء هاوشتها والقهر لأن الذاكرة ما امتلت الا يوم بغت هي تصور ..!!
حست باللي يتمسح تحت رجلها .. نزلت رأسها وشافت قطوتها البيضاء الدوبا واللي كأنها كلب مو قطوة بسبب ضخامتها..
ضحكت بدهاء وهي تشيلها لها وتمسح عليها ... التفتت لندى اللي كانت سرحانة ::/ ندى انت ماتخافين من القطاوة صح ؟؟
ندى تبتسم وتلعب بالعصا على الأرض وتخطط على التراب::/ قطاوة معليش .. بس همسترات اسمحيييييييييي لي ما أقدر ..
سارة وهي تبتسم ::/ مو مهم الهمسترات الحين .. المهم القطاوة ..
شوفي وش رايك ........ (( وساسرتها ))
ابتسمت ندى ::/ بس بنت عمي فيها قلب أخاف يصير لها شي وأكون انا السبب ..
سارة وهي معقدة حواجبها ومتحمسة ::/ يووووووووووه ياندى .. شوفي انت الحقي بنت عمك واذا حسيتي انها خلاص ماعاد تقدر وقفي .. وانا بلحق أختي الحنونة وإذا حسيت انها ماتت خلاص ابوقف ..
ندى بعتاب ::/سارة حرام عليك وش سوت لك هي علشان هذا كله ؟؟
سارة متمللة ::/ مو عن شي بس ودي يصير فيه آكشن موهالملل..
تنهدت ندى وعجبتها الفكرة ::/ خلاص يالله ..
سارة اللي انبسطت وانفرجت أساريرها ::/ خذي انت هذي البيضاء وانا ابروح آخذ السوداء ..
ندى وهي تمسك القطوة ::/ ماعندكم بيضاء ثانية ؟؟ يعني اخاف عذا تشوفها قطوة وسوداء من هنا ويغمى عليها من هنا ..
سارة وهي تمشي ::/ لا ماعليك انا بدبرها بس انتظري ..
راحت سارة تركض تدور على قطوتها السوداء .. ولقتها نايمة على الفراش اللي كانوا جالسين عليه من شوي .. شالتها وهي الدنيا مو واسعتها من الوناسة .. وراحت تركض راجعه لهم ..
اول ماوصلت شافت ندى جالسة بنفس مكانها .. غمزت لها ان الخطة بتبدء وراحت وهي تضحك بخبث .. التفت من وراء عذا وحطت القطوة على كتفها ..
عذا اللي كانت شبه جالسة وتمسح وجه مهند من الآيس كريم سمعت صرخة لميس ولما جت بتلتفت تشوف وش فيها ما درت الا و بهالكائن الأسود بالعيون الزرق ووبره المنتفش والضخم بشكل مخيف موجود على كتفها ..
صرخت عذا بأقوى ماعندها وقامت بسرعة ماتدري وين هي فيه ؟؟ بعدت هالشي المرعب عن كتفها وهي تصيح بس تلقفته سارة ولحقتها فيه .. في هاللحظة قامت ندى بقطوتها وتوجهت تركض لسحر اللي تطالعها ومن الصدمة انحاشت بدون شعور ..
الحين عذا وسحر يركضون وهالشريرتين يلحقونهم ..
افترقوا عن بعض لأن عذا دخلت مع الزرع بتروح للبيت عند امها علشان تحتمي بها .. كانت تصيح من الرعب وخصوصا ان سارة الحيوانة كل شوي تسبقها وتحط القطوة بوجهها والا ترميها على ظهرها والقطوة تطلع أصوات مخيفة وفاتحة مخالبها لأنها مو متعودة على هالتصرفات وحاسة بالخطر ..
عذا قب الشيب في راسها من رمت سارة الشريرة القطوة في وجهها فجأة ومن الخوف صارت تركض وهي مغمضة عيونها تخاف لاتجي سارة بوجهها وتحط القطوة في عيونها مرة ثانية وقامت تصرخ لسحر وهي تشهق من الصياح مو متخيلة فكرة ان القطوة كانت على كتفها وقريبه من وجهها ::/ سحــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــر تعالي من هنا من هنا علشان نروح البيت عند أمي بسرررررررررررررررررررررررررررررررررعة .. سحــــــــ ـــ ـ ـ ـ ـ

dali2000 13-03-10 02:26 PM

وقف صوتها لما اصطدمت بحاجز قوي ومنيع وكأنه جدار .. حست انه بيغمى عليها من الصدمة واختل توازنها وبغت تطيح .. بس هو تداركها ومسكها مع خصرها ورفعها من على الأرض .. فتحت عيونها وشافت على وجهه بقايا ضحكة وعاقد حواجبه خذوا دقيقة علشان يستوعبون الموقف بس قطع عليهم صرخة سارة وهي تطلع من وراء الشجر
ساره بصراااخ يفجر طبلة الأذن::/ هااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا اااااااااااع لقيييييييييييييييتـ ـ ـ ـك
صرخت عذا وهي تغطي وجهها من الخوف ::/ سوييييييييييييييرة تكفين التوبة والله ما عاد أقهرك ولا اغايرك التوووووووووووووبة والله العظيم بقولها تصورك..(( وكان صوتها يتقطع من الصياح))
مسكها زياد مع يدينها وخباها وراء ظهره وحط يديه حولها .. بس ما أمداه إلا وسحر وندى طالعين له ..
سحر من شافته وقفت شوي تستوعب الموقف ولما ترجم مخها الإشارات وان هذا زياد ولازم ما تكون قدامه .. عطته ظهرها وراحت ورى الشجرة.. اما ندى وسارة كانوا واقفين يناظرون بعض .. وعذا كانت شهقاتها وكانها بتطلع روحها وكأنها بيبي وامه حارقة يده تعاقبه ...
زياد اللي ماتحمل شهقاتها ::/ خير خير خير ..؟؟ وش هالتصرفات ووش هااللعانة؟؟
خير ان شاء الله يا سويرة (( ويرفع صوته ويعقد ملامحه)) انا كم مرة منبه عليك ماتستغلين خوفها من القطاوة .. وأشوفك الحين تلحقينها بقطو أسود ؟؟ انت وشو قلبك حجر ؟ ماتشوفينها وشلون منهارة وطاير عقلها ؟؟ تبغينها تنهبل ؟؟ ابسألك انت مجنونة ؟؟
ندى ساكتة لأنها تحس أن في الموقف شي غلط ومو عاجبها والتفتت لسارة اللي ردت ... ::/ لا مو مجنونة .. ولو كنت مجنونة فماراح اكون أجـ ـ ـ..
قطع كلامها وهو يسحب عذا لحضنه يحسسها بالأمان وناسي تماما انه المفروض يحترم نفسه ويتركها ويصد عنها ؟؟ لكن وش يسوي ماقدر يتحمل هالشي ومانقدر نلومه ضربتها فيه وشهقاتها المتواصلة وصياحها الطفولي ودموعها وتوسلها لسارة بانها توقف .،، كل هالأشياء ماخلته يرفض فكرة أنه يحسسها بأمانه اللي ترتاح له .. وعذا بعد اللي ماكانت في وعيها ولا أبدت أي ردة فعل تبين انها مو راضية يعني كانت شبه مغمى عليها ،،
زياد ::/ ارمي قطاوتك الحين خليها تروح بسرعة ..
ندى وسمعت صوت عيال ::/ زيـ ـ ـا د
زياد بصوت عالي آمر ::/ قلت لكم بســـــــــــــــــــــــرعة الحين ارموها خلوها تمشي عن وجهي لأذبحها لكم ولا اخلي لكم منها إلا رأسها وأشربكم من دمها .. ( وبصوت مجلجل هز الشجر )) يالله تحركـــــــــــــــــــــــــــــــــواااااا ..
طالعوا ندى وسارة بعضهم ورموا القطاوة .. وتقدمت سارة له وهي عافسة ملامحها وسحبت منه عذا وفي عيونها قهر على الموقف اللي حطت اختها فيه .. ::/ لو سمحت فعلك هو الغلط مو فعلنا ..
بهالكلمات رجعت سارة زياد لأرض الواقع وانتبه لنفسه واللي قاعد يسويه ..
وبدون تردد ترك عذا ليد سارة اللي حضنتها ودمعت عيونها عليها ....
رماها وكأنها شي حار او مقرف .. رفع يده مسح بها شعره والثانية شد قبضتها وبلع ريقه وهو عاض على شفايفه وعاقد حواجبه .. بس لما سمع صوت العيال وهم يضحكون وينادونه صرخ على الشباب وراح يركض علشان يتوههم ولا يجون للبنات اللي هنا ..

-------------------------------------------------------------------------------------------------------

كانوا مسوين فوضى بالمجلس الخارجي ... اللي قاعد على النت .. واللي يقلب في القنوات واللي منسدح ويلعب بجواله .. واللي يلعبون بلوت .. يعني كل واحد مشغل نفسه بحاجة توسع صدره .. بس هو كان متمدد على الكنبة وشبه مسترخي ... حاط يده فوق عيونه والثانية على صدره ومرسوم على وجهه ابتسامة حب خفيفة ... كان إلى هاللحظة مو مصدق اللي صار له .. الشي اللي صار ماكان يتوقعه يصير ولا بأحلامه .. !!

----------------------------------------------------------------------------- ---
حضنت سارة عذا وبدت تصيح معها .. قربت ندى لهم وهي حاسة بالذنب هذي ثانية مرة تحط عذا في موقف محرج مع زياد خلال أسبوع واحد بس..!!
خذت عذا من يد سارة علشان تهديها حطت يديها حول وجهها وبدت تبعد شعرها اللي لزق بوجهها بفاعل الدموع ..
ندى وهي تحاول تبعد يدين عذا من على وجهها ::/ عذا ..! شوفيني ؟؟
عذا : .................................................. ............... (( مافيه رد ))
سارة وهي تتوسل من بين دموعها وتفرك جبهتها بيدها ::/عذا والله ماكان قصدي ..!! والله .
وعذا ســــــــــــــــــــــــــــــــــــاكتة ..
قربت لها ندى وسكرت الزرار حق شيالها لأنه كان مفتوح ..::/ عذا حنا ماكنا ندري ان هالشي بيصير ..
صرخت عذا في وجوههم وهي تبعد يدها ::/ انتم السبب في كل شي ؟؟ والله ما أسامحكم والله .. وانت تشوفين ياسارة هين .. انا أوريك ..
راحت عذا تركض للبيت وهي منهارة من الصياح لأنها توها تستوعب اللي صار وتوها تحلله على شكل موقف وحديث ..
دخلت البيت وهي تركض وعلى طول راحت للدرج .. قابلتها لمياء اختها وهي ماسكة مهند بيدها وتسولف معه ..
لمياء مصدومة ::/ عذا وش فيك ؟؟
سفهتها عذا وراحت تركض لغرفتها وقفلت عليها الباب وطاحت على السرير وهي عيونها شوي وبتطلع من الإحراج والربكة والخوف ...
دخلوا سارة وندى يركضون هم بعد وراحو فوق على طول .. لمياء هنا ماقدرت تتحمل أكثر حست أن فيه شي صاير وشي كبير بعد لأن سارة تصيح وعذا منهارة وجايين يركضون من برا .. خافت لا تكون سارة متهورة ومسوية شي .. توها بتطلع فوق تلحقهم بس شافت سحر تدخل البيت بهدوء وتسكر الباب وراها ..
نزلت لمياء وراحت على طول لسحر ..:::/ خير وش صار لكم ؟؟
سحر وهي ماتدري وش تقول هل تعلمها والا لا ؟؟::/ هاااااه .. ايه .. آآآآآآآآ نعم وش قلتي ؟؟
لمياء مستغربة سحر وتمسكها مع يدها ::/أقول وش فيكم وش صار لكم ؟؟
سحر وحست انها لازم تتكلم والا ماراح تتركها لمياء ::/ عذا ..!!
لمياء بنفاذ صبر ::/ عارفه انها عذا بس وش فيها ؟؟
سحر وهي تنزل راسها وترجع ترفعه وكانها ترتب الجمل اللي بتقولها ::/ عذا صدمت بزياد وهي تركـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ( وقالت لها السالفة كلها بالتفصيل ))
لمياء وهي تقوم معصبة على سارة وحركاتها اللي تتعدى الحدود أحيانا ::/ الله يصلحها أنا أوريك فيها ..
مشت لمياء وهي رافعة طرف جلابيتها بيدها وتهرول طالعة فوق .. بس سحر جلست وما حبت تشوف وش بيصير خصوصا انها غريبة عنهم ..
اول ماوصلت لمياء فوق شافت سارة تدق الباب على عذا وتتوسل انها تفتح وندى متسندة على الجدار اللي جنب الغرفة ...
لمياء بصوت عالي ::/ ســـــــــارة ..! عساك مبسوطة الحين ؟؟
سارة اللي انتفظت من صراخ اختها التفتت على طول تمسح دموعها::/ لمياء والله مو قصدي ..؟؟ كنت بخوفها بس ..
لمياء وحن قلبها لما شافت دموع اختها اللي مأنبها ضميرها ::/ تخوفينها بس ؟؟ أنت طيرتي عقلها هذا واحد .. واثنين حطيتيها في موقف محرج ؟؟
سارة تنزل راسها ::/ طيب وش أسوي هو ماعطانا فرصة وكأنه مغمى عليه ..
كملت عنها ندى تدافع عن اخوها::/ لو انك شايفته يا لمياء وشلون انقلب وجهه واستحى لما استوعب الموضوع .. والله حتى هو ماكان قصده ..
سارة تقاطعها ::/ يعني كل شي كان بمحض الصدفة والأقدار شاءت ..
سكتت لمياء وتقدمت للباب ودقته على عذا ::/ عذا حبيبتي افتحي أنا لمو ..
عذا كانت جالسة القرفصاء على سريرها وماسكة رجولها بيدينها وحاطة راسها على ركبها .. ::/ مااااااااااااا أبغى أشوووووووووف أحد ولا أسمع احد روحوا من هنا ..
لمياء وهي تتنهد :::/ عذا لا تسوين بعمرك كذا ..!! تراه مايسوى عليك افتحي خلينا نتفاهم .. (( وحركت مقبض الباب تحاول تفتحه ))
عذا ساكتة وما يسمعون الا صوت شهقاتها ..
تقدمت سارة للباب وقربت فمها له ::/ عذا والله آسفة بس انت افتحي خلينا نتفاهم ..
عذا اللي وصلت معها وقفت وتقدمت للباب تفتحه وهي تصرخ عليهم ::/ أنت بالذات لا تتكلمين ماأبغى أسمع صوت الغراب .. ابلعي لسانك واسكتي يا أم المشاكل .. عاجبك اللي سويتيه ..!! عجبك موقفي مع زياد آنسة سارة؟؟ ((وتلتفت على ندى وشعرها اللي على كتوفها يتحرك معها ونصه يلزق بوجهها)) وإلا انتي ؟؟ وين كنت فيه ؟؟ ليه سمحتوا له الحيوان الحقير؟؟اللي ما يستحي الإستغلالي ؟؟ ..(( وانهارت تصيح بقوة)) والله بعلم أبوي عليه والله .. قالت جملتها هذي وصوتها يتهدج من الصياح ورجعت تدخل غرفتها مرة ثانية وتقفل الباب .. وجلست عند الباب وهي تصيح منهارة من الألم اللي رجع لها مرة ثانية ومن هالموقف البايخ .. ومن شدة ما كانت تصيح حست نفسها بترجع .. وهذا اللي صار وراحت تلحق على عمرها وطلعت للحمام تركض ..
البنات كانوا واقفين يطالعون بعض مايدرون وش يسوون .. بس اول ماطلعت عذا رايحة للحمام كلهم انصدموا مايدرون وش صار لها فـ لحقوها على طول .. هي سكرت باب الحمام وراها .. لكن هم عرفوا سبب دخلتها وهذا اللي خلاهم يستغربون موقفها..!!
طلعت عذا من الحمام وهي تصيح أكثر وأكثر وكانت تنتفض .. طلعت وشافتهم واقفين عند الباب ... عطتهم نظرة بعيون مليانة دموع ورجعت لغرفتها .. والبنات ولا وحدة منهم تكلمت ..
مشت لمياء وهي تتنهد بتنزل تحت .. ولحقتها سارة اللي تعبت نفسيتها على أختها .. وقفتهم ندى ::// هيه أنتم وشلون تنزلون ؟؟ وعذا ..؟؟
لمياء ::/ مامنها فايدة مستحيل بتفتح الباب والا تكلمنا ؟؟
ندى باحتجاج::/ يعني نتركها بهالوضع وهي تعبانة ؟؟ وش هالكلام؟؟
لمياء وهي تلف نازلة ::/ ما بينفع معها إلا أبوي أبكلمه يجي يشوفها لأنها ماراح تسمع إلا منه ..!!
ندى بخوف ::/ وش بتقولون له السبب ؟؟
سارة بشبه ابتسامة ::/ لاتخافين ماراح نفتن على زياد .. أبقوله لأني رميت عليها القطوة في حجرها وأبوي عاد بيتفهم لأنه عارف العلاقة بين عذا والقطاوة ..
ندى بعتاب ::/ ترى زياد مو قصده اللي سواه علشان تفتنون عليه .. يعني هو من خوفه عليها ولما شافها منهارة ماتحمل عشان كذا سوى اللي سواه ..
التفتت عليها لمياء من نص الدرج ::/ عارفين ياندى والله ومايحتاج تبررين الموقف ،، بس هذي أطباع عذا ماتتحمل شي على أقل شي تصيح وشلون عاد وهي شايفة قطوة وحاضنة زياد ..!!كارثة .........!
ابتسموا البنات ببهاته ونزلوا كلهم تحت علشان يشوفون وش بيسوون معها ؟؟ توجهت لمياء لمكتبة التلفزيون اللي بنص الصالة بتآخذ جوالها علشان تتصل على أبوها ،، أما سارة فـ انسدحت على الكنب بإرهاق ...
وندى اللي اول مرة تشوف عذا بالعصبية هذي او بالوضع هذا على العموم ،، ماقدرت تقاوم نفسها ،، ودها تفضفض لأحد ،، وبالأخص اخوها ودها تحطه بالصورة لأنه طرف بالموضوع .. وبكذا راحت على طول للمطبخ ووقفت وراء الثلاجة وهي تتنهد ..طلعت جوالها من جيب تنورتها واتصلت على زياد ...!!
------------------------------------------------------------------------------ --------------------

كانوا مسوين فوضى بالمجلس الخارجي ... اللي قاعد على النت .. واللي يقلب في القنوات واللي منسدح ويلعب بجواله .. واللي يلعبون بلوت .. يعني كل واحد مشغل نفسه بحاجة توسع صدره .. بس هو كان متمدد على الكنبة وشبه مسترخي ... حاط يده فوق عيونه والثانية على صدره ومرسوم على وجهه ابتسامة حب خفيفة ... كان إلى هاللحظة مو مصدق اللي صار له .. مو مصدق أن من دقايق كانت عذا بين يديه ..!! الشي اللي صار ماكان يتوقعه يصير ولا بأحلامه .. قبل لايطلعون للمزرعة كان يقول اتمنى لو أشوفها بس .. وفي خلال يومين شافها وكلمها وحضنها بعد ... هه سخرية القدر ..!!! زادت الإبتسامة على وجهه لما تذكرها وشلون احتمت فيه وتعلقت ببلوزته وهي مو حاسة بنفسها ..
انتبه له مصعب ولد عمه واستغرب ضحكته الغبية ... قام وراح له ووقف على راسه ومعه كاس فيه شوي مويه .. نثره عليه وهو يقول ::/ تضحك على غبائك؟؟
شهق زياد وهو يفز من على الكنب ويضحك ::/ هههههههههههه لا والله الا ياليتني كنت في وعيي ساعتها ..!!
مصعب وهو يعطيه ظهره ::/ ليه كنت فاقد ؟؟
زياد وهو يمسح وجهه بمنديل ::/ اسكت لو سمحت ..
قطع عليهم صوت جوال زياد يرن .. وكانت النغمة مميزة وعرف انها ندى اخته..
خذ الجوال يرد عليه وهو مبتسم ::// هلا والله ..
ندى ويدها على جبهتها ::/ انـــهـــارت و بتموت من الصياح .........!!
زياد وهو يمشي طالع وعاقد حواجبه ::/ نعم ..؟؟
ندى وهي تحاول تركز ::/ عذا ..!!
زياد بعصبية ::/ وش فيها ؟؟ وراها تصيح ؟؟ لا يكون أذيتوها مرة ثانية .. ولاتقولين لي سارة استلعنت عليـ ـ ـ ـ
ندى تقاطعه ::/ هالمرة منـــك انت ..!!
زياد وقف فجأة بنص الطريق وتأثر من كلام ندى ::/ مني انا ؟؟
ندى جلست وسندت ظهرها على الثلاجة ::/ إيه ... طلعت لنا منهارة وسبتك وقالت الحقير .. وقالت انها ماراح تسامحنا وتهاوشت مع سارة .. وحلفت انها تعلم أبوها ..
زياد وهو متضايق حده ::/ وليش كل هذا ؟؟ يعني على بالها اني قاصد هالشي ؟؟ والا كانت تعتقد اني بشوفها بهالوضع وبتركها وهي منهارة ؟؟
ندى وهي تتنهد محتارة ::/ ماأدري زياد ؟؟
زياد ::/ انتي وينك الحين ؟؟
ندى ::/ بالمطبخ ..
زياد وهو يلتفت وراه ::/ طيب تعالي وراء البيت عند الزراعة تلقيني هناك .. وقولي لي اللي صار كله ...
ندى وهي واقفة ::/ اوكيه بجيك الحين ..
راحت ندى للمكان اللي واعدت اخوها فيه .. واول ما وصلت ماكنت تقدر تميزه بسبب الظلام .. بس لما قربت أكثر شافته جالس جنب الشجرة ومسند ظهره على جذعها ويديه ممدودة على ركبه ومغمض عيونه ...
ندى علشان تنبهه ::/ احم أحم .. نمت ؟؟
زياد بابتسامة باهتة وهو يوقف ::/ لا وش دعوى دجاجه ؟؟
ابتسمت له ندى وهو بدأ الحديث ::/ إيه .. وش فيها عذا الحين ؟؟
ندى ::/ قلت لك ما أدري من تركتها انت انهارت علينا .. ركضت للبيت وسكرت على نفسها الباب .. وما رضت تفتح لي انا وسارة .. بس يوم جت لمياء..
قاطعها زياد مصدوم::/ لمياء عرفت؟؟
ضحكت ندى على أخوها المتفشل::/هههههههههههههه للأسف إيه ..
زياد وهو يضرب جبهته::/ صرت عاهر يا زياد تالي عمرك ...
ندى تضربه على ظهره ::/ استغفر ربك بسم الله عليك ..
زياد ::/ المهم وبعدين وش صار لها ؟
ندى::/ بس فتحت الباب للمياء و أول ماشافت سارة انهدت عليها وسبتها،،(( ابتسمت)) وبعدين لفت علي وعطتني كم كلمة في الصميم .. ورجعت لصومعتها..
زياد باهتمام ::/ وأنا وش قالت فيني ؟؟
ندى وهي ندمانة لأنها تسرعت ::/قالت الحقير السخيف الإستغلالي وبعلم ابوي .. ومن هالكلام ..
شافت اخوها وهو ينزل راسه فتداركت الموضوع ::/بس تراها كانت منهارة يعني ما تثمن كلامها ..
زياد وهو يشرح بحماس والم ::/ ندى انا عارف قصدها وما زعلت من كلامها .. بس والله اني ماكنت بوعيي .. فاجأتني لما صدمت فيني .. انا كنت منحاش من العيال يلحقوني بيسبحوني بالمويه لأني أكلت الكريم عنهم ...عاد انا بتوزى منهم وما دريت الا باللي يصقع فيني بكل قوته .. ولما شفت طلعت هي ..!!
والله اني كنت بصد واروح بس لما طلعت لنا سارة ومعها هالقطو المرعب هي بنفسها تمسكت ببلوزتي وغطت وجهها وقامت تصرخ على سارة وتتأسف .. عاد في ظنك انا أقدر والا يطيعني قلبي أتركها وهي بهالوضع ؟؟.. يعني بالعقل أبرميها لسارة اللي معها الكائن الوحيد اللي عذا تموت إذا شافته ؟؟ ما قدرت أسيطر على نفسي ولا أركز بحركاتي علشان كذا صار اللي صار ..!! (( وتنهد بألم ))
ندى تبتسم وتلطف الجو ::/ ماعليك زياد هي بكرة بتفهم الموقف وراح تعذرك .. الا بتشكرك بعد ..!!
زياد ويحاول يبتسم ::/ ما أبغاها تشكرني بس أبغاها تعذرني ... وتنسى السالفة ..
ندى تضحك ::/هههههههههه إنس انت انها تنسى ... الحين اقولك البنت بدت ترجع من الصياح وانت تقول تنسى ..
زياد مصدوم ::/ ترجع ؟؟؟ لهالدرجة منقرفة مني ؟؟
ندى وهي تلوم نفسها على تهورها ::/ لا وش دعوى ... بس هي أصلا من الصبح وبطنها يعورها ..
زياد وهو مصدوم للمرة الثانية ::/ تعبانة ..؟؟
ندى وهي تلعن غبائها وبلادتها::/ يوه زياد أنت اخبارك بايته ..!! ايه من قامت الصبح وهي بطنها يعورها ..
زياد وهي يقرب لندى ::/ ليش؟؟ وش فيها ؟؟
ندى منحرجة ::/ هاه .؟؟ الظاهر شاربة لبن منتهية صلاحيته ..!!
سكت زياد وعطى ندى ظهره .. وسكتت ندى احتراما لصمت أخوها .
بس هو قطع السكوت لما قال فجأة ::/ بكلمها ..
طالعته ندى باستفهام ::/ تكلمها ؟؟
عقد زياد يدينه على صدره ::/ إيه بكلمها وأفهمها الموضوع ..
ندى وهي تواجهه ::/ هي فاهمة الموضوع وما يحتاج تشرح لها شي بس كل اللي قاعده تسويه بسبب الصدمة .. وانا أقول لو تكتم على الموضوع وكأن شي ماصار يكون أحسن لك و لها علشان مو إذا شافتك تحس بالإحراج .. خليك طبيعي وكانك ما قربت منها ولا سويت شي ..
تنهد زياد وهو يعطيها ظهره ويمشي تاركها ::/ يصير خير ...
مشى زياد راجع للمجلس ،، ومشت ندى من بعده على طول راجعة للبيت بس وقفها زياد لما سألها :: إلا من هي الثالثة ام أسود اللي كانت معكم ؟؟
ندى بحاجب مرفوع ::/ وش عليك منها ؟؟ ومتى مداك تشوفها ؟؟
زياد يبتسم ::/ لا لأني تو اني بديت أستوعب الموقف ،، عاد أنا اخبركم انتم الثنتين شريرات ؟؟ فقلت بشوف من خربتوا معكم ؟؟
ندى تضحك وبعفوية ::/ هههههه لا لاتخاف سحر خلقه تخاف من الحيوانات وش لون تبغاها تخوف الناس بها .. وبعدين هي كانت ضحية مثلها مثل عذا ...!!
شد انتباه زياد الإسم اللي انذكر لأن المعنية بالكلام جذبته بأنوثتها واناقتها وهي واقفه قدامه بس تجاهل هالموضوع قدام اللي أهم منه ومشى رايح .. وكذلك ندى اللي اول مادخلت المطبخ لقت سارة تشرب مويه من الثلاجة ..
ندى وهي تسكر الباب وراها ::/ هاه وش صار كلمتوا ابوك ؟؟
التفتت لها سارة ::/ من وين جاية بسم الله في هالظلام ؟؟
ندى تبتسم ::/ كنت أتمشى شوي ..
ساره وهي تحط الكأس بالحوض ::/ إلا قولي كنت عند زياد تقولين له .. صح ؟؟
ندى وهي تجلس على الكرسي ::/ إيه .. وضاق صدره بعد لأن ماكان قصده ..
ساره وهي مالها نفس ::/ أبوي معزوم على العشاء في مزرعة حولنا .. ويقول ماراح يكلمها الا إذا رجع ..
ندى ::/ ومتى بيرجع .. نص الليل ؟؟
سارة وتجلس مواجهه ندى ::/ ما ادري بس ما أظن بيتأخر لأنه عارف إذا ماكلمها ماراح تطلع من الغرفة .. ولا راح تتعشى ولا تأكل شي ..
ندى مستغربة تصرفات عذا ::/ طيب وأمك ماتكلمها ..
سارة تتنهد ::/ لا ..!!ماترضى بأقل من أبوي يكلمها عني .. لأنه حليفي (( وابتسمت )) .. لكن لو كان احد اخواني الغلطان فـ ماعندها مشكلة مع أمي ..!!
ابتسمت ندى تعجباً لعذا اللي طلعت مدلعة نفسها وهي ماتدري ... بس ذكرت شي وسألت سارة على طول و على دخلة لمياء ::/ إلا وش قلتوا له .؟؟
ردت لمياء على طول وماتركت لسارة فرصة ::/ قلنا له الموقف بشكل عام .. بس هو مارضى يصدق وقال مستحيل علشان قطوة..!! اكيد انه شي أشد .؟؟ عاد انهارت سارة وقالت له كل شي علشان تستحثه يجي بسرعة ..
ندى وهي توقف بغضب ::/ قلتوا له عن زياد ؟؟ حرام عليكم بيطيح من عينه؟؟
سارة وهي تمسكها مع يدها وتناظرها بغباء ::/ اقعدي تكفين وعن الحمية الأخوية .. لا ماقلنا له شي عن اخوك ..
ندى تتنهد :/ أشوى على بالي بعد تورطونه المسكين وهو هذي جزاته يدافع عن اختكم ..
------------------------------------------------------------------------------

وصلت الساعة 12 ونصف بعد منتصف الليل ،، والبنات ندى وسارة ولمياء متمددين بالصالة ينتظرون ابو عبدالله يوصل علشان يروحون معه لعذا ويتفاهمون جميع ...
ندى طفشت من اخوها اللي كل شوي يدق عليها ... وزادت اتصالاته لما عرف ان عذا من دخلت غرفتها ماعاد طلعت ولا حتى للعشاء ..!! وكأنه حس بتأنيب الضمير لكن في نفس الوقت ماندم على اللي سواه .. لأنه هو التصرف الصحيح على الأقل في نظره ...
سمعوا ابو عبدالله يتنحنح وهو داخل الصالة .. قاموا له بناته بسرعة .. اما ندى راحت تآخذ جلالها وبعدين لحقتهم ..
اول ماطلعت شافت سارة تصيح بهدوء وهي تشرح لأبوها اللي كان عاقد حواجبه ويده على خصره ...
ابو عبدالله ::/ سارة تراك مصختيها مع اختك ؟؟
لمياء تتدخل ::/ يبه صدق مصختها سارة ..!! بس عذا بعد تتدلع وانت معطيها وجه ..
ابو عبدالله يتنهد ::/ ما يخالف إذا ماتدلعت علي من تتدلع عليه ..!! بس سارة انا هالمرة من جد مآخذ على خاطري منك .. يعني ماتعرفين عذا ؟؟
سارة تتأسف ::/ طيب يبه خلاص لاتزيديني والله اني متحسفة قد شعر رأسي .. (( وبدت تصيح ))
ما هانت على أبو عبدالله فـ حط يده على كتوفها وحبها على رأسها .. وهو يواسيها ويوضح لها أنه بيحل هالإشكال ...!!
تأثرت ندى من الموقف اللي يصير قدامها .. اشتاقت أن يكون عندها أبو تتدلع عليه ويراضيها .. اشتاقت لأبو يحضنها بحنان وماتهون عليه تنجرح والا يصير لها شي ..
ابتسمت علشان تنسى هالمشاعر المؤلمة لأنه مو وقتها وتقدمت تسلم على اللي بحسبة أبوها واللي ماقد شافت منه الا كل شي حلو في طفولتها وحتى لما كبرت ...
ندى وهي توقف قريبة شوي من لمياء::/ مساك الله بالخير عمي ...
ابو عبدالله وينتبه لوجودها ويبتسم بحنية ::/ مساك الله بالنور والسرور.. وش أخبارك ووش امسيتي ؟؟
ندى تدافع عبرتها ::/ بخير الله يسلمك انت اللي وش أخبارك ؟؟
ابو عبدالله ::/ بصحة وعافية يامال العافية ..
سارة وهي تناظره ::/ يالله يبه ماراح تطلع لها ؟؟
ابوعبدالله وهو بـ يمشي ::/ يالله مشينها والله يعيننا عليها (( وتنهد ))
ضحكوا البنات وطلعوا وراء أبوهم متوجهين لغرفة عذا ...
ابو عبدالله اول واحد وصل .. التفت على بناته وضحك وبعدين دق الباب بهدوء ::/ عذاي افتحي أنا أبوك ..
عذا اللي كانت تكلم نفسها وتتوعد بقلبها ويزيد صياحها ..!! فرحت لما سمعت صوت أبوها يناديها قامت تركض من على السرير متوجهة للباب وانتفضت عند الباب واحتاست وماعرفت تسيطر على المفتاح لكن بعد ما خذت نفس عميق ركزت وفتحته وطاحت في حضن أبوها ...
انصدم ابو عبدالله لما شاف شكلها متبهذلة وعيونها متنفخة وكأنها تصيح من سنة .. مسكها بين يديه وهي دافنه وجهها بكتفه ومشى معها يجلسون على الكنب وهو يمسح على شعرها ..
ابو عبدالله يهديها ::/ اذكري الله ياابوي ماتستاهل السالفة ..
عذا وسط دموعها ومارفعت راسها::/ يبه هي حيوانة تدري اني ما احب القطاوة ومع ذلك شف وش سوت لي . لا وياليــ ـ ـ ـ
قاطعتها لمياء علشان ماتتهور وتقول كل شي ::/ طييييييييب عذا شوفيها وشلون هي متأثرة الحين .. والله انها ضايق صدرها ..
عذا وتمسح دموعها وترفع راسها بشوي شوي من على كتف أبوها ::/ بس بعد أيش ؟؟ بعد ما ـــــــــ
قاطعتها سارة ::/ أدددددري والله أدري أني غلطانة علشان كذا أنا جاية اعتذر ..
ابو ها وهو يبعد الشعر عن وجهها ::/ خلاص اذكري الله وبالنهاية انتم اخوات .. وأكيد هي مو قاصدة تضرك بشي وكل قصدها المزح ..(( ويلتفت على سارة بنظرة غاضبة )) وانت لو ماعقلتي عن هالهبال ترى بيكون لي تصرف ثاني معك .. زين ؟؟
سارة تبتسم ::/ ابشر باللي يرضيك .. كم ابو سارة عندنا ..
ابو عبدالله يضحك وهو يقوم ::/ ههههههههههه أشوفك لاغيه وجود أخوانك ؟؟ المهم يالله يبه قومي غسلي وانزلي كلي لك شي .. ولا تسوين بعمرك كذا ولا تضيقين صدري عليك .. ..
وقفت عذا تحب راس ابوها ::/ ما كان قصدي أضيق صدرك والله بس بنتك قهرتني ..
ابو عبدالله بعتاب وهو يتحسس خدها بيده ويمسح دمعتها ::/ بنتي يعني أختك .. لاتنسين هالشي ..!! ويالله لا تضيقين صدرهم عليك .. (( والتفت على سارة )) يالله اقربي اعتذري من أختك وحبيها ...
قربت سارة لعذا وهي تبتسم ،، وابتسمت لها عذا فـ راحت سارة وحضنتها وهي تتأسف وتعتذر بقوة .. مو عن القطوة بس وإنما على الموقف المرعب اللي حطت اختها الحساسة فيه ..
مشى أبو عبدالله نازل تحت وهو مرتاح من بناته ومن انه راضاهم على بعض وتوجه لغرفته علشان ينام ...
اما عند البنات فـ جلسوا كلهم بالصالة علشان يتكلمون مع بعض ويتصالحون مرة وحدة ..
لمياء ::/ بس والله زودتيها حبتين .. كان طلعتي وتعشيتي ترى التزعل هالأيام ما ينفع صاحبه ..
عذا ::/ اقول لك ماقدرت..!! كلما سكرت عيوني تذكرت الموقف والا طرت على بالي هذيك القطوة المتوحشة .. وإلا زاد وجع بطني يعني لحظات واموت .. لو ما أبوي كان الحين انا بتقبروني ..
ندى تضحك ::/ هههههههههههههههههههههههههههههه ما حدك ربي على هالفعايل .. كان واجهتي سارة وتكافختي معها وخذتي حقك بيدك ..
عذا تبتسم وتلوي بوزها::/ مشكلتي ما أعرف ..!!
لمياء وهي تضمها ::/ يا بعد قلبي والله خلاص بدربك على خطوات الدفاع عن النفس مو انت ساكنة معهم بالبيت اخاف بكرة نجي والا أنت صايرة معوقة بسببهم ..
دق جوال ندى في هاللحظة وكان زياد هو اللي متصل وهذي المرة الألف اللي يتصل عليها اليوم .. التفتت ندى لعذا اللي ناظرتها باستغراب وردت على الجوال ..
ندى مبتسمة برضى ::/ مرحبا ..
زياد بلهفة :/ السلام عليكم ..
ندى ::/ هلا وعليكم ..
زياد واعصابه فلتانه::/ هاه وش صار أشوف سيارة عمي محمد عند الباب .. كلمها ؟؟
ندى تضحك ::/ إيه كلمها .. والحين هي راضية علينا وجالسة معنا .. بس تتدلع ..
عذا استحت من تصرفاتها وعرفت ان زياد وصله خبر بالي سوته وحست نفسها طفلة وعمرها ماراح تكبر ...
زياد ويده على صدره ويتنهد ::/ زيــــــــــن ..!! طيب تعشت ؟؟
ندى ::/ لا .. تقول ماتشتهي شي ..
زياد بتردد ::/ امممممممممممممممم .. طيب قالت له شي عن اللي صار بيننا ..
ندى وهي بتموت من الضحك على شكل عذا المتحمس وزياد اللي خايف ::/ هههههههههههههههههههههههههههه يا حليلك يا زياد هذا اللي همك ..
زياد يبتسم ::/ وش أسوي اخاف يزعل علي والا أطيح من عينه وانت تعرفين قدره عندي ..
ندى ::/ لا لاتخاف صارت حبوبة وماقالت له شي عنك ..
زياد بتردد ::/ طيب أبغى أعتذر منها .. عطيها التليفون ..
ندى ::/ طيب ..
والتفتت على عذا علشان تعطيها الجوال ::/ يبغاك ؟؟
عذا وقفت بسرعة ووجها محترق من الإحراج لمت شعرها وعطتهم ظهرها وسفهت ندى ومشت لغرفتها مرة ثانية ..
رجعت ندى تكلم اخوها ورافعة حواجبها ::/ آسفة أخ زياد رفضت ..
زياد بألم ::/ شكلها زعلانه ؟؟
ندى تحاول تواسيه ::/ لا عادي بس يمكن ما بعد صحت من الصدمة علشان تكلمك ..
زياد ::/ طيب يالله مع السلامة ..
ندى ::/ يالله باي ..
سكر عنها زياد وقامت هي تناظر بنات عمتها بعيون محتارة لأنهم يناظرونها ..
ندى ::/ وش فيكم تطالعوني كذا ؟؟
لمياء بنص عين ::/ يعني تعينينهم على الفساد ؟؟
ندى تشهق ::/ أنــــــــــــــا ؟؟ وش سويت ..
سارة تقرصها ::/ تبغينه يكلمها بأي حق ؟؟
ندى ببراءة ::/ علشان يعتذر منها ؟؟
لمياء ::/ كان حطيتي سبيكر وخليتيه على طول يحكي ...
ندى ::/ ما توقعت أنكم بتتضايقون ؟؟
سارة تضحك ::/ يا حلوك وانت خايفة ..!! بس شوفي وش سويتي ؟؟ خليتيها ترجع لغرفتها ؟؟؟؟
ندى ::/ هههههههههههههههههه ما دريت أن اختكم حساسة .. بس ترى عاد انا ماعندي أبو يجي يعتذر منها انا حليفي اخوي تبغاه اهلا وسهلا ما تبغاه معناتها بتبطي بغرفتها ..
ضحكواااااااااااااا كلهم عليها وتفرقوا والكل راح لغرفته ينام عقب اجهاد يوم كامل ...
------------------------------------------------------------------------------

كان بيتهم هدوء الكل نايم هالوقت امهم واخواتهم الصغار واخوهم زي العادة مو موجود .. كانت أريج وعبير جالسين بالصالة عند التلفزيون ويطالعون عرض أزياء لأيلي صعب ..
عبير بحماس وهي تشوف الفستان ::/ وااااااااااااو لو يعطوني هذا احضر فيه زواج نهلة كان ياسلام ..
أريج اللي ماتت من الضحك ::/ ههههههههههه طموحة اختي والله لا وفستان لإيلي صعب مرة وحدة ؟؟
عبير تضحك ::/ شفتي عاد .. ماعندي وقت ..
أريج تلتفت عليها ::/ إلا متى زواجها نهلة ؟؟
عبير وهي تحرك القناة ::/ تقول في الإجازة بس مابعد حددت الوقت ؟؟
أريج ::/ بتروحين له ؟؟
عبير بنظرة تأكيد ::/ أكيد ..! هذي نهلة صديقتي من الإبتدائي يعني زيها زيك عاشت معي كل حلوة ومرة وش لون ما تبغيني أحضر زواجها ؟؟
أريج تبتسم بحنان لأختها ::/ يا حبي لها والله .. هي بتآخذ اخو مرت اخوها صح ؟؟
عبير تهز رأسها ::/ إيه .. بس تدرين وش رأيك في اقتراح حنان اننا نفصل زي بعض ؟؟
أريج ::/ حلو ..
عبير ::/ هي قالت بتدور لنا مشغل زين وبتروح هي تختار الأقمشة وانا ماعلي إلا اروح أسوي القياسات ..
أريج بنبرة تحذير :::/ عبيروه لا تقولين هي اللي بتتكفل بالمصاريف كلها ؟ صدق هي بنت نعمة وما عليها قاصر بس حنا ما نبغى صدقات من أحد ..
عبير بصدمة ::/ مستحيـــــــــــــــــل أريج .. أبعطيها فلوس فستاني كلها .. بعدين بحاول اجمع من مكافآتي اللي أقدر عليه ولو ما سددتهن لها على طول أبعطيها مبلغ كل ما نزلت لي مكافئة . وانت بعد بتدخلين الجامعة ..!!(( وابتسمت بدهاء))
أريج وتلوي بوزها بدلع ::/ و من قال لك بعطيك ريال واحد من مكافأتي ؟؟ ولا بتشمين ريحتها ..
عبير تشهق ::/ ياناكرة الجميل ما أبغى منك شي ..!! بس لو احتجت بآخذ حتى لو ماعطيتيني ..
أريج تتخصر ::/ لا والله أصغر عيالك انا تسرقين مني بدون أذن ..
عبير ::/ وانت صرتي نذلة قبل لاتستلمين المكافئة؟؟
ضحكت أريج ::/ ههههههههههههههههههههه خلاص يالطرارة أبعطيك منها بس ترى مو كل مرة تطلبين ... ابعطيك منها على كيفي ومتى ما بغيت .. زين ..
عبير تضحك ::/ نشوف عاد إذا جاء هالوقت ..
سكتوا الثنتين ورجعوا يطالعون التلفزيون وعلى وجوهم ابتسامة الرضا اللي تنوجد طول ما اخوهم مو موجود بالبيت ..
------------------------------------------------------------------------------
يوم الجمعة
بعد صلاة الجمعة مباشرة كانوا الرجال مجتمعين بالمقلط ويتغدون .. اما الحريم فـ كانوا جالسين بالصالة يتغدون هم بعد .. وكانوا مقررين بعد الغداء يرجعون لبيوتهم لأنهم خلاص اكتفوا من المزرعة ولازم يودعونها ..
بعد ساعة كان الكل مجتمع حول السيارات ينتظرون العيال يجتمعون والكل يركب سيارته ويمشون ..
كان ابو عبدالله هو اللي موجود مع سوراج عند الونيت ويحملون اقفاص الحيوانات لما تفاجأ الجميع بصوت سيارات داخلة للمزرعة واول مالتفتوا للبوابة شافوا 3 سيارات شرطة موقفة عندها ..
ترك أبو عبدالله اللي بيده وعقد حواجبه وهو مستنكر وراح لهم وهو ينزل اكمامه .. اول ما بدأ يمشي تقربت له وحدة من السيارات وصارت قريبة حتى للحريم ومدخل العمارة ..
نزل الضابط وهو ماسك طاقيته وعليه نظارة شمسية ..
سارة وهي تساسر عذا ::/ ياربي ما اقدر انا على الرزة واللحية .. بذوب ..
عذا اللي يدها على قلبها وخايفة ماقدرت ما تضحك ::/ هههههههه اسكتي لا تفضحينا خلنا نشوف وش السالفة ..
قرب الضابط وسلم على ابو عبدالله ..
ابو عبدالله وهو مستغرب وجودهم ::/ خير ان شاء الله ؟؟ وش صاير ؟؟
الضابط بجدية ::/ انت زياد بن سلطان ...
ابو عبدالله مصدوم ::/ لا .. بس انتم بأي حق تدخلون ممتلكات خاصة بالصورة هذي ؟؟
طلع الضابط ورقتين من جيبه وقدمها لأبوعبدالله ::/ هذا امر بالدخول وهذا امر بإلقاء القبض ...!! (( ورفع حاجبه ))
مسكت سحر يد ندى وضغطت عليها .. اما ندى الدنيا قامت تدور فيها وما عاد تشوف شي بصورة طبيعية (( وش يبغون في زياد )) ؟؟
أما عذا شهقت وحطت يدها على فمها وتقربت منها لمياء تمسكها مع كتوفها ..!
----------------------------------
طلع الضابط ورقتين من جيبه وقدمها لأبوعبدالله ::/ هذا امر بالدخول وهذا امر بإلقاء القبض ...!! (( ورفع حاجبه ))
مسكت سحر يد ندى وضغطت عليها .. اما ندى الدنيا قامت تدور فيها وما عاد تشوف شي بصورة طبيعية (( وش يبغون في زياد )) ؟؟
أما عذا شهقت وحطت يدها على فمها وتقربت منها لمياء تمسكها مع كتوفها ..!
طلعوا الشباب من العمارة وقاموا يطالعون الوضع باستغراب ...
الضابط ::/ وين الأخ زياد لو سمحت ؟؟
ابو عبدالله بخوف ::/ ايه بس قل لي وش تبغى فيه ؟؟
الضابط ببرود ::/ خلنا نقابله وانت تعرف السالفة منه ..!!
التفت ابو عبدالله وهو يرفع صوته::/ زيــــــــاد !
تقدم زياد والبقية لأبو عبدالله والضابط و المطلوب كان على وجهه ابتسامة خفيفة ،، لكن معالم الخوف واضحة بعيونه .. و تقدم للضابط يسلم عليه ..
الضابط ::/ الأخ زياد بن سلطان ..؟؟
زياد بنبرة خوف::/ إيه نعم اخوي ..
الضابط ::// بطاقتك لو سمحت ...
طلع زياد البطاقة وهو مرتبك ومدها له ::/ وش السالفة ؟؟
الضابط وهو يرجع البطاقة له بعد ماقراها::/ احنا هنا على أساس بلاغ منك قدمته قبل اسبوعين بشأن العامل وحيد علي ..!!
انفرجت اسارير زياد وارتاح ::/ إيه طال عمرك ذكرت .. بس عاد وش صار ؟؟
ابتسم الضابط له ::/ اول شي نقدم لك شكرنا كـ سلك عسكري وامني هدفه الحفاظ على امن البلد ... ثانيا نحب نبشرك انه ببلاغك وبمراقبتنا للمكان هذا قدرنا نتوصل لعمالة مخالفة تشتغل بالمزرعة اللي بالشارع الثاني وللأسف كانت تنتج خمور وتزور اوراق نقدية .. بالإضافة إلى أن بحوزتها مئات السي ديات المخلة بالأداب ... قبضنا عليهم جميعا .. والآن احنا جايين للقبض على وحيد اللي كان من ضمن المجموعة حقتهم و نبغاك توصلنا لمكانه ..
زياد وهو يبتسم ::/ سم طال عمرك .. تفضل
تقدم زياد على الضابط وركب معهم تحت ذهول الموجودين .. واستنكارهم للشي اللي قاعد يصير الآن ..
توجه زياد مع الشرطة لمكان سكن العمال .. ونزلوا شرطيين داهموا البيت فجأة وطلعوا معهم وحيد اللي ركبوه السيارة من دون ما يشوف زياد .. وخذوه وتوجهوا طالعين من البوابة اللي دخلوا معها ..
نزّلوا زياد من السيارة عند اهله اللي ينتظرونه يفسر لهم اللي يصير ..
وابتسم له الضابط يودعه::/ مشكور اخ زياد للمرة الثانية وكثر الله من أمثالك .. عاد انت لازم تراجعنا علشان أمور الجواز والتسفير والكفالة يعني الأمور القانونية الروتينية ..
زياد وهو يصافحه ::/ أبشر طال عمرك ولا يهمك اليوم العصر احنا عندكم ..
الضابط وهو يركب ::/ يالله مع السلامة ..
مشت السيارة وطلعت من البوابة والكل ما صدق خبر واجتمعوا عند زياد ..
ام عبدالله وهي تصيح وتمسك يد زياد::/ يمه وش السالفة .. فهمني ولا تعور قلبي ؟؟
زياد يبتسم ::/ مافيه شي يا عمة والله كل مافي الموضوع اني بلغت عن وحيد من اسبوعين او اكثر عاد هم جايين يقبضون عليه .. يمكن كانوا يراقبونه هذيك الفترة وهذا اللي أخرهم ؟؟
عذا كانت حاطة يدها على فمها وهي تتذكر موقفها يوم ركبت معه لحالها ..
ابو عبدالله ::/ ايه طيب انت وش شفت عليه ؟؟ واحنا ما شفناه ؟؟
استحى زياد لكنه طالع عذا بنظرة وكأنه يقول ركزي على كلامي ::/ أبد من كم أسبوع جيتك وخذت منك المفتاح وقلت لك بروح للمزرعة مع ربعي إن كان ماعندك مانع .. تذكرت هذاك اليوم ..
ابو عبدالله وهو يسترجع ذاكرته ::/ايه ايه ذكرته ؟؟
تنهد زياد ::/ بس ....!رحت انا واياهم،، وبالليل ناموا هم وانا ما طاع يجيني النوم طلعت للمسبح ونزلت فيه .. وكلها دقايق الا ويوم دخل علي وحيد وقام يناظرني مستغرب ..
قال لي ::/ أنت ليه مانمت ؟؟
استغربت سؤاله بس ضحكت ورديت عليه ::/ ماطاع يجيني النوم عندك شي ينوم جيبه لي والا ورني عرض أكتافك ..
اايه المهم طلع من عندي وبعد عشر دقايق رجع ومعه سي دي في البداية أنا بصراحة استغربت اللي معه بس تقدم لي وعليه ابتسامة خبيثة ومقرفة .. قال لي ::/ شوف زياد هذا سي دي واجد كويس انت شوف بعدين ينام ,,,
خذته منه وانا على نياتي ::/ ليه هذا وش فيه ؟؟ منوم ؟؟
رد علي يضحك ::/ لالالا هاذي فلم واجد حلو انت يشوف بعدين يحس بالنوم .. انت جرب اول ..( وغمز له )
(( زياد وركز نظره الان على عذا اللي متشنجة بمكانها ومركزة عيونها بعيونه )) طلعت من المسبح وتنشفت وخذت الس دي ابطلع اروح اشوفه .. يوم دريت ناداني وهو يقول ::/ انت أي شي يبغى ،، أو أي حااااااااااااجة بس قول وحيد وانا يجيب حق أنته..
قلت مستغرب ::/ شي مثل إيش يعني ؟؟
وحيد وهو يغمز له::/ أي شي انا ما فيه مشكلة يجيب حق انت ...
المهم استغبيته وضحكت عليه ورحت للمجلس وشغلته على اللاب توب بس انصدمت من المشاهد اللي طلعت لي .. وبديت أقدم المشاهد علشان أتأكد من اللي شفته لكن في كل مرة يطلع لي مشهد ألعن ...!!
وش هالخمام ؟؟
ووش هالزبالة اللي هو معطيني ؟؟
أسامة وهو يضحك ::/ توم آند جيري والا سندريلا ؟؟
زياد وهو مستحي ::/ ياليته يا شيخ كان أرحم ..!! الا طلع شي أفظع .. شي مقرف .. وطلع فلم مخل بالأداب والذوق البشري ..!!
عاد جاريته بالكلام وخليته يجيب لي أفلام وخرابيطه هاللي كان يقول لي عنها .. لحد ما حسيت ان وراه بلاوي فبلغت عنه وهم يتكفلون به ... !! وبس هذي هي السالفة كلها ..
عذا هنا شهقت بقوووة وهي تحط يدها على فمها .. الحين وضح كل شي لها ؟؟ وضح ليش كان زعلان عليها ومتضايق بالحيل .. عرفت ليه كان ما عنده مانع يتعنى لبيتهم مرة ثانية علشان يجيبها ولا يخلي وحيد يآخذها ..
ندى التفتت على عذا على طول وهي تحمد ربها اللي ستر على بنت عمتها ولا صار لها شي ...
ام عبدالله ::/ حسبي الله عليه وحنا مآمنينه وكل ما اخذ سوراج إجازة جبناه هو بداله .. حسبي الله عليه ونعم الوكيل ...
ابو عبدالله ::/ الحمدلله اللي الله كفانا شره .. وما شفنا منه شي .. (( ومشى راجع لونيته ))
تفرقوا كلهم وكلاً راح يركب بسيارته .. وزياد قرب لعمته يسلم عليها ..
زياد وهو يحب رأسها ::/ يالله عاد يا عمة نشوفك على خير ..
ام عبدالله ::/ مع السلامة حبيبي والله يوفقك يا رب ويستر عليك دنيا وآخرة ... بس عاد لا تقطعني خلني أشوفك انت وأختك ..
زياد يبتسم لها بحنان ::/ أبشري ماطلبتي .. يالله فمان الله ..
مشى عنها زياد وكانت عذا لازلت متصنمة بمكانها .. مر عليها وهو يهمس ..
::/ آســــف ..
انتبهت عذا لكلامه واستحت يوم سمعت صوته لأنها تذكرت موقفها معه واحمرت خدودها بس يوم التفتت شافته رايح يركب السيارة وما مداها تشكره ولا شي ..
(( والله اني أحبك ... أولها خاف علي من وحيد وبغى يموت ومع ذلك انا تشرهت عليه وقلت سخيف ويبالغ وما عنده ثقة فيني ولا في الناس وشكاك .. والثانية انقذني من سويرة القشرى ومع ذلك سبيته وما رضيت امس أكلمه وخليته يحترق وهو على اعصابه ... يا بعد قلبي طلع هو الحبيب وأنا الأنانية اللي ما أراعي شعوره ..))
حاولت تهدي نفسها لا تنفضح عند امها وتكتشف سالفتها هذاك اليوم .. وراحت لسيارتهم تركب ... وبعد دقايق معدودة كانت المزرعة فاضية وخالية من سكانها الأصليين وعلى أتم اهبة واستعداد لإستقبال سكانها الجدد ...
---------------------------------------------------------------------------
كانت سيارتهم يعم فيها الهدوء .. إلا من صوت الإف إم بس بعد كان مقصر على الصوت ... البنات وراء كل شوي يتهامسون بصوت واطي ويسولفون مع بعض ...
أما زياد فـ كان عايش في عالمه الخاص وهواجيسه .. أما مصعب فـ ساكت يمكن لأن مافيه شي معين يسولف عنه .... وقفوا عند اول إشارة قابلتهم من طلعوا من المزرعة و فجأة سمعوا صوت زياد يضحك ..::/ هههههههههههههههه شوفوا السيارة اللي جنبنا ..!!
التفتوا البنات ومااااااتوا من الضحك ... كانت وحده جالسة بجنب الدريشة والظاهر ان اللي جالسة جنبها منسدحة وممدة رجولها وملزقتها بالشباك يعني السيارات اللي برا تشوف مواطيها من وراء الدريشة .. والبنت اللي جالسة كل شوي تضربها مع رجولها وتنزلها عنها ...
ندى :::/ احلف لك انها سويرة .. واللي جالسة جنب الدريشة لمو ..
زياد ابتسم ::/ سارة و لمو ..!!! ههههههههههههههه ثنائي فظيع بصراحة ..!!
مصعب ::/ وش كبرها هالسارة ؟؟
التفت عليه زياد ورافع حاجبه ::/ استح على وجهك ؟؟ المفروض تسوي نفسك كأنك ماسمعت شي ...
رفع مصعب حواجبه باستهزاء ::/ يعني سارة ذي أطهر من عائشة وإلا خديجة يوم أنك ما تبغانا نعرف أسمها وإلا عمرها ..!! تخلف
زياد يضحك ::/ هههههههههههههههههههه شكلك وانت متحمس يبغالك صورة .. ولايهمك سارة في ثالث متوسط ... هاه ارتحت ...؟؟
مصعب وهو يتسند ::/ ايه الله يريح بالك ..
ندى بلهفة ::/ شف الوصخة الى الآن مانزلت رجولها ..(( وطلعت جوالها )) ابدق عليها أهاوشها ...
اتصلت ندى على سارة وأول ماردت عليها قامت تضحك ::/ ههههههههههههههههههههههههه هيه أنتي من زين هالرجول الوسخة تطلعينها مع الشباك على الأقل كان سويتي منيكير وبديكير يوم انه عندك هالنية..
سارة وهي تلعب برجولها في الشباك ::/ هاه وش رايك فيهم الحين ؟؟ تراني قعدت أرقصهم لك ...
ندى فاطسة هي واللي معها من الضحك ::/ أقول تكفين دخليهم ترى مو ناقصين حوادث ...
تهاوشت سارة مع اللي جنبها وتضرب رجولها ::/ هيه أنت عذوه تراه يعور .. لا تقرصين من هنا يوجع يادوبا ...
ندى تشهق ::/ لاتقولين أنها هي اللي عند الدريشة؟؟
سارة تضحك ::/ إلا هي .. عقدتها بحياتها صح ..؟؟؟ ههههههههههههههههههااااي
ندى ::/ ياويلك من ربي هذا وأنتم توكم متراضين ؟؟ تصدقين على بالي لمياء ..
سارة تشهق ::/ ما انت بصاحية كان تشوفيني تحت هالشاحنة اللي قدامنا ...
ندى ::/ ايه عز الله بس مستقوية على هالمسكينة ... وين عمتي خليها تهاوشك ..
سارة ::/ ((إيه طيب طيب)) ،، ونزلت رجولها ..
ندى ::/ وينهم المزيونات وين وديتيهم ؟؟
سارة تتنهد ::/ حكم قراقوش ..
ندى تضحك ::/ ههههههههههههه من اللي هاوشك ؟؟
سارة ::/ يعني تستغبين .؟؟سي العمدة
ضحكت ندى عليها موت وقاطعها صوت مسج وصلها ..
ندى ::/ اصبري شوي سارة وصلني مسج خليني أشوفه ..
سارة بتملل ::/ ايه واقريه علي ..
ندى ::/ زين ..
فتحت ندى المسج وكان من زياد ضحكت اول ماشافت اسمه وابتسمت لما شافته كاتب (( قولي لها تعقل ولا تأذيها لا أكفر فيها وأنسيها حليب أمها ...فاهمة !!))
ضحكت ندى وهي ترجع لسارة ::/ اسمعي يقولك فيه واحد محشش شاف أمه تحترق .. قال وش عندها الوالدة منورة ؟؟؟ خخخ
سارة ماسكة ضحكتها ::// سخيفة ماتضحك وقديمة ...!؟
ندى ::/ معليش المهم عاجبتني ... عاد أقول لك الله الله فيها واعقلي ولا تأذينها لاأكفر فيك وانسيك حليب امك زين ... فهمتي...
سارة اللي ماتت من الضحك ::/ احلفي انها مو هي المسج اللي تو وصلك ..
ندى تضحك ::/ إلا صح عليك .. ويالله عاد مع السلامة ...
سارة تضحك ::/ زين لا توصون حريص .. مع السلامة
نزلت ندى جوالها ورجعته لشنطتها وعلى وجهها بقايا الضحك .. تعجبها حياة عيال عمتها ... خصوصا انهم ثلاث اخوات متفاهمات واخوين متعاضدين .. وتموت على تعامل عمتها وزوجها مع عيالهم وتحس أنهم فعلا يشكلون شلة أصدقاء مو عائلة بس ... مع أن ندى مو ناقصها شي بس سبحان الله محد راضي باللي عنده .. وابن آدم ما يملى عينه غير التراب ... وصدق الرسول لما قال انظروا لمن هو ادنى منكم ...
وصلوا للبيت اخيرا ووقفهم زياد عند المدخل النسائي ،،، شافوا مشاري و طلال وراشد واقفين عند سيارة الأخير ويسولفون وقريبين من الباب .. نزلوا البنات ونزلوا معهم العيال حتى يسلمون على الشباب ... تقدموا لهم وتقابلوا على رصيف البيت .. وخذوا سلامات بعض ...
بس طلال ما حب يفوت الفرصة وعلى طول التفت للبنات يسلم عليهم ..
طلال يكلم سحر ::/وش اخبارك سحر عسى استانستي ؟؟
سحر مبتسمة من وراء النقاب ::/ الحمدلله على كل حال والله ليتكم كنتم معنا ...
المزرعة بصراحة روعة ..
طلال ::/ يالله ما انكتب اننا نروح ...
وجّه نظره لندى وعيونه تفضحه :/ كيف حالك ندى ؟؟
ندى وتحس ان الأكسجين خلص ومو قادرة تسيطر على رجفة يديها بلعت ريقها بصعوبة ::/ بخير ...
سحبت ندى يد سحر وراحوا للباب علشان يدخلون ... سحر كانت تضحك على بنت عمها وتصرفها .. بس وقفتها وسحبت يدها منها ::/ انتي شوي شوي .. عورتي يدي .. حشى يابنت الحلال ماتسوى عليك ..
ندى من دون تلتفت ::/ انا بطلع فوق ..
ضحكت سحر وتركتها على راحتها وخلتها تطلع مع الدرج الخارجي لغرفتها .. بس هي توجهت للصالة مشتاااقة لأمها موت ...
دخلت للصالة وهي تتنفس بقوة اشتاقت لريحة بخور بيتهم .. واشتاقت لأمها وحضنها الحنون .. وطبعا ماتنكر أنها اشتاقت لأبوها الغالي ومشاري اكثر واحد ..
شافت وحدة طالعة من المطابخ ومتوجهه للصالة.. صرخت عليها ::/ ريماااااااااااااااااااااااااااني يالدوبه أنتم عندنا ..
ريم تلتفت عليها ومعقده حواجبها ::/ يمه بسم الله علي من وين طلعتي ؟؟ لا تقولين جيتي من أرض الديجيتال ..
تقدمت لها سحر وهي تضحك ::/ ههههههههههههههههههههه سخيفة انت وجهك .. وش عندكم جايين يوم رحت ؟؟
ريم وهي تسلم عليها وتضمها ::/وش نسوي بأمي طقت ببالها اننا نتغدى عندكم وامك بعد عزمتنا ..
سحر ::/ صدق نحاااسة ليتني عارفة كنت جيت من بدري ..
ريم تغمزلها ::/ عادي يابنت الحلال المهم انك كنت مع بعض الناس .. ويومين كاملات وماادري إيش ..
سحر تبتسم بخجل :::/ اللي يسمعك يقول مافي المزرعة الا انا وهو ..
ريم وهي تسحبها يجلسون على الأريكة ::/ هاه قولي لي وش قال لك ووش قلتي له ؟؟ قدرتي تقابلينه وتبوحين لها بما يكنه قلبك ؟؟
سحر تضربها على كتفها :::/ ترى احنا مو بفلم مصري .. بالسعودية ؟؟
ريم ::/طيب سولفي قولي لي وش صار يالله ..
سحر وهي تحط يدها على قلبها ::/ آآآآآآآآآآآآآآآه ياريم ..
ريم وهي تمسك يدها ::/ لو سمحتي مو وقت قلبك الحين سولفي اول وعقب نشوف وش سالفة قلبك ..!!
سحر وهي تضحك ::/ الله يقلع بليسك .. أقولك والله العظيم طلع شي ... تتذكرين لما كنت أقول لك انه ينضح بالرجولة .. وان معدنه أصيل وإنه إنسان محترم جداً حتى ابوي اللي يغلط عليه بالطالعة والنازلة هو مايقول له ولا نص كلمة .. اليوم اثبت انه مازال على عهدي به ... لا وازيدك من الشعر بيت طلع حنووون لأبعد الحدود ... تصدقين كل يوم احس اني أحبه أكثر عن اليوم اللي قبله ... ماادري وش أسوي ريموه ودي أصرخ وأقوله تراني أحبك ..(( ووقفت وهي تحرك يديها)) يعني تعرفين احم ودي اوقف قدامه وامسك وردة حمراء وأنا عيوني بعيونه ويده ماسكة يديني وأقوله { أحبــــــــــــــــــــك زياد **آآآآآآآآآآآآآآه (( وهي تطيح على الكنب )) والله العظيم ودي ..
ضحكت ريم على هبال بنت خالتها وجنونها العاطفي ::/ هههههههههههههههههههههه مسلسل مكسيكي طلع ليتنا على الفلم المصري أصرف ...
ونقزوا فجأة لما تنحنح ابو مشاري وينادي سحر بصوت عالي ..::/ سحر ...!!
سحر وهي تشيل عبايتها /::/ الله يقلعك عسى ماسمعني أبوي بطيح من عينه .. سم يبه سم ..
راحت سحر تركض لأبوها وطاحت بحضنه وحبته على رأسه .. حست الحين بالراحة النفسية لأنها رجعت لأهلها حقيقي ماطولت عنهم بس من شافت بيتهم ودخلته وشمت ريحة البخور حست انها من زمان عنهم وانها اشتاقت لهم ...
-------------------------------------------------------------------------------------------------------

مرت عليهم الأيام أسرع من البرق ... يوم يجر يوم وأسبوع يجر أسبوع إلى ان جت الأسابيع النهائية الفاصلة اللي هي أسابيع الإختبارات ...
الكل يعاني من هالأيام سواء كان طالب وعليه انه يدرس ويحفظ ويفهم ويستنتج ... والا كان أهل أم وأب يحاولون يهيئون الجو المناسب لعيالهم علشان يحصلون أفضل النتائج ويرفعون راسهم ويتباهون بهم ...
الأنوار الحمراء كانت مشتغلة وحالة الطوارئ معلنة استنفارها لأي حدث ممكن يصير ... هذي كانت الحالة ببيت أبو مشاري الكل متوتر ومضطرب أولا لأن عندهم ثنتين ثانوية عامة ... وثانيا لأن سحر حالتها على قدها فـ يخافون مع الضغط النفسي والإرهاق يحصل لها مضاعفات هم في غنى عنها ...
أما ببيت أبو عبدالله فكانت الأوضاع مطمئنة ... وكل شي ماشي بهدوء ونظام ... والجوهرة باذلة مجهودها وأكثر علشان تهيئ لعيالها الأجواء الهادئة والمناسبة للمذاكرة وما كانت تخليهم يحتاجون شي .. توفر لهم كل احتياجاتهم قبل لايطلبونها ...و طبعا الأهم عندها أســـــــــــــامة ...!
عند أريج وبيت ام راكان فـا لأوضاع متوترة حدها خصوصا ان راكان متواجد عندهم هاليومين ... ودخلاته وطلعاته كثيرة ،،، ومن هاللي مزعجهم باتصالاته كل شوي ولا يرد عليهم ولا ينطق بحرف .....!!! بس عموما قدروا يهيئون لهم جو خاص بعد معاناة علشان يدرسون فيه .. والحسنة الوحيدة في الموضوع ان عبير كانت مخلصة قبل الجميع فـ تدّرس أخواتها وتشوف متطلبات أريج ....
في يوم الإربعاء ..
وكان آخر يوم من اختبارات الثانوية العامة .. سحر وندى جالسين بغرفة الأخيرة يراجعون مادتهم .. و كانت الساعة قريب 5,30 الفجر ...
كانت ندى على السرير ورافعه رجولها وحاطه الكتاب عليها ومسخّره كل حواسها علشان تحفظ هالكم الهائل من التعاريف والتعاليل ....
أما سحر فكانت جالسة على كرسي المكتب وفاتحه الكتاب قدامها كـ شكل بس والا هي كانت تدندن وتغني وتلعب بشعرها ....
سحر وهي قايمة تمشي للدريشة ::/أوووووووووووف مليت قسم بالله طلعت هالمادة مع خشمي من كثر ما أراجعها .. قومي خلينا نطلع برا نغير جو ...؟؟
ندى وهي تتمتم بالتعريف وتناظر سحر ::/ فاضية أنتي .. تقولين كذا لأنك مخلصة مذاكرة .. مو انا ياحياتي ؟؟
سحر وهي تلزق وجهها بالدريشة وتطالع الحديقة ::/ والله بتغيرين جو وبتنفتح نفسك للمذاكرة ...
طالعتها ندى بنقمة وسفهتها وحطت أصابعها بأذانها وبدت تراجع بصوت عالي ،، التفتت عليها سحر وضحكت على شكلها .. نزلت الستارة اللي كانت رافعتها بيدها ومشت متوجهة للباب اللي يطلع للساحة الخارجية بغرفة ندى ..
سحر ::/ أنا نازلة ،، بتلحقيني حياك الله ...
ندى وهي تصرخ :/ لالالالا ،، اصبري لا تنزلين من هنا أخاف يطلع لك زياد في الحديقة .. ترى هذي منطقته ...
سحر بتملل ::/ أدري ..!! وياليته يطلع ..!!
ندى تضحك ::/ ههههههههههههههه عارفتك هذا اللي تبغينه ..
سحر وفاتحه الباب وماسكة مقبضه ::/ بنزل من هنا وبروح مع الجهة الثانية لاتخافين ماراح افتنه ..!!
ناظرتها ندى باستهتار ورجعت لكتابها وهي تأشر لها علشان تسكر الباب ... هزت سحر رأسها بأسى وكأنها تترحم على حالة ندى المستعصية .. طلعت من الغرفة وسكرت الباب وراها .. وهي واقفة عند راس الدرج خذت نفس عميق وحست بشعور غريب يجتاح قلبها .. ماتدري هل هو رغبة والا رهبة ؟؟؟
هل هي فعلا ودها لو يطلع زياد ويقابلها وجها لوجه ؟؟ و إلا خايفة من هالفكرة وماودها تصير ؟؟؟
تنهدت ونزلت الدرج وعينها على غرفة زياد ،، الأنوار مسكرة والمكيف متسكر بعد ؟؟ يعني مو موجود بغرفته ؟؟؟ وين بيكون راح ؟؟؟
قاومت رغبة جامحة ومرعبة في انها تتوجه لغرفته وتستكشف عالمه اللي هو عايشه وتفتش اغراضه وغرفته ...؟؟
استهبلت نفسها ومراهقتها .. ومشت متوجهه للمكان اللي تعشقه متناسية الفكرة الجريئة اللي خطرت في بالها راحت للمنطقة الخضراء اللي عند الزاوية الغربية وقدامها المسبح المحاط بالجدران الزجاجية وعليه انوار هادئة ....
اتخذت لها مقعد هناك على الطاولة والكراسي وفتحت كتابها بين يديها تقلبه يمين ويسار علشان تراجع للمرة المليون ....
اندمجت في القراءة والحفظ وماانتبهت للوقت اللي يمر عليها بسرعة ،، وما نبهها الا نور الشمس اللي سطعت على الأرض تنورها وتنعشها بعد عتمة الليل ... رفعت عينها وهي تغطيها بكفها علشان تشوف المنظر اللي فوقها .. وأول ما توازن نظرها شافت الشمس متوارية وراء مجموعة سحاب أبيض ورمادي ... وكانت صفحة السماء الزرقاء مخليه الصورة ولا أحلى ..!! ماقدرت انها تقاوم رغبتها في التصوير ؟؟ هالمشهد مايتفوت أبدا ...
رمت كتابها مادري وين ؟؟؟ وراحت تركض بكل قوتها تجيب أغراضها ...
فتحت الباب بسرعة وقوة ارتعبت بسببها ندى اللي فزت من مكانها خايفة ..
ندى ::/ سححححححححححححححححححححر وش فيك ؟؟
سحر وصوتها يلهث من بعيد ::/ ولا شي فيه منظر يجنن برا بروح أصوره ...
ندى بفقدان امل واضح وهي ترجع نظرها للكتاب ::/ انشهد انك بتنجحين بنسبة بعد هالمرة ؟؟؟
سفهتها سحر اللي أصلا ماسمعت ولا كلمة انقالت . دخلت غرفتها مثل الصاروخ وتوجهت لزاويتها المعروفة وخذت منها اللي تحتاجه .. وطلعت راجعه للمكان اللي جت منه وهي تركض ...
فتحت الباب بتنزل وندى تصرخ عليها ::/ شوي شوي لا تتزحلقين ترى الدرج يزلق ؟؟؟
اشرت لها سحر وهي تسكر الباب ... ونزلت مع الدرج برجولها الحافية وكانت تضغط على أصابعها علشان ماتزلق لحد ما توردت ...
وصلت لمكانها الأول ووقفت الستاند وركبت عليه الكاميرا وضبطت زاويتها .....
تنفست بعمق وهي تناظر ترتيبها بكل فخر ،،، ورجعت خصلتها وراء أذنها وبدت تلتقط صورها بكل انسيابية وفرح ...
في اللحظة اللي نزلت فيها كان زياد طالع من المطبخ الخلفي لبيتهم ... وقتها كان توه راجع من المسجد بعد ما صلى ركعتين بعد الشروق وقرأ قرآن علشان تحسب له حجة مع الرسول ... واول ماوصل للبيت شاف الساعة متأخرة ومايمديه ينام مرة ثانية .. فـ فضّل انه ينتظر لحد مايودي ندى للمدرسة وبعدها ينام له شوي لوقت طلعتها ... على هالأساس راح يآخذ له كأس عصير من الثلاجة بعد ما بدل ثوبه لبنطلون قطني بيج طويل شوي وتي شيرت أسود واسع و بيرجع يجلس عند التلفزيون لحد ما تخلص ندى وتطلع له ...
خذ الكاس بعد ما ملاه عصير فراولة وطلع متوجه لغرفته ومملكته وهو يحك شعره .. لكن شدت انتباهه وهو يشرب ..!!
شكلها وهي نازلة ومتحمسة وكأن وراها شي مهم أو احد ينتظرها .. اثار فضوله... استغرب نزلت ندى مثل هالوقت في الإختبارات يعني اللي يعرفه انها هالساعة ماتبي أحد حتى يكلمها ؟؟؟
اثارت فضوله وماقدر يصبر وراح يتبعها وبيده عصيره يرتشف منه كل شوي ... بس لما وصل للمكان اللي هي وقفت عنده .. توارى وراء الزاوية اللي وقف عندها .. وركز نظره في حركاتها وفي اللي بيدها بيشوف وش تسوي ؟؟ لكن لما التفتت مواجهته انصدم من اللي شافه ؟؟ اللي شافه مو ندى اخته أبداً.. مستحيل ؟؟
توسعت حدقة عينه بانبهار لما شاف بنوتة حلوه وناعمة .. واقفة على العشب وهي حافية ببرمودا رياضي أسود بخطين أبيض على جنب وتي شيرت احمر ... وشعرها الكستنائي يلمع تحت الشمس وهو مربوط بشكل ذيل حصان مرتفع ..
ركز عليها وهي واقفة تصور المشاهد ولا حاسة فيه ولا منتبهه أصلا باللي قاعد يصير حولها وكأنها مخدره ؟؟؟ (( هي ... والله انها هي أنا متأكد أنها صاحبة البدلة السوداء هذاك اليوم ؟؟؟ وهي نفسها اللي كنت افزع لها يوم كنا صغار ..؟؟ هي سحر اكيد سحر ؟؟؟))
تنهد لما حس بوخزة في قلبه تنبهه وتصحي ضميره على ان اللي قاعد يسويه خيانة ؟؟ خيانة كبيرة للي يراقبه من فوق وهو توه مصلي له ؟؟
وخيانة عظيمة لملكة عرش قلبه اللي اعلن لها الولاء من يوم طلع على الدنيا وبدء يميز ..!!
ابتسم وهو يدور على نفسه راجع لغرفته وانفرجت اساريره بنشوة لما تذكر صورتها ورجفتها بين يديه بالموقف اللي جمعهم بالمزرعة ...!! واثبت له هالموقف انه مهما يكون مستحيل انها تغيب عن باله او ان احد ممكن يحتل مكانها .... وردد بصوت عالي بينه وبين نفسه وبحالمية نزارية ((يا امرأة قلبت تاريخي *** إني مذبوح فيك من الشريان الى الشريان )) تنهد ويده على جبهته (( أقسم بربي سيدتي فحبك علمني الهذيان ؟؟؟))
---------------------------------------------------------------------
على سفرة الفطور كانت أريج متربعة على الأرض وكتابها بحضنها وكوب الحليب بيدها ... تشرب شوي وتنزل راسها تراجع شوي ...
كانت امها جالسة على الكنبه ونايمه على رجلها بنتها أنوار اللي برابع ابتدائي .. هي صدق عطلت بس نظام المدرسة لا زال مسيطر عليها تنام بدري وتصحى بدري ... بعكس نورة اللي بسادس ابتدائي من عطلت وهي ما تقوم الاالظهر ...
دخلت عبير وبيدها سندوتشات مرتديلا مسويتها .. قربت للسفرة وحطتها جنب أريج بعد ماخذت وحده ومدتها لأنوار ...
عبير بحنان ::/ أتركي الكتاب شوي وافطري ؟؟
أريج بهمهمة ::/ معليش أذاكر وأكل .. (( ورفعت رأسها متفاجئة )) الا وش عندك صاحية اليوم بدري ؟؟
عبير تضحك :/ أصلا مابعد نمت الى الحين ؟؟
أريج باستفهام::/ ومتى ان شاء الله ناوية تنامين ؟؟
عبير وهي قايمة ::/ الحين بطلع انام بس حبيت اتطمن عليك آخر يوم ..
أريج :/ مشكورة ماتقصرين .. يالله روحي نامي مو اذا جيت الظهر قلتي معليش ماقمت بدري مافيه غداء ؟؟
عبير وهي تضحك ::/ لا لاتخافين اهم شي عندنا بطنك لازم نسكته والا ماراح نرتاح ...
دق التليفون عليهم في هالأثناء .. وحطت ام راكان يدها على قلبها ماتدري وش المصيبة اللي ممكن تجيهم من وراء هالإتصال في مثل هالوقت ..
راحت عبير ترد عالتليفون علشان تنهي هالتوتر ..
عبيربحزم ::/ ألوووو ؟؟
::/....................................... (( لارد ))
عبير وارتاحت لأنها عرفت انه هو اللعاب نفسه ::/ الحين متصل علشان تسكت..؟؟ روح نام يا اخي أبرك لك ...
وتوها بتسكر السماعة بوجهه بس فاجئها لما قال بصوت بشع ::/ ووشلون تبيني انام وانتي بعيدة عني ؟؟؟
سكتت عبير وتصنمت والسماعة بأذنها وما انتبهت انه قطع الخط .. فاجئها بكلامه و رده .. وقح ونذل بس هين انا اوريك ...؟؟
قاطعتها امها بخوف ::/ عبورة من هو ؟؟
عبير اللي وعت لنفسها :/ زي العادة يمه مايرد ...
نزلت السماعة بيد ترتجف وتوجهت لغرفتها تنشد الراحة على سريرها ...
بس وين بتلاقين الراحة بعد اليوم يا عبير ؟؟؟

*************

ركبت السيارة وهي مرتبشة وشكلها حوسه ،، وفوضى ... سلمت بسرعة وسكرت الباب ..
زياد وهو يشغل السيارة ::/ وش فيك اليوم متأخرة ؟؟
ندى وهي تلهث ::/ اسكت بغى يفوتني الإختبار و أنا أراجع .. بس أشوى ان سحر دخلت علي ونبهتني ؟؟؟
زياد بمرح ::/ اوووه اجل طلعتي دافورة وماتحسين بالوقت وانت تذاكرين من الإنسجام ...؟
ندى وهي تحوس بشنطتها تطلع كتابها ::/ ايه بالحيل ..!! أصلا محد حاس بمعاناتي وأنا تو اني مخلصة المنهج ...
سكت زياد عنها مع أن تفكيره مشغول .. ورفع صوت المسجل قراءة الشيخ العجمي ... بس مدت يدها وهي تقصر ::/ لو سمحت ابغى اركز ؟؟
مد يده زياد وهو يتأفف وسكر المسجل كله ...
طول الطريق وهو وده يسألها .. بس مايعرف وش الطريقة المناسبة اللي يبدأ فيها ؟؟؟؟ لكن في نفس الوقت مايقدر يسكت يبي يستفسر اكثر يبي يعرف عنها أكثر .. يبي يشوف وش كانت تسوي اليوم الصبح .. مايدري هل هو فضول والا اهتمام مفاجئ ... لكن اللي يعرفه انه مايقدر يسكت
زياد بتردد ::/ وش عندك اليوم تراكضين مع الدرج ؟؟
ندى من دون ماتناظره ::/ مانزلت ولا راكضت ؟؟
زياد باصرار ::/ الا انا شايفك وانت تنزلين ومعك خرابيط بيدك ..
ندى ورفعت راسها تناظره ::/ ايـــــــــــــــه ,,, لا ماكانت انا ؟؟
زياد يتلعثم ::/ أجل كانت مين ؟؟
ندى ::/ وانت وش عليك ؟؟ وش تبغى فيها ؟؟
زياد بصوت عالي شوي ::/ ماعلي من شي بس لفتت انتباهي بربشتها وتحمسها وبشوف وش عندها على هالصبح ؟؟
ندى اللي ماكان عندها مشكلة تعلمه ::/طيب كم فيه من بنت بالبيت ؟؟
زياد بقلة صبر::/ أنت وبنت عمك .؟؟
ندى وهي تفتح الصفحة ::/ وانا مانزلت اليوم ؟؟ يعني من تكون ؟؟
زياد بابتسامة ::/ يعني سحر .. بس كان معها خرابيط وش كانت ؟؟
ندى وهي تحس انها فرصتها ::/ ايه كاميرا وستاند ومادري وش تقول شافت منظر حلو بتروح تصوره (( وبنبرة تفكير)) تصدق ماسألتها عن المنظر ؟؟
زياد باهتمام ::/ يعني هي تحب التصوير ؟؟؟
ندى بمبالغة :/ تحبه ؟؟ الا تموت فيه .. والله لو اتشوف صورها ابداااااع !!
ماشاء الله عليها عندها مهارة في التصوير حتى لو كنت قرد تطلعك غزال ولو كنت قبيح بتطلع أوسم واحد على وجه الأرض..
زياد بسخرية ::/ لا أجل ليتها تصورك ؟؟
ندى باستهزاء::/ مسكين هذا أنت ... وبعدين ترى عندها صورة لك ؟؟
زياد بصدمة ::/ لي أنا ؟؟؟ ومن متى ماخذتها ؟؟
ندى وهي ترتاح بجلستها ::/ يوم انك تتخرج من الثانوي مع مصعب ..!!
زياد متفاجئ ::/ طيب وريني اياها اذا رجعنا زين ؟؟
ندى ::/ طيب يصير خير ... بس عاد خلاص اسكت خلني اراجع ...
ضربها زياد على راسها وهو يضحك ... وسند يده على الدريشة وحط كفه على لحيته ويده الثانية ماسك بها المقود وكأنها جلسة واحد يفكر بشي وشي خطير بعد .............................................!!؟
---------------------------------------------------------------------

بعد الظهر ...
دخل وهو هلكان من الحر ... سكر الباب من وراه وحط شماغه على كتفه .. و مشى وهو يسحب رجليه على الأرض ومو قادر يصدق أنه خلاص خلّص اختبارات ... هاليومين الأخيرات هدوا حيله لأنهم مادتين صعبات وهو ما ارتاح ولا اخذ كفايته من النوم ...
دخل مع بوابة الصالة .. وواجهته موجة برد منعشة جاية من التكييف المركزي بالصالة ... استنشق هالهواء برئتين متعطشات .. ورمى كتابه وشماغه على الكرسي اللي بجنبه .. وفتح أزرار ثوبه العلوية ...
بس انتبه للهدووء بالبيت مو بالعادة يصير بيتهم كذا ؟؟ خصوصا ان عذا وسارة معطلات ؟؟ وكأنه شايف لمياء نايمة عندهم امس ؟؟
أسامة بصوت عالي ::/ يمـــــــــــــــــــــــــــــه ؟؟؟
سكت شوي ينتظر رد منها ..؟ لكن لاحياة لمن تنادي ؟؟ قرصه قلبه خاف لا يكون صاير لأحد منهم شي ...
تقدم لوسط الصالة وهو ينادي أمه .. بس انتبه لقطعة الفلين السوداء المعلقة بالجدار وكأن شي مكتوب عليها بالأبيض ...؟؟
قرب لها وشافهم كاتبين (( ان كنت تبغانا اتبع السهم المرسوم ...))
ابتسم على حركاتهم ومشى يتبع السهم ....
أول ماوصل لممر الرجال شاف فلينه ثانية معلقة ... قرب لها وضحك بخفيف وهو يقرأ (( ترى أنت اللي جيتنا برجليك احنا ماغصبناك ولا ضربناك على يدك تحمل اللي يجيك ؟؟؟ )) ضحك وتبع سهمهم هالمرة ..
يوم وصل لمجلس الرجال لقى لوحة فلين حمراء قرب لها .. وضحك بقهقه وهو يقرأ (( اتشهد واكتب وصيتك ؟؟ مانضمن لك حياتك ؟؟))
قرب للمجلس لأنه هو نهاية المطاف .. سمى بسم الله لأنهم مو هينات وحط يده على المقبض ودار به شوي شوي ... طل براسه من ورا الباب وشاف الدنيا مظلمة والمكيف شغال بس محد له صوت ...
فتح الباب زيادة شوي وهو بيدخل ... تفاجأ بمويه بـااااااااااااااااااااااااااااااردة تجيه من فوقه .. شهق بقوة من الصدمة والبرودة ... التفت بسرعة وراه يشوف وش السالفة بس مالقى أحد رفع راسه ونفس الشي مالقى أحد ...
تنهد وهو يتحسب على العدو ..
سمع صوت همس جاي من ورى الكنب اللي بالزاوية اللي على يمينه ابتسم بخبث وقال بيخوفهم ...
قرب للزاوية .. بس ماحس بنفسه الا ووجهه بالأرض طايح ...
التفت بيشوف وش تخرطف فيه بس مالقى شي ... لكن لما شاف الباب لقى لمياء ومهند وولدها واقفين ..
لمياء مبتسمة ::/ ألف ألف مبروك العطلة ...
قرب له مهند وطلع من وراه بخاخ الثلج وبدء يبخ عليه وشاركه هالمهزلة أمه وخالاته عذا وسارة ..
كان أسامة غرقان من الوصخ ويصرخ عليهم باستسلام ويرفع يديه علشان يوقفون ...
وفعلا بالنهاية عطفوا عليه ووقفوا اللعب وهم يضحكون ومستانسين ..
انقرف أسامة من الوضع وبدء يشيل الوصخ من على وجهه .. لكن انصدم لما تقدموا له سارة ومهند وباسوه مع خده وبصوت واحد :::/ ألف مبروووووووووووووووك العطلة ...؟
أسامة وهو مستحي من حركتهم ::/ ايه بس تو اني مانجحت ؟؟
لمياء وهي تتقدم وتولع الشموع ::/ ماعليه بتنجح وبتفوق بعد .. وقل ماقالته لمياء اختي ؟؟
أسامة وهو بيطلع يغسل ::/ آمين من بؤك لباب السماء ..
قابل أمه وأبوه عند الباب وهم داخلين وكان أبوه متكتف أمه ...
أسامة بفتنه وقف قدام امه وهو رافع يديه بموازاة كتفه ::/ شفتي يمه وش سوو ؟؟ قال إيش محتفلين فيني وبعطلتي ؟؟أمحق احتفال ؟؟
ام عبدالله وهي تضحك ::/ والله انه ماطاوعني قلبي أخليهم عليك .. بس وش أسوي مابيدي حيلة ..
أبو عبدالله وهو يضحك لأسامة ::/هههههههه معطيني البنات إكرامية علشان أحرسها وماتطلع لك وتخرب عليهم ..؟؟
ضحك الجميع ودخلت عليهم ميري وبيدها كيكة كبيرة بالشيكولاته .. وأسامة مطير عيونه بالكيكة ومن جد كان متلذذ لها ومشتهي ينقض عليها الحين ...
تقدمت ميري وحطتها على الطاولة وتوجهت لأسامة وهي تبتستم وقالت::/ happy birth day
أسامة مستغرب ::/ بعد اليوم عيد ميلادي ؟؟
عذا تضحك عليه وهي تمسك يده وتسحبه لمكان الكيكة ::/ بقوة مصدق عمره ... تعال بس الحبيبة مضيعه ماتدري وش المناسبة فتوقعتها عيد ميلاد ؟
ضحك أسامة وتقدموا كلهم علشان يقصون الكيكة .. وشغلت سارة التصوير وبدت تصور الجميع .. قدموا أسامة عليهم علشان ينال شرف تقصيص الكيكة ومسكّوه السكينة .. واول ماتقدم ضحك بقوة على التعليق اللي كاتبينه على وجه الكيكة ..
((( الحين عطلت وتفرغت لنا .. على فكرة ترى سوراج عنده إجازة شهرين))
أسامة وسط ضحكاته //:: والله اني عارف انكم مصالح .؟..
وزعوا الكيك وبدوا يستهبلون ويصورون فرحتهم علشان تكون لهم ذكرى وماينسونها .........!!
---------------------------------------------------------------------
دخلوا الثنتين وهم هلكانات من قلب ... اضطر زياد اليوم يجيبهم كلهم لأن السواق مشغول مع أم مشاري وأختها ...!
سحر وهي تصفق ::/ yes we made it
ندى وهي ترمي شنطتها على الأريكة ::/ واخيرا ،،، مابغينا نخلص ..!! باقي عاد النتيجة الله يستر منها ؟؟
سحر وهي تلم عبايتها ::/ مو مهم النتيجة الحين المهم عندي استانس واعوض الايام اللي فاتت .. وارجع للتلفزيون ... وارجع لفريندز من جد مشتاقة لهم من زمان ماشفتهم ؟؟
ندى وهي ترفع السماعة وتحول للمطبخ ::/ تصدقين اني ماشفت فلم هيرثك اللي جابته غادة (( وترد على التحويلة )) ألووو ايلينا جيبي قهوة الحين بالصالة زين ؟؟ لا تتأخرين ..!! باي ((وسكرت)) والله اني متحمسة بالحيل الظاهر بسهر عليه اليوم ...
سحر وهي تشيل أغراضها ::/ انا بطلع فوق اجيب شوكولاتات مع القهوة ..!! من زمان ماتقهويت حتى ..!!
ندى وهي ترمي نفسها على الكنب ::/ طيب ونزلي معك صورة زياد ؟؟
سحر وهي توقف بنص الدرج مستغربة ::/ ليش وش اللي طرى عليك تبغينها ؟؟
ندى بعدم اهتمام ::/ هو يبغى يشوفها ..
نشف دم سحر بعروقها ::/ وهو وش عرفه انها عندي ؟؟
ندى بنظرة خبيثة ::/عادي اليوم دار حديث عليك وقلت له عنك وعن تصويرك ... واممممممممممممم تراه شافك اليوم (( وغمزت لها ))
عبير وفراشات بطنها بدت تلعب ::/ كذااااااااااااااااااااااااااااابة ؟؟
ندى وهي تحرك القنوات ::/ والله العظيم .. يالله عادي روحي جيبي اللي تبغين ... ولا تنسين الصورة وان كنتي بتجيبين زيادة مو مشكلة ..؟
سكتت سحر وماقدرت ترد لأن لسانها انعقد ..!!
يعني معقولة شافني بالبيجامة ...؟ ياربي منه ليته صبر على الأقل وشافني بمريول المدرسة ...
ركضت سحر على الدرج وتفكيرها موديها لعالمها الوردي الخاص .. المكان اللي تشوف زياد فيه وكأنه فارس بخيل أبيض ينتظرها عند بوابة القصر بابتسامته الرجولية العذبة ..!!
اما عند ندى .. فـ كانت متنرفزة حدها من صوت التليفون ومالها خلق تقوم ترد عليه لأنه باختصار مالها نفس تكلم أحد أبد ....
دخلت ايلينا في هاللحظة والتفتت عليها ندى باستنجاد وهي تمد يدها لصينية القهوة ::/ هاتي الصينية وانتي ردي على التليفون ..
سلمتها ايلينا اللي بيدها ورجعت ترد على التليفون .. بس لما وصلت انقطع الخط ... والتفتت على ندى علشان توضح لها وش تسوي .. بس مالقت منها إشارة فـ وقفت تنتظره يرن مرة ثانية ..
مرت دقيقة ودقيقتين والتليفون مادق .. تمللت ايلينا من وقفتها وخصوصا أن عندها في المطبخ أشغال كثر شعر رأسها فالتفتت على ندى اللي مندمجة على الآخر ..
ايلينا ::/ ندى ..!! انا بيروح الحين .. إف تليفون يرن كول مي علشان يرد .. أوكي ..
ناظرتها ندى مفتشلة منها ماتوقعتها بتوقف الى الحين تنتظره يرن .. فابتسمت لها وهي تقول ::/ أوكي خلاص روحي ..
طلعت ايلينا من الغرفة وماامداها تتعدى مسافة الا والتليفون يرن مرة ثانية ..
تأففت ندى .. مالقى يرن الا يوم طلعت ؟؟ يعني لازم أرد عليه .. استحت تنادي ايلينا علشان ترد وقامت بتأفف ورفعت السماعة ..
ندى ::/ مرحبــا ؟.؟
..::/ أهلين .؟؟ وينكم عن التليفون لي ساعة وانا ادق ومااحد يرد ؟؟
ندى وهي تتلعثم من صوته اللي هزها من داخل ::/ لا لأنه مافيه احد بالبيت واحنا تونا داخلين من المدرسة ..
مشاري يتنهد باريحية وهو يسأل ::/ مين سحر ؟؟
ندى وعضلات معدتها منقبضة ::/ لا .....ندى ؟؟
مشاري ::/ هلا ندى كيف حالك وكيف الإختبارات ان شاء الله زينه ؟؟
ندى ::/ الحمدلله سوينا اللي علينا والباقي على الله .. انت وش اخبارك وكيفها لندن معك ؟؟
مشاري ::/ الحمدلله أموري تمام .. وراجع ان شاء الله بعد يومين ...
ندى تغصب نفسها تبتسم ::/ زين توصل بالسلامة ان شاء الله ..
مشاري ::/ الله يسلمك .. اجل تقولين امي مو موجودة ؟؟
ندى ::/ ايه مو موجودة رجعنا من المدرسة ومالقيناها ..؟؟
مشاري ::/ أهااا .. زين وسحر قريبة منك ؟؟
ندى بسرعة ::/ لالا بعيدة بس لو تبغاها اروح اناديها ؟؟
مشاري وصوته بدأ يبعد والإزعاج بدأ يزيد ::/ لالا مايحتاج .. سلمي عليهم انتي زين ..؟
ندى ::/ يوصل ان شاء........
وانقطع الخط قبل ماتكمل كلامها ... شالت السماعة من أذنها وقامت تطالعها بهيبة .. تنهدت من قلب ورجعت السماعة لمكانها وغمضت عيونها علشان تعيد توازنها .. "" مادري ليش صوته يهزني ويأثر علي بشكل مرعب ..""
داهمتها سحر من وراها وهي تدغدغها من خواصرها .. نقزت ندى بسبة حركتها وهي تصرخ عليها ::/ سحيرة ترى ماحب هالحركة تقهرني ..
سحر وهي تتمايل قدامها ::/ وش اسوي بك ؟؟ شفتك سرحانة قلت انبهك ؟؟
ندى وهي تعطيها ظهرها راجعه للتلفزيون ::/ زين شكرا ..!! المهم ترى أخوك مشاري توه مكلمني ...
سحر وهي توقفها ::/ كذااااااااااااااااااااااااااااابة
ندى وهي تقعد جنب الصينية ::/ والله تو اني مسكرة منه ..
جلست سحر جنبها باهتمام ::/ وليش ماناديتيني أكلمه يالسخيفة ..
ندى وهي تصب القهوة ::/قلت له وقال لي لا تنادينها سلمي عليهم بس ..
أيه وتراه بيجي بعد يومين ...
سحر وهي تآخذ الفنجال ::/ كذاااااااااااااااااااا
قاطعتها ضربة على وجهها من ندى بالمخدة ..،،::/ استحي على وجهك من وصلنا وانت ماسكة لي هالكلمة ... احترميني شوي
سحر وهي ميتة من الضحك ::/ والله مو قصدي انت قلتيها مادري وش فيها ماسكة معي ؟؟ (( وطلعت لها ظرف ) المهم هذي هي الصور اللي طلبتي ..
خذت منها ندى الظرف العنابي المذهب من عند الأطراف وراحت تتمعنه وتدقق في ذوق الشخص اللي مختار ها الإطار ... فتحته تشوف الصور و اول من قابلها كانت صورة طلال وهو جالس على الأريكة العودية و وراه الصوراي اللي على الديزاين الروماني ...
ندى وهي خالصة ذايبة ::/ ياربي هذا طلوووول ؟؟ يلوموني فيه ياناس هو ولحيته ؟؟ آآآآآآآآآآآآآآآه
سحر وهي تآكل من اللي في يدها ::/ والله محد لامك فيه ؟؟ اللي اعرفه انهم يشجعون زواجكم ؟؟
ندى وهي تتحسس الصورة بيدها ::/ متى مآخذتها له ؟؟ وليه توك توريني اياها ؟؟
سحر ::/ توها جديدة من شهر .. وبعدين توني مخلصة من تضبيطها ؟؟
تنهدت ندى وهي تقلب الصورة للي بعدها .. وتجهم وجهها وانقبض صدرها لما شافت الصورة اللي بعده ،،
ندى بشبه تكشيره ::/ وهذا مشاري ؟؟ ويضحك بعد وش عنده ؟؟
سحر وهي تضربها على كتفها ::/ وجع ان شاء الله وش فيك مكشرة وانتي تقولينها (( وسحبت الصورة من عندها )) وريني أشوف .. ايه ياحبي له الحمدلله اني انتبهت له وهو يبتسم هالإبتسامة وصورته .. عاد تصدقين (( والتفتت لها )) احس انها طالعة من قلبه ؟؟ صح
ندى بنص عين::/ ليش قلتي كذا ؟؟
سحر وهي ترجع الظرف لحضن ندى ::/ مادري بس أحس انها محلية وجهه ؟؟
سكتتها ندى بنظراتها ورجعوا لقهوتهم ولقنواتهم اللي متشفقين عليها ...
--------------------------------------------------------------------
كانت دموعها على خدها وهي تودع بنات الباص اللي عاشت معهم لمدة ثلاث سنين ،،، بتفتقدهم وبتفتقد كل شي يذكرها بالمدرسة الباص وسواقه والبنات واللفة الصبح على بيوتهم .. كل شي بيذكرها بمرحلة حلوة بحياتها ... ودعت الجميع وتركتهم وراها وهي تنزل مع الباب ...
لما وقفت ورفعت شنطتها على كتفها .. انتبهت لوجود شخص واقف قدام باب البيت وهو متملل وكأنه ينتظرهم يفتحون له ... ترددت في البداية علشان تروح مع نفس الباب لكن بالنهاية قررت تلف مع الباب الثاني أصرف لها ...
وقفت على الدرجة ورنت الجرس ؟.... ردت عليها أمها بالإنتركوم واستغربت لما سمعت صوت أريج جايه من هالباب ...
لكنها ما حطت ببالها .. رجعت لسماعة التليفون وهي تصوت على أنوار علشان تفتح .. لكن طلعت لها عبير من المطبخ ...
عبير باستفهام ::/ وش عندها أريج ما معها مفتاح ؟؟
ام راكان والسماعة بيدها ::/ مادري عنها بس روحي افتحي لها عن الشمس ؟؟؟
عبير وهي مستغربة ::/ زين ...
طلعت عبير مع الباب الرئيسي لبيتهم ورجعت أم راكان لمكالمتها لكن بعد دقايق اننتبهت لعمرها .. واستأذنت من جارتها اللي معها على الخط وصوتت لعبير ::/ عبير يمه مو مع هالباب أختك مع الباب الثاني ؟؟؟؟
لكن للأسف عبير ماسمعت من امها ولا كلمة ... لأنها وصلت للباب وقربت تفتحه ...
بس بالبداية وزت نفسها خلف الباب وفتحته بقوة ... وانتظرت أريج تدخل ... واول ماحطت رجلها .. طلت عبير بوجهها وهي رافعه يدينها وصرخت بوجه أريج ::/ بوووووووووووووووووووووووو مبرووك ..
طالعها بنظرات واحد خايف ومنحرج وماتوقع ان هالشي يصير .. كان توه بيتهاوش مع راكان لأنه لطعه عند الباب حول النص ساعة ... لكنه تفاجأ فيها وهي تباغته ...
أما هي فـ جمد الدم بعروقها وماعرفت وين تروح ؟؟ ودها الأرض تنشق وتبلعها ؟؟؟ والا تعيد الشريط شوي وتمسح هالحركة البايخة ؟؟؟
لكن صوته ماترك لها مجال تتصرف ... جاها وهو يجلجل وهز جدران البيت ..
راكان وعيونه حمراء يمكن من العصبية ::/ عبيررررررررررررووووووووووووووووووووووووووووووووووه ؟؟؟
بلعت عبير ريقها وهي تلتفت عليه عند باب المجلس .. ناظرته بنظرات مترددة وخايفة وكأنها تتوسله يوقف معها هالمرة ويطلب من صديقه انه يصد بعيونه اللي بتاكلها من فوق لتحت ...
قرب لها والعفاريت تتنطط قدامه وحس انها فرصته يفش غله فيها .. مسكها من شعرها بكل عنف وسحبها قدامه وهي ذليلة .. ماقدرت تقاومه لأن حيلها أصلا منهد ولا هي بوعيها من الصدمة ...ودخلوا مع باب الصالة وهو لايزال ماسك شعرها بقوة ..
راكان وهو يحرك شعرها يمين ويسار بيده ::/ من متى المعرفة بينكم علشان تفتحين له ها ؟؟؟ والا تعتقدين انه ماوراك رجال يوقفك عند حدك ؟؟؟ هذي اخلاقك وانتي مسويه نفسك قدوة ؟؟؟ تطلعين لربعي وتفتحين لهم الباب من دون غطى ولا شي ؟؟؟؟؟
فزت ام راكان من مكانها ورمت السماعة من يدها وهي تشوفهم داخلين عليها بهالمنظر البشع ::/ اتركها يمه ؟؟ قطعت شعرها حرام عليك ؟؟
راكان وهو يشد الضغط على عبير وضربها على وجهها ::/ انت ماتدرين وش تسوي بنتك ؟؟؟ قاعدة لي هنا وتكلمين وهي تلعب على كيفها ؟؟؟ ماتقولين لي وش يوديها لخويي عند الباب ؟؟؟
ام راكان وبدت تلقط طرف السالفة ::/ والله انها مالها ذنب انا اللي مانبهتها اضربني انا واتركها عنك ... (( ومسكت يده علشان يتركها ))
عبير اللي مانزلت دمعتها صرخت بوجهه لكن بخوف وتوسل ::/ والله اني كنت بفتح لأريج بس طلع لي صديقك هاللي مدري من وين جاء ؟؟
ام راكان تأكد كلام بنتها ::/ ايه والله اختك هي اللي كانت داقة الجرس بس .....
قطع كلامها وهو يرمي اخته من يده ::/ ماعلينا ...!! لكن أشوفك تعيدينها ؟؟ والا تسوين علي رجّال فاهمة ؟؟؟
حضنت أم ركان بنتها وجلست هي واياها على الأرض وبدت تمسح شعرها .. نفض يده وخذ نفس عميق ومشى بيطلع .. بس قابلته عند الباب وعليها عبايتها ... مسكها مع يدها وقربها له ..
راكان وهو يصر على أسنانه ::/ من وين جايه انت بعد وين كنت تهجولين ؟؟
أريج وهي تبلع ريقها وعينها على أمها واختها ::/ من المدرسة والله العظيم ؟؟
طالعها راكان بنظرة أخف حده ::/ ومن فتح لك الباب ؟؟
أريج والعبرة مسكرة حلقها ::/ زميلك مادري من هو ؟؟ هو اللي فتح لي ...
راكان بجنون ::/ وانتي واياه قاعدين تتمشون بالبيت ؟؟ وما كأن له رجال ؟؟
أريج ودموعها تنزل ::/ وش اسوي انصلخ جلدي من الشمس دقيت الباب بقوة ومادريت الا هو يفتح لي ... لا ومن زين الأخلاق كان يضحك ويقول لي ألحقي عليهم ؟؟؟
تركها راكان من يده وهو متنرفز ... وراحت هي تركض لأمها و اختها اللي بحضنها تشوف وش السالفة ..
أما هو فـ توجه له بالمجلس والدنيا قدامه سوداء .. صدق انه راعي حركات ولفات لا اخلاقية لكن اهل بيته لا وستين ألف لا .. مهما يكون قاسي ومهما تكون أخلاقه واطية لكن أخواته مو مثل باقي البنات اللي يرمون نفسهم على الرجال و كأنهم سلعة رخيصة ...
كان بالقوة ماسك اعصابه ... دخل المجلس وكأنه كتلة نار تتوهج .. رمى جسمه على الكنب بكل وهن وغمض عيونه ...!!
انتبه له مؤيد اللي كان يلعب بجواله .. وقام من مكانه وهو يبتسم وجلس جنبه ::/ اذكر الله يا رجال والحمد لله انها عندي مو عند غيري ..
راكان وهو يطالعه بنظرة جدية وحواجب معقودة ::/ مؤيد تراها أختي ؟؟؟ لاتنسى ..!!
مؤيد ::/ أفاااااا وانا أخوك .. اخواتك هم اخواتي ماهقيتها منك والله .. (( وابتسم ))
راكان يتنهد ::/ هذا العشم فيك ...
مؤيد ::/ هي اكبر منك والا أصغر ...؟؟
التفت عليه راكان بنظرة تعجب وكأنه يقول (( خيـــر ))
تدارك مؤيد كلمته ::/ مو قصدي بس استفسر يعني لأنك ضربتها واحسها إهانة لو كانت أكبر منك .. احم (( ونزل عينه ))
راكان باقتضاب ::/ لا أصغر ... أرجع وأقول لك تراهم اخواتي ... مو مثل الحثالة اللي تشوفهم ؟؟؟
ابستم راكان وغير الموضوع ::/ زين روق ... ويالله ما تبينا نطلع ؟؟
راكان وهو يبتسم ::/ لا يالله دقيقتين اغير لبسي وراجع لك ...
مؤيد بخبث ::/ الشقة ؟؟
راكان وهو طالع ومن دون ما يطالعه ::/ أجل وين ؟؟
وطلع من عنده وهو يسمع صوت ضحكة صديقه وحبيب قلبه على الحلوة والمرة ... وابتسم من خاطره .. وهو داخل الصالة طالع لغرفته .........!!

-----------------------------------------------------------------------------

dali2000 13-03-10 02:27 PM

على وقت المغيب كان بيت أم راكان هادئ جدا مثل العادة لما مايتواجد راكان ... كانت منسدحة على الكنب وحاضنة المخدة وعيونها بالسقف تفكر باللي صار اليوم وتلوم نفسها وخصوصا لما شافت مؤيد ونظراته .. حست انها ارتكبت خطأ في حق نفسها لأنها مالقت تطلع الا عند واحد من زملاء اخوها ..!!
تأنيب الضمير كان يآكل قلبها .. والقهر رافع ضغطها و ودها انها رادة على راكان بأي طريقة بس المهم توقفه عند حده .. عورها اليوم بزيادة .. المجرم قطع شعرها بيديه والعلامة انه لما رماها بالأرض نفض الشعر العالق بأصابعه ..حاولت تنزل دمعتها غصب لما تذكرت الألم اللي حست به ساعتها لأنها من شدته ما ذرفت دمعه وحده ... تنهدت من قلبها وهي تتذكر صديقتها حنان والأقمشة اللي اشترتها .. الحين لازم أروح معها نآخذ قياساتي .. والفستان مادري بكم يطلع سعره والقماش والحوسة كل هذا من وين بدبره .. والمشكلة مكآفأتي هالمرة تاخرت واللي معي يالله آخذ به أغراض للبيت ... معقولة أطلب من احد يسلفني ؟؟ طيب متى بردهم ؟؟ ...
أفكار كثيرة تزاحمت براسهاوحست ان الدنيا تلف فيها من التفكير والجوع .. لكنها مو مشتهية تآكل شي نفسها مسدودة وكبدها واصلة يعني لو حتى بتآخذ كأس موية ممكن ترجعه(( الله يكرمكم ))...
التفتت عليها امها وهي متألمة على حال بنتها اليوم .. عبير عمرها ماكانت هادية بهالشكل ولا مرة في حياتها كان تفكيرها صامت .. بالعكس كان كل شي يهمها تجي تسولف به على امها واختها ... لكن هالمرة تغيرت حتى الصياح ماصاحت لما ضربها أخوها ،، على الأقل كانت بتفرغ اللي بقلبها ..
تنهدت ام راكان ::/ عبورة حبيبتي ..
عبير: :/ ........................................... !!!
ام راكان ::/ عبير يمه ؟؟ وين وصلتي ؟؟
عبير وهي تنبته ::/ هلا يمه .. بغيتي شي ؟؟
ام راكان ::/ سلامة قلبك بس انت حبيبتي الحين بيأذن المغرب ولا شفتك أكلتي شي عقب ساندويتش الظهر .. قومي يمه علشاني جيبي لك غداء ...
عبير وهي تبلع غصتها ::/ لايمه معليش مااشتهي شي الحين .. صدقيني لو جعت بروح للمطبخ بنفسي وآخذ لي شي آكله ...
التفتت أريج ::/ الحين بالله عليك هذا احتفالك بي لأني خلصت .. مبوزة ومنسدحة وشوي بتصيحين ؟؟؟
عبير تبتسم بشحوب ::/ زين يعني تبيني أرقص لك .. ابشري اذا تدربت وعرفت رقصت لك ...
أريج ::/ لا يابنت الحلال مو لازم ترقصين بس ابتسمي ....
رن تليفون البيت وكلهم التفتوا له .. رمت أريج الريموت على أمها ونقزت ترد عليه..
أريج ::/ ألو ... مرحبا
::/ ..............................................!!
أريج تعلي صوتها ::/ ألووووووووووووووووووو ..!!
::/ .............................................!!
أريج ::/ الحمدلله والشكر ...
::/ وينهــــــــــــــا ؟؟؟
اريج باستغراب ::/ ألو ؟؟ وش قلت؟؟
تسكر الخط .............
طالعت أريج السماعة ولوت شفتها وعقدت حواجبها مستغربة ...
انتبهوا لها أمها واختها ووقفتها اللي طالت بجنب التليفون ..
عبير وقلبها ناغزها ::/ أريج من كان ؟؟
أريج وهي راجعة لهم ::/ ماادري كان ساكت طول الوقت بس على نهاية المكالمة قال شي لكني ماميزته ؟؟ مادري وش قال ..؟؟
عبير فار دمها حده لما تذكرت مكالمته اليوم الصبح والكلام اللي قاله لها بصوت مقرف ... خافت لايكون قال لأختها نفس الشي ... حلفت انها ما تخليه ولو اتصل مرة ثانية بتكسر له راسه ...
رن التليفون ونقزت عبير لأنها حست انها فرصتها ...
عبير بصوت عالي ::/ نعـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــم ..!!
::/ استغفر الله ياربي ... شوي شوي قصري صوتك من زينه وبعد تصرخين ؟؟
عبير وهي مغمضه عيونها من الفشيلة وعاضه على شفتها ::/ آآآآآآسفة أمونه ماكان قصدي والله ..
إيمان ::/ زين وش بلاك معصبة ؟؟
عبير وماحبت تقول لبنت عمها شي ::/ لا بس كنت أصلح كيكة واحترقت عاد انقهرت لأني تعبانه عليها ومشتهيتها ..
إيمان ::/ هههههههههههه أحسن شكلك ما سميتي قبل لاتبدين ..
عبير من دون نفس تضحك ::/ ههههههه شكلي كذا ..
إيمان ::/ هاه بشري طلعت نتيجتك ؟؟
عبير ::/ الحمدلله كلها ناجحة بس بقت لي مادة توها مانزلت ..!
إيمان ::/ ان شاء الله بتنجحين ماينخاف عليك ..!! المهم شوفي حبيبتي نواف أخوي موصيني أذكرك اليوم علشان تروحين تقضين أغراض بيتكم ..ويقول لك بعد المغرب ان شاء الله ..
عبير اللي كانت ناسية السالفة ::/يووه وش لون ماجت على بالي .. بس إيمان معليش اعتذري لي منه وقولي له مااقدر أروح اليوم ليته يأجلها ليوم ثاني ..
إيمان مستغربة ::/ ليش فيكم شي وش عندكم ؟؟
عبير تلعثمت ::/ لا سلامتك بس أحس اني اليوم مصدعة وما أقدر أروح ..
إيمان ::/ خلاص ماتشوفين شر بقوله هالكلام .. تآمرين بشي ثاني ؟؟
عبير مبتسمة ::/ سلامة قلبك .. سلمي على عمي وامك ..
إيمان ::/ يوصل .. يالله فمان الله
عبير ::/ مع السلامة ..
سكرت عبير عنها وتنهدت هذا اللي ناقصها اليوم انها تطلع مع نواف لا وللسوبرماركت المكان اللي يصير فيه نواف قريب منها بقوة .. مسكت راسها ورجعت لأمها واختها ورمت نفسها على الكنب ..
أريج وهي تلتفت لها :/ كل هذا كلام ؟؟ من تحاكين ؟؟
عبير :::/ هذي إيمان كنت متفقة معها علشان يودينا نواف أقضي أغراض للبيت من يومين يمكن او اكثر بس عاد نواف كان مشغول وتوها ترد علي تقول انه بيودينا اليوم ..
أريج وهي تضحك ::/ صدددددددددددددددددددددددددددددق يعني بنطلع اليوم ..؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ياحبي لك ..
عبير وهي تناظرها ::/ اللي يسمعك يقول بتروح لأكبر المجمعات التجارية .. كلها سوبر ماركت
أريج ::/ معليش المهم أطلع من زماااااااااااااااااااان ما تحركت من البيت ..
عبير ::/ عموما لاتفرحين كثير اعتذرت منها ..
ام راكان اللي لفت لها بسرعة ::/ وليش ان شاء الله ؟؟ ولد عمك على كيفك ؟؟
عبير بدلع ::/ يمه أحسن من قال له يدق على صدره ويقول اي شي تبونه قولوا لي عنه .. هذا اللي جاه ...
أريج بنص عين وتغني لأختها ::/ ياناكر المعروف آآآآآآه وياويلي وأوف ..
رن التليفون للمرة الثالثة واستغربوا كلهم وش عنده هالتليفون يا إما يدق ورى بعض والا مايدق أبد .. نقزت أريج قبل وهي تغني أما عبير فاكتفت بابتسامة وتمنت لو انها قامت قبل اختها لايكون هو اللعاب علشان تسكته ..
أريج ::/ مرررححباااااااااااااااااا
..::/ السلام عليكم ..
أريج مبتسمة وتطالع اختها ::/ وعليكم السلام والرحمة ..
نواف ::/ أريج والا ؟؟
أريج ::/ إيه طال عمرك أريج ؟؟
ابتسم نواف ::/ مبروك الإجازة وعقبال التخرج ان شاء الله
اريج :: الله يبارك فيك ويسلمك ..!!
نواف :: عبير قريبة وأقدر اكلمها ؟؟
أريج ::/إيه لكن دقيقة من فضلك ...
سدت السماعة بيدها وصرخت ::/عبيروووووووووووووووووووووووووووووه تعالي .. تليفون لك ..
عبير اللي ضحكت على أختها لأنه ماله داعي الصراخ وهي قاعده قدامها وتشوفها .. قامت متوجهه لها .. وغمزت لها أريج وهي تمد لها السماعة .. وتغني ::/ أنا ربي بلاني فيك بلوى .
عبير وتضربها على كتفها ::/ بايخة .. من هو ؟؟
اريج وهي تعطيها ظهرها ::/ ماادري بس ردي ...
عبير والسماعة على أذنها ::// مرحبا ...
نواف ................................... (( مارد ))
عبير عاقده حواجبها ::/ ألووووو ..!!
نواف اللي انتبه لنفسه بعد ماسرح بصوتها::/ هلا هلا ... عبير ...
عبير و بصوت ناعم ::/ هلا نواف كيف حالك ؟؟
نواف وهو يبلع ريقه ::/ بخير الله يسلمك .. انتم كيفكم وكيف امك واخواتك ؟؟
عبير ::/ الحمدلله كل شي تمام ..
نواف بعد تردد ::/ اااااااااااا .. مادري عبير بس قالت لي إيمان انك تعبانة .. سلامتك ..!!
عبير وهي مستحية منه ::/ الله يسلمك شوية صداع وبيروح بإذن الله ..
نواف بإحراج::/ زين ماتشوفين شر ..!! بس يعني انت ماتقدرين تروحين اليوم أبد ؟؟ لأني بصراحة كنت مفرغ نفسي لكم بعد المغرب ..
استحت عبير من كلامه وحست انها تضغط عليه .. فـ التزمت الصمت ..
نواف اللي استغرب سكوتها ::/ خلاص لو تبغين عطيني ورقة طلباتكم وانا اجيبها لكم ..
طاحت عين عبير على أختها أريج وهي تترجاها بعيونها وحركات يديها علشان توافق ... فـ حن قلبها عليها وابتسمت وهي ترد على نواف ::/ خلاص نواف تمرنا بعد المغرب ..؟؟
نواف وهو خلاص بدء يفقد السيطرة على مشاعره مايدري وش يسوي وده يصرخ ماصدق انها بتركب معه اليوم بعد وبتشم نفس الهواء اللي يتنفسه ::/ خلاص بعد المغرب ان شاء الله ..
عبير بصوتها الناعم الحنون ::/ طيب ننتظرك اذن ..
نواف بخوف عليها ::/ عبير ترى موقصدي أضغط عليك بس اذا ماتقدرين تروحين اليوم نأجلها ليوم ثاني بس انا أخاف انكم محتاجين هالأغراض وانا ما أضمن نفسي الأيام الجاية ..
عبير ::/ لا نواف عادي مو .. مو مشكلة بآكل بنادول وبصير اوكي .. بس السموحة منك حنا اللي تعبناك معنا وعطلناك عن أشغالك ..
نواف بنبرة جاد ::/ عبير عمرك لا تقولين لي هالكلام ترى يضايقني أنكم تعتبروني واحد غريب ....
عبير بأسف ::/ معليه آسفة ماكان قصدي ...
نواف وبينهي المكالمة علشان يريح قلبه ::/ زين مااطول عليك بعد المغرب ان شاء الله تكونون جاهزين .. اتفقنا ..
عبير تضحك على حركات أريج اللي قاعده قدامها::/ هههه خلاص ولا يهمك ماراح نتأخر ..
نواف وهو ميت على صوتها وهي تضحك ::/ زين يالله مع السلامة ..
عبير :/ مع السلامة ..
صفقت أريج بكل قوتها وصرخت ::/ يس هذي الأخت والا بلاش .. (( ورفعت يديها)) يارب انك توفقها وترزقها ولد الحلال اللي يدللها يارب ..
ضحكت عليها امها وعلى خبالها .. اما عبير فـ رمتها بالمخدة وهي رافعه حاجب وتقول ::/ و من قال لك اني بروح ؟؟ انت بس روحي معه وقضي الأغراض وتعالي ..
أريج بصدمة ::/ لا عبير لا تصيرين نذلة انت عارفتني استحي اروح بروحي تعالي انتي معي ..
عبير وهي تذلها ::/ أوكي بروح بس هاه ترى بشرط ..
اريج وهي توقف بحماس ::/ آمري تتدللي ..؟؟
عبير ::/ بكره كل شي يخص البيت عليك انتي انا مالي دخل ...؟؟ زين ؟؟
أريج منصدمة ::/ لا والله ؟؟
عبير تضحك ::/ هههههه إي والله .. تبين والا آسفة ماراح أروح .. (( وجلست على الكنب ..))
أريج وهي تتنهد ::/ خلاص امري لله بكره لي ... الله يصبرني عليكم من اهل ..
التفتت عليها عبير بنظرات انتصار وهزت راسها لها .... وقامت علشان تصلي وتجهز لـ الروحة ..
طلعت أريج واختها للدور الثاني .. وكل واحده راحت غرفتها بس أريج الشيطانة سمعت صوت أخواتها الصغار نورة و أنوار يلعبون بعرايسهم في غرفتهم .. دخلت عليهم بكل لؤم وهي عارفة قرار أختها عبير من هالناحية وقامت تطالعهم ..
أريج ::/ احزروا وين بنروح الحين انا وعبير ؟؟
التفتت عليها نورة ::/ وين بتروحون ؟؟
أنوار باندفاع وهي توقف::/ بنروح معاكم ؟؟
أريج وهي تبتسم بغرور::/ لالالا مافيه روحة ،،،،أنا وعبير وبس وانتم تجلسون هنا بالبيت ..!! مع أمي ..
نورة باحتجاج ::/ لا والله وش معنى أنت تروحين واحنا لا ؟؟
أريج وهي طالعة ::/ ماعاد بقى الا هي تحطين راسك من راسي ..!! ويالله لاتعطلوني ..!! (( ومشت تاركتهم وراها بعد ما قهرتهم ))
طالعت نورة أنوار وتبادلوا نظرات القهر وكأنهم يفكرون بنفس الشي وبسرعة قاموا رايحين لـ عبير يستفسرون منها عن الطلعة لأن أريج طلعت وسفهتهم وبالمرة يسوون عندها مظاهرات ...
دخلوا عليها غرفتها وشافوها جالسة على السجادة .. طالعوا بعض وتقربوا أكثر ..
نورة ::/ عبير ..!! بنروح معاكم ؟؟
التفتت عليهم عبير مستغربة ::/ وانتم من قال لكم ؟؟
انوار وهي تحرك يديها::/ أريج هي اللي قالت .. ليه تروحين انتي واياها بس واحنا لا ؟؟
نورة ::/ حنا بعد ودنا نطلع ملينا من البيت ؟؟
عبير اللي رحمتهم ابتسمت ::/ شوفوا الحين حنا روحتنا خرابيط بس بنروح السوبرماركت نشتري أغراض ونرجع .. لكن إن شاء الله يوم من الأيام بنروح انا وانتم مكان أحلى ويجنن تلعبون فيه وتشترون ايس كريم وكل اللي تبغونه .. هاه وش رايكم ؟؟
نوره باعتراض ::/ طيب معليش نروح معكم الحين وبعدين نروح للمكان الحلو ..
عبير مبتسمة ::/ شوفي حبيبتي نواف نستحي كلنا نروح معه للسوبرماركت بيقول وش هذولا ... بس إذا صرنا بنروح ملاهي بيصير معليش نطلع كلنا .... وبعدين امي مسكينة من يقعد عندها ؟؟ تجلس بالبيت لحالها ؟؟
أنوار وحن قلبها لأمها بس تكابر ::/ طيب ليش أريج تروح ؟؟
عبير وهي تقوم ::/ لازم تروح معي تساعدني على الأغراض (( والتفتت عليهم تراضيهم)) طيب وش تبغون من السوبر ماركت وانا اجيبه لكم ؟؟
وفرحوا الثنتين وما صدقوا خبر تعرض عليهم عبير مثل هالعرض المغري وبدوا يعدون طلباتهم اللي ما طاعت تخلص وعبير تناظرهم وهي مبتسمة وكأنها مهتمة لأغراضهم الطفولية ومتأكدة في قرارة نفسها انها ماراح تجيب لهم كل شي يادوب حلاوة لكل وحدة ... كـ رضاوه
-------------------------------------------------------------------------------
نزل مع الدرج وهو يهرول وهلكان من الحر .. توه نازل من السطح وبيده المطرقة وكرتون المسامير يشطب على بيت الأرانب اللي بينقلونهم له عن الحوش ...!!
بدء ابو عبدالله ينادي سارة وهو متوجه للكنب بالصالة علشان يريح عظامه ::/ ساااااااااااااااااااااااااارة ...!! ســااااااااارونة ؟؟
جت سارة وهي تركض بحماس من المطبخ ::/ سم يبه ؟؟
ابو عبدالله ::/ ترى خلصت من البيت اذا بتنقلين عيالك له ... وترى كل شي فيه جديد قشهم وبيوتهم يعني نقله محترمة ..
أسامة وهو يضحك ::/ أوووه أجل يبي لهم نزالة ونحتفل بنقلتهم ...!! والله بنفتقدهم وازعاجهم ..؟؟
سارة ::/ الا بيفتكون من شرك انت وولد اختك لا عبين بحسبتهم مساكين ؟؟
ابو عبدالله علشان ينهي النقاش ::/ زين يالله روحي جهزيهم ووديهم فوق .. وخلي عذا تساعدك ؟؟
سارة وهي مبسوطة حدها ::/ ان شاء الله يا أكرم واطيب وأحلى أبو بالرياض ؟؟
ابو عبدالله وهو يحك حاجبه ::/ بالرياض بس ؟؟
سارة ::/ إيه لأني بصراحة ماعاشرت أباء العالم فما أقدر احكم عليهم ؟؟
أسامة يتطنز::/ يعني كل الأباء اللي بالرياض معاشرتهم ؟
سارة وهي رايحة للباب ::/ تقريبا ..!! والا يمكن سامعه عنهم ..!!
طلعت عنهم سارة وتوجهت للأرانب عند عذا ومهند ولد لمياء ...
أما أسامة وأبوه فـ تمددوا قدام التلفزيون وينتظرون ام عبدالله تتفضل عليهم بدلة القهوة والحلى ...
أسامة وهو يصرخ ::/ يمـــــــــــــــــــــــــــه .. الله يهديــــك بسرعة ماصارت قهوة ذي ؟؟ والله لو ذبيحة ؟؟
ابو عبدالله وهو يرمي عليه كرتون المناديل ::/ الحين هذا احترامك لأمك ؟؟ تصرخ عليها ؟ فوق انها تتعب بالمطبخ بروحها والشغالة مو موجودة تنادي عليها وتستعجلها ؟؟ طيب على الأقل قم ساعدها ؟؟
ام عبدالله تحاكيهم من المطبخ ورافعة صوتها ::/ طيب طيب ... دقايق وكل شي جاهز بس اصبر شوي ياربي عليك من ولد يا حر بطنك ؟؟
أسامة وهو يأشر لأبوه على المطبخ ::/ سمعت بأذنك ؟؟ يعني هي عادي عندها مأخذه الموضوع بروح رياضية .. وبعدين هي اللي معودتنا على الصراخ ماتسمع لسانها وش طوله ؟؟ انا ماادري وشلون تحملتها ؟؟
ابو عبدالله اللي ماقدر مايضحك ::/ ههههههههههههههههه تراني مااسمح لك..!!
و الحين هذا كلامك عن أمك .. تشوف كل شي بقوله لها علشان ماعاد تكلمك ؟؟؟
أسامة بكل ثقة ::/ هذي أمي تقاطع العالم كله إلا أنا ..!!
ابو عبدالله وهو يحس بالغيرة شوي ::/ تتحدى ؟؟ يعني تقاطعني وماتكلمني لكن انت لا عادي ؟؟
أسامة وهو رافع حاجبه ::/ طبعا ودي عايزه كلام ؟؟
ضحك ابو عبدالله بغيرة ولف براسه عن اسامة يطالع التلفزيون ..
أما سارة فـ كانت مع أرانبها في القفص وتحوس معهم وعذا واقفة بعيد تجهز خرطوم المويه والمعدات لأنهم بيسبحون الأرانب ..... تركت اللي في يدها بعد ماجهز بشكل نهائي وراحت لسارة عند القفص ...!!
عذا وهي تلم شعرها ::/ سارة انا بطلع فوق أغير لبسي وأربط شعري بشكل مريح وعقب بنزل علشان نسبحهم ..!!! زين ؟؟
سارة وهي مشغولة ::/ خلاص انتظرك لا تتأخرين ..!!
عذا وهي رايحة تركض ::/ دقيقتين وراجعة ...
ومشت بسرعة وهي تدندن ودخلت البيت طالعة لغرفتها ....
كان هو في هالأثناء واقف قدام باب البيت ويتنهد ....((( هو زي ماهو ماتغير من آخر مرة تركته ..!! والله اني مشتاق لهم كلهم واحد واحد ...!!! لحظة ..!! خلوني اتخيل أشكالهم وش بتكون بعد فرقى 3 سنين قبل لاأشوفهم على الواقع ... أمممممممممم ،، ههههههه أسامة أتوقع له شنب يوقف عليه الصقر ههههههه .آآآآآآآآآآ وأبوي يمكن زاد شيبه اللي عند طرف أذانه ..!! أما سارة ؟؟؟ اممممم ما أتوقع انها عقلت ..!! الظاهر انها زي ماهي بيبي ومشاغبة وحيواناتها اهم من امها وابوها ونفسها حتى ..!! ههههههههه وووو عذا امممم لازالت على ماهي عليه شكلها طفولي ونظراتها البريئة مثل ماهي ماتغيرت وههههههه دمعتها دائما عند الباب ما يعوقها شي ... أما لمياء فما أقدر اتخيلها لأن أكيد طلع لها قرون شياطين عقبي ..ههههههه
آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه بقى الغلا وتاج راسهم كلهم ... الأكيد ان ريحة دهن عودها لازلت في رقبتها وشعرها ؟؟؟ ولمستها الحنونة لا زالت موجودة ......آآآآآآآآآآآ ياربي والله اني مشتاق لكم كلكم والله العظيم )))
تنهد وترك عنه التفكير وطلع مفتاحه وفتح الباب بشوي شوي وهو يرتجف من الشوق علشان يدخل بهدوء ويكمل المفاجئة لهم .. وفعلا دخل بهدووووووء وهو شايل شنطته على ظهره والكاب على راسه ...
سكر الباب وراه وهو يراعي انه مايصدر صوت لكن عقد حواجبه لما شاف زاوية بيتهم اللي فيها الأرانب والهمسترات مشتعلة انوارها وعندها صوت ،،، ابتسم بشوق وحنان (( أكيد صارورة هناك هههه )) ومن الوله قال يالله بيروح لها هي الأولى ,, ومشى لهذاك المكان ...
سارة كانت عند أرانبها تأكلهم ومهند كان معها ... كان يلعب مع واحد من الأرانب ويسحب آذانه ويرفعه من على الأرض وبعدين يرجع يرميه يعني باختصار كان معذبه .. سارة ماكانت منتبهة له بس يوم التفت علشان تطلع شافت شارون وفعايله ..
سارة تصرخ ::// مهندوووووووووووووووووووه يالدب وخر عنه بتموته ..
مهند وعيونه طايرة من الخوف ::/ ما تويت سي (( سويت شي )) ؟؟
سارة وتسحبه مع يده وهي قارصته:::/ ماسويت شي بعينك يا متشرد ..!!
مهند وبدء يصيح لأنها عورته ويحاول يتملص من يدينها::/ والله والله ماتويت سي .. بعدي بعدي مامـــــــــــــــي .. آآآآآآآآآآآآآآدا تاعديني يا ماماي ..
سارة وتضربه على فمه علشان مايصرخ ::/ لاتصرخ وتفضحنا ترى أنت المجرم يعني تستاهل .. والا تعرف وشلون لو ماسكت بقفل عليك عندهم هنا ..
مهند وهو يزيد صياحه عناد فيها ..::/بابي بابي (( ما أبي )) لوحي انا ماحبت ..
سارة وهي تدفه::/ لا أرجوك توم كروز ما أقدر أنا .. بكيفك لا تحبني ولا تجي عيالي فاهم ..
مهند وزاد صياحه ... بس سارة عطته ظهرها بترجع للقفص ..
...::/ من اللي ضااااااااااااااااارب هنودي روح خاله .؟؟ هااااااااااااااه ؟؟
جمدت سارة بمكانه .. ورجلها على رفعتها لاقدرت تنزلها ولاهي قدرت تكمل مشيها .. صدمها الصوت ؟؟؟ " مو معقولة هذا صوته ؟؟؟ يعني المعقول أن من كثر ما مشتاقين له يطلع لنا فجأة من دون ماندري ؟؟"
التفتت على مصدر الصوت بهدوء وشوي شوي علشان ماتنصدم لو كان اللي سمعته وهم ؟؟ بس لما شافته حاضن مهند وهو شبه جالس على الأرض ...
جمدت أعصابها وأطرافها ماقدرت تتحرك ولا تحرك لسانها .. الا يوم صرخ عليها مهند :::/ أنت ثالونة .. هادي خالي عبوتي اللي في الكوميوتل دت (( هذا خالي عبدالله اللي في الكومبيوتر جا))؟؟
سارة نزلت نظرها لمهند .. ثم رجعته على عبدالله وعركت عيونها ومسحت نظارتها خافت لا تكون غلطانة ..
عبدالله وهو يضحك ::/ هههههههههههه وش فيك انلخمتي ؟؟؟ لا يكون جيتي غير مرغوب فيها ؟؟؟
سارة وهي دموعها تنزل غصب عنها وبصوت هامس ::/ عبدالله
سارة بزودها متعلقة بعبدالله اخوها من يوم كانت صغيرة يمكن لأنه الكبير وكان يدلعها .. وعموما عبدالله من النوع الطيب والحبيب مع اخوانه يعني يبديهم على نفسه وما يرضى عليهم بأقل شي ....
قرب لها عبدالله وعيونه تحرقه وده يصيح بس ماسك نفسه (( يااااااااااااااه وش كثر اشتقت لكم )) ::/ ايه عبدالله يالله عاد ماراح تسلمين ؟؟
ركضت له سارة وطاحت في حضنه وهي تصيح ::/ اشتقنالك عبيد يالدب ؟؟ وينك من زمان ؟؟؟ بغينا نموت وانت ماجيت ولا شفناك ؟؟
ضحك عليها عبدالله ::/ ههههه اجل بغيتوا تموتون وانتم ماشفتوني ؟؟
رفعت له سارة راسها ومسحت دموعها وهي تبتسم ::/ ايه (( وتركز بوجهه )) عبود طلع لك لحية ؟؟ كبرت ؟؟
عبدالله ماقدر يمسك نفسه ::/ ههههههه وانت بعد كبرتي وطلتي ... وبعدين وش عندك ماسكة عبود وعبيد تراني كبرت ..
قطع عليهم مهند ::/ خالي توف ح حوانات .. هذي حقي انا وتالونة ؟؟
سارة وهي تناظره ::/ ماشاء الله بأمر من ؟؟
مهند وهي يطالعها بعيون خايفة :::/ يبه حمّد((محمد)) يدوله ؟؟
ابتسم له عبدالله وهو يشيله ::/ إيه هذول كلهم حقك وتالونة مالها تي ؟؟ وش رايك ..
هز راسه مهند برضا وهو يبتسم
بس صراخ سارة خوفه ::/ عبيييييييييييييد لاتدخلها براسه ؟؟ وبعدين من يطلعها
عبدالله وهو يمسك فمها ::/ اصصصصصصصصص قصري حسك .... ابسوي مفاجئة لأمي وأبوي لاتخربين علي .. وينهم فيه لايدرون اني جيت ؟؟
سارة وهي تضحك ::/ ههه مادريت عنك .. زين امي بالمطبخ بنروح لها مع باب المطبخ وابوي واسامة بالصالة وعذا فوق ...
عبدالله ::/ وأم هالمملوح ؟؟
سارة ::/ لا في بيتها عندها شغل فيه مآخذه ميري معها وجايبه عندنا مهند علشان ما يحوس عليها ..
ناظرها عبدالله وهز راسه وخلاها تمسك بيد مهند وحرّصهم على انهم مايطلعّون صوت .. ومشوا كلهم رايحين لباب المطبخ ...
عبدالله كان قلبه يدق بقوة ... مايعرف وشلون يشوف امه عقب هالسنين ؟؟ وش بيسوي إذا قابلها .. بلع ريقه والتفت على سارة اللي كانت تفصص ملامحه واول ما التقت عيونهم ابتسمت له بحب من صدق تولهوا عليه .. لهم ثلاث سنين ماشافوه خلالها الا اسبوعين ..!! صحيح كانوا في المناسبات يشوفونه بالويب كام بس بعد الحقيقة غير الصورة ؟؟؟ ابتسم لها عبدالله وحط يده على كتوفها وحبها على راسها ...
أول ماقابلوا باب المطبخ كان مفتوح نصفه بس .. وايق عليها عبدالله وشافها واقفه عند الحوض وكأنها تغسل المواعين ... ناظر سارة وقال لها تفتح له الباب بشوي شوي من دون ماتنتبه امه .. ولو انتبهت فراح تشوف سارة مو هو .. هزت راسها سارة وقربت للباب وفتحته بشوي شوي ... والحمدلله ام عبدالله ماانتبهت ولاحست..
سمّى باسم الله ودخل وقلبه يدق بقوة ولهفته وشوقه سبقوه لأمه أول ماشاف شعرها المربوط بشكل ذيل حصان وممتد لنص ظهرها وشكلها بجلابيتها البيج اللي تبين نحافاتها ورافعة أكمامها وبينت شكلها انها صغيرة ،،، تنهد براحة وحس انه كان عايش بهم وغم قبل لايشوف أهله ومايعرف وشلون بيقدر على فراقهم مرة ثانية ؟؟؟
قرب لها وحط يديه على عيونها وهو يبتسم ...
ام عبدالله وهي تتنهد وتضحك ::/ ههههه أسامة والله الحين بجيبها .. بس خلني اخلص اللي بيدي وجايتكم خمس دقايق بس ؟؟؟
سكت عبدالله وحس انه مشتاق لضحكة امه اللي بالدنيا كلها ... قرب لأذنها وهو يشم دهن العود اللي تحبه أمه وهمس لها ::/ ترى أزعجتينا بأسامة لا يكون هو ولدك وبس ؟؟؟
ونزل يديه عن عيونها ...
ام عبدالله وقفت مكانها ولا عاد قدرت تتحرك ولا قدرت حتى تلتفت ... (( هذا عبدالله والا أسامة يقلده ؟؟ والا عبدالله يحكي بالجوال وهم حاطين السماعة على أذني )) التفتت وراها تتأكد وبيدها الكأس اللي كانت تغسله ... واول ماشافت شكله وهو واقف بطوله اللي زاد عن قبل ونحفه اللي ماتغير وملامحه المكتنزة بالرجولة والوسامة .. ماقدرت شهقت وبغى يطيح الكأس من يدها ،، بس لحق عليها عبدالله ومسك الكاس وحطه بالحوض ومسكها مع يدينها .. وقرب لها وحبها على راسها ... ::/ مساك الله بالخير يالغلا ؟؟
ام عبدالله وهي الى الآن مو مستوعبة وجوده ... مدت يدها وحطتها على خده وتحسست وجهه ::/ عبادي ؟؟؟
عبدالله وهو يكتم ضحكته :::/ ههههه الله يهديك بس يمه الحين كل هالعوارض والطول وعبادي ؟؟؟
ام عبدالله التزمت الصمت .. بس عيونها غرقت بالدموع .. بغى يغمى عليها لأن الدنيا قامت تلف فيها .. بدت تفتح عيونها وتغمضها وحطت يدها على رأسها من الصدمة والوشوشة اللي جت على عيونها.. عبدالله خاف لا يصير بأمه شي لعن نفسه لأنه فاجئها بهالصورة وهي معها الضغط ؟؟
مسكها وقربها للكرسي وجلسها عليه وسارة ومهند تقدموا لهم لأنها خافت على امها ... جلس عبدالله على ركبه وقابلها وهو ماسك يديها ..::/ يمه ؟؟ يمه وش فيك ؟؟
ام عبدالله بعد ما تنهدت ورفعت راسها تتأكد انه فيه ::/ ما اصدق انك موجود ببيتنا الحين أبداً ؟؟
عبدالله وهو يحب يدينها ::/والله اني بالبيت الحين ؟؟ جالس قدامك بعد وانتظرك تتحمدين لي بالسلامة وتحبيني ؟؟
ام عبدالله وهي تلف وجهه بيديها وتحبه على جبهته وتبتسم::/ الحمدلله على السلامة حبيبي ..!! ليش ماقلت لنا نجي نستقبلك ..؟؟
عبدالله وهو يحب يديها ::/ كنت بسويها لكم مفاجئة (( وهو يرفع رأسها )) بس ماتوقعتك دلوعة هالحد وبغى يغمى عليك ؟؟
ضحكت ام عبدالله ::/ وش اسوي بك ماكنت متوقعة ولا واحد بالمية اني اشوفك اليوم وبهالساعة ...!!
عبدالله وهو رافع حاجبه ::/ ايـــــــــــــه كل علينا الجو هالأسامة ؟؟؟ على طول من جيتك وانتي (( يقلدها )) // اسامة الحين بجي // طيب ليش ماتوقعتي اني ابوي مثلا؟؟
ساره وهي تضحك ::/ هههههه والله ما ضاع فينا الا أبوي هالمسيكين ؟؟ امي مستحيل تفكر فيه ؟؟
ام عبدالله ::/ لا عاد كلش ولا أبوكم ترى زيكم زيه كلكم عيالي ..!
التفت عبدالله على سارة وانفجروا ضحك ..
عبدالله بخبث ::/ههههههه أوكي يمه يعني كلنا عيالك .. متأكدة ؟؟
ضحكت ام عبدالله بخجل ::/ قصدي أحبكم كلكم بنفس المستوى ..!
سارة بتشكيك::/ أكيد ان أسامة مو أكثر منا شوي ..
أم عبدالله وهي تقوم ::/ متأكدة ... بس انتم اللي معلقين هالفكرة ببالكم ومو راضين تتنازلون عنها حتى خربتوا ابوكم علي ؟؟
عبدالله وهو يلف كتوفها بيده ::/ اوووووه أجل يغار عليك منه ؟؟ تطورتوا عقبي والله ؟؟
ام عبدالله وهي تضربه على كتفه ::/ خلاص عاد ..!! يالله اطلع لهم سلم عليهم وانا بلحقكم بالقهوة ...
------------------------------------------------------------------------------
طلعوا من بيتهم بعد الآذان مباشرة ... كانت أريج مبسوطة حدها ،،، واللي يسمعها يقول رايحة لهونولولو مو حيا الله سوبرماركت ... أما عبير فكانت متوترة حبتين من وضعها اللي مرت فيه اليوم ،، ومن أفكارها اللي غزتها من العصر عن المصروف والفستان والمكافأة المتأخرة والوضع المادي المتأزم هاليومين ...!!
ركبوا السيارة وسلموا على الموجودين ،، نواف جاب معه أخته إيمان على أساس أنه ماراح يروح معه إلا عبير وما حب انها تركب معه بروحهم ... يعني ماكان متوقع جيت أريج ،، بس يالله ما صارت مشكلة خلهم يطلعون ويغيرون جو اليوم ...
عبير جلست بالمقعد اللي وراء نواف اما أريج راحت مع الباب الثاني ...
أول ماجلست وراه حس بقلبه يفز من مكانه . ماعرف وش يسوي ؟؟
نواف بارتباك واضح::/ وش اخباركم بنات العم وكيف صحة الوالدة ؟؟
عبير وهي تسكر الباب ::/ الحمدلله .. انتم وعمي كيف حالكم ؟؟
إيمان بلقافة ::/الحمدلله ماعلينا كلنا مبسوطين ومرتاحين ...
التفت عليها نواف بحقد لأنها ضيعت عليه فرصته بالسواليف معها ،، وطالعته إيمان بنظرات باردة وبليدة ... تنهد منها ومسك المقود ووكل أمره لله ...
أما عبير فـ من ركبت وهي وجهها للشباك ... ومكتفية بالمطالع من برا .. لحد ماوصلت مرحلة السرحان في كل اللي كانت تفكر فيه من شوي ...
ولما وقفوا عند الإشارة ،،، كانت سيارة صغيرة موقفة جنبهم وفيها شاب كاشخ ومتزكرت .. ومعه بنت يمكن تكون زوجته لأن بيدها بيبي صغير عمره ماتعدى الشهور ... تنهدت عبير من قلبها لما شافت منظرهم ،،، تمنت بقلبها اليوم اللي بتصير حياتها زي هالأثنين مع اللي يحفظها ويرعاها وتتبادل معه الحب والاحترام .. وترتاح من هالمسؤولية المرمية على كتوفها ويصير هو المسئول عن كل شي،،،رفعت عينها بشكل عشوائي غير مقصود و شافته يطالعها بنظرات تعجب والاستنكار واضح من رفعة حاجبه .. وكل هذا بسبب تنهيدتها اللي وصلت لمسمعه ؟؟ وش فيها على هالتنهد ؟؟؟ معقولة انها تعبانة وغصبتها أنا على الطلعة ؟؟ طيب أنا قايل لها تعطيني ورقة الطلبات وانا اتكفل بكل شي ؟؟؟
.. لما شافته عبير يطالعها بهالنظرة ارتعدت عظامها من الخجل ونزلت عيونها ورجعت تطالع من الشباك مرة ثانية ...
وقفوا سيارتهم بالمواقف اول ما وصلوا .. وانتظر هو شوي على بال ماتنزل عبير من وراه وتسكر بابها وعقب ينزل هو ،،، نزلوا البنات كلهم واجتمعوا مع بعض جنب السيارة ،، ونواف نزل وقفل سيارته وأشر لهم يمشون ... كلهم لحقوه بس تقدمت أريج وإيمان على عبير اللي كانت آخر وحده .. ونواف كل شوي يلتفت عليها وكأنه يحثها تعجل خطواتها ،، بس هي كانت تمشي على أقل من مهلها ماتدري وش السبب ؟؟
لما دخلوا .. قربت عبير لأريج وهي تهمس لها ::/ روحي جيبي عربة ..!!
أريج بنقمة ::/ و ليه ماتروحين انتي ؟؟
عبير ::/ بس أنا قلت روحي أنتي ..!! يالله أريج تكفين ..!!
أريج بتأفف::/ أففف طيب ليه ماتكلمتي اول مادخلنا كان خذت وحده من المدخل ..!! مريضة..!!
ضحكت عليها إيمان وهي توقفها ::/ خلاص مايحتاج تروحين هذا نواف معه وحده ..
أريج تتنهد::/ يلوموني في نواف ياناس .. بصراحة هو رجل المواقف الصعبة .. ياحبي له .!!
إيمان وهي مطيرة عيونها ::/ هيه أنتي ..!! اسحبي كلمتك ترى فيه ناس تغار ..
عبير وهي تتجاهل كلامهم اللي ماله معنى::/ أريج معليش روحي جيبي وحده يمكن هذي لنواف ؟؟
نواف وهو واصل لهم وقاطعها ::/ وش فيكم ؟؟ وش فيه نواف ؟؟
عبير أخر شي تتمناه بحياتها انه يسمعها تطريه (( يعني ترك كل السالفة مالقى يسمع الا أسمه ؟؟))..
ردت عليه إيمان ::/ كانت عبير تبغى أريج تروح تجيب لهم عربة ؟؟
نواف وهو يركز في عبير ::/ خلاص معنا وحده ... تكفينا جميعا ..
سكتت عبير وماعلقت ،، وبالمثل سوت أريج ... بدوا البنات يتنقلون في أسياب المحل علشان يآخذون طلباتهم ،،، وما يمر عليهم احد والا شي الا ويعلقون عليه ... شوفوا هذا شنبه كأنه مكنسة الساحرة .. واللي تقول شوفوا شعر هالبنية كأنه ليفة مواعين ... اما نواف فكان يمشي معهم بس من بعيد شوي علشان يمنع الإحراج عنهم .. وهو في نفس الوقت سرحان فيها وفي شكلها من وراء العباية .. كان يراقبها ويشوف دقتها في تنقية الأشياء .. ومركز على حركة يديها الرقيقة ((( يابعدهم كلهم والله..!! لو أنك في غير الوضع اللي انتي فيه كنت بتطلعين شي ثاني ،،، هه مع أنك انتي الحين الأروع في عيوني ،،، ولا أظن أني راح ألاقي في عمري وحده تسد مكانك اللي بقلبي ،،، من قال أبوي هذاك اليوم أنه ماراح يزوجك غيري وانا ماغمض لي جفن انتظر هاليوم يجي على أحر من الجمر .. اليوم اللي بيجمعني فيه معك بيت واحد ،، آآآآه بس ليتك تحسين فيني وبالنار اللي تحرق جوفي من أحس بك تتجاهليني ؟؟؟ بـ تقولين حياء ؟؟؟ بـ قولك ونواف يعشق الحياء اللي تمارسينه عليه هو وبس ..!!))
كان يمشي وراهم وهو مكتف يديه على صدره ،،، وسرحان ...
نبهه صوت المتحدث العام في السوبر ماركت (( نود التنبيه على انه سوف تقام صلاة العشاء بعد عشر دقائق من الآن ،، على الأخوة المتسوقين السرعة بالتوجه إلى المحاسبة للدفع عن مشترياتهم قبل الإغلاق وشكرا ..))..
ارتبكت عبير من سمعت النداء لأنهم الحين بيسكرون للصلاة وهي ماخلصت أغراضها .. ومستحيل انها بتنتظر لبعد صلاة العشاء تخاف تعطل نواف عن أشغاله ..
التفتت على طول لأريج اللي واقفة وراها ومعها العربة بيدها ::/ أريج روحي لقسم المعلبات بسرعة وخذي اللي نحتاجه من هناك ،، (( وهي تناظر الثلاجات وتأشر عليها )) على بال ما أروح أنا هناك وآخذ اللي نبغاه .. طيب ..!!
أريج وهو تتحرك ::/ أوكي القاك عند الكاشير ...
إيمان والسلة الصغيرة في يدها::/ تبغون مساعدة ؟؟
لفت عليها عبير مبتسمة ::/ إيه .. لو سمحتي روحي لقسم الحلويات ونقي لنورة وانوار على ذوقك .. بس هاه لا تتعدين الخط الحمر ..!! شي واحد لكل وحده ..
ضحكت إيمان وهي ماشية ::/ ماعليك منهم انا بآخذ لهم على كيفي ...
انتبه نواف لحركتهم وحس انهم هموا أرواحهم عكس قبل شوي كانوا يتسحبون بالأسياب وراح وقتهم تعليقات وسوالف ... حب ينسحب شوي عن المشهد وقرر يلحقهم عقب للكاشير فـ تقدم لركن المخابز اللي قدامه يتفرج على الحلويات والفطائر اللي يقدمونها ...
عبير راحت للثلاجات وهي تمشي بخطوات سريعة شوي وعبايتها وراها وكأنها سوبرمان ... خطواتها كانت متباعدة علشان يمديها تلحق تآخذ اللي تبغاه و يحاسبون ويطلعون .. كانت رافعه راسها تطالع الرفوف واللي تحتويه ..!! يمكن تشوف شي محتاجينه وهي ناسية وخذت المنعطف اليمين متوجهة للمكان المطلوب .. بس ماحست بنفسها الا ورجلها ضاربة بزاوية الرف الأيمن من تحت ومن عند الأصبع الصغير اللي برجلها ... صرخت صرخة مكتومة ووقفت مشيها شوي ونزلت تشيك على رجلها .. شافت أصبعها مجروح على خفيف بس فيه شوي دم ... مسحته بالمنديل اللي بيدها ورجعت تكمل طريقها مع انها تحس بشوية الم ..
اول ماوصلت للأجبان ... طاحت عينها على جبن الموازريلا ،، ابتسمت وقررت تآخذه علشان تسوي لهم اليوم بيتزا ترضي اخواتها اللي يعشقون هالأكلة... وطت شوي وخذت منه الكيس الصغير (( أتمنى انه ما يأثر على السعر هذاك الزود واتوهق )) رفعت راسها تكمل طريقها .. لقسم الألبان والعصاير .. بس شافت مجموعة شباب بايخ واقفين عند العصيرات ومسوين دوشه بالسوالف والتعليقات وأشكالهم ماصخة وما تريح الواحد .. تنهدت وش تسوي لازم تمر من عندهم .. تلفتت على يمينها ويسارها يمكن تشوف أريج وتجي معها بس للأسف ما حصلتها .. لكن انتبهت لنواف واقف عند المخابز وكأنه يذوق كيكة .. ودها تناديه معها بس مستحيل ...
استسخفت نفسها على ارتباكها اللي ماله داعي .. يعني هي بتروح تغازلهم ؟؟؟ بتروح تآخذ حاجتها وتمشي وماراح تلف لهم ولا تعطيهم وجه .. وبعدين المكان كله مليان ناس وفيه حراس امن ..
مشت بخطوات ملكية واثقة .. ولما بدت تقرب عطى جوالها دقة تهيئة على انه بـ يرن الحين .. عقدت حواجبها تنتظر النغمة علشان تشوف مين .. وعلى طول طلعت لها اغنية الأماكن ،، ابتسمت بفرح لأنها نهلة صديقتها وأختها ،، لكن ما طلعت الجهاز وما ردت حست انه مو وقته الحين ترد عليها ...
واول ماوقفت قدام الثلاجة علشان تأخذ لها علبة حليب انتبهوا لها الشباب وانتبهوا لنغمتها لأن صوتها صار تقريبا واضح ...
التفت لها واحد منهم وتنهد...::/ آآآآآآآه ايه انشهد انها مشتاقة لك ..!! موووووت بعد ؟؟ ارحميها تكفين ولا تعذبينها زود …!!
خويه الثاني يضحك ::/ أيييييييييييييي والله .. والا العيون انشهد انه انرسم فيها خيالك غصب عنها ..!!ولا ظنتي انه بيطلع منها بعد اليوم …!!
ضحكت الشلة كلها ...
بس عبير تجاهلتهم وهي ترتجف من الربكة وطالعت الرف الأخير اللي فوق مرة ... وشافت فيه نوعية الحليب اللي يحبونها .. فقربت شوي بتآخذها .. لكن كان فيه حديدة على حافة الثلاجة ماقدرت بسببها توصل للعلبة المطلوبة ،، يعني لازم ترفع رجولها وتوقف على اطراف أصابعها ... حاولت تسوي الطريقة بس للأسف انعفست ملامحها لما ضغطت على رجلها اليمين بسبب الضربة فـ رجعت لوضعها الطبيعي على طول ... تنهدت وحاولت تجرب مرة ثانية ..
لكن كان هو أسبق منها تقرب منها بطوله الفارع ورفع يده بانسيابية ونزل لها اللي تبغاه

على وقت المغيب كان بيت أم راكان هادئ جدا مثل العادة لما مايتواجد راكان ... كانت منسدحة على الكنب وحاضنة المخدة وعيونها بالسقف تفكر باللي صار اليوم وتلوم نفسها وخصوصا لما شافت مؤيد ونظراته .. حست انها ارتكبت خطأ في حق نفسها لأنها مالقت تطلع الا عند واحد من زملاء اخوها ..!!
تأنيب الضمير كان يآكل قلبها .. والقهر رافع ضغطها و ودها انها رادة على راكان بأي طريقة بس المهم توقفه عند حده .. عورها اليوم بزيادة .. المجرم قطع شعرها بيديه والعلامة انه لما رماها بالأرض نفض الشعر العالق بأصابعه ..حاولت تنزل دمعتها غصب لما تذكرت الألم اللي حست به ساعتها لأنها من شدته ما ذرفت دمعه وحده ... تنهدت من قلبها وهي تتذكر صديقتها حنان والأقمشة اللي اشترتها .. الحين لازم أروح معها نآخذ قياساتي .. والفستان مادري بكم يطلع سعره والقماش والحوسة كل هذا من وين بدبره .. والمشكلة مكآفأتي هالمرة تاخرت واللي معي يالله آخذ به أغراض للبيت ... معقولة أطلب من احد يسلفني ؟؟ طيب متى بردهم ؟؟ ...
أفكار كثيرة تزاحمت براسهاوحست ان الدنيا تلف فيها من التفكير والجوع .. لكنها مو مشتهية تآكل شي نفسها مسدودة وكبدها واصلة يعني لو حتى بتآخذ كأس موية ممكن ترجعه(( الله يكرمكم ))...
التفتت عليها امها وهي متألمة على حال بنتها اليوم .. عبير عمرها ماكانت هادية بهالشكل ولا مرة في حياتها كان تفكيرها صامت .. بالعكس كان كل شي يهمها تجي تسولف به على امها واختها ... لكن هالمرة تغيرت حتى الصياح ماصاحت لما ضربها أخوها ،، على الأقل كانت بتفرغ اللي بقلبها ..
تنهدت ام راكان ::/ عبورة حبيبتي ..
عبير: :/ ........................................... !!!
ام راكان ::/ عبير يمه ؟؟ وين وصلتي ؟؟
عبير وهي تنبته ::/ هلا يمه .. بغيتي شي ؟؟
ام راكان ::/ سلامة قلبك بس انت حبيبتي الحين بيأذن المغرب ولا شفتك أكلتي شي عقب ساندويتش الظهر .. قومي يمه علشاني جيبي لك غداء ...
عبير وهي تبلع غصتها ::/ لايمه معليش مااشتهي شي الحين .. صدقيني لو جعت بروح للمطبخ بنفسي وآخذ لي شي آكله ...
التفتت أريج ::/ الحين بالله عليك هذا احتفالك بي لأني خلصت .. مبوزة ومنسدحة وشوي بتصيحين ؟؟؟
عبير تبتسم بشحوب ::/ زين يعني تبيني أرقص لك .. ابشري اذا تدربت وعرفت رقصت لك ...
أريج ::/ لا يابنت الحلال مو لازم ترقصين بس ابتسمي ....
رن تليفون البيت وكلهم التفتوا له .. رمت أريج الريموت على أمها ونقزت ترد عليه..
أريج ::/ ألو ... مرحبا
::/ ..............................................!!
أريج تعلي صوتها ::/ ألووووووووووووووووووو ..!!
::/ .............................................!!
أريج ::/ الحمدلله والشكر ...
::/ وينهــــــــــــــا ؟؟؟
اريج باستغراب ::/ ألو ؟؟ وش قلت؟؟
تسكر الخط .............
طالعت أريج السماعة ولوت شفتها وعقدت حواجبها مستغربة ...
انتبهوا لها أمها واختها ووقفتها اللي طالت بجنب التليفون ..
عبير وقلبها ناغزها ::/ أريج من كان ؟؟
أريج وهي راجعة لهم ::/ ماادري كان ساكت طول الوقت بس على نهاية المكالمة قال شي لكني ماميزته ؟؟ مادري وش قال ..؟؟
عبير فار دمها حده لما تذكرت مكالمته اليوم الصبح والكلام اللي قاله لها بصوت مقرف ... خافت لايكون قال لأختها نفس الشي ... حلفت انها ما تخليه ولو اتصل مرة ثانية بتكسر له راسه ...
رن التليفون ونقزت عبير لأنها حست انها فرصتها ...
عبير بصوت عالي ::/ نعـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــم ..!!
::/ استغفر الله ياربي ... شوي شوي قصري صوتك من زينه وبعد تصرخين ؟؟
عبير وهي مغمضه عيونها من الفشيلة وعاضه على شفتها ::/ آآآآآآسفة أمونه ماكان قصدي والله ..
إيمان ::/ زين وش بلاك معصبة ؟؟
عبير وماحبت تقول لبنت عمها شي ::/ لا بس كنت أصلح كيكة واحترقت عاد انقهرت لأني تعبانه عليها ومشتهيتها ..
إيمان ::/ هههههههههههه أحسن شكلك ما سميتي قبل لاتبدين ..
عبير من دون نفس تضحك ::/ ههههههه شكلي كذا ..
إيمان ::/ هاه بشري طلعت نتيجتك ؟؟
عبير ::/ الحمدلله كلها ناجحة بس بقت لي مادة توها مانزلت ..!
إيمان ::/ ان شاء الله بتنجحين ماينخاف عليك ..!! المهم شوفي حبيبتي نواف أخوي موصيني أذكرك اليوم علشان تروحين تقضين أغراض بيتكم ..ويقول لك بعد المغرب ان شاء الله ..
عبير اللي كانت ناسية السالفة ::/يووه وش لون ماجت على بالي .. بس إيمان معليش اعتذري لي منه وقولي له مااقدر أروح اليوم ليته يأجلها ليوم ثاني ..
إيمان مستغربة ::/ ليش فيكم شي وش عندكم ؟؟
عبير تلعثمت ::/ لا سلامتك بس أحس اني اليوم مصدعة وما أقدر أروح ..
إيمان ::/ خلاص ماتشوفين شر بقوله هالكلام .. تآمرين بشي ثاني ؟؟
عبير مبتسمة ::/ سلامة قلبك .. سلمي على عمي وامك ..
إيمان ::/ يوصل .. يالله فمان الله
عبير ::/ مع السلامة ..
سكرت عبير عنها وتنهدت هذا اللي ناقصها اليوم انها تطلع مع نواف لا وللسوبرماركت المكان اللي يصير فيه نواف قريب منها بقوة .. مسكت راسها ورجعت لأمها واختها ورمت نفسها على الكنب ..
أريج وهي تلتفت لها :/ كل هذا كلام ؟؟ من تحاكين ؟؟
عبير :::/ هذي إيمان كنت متفقة معها علشان يودينا نواف أقضي أغراض للبيت من يومين يمكن او اكثر بس عاد نواف كان مشغول وتوها ترد علي تقول انه بيودينا اليوم ..
أريج وهي تضحك ::/ صدددددددددددددددددددددددددددددق يعني بنطلع اليوم ..؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ياحبي لك ..
عبير وهي تناظرها ::/ اللي يسمعك يقول بتروح لأكبر المجمعات التجارية .. كلها سوبر ماركت
أريج ::/ معليش المهم أطلع من زماااااااااااااااااااان ما تحركت من البيت ..
عبير ::/ عموما لاتفرحين كثير اعتذرت منها ..
ام راكان اللي لفت لها بسرعة ::/ وليش ان شاء الله ؟؟ ولد عمك على كيفك ؟؟
عبير بدلع ::/ يمه أحسن من قال له يدق على صدره ويقول اي شي تبونه قولوا لي عنه .. هذا اللي جاه ...
أريج بنص عين وتغني لأختها ::/ ياناكر المعروف آآآآآآه وياويلي وأوف ..
رن التليفون للمرة الثالثة واستغربوا كلهم وش عنده هالتليفون يا إما يدق ورى بعض والا مايدق أبد .. نقزت أريج قبل وهي تغني أما عبير فاكتفت بابتسامة وتمنت لو انها قامت قبل اختها لايكون هو اللعاب علشان تسكته ..
أريج ::/ مرررححباااااااااااااااااا
..::/ السلام عليكم ..
أريج مبتسمة وتطالع اختها ::/ وعليكم السلام والرحمة ..
نواف ::/ أريج والا ؟؟
أريج ::/ إيه طال عمرك أريج ؟؟
ابتسم نواف ::/ مبروك الإجازة وعقبال التخرج ان شاء الله
اريج :: الله يبارك فيك ويسلمك ..!!
نواف :: عبير قريبة وأقدر اكلمها ؟؟
أريج ::/إيه لكن دقيقة من فضلك ...
سدت السماعة بيدها وصرخت ::/عبيروووووووووووووووووووووووووووووه تعالي .. تليفون لك ..
عبير اللي ضحكت على أختها لأنه ماله داعي الصراخ وهي قاعده قدامها وتشوفها .. قامت متوجهه لها .. وغمزت لها أريج وهي تمد لها السماعة .. وتغني ::/ أنا ربي بلاني فيك بلوى .
عبير وتضربها على كتفها ::/ بايخة .. من هو ؟؟
اريج وهي تعطيها ظهرها ::/ ماادري بس ردي ...
عبير والسماعة على أذنها ::// مرحبا ...
نواف ................................... (( مارد ))
عبير عاقده حواجبها ::/ ألووووو ..!!
نواف اللي انتبه لنفسه بعد ماسرح بصوتها::/ هلا هلا ... عبير ...
عبير و بصوت ناعم ::/ هلا نواف كيف حالك ؟؟
نواف وهو يبلع ريقه ::/ بخير الله يسلمك .. انتم كيفكم وكيف امك واخواتك ؟؟
عبير ::/ الحمدلله كل شي تمام ..
نواف بعد تردد ::/ اااااااااااا .. مادري عبير بس قالت لي إيمان انك تعبانة .. سلامتك ..!!
عبير وهي مستحية منه ::/ الله يسلمك شوية صداع وبيروح بإذن الله ..
نواف بإحراج::/ زين ماتشوفين شر ..!! بس يعني انت ماتقدرين تروحين اليوم أبد ؟؟ لأني بصراحة كنت مفرغ نفسي لكم بعد المغرب ..
استحت عبير من كلامه وحست انها تضغط عليه .. فـ التزمت الصمت ..
نواف اللي استغرب سكوتها ::/ خلاص لو تبغين عطيني ورقة طلباتكم وانا اجيبها لكم ..
طاحت عين عبير على أختها أريج وهي تترجاها بعيونها وحركات يديها علشان توافق ... فـ حن قلبها عليها وابتسمت وهي ترد على نواف ::/ خلاص نواف تمرنا بعد المغرب ..؟؟
نواف وهو خلاص بدء يفقد السيطرة على مشاعره مايدري وش يسوي وده يصرخ ماصدق انها بتركب معه اليوم بعد وبتشم نفس الهواء اللي يتنفسه ::/ خلاص بعد المغرب ان شاء الله ..
عبير بصوتها الناعم الحنون ::/ طيب ننتظرك اذن ..
نواف بخوف عليها ::/ عبير ترى موقصدي أضغط عليك بس اذا ماتقدرين تروحين اليوم نأجلها ليوم ثاني بس انا أخاف انكم محتاجين هالأغراض وانا ما أضمن نفسي الأيام الجاية ..
عبير ::/ لا نواف عادي مو .. مو مشكلة بآكل بنادول وبصير اوكي .. بس السموحة منك حنا اللي تعبناك معنا وعطلناك عن أشغالك ..
نواف بنبرة جاد ::/ عبير عمرك لا تقولين لي هالكلام ترى يضايقني أنكم تعتبروني واحد غريب ....
عبير بأسف ::/ معليه آسفة ماكان قصدي ...
نواف وبينهي المكالمة علشان يريح قلبه ::/ زين مااطول عليك بعد المغرب ان شاء الله تكونون جاهزين .. اتفقنا ..
عبير تضحك على حركات أريج اللي قاعده قدامها::/ هههه خلاص ولا يهمك ماراح نتأخر ..
نواف وهو ميت على صوتها وهي تضحك ::/ زين يالله مع السلامة ..
عبير :/ مع السلامة ..
صفقت أريج بكل قوتها وصرخت ::/ يس هذي الأخت والا بلاش .. (( ورفعت يديها)) يارب انك توفقها وترزقها ولد الحلال اللي يدللها يارب ..
ضحكت عليها امها وعلى خبالها .. اما عبير فـ رمتها بالمخدة وهي رافعه حاجب وتقول ::/ و من قال لك اني بروح ؟؟ انت بس روحي معه وقضي الأغراض وتعالي ..
أريج بصدمة ::/ لا عبير لا تصيرين نذلة انت عارفتني استحي اروح بروحي تعالي انتي معي ..
عبير وهي تذلها ::/ أوكي بروح بس هاه ترى بشرط ..
اريج وهي توقف بحماس ::/ آمري تتدللي ..؟؟
عبير ::/ بكره كل شي يخص البيت عليك انتي انا مالي دخل ...؟؟ زين ؟؟
أريج منصدمة ::/ لا والله ؟؟
عبير تضحك ::/ هههههه إي والله .. تبين والا آسفة ماراح أروح .. (( وجلست على الكنب ..))
أريج وهي تتنهد ::/ خلاص امري لله بكره لي ... الله يصبرني عليكم من اهل ..
التفتت عليها عبير بنظرات انتصار وهزت راسها لها .... وقامت علشان تصلي وتجهز لـ الروحة ..
طلعت أريج واختها للدور الثاني .. وكل واحده راحت غرفتها بس أريج الشيطانة سمعت صوت أخواتها الصغار نورة و أنوار يلعبون بعرايسهم في غرفتهم .. دخلت عليهم بكل لؤم وهي عارفة قرار أختها عبير من هالناحية وقامت تطالعهم ..
أريج ::/ احزروا وين بنروح الحين انا وعبير ؟؟
التفتت عليها نورة ::/ وين بتروحون ؟؟
أنوار باندفاع وهي توقف::/ بنروح معاكم ؟؟
أريج وهي تبتسم بغرور::/ لالالا مافيه روحة ،،،،أنا وعبير وبس وانتم تجلسون هنا بالبيت ..!! مع أمي ..
نورة باحتجاج ::/ لا والله وش معنى أنت تروحين واحنا لا ؟؟
أريج وهي طالعة ::/ ماعاد بقى الا هي تحطين راسك من راسي ..!! ويالله لاتعطلوني ..!! (( ومشت تاركتهم وراها بعد ما قهرتهم ))
طالعت نورة أنوار وتبادلوا نظرات القهر وكأنهم يفكرون بنفس الشي وبسرعة قاموا رايحين لـ عبير يستفسرون منها عن الطلعة لأن أريج طلعت وسفهتهم وبالمرة يسوون عندها مظاهرات ...
دخلوا عليها غرفتها وشافوها جالسة على السجادة .. طالعوا بعض وتقربوا أكثر ..
نورة ::/ عبير ..!! بنروح معاكم ؟؟
التفتت عليهم عبير مستغربة ::/ وانتم من قال لكم ؟؟
انوار وهي تحرك يديها::/ أريج هي اللي قالت .. ليه تروحين انتي واياها بس واحنا لا ؟؟
نورة ::/ حنا بعد ودنا نطلع ملينا من البيت ؟؟
عبير اللي رحمتهم ابتسمت ::/ شوفوا الحين حنا روحتنا خرابيط بس بنروح السوبرماركت نشتري أغراض ونرجع .. لكن إن شاء الله يوم من الأيام بنروح انا وانتم مكان أحلى ويجنن تلعبون فيه وتشترون ايس كريم وكل اللي تبغونه .. هاه وش رايكم ؟؟
نوره باعتراض ::/ طيب معليش نروح معكم الحين وبعدين نروح للمكان الحلو ..
عبير مبتسمة ::/ شوفي حبيبتي نواف نستحي كلنا نروح معه للسوبرماركت بيقول وش هذولا ... بس إذا صرنا بنروح ملاهي بيصير معليش نطلع كلنا .... وبعدين امي مسكينة من يقعد عندها ؟؟ تجلس بالبيت لحالها ؟؟
أنوار وحن قلبها لأمها بس تكابر ::/ طيب ليش أريج تروح ؟؟
عبير وهي تقوم ::/ لازم تروح معي تساعدني على الأغراض (( والتفتت عليهم تراضيهم)) طيب وش تبغون من السوبر ماركت وانا اجيبه لكم ؟؟
وفرحوا الثنتين وما صدقوا خبر تعرض عليهم عبير مثل هالعرض المغري وبدوا يعدون طلباتهم اللي ما طاعت تخلص وعبير تناظرهم وهي مبتسمة وكأنها مهتمة لأغراضهم الطفولية ومتأكدة في قرارة نفسها انها ماراح تجيب لهم كل شي يادوب حلاوة لكل وحدة ... كـ رضاوه
-------------------------------------------------------------------------------

نزل مع الدرج وهو يهرول وهلكان من الحر .. توه نازل من السطح وبيده المطرقة وكرتون المسامير يشطب على بيت الأرانب اللي بينقلونهم له عن الحوش ...!!
بدء ابو عبدالله ينادي سارة وهو متوجه للكنب بالصالة علشان يريح عظامه ::/ ساااااااااااااااااااااااااارة ...!! ســااااااااارونة ؟؟
جت سارة وهي تركض بحماس من المطبخ ::/ سم يبه ؟؟
ابو عبدالله ::/ ترى خلصت من البيت اذا بتنقلين عيالك له ... وترى كل شي فيه جديد قشهم وبيوتهم يعني نقله محترمة ..
أسامة وهو يضحك ::/ أوووه أجل يبي لهم نزالة ونحتفل بنقلتهم ...!! والله بنفتقدهم وازعاجهم ..؟؟
سارة ::/ الا بيفتكون من شرك انت وولد اختك لا عبين بحسبتهم مساكين ؟؟
ابو عبدالله علشان ينهي النقاش ::/ زين يالله روحي جهزيهم ووديهم فوق .. وخلي عذا تساعدك ؟؟
سارة وهي مبسوطة حدها ::/ ان شاء الله يا أكرم واطيب وأحلى أبو بالرياض ؟؟
ابو عبدالله وهو يحك حاجبه ::/ بالرياض بس ؟؟
سارة ::/ إيه لأني بصراحة ماعاشرت أباء العالم فما أقدر احكم عليهم ؟؟
أسامة يتطنز::/ يعني كل الأباء اللي بالرياض معاشرتهم ؟
سارة وهي رايحة للباب ::/ تقريبا ..!! والا يمكن سامعه عنهم ..!!
طلعت عنهم سارة وتوجهت للأرانب عند عذا ومهند ولد لمياء ...
أما أسامة وأبوه فـ تمددوا قدام التلفزيون وينتظرون ام عبدالله تتفضل عليهم بدلة القهوة والحلى ...
أسامة وهو يصرخ ::/ يمـــــــــــــــــــــــــــه .. الله يهديــــك بسرعة ماصارت قهوة ذي ؟؟ والله لو ذبيحة ؟؟
ابو عبدالله وهو يرمي عليه كرتون المناديل ::/ الحين هذا احترامك لأمك ؟؟ تصرخ عليها ؟ فوق انها تتعب بالمطبخ بروحها والشغالة مو موجودة تنادي عليها وتستعجلها ؟؟ طيب على الأقل قم ساعدها ؟؟
ام عبدالله تحاكيهم من المطبخ ورافعة صوتها ::/ طيب طيب ... دقايق وكل شي جاهز بس اصبر شوي ياربي عليك من ولد يا حر بطنك ؟؟
أسامة وهو يأشر لأبوه على المطبخ ::/ سمعت بأذنك ؟؟ يعني هي عادي عندها مأخذه الموضوع بروح رياضية .. وبعدين هي اللي معودتنا على الصراخ ماتسمع لسانها وش طوله ؟؟ انا ماادري وشلون تحملتها ؟؟
ابو عبدالله اللي ماقدر مايضحك ::/ ههههههههههههههههه تراني مااسمح لك..!!
و الحين هذا كلامك عن أمك .. تشوف كل شي بقوله لها علشان ماعاد تكلمك ؟؟؟
أسامة بكل ثقة ::/ هذي أمي تقاطع العالم كله إلا أنا ..!!
ابو عبدالله وهو يحس بالغيرة شوي ::/ تتحدى ؟؟ يعني تقاطعني وماتكلمني لكن انت لا عادي ؟؟
أسامة وهو رافع حاجبه ::/ طبعا ودي عايزه كلام ؟؟
ضحك ابو عبدالله بغيرة ولف براسه عن اسامة يطالع التلفزيون ..
أما سارة فـ كانت مع أرانبها في القفص وتحوس معهم وعذا واقفة بعيد تجهز خرطوم المويه والمعدات لأنهم بيسبحون الأرانب ..... تركت اللي في يدها بعد ماجهز بشكل نهائي وراحت لسارة عند القفص ...!!
عذا وهي تلم شعرها ::/ سارة انا بطلع فوق أغير لبسي وأربط شعري بشكل مريح وعقب بنزل علشان نسبحهم ..!!! زين ؟؟
سارة وهي مشغولة ::/ خلاص انتظرك لا تتأخرين ..!!
عذا وهي رايحة تركض ::/ دقيقتين وراجعة ...
ومشت بسرعة وهي تدندن ودخلت البيت طالعة لغرفتها ....
كان هو في هالأثناء واقف قدام باب البيت ويتنهد ....((( هو زي ماهو ماتغير من آخر مرة تركته ..!! والله اني مشتاق لهم كلهم واحد واحد ...!!! لحظة ..!! خلوني اتخيل أشكالهم وش بتكون بعد فرقى 3 سنين قبل لاأشوفهم على الواقع ... أمممممممممم ،، ههههههه أسامة أتوقع له شنب يوقف عليه الصقر ههههههه .آآآآآآآآآآ وأبوي يمكن زاد شيبه اللي عند طرف أذانه ..!! أما سارة ؟؟؟ اممممم ما أتوقع انها عقلت ..!! الظاهر انها زي ماهي بيبي ومشاغبة وحيواناتها اهم من امها وابوها ونفسها حتى ..!! ههههههههه وووو عذا امممم لازالت على ماهي عليه شكلها طفولي ونظراتها البريئة مثل ماهي ماتغيرت وههههههه دمعتها دائما عند الباب ما يعوقها شي ... أما لمياء فما أقدر اتخيلها لأن أكيد طلع لها قرون شياطين عقبي ..ههههههه
آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه بقى الغلا وتاج راسهم كلهم ... الأكيد ان ريحة دهن عودها لازلت في رقبتها وشعرها ؟؟؟ ولمستها الحنونة لا زالت موجودة ......آآآآآآآآآآآ ياربي والله اني مشتاق لكم كلكم والله العظيم )))
تنهد وترك عنه التفكير وطلع مفتاحه وفتح الباب بشوي شوي وهو يرتجف من الشوق علشان يدخل بهدوء ويكمل المفاجئة لهم .. وفعلا دخل بهدووووووء وهو شايل شنطته على ظهره والكاب على راسه ...
سكر الباب وراه وهو يراعي انه مايصدر صوت لكن عقد حواجبه لما شاف زاوية بيتهم اللي فيها الأرانب والهمسترات مشتعلة انوارها وعندها صوت ،،، ابتسم بشوق وحنان (( أكيد صارورة هناك هههه )) ومن الوله قال يالله بيروح لها هي الأولى ,, ومشى لهذاك المكان ...
سارة كانت عند أرانبها تأكلهم ومهند كان معها ... كان يلعب مع واحد من الأرانب ويسحب آذانه ويرفعه من على الأرض وبعدين يرجع يرميه يعني باختصار كان معذبه .. سارة ماكانت منتبهة له بس يوم التفت علشان تطلع شافت شارون وفعايله ..
سارة تصرخ ::// مهندوووووووووووووووووووه يالدب وخر عنه بتموته ..
مهند وعيونه طايرة من الخوف ::/ ما تويت سي (( سويت شي )) ؟؟
سارة وتسحبه مع يده وهي قارصته:::/ ماسويت شي بعينك يا متشرد ..!!
مهند وبدء يصيح لأنها عورته ويحاول يتملص من يدينها::/ والله والله ماتويت سي .. بعدي بعدي مامـــــــــــــــي .. آآآآآآآآآآآآآآدا تاعديني يا ماماي ..
سارة وتضربه على فمه علشان مايصرخ ::/ لاتصرخ وتفضحنا ترى أنت المجرم يعني تستاهل .. والا تعرف وشلون لو ماسكت بقفل عليك عندهم هنا ..
مهند وهو يزيد صياحه عناد فيها ..::/بابي بابي (( ما أبي )) لوحي انا ماحبت ..
سارة وهي تدفه::/ لا أرجوك توم كروز ما أقدر أنا .. بكيفك لا تحبني ولا تجي عيالي فاهم ..
مهند وزاد صياحه ... بس سارة عطته ظهرها بترجع للقفص ..
...::/ من اللي ضااااااااااااااااارب هنودي روح خاله .؟؟ هااااااااااااااه ؟؟
جمدت سارة بمكانه .. ورجلها على رفعتها لاقدرت تنزلها ولاهي قدرت تكمل مشيها .. صدمها الصوت ؟؟؟ " مو معقولة هذا صوته ؟؟؟ يعني المعقول أن من كثر ما مشتاقين له يطلع لنا فجأة من دون ماندري ؟؟"
التفتت على مصدر الصوت بهدوء وشوي شوي علشان ماتنصدم لو كان اللي سمعته وهم ؟؟ بس لما شافته حاضن مهند وهو شبه جالس على الأرض ...
جمدت أعصابها وأطرافها ماقدرت تتحرك ولا تحرك لسانها .. الا يوم صرخ عليها مهند :::/ أنت ثالونة .. هادي خالي عبوتي اللي في الكوميوتل دت (( هذا خالي عبدالله اللي في الكومبيوتر جا))؟؟
سارة نزلت نظرها لمهند .. ثم رجعته على عبدالله وعركت عيونها ومسحت نظارتها خافت لا تكون غلطانة ..
عبدالله وهو يضحك ::/ هههههههههههه وش فيك انلخمتي ؟؟؟ لا يكون جيتي غير مرغوب فيها ؟؟؟
سارة وهي دموعها تنزل غصب عنها وبصوت هامس ::/ عبدالله
سارة بزودها متعلقة بعبدالله اخوها من يوم كانت صغيرة يمكن لأنه الكبير وكان يدلعها .. وعموما عبدالله من النوع الطيب والحبيب مع اخوانه يعني يبديهم على نفسه وما يرضى عليهم بأقل شي ....
قرب لها عبدالله وعيونه تحرقه وده يصيح بس ماسك نفسه (( يااااااااااااااه وش كثر اشتقت لكم )) ::/ ايه عبدالله يالله عاد ماراح تسلمين ؟؟
ركضت له سارة وطاحت في حضنه وهي تصيح ::/ اشتقنالك عبيد يالدب ؟؟ وينك من زمان ؟؟؟ بغينا نموت وانت ماجيت ولا شفناك ؟؟
ضحك عليها عبدالله ::/ ههههه اجل بغيتوا تموتون وانتم ماشفتوني ؟؟
رفعت له سارة راسها ومسحت دموعها وهي تبتسم ::/ ايه (( وتركز بوجهه )) عبود طلع لك لحية ؟؟ كبرت ؟؟
عبدالله ماقدر يمسك نفسه ::/ ههههههه وانت بعد كبرتي وطلتي ... وبعدين وش عندك ماسكة عبود وعبيد تراني كبرت ..
قطع عليهم مهند ::/ خالي توف ح حوانات .. هذي حقي انا وتالونة ؟؟
سارة وهي تناظره ::/ ماشاء الله بأمر من ؟؟
مهند وهي يطالعها بعيون خايفة :::/ يبه حمّد((محمد)) يدوله ؟؟
ابتسم له عبدالله وهو يشيله ::/ إيه هذول كلهم حقك وتالونة مالها تي ؟؟ وش رايك ..
هز راسه مهند برضا وهو يبتسم
بس صراخ سارة خوفه ::/ عبيييييييييييييد لاتدخلها براسه ؟؟ وبعدين من يطلعها
عبدالله وهو يمسك فمها ::/ اصصصصصصصصص قصري حسك .... ابسوي مفاجئة لأمي وأبوي لاتخربين علي .. وينهم فيه لايدرون اني جيت ؟؟
سارة وهي تضحك ::/ ههه مادريت عنك .. زين امي بالمطبخ بنروح لها مع باب المطبخ وابوي واسامة بالصالة وعذا فوق ...
عبدالله ::/ وأم هالمملوح ؟؟
سارة ::/ لا في بيتها عندها شغل فيه مآخذه ميري معها وجايبه عندنا مهند علشان ما يحوس عليها ..
ناظرها عبدالله وهز راسه وخلاها تمسك بيد مهند وحرّصهم على انهم مايطلعّون صوت .. ومشوا كلهم رايحين لباب المطبخ ...
عبدالله كان قلبه يدق بقوة ... مايعرف وشلون يشوف امه عقب هالسنين ؟؟ وش بيسوي إذا قابلها .. بلع ريقه والتفت على سارة اللي كانت تفصص ملامحه واول ما التقت عيونهم ابتسمت له بحب من صدق تولهوا عليه .. لهم ثلاث سنين ماشافوه خلالها الا اسبوعين ..!! صحيح كانوا في المناسبات يشوفونه بالويب كام بس بعد الحقيقة غير الصورة ؟؟؟ ابتسم لها عبدالله وحط يده على كتوفها وحبها على راسها ...
أول ماقابلوا باب المطبخ كان مفتوح نصفه بس .. وايق عليها عبدالله وشافها واقفه عند الحوض وكأنها تغسل المواعين ... ناظر سارة وقال لها تفتح له الباب بشوي شوي من دون ماتنتبه امه .. ولو انتبهت فراح تشوف سارة مو هو .. هزت راسها سارة وقربت للباب وفتحته بشوي شوي ... والحمدلله ام عبدالله ماانتبهت ولاحست..
سمّى باسم الله ودخل وقلبه يدق بقوة ولهفته وشوقه سبقوه لأمه أول ماشاف شعرها المربوط بشكل ذيل حصان وممتد لنص ظهرها وشكلها بجلابيتها البيج اللي تبين نحافاتها ورافعة أكمامها وبينت شكلها انها صغيرة ،،، تنهد براحة وحس انه كان عايش بهم وغم قبل لايشوف أهله ومايعرف وشلون بيقدر على فراقهم مرة ثانية ؟؟؟
قرب لها وحط يديه على عيونها وهو يبتسم ...
ام عبدالله وهي تتنهد وتضحك ::/ ههههه أسامة والله الحين بجيبها .. بس خلني اخلص اللي بيدي وجايتكم خمس دقايق بس ؟؟؟
سكت عبدالله وحس انه مشتاق لضحكة امه اللي بالدنيا كلها ... قرب لأذنها وهو يشم دهن العود اللي تحبه أمه وهمس لها ::/ ترى أزعجتينا بأسامة لا يكون هو ولدك وبس ؟؟؟
ونزل يديه عن عيونها ...
ام عبدالله وقفت مكانها ولا عاد قدرت تتحرك ولا قدرت حتى تلتفت ... (( هذا عبدالله والا أسامة يقلده ؟؟ والا عبدالله يحكي بالجوال وهم حاطين السماعة على أذني )) التفتت وراها تتأكد وبيدها الكأس اللي كانت تغسله ... واول ماشافت شكله وهو واقف بطوله اللي زاد عن قبل ونحفه اللي ماتغير وملامحه المكتنزة بالرجولة والوسامة .. ماقدرت شهقت وبغى يطيح الكأس من يدها ،، بس لحق عليها عبدالله ومسك الكاس وحطه بالحوض ومسكها مع يدينها .. وقرب لها وحبها على راسها ... ::/ مساك الله بالخير يالغلا ؟؟
ام عبدالله وهي الى الآن مو مستوعبة وجوده ... مدت يدها وحطتها على خده وتحسست وجهه ::/ عبادي ؟؟؟
عبدالله وهو يكتم ضحكته :::/ ههههه الله يهديك بس يمه الحين كل هالعوارض والطول وعبادي ؟؟؟
ام عبدالله التزمت الصمت .. بس عيونها غرقت بالدموع .. بغى يغمى عليها لأن الدنيا قامت تلف فيها .. بدت تفتح عيونها وتغمضها وحطت يدها على رأسها من الصدمة والوشوشة اللي جت على عيونها.. عبدالله خاف لا يصير بأمه شي لعن نفسه لأنه فاجئها بهالصورة وهي معها الضغط ؟؟
مسكها وقربها للكرسي وجلسها عليه وسارة ومهند تقدموا لهم لأنها خافت على امها ... جلس عبدالله على ركبه وقابلها وهو ماسك يديها ..::/ يمه ؟؟ يمه وش فيك ؟؟
ام عبدالله بعد ما تنهدت ورفعت راسها تتأكد انه فيه ::/ ما اصدق انك موجود ببيتنا الحين أبداً ؟؟
عبدالله وهو يحب يدينها ::/والله اني بالبيت الحين ؟؟ جالس قدامك بعد وانتظرك تتحمدين لي بالسلامة وتحبيني ؟؟
ام عبدالله وهي تلف وجهه بيديها وتحبه على جبهته وتبتسم::/ الحمدلله على السلامة حبيبي ..!! ليش ماقلت لنا نجي نستقبلك ..؟؟
عبدالله وهو يحب يديها ::/ كنت بسويها لكم مفاجئة (( وهو يرفع رأسها )) بس ماتوقعتك دلوعة هالحد وبغى يغمى عليك ؟؟
ضحكت ام عبدالله ::/ وش اسوي بك ماكنت متوقعة ولا واحد بالمية اني اشوفك اليوم وبهالساعة ...!!
عبدالله وهو رافع حاجبه ::/ ايـــــــــــــه كل علينا الجو هالأسامة ؟؟؟ على طول من جيتك وانتي (( يقلدها )) // اسامة الحين بجي // طيب ليش ماتوقعتي اني ابوي مثلا؟؟
ساره وهي تضحك ::/ هههههه والله ما ضاع فينا الا أبوي هالمسيكين ؟؟ امي مستحيل تفكر فيه ؟؟
ام عبدالله ::/ لا عاد كلش ولا أبوكم ترى زيكم زيه كلكم عيالي ..!
التفت عبدالله على سارة وانفجروا ضحك ..
عبدالله بخبث ::/ههههههه أوكي يمه يعني كلنا عيالك .. متأكدة ؟؟
ضحكت ام عبدالله بخجل ::/ قصدي أحبكم كلكم بنفس المستوى ..!
سارة بتشكيك::/ أكيد ان أسامة مو أكثر منا شوي ..
أم عبدالله وهي تقوم ::/ متأكدة ... بس انتم اللي معلقين هالفكرة ببالكم ومو راضين تتنازلون عنها حتى خربتوا ابوكم علي ؟؟
عبدالله وهو يلف كتوفها بيده ::/ اوووووه أجل يغار عليك منه ؟؟ تطورتوا عقبي والله ؟؟
ام عبدالله وهي تضربه على كتفه ::/ خلاص عاد ..!! يالله اطلع لهم سلم عليهم وانا بلحقكم بالقهوة ...
------------------------------------------------------------------------------
طلعوا من بيتهم بعد الآذان مباشرة ... كانت أريج مبسوطة حدها ،،، واللي يسمعها يقول رايحة لهونولولو مو حيا الله سوبرماركت ... أما عبير فكانت متوترة حبتين من وضعها اللي مرت فيه اليوم ،، ومن أفكارها اللي غزتها من العصر عن المصروف والفستان والمكافأة المتأخرة والوضع المادي المتأزم هاليومين ...!!
ركبوا السيارة وسلموا على الموجودين ،، نواف جاب معه أخته إيمان على أساس أنه ماراح يروح معه إلا عبير وما حب انها تركب معه بروحهم ... يعني ماكان متوقع جيت أريج ،، بس يالله ما صارت مشكلة خلهم يطلعون ويغيرون جو اليوم ...
عبير جلست بالمقعد اللي وراء نواف اما أريج راحت مع الباب الثاني ...
أول ماجلست وراه حس بقلبه يفز من مكانه . ماعرف وش يسوي ؟؟
نواف بارتباك واضح::/ وش اخباركم بنات العم وكيف صحة الوالدة ؟؟
عبير وهي تسكر الباب ::/ الحمدلله .. انتم وعمي كيف حالكم ؟؟
إيمان بلقافة ::/الحمدلله ماعلينا كلنا مبسوطين ومرتاحين ...
التفت عليها نواف بحقد لأنها ضيعت عليه فرصته بالسواليف معها ،، وطالعته إيمان بنظرات باردة وبليدة ... تنهد منها ومسك المقود ووكل أمره لله ...
أما عبير فـ من ركبت وهي وجهها للشباك ... ومكتفية بالمطالع من برا .. لحد ماوصلت مرحلة السرحان في كل اللي كانت تفكر فيه من شوي ...
ولما وقفوا عند الإشارة ،،، كانت سيارة صغيرة موقفة جنبهم وفيها شاب كاشخ ومتزكرت .. ومعه بنت يمكن تكون زوجته لأن بيدها بيبي صغير عمره ماتعدى الشهور ... تنهدت عبير من قلبها لما شافت منظرهم ،،، تمنت بقلبها اليوم اللي بتصير حياتها زي هالأثنين مع اللي يحفظها ويرعاها وتتبادل معه الحب والاحترام .. وترتاح من هالمسؤولية المرمية على كتوفها ويصير هو المسئول عن كل شي،،،رفعت عينها بشكل عشوائي غير مقصود و شافته يطالعها بنظرات تعجب والاستنكار واضح من رفعة حاجبه .. وكل هذا بسبب تنهيدتها اللي وصلت لمسمعه ؟؟ وش فيها على هالتنهد ؟؟؟ معقولة انها تعبانة وغصبتها أنا على الطلعة ؟؟ طيب أنا قايل لها تعطيني ورقة الطلبات وانا اتكفل بكل شي ؟؟؟
.. لما شافته عبير يطالعها بهالنظرة ارتعدت عظامها من الخجل ونزلت عيونها ورجعت تطالع من الشباك مرة ثانية ...
وقفوا سيارتهم بالمواقف اول ما وصلوا .. وانتظر هو شوي على بال ماتنزل عبير من وراه وتسكر بابها وعقب ينزل هو ،،، نزلوا البنات كلهم واجتمعوا مع بعض جنب السيارة ،، ونواف نزل وقفل سيارته وأشر لهم يمشون ... كلهم لحقوه بس تقدمت أريج وإيمان على عبير اللي كانت آخر وحده .. ونواف كل شوي يلتفت عليها وكأنه يحثها تعجل خطواتها ،، بس هي كانت تمشي على أقل من مهلها ماتدري وش السبب ؟؟
لما دخلوا .. قربت عبير لأريج وهي تهمس لها ::/ روحي جيبي عربة ..!!
أريج بنقمة ::/ و ليه ماتروحين انتي ؟؟
عبير ::/ بس أنا قلت روحي أنتي ..!! يالله أريج تكفين ..!!
أريج بتأفف::/ أففف طيب ليه ماتكلمتي اول مادخلنا كان خذت وحده من المدخل ..!! مريضة..!!
ضحكت عليها إيمان وهي توقفها ::/ خلاص مايحتاج تروحين هذا نواف معه وحده ..
أريج تتنهد::/ يلوموني في نواف ياناس .. بصراحة هو رجل المواقف الصعبة .. ياحبي له .!!
إيمان وهي مطيرة عيونها ::/ هيه أنتي ..!! اسحبي كلمتك ترى فيه ناس تغار ..
عبير وهي تتجاهل كلامهم اللي ماله معنى::/ أريج معليش روحي جيبي وحده يمكن هذي لنواف ؟؟
نواف وهو واصل لهم وقاطعها ::/ وش فيكم ؟؟ وش فيه نواف ؟؟
عبير أخر شي تتمناه بحياتها انه يسمعها تطريه (( يعني ترك كل السالفة مالقى يسمع الا أسمه ؟؟))..
ردت عليه إيمان ::/ كانت عبير تبغى أريج تروح تجيب لهم عربة ؟؟
نواف وهو يركز في عبير ::/ خلاص معنا وحده ... تكفينا جميعا ..
سكتت عبير وماعلقت ،، وبالمثل سوت أريج ... بدوا البنات يتنقلون في أسياب المحل علشان يآخذون طلباتهم ،،، وما يمر عليهم احد والا شي الا ويعلقون عليه ... شوفوا هذا شنبه كأنه مكنسة الساحرة .. واللي تقول شوفوا شعر هالبنية كأنه ليفة مواعين ... اما نواف فكان يمشي معهم بس من بعيد شوي علشان يمنع الإحراج عنهم .. وهو في نفس الوقت سرحان فيها وفي شكلها من وراء العباية .. كان يراقبها ويشوف دقتها في تنقية الأشياء .. ومركز على حركة يديها الرقيقة ((( يابعدهم كلهم والله..!! لو أنك في غير الوضع اللي انتي فيه كنت بتطلعين شي ثاني ،،، هه مع أنك انتي الحين الأروع في عيوني ،،، ولا أظن أني راح ألاقي في عمري وحده تسد مكانك اللي بقلبي ،،، من قال أبوي هذاك اليوم أنه ماراح يزوجك غيري وانا ماغمض لي جفن انتظر هاليوم يجي على أحر من الجمر .. اليوم اللي بيجمعني فيه معك بيت واحد ،، آآآآه بس ليتك تحسين فيني وبالنار اللي تحرق جوفي من أحس بك تتجاهليني ؟؟؟ بـ تقولين حياء ؟؟؟ بـ قولك ونواف يعشق الحياء اللي تمارسينه عليه هو وبس ..!!))
كان يمشي وراهم وهو مكتف يديه على صدره ،،، وسرحان ...
نبهه صوت المتحدث العام في السوبر ماركت (( نود التنبيه على انه سوف تقام صلاة العشاء بعد عشر دقائق من الآن ،، على الأخوة المتسوقين السرعة بالتوجه إلى المحاسبة للدفع عن مشترياتهم قبل الإغلاق وشكرا ..))..
ارتبكت عبير من سمعت النداء لأنهم الحين بيسكرون للصلاة وهي ماخلصت أغراضها .. ومستحيل انها بتنتظر لبعد صلاة العشاء تخاف تعطل نواف عن أشغاله ..
التفتت على طول لأريج اللي واقفة وراها ومعها العربة بيدها ::/ أريج روحي لقسم المعلبات بسرعة وخذي اللي نحتاجه من هناك ،، (( وهي تناظر الثلاجات وتأشر عليها )) على بال ما أروح أنا هناك وآخذ اللي نبغاه .. طيب ..!!
أريج وهو تتحرك ::/ أوكي القاك عند الكاشير ...
إيمان والسلة الصغيرة في يدها::/ تبغون مساعدة ؟؟
لفت عليها عبير مبتسمة ::/ إيه .. لو سمحتي روحي لقسم الحلويات ونقي لنورة وانوار على ذوقك .. بس هاه لا تتعدين الخط الحمر ..!! شي واحد لكل وحده ..
ضحكت إيمان وهي ماشية ::/ ماعليك منهم انا بآخذ لهم على كيفي ...
انتبه نواف لحركتهم وحس انهم هموا أرواحهم عكس قبل شوي كانوا يتسحبون بالأسياب وراح وقتهم تعليقات وسوالف ... حب ينسحب شوي عن المشهد وقرر يلحقهم عقب للكاشير فـ تقدم لركن المخابز اللي قدامه يتفرج على الحلويات والفطائر اللي يقدمونها ...
عبير راحت للثلاجات وهي تمشي بخطوات سريعة شوي وعبايتها وراها وكأنها سوبرمان ... خطواتها كانت متباعدة علشان يمديها تلحق تآخذ اللي تبغاه و يحاسبون ويطلعون .. كانت رافعه راسها تطالع الرفوف واللي تحتويه ..!! يمكن تشوف شي محتاجينه وهي ناسية وخذت المنعطف اليمين متوجهة للمكان المطلوب .. بس ماحست بنفسها الا ورجلها ضاربة بزاوية الرف الأيمن من تحت ومن عند الأصبع الصغير اللي برجلها ... صرخت صرخة مكتومة ووقفت مشيها شوي ونزلت تشيك على رجلها .. شافت أصبعها مجروح على خفيف بس فيه شوي دم ... مسحته بالمنديل اللي بيدها ورجعت تكمل طريقها مع انها تحس بشوية الم ..
اول ماوصلت للأجبان ... طاحت عينها على جبن الموازريلا ،، ابتسمت وقررت تآخذه علشان تسوي لهم اليوم بيتزا ترضي اخواتها اللي يعشقون هالأكلة... وطت شوي وخذت منه الكيس الصغير (( أتمنى انه ما يأثر على السعر هذاك الزود واتوهق )) رفعت راسها تكمل طريقها .. لقسم الألبان والعصاير .. بس شافت مجموعة شباب بايخ واقفين عند العصيرات ومسوين دوشه بالسوالف والتعليقات وأشكالهم ماصخة وما تريح الواحد .. تنهدت وش تسوي لازم تمر من عندهم .. تلفتت على يمينها ويسارها يمكن تشوف أريج وتجي معها بس للأسف ما حصلتها .. لكن انتبهت لنواف واقف عند المخابز وكأنه يذوق كيكة .. ودها تناديه معها بس مستحيل ...
استسخفت نفسها على ارتباكها اللي ماله داعي .. يعني هي بتروح تغازلهم ؟؟؟ بتروح تآخذ حاجتها وتمشي وماراح تلف لهم ولا تعطيهم وجه .. وبعدين المكان كله مليان ناس وفيه حراس امن ..
مشت بخطوات ملكية واثقة .. ولما بدت تقرب عطى جوالها دقة تهيئة على انه بـ يرن الحين .. عقدت حواجبها تنتظر النغمة علشان تشوف مين .. وعلى طول طلعت لها اغنية الأماكن ،، ابتسمت بفرح لأنها نهلة صديقتها وأختها ،، لكن ما طلعت الجهاز وما ردت حست انه مو وقته الحين ترد عليها ...
واول ماوقفت قدام الثلاجة علشان تأخذ لها علبة حليب انتبهوا لها الشباب وانتبهوا لنغمتها لأن صوتها صار تقريبا واضح ...
التفت لها واحد منهم وتنهد...::/ آآآآآآآه ايه انشهد انها مشتاقة لك ..!! موووووت بعد ؟؟ ارحميها تكفين ولا تعذبينها زود …!!
خويه الثاني يضحك ::/ أيييييييييييييي والله .. والا العيون انشهد انه انرسم فيها خيالك غصب عنها ..!!ولا ظنتي انه بيطلع منها بعد اليوم …!!
ضحكت الشلة كلها ...
بس عبير تجاهلتهم وهي ترتجف من الربكة وطالعت الرف الأخير اللي فوق مرة ... وشافت فيه نوعية الحليب اللي يحبونها .. فقربت شوي بتآخذها .. لكن كان فيه حديدة على حافة الثلاجة ماقدرت بسببها توصل للعلبة المطلوبة ،، يعني لازم ترفع رجولها وتوقف على اطراف أصابعها ... حاولت تسوي الطريقة بس للأسف انعفست ملامحها لما ضغطت على رجلها اليمين بسبب الضربة فـ رجعت لوضعها الطبيعي على طول ... تنهدت وحاولت تجرب مرة ثانية ..
لكن كان هو أسبق منها تقرب منها بطوله الفارع ورفع يده بانسيابية ونزل لها اللي تبغاه

dali2000 13-03-10 02:28 PM

لكن كان هو أسبق منها تقرب منها بطوله الفارع ورفع يده بانسيابية ونزل لها اللي تبغاه لكن ما سكت :::// أمووووت انا في القصاااار ...
الثاني من وراها ::/ يقول لك ترى القصر عز ..!! ههههههههههههههه
الثالث ::/ حرام عليكم والله انها طويلة بس الظروف حكمت … هههههه !!
عبير بغت تموت لحظتها من كلامهم ضاعت حيلتها وماتدري وشلون تتصرف .. غير انها سحبت منه علبة الحليب وهي تتمتم ::/ وقح و واطي..!!
خذت معها علبة عصير وأشياء ثانية ... وهم ما وقفوا عن التعليق والترقيم بطريقة غير مباشرة ... وهي تركتهم وراها ومشت رايحه لأختها وبنت عمها ... كانت متضايقة حيل من المواقف اللي صارت لها اليوم بس المشكلة انها مو قادرة تفرغ الكبت اللي تحس به ...
.
.
.
في نفس الوقت والمكان الأبو والأم يحاولون يقنعون بنتهم أن واحد منهم يدف العربة وهي تجلس بوسطها .. بس بنتهم هالمفعوصة اللي عمرها يمكن حول الأربع او خمس سنين راسها والف سيف انها هي اللي تمشي بالعربة .. مع انها ما تقدر عليها يعني تلفف فيها يمين وشمال بس مع ذلك مصره على رايها ومتمسكة فيه .. رضخوا لها اهلها وسمحوا لها تمسكها وتمشي فيها شوي شوي .. كانوا واقفين عند بداية السيب اللي فيه عبير تمشي وهي تتحرطم ،،، وبنتهم ماشية بالعربة وتلفف فيها علشان ينبسط اخوها اللي راكب وسطها ...
وسط هالفوضى ... اصطدمت العربة بـ عبير اللي كانت منزلة راسها .. ومشت العجلة على رجلها المجروحة ...
من الألم اللي حست بها والصدمة اللي جت على بطنها صرخت عبير وتناثرت اغراضها اللي كانت حاضنتهم بيدها .. وانكسرت علبة العصير اللي بتضطر تدفع قيمتها من دون فائدة ،،، وانسكبت علبة الحليب ...
رفعت عينها عبير على البنت والدموع معميه عينها عن الشوف وانفجرت فيها ::/ انتي مــــــــــــــــــــااااااااااااااااتشوفين ؟؟ عمياء ؟؟ عاجبك اللي سويتيه يا غبية ؟؟ متخلفة!!
جت ام البنت تركض وهي تتعذر ::/ معليش خيتوا نحنا الغلط منا ما كان أصدها البنت ؟؟
عبير وهي تحط حرة اللي فيها كله وتطلع الكبت اللي بقلبها على الحرمة اللي قدامها ::/ وانتوا ليش حضراتكم معطينها العربة ؟؟؟ شايفينها كفو تسوق عربات ؟؟ والا مخلينها مهزلة وتصدم بخلق الله (( وشهقت من الصياح ونزلت تجمع اغراضها )) ناس همج متخلفين ماعرفوا يربون عيالهم ؟؟
ام البنت وهي تساعدها ::/ معليش خيتوا بس ما تتكلمي هيك أدام البنت ليكا زعلت وبدى تبكي ؟؟
انفجرت بوجهها عبير ::/ جهنم الحمراء مآلك انتي وبنتك قليلة الأدب؟؟ بعد البيت بيت ابونا والغرب طردونا..!! لا وبديرتنا بعد ويعلمونا وش نسوي ووش ما نسوي ؟؟ ابعدي يدك عن أغراضي محد طلب مساعدتك … قومي !!
أبو البنت وهو يعتذر ::/ والله آسف مدام ... وما يكلك فكر ها لأغراض انا ياللي بدي ادفع حقهن ؟؟
عبير وهي تشاهق من الصياح ::/ ومن قال لك اني ابغاك تحاسب عني ؟؟؟ شايفني مو قادرة .. والا بعد انت بتتصدق علي ..!! آخر زمن !!
ابو البنت باحراج ::/ لالا شو اعوذو بالله مدام ما أصدي هيك ؟؟
ام البنت تقاطعه بقهر::/ خلا ص اتركها..!!(( والتفتت على عبير وهي حاضنة بنتها اللي تصيح )) نحن يا اللي مو مؤدبين ؟؟؟ لكان انتي شو تطلعي يا خانم ؟؟
عبير وهي العفاريت تتنطط بوجهها قربت منها بتضربها وتطلع فيها حرة راكان بس يده مسكتها قبل لاتتهور ::/ عبير اذكري الله ماتسوى السالفة وماتوصل للضرب ؟؟
عبير وهي تلتفت عليه وتحاول تتملص من يده حطت الحره كلها فيه ::/ وانت وش دخلك ؟؟ اترك يدي ياوقح ؟؟ ماعاد بقى الا تضربني ؟؟ (( وهي توقف مواجهته )) بعد بتعطيني كف لأني فشلتك قدام العالم ؟؟ يالله تفضل عادي ماعندي مشكلة ؟؟؟ والا لا يكون تبغى تمط شعري ؟؟ ترى عادي انا تعودت ...................!
وقف الكل مصدوم واولهم نواف اللي انصدم من كلامها و من ردة فعلها وترك يدها على طول وقلبه يتقطع عليها وعلى صوتها المنهار ..!! وكانت في وصلة أريج اللي فز قلبها لما شافت التجمع .. قربت لأختها وشافتها منهارة واغراضها متناثرة ورجلها فيها دم خذتها في حضنها اللي ماترددت عبير ورمت نفسها فيه وهي تشاهق من الصياح .. حاولت اريج تهديها بس في النهاية تركتها تفرغ الكبت لأنها من االيوم وباين عليها انها مهمومة ...
خذتها ومشت هي واياها طالعين ولحقهم نواف بالعربة وهو متفشل من الموقف اللي صار او منصدم او مايدري وش الشعور اللي راوده ساعتها .. رحمها بقوة وحس ان فيه لها أسباب أقوى خلتها تتصرف هالتصرف ...غار من أريج و هو يطالعها قدامه وشلون ماسكتها وتهديها وتمنى لو كان هو في مكانها …
تقابلوا مع إيمان عند الكاشير وعبير أول ما شافت انهم وصلوا بعدت شوي عن أختها ومسحت بقايا دموعها وتقدمت علشان تحاسب بس وقفها نواف ::/ لا عبير خليها هالمرة ..
عبير بحزم وهي تنقل نظرها بين العربة اللي بين يديه وبنت عمها ::/ لا معليش شكلك غلطان هذي اغراضنا احنا ..!! هذيك أغراضكم انتم (( وهي تأشر على إيمان اخته والسلة اللي بيدها )) صح والا ؟؟ (( والتفتت عنه تحاسب ….))
بلع نواف ريقه من الموقف المحرج وتركها على راحتها ..
حاسبوا عن أشغالهم و توجهوا للبوابة طالعين .. لكن استوقفتها كلماتهم الغبية وهم يضحكون ::/ يابنات ياحلوين اشربوا الحليب للصحة والقوة اسألوا الطبيب ههههه
ولما التفتت لمصدر الصوت شافت نفس الشلة الواطية وكانوا يناظرونها مما يعني ان تعليقهم لها ... انقهرت وشبت ضلوعها ضو ... تنفست بعمق وهي تزفر منهم .. واللي ماخلاها تتحمل أكثر لما قال أبو شعر سخيف ::/((وهو يقلدها)) أنت بنتك مو مؤدبة ..!!! ياااااااااااااي مالقيتي الا السوريين تقولين عنهم مو مؤدبين ؟؟ أجل اللي سويتيه وش يصير ؟؟ أدب ؟؟؟
ما قدرت تتحمل أكثر ومشت رايحة لهم ..
أريج وهي توقفها بخوف ::/ عبيروه انهبلتي لا تفضحينا ؟؟
عبير سافهتهاااااااااااااااااااااااااااااااا
التفتت إيمان وشافت عبير وهي رايحة لهم ،، وطالعت أريج بتعجب ::/ من هم هذولا؟؟
أريج بخوف::/ ماادري والله ... بس ذا المجنونة بتفضحنا ....!!
التفت عليهم نواف كونه سابقهم ::/ وش فيكم ؟؟(( وانتبه لعبير اللي كانت راجعة على وراء ))
إيمان وهي تأشر له ::/ شوفها ....
انصعق لما شافها رايحة لهاالسفلة .. ترك اللي بيده وراح يركض لها وهو يناديها .. مهما بيكون ردها عليه هالمرة بس لازم يوقفها عند حدها ..
اما عبير فـ ماكانت بوعيها قوى خفية هي اللي تسيرها وكأنها مسحورة.. كانت تتحلف لهم بقلبها انها بتوقفهم عند حدهم ..
بس لما وصل لها نواف ووقف بوجهها ::/ وين بتروحين ؟؟
عبير وهي تصحى لنفسها طولت النظر بعيون نواف وبعدين انتبهت لنفسها ::/ ابروح أأدبهم ؟؟
نواف وهو يوقفها ::/ مشكووورة اهلهم موجودين هم اللي متكفلين بتربيتهم ..
عبير وبدت تعصب ::/ لو سمحت نواف خلني براحتي ..
نواف وهو صدق عصب منها ::/ براحتــــــــــك ؟؟ وراحتك هذي ما بتحصلينها الا اذا كلمتي هالسفلة ؟؟؟ شايفتني طرطور قدامك علشان تفكرين ومجرد تفكير انك تغيرين وجهتك لهم ؟؟ والا مو رجال ومالي عينك ؟؟ واذا راحتك بهالشي فـ مانبغاها ؟؟ مو لازم ترتاحين ... يالله قدامي ..!!
عبير كانت مضطرة تسمع كلامه زفرت بقهر وعطته ظهرها ومشت :/ ما نقصني الا انت تتحكم فيني ..
تفاجأ نواف من كلامها بس ماحب يحط في خاطره ومشى وراها ::/ إذا كنت تشوفين توجيهي لك تحكم ،،، فـ أنا أتحكم فيك بالطول والعرض وبكرة بـ تشكريني …!!
سفهته عبير وماردت عليه .. قربت لأريج ساعدتها في حمل الأكياس ومشوا للسيارة..

تقدمت أريج بتركب مع نفس المكان اللي كانت راكبه فيه من البداية … بس سبقتها عبير وفتحت الباب قبلها وركبت .. طالعتها بنظرة وسكرت الباب ...
انقهرت منها أريج ومن حركاتها السخيفة اليوم ؟؟ وش عندها متغيرة ؟؟ ..
ضربت بيدها على الدريشة بقوة وهددتها بيدها إنها بتذبحها بس خلها تصبر شوي ... ضحكت عبير و حطت يديها فوق أذانها وقامت تسوي حركات الأطفال لما يبغون يقهرون أحد ...
انتبه لها نواف اللي ركب بعد ما دخل الأغراض بشنطة السيارة .. وابتسم بحب لهالإنسانة المزاجية ... ضبط جلسته على الكرسي وشغل سيارته ... وقصّر شوي على صوت المسجل ... ومشت سيارتهم متوجهة للبيت ...
ما حب أبدا فكرة انه يرجعهم للبيت كذا بسهولة ،، ولاعمره تمنى أن هاللحظات الحلوة والمشاعر الحالمة اللي قاعد يعيشها تنتهي ... وده يمدد المدة بس مايعرف الطريقة ... لكن بيـ حاول بشتى الطرق ...
نواف ::/ هاه خلصتوا كل شي والا عندكم مشوار ثاني ؟؟
عبير ووجهها لدريشة ::/ لا مشكور خلصنا ..
نواف بيأس ::/ يعني ماتبغون مشوار ثاني ترفيهي .. يالله اغتنموا الفرصة مادمت فاضي ...
التفتت عليه عبير مستغربة منه هالميانة طالعت أختها أريج وكأنها تستفسر بس شافتها وهي تترجاها بعيونها توافق على أي طلعة بس المهم تسمح لهم يرفهون عن أنفسهم ... لكن عبير انقهرت من نظرات أريج لأنه مهما يكون مالهم حق يطلعون ويتمشون واخواتها الصغار بالبيت وهم نفسهم بالروحة ...
عبير باقتضاب ::/ لا يعطيك العافية بنروح البيت ...
تنهدت أريج بحزن لكن ردت إيمان ::/ طيب وش رايكم نروح لأي مركز تجاري والا نتعشى برا ؟؟؟
إيمان بحزم ::/ لا معليش إيمان مرة ثانية ...
إيمان تستهبل ::/ ترى حسابكم علي أنا اللي بعشيكم ..!!
عبير ::/ مشكورة بس نورة وانوار بالبيت وأنا ماتعودت أروح مكان ترفيهي من دونهم ..!! وبعدين احس نفسي مرهقة ومو مستعدة لأي طلعة ؟؟؟؟!!
سكتوا جميعا لأن عذرها مقنع ... لكن هو نواف الوحيد اللي حس بنشوة في صدره وسعادة مايقدر يوصفها ،، كبرت بعينه لما فكرت بأخواتها الصغار ومارضت لنفسها تطلع من دونهم ... هو صدق يحبها بس هاللحظة تأكد انه يموت فيها ومايقدر يصبر أكثر وما يقدر يفكر مجرد تفكير انه بيضل طول عمره ولد عمها وبس ..!!
وصلوا لبيت عمه و وقفهم عند الباب .. سبقهم هو ونزل متوجه لخلفية السيارة علشان ينزل اغراضهم منها ... كان ماسك باب الشنطة بيد واليد الثانية ينزل بها الأغراض ويحطها على الأرض ...
نزلوا أريج وعبير بعد ما ودعوا إيمان .. وعبير بالضرورة كان لازم تمر من عند نواف علشان تروح للباب .. سكرت بابها ومشت من ورى السيارة .. شافته وهو ينزل الأغراض فـ استحت تمشي وتتركهم .. نزلت وخذت بيدها كيسين .. ورفعت راسها لأريج تطالعها علشان تجي تساعدها بس أريج سفهتها وماعبرتها لأنها منقهرة من تصرفها السلبي بالسيارة وفتحت الباب ودخلت ...
تنهدت عبير وسألت ربي يساعدها علشان تتحمل صراخ أريج إذا د خلوا البيت الحين ... وعت على نفسها وهو يقول ::/ اتركيهم عنك عبير خليني انا أدخلهم ...
التفتت له عبير وبصوت واطي ::/ لا معليش خلني أساعدك ..
نزل نواف يآخذ باقي الأكياس ،، شافته وشلون مجهد عمره معهم واستحت منه لما تذكرت تصرفاتها وردودها البايخة اللي سمعتها له اليوم ..
بلعت ريقها لما شافته مصطلب في وقفته وماحط عينه بعينها ومشى متوجه للباب وتاركها وراه غرقانه في خجلها .. انتبهت لعمرها ومشت وراه .. وبصوت هامس ::/ نوافــــــ، ..
لكن نواف اللي تناديه ما رد عليها.. يمكن ماسمعها ..!! او يمكن يتجاهلها ؟؟؟
طلع درجات البيت وحط الأغراض جنب الباب من داخل .. والتفت راجع لسيارته ....
في نزلته جت عينه عليها وهي واقفه تنتظره ينزل .. حس نفسه مو قادر يمسك عمره عنها أكثر من كذا حب يقطع تفكيره.. فتنهد وعطاها ظهره يكمل مشيه وهو مغمض عيونه وعاض على شفته علشان يقدر يسطر على مشاعره لأنه لو ترك لها العنان معناتها ماراح يقدر يسوق السيارة الى بيتهم ... !!!
استغربت عبير ردة فعله لما شافها .. تنهدت بغرور ودخلت البيت وهي منقهرة ..
شالت الأغراض بيدها ودخلت للصالة .. شافت الكل جالس وأريج معهم بعبايتها ...
زفرت بقهر وحطت الأكياس من يدها وهي تعلي صوتها ::/ نوير تعالي شيلي معي وديهم للمطبخ .. (( والتفتت على أريج )) وانت خير حبيبتي داخله ويدينك فاضية مستبزرة نفسك وماشلتي شي ؟؟؟
أريج من طرف خشمها ::/ تستاهلين ...
عبير بعصبية ::/ لا والله ... شغالتك انا يوم تقولي لي تستاهلين ..؟ تراني منقهرة من ولد عمك لاتحريني زيادة لا أطلع اللي بقلبي كله عليك ...!!
أريج ببرود ::/ الله يصبره هالولد العم عليك ؟؟؟ الحين حطت كل شي براسه ؟؟ وش مسوي لك هو بعد ..؟
عبير وهي تجلس معهم ::/ استغفر الله ماشفتيه وشلون مسوي نفسه زعلان وعلى باله ؟؟؟ (( والتفتت عليها بسرعة )) لا وتخيلي ناديته يقال لك بسوي ذوق واعتذر له وما رد علي ؟؟؟ أحسن ان شاء الله عمرك مارديت .. لكن الشرهة مو عليك علي انا اللي على بالي محترمته ؟؟
أريج بعتاب ::/ حرام عليك كل اللي سويته له وبعد مااعتذرتي ؟؟
عبير وصارة على أسنانها ::/ قلت لك جيت بعتذر وهو ماعطاني فرصة ؟؟ وبعدين لو انك شايفته هو يطالعني كان حرّمتي حتى تسلمين عليه ... بايخ ومسوي نفسه زعول ؟؟؟ والله العظيم ما لاق عليه هالدور ؟؟
أريج تضحك ::/ حرام عليك تعذبينه يالنجسة ؟؟ انتي عارفة أنهـ ـ ـ ـ ـ
عبير تقاطعها وهي توقف ::/ لو سمحتي لا تزيدين حرف واحد ؟؟ ((والتفتت على امها)) يمه تكفين سوي عجينة بيتزا لأني جايبه مقاديرها ... (( وتركتهم بالصالة طالعة لغرفتها ،، وكأن شي ماصار )))
-----------------------------------------------------------------------------
طلعت ام عبدالله وبيديها صينية القهوة ووراها سارة شايله صينية الحلى ...
وعبدالله كان يمشي بمحاذاة امه وقاعد يتنقرش فيها وهي تسكته علشان يسوي لهم مفاجئة ...
اول مادخلوا مع باب الصالة انتبه لهم أسامة اللي كان جالس مقابل الباب وممدد رجوله على الكنبه ... كان بيده الريموت وهو يحرك .. وأول ماشاف أمه مانتبه للي معه ورجع عيونه مرة ثانية عالتلفزيون ... لكن لما استوعب المشهد اللي شافه وعقله بدء يترجمه فز واقف على حيله وهو مو مصدق اللي شافه من شوي .. التفت على الباب وشاف أخوه واقف وهو يضحك له ... رفع واحد من حواجبه علشان أحد يصدق على الموقف اللي هو فيه والا يكذبه...!!
ضحكت سارة بصوت عالي :::/ هيه انت استح على وجهك قاعد تبحلق عيونك كأنك اهبل ؟؟؟
كلام سارة رجع أسامة للحقيقة ... ولما دقق النظر تأكد ان اللي قدامه اخوه عبدالله وعضيده بهالدنيا ...
أستغرب ابو عبدالله وقفت أسامة قدامه طول هالوقت .. وخصوصا ان ابو عبدالله كان معطي الباب ظهره يعني مو عارف باللي قاعد يصير من وراه .. نزل الجريدة من قدام وجهه وشاف عيون أسامة وين رايحة .. وتوه بيلتفت .. الا وأسامة ناقز جنبه وطمر الكنب وهو يصرخ ::/ مستحيـــــــــــــــــــــــــل ..!!!
عدل أبو عبدالله نظارته والتفت على وراء. وشاف أم عبدالله واقفه وتصيح .. وسارة ومهند جنبها .. واللي شد انتباهه هو أن اسامة حاضن واحد بقوة وحول مايكسر ضلوعه ... وقف في مكانه ينتظر المشهد ينتهي وتتضح له الصورة بشكل اكثر ...
أسامة وصوته مبحوح وهو حاضن اخوه وكأنه طفل صغير::/ الله يقلعك متى جيت ؟؟ ماعلمتنا ؟؟ والله ولك وحشة ؟؟
عبدالله وهو يبتسم بحنان وشوق ::/ تو اني واصل .. مالي الا ساعة ؟
تركه أسامة وواجهه وجهاً لوجه ... قرب منه وتحابوا بالخشوم .. وضربه عبدالله بقبضة يده على صدره وهو يقول ::/ توك تذكر سلام الرجال ؟؟؟ الله يخلف عليك ..!!
أسامة وهو يضحك ::/ وش أسوي والله زين اللي ماوقف قلبي ؟؟ والا ضربتك بالنعال..!!
التفت أسامة على امه وشافها تصيح ::/ يوووووووووه عاد يمه انتي على كل شي تصيحين ... ترى هالموقف المفروض تضحكين مو تصيحين .. الله يهديك بس ماعاد تركزين الظاهر اانه من تقدم السن ؟؟ يالله حسن الخاتمة ؟؟
امه وهي تضربه على كتفه ::/ اسكت بس ترى مابيني وبينك الا كم سنة ؟؟؟
أسامة بتطنز ::/ ايه الظاهر ان اللي بينا شهر وكم سنة لأن يوم اني كملت الأربعين وانتي كنتي توك بادية تمشين وتقولين ماما ...
وضحكوا كلهم لكن هو حس بعيون أبوه اللي تناظره ... التفت عليه وهو يتنهد من اعماقه .. هذا أبوه وصديقه وملجأه الوحيد بعد الله سبحانه وتعالى .. هذا اللي رباهم وتعب عليهم وكافح علشان يعيشون أحسن عيشة ... هذا هو اللي يستاهل منه كل تقدير واحترام ... هذا الشخص الوحيد في العالم كله اللي يستاهل انك تذل نفسك علشانه .... شاف ابوه وهو مكتف يديه وواقف بمكانه بكل شموخ والهيبه والوقار محاوطينه من كل جهة وابتسامته الحلوة على محياه ومثل ماتوقع الشيب زاد شوي عند أطراف أذانه وعلى لحيته وبكذا زاد وقاره ..!!
تقدم عبدالله علشان يسلم عليه ... وابو عبدالله اللي أول ماشاف ولده اللي يسمونه الناس باسمه تصنم بمكانه وما قدر يحرك رجوله ... لكن لما انتبه له وهو يتقدم له .. قدر يحرك الأثقال اللي مثبته على الأرض وتقدم هو بعد لولده .. وصارت اللحظة الحميمية لما حب عبدالله أبوه على راسه .. وهو يسلم عليه .. بس ابو عبدالله ما اعجبه الوضع ولا اكتفى بهالحبة .. سحب ولده من يده وخذاه بحضنه وهو يربت على ظهره .. حضن أبو لولده اللي متغرب عنه من ثلاث سنين .. حضن أبو مشتاق لولده اللي ماكان يدري عنه هل هو مرتاح والا لا ؟؟ هل هو مكفي نفسه والا محتاج ؟؟؟ حضن أبو تعود ان عياله يكونون حوله يداريهم وهم تحت نظره وهم اهم شي بحياته ... مسح ابو عبدالله دمعته اللي غصب عنه نزلت من تحت نظارته ورجع يواجه عبدالله وهو يصافحه ..
ابو عبدالله ::/ وش اخبارك وانا ابوك ؟؟
عبدالله وهو يقاوم غصته ::/ بخير ونعمة يامال الخير .. بس اللي فيني اني مشتاق لكم بالحيل ؟؟؟ (( وماقدر يقاوم ونزلت دمعته ...))
تقدمت له أمه اللي دموعها على خدها مدرارا ولفت يدها على خصره وهي تمسح دموعه .. وتتمتم ::/ لاتصيح يمه هذا احنا حولك ؟؟؟ وكبرت وصرت رجال وانت بعيد عنا ؟؟؟
لف عليها عبدالله وهو يحضنها ::/ الله لا يحرمني منكم قولي آمين ...
تدخل ابو عبدالله علشان ينهي هالتراجيديا وابعد ام عبدالله عن ولدها وهو يسحبها ::/ لا تتعدى على حقوقي ياولد ...!!
أسامة وهو يضحك وبيده الصينية ::/ هههههااااي والله وكثروا منافسينك يبه ؟؟
ساره باستعطاف :/ معليش يبه عبدالله سماح اليوم له لأنه توه واصل ،، بس هالخايس (( وتناظر أسامة بحقد )) معليش اضربه سوي فيه اللي تبغى ولا تسمح له حتى يناظر أمي ،،، وإذا بغيت خلها تتغطى عنه ؟؟ عادي مابنقول لك شي ؟؟
أسامة ::/ على كيفك انتي ؟؟؟ ياشين الناااااااس المنقهرة ؟؟؟ وبعدين عمرك شفتيني أتدخل بينك وبين أبوي ؟؟ ولا علي منكم مخليكم على راحتكم وانتم ناشبين بحلقي ...؟؟ اعوذ بالله ؟؟
.
.
.
عذا بعد مابدلت ملابسها ولبست بنطلون بيج قطني وتي شيرت أورنج ... رن جوالها وكانت وحده من البنات تسألها عن موعد تسليم النتائج .. سولفت معها شوي وبعدين سكرت ... وتوجهت لطاولة الزينة اللي بوسط غرفتها ومسكت شعرها كله ولمته بشكل كعكة فوق راسها ... ومع ذلك قصتها مارضت تنمسك مع الشباصة فـتركتها براحتها مع اللي نازل من تحت شعرها يعني ما انلم كله بالشكل المطلوب بس عموما يعتبر مريح بالنسبة لها ...
لما شافت نفسها خلصت ،،، رشت لها شوي معطر جسم .. وراحت للدرج نازلة ،،،
هههههه .. غريبة هالبنت ... لما تجي تنزل الدرج لها طريقة خاصة ..!!
كانت دائما تحب تميل على جنبها اليمين .. وتنزل على اطراف أصابعها ،، وفي النزول تحب تناقز وكأنها تنط من مرتفعات جبلية ... ويدها اليمين ترفعها شوي عن مستوى جنبها ....
لما وصلت وسط الدرج .. انتبهت للجلبة اللي مسوينها أهلها واستغربت هالشاب النحيف والطويل والواقف قدام أبوها وحاضن امها من كتوفها ؟؟؟
بالأول توقعته يكون فهد والا زياد ؟؟؟ بس لما شافت جسمه استبعدت الفكرة ؟؟ زياد وفهد مايشابهونه في الهيئة ؟؟؟
دارت على نفسها بترجع فوق وعطتهم ظهرها ،، بس وقفها أبوها لما نادها ..
أبو عبدالله ::/ تعالي عذا مافيه احد غريب ..؟؟
استغربت كلام ابوها ... أجل من بيكون هالشاب ؟؟؟
التفتت وهي رافعة واحد من حواجبها بحيرة ؟؟؟ووقفت وهي ماسكة الترابزين ؟؟ ومميله راسها شوي ...
ضحك عبدالله وهو معطيها ظهره .. وشافه أسامة اللي ابتسم له وكأنهم كلهم متوقعين ردة فعلها ..
أسامة وهو مبتسم لها ::/ مستعدة تعرفين من هو هذا؟؟؟ واااااااحد اثنيييييييييين ثلااااااااااااااثة ..!! تراااااااااااااااااااا ................................!!(( وفرد يدينها وكأنه يقدم شخصية))
والتفت عليها عبدالله وهو يفصخ كابه ويسوي لها تحية الملوك البريطانيين ؟؟؟ وجلس على ركبته والرجل الثانية رافعها وماسك الكاب على صدره ... ومبتسم بعذوبة أخوية ..!!
عذا كان على وجهها بداية ابتسامة من حركة أسامة .. لكن لما شافت عبدالله .. اختفت معالمها قبل لاتنولد .. وحل مكانها دمعة لؤلؤية انولدت بمحجرها من شافت اخوها ... شهقت وحطت يدها على صدرها وبدت تنزل بشوي شوي وهي شادة قبضتها على الترابزين ...
سارة وهي تعلق بتنكيت ومسوية صوتها حزين::/ ونزلت سمو الأميرة لملاقاة سيد القصر بعد غياب دام أكثر من ثلاثين سنة ... جعلهما الله من مواليد السعادة ...
ماااااااااات عليها أسامة من الضحك ،، وأبوها ضربها على جبهتها هي وتعليقها ..
بس عذا ماسمعت لهم شي أو يمكن سمعت بس مو وقت انها تضحك على سخافات سارة اللي ماتنتهي ...!!
رجع عبدالله لوقفته وهو يضحك على سارة وخبالها اللي ماتخلت عنه .. قربت له عذا وهي تتمعن فيه لدرجة انه انحرج منها ووده احد يصرف الموضوع ...
بس هي قربت أكثر علشان تتأكد انه أخوه ::/ عبدالله هذا أنت والا تمثال شمع ؟؟؟
ضحك عليها عبدالله وهو يحبها على جبهتها ::/ والله العظيم انه انا وش بلاكم مو مصدقين ؟؟؟
عذا وهي تمسح دموعها اللي نزلت علشان يحل محلها دموع جديدة .. ::/ مادري بس ماتوقعت اني بنزل واشوفك أبدا أبداً ؟؟؟
وغطت وجهها بيديها وغاصت في نوبة بكاء شديده.. التفت عبدالله على أمه مستغرب من وضعها ؟؟ ومايدري وشلون يتعامل معه ؟؟؟ يعني هو يعرف انها حساسة بس مو لهالدرجة ؟؟ الظاهر انها تغيرت عقبه !!!
صدق انه لما شافها تفاجأ أنها كبرت وزادت انوثتها وزادت نعومتها ورقتها لكن اللي ما أعجبه انه بالمقابل زادت حساسيتها اللي تتعبها في كثير من الأوقات ... وتتعبه هو بالذات معها ..!لأنه يحس انها ماتتحمل وممكن تنكسر بأي لحظة وهو من واجبه كأخ يكون بجنبها ..!!
قرب لها ومسكها مع كتوفها ::/ طيب وش سالفة هالصياح الحين ؟؟؟ هذا بدل ما تسلمين علي ...!!
عذا في وسط شهقاتها ::/ اصبر شـ ـ شوي خل خلني أستوعب ....!!
التفتت ام عبدالله على محمد تبيه يتصرف ويتكلم .. بس ابو عبدالله ابتسم و حاول يوضح لها انه خلي عبدالله هو واياها يصطفلون ...
ابتسم عبدالله واحاطها بيديه وهي مغطية عيونها ::/ خلاااص عاد والله ضيقتي صدري ؟؟؟ المرة الجاية بقول لكم قبل بأسبوع اني جاي علشان تستعدون نفسيا ...
سارة واللي أثر فيها الموقف ::/ لالا ياويلك ؟؟؟ اذا بتعلم عذا بكيفك بس انا لاتقول شي أحب الآكشن ...
ابتسمت عذا وهي تبعد عن صدر أخوها ::/ يا عيني عليك يالآكشن انت ..!!
التفتت عذا لعبدالله وحبته على خده وتمتمت ::/ الحمدلله على سلامتك ... مابغيت تجي والله اشتقنا لك ؟؟؟
عبدالله بفخر ::/ ادري اني مسبب فجوة عميقة في العائلة بسبب غيابي بس وش اسوي ظروف الدراسة ... والا لو علي ما خليتكم تعانون من فراقي ..؟؟
عذا ::/ والله صدق كنت بقول لأبوي نسافر لك كندا هالسنة ...!!
ابو عبدالله وهو يمشي بيجلس على الكنب وكأنه يقول لهم يالله تعالوا نتقهوى ::/ ايه عاد ابوك على كيفك ؟؟؟ تقولين وهو ينفذ ؟؟
سارة وهي تنط بحلقه ::/ أجل ..!! والا ناوي ماتسفرنا هالسنة ؟؟؟
ام عبدالله ::/ الحين قولي لااله الا الله توك معطلة واخوك توه جاي وانتي تفكرين بالسفر ؟؟؟
سارة مستحية ::/ لا موقصدي .. بس كنت بنبهكم ااننا لازم نسافر ..!!
ابو عبدالله بابتسامة ::/ ان قدرت اكيد بسفركم ...!!
مسك عبدالله كتوف عذا من جهة وشال مهند من جهة ثانية وراحوا كلهم واجتمعوا على حلاهم وقهوتهم و انتظروا لمياء لما توصل لبيتهم علشان ترّجع ميري وهي بنفسها بتكتشف رجعة اخوها وماراح يقولون لها هم شي ...!!!!!

بعد صلاة العصر بمدة كانت ندى متواجدة مثل العادة بالملحق الخارجي الخاص بأخوها جالسة بهدوء وما فيه شي يشغل تفكيرها غير عمتها اللي من فترة ماشافتها ؟؟؟ ... وترتشف مع زياد شاهي العصر يعني الوقت كان قريب من الـ4 ....
أما زياد فـ كان مسترخي تماماًعلى الصوفا وشبه منسدح وممدد رجوله على الطاولة اللي قدامه ببنطلونه الأسود والتي شيرت الأحمر وشعره الغير مرتب لأنه كل دقيقة يلعب فيه ...!! يعني على السن الكبير اللي وصل له لكن هالعادة مايقدر يتخلى عنها ،،، من يوم كان صغير يحب يلعب بشعره ويحوسه لحد مايسكر ... ولو أحد تكرم عليه ولعب في شعره فـ مستحيل انه بيرفض هالشي ...!! وبيده الريموت يقلب في القنوات وباليد الثانية بيالة الشاهي يرشف منها كل شوي ..
كان باله مشغول و واضح عليه انه يفكر من تسديله لعيونه بين فترة وفترة...
ندى وبغت تشرق بالشاهي :::/ وقف وقف ،، رجع القناة بسرعة ...!!
انتبه لها زياد وقطب جبينه لأنها أزعجت تفكيره الصامت ورجع لها القناة وكان فيها لقاء مع شيخ ...
زياد وهو مستغرب ::/ وش فيك ؟؟ تعرفينه ؟؟
ندى وهي تتسند ::/ لالالا على بالي الشيخ العريفي ؟؟ خلاص غيرها ...!!
طالعها زياد .. و تنهد من تسرعها وقطعها لحبل أفكاره ،،، لكن بعد ماقرر في نفسه أنه يدق الحديد وهو حامي صلح جلسته وتقدم شوي وحط البيالة على الطاولة وقصر على صوت التلفزيون لآخر شي ...
التفتت عليه ندى مستغربة ... يعني ليش تقصر على الصوت ...؟؟؟ لكن هو ماترك لها فرصة وعلى طول باغتها ..!!
زياد ::/ عندك شي اليوم ..؟؟ مشغولة يعني ؟؟
ندى بتفكير ::/ اممم لا ماعندي شي .. بس كنت مقررة أروح لعمتي من زمان عنها ؟؟
زياد وتنفرج اساريره ::/ لالا اتركي عنك عمتي اليوم ... (( وعقد حواجبه)) والا قايلة لهم انك بتزورينهم ؟؟
ندى ::/ لا ماقلت لهم شي تو اني كنت بتصل عليهم ؟؟ بس ليش تسأل ؟؟
زياد وهي يعقد يديه قدامه مع بعض ::/ شوفي من أسبوع تقريبا ..كنت انا وعبدالعزيز نلف على البيوت الجديدة المعروضة للبيع .. عاد أخوك أعجبه واحد بالمرة وخاطري اشتريه .. بس قلت أخليك تشوفينه قبل ..؟ واشاور ؟؟
ندى بخوف ::/ وليش بتشتري بيت ؟؟؟ بتطلع من هنا ؟؟؟
زياد يبتسم ::/ أنا من زمان مفكر هالتفكير بس كنت انتظر الفرصة المناسبة علشان أدور على بيت مناسب وأقول لك ،،،والحين وقتها لأننا ببساطة كبرنا و صرنا نضايقهم ببيتهم .. والحالة المادية الحمدلله مستقرة ومتحسنة بعد ...!! فـ ماعاد فيه مانع ؟؟؟
ندى باعتراض ::/ مستحيل زياد أن فكرت بهالفكرة؟؟ و بعدين حتى لو انا وافقت عمي مابيرضى ؟؟
زياد ويتنهد ::/ ندى أنا ما بعد اشتريته الى الآن ،،، أنا كل اللي بسويه أننا بنروح نشوفه ان كان حلو و زين اشتريناه ،، وان ماعجبنا دورنا غيره ... وعقب عاد نفكر بالطلعة من هنا ؟؟ ونشوف قرار عمي ؟؟؟ هاه وش قلتي ؟؟
ندى بألم::/ مادري بس احس اني مستحيل بقدر أعيش برى هالبيت .. زياد صدق احس انه بيتنا وهو فعلا بيتنا ...!!حنا عشنا هنا من يوم كنا صغار ؟؟؟ تربينا معهم وبينهم وكبرنا مع بعض ... وعقب هذا كله توك فكرت بأنك تتركهم ؟؟ هذولا اهلنا وااخواننا ؟؟؟ صح؟؟؟
زياد بقلة صبر::/ ندى حنا الحين ما طلعنا ؟؟ومثل ما قلت انا بروح اشوف البيت ان كان زين ليش افوته على نفسي ؟؟؟ وبعدين كلامك كله على العين والراس و انا متأثر أكثر منك بس مافكرتي أني انا بكره بتزوج ؟؟ يعني بالله عليك بجيبها تعيش هنا معي بهالملحق ؟؟؟ والا آخذ لها شقة مفروشة وانا إنسان مقتدر واقدر أدبر لي بيت على قدي ؟؟؟ وبعدين هل تتوقعين اني بطلع من هنا واتركك عندهم ؟؟ انا لو رحت أي مكان انت لازم تكونين معي ..!!
طالعته ندى وهي مبتسمة ومرتاحة لكلام أخوها ::/ أيــــــــه قول كذا من الأول ..!! ( وغمزت له )) تفكر في العرس من الحين ؟؟؟
زياد وهو خجلان بس يكابر ::/ مو هذا القصد بس انا اعطيك مثال تقريبي يبين حاجتنا للبيت المستقل ....!!
ندى وهي توقف ::/ اوكي يعني تبغانا نروح الحين اطلع اتجهز ؟؟
زياد وهو يوقف معاها بكل حماس ::/ ايه يالله اذا كان ماعندك شي الحين مشينا ..؟
ندى وهي طالعة ::/ يالله دقايق وانزل لك ....!!
طلعت ندى من عنده وتركته وراها عايش نشوة السعادة والفرحة غامرته .. اليوم بدء اول مشواره لتكوين أسرة مستقلة مما يعني انه بدء يفكر بجدية أكبر ؟؟؟ هالمرة البيت والمرة الجاية الأثاث والمرة اللي عقبها تجي هي ؟؟!! أخذ نفس عميق وهو يتخيل هذاك اليوم اللي بيلبس فيه المشلح وبيوقف بين الرجال والكل يجي يبارك له...!! والعالم كلها بتستلم البطاقات وأسمه وأسمها مكتوبين جنب بعض ....!!
والمناسبة { حفلة زواجهم **.....................................!
وقف قدام المراية وطالع نفسه وهو يبتسم بحالمية ::/ عذا و زياد ههههههههههههههه (( ونزل راسه )) ورجع يرفعه مرة ثانية يواجه نفسه ::/ متى هاليوم ياربي متى ؟؟؟؟؟
ندى وصلت لغرفتها وهي متخوفة من هالخطوة اللي بيقدم عليها أخوها ... مهما كان عمهم قاسي معهم نوعا ما بس هذا بيتهم اللي تربوا فيه وعاشوا فيه كل أيام طفولتهم ؟؟؟؟ صعب عليها تفكر بالإنتقال من هنا صعب ؟؟؟ وسحر ؟؟؟ وحياتها معها ؟؟؟ سحر مثل اختها وأكثر ؟؟؟ هي توأم روحها وماتقدر تعيش من دونها ؟؟
أفكار كثيرة تقلبت في عقلها ومالقت لها مخرج .. يالله المهم اننا ماطلعنا رسمي يعني توه بيدور على بيت .. يعني مابعد لقى شي معين .. واذا لقى هذيك الساعة يحلها ألف حلال ...
صحت من أفكارها وهي تسمع صوت الباب يدق ..
ندى ::/ تفضل ........!!
طلت عليها سحر براسها وهي تبتسم ::/ وش عندك جالسة بالغرفة ؟؟
ندى وهي تتوجه للدولاب ::/ تو اني جايه ...!! كنت عند زياد من دقيقتين ..!!
سحر وهي تدخل ::/ تصدقين والله مانويت امر عليك توقعتك عنده الى الآن بس الحمدلله اني جربت ...
ابتسمت لها ندى وهي تطلع لها لبس من الدولاب علشان تغير لبس البيت ..
سحر مستغربة ::/ وين بتروحين ؟؟
ندى ::/ بطلع مشوار مع زياد ؟؟؟
سحر وهي تجلس متحطمة على السرير ::/ لاااااااااااااااااااااااااااا ،، لاتقولين ؟؟
ندى مستغربة ::/ ليش وش فيك ؟؟
سحر وماده البوز ::/ كلكم بتطلعون ومن يجلس معي ؟؟؟ امي وابوي بيروحون للخرج عندهم عزيمة هناك ؟؟ وانتي بعد بتروحين ؟؟
ندى من دون شعور ::/ لازم تتعودين انا ماراح استمر معك كثير ؟؟
سحر باستنكار ::/ ليش ان شاء الله وين بتروحين ؟؟
ندى تلعثمت وحست انها غلطت بكلمتها ::/ وين بروح يعني ؟؟ قاعده على قلبك ؟؟
قامت سحر وتقدمت لها ::/ لا صدق وش مشواركم مايصير أروح معكم ؟؟
ندى وهي تدفها عنها بتمشي ::/ لا مايصلح ؟؟ اخو وأخت طالعين تحشرين نفسكم بينهم ليش؟؟
سحر وهي تضربها بالمخده ::/ انت قلتي اخو واخت مو معاريس ؟؟
ندى وهي تتألم لمجرد التفكير انها ممكن تطلع من هالبيت ::/ تدرين ما أقدر اخبي عنك؟؟ بقولك شي ويا ويلك تقولين لأحد عنه ؟؟؟
سحر بخوف ::/ وش فيكم ؟؟
ندى وهي تجلس على الكرسي وتنورتها بيدها ::/ بروح أنا وزياد نشوف بيت ؟؟
سحر ::/ وشلون يعني مافهمت ؟؟
تنهدت ندى ::/ يعني ياغبية بيشتري بيت .. (( ونزلت رأسها)) لأنه يبغانا نطلع ؟؟
شهقت سحر وحطت يدها على فمها ::/ نعــــــــــــــــــــــــم ؟؟؟ وش تقولون انتم ؟؟ على كيفكم من راسك لراسه تطلعون ؟؟؟ وانا ؟؟
ضحكت ندى ::/ هههههههههههههههههههه لايكون انتي اختنا وماندري ؟؟
سحر اللي تضايقت ::/ مو قصدي بس من جد انا ماقدر اقعد بالبيت بروحي وانتي مو فيه ؟؟؟
ندى بخبث ::/ أنا بس ؟؟؟؟؟
سحر تلعثمت ::/ ندى الله يخليك وش هالكلام اقنعي اخوك يعدل عنه ؟؟؟ وبعدين أبوي مستحيل يوافق ...!!
ندى بلمعة فرح وتبغى تبث في قلبها الأمل ::/ مو الحين بنطلع ... يعني مابعد شرينا البيت ..
سحر وهي تعطيها ظهرها وتمسح دمعتها ::/ مهما يكون بس الفكرة موجودة ؟؟
ندى وهي تقوم لها ::/ أصلا لازم تكون الفكرة موجودة .. سحر زياد بكرة بيتزوج ؟؟ ووين بيسكن زوجته بالله عليك ؟؟ يعني اليوم والا بكرة لازم انه بيشتري بيت ؟؟؟ واذا انتقل زياد وانا مابعد جاء نصيبي فتأكدي اني بروح معه ؟؟؟ والحين لازياد تزوج ولا احنا شرينا بيت يعني السالفة مطولة شوي ؟؟؟
سحر وقلبها فز من طرت زياد وزواجه ::/ وأخوك مقرر يتزوج الحين ؟؟؟
لفت ندى وجهها عن سحر علشان ماتشوف فيه اي تعبيرات ::/ مو شرط الحين بس مصيره بيتزوج .............!!
سكتت سحر وقلبها قبضها من الكلام اللي سمعته .... مشت وراحت للباب من دون ما تقول ولا كلمة زيادة وطلعت من الغرفة وهي مهمومة لمجرد ما انطرت فكرة زواجه خافت لا يكون مفكر يآخذ وحده غيرها .. والا انه مقرر ماياخذ أقارب ؟؟؟
------------------------------------------------------------------------------
في خضم هالأحداث كان أبو مشاري جالس على الأريكة الموجودة بجناحه وبيده أوراق وملفات منها المنشور قدامه على الطاولة ومنها اللي بالأرض واللي موجود على الكنبة يعني الأمور كلها معفوسة ... وهو لابس نظارته وبيده القلم الأحمر يكتب ويخطط وعلى يمينه جواله وكوب الشاهي .. وان كان مايكلم بالجوال فـ هو يرشف من الكوب ...
ام مشاري كانت تذرع الغرفة روحه وجية من غرفة الملابس لغرفتها الرئيسية .. تجهز ملابسها هي وابراهيم علشان روحتهم اليوم للخرج وتستعد بالأشياء الضرورية اللي راح يحتاجونها للعزيمة ... خصوصا ان اعز أصدقاء ابو مشاري ولد أخوه زواجه اليوم .. وهو طبعا مستحيل مايحضر هو وام مشاري ... والأخيرة لازم تظهر بالشكل الأرستقراطي المطلوب .. واللي تعودت عليه من أيامها كونها زوجة أهم رجل اعمال بالسعودية ..!!
تنهد وهو يسند راسه على الكنب ويمسد جبهته بيده ... خذ نفس عميق ورجع يغوص بين اوراقه مرة ثانية ... انتبهت له حصة وهزت رأسها بأسى على حاله ... هذا هو وضعه من اكثر من يومين وهو دافن نفسه بين هالأوراق والمكالمات ....
ام مشاري وهي ترتب اللي بيدها بالشنطة ::/ ريح نفسك شوي مايسوى عليك هالتعب كله ..!!
ابومشاري ::/ ما عليه قربت اخلص وبرتاح ان شاء الله ...
ام مشاري بنبرة عصبية شوي ::/ الولد مو متخرج بكره توه باقي عليه ترم كامل ... بيكون عندك وقت وزيادة ترتب له أموره ..
ابو مشاري مبتسم ::/ أصلا كانت غلطتي من البداية المفروض اني كنت منتبه للشغل من زمان ومرتب اوراقهم قبل لاتجي ساعة الصفر .. بس يالله مافات الا الشر ..!!
ام مشاري ::/ أعتقد ان اللي عطيتهم إياه يكفي وزيادة ...!!
ابو مشاري من دون مايرفع عينه ::/ حصــــة...!!
ام مشاري وهي تتنفس بعمق ::// بس صدق شي يقهر ؟؟؟ أنا مو قصدي أبداً أكبر قلبك عليهم ؟؟؟ بس الفلوس حرام عليهم ؟؟؟
ابو مشاري وهو يترك اللي بيده ويطالعها ::/ لا مو حرام ؟؟؟ أنا عارف انها كلها ملكي ... بس لاتنسين أن أبوي هو اللي كان يديرها بنفسه ولما مات وصى لسلطان اخوي بالنص ...!! اتنفذت الوصية لأني كنت تقريبا معطي ابوي كل الصلاحيات انه يتحكم في الحلال ...!! والحين بعد ما أقررت بهالشي من زمان تبيني في النهاية ارفض ؟؟؟ مستحيل ... لو انا وانت فاهمين الناس ماتفهم وبيقولون كل حلال عيال اخوه ؟؟؟ وبعدين هذا نصيبهم وانا راضي به...!!
تقدمت ام مشاري بوقارها وجلابيتها المطرزة بالفيروزي والسكري تصدر صوت خفيف يدل على انها تمشي بتوتر وجلست جنبه على الكنبة ::/ فاهمة كل شي يا ابراهيم ...!! بس حرام انت تعبت من البداية للنهاية وهم يجون يآخذونها باردة مبردة وهم ما سوو فيها مثل ماسويت انت ومشاري ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ يقهرني هالتصرف ... على الأقل اكتفي باللي عطيتهم اياه وخلاص .. بيكفيهم وزيادة بعد ... وهم مو ناقصهم شي عايشين بخير الله ثم بخيرك ..!!
التفت عليها ابو مشاري وهو يبتسم بوهن ::/ يابنت الحلال صدقيني هذا كله ماراح يروح بعيد ؟؟؟ (( وبنظرة واثقة )) وكل شي بيرجع لنا ؟؟؟؟
ناظرته ام مشاري بتمعن هدفها تستشف شي من كلامها ::/ وش قصدك ؟؟؟
تسند ابو مشاري على ظهر الكنبة وحط يديه ورى رقبته ::/ الحين هم مو عيال اخوي ؟؟؟
سكتت ام مشاري تنتظره يكمل كلامه بس فاجئها لما ناظرها وقال ::/ ردي .. هم عيال أخوي والا لا ؟؟
انتبهت ام مشاري له :/ الا عيال اخوك ومايحتاج أأكد لك ؟؟
ابتسم وكمل ::/ خلاص بنت أخوي عيالي اولى فيها ... وبنتي عيال عمها اولى فيها ..!! وبكذا حلالنا ماراح ؟؟؟ صح (( وابتسم لها )) ؟؟؟ وقدام الناس اني دخلته شريك مثل ماكان أبوهم الله يرحمه ...!!
تجهمت ملامح ام مشاري لما قال لها اقتراحه ووقفت باعتراض ::/ الا الزواج يا ابراهيم مايتم على مصلحة ؟؟؟ ولايكون تغصب بنتك والا عيالك على زواج هم مو راضين عنه بسبب فلوس ؟؟؟
والتفتت عليه وكملت ::/ ولا تنسى الألم اللي تجرعته بمثل هالسبب (( وصدت عنه بألم وهي تكمل ::/ وبعدين من البداية قل لهم ان اللي عطيتهم اياه هو حقهم من ورث أبوهم وخلاص ؟؟
وقف لها ابو مشاري وهو عارف بجرحها العميق اللي الى الآن ما اندمل ومسكها مع كتوفها بحنان ::/ متى بتنسين الماضي ؟؟؟ اللي فات مات واحنا عيال اليوم ؟؟ وانت زوجتي وام عيالي وانتي الأعرف بمكانتك عندي ؟؟؟؟ ولاعاد تسمعيني هالكلام اللي نسيته ؟؟
ابتسمت له من وراء غضبها وألمها ::/ مهما يكون لا تعيد الشريط نفسه وتعيش بنتي والا عيالي في تعاسة ...!! تراهم راس مالي بهالدنيا واذا على الفلوس اللي جابها يجيب غيرها ..!!
رجع ابو مشاري لمكانه بين اوراقه وتكلم بجدية وثقة اكبر ::/ اذا على بنتك لا تخافين بتوافق وعن رضى تام تام .. انا أبوها وفاهم لها (( وابتسم لما طرى على باله الموقف )) اما ولدك مشاري فـ مو فارقة معه اصلا هو رافض الزواج كـ مبدأ لكن اذا اقنعته ماراح يلاقي مثل بنت عمه .. متربية معه وفاهمته وعارفه اطباعه القاسية ...!!
ام مشاري وهي متوجهة للسرير تكمل شغلها ::/ لا تقول عن مشاري هالكلام .. والله انه حنون ومافيه منه ...!! وبعدين ليه وقفت عند مشاري اخطبها لمصعب ؟؟؟ والا مو ولدك ؟؟
ابو مشاري اللي مايحب هالعبارة طالعها بنظرة ثاقبة::/ لا ولدي ..!! بس ندى انا احس مشاري يناسب لها أكثر من مصعب ؟؟؟
تنهدت ام مشاري وهي عارفة ان اللي براسه لازم يسويه ::/ بكيفك هذولا عيالك وانت ادرى بمصلحتهم .... بس هاه يكون بعلمك لو غصبتهم ترى انا بوقف معهم ضدك ولا راح يسوون شي هم مو راضين عنه ..!! انا نبهتك ...
ابو مشاري يضحك::/ بنتك انا واثق منها .. بس ولدك الله يعيني عليه ......!!
سكتت عنه وبدت ترتب الشنطة وباقي أغراضها .. ورجع ابو مشاري لأوراقه علشان يسوي حساباته ويقسم الحلال بينه وبين شريكه الشاب اللي ماتجاوز عمره 24 ....
------------------------------------------------------------------------------
على الساعة 4.30 طلعت ام مشاري من غرفتها بعد ماجهزت كل شي .. وبيدها عبايتها والمدخن اللي يطلع منه ريحة بخور العود الكمبودي الفاخر ... واتصلت على الخدامة علشان تطلع للجناح تآخذ أغراضهم ....
ام مشاري وضغطت تحويلة المطبخ ::/ روسيدا ...!! اطلعي فوق خذي الشنط ونزليها تحت وركبيها في الإسكليد حق بابا... بسرعة ...!!
سكرت السماعة .. وتوجهت لغرفة سحر بنتها علشان تبلغها انهم بيمشون الحين ....
فتحت بابها وشافت بنتها منسدحة على السرير ومتلحفه بالغطاء ومو من عوايدها ؟؟؟
قربت لها ام مشاري وهي خايفة عليها لا يكون صار لها شي من الإختبارات وتوه يوضح ...
ام مشاري بنبرة خوف ::/ سحر حبيبتي وش فيك ؟؟ تحسين بشي ؟؟
قامت سحر من السرير وجلست مواجهة لأمها وتحاول تغالب دمعتها ::/ لا يمه مافيني شي ؟؟؟ انتم بتمشون الحين ؟؟؟
ام مشاري وقلبها ناغزها على بنتها ::/ ايه الحين بنروح ،،، روحي اجلسي عند بنت عمك تونسك بدل حبستك بالغرفة (( وركزت نظرها عليها ))
تلعثمت سحر من جت سيرة ندى كانت على وشك انها تقول لأمها كل شي لأن الأوجاع زادت عليها بس فضلت تسكت لأن اللي بينها وبين ندى يحتم عليها انها ماتتكلم في شي ::/ ندى طالعة مع زياد ... يعني بجلس بروحي في البيت ...!
ام مشاري وهي تمسك يد سحر ::/ وش اسوي فيك حبيبتي قلت لك روحي معنا ومارضيتي ؟؟؟ وانت عارفة هالحفلة لازم نحضرها هذا ولد اخو ابو نايف ،،، ومو معقولة مانحضر واحنا واياهم مثل الأهل ؟؟؟
سحر ::/ يمه ما قلت اجلسوا لا تروحون ... بس احس الوقت بيطول وانا ماعندي احد ؟؟؟
ام مشاري تذكرها ::/ المغرب بيوصل مصعب واذا شافك بروحك ماراح يتركك بيجلس معك ... ويالله اتركي عنك الدلع ..!!((وابتسمت لها))
ابتسمت سحر لأمها وقامت تحب راسها وتودعها ::/ يالله تروحون وترجعون بالسلامة ان شاء الله ..!!
حبتها امها على خدها ::/ الله يسلمك حبيبتي ..!! عاد ما بتطلعين تسلمين على أبوك ..؟
سحر وتسبق امها للباب ::/ الا أكيد ؟؟ عاد كل شي ولا ابو مشاري ؟؟
طلعت سحر من الغرفة وهي تحاول تتناسى الكلام اللي سمعته من بنت عمها قبل دقائق ... سحبت هواء عميق لرئتيها .. ومشت لجناح امها وابوها .. بس استوقفها كلام امها اللي كانت واقفة عند باب سحر وتسكره ::/ مو هنا أبوك حبيبتي ؟؟ نزل تحت من بدري ...!!
التفتت عليها سحر وابتسمت بوجهها وغيرت وجهتها للدرج نازلة تحت تشوف أبوها وتسلم عليه ...
لما وصلت الصالة مالقت له أي أثر ... وقفت في وسطها وهي تتلفت وتحزر وين ممكن تلاقيه .. شافت روسيدا داخله مع البوابة الرئيسية وكأنها جايه من برا ...
سحر بلهفة ::/ روسيدا ما شفتي المستر ؟؟؟
ابتسمت لها روسيدا ::/ عند السيارة ...!!
شكرتها سحر على السريع وطلعت وهي تهرول لأبوها ،، ماتدري بس تحس انها ودها تحضنه ...!!
فتحت البوابة الخشبية الضخمة المنقوشة بالذهبي وكانت بوسط الصالة طالعة برا لسيارة أبوها بالموقف الرئيسي اللي داخل البيت والمخصص فقط لسيارته وسيارة السواق ..!!و لما وقفت عند الدرج اللي ينزل للساحة شافت أبوها واقف مع ندى وهي تحبه على رأسه .. ابتسمت بألم لما تخيلت ان بيوم من الأيام راح تنتقل ندى عنها وتتركها .. تجاهلت تفكيرها المتعب ونزلت بسرعة لأبوها تسلم عليه قبل لايطلع وكانت حافية مثل العادة ...
شافتها ندى وهي تركض وابتسمت ::/ شوي شوي على عمرك ؟؟؟ على الأقل كان لبستي جزمتك ؟؟
سحر وهي تقرب لأبوها ::/ مالقيت وقت ...
قربت سحر لأبوها وهي متخصرة ::/ أوكي يعني بتطلع وبتروح وما كأن لك بنت جالسة بغرفتها وكلكم بتروحون عنها وتتركونها وحيدة اليوم ؟؟؟ ولا حتى مع السلامة ؟؟؟
ابتسم لها أبوها وحضنها مع كتوفها ::/ آسفين للناس الدلوعين ؟؟؟ كنت بنادي لك ؟ وبعدين المفروض انتي اللي تجين تسلمين مو أنا اطلع لك ..
سحر وهي تتدلع وراسها على صدر ابوها ::/ لا عاد وش الفرق بيني وبينك انا وانت واحد ؟؟؟ (( ورفعت راسها له )) قول بعد كلامي غلط ؟؟؟
دخل عليهم في هاللحظة وبهجومية وكأنه مستعجل وفرحان ومايقدر يوصف مشاعره بيسلم على عمه ويخلص علشان يلحق يفرج اخته على بيت المستقبل اللي بيجمعهم ..!! ..لكن صرخة ندى وهي توقفه .. خلته يلتفت لعمه ويشوف البنت اللي بحضنه فـ استحى وطلع بسرعة ووجهه محترق من الفشيلة ... ماتوقع ولا واحد بالمية انه يشوفها ...!!
التفت ابو مشاري لسحر وحبها على جبهتها وبنبرة أمر::/ يالله عاد يبه أشوفك على خير ..!! وادخلي عاد عن الشمس ...!!
سحر اللي كنت متفشله من زياد بس في نفس الوقت حاسة بوناسة على الأقل هالمرة شافها بلبس حلو نوعاًما مو بملابس البيت ..::/ ان شاء الله يبه تروحون وترجعون بالسلامة .. (( وحبته على راسه وأشرت لـ ندى باي باي ))
بس ما أمداها تبعد مسافة الا ورجعت تركض لأبوها لما توجست شي بقلبها وهالشي ماتحب تشوفه ولا تحب تفكر فيه حتى ... خافت من ان المواقف اللي فاتت ترجع وتتكرر ... ركضت لأبوها اللي كان بيطلع ::/ يبـــــــــــــــــه ..
وقف أبوها مستغرب ::/ هلا ..!!
قربت له سحر ووجهها زادت حمرته عن قبل ورجفة يديها موجودة ::/ يبه بطلب منك طلب قول تم ؟؟
ابتسم ابو مشاري لها ::/ آمري يا كامري ؟؟
ضحكت ندى وابتسمت سحر على روح ابوها الشبابية قربت منه اكثر ووقفت على أطراف أصابعها وحطت شفايفها بأذنه وهي تهمس ::/ تكفى لو كان عندك لي خاطر لاتعصب ولا تكدر عليهـ ـ ـ ـ م..!!
ورجعت لوضعها الطبيعي وانتظرت ان ابوها يعقد حواجبه ويناظرها بعصبية لأنها تدخلت في أشياء ماتعنيها ... بس لما مرت ثواني تجرأت وحطت عينها بعين أبوها اللي ابتسم لها .. وهو يقول ::/ كم عندي من سحر ؟؟؟
والتفت وطلع تاركها هي وندى ... قربت لها ندى ومسكتها مع يدها ::/ وش قلتي له ؟؟؟
ابتسمت سحر ولا زال موقف ابوها من تدخلها مشوش تفكيرها ومستغربته ::/ ولا شي ؟؟؟ ابو وبنته تحشرين نفسك بينهم ليش ؟؟
ضربت كلمة سحر ندى في الصميم ... تحشرج حلقها بالغصة وهي تسمع هالكلمة واصفرت ملامحها وبهتت ابتسامتها .. حاولت ان ملامحها ماتتغير بس ما قدرت الكلمة أثرت فيها ...!! مهما يكون هي تحس ان سحر اختها وعمها ابوها ..!! ليش تجي هي بكلمة تحطم كل شي وتحط بينهم حواجز وتذكرها انها لازالت بنت عمها ومو اختها ..!!
انتبهت سحر للألم اللي سببته بكلمتها اللي ماقصدتها لبنت عمها واختها وحبيتها،،، قربت منها و عيونها تلمع وحضنتها..
سحر ::/ والله مو قصدي ؟؟ قسم بالله اني كنت امزح ؟؟ كنت بقلدك لما قلتي لي اليوم أخو وأخت انتي وش حشرك بينهم ؟؟؟ بس والله هذا اللي كنت اعنيه ..(( وواجهتها وهي ماسكتها مع لحيتها ))
ندى اللي تغيرت ملامحها بسبب كلمات سحر::/ عادي سحورة ماصار شي وانا اصلا ما أقدر ازعل عليك تعرفيني (( وضحكت ))...
سحر وهي تبي تصلح اللي خربته ::/ وبعدين وش هالأسرارالخطيرة اللي بيني وبين أبوي أنا كل علومي عندك .. وإذا كان على اللي قلته تو .. (( و وردت خدودها )) فـــ عادي قلت له لا تعصب ؟؟؟
ضحكت ندى على بنت عمها الحنونة وودعتها وطلعت رايحة لأخوها ... ورجعت سحر للمكان اللي جت منه ...
طلع ابو مشاري علشان يسلم على زياد ،،، ضحك عليه بقلبه لما شافه متلخبط ومنحرج من الموقف ،، لكن مثل العادة ما وضح هالضحكة و الجمود هو اللي كان مرسوم على ملامحه الخارجية ...
قرب زياد لعمه وهو مستحي منه لأنه دخل عليهم من دون احم ولادستور ...
زياد وهو يصافح عمه ::/ هلا والله عمي كيف حالك ؟؟؟
صافحه ابو مشاري ::/ نحمد الله على نعمته وعافيته ...!! أشوفكم طالعين وين العزم ان شاء الله ؟؟
تلخبط زياد وتلعثم وماعرف وش يقول ،، مايقدر يكذب لأن عمره ماكذب على عمه في شي ودائما مايقول له الا الحقيقة ...!! ولا يقدر يقول الحقيقة لأنه مابعد استعد لها ..!!
زياد وهو متلعثم ::/ أبد مشوار صغير بوصل له انا وكنت بآخذ ندى أشاورها عليه ؟؟ تعرف الحريم أدرى بهالأمور ...
ابتسم له عمه بجدية :::/على حسب مشوارك نعرف من الأصلح للمشاورة ...
ابتسم زياد برهبة من عمه وحب يغير الموضوع علشان مايضغط عليه أكثر ::/ أجل ماشين للخرج ان شاء الله ..!!
ابو مشاري وهو عارف لولد اخوه ::/ ايه بأذن الله بنمشي الآن ... وراجعين بالليل ان الله أراد.. يعني ماراح نتأخر ... (( وطالعه بنظرة مخيفة )) وانتم ان شاء الله ماراح تتأخرون عقبي ؟؟؟
قرب زياد وحب راس عمه ::/ اكيد طال عمرك ماراح نتأخر ...!!
سلم عليه وودعه واستأذن منه لما شاف ندى اخته طلعت وركبت السيارة ... دار على نفسه وترك عمه وراه .. وأول ماختفى طيف عمه عن نظره تنفس الصعداء ورجع الدم لوجهه بعد ما كان متجمد في عروقه ؟؟؟؟
--------------------------------------------------------------------------
اليوم على الغداء كان معهم جدهم وجدتهم اللي ماصدقوا خبر يجي حفيدهم علشان يشوفونه ويشبعون نظرهم منه ... تغدوا معهم وبعد الصلاة تركهم ابو عبد الرحمن لأنه في هالوقت يجتمع مع شياب الحارة ويتخذون لهم مجلس ويجيبون لهم قهوة وشاهي ويجلسون هناك لحد ما يقرب المغرب ....
نزل ابو عبدالله من السطح وعلى ظهره شايل مهند وكانوا طالعين للسطح يأكلون الأرانب ويلعبون معها شوي ... لما وصل لاخر درجة وقف وهو يضحك لمهند علشان ينزل من ظهره بس لما رفع راسه تقابلت عينه بعين أسامة اللي كان شايل بيده صينية الكيك ويمشي ورى أمه اللي بيدها صينية الشاهي ... أول ماجت عين أسامة بعين أبوه شالها بسرعة ومشى وكأنه ماسوى شي... مستغرب تعامل أبوه معه من قام الصبح ... مو بالعادة ابوه يعامله بهالجفاء والقسوة ؟؟؟ يعني لو على الأقل طلعت النتائج كان قال مو مشكلة يمكن انه نتيجتي ما راقت له ... ؟؟ بس عاد ماطلعت ؟؟؟
قرب للطاولة ونزل الصينية من يده وجلس على الكنبة جنب أمه ... رفع رجوله وتربع وطلع جواله من جيبه وبدأ يحوس فيه ويلعب ويفرج امه على البلوتوثات اللي معه .. كان تقريبا شبه منسدح على كتفها وهو ماسك جواله قدامها ....!!
الكل كان متواجد بالصالة .. عذا وسارة كانوا جالسين مع عبدالله ويطالعون في الكاميرا وام عبدالرحمن تطالع التلفزيون وبيدها بيالة الشاهي .. ام لمياء فـ كانت جالسة جنب أسامة اخوها .. والكل منسجم بشغله وسوالفه ....
لحد مادخل عليهم ابوهم وهو ماسك مهند مع يده كان مبتسم ويسمع كلام مهند عن الأرانب وتخطيطاته بكل سعة صدر ... لكن لما رفع عينه وشاف أسامة تجهم وجهه من جديد ورفع حاجبه بمعنى الإزدراء والتقليل من الشأن ... وقرب وجلس جنب امه يعني على يمين الصوفا اللي جالسين عليها أسامة وامه وقدام عبدالله والبنات ...
تنهد واخذ البيالة من يد لمياء وحطها قدامه ...
التفتت عليه الجوهرة وهي متضايقة من وضعه اليوم ؟؟؟؟ من صحى الصبح وهو مو طايق يحط عينه بعين أسامة ولا حتى يكلمه ،، ولما جاء أسامة يصبح عليه رده عنه... هي ممكن تتحمل أي شي الا ان علاقة عيالها بأبوهم تكون بهالصورة ؟؟؟ وخصوصا انها ماتعودت منهم هالتعامل الجاف والقاسي ؟؟؟لكن لما شافت ابو عبدالله ارتاح بجلسته وهدت ملامحه لفت عنه ورفعت بيالتها ...
أسامة وهو يكلم عبدالله ::/ الحين الى الآن وانتم تشوفون الشريط اللي أمس ؟؟؟ والا خلونا نشوف معكم ؟؟
عبدالله وهو يشرح لأخواته ويعلمهم وش الأشياء اللي صورها ::/ إيه حق أمس ما بعد خلصنا (( والتفت على سارة )) شوفوا هذي شقتنا هناك ... وهذا المطبخ حقنا ؟؟
أسامة وهو يحوس بجواله ::/ طيب عطني جوالك شوي وافتح قفله ؟؟؟
رمى له عبدالله الجوال بعد مافتح القفل لكن للأسف ماكان حريف في التصويب و ضرب الجوال بكتف لمياء وطاح على الطاولة اللي قدامها وانسكبت محتويات البيالة على الطاولة .. لكن لمياء تداركت الموقف وسحبت مناديل من العلبة اللي جنبها ومسحت اللي انسكب ...
التفت عليه ابوه والعصبية واضحة بعيونه ::/ من الأدب أنك تقوم وتجيب شغلك بيدك ؟؟ مو تتأمر على أخوك ؟؟؟ والنتيجة شوف ؟؟؟(( وأشر على الوساخة )) بالإضافة لأن أختك تعور كتفها ؟؟؟
ابتسمت لمياء بحنان وهي تطالع أسامة ::/ لا يبه عاد مو لهاالدرجة ماتعورت بالحيل ؟؟؟
التفت أسامة على أبوه وهو فاض به الكيل ::/ عاد أنت ليه تلقي اللوم علي الحين من رمى الجوال انا والا هو ؟؟؟
صر محمد على أسنانه ::/ لا ترفع صوتك بوجهي ؟؟؟؟ وبعدين لو انت ماطلبت منه كان ما رماه لك ؟؟؟؟
التفتت عليهم ام عبدالرحمن وهي متكأة على عصاتها ::/ يعني بتتهاوشون قدامي ؟؟؟ هو يرفع صوته بوجهك وانت ترفع صوتك بحضوري ؟؟؟؟
التفت لها محمد وهو يتنهد ::/ السموحة يمه بس هو صاير مو طبيعي ؟؟؟ يبي من يأدبه من اول وجديد ؟؟؟
ضحك أسامة باستهزاء وقهر ::/ هه وش سويت انا علشان هذا كله ؟؟؟
التفتت له امه وضغطت على يده يعني اسكت ....
سفهه ابوه ومارد عليه .. وبعد دقيقة صمت رجع كل واحد لوضعه الطبيعي اللي كان عليه من قبل بس أسامة كانت الغصة خانقته مايدري وش غير ابوه عليه ؟؟ ولا يدري وش الذنب والجرم اللي اقترفه ودفع أبوه انه يعامله بتمييز عن أخوانه ؟؟؟؟
مد ابو عبدالله بيالته الفاضية للمياء علشان تصب له .. لكن تلقفها اسامة قبلها عل وعسى ان افكاره عن ابوه خاطئة ... لكن انصدم لما سحب ابوه البيالة من يده وحطها بيد لمياء وهو يطالعه باشمئزاز ....!!
بلعت لمياء ريقها ومسكت البيالة وعينها على اخوها اللي أثرت فيه هالحركة الغير متوقعة من ابوهم ؟؟؟
أسامة بصوت مبحوح ::/ طيب قل وش سويت علشان هذا كله ؟؟؟؟؟؟
التفت له ابوه ::/ انت ادرى باللي سويته ومايحتاج اقوله ؟؟؟؟
أخذ أسامة نفس عميق ::/ لا ما اعرفه قل لي انت انا وش سويت ؟؟
تكلم ابوه بعصبية خفيفة ::/ لو سمحت لا تكثر الكلام معي ؟؟؟ لأني الآن ما أتحمل أي كلمة وممكن أعصب ؟؟؟؟
ام عبدالله ماقدرت تتحمل الوضع أكثر لأنها مو فاهمة شي ::/ هو صادق يا محمد وش سوى علشان هذا كله ؟؟؟ طيب قل لنا احنا اللي مانعرف ؟؟؟
طالعها ابو عبدالله ::/ الجوهرة خلك بعيدة عن الموضوع ؟؟؟
طالعته ام عبدالله باصرار ::/ لا ماراح أبعد عن الموضوع ؟؟؟ ولازم تشرح لي اللي قاعد يصير .. علشان نتفاهم ؟؟؟
ابو عبدالله بنظرة ازدراء ::/ أكيد ..!! مو أسامة الطرف الثاني بالقصة يعني لازم توقفين معه ؟؟؟ هو الحق واحنا الباطل ؟؟؟؟
تكلمت سارة بعفوية ::/ وأخيــــــــــــــــــــــــــــراً يبه حسيت ان أسامة خاطف امي منك ؟؟؟
التفت عليها أبو عبدالله وطالعها بنظرات نارية....
تنهدت ام عبدالله بهدوء والتفتت على أسامة ::/ انت وش مسوي ؟؟؟
أسامة بنبرة انكسار بس يقاوم ::/ والله ماادري وش سويت ؟؟؟ قسم بالله ......
قطع عليه ابوه بعصبية ::/ لا تحلف ولا تقسم ولاتجعل الله عرضة لأيمانك ؟؟؟
التفتت له ام عبدالله وبصوت عالي وعصبية اول مرة تستعملها قدام عيالها::/ اذا ماتبغاه يقول ،،، قل أنت طيب وريحني ؟؟ ترى هاللي يصير مايعجبني ؟؟ ومن اليوم لا فطوري فطور ولا غدائي غداء كأني أتجرع علقم والسبب أنت وإياه ؟؟؟ ريحوني وتكلموا ؟؟؟
ضغط ابو عبدالله على فكه لحد ما ابيضت عظامه وطالعها بنظرات شزرة ::/ وترفعين صوتك علي والسبب هو ؟؟؟؟؟ الله يالدنيا ........!!
ام عبدالله بألم ::/ مارفعت صوتــــــ ــ ـ ـ
قاطعها ابو عبدالله بصراخ ::/ لا رفعتيه يا ام عبدالله ...!! رفعتي صوتك بوجهي علشان أسامة ؟؟؟؟ ولدك اهم من أبو عيالك ؟؟؟؟؟ ودلعك هذا كله شوفي وش طلعت نتيجته ؟؟؟
و صمت الجميع .................................................. ......!!
لكن عذا ماقدرت تشوف الوضع المتوتر بين أمها وأبوها واخوها .. دمعت عيونها غصب وهي تشوف امها منكسرة وتتألم.. قامت من غير وعي وجلست جنبه وحطت عينها بعين أبوها وهي غرقانة دموع بس تنتظر الأذن علشان تنزل :::/ يبه حرام أمي وش ذنبها ؟؟؟؟ وبعدين تكفى لا تتكلم بهالطريقة البشعة ترى مااحبها ؟؟؟؟ خلاص اهدأ وخلنا نتكلم بصوت هادي ؟؟؟؟ تكفى ؟؟؟(( ومسكت يده بتوسل ))
سندت ام عبدالله ظهرها على الكنبة والتزمت الصمت ولا فتحت فمها بكلمة ...
أما ابو عبدالله فـ قام من عندهم وتركهم وراه مصدومين وطلع للساحة الخارجية ... كان داخلياً متألم من اللي صار من دقائق .. بس كان لازم يصير علشان مصلحته ..!!
لبس شبشبه وطلع للزراعة اللي ببيتهم واحواض النخل علشان يسقيها ... توجه خلف البيت وسحب الخرطوم من مكانه ومشى فيه للموقع المطلوب .. نزله على الأرض ورجع مرة ثانية لنفس المكان علشان يفتح المويه .... كان الخرطوم وخزان الموية مقابلين مباشرة لباب المطبخ الخارجي ....
فـ لما تقرب سمع صوتهم وهم يتناقشون بحدة .... ما حب يفوت على نفسه هالفرصة فتقرب شوي من الباب علشان يتضح له الصوت والصورة ...
شاف أسامة واقف ومتسند على الثلاجة ورافع رجل والثانية متكأ عليها وعاقد يدينه على صدره .. وكأن فيه غصة بس رجولته ماتسمح له ينزل الدموع ويريح خاطره ..
أما ام عبدالله فـ كانت تشغل نفسها وتفرغ عصبيتها بالمواعين اللي بيدها .. كانت تشيل الكيك وتحطه بعلبة للثلاجة والبيالات توديهم للحوض ....
أسامة بتوسل أخيرر:::/ يمه وانا وش علاقتي ؟؟؟
ام عبدالله بصوت مبحوح ::/ الحين ابوك معصب علينا كلنا والسبب انت ؟؟؟ وحضرتك لا راضي تقول لي شي وأبوك مو راضي يتكلم ؟؟؟ وانا اللي ضعت بينكم ؟؟
أسامة وهو يلحقها ::/ اقسم لك بالله اني ماادري وش سويت وخليته يعصب ؟؟ يعني حتى نتيجتي ماطلعت كان أقول النسبة مااعجبته ؟؟
التفتت له ام عبدالله وواجهته وجها لوجه :::/ الحين ماادري من أصدق ؟؟؟
أسامة ::/ صدقيني أنا ؟؟؟
ام عبدالله بعصبية ::/ يعني أكذب أبوك ؟؟؟ ماهقيتها منك ؟؟؟
أسامة بعصبية أكبر ومسك يدها ::/ خلاص تعالي نطلع له يا قاتل يا مقتول ؟؟؟ لا زم يقول لي أنا وش سويت علشان ماتزعلين مني بدون سبب ؟؟
ومشوا طالعين من المطبخ ....
انتبه ابوعبدالله لنفسه وانهم الحين بيطلعون له .. بس هو مايبغاهم يجون له برى يبي يواجههم قدام الكل أحسن وخصوصا انه اشتاق لأيام اول ...
علشان كذا مشى متوجه للصالة .. راح وهو يسرع خطواته علشان يسبقهم .. واجه باب الصالة وفتحه ودخل .. ومشى بخطوات رزينة بعد ماخذ نفس عميق وتوكل على الله،،،،،
انتبه ابوعبدالله لنفسه وانهم الحين بيطلعون له .. بس هو مايبغاهم يجون له برى يبي يواجههم قدام الكل أحسن وخصوصا انه اشتاق لأيام اول ...
علشان كذا مشى متوجه للصالة .. راح وهو يسرع خطواته علشان يسبقهم .. واجه باب الصالة وفتحه ودخل .. ومشى بخطوات رزينة بعد ماخذ نفس عميق وتوكل على الله،،،،،
تقابلوا مع بعض وكانوا اسامة وام عبدالله طالعين من الممر اللي يودي للمطبخ وابو عبدالله واقف عند الدرج يعني عند مدخل الصالة مباشرة والجلسة قدامه وجالسين فيها باقي العيال ...
أول ماوقفوا أسامة وامه قدام ابو عبدالله اللي كان عاقد حواجبه .. تلعثم أسامة وماعرف وشلون يتكلم مع أبوه وهو معصب فـ مباشرة حول نظره لأمه وكأنه يستنجد بها ...
ام عبدالله اللي تلقت الرسالة من ولدها خذت نفس عميق وبصوت هش بس عالي شوي وكأنها تأمره::/ محمد هي وحدة من الثنتين ؟؟؟ يا تقول لنا اللي صاير ؟؟؟؟ يا إما لا تعامل ولدك بهالطريقة على الأقل قدامي ؟؟؟
طالعها ابو عبدالله وبنبرة استهزاء ::/ لا ليش ما حضرتك تتقدمين وتضربيني ؟؟؟
سكتت ام عبدالله ومانطقت بـ ولا كلمة الجمتها الصدمة ؟؟؟ وخنقتها العبرة ..
لكن ابو عبدالله تدارك الموقف وقال بصوت رجولي عميق ::/ أنت مصدقتني والا لا ؟؟
رفعت ام عبدالله عينها بعينه ::/ مصدقتك .؟؟؟ بس انت قل ..!!
ابو عبدالله ::/ واذا قلت اني ماراح أقول بس ولدك أسامة غلطان والسبب دلعك له وانا الحين أأمرك بأنك ماعاد تكلمينه لحد مايحس بغلطه ويعتذر ؟؟؟
اسامة باعتراض ::/ ماسكين علي تدلعه وتدلعه ؟؟؟ والله انها تعاملنا كلنا سواسية بس سارة السوسة هي اللي مدخلة ببالكم هالفكرة ؟؟؟ وبعدين هذا أنت تدلع سارة اكثر منا وواضح عليك هالشي ومع ذلك ما ناقشناك ؟؟؟؟؟
ابو عبدالله بصوت عالي ::/ انا ماادلع احد وانتم كلكم عيالي ؟؟؟؟ وبعدين مليون الف مرة اقول لك لا ترفع صوتك بوجهي ؟؟؟
ام عبدالرحمن بصوتها الرخيم ::/ محمد اكسر الشر ...!!واذكروا الله........!!
ابو عبدالله بعد تنهيدة ::/ لاحول ولاقوة الا بالله ،،،، هاه وش قلتي مصدقتني والا لا ؟؟؟ بتكلمينه عقب اليوم والا لا ؟؟؟
سكتت ام عبدالله .... أسامة بتوسل ::/ يمه تكفين قولي لا ؟؟؟ وشلون ماتكلميني يعني من أسولف معه ؟؟ وبعدين انا ماسويت شي غلط أستاهل عليه هالعقاب القاسي؟؟؟
ام عبدالله وعينها بعين زوجها ::/ أبوك يقول انك غلطان وكله بسبب دلالي اللي ماأشوفه ؟؟؟ فـ إما انه يقول لي السبب ؟؟؟ و الا ذنبك برقبته بنسمع كلامه ونقاطعك ونشوف هل بيتكلم والالا ؟؟؟
انصدم أسامة من أمه وردة فعلها الضعيفة وانقهر من ابوه وتصرفه الطفولي السخيف ....
تركهم من دون ما ينطق بحرف وركب الدرج طالع لغرفته وهو يتحرطم والعبرة خانقته على الظلم اللي شافه ....
ابتسم ابو عبدالله براحة ومشى علشان يجلس مع الباقين ومشت وراه ام عبدالله على أمل انها تسحبه في الكلام لحد ماينطق ....
لكن عذا اللي ماقدرت تتحمل اللي يصير مشت لأبوها ودموعها على خدها ؟؟؟ مهما كانت فعايل أسامة فيها بس تحبه وتدري انه يحبها وماترضى يصير له كل هذا ؟؟؟ وهي تعرف وش كثر هو متعلق في امها ... مسكت أبوها مع يده وهو يجلس وترجته ::/ يبه الله يخليك علشاني تكلم قول وش سوا ؟؟؟ والله حرام عليك ؟؟؟
ابو عبدالله بجزم ::/ خلااااص انتهى الموضوع ....!!
جلست ام عبدالله في مكانها الأول وهي ساكتة وما تهمس .....
وبعد دقائق فاجئها محمد لما سألها ::/ متأكدة أنك ماراح تكلمينه علشاني ؟؟
أم عبدالله بصوت متألم ::/ إيه متاكدة ؟؟؟
أبو عبدالله ابتسم والتفت على سارة::/ روحي نادي أخوك من فوق ؟؟؟
سارة وهي تشهق ::/ مجنونة أنا أروح ... كان تصلوّن علي اليوم وتقبروني ؟؟؟؟ وأنا مابعد تمتعت بحياتي شف أحد غيري ؟؟
ابو عبدالله بعصبية ::/ ســــــــــــــــــــــــــارة ...!!
انتفضت سارة بمكانها ::/ والله أنا صادقة يبه ...
قامت عذا بسرعة علشان ما تصير هوشه ثانية ::/ خلاص أنا بروح ...!!
------------------------------------------------------------------------------
تحركت سيارتهم من قدام الباب الرئيسي لـ فلة عمهم ... وطلعوا على الشارع العام رايحين لهالبيت اللي مآخذ عقل زياد من كم يوم ....تنهد زياد وهو ماسك المقود بيده ونظره مركز على الشارع ...
زياد ::/ بصراحة موقفي اليوم لا أحسد عليه ...!! تصدقين لما طلع عمي توقعت انه بيعطني كف وهذا اقل شي توقعته ..!!
ابتسمت ندى لأخوها ::/لا عمي اليوم راضي ؟؟ مادري وش قصته ؟؟؟
التفت عليها زياد باستهزاء ::/ من كاذب عليك وقايل لك انه راضي ؟؟؟؟ ماشفتيه لما سلمت عليه تو،، شوي ويتضارب معي .. لا وبالأخير يقول لي ((وانتم ان شاء الله ماراح تتأخرون عقبي ؟؟؟)) والله ان قلبي بغى يوقف من نظرته ....!!
ندى ::/ وبس هذا اللي خوفك ؟؟؟؟ احمد ربك قال مافيه طلعه وانا بروح للخرج ؟؟
زياد وهو يضحك ::/ هههههههههههههههههه صادقة ...!! ماجت على بالي هالنقطة ....!!
ندى ::/ ههههههههه الظاهر طلع أليف بسبب الواسطة ؟؟؟؟ (( والتفتت له تنتظر سؤاله ))
زياد باستغراب ::/ وش واسطته ؟؟؟؟؟
ندى بانشراح ::/ سحر قالت له لايعصب عليك ؟؟؟
ابتسم زياد بغرابة وحس بشي غريب ما يدري وش هويته :::/ اجل كل يوم قولي لها تتوسط لنا ....!!
ندى وماقدرت تسكت ::/ هالإنسانة ماشاء الله عليها رائعة وكاملة من جميع النواحي حتى في قدرتها على التأثير؟؟؟؟
زياد وبينهي السالفة ::/ الله يخليها لأهلها ...
ندى بنبرة ألم ::/ تصدق تو قالت كلمة ما توقعت تطلع منها بيوم من الأيام ؟؟؟ مع انها حقيقة بس ماقدرت أتحملها وخصوصا انها منها ...
التفت لها زياد وهو حاس بألم اخته الوحيدة ::/ وش قالت لك ؟؟؟
ندى مبتسمة ::/ عادي كانت تساسر أبوها وقلت وش قلتي له قالت لي بنت وأبوها وش حشرك بينهم ؟؟؟؟؟؟!!!!
سكت زياد متأثر من هالكلمة .. ومو قادر يتخيل وقعها على أخته الحساسة من هالناحية واللي مهما كان تفتقد أمها وأبوها ...!!
زياد بمزح ::/ ولا يهمك بكسر لك راسها اول ما نرجع ...
ندى باندفاعية ::/ لالالا حرام عليك ترى ماقالت كذا الا بسببي أنا قايلة لها نفس الكلمة لما بلغتها انا وانت بنطلع ؟؟؟
زياد :::/ اجل تستاهلين ؟؟؟
ندى وهي تكمل ::/ بس ياحياتي حضنتني وقامت تعتذر بحرارة ... رحمتها !!!
زياد ورافع حاجبه ::/ وان شاء الله سامحتيها ؟؟؟
ندى بسرعة ::/ أصلا ما زعلت ...!! مستحيــــــــــــل ماأقدر أزعل منها ... ولا أقدر استغني عنها بحياتي ....!!
زياد يضحك ::/ ههههههههههه للأسف انكم كلكم بنات والا كان خطبنا وحدة منكم للثانية ....
ندى بنظرة جانبية :::/ عادي انت أخوي ....؟؟
التفت لها زياد باستغراب بس فاهم ::/ واذا صرت اخوك ؟؟؟
ندى ورافعة حاجبها ::/ تقدر تخليها جنبي على طول حتى لو انتقلنا لبيت ثاني نقدر نجيبها عندنا ..!! وهذا كله مايتم الا بيدك ؟؟؟
زياد بصوت عصبي ::/ نـــــدى ..!! أظن ما يعجبك أزعل عليك وأعصب .. علشان كذا لا عاد تطرين هالسالفة مرة ثانية .. انت ادرى وحدة باللي في خاطري وسحر مثلها مثلك .. يعني اختي ...
ندى بتوسل ::/ بس زيـــ ـ ـ ـ
زياد قاطعها ::/ خلاص ندى مايحتاج نتكلم ...!! أصلا هالموضوع منتهين منه من زمان ... أنا ماراح اتزوج غير عذا ؟؟؟ وانت أكثر وحدة عارفة وش كثر اعزها ..؟؟ وماراح ألقى أحسن منها تكون شريكة حياتي ؟؟؟ وانا ارتاح لعمتي وزوجها أكثر من غيرهم .....!!
سكت زياد وسكتت معه ندى وحست انه مو وقته تفتح هالموضوع وتخرب على اخوها فرحته اللي شافتها بعيونه من اول ماوافقت انها تطلع معه .. ولو انها تبي تخسر أخوها فـ ترجع تكلمه بالسالفة هذي ......!!
وصلوا بعد مايقارب الـ 10دقائق من طلعتهم لمجمع بيوت مرصوصة جنب بعض وواضح انها مخطط واحد معروض للبيع ...
التفت عليها بعد ما وقف سيارته قدام واحد من هالبيوت وهو فرحان والوناسة تشع من عيونه ..
زياد وهو يسحب المفتاح::/ يالله توكلنا على الله ..!!
ندى وهي تمسك شنطتها ونازلة ::/ الحين هذا اللي بتشتريه ؟؟؟
زياد ::/ ان شاء الله ان عجبنا وكانت مميزاته ممتازة بنتوكل على الله ونشتريه ..!!
ندى وعاقدة حواجبها ::/ بس ماتحس انه صغير ؟؟؟
زياد وهو يتقدمها ويطلع الدرج ::/ لا يكفينا حالياً .. يالله عاد سمي و ادخلي برجلك اليمين ...!
ابتسمت ندى اللي كان قلبها ينبض من الحماس ونفذت كلام أخوها ودخلت برجلها اليمين ...
أول ما تعدت البوابة قابلها على يدها اليمين حديقة صغيرة مزروعة بالورد والخضرة وملحق صغير جداً على يدها اليسار ...
ندى بانبهار ::/ اوكي شي حلو عندك حديقة ؟؟
زياد بأسف ::/ ايه ...!! بس صغيرة ...
ندى مبتسمة وتغمزله ::/ تكفيكم ؟؟ صح ...!!
ضحك لها زياد وهو خجلان نوعا ما ومشى علشان يضيع الموضوع وهو يقول لها ::/تعالي ندخل ..!!
لحقته ندى وعينها على الحديقة وهي تتخيل نفسها مع طلال وجالسين فيها في ليلة يكون القمر فيها بدر ...!!
ضحكت على خيالاتها الوردية اللي ماراح يضيعها الا هي .. ودخلت وراء أخوها مع البوابة الرئيسية .. كان قدامها المجلس على طول ... ومساحته مو كبيرة بس تكفي لشخصين توهم متزوجين وأكيد ماراح تكون عندهم حفلات باستمرار ...!!
زياد وهو يأشر لها ::/ هذا اللي قدامك الله يسلمك أفكر أسويه مجلس رجال ...!! (( وأشر لها على باب ثاني وهو ماشي له )) وهذا أفكر أسويه مقلط ...
فتح الباب ودخل للغرفة ودخلت وراه ندى وهي تتأمل البيت بكل زواياه ... وتتخيل لو فعلا كان بيتها هي بروحها .....!!
قطع زياد عليها تفكيرها ::/ هنا راح يكون موقع طاولة الطعام (( وهو يأشر لها على الوسط )) وبالنسبة للسيرفس بيكون على هذا الجدار ..!!
ندى بنبرة تفكير ::/ حلو ...
وقفت ندى تشوف الديكورات وطريقة تعتيق الجدران ... وحست ان البيت ديزاينه راقي وواضح ان المهندس كان ذوق ...! رفعت رأسها للسقف وانبهرت لما شافته مصمم على طريقة القصور الرومانية القديمة لما يكون منحوت عليه رسمات ...!! اعجبتها الفكرة ودخلت مزاجها وقررت تقول لطلال عنها لما يشتري بيتهم اللي بيسكنون فيه ... وابتسمت لهالفكرة ....!!
دخل عليها زياد وهو متنرفز ::/ انت الى الان هنا .. خلاص تعالي شوفي الباقي ؟؟
ندى وهي تضحك عليه ::/ ياربي عليهم المتحمسين ...!!
ضحك لها زياد وهو طالع من الباب ومشت هي وراه وطلعت على الصالة الرئيسية بالبيت ...
زياد والفرح واضح بصوته ::/ وهنا الصالة ... ( وأشر لها على باب خلف الدرج )) وهناك المطبخ .. مو كبير مرة بس يكفينا (( وضحك ))
ضحكت ندى عليه ::/ صح عليك فهمت الدرس ...!!
زياد وهو يأشر على غرفة مفتوحة على الصالة ::/ وهذي الغرفة بسويها غرفة جلوس لنا بحيث تكون الصالة مكان استقبال ...!!
ابتسمت ندى ::/ صح .. وممكن نخليهم مجلسين مفتوحين على بعض وجلستنا تصير فوق ؟؟
زياد وهو يحك لحيته وكان شكله مبهذل لأن الشماغ راجع شوي على وراء ... وأزارير ثوبه العلوية مفتوحة ويده على خصره ::/ ممكن ..!! (( وابتسم )) بس بنشاورها قبل ...!!
ابتسمت له ندى بحب لكن في قلبها أسى لأن ودها لو تكون سحر هي مرت أخوها وهي اللي وده يشاورها...
زياد بفرحة أكبر ::/ يالله عاد مشينا للدور الثاني ...!!
التفتوا الثنين للدرج اللي كان متوسط الصالة وكان معطيها منظر حلو وراح يكون احلى لو تصلح بترابزين فخم ... وعليه القيمة ..!!
ندى ::/ امممم الدرج هذا يحتاج ترابزين رايق لأنه بحد ذاته بيكون تحفة بوسط الصالة ....!!
زياد بابتسامة حلوة وعذبة ::/ أوكي قولي لها انتي هالكلام ...!!
ند ى بعصبية خفيفة ::/ كأنك لاغي وجودي ؟؟؟ وما كأني بسكن معكم بهالبيت ؟؟ (( وبنبرة تحذير )) لايكون كنسلتني لما شفته صغير و يالله يكون قدكم ؟؟؟
زياد يضحك ::/ ههههههههه لا والله ماتهونين .. انتي واياها اشتركوا بالتأثيث ... وبعدين لايكون متوقعة انك بتكونين متواجدة معنا من أول شهر ... لا حبيبتي يبي لنا فترة على بال مانفكر ننقلك عندنا ...
ندى وهي تضربه بكل قوتها من القهر لأنها فعلا حست شوي بالغيرة :::/ لا والله شغالتكم انا تاركيني بنهاية الحسابات ...!!
ضحك عليها زياد وهو يمد ذراعه على كتوفها ::/ أمزح والله .. وبعدين انتم الداخلين وانا الطالع ... هاه وش تبين بعد اكثر ؟؟
ندى وبقهر ::/ يا ربي عليك حتى ما تقدر تجبر خاطري وتقول انا الداخلة وهي الطالعة ؟؟؟
زياد بحياء واضح على ملامحه الرجولية ::/ لا هذي ما أقدر عليها ؟؟ لأنها ان راحت بتآخذني معها وعقب من راح يبقى لك ؟؟؟؟
ندى بخوف ::/ اسم الله عليك انت وهي ... يالله منك انت وكلامك اللي يخوف ...!!
وصلوا بنهاية هالكلمة للصالة اللي بالدور الثاني وكانت تقريبا حلوة وتناسبهم علشان تكون جلستهم الرئيسية ...
مشى زياد على اليسار على طول وناداها ::/ تعالي هنا اوريك غرفتك ؟؟
لحقته ندى وعينها على الباب اللي على يدها اليمين وكان واضح من شكله كأنه مدخل لجناح .. ابتسمت وهي تسرع خطواتها ...
وقف زياد وفتح باب الغرفة وانتظرها تتقدم اكثر و تدخل ...
ندى ::/ طيب ادخل أنت ...؟؟
زياد ::/ لا طال عمرك هذي غرفتك ولازم تدخلينها انت قبل الكل ...
ابتسمت له ندى بغرور ورفعت عبايتها مثل الأميرات ورفعت رجلها بكل كبرياء ودخلت .. دفها زياد مع ظهرها وهو يصرخ ::/ الظاهر خذتي في نفسك مقلب ..!
ابتسمت له ندى وبدت تجول بنظرها على غرفتها المستقبلية ،،،،الغرفة كانت حلوة وكبرها كافي لها .. صدق مو كبر غرفتها اللي ببيت عمها بس راح تقدر تتأقلم مع الوضع الجديد ...
ندى بمزح ::/ لا وش هذا ؟؟ بالله عليك هذي بتكفي غرفتي اللي ببيت عمي ؟؟ مستحيل ؟؟ غرفة النوم حقتي هناك تحتاج مساحة بيتك كلها ....
ابتسم لها زياد ::/ مو مشكلة راح نشتري لك غرفة جديدة وصغيرة قد بيتنا ...
ابتسمت له ندى وهي ماشية تفتح باب دورة المياه الموجود كملحق بالغرفة ..::/ اوه وهنا حمامي بعد ؟؟؟
زياد وهو ينزل الشماغ لكتفه ويحك شعره::/ ايه هذا حمامك من الغرفة للحمام ومن الحمام للغرفة يعني ماراح تضطرين تطلعين برا ...!!
ابتسمت له ندى بخبث .. لكن هو ما انتبه ...
ندى و بتضيق عليه ::/ امممممم طيب احتاج غرفة ملابس ؟؟؟
زياد بنبرة تفكير ::/ اوكي مو مشكلة فيه غرفة ثانية زايدة خليها لك غرفة ملابس ..!!
ندى وهي تمشي بتطلع تشوف الغرفة ::/ يعني أكيد ماراح تحتاجونها ؟؟ اخاف بعدين ترمون أشغالي بالشارع ...!
زياد وهو يحك حاجبه ::/ لا بس اذا وصل سلطان انتي من نفسك شيلي أغراضك من الغرفة .. لأني ساعتها ماادري وش راح اسوي فيهم ..
التفتت له ندى وهي صدق مستغربة من اخوها اللي غزى تفكيره الزواج بقوة هاليومين ::/ اووووه اخ زياد ..........!! أشوفك وصلت لسلطان ؟؟؟
ضحك زياد منحرج بس ماعبرها ولا رد عليها .. يمكن حب يغير الموضوع وماحب يزيد الموقف إحراج ....!!لأنه فعلا ما يدري وش صار له هالمرة ..
مشى وهو يقول ::/ يالله عاد تعالي أوريك جناح اخوك الـbig boss
ندى باستهبال ::/ لا معليش اسمح لي ماراح اروح معك .. انا عند غرفتي وصلنا لسلطان .. اجل عند جناحك وين تبغانا نوصل ..؟؟؟
ضحك عليها زياد من قلبه ::/ ههههههههه لا تعالي يمكن نوصل لعيال سلطان ؟؟؟؟
ضحكت ندى ومشت وراه منقادة له .. وفي نفس الوقت فرحانة لفرحته.. وتحس نفسها مرتاحة لأنها تشوف السعادة والراحة بعيونه .... اخوها اللي هو أبوها وأمها وماعرفت في هالدنيا غيره حنون عليها ويداريها وكأنها بنته ...!!
وصل زياد واول مافتح الباب كانت هي وراه ..
ندى ::/ طبعا هالمرة أنت بتدخل قبل مو انا ؟؟؟
زياد وهو معطيها ظهره ::/ كان المفروض تكون هي اللي تدخل بس وش اسوي انا راح أنوب عنها ؟؟؟
دخلت ندى مبتسمة وانبهرت لما شافت جدران الجناح ... كان التعتيق بالمرة رائع والوانها جداً رومانسية ... كانت مزيج من البني العودي والأصفر الليموني والسكري اللؤلؤي .. وشافت السقف وكان نفس ديزاين سقف المقلط ... انتبهت للأنوار وشافتها إضاءة خافتة .... التفتت على يمينها ولقت شبااااك كبير يمتد من نص الجدار الى نهايته ... ابتسمت بانبهار لروعة المكان وتقدمت للشباك وشافته يطل على الحديقة الصغيرة اللي تحت .... ابتسمت بحالمية أكبر وهي تتخيل انه ممكن يكون جناحها في المستقبل هي وطلال نفس الشي ....
انتبهت لأخوها اللي وقف وراها وصار يشوف نفس المنظر اللي هي تطالعه
زياد ::/ حلو موقع الشباك هذا صح ؟؟؟
ندى ويدها على رقبتها::/ مو حلو بس الا يجنن ...
رجع شوي زياد ورى وهو يشرح ::/ شوفي هنا نحط ستارة طويلة تغطي الشباك كله ( وأشر على الزاوية القريبة من الشباك )) وهنا نقدر نحط لنا كرسيين وطاولة ؟؟؟ وش رايك ؟؟
ندى وعاضة شفتها السفلية بتفكير::/ أهااا بيطلع لها منظر رائع ..
تقدم زياد للوسط ::/ وهنا على هذا الجدار بيكون السرير ... (( وأشر على الجدار الأيمن )) وهنا بتكون الدواليب ... وأشر على الزاوية اللي باليسار ::/ وهنا التسريحة....
وعلى الفتحة هذي اللي تودي لغرفة الملابس بسوي ستارة من قماش راقي وفخم ونقدر نخليها عليه منها ديكور ومنها تغطي الغرفة ...!!!
وكمل بحماس ومو تارك فرصة لندى ::/ الغرفة بختار لها لون عودي بتكون احلى صح ؟؟
ندى تتنهد ::/ عاد هذا لازم تشاورها فيه ؟؟؟
زياد ويده على خصره وبتنهيده ::/ أصلا كل شي بشاورها عليه بس خلي كل شي يتم ...!!
ندى وهي متوجهه لغرفة الملابس ::/ وليش مايتم ؟؟؟
زياد بابتسامة::/ الله كريم .....
دخلت ندى الغرفة وتوارت عن الأنظار ... اما زياد توجه للشباك اللي كانوا واقفين عنده من دقائق ... وجلس يتأمل اللي حوله ؟؟؟ لكن باله بدء ينشغل ...
(( الحين كل شي صار جد .... البيت وقريب نشتريه ؟؟ والأثاث الله يعيننا عليه مادري متى بنخلص منه ؟؟؟ والمهر والشبكة آآآآآآآآآآآآخ )) ابتسم (( وباقي نروح نخطب رسمي ونملك علشان تتيسر أموري وأقدر أشاورها في كل شي ...!!والأهم أني أقدر أزورها بأي وقت واكلمها وأسمع صوتها وانا مرتاح ؟؟؟ وأقول لها كل اللي بقلبي وفي خاطري بس كنت محروم منه )) حس بمغص في بطنه وبضباب قدام عيونه لما مر في باله شكله وهو لابس المشلح ويزف لها وهي بفستان الزواج .... حس انه انتفض كله لما فكر انها في ليلة وحدة بس بيمسك يدها ويزفها لبيتهم اللي راح يجمعهم وبتكون معه طول العمر ...!! يعني مايحتاج ينام كل يوم وهو يفكر فيها لأنها بتكون معه موجودة ومحسوسة يقدر يشوفها ويكلمها ويعبر لها عن احاسيس الحرمان اللي بداخله .. قطعت عليه ندى ::/ يالله ماتبينا نمشي ؟؟
انتبه زياد ونفض راسه من افكاره لأنه مو وقتها ::/ يالله مشينا ؟؟
طالعته ندى وبيدها جوالها ::/ اتصلت عليها بسألها اذا تبغى غرفتها عودية والا لا ؟؟
ضحك زياد ::/ هههههههههههههههههه والله انكم بنات ؟؟؟ ما أسرع واتصلتي بها ؟؟
ندى ::/ أعجبك انا .. كل شي عندي حار بـ حار مافيه تأجيل عمل اليوم الى الغد ..
ابتسموا كلهم ونزلوا مع الدرج رايحين لسيارتهم . وندى كل شوي تدور بنظرها على البيت واملها في طلال كبير انه يفكر فيها الحين مثل مايسوي زياد بعذا ؟؟؟
-----------------------------------------------------------------------------


وصلت للدور الثاني وهي تجاهد افكارها عن وضع اسامة وكيف بيكون شكله ؟؟؟
مستحيل تتخيله في موطن ضعف وهو دائما كان قوي بعينها .. وكانت بشكل او بآخر تحس انها ممكن تعتمد عليه ...!!
مرت بغرفتها قبل لاتوصل لأخوها علشان تهدي شوي من رجفتها ورهبتها ...
توجهت للكومدينو وخذت جوالها تفرغ عليه طاقتها ... شافت اثنين مسد كول وكانوا كلهم من ندى بنت خالها ... ابتسمت ودخلته في جيبها وقالت بتتصل عليها بعد شوي لما تشوف أبوها وش يبغى في أسامة ...
غسلت وجهها وراحت للممر اللي يودي لغرفة أسامة ..
وقفت قدام الباب هي مترددة تدقه والا لا ؟؟؟ غمضت عيونها بقوة متوقعة أي رد عنيف ممكن يجيها من أسامة ؟؟؟ خذت نفس عميق ومدت يدها الناعمة المرتجفة ودقت الباب عليه بهدوء ....
جاها صوته هادئ وكأنه أسامة اللي تعرفه من قبل ومو هو اللي كانت اعصابه منهارة من دقائق ...أسامة ::/ مين ...؟؟
عذا وبدت تخنقها العبرة لما سمعت صوته المكسور ::/ انـــــــا ... عذا .!
أسامة ::/ معليش عذا ماأبغى أشوف احد الحين ؟؟؟
مسكت عذا المقبض ودرات به وقصدها تصر عليه علشان يفتح لها ... بس تفاجأت ان الباب انفتح .. عقدت حواجبها بخجل لأنها ما كانت تقصد .. ودقت الباب مرة ثانية بس هالمرة وهو مفتوح ....
أسامة وهو يضحك بوهن ::/ خلاص دخلتي ؟؟
ابتسمت له عذا ووقفت عند الباب متسندة عليه ::/ وش قاعد تسوي ..؟
أسامة جالس على السرير وضام رجوله لصدره وفاتح قدامه اللاب توب وكأن شي ماصار له ؟؟؟ ::/ مثل ماتشوفين ..!!(( ورفع لها عينه )) بغيتي شي ؟؟؟
عذا وهي تتقرب له ::/ لا مو انا اللي ابغى أبوي اللي يبغاك تحت ؟؟؟
أسامة بعد تنهيدة ::/ وش عنده من سموم ؟؟
عذا بعتاب ::/ أسامة ؟؟؟ مهما كان هذا أبونا واأكيد انه شايف شي عليك والا مستحيل يسوي كذا ؟؟
أسامة بصوت عالي وهو ينزل رجوله ويتربع ورافع أصبعه بوجهها::/ حتى انتي ياعذا ؟؟؟ الحين من اللي بيصدقني ؟؟؟ كلكم واقفين معه وانتم ماتدرون انا وش مسوي ؟؟ وهل انا غلطان والالا ؟؟
عذا وهي تبلع ريقها بخوف ودمعتها على الأبواب::/ يعني انت مسوي شي ؟؟
أسامة وهو يشد قبضة يده ويمسك اعصابه عن لايعصب عليها وهي مالها ذنب ::/ انا مـ ا سـ و يـ تـ شي ... والله العظيم ...!!
قربت عذا وواجهته ودمعتها على زاوية عينها ::/ عارفة انك مو مسوي شي .. بس مايحق لك تتكلم عن ابوي بهالأسلوب السخيف ... ويالله انزل الحين خلنا نفهم السالفة ؟؟؟
مشى أسامة بعصبية مبتعد عنها ولاف ظهره لها .. ومعزم على الشر إذا ماتكلم ابوه وقال كل اللي عنده ...
تنهدت عذا وحسدت أسامة على اعصابه الباردة .. شهقت برعب لما تخيلت نفسها لو انها مكانه كان الحين قد وصلوها للمستشفى فيها انهيار عصبي....!!
قبل لاتطلع مرت على اللاب توب تقفله .. بس انصدمت لما شافته ما اشتغل اصلا ؟؟؟
ابتسمت ؟ لأنها حست انهم كلهم من نفس الطينة وما يتحملون شي ومامنهم واحد قلبه قاسي ؟؟؟؟؟؟؟
نزلت لهم تحت وشافتهم جالسين واسامة واقف وراء الكنبة الفردية اللي جالسة عليها امه ... وعاقد يديه ...
تقدمت وجلست على طرف الكرسي اللي جالسة عليه امها نورة ....
أبوهم هو اول واحد تكلم لما شافهم مجتمعين وعيونهم متحمسة للي بيقوله .. سحب اكبر كمية اكسجين ينعش فيها رئتيه ويشبعها .. علشان يقدر يتصدى لأي ردة فعل مضادة ....!!
ابو عبدالله مبتسم ::/ أسامة أمك تقول انها مصدقتني وماراح تكلمك لحد ماتعترف باللي سويته ؟؟؟؟ وش رأيك ؟؟؟
أسامة وهو منزل عيونه لأمه ::/ عادي لاتكلمني ؟؟؟ وأنا ماسويت شي ومصير الأيام بتثبت لها هالشي ؟؟؟
رفعت راسها امه و طالعته بنظرة ماقدر يفسرها في وقتها ...!!
ابو عبدالله مشبك أصابعه ومنزل رأسه ::/ يعني أنت يبه كذاب ؟؟؟؟؟ (( ورفع راسه وطالعه بحاجب مرفوع ))
التفتت عذا على أسامة تطالعه بنظرة متوترة وكأنها تقول لاتتهور ....
عبدالله باندفاعية ::/ يبه مو قصده وانت عارف أسامة ؟؟؟ (( وطالعه علشان يتأسف ))
نزل أسامة راسه ولا رد ... بس ابو عبدالله وجه نظرة من عبدالله لأسامة وهو يقول :/ اتركوه هو يتكلم ؟؟؟
أسامة بعد تنهيدة ::/ لا مو هذا قصدي ... لكن انت مو راضي تتكلم وانا مقتنع اني ماسويت شي ؟؟ وانت حلها ؟؟
ابو عبدالله اللي وقف وعينه على زوجته اللي مقاومة دموعها بصعوبة ...::/ تتذكر أمس لما كنا جالسين بالصالة وصرخت على أمك ؟؟؟ (( وابتسم ))
أسامة وهو عاقد حواجبه وكأنه يتذكر ::/ متى ؟؟
ابو عبدالله ::/ لما كانت تجهز القهوة بالمطبخ المغرب وعقبها دخلت علينا ومعها عبدالله ..؟
أسامة وهو يهز رأسه ::/ أيه تذكرت ..؟؟(( وفتح عيونه على الأخير)) لا يكون معصب لأني ناديتها بصوت عالي ؟؟
ابو عبدالله وهو يضحك ::/ يمكن هذا واحد من الأسباب ... كونك تتجرأ ترفع صوتك على امك وهي ساكتة ...!! لكن فيه بعد سبب ثاني ...
أسامة وهو يتقدم لابوه واللي حوله كلهم متحمسين ::/ و وش يكون هالسبب ؟؟؟
ابو عبدالله ::/ لأنك قلت ان أمك مستحيل تزعل منك وانا عادي ...؟؟
أسامة بصدمة قوية ::/ وبعدين ؟؟؟؟؟ كمل
ابو عبدالله وصوت ضحكته يعلى ::/ هههههههههههههههههه بس حبيت اوضح لك ان امك مهما كان مستحيل ترفض شي لي أو تحاول تزعل مني وانت لا ؟؟؟ وهذا الدليل ؟؟؟ (( وأشر عليها ))
وقفت سارة بهجومية ::/ يعني هذا كله مقلب ؟؟؟؟
ابو عبدالله ::/ مو مقلب ؟؟ بس إثبات لأسامة ؟؟؟
عبدالله بصدمة ومو متوقع اللي صار ::/ الله عليك يبه .....................!! كل هذا مقلب ؟؟؟ بغيت تطيح قلوبنا وبالأخير مقلب ..؟؟؟ وانا اللي ضاق صدري وقلت وجهي شؤم عليهم ..!! (( وضربته لمياء على كتفه بسبب الجزء الأخير من كلامه اللي ماعجبها)))
وقفت عذا ومشت لأبوها وهي مبتسمة ::/ الحمدلله ابوي وخذ حقي من أسامة ؟؟؟؟ بقت سارة ودواها عندي ؟؟؟(( وحضنت ابوها مع يده ))
وقفت ام عبدالله متفاجئة من المشهد اللي مر من قدامها تو .. ومن السيناريو والحوار اللي دار بينهم من دقائق .. بلعت ريقها بمرارة وهي تطالع ابو عبدالله بصمت بس عيونها تتكلم بكلام كثير .... .
ام عبدالله بعد مجهود واضح ::/ مقلب ....!! وتقولها بهالبساطة ؟؟؟ من الصبح وانت تلعب هالدور ومعيشنا فيه وفي النهاية يطلع مقلب ؟؟؟؟
طالعته بنظرة نارية مستهزئة ومسكت جلابيتها بأطراف أصابعها ومشت متخطية أسامة اللي حاول يكلمها بس سفهته وطلعت فوق من دون ماتلقي نظرة للأثار اللي خلفتها على وجوه اللي وراها ....!!
التفت عبدالله لأسامة بعفوية ::/ زعــلت ؟؟؟؟؟؟
ألتفت له أسامة وهو يهز كتوفه (( ما ادري )) ؟؟؟
و التفتوا كلهم لأبوهم اللي كان منزل راسه ويرطب شفته العلوية بطرف لسانه ويده الثانية على كتوف عذا ....
ام عبدالرحمن وهي تضحك ::/ انت اللي جبته لنفسك وحنيت لشبابك ...!!
التفت عليها محمد وهو مبتسم بس وجهه تعلوه الحمرة خجلان من عياله ؟؟؟ ومن موقفه الآن قدامهم ؟؟؟ يستحي يطلع لها فوق على طول يراضيها يدري بها سارة مستحيل بتسكت بتقعد لها أسبوع وهي تعلق عليه ... والا أسامة ممكن يموت وهو يذكر أبوه بهالموقف ...!! والا لمياء ... آآآآآآآآآآآآآه مشكلة وطيح نفسه فيها ...!!
عذا هي الوحيدة اللي انتبهت لأبوها وما عجبها اللي صار ::/ يبه أمي زعلت ؟؟؟
ابو عبدالله وهو يريح نفسه جنب أمه ::/ مادري عنها يمكن ؟؟؟ انتم شفتوني سويت شي يزعلها ؟؟؟
لمياء بعصبية لأمها ::/ لالالالالا سلامتك ؟؟؟ ماسويت الا كل خير ؟؟ ولا كأنك عيشتها في قلق نفسي من الصبح ؟؟؟؟
ابو عبدالله وهو يحك شعره ::/طيب ماعلينا المهم تأكد اسامة من اللي قلته أمس ؟؟

أسامة يضحك وهو يجلس ::/ اللي يسمعك يقول انها مازعلت عليك الحين ؟؟؟؟ احب أقول لك اننا الحين بالهوا سوا .... وهي مثل مازعلت مني زعلانة منك ....
سارة وهي تضرب كف بكف ::/ لا حول ولا قوة الا بالله ... والله مايندرى من الكبير بينكم ؟؟؟
ضربها عبدالله على راسها وهو يضحك ::/ عيب عليك تتكلمين كذا عن اللي اكبر منك ؟؟
ضحكت له سارة وجلسوا كلهم متحلقين مرة ثانية .. لكن التوتر هو الجو العام بالصالة .. عذا عيونها على أبوها ودها تضربه بأي شي علشان تحسسه انه غلط على أمها ولازم يقوم يشوفها مو يكنسلها ويتجاهل مشاعرها .. وسارة وأسامة يطالعون بالكاميرا لكن اللي في قلوبهم الله اعلم به اما الباقين فـ يسولفون بسوالف عادية ..............!!
مرت 15 دقيقة وأبو عبدالله ما تحرك والعيال في خاطرهم يروحون لأمهم يشوفون وش صار لها ؟؟ بس مستحين لأن المفروض اللي يقوم قبل ابوهم مو هم ؟؟؟؟
بعد انقضاء هالدقائق بالموت .. ماقدر ابو عبدالله ينتظر أكثر ولازم يطلع لها الحين قلبه مايتحمل كل هالوقت وهو مايدري عنها ...!! هو متأكد انها قالبة عليه الدنيا فوق تحت مثل ماكانت تسوي قبل لما يعاتبها بخشونة قدام اهله امه وابوه ومرت اخوه ..... يوم كانت تسوي الرز بدون ملح والا الشوربة بدون طماطم ؟؟؟؟ ووشلون كانت تعاتبه وتصيح بـ شراهة لأنه فشلها قدامهم والمفروض انه يوقف معها مو يهاوشها ..!! من قبل كان على طول يلحقها لكن هالمرة تأخر عليها بكثير ؟؟؟ الله يستر ..!!
توكل على الله وعيونه بالأرض وقام بخفة علشان مااحد ينتبه له ... لكن هيهات يتحرك وهم مو منتبهين اصلا هم طول الجلسة متوترين وينتظرون هاللحظة ..!!
بهبل صفقت له سارة وأسامة ::/ أحلى عليه زورو ...!!
سفههم ومارد عليهم لأنه هو أصلا متوتر ومايقدر يلف لهم علشان ما يلاحظون توتره ..!! رماهم عبدالله بـ كرتون الكلينكس علشان يسكتون وغمز لهم بعينه ....
سكتوا كلهم .. لكن تكلم أسامة ::/ لاتنزل يبه الا وهي معك والا ترى بمارس قدراتي عليها وأغلبك ...
عذا وهي تناظره بعصبية رقيقة ::/ لاتخليه يعصب ثم يسوي مقلب ثاني ...!
طالعها أسامة بسخرية ::/ أحبهم انا اللي يعصبون ....!!
لوت عذا بوزها لكن لمياء ماسكتت لهم هالمرة ووقفت مع عذا وبدوا يتضاربون وام عبدالرحمن مرة في طرف عذا ولمياء وعبدالله والمرة الثانية مع سارة وأسامة .. لكن بالنهاية قررت تكون مع عذا وفريقها لأنهم يستاهلون توقف معهم لأن مافيهم القوي الا لمياء واذا وقفت على عبدالله وعذا أكيد بيضيعون ....
طلع ابو عبدالله درجات السلم وهو يدعي ربه في سره انها تكون هادية وماتنفعل وتتجاوب معه بسهولة ...!!
وصل لباب الجناح بسرعة مايدري وشلون صار جناحهم هالمرة قريب للدرج ؟؟؟ يعني لو كان توه راجع من الدوام ويتمنى سريره كان المسافة بين الجناح والدرج بتكون الشئ الفلاني ؟؟؟ ولما ما بغاها تكون قريبة صارت وغصباً عنه ...!!
وقف قدام الباب وهو يجهز الكلام اللي بيقوله في قلبه علشان ماينحاس قدامها وتضيع علومه ....!!
فكر يدق الباب قبل لايدخل ... لكن بالنهاية قرر انه يدخل من دون أذن مسبق ويفاجئها...
فتح الباب بهدوووووء علشان مايرعبها أو يزعجها ... طل براسه شوي ،، واتوسع فمه بابتسامة حلوة لما شافها معصبة وواقفة قدام الدولاب وترتب الملابس اللي فيه وباب الدولاب مغطي وجهها ونص جسمها .. لكن وصل لمسمعه صوتها وهي تتحرطم وتتوعد انها ماراح تكلمه وبتعاقبه علشان المرة الثانية يتأدب ....!!!
دخل بجسمه كله وتسند على الجدار القريب من الباب مباشرة وسكر الباب بيده وعلى وجهه ابتسامته المعهودة وملامحه هادية ومرتاحة ...
انتبهت ام عبدالله لصوت الباب وكأنه انفتح او تسكر ... بسرعة رفعت يدها النحيفة ومسحت بأصابعها الطويلة وجهها من الدموع والتفتت للباب وهي مبتسمة .. كانت متوقعته واحد من عيالها وبالأخص عذا لأنها عارفتها زين ،،، مايحس بها في هالمواقف الا هي .. واذا على أسامة فـ هو يجيها بعد فترة يلعب براسها بكم كلمة حلوة وتصدقه وترضى .....
لكن لما شافته هو اللي واقف قدامها ... زالت معالم الإبتسامة مباشرة وحل محلها تكشيرة مصطنعة وحواجب معقودة .... لفت بوجهها عنه بسرعة لأنها مو في الوقت المناسب للمواجهة .... وشغلت نفسها بالملابس اللي بيدها ...
توسعت ابتسامة ابو عبدالله لما شافها مبوزة ،، وتذكر الأيام الخوالي اللي اشتاق لها من قلبه ،، تنهد وهو يقرب للدولاب ... تسند براسه على بابه و يده تحت خده ..
حاولت ام عبدالله تتجاهل وجوده وما تعبره بنظرة ... خله يتأدب ....................!! كبرنا وهو ماكبر عن حركاته ....!!
مدت يدها بترتب الدرج اللي قدامها والملابس اللي فيه .. لكنه كان أسبق مسكها مع يدها وهو يعتدل في وقفته وونظراته مركزة عليها ...!!
تنهدت هي بألم ،، مهما يكون ماتقدر تقاومه وطول عمرها ضعيفة قدامه ..!! بعد ما استجمعت قوتها كل اللي قدرت تسويه انها ماترفع راسها وتواجهه ...
لكن محمد ما سمح لها تستمر على وضعها وكسر قوتها لما مد يده تحت لحيتها ورفع رأسها يواجهه...
وأول ما طاحت عينها بعينه ما تدري وش صار لها لكن المهم ان شلال الدموع اللي كانت حابسته من دقائق رجع يتدفق وبسرعة هائلة ...
ابتسم لها محمد ومد يده لوجهها الناعم اللي ما أثرت فيه عوامل الزمن بشكل ملحوظ وقوي ... ومسح دمعتها الؤلؤية الغالية على قلبها ومايتحمل يشوفها تنزل .. هو قوي بس عند دموعها أضعف مخلوق على وجه الأرض ...
ابو عبدالله بصوت واطي ::/ عقب هالعمر تصيحين مني ؟؟؟؟؟
الجوهرة بعتاب ::/ وانت عقب هالعمر كله ما تبت من فعايلك فيني ؟؟؟
محمد وكأنه برئ ::/ وش سويت انا؟؟؟
الجوهرة وهي تعطيه ظهرها ::/ لا والله كل هذا وماسويت شي ؟؟؟ لما كنت تفشلني قدام اهلك كنت أسكت وما أقول لك شي .. لكن انك تفشلني وترفع صوتك علي قدام عيالك هذا اللي ماأتحمله ؟؟؟؟ (( وكتمت صوت صياحها ))
مسكها محمد مع كتوفها ولفها له تواجهه ::/ وأنتي بعد ما قصرتي رفعتي صوتك علي اللي فيه الكفاية ؟؟؟ وبعدين انا قلتها ..!! كل اللي صار مزحة .....
وبعدين عاجبك الحين خليتي أسامة يتشمت فيني ويقول لي هاه هذي هي زعلت عليك ؟؟
الجوهر بتشفي ::/ تستاهل ...!! خوفت وليدي من دون سالفة...!!
مد وهو يضرب جبهته ::/ تدرين نهايتي على ولدك هذا ...!!
ضحكت الجوهرة من قلبها ::/ من صدقك تغار منه ؟؟؟
محمد وباابتسامة رقيقة تناسبها ::/وشلون ابصبر كان شفتك مع الغير *** وانا الذي عليك من نفسي أغار .....؟
....!! ( وبحياء ) لكن المسألة انه قهرني امس بصراحة وحسيت ان روح التحدي الشبابية رجعت لي من جديد ...!!
الجوهرة وهي عينها بعينه ::/ وأنا الضحية ؟؟؟
محمد مبتسم::/ وش دعوى .. انا روحي فدى لك ...!! بس تدرين حلو رجعنا ذكرياتنا ..
ابتسمت الجوهرة بحب له وعلى الذكريات الحلوة اللي افتقدتها ::/ هذا الشي الحلو واللي شفع لك ورضيت عنك بسببه....
محمد باستهبال ::/ بس الحمد لله هالمرة تأخرت وانا مرتاح مافيه أطلع لك وألقاك بشنطتك ودموعك على خدك وودني بيت أمي والا بيت أبوي ؟؟؟...
نزلت الجوهرة راسها وشريط الذكريات بمخيلتها :: الله يرحمهم جميعاً
رفعت راسها وضربته على كتفه ::/ لا والله يعني كان ممكن تنام وانا زعلانة عليك وماعندك مشكلة المهم اني ما ازعجك وأقول لك ودني بيت اهلي ؟؟؟
قطع عليهم صوت الباب يدق على خفيف جداً كأنه واحد خايف او منحرج ...
تنهد أبو عبدالله وضرب جبهته بيده وهو يهمس لها ::/ عيالك هذولا نهايتي على يديهم؟؟
ضحكت له ام عبدالله وتقربت بتفتح الباب بس مسكها مع يدها ووقفها وغمز لهاتصبر وتشوف وش بيسوون .. ما أمداه يمسك يدها الا وبصوت أسامة ::/ يبه خلااااص دورنا الحين أفتح ....!!
التفت ابو عبدالله بنقمة على الجوهرة وشافها تحاول تخفي ابتسامتها تقرب للباب وهو ناوي شر وفتحه بقوة عارمة بس واجهته عذا على طول ...
حطت يدها على فمها من الفشيلة ومن انها انحطت بهالموقف .. اما الباقين فـ قاموا يضحكون .. وابو عبدالله ينقل نظره بينهم ...
عذا بصوت واطي ::/ يبه والله مو انا هذا أسامة ...
ابو عبدالله بعصبية ::/ من اللي دق الباب ؟؟؟
أسامة يبرئ نفسه ::/ والله انها هي(( ويأشر على عذا ))
عذا وهي تبلع ريقها بصعوبة ::/ يبه انا دقيته بس هو اللي صرخ ...!!
كان ابو عبدالله ناوي يعصب عليهم ويغسل شراعهم وكأنه معصب من امهم خلقة وهم خربوا عليه ؟؟؟؟ لكن لما شاف عذا هي اللي بوجه المدفع تراجع لأنه عارفها ممكن تنهار بمجرد مايطلع عيونه عليها... وعموما أنقذت الموقف ام عبدالله لما طلعت وهي تبتسم لهم بحب ...
ام عبدالله ::/ يالله عاد كل شي ولا عيالي ؟؟؟(( وطالعته برفعة حاجب ))
راحت عذا تركض وحضنت امها .. ووراها جت سارة .. أما لمياء وعبدالله فـ اكتفوا بالمشاهدة .. وأسامة واقف وكأنه معصب ...
أسامة ::/ الحين كل شي ولا عيالي والا اول عادي ما بتكلميني اسبوع كامل ؟؟؟!!
ام عبدالله هي واقفة بين بناتها ::/ وش اسوي عاد كل شي ولا أبوك ..؟؟
صفقوا العيال كلهم وصفروا لأمهم اللي انحرجت من تصرفهم واصفر وجهها من الإحراج وأبوهم اللي واقف بكل رجولة وكأن شي لم يكن ولم يُذكر ....
لمياء بصوت عالي ::/ بس تدرين يمه اول كنت اقول مو معقولة اننا بنطلع شريرين عليكم ... ولا قدرت اتصور ان واحد منكم ممكن يكون شرير أو حساس علشان نطلع عليه .. لكن الله قدر علينا هالموقف علشان نكتشفكم على حقيقتكم ....
ومرة ثانية لو سمحتي يعني لو سمحتي ... لا تشتكين لي من عذا وحساسيتها وانها تتعبك اذا جت من المدرسة متنكدة بسبب كلمة طلعت من وحدة من البنات ؟؟؟
أسامة::/ لا وانت الصادقة لا تنازعنا وتقول لا تسوون لها مقالب ؟؟ ترى هذا أبوي قدامك وهو قدوتنا ....!!
ام عبدالله ::/ ونعم القدوة ما اخترتم ....!!
ضحك الجميع على كلمة امهم وهي تطالع ابوهم بنظرة سخرية ..
لكن فاجئتهم سارة لما تعلقت بيد ابوها ::/ يبه تكفى المرة الجاية لاتصير نجس وتسوي مقالب بروحك قول لي وبساعدك ...
حاس ابوها مقدمة شعرها وهو يقول::/ والله مااحد يفهمني الا انتي ...!!
عبدالله ::/ الا مافيه احد بـ شرها الا هي ............!!
------------------------------------------------------------------------------
في صبح يوم السبت .. قام وهو متوتر ومتخوف من اللي بيسويه ... لكن وش بيده علشان يقدر يسويه وهو تخاذل عنه ... تنهد وهو ينزل الدرج متوجه للغرفة علشان يفطر قبل لايطلع ...
قابلته بوجهها البشوش اللي من يتصبح عليه الواحد يتفاءل وبيدها سلة الخبز ،،، ابتسم لها بحنان وهو يجلس قرب الصينية ....
ام عبدالله وهي تجلس جنبه::/كلمتهم قبل لاتروح ؟؟؟
ابو عبدالله بتردد :/ لا ما اتصلت ؟؟؟ بروح لهم بدون موعد ؟؟؟
ام عبدالله وهي تلعب باصابعها ::/ مادري بس أخاف أنها مو حلوة تروح لهم كذا من دون موعد ؟؟؟؟
ابو عبدالله وهو قايم من دون فطور::/ يعني وش بيسوي بيطردني ؟؟؟ مستحيل أخلاقه وعلاقتنا ما تسمح له بهالشي ..!!
وقفت له ام عبدالله وواجهته ::/ الله يوفقك يارب ... وييسر لك أمرك ...
ابتسم لها ابو عبدالله ::/ يعني انتي ماتحسين انك متضايقة لأني بتسلف منه ؟؟
ام عبدالله باعتراض ::/ أبداً ...! وبعدين ابو مشاري بحسبة أخوي الله يرحمه ومكانته مثل سلطان ...!
بلع ريقه وابتسم لها ولف عنها طالع وهو منشرح البال من تواجدها ووقفتها معه ....
.
.
دخل في هالوقت مع بوابة الشركة بكل هيبة ووقار ومعه شنطته بيده ... نزل النظارة الشمسية كوتشي من على عيونه ومشى متوجه للمصعد الخاص ....
وقف له موظف الإستقبال بكل احترام .. ::/ الحمدلله على السلامة طال عمرك ..
ابتسم له مشاري بخفيف وبصوت رجولي أجش ::/ الله يسلمك ..!!
مشى تاركه وركب المصعد وضغط على الدور اللي فيه مكتب المدير العام للشركات .. واللي هو مكتبه ...
وصل المصعد للدور المطلوب وطلع منه متوجه للمكتب وتركيزه مشتت .. والهم باين بعيونه ... لكن من يتجرأ ويسأله ؟؟؟
دخل لقسمه الملكي واللي كان كله معتق باللون البيج والليموني .. والأثاث كله بني عودي ...!!
وقف السكرتير اللي كان يكلم بالتليفون ويسولف بكل خوف .. و بلع ريقه لما وقف مشاري وطالعه بنظرات بشعة ...
السكرتير ومنزل راسه ::/ الحمدلله على السلامة طال عمرك ...
مشاري وهو لازال واقف وعينه مانزلها من عليه ::/ الله يسلمك ....!! فيصل ترى احنا بشركة وشغل ... وانت مركزك اهم مركز يعني سكرتير المدير العام ... والمفروض تكون قد المسؤولية ..!!
فيصل وهو يحس بالذنب ::/ ابشر ...
سكت مشاري وماحب يطول السالفة ... بس قبل لايتحرك وهو واقف على الباب سمع احد يتنحنح وراه ... التفت مستغرب لكن لما شاف رائد مدير المالية وصديقه الأقرب لنفسه ابتسم بارتياح وتقدم يسلم عليه ...
رائد مبتسم::/ الحمدلله على السلامة ؟؟؟
مشاري وهي يصافحه ::/ الله يسلمك من الشر ؟؟ وينك الظاهر هالويكند ماكنت موجود ؟؟
رائد ::/ لا والله طالعين للمزرعة ومارجعنا الا أمس بالليل ؟؟؟
مشاري وهو متوجه لمكتبه ::/ زين الحمدلله على السلامة انت بعد (( والتفت على السكرتير )) فيصل دخل لي الأوراق المهمة واللي تعطل شغلها من سافرت ... بسرعة ....................!!
فيصل::/ ان شاء الله طال عمرك دقائق وتكون عندك ....
مشى رائد مع مشاري بيدخل معه للمكتب ومعه بيده الملفات اللي تحتاج توقيع المدير النائب عن رئيس مجلس الإدارة ...
رائد وهو يسكر الباب وراه ::/ هاه وش صار عليك هناك ؟؟
مشاري وهو يتنهد وينزل الشنطة على الأرض ::/ الله يكون بالعون ...!!والله مادري وش أسوي ؟؟؟
رائد وهو يجلس على الكنب ::/ يعني إلى متى بتستمر على هالحال ؟؟؟
مشاري وهو يجلس قدامه ::/ مايكل بيجي للسعودية خلال الشهرين الجايات .. ويقول لي خلاص لاعاد تجي لبريطانيا ،، وان شاء الله أقدراحل اموري إذا وصل ..
رائد ويقاطعه ::/ وبتقول لأهلك ؟؟؟
مشاري بعصبية ::/ لا ...!! مو وقته الحين أقول لهم ؟؟؟؟ انا مو ناقص مشاكل ؟؟؟ وامي إذا درت بتقلب الدنيا فوق تحت ... انا عارف لحركاتها ؟؟؟؟
رائد ::/ والله مادري عنك بس لاتنسى أني نصحتك انك تقول لهم قبل لايطيح الفاس بالراس ...
دخل عليهم السكرتير وقطع عليهم كلامهم والتفتوا عليه كلهم ،،، ابتسم السكرتير بارتباك وكان بيديه مجموعة ملفات ملونة .. تقدم وحطها قدام مشاري ..
فيصل ::/ أستاذ مشاري فيه واحد موجود بمكتب الوالد ويبي يقابله .. لكن مثل ما انت عارف الوالد ماراح يداوم اليوم بالشركة ؟؟؟ وطلب يقابلك أنت؟؟
مشاري وهو يلبس نظارة القراءة ::/ ومن يكون ؟؟
فيصل ::/ ما سألته بصراحة لكن اتصل فيني من دقائق حمد وقال لي انه موجود بالمكتب ؟؟
مشاري وهو يهز رأسه ::/ طيب اسأل لي عن أسمه وإذا كان له موعد مع الوالد ودخله علي ..
فيصل ::/ إن شاء الله ..!!
مشى عنهم متوجه للباب .. وانتظر رائد لما طلع فيصل والتفت على طول لمشاري ::/ عسى ما شر الوالد اليوم ماداوم ؟؟
مشاري وهو ضايع بين الأوراق ::/ الشر مايجيك .. عنده موعد مستشفى وبيداوم مسائي اليوم بس ؟؟؟
وقف رائد وكأنه بيمشي ::/ زين شكلك مشغول .. أنا بروح الحين واذا خلصت اوراقي أرسلها لي ضروري ...
طالعه مشاري ::/ وش عندك مستعجل ؟؟؟
رائد وهو بيطلع ::/سلامتك بس قابل ضيفك .. وحنا بيكون لنا جلسة بعد الدوام ....
رن التليفون تحويلة من السكرتارية رفع مشاري السماعة وهو يقول ::/ خلاص اجل نتقابل على الغداء ...
وصله صوت فيصل ::/ أستاذ حمد أبو عبدالله موجود عندي الحين ... أدخله ؟؟؟
مشاري بنبرة امر ::/ أكيد وش تنتظر ؟؟؟
نزل مشاري نظارته ووقف طالع من مكتبه ومتوجه لغرفة الإجتماعات علشان يقابل ابوعبدالله ... وبالفعل انفتح الباب ودخل منه ابوعبدالله بوجه سمح ومبتسم ..
بادله مشاري الإبتسامة بأحسن منها ورحب فيه ::/ هلا والله بـ أبو عبدالله .. زارتنا البركة ...!!
ابو عبدالله وهو يصافحه بتوتر ::/ الله يسلمك ... كيف حالك وحال الوالد ؟؟
مشاري برحابة صدر وانشراح ::/ بخير الله يسلمك بصحة وعافية ... تفضل الله يحييك ...!!
ابو عبدالله وهو يجلس ::/ الله يزيد فضلك ... سلامة الوالد يقولون ماداوم ؟؟
مشاري وهو يجلس قدامه ::/ مراجعة هالمستشفيات .. وتعرف انت الصحة على قدها ..
ابو عبدالله نزل راسه بتوتر ::/ الله يخليه لكم ان شاء الله ..
مشاري :::/الله يسلمك
سكت ابو عبدالله وهو متوتر .. مايدري يكلم مشاري بالموضوع والا ينتظر لما يرجع ابوه ؟؟؟ رفع عيونه لمشاري وشافه مبتسم له .. بادله الإبتسام وبلع رقه واتكل على الله انه يكلمه ..
لكن سبقه مشاري ::/ وش تشرب ابو عبدالله ؟؟
ابو عبدالله ::/ شاهي لاهنت ؟؟
مشاري وهو يرفع السماعة ::/ ابشر ... الا وش اخبارهم العيال والعمة ؟؟
ابو عبدالله وتوتره يزيد كل دقيقة ::/ بخير الحمدلله وابشرك عبدالله جاينا زيارة هالشهرين ...!!
مشاري بفرحة حقيقية ::/ زيــــن الله يبشرك بالخير .. والحمدلله على سلامته ...
ابو عبدالله ::/ الله يسلمك ...!!
سكتوا اثنينهم برهة من الزمن .. ابو عبدالله مايعرف وشلون يبدء الموضوع .. ومشاري مايدري وش يتكلم فيه وواضح على أبو عبدالله ان في قلبه حاجة دعته يزورهم اليوم ...
بعد مدة قدر ابو عبدالله يغلب توتره وبدء الموضوع من الوسط وبدون مقدمات شبك أصابعه وطالع مشاري وهو يقول ::/ والله وانا عمك انا اليوم جايك قاصدك بخدمة .. وان شاء الله القى حاجتي عندكم ....!!
مشاري اخذته الشهامة ::/ ابشر يا أبو عبدالله باللي يرضيك ...!! وان كان لي قدرة وطاقة على طلبك فـ تأكد انك ماراح تطلع الا وانت خاطرك طيب ...
ابو عبدالله وحس بالراحة من رد مشاري ::/ الله يسلمك .. مادري وشلون أبدء لكن بصراحة أنا ودي أبدأ مشروع صغير وعلى قدي .. لكن ان شاء الله يفيدني اذا احالوني بكرة للتقاعد .. ومثلك عارف بهالدنيا ومصاريفها والعيال وحاجاتهم .. لكن بصراحة قصرت علي الفلوس .. وانا جايك اطلب منك تديني إلى ان ابتدي مشروعي ان شاء الله واسددها لكم بالتقسيط ؟؟
مشاري وبنبرة تفكير ::/ وكم المبلغ المطلوب طال عمرك ؟؟؟
ابو عبدالله ورجع له التوتر ويده بدت تعرق وبصوت واطي قال ::/ مليونين ؟؟
انصدم مشاري من المبلغ ::/ مليونين ؟؟؟
ابو عبدالله بعزة نفس ::/ انا قلت لك وانا عمك ان قدرت عليه والا مسموح ...؟
مشاري اللي انحرج من تصرفه ::/ لا ياعمي طلبك موجود ... بس قبل لازم تعرف شروطنا .. يعني صدق انت عزيز وغالي .. لكن انا بسلفك من حساب الشركة يعني لازم نكتب وصل ... وهالوصل يندرج تحته بنود ....!! فـ انا الحين ماادري هل انت ممكن ترضى بالشروط والا بيكون عندك اعتراض ؟؟
ابو عبدالله ::/ طيب وش هالبنود اللي تطلبونها ؟؟؟
مشاري وبسعة بال أكبر ::/ الله يسلمك بما انك قريبنا وبحسبة الوالد ... بنتنازل عن بند انه يكون لك كفيل ... لكن انك ترهن شي للشركة هذا ما أقدر اتنازل عنه ...؟
ابو عبدالله بصدمة ::/ وانا وش عندي ارهنه .. يا مشاري اللي تقوله صعب اجل كان رحت للبنك ورهنت بيتي عندهم و يسلفوني وانتهينا ...؟
ابتسم مشاري ::/ ايه يا ابو عبدالله بس البنك ماراح يسلفك مليونين .. وبيطلب كفيل .. وبيقتطع من راتبك .. بالإضافة أنك ممكن ترهن ...!! وزد الفوائد اللي بياخذونها عليك ...!!لكن حنا بس كـ شكليات بنكتب ان بيتك مرهون واذا ماسددت بنطردك منه ونآخذه .. وانت دبر عمرك ...
سكت ابو عبدالله متفاجئ ولا رد .. حس انه في موقف صعب ...
ابتسم له مشاري ::/ ابو عبدالله انت في حاجة هالفلوس بالحيل ؟؟؟
ابو عبدالله والهم بعيونه ::/ تبي الصدق .. إيــه ...!! بس حكاية البيت خلتني أتردد .. يعني يكفي اني بعت المزرعة .. وشلون أرهن البيت وعيالي فيه ؟؟
مشاري ::/ ماهقيتك بتتخيلنا في يوم نطرد العمة وعيالها من بيتهم ؟؟؟
ابو عبدالله بحدة ::/ لكن هذا حقكم وانا بكون موافق عليه ؟؟
مشاري ::/ يعني ماراح تسدد لنا بانتظام ؟؟
ابو عبدالله ::/ اخاف تحدني الظروف ؟؟
مشاري ::/ لكنك ما بتظلمنا ؟؟؟ ولا راح تآكل حقنا ؟؟؟
ابو عبدالله بعصبية ::/ مستحيل ..........!!! حد الله بيني وبين الحرام ..؟
مشاري باتفاق رجال ::/ خلاص اجل اتفقنا انت بتوقع على العقد شكليات بس .. والا في الحقيقة ماراح ان شاء الله نضطر اننا نطردكم من البيت ؟؟؟ وحتى لو حدتك الظروف حنا بنصبر .. وفي الأخير حنا أهل وثقتنا فيك كبيرة ؟؟؟
ارتاح ابو عبدالله من كلام مشاري اللي يطمن وناظره بنظرة رضى وكأنه خايف أو بيقول شي .....................!!
------------------------------------------------------------------------------

أسامة يضحك وهو يجلس ::/ اللي يسمعك يقول انها مازعلت عليك الحين ؟؟؟؟ احب أقول لك اننا الحين بالهوا سوا .... وهي مثل مازعلت مني زعلانة منك ....
سارة وهي تضرب كف بكف ::/ لا حول ولا قوة الا بالله ... والله مايندرى من الكبير بينكم ؟؟؟
ضربها عبدالله على راسها وهو يضحك ::/ عيب عليك تتكلمين كذا عن اللي اكبر منك ؟؟
ضحكت له سارة وجلسوا كلهم متحلقين مرة ثانية .. لكن التوتر هو الجو العام بالصالة .. عذا عيونها على أبوها ودها تضربه بأي شي علشان تحسسه انه غلط على أمها ولازم يقوم يشوفها مو يكنسلها ويتجاهل مشاعرها .. وسارة وأسامة يطالعون بالكاميرا لكن اللي في قلوبهم الله اعلم به اما الباقين فـ يسولفون بسوالف عادية ..............!!
مرت 15 دقيقة وأبو عبدالله ما تحرك والعيال في خاطرهم يروحون لأمهم يشوفون وش صار لها ؟؟ بس مستحين لأن المفروض اللي يقوم قبل ابوهم مو هم ؟؟؟؟
بعد انقضاء هالدقائق بالموت .. ماقدر ابو عبدالله ينتظر أكثر ولازم يطلع لها الحين قلبه مايتحمل كل هالوقت وهو مايدري عنها ...!! هو متأكد انها قالبة عليه الدنيا فوق تحت مثل ماكانت تسوي قبل لما يعاتبها بخشونة قدام اهله امه وابوه ومرت اخوه ..... يوم كانت تسوي الرز بدون ملح والا الشوربة بدون طماطم ؟؟؟؟ ووشلون كانت تعاتبه وتصيح بـ شراهة لأنه فشلها قدامهم والمفروض انه يوقف معها مو يهاوشها ..!! من قبل كان على طول يلحقها لكن هالمرة تأخر عليها بكثير ؟؟؟ الله يستر ..!!
توكل على الله وعيونه بالأرض وقام بخفة علشان مااحد ينتبه له ... لكن هيهات يتحرك وهم مو منتبهين اصلا هم طول الجلسة متوترين وينتظرون هاللحظة ..!!
بهبل صفقت له سارة وأسامة ::/ أحلى عليه زورو ...!!
سفههم ومارد عليهم لأنه هو أصلا متوتر ومايقدر يلف لهم علشان ما يلاحظون توتره ..!! رماهم عبدالله بـ كرتون الكلينكس علشان يسكتون وغمز لهم بعينه ....
سكتوا كلهم .. لكن تكلم أسامة ::/ لاتنزل يبه الا وهي معك والا ترى بمارس قدراتي عليها وأغلبك ...
عذا وهي تناظره بعصبية رقيقة ::/ لاتخليه يعصب ثم يسوي مقلب ثاني ...!
طالعها أسامة بسخرية ::/ أحبهم انا اللي يعصبون ....!!
لوت عذا بوزها لكن لمياء ماسكتت لهم هالمرة ووقفت مع عذا وبدوا يتضاربون وام عبدالرحمن مرة في طرف عذا ولمياء وعبدالله والمرة الثانية مع سارة وأسامة .. لكن بالنهاية قررت تكون مع عذا وفريقها لأنهم يستاهلون توقف معهم لأن مافيهم القوي الا لمياء واذا وقفت على عبدالله وعذا أكيد بيضيعون ....
طلع ابو عبدالله درجات السلم وهو يدعي ربه في سره انها تكون هادية وماتنفعل وتتجاوب معه بسهولة ...!!
وصل لباب الجناح بسرعة مايدري وشلون صار جناحهم هالمرة قريب للدرج ؟؟؟ يعني لو كان توه راجع من الدوام ويتمنى سريره كان المسافة بين الجناح والدرج بتكون الشئ الفلاني ؟؟؟ ولما ما بغاها تكون قريبة صارت وغصباً عنه ...!!
وقف قدام الباب وهو يجهز الكلام اللي بيقوله في قلبه علشان ماينحاس قدامها وتضيع علومه ....!!
فكر يدق الباب قبل لايدخل ... لكن بالنهاية قرر انه يدخل من دون أذن مسبق ويفاجئها...
فتح الباب بهدوووووء علشان مايرعبها أو يزعجها ... طل براسه شوي ،، واتوسع فمه بابتسامة حلوة لما شافها معصبة وواقفة قدام الدولاب وترتب الملابس اللي فيه وباب الدولاب مغطي وجهها ونص جسمها .. لكن وصل لمسمعه صوتها وهي تتحرطم وتتوعد انها ماراح تكلمه وبتعاقبه علشان المرة الثانية يتأدب ....!!!
دخل بجسمه كله وتسند على الجدار القريب من الباب مباشرة وسكر الباب بيده وعلى وجهه ابتسامته المعهودة وملامحه هادية ومرتاحة ...
انتبهت ام عبدالله لصوت الباب وكأنه انفتح او تسكر ... بسرعة رفعت يدها النحيفة ومسحت بأصابعها الطويلة وجهها من الدموع والتفتت للباب وهي مبتسمة .. كانت متوقعته واحد من عيالها وبالأخص عذا لأنها عارفتها زين ،،، مايحس بها في هالمواقف الا هي .. واذا على أسامة فـ هو يجيها بعد فترة يلعب براسها بكم كلمة حلوة وتصدقه وترضى .....
لكن لما شافته هو اللي واقف قدامها ... زالت معالم الإبتسامة مباشرة وحل محلها تكشيرة مصطنعة وحواجب معقودة .... لفت بوجهها عنه بسرعة لأنها مو في الوقت المناسب للمواجهة .... وشغلت نفسها بالملابس اللي بيدها ...
توسعت ابتسامة ابو عبدالله لما شافها مبوزة ،، وتذكر الأيام الخوالي اللي اشتاق لها من قلبه ،، تنهد وهو يقرب للدولاب ... تسند براسه على بابه و يده تحت خده ..
حاولت ام عبدالله تتجاهل وجوده وما تعبره بنظرة ... خله يتأدب ....................!! كبرنا وهو ماكبر عن حركاته ....!!
مدت يدها بترتب الدرج اللي قدامها والملابس اللي فيه .. لكنه كان أسبق مسكها مع يدها وهو يعتدل في وقفته وونظراته مركزة عليها ...!!
تنهدت هي بألم ،، مهما يكون ماتقدر تقاومه وطول عمرها ضعيفة قدامه ..!! بعد ما استجمعت قوتها كل اللي قدرت تسويه انها ماترفع راسها وتواجهه ...
لكن محمد ما سمح لها تستمر على وضعها وكسر قوتها لما مد يده تحت لحيتها ورفع رأسها يواجهه...
وأول ما طاحت عينها بعينه ما تدري وش صار لها لكن المهم ان شلال الدموع اللي كانت حابسته من دقائق رجع يتدفق وبسرعة هائلة ...
ابتسم لها محمد ومد يده لوجهها الناعم اللي ما أثرت فيه عوامل الزمن بشكل ملحوظ وقوي ... ومسح دمعتها الؤلؤية الغالية على قلبها ومايتحمل يشوفها تنزل .. هو قوي بس عند دموعها أضعف مخلوق على وجه الأرض ...
ابو عبدالله بصوت واطي ::/ عقب هالعمر تصيحين مني ؟؟؟؟؟
الجوهرة بعتاب ::/ وانت عقب هالعمر كله ما تبت من فعايلك فيني ؟؟؟
محمد وكأنه برئ ::/ وش سويت انا؟؟؟
الجوهرة وهي تعطيه ظهرها ::/ لا والله كل هذا وماسويت شي ؟؟؟ لما كنت تفشلني قدام اهلك كنت أسكت وما أقول لك شي .. لكن انك تفشلني وترفع صوتك علي قدام عيالك هذا اللي ماأتحمله ؟؟؟؟ (( وكتمت صوت صياحها ))
مسكها محمد مع كتوفها ولفها له تواجهه ::/ وأنتي بعد ما قصرتي رفعتي صوتك علي اللي فيه الكفاية ؟؟؟ وبعدين انا قلتها ..!! كل اللي صار مزحة .....
وبعدين عاجبك الحين خليتي أسامة يتشمت فيني ويقول لي هاه هذي هي زعلت عليك ؟؟
الجوهر بتشفي ::/ تستاهل ...!! خوفت وليدي من دون سالفة...!!
مد وهو يضرب جبهته ::/ تدرين نهايتي على ولدك هذا ...!!
ضحكت الجوهرة من قلبها ::/ من صدقك تغار منه ؟؟؟
محمد وباابتسامة رقيقة تناسبها ::/وشلون ابصبر كان شفتك مع الغير *** وانا الذي عليك من نفسي أغار .....؟
....!! ( وبحياء ) لكن المسألة انه قهرني امس بصراحة وحسيت ان روح التحدي الشبابية رجعت لي من جديد ...!!
الجوهرة وهي عينها بعينه ::/ وأنا الضحية ؟؟؟
محمد مبتسم::/ وش دعوى .. انا روحي فدى لك ...!! بس تدرين حلو رجعنا ذكرياتنا ..
ابتسمت الجوهرة بحب له وعلى الذكريات الحلوة اللي افتقدتها ::/ هذا الشي الحلو واللي شفع لك ورضيت عنك بسببه....
محمد باستهبال ::/ بس الحمد لله هالمرة تأخرت وانا مرتاح مافيه أطلع لك وألقاك بشنطتك ودموعك على خدك وودني بيت أمي والا بيت أبوي ؟؟؟...
نزلت الجوهرة راسها وشريط الذكريات بمخيلتها :: الله يرحمهم جميعاً
رفعت راسها وضربته على كتفه ::/ لا والله يعني كان ممكن تنام وانا زعلانة عليك وماعندك مشكلة المهم اني ما ازعجك وأقول لك ودني بيت اهلي ؟؟؟
قطع عليهم صوت الباب يدق على خفيف جداً كأنه واحد خايف او منحرج ...
تنهد أبو عبدالله وضرب جبهته بيده وهو يهمس لها ::/ عيالك هذولا نهايتي على يديهم؟؟
ضحكت له ام عبدالله وتقربت بتفتح الباب بس مسكها مع يدها ووقفها وغمز لهاتصبر وتشوف وش بيسوون .. ما أمداه يمسك يدها الا وبصوت أسامة ::/ يبه خلااااص دورنا الحين أفتح ....!!
التفت ابو عبدالله بنقمة على الجوهرة وشافها تحاول تخفي ابتسامتها تقرب للباب وهو ناوي شر وفتحه بقوة عارمة بس واجهته عذا على طول ...
حطت يدها على فمها من الفشيلة ومن انها انحطت بهالموقف .. اما الباقين فـ قاموا يضحكون .. وابو عبدالله ينقل نظره بينهم ...
عذا بصوت واطي ::/ يبه والله مو انا هذا أسامة ...
ابو عبدالله بعصبية ::/ من اللي دق الباب ؟؟؟
أسامة يبرئ نفسه ::/ والله انها هي(( ويأشر على عذا ))
عذا وهي تبلع ريقها بصعوبة ::/ يبه انا دقيته بس هو اللي صرخ ...!!
كان ابو عبدالله ناوي يعصب عليهم ويغسل شراعهم وكأنه معصب من امهم خلقة وهم خربوا عليه ؟؟؟؟ لكن لما شاف عذا هي اللي بوجه المدفع تراجع لأنه عارفها ممكن تنهار بمجرد مايطلع عيونه عليها... وعموما أنقذت الموقف ام عبدالله لما طلعت وهي تبتسم لهم بحب ...
ام عبدالله ::/ يالله عاد كل شي ولا عيالي ؟؟؟(( وطالعته برفعة حاجب ))
راحت عذا تركض وحضنت امها .. ووراها جت سارة .. أما لمياء وعبدالله فـ اكتفوا بالمشاهدة .. وأسامة واقف وكأنه معصب ...
أسامة ::/ الحين كل شي ولا عيالي والا اول عادي ما بتكلميني اسبوع كامل ؟؟؟!!
ام عبدالله هي واقفة بين بناتها ::/ وش اسوي عاد كل شي ولا أبوك ..؟؟
صفقوا العيال كلهم وصفروا لأمهم اللي انحرجت من تصرفهم واصفر وجهها من الإحراج وأبوهم اللي واقف بكل رجولة وكأن شي لم يكن ولم يُذكر ....
لمياء بصوت عالي ::/ بس تدرين يمه اول كنت اقول مو معقولة اننا بنطلع شريرين عليكم ... ولا قدرت اتصور ان واحد منكم ممكن يكون شرير أو حساس علشان نطلع عليه .. لكن الله قدر علينا هالموقف علشان نكتشفكم على حقيقتكم ....
ومرة ثانية لو سمحتي يعني لو سمحتي ... لا تشتكين لي من عذا وحساسيتها وانها تتعبك اذا جت من المدرسة متنكدة بسبب كلمة طلعت من وحدة من البنات ؟؟؟
أسامة::/ لا وانت الصادقة لا تنازعنا وتقول لا تسوون لها مقالب ؟؟ ترى هذا أبوي قدامك وهو قدوتنا ....!!
ام عبدالله ::/ ونعم القدوة ما اخترتم ....!!
ضحك الجميع على كلمة امهم وهي تطالع ابوهم بنظرة سخرية ..
لكن فاجئتهم سارة لما تعلقت بيد ابوها ::/ يبه تكفى المرة الجاية لاتصير نجس وتسوي مقالب بروحك قول لي وبساعدك ...
حاس ابوها مقدمة شعرها وهو يقول::/ والله مااحد يفهمني الا انتي ...!!
عبدالله ::/ الا مافيه احد بـ شرها الا هي ............!!
------------------------------------------------------------------------------
في صبح يوم السبت .. قام وهو متوتر ومتخوف من اللي بيسويه ... لكن وش بيده علشان يقدر يسويه وهو تخاذل عنه ... تنهد وهو ينزل الدرج متوجه للغرفة علشان يفطر قبل لايطلع ...
قابلته بوجهها البشوش اللي من يتصبح عليه الواحد يتفاءل وبيدها سلة الخبز ،،، ابتسم لها بحنان وهو يجلس قرب الصينية ....
ام عبدالله وهي تجلس جنبه::/كلمتهم قبل لاتروح ؟؟؟
ابو عبدالله بتردد :/ لا ما اتصلت ؟؟؟ بروح لهم بدون موعد ؟؟؟
ام عبدالله وهي تلعب باصابعها ::/ مادري بس أخاف أنها مو حلوة تروح لهم كذا من دون موعد ؟؟؟؟
ابو عبدالله وهو قايم من دون فطور::/ يعني وش بيسوي بيطردني ؟؟؟ مستحيل أخلاقه وعلاقتنا ما تسمح له بهالشي ..!!
وقفت له ام عبدالله وواجهته ::/ الله يوفقك يارب ... وييسر لك أمرك ...
ابتسم لها ابو عبدالله ::/ يعني انتي ماتحسين انك متضايقة لأني بتسلف منه ؟؟
ام عبدالله باعتراض ::/ أبداً ...! وبعدين ابو مشاري بحسبة أخوي الله يرحمه ومكانته مثل سلطان ...!
بلع ريقه وابتسم لها ولف عنها طالع وهو منشرح البال من تواجدها ووقفتها معه ....
.
.
دخل في هالوقت مع بوابة الشركة بكل هيبة ووقار ومعه شنطته بيده ... نزل النظارة الشمسية كوتشي من على عيونه ومشى متوجه للمصعد الخاص ....
وقف له موظف الإستقبال بكل احترام .. ::/ الحمدلله على السلامة طال عمرك ..
ابتسم له مشاري بخفيف وبصوت رجولي أجش ::/ الله يسلمك ..!!
مشى تاركه وركب المصعد وضغط على الدور اللي فيه مكتب المدير العام للشركات .. واللي هو مكتبه ...
وصل المصعد للدور المطلوب وطلع منه متوجه للمكتب وتركيزه مشتت .. والهم باين بعيونه ... لكن من يتجرأ ويسأله ؟؟؟
دخل لقسمه الملكي واللي كان كله معتق باللون البيج والليموني .. والأثاث كله بني عودي ...!!
وقف السكرتير اللي كان يكلم بالتليفون ويسولف بكل خوف .. و بلع ريقه لما وقف مشاري وطالعه بنظرات بشعة ...
السكرتير ومنزل راسه ::/ الحمدلله على السلامة طال عمرك ...
مشاري وهو لازال واقف وعينه مانزلها من عليه ::/ الله يسلمك ....!! فيصل ترى احنا بشركة وشغل ... وانت مركزك اهم مركز يعني سكرتير المدير العام ... والمفروض تكون قد المسؤولية ..!!
فيصل وهو يحس بالذنب ::/ ابشر ...
سكت مشاري وماحب يطول السالفة ... بس قبل لايتحرك وهو واقف على الباب سمع احد يتنحنح وراه ... التفت مستغرب لكن لما شاف رائد مدير المالية وصديقه الأقرب لنفسه ابتسم بارتياح وتقدم يسلم عليه ...
رائد مبتسم::/ الحمدلله على السلامة ؟؟؟
مشاري وهي يصافحه ::/ الله يسلمك من الشر ؟؟ وينك الظاهر هالويكند ماكنت موجود ؟؟
رائد ::/ لا والله طالعين للمزرعة ومارجعنا الا أمس بالليل ؟؟؟
مشاري وهو متوجه لمكتبه ::/ زين الحمدلله على السلامة انت بعد (( والتفت على السكرتير )) فيصل دخل لي الأوراق المهمة واللي تعطل شغلها من سافرت ... بسرعة ....................!!
فيصل::/ ان شاء الله طال عمرك دقائق وتكون عندك ....
مشى رائد مع مشاري بيدخل معه للمكتب ومعه بيده الملفات اللي تحتاج توقيع المدير النائب عن رئيس مجلس الإدارة ...
رائد وهو يسكر الباب وراه ::/ هاه وش صار عليك هناك ؟؟
مشاري وهو يتنهد وينزل الشنطة على الأرض ::/ الله يكون بالعون ...!!والله مادري وش أسوي ؟؟؟
رائد وهو يجلس على الكنب ::/ يعني إلى متى بتستمر على هالحال ؟؟؟
مشاري وهو يجلس قدامه ::/ مايكل بيجي للسعودية خلال الشهرين الجايات .. ويقول لي خلاص لاعاد تجي لبريطانيا ،، وان شاء الله أقدراحل اموري إذا وصل ..
رائد ويقاطعه ::/ وبتقول لأهلك ؟؟؟
مشاري بعصبية ::/ لا ...!! مو وقته الحين أقول لهم ؟؟؟؟ انا مو ناقص مشاكل ؟؟؟ وامي إذا درت بتقلب الدنيا فوق تحت ... انا عارف لحركاتها ؟؟؟؟
رائد ::/ والله مادري عنك بس لاتنسى أني نصحتك انك تقول لهم قبل لايطيح الفاس بالراس ...
دخل عليهم السكرتير وقطع عليهم كلامهم والتفتوا عليه كلهم ،،، ابتسم السكرتير بارتباك وكان بيديه مجموعة ملفات ملونة .. تقدم وحطها قدام مشاري ..
فيصل ::/ أستاذ مشاري فيه واحد موجود بمكتب الوالد ويبي يقابله .. لكن مثل ما انت عارف الوالد ماراح يداوم اليوم بالشركة ؟؟؟ وطلب يقابلك أنت؟؟
مشاري وهو يلبس نظارة القراءة ::/ ومن يكون ؟؟
فيصل ::/ ما سألته بصراحة لكن اتصل فيني من دقائق حمد وقال لي انه موجود بالمكتب ؟؟
مشاري وهو يهز رأسه ::/ طيب اسأل لي عن أسمه وإذا كان له موعد مع الوالد ودخله علي ..
فيصل ::/ إن شاء الله ..!!
مشى عنهم متوجه للباب .. وانتظر رائد لما طلع فيصل والتفت على طول لمشاري ::/ عسى ما شر الوالد اليوم ماداوم ؟؟
مشاري وهو ضايع بين الأوراق ::/ الشر مايجيك .. عنده موعد مستشفى وبيداوم مسائي اليوم بس ؟؟؟
وقف رائد وكأنه بيمشي ::/ زين شكلك مشغول .. أنا بروح الحين واذا خلصت اوراقي أرسلها لي ضروري ...
طالعه مشاري ::/ وش عندك مستعجل ؟؟؟
رائد وهو بيطلع ::/سلامتك بس قابل ضيفك .. وحنا بيكون لنا جلسة بعد الدوام ....
رن التليفون تحويلة من السكرتارية رفع مشاري السماعة وهو يقول ::/ خلاص اجل نتقابل على الغداء ...
وصله صوت فيصل ::/ أستاذ حمد أبو عبدالله موجود عندي الحين ... أدخله ؟؟؟
مشاري بنبرة امر ::/ أكيد وش تنتظر ؟؟؟
نزل مشاري نظارته ووقف طالع من مكتبه ومتوجه لغرفة الإجتماعات علشان يقابل ابوعبدالله ... وبالفعل انفتح الباب ودخل منه ابوعبدالله بوجه سمح ومبتسم ..
بادله مشاري الإبتسامة بأحسن منها ورحب فيه ::/ هلا والله بـ أبو عبدالله .. زارتنا البركة ...!!
ابو عبدالله وهو يصافحه بتوتر ::/ الله يسلمك ... كيف حالك وحال الوالد ؟؟
مشاري برحابة صدر وانشراح ::/ بخير الله يسلمك بصحة وعافية ... تفضل الله يحييك ...!!
ابو عبدالله وهو يجلس ::/ الله يزيد فضلك ... سلامة الوالد يقولون ماداوم ؟؟
مشاري وهو يجلس قدامه ::/ مراجعة هالمستشفيات .. وتعرف انت الصحة على قدها ..
ابو عبدالله نزل راسه بتوتر ::/ الله يخليه لكم ان شاء الله ..
مشاري :::/الله يسلمك
سكت ابو عبدالله وهو متوتر .. مايدري يكلم مشاري بالموضوع والا ينتظر لما يرجع ابوه ؟؟؟ رفع عيونه لمشاري وشافه مبتسم له .. بادله الإبتسام وبلع رقه واتكل على الله انه يكلمه ..
لكن سبقه مشاري ::/ وش تشرب ابو عبدالله ؟؟
ابو عبدالله ::/ شاهي لاهنت ؟؟
مشاري وهو يرفع السماعة ::/ ابشر ... الا وش اخبارهم العيال والعمة ؟؟
ابو عبدالله وتوتره يزيد كل دقيقة ::/ بخير الحمدلله وابشرك عبدالله جاينا زيارة هالشهرين ...!!
مشاري بفرحة حقيقية ::/ زيــــن الله يبشرك بالخير .. والحمدلله على سلامته ...
ابو عبدالله ::/ الله يسلمك ...!!
سكتوا اثنينهم برهة من الزمن .. ابو عبدالله مايعرف وشلون يبدء الموضوع .. ومشاري مايدري وش يتكلم فيه وواضح على أبو عبدالله ان في قلبه حاجة دعته يزورهم اليوم ...
بعد مدة قدر ابو عبدالله يغلب توتره وبدء الموضوع من الوسط وبدون مقدمات شبك أصابعه وطالع مشاري وهو يقول ::/ والله وانا عمك انا اليوم جايك قاصدك بخدمة .. وان شاء الله القى حاجتي عندكم ....!!
مشاري اخذته الشهامة ::/ ابشر يا أبو عبدالله باللي يرضيك ...!! وان كان لي قدرة وطاقة على طلبك فـ تأكد انك ماراح تطلع الا وانت خاطرك طيب ...
ابو عبدالله وحس بالراحة من رد مشاري ::/ الله يسلمك .. مادري وشلون أبدء لكن بصراحة أنا ودي أبدأ مشروع صغير وعلى قدي .. لكن ان شاء الله يفيدني اذا احالوني بكرة للتقاعد .. ومثلك عارف بهالدنيا ومصاريفها والعيال وحاجاتهم .. لكن بصراحة قصرت علي الفلوس .. وانا جايك اطلب منك تديني إلى ان ابتدي مشروعي ان شاء الله واسددها لكم بالتقسيط ؟؟
مشاري وبنبرة تفكير ::/ وكم المبلغ المطلوب طال عمرك ؟؟؟
ابو عبدالله ورجع له التوتر ويده بدت تعرق وبصوت واطي قال ::/ مليونين ؟؟
انصدم مشاري من المبلغ ::/ مليونين ؟؟؟
ابو عبدالله بعزة نفس ::/ انا قلت لك وانا عمك ان قدرت عليه والا مسموح ...؟
مشاري اللي انحرج من تصرفه ::/ لا ياعمي طلبك موجود ... بس قبل لازم تعرف شروطنا .. يعني صدق انت عزيز وغالي .. لكن انا بسلفك من حساب الشركة يعني لازم نكتب وصل ... وهالوصل يندرج تحته بنود ....!! فـ انا الحين ماادري هل انت ممكن ترضى بالشروط والا بيكون عندك اعتراض ؟؟
ابو عبدالله ::/ طيب وش هالبنود اللي تطلبونها ؟؟؟
مشاري وبسعة بال أكبر ::/ الله يسلمك بما انك قريبنا وبحسبة الوالد ... بنتنازل عن بند انه يكون لك كفيل ... لكن انك ترهن شي للشركة هذا ما أقدر اتنازل عنه ...؟
ابو عبدالله بصدمة ::/ وانا وش عندي ارهنه .. يا مشاري اللي تقوله صعب اجل كان رحت للبنك ورهنت بيتي عندهم و يسلفوني وانتهينا ...؟
ابتسم مشاري ::/ ايه يا ابو عبدالله بس البنك ماراح يسلفك مليونين .. وبيطلب كفيل .. وبيقتطع من راتبك .. بالإضافة أنك ممكن ترهن ...!! وزد الفوائد اللي بياخذونها عليك ...!!لكن حنا بس كـ شكليات بنكتب ان بيتك مرهون واذا ماسددت بنطردك منه ونآخذه .. وانت دبر عمرك ...
سكت ابو عبدالله متفاجئ ولا رد .. حس انه في موقف صعب ...
ابتسم له مشاري ::/ ابو عبدالله انت في حاجة هالفلوس بالحيل ؟؟؟
ابو عبدالله والهم بعيونه ::/ تبي الصدق .. إيــه ...!! بس حكاية البيت خلتني أتردد .. يعني يكفي اني بعت المزرعة .. وشلون أرهن البيت وعيالي فيه ؟؟
مشاري ::/ ماهقيتك بتتخيلنا في يوم نطرد العمة وعيالها من بيتهم ؟؟؟
ابو عبدالله بحدة ::/ لكن هذا حقكم وانا بكون موافق عليه ؟؟
مشاري ::/ يعني ماراح تسدد لنا بانتظام ؟؟
ابو عبدالله ::/ اخاف تحدني الظروف ؟؟
مشاري ::/ لكنك ما بتظلمنا ؟؟؟ ولا راح تآكل حقنا ؟؟؟
ابو عبدالله بعصبية ::/ مستحيل ..........!!! حد الله بيني وبين الحرام ..؟
مشاري باتفاق رجال ::/ خلاص اجل اتفقنا انت بتوقع على العقد شكليات بس .. والا في الحقيقة ماراح ان شاء الله نضطر اننا نطردكم من البيت ؟؟؟ وحتى لو حدتك الظروف حنا بنصبر .. وفي الأخير حنا أهل وثقتنا فيك كبيرة ؟؟؟
ارتاح ابو عبدالله من كلام مشاري اللي يطمن وناظره بنظرة رضى وكأنه خايف أو بيقول شي .....................!!
------------------------------------------------------------------------------
وقفت معتدلة قدام الطاولة اللي بالمطبخ تنهدت وهي تطالع الصينية بكل فخر ...
وأخيراً انتهيت من هالبهذلة ... كان بالنسبة لها عمل شاق ...!! كونها تصلح صينية معكرونة فـ هذا بحد ذاته إنجاز وتقدم في مسيرة حياتها ...
رفعت خصلة من شعرها الأسود ولمتها مع باقي شعرها المعقوف على رأسها ... وراحت للثلاجة علشان تسوي اللمسات الأخيرة للصينية ....
لالالالالالالالالالا .. لايكون مافيه قشطة ترى انتحر ...!!
قلبت عيونها بين الأدراج لكن الحقيقة المرة انه فعلا مافيه قشطة .... تأففت بقهر وضربت باب الثلاجة بكل قوتها علشان يتسكر ....
طلعت لهم بالصالة ووجهها احمر من العصبية ..! يعني وشلون مافيه قشطة ؟؟؟
وقفت عند باب الصالة وتسندت عليه .. وتأففت مرة ثانية لكن بصوت أقوى هالمرة ...
ام راكان ::/ وش فيك هالمرة ؟؟؟ ماصارت صينية مكرونة اللي سويتيها ؟؟
عبير وهي تلعب بجوالها ::/ ذلتنا وكأنها تكد علينا من شهر ...!!
طالعتها أريج بقهر :::/ أنت اسكتي والتهي بجوالك هاللي أربعة وعشرين ساعة بيدك ورسايل رايحة ورسايل جاية ؟؟؟ (( وناظرتها بنص عين ))
عبير واصطبغ وجهها باللون الأحمر وبعصبية ::/ وش قصدك ؟؟؟؟
أريج وهي تتقدم للتليفون ::/ اللي على رأسه بطحاء يحسس عليها ...
عبير بعصبية او خجل او شي ثاني لكن مو واضحه تعابيره :::/ أريـــــــــــــــــــــج..!!
أريج ببرود تكلم امها ::/ يمه معك فلوس أكلم البقالة تجيب قشطة والا اخليها على الحساب ؟؟
ام راكان ::/ ما ادري شوفي البوك بالغرفة ...!
قامت أريج بتروح لغرفة امها تتأكد لكن وقفتها صرخة عبير ::/ لاترمين كلامك وبعدين تروحين ؟؟
التفتت لها أريج مستغربة ::/ يعني تنكرين اني اسمع الرسايل اللي توصلك في الساعة أكثر من مليون وحدة ؟؟؟ والا الرنات اللي كل شوي اسمعها ؟؟ وحتى لو سويتيه صايلنت ترى أسمع الهزاز ؟؟؟؟؟
مشت وتركتها وراها وهي تتنفس بصوت مسموع وكأنها قلقة ... لكن ردت بصوت واهن ::/ عادي بما انه عندي جوال فأكيد بتوصلني رسايل ....!!
سفهتها أريج وماردت لها الصوت .. وراحت لغرفة امها تفتش في البوك عن قيمة القشطة ....
رفعت سماعة التليفون اللي بغرفة أمها وطلبت غرضها وسكرت ... وطلعت لهم في الصالة .. اريج ::/ يمه وين البنات ؟؟
ام راكان ::/ يمكن بالساحة برا .. اطلعي وشوفي
طالعت أريج عبير اختها وهي حاسة بتأنيب الضمير لأنها من دقائق كانت مبتسمة وتسولف ... لكن الحين انقلب وجهها أسود وضاعت الإبتسامة الوردية اللي كانت محلية فمها الصغير ...!!
عضت شفتها ومنعت نفسها عن الكلام .. وعطتهم ظهرها بتطلع ..
عبير بصوت عالي لكن عيونها على التلفزيون ::/ الجرس عطلان ؟؟؟ انتظرو البقالة عند الباب ...
سفهتها أريج وما ردت .. طلعت للساحة وما لقت اخواتها بس باب الشارع كان مفتوح شوي مما يعني انهم ممكن يكونون واقفين عنده ...!!
اريج وهي واقفة قدام مدخل البيت ::/ انواروه .....!! أنواااااااااااااااار ؟؟
لكن ماحد رد عليها استغربت الوضع وخافت عليهم ...
أريج وهي تتقرب للباب ::/ نورة ؟؟؟ أنوااااااااار ؟؟
لكن مافية إجابة ... مشت تدور على البيت وهي تصوت لهم بصوت عالي لكن ما احد رد عليها ... خافت من قلبها عليهم ....
ركضت لباب الشارع اللي شافته مفتوح وقالت يمكن انهم يلعبون بالشارع ولا سمعوها .. سرعت خطواتها لحد ماوصلت مرحلة الركض ..وهي تجر نفسها بصعوبة ..
وصلت للباب وعقدت حواجبها لما شافت فيه كيس جنبه .. توقعت ان البقالة وصلت وهذا طلبها .. ركضت للباب بتسكره شوي علشان تعطي الهندي فلوسه قبل لايمشي .. لكن لما صارت خلف الباب وكانت بتسكره شوي الا وبأحد يدفه بقوة بيفتحه..
صرخت بخوف ودفت الباب بكل قوتها ..
وصلت للباب وعقدت حواجبها لما شافت فيه كيس جنبه .. توقعت ان البقالة وصلت وهذا طلبها .. ركضت للباب بتسكره شوي علشان تعطي الهندي فلوسه قبل لايمشي .. لكن لما صارت خلف الباب وكانت بتسكره شوي الا وبأحد يدفه بقوة بيفتحه..
صرخت بخوف ودفت الباب بكل قوتها ..
.....::/ لحظة لحظة ...!! ما خلصت باقي شوي ؟؟
طلعت لها انوار تركض جاية من داخل البيت وبيدها كأس ماء ::/ لالالالا أريج افتحيه حرام عليك ...!!
صرخت اريج لما شافتها ونست الباب وتركته ومشت لها ::/ انتم وين كنتم؟؟؟
دورتكم مالقيتكم وحضراتكم فاتحين الباب وما عنده احد ؟؟
أنوار بضيقة ومتخصرة بقهر::/ وش تبين منا ؟؟؟ مو على أساس نطلع وما تحتاجين خدماتنا ؟؟
أريج بغرور ::/ و من قال ان أريج بنت سعد تحتاج خدماتك ؟؟؟ (( ومدت لها الفلوس )) افتحي للبقالة إذا جت ؟؟
دخلت نورة وهي تنافح ::/ أنت ليه سكرتي الباب ؟؟ مسكين سكرتي بوجهه وطاح الكرتون على رجله ؟؟؟
التفت لها أريج ::/ ومن هو اللي سكرت الباب بوجهه ؟؟
أنوار وهي تمد لها الفلوس::/ مصعب ...!! وبعدين البقالة جت وهو حاسب والكيس شوفيه (( وأشرت لها على الكيس نفسه ))
أريج ورافعة حواجبها ::/ لا والله ؟؟؟
انوار ::/ إيه والله ...
ضربتها اريج على فمها ::/ ألف مرة أقولك لاتقلديني ؟؟
لوت أنوار بوزها ::/ كل العالم تقولها ؟؟ مو بس أنتي ؟
سكتت أريج وما حبت تناقشها لكن مدت لها الفلوس ::/ طيب خذي روحي عطيه إياهم وقولي له هذولا اللي دفعتهم ..
خذت انوار اللي بيد اختها وراحت تركض لمصعب تعطيه إياهم ...
اما أريج فـ ماتدري ليه لكن وقفت علشان تشوف وش بتكون ردة فعله ...
ومثل ماتوقعت رجعت لها أنوار وهي تنافح وبيدها الفلوس ..
انوار ::/ يقول لك ماراح آخذ شي ؟؟
أريج ::/ لا قولي له تقولك اريج خذهم غصب لأنك حاسبت عنا وحنا متعودين نحاسب عن أنفسنا ؟؟ والا خذ الكيس معك ؟؟
راحت انوار برسالة اختها لمصعب .. لكن للمرة الثانية رجعت ومعها الفلوس ..
انوار ::/ يقول لك ما راح آخذها ولا راح آخذ الكيس ؟؟ لأنه على هالحالة بضطر آخذ هالأغراض كلها .. وماراح تشوفون وجهي عقب اليوم ...!!
فهمت اريج مقصده من هالكلام وعصبت من قلبها ... أول مرة أحد يمنّ عليهم بشي ؟؟؟ حتى نواف اللي ما أحد يسوي سواته عمره ماجرحهم بكلمة وهو يمون ؟؟ يجي هذا الغريب ويجرحهم ؟؟؟
شبت ضلوعها من القهر .. وبتهور راحت تركض داخل بعد ما فتحت الباب بعصبية واضحة .. طلعت وعليها عبايتها .. ومرت على انوار وسحبت من يدها الفلوس ومشت للباب فتحته على مصراعيه ووقفت بوسطه ... شافته واقف عند شنطة السيارة ويضحك من أنوار ونورة اللي يخربطون عليه بسوالفهم ..
رفع عينه وشافها قدامه ... استحى منها وحس انه فعلا كان المفروض مايقول اللي قاله ...
رمت أريج الفلوس بوجهه .. وبنبرة جامدة ::/ أغراضك لاتنزلها .. واللي نزلته أرجع خذه ...!!
مصعب متفاجئ ::/ ايه بـــ ـ ـ ـ
أريج وعيونها بدت تدمع من القهر ::/ لو ما اخذتها برميهم في الزبالة للكلاب ..
والتفتت لأختها نورة وبنبرة أمر ::/ تعالي ساعديني نطلعهم ...
راحت لها نورة وهي متفاجئة ودخلت معها يطلعون الأغراض ويرجعوها للسيارة ... ومصعب واقف ويطالعهم .. ولما انتبه لنفسه وقفها ::/ لحظة بس انا خلاص اشتريت الأغراض ؟؟؟ وين أوديها ؟؟؟ أنتي هالمرة خذيها والمرة الجاية ماراح أجيب لك شي ؟؟
أريج بإصرارا ::/ قلت لك لو بغيت ارمها بالزبالة ؟؟؟ اغراضك مانبغاها .. مشكور ولا عاد تجي هنا مرة ثانية ..
لما شافها مصعب معصبة استحى من اللي سواه ... وابتسم في نفس الوقت لما شاف عصبيتها في نقل الأغراض للشارع .. وحرطمتها بينها وبين نفسها.....!
تنهد بعمق وقرب بيدخل البيت بس تنحنح علشان ينبهها انه قريب لاتطلع بعصبية و تضرب فيه ....
------------------------------------------------------------------------------
على نهاية العصر وبعد ما مالت الشمس للغروب ... كانوا ندى وسحر جالسين في العريش اللي بنهاية الحديقة ومستمتعين بمنظر الغروب .. ورائحة الندى منتشرة حولهم بفاعل الماء اللي سقى الأرض الخضراء وانتشرت رائحة الورد والياسمين ...
كان مكانهم شاعري ورائع جدا ...
تنهدت سحر وهي تتسند على الطاولة الخشبية بأكواعها ::/ مكان ولا أروع بصراحة ..!!
طالعتها ندى بعد ماشالت الهيدفونز من أذنها ::/ مريح للعين والنفس ..!!
سحر ::/ تدرين نصف هالمنطقة بتكون من أملاك مشاري بمجرد مايتزوج ؟؟
رفعت ندى حاجبها بقهر::/ ليش إن شاء الله ؟؟
سحر وهي تأشر ::/ هذا البيت له ... وهذي الحديقة مواجهه له ؟؟ يعني بتصير من أملاكه ؟؟
ندى بقهر ::/ وهو مايآخذ الا كل شي زين ؟؟ كان أخذ الجزءالخلفي ؟؟
سحر مبتسمة بخوف ::/امممممممم .. حتى الجزء الخلفي له ؟؟
ندى وعيونها طايرة ومتخصرة ::/ لا ااااا ..... اشوفه استحوذ على الساحة كلها وماترك لنا شئ؟؟
سحر تضحك ::/ هههههههههه مو هو الكبير لازم يدلعونه ؟؟؟ الجزء الخلفي بيسويه موقف لسيارته علشان ما تتعب ام العيال وتضرب مشوار للمواقف الخارجية كلما بغوا يطلعون ؟؟
ندى بعدم اهتمام :::/ مآخذين مقلب في اخوكم ؟؟ وانتي الصادقة قولي علشان مايبيها تمشي بالشارع يبي على طول من البيت للسيارة ومن السيارة للبيت ؟؟؟
سحر وحبت تغير الموضوع لأنها ماترضى على مشاري ولا ودها تتهاوش مع ندى ::/ إلا خلينا في المهم ..! الحين حفلتنا بنسويها يوم الخميس ولا بعد استعدينا بشي غير البوفيه ؟؟
ندى وتلوي بوزها ::/ صدقتي ...؟؟ بقت الحلويات والمعجنات ؟؟؟ وباقي اشتري لي لبس مناسب ؟؟
سحر تتنهد ::/ ياخوفي تطلع نتائجنا تفشل وتروح حفلتنا خرابيط ؟؟
ندى ::/ المهم اننا ننجح ونجمع البنات في البيت ...!! وبعدين لاتأخذينها على انها حفلة نجاح ؟؟؟ خذيها على انها جمعة بنات ...
سكتت سحر شوي وبعدين تكلمت بحماس والبسمة شاقه وجهها ::/ وش رأيك نطلع الحين .. نروح السوق تدورين لك لبس وعقب ندور شوي في محلات الحلويات ؟؟
عقدت ندى حواجبها ::/ فكرة ...............!!
تجهمت سحر ::/ بس المشكلة اخوك اللي بيطلع لنا في الخط ؟؟؟
ضربتها ندى على يدها ::/ حرام عليك خليه نايم ولا تأكلين في لحمه ؟؟
سحر بخوف ::/ وش فيه نايم لهالوقت ؟؟
ندى ::/ مافيه الا العافية بس اليوم مارجع الا قريب العصر صلى وتغدى ونام ... عاد بيصحى المغرب أكيد ..!!
تنهدت سحر بارتياح ::/ خلاص اجل اتركي له ورقة قولي له فيها اننا بنطلع سوى وما أظن يعارض ..!!
ندى بنبرة تفكير ::/ تتوقعين ؟؟
سحر وهي تسحبها علشان يقومون ::/ ايه اتوقع بس يالله قبل لا يلحقنا المغرب وترفض أمي نطلع في الليل بروحنا ..!!
ابتسمت لها ندى وقامت معها متوجهين للباب الرئيسي .. لكن وقفت سحر وهي تتمتم
::/ لالا خلينا نروح مع درج غرفتك ..؟ أبوي و مصعب جالسين بالصالة عاد اخاف يقابلنا مصعب ..!
اكتشفت ندى عند هالنقطة حاجتهم الملحة للبيت .. فـ ابتسمت لسحر وهي تقودها لخلفية البيت علشان يطلعون مع درج غرفتها ....
لبسوا البنات ملابس الطلعة وتجهزوا بالكامل بعد مابلغوا ام مشاري انهم يمكن يتأخرون شوي لأن ندى بتدور لها على لبس .. يعني محتمل انهم يتعشون في المطاعم اللي بالسوق ..
لبسوا عباياتهم ونزلوا هالمرة مع الدرج الرئيسي في البيت .. سمعوا ابوهم وامهم ومعهم مصعب يسولفون ومبسوطين ... ابتسمت سحر لندى وهي تقول ليت من يدري وش يسولفون فيه ...! بادلتها ندى الإبتسامة وغبطتها على شعور الأسرة اللي تحس فيه سحر بين امها وابوها واخوانها ... يعني أسرة متكاملة ..!!
طلعوا ماشين للباب الخارجي بعد ماتعدوا حديقة المدخل والمواقف ... كانوا ناويين يطلعون هالمرة باللكزس الجديدة بدل سيارة العائلة المعتادة ...
توقفوا عن المشي والتخطيط للحفلة لما شافوا باب الشارع ينفتح ويدخل عليهم مشاري وبيده شنطته وملفاته وشكله مرهق ...
لف عليهم بعد ما سكر الباب ورفع نظارته يطالعهم باستغراب وحاجبه مرفوع ...
نزلت ندى رأسها وهي تتأفف وتهمس لسحر ::/ الله يعينا..!!
ضحكت لها سحر من وراء الغطى ... وهمست لها تسكت ..
قرب لهم مشاري ::/ السلام عليكم ....!!
سحر بصوت مرح ::/ وعليكم السلام ..!! وينك ماشفناك على الغداء اليوم ؟؟؟ (( وغمزت له )) مكانك فاضي وماتعودنا ..
ضربتها ندى على خصرها علشان ماتنفخ رأسه بكلامها ...
لكن هو ابتسم ::/كنت معزوم على الغداء ..!!
سحر بسرعة وتسحب يد ندى وراها ::/ طيب نشوفك وقت ثاني الحين مستعجلين ..!!(( ومشت ))
لكنه وقف بوجهها وهو عينه بعينها ::/ وين رايحين ؟؟؟
سحر بخوف خفيف::/ للسوق بنتجهز لحفلتنا يوم الخميس ..!!
مشاري ويزم شفايفه بغضب مكتوم ::/ وبتطلعون بهالشكل ؟؟؟ ترى اليوم مو يوم حفلتكم علشان تطلعون بكل البهرجة هذي ؟؟
سحر بدلع ::/ مشـــــــــــــــــــــاري ..!! وش فينا والله عادي كل العالم كذا الحين .. يالله عاد خلنا نطلع ؟؟
مشاري باستفهام ويأشر على الفورد اكسبلورر الموقف بالمواقف ::/ هذي السيارة من هنا ..!!
سحر وحست ان اليوم ماراح يعدي على خير ::/ لا بنطلع باللكزس ..!!
مشاري ونفذ صبره ::/ طيب افتحي عبايتك ..؟
وقف سحر قلب من الخوف ::/ ليش ؟؟ يعني ما تبغانا نروح ؟؟
رفع مشاري يده وبدء يمسد صدره لأنه تعب من الوقفة وحس ان الألم رجع له ::/ لا ...!! بس بشوف لبسك ؟؟
انقهرت ندى من تسلطه عليهم .. كان ودها تفسخ صندلها وتضربه على وجهه .. لكنها تخاف وتستحي ... ولا تقدر حتى تكلمه..
بلعت سحر غصتها وجهزت نفسها للكلام اللي بيقوله لها وفتحت عبايتها بأصابع مرتجفة ... ومارفعت عينها بعينه لأنها عارفة وش بيقول ؟؟
مشاري بعد ماشافها لابسة بنطلون جينز ضيق law west وتي شيرت أبيض قصير شوي ... مسح على لحيته بيده علشان يخفف عصبية الألم ولا يطلعها على اخته الوحيدة ..!!
لكن صرخ بغضب عارم وبأصبع تهديد::/ كم مرة قلت لك ما احبك تطلعين بمثل هاللبس برا البيت ........!! ومليون مرة أقولك فرقي بين لبس البيت ولبس الطلعات ؟؟؟ وعبايتك هذي خليها للمناسبات مو للسوق ؟؟؟؟؟؟؟
وبصوت آمر ::/ قدامي بدلوا عباياتكم الحين .. وانتي (( أشر على سحر )) غيري لبسك ما يعجبني تطلعون فيه ؟؟؟ ولو مصرين على رأيكم بقول لكم مافيه روحة واجلسوا بالبيت .!! (( وكان يقصد بكلامه ندى بعد ))
مشى عنهم وتركهم خلفه وندى خلاص مو قادرة تمسك اعصابها اكثر ....
اخته وبكيفه هو إياها ..!! لكن هي وش دخله هو في خصوصياتها .. عندها اخوها وأصلا هي كبيرة كفاية علشان تعرف وش الصح من الغلط ..!
صرت أسنانها بقوووة والتفتت على سحر بهجوم ..::/ ماراح أبدل واللي عنده خل يطلعه ..!!
مسكت سحر يد ندى ::/ ندوش الله يخليــ ـ ــ
قاطعها مشاري من دون مايلتفت ::/ واللكزس لاتطلعون فيها لأنها ماتظللت ... اطلعو بالفورد المخفي لحد ماتجهز اللكزس وتصير قابلة للإستعمال والطلعات...!!((وبنبرة تهديد التفت على خفيف)) و لا تقولون لي انكم بتتأخرون لوقت العشاء ...!!(( ابتسم بخبث وكمل طريقه))
التفتت سحر على ندى وهي مبتسمة علشان تخفف عنها الغضب .. لكن ندى انفجرت مرة وحدة في وجهها ::/ بذبحه .......!! والله لأذبحه وبتكون نهايته على يدي وبتشوفين ...!! يا قاتل يامقتول ؟؟؟ اااااااااااااه يقهر يقهر ..
سحبتها سحر بقوة وهي تحاول تهديها::/ معليش اذا رجعنا اذبحيه على كيفك بس الحين خلينا نروح نخلص أشغالنا ..!!
ابتسم مشاري وهو يمشي للبيت لما سمع كلامهم عنه .. حس انه ضغط عليهم لكن في النهاية كل اللي يسويه لمصلحتهم وبيكتشفون هالشي عاجلاً أو آجلاً وأكيد ساعتها بيتذكرون مواقفهم هذي وحركاتهم المراهقة وبيضحكون ...!!
دخل مع باب الصالة وهو يتنهد بألم ... لف بيطلع الدرج على طول لأنه مو قادر يصلب طوله .. بيروح يآخذ له حمام بارد عالسريع ويتمدد على سريره .. ويريح نفسه ..
أول ما حط رجله على الدرج .. غمض عيونه وهو يتذكر انه ماشاف امه اليوم أبداً .. وخصوصا انه طالع بدري الصباح قبل لا تقوم هي من النوم ...
رجع خطوتين للخلف ونزل شنطته على الكرسي اللي على يمينه ..ونزل شماغه ومشى للصالة الثانية اللي تطلع منها أصوات اهله مجتمعين ...
دخل عليهم مبتسم علشان يزيل عن وجهه آثار الإرهاق ولا تحرجه امه بالأسئلة فـ يضطر انه يقول لها كل شي .. ويقع في شر اعماله .. وعقبها وش بيفكه من اهله ..!
مو وقت انه يقول لهم الآن أبدا ً ....!
زالت الإبتسامة عن وجهه لما شاف أبوه معصب وكأنه يلقي محاضرة على رأس مصعب اللي كان هادئ ومنزل يديه بحجره ...
سلم عليهم وهو يحب امه على رأسها وفي عيونه نظرات التعجب ...
جلس مشاري جنب امه ومد يده يصب له شاهي ::/ وش فيكم وش صاير ؟؟
ابو مشاري بصوت عالي ::/ تعال شف أخوك وش مسوي ؟؟؟ سود وجهي الله يسـ ـ ـ استغفر الله العظيم ..؟
التفت مشاري على مصعب ::/ وش فيك ؟؟ وش انت مسوي هالمرة ؟؟
مصعب ببرود ::/ ولا شي .. قلت لبنتهم كلمتين عاد اتصلوا يعلمون ابوي علي ؟؟
زاد تعصيب ابو مشاري من برود مصعب ::/ الحين كل اللي قلته لها ولا تبغاهم يتصلون علي ؟؟؟ وبعدين هم ما اتصلوا يشبون الفتنة بيننا .. طلعوا اجاويد وكل الي قالوه انهم ماعاد يبغون منا شي ؟؟؟؟؟ والسبب حضرتك وكلامك اللي يسم ؟؟
مشاري وهو ضايع ولا فاهم شي ::/ الحين من هم اللي تتكلمون عنهم ؟؟
ام مشاري بأناة ::/ بيت أبو راكان ... اخوك اليوم وصل لهم الأغراض وقال لبنتهم كلمتين مالهم داعي (( ركزت على الكلمتين وطالعته بنص عين )) عاد اتصلت علينا ام راكان تعتذر انه ماراح تستقبل شي ثاني من عندنا بعد اليوم...!
ابو مشاري ::/ اخوك الحبيب رايح يمنّ عليهم بكيس السكر والرز الي نرسله لهم كل شهر ؟؟ لا ويقول لهم ادفعوا حقهم ؟؟
مصعب ::/ يبه لا تكبر السالفة وهي صغيرة .؟ وبعدين انا ماقلت لهم ادفعوا ؟؟
ابو مشاري ::/ المهم لمحت لهم ومنيت عليهم ؟؟ بعدين وش اللي لا تكبرها ؟؟ اصلا هي كبيرة من زمان ؟؟ ماتقول وش بيكون موقف أختك وبنت عمك من صديقتهم القريبة ؟؟ والا موقفهم منك إذا قالت لهم عن سواتك ؟؟؟
تنهد ابو مشاري والتفت على زوجته::/ كلميها واعتذري منها ؟؟ وحاولي تقنعينها يآخذون اللي نرسله ؟؟
ام مشاري باعتراض ::/ لا ماعليش يا ابراهيم ؟؟ تبغاني اترجاهم للمرة الثانية ؟؟يكفي المرة الأولى كل يوم ناطة عندهم بالبيت اقنعهم ..!!(( وبنبرة قهر)) قالوا له خذ خير قال ما معي ماعون ؟؟؟ من قال لهم يصيرون حساسين لهالدرجة وهم محتاجين ؟؟
ابو مشاري بعصبية ::/ هذي مو حساسية هذي قلة ادب من ولدك وتعدي لحدوده وقلة احترام ؟؟؟
حب مشاري يهدي الموضوع ::/ خلاص يبه بعد المغرب انا بآخذ لهم الأغراض وأكلم ام راكان وآخذ بخاطرها ...
مصعب باستهزاء ::/ بيسكرون الباب في وجهك ؟؟؟ و إن كان بنتهم اللي طلعت لي موجودة فـ توقع ان الشرطة بتقبض عليك من لسانها ..
ابتسم مشاري::/ يصير خير ...!!
ابو مشاري بيأس ::/ لا لاتروح ... مستحيل انها بترضى عقب اللي صار اليوم .. وبعدين هي مكلمتني ومصرة هالمرة على رأيها ... وما ظنتي بنقدر نقنعها ..!!
مشاري وهو يقوم ::/ إذا خلاص بنساعدهم لكن من بعيد لبعيد عن طريق سحر وندى و من دون مايحسون بالإهانة ...
سكت الجميع وهم يشوفون مشاري يطلع وارتاحت ملامحهم وكانهم اقتنعوا بإقتراح مشاري ..................!!
----------------------------------------------------------------------------
عند منتصف الليل وبحدود الساعة 12 وصل لبيتهم بناءً على اتصال من امه تبلغه ان بيت عمه قرروا يرجعون لبيتهم ..!! وهو بما أنه تقريبا سائق العائلة رجع للبيت علشان يآخذهم ...وقف سيارته عند الباب ودخل للبيت وتوجه لباب المطبخ اللي على الفناء الخارجي ..
شاف إيمان أخته واقفة عند الفرن وبيدها صحون بلاستيك وكأنها تصفف فيهم شي ...
رفع كتوفه بعدم اهتمام ..ومشى نواف للثلاجة وهو يسلم ::/ السلام عليكم ..!!
التفتت عليه إيمان مبتسمة ومتفاجئة من دخلته ::/ هلا وعليكم السلام ..!! وصلت ..!!
نواف ويشرب مويه ::/ إيه من دقائق ...!! وش قاعده تسوين ؟؟
إيمان وهي مشغولة ::/ أجهز عشاء لعبير علشان يآخذونه معهم لها ..!!
جلس نواف بحزن على الكرسي ::/ وهي ليش ما جت ؟؟؟؟
إيمان ::/ مادري عنها يقولون تعبانة شوي ومنسدحة ؟؟
حس نواف ان قلبه انتفض من قالت له إيمان انها تعبانة .. خاف لايكون هو السبب في هالشئ لأنه ماراح يسامح نفسه ::/ وانتي ماكلمتيها ؟؟؟ ماشفتي وش اللي متعبها ؟؟
إيمان وهي تغلف الصحون ::/ كلمتها لكن ما ردت لا على البيت ولا على الجوال .. أتوقع انها نايمة ..!
سكت نواف وما حب يعلق على كلام اخته ...!! يعني معقولة تكون ماجت لبيتهم اليوم لأنها زعلانة منه ؟؟ ايه بس هو ماسوى شي غلط ؟؟؟ يعني كل اللي سواه انه وقفها عن التهور اللي كانت بتسويه وبس ... لكن مهما كان انا تدخلت فيها والمفروض ما اتدخل ...!! يعني بالعقل أتركها على راحتها تروح وتتهاوش مع الشباب وانا اوقف اتفرج عليها ؟؟ مستحيـــــــــل ...!! وإن كان هذا اللي مزعلها فأنا زعلتي عليها أكبر لأنها تلفظت علي بألفاظ جرحتني وواجهتني بموقف حطم كل ذرة قوة في جسمي ...!!
تنهد بتعب من التفكير ،،، وانتبهت له إيمان وهي تجهز الأغراض بكيس ... حاولت تقتحم سرحانه لما قالت ::/ اقول لهم يجهزون ؟؟
نواف وهو يقوم ::/ ايه انا انتظرهم بالسيارة..!!
طلع وهو يسحب رجوله على الأرض مهما يكون يستانس لما يدري انها ببيتهم . ويحس بشعور السعادة لأنها مو زعلانة .........!!
ركبوا السيارة بعد ما ودعوا اهل البيت .. وانطلق بهم نواف متوجه لبيتهم اللي بالطرف الثاني من الحارة ... كان بخاطره يسأل امها ليش ما جت معهم .. لكن ماسمح لمشاعره هالمرة انها تسيره ... لأنه مهما كان أكيد بيقولون لها هالشي مما يأكد لها أنه مو زعلان وهذا لايمت للحقيقة بصلة أبداً،، ولا يعبر عن مشاعر الحزن والإنكسار اللي عبير ماقدرت تجبرها له بكلمة اعتذار ..... وانه يهتم بوجودها وهذي الحقيقة اللي للمرة الثانية عبير تتدخل ولا تسمح له يوضحها لها بسبب تصرفاتها الغير مبالية ....
التزم الصمت وهو يسوق بهدوء لحد ما شارفوا على الوصول للبيت ...
وقفوا عند المدخل الرئيسي لبيت عمه ونزلوا جميعا .. هو راح لشنطة السيارة ينزل العشاء ... و مد الكيس لنورة اللي وقفت تنتظره بينما الباقين على طول دخلوا ...!!
ابتسم لها وانتظرها تدخل وتسكر الباب وراها على الأقل يتطمن انهم داخل البيت ...
ركب سيارته وحركها ،،، و أملت عليه غيرته انه يلف بيتهم ويتطمن ان كل شي اوكيه قبل لايبتعد اكثر ....
أول ما انعطف يسار تفاجأ بسيارة مطفيه أنوارها واقفة عند باب بيت عمه الخلفي واللي قلما يستخدمونه ...
ولما دقق نظره شاف وحده تنزل من السيارة وودعت الراكب ومشت بسرعة للبيت وهي تتلفت يمين وشمال ....!!
انصدم من اللي شافه ؟؟ واستفهم بخاطره من تكون ؟؟؟ ووش تسوي عند السيارة مثل هالوقت ؟؟ ماوده يظلم احد ولا يقذف احد ؟؟
بلع ريقه بصعوبة .. لما مرت السيارة من عنده لأنها بتطلع .. التفت لها نواف بلا وعي منه .. وحس بهزة عنيفة حطمت آخر شي بقلبه ... سيارة جاكوار فضية ؟؟؟؟ وكلها مخفي ؟؟؟ عقد حواجبه وفغر فاه بأوسع ما يكون وهو يحاول يوضح الصورة اللي تراءت قدام عيونه من شاف السيارة ...!! انتهت حياته بمجرد ما اتضحت الصورة ..!! لكن في النهاية مايبي يصدق أفكاره الغبية ..!!
مرت ربع ساعة ونواف ماسك المقود بيدينه وعصبيته تجاوزت الحد المسموح .. قرر في لحظة ضعف انه ينزل ويكسر رأسها لأنها هي الوحيدة اللي ماجت لبيتهم اليوم وتعذرت بعذر واهي ؟؟ وبعدين لو شافوها الجيران وش بتكون سمعتهم ؟؟؟
لكن قدر يسيطر على أعصابه بكل قوته وحرك سيارته بسرعة جنونية وهو مو قادر يتنفس بشكل طبيعي ... والشهيق عنده أصعب من الزفير ....
عزم انه ماينقاد ورى أفكاره المجنونة ... وبدأ يفسر الموضوع على حسن ظن منه ... هو قدر يحسن ظنه في اللي صار من شوي لكن اللي ما قدر عليه انه يقتنع بالشي اللي فكر فيه .. وهذا اللي صعب عليه المسألة .. وخلته غصب عنه يفكر بخطط تبين له اللي صار بوضوح اكبر ..!!
------------------------------------------------------------------------------

dali2000 13-03-10 02:29 PM

وبعد أيام من تجهيزهم للإحتفال جاء يوم الخميس وقام الكل على قدم وساق يجهزون لإستقبال اليوم وبمجرد دخول ساعات الليل كانوا الحضور متواجدين والكل في أبهى حلة له .... والجميع لابس أجمل ماعنده .. من لبس ومجوهرات وشنط وساعات على آخر صيحات الموضة .... كل وحدة متميزة بشي عن الثانية ... أو بالأصح كل وحدة احلى من الثانية ...
البنات كانوا خليط من اقارب وصديقات وكلهم مجتمعين بمجلس أبو مشاري الكبير الخاص بالإجتماعات والحفلات ... وكان عبارة عن مجلسين كبار مفتوحين على بعض .. بأثاث راقي جدا .. وجنبه صالة صغيرة علشان تدعم المجلس في حال لم تكفي المقاعد ...!!
كانوا الخدم مثل العاملات في خلية النحل مايمدي هذي تطلع الا الثانية تدخل وبيدها صينية مليانة بكل مالذ وطاب .....!!
الجميع منسجم بالسوالف والتعليق والضحك ... والمسجل كان يشتغل بموسيقى تساعد على الرقص ..!!
وصلوا لمقر الحفلة متأخرين شوي .. والسبب سارة اللي بالموت قدرت عذا تقنعها في آخر لحظة تروح معها للحفلة لأن ببساطة امهم بتجلس مع الحريم ... وعذا تستحي تدخل للبنات بروحها وكانت تبغى سارة معها علشان تجرأها شوي كون لمياء ماراح تروح معهم بسبب ارتباطها مع اهل زوجها .......!!
دخلوا مع الباب وكان في استقبالهم وحدة من العاملات المبتسمات ... أخذت منهم العبايات وتكفلت فيها .. ودلتهم على الطريق اللي المفروض يسلكونه ...!!
التفتت سارة على عذا اللي طايرة عيونها بالمناظر ::/أقول ما ألوم عيال عمتك يوم ما يعجبهم بيتنا ولا حياتنا ...
ابتسمت عذا باضطراب ::/ صادقة ..!! والا وش اللي جابهم لنا ؟؟
سكتوا الثنتين علشان ماتسمعهم امهم .. لكن سارة التفتت للعاملة تسألها عن مكان يقدرون يصلحون فيه أشكالهم ... ابتسمت لهم العاملة الحبشية وخذتهم للمكان اللي طلبوه .....
ام عبدالله وهي تراقب العاملة لما طلعت ::/ وش بتسوين بعمرك يا اخت سارة ؟؟؟ مو يكفي أننا تأخرنا بسببك ....
سكتت سارة وماردت على أمها .. لأنها كانت منبهرة بالمكان اللي هي فيه ... كانت غرفة متوسطة ومو كبيرة مرة ... لكن جدرانها كانت كلها مرايات .. ومحفوفة بحواف ذهبية و مزينة برسومات منحوتة... والسقف كان تتدلى منه ثرية كريستال فخمة وعليها القيمة ...
ووحدة من الزوايا كان فيه كرسيين وبينهم طاولة موضوعين بشكل كلاسيكي ... ومزخرفين بنفس رسومات الجدران ...!!
هزت عذا سارة ::/ انتي أمي تكلمك ؟؟؟
التفتت سارة وهي فاغرة فاها::/ سمي يمه ؟؟
ام عبدالله وهي عاقدة يديها ::/ خلصتي متأملة ؟؟؟
سارة بانبهار :/ الله يمه ...!! ليتني كنت بنتهم ... كان وناسة بصراحة .. بيت فخم وخدم وحشم ...!! مالت علينا ..!! (( والتفتت على امها بسرعة )) يمه ليتك تزوجتي أبوهم بدل أبوي ..!! كان طلعنا الحين كشخة مثلهم ..!! وسحر طلعت مثلنا ؟؟
عذا بغضب وخوف من افكار سارة ::/ سارة وش هالكلام ؟؟؟؟ الناس طبقات ؟؟ وحنا ماعلينا قاصر ............!!! وبعدين من قال لك اننا مستغنين عن ابوي ؟؟؟
ام عبدالله باضطراب واضح بصوتها ::/ خلوا عنكم الخرابيط ويالله نطلع نسلم على الناس ...!
امتثلوا البنتين لكلام امهم الآمر ... واتصلحوا بشكل سريع وطلعوا مع بعض متوجهين للصالة الرئيسية بالبيت واللي يجتمعون فيها الحريم ...!!
عذا وسارة ماراح نقول عنهم هم الأجمل .. لا فيه الأجمل منهم ...
لكن جاذبيتهم ونعومتهم المورثوه من امهم الجوهرة اللي لازالت تحتفظ بمميزاتها الأنثوية حتى بعد ماكبرت .. كانت هي السبب الأوحد اللي جذب الأنظار لهم على طول .. وخصوصا أنهم البنات الوحيدات بالمجلس ؟؟؟
كانت حمرة الخجل كاسية خدود عذا .. بينما نظرة الجرأة والثقة واضحة بعيون سارة ....
حتى اللبس اللي اختاروه وتسريحة الشعر كانت تبين المعالم البارزة بشخصياتهم ...
عذا كانت بفستان حرير مشجر باللون الخربزي والليموني والسكري وقصير شوي... بقصة صدر من الأعلى وسيور عريضة على الكتف ... وبصندل ذهبي رايق ملفوف على الساق ومو عالي ...! وكانت ناثرة شعرها البني الفاتح اللي يوصل لنهاية اكتافها وماسكة الطرفين اللي خلف الأذن بفراشة كريستال تلمع في وسط شعرها من الخلف ...ومكياجها هادئ جداً موضح عيونها اللوزية السوداء ... والمملؤة ببراءة الطفولة الصعب وجودها في هالوقت ؟؟؟؟ وابتسامتها مبينه غمازاتها اللي بخدها اليسار ..
أما سارة فـ حتى وقفتها وطولها اللي تعدى طول عذا كان يوضح جرأتها واندفاعيتها ... كانت ببنطلون بني حرير وببلوزة حرير سكرية مشجرة بالموف والوردي والبني وطويلة لحد ركبتها ... وتسريحة شعرها الكيرلي وابتسامتها الحادة ونظراتها القوية اللي ورثتها من أبوها وضح للحضور أنها مو قليلة شر أبد .. وانها وحدة قوية وجريئة ....
أول ما دخلوا الصالة استقبلتهم ام مشاري واختها ام راشد عند المدخل ....
ابتسمت لهم ام عبدالله لكن لما شافت التجهم في وجه ام مشاري خفتت ابتسامتها نوعا ما وحست بالضيق ؟؟؟
ابتسمت أم راشد تغطي على أختها وهلّت فيهم ::/ هلا ومرحبا ام عبدالله زارتنا البركة ..!!
ام عبدالله وهي تتحامل على نفسها بالإبتسام ::/ هلا والله ام راشد .. الله يسلمك يارب ..
تصافحوا بحرارة .. واضطرت ام مشاري كونها صاحبة البيت انها تتقدم وتسلم عليهم وترحب فيهم .. وحاولت قد ماتقدر انها تبعد شبح الماضي من بالها ...
ام راشد بنظرة إعجاب ::/ ماعرفتيني يا ام عبدالله على هالعروسات ؟؟؟
ضحكت ام عبدالله بفخر ::/ ههههههه الله يخليك يارب ... (( أشرت على سارة )) هذي سارة وهذي عذا .. بناتي ... وبقت لمياء ما جت معنا هالمرة ..
ام مشاري برسمية ::/ حرام والله ليتها حضرت وخلتنا نشوفها ؟؟
ام عبدالله ::/ إن شاء الله مرة ثانية .. يوم تزورونا ببيتنا ...
ام مشاري :/ إن شاء الله ..
استأذنت ام عبدالله منهم ودخلت هي والبنات للصالة ....
و التفتت ام راشد على ام مشاري السرحانة .. وعقدت حواجبها وهي تهزها ::/ حصة ..؟ وش صار لك رجعتي للمراهقة ؟؟
ابتسمت ام مشاري ::/ ماعليك مني هواجيس وبتروح..؟
ام راشد بابتسامة ذات مغزى ::/ ماشاء الله عليها الجوهرة جذبت بناتها في نعومتها وجمالها ؟؟؟
بلعت غصتها ام مشاري وهي ترد ::/ إيه ماشاء الله ماعليهم كلام ...!
مسكتها ام راشد مع كتفها ::/ الصغيرة احلى من الكبيرة ؟؟ صح ؟
التفتت عليها ام مشاري مبتسمة لمغزى اختها ::/ لا في هذي ما صدقتي ؟؟ عذا ماشاء الله عليها أحلى من اختها مع انهم كلهم مزايين ؟؟
ام راشد عاقدة حواجبها ::/ إيه انا أقصد اللي لابسة فستان ؟؟
ضحكت ام مشاري ::/ إيـــه .. هذي اكبر من سارة اللي ببنطلون ؟؟
انفرجت أساريرها أم راشد ::/ صدق ..!! الله يبشرك بالخير ...!! والظاهر ان لمياء الكبيرة متزوجة ؟؟
ابتسمت لها ام مشاري وهي تمسكها يمشون للصالة ::/ إيه الله يسلمك .. يعني جاهزة لكم .. بس انتم تحركوا .............................!!!
أما هم فأول ما دخلوا قابلتهم ريم بنت خالة سحر وهي بتطلع فـ استغربت ان البنات موجودين بصالة الحريم ... وخمنت انهم مايعرفون الأماكن ببيت خالتها ..!
ريم وهي تسلم عليهم في البداية ::/ مرحبا يا خالة ..
وقفت ام عبدالله والتفتت لها مستحية انها تجاهلتها ::/ هلا هلا يمه .. معليش ماشفتك حبيبتي ؟؟
ريم بحياء وتصافحها ::/ لا عادي .. كيف حالك وش اخبارك ؟؟
ام عبدالله ::/ بخير ياعيوني انتي كيف حالك ؟؟
ريم ::/ الحمدلله تمام ..
شافت ام عبدالله التعجب في عيون ريم وكأنها ما تعرفهم فابتسمت لها :: أنا عمة ندى وهذولا بناتي عذا وسارة ...
ابتسمت لهم ريم :: وانا ريم بنت خالة سحر ...
وقربت للبنات وسلمت عليهم .. وبعدين سألتهم ::/ امممم ما رحتوا لصالة الإحتفال ؟؟
عذا ::/ لا ما أدري صراحة احنا جينا ووصلتنا الخدامة للصالة هنا ..؟
مسكتها ريم مع يدها والتفتت لسارة ::/ كنت متوقعة .. تعالوا معي ،،، هنا بس الحريم والبنات من الجهة الثانية ..
ابتسمت ريم لأم عبدالله وودعتها وخذت البنات بيدها توديهم للمكان المخصص...
أول ما وصلتهم للباب تركتهم يدخلون بروحهم واستأذنت منهم انها بتروح تتأكد من شكلها..
ابتسمت لها سارة ::/ شكلك حلو حتى لو كنتي حوسة ..؟
ضحكت لها ريم ::/ آآخ كلامك عسل ليتك ولد كنت على الأقل بفرح اكثر اني أعجبته ..؟
شجعتها عذا ::/ صدقيني حتى لو يشوفك بن أفليك بيترك جينيفر ويجيك يركض ؟
ضحكت ريم وهي تمشي ::/ يا سلااااااااااااام على كلامكم الروعة ...!
تركتهم وراها وهي تلزم عليهم يدخلون وبيلقون البنات موجودين باستقبالهم ...
تقدمت سارة ووراها عذا علشان يدخلون للمدخل اللي يوصل للمجلس ...
عذا لسارة ::/ ماشاء الله عليها شكلها روعة ؟؟؟ استحيت انا من شكلي ؟؟
سارة وهي تلتفت لها ::/ الله يعين ان دخلنا الحين ؟؟؟ اكيد أشكالهم مثل ريم ؟؟ وش زودها عنهم ؟؟؟
تنهدت عذا ::/ صدق احس اني متفشلة من شكلي .. تلاقينهم بالألماسات والأشياء الشيك .. واحنا عاديين ..
سارة وترفع من معنوياتها المحطمة ::/ ما عليك يا بنت الحلال يمكن هم ينعجبون بشكلنا مثل ما انعجبنا احنا ...
هزت عذا راسها وهم داخلين للصالة المكتظة بالبنات من مختلف الأشكال والأجناس ؟؟؟ اللي ببنطلون واللي بفستان سواريه والقصات الغريبة والتسريحات المجنونة والمكياجات المتكلفة .. والأصوات والرقص ..
يعني فعلا كان مكان احتفال ..... تقربت عذا من سارة وهي منزعجة من صوت المسجل العالي .... وحطت يدها على أذنها تخفف من كمية الصوت اللي بتفجر طبلتها .. أما سارة فدخلت بحاجب مرفوع وكأنها هي نجمة الحفلة ..................!!
لمحتهم سحر من بعيد وكانت واقفة مع عبير ورحاب وأريج ويسولفون ومندمجين ..
ابتسمت وتوجهت لهم ترحب فيهم وتعاتبهم على التأخير ...
انتبهوا لها وهي مقبلة عليهم بفستانها الأسود الكلاسيكي وشعرها المسدول على ظهرها المكشوف ومكياجها السموكي وعقد الألماس الثمين اللي كان يزين رقبتها ..
ابتسمت لهم ::/ أهليـــــــــــــن .. مابغيتوا توصلون ؟؟
مدت يدها عذا بحب ::/ هلا فيك ... مبروك النجاح ... يالله عاد متى بتبلغونا بنسبكم ؟؟
سحر وهي تصافحهم بنعومة ::/ لما نقص الكيك .. نعلن المفاجئة ؟؟
سارة باندفاعية ::/ أوكي بس احنا من الأهل عادي قولوا لنا والله مانقول لهم ؟؟
ضحكت لها سحر بدلع طبيعي ::/ لالا المفاجئة مفاجئة .. للكل والجميع ..!!
تقدموا لهم البنات الباقين ودخلت عليهم ندى ووراها الخدامات معهم الصواني والعصيرات .. وابتسمت لما عرفت ان عمتها وصلت ... وتذكرت اخوها اللي كان بيموت بس توافق انها تسولف له عنها وعن لبسها .. كان كل شوي يوصيها على شي .. مرة انتبهي لها خليها تآكل من كل الأصناف .. ومرة انتبهي لا أحد يزعجها بسوالفه .. والمرة الأخيرة انتبهي لها لا تكون تحتاج شي وانت مو موجوده عندها ...!!
تنهدت ندى وهي تقرب لهم ووصرخت ::/ أسفرت وانورت واستهلت وامطرت ...
هلا والله ببنات عمتي عذوه وسارونة ...!! هلا وغلا ...
ضحكوا كلهم وقربت ندى لهم وخذتهم بالأحضان وبوستهم بطريقة كوميدية ...
سارة وتستغل الوضع ::/ يالله يوم انك تحبينا قولي لنا كم جبتي ؟؟
ندى وهي تدفها عنها ::/ تستغليني يالوقحة ؟؟ لا مابقول لك شي خلوها مفاجئة ؟؟؟
سارة بتوسل::/ بليز ندوش علشان نشوف من احسن انتم والا سام اخوي ؟؟
ندى بخيبة ::/ أووووه إذا بتقارنينا في أخوك أكيد هو بيغلب ..؟ لأنه ماشاء الله دحيح ماينخاف عليه ..؟
ضحكوا كلهم على تعليقات البنات .. لكن ندى استغلت الفرصة وقربت لعذا وهمست لها :::/ شكلك جنان لو يشوفك بهالفستان والله ماتروحين لبيتكم والا وهو معرس عليك ...
توردت خدود عذا بخجل واضح ... وتبعثرت نظراتها بين البنات تشوفهم لايكونون سمعوا شي .. وبعدين التفت لندى تضربها على كتفها ::/ سخيفة انتي وكلامك ..؟
ندى تضحك ::/ لا والله جد ... لو سمعتيه قبل لايطلع وتجون ؟؟؟ ياااااااااااااي على قلبي هالولد .. الا مادري وش سووا لها الا مادري وش حطوا لها ؟؟؟ ذبحنا فيك ترى .. ياخي تزوجوا وخلصونا ..!
قامت عذا من عندها وهي خلاص تحس ان أذانها تتبخر ويديها تعرق ونفسها يضطرب من جت سيرة زواجها منه ... معقولة تخاف من هالطاري ..!!
وقفت وراها ندى وهي تزيدها ::/ والله حتى البيت بيشتريه خلاص ومن متى وهو مزعجنا علشان تملكون وتبدون تختارون الأثاث سوا ... يعني يقدر يزوركم ويشاورك ؟؟
التفتت عليها عذا بعيون مغرقة بالدموع ::/ ندى الله يخليك اسكتي لا تجيبن هالسيرة ؟؟
انقبض قلبها ندى ::/ عذا وش فيك ؟؟ قلت شي يزعلك ؟؟
عذا وهي تمسح دموعها اللي مالها داعي ::/ لا والله بس هالسيرة تخوفني ؟؟
ندى باستهبال ::/ لهالدرجة اخوي يخوف ؟
عذا بدفاع ::/ لا موقصدي هو ..! قصدي السيرة اللي انطرى فيها ؟؟
ندى تفتعل الصدمة ويدها على صدرها::/ عذا يعني ماتحبينه كزوج ؟؟
عذا باندفاع ::/ لا موقصدي كذا .. انا ـ ـــ ــــ ــ ــ بـ ـ س
ندى بتجرها بالحكي وتطلع منها كلمتين تفرح اخوها بهم ::/ عذا لا ماأصدق ..!! مستحيل بعد حب زياد لك كله .. تجين انتي تقابلينه بالجحود والإنكار ولا تحبين حتى طاريه وتخافين منه ؟؟؟ معقولة ما تحبين زياد ؟؟ مستحيل لو أقوله أكيد بيموت ؟؟ والا تدرين ممكن تنهض عنده روح الإنتقام ويتزوج على طول بأي وحده في طريقه علشان يضمد جرحه من بعدك ......!! والا ممكن يعزف عن الزواج ويبقى طول عمره عازب وتتزوجين انتي وتتركينه وراك حطام انسان .. شاب متحطم وقلبه مكسور وما احد يقدر يجبره له ....(( وطالعتها بعيون حزينة))
بلعت عذا غصتها وهي تتخيل كل هالأشياء اللي ممكن تحصل لزياد حبها الطفولي ::/ ندى انتي وش تخربطين ؟ لاتقوليني كلام ماقلته ؟؟ انا ماقلت اني ما احبه .؟؟
ندى بخبث ::/ لمحتي انك ماتحبينه .. لكن ما اثبتي انك تحبينه ..!!
عذا بدون شعور ::/ لا احبه .. من قالك ما أحبه ؟؟
ندى وهي تقرصها ::/ ترى مانقص منك شي لما قلتيها ..؟ الا بتفرحين قلبه إذا قلت له ؟؟
عذا بتوسل ::/ لا بليز لاتتهورين و تقولين له ندى؟؟؟ ترى بعدين مستحيل احط عيني بعينه ...!!
ندى بحزن::/ معليش عذا كان ودي أخدمك بس ما أقدر هو اللي موصيني أستخلص منك هالكلمة ؟؟؟؟؟
ضحكت ندى على شكل بنت عمتها المتأزم ... ياربي وش كثر هالبنت خجولة وتستحي حتى من ظلها ....!!!
اندمجت سارة مع كل الحضور ترقص مع هالمجموعة شوي ،، والمجموعة الثانية توقف معهم وتآخذ اخبارهم وتسولف لهم شوي علشان تروح عن نفسها ... يعني تقريبا كل اللي بالصالة صاروا يعرفونها ...!! ويبتسمون لها كل ماشافوها مارة من جهتهم ...
وقفت عذا مع رحاب وغادة بنت عمها .. بينما سحر وندى مختفين تماما من القاعة ... كانت تسولف معهم لكن بالها مشغول .. لها ساعة واقفة وما لمحت عينها سارة ؟؟؟ معقولة تكون طالعة مع البنات وماقالت لي ؟؟؟
استأذنت عذا من اللي معها و مشت تشوف وين اختفت سارة ... كانت مرتبكة شوي وما تحب تطالع احد بعينها فـ كانت تجول بنظرها على القاعة كلها ... لكن لمحت بنت بفستان نيلي ومسوية حركات بديعة بشعرها ومكياج آخر صرعة وكلها تلمع من رأسها لجزماتها ... الساعة كانت آخر موديل وطقم الألماس اللي لابسته مغطي صدرها كله ... لكن شكلها مريب بصراحة .. يعني بالفصيح ما ارتاحت لها مطلقاً ..
بلعت ريقها وكملت طريقها .. لكنها تختلس النظرات لها كل شوي لأنها خافت منها ومن تركيزها عليها ..!!
شافت سارة أختها جالسة مع أريج قريب من عند الباب .. وكانوا منضمين لمجموعة ثانية وسوالفهم شايلة المكان ... تقدمت منهم عذا مبتسمة بس في نفس الوقت مستحية ..!!
انتبهت لها سارة اختها وانتبهت لإحمرار وجهها لكن ماكانت تدري هل هي من العصبية والا من الحياء ... ابتسمت لها من بعيد وأشرت لها علشان تجرأها شوي ...
تقدمت منهم عذا وسلمت على الجالسين .. ومباشرة تقربت من سارة وقرصتها توبخها على اختفائها من قدام عيونها ... سحبتها سارة وجلست هي واياها مع البنات ...
وبعد دقائق معدودة ... اتسكرت كل الأنوار بعد مانبهت الريم على الجميع علشان مايخافون .. وفجأة انفتح باب جانبي كان مغطى بالستار .. ودخلت معه ندى وسحر .. وكان بينهم خدامتين يدفعون طاولة ذهبية كبيرة جدا بعجلات مزخرفة.. وعليها كيكة النجاح اللي مغطاة بالشوكولاتة ....
أصوات التصفيق والتصفير كانت تعج في المكان .. والتصوير كان قائم .. وبنظرة خيبة التفتت سارة على عذا اللي قابلتها بنفس النظرة وكأنهم يتذكرون كيكتهم اللي احتفلوا بأسامة عليها ...
وقف الجميع بوسط الصالة ... واتحلقوا على الكيكة .. الكل كان متحمس يعرف نسب البنات ...
سارة كانت تزاحم علشان تصير هي الاولى وتحضر قص الكيك .. و أول مااستقرت في مكانها شهقت من الصدمة لما شافت البنات كاتبين نسبهم على الكيكة ...
ندى 91% وسحر 93% ... اطلقت زغروطة لج لها المكان .. وراحت تركض لندى تحضنها وتبارك لها .. وكذلك سوت مع سحر ... البنات كانوا مبسوطين عليها وعلى إنفعالاتها العشوائية ...
بارك الجميع لندى وسحر وهنئوهم على النجاح المميز والتفوق ... لكن سارة كان لسانها يحكها والا بتقول ..
سارة بفخر ::/ مبروك لكم .. مع ان نسبكم حلوة لكن (( وتلتفت على ندى)) سام اخوي طلع اكشخ منكم ....
ندى بحماس ::/ وكم نسبته ؟؟؟
سارة بتقهرها :::/ خليها مفاجئة .. يوم الحفلة نعلنها ؟؟
ندى ::/ ومتى الحفلة ؟؟
سارة ::/ ومن قال لك بنسوي حفلة ؟؟؟
ندى باستغراب ::/ انتي توك تقولين ؟؟؟
سارة ::/ لا والله مو مسوين حفلة ولا شي ؟؟؟
ندى صارة على أسنانها ::/ اجل قولي الحين ؟؟؟
سارة بابتسامة ::/ 96% ..................!! وش رايك ؟؟
شهقت ندى باستغراب ::/ يمه منه أخوك ...!! شكله يبلع الكتب ..؟
ضربتها سارة على كتفها وتهاوشت معها شوي علشان تقول ماشاء الله لكن ندى والعناد ...!! ركبت راسها ورفضت تقول ماشاء الله الى آخر لحظة يوم حست ان سارة ممكن تفلعها بالكأس اللي بيدها ضحكت وقالتها وبردت قلبها ....
قصوا البنات الكيك ... ووزعوا على الحضور نصيبهم من الفرحة ... تطوعوا نجمات الحفل الثلاثة .. سحر وندى وريم بتوزيع الكيك .. احتراما منهم لضيوفهم اللي شرفوهم بالحضور ... وبعد ما انتهوا تقريبا اجتمعوا البنات مع بعض مرة ثانية يسولفون وينكتون... ندى ماكانت حاضرة معهم يعني قصت معهم الكيك ووزعته وطلعت ...
ومع الزحمة ما افتقد الجميع حضورها .. لكن لما رجعت لهم نبهتهم انها كانت مو موجودة معهم من دقائق ...!! واللي شد انتباههم اكثر انها داخله وبيدها كيسين هدايا صغار .. واحد باللون القرمزي والثاني باللون التفاحي الفاتح وممزوج بالأحمر القاني ..!! كل الشلة عقدت حواجبها وتآكلوا من الفضول اللي ينهشهم ويبون يعرفون وش اللي مع ندى ؟؟؟
وقفت معهم وهي متجاهلة نظراتهم وتبي تحرقهم زود ... وعلى وجهها ابتسامة خبث تقهرهم ...
سحر بفضول ::/ وش هالأكياس الحلوة ؟؟؟ وش داخلها ؟؟
ندى وتحك طرف خشمها ::/ اممممم ... هدايا ...!!
سارة باستهتار::/ ارحميني يا ديانا سبنسر ..!! ومن الي مرسل لك اياهم ؟؟؟ لا تقولين لي معجبين ؟؟؟ لأني مليت من هالسيرة ..!
ضحكت ندى والبنات ::/ لا ما راح اقول من معجبيني لأنهم أصلاً مو لي ؟؟؟ (( وطالعت أريج بنظرة))
سارة بلقافة ::/ أجل لمين ؟؟؟
تنرفزت عذا من لقافة اختها اللي احرجت ندى ::/ خلاص سارة ....!! وش فيك صرتي لحوحة ؟؟؟
سارة باصرار ::/ طيب مادامت ما تبغانا نعرف لمين ؟؟ ليش تجيبهم قدامنا ؟؟ كان وزتهم بمكان ثاني ؟
ابتسمت ندى لبنت خالتها ::/ ومن قال لك اني ما بقول ؟؟؟ لا حبيبتي لا تتنرفزين بعلمكم لمين هالأكياس ....
التفتت على أريج اللي كانت تطالعهم ومبتسمة ... وابتسمت لها وهي تقول ::/ أوكي بنات الظاهر انا كلكم عطيتكم الهدايا حقتكم ... صح ؟؟
.......................::/ صح ؟؟؟
سارة باعتراض ::/ لا أنا ماعطيتني شي ؟؟؟
وأريج معها بنفس الصوت ومتخصرة ::/ ولا انا ؟؟
التفتت ندى على سارة ::/ أنتي مالك عندي شي غير الكيكة اللي جبتها لكم هذاك اليوم .... واذا تخرجتي من الثانوي ساعتها تعالي حاسبيني ؟؟( والتفتت على أريج )) أما انتي فهديتك عندي ...
مدت لها الكيس القرمزي وهي مبتسمة ... وخذت اريج الكيس بلهفة وودها تشوف وش هالهدية اللي ميزتها بها ندى ولا عطتها اياها مع البنات ...
سارة ::/ يالله افتحيها نشوف وش فيها ...؟؟
طالعتها عذا بنظرات تسكتها .. لكنها سفهتها وركزت نظرها على يدين اريج اللي طالعتها بنفس نظرة الحماس ... فتحت الكيس وطلعت منه صندوق خشبي صغير ملفوف بشريطة قرمزية .. تنفست بعمق وفتحت الشريطة .. وبعدين غطاء الصندوق ..
و شهقت لما شافت جوال داخل العلبة ... !!!
رفعت راسها لندى وكأنها تستفهم ... طالعتها ندى وابتسمت ::/ قلت بكرة بتدخلين الجامعة وأكيد راح تحتاجينه ؟؟؟
اغرورقت عيون أريج بالدموع ... وحست انها بحلم سعيد جدا ... عمرها ماحطت ببالها يكون عندها جوال .. على بالها ان تليفون البيت يكفي وجوال عبير يؤدي الغرض إذا كانوا برا البيت ...
قطعت عليها ندى تفكيرها ::/ افتحيه ؟؟؟
طالعتها أريج ::/ كيف افتحه ؟؟ ما فيه بطاقة ؟
ابتسمت ندى وهي تتقدم ::/ لا حبيبتي فيه بطاقة (( ومدت يدها للصندوق )) وهذي الورقة فيها رقمك السري والتعليمات الضرورية ؟؟
ما قدرت أريج تقاوم دمعتها أكثر من الفرحة تقدمت لندى وحضنتها بقوة ... وندى بدورها لفت ذراعينها على كتوف صديقتها واللي تحس ناحيتها بمشاعرالأخوة ... او أكثر حتى ؟؟؟ وصاحوا ..!
نزلت دموع عذا وهي تشوف المشهد الدرامي اللي يتمثل قدامها .. وحست انهم فعلا صديقات ...! انتبهت عليها سحر وضحكت بوجهها على تأثرها السريع ..
سحر ::/ خلاص عاد .. بلا تراجيديا سخيفة ..؟؟ مو وقت صياح وخرابيط ؟
مسحت ندى دموعها من عيونها وهي تبعد عن أريج شوي ::/ وش أسوي من زمان ماصحت ؟؟
ابتسمت أريج من بين دموعها ::/ مشكورة ندوش ...!! الف الف شكر ..
ندى وهي تنشج ::/ لا ماعليك ... وبعدين ما احبك تكونين رسمية ؟؟
مسح الجميع دموعهم وعلامات التأثر اللي بانت على ملامحهم ...
سارة بصوت متأثر ::/ طيب والكيس الثاني ؟؟؟
ضحك الكل على سارة ولقافتها اللي مانستها بعد هالموقف ...
ندى وهي تضحك ::/ هههههههههههههههههه سويرة مدري متى بتكبرين ؟؟ وبعدين هالكيس مايخصني (( ورفعت الكيس )) يخص سحر ؟؟؟ عاد هي حرة تقولكم وش داخله والا تسكت ؟؟
سحر مستغربة ::/ لي أنا ؟؟؟ من مين ؟؟
ندى مبتسمة ::/ مفاجئة ..!! يوم تفتحينه بالليل وتسهرين على الكرت .. بتعرفين من مين ؟؟
سارة باستهزاء ::/ لا يكون من دون جوان حقك ؟؟
عذا ::/ وانتي ماعندك غير الإستهزاء والتطنز ؟؟؟
خذت سحر الكيس من يد ندى والفضول بيآكلها ؟ من باقي ما عطاها هدية .. تقريبا كل اللي تعرفهم وممكن يهدونها اهدوها من قبل ؟؟؟ إما اول ما وصلوا او قبل الحفلة ؟؟
قلبت الكيس بيدها وهي تحاول تحزر من اللي ممكن يكون هذا ذوقه ؟؟؟
غادة بحماس ::/ يالله افتحيه ؟؟؟ شكله كيوت بقوة ؟؟
سحر وهي تبتسم ::/ رايك افتحه الحين ؟؟ اممممممممم والا اخلي بصلتكم تحترق ؟؟
سارة بتوسل::/ لا تكفين افتحيه الحين ؟؟
سحر وهي تلف على عذا ::/ وش رايك عذا ؟؟
ابتسمت عذا بخجل ::/ على راحتك ؟؟ مع اني ما اتوقع انك بتأجلين فتحها ؟؟ لأنك لو تحركتي شبر من هنا قبل لاتفتحينها بينقضون عليك هالمتشردات ؟؟
ضحكوا البنات .. وقالت سحر ::/ اوكي بفتحها علشان خاطر عذا ورحاب اللي ماتلقفوا ؟؟
ندى بارتباك ::/ انا أقول اتركيها لبعدين ؟؟ مو وقتها الحين ؟؟
سحر وهي تفتحها ::/ لا بفتحها الحين خلينا نتفرج عليها سوى احسن ..!!
التفتت ندى على عذا وبلعت ريقها وهي تبتسم ::/ براحتك ؟؟
فتحت سحر العلبة بسرعة ولهفتها تسبقها .. طلعت علبة متوسطة لونها احمر ... رفعت عيونها للبنات وهي تفتح العلبة بشوي شوي ...
طلع لها عقد ألماس أسود و أبيض راقي جداً ...
رحاب بانبهار ::/ وااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااو .. مثير بصراحة ؟؟
فغرت سحر فاها ::/ روعة مو مثير وبس ..!! بس من مين ..؟؟
عذا مبتسمة ::/ أكيد أحد ذوقه راقي ؟؟ من تعرفين ممكن يكون ذوقه بهالطريقة ..
نقزت ندى في الكلام ::/ انا أقول ماعليك من اللي اهداها المهم انها حلوة ...! صح (( والتفتت للبنات علشان احد ينقذها ))
سحر وهي تحوس بالكيس ::/ مهما تكون حلوة بس بعد بشوف من مين ؟؟
طلعت كرت تفاحي صغير وشكله رسمي جدا .. فتحته وقرت المكتوب بصوت عالي للبنات ..
(( ألف ألف مبروك التخرج ،،، و عقبال ما نشوفك دكتورة،، تقبلي تحياتي وتهاني
زيــــــــــــــــــــــاد ..!! ))
انفرجت أسارير سحر لما قرت الأسم .. وأخيرا أرسل لها شي وعبرها ... كانت هذي أمنيتها والحمد لله تحققت ... قرت الكلام المكتوب عشرين مرة ...
وبعدين قالت بعفوية وهي تحضن الطقم والكرت::/ والله كنت قايلة محد عنده هالذوق الرومانسي الا هو ؟؟
غمضت ندى عيونها ماتبي تشوف شي .. أصلا هو محرصها تعطيها الهدية قبل الحفلة بس هي الغبية نست وماذكرت الا لما جت بتعطي أريج هديتها ،، اما سارة التفتت على أختها اللي تغيرت الوان وجهها وصارت شاحبة كأنها الوان الميت ...!!
أريج وهي تنغز سحر مع جنبها ::/ أيوه من قدك ياعم ؟؟ والله ووصلتك هدية منه ؟
احمر لون سحر من الخجل ::/ ههههههههه مشكورة .. هذي بركات دعواتك ؟؟
غادة وهي تحاكي ندى ::/ ندوش وش عنده اخوك ؟؟؟ لا يكون غار من حركات طلال ؟؟
ابتسمت ندى ببهاتة ::/ ههههه مادري عنه وش طرى عليه ؟؟
سحر بحماس ::/ ماشفتوا هدية طلال لها ؟؟ تجنن صراحة .. وندى تستاهل بعد ..
جتهم ريم وهي تركض ..::/ يالله بنات العشاء جاهز (( والتفتت على ندى )) يالله ندى قولي لهم يتفضلون ووصليهم للساحة ؟؟؟
امتثلت ندى للأمر وراحت تنفذه بسرعة هروبا من الموقف .. اما سحر فاستأذنت من البنات علشان تطلع بهديتها .. وتوجه الجميع لصالة العشاء ...........!!
------------------------------------------------------------------------------

في نفس اليوم والوقت كانوا اهل زوجها مسوين عزيمة كبيرة بمناسبة رجعت ولدهم من السفر ،،، كان في رحلة علاج بسبب حادث سيارة ...كل اهلهم وقرايبهم حاضرين هالعزيمة .. والمجالس مليانة حريم كبار وبنات ومن كل نوع ...!!
لمياء بحكم انها مرت ولدهم الكبير وبما أن خالتها ام زوجها ماعندها بنات ؟؟ ولاعندها حريم عيال الا لمياء وسمية اللي جاية من السفر مع زوجها .. اضطرت لمياء انها تقوم تقريبا بكل العزيمة .. جهزت لها كل شي .. واستعدت لها من فترة أسبوع ...
واليوم كانت مشمرة عن ساعديها في البيت وتسوي كل المهام المتطلبة في عزيمة مثل كذا ... كانوا بنات خالة فهد وبنات عمومته يساعدونها وماتركوها .. لكن القسط الأكبر من الشغل والترتيب كان على عاتقها هي ...!!
في نفس الوقت كانت تحس بالفرحة والإنشراح لسبب بسيط وهو رجعة سلفتها بالسلامة .. واللي بتسكن مع ام فهد بنفس البيت يعني اذا جت تزورهم بتلقى أحد على الأقل يرادها الصوت غير خالتها ....!!
دخلت عليها سمية المطبخ شايلة ولدها الصغير بيدها ::/ يا حياتي يا لمياء تعبناك اليوم ؟؟؟
التفتت عليها لمياء وبيدها الفناجيل ::/ وش دعوى سمية .. اهم شي انكم رجعتوا بالسلامة والباقي يهون ...!!
قربت سمية لها تساعدها ::/ إلا وين مهند ما أشوفه ؟؟
لمياء ::/ تلاقينه يلعب برا و الا عند ابوه ؟؟؟
مسكت سمية يد لمياء ::/ طيب خلي من يدك وقولي للخدامة تسوي عنك .. وتعالي نتقهوى معهم شاهي ونسولف ... اشتقت لجلساتك بصراحة ...!!
ابتسمت لها لمياء ::/ يالله مشينا ..!
طلعوا الثنتين من المطبخ الخارجي ومشوا للبيت .. كانت سمية تلعب مع ولدها اللي كان بين يديها . وهو ميت من الضحك على حركات امه ..
ابتسمت لهم لمياء وسألتها ::/ كم عمره الحين ؟؟
سمية ::/ سنة ونص ..!!
سادت لحظة صمت شوي قبل لاتسأل سمية بخجل ::/ وانتي ما كتب لك الله شي ؟؟
التفتت لها لمياء بحزن ::/ لا والله الى الآن وانا أعالج ...!!
سمية ::/ إن شاء الله ربي بيكرمك ..!!
لمياء ::/ الله كريم ...!!
دخلوا للمجلس وشافوا مهند قاعد جنب جدته ويشرب معها شاهي ويآكل من المكسرات .. نادتها خالتها ::/ لمياء ...!! تعالي خذي عنه الصحن لا يغص ؟؟؟
قربت لمياء لولدها ::/ إن شاء الله ..
مسكت مهند مع يده لكن ما رضى يتحرك وبدء يصيح ويبي يقعد يآكل ... رحمته لمياء وماهان عليها تكسر خاطره .. جلست عنده ومسكت الصحن وبدت تكسر له الفستق والفصفص ... وسمية تناظرها مبتسمة وكأنها راحمتها دعت لها من قلبها ان الله ييسر امرها ويرزقها الذرية الصالحة لأنها تستاهل كل خير ...
صحت من تفكيرها لما شافت لمياء تضرب في ظهر مهند .. والولد وجهه ازرق ومو قادر يآخذ نفس ... نقزت من مكانها وحاولت تطلع القشرة اللي نشبت بحلقه .. والحمدلله جت سليمة وطلعت قشرة الفستق اللي كلها مهند على باله انها حبة فستق مقشرة ..
تنهدت لمياء وهي تحضن ولدها بخوف .. اول مرة حست أنها ممكن تفقده ويضيع من يدها ...!
تنهدت ام فهد وانفعلت على لمياء قدام المجلس كله ::/ قايلت لك انا من البداية ابعدي عنه الصحن لكن انتي سفهتيني وكأني ما احكي ...؟ الحين هذا حيلة ولدي بعد تبينه يروح ؟؟؟ ويقعد ولدي بلا ضنى ؟؟؟
ارتخت قبضة لمياء على ولدها من الصدمة .. ومن كلام خالتها الجارح واللي جرحها قدام الحضور كلهم ... وكأنها تقول ما منك فايدة ؟؟؟ وماراح تقدرين في يوم تحققين حلم فهد ؟؟؟
قامت ام فهد من مكانها وراحت لمهند تحضنه ... لكن سمية ماسكتت لما شافت وجه لمياء المنصدم ::/ وش دعوى يا خالة ولدها وولده .. يخافون عليه أكثر من أرواحهم ؟؟
ام فهد باعتراض ودمعتها متجمدة على طرف عينها ::/ بس فهد غير لو يروح مهند يمكن هو يلحقه ...؟؟
بلعت لمياء تجريح خالتها وانربط لسانها عن الرد والكلام .. تفاجأت وماتوقعت ان خالتها ممكن تقول لها هالكلام بوجهها ؟؟ يعني وشلون هي ماعندها إحساس الأمومة اللي يسمح لها تخاف على ولدها ؟؟؟
طلعت وما خذت مهند معها لأنها مو حاسة أصلا بنفسها .. كل اللي نفسها فيه الحين انها ترمي روحها على السرير وتصيح وتطلع كل اللي بقلبها ؟؟ ليه العالم ماتحس بشعوري ؟؟ ليه كلهم يرمون علي كلام قبل لايحسبون حسابه ؟؟ يعني أنا مو بنت وأم تتمنى يكون عندها عيال ؟؟ يعني معقولة ما احب فهد ولا أحب يكون بيننا عيال وبنات يحملون اسمنا ؟؟؟ والا هالناس كل همهم الكلام وبس وما يهتمون اذا كان يجرحني في الصميم والا لا ؟؟؟
راحت للصالة وطلعت جوالها من الشنطة وهي خلاص وصلت لمرحلة ما عاد تقدر تمسك دموعها وتمنعها تنزل؟؟؟
-------------------------------------------------------------------------------

مشت هي وسارة بروحهم في الممر اللي يودي للساحة الخارجية مقر العشاء ...!!
كانت سرحانة وبالها مو معها ؟؟؟ صدمتها الحركة اللي سواها ؟؟؟((( معقولة يهدي سحر وأنا لا ؟؟؟ ليش ؟؟يعني هي علشانها احسن مني وعندها مال وحلال أهدى لها طقم ألماس واحنا جابوا لنا معهم كيك وخرابيط وقالوا هذا احتفال بنجاحكم ؟؟؟ هه والا احنا مو قدالمقام وخسارة علينا مثل هالهدايا...؟)) قفلت معها خلاص ودها تصيح وودها تكلم احد بهالموضوع .. بس اكيد بيقولون لها لا تصيرين بيبي وغيارة ؟؟؟ بس بالله عليكم مو من حقي أغار ؟؟ أشوفه مهديها مثل هالشي وانا لا ؟؟؟؟
خذت نفس عميق وتنهدت من بعده بألم .. وكانت تحاول بجهد كبير انها ماتصيح او تحسس الي حولها انها متضايقة ؟؟؟
لكن وين تخبي على سارة اختها اللي خابزتها وعاجنتها ؟؟؟ التفتت عليها سارة وهي حاسة بشعور اختها والسبب انها هي أصلا حست بالقهر لما شافت هديته لسحر؟؟؟ يعني لهالدرجة تعني له الكثير يوم يسوي معها كذا ؟؟؟
سارة وهي منزلة راسها ::/ مقهورة ..!!
انتبهت عذا من سرحانها ولفت لها ::/ وش اللي قاهرك ؟؟؟
سارة وهي تناظرها بعصبية ::/ شوفي وش جايب لها ؟؟؟ وانتي ... أووو قصدي احنا انا وانتي ماجابوا لنا نصف اللي جابه هو لها ؟؟؟على الأقل كان اشترى واحد مثله أو عطاني انا خاتم وانتي عقد مادام مستخسر علينا طقم كامل ؟؟
بلعت عذا غصتها وحز بخاطرها ان اختها ملاحظة نفس الشي يعني مو هي الغيارة ::/ مادري وش قصده من ورا هالحركة ؟؟؟
انقلبت سارة ووقفت قدام عذا وصارت تمشي على ورى ::/ اااخخ لا ومهديها بوسط الحفلة وقدام الكل...!! يعني على الأقل مادمت مقصر في حقنا اهدي لها بعد الحفلة ...!! مو قدامك وعيني عينك ... كانه يقول شفتي يا عذا انقهري ؟؟؟
عذا خلاص الكلام يجرحها اكثر ويصعّب عليها مسكها للدموع ::/ خلاص سارة اسكتي ..!! هو حر ..!! يهدي اللي يحب الشي اللي يعجبه ؟؟؟
شهقت سارة بخوف::/ يعني تقولين ان هديته لسحر دليل انه يحبها أكثر منك ؟؟؟؟؟
حطت عذا يدها على فم اختها تسكتها وهي خلاص دموعها تلمع بعيونها :/ اسكتي ..!! لاتفسرين كلامي ؟؟؟ ولا تؤولينه خليه على ماهو عليه ؟؟
اقبلت عليهم ندى راجعة من الباب وكأنها تستعجل الباقين اللي ما طلعوا .. تقابلت معهم في نهاية الممر .. قربت لهم وهي تبتسم ::/ يالله وينكم العشاء................
سكتت لما لاحظت التجهم بوجه عذا والنظرات المخيفة بعيون سارة .. وحست ان اللي خايفة منه صار وغبائها هالمرة بيضيعها ...
ندى ::/ وش فيكم ؟؟؟ وراكم صايرين كذا ؟؟
سارة باندفاع ::/ اسألـــي نفسـ ـ ـ ـ ـ
قاطعتها عذا ::/ خلاص سارة .. (( والتفتت على ندى)) مافينا شي ندوش بنطلع الحين ...
مسكت يد اختها علشان يطلعون مع بعض وحاولت قد ماتقدر ترسم إبتسامة على وجهها على الأقل علشان ما تخاف ندى عليهم ؟؟ توهمت انها تبتسم وطلعت تاركة وراها ندى اللي تحس بتأنيب الضمير ؟؟ ماتدري ليه انكتب انه ماتصير هوشة بين زياد وعذا الا هي لها يد فيها ؟؟؟؟؟
طلعوا عذا وسارة للساحة الخضراء المزينة بالأنوار ورشاشات الماء اللي تخفف حرارة الجو ...
وقفت سارة عن المشي وسحبت يدها بقوة ::/ ليه ماخليتيني اتكلم ؟؟؟ خليني اوضح لها حقارة تفكيرهم ؟؟؟
عذا وهي تتوسل ::/ الله يخليك سارة ... لاتقولين شي ؟؟ خلاص اصلا ماصار شي ؟؟ وانا ماعندي مشكلة هو حر يهدي اللي يبي ؟؟ مالنا حق نتدخل بخصوصياته ؟؟؟
سارة بانفعال ::/ لا والله ؟؟؟ وتلميحاته انه يبغاك ؟؟؟ وابوي اللي مقتنع واحنا كلنا اللي مجزمين بأنه يبغاك ؟؟؟ كل هذا ما يسمح لك تتدخلين بخصوصياته ؟؟
عذا وهي تمسك يدين سارة وتحس نفسها خلاص ماتقدر ::/ سارة بليز قفلي عالموضوع علشاني ؟؟ وبعدين هو ماعمره تكلم بشي رسمي ؟؟ ولا حتى أثبت هالشي ؟؟؟ يعني يمكن كانت أفكار مراهقين وصغار ؟؟؟ خلاص الله يخليك اسكتي وخلينا نروح نتعشى ...!!
طالعتها بنظرة توسل .. استسلمت لها سارة وخذت نفس عميق وابتسمت لأختها تهون عليها .. لكن قلبها من داخل مابردت حرته ؟؟ ودها تطلع الحكي اللي بقلبها بس مو لندى لا؟؟ لزياد نفسه ..!
مسكتها عذا قبل لايتحركون ::/ لا تقولين لأحد ؟؟
سارة بضحكة استهزاء ::/ تخافين يتشمتون ؟؟؟
عذا ::/ لا مو القصد ؟؟ لاتقولين وبس ؟؟
سارة وهي تمشي وتتركها ::/ مالي مصلحة اقول لهم .....!!
ابتسمت عذا من ورى قلبها ومشت مع اختها يجلسون على وحدة من الطاولات علشان يتعشون ويطلعون وترتاح من هالتوتر ........!!
-------------------------------------------------------------------------------
بعد منتصف الليل بنص ساعة البيت كان تقريبا خالي من المعازيم اللي ماقصروا بحضورهم للحفل .. ماكان موجود إلا الأقارب جدا ... انضموا البنات لمجلس الحريم وجلسوا مع بعض يسولفون ويعلقون ويتناقشون في الأحداث اللي صارت ...!!
ام عبدالله كانت من ضمن اللي بقوا ماراحوا .. كانت تنتظر تسلم على زياد اللي اتصل عليها ينبهها ماتروح لأنه بالطريق راجع للبيت ويبي يسلم عليها ...!! وأكيد عشان على الأقل يلمح عذا ولو من تحت الغطاة ...!!
طول الجلسة وام راشد مانزلت عينها عن عذا .. لدرجة حست فيها عذا واستحت واحمر وجهها من تركيز ام راشد ؟؟؟
لاحظت سحر الشي اللي يصير .. وكانت من قلبها فرحانة وودها فعلا لو عذا تصير من أقاربهم المقربين .. ابتسمت لما جت عينها بعيون عذا ...
وانتبهت لريم اللي تحاكيها ::/ أقول شوفي أمي وشلون تطالع عذا ؟؟؟ أحرجت البنت ؟؟
سحر ::/ خليها تملى عينها من مرت ولدها ...!! الله يوفقهم يارب
التفتت سحر لريم وهي تتكلم .. ولمحة في عيونها كلام وده يطلع لكن ريم حابسته وما تبيه يشوف النور ... حاولت سحر تفهم وش تبي ريم لكن للأسف ماقدرت ...
ابتسمت لبنت خالتها ووقفوا الثنتين يودعون ام عبدالله وبناتها لأنهم بيطلعون ولبسوا عباياتهم ؟؟
ام راشد وهي تسلم على ام عبدالله ::/ فرصة سعيدة اللي اجتمعنا مع بعض عقب كل هالمدة ...
ام عبدالله مبتسمة ::/ علينا أسعد يالغالية ...
ام راشد بمغزى ::/ والجايات أكثر إن شاء الله ...
سلمت ندى اللي كانت واقفة جنب ام راشد على عمتها وحبتها على راسها .. وقلبها قابضها من تعامل ام راشد مع عمتها ..؟ حست ان الأمر مريب و مشكوك فيه ..!!
ودعوا بعض جميعاً .. ومشت ندى مع عمتها توصلها للباب .. لكن حلفت عليها ام عبدالله انها ماتتعب عمرها وتطلع ترتاح لأنها من اليوم وهي ماارتاحت ولا جلست ..
انصاعت ندى لأمر عمتها واكتفت بتودعيهم وخلتهم يسلكون طريقهم بروحهم ...
سارة بعد ماابتعدوا شوي ::/ أقول عذا ..؟
عذا وهي بالها مو معها والغم ساكن قلبها ::/ نعم ... وش عندك ؟
سارة بلهفة ::/ شفتي خالتهم وشلون تطالعك ؟؟ كلتك بعيونها ...؟
عذا ::/ ايه والله احرجتني .. كان ودي اغوص في هدومي ؟؟
ضحكت سارة بقهقة عالية .. والتفتت عليها امها بنظرة تحذير ..::/ سارة ترى ما بعد طلعنا للشارع ....!!
سارة وهي تمسك عمرها ::/ آسفة يمه والله ما اعيدها ؟؟
سمعوا صوت ندى وهي تركض وتنادي عليهم .. وقفوا كلهم والتفتوا لها وهي تلهث ..
ام عبدالله بخوف ::/ وش فيك حبيبتي ؟؟ وراك لحقتينا ؟؟
ندى وهي تجاذب نفسها ::/ سلامتك عمة .. بس اطلعوا مع الباب الخلفي حق زياد .. هو وعبدالله ينتظرونكم هناك ؟...
سارة من دون نفس لأن زياد انطرى ::/ ووينه فيه هالباب المقرود ؟؟
ضحكت ندى ::/ هههههههههه دقايق اجيب جلالي واطلع معكم ...
لفت عنهم ندى وراحت تركض تجيب جلال .. اما عذا فالتفتت على سارة بنظرة حيرة ودها تنقذها ...؟؟
عذا بهمس ::/ بنشوفه ؟؟
سارة بخبث ::/ يعني انتي ما ودك ؟؟
عذا نزلت راسها ::/ اول كان ودي لكن االحين لو شفته ممكن انهار واصيح ؟؟
سارة بصدمة ::/ لا الله يخليك انتبهي ..؟؟ لا تسوين لنا حركة المزرعة ..؟
ضربتها عذا على كتفها وهي تبتسم .. وسكتوا علشان ماتحس امهم وعلشان ندى وصلت بعد ..!!
مشوا مع بعض وهم ساكتين الا من بعض التعليقات لحد ماوصلوا ملحق زياد اللي ساكن فيه وكان بابه مفتوح شوي وطالع منه نور خفيف ...!!
وقفت ندى وهي تأشر ::/ عمة هنا ينام زياد اخوي (( واشرت على الدرج الجانبي )) وهذا الدرج يطلع لغرفتي يعني لما يحتاجني او احتاج اروح له مو لازم انزل مع الدرج الرئيسي اطلع من هنا ...!!
ابتسمت ام عبدالله لندى ::/ الله يعطيه العافية عمكم ماقصر عنكم بشي ..!! الله يخليه لكم ؟؟
ابتسمت ندى لها ::/ ويخليك لنا انتي بعد ... الا ماودك تشوفين غرفة زياد ؟؟
ام عبدالله وهي تمشي ::/ لا حبيبتي مافيه وقت خليها مرة ثانية ..؟
سارة بحماس ::/ أي مرة ثانية يمه الله يهديك ؟؟؟ خلينا الحين ندخل ونشوف تكفين ؟؟
ندى تضحك ::/ عاد هالحماس اللي يسمعك يقول بتدخل غرفة الملكة مارغريت ؟؟ عساها تصير نظيفة بعد ولا يفشلنا ؟؟
ام عبدالله بجزم ::/ لا مو لازم ندخلها المهم انه هو مرتاح فيها وبس هذا اللي نبيه ؟؟
سارة بعناد ::/ إلا انا بدخل وانتي كيفك روحي اركبي واذا خلصت بجي للسيارة ؟؟
حاولت ندى تهدي الوضع ::/ خلاص خلونا نسوي تصويت اللي يحب يدخل يرفع يده واللي مايحب لا يرفع ...
رفعت سارة يدها على طول .. اما عذا فـ بدون شعور رفعت يدها وكأن قلبها هو اللي يسيرها هذيك الساعة .. ماتدري بس تعلقها بهالشاب خلاها تتحمس اكثر أنها تتعرف عليه لو على الأقل من خلال غرفته وأغراضه الشخصية ..
التفتت ندى على عمتها المبتسمة ::/ سوري عمة بس غلبوك .. وبتضطرين تجين معنا ..
مشوا كلهم متخذين اليسار متوجهين لغرفته .. تقدمتهم ندى بزعمها علشان ترتب الغرفة لو طلعت فوضى .. طلعوا الدرجتين ودخلوا مع الباب اللي كان شبه مفتوح ..
كانت إنارة الصالة الخفيفة مفتوحة .. فتحت ندى الأنوار كلها و تفاجأت لما شافت قدامها صينية فيها بواقي اكل ..
ندى بتذمر لعمتها ::/ شفتي ولد اخوك المهمل .؟؟ حتى ماكلف نفسه انه يشيل هالصينية .. يا إما أنا أسوي كل شي والا كل شي بيكون بهالفوضى ..
ابتسمت لها ام عبدالله ::/ يالله لازم تتحملينه لين تجي اللي تحل محلك ...
وردت خدود عذا لما اقلت امها هالكلام .. وتقدمتهم كلهم لوسط الصالة وعيونها مركزة على كل زاويا البيت .. تنهدت من خاطرها وهي تتخيل زياد وهو جالس على هالكنبات .؟؟ والا وهو منسدح على الأريكة ببدلته الرياضية السوداء اللي تعشقه لما يلبسها وبيده الريموت و يلعب بشعره ....!!
شافتهم ماشين لغرفة ثانية بابها على الصالة .. لحقتهم ووقفت معهم عند الباب .. ابتسمت بحب وهي تشوف غرفة نومه .. كانت ملابسه مرمية على السرير وبعضها على الكرسي ..
ندى وهي تحوس ::/ شوفة عينك يا عمة لأني انشغلت عنه هاليومين انقلبت غرفته لمزبلة .. (( وهمست بأذن عذا اللي تقدمت لها تساعدها )) الله يعينك على دلعه ؟؟
ابتسمت لها عذا بحياء وكان بيدها ثوب لزياد .. وريحة العطر تفوح منه ؟؟ اول ماشمتها حست بشي حلو ينتشر بصدرها ويخليها مبسوطة ...لما تلفتت على أغراضه الشخصية اللي كان باين عليها الفخامة والذوق من آلة الحلاقة لفرشاة الشعر للعطور وشافت سريره .. جاها الحماس انها ترتب له المكان وتبخره له .. وتمنت لو هو مسموح لها انا تنتظره بهالمكان لحد مايجي وتملى عينها من شوفته ..
صحت من حلمها الجميل ورجعت لها الغصة مرة ثانية لما سمعت صوت سحر وهي تدخل الغرفة ...
سحر ::/ يالخونة اجل جالسين هنا وعلى بالي انكم رحتوا ..
ندى مبتسمة ::/ وقفنا امشيهم بغرفة زياد ؟؟ انتي اللي وش دراك اننا هنا ؟؟
سحر ::/ شفتكم من دريشة المطبخ الخارجي ولحقتكم ؟؟؟
ندى وهي تتوسط بالغرفة ::/وش تسوين هناك ؟؟
تقدمت سحر وكأنها تساعد ندى ::/ كنت بعطي خالتي من الكيك والحلويات لعيالها علشان يذوقون فرحتنا ...
ام عبدالله وهي تعدل طرحتها ::/ طيب يابنات انتم رتبوا المكان واحنا بنروح ؟؟ بس عاد وين الباب معه ؟
التفتت عليها ندى ::/ خلاص انا بروح معك ياعمة ؟؟
مسكتها ام عبدالله::/ لالا حبيبتي انتي رتبي اغراض اخوك وعلمينا وين الباب معه واحنا بنروح ..؟
ابتسمت لهم ندى بشكر ودلتهم للباب وخلتهم يروحون بروحهم ....!!
مشوا البنات ورى امهم لحد ماوصلوا لباب حديدي كبير باللون الزيتي وعلى حوافه لون نحاسي وبوسطه رسومات ذهبية ... ومقابضه باللون الذهبي ....!!
تقدموا له كلهم بيطلعون معه .. لكن قبل ما تمسك ام عبدالله مقبض الباب جاهم صوته يجلجل ::/ هلا والله بزينة الحريم كلهم ؟؟؟ تو مانور المكان بجيتكم .؟؟
التفتت ام عبدالله على يمينها وشافت ولد اخوها وولدها جالسين على كراسي الحديقة وقدامهم المسبح الخرافي ... ابتسمت لهم و لفت رايحة لهم ...
اما عذا فجمدت بمكانها من سمعت صوته ...... غمضت عيونها علشان تقدر تتخيل صورته بهالصوت الرجولي اللي يحسسها بالأمان ويشعل بقلبها أشياء حلوة كل مرة تسمعه ...
نبهتها سارة لما مسكتها ومشت هي واياها مع امها رايحين لهم ...؟
كل ماقربت خطواتها حست بدقات قلبها تتسارع اكثر وأكثر ... لدرجة انها حست بنبضاتها وكأنها في أذنها ...
واول ماقربوا لهم وبانت لهم ملامح الأثنين .. بلعت عذا ريقها وغصتها لما شافته واقف بكتوفه العريضة وطوله الفارع ...كان بثوب بس من دون شماغ ولا طاقية .
تقدمت ووقفت جنب اخوها بينما امها تسلم عليه .. ركزت في ملامحه وكأنها تشوفه لأول مرة .,,, فكه القائم الحاد وسماره البرونزي .. وعيونه الكبيرة و الدعجاء خلتها تنتقل لعالم ثاني غير عالمها الواقعي ... ملامحه الحلوة وترحيبه الحار لأمها خلاها تنسى شعور الكره والغيرة الي حست به من دقائق ... سرحت في وجهه لحظات تتأمل تقاسيمه الجذابة .. لاحظت خطوط التعب والإرهاق اللي انرسمت بوجهه وتحت عينه وشافت حاجبه الأيسر منسدل على عينه اللي كان يغمضها ويفتحها ببطأ شديد من التعب اللي اعتمر جفونه لكن هو يحاول يغطيه بابتسامة رجولية قوية .!! وما حست بعمرها الا لما انتبهت لنظرته الحلوة لها وابتسامته العذبة اللي حلت وجهه فوق ماهو حلو ..
سألها بنبرة دافية وحنونة ::/ وانتي عذا وش اخبارك ؟؟ وكيفها العطلة معك ؟؟
ارتبكت من سؤاله على بالها انه خصها هي بالسؤال ومادرت انه كان يسولف من شوي مع سارة ،،، تلعثمت وهي تقول ::/ بخير كل شي تمام الحمدلله ..
ونزلت راسها بخجل عميق لأنه انتبه لها وهي تناظره ؟؟؟ لكن هو ركز عيونه فيها للحظات .. حس بشي غريب في عيونها ماتعوده ؟؟؟ زعلانة والا متضايقة هذا اللي شافه ؟؟؟
عبدالله بعصبية ::/ وينكم ؟؟ لي ساعة وانا انتظركم هنا ؟؟
ام عبدالله ::/ والله طالعين من زمان يمه بس عاد ندى جعل ربي يسلمها لزمت علينا ندخل نشوف غرفة الحبيب (( وناظرت زياد بنص عين ))
غطى زياد وجهه بيديه وهو يقول ::/ لا يا عمة ...!!لا تقولين كنتوا في زريبة البهايم ؟؟؟
ام عبدالله تضحك::/ خليتها هناك المسكينة ماتدري وش تحوس ووش وتسوي ؟؟
زياد بنبرة استفهام ::/ ترتب الغرفة ندى ؟؟؟
ام عبدالله ::/ ايه هي وسحر بنت عمك ...!! على تعبهم الا انهم مدهرين لك ...!!
التفتت عذا من سمعت كلمة امها علشان تشوف وش بتكون ردة فعله من انطرى اسمها ؟؟؟ كان ودها لو انها سدت اذنه يوم نطقت امها بالإسم علشان مايسمع انها مهتمة فيه ؟؟؟؟؟
زياد بحنان رد لعمته وهو يرجع شعره لورى ::/ مادري وش بسوي من دونها والله .؟؟ انشغلت عني هاليومين وانقلبت موازيني ..؟
سارة بتنغيز ::/ ايه ترى معها سحر بعد ..
التفت عليها زياد مبتسم ::/ حتى سحر والله ما عمرها قصرت معي بشي و لو الله ثم هالثنتين كان فيني الحين جرب من الوساخة ...!! وهزال من قلة الأكل ؟؟!! الله يخليهم لي جميع لاخلا ولا عدم...!!
لمعت عيونها بالغيرة والتعاسة من رده اللامتوقع؟؟ التفتت لسارة تبي تشوف وش نظرتها لها .. كانت تحتاج نظرات تشجعها وتواسيها لكنها لاقت في عيونها الإصرار والكبر ... بلعت ريقها بحزن ورفعت عينها لزياد وشافته يطالعها باستغراب وعيونه مليانة استفهامات عن سبب نظرتها الكسيرة ..!
ضحك عبدالله وقطع عليهم وهو يقول ::/ بلاها مدلعتك والله ؟؟
ام عبدالله بحنان ::/ الله يخليهم لبعض ياربي ويرزقهم الصالح من عباده ؟؟
التفت زياد لعذا اللي كانت واقفة قريب من كتف عبدالله::/ آآآآآآآآآآآآآآآمين ان شاء الله والسامعين ..
ابتسم عبدالله ::/ انت خلنا نتخرج بالأول ؟؟
قربت ام عبدالله لزياد ::/ وش فيه وجهك ياقلب عمتك مصفر وعيونك مرهقة وكأنك لك شهر مو نايم ..؟
حك زياد راسه وهو يبتسم ::/ فاهمتني والله يالغلا ..!! اليوم كله وانا مداوم بالشركة واول مارجعت تكرمت علي ندى بشوي سندويتشات .. وعقبها قالت لي أطلع من البيت لأنهم بيجهزون هالمنطقة للعشاء ... عاد طلعت من البيت ولا نمت من الساعة 8 الصبح ...
ام عبدالله بحنان مسحت على وجهه ::/ ريح عمرك يمه ترى الشغل ماراح يطير لكن صحتك ان خسرتها ما قدرت تسترجعها ...
مسك زياد يد عمته وحبها ::/ ابشري يالغالية .. كلها دقيقتين اغير ملابسي واحط راسي وانام ...
ام عبدالله مبتسمة ::/ بالعافية ان شاء الله ..
قاطعهم عبدالله ::/ فرش اسنانك يالمقرف ..!! ولاتقول بعد ان ندى معودتك تفرشها لك ؟؟
ضحكوا كلهم على زياد لكن هو وضح الحرج في عيونه من تعليق عبدالله ومن كذا ماطاوعها قلبها عذا تضحك عليه اكثر ...
يعني على كثر ماتحس بقلبها يعورها ومطعون ومحتاجة تتشفى منه على كثر ماتمنت انها ملكت الجرأة هذيك اللحظة علشان تسكتهم والا تدافع عنه بعكس سارة اللي تشجعت تضحك أكثر علشان تقهره أكثر وتبرد قلبها ....!!
سلمت عليه عمته وودعته ... وتوادع مع عبدالله ومشوا كلهم وهو معهم بيطلعون مع الباب ...
ركبوا سيارتهم وهو لازال واقف عند الباب ومانزل عينه عنها ..أرهقته نظرتها الغريبة له اليوم واللي مايدري وش سببها ؟؟؟ و ماشبع منها ولا من حكيها والجلسة معها ؟؟؟ مع انها ماتتكلم بحضوره من الحياء لكن يكفيه انها تتنفس معه نفس الهواء من نفس المكان ... وده يرتاح من هالشقاء ...!! ليت اللي يتمناه يقدر يوصل له بيده كان ماتركها اليوم تتحرك من مكانها قبل لا يخليها تفضفض له باللي بخاطرها واللي مكدرها بهالصورة البشعة... امنيته يجي اليوم اللي يضمها فيه تحت جناحه ولا تودعه أبد ... لأنهم ساعتها بيكونون مع بعض ولا راح يسمح لأي من كان أنه يآخذها منه او يزعلها ..
انتبه لعمته وهي ترسل له قبلة طايرة وعبدالله يضحك عليهم .. ابتسم ابتسامة صفراء باهتة لعمته وهو يسوي نفسه يمسك البوسة ويحطها على قلبه ............................. ودخل وسكر الباب وراه ..!


ياقرة عيوني جفت عيني النوم ..... من شفت نظرات الحزن في عيونك ....ياليت ربي زالني قبل هاليوم ..... وماعاشت عيوني لوقت يخونك .... أدري واحس بما تحمل من هموم ..... ياليتي احمل ماتعانين دونك ...... سريت منك وقامت افكاري تحوم .... وشلون أعين وكل ما أقواه عونك ....... !!!

صحت اليوم مبكرة لما نبهها المنبه ... قامت من السرير بكسل ودخلت الحمام تتغسل وتتحمم ..
اليوم الجمعة يعني الكل مجتمع تحت على الفطور .. وهي ضبطت ساعتها علشان تصحى مبكرة على وقتهم وتنزل لهم تسولف معهم شوي عن الحفلة أمس واللي صار كله ...
طلعت من الحمام وبدلت بيجامتها بجلابية ناعمة وحلوة .. رفعت شعرها وضبطت نفسها قدام المراية وطلعت نازلة لهم تحت ...
كانوا كلهم مجتمعين على طاولة الطعام ... ابو مشاري ماسك الجريدة بيده ويقرأها .. اما ام مشاري ومصعب يسولفون .. ومشاري جالس بوجه متجهم شوي وحواجب معقودة ويلعب بجواله ...
دقت عالباب وهي تبتسم ... والتفتوا كلهم جهتها يشوفون من اللي يدقه ؟؟ شهق مصعب وطارت عيونهم كلهم .. مستغربين انها تقوم هالوقت ؟؟ بالعادة ما تصحى الا قريب العصر ..
مصعب ::/ وش عندك قايمة اليوم بدري ؟؟؟
ام مشاري بخوف ::/ لا يكون تعبانة حبيبتي ؟؟
قربت سحر لأمها وجلست جنبها مواجهة مشاري ::/ لا مافيني شي .. بس قلت اقوم اسولف معكم شوي وخصوصا امس كله ماشفتكم مجتمعين ...!!
نزل ابو مشاري الجريدة وابتسم ::/ اجل كل يوم بنطلع من البيت ولا تشوفينا علشان يتعدل نومك اللي ماعجبني ؟؟
مصعب ::/ يبه الله يهديك مو كل يوم العيد ؟؟؟ وبعدين اثقل شوي يطولي بعمرك ..!!
ضحكت سحر ::/ لاماعليك منه يبه .. كل يوم بقوم بدري وافطر معك علشان بس نقهر بعض ناس (( وطالعت مصعب بنص عين ))
ابو مشاري ::/هاه عسى انبسطتي امس ؟؟
سحر بحماس ::/ ايه والله يبه وناسة بصراحة وكل شي كان أوكي ...!
قاطعهم مشاري ببرود ويديه بحضنه ::/ بنطول واحنا ننتظر الفطور ؟؟؟
ام مشاري ::/ دقايق يمه وكل شي بيجهز ..
التفتت سحر على مشاري اللي مو على عادته حتى ماقال لها صباح الخير ؟؟؟ ولا علق بنص كلمة على حفلة امس ....
غمز لها مصعب وهو يقول ::/ المهم تراني ابغاك في موضوع خاص جدا ومهم .. بس بعدين ؟؟
التفت له سحر بغصتها ::/ اوكي ... بس كم تعطيني ؟؟
مصعب بحماس ::/ اللي تبينه اطلبيه ... انتي آمري وتلقيني قدامك ؟؟
سحر تضحك ::/ هههههههههههههههههههههههههههههه شكل الموضوع صدقي ؟؟
ابتسمت لها امها ::/ ماعليك منه من قام الصبح اليوم وهو بس يسأل من الي جاء ومن اللي ماجاء ؟؟ (( وناظرته بنص عين )) مادري وش يقصد ؟؟
نزل عيونه ::/ قصدي شريف يمه .. انا كنت بس بشوف هم جو صديقاتها اللي عزمتهم كلهم والا لا ؟؟
دخلوا عليهم الخدم هاللحظة وبدوا يرتبون الفطور على الطاولة ... مسك ابو مشاري كوب الشاهي وبدأ يرتشف منه وهو يقول ::/ كل اللي عزمتيهم حضروا ؟؟
سحر ::/ ايه كلهم جو .. حتى بعضهم جاء معهم امهاتهم ...!! ولا قصروا جابوا لي انا وندى هدايا ..الله يعطيهم العافية بصراحة ؟؟؟
ابو مشاري بدعابة ::/ اجل استانستي انتي وامك ؟؟
ابتسمت ام مشاري وهي توزع الشاهي ::/ ايه والله انبسطنا كلنا ....
نطت سحر ::/ تصدق يبه والله حتى بنات عيال عمي صالح جو من جدة كلهم .. بس تصدق تغيروا والله ماعرفتهم الا يوم عرفوني بانفسهم ....
ابتسم لها ابوها والتفت لأم مشاري ::/ جت مرت عمي معهم ؟؟
ام مشاري ::/ ايه هي وحريم عيالها وبناتهم .. كلهم والله ماقصروا ...!!
سكتوا الجميع وبدوأو يآكلون بهدوء وبتعليقات خفيفة كل دقيقة ... لكن التفتوا لأبوهم بانتباه لما سأل ::/ جت عمة العيال ؟؟؟ أقصد ام عبدالله ؟؟
ارتجفت يد ام مشاري من جاء طاريها وانترث قطرات من الشاهي الحار على يدها .. حاولت ما توضح ارتباكها ونزلت الكوب على الطاولة وهي تقول ::/ فيه اللي أهم منها ويستاهل انك تسأل عنه ؟؟؟
التفتت سحر لما انتبهت لصوت امها اللي تغير وملامحها اللي اصفرت وامتقع لونها ..
اما ابو مشاري فلعن نفسه على تسرعه .. هو كان يفكر وش اللي خلاه ينطق ويتكلم مايدري ... لكن اتدارك الموقف وقال ::/ لما أسأل عن احد لايعني اني مهتم فيه .. كان مجرد سؤال سألته بشوف هل هي جت علشان ندى تفرح والالا ؟؟ بس
ناظرته ام مشاري بعيون ضيقة ::/ عمتك هياء اللي عزمناها من الشرقية اولى انك تسأل عنها ؟؟
عصب ابو مشاري لما التفت وقال ::/ حصة ....!! انا سألت سؤال ماكفرت ؟؟
وقفت ام مشاري وطاح الكرسي من وراها وهي تقول ::/ ايه ابشرك جت ..!! ومعها بناتها الثنتين وكلهم ماشاء الله على سن زواج ؟؟؟ لا وترى عندها ولدين كبر عيالك و نفس الشي وجه زواج ؟؟؟ و تراها كبرت وصارت ام عيال محمد بن عبدالله ،،،
حبيت أذكرك لا تكون نسيت ؟؟
وقف ابو مشاري وهو يطالعها ::/ مشكور ترى ذاكرتي معي مابعد فقدتها ؟؟؟
وعطاها ظهره ماشي بيطلع ..
لكنها صرخت بصوت عالي له ::/ مادام معك ذاكرتك ليتك ماتنسى انك بين عيالك ؟؟
التفت عليها بعيون تصطلي بنار جهنم ::/ انا مانسيت ؟.. انتي اللي ذكري نفسك انك بين عيالك وابوهم ؟؟؟
سحب غترته من على الكنب بعصبية وطلع من الغرفة ...
تحركت وراه على طول ام مشاري وهي مو قادرة تتنفس في هالمكان مسكت طرف جلابيتها وطلعت وراه راكبة الدرج للدور الثاني ...
التفتتوا مصعب وسحر يطالعون بعض بنظرات استغراب واستنكار .... معقولة امهم وابوهم يختلفون قدامهم ؟؟ لا ويرفعون صوتهم بعد .. عمرهم ماسووها ليش اليوم بالذات حصل هالشي ؟؟؟
حولت سحر نظرها لمشاري تشوف ردة فعله وشافته يشرب من الكوب وعيونه جامده وكأنه مقدود من صخر ومايحس ..
ضربت على الطاول وهي تصرخ ::/ يا برودك يا اخي ...........!!
طالعها من فوق الكوب ::/ لا تغثين عمرك .. اليوم على الغداء وبتشوفينهم مثل السمنة على العسل لا تخافين ..
صرت سحر أسنانه منقهرة من بروده .. ورن جوال مصعب في هاللحظة رفعه يشوف مين وابتسم .. وقف وهو يعدل شماغه والتفت على مشاري
وقال ::/ ترى بروح للصلاة مع زياد لا تنتظرني ؟؟
هز مشاري رأسه لأخوه .. وطلع مصعب عنهم .. و مابقى الا هي وكتلة الجليد اللي قدامها ...!! اليوم هي مستغربة تصرفاته مو من عادته ؟؟؟
انتبه لها وهي تناظره بغضب ::/ وش فيك تطالعيني بهالنظرات ؟؟ انا وش دخلني في السالفة ؟؟ انا االلي قايل لهم تهاوشوا ؟؟؟
تنهدت سحر :/ لا مو قصدي ؟؟ بس انت اليوم مو طبيعي ؟؟
تقدم مشاري وتسند على الطاولة ::/ ليش انتي وش سويتي علشان أصير اليوم مو طبيعي ؟؟
طالعته مستغربة :/ وش سويت ؟؟
طالعها مشاري بنظرات متفحصة قبل لايقوم وهو يقول ::/ يوم انك تنتظريني اطلع بدري من البيت ... وتطلبيني ما أتأخر واطلع مبكر بزعمك علشان مايشوفوني الحريم إذا جو .. هذا كله وراه سبب (( والتفت لها )) وانا عرفته خلاص ؟؟
طالعته سحر بنظرات تعجب وعقبها فهمت هو وش يقصد ؟؟؟ وعرفت انه شافه معلق في غرفة الملابس الخارجية فقالت له بتوسل ::/ مشاري والله وش أسوي ؟؟؟ يعني هذا السوق وهذي بضاعته ؟؟ وبعدين ما امداني أصلحه .. قل لي وش الحل ؟؟
مشاري وهو يعدل غترته قدام المراية ::/ الحين اللي صار صار وانتهى ولانقدر نغيره ؟؟ والفستان العاري ولبستيه......!!
قامت له سحر ::/ ايه نعم صار بس انت لا تزعل ... ترى والله ماتهون علي ؟
سكت عنها ولارد عليها بكلمة ................
تنهدت وكانها عرفت وش يبي ::/ طيب وش اللي يرضيك انا اسويه ؟؟
التفت عليها وهو مبتسم بوسامة ::/ شي بسيط بس ... شيلي فستانك ارسليه للخياطة تضبطه وتستره لك .. هذا اللي يريحني ؟؟
ابتسمت له سحر ::/ ابشر ماطلبت يا مشاري ... اليوم انا عند الخياطة ..
تقدم لها ولعب بقصتها وهو يضحك قبل لايطلع وراح للصلاة قبل لاتفوته ..
اما هي فتنهدت في مكانها ودارت على نفسها علشان تطلع وتروح لأمها تفهم منها وش السالفة ؟؟؟
---------------------------------------------------------------------------
طلعت درجات السلم وهي تبتسم ... عارفة السبب اللي خلى عذا ما تنزل ولا تحضر معهم وجبة الفطور ... وطبعا سارة الله يعطيها العافية ما قصرت وحطت أنواع البهارات على السالفة من شدة قهرها وغضبها ...
وصلت لغرفتها ودقت الباب على الخفيف وبعدها فتحته من دون لاتنتظر الإذن ... عضت شفتها السفلية تمنع ضحكتها لما شافت عذا متلحفة في الفراش ومسوية عمرها نايمة ؟؟؟ مادري من تحاول تخدع ؟ نفسها والا لمياء اختها ؟؟
تقدمت من سريرها وجلست على طرفه ... وشافت خشم اختها محمر وشهقاتها المكتومة تحرك كتوفها غصبا عنها ...
هزتها لمياء :: قومي ياحلوة عارفة انك مانمتي ؟؟؟
فتحت عذا عينها بهدوء وهي على بالها ان اللي دخل عليها امها والا ابوها ... لكنها ارتاحت لما عرفت انها لمياء ... مسحت على خدها واعتدلت في جلستها وعيونها على مفرشها ما رفعتها ...
ابتسمت لمياء تشجعها :: وش هالشي العظيم اللي مخليك تعتكفين في غرفتك وماتنزلين تفطرين معنا ؟؟؟
رفعت عذا عينها للمياء وما ردت ...
هزت لمياء راسها :: لاتقولين لي هي نفسها السالفة اللي قالتها لي سارة ؟؟؟
فتحت عذا عيونها بقوة وهي معصبة من سويرة اللي تكلمت مع انها موصيتها ما تتكلم ... ولفت بوجهها عن لمياء وكأنها ماتبي تتكلم ...
تنهدت لمياء :: ما فيه شي تسكتين عنه ؟؟ وبعدين انا اختك وش فرقي عن سارة ما تبين تعلميني ؟؟؟
حاولت تقاوم شهقتها ودموعها :: لأن اللي صار ماينقال ؟؟؟ يعني يعطي بنت عمه مثل هالهدية اللي عليها القيمة وقدامي بعد ؟ وش يقصد ؟؟ ووش يبي يوصّـل لي ؟؟
ابتسمت لمياء :: وعلى بالك ان الهدية لازم تترجم مشاعر صاحبها ؟؟؟ يعني كلما غلت قيمتها المقصود ان متلقي الهدية غالي عند راعيها ؟؟؟
سكتت عذا وماردت ...
رفعت لمياء حاجبها :: جاوبيني ؟؟؟
هزت كتوفها :: ما دري لاتسأليني هالوقت لأني ما اعرف وش ارد ؟؟
سكتت لمياء شوي وهي تشوف عذا بدت تصيح وفي عيونها تعب وإرهاق من تصرف زياد ؟؟؟
ابتسمت وقالت :: طيب هل تتوقعين ان الألماس ممكن يغني الواحد عن حياته ؟؟؟
سكتت بعد عذا وماردت ...
قربت منها لمياء أكثر وحطت وجهها في وجه اختها :: عاد هذا الشي جوابه سهل .. الألماس يغني والا مايغني ؟؟
هزت عذا راسها بالنفي ...
وكملت لمياء :: خلاص اجل ... سحر لايمكن تغني زياد عنك ... لأنك انتي حياته وهي مجرد اهداها عقد ألماس ... و ما أظن انك تفضلين الألماس على هدية مثل حياة زياد ؟
طالعتها عذا بعيون مليانة دموع :: حكي ... هالكلام كله حكي وزياد ماعاد هو اللي نعرفه ؟؟
ضحكت لمياء هالمرة بقوة :: لا لاتخافين زياد مثل ماهو ما يغيره الزمن ... ولو تبين اسألي ايا من كان عنه ... و أولهم انا .. وأضمن لك ان زياد مايقصد شي من وراء هديته لبنت عمه الا انه يهنيها بتخرجها .. ومناسبة مثل هذي تستدعي انه يتكلف عليها ؟؟ يعني هذي اول مرة يهديها و هدية تخرج وهي مو كل مرة بتتخرج من الثانوي بهالنسبة ؟؟؟
سكتت عذا وما ردت وراحت تلعب في أظافرها وكل شوي شهقاتها ترجع ...
تنهدت لمياء :: يعني مو واثقة في كلامي ؟؟؟
صاحت عذا وغطت وجهها بيديها وزادت شهقاتها الناعمة ...
تنفست لمياء بعمق وهي مو ناقصة هم على همها .. وتقدمت من اختها وخذتها في حضنها :: عذا ترى ما يسوي عليك تسوين بعمرك كذا ؟؟؟
تكلمت عذا وراسها على صدر اختها :: المشكلة ان ندى تقول لي كلام عنه يناقض الواقع اللي يسويه ؟؟
رفعت لمياء حاجبها :: ووش قالت لك ندى ؟؟
ابتسمت عذا بهدوء وسط دموعها وهي تتذكر الكلام اللي سمعته من ندى... :: قالت شي حلو (( ومسحت دموعها )) ...
طالعتها لمياء بابتسامة سخرية وهي تهز راسها :: انتي مجنونة وهو أجن منك ؟؟ ووش قال ؟؟؟
التفتت لها عذا :: سلامتك .. لكنه سر حلو ؟؟؟
مسكتها لمياء مع يدها تشجعها :: طيب قومي ننزل ولا تخلين الشياطين تلعب عليك مرة ثانية ؟؟؟ زياد يحبك وانتي عارفة هالشي ؟؟ وعارفة ان سحر ماتعني له اكثر من كونها بنت عمه ... فلاتضايقين عمرك على مثل هالخرابيط مرة ثانية ...
هزت عذا راسها .. ووقفت لمياء تسحبها من يدها تعاونها توقف معها وراحت عذا لدورة المياه غسلت وبدلت ملابسها وعقبها نزلت تتبع لمياء للدور الأرضي عند اهلها ..
حصلتهم مجتمعين كلهم في الصالة عند التلفزيون بعد ماخلصوا من الفطور ... ومابعد حان وقت الصلاة علشان يروحون خصوصا ان الجامع قريب من عندهم يعني مايحتاج يطلعون للصلاة من بدري ... تقدمت وجلست جنب ابوها ...
اما هو فكان مسلط نظراته على اخته ،، حاس ان فيها شي مو طبيعي ... هي فعلا الله اكرمها بنعمة انها تقدر تخفي مشاعرها وتظهر العكس لكن عليه هو لا ...!!
يعرفها ويعرف وش اللي ممكن يضايقها لكن بيترك لها الساحة علشان هي تجي وتتكلم معه ..!! ماوده يحسسها انها فشلت في إخفاء مشاعرها ....!!
أما لمياء فـ ماكانت حاسة فيه يطالعها .. جالسة جنب مهند وتلون هي واياه في دفتر التلوين بعد ما نزلت من عند عذا واقنعتها .. مبتسمة وتعلق مع اهلها وكأن شي ماصار أمس ...
دخلت عليهم سارة جاية من الملحق الخارجي ورمت الجوال على عذا::/ خذي...!! ترى حملت لك مقاطع إنما إيه بتنهبلين عليهم..
خذت عذا الجوال ::/ و من وين جايبتهم ؟؟
تقدمت سارة وانسدحت على رجل امها وهي تقول ::/ يعني من وين ؟؟ أكيد من الكمبيوتر ؟؟ عاد قلت احملهم لك علشان تشوفينهم عارفتك ماتحبين تجلسين عالكمبيوتر ...
ابتسمت عذا وحطت الجوال جنبها ... نط عليهم أسامة بالسوالف لما طالع سارة وعذا ::/ وش دعوى يا الحبيبات ؟؟ يعني ماسولفتوا لنا أمس عن حفلتكم ولا شي ؟؟؟
سارة متأثرة و تتطنز عليه ::/ يووووووووووه حرام علينا والله ؟؟ ماقلنا لك فلانة وش لابسه والا علانة وش لون مكياجها ؟؟؟ مالنا حق بصراحة قليلات ادب ..!!
ضحكت لمياء عليهم ::/ مو قصده كذا اخوك ؟؟ قصده ماقلتوا لنا وش شفتوا وش كلتوا وكيف طريقة تقديمهم للحلويات ..؟ كذا يعني شغل حريم ؟
التفتت عليها عذا ::/ انتي عاد اللي كلش علمتينا وش سويتي أمس ؟؟؟ كل اللي نعرفه انك تعبتي وجيتي لبيتنا يوم خلصت العزيمة ..!
اصفر وجه لمياء لما تذكرت الموقف ::/ أنا ماعندي شي جديد ...؟ يعني أهل فهد وانتم عارفينهم مايحتاج أسولف لكم عنهم ؟
سألها عبدالله ::/ وش اخباره ناصر ؟؟ عسى تحسنت حالته ؟؟
لمياء وتحاول تبتسم ::/ الحمدلله على كل حال ... مايقدر يمشي الا بالعكاز ويده اليسار مايحركها كثير ..يعني يحتاج علاج طبيعي أكثر ...
التفتت على اخواتها وأمها علشان تضيع السالفة ::/ المهم انتم وش سويتوا ؟؟ من شفتوا هناك ؟؟؟
نقزت سارة من مكانها وكأن الفرصة جتها من السماء حطت يديها على وجهها وهي تقول ::/ اسكتي يالمياء اسكتي تكفين لا تذكريني ؟؟؟ وش بيت عندهم ؟؟ وش خدم ؟؟ وش نعمه هم عايشين فيها ؟؟؟ صراحة خيال ؟؟؟
ضحكت امها ::/ اللي يسمعك يقول ماعمرها شافت خير ؟؟
التفتت عليها سارة ::/ وانا صادقة .. خيرهم هذا ماعمري قد شفته ؟؟؟
والتفتت على اخوانها ::/ لا ولا يمديكم ... هذيك الألماسات والطقوم والساعات ..؟؟ يعني قاعة الإحتفال كلها تلمع ...
أسامة وهو متحمس ::/ طبعا انتم ماتلمعون مثلهم ؟؟
تحمست معهم العذا ::/ اسكت والله اني اول مادخلت البيت وشفت المعازيم .. تفشلت حسيت اني رحمت نفسي ؟؟
ناظرها ابوها مبتسم ::/ علشان ماعليك ألماسات ؟؟ ولا ساعة فخمة ؟؟؟
بلعت عذا ريقها لما حست انها جرحت أبوها ::/ لا مو هذا القصد .. بس .. انه
نطت سارة تنقذ الوقف ::/ والله يبه حتى واحنا مانلمع مثلهم لكن لفتنا الإنتباه وجذبنا الأنظار....
والتفتت على عذا تغمز لها بنبرة استفهام::/ والا عذا ؟؟؟ مو كأن أحد يطالع فيك كل أمس ؟؟
ام عبدالله عصبت بمزح على كلام سارة لما شافت ألوان قوس قزح بوجه عذا ::/ سارة لاتقعدين تخربطين علينا بتخيلاتك ؟؟؟؟؟
قامت سارة على ركبها منصدمة ::/ يمـــــــــــــــــــــــــــــــــــه ..!! والله العظيم ان ام راشد كل أمس وهي تقز عذا من فوق لتحت ؟؟ احلفي انك ماشفتيها ؟؟
ضحك عبدالله ::/ ههههههههههههههههههه وانتي مشتغلة رادار بالمجلس ؟؟ أكيد انك مطولة لسانك علشان كذا ماطالعتك وطالعت عذا ؟؟
التفتت له سارة ::/ لا والله حتى من جلست ما تكلمت .. لكن وش نسوي النصيب حتم علي ان عذا تكون اكبر مني علشان كذا الأنظار عليها ...
نزل ابو عبدالله يديه على كتوف عذا اللي ماتت من الحياء ::/ حبيبتي والله كسرت الساحة ..........!!
ضحكوا كلهم على عذا اللي بدت تفرك جبهتها وتزدرد ريقها بصعوبة من الخجل والإحراج ...
التفتت الجوهرة على محمد مبتسمة وكانها تستأذنه .. وهو طالعها بنظرة تأييد وموافقة وكأنه يقول .. يالله تكلمي ؟؟؟؟
وجهت ام عبدالله نظرها لعيالها وهي تقول ::/ بس بصراحة أمس احلى وحدة من البنات كانت ريم ماشاء الله عليها ... سنع وذرابة بصراحة دخلت قلبي ...!
التفتت لها سارة ::/ قصدك بنت خالة سحر ؟؟
هزت ام عبدالله رأسها بنعم وهي تكمل ::/ والله الود ودي أنها ماتضيع من يدي ..؟ يعني كل المواصفات الزينة فيها ..
وسلطت نظرتها على عبدالله اللي استغرب منها وارتبك وماعرف وش اللي المفروض يقوله والا يسويه ؟؟
كملت ام عبدالله ::/ عاد فكرت أخطبها ........................!!
كل الموجودين سكتوا وتحمسوا لكلام امهم ؟؟؟ تخطبها ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أسامة وهو يضحك ::/ يا حبك للتنكيت يمه .. مادري متى بتكبرين ؟؟
ناظرته أمه بغضب كاذب ::/ أنا ما أنكت انا صادقة .. ودي اخطبها لك ياعبدالله .. وش رأيك ؟؟؟
سكت عبدالله منصدم من كلام امه لأنه ماتوقعه .. وبعدين طالعها وهو مبتسم ::/ إيه يمه بس عاد انا ما خلصت دراستي ؟؟؟
طالعه أبوه ::/ كم باقي لك من سنة ؟؟؟
التفت عبدالله لأبوه ::/ هالسنة والكورس الجاي وأخلص بإذن الله ...
تهللت أمه بالفرح ::/ خلاص أجل ... شوف احنا نخطبها لك زين .. ..!! وقبل لاترجع لكندا تتملك ... وفي إجازة بين الفصلين تعال تصير استعديت انت هناك لجيتها معك وهي هنا تتجهز وتحددون الزواج وتجي وتعرس وتسافر بالسلامة ..؟
خاف عبدالله من الفكرة ::/ إيه يمه بس عاد خليها لحد ما اتخرج ؟؟ يعني أخطبوها وإذا تخرجت تزوجت ؟؟؟؟
تنهدت ام عبدالله بقلة صبر:/ يا حبيبي ياعبدالله .. وش تبينا نقول للعالم ؟؟ والله بنخطب بنتكم لحد مايتخرج ولدنا بعد سنة ونص ؟؟؟ صعبة يمه ؟؟؟ الدنيا مو مضمونة ؟؟ انت بتتعلق فيها وهي بتتعلق فيك واحنا مانضمن الظروف ؟؟ هذا طبعا إذا وافقوا اهلها ومارفضوا وهذا هو الأكيد ؟؟؟ لكن إذا قلنا لهم انك بتتملك وتتزوجها وتآخذها معك اكيد ما راح يكون لهم حجة من هالناحية ؟؟؟
صفقت سارة بفخر ::/ أحلى اللي واثقة من ولدها ....................!!
ابتسم عبدالله لأمه ::/ والله مادري يمه .. فاجئتيني بقرارك .. يعني انا ما فكرت أبدا اتزوج قبل لا أتخرج ...
ابتسمت له لمياء وقالت ::/ شوف انت استخير هاليومين ورد لنا خبر .. وبعدين انت طموحك اكبر مو قلت لي تبي تقدم اوراقك وتكمل دراسات عليا ؟؟؟ إذا خلاص فيك فيك الزواج وانت مسافر سواءالحين والا بعدين ؟؟ يعني خلها الحين مادام لقينا لك البنت السنعة وبعدين مو كل مرة بنلقى لك وحدة ...؟؟
سكت عبدالله وهو شبه مقتنع بكلامهم .. يعني مافيها شي لو تزوج وهو يدرس وخذها معاه ...؟؟ كثير من زملاؤه سووها قبله والحين هم مستقرين ...
قاطعته امه ::/ وبعدين انت مو صغير يمه اللي في سنك تزوجوا ؟؟؟ وتخرجوا بعد ؟؟
التفتت لها سارة :/ يمه حرام عليك تكبرينه هالكبر ؟؟؟
ضحك أسامة بخبث ::/ هيه انتي على بالك اخوك صغير
قاطعه عبدالله ::/ أقول اكرمنا بسكوتك يالحبيب محد طلب رأيك ؟؟
استرسل أسامة في الكلام ولا عليه ::/ ترى أخوك بيوصل للـ 24 ،، و يكون في معلومك تراه متأخر سنة عن الدراسة وراسب سنة ...
شهقت عذا مستغربة رسوب عبدالله ::/ صدق عبيد ؟؟؟ انت راسب سنة ؟؟
ابتسم لهم عبدالله وهو يطالع أبوه ولمياء ::/ وش أسوي من الحب ماقتل ؟؟؟
صرخت سارة بفضول ::/ الحين تقولون لي وش السالفة ؟؟ مو معقولة هذا عمري ولا ادري عن هالخبر ؟؟ يالله يمه تكلمي بسرعة ؟؟
ضحكت لها أمها على لقافتها ::/ الله يسلمك عبدالله وزياد زي ماتعرفين كبر بعض ... ويوم بغينا ندخلهم المدرسة مرض اخوك علينا واضطرينا نسافر أمريكا نعالجه وهالقصة انتي عارفتها .. وعلشان كذا تاخر سنة وكذلك زياد ما دخلناه للمدرسة علشان عبدالله نبغاهم يكونون مع بعض ؟؟
ولما دخلوا المدرسة ومشوا فيها ووصلوا أولى ثانوي رسب زياد في الفيزياء
قاطعها عبدالله ::/ اكره ماده عنده ...!!
ابتسمت امه وكملت ::/ واخوك من شدة التضحية قرر يحمل ماده مثله علشان يا إما ينجحون سوا والا يرسبون سوا .... وفعلا كل الأثنين حملوا مادة زياد فيزياء وعبدالله أدب عربي .. ولما جاء وقت الإعادة كان إختبار عبدالله قبل إختبار زياد بيوم .. وعبدالله ضامن نجاحه لكن الخوف من زياد .. فقرروا انهم مايدخلون الإختبار نهائيا علشان يضمنون انه مايروح رسوبهم تعب .. وبس عادوا اولى ثانوي ....!!
عذا وسارة اللي اول مرة يسمعون هالخبر انصدموا .. وكمل لهم عبدالله ::/ الله يرحم هذيك الأيام .. لا وانا طلعت لي البعثة لكن هو ماطلع له شي .. قررت أكنسلها بس هو هالمرة وقف بوجهي ومنعني وحلف لو فكرت اني أكنسلها يروح يدرس معي على حسابه .. عاد ماهان علي وقبلت بالبعثة .. لا وكان المقرر اني أسافر بداية الترم الثاني علشان كذا زياد جلس ترم مادرس الجامعة ولما سافرت هو قدم اوراقه للجامعة ودرس ..
ابتسمت عذا بفخر لأخوها ::/ صداقتكم حلوة ؟؟؟
وقف ابو عبدالله وهو يضحك ::/ هههههههههههه الا هبال وانتي الصادقة وما شافت الحلى .. المهم يالله ياعيال نلحق الصلاة لا تفوت ؟؟؟
قاموا كلهم للمسجد ... ولمياء قامت معهم لأنها سمعت جوالها يرن في الغرفة الثانية ..
دخلت للغرفة وخذت الجوال وهي عارفة من المتصل لأنها عارفة النغمة ....
تنهدت وهي تقفل جوالها وما حست إلا بيده على كتفها ,, ولما رفعت رأسها شافته قدامها واقف ...
ابتسم لها عبدالله ::/ أنا حاس انك مو طبيعية وفيك شي ...؟؟
حاولت لمياء تتكلم لكن قاطعها عبدالله وهو يكمل ::/ لا تتحججين بأي كذبة .. ترى أنا صدق مو معكم بالبيت ومسافر لكن هذا (( وأشر على قلبه )) يحس فيكم ؟؟؟ وانتي بالذات ماتقدرين تلعبين علي بأكاذيبك ؟؟؟
ابتسمت له لمياء ودمعتها اللي كانت تحاول تدرايها نزلت و جرحت خدها ..
مسحها لها عبدالله وهو يبتسم ::/ إذا رجعت لنا كلام ثاني ؟؟؟ وياويلك لو كذبتي علي ؟؟ ((وأشر على جوالها )) وهالمسكين ردي عليه من الصبح وهو يتصل عليك ؟؟؟ ومهما كانت المشكلة ترى فهد مايستاهل ؟؟؟؟
مسح على رأسها بحنان الأخوة ومشى للباب رايح للمسجد مع أبوه وأخوه اللي ينتظرونه بالسيارة ... !!!

dali2000 13-03-10 02:30 PM

باله مشغول بالحيل ... يمشي وهو مو حاس باللي حوله .. بقدرة قادر مشى من الباب للسيارة وركب ....
جالس على مقعده بجسمه بس ..!!!! لكن روحه وتفكيره مو معه ... العصبية باينه على ملامح وجهه .. من تقطيبة حواجبه وهز رجله ...
(( يعني خلصوا بنات العالم ومابقى في السعودية إلا هي يخطبونها ؟؟؟؟؟ الحين كل اللي حضروا هالحفلة المشئومة ماعجبها منهم احد إلا عذا ؟؟ أصلا هي بأي حق تشوفها بهالنظرة ؟؟ هي الحين في عداد المتزوجات خلاص انتهى الموضوع و مو في حاجة أحد يخطبها ؟؟؟ معقولة بيتقدمون رسمي لعمتي ؟؟؟ مستحيل لو وافقوا عليهم بطربق الدنيا على روسهم ؟؟ بس من حقهم ،، أنا إلى الحين ساكت وما تحركت ؟؟؟ لا قلت لعمي عن البيت ،،، ولا تكلمت مع عمتي وزوجها بشكل رسمي وخطبتها منهم ؟؟؟ يعني أكيد بيوافقون على راشد ؟؟ واحد دكتور ومنصبه عالي ومستقل بحياته وش يمنعهم من القبول ؟؟؟ لكن إن شاء الله عذا ترفض ... يارب إنها تحبني وترفضهم علشاني يارب ؟؟؟؟!!!))
كان تركيزه وتفكيره مسخر على هالموضوع اللي فاجأته به ندى أمس بالليل ،، وماحس بولد عمه اللي ركب السيارة له اكثر من عشر دقائق ...
مصعب مستغرب شرود زياد ::/ زياد ؟؟؟؟
فز زياد من مكانه مرتبك ::/ هـ ـ ـ هلا هلا ؟؟ وش عندك تصارخ ؟؟ ياخي الناس تسلم تصبح بالخير مو تمد لسانها ؟؟
ضحك عليه مصعب ::/هههههههههههه لا والله ؟؟ والناس بعد ترد السلام ترى ... لي عشر دقائق وانا أسلم وانت مو معي أبداً...
ابتسم له زياد وهو يحرك السيارة ::/ زين السموحة ماانتبهت لك ... وعليكم السلام .
اعتدل مصعب في جلسته :::/ إيه وعلومك ؟؟؟ وش تفكر فيه ؟؟ لاتقول لي سلامتك لأني مستحيل أصدقك ...!!
ابتسم له زياد ::/ مالقيت لي شغل أفكر بسلامتك .... أفكر بمستقبلي إن الله كتب لي عمر ..
ناظره مصعب بجدية ::/ إيه وبعدين ؟؟؟ وش لقيته ؟؟
التفت عليه زياد :/ بس لقيت اني لازم اتخرج وأثبت نفسي في الشغل و أتزوج وأكون أسرة وأفتح لي بيت ؟؟؟ وش رأيك ؟؟
انشرح قلب مصعب من كلام زياد ولمعت عيونه فرحة ::/ هذي الساعة المباركة اللي فكرت فيها تعرس ..؟؟ بس ماقلت لي أحد في بالك والا بتوصي ندى وإلا تكلم امي ؟؟
ضحك عليه زياد ::/ لالا اللي ابيها مختارها وخالص بس باقي أخطبها من ابوها ويوافقون اخوانها واتملك وتصير تحت جناحي واخلص ....!!
هالمرة توسعت ابتسامة مصعب للفكرة اللي جت بباله وأخير بتتحقق وبتتهنى اخته ::/ زين والله أجل خير البر عاجله ... كلم أبوها و شف وش رايه ؟؟
زياد ونظره على الطريق والجامع قدامهم ::/ أكيد قريب إن شاء الله .. بس عاد عجل انت وسوها معي ؟؟؟ (( وضحك))
مصعب ::/ كأنك عارف باللي في قلبي ... خلاص انا عقب اللي شفته امس ما راح يمر الصيف الجاي إلا وعروسي في بيتي ؟؟؟
طالعه زياد بحاجب مرفوع ::/ وش اللي انت شايفه امس ؟؟؟ لا يكون متنكر وداخل مع البنات ؟؟ تسويها تراك ؟؟
ضحك عليه مصعب :/ لا وش دعوى ..!! شفتها بالصدفة والله وانا راجع للبيت آخذ اللاب توب حقي ...
ابتسم له زياد وهو يبركن سيارته ::/ زين وعرفتها ؟؟
مصعب ::/ لا مادري من هي ؟؟ لكن حفظت لبسها وشكلها وأبسأل سحر عنها ؟؟؟
ربت زياد على كتفه ::/ أجل خلاص من نتخرج نعرس وش قلت ؟؟؟
مصعب وهو مبسوط ::/ مرة لا تشغل بالك ... انا على الأقل باقي لي مادة اختبرها نهاية الشهر الجاي وارتاح مو مثل بعض ناس باقي لهم ترم ؟؟
زياد وهم ينزلون من السيارة ::/ استغفر ربك لا يبلاك وتقعد الترم الجاي معي .. وبعدين هذا اولها خيانة ؟؟ ناوي تعرس هالصيف وانا اقعد اندب حظي ؟؟؟
مشى مصعب لبوابة الجامع وجنبه زياد ::/ لا لاتخاف يا ابن الحلال ماراح اعرس الا انا واياك بليلة وحدة .. علشان انا أدعمك وانت تدعمني ؟؟
ضحك عليه زياد ومشوا اثنينهم داخلين مع بوابة الجامع علشان يحضرون الصلاة اللي نادى المؤذن لقيامها .................................!!
-------------------------------------------------------------------------------
في الطرف الثاني .. كانت هي واقفة قدام باب الجناح ومترددة انها تدق الباب .. خايفة من ردة فعل امها ومن المنظر اللي ممكن تشوفه ؟؟؟ تخاف ان امها منفعلة وتقول لها كم كلمة والا تشوفها تصيح ؟؟؟ خذت نفس عميق ويدها على قلبها ودقت الباب على خفيف بعد ما سمت ...
انتظرت رد أمها لكن محد رد لها الصوت .. تنحنحت ودقت الباب بقوة شوي ..
ارتعدت اوصالها لما وصلها صوت أمها :::/ ميـــــــــــن ؟؟؟
بلعت ريقها وجففت عرقها ::/ هــ ذي أنا .. يمه ؟؟؟ سحورة ؟؟
ام مشاري ::/ وش عندك حبيبتي ؟؟
حاولت سحر انها تتماسك مهما يكون هذي أمها ولازم تعرف السالفة ::/ سلامتك يمه بس معليش أدخل ؟؟؟
سمعت الموافقة من امها ودارت بمقبض الباب تفتحه ... دخلت وشافت امها متمددة على السرير وعليها نظارتها وبيدها مجلة تلهي نفسها فيها ...
ابتسمت سحر لما شافت امها تبتسم لها ،،، لكن لما قربت لأمها أكثر شافت آثار الدموع على عيونها لكن ما حبت تحرجها ...
راحت من الجهة االثانية وصعدت السرير وقربت لأمها وحطت راسها على كتفها وحضنتها ... ام مشاري ماقدرت تمسك نفسها أكثر .. حضنت سحر اكثر وباستها على رأسها وهي تقول ::/ انتم اللي مصبريني ... وانتم حيلتي ...
رفعت سحر راسها لأمها باستفهام واول ماشفت دموع أمها ماقدرت تمسك عبرتها .. نزلت دمعتها لكن لحقت عليها ومسحتها .. قربت يدها لخد امها ومسحت دمعة امها الغالية ...
وبعد دقائق قالت سحر وهي منزلة رأسها ::/ يمه ...
ام مشاري وهي تلعب في شعر سحر النايمة على كتفها ::/ سمي حبيبتي ؟؟؟
تلعثمت سحر ::/ يمه .. ليش عصبتي اليوم من ابوي ؟؟؟؟ ليش تهاوشتوا ؟؟
ابتسمت لها امها ::/ ماتهاوششنا حبيبتي .. ولا صار شي .. بس مشادة كلامية وانتهت لا تشغلين بالك ..؟
رفعت سحر راسها لأمها وباصرار ::/ لا يمه .. ماكانت مشادة كلامية ؟؟؟ انا شفتك وشلون تأثرتي خصوصا لما (( وبلعت ريقها )) لما جاب أبوي طاري العمة ام عبدالله .. ( ونزلت راسها )
سكتت شوي ام مشاري وبعدين قالت ::/ انتي تعرفين انها مو عمتك .. هي بس عمة عيال عمك سلطان لأنها اخت ابوهم من الأم .. وابوك وعمك اخوان من الأب صح ؟؟
هزت سحر رأسها بالإيجاب وطالعت أمها تحثها تكمل ... لكن ام مشاري سكتت وكأنها ماتبي تعيد شريط الذكريات المرة في بالها ..
لكن سحر ماتركت لها فرصة ::// يمه قولي وش فيها ام عبدالله .. يمه ترى انا كبيرة كفاية الحين.. والمثل يقول لا كبر ولدك خاوه .. يالله خاويني واعتبريني صديقتك وفضفضي لي ...
مسحت ام مشاري على خد بنتها وهي تبتسم تنهدت وبعدين قالت ::/ والله وكبرتي ياسحر وصرتي صديقتي ...
ضحكت سحر وهي تحب يد امها وتحطها على خدها ::/ يالله عاد تكفين لاتشغلين بالي وتخليني أبحث من وراك واسمع القصة من غيرك ...!! قولي لي أنتي ..
سكتت ام مشاري وكأنها تستعيد ذكرياتها المريرة اللي قاستها في شبابها وبدون مقدمات دخلت في الموضوع :::// جدك سليمان الله يرحمه يوم كان أيام شبابه كان حاط عينه على بنت عمه يبي يتزوجها ..و كانوا يقولون انه عاشقها وانه مايبي غيرها مهما يكون ويصير ... ولما كبر وصار في سن الزواج تقدم لها وخطبها رسمي من عمه لكن تفاجأ لما رفض عمه يزوجها له والسبب انه خايف من الوراثة .. وهالوراثة ان جدك الله يرحمه كان له اختين واخو ما يسمعون يعني (( صم )) و اللي هي عمتك هياء اللي الحين هي بالشرقية وعمتك منيرة توفت قبل لا انتي تشوفينها ... وعمك صالح اللي بجدة ... المهم حاولوا معه يبون يقنعونه بس هو رافض لأنها بنته الوحيدة ومايبي يفرط فيها .. رضخ جدك لقرار عمه وانكتب عليه انه مايآخذ اللي تمناها طول عمره ... بعد مدة ضغط جدك الكبير على جدك سليمان انه يتزوج لأنها مو حلوة يقعد طول عمره عازب .. وفعلا اكرهوه على الزواج وخذ عمتي اللي هي جدتك مضاوي أم ابوك الله يرحمها .. كانت هذاك الوقت من عائلة غنية ومعروفين بالخير والكرم والله معطيهم من كل نعمة ... تزوجها جدك من ورى خاطره علشان كذا مالقت منه الله يرحمها اهتمام واحترام هذا على حد قولهم .. لكن زمن اول كانت الوحده مهما يكون زوجها إلا انها ماتتطلق ... فصبرت عليه جدتك وقاست معه الأمرين وهي صابرة ..
وعقب فترة من زواجهم جابوا أبوك ابراهيم ولما صار عمره تقريبا خمس سنين نوت جدتك تحج فرضها .. لكن ابوك سليمان رفض أنها تروح او هو يروح معها ... حاولت تقنعه ان هذا فرضها ولازم تقضيه لأنها ماتضمن عمرها ... بس هو رفض ... لكن ما طالت المدة إلا ووافق والسبب جدي .. اللي هو ابو جدتك مضاوي تدخل بالسالفة وقال له انها بتروح مع أخوانها الأثنين اللي بيحجون وكانوا أبوي الله يرحمه واحد منهم ومعه أمي ...رضخ جدك وسمح لها تروح وهو كاره لهالموضوع .... المهم هي تجهزت وودعت ولدها عند اهله ومشت هي وأبوي وعمي واللي كانوا مخاوينهم للحج ... طبعا اول كان الواحد إذا بغى يحج لازم يمشي لمكة قبل بشهرين أو أكثر لأن المسافة بعيدة وهم على الجمال ...
المهم بعد أسبوعين او ثلاثة من سفرهم جت اخبار للديرة تقول ان الحجاج اللي متوجهين لمكة نزلت عليهم حمى مكة وان اغلبهم ماتوا في الطريق .. اختبصوا اهل الديرة والكل قام يسأل عن اهله وربعه واحبابه ...
ولما استقصوا الموضوع وتبينوا .. صارت جدتك وأبوي وأمي وعمي في عداد المتوفين ،، (( تنهدت ام مشاري بحزن وهي تتذكر هالسوالف ونزلت دمعتها على خدها )) حزن عليهم جدك وحزنوا عليهم كل اهل الديرة ...
المهم مرت الأيام ورى بعض وقرر ابوك سليمان يتزوج بنت عمه اللي كان عاشقها .. وكان وقتها عندها بنت ومطلقة ... والبنت هذي هي الجوهرة أم عبدالله ...
تزوجها جدك بعد ما اقتنع عمه أنه ممكن يجيب عيال سليمين وخصوصا لما شافوا أبوك إبراهيم سليم ومافيه إلا العافية ...
عاشت البنت مع امها وعاشوا كلهم مع بعض وجابت عمك سلطان من جدك وكبروا العيال وصاروا شباب والجوهرة كبرت وصارت حرمة وتتغطى عن ابوك لأنه مو محرم لها .. بدأ جدك يتضايق من الوضع لكن ما كان بيده حيلة وش يسوي يطردها مثلا ؟؟؟
و بعد ماخلص أبوك من الثانوية راح لجدك وشاوره أنه يتزوج الجوهرة علشان ترتاح هي من الغطاء وهو يآخذ راحته بالبيت ...!!
استانس جدك على هالقرار وخصوصا ان ابراهيم هو من نفسه اللي طلبه منه ومو هو اللي اجبره مما يعني أنه كان يبيها .. (( سكتت ام مشاري عند هالكلمة وخذت نفس عميق ))
استحثتها سحر اللي تحمست للسالفة ::/ إيه يمه وبعدين .. كملي الله يخليك ..!!
طالعتها امها مبتسمة ::/ أبوك أيام شبابه كانت أطباعه صعبة جدا .. كان قاسي وعصبي لأبعد الحدود ... يعني تقريبا يشبه لشخصية مشاري أخوك الحين لكن مشاري أخف عصبية ... المهم تزوجها أبوك وهي ماكانت تبي لكن وافقت علشان جدك سليمان وعلاقته مع امها .. وعلشان ترتاح هي بعد في البيت ...
وعقب فترة من زواجهم و بيوم من الأيام طلعت هي من غرفتها في نص الليل منهارة وتصيح وراحت لغرفة عمك سلطان تشكي له ... كان وجهها فيه علامات ضرب .. (( والتفتت ام مشاري على بنتها المندهشة )) والظاهر ان ابوك ضربها وهي ماتحملت ...
عصب عمك وجدك على تصرف أبوك ... وعمك سلطان حلف أنها ماتبات عنده الليلة
وأرغموه كلهم انه يطلقها عقب ما اشتكت الجوهرة من كل شي .. من سوء المعاملة ومن انها ماتبيه ومستحيل تحس انه زوجها لأنها تعتبره اخوها ...!!
طلقها أبوك بإكراه منهم (( ابتسمت بسخرية )) وبسبب حبه الشديد لها ماقدر يتحمل .. وقرر يسافر يكمل دراسته في مصر .... لكن قبل لا يسافر خطبني جدك له من دون علمه ... (( نزلت رأسها بحزن )) وبما اني كنت يتيمة وعايشة عند جدي فرح جدي ان ولد بنته يبي يآخذ بنت ولده خصوصا أنه كان يبي أبوك ابراهيم يتزوج خالتك من قبل لكن ما الله راد فعلى طول وافق حتى من دون مايرجع لي ...
( تنهدت ) وتم زواجي من أبوك وسافرت معه لمصر ...
قاطعتها سحر ::/ كيف كان يتعامل معك ؟؟؟ يعني يحبك ويحترمك والا كان عصبي ؟؟
سرحت ام مشاري شوي قبل لاتقول ::/ اول ما سافرنا ما كان يطيق يجلس بالشقة طول وقته إما بالجامعة وإلا مع زملاؤه .. وانا كنت صابرة وأقول مالي بهالديرة الا هو وأصلا مالي بهالدنيا الا هو ... صبرت عليه وعلى غثاه .. وحملت بأخوك مشاري وتعبت من حملي وأبوك ماكان داري عني ...
كانت عيشتي معه بداية حياتنا مثل الجحيم ماتنطاق ... لدرجة اني اول ماولدت اخوك ترجيته اننا نرجع للسعودية أشتقت لجدي وأختي وأهلي ودي أشوفهم .. لكن أبوك رفض وماادري وش قصده .. يمكن كان وده يقهرني بأي طريقة ولقاها فرصة مناسبة له ..
ياما تهاوشنا على هالموضوع وكنت شوي و احب رجله بس ابي ارجع للسعودية ودي أحس بالامان ولو لأيام ...
وافق بعد ما خلصت دموعي وانا كل ليلة أصيح عليه .. ورجعنا لديرتنا الله لا يخلينا
وأبوك من نزلني في بيتنا ماعاد شفته لمدة اسبوعين كاملات ...
كنت كل ليلة أفكر في حالتي وفي اخوك .. انا يتيمة ومالي احد بهالدنيا وفوق هذا معي ولد .. وأبوك مادرى لا عني ولا عن ولده ...
عقب فترة سمعنا كلام ان أبوك قرر يرجع للجوهرة وبيتزوجها ... انهرت وصحت لما جفت دموعي ... كيف قدر ينسانا وينسى اعز الناس عنده اللي هو ولده ....
لكن بعد يومين من الهم والألم والحزن .. زارنا أبوك بعد صلاة المغرب ... لزم علي جدي اني أطلع له بس انا كنت كارهته وما ابغى أشوفه ... لكن جدي أصر علي ورضخت له وطلعت لأبوك انا ومشاري ..
طالعتها سحر مندهشة من هالقصة ::/ وكيف كان موقفه لما تواجهتوا ؟؟
ابتسمت لها امها وهي تلعب بأصابعها ::/ ما انكر اني شفت الشوق في عيونه .. لكن مكابرته عن انه يبيبن شوقه لنا كانت واضحه لي .. ابتسم لنا اول ماطلعنا وركض لي وخذ مشاري من بين يديني وحضنه بحنان حتى انا استغربته .. وبعد دقائق من لحظة الصمت قال لي اننا بنرجع لمصر بعد أسبوع ... لكن أنا رفضت وقلت له ماراح ارجع معك وقل للجوهرة تروح هي معك ... طالعني وهو منصدم .. وقال لي ::/ من جاب سيرة الجوهرة ... قلت له ::/ مو كنت مقرر ترجع لها ؟؟
طالعني وقال ::/ كنت لكن الحين ما رجعت لها ... وانتي وانا ومشاري بعد اسبوع بنرجع للمكان اللي جينا منه ...
عطاني مشاري وطلع وكان كلامه لي مثل اللي يامرني وانا ماصدقت خبر جهزت ملابسي وملابس ولدي ورجعنا مع ابوك لمصر .. وعقبها بشهر وصلنا خبر زواج الجوهرة من محمد ... وتوقعت ان هذا السبب اللي منع ابوك انه يرجع لها ..
مسكت سحر يد امها ::/ طيب وأبوي استمر يعاملك بقسوة ؟؟
التفتت لها امها بحنان وحاولت تحسن صورة ابراهيم في عيون بنته::/ بالعكس . أبوك انقلب معنا 180 درجة وصار هو اللي تشوفينه الحين .... ابراهيم الحنون الطيب اللي مايرضى عليكم بشي شين ...
معالم الدهشة كانت هي اللي مرسومة بإتقان على ملامح سحر الجميلة .. مستغربة هالكلام اللي عن ابوها ... معقول انه كان بهالقساوة ؟؟؟ مستحيل ؟؟؟ وكان متزوج ام عبدالله بعد ؟؟؟ مستحيل ثاني ؟؟؟ هزت راسها باستغراب وهي تدس راسها بحضن امها وغمضت عيونها وهي تتوسل لأمها ::/ يمه ماله داعي تتهاوشون مرة ثانية ؟؟ الحين هو طلقها وكل واحد راح بحال سبيله ...
مسحت على راسها ام مشاري وهي تهمس ::/ طلقها ايه لكن وهو كاره ..........!!
-------------------------------------------------------------------------------
دخل للبيت بعد مارجعوا من المسجد وهو متحمس بقوة ... اليوم كل شي واقف معه ..
اكتشف ان زياد يفكر بنفس تفكيره ،، وشاف اللي اعجبته ،، واللي رسخ هالفكرة بباله أكثر ان خطبة إمام الجامع اليوم كانت عن الزواج والستر .... ماعاد قدر يتحمل الفكرة وقرر انه خلاص بيكلم سحر اليوم وبينهي كل شي ...
دخل البيت ومشى على طول للصالة وترك اهله أبوه واخوه وولد عمه جالسين بالملحق الخارجي ..
دخل وشاف امه جالسة عند التلفزيون تطالع خطبة الجمعة ...
طالعها بنظرة لهفة ::/ يمه وين سحر ؟؟؟
رفعت ام مشاري راسها ::/ وعليكم السلام والرحمة؟؟؟
ابتسم مصعب ::/ السلام عليكم ؟؟ هاه وينها ...
دخلت عليهم سحر الصالة بيدها آيس كريم ::/ من هي اللي وينها ؟؟؟
التفتت عليها وهو مبسوط ::/ من غيرك انتي يا ست الكل ؟؟؟
وقفت سحر واللقمة بفمها وما مضغتها .. بلعتها وهي باردة ورفعت حاجبها ::/ أوووه وش عندك مصعب ؟؟؟ اليوم انا ست الكل ؟؟ اكيد تبي شي بسرعة جب من الآخر ..؟
ضحك مصعب بفرحة ::/ فاهمتني انتي والله ؟؟
قاطعتهم ام مشاري ::/ يعني بتسولفون وانتم واقفين ؟؟ اجلسوا طيب ؟؟
جلس مصعب وهو يسحب سحر من يدها علشان تجلس جنبه ::/ اسمعيني زين وركزي معي في اللي بقوله لك ؟؟
تنهدت سحر ::/ يالله اسمعك ... تكلم ؟؟
لف عليها مصعب ::/ شوفي .. فيه وحده امس من صديقاتك كانت حاضرة بفستان أورنجي أو ذهبي كذا يعني من هاللونين .. وكانت مو طويلة بالحيل يعني متوسط طولها؟؟؟؟؟؟؟
سكتت سحر تفكر وبعدين ردت ::/ مادري ما اتذكر أحد بهالخلاقين ؟؟
ضحكت ام مشاري ::/مصعب الله يخليك شوهت ملابس البنت ؟؟
ضحك مصعب ::/ وش اسوي ماعرف لألوانكم .. المهم هي شعرها كذا مو طويل بالحيل ولونه يمكن يشبه لون شعرك .. كانت واقفة عند المغاسل الخارجية بروحها ؟؟
أول ما قال مصعب هالكلام عرفت سحر من يقصد اخوها لأن محد راح لهذيك المغاسل الا هي ؟؟ لأنها قامت قبل الكل وماعرفت وين تروح وهي سحر بنفسها دلتها على هالمغاسل لأنها الأقرب والأوضح ...
ابتسمت سحر ::/ إيــــــــــــه ،، قول كذا من الأول .. الحين عرفتها ؟؟؟ بس عاد انت وشلون شفتها وش تبي فيها ؟؟؟
ابتسم مصعب وهو مستحي ::/ لمحتها يوم رجعت آخذ لاب توبي من الملحق ... مادري بس عجبتني ؟؟؟ وانا قصدي ونيتي شريفة ؟؟
ابتسمت له ام مشاري ::/ الحين هذا كله وانت لامحها بس ؟؟ اجل لو انك شايفها ؟؟؟
ابتسم مصعب ::/ يمــــــــه أرجوك لاتحرجيني ؟؟ المهم سحر من صارت ؟؟
طالعته سحر ::/ أسمها عذا وهي بنت عمة ندى وزياد وباقي لها سنة وتتخرج من الثانوي يعني أصغر مني بسنة وحده بس...!!
طالعتها امها ::/ عذا ماغيرها ؟؟؟
هزت سحر رأسها بالإيجاب ،، وضاق صدر ام مشاري من هالخبر لأنها مهما يكون ماراح تخطبها لولدها لأن اختها ودها فيها لراشد .. طالعت مصعب بحزن ..
ام مشاري ::/ ايه بس ترى خالتك ناوية تخطبها لراشد ...؟؟
طالعهم مصعب مصدوم ::/ على كيفـــــــــهم ؟؟؟ حنا تكلمنا عليها قبل ؟؟
طالعته سحر ::/ خلهم يخطبونها .. لو هي نصيبها معك فـ أكيد بيرفضون راشد وساعتها نخطبها لك ؟؟؟ وش قلت ؟
حس مصعب بخيبة امل كبيرة .. لما شافها لايعني انه حبها ولكن يمكن ارتاح لها .. لكن ابتسم بقناعة ::/ على خير ان شاء الله ... ولو لي نصيب معها بآخذها ؟؟؟
قام من عندهم بعد ماتكسرت مجاديفه وطلع لأهله بالملحق الخارجي وهو يدعي بقلبه انهم يرفضون ولد خالته ...
اما ام مشاري فالتفتت لبنتها وهي تقول::/ كتب الله ان شقانا يكون منها ومن بناتها..!!
تضايقت سحر من كلام أمها ::/ يمه وش اللي شقانا منهم الله يهديك ... مو حلو هالكلام منك ؟؟
ابتسمت لها ام مشاري ::/ أتمنى ان شقاهم يوقف لحد هنا وبس ...............!!!
لفت عن بنتها تطالع الشاشة .. و حست سحر بشي غريب ينهض مشاعر القلق اللي فيها لكنها طمنت احساسها وحاولت تتجاهله ولفت تطالع مع أمها التلفزيون ..!!
نزل راسه وحس ان قلبه يعتصر من الألم على أخته الكبيرة ... تنفس بعمق وهو يلعب بأصابعه تارك لها الفرصة انها تصيح وتتطلع اللي بخاطرها ... لأنها لو ماطلعته بالصياح معناتها بتحمله في قلبها وهذا خطر عليها ...
أما لمياء فكانت تصيح بحرارة .. وكل ما امسحت دمعه لحقتها أختها ...قالت لأخوها كل شي ... بينت له انكسارها وقلة حيلته ... وضحت له انه مو بيدها كونها عقيم بعقم مؤقت وهي تعالج الآن ... لكن لما شافته ضاق صدره و اعتفست ملامحه حاولت تهدي نفسها ولا تحاول تكدره .. مهما يكون هي ماتبي تحمله همومها لأنه هو نفسه مو ناقص هموم زيادة ...
رفع راسه وشافها تطالعه ابتسم لها ابتسامة صفراء وقال ::/ لمياء هذا كله قضاء وقدر .. وإذا الله كان كاتب لكم عيال غير مهند فصدقيني بتجيبونه حتى لو ما عالجتوا ...
شهقت لمياء بخفيف من الصياح ::/ عارفة هالكلام يا عبدالله والله اني عارفته ...
لكن هي خالتي الله يهديها مادري متى بتفهم ؟؟؟ وبعدين زنها على رأس فهد انه يجيب عيال كأنها تقول له تزوج بس بطريق غير مباشر ... وهذا اللي يقهرني ؟؟
عبدالله ::/ طيب و فهد وش يرد عليها ؟؟؟ وش يقول ؟؟
لمياء ::/ انا ما أظلمه كل مافتحت هالسالفة يقول الله كريم والله إذا حب عبده ابتلاه ومايترك لها مجال تنغزني بالحكي .. لكن اللي صار أمس هو اللي وتر أعصابي وخلاني مااقدر حتى اقابل فهد وودي اتهرب منه ..
طالعها عبدالله بحنان وهو متفهم ::/ طيب فهد ما أذاك بكلمة .. ليش تعاقبينه هو بذنب أمه ؟؟؟ وبعدين ماتشوفينه كل دقيقة متصل عليك ؟؟؟ يعني خايف انك لازلت متأثرة من اللي صار وده يتطمن عليك وانتي سافهته وما تردين ؟؟؟
طالعته لمياء بنظرة حزن وتفهم ... وكانها تقول عارفة ان كلامك صح بس وش اسوي بعمري ... أنا احبه لكن ما اقدر اقول له تزوج ؟؟؟ وفي نفس الوقت اتعذب من كلام امه الواقعي ...
ابتسمت لأخوها تهون عليه ::/ ماعليك إذا رديت عليه بحاول اطيب خاطره بكلمتين ؟
ضيق عبدالله عينه ::/ لا وامي تقول تزوج ؟؟ والله انتم الحريم مشكلة ... سواء انا غلطان والا لا كل شي يجي فوق راسي ؟؟؟ والله انكم لاعبين علينا ؟؟
ابتسمت له لمياء ::/ ماعليك بكرة إذا تزوجت بتحس بشعور ثاني إذا زعلت وانت راضيتها أو العكس وساعتها تعال قول لي مشاعرك ...؟
ضحك لها عبدالله وهو يقوم ::/ زين انا بطلع الحين وانتي كلمي فهد .. حرام ما يستاهل كل اليوم وانا اسمع جوالك يدق وعارف انه هو .. بس ما كنت متوقع ان هذي هي السالفة كنت احسب انه هو مزعلك بقولك يستاهل ... لكن في هالحالة أقول لك لا حرام عليك .. وتراه مايهون ابو مهند ...!!
ابتسمت له لمياء من بين دموعها وهي تشوفه طالع من المجلس .. نزلت عينها على جوالها اللي كان على الطاولة ومقفل ... خذته وفتحته وما امداها الا ومايقارب عشر رسائل وصلتها .. كلها تقول ان فهد اتصل عليها لماكنت مغلقة جهازها ....
بلعت ريقها وحاولت تمسك نفسها علشان ماتصيح .. وضغطت على رقم فهد علشان تكلمه ...!!
.
.
.
.
طلعت ام عبدالله من المطبخ وبيدها طماطة وبيدها الثانية السكين .. راحت للصالة وهي معصبه شافت عذا تكلم في التليفون وتضحك وشكلها مرتاحة ومستانسة ...
وقفت ام عبدالله وحطت يدها على خصرها ورفعت حاجبها ..
ام عبدالله ::/ من تكلمين حضرتك ؟؟
طالعت عذا امها وهي تكلم بالتليفون ::/ لحظة هناء دقيقة .. يمه هذي هناء ؟؟ تبين شي ؟؟
طالعتها ام عبدالله ::/ يعني بالله ماتسمعيني تو انادي ؟؟؟ اخوانك وينهم ؟؟
عذا ::/ لمياء بالمجلس وسارة مع ابوي فوق في السطح وعبدالله تو شفته طالع فوق .. وأسامة مادري ماجاء معهم من الصلاة ...
تنهدت ام عبدالله ::/ زين سكري السماعة واتصلي على ندى قولي لهم يجون يتغدون معنا بننتظرهم ...
عذا ::/ إن شاء الله يمه شوي بس ...
عطتها امها ظهرها وهي تأكد عليها علشان تستعجل تتصل عليهم ويمديهم يتجهزون ..
اعتذرت عذا من هناء وسكرت منها السماعة واتصلت على ندى ..
مرة ،، مرتين ،،، ثلاااااث ولا أحد يرد عليه .. تأففت بقرف وقامت رايحة لأمها بالمطبخ بعد ما يأست من انها ترد عليها ...
طلت براسها على امها في المطبخ ::/ يمه ندى ماترد ؟؟؟
التفتت لها ام عبدالله ::/ طيب اتصلي على جوال زياد ؟؟
شهقت عذا بدهشة ::/ مستحيل يمه أكلمه ... تعالي انتي كلميه ؟؟
ام عبدالله وهي تحرك اللي على النار ::/ طيب اتصلي عليه وإذا رد ناديني ؟؟
طالعت عذا امها بنظرات وكأنها تقول لها ترى بناديك وهذا وعد ... وطلعت من عندها راجعة لمكانها ...
مسكت سماعة التليفون واتصلت عليه وأصابعها ترتجف كلما ضغطت واحد من أرقام تليفونه ...
أول مابدأ يرن خذت نفس عميق وهي تحس قلبها ينتفض بين ضلوعها ..
........::/ هلا والله وغلا...!!
بلعت عذا ريقها وتزاحمت كل المشاهد اللي امس في عيونها وآخر شي وقف عليه الشريط يوم تكلمت سحر بالكلام المكتوب في الكرت ...
زياد وهو مستغرب الصمت ::/ ألووووووووو... ؟؟
وبعد مجهود عظيم وتزاحم دموع قدرت عذا تسحب هالكلمتين ::/ مرحبا ...
كيف الحال وش اخبارك ؟؟
زياد وهو مبتسم ابتسامة عريضة وحاس ان الله اليوم راضي عليه بسماع صوت عذاه ::/ بخير جعلك بخير ... وش اخباركم انتم واخبار عمتي ؟؟
عذا بخجل ::/ الحمدلله كلنا تمام . (( وبتلعثم )) ترى انا متصلة عليك أمي تبي تكلمك ..
ابتسم زياد ::/ زين اللي سمعنا صوتك أجل... وينها عمتي ؟؟
احترقت خدود عذا من كلمته ::/ لحظة شوي على بال ما اناديها ...
نزلت عذا السماعة على الطاولة وقامت تركض رايحة لأمها ويدها على قلبها وتنفسها مضطرب من سمعت صوته ... دخلت على امها في المطبخ ولقتها واقفة عند الفرن ..
عذا من ورى امها ::/ يمه يالله رد تعالي كلميه ..!
التفتت لها ام عبدالله ::/ زين .. بس تعالي حركي هذا وانتبهي له لا يلزق في القدر وإلا يحترق .. ترى بسرعة تلسعه النار ..
طالعتها عذا بخوف ::/ يمه ما أعرف .. اخاف يحترق وتهاوشيني بعدين .. قولي لميري ..
التفتت لها امها وهي مضيقة عينها ::/ يعني ميري فاضية الحين .. كل المطبخ على راسها ..
عذا ::/ زين هاتي ...
قربت عذا بتآخذ من أمها لكن وقفتها ام عبدالله لما قالت ::/ سلمتي على زياد والا على طول ناديتيني ؟؟
عذا وهي قريبة من امها ::/ لا سلمت عليه ..
ناظرتها امها بتوسل ::/ اجل خلاص روحي قولي له امي تقولك تعالوا تغدوا عندنا .. وانا خليني اجلس عند هذا .. يالله حبيبتي ..
طالعتها عذا بصدمة ::/ لايمه استحي تكفين روحي انتي ؟؟
ام عبدالله معصبة ::/ مو انتي دائما تكلمينه عادي .. وش معنى هالمرة ؟
سكتت عذا وماردت على امها وطالعتها بعيونها بس ...
تنهدت ام عبدالله :/ طيب معليش روحي هالمرة وتجرأي علشاني .. يالله عاد لطعتي الولد مسكين على الخط ...
تنهدت عذا من امها وعطتها ظهرها بتطلع ::/ ياربي منك دائما تغلبيني بهاللأسلوب .. هذا وانتي واعدتني تكلمينه اجل لو ماكنتي مواعدتني وش بتسوين ؟؟؟ تشوفين ماعاد اصدقك ..
صرخت لها امها ::/ عذا..!!
فزت عذا من صرخة امها ::/ طيب طيب خلاص آسفة والله مااعيدها ...
راحت تجلس وهي تتحرطم وماتدري وش بتقول ... خذت نفس عميق ورفعت السماعة لأذنها ..
عذا ::/ مرحبا ...
ابتسم زياد لما سمعها ::/ مرحبتين ... وينها عمتي ؟؟
تلعثمت عذا ::/ مشغولة هي الحين .. آآآآآآ هي كانت تبيك انت وندى تجون تتغدون عندنا اليوم ..
زياد بخبث ::/ بس هي ..؟ يعني انتم ما تبغونا نجي نتغدى معكم ؟؟
سكتت عذا ووجهها يحترق من هالزياد اللي ما يثمن كلامه ..؟ وحست بكلامه يرجع مشاعرها القديمة قبل لاتشوف وتسمع اللي صار يوم الحفلة ...
غمض زياد عيونه بحب وحاس بخجلها ::/ يعني كلكم ترحبون فينا ؟؟
عذا بإثبات خجول ::/ أكيد ... مافيها شك ..
تنفس زياد بصوت مسموع وهو يقول ::/ ودي والله اجي لكن مشغول شوي اليوم مع عمي علشان كذا ما اقدر اجيكم .. وندى نايمة الحين ومتى بتصحى وتتجهز الا والعصر أذن .. علشان كذا خلوها وقت ثاني ...
ابتسمت عذا بغصة لأنه فشلها وماجبر بخاطرها وأجل شغله لأنه طلبته يتغدا معهم ::على راحتك ... طيب ما اطول عليك .. مع السلامة ...
زياد ::/ زين مع السلامة وسلمي على الكل ...!!
عذا ::/ يوصل إن شاء الله ...!
سكرت عذا عنه وهي فيها غصة و قامت وراحت تعلم امها باللي صار .. وام عبدالله اول ما عرفت طلعت بتتصل على زياد تشوف وش سالفته ..
شرح لها زياد السالفة كلها وما خبى عنها شي .. في النهاية هي عمته وبحسبة امه ..
ابتسمت ام عبدالله وهي تقول ::/ زين حبيبي الله يوفقك يارب ... ويلين قلب عمك عليك ..
زياد ::/ آمين .. ايه ياعمة تكفين ادعي لي انه يوافق .. اخاف يركب راسه ويقول ليش ماقلت لي من قبل ويرفض ؟؟
ام عبدالله وتحاول تعطيه امل ::/ لا عاد مو لهالدرجة .. مستحيل يرفض إذا شرحت له موقفك ... وبعدين لك ضمانة مني انه بيوافق ؟؟؟ لأن ماعنده سبب مقنع للرفض..
زياد وهو مستعجل ::/ زين ياعمة انا استأذنك الحين بروح اشوفه وش يقول لأنك حمستيني؟؟
ابتسمت ام عبدالله ::/ زين .. يالله مع السلامة والله يوفقك ان شاء الله ؟؟ ولا تنساني بالبشارة ؟؟
زياد ::/ أبشري باللي يرضيك .. يالله فمان الله ..
سكرت ام عبدالله عن زياد وهي تدعي له بالتوفيق والثبات في الدنيا والآخرة .. وماانتبهت لعذا اللي كانت تآكلها بعيونها من الخوف والغيرة والقهر ...
ابتسمت لها ام عبدالله ::/ الظاهر موضوعه شديد علشان كذا مو جايين اليوم ..
عذا بنص عين ::/ ليش تقولين له الله يوفقك ؟؟ ليش هو وش يبي من عمه ؟؟
عقدت حواجبها ام عبدالله باستغراب ::/ وانت وش عليك ؟ الولد يقول لي اسراره ؟؟ ليش اعلمك اياها ...
حاربت عذا دمعتها ::/ يعني بيخطب سحر مثلا ؟؟؟
ناظرتها امها مستغربة وشلون طرى هالتفكير على بنتها ::/ سحر ؟؟؟؟ ليش من جاب طاريها وا لا طاري الخطوبة ؟
تجمعت الدموع بعيون عذا من دون لاتدري ::/ لا بس انتي تقولين لازم يوافق ومادري ايش عاد توقعت السالفة كذا ..
انتبهت لها امها وفرحت بخاطرها ببنتها وولد اخوها الغالي::/ لا لاتخافين ماخطبها ولا شي .. الموضوع مختلف تماما عن اللي تفكرين فيه ...
تنهدت عذا مرتاحة .. لكن مع ذلك ما خف اضطرابها و لا هبطت دقات قلبها المتسارعة .. لكن ابتسمت وطلعت من عند امها علشان ماتنتبه لها ولدموعها ...
.

شاف اسمها على شاشة الجوال ،، ما ينكر انه فرح واستانس لأنها ردت عليه بس في نفس الوقت شايل عليها بخاطره لأنها كانت سافهته وما عبرته ولا اهتمت بخوفه عليها .. كان محتار يرد و الا يعور قلبها عليه مثل ماهي سوت .. وبين معمة افكاره انقطع الخط ... لام نفسه لأنها كانت فرصته على الأقل يعاتبها ... وتوه بيرجع يتصل عليها الا والجوال يرن مرة ثانية برقمها ..
رفع السماعة على طول وسكت وما تكلم .. بيشوف هي وش تقول له ...!
اول ماسمعت لمياء نفسه في السماعة خنقتها العبرة .. وكل شي تجمع ببالها .. حاولت تتماسك وقالت ::/ ترى السلام لله ..!!
رد عليها ببرود ::/ انتي اللي متصلة مو انا..
انقهرت منه لمياء ::/ ايه بس انت كنت حارق جوالي بالإتصال ...
ضحك فهد بألم ::/ يعني كنتي تدرين اني اتصل ومتجاهلتني .. لا والأدهى والأمر انك قفلتيه لما أزعجتك ...! وكأنك تقولين لا عاد تدق لو سمحت .....؟
ضاق صدرها لمياء لما حست به متضايق ::/ انت عارف اني كنت متوترة من اللي صار أمس وبعدين حتى اهلي والله كنت اتحاشا اني اتكلم معهم ...!!
سكت فهد شوي وبعدين قال ::/ وانا لي دخل في التوتر اللي صار لك امس ؟؟
نزلت دمعة لمياء غصب عنها وهي تقول ::/ أنت أساسه .. مو طرف فيه ؟؟
تنهد فهد ::/ انتي ليه تبين تدخلني بهالسالفة بأي شكل ؟؟؟ ليش تحمليني المسؤولية ؟؟ لمياء انت عارفة وش وجهة نظري في هالموضوع ؟؟؟ مايكفي انك امس ماعبرتيني بالسيارة ولا حتى فضفتي لي باللي في خاطرك ؟؟؟ حتى من ركبتي وانتي معطيتني الريق المر وكأني أنا اللي موجه لك الكلام مو أمي ؟؟؟؟ وعلى طول ودني لأهلي ؟؟ وأتصل عليك وما من مجيب ؟؟؟ وارجع اتصل والقاك مقفلته ؟؟؟
سكت شوي لما سمع شهقاتها و عرف انها تصيح ... ماهانت عليه انها تتألم بعيد عنه ولايقدر يآخذها بحضنه ويواسيها .. يدري بالجرح اللي في قلبها والهم اللي على صدرها .. بس بعد هو وش حيلته وش بيده يسوي وماسواه ..
همس فهد في السماعة وكأنه تعبان ::/ قولي لي ليه تعذبين نفسك وتعذبيني معك ؟؟؟ مو احسن لو أنك جالسة بالبيت الحين عندي ؟؟؟ وتفضفضين لي كل اللي بقلبك ؟؟؟
سكتت لمياء وماردت عليه لأن فعلا كلامه أثر فيها .. وتمنت لو أنها ماجت لبيت اهلها وراحت لبيتها على الأقل بيكون هو الحين معها وهو الوحيد اللي يعرف كيف يهدي انهيارها ...
قرر فهد ينهي الموضوع لما قال ::/ تجهزي دقائق وبكون عند بابكم ...!
سكتت لمياء وبعدين قالت ::/ لا .. لاتجي الحين ؟؟ والا تعال تغدى معنا وبعدين نروح سوا ...
فهد ::/ لا الغداء ما اقدر عليه .. بروح اتغدا مع ناصر واخواني اليوم كلهم مجتمعين .. بجيك بعد العصر زين ..
ردت عليه لمياء من دون تفكير ::/ خلاص انتظرك ..
ابتسم فهد ::/ بعد الصلاة مباشرة انا عند بابكم ... انتبهي لنفسك ولا تغثين عمرك وتغثين اهلك معك على سالفة ماتسوى هاللي تسوينه كله ..
حاولت لمياء تبتسم وتنكت معه ::/ زين أنت تآمر وانا اطامر ...
ضحك عليها فهد وودعها بحب بعد ماوعدها انه بيحل الإشكال مع امه اليوم لما يروح لهم . وسكرت عنه وهي مرتاحة وتمنت من قلبها لو انها من زمان ردت عليه كان نفسيتها بتكون احسن بكثير ..............................!
-----------------------------------------------------------------------------
دخل المجلس وهو متحمس من قلبه .. عرفت عمته كيف تبث فيه هالروح القتالية .. سلم لما دخل علشان ينبههم بوجوده ... و جلس على الكنب وهو يراقب الجالسين .. كان عمه يحوس بأوراق وملفات .. اما مشاري ومصعب فكانوا يطالعون التلفزيون ويعلقون على اللي فيه ...
نزل عيونه للأرض وحاول يرتب الكلام اللي بيقوله لعمه في باله ... كان يبحث عن مقدمات علشان يدخل في الموضوع .. وكلما لقى له مدخل رجع مرة ثانية وكأنه مو مقتنع فيه ...
ولما قرر خلاص انه بيتكلم .. استجمع كل قواه لأنه الآن بيكون في مواجهه مع عمه وجها لوجه ... والموضوع بيكون مباشر ومافيه لف او دوران .. ومهما كان عمه لكن هو مايقدر يقدر ردة فعله ...
رفع راسه بيتكلم لكن انتفض بمكانه لما سمع عمه يتكلم بصوت عالي لمشاري ..
ابو مشاري ::/ لالالا .. هالأرض انا مو واثق منها .. أكيد عليها مخالفات والا شي ثاني .. لأنه مو معقولة انهم يبيعونها بهالسعر وهي بهالمساحة وفي هالحي الراقي ..
رد عليه مشاري ::/ أنا بعد قلت نفس الكلام ... ويوم سألته ان كان عرضها عليك والا لا ؟؟ تلعثم وحاول يكذب علي بس كشفته ودريت انك رفضتها ..
ابو مشاري وهو يمسح نظارته ::/ عارف حركاته .. كان يبيك توافق عليها وتوقع وبعدين نتورط ونضطر نشتريها ...
ابتسم زياد وهو يراقبهم وحس ان الله سهل أموره لما خلاهم يفتحون هالسيرة .. شكر عمته من كل قلبه لأنها أكيد دعت له من خاطرها وباب الإجابة مفتوح ...
حاول يدخل معهم في الموضوع ::/ وش سالفتها هالأرض ؟؟
التفت له مشاري وهو يشرب من بيالته ::/ واحد عارضها علينا للبيع .. لكن ماتسوى سعرها على موقعها .. وقلنا أكيد ان عليها مشكلة .. إما ان صكها مزور أو انها من ممتلكات البلدية ...
طالعه ابو مشاري من تحت نظارته ::/ عاد انت بكرة بتصير شريكنا .. وإذا ماقدروا علي انا ومشاري بيجونك على طول .. علشان كذا انتبه وانا عمك من هالغشاشين ..
ابتسم زياد يريح عمه ::/ أفا عليك ياعمي انا ما اشك خيط في ابرة الا بعد ما اشاورك .. لحد ما اصير مثلك فاهم وعندي خبرة عقبها اتصرف بروحي ..(( وغمز له ))
ابتسم له عمه برضا .. واستبشر زياد بهالرضا اللي نزل عليه اليوم .. وقرر يدق الحديد وهو حامي ويفتح الموضوع ..
زياد بارتباك ::/ عاد يا عمي بما انك فاهم وعارف ولك خبرتك في العقار .. قلت ودي اشاورك في بيت شفته من مدة ،،، صغير وعلى قدي وجاء بخاطري اشتريه لي بما انه قريب من هالحارة..
استغربوا كلهم من كلام زياد وكلهم طالعوه بنظرات تعجب .. والإستفهامات تحوم حول روسهم ...
ابو مشاري مستغرب ::/ وش اللي طرى عليك تبي بيت ؟؟ يعني بتأجره ؟؟
ابتسم زياد :/ لا يا عمي بسكن فيه انا وندى ان شاء الله ؟؟
عقد مشاري حواجبه بس ماحب يتدخل في الموضوع لأن الكلام بين ابوه وولد عمه .. اما ابو مشاري فابتسم وكأنه هو الثاني فرحان باللي قاعد يصير ..
ابو مشاري ::/ ندى مشتكية لك من شي ؟؟؟ والا انت تشكي من شي صاير عندنا بالبيت ؟؟
استحى زياد لأن عمه فهمه غلط ::/ لا ياعمي ما كان هذا قصدي ... انا اقصد اننا كبرنا و وندى كبرت و ماعاد له داعي نحرجكم ونضايق العيال في بيتهم .. خصوصا انهم مو محارم لندى وانا مو محرم لسحر ومرت عمي ..
طالعه مشاري بعصبية مخفية ::/ ومن قال لك اننا مو مرتاحين والا متضايقين ؟؟ حنا عادي عندنا و ما كأن شي متغير علينا ؟؟
تدخل مصعب ::/ إلا ان كانت ندى متضايقة منا فهذا شي ثاني ...
تدارك زياد الموضوع ::/ لا والله ماقالت شي ولا اشتكت انها متضايقة ولا هم يحزنون .. بس انا شفت هالبيت زين ومناسب لي فقلت خسارة افوته (( نزل عيونه) وخصوصا اني في يوم بعرس ان شاء الله وبحتاج سكن مستقل ...
ابتسم ابو مشاري بفرحة في عيونه ::/ سبقت رزقك يا ولد سلطان ...
رفع زياد عينه لعمه مستغرب من كلامه اللي مافهم منه ولا حرف .. حتى العيال طالعوا ابوهم مايدرون وش يقصد ؟؟
تسند ابو مشاري على ظهر الكنب وسند يده على المتكأ وقال ::/ ولا يهمك زوجتك إذا جتك .. بتجيك هي وبيتها معها ولا تهتم ...
زادت علامات الإستغراب في وجوههم وكأنهم ينتظرون ابوهم اللي سكت يكمل علشان يفهمون ..
فهم لهم ابو مشاري وحب يوضح لزياد السالفة أكثر وأكثر ،،، دق على صدره يمزح وقال ::/ زوجتك راعية الحلال والدلال عندي .. وبيتك عندي ولا أبيك تطلع من هالبيت ابد لا انت ولا اختك ؟؟
تبهتوا العيال في وجه ابوهم لما فهموا مقصده .. مشاري ماكانت في وجهه أي معالم لأي انفعال .. كان الجمود هو الشي الوحيد اللي بعيونه .. اما مصعب فكان يشتعل من الغضب على أبوه .. كيف يتجرأ ويعرض اخته بهالطريقة التجارية ؟؟؟ مصعب حاس وعارف ان اخته تميل لولد عمه لكن توصل انه هو يخطبه لها .. مستحيل ..!! عمره مافكر بهالطريقة ..
زياد ماكان اقل منهم وانما زاد عليهم في الإحراج .. كان في موقف لا يحسد عليه ...

زياد ماكان اقل منهم وانما زاد عليهم في الإحراج .. كان في موقف لا يحسد عليه ... منحرج كيف راح يرد على عمه اللي عرض عليه بنته ...
لكن لما شاف ان السالفة ممكن تنطوى ويؤخذ سكوته على انه موافق .. ماحب الفكرة وارتعدت اوصاله بمجرد ماطرت على باله انه يتزوج وحده غير عذا ... وتكون ام عياله ... نزلت عليه الجرأة مرة وحدة ورفع راسه لعمه وهو يقول ::/ ماتقصر ياعمي .. وخيرك وافضالك مغرقتني من راسي لرجليني .. لكن اللي ابيها موجودة وما تبي منا الا اروح انا وانت ونخطبها رسمي بعد ما تتخرج من الثانوية السنة الجاية بإذن الله.. والبيت وموجود بفضل ربي هو بنهاية الحارة اللي ورانا ... ويسلم راسك يابو مشاري..
تفاجأ ابو مشاري من رد زياد .. ماكان متوقع ولا واحدبالمية ان زياد يرفض عرضه ويفشله ... كان شايل هم عياله كيف يقنعهم يأخذون بنت عمهم والحين تفاجأ ان المشكلة كلها عند هالولد ؟؟؟
طالعه ابو مشاري وهو يزفر بغضب ::/ومن هذي اللي تنتظرنا ؟؟
انحرج زياد بس شد العزم وقال ::/ بنت عمتي ...!!
تفاجئوا كلهم وأولهم مصعب .اللي كان مأمل انهم يرفضون راشد ويوافقون عليه هو .. لكن الحين لما طلع زياد بالصورة فهالبنت شكلها مكتوب على جبينها انها مو من نصيبه ..
وقف ابو مشاري بغضب (( هالجوهرة مادري متى برتاح من سيرتها ،، اول حياتي حطمتني ونهايتها بتكسر قلب بنتي وفوق هذا بتآخذ نص حلالي ))) حاول يكتم كل شي بنفسه لأن كبريائه مايسمح له وقال بعين ضيقة ::/ انت ماجيت تشاورني يا ولد سلطان .. انت جاي تعلمني بعد ما خلصت من كل شي ... والظاهر حتى الخطبة شكلك مالي يدك من عمتك وزوجها علشان كذا ما ظنتي انك بتحتاجني أروح معك ..
طلع ابو مشاري تارك اللي وراه غايصين في غضبهم .. غضب من ابوهم وعرضه وغضب من جرأة زياد ورفضه لعمه .. اما زياد فما حط بباله وحس ان كلام عمه يعني الموافقة ... وإذا على خطبة عذا فأكيد عمه ماراح يرفض هالشي وهو بدوره بيحاول يوضح لعمته انه يبيها علشان يرفضون اللي يتقدم لهم لحد ماهو يكون نفسه ويتقدم لها رسمي .....................................!!
-----------------------------------------------------------------------------
بعد ما يقارب الأسبوع
اجتمعوا البنات مع بعض عقب ماخلصوا مصلين العصر وطلعوا يجلسون في الحديقة الخارجية
كانت رشاشات الزرع تشتغل وملطفة الجو ... جلسوا على مقاعد الحديقة اللي كانت مغطاة بمظلة وبدوا يسولفون .. وانتم عاد ادرى بسوالف البنات ...
ريم وهي تشرب من البيبسي ::/ تعالوا صديقتكم غادة هذي متى قررت تتزوج ... الله يقلع بليسها كانت عندنا في الحفلة ولا سمعتها جابت طاري ؟؟؟
ضحكت ندى ::/ من بكرة على طول اتصلت علينا وعلمتنا .. قالت انها استحت تقول لنا وجهاً لوجه وخصوصا ان فيه بنات كثار ..
ريم ::/ طيب متى تملكت ؟؟
سحر وهي تربط شعرها ::/ بعد الحفلة بيوم .. .. وزواجها الخميس الجاي .! لا تنسين تراها عازمتك ...
ريم ::/ ايه على طاري زواجها وينه فيه ومن بيجي وعندكم فساتين والا لا ؟؟
ندى ::/ شوي شوي .. الحين حددي اي سؤال تبينا نجاوبك عليه ؟؟
ريم بحماس ::/ كلهم .. اول شي وين زواجها فيه ؟؟
سحر ::/ في الشيراتون ..
ريم ::/ ومن بيجي من اللي تعرفونهم ؟؟
ندى ::/ رحاب أكيد بتجي لأنها بنت عمها .. وأريج قلنا بنمر عليها يوم الزواج وماعارضت يعني شكلها بتروح ...؟؟ ويمكن عمتي وبناتها .. وباقي الشلة عاد مادري من عزمت منهم ؟؟
نطت سحر وكانها توصلت لشي ::/ إلا ريم ماقلتي لي .. وش صار بشريني عن راشد وخطبته ؟؟
طالعتها ريم بنظرات مبهمة بالنسبة لسحر ... لكن تقول (( كيف تتجرأين وتسأليني مثل هالسؤال القاسي عن راشد ))
ابتسمت بخفيف وكأن فيها شي ::/ ما صار شي ... هو رفض انه يتزوج الحين ؟؟ (( وطالعتها بنظرة ثانية تبي تفهمها شي لكن سحر للأسف ماتقدر تفهم لغة العيون ))
سحر بحزن ::/ قهر .. سخيف راشد كان ودي عذا تصير وحده من الأقارب لنا مرة .. والله انها حبيبه وجلستها ما تمل ..
وجهت ندى نظرتها لسحر متفاجأة من كلامها وفي خاطرها تقول ان عذا بتكون من المقربين لكن بطريقة انتي مستحيل تقبلين فيها ...
ضحكت سحر وقالت ::/ عاد تصدقون مصعب سألني عنها وقلت له انكم ناوين تخطبونها لراشد .. عاد لو أقول له الحين ان كل شي تكنسل بيستانس ,,
طيرت ريم عيونها بنقمة ::/ والله العظيم هالعيال خربوا ... الكبار مقاطعين الزواج .. والصغار متشفقين عليه ...
استحت ندى لما سألتها ::/ ليش وش صاير خلاك تقولين كذا ؟؟
أشرت عليها ريم باستهزاء ::/ اسمعوا وش تقول ؟؟؟ يعني انها ماتدري وش السالفة ؟؟
غمزت سحر لريم ::/ لا هي فاهمة بس تبغاك تنطقين اسمه علشان تتلذذ ؟؟
ارتبكت ندى واستحت غصب عنها ونزلت عينها تتلهى بجوالها ... لكن الثنتين ما تركوها في حالها ...
ريم بخبث ::/ ايه من سمع طاري العرس وهو ناشب بحلق أمي .. إلا انا بتزوج مع راشد ؟؟
ركزت سحر نظرها على ندى ::/ طيب وش رايها خالتي في الفكرة ..؟
ابتسمت ريم ::/ قالت بكيفك مادام اخوك ما يفكر بالزواج بنخطبها لك انت ..
طالعتها سحر خايفة بس غمزت لها ريم .. رفعت ندى عيونها وسألت ::/ وش رد عليها هو ؟؟
مسكت ريم ضحكتها :/ قال لا أنا ابي وحده وما ابي غيرها ؟؟؟ اخطبوا لي ندى ..
بلعت ندى ريقها بصعوبة ومستحية من هالتصريح المباشر وقالت::/ وش ردت امك ؟؟
ضحكت سحر ::/ ياحبي لك يا ندوش ليتك تشوفين شكلك وانتي متحمسة ؟؟
ضربتها ندى على كتفها وهي خجلانة .. وردت عليها ريم ::/ امي انصدمت .. وقالت مستحيل تفكر اني اخطبها لك ؟؟ لأنها مو من نوعية البنات اللي افضلهم ...
طالعوها الثنتين بصدمة .. ندى كانت دقيقتين وتصيح .. لكن سحر عصبت على مزحة ريم اللي تعدت حدودها ..
سحر ::/ ريــــــــــــم ..!! خلاص عاد حرام عليك ؟؟؟ اوقفي هنا
ضحكت ريم وهي تصفق كف على كف ::/ والله حالة ..! مشكلة الناس اللي تحب ؟؟
لا تخافين أمي قالت ماراح نلقى أحسن منها .. بس بينتظرون شوي وبعدين بيتقدمون لكم رسمي ؟؟
سحر بفرحة ::/ والله ... ياااااااااااااااااااااااااااااااااي واخيرا بشوفكم معاريس ؟؟؟ اخوي واختي ؟؟ وناااااااااااااااااسة ؟
ريم ::/ الحمدلله والشكر اللي يسمعك يقول انتي اللي بتتزوجين ؟؟ المهم اتركونا من هالسالفة وقولوا لي عندكم فساتين تحضرون فيها زواج البنت ؟؟
سحر ::/ الحمدلله انا مفتكة عندي واحد مفصلته من فترة ..
لوت ريم فمها ::/ ماشاء الله عليك .. وانتي ندوش ؟؟
وعت ندى من سرحانها وتفكيرها اللي شغلها وابتسمت والفرح يشع من عيونها ::/ لا انا ماعندي ..رحنا امس للسوق ادور لي واحد ومالقيت شي ؟؟
صفقت ريم بفرحة ::/ يس .. أشوى فيه احد مثلي ... زين وش رايكم نطلع اليوم ندور لنا فساتين وبالمرة نتمشى ؟؟؟
التفتت سحر على ندى ::/ انا ماعندي مانع بس الأخت اللي هنا لازم تقول لأخوها ...!
ابتسمت لهم ندى ::/ ماعليكم ماراح يرفض .. بروح معكم بس طبعا بيوديني هو ...
وقفت ريم ::/ خلاص .. وانا بروح الحين لبيتنا علشان اجهز عمري للطلعة والوعد ان شاء الله بعد المغرب ... اتفقنا ...
كلهم مع بعض ::/ خلاص اتفقنا ...
مشت عنهم ريم وهي تركض بتدخل البيت .. ووقفت وراها ندى وطالعت سحر وقالت ::/ بروح لغرفته أشوفه وش حايس .. وبالمرة بقوله عن الطلعة .. انتي بتدخلين ؟؟
وقفت سحر ::/ ايه بروح عند خالتي والا بطلع لغرفتي ؟؟
ابتسمت لها ندى وهي تعطيها ظهرها ::/ خلاص اجل اشوفك فوق ...
راحت ندى لأخوها .. ومشت سحر داخلة للبيت وهي تهوجس ...،،،"" حظك يا ندى والله من السماء ...الظاهر ان أمك ماتت وهي راضية عليك .. لأن ربي رزقك بطلال اللي مخليك ملكة وانتي مو حاسة .. والحين يفكر يخطبك ويرتبط فيك ... وانا ياحسرة علي حتى النظرة ما القاها ؟؟؟ هي هدية التخرج الي حسستني باهتمامه وتفكيره فيني .. لكن انا داعية ربي انه يكون من نصيبي .. وعساه يكون يحبني بس مايوضح هالشي علشان ماينحرج ويحرجني معه ..""
انتبهت لنفسها لما سمعت اللي يدندن بألحان مختلفة .. لفت وجهها لجهة المغاسل ولقت مصعب وهو يتكشخ قدام المراية ويضبط عمره .. ابتسمت بفرح لما تذكرت سالفة راشد ..
سحر وهي فرحانة ::/ اووه أوه وش عليك ... وين بتروح على هالكشخة كلها ؟؟
التفت لها مصعب يبتسم ::/ سلامتك بس بخاوي الوالد للشركة ...
تقدمت له سحر ::/ الحمدلله ان ماعندنا اختلاط .. والا كان انفتنوا فيك البنات على طول وضعت من يدين عذا ...
طالعها مصعب مستغرب كلمتها الأخيرة::/ وش دخل عذا عاد ؟؟
ناظرته سحر وغمزت له ::/ دخلها ان راشد رفض الزواج .. يعني الحين خلت لك الساحة ..
ابتسم مصعب ابتسامة باهتة صفراء وطالع اخته بنظرات حزن لما تذكر كلام زياد ولد عمه ... الحين كلهم انكتب ان مالهم نصيب مع اللي ارتاحوا لهم لا هو ولا اخته ... ربت على كتفها وهو يقول ::/ لا خلاص كنسلت الفكرة .. ماعاد ابيها بشوف لي وحدة ثانية وتكون على ذوقك ...
استغربت سحر من رده ونظرته اللي مافهمتها .. لكن ما قدرت تقول له شي لأنه تركها لأفكارها وطلع عنها للساحة الخارجية........ !!
------------------------------------------------------------------------------

للمرة الألف قاعده تقلب في جوالها وتشوف صور الحفلة ،،، عاجبها شكل سحر في المقام الأول وبعدها شكل ندى ... قامت تتأمل الصور وتتخيل لو انها كانت مكان وحده منهم ،،، وعليها عقد الماس والساعة الشوبار آخر موديل .. والا خاتم السوليتير ؟؟؟
ابتسمت بسخرية على حالها وحالهم ،، المفروض ماتفكر هالتفكير ولا تترك له مجال انه يستحوذ على تفكيرها ... وعت على نفسها لما سمعت صوت مسج واصل ..طالعت الجوال بس مالقت شي .. رفعت راسها لعبير وشافتها مبتسمة وتقرأ اللي وصلها ..
أريج ::/ هذي العلاقات والا بلاش ؟؟؟ كل خمس دقائق مسج ؟؟؟؟
عبير من دون ماترفع راسها من الجوال ::/ اذكري الله لا ينقطعون ..
أريج ::/ تكفين عطيهم رقمي وادهني سيري علشان يرسلون لي ؟؟
طالعتها عبير بنظرة غضب ::/ وش تبين فيهم ؟؟ خليك مع صديقاتك أصرف لك ؟؟
استغربت اريج غضبها ::/ لا قومي اضربيني ؟؟
ام راكان ::/ اذكروا الله وش صار لكم ؟؟
التفتت أريج ::/ اسأليها هي يمه .. مدري عنها على طول هبت بوجهي ...!
عبير باستفهام::/بعد هبيت بوجهك ؟؟؟؟ والله ماهبيت ولا شي انتي تشوفين اشياء غريبة هاليومين حنا مانشوفها ؟؟
رفعت اريج حاجبها ::/ حتى الرسايل اليومية والإتصالات أشوفها وانتم ما تشوفونها ؟؟
وقفت عبير بغضب ::/ أريج ... ترى ما اسمح لك ؟؟ وبعدين وش فيها لا صاروا صديقاتي أحسن من صديقاتك ويراسلوني ويكلموني .؟ تغارين يعني ؟؟
أم راكان ::/ خلاص انتي واياها . وانتي بعد اجلسي وتعوذي من الشيطان .. هاليومين صايرة كبريت .. مايمدي الواحد يكلمك كلمتين الا وعصبتي ؟؟
رمت عبير نفسها على الكرسي وبدت تصيح ... استغربت أريج تصرفها وفي نفس الوقت حست ان فيه شي غريب قاعد يصير لعبير بس هي مو راضية تتكلم عنه ...
قربت لها ام راكان وخذتها في حضنها وطبطبت على ظهرها ..
ام راكان بصوت حنون ::/ وش فيك حبيبتي ؟؟؟ هاليومين انتي مو عاجبتني ؟ وش صاير ؟
دفنت عبير وجهها بصدر امها ::/ يمه والله احس اني مضغوطة من كل جهة .. احس اني في يوم بقوم الصبح وانا مجلوطة ... تعبت والله تعبت ...
ورجعت تصيح بهدوء ...
تنهدت ام راكان ::/ وش اللي متعبك طيب ؟؟
عبير ::/ كل شي يمه .. مو شي معين ؟؟
أم راكان ::/ قصدك تكاليف فستانك وتكميلاته ؟؟
رفعت راسها عبير ،، وقلبت نظراتها بين أريج وأمها ،، مسحت على شعرها وهي منزلة راسها .. ورجعت طالعت أريج وكأنها خايفة او مرتبكة ..
عبير ::/ لا يمه .. الفستان ومحلولة مشكلته .. ( ابتسمت ) خلاص عاد يمه لازم اقول ان ودي اتدلع عليك ..؟ (( وراحت تمسح دمعتها بظهر كفها ))
ضحكت ام راكان ::/ تدلعي مثل ما تبين بس عاد مو تخوفيني وتجلسين تصيحين ؟؟
ضحكت أريج لأختها لكنها في نفس الوقت مستنكرة تصرفاتها ::/ مسكينة تغار وماتعرف وشلون تجذب الأنظار .. حبيبتي ترى انا امي تدلعني بدون ما اصيح ... يعني انتي افهمي سر المهنة قبل كل شي ...
ابتسمت لهم امهم ::/ المهم ترى بيت عمكم اليوم بيجون عندنا على العشاء ... جهزوا شي حلو ويواجه ... زين ..
هزت عبير راسها بالإيجاب وهي مبتسمة .. ووقفت اريج بسرعة وهي تركض للتيلفون ..
ام راكان ::/ شوي شوي .. وش فيك ؟؟
أريج وهي تشيل السماعة ::/ ابتصل على إيمان تجيب لي واحد من فساتينها علشان أحضر به زواج غادة ...
قامت عبير رايحة للمطبخ تشوف وش الناقص علشان العشاء .. تنهدت وقلبها شايل هموم كثيرة .. تحس ان اللي تسويه غلط في غلط لأن عمرها ماسوته حتى لما كانت في الثانوي وفي أشد الحاجة للفلوس قبل لا تدخل الجامعة وتنصرف لها المكافئة ...!
------------------------------------------------------------------------------
بعد المغرب مباشرة وصلوا طلال وريم لبيت خالتهم لكن مانزلوا وقفوا عند البوابة الرئيسية واتصلوا على البنات علشان يطلعون لهم ...
ركضت سحر لغرفة ندى علشان تبلغها بوصولهم .. شافتها متمددة على السرير بعبايتها وبيدها كرت طلال وخاتم السوليتير اللي اهداه لها ... وقفت سحر عند الباب وهي مبتسمة .. دعت من خاطرها ان الله يوفقهم ويسعدهم . ويوفقها معهم .. دخلت ونطت على السرير علشان تخوفها .. ناظرتها ندى بعصبية ورمت عليها المخدة الصغيرة ..
ندى ::/ سخيفة وقليلة ذوق .. ترى فيه اختراع اسمه دق الباب قبل الدخول ..
ضحكت سحر ::/ ههههههههههههه معليش خوفتك وقطعت عليك احلامك . بس يالله تراهم عند الباب ينتظرونا ..
شهقت ندى وهي تقوم ::/ ليش توك تتكلمين .. يالله قومي اطلعي وانا بنزل لزياد واطلع انا واياه وراكم ...
قامت سحر وهي تهز راسها والله حالة هالبنت واخوها .. معقدين !! نزلت تحت بسرعة سلمت على امها وطلعت للي بالسيارة ...
اما ندى فلبست جزمتها على طول وراحت تركض مع درج غرفتها علشان تطلع هي وزياد .. كانت على وشك انها تطيح لو ماتمسكت بكل قوتها في الترابزين ..
تنفست بقوة من الخوف وهدت نفسها وتوترها وكملت باقي الدرج بهدوء ... دخلت على اخوها وشافته مثل العادة منسدح على الصوفا وممدد رجوله على الطاولة اللي قدامه ويلعب بشعره .. ابتسمت من خاطرها على شكله .. يعجبها يوم يسوي هالحركة .. تحسه كيوت وكأنه بيبي ...
ندى ::/ يالله يالحبيب ترى مو وقت شعرك .. أخاف تنام علينا الحين ...!
ضحك زياد وهو ينزل رجوله ::/ خلصتي نمشي .؟
ندى ::/ ايه يالله العالم ينتظرونا برا ..
طفى التلفزيون وخذ مفاتيحه وشماغه وطفى الأنوار وطلع معها للسيارة ...
ركبوا البي ام ومشوا للبوابة الرئيسية علشان يقابلون طلال ... وقفوا جنبه وفتح زياد دريشته وهو يبتسم علشان يسلم عليه ...
زياد ::/ مساك الله بالخير ... كيف أمسيت ؟؟
طلال وهو يضحك على اسلوب زياد ::/ بخير يامال العافية ... بشرني عنك انت طال عمرك ؟؟
حك زياد رقبته ::/ تمام الله يخليك .. وين النية ان شاء الله ؟؟
التفتت له ندى بنظرة غضب وهمست بصوت واطي ::/ مو انا قايلت لك وين بنروح ؟؟
التفت لها زياد يضحك ::/ أوه معليش آسف .. (( وبصوت هامس )) وش اسوي يابنت الحلال مالقيت سواليف .. سلم على طلال ومشوا مع بعض رايحين للمركز ...
سحر كانت ميتة من الفرح لما شافته اليوم على طبيعته وعفويته ... كل يوم تتعلق فيه زيادة وتحبه اكثر ... شكله اليوم محلق .. ياربي القفل عليه طالع حركة ...!! والا شعره أحلف انه توه محلق ومزينة ... آآآآآآآآآآآآآخ كم بصبر ياربي ؟؟
اما ندى فكانت مبسوطة وفي نفس الوقت تحس بحياء .. ماتدري وشلون بتشتري فستان والا بتقدر تتفرج على الملابس وهو بينزل معهم .. يعني حبكت اليوم ينزل معهم يوم صاروا محتاجين السوق بقوة ومحتاجين فساتين ؟؟؟ قررت انها تتجاهل وجوده وبتطلب من ريم والا سحر انها تمشي معه وراهم علشان ما تحس بوجوده وترتبك .........!
قاطع زياد سرحانها ::/ عذا بتجي معكم ؟؟؟
التفتت عليه ندى ::/ لا بس حنا بروحنا ...!! وبعدين مو كل يوم العيد والا كل يوم تبي تشوفها ؟
رفع زياد حاجبه ::/ لاوالله ..! وبعدين انا كنت أسأل.. علشان نمر عليها لا تسوي لنا حركات هذاك اليوم ..
ابتسمت ندى ::/ لا تخاف سوراج مسافر .. ووحيد سفروه .. وما عندها أحد الا اخوانها والا ابوها ..
ابتسم زياد::/ احسن كذا اتطمن اكثر ...
سكتوا وما بقى الا صوت مذيعة الأخبار يصدر من مسجل السيارة ..................!!
------------------------------------------------------------------------------

dali2000 13-03-10 02:31 PM

بدت تتوتر أعصابه من قربوا لبيت عمه .. خاف لا يشوف نفس المنظر اللي شافه هذاك اليوم ... ماسك اعصابه بالقوة علشان لو شاف السيارة ما ينزل ويكسر راعيها ....
التفت لأمه اللي جالسه جنبه ::/ لا تنسون اللي قلت لكم عليه ...!! حاولوا تقنعونهم ؟؟
أم نواف ::/ ابشر يمه ،، والله يقدم اللي فيه خير !!
إيمان ::/ نواف وإذا رفضت الفكرة ...؟؟
طالعها نواف من المرايه اللي قدام ::/ انتي جاسة نبضها ؟؟ والا سائلتها؟
ارتبكت إيمان ::/ لا ... بس انت عارف فكرتها عن الملكة الحين ؟؟
عصب نواف ::/ هذاك أول والحين الأول تحوّل ...!! وحاولوا توضحون لها اني هالمرة مُصِّر ..
بلعت إيمان ريقها ::/حط ببالك انها ممكن تعارض ..! وإذا عارضت مانقدر نغصبها ؟؟
زفر نواف بغضب ::/ قلت لك لاتعطونها فرصة تشاورونها .. على طول ادخلوا بالموضوع واجزموا فيه .. وقولوا لها ان الملكة بتكون عما قريب بس خلوها تستعد ...
طالعته إيمان بنظرة خوف من المرايه .. وطاحت عينه بعينها وتنهد من نظرتها القلقة . حاول يهدي عمره ويتعوذ من الشيطان علشان مايغلط أكثر ...
لفوا لبيت عمهم .. وصار اللي ماتمناه يصير ... كانت الجاكوار واقفة عند باب البيت الرئيسي هالمرة .. جن جنونه وفقد سيطرته على المقود ... صر على اسنانه لما ابيض فكه ... صار يتمتم باللعنات والشتايم ...
وقف عند الباب ونزل اهله .. مانتظرهم لحد مايدخلون ... لكن ريوس بالسيارة لوراء ورجع للباب الثاني .. وقف سيارته بنص الطريق ونزل وهو يسرع من خطواته , عيونه كانت حمراء من الغضب وتعكس النار الشابة بصدره من الغيرة والألم ...
وقف عند دريشة السائق ودق عليها ،، ما كان يقدر يشوف الموجود لأنها كلها مظللة ..
فتح الدريشة وكان هو نفسه الشاب الوقح ... وهالمرة كاشخ أحسن عن قبل وريحة عطره يشمها اللي بآخر الحارة ...
تأمل فيه نواف لدقائق وكأنه يبغاه يشوف الجنون اللي بعيونه ..
نواف ::/ وش تسوي واقف عند الباب هالمرة ؟؟
طالعه مؤيد من فوق لتحت ::/ مثل ماقلت لك هذيك المرة انت مايخصك ؟؟ هذا بيت راكان وهو اللي يحاسبني ؟؟؟
شب نواف ::/ هذا بيتي فاهم والا لا ؟؟ وهذولا اهلي ؟؟ وانا ما اسمح لحثالة مثلك يوقفون قدام الباب ؟؟
التفت مؤيد لباب البيت لما سمعه ينفتح وكان طالع منه راكان ... رفع نواف نظره للباب مكان ما يطالع مؤيد وشاف ولد عمه في هيئته المعتادة .. والشماغ على كتفه ...
رجع مؤيد نظره لنواف ::/ كنت انتظر راكان ...!! وترى ما الحثالة الا انت واشكالك ؟؟ والا ماشفت عمرك ؟؟؟
تنرفز نواف من كلام مؤيد ... رطب شفايفه بطرف لسانه وهو مقهور بس ماوده يتمادى علشان مايسوي الفضايح .. وطالع في ولد عمه قبل لايمشي وقال ::/ لو انت رجال بحق ماصادقت هالأشكال ...
مشى عنهم بيركب سيارته .. اما مؤيد فابتسم باستهزاء وهو يقول ::/ لا انت الرجال اللي يدق شبابيك العالم علشان يقولهم انتم حثالة ؟؟؟
حرك مؤيد سيارته وفحط فيها بقوة خلت نواف يلتفت ويبتعد شوي عن الشارع لا يصدمونه .. شاف السيارة من وراء وتفاجأ لما طلع مؤيد يده من الدريشة وأشر له باي باي ....
شد قبضة يده وركب سيارته وهو يتنهد بقهر .. مايدري ليه كل هذا يصير له ؟؟؟ وعشان ايش ؟؟؟ وهي ليش سوت كذا ليش؟؟؟
ضرب بيده من القهر على المقود وطلع جواله يتصل على ربعه يواعدهم لأنه حاس نفسه بيطق من القهر وماينكر انه بيموت من الغيرة والخوف عليها ............................!
------------------------------------------------------------------------------
وقفوا عند البوابة الرئيسية للمركز .. وبركن طلال سيارته بالمواقف اللي قدام البوابة لكن زياد وقف بوسط الشارع ... التفت زياد على ندى اللي كانت تضبط عبايتها::/ وش عنده طلال وقف ؟؟ بينزل معكم هو ؟؟
ارتبكت ندى وتلعثمت ::/ ها ..؟؟ ايه الظاهر انه بينزل هذا على كلام اخته ؟؟ (( وضيعت نظرها وماحبت تركز في عينه ))
ما انتبه لها زياد لكن قال ::/ حلو انه بينزل معكم . اجل انا بروح واذا خلصتي اتصلي علي امرك زين .. هذا نواف داق ويبغانا نجتمع ..
فتحت ندى الباب بتنزل ::/ خلاص ولا يهمك ... وووو تراهم الظاهر عازمينا على العشاء يعني لاتتعشى ؟؟
ابتسم لها زياد ::/ ابشري .. ولا يهمك ...
هزت ندى راسها له وابتسمت .. ونزلت رايحة لهم وهم واقفين ينتظرونها ...
وقف زياد يراقبهم لكنه ابتسم وطلع راسه من الشباك وهو يقول بصوت عالي::/ الله الله ياطلال .. لايغيبون عن عينك ... والله يكون في عونك بصراحة ؟؟
ضحك له طلال ::/ ولايهمك ارقد وآمن .. وبعدين من قال لك بطاوعهم لهم ساعة لو ماخلصوا بكيفهم يرجعون غصب ...
ضحك زياد وهو يحرك سيارته علشان يطلع .. ومشى متوجه للكوفي اللي تواعد فيه هو ونواف والظاهر ان عبدالعزيز بعد بيكون معهم ...
وقف سيارته في الباركنات ونزل بعد ماقفلها ودخل ... دور بعيونه على نواف ولقاه جالس على طاولة في الزاوية ومكتف يديه بحضنه وشكله سرحان ويهوجس ... ابتسم زياد وتقدم منه وهز المفاتيح في وجهه ::/ يااااااااااااااهوه وين وصلت ؟؟ الحرم والا البحر ؟؟؟
رفع نواف راسه وضحك ::/ لا وانا اخوك انا وين واللي انت تقول عنهم وين ؟؟
جلس زياد قدامه ::/ مافيه شي بعيد عن رب العالمين .. وبعدين لاتصعبها ؟؟ ترى انت اللي مااشتهيت تروح والا لو انك مشتهي الروحة كان قدرت تدبر عمرك ..؟
ابتسم نواف بحزن واضح ::/ الله كريم يا زياد...!!
انتبه زياد لعبدالعزيز اللي واقف بالنص ويدور عليهم وباين عليه انه ضايع والا يدور شي .. ضحك وهو يأشر له ويناديه بصوت عالي ...
انتبه لهم وراح لطاولتهم .. شافهم مابعد طلبوا شي فنادى الويتر قبل لايجلس ..
عبدالعزيز ::/ ماشاء الله كل هذي شهامة تنتظروني اجي علشان تآكلون ؟؟
طالعه زياد وهو رافع حاجبه ::/ وانت الصادق كنا عجزانين ننادي الويتر وانتظرناك لما تجي وتناديه ؟؟
عبدالعزيز وهو يطالع القائمة ::/ ها ها ها .. على فكرة بايخة لاتعيدها ..
ضحك عليهم نواف ::/ أقول اطلبوا لنا شي نآكله وأجلوا المضاربة لبعدين ؟؟؟
طلبوا كلهم خفايف مع كابتشينو وعصير ... وانهمكوا في سوالفهم وتعليقاتهم اللي ماتخلص .. ويخططون لما بعد التخرج خصوصا انه باقي لهم هالكورس ويخلصون ..
لاحظوا شرود نواف وسرحانه وكأنه باين عليه انه مهموم وفي خاطره شي ...
زياد ::/ نواف انت مو طبيعي ... وش بلاك ؟؟ فضفض وانا اخوك ؟؟
ابتسم نواف ::/صدقني مابلاني شي .. مافيني الا العافية ..
عبدالعزيز ::/ عاد بتلعب على زياد بكيفك بس أنا لا .. والله ان فيك شي وعيونك تقوله ؟؟
تنهد نواف وبدأ يطالع زياد وعبدالعزيز بنظرات يأس وحزن ::/ من وين تبغوني أبدأ ؟؟
انقبض قلب عبدالعزيز ::/ من اللي تبي وانا اخوك .. بس انت تكلم يمكن نقدر نساعدك ..
ابتسم نواف ::/ زين اول شي انا قررت اتملك على بنت عمي ...
ابتسموا الأثنين ابتسامة كبيرة وفرحانين لثالثهم لأنهم عارفين انه من زمان يبيها وخاطره منها ...
زياد ::/ زيــــــــــن يا ابن الحلال مبروك والله يوفقك ...
عبدالعزيز ::/ افا عليك هالشي يفرح مو يحزن ؟؟
ابتسم نواف ::/ لأنك ماتدري وش تبعاته (( وسكت شوي وكأن شي طرى بباله)) تملكت يعني بكون مسؤول عن عائلة ثالثة ؟؟؟ اللي هم بيت اهلي وبيت عمي وبيتي ؟؟ وانا يادوب طالب جامعة على الله ثم هالمكافئة ... قل لي بكرة اذا تخرجت من بيوظفني ؟؟ وين بلقى وظيفة اصلا ؟؟؟ وشلون بصرف على هالأرواح اللي بذمتي .. وين بدبرها معه ؟؟
ربت عبدالعزيز على كتفه ::/ هون وتهون يا ابن الحلال ... ومن هنا الى ان تتخرج بيحلها ربك .. والله خوفتني على بالي شي أكبر من كذا ..
نواف بنبرة استغراب وتهجم::/ وهذا مو شي كبير ؟؟ يمكن بنظرك انت صغير لأنك ماجربته لكن بالنسبة لي ولأمثالي فيكون بعلمك ترى يعتبر كارثة ... (( وصد بوجهه عن عبدالعزيز ))
زياد يلطف الجو ::/ اذكروا الله ما صار الا كل خير ... وبعدين ولا يهمك نواف .. انت بس تخرج وخل موضوع وظيفتك نتدبره بعدين .. لاتهتم مادام اخوك زياد راسه يشم الهواء ؟
ابتسم عبدالعزيز بطريقة كوميدية في وجه زياد ::/ وانا بعد شايل هم التخرج مادري وين بلقى وظيفة فيه ؟؟
طالعه زياد ::/ أشوفكم بديتوا تستغلوني ..؟ عموما خلونا نتخرج وانا اوعدكم خير ان شاء الله ..!
نواف تلعثم وخاف لازياد يفهمه غلط ::/ زياد انا مو قصدي هالشي اللي ذكرته .. انا كنت بفضفض لكم وبس .. ماعندي احد احكي له عن همومي الا انتم ...
عبدالعزيز ::/ والله انك تتبطر على النعمة ..! الحين الولد دق على صدره وقال ابشر بالوظيفة وانت تتهرب منها ..
ابتسم زياد ::/ يالهي عليك حتى حاسده على وظيفته قبل لايستلمها .. الظاهر بوظفك لو فراش عندي في المكتب بس علشان ماتنظل هالمسيكين ..
طالع نواف عبدالعزيز بسخرية ::/ حاسدين الفقير على موتت الجمعة ..!
وجه نواف نظره لزياد وطالعه بنظرات امتنان وكأنه يشكره من قلبه لأنه طيح ربع الهم اللي بقلبه .. والا الثلاثة ارباع فما يقدر احد يطيحه الا هي يوم توافق على الملكة وتشرح له اللي شافه وتبرره له بعذر مقنع .. ساعتها بيكون الأسعد على وجه الأرض ..........!
------------------------------------------------------------------------------
جلسوا كلهم بالصالة وجابوا قهوتهم يتقهوون .. كان الجو وناسة وسوالف وتنكيت ،، خصوصا ان ام نواف تموت على التعليقات والسواليف اللي تضحك ...
انتبهت عبير لمرت عمها ونظراتها لها ... استغربتها مثل مااستغربت نظرات إيمان من قبل .. كان باين عليهم انهم يبون يقولون شي بس مو عارفين من وين يبدأون؟؟
رن الجوال نغمة مسج ومدت إيمان يدها تطلع جوالها من الشنطة .. لكن ضحكة أريج خلتها تلتفت لها ...
إيمان ::/ خير ان شاء الله وش اللي يضحكك ؟؟
أريج ::/ رحمتك بقوة ... على بالك إن المسج لك ؟؟؟ حبيبتي مادام انتي وعبير بمكان واحد فأي رسالة توصل وتسمعين نغمتها فهي لها مو لك ؟؟
إيمان ::/ ياحياتي وانتي محد يعطيك وجه ؟؟
افتعلت اريج الصياح ::/ شفتي عاد ولا احد معبرني ؟؟ كأني مطلعه هالجوال زينة .!
إيمان ::/ طيب انتي تراسلين احد ؟؟؟
أريج ::/ الصراحة مو كثير .... لأني اخاف من الفاتورة ..
إيمان مندهشة ::/ جوالك فاتورة ؟؟؟ والله انك ماتحقرين نفسك وانتي مابعد دخلتي الجامعة ؟
أريج ::/ وش اسوي تراه هدية مااقدر اردها ...
إيمان ::/ طيب طلعي لك بطاقة وكل ماخلصت اشحنيها .. ولا تتوهقين بفاتورة الا لما تطلع لك مكافئة ..!
عقدت أريج حواجبها بتفكير ::/ تتوقعين أسوي كذا ؟
إيمان بتأكيد :/ أجل مايبي لها كلام ... وجوالك هذا لاتستخدمينه الا لما تدخلين الجامعة وتطلع فلوسك .....
رنة مسج جلجلت في المكان للمرة المليون على التوالي ... و وجهت إيمان نظرتها لعبير اللي تطالع جوالها ::/ صايرة مهمة أجل يا عبير ؟؟؟ واختك صادقة من جلسنا ماجا أحد مسجات الا انتي ؟؟؟
ابتسمت لها عبير ::/ وش اسوي اللي يحبوني كثار .. وش تبيني اقولهم لاتراسلوني ؟؟
إيمان ::/ لا وش دعوى .. الله يديم المحبة ويرزقنا اللي يحبنا ويموت بس علشان يتملك علينا ...
حست عبير بريبة في نغزة إيمان ::/ الله بيرزقك إن شاء الله ..!!
قامت عنهم عبير وطلعت برا الصالة .. واول ما انتبهت ام نواف لخروجها التفتت لأم راكان وهي مبتسمة ...
ام نواف ::/ ماشاء الله عليها عبير الله يخليها لك ان شاء الله ... قايمة بكل شي ؟؟
تنهدت ام راكان ::/ إيـــــــــــه وانا اختك لولا الله ثم هي كان مادري وش بيكون حالنا .. الله يخليها لي هي واخواتها ويهدي راكان ...
نزلت ام نواف راسها ::/ آمين ان شاء الله ربك بيهديه ويصلحه ...
سكتوا شوي لكن ام نواف ما اعجبها الوضع ولا اعجبها ترددها في طرح الموضوع .. علشان كذا على طول ومن دون تفكير لفت لأم راكان وقالت ::/ عاد يا ام راكان ترانا والله اليوم جاينكم وبخاطرنا حب ما انطحن وما راح نطلع الا يوم تطحنونه ؟؟
ضحكت ام راكان ::/ ابشري يا ام نواف باللي اقدر عليه ...
ابتسمت ام نواف وطاحت عينها بعين إيمان بنتها اللي مركزة معهم .. شجعتها نظرتها وقالت ::/ حنا نبي تحددون ملكة نواف وعبير ... الولد خاطره يتزوج وهو مابقى له غير هالترم ويخلص ان شاء الله ؟؟
استغربت ام راكان ::/ ايه يا ام نواف بس هذا انتي قلتيها توه بيتخرج ؟؟ يعني لاتوظف ولا بعد اعتمد على نفسه ؟؟؟
ابتسمت ام نواف ::/ كل هالأمور بييسرها رب العالمين ... وبعدين انتي تعرفين نواف اكثر مني .؟ فهل تتوقعين انه لعاب ومايبي يتوظف والا مهمل ؟؟
انكرت ام راكان بشدة ::/ لا والله حاشاه .. نواف ماينعاب وانا اعرف اخلاقه ..؟
ام نواف فرحانة ::/ خلاص اجل يملكون الحين والعرس عقب مايحصل وظيفة .. على الأقل يصير محرم لأحد منكم ... والعرس مااستعجلنا عليه ......!
احتارت ام راكان في ردها ..! كلام ام نواف مقنع ؟؟ بس عاد عبير وش بيلين راسها ؟؟
ام راكان وهي محتارة وباين من نبرة صوتها ::/ والله يا ام نواف عبير بنتك مثل ما هي بنتي ... وانتي عارفة رايها في الموضوع .. انا اقول هذي هي عندك كلميها واقنعيها وان شاء الله مايكون الا خير ...
استانست ام نواف لأنه على الأقل ام راكان موافقه يعني ممكن تدعم موقفها ... التفتت على إيمان وهي مبتسمة ::/ روحي إيمان نادي بنت عمك قولي لها امي تبغاك ؟؟
ارتاحت إيمان من ابتسامة امها وحست ان منال اخوها قريب ::/ إن شاء الله ..
قامت ايمان بسرعة وطلعت من الغرفة تدور على عبير مشت في الممر اللي يودي للمطبخ وقبل لاتدخله سمعت صوت عبير وكانها تكلم بالتليفون ,, استحت لما سمعتها تقول بصوت أشبه بالهمس..
.......::/ وش اسوي والله مو بيدي ... بيت عمي جو عندنا و مااقدر اطلع وهم موجودين ... زين وش الحل برأيك ؟؟؟(( سكتت شوي )) خلاص الساعة 12 تمام I'm waiting
استغربت إيمان هالكلام وفي نفس الوقت انحرجت ،، حست ان جيتهم اليوم مالها داعي أكيد عطلوهم عن شغل مهم ..
تنحنحت ودخلت المطبخ وهي تبتسم .. انتبهت لها عبير اللي كانت تجهز الشاهي وردت لها الإبتسامة ..
إيمان وهي تقرب منها ::/ خلي عنك الشاهي وانتي روحي للصالة أمي تبغاك ؟؟
انقبض قلبها عبير وحست بالموضوع اللي ممكن ام نواف تبيها فيه .. سلمت كل شي بيد إيمان وطلعت وراحت لهم الصالة ......................................!
------------------------------------------------------------------------------
خلصوا من التسوق لكن وقفوا عند آخر محل .. كانت ندى واقفة عند الكاشير بتحاسب عن فستانها .. والباقين ينتظرونها عند الباب تحاسب وتخلص وتجي لهم ...
واقفة مقابل المحاسب ومعطيته البطاقة علشان يسحب من الرصيد ...
تأخرعليها وهو كل شوي يقول العملية ملغاة ... استغربت الوضع وقالت يمكن ضغط على الشبكة ... التفتت لهم وشافتهم يأشرون لها تستعجل .. لكن طلال ماقال شي كان جالس على كرسي بجنب الباب ... أشرت لهم يصبرون والتفتت على المحاسب
ندى ::/ لو سمحت بتطول المسألة ؟؟؟ والا يالله بسرعة ..
ابتسم المحاسب ::/ معليش يا آنسة بس الظاهر البطاقة منتهية علشان كذا مو راضية تشتغل ... (( ومدها لها ))
خذت ندى البطاقة وشافت تاريخها ولقته منتهي يعني لازم تجددها .. تنهدت وطالعت المحاسب ..
ندى ::/ طيب معليش تترك الفستان عندك لربع ساعة وبعدين ارجع احاسبك ..
اعتذر منها المحاسب ::/ والله يا آنسة كان ودي .. لكن مثل ماتشوفين مو انا بس اللي اشتغل بالمحل .. وفترة الدوام انتهت ومن حق الموظفين يطلعون ...
تنهدت ندى وبتوسل اخير::/ طيب تتركه عندك لبكرة الصباح وانا اجي آخذه ..
ابتسم لها المحاسب ::/ إذا كذا ولا يهمك ... بس ترى لازم تجين الصباح بدري ولو تأخرتي بضطر أعرضه ...
ابتسمت له ندى مبسوطة ::/ لا خلاص انا بكرة الصباح بكون عندك ... مشكور
مشت ندى عنه وهي ترجع البوك في الشنطة .. الكل يطالعها مستغرب وين الفستان ووش يسوي بالمحل وليش ماخذته ؟؟
وقفت ندى قدامهم ::/ يالله نروح ؟؟
وقف طلال وتقدمت ريم لندى::/ والفستان ؟؟ بينام هنا ؟؟
ابتسمت ندى ::/ لا بكرة راح اجي آخذه من عندهم ؟؟
ريم ::/ وليش مو الحين ؟؟ خلاص مادام لقيتيه خلصي عمرك وخذيه ؟؟
انحرجت ندى وساسرت ريم ::/ بطاقتي منتهية وما معي كاش ؟؟ خلاص عاد هوينا
شهقت ريم وهي تضحك ::/ قسم بالله بايخة الحين علشان هالخرابيط بتتركين الفستان ؟؟
طالعتهم سحر اللي كانت تعلق مع طلال ::/ وش فيكم ؟؟ وش خرابيطه ؟
تخصرت ريم بعصبية ::/ الأخت بطاقتها منتهية وماخذت الفستان وقايلة للمحل بتجي تآخذه منهم بكرة وكأنها مقطوعة من شجرة ولا كأن احد معها ؟؟
قربت لها سحر وهي تحوس بشنطتها وطلّعت بوكها ::/ خذي وروحي حاسبي .. يالله لا تبطين
انحرجت ندى زيادة ::/ لا خلاص سحورة بكرة بجي انا وزياد وآخذه ؟؟
عصبت سحر ومسكتها مع يدها ::/ أقول لك امسكي وإذا جاء بكرة ردي لي الفلوس .انا ماراح أطير لكن الفستان ماراح يقعد لك ..؟
تنهدت ندى مقتنعة وخذت بوك سحر والتفتت بترجع تحاسب عن الفستان .. لكنها تفاجئت لما شافت طلال واقف هناك وكأنه ينتظر شي ...
التفتوا كلهم لما فقدوا طلال ولقوه في نفس مكان ندى الأول استغربوا وش يسوي هناك ؟؟؟
لكن لما شافوه يبتسم ويسلم على المحاسب ويآخذ الكيس فهموا وش سوى ...
قرب لهم وهو مبتسم ومد الكيس لندى وكان واضح عليه الإرتباك ... ندى من الإحراج ماعرفت وش تسوي .. وما مدت يدها .. استغرب طلال منها وخاف لاتكون عصبت ..
طلال ابتسم::/ مو هذا الفستان اللي تبينه ؟؟ ترى حاسبت عليه وبس عاد انتي تأكدي ؟؟
تشجعت ندى وردت بتلعثم::/ ليه سويت كذا ؟؟ انا ... انا كنت بروح احاسب ..
ابتسم لها طلال ::/ الحين حاسبت وخلصت خذي الكيس عاد ويالله لا نتأخر ..
ندى ::/ بس ......
مد لها الكيس بقوة ::/ لا تسوين بيني وبينك رسميات .....
طالعت سحر ريم وضحكت على شكلهم .. اما ريم فتقدمت وسحبت الكيس من يد طلال وحطته بيد ندى ::/ خلاص ياختي خذيه ... احد يحصل له واحد يدفع عنه ويرفض ؟؟
ابتسمت ندى مرتبكة ومحرجة وكل شي ... خذت نفس عميق ولحقت سحر وطلال اللي طلعوا ومشت ريم من وراها ........................!
ركبوا كلهم سيارة طلال لأن زياد مابعد وصل للمركز .. جلست سحر وندى في الخلف اما ريم ركبت قدام لكن وجهها على ورا ...
كانوا يسولفون ويعلقون على بعض اما ندى فكانت طول الوقت ساكتة وحاسة نفسها بتختنق من الحياء ... وتدعي في خاطرها على زياداللي حرقت تليفونه اتصالات علشان يسرع ...
رن جوالها في وسط الإزعاج وفرحت على بالها زياد لكن لما طالعت الشاشة شافتها عذا ...
تحطمت من داخلها لكن الشكوى على الله بترد ...
ندى مبتسمة ::/ السلام عليكم ...!!
عذا بصوت مبحوح ::/ مرحبا ...! ندى وينك ؟؟
خافت ندى من صوتها ::/ وش فيك ؟؟
سكتت عذا شوي وبعدين قالت بصوت واطي ::/ ما فيني شي بس انتي وين ؟؟
ندى ::/ انا في السوق مع البنات ؟؟
خنقتها العبرة عذا :/ من اللي مآخذك للسوق ؟؟
ندى ::/ زياد ..!! وش فيك تسألين وش صاير لك ..
رفعت عذا صوتها على قدها لأنها ماتعرف تصارخ ::/ حتى انتم ما احبكم واخوك هذا اضربيه وقولي له ما اطيقه واكرهه اكرهه اكرهه .. (( وسكرت الخط بوجه ندى))
طالعت ندى التليفون مستغربة من اللي صار .. وفي نفس الوقت بدت تقلق وش صاير لعذا وخلاها منهارة كذا ...؟ خذت نفس عميق ورن جوالها مباشرة .. رفعته واستبشرت لما شافت اسم زياد يأشر في الشاشة ..
رفعت السماعة وقال لها انه هو اللي وراهم ... استأذنت من الموجودين ونزلت بسرعة ومعها الكيس بيدها ... وطلال يراقبها بخفية مع المرايه الجانبية ويشوف ركضها لاخوها واللي يشوفها يقول كأنها مخطوفة ...! ابتسم وحرك سيارته ..
---------------------------------------------------------------------------
قبل لايوقف عند الباب ويطلعون اهله قرر يأخذ لفة على بيتهم علشان يتأكد انه مو موجود ... لف بالسيارة ثلاث مرات وما لقى شي . تنهد بنصف راحة واتصل على إيمان علشان يطلعون ...
أول ماشافهم مقبلين للسيارة اضطرب وزادت نبضات قلبه وبدت الفراشات تدغدغ معدته .. ماوده يكون الرفض هو جوابها ...
ركبت أمه ومن وراها أخته وسكروا الأبواب .. وفي الوقت وصل مسج لنواف .. ابتسم وفتحه ولقاه من عبدالعزيز مرسل له نكتة يروح فيها عن نفسه ..
ضحك لكن انتبه لما قالت له امه ::/ واللي يسلمك نواف اغلق تليفونك ترى صدع راسي من هالنغمة ؟؟؟
ضحكت إيمان ::/ معليش يمه تحملي هذي التكنولوجيا ..
ام نواف بغضب :/ الله لايوفقها من تنكلوجيا ..
ابتسم نواف وهو يحب يد امه ::/ وش فيها ام نواف معصبة على الجميع .. حتى التنكلوجيا ما سلمت منها ؟
ام نواف ::/ صدق والله من دخلنا وبنت عمك كل دقيقة ويرن جوالها ..!صدعتني.!
نغزه نواف قلبه ::/ أي وحده فيهم ؟؟
ام نواف ::/ عبير الكبيرة الله يخلف ..!!
ابتسمت إيمان لما تذكرت احراجها ::/ يمه ترى شكلهم كانوا مشغولين .. لأني اسمع عبير تكلم في الجوال وتقول معليش ماقدرت اطلع لأن بيت عمي موجودين ؟؟عاد يمكن هالرسائل اللي توصلها بهالخصوص ..!
بلع نواف ريقه وزادت نبضات قلبه ،، لكن ردت ام نواف ::/ والله عاد انا كنت متصلة على امهم وماقالت عندنا شي ؟؟ عاد لو عندهم أكيد بتقول ..
حاول نواف يربط المواضيع ::/ طيب كلمتوهم عن موضوعي ..
نطت ام نواف ::/ بسم الله علي الرحمن الرحيم .. ما امداني أقولها الكلمة الا وعصبت وقالت لا مستحيل انا الزواج ما افكر فيه الحين ..
شد نواف مسكته على المقود ::/ كان قلتوا لها ملكة بس ...
إيمان ::/ إيه أمي قالت لها كذا و قالت انها الحين ما تفكر في شي أبد غير دراستها وانها تقوم بأهلها .. وعقب ما تتخرج وتتوظف بتفكر إما توافق والا لا ؟؟
عصب نواف من قلبه ::/ هي ليه ماتقول ما ابي ولدكم وترتاح ؟
انصدمت ام نواف ::/ يمه لاتقول هالكلام .. ترى باين عليها انها ماعارضت زواجها منك بس كلامهم منطقي يقولون من وين بيصرف على عائلة وهو مابعد توظف وتوه ما تخرج ..
تنهد نواف ::/ الوظيفة مضمونة ان شاء الله .. بس انتم خلوها توافق .؟
إيمان باندفاع ::/ خلاص نواف ترى مو كل مرة بنقول لها نبي الملكة ؟؟ إن كنت تبغاها صدق فانتظر لحد ماتنتهي دراستها وعقب ما يكون لهم حجة وإذا رفضتك ساعتها يعني انها ماتبيك ...!!
سكت نواف متأثر من كلام إيمان واندفاعها .. حس انه فعلا أحرج امه و اخته مع بيت عمه .. بس مهما يكون لازم يحسون اني ابيها وابغى احميها وتكون تحت نظري اعرف دخلاتها وطلعاتها .. وتدري ان وراها رقيب مو نترك لها الحبل على الغارب ...
سكتوا شوي وما عاد تكلموا في أي موضوع ... لكن نواف تذكر سالفة المكالمة اللي أشغلته وعلى طول وجه سؤاله لإيمان ::/ ماعرفتي من كانت تكلم عبير؟؟
انتبهت له إيمان ::/ لا والله ماسمعتها تقول أسماء؟؟
نواف ::/ طيب وش سمعتي غير هالكلمتين ؟؟
إيمان بدون اهتمام ::/ قالت ان الساعة 12 اوكي .. بس عاد وش عندهم مدري .. حتى ولا احد جاب لي سيرة عن طلعة والا ان حنا عطلناهم عن شغلة مهمة ...
سكت نواف وهو حاس بالغصة في حلقه ،،، حتى لو قال انه مايشك فيها بس فيه شي في خاطره هي بيدها زرعته ؟؟؟ والا ليش تدخل مع الباب الخلفي لبيتهم بسرعة وتتلفت لا تشوف احد ... بلع ريقه بصعوبة وزاد سرعة سيارته علشان يمديه ينزل اهله ويرجع لبيت عمه يشوف وش سالفة الساعة 12 ...................................؟!!
-----------------------------------------------------------------------------
ركبت السيارة بسرعة وسكرت الباب وراها .. خذت نفس عميق وحاولت تضم يديها ببعض علشان تخف الرجفة ... استغربها زياد ..
زياد ::/ وش فيك ؟؟
التفتت له ندى بنظرات غضب وطلعت بوكها وخذت منه البطاقة ومدتها لزياد ::/ خذ.................!!
مسكها زياد مستغرب ::/ وش أسوي فيها ؟؟
ندى ::/ وش اللي وش تسوي فيها .. انتهت صلاحيتها رح جب لي وحده جديدة ..
زياد ::/ أكيد وصلتك بالبريد .. ما شيكتي عليه ؟؟
ندى ::/ ما شفتهم عطوني شي .. ولا شفتك قلت لي شي ؟؟
حرك زياد سيارته ::/ اسألي الخدامات اكيد ان السواقين جابوها والا المزارع ..!
رمى زياد البطاقة في درج السيارة .. وسكت عنها وهي سكتت بعد .. لكن هو انتبه لعمره والتفت لها ::/ أجل وشلون شريتي فستانك ؟؟ والا مالقيتي شي ؟؟
طالعته ندى بنظرة احراج ::/ طلال هو اللي حاسب عني ؟؟
رجع زياد يطالع الشارع :/ زين يعطيه العافية ... انا الحين اسحب واردهم له ..
ندى بغضب ::/ والا يعني مانويت تسوي كذا ؟
زياد مستغرب ::/ وش فيك معصبة طيب ؟؟
تأففت ندى ::/ اففف مافيني شي ... (( حطت يديها على أطراف راسها )) احس اني مصدعة شوي ..!
زياد ::/ هدي عمرك طيب .. الصداع مايبي توتر ..
طلعت ندى جوالها ::/ وشلون مايبي توتر والتوتر يجي من نفسه .. (( واتصلت ))
هذي بنت عمتك بعد زادت الطين بله ؟؟ متصله تصيح وتهاوش مدري وش فيها ؟؟
التفت زياد بانتباه ::/ من هي ؟؟
ندى ::/ من غيرها يعني اللي صياحها كثير ؟؟
زياد يبتسم ::/ أكيد مسوين لها شي ؟؟ مستحيل تصيح كذا ..
ماردت عليه ندى لأن عذا رفعت السماعة لكنها ساكتة وما تسمع ندى الا صوت شهقاتها الخفيفة ...
ندى ::/ الحين وش فيك ؟؟ بتقولين لي وش صاير والا اجيك الحين ؟؟
عذا ::/ لا لاتجين ماله لزوم ..
ندى ::/ طيب وش بلاك ؟؟
عذا ::/ تخيلي اني في البيت بروحي وماعندي أحد كلهم رايحين ؟؟ (( وبدت تصيح ))
ندى مبتسمة ::/ طيب وش فيها ؟؟
عذا ::/ انتي عارفة عقدتي الخوف ما احب اجلس في البيت بروحي أخاف ؟
ندى ::/ وين ميري عنك ؟
عذا ::/ ميري نايمة في غرفتها .. وانا قافلة على نفسي الباب ..
تنهدت ندى ::/ طيب وين عمتي والبنات ؟؟
عذا ::/ مافيه احد امي واخواتي رايحين يحضرون زواج .. (( وزادت شهقاتها )) وكنت متفـ ـ ـ متفقة مع أسـ ـ ـ أسامة اننا نطلع مشوار وقال لي اذا راحت امي اتصلي علي .. ولما اتصلت عليه تو قال لي مو فاضي يرجع للبيت لأنه بعيد مرة ... يعني كذب علي وخلاني اجلس مااروح معهم وهو ما جاء ...
ندى مستغربة ::/ وعبدالله وينه ؟؟
عذا ::/ انتي وين عايشة ...؟ عبدالله رايح مع ابوي لجدة بس هو نزل لمكة يآخذ عمرة ..!
أشر زياد لندى علشان توطي صوتها شوي لأن وصله اتصال ..
وطت ندى وهي تقول ::/ طيب سمي بسم الله وانزلي للصالة وشغلي التلفزيون لحد مايجون والا اتصلي على امك وقولي لها مقلب اسامة ؟؟
سمعت عذا ضحك زياد وظنت ان البنات راكبين معهم وهو فالّها معهم فزاد غضبها ::/ايه معليش اضحكوا واستانسوا وخلي اخوك ينبسط ويضحك مع اللي معك ولا يحتاجـ ـ ـ قطعت كلامها واكتفت لما قالت :/ .. عموما مشكورة على اتصالك ندوش خففتي من خوفي شوي ..؟
ابتسمت ندى بتعجب ::/ عادي نسوي 911
عذا بسرعة ::/ مع السلامة ..
سكرت عذا حتى قبل لاتسمع رد ندى ... استغربت ندى تصرفاتها واللي سوته .. وكلامها عن زياد ..!
سكتت شوي وهي تقلب الجوال بيدها وتفكر تتصل بعمتها وتقول لها عن كل شي ...!!
سكر زياد التليفون وانتبه لسرحان ندى .. ابتسم وهو يأشر بيده قدامها ::/ وين وصلتي ؟؟ وش قالت لك ؟؟
التفتت له ندى ::/ معصبة بالحيـــــــــل ،،، وتصيح ؟؟؟
لف لها زياد وشي تحرك بداخله ::/ وش فيها ؟؟؟ وش مسوين فيها هالمرة ؟؟
ضحكت ندى ::/ وش اللي يخليك متأكد انهم مسوين لها شي ؟
زياد ::/ أكيد هي ما تنهار وتتصل عليك إلا أحد مسوي لها شي ...!!
ندى ::/ ايه بس لاتنكر انها هي بعد دلوعة..!!
طالعها زياد بنظرات حلوة ونبرة دافية ::/ حســــــــــــاسة ... وقلبها رهيف ..!!
ابتسمت ندى وهي تهز راسها ما تقدر تعارضه ..!!::/عمتي والبنات طالعين وأسامة كان مواعدها يوديها مشوار بس الظاهر كان يلعب عليها او انه صار له ظرف وما قدر يجي ..!!
تنهد زياد ::/ ما بيذبحها الا هالأسامة ...!!
ترددت ندى شوي وبعدين قالت :/ شايلة في خاطرها عليك . مدري وش سامعة عنك والا منك ؟؟ (( وطالعته تستفهم ))
التفت عليها زياد مستغرب ويأشر على نفسه ::/ من أنا ؟؟؟ ليش وش قالت لك ؟؟؟
ندى ::/ تقول خلي اخوك ينبسط ويضحك عاد مادري وش دخلك في السالفة؟؟
ابتسم زياد ::/ ليش سمعتني تو وانا اضحك ؟؟
ابتسمت ندى ::/ لا من زمان .. اول ماكلمتني في سيارة طلال وسألتني وين انا فيه ومن معي وقلت لها انك موديني قالت لي أكرهه وما أطيقه وإذا شفتيه اضربيه ؟
استغرب زياد وحس بضيقة ::/ ليه طيب .. وش شافت مني ؟؟
سكتت ندى شوي وقالت بنبرة استفهام ::/ تعـــــــــــــال ............!!لاتحسب ان الضحك اللي سمعته والهيصة الي كانت بالسيارة انك انت اللي معنا ؟؟؟ ترى تسويها والله ؟ وعلشان كذا عصبت ؟؟؟ وتو سمعت ضحكك وعلى بالها ان البنات معي في السيارة ؟؟؟
ضحك زياد من خاطره و في نفس الوقت حس بالسعادة ولأول مرة تغمر قلبه كله ... حس انها غارت عليه .. وإذا انها تغير عليه يعني تحبه ؟؟؟
زياد ::/ زين اتصلي عليها قولي لها تتجهز ونمرها الحين ..
التفتت ندى معصبة ::/ نعم ؟؟؟ تبغانا نروح بيت عمتي ونرجع مرة ثانية لهم ؟؟
زياد ببرود ::/ ايه وش فيها عادي ؟؟
ندى ::/زيييييييييييياد ..!! شوف الساعة كم ؟؟ وعلى بال ما نروح لها ونآخذها ونرجع لهم يصيرون خلصوا عشاء ؟؟ لا وبعد المطعم بيسكر ..
زياد وكأنه ما يسمع ::/ معليش بنقول لهم مشكورين واروح انا وانتم لأحسن مطعم بالرياض ونتعشى سوا وانا بعزمكم ..!!... يالله اتصلي علشان تتجهز ولا تأخرنا قدام البيت ..؟؟
زفرت ندى بقهر وطلعت جوالها بتتصل على عذا ... ياربي منها والله العظيم انها تقهر .. اصلا انا وش لقفني اقول له عن اللي صار ...؟
ردت عذا وصوتها باين عليه الصياح ::/ مرحبا ؟؟
ندى ::/ اسمعي تجهزي الحين بنمرك ونطلع نتعشاء ..
عذا ورجعت تصيح ::/ ومن قال لك اني ابغى عشاء ؟؟؟
ندى بقلة صبر::/ عذا عن الدلع عاد .. ويالله قومي تجهزي ترى احنا قريبين من بيتكم ؟؟
عذا وهي معصبة ::/ ارجعوا مكان ماجيتوا .. انا ماراح اطلع معكم ولا راح اتعشى أصلا ... وابعتكف في غرفتي هذي لحد ما أموت وبكيفكم مشكورين لا أحد يفكر فيني أبد .. لاأنتم ولا أمي ولا أهلي ...!!
وسكرت السماعة بوجهها ... تنهدت ندى من تصرفها ورجعت جوالها بشنطتها ,, وبعصبية التفتت لزياد ::/ احلف لك أنها مريضة نفسية ؟؟ مستحيل هذي تصرفات انسانة سوية ..
طالعها زياد بحاجب مرفوع وغضب يشع من عيونه ::/ نـــــــــــــدى ؟؟ برضاي عليك لا تتكلمين بمثل هالخرابيط قدامي ... لو سمحتي ثمني الكلمة اللي تطلع منك و أوزنيها قبل لا تجرحين احد فيها ..
تنهدت ندى بقهر و بللت ريقها الناشف ::/ ما تبي تجي معنا .. وتقول ماتبي عشاء اصلا ..
زياد ::/ وليش ؟؟
ندى اللي كأنها تذكرت شي ناسيته ::/ يا حليلك لازم أمها تراضيها ... والا ابوها .. ماتجي بالساهل ...
سكت زياد وتنفس بعمق وهو يطالع في السيارات قدامه ويحس بقلبه يدق من القلق عليها .... أما ندى فسكتت لأنه بالها مشغول بشي ثاني ... كان ودها تقول اللي يدور بخاطرها بس تخاف يقول عنها تصطاد في المويه العكرة .. وبعد ما حست انهم قربوا للمطعم .. وانها بتنزل عنه ويخلى له الجو للتفكير .. على طول قالت .
ندى وهي منزلة راسها وتلعب باصابع يديها ::/ زياد ...!!
رد من دون نفس ::/ هممممممم
ندى ::/ هل تحس انها تناسبك كزوجة .. او تصلح انها تكون أم لأطفال ؟؟
سكت زياد هالمرة ومارد عليها ... استانست ندى وحست انها وصلت للي تبيه ..
ندى ::/ زياد انت مو ناقص احد يجي ويتدلع عليك ؟؟ انت بعد من حقك تعيش الدلال والحنان اللي ماقصرت علي فيه .. واظن جاء دورك انك تلقى اللي تريحك مو اللي تتعبك زيادة ؟؟؟
لف لها زياد كله وبعصبية اربكتها ::/ قصدك هي اللي بتتعبني ؟؟ يعني يا زياد لا تتزوجها ؟؟؟
ندى بلعت ريقها ::/ انا ماقلت شي ؟؟ انا اقول رأيي بس ؟؟
زياد وهو يبركن سيارته::/ مشكورة أنا راضي بدلعها علي ..و رايك على العين والراس بس لو سمحتي لاعاد تذكرينه قدامي ..!!
طالعها وكأنه يأمرها تنزل . وفعلا هذا اللي سوته سحبت شنطتها ونزلت وسكرت الباب وراها بقوة .. حست بتأنيب الضمير لأن أخوها ممكن يفكر فيها انها ماتبي الشي اللي يحبه .. اما زياد فنزل من السيارة وهو مبتسم بتصنع قفلها ومشى رايح لطلال ...!

اول مانزلوا اهله من السيارة حركها بسرعة راجع لبيت عمه .. استغربوا امه واخته تصرفه .. لكنهم ماحطوا ببالهم ودخلوا .. أما هو فكانت الشياطين الزرق تتنطط قدام عيونه .. وألف فكرة وفكرة جت بباله ... خلاص صار ما عاد يشوف شي من ضباب الغضب اللي اعمى عيونه .. كل اللي يشوفه الطريق الي يوديه لبيت عمه ...
أول ما دخل الحارة حاول يوقف سيارته شوي علشان يهدي اعصابه ويتماسك .. يخاف لا يشوف شي مريع ويتهور وتصير فضيحة بهالليل ...
رجع راسه وسنده على المقعد وهو أعصابه فلتانة .. خلاص يحس ما بينه وبين الجنون الا شعره ... كان عنده رغبة قوية في البكاء من الصدمة لكن كان يصبر نفسه ويقاوم هالرغبة الطفولية ... كل شوي يبلع غصته اللي نشبت بحلقه وسدت مجرى التنفس ...
تأوه بتنهيدة ألم وعذاب قطع قلبه من شاف هذاك المشهد ... ومن مجرد التفكير أن بنت عمه وحب حياته اللي كان ناوي انها تكون سيدته ممكن تكون بهالأخلاقيات الدنيئة ... ومن البنات اللي يتآكلون بالساهل ...
حرك سيارته بعد ما طالع الساعة ... ومشى متوجه لبيتهم ... ما اقدر اوصف مشاعر الرهبة والخوف اللي تملكته .. كل اللي اقدر اقوله انه كان خايف وايديه ترتجف وتعرق ... كانت شفايفه تتحرك وهو يدعي من اعماق قلبه أن مايصير شي من اللي توقعه ...
لف مع الباب الخلفي وشيك عالمكان بس الحمدلله مالقى شي ... طالع الساعة وشافها 12 تماما .. انفرجت اساريره نوعا ما .. وفرح من خاطره لأن اللي كان في باله مجرد شكوك وان بنت عمه أشرف من كذا ....
رغبة في داخله من الخوف خلته يوقف سيارته قدام براحة التراب اللي مواجهه هالباب ... وطفى انوار سيارته وقرر ينتظر لحد الـ 12 وربع وبعد مايطمن بيروح ..
طلع جواله يلعب فيه وكل شوي يرفع عيونه علشان يتأكد ...
رفع عينه للمرة الثانية لكن عقبها ماعاد قدر ينزلها ... حس بالموت يقرب منه .. وده ان ربي يآخذ روحه بس ما يشوف هالمشهد ...
دخلت السيارة الجاكوار الفضية للحارة .. ووقفت بعيد شوي عن الباب الخلفي ... والأنوار نفس الشي مطفية .. وطلعت هي من باب البيت الخلفي وكانت تتلفت من جهة اليمين وبس ... ركبت السيارة على عجل وانطلقت فيها ...
عرفها وميزها ... وشلون مايعرف اللي قدرت تتملك كيانه ؟؟ فهموني وشلون مايميز الإنسانة اللي مايسوي شي بحياته الا ويفكر فيها ؟؟؟ لما كان يفكر بتخصصه في الجامعة كان يفكر بالوظيفة اللي ممكن يحصل عليها ولا زم تكون تواجه علشان هي ماتحس بالنقص؟؟؟ ماكان يقصر عليهم بشي كله علشان خاطرها .. تجريحها واهمالها كله متحمله على امل انه بيتزوجها ويخليها تحبه من حبه لها... هي اللي يعتبرها أغلى واحلى شي بحياته المرهقة والمتعبة ... هي الوحيدة اللي لما يحس نفسه تعبان والا الهموم مسيطرة عليه يفكر فيها ويفكر في شكل حياته اللي بتجمعه معها ...!!
من دون شعور رمى جواله على المقعد اللي جنبه وشغل سيارته وانطلق وراهم يتبعهم يشوف وين رايحين ؟؟ ووين هالسيارة مآخذتها له ؟
بدأ يتبعهم من بعيد لبعيد علشان ما يشكون فيه ... بس قلبه كان يتقطع في الدقيقة مليون مرة ؟؟ والغصة خطر لاتقتله بمجرد ما يفكر بالشي اللي قاعد يصير في السيارة اللي قدامه ... وش يكون وضع بنت عمه واللي معها ..!!
دخلت السيارة لحي راقي جداً ... عمره نواف ما فكر يسكن فيه او يشتري بيت هناك..
شاف السيارة تدخل بين الحواري بكل انسيابية وكأنها عارفة طريقها ومتمرسة عليه ..
وقفت السيارة قدام مدخل قصر فاره .. وكأنه طالع من الحكايات الخرافية ...
استغرب نواف تواجدها بهالمكان .. لكن لما شاف السيارة وطرى على باله اللي طرى عرف انه ممكن يكون من اصحاب هالبيوت .. وهذا اللي اغراها ؟؟؟ وسخ الدنيا ؟
انفتحت البوابة الأتوماتيكية ودخلت السيارة ومعها عبير ... اتسكرت البوابة من ورى السيارة .. واتسكرت ابواب الدنيا بوجه نواف ...
خلاص ماقدر يمسك نفسه أكثر نزل راسه على المقود ونزلت دمعته حــــــــــارة على خده ؟؟؟ رغبه قويه بداخله أمرته انه ينزل ويشوف وش فيها ؟؟ وش اللي قاعد يصير داخل ؟؟ لكن مسك نفسه ؟؟ هي بنفسها ركبت برضاها ؟؟ وهي اللي واعدته الساعة 12 ؟؟ وهي اللي كانت خايفة لاأحد يشوفها معه وكانت تتلفت من الخوف؟؟ لكن انا اللي مااعرف من اللي داخل ولا ادري يمكن اواجه الموت واهلي بحاجتي ؟؟؟ اهلي ألزم علي من امثال هالحثالة ...!!
مسح دمعته الوحيدة بظهر كفه .. دمعة رجال اللي ما تنزل الا على غالي ؟؟ مسح دمعته وهو يحرك سيارته مبتعد عن هالوباء ... رايح للمجهول مايدري وش الدنيا مخبيت له في ثناياها أكبر من كذا ؟؟؟
--------------------------------------------------------------------------
سكرت السماعة وهي تدعي في خاطرها ان الله ييسر أمر ولدها ويوفقه ويرزقه من حيث لا يحتسب ... حست بمشاعر حلوة في داخلها خلتها تصيح غصب .. عيالها كبروا وصارت تخطب لهم .. هذا عبدالله اللي أمس كانت تلعبه وتأكله كبر وصار رجال وبيتزوج .. وبيكون عنده عيال .. يعني بيصير أب ؟؟؟ و آآآآآآآآآآه ياسرع الدنيا الأيام تركض واحنا ماحسبنا حسابنا ... بلعت غصتها ومسحت دمعتها لماشافت الساعة قريب الأربع وهي ماصلت العصر ... قامت وهي تستغفر راحت للحمام تتمسح ورجعت لسجادتها بالصالة وبدت تصلي ... كانت في ركوعها وسجودها تدعي ربي من خاطرها انه يوفق عيالها كلهم ويرزقهم باللي يسرهم ولايضرهم ..
سلمت منتهية من الصلاة , وقبل ماتقوم من مصلاها نزل هو على رأسها وحبها .
عبدالله ::/ الله يتقبل منك يالغالية ..
رفعت ام عبدالله راسها فرحانة ::/ هلا والله وغلا .. اسفرت وانورت .. منا ومنك حبيبي وانت بعد عمرة مقبولة ان شاءالله ..
عبدالله يبتسم::/ منا ومنك ..
مسك عبدالله يد أمه وهي تقوم .. ومشى معها وجلسوا على الكنب ،، خذوا سلامات بعض وتنشدوا عن الأحوال .. لكن عقدت ام عبدالله حواجبها مستغربة ::/ وين أبوك مارجع معك ؟؟
تلفت عبدالله حوله ::/ إلا جاي معي بس مادري وين راح ؟؟
دخل عليهم ابو عبدالله وبيده قطوة بيضاء وشكلها كيوت .. ودخلت وراه سارة ..
بان الضيق بوجه ام عبدالله والتفتت لولدها ::/ كنت متوقعة ..!! صاروا أهم عنده منا ؟
حاول عبدالله يكتم ضحكته ::/ كنت عارف بس ماودي اجرحك ؟؟
قامت ام عبدالله تسلم على زوجها وهو بيده القطوة .. انتبه لها و عرف انها معصبة من حركته .. مد القطوة لسارة ومد يده لها بس شافها متقززة من لمسته .. وعلشان يهبل فيها زود قربها منه وحط يده على كتوفها وقربها منه ,, ام عبدالله كنت مستحية من حركته وفي نفس الوقت منقرفة لأن القطوة تو كانت بيده وهي ما تحب القطاوة كثير ...
ضحكوا العيال على امهم وأبوهم .. أما عبدالله فكانت حمرة الخجل كاسية خدوده من تصرف أبوه بعكس سارة اللي كانت تعلق وما همها أحد ..
شال ابو عبدالله القطوة من عند سارة وراح يجلس على الكنب ...
حاولت ام عبدالله ماتكون جنبه وراعى ابو عبدالله هالشي .. فجلست سارة قريب منه ..
تلفت حوله وانتبه لغيابهم ..
ابو عبدالله::/ وين العيال اجل ؟
سارة ::/ عذا فوق الحين بتنزل وأسامة نايم ؟؟
دخلت عليهم عذا بهالوقت وهي من قلبها فرحانة بشوفتهم .. لكن وجهها مصفر وشاحب وملامحها متغيرة وكأنها وحده تعبانة ...
خاف عليها ابوها ما يدري وش صار عليها لكن لما قربت منه .. تقززت ووقفت بعيد وبان في نظراتها الخوف .. استغرب ابوها من ردة فعلها لكن بعدين ضحك وانتبه انها ابتعدت بسبب القطوة .. نزلها للأرض وهو يقول ::/ يالله عاد تعالي سلمي ؟؟
صرخت عذا لما تحركت القطوة ::/ يبــــــــــــــــــــه ,, أبعدها الله يخليك ؟؟
ام عبدالله بخوف ::/ شلها تكفى لاتطيح علينا مرة ثانية ؟؟
ركض عبدالله وخذها قبل لاتوصل لعذا .. وراحت عذا رمت نفسها بحضن ابوها وسلمت عليه وعلى اخوها ... وهي مبسوطة ومستانسه مو القطوة عند سارة اجل خلاص هي مرتاحة وخصوصا ان ابوها موجود ..
ابو عبدالله وهو ماسك لحية عذا بيده ::/ وش فيه وجهك شاحب ؟؟
نزلت راسها وردت ام عبدالله ::/ هاوشها الله يخليك ..!! ترى من يومين رايحين للمستشفى ... يقولون فيها انخفاض في الضغط وفقر دم ..
طالعها ابو عبدالله بعتب ::/ وليش كل هذا ؟؟
ام عبدالله ::/ ماكانت تآكل حابسة نفسها بالغرفة ومضربة عن الأكل يوم كامل ..
شرحوا له كل اللي صار .. بس مثل العادة دافعت ام عبدالله عن اسامة .... وهو فعلا كان عنده ظرف منعه يجي لها ...
ابو عبدالله بعصبية::/ هالولد يبي له احد يأدبه .,
عذا بخوف من لهجة ابوها الأكيدة ::/ لايبه معليش انا مسامحته .. حرام ماكان يقصد ..
ابتسم لها ابوها ورجعوا لسوالفهم لحد مادخلت عليهم لمياء اللي كانت عارفة بوصول ابوها من السفر اليوم .. بدوا يسولفون ويتناقشون في امورهم ..
لحد ما فتحت ام عبدالله السالفة وهي تطالع عبدالله :::/ ترى كلمت الجماعة اليوم (( وابتسمت ))
استحى عبدالله وماعرف وش يرد لكن ابو عبدالله قال ::/ ووش رأيهم ؟؟
ام عبدالله ::/ في البداية ماعارضوا ... بس يقولون بيشاورون البنت وابوها وبيردون لنا خبر ..
لمياء ::/ قلتي لهم اننا مستعجلين علشان يتملكون قبل لايسافر عبدالله ؟
حست ام عبدالله بغصة والتفتت لعبدالله ::/ متى تخلص اجازتك ؟؟
تنهد عبدالله ::/ باقي لي 3 أسابيع ,,
ابتسمت ام عبدالله ::/ زين يمديهم يردون علينا خلال هالفترة ...
ابو عبدالله وهو قايم ::/ الله يقدم اللي فيه الخير ...
طلع من الصالة وركب الدرج .. ولحقته ام عبدالله علشان تشوفه لايكون يحتاج شي وعلشان تساعده ،،،،
طلعوا لغرفتهم واول مادخل ابو عبدالله رمى غترته على الكرسي وتمدد هو على السرير ويده على جبهته وعيونه للسقف ..
دخلت عليه الجوهرة مبتسمة وسكرت الباب وراها .. مشت تآخذ غترته وهي تقول ::/ اللي مآخذ عقلك يتهنى فيه ؟؟
محمد مبتسم ::/ آآآآميــــن إن شاء الله ..!!
ام عبدالله ::/ ماقلت وش صار على الشحن والبضاعة ..؟
تنهد محمد ::/ كل شي تمام .. سلمتهم الدفعة الأولى من الفلوس والباقي بسلمه لهم يوم الشحن ...
الجوهرة وهي تجلس قريبة منه ::/ ومتى الشحن ؟؟
محمد وهو يتعدل بجلسته ::/ وقعت العقد ..وبعدين هم بيتصلون علي يبلغوني متى بتوصل (( وابتسم ))
مسكت يده الجوهرة بخوف ::/ الله يوفقك ولا يضيع تعبك ..!
حب يدها بحنان وهو يأمن ..وفي قلبه قلق ما يدري وش سببه .. لكن متعبه ومعكر عليه نومه ...
-----------------------------------------------------------------------------
ذرعت الغرفة روحه وجية .. قلقة وتفكر وماتدري وش تسوي ؟؟ أريج السخيفة رافضة تتصل قال إيش قال مستحية ؟؟ وهي بعد نفس الشي مستحية لكن هي لها اسبابها ؟؟؟ تستحي تتصل عليه تقول له يوديها وهي من فترة رافضة الملكة .. وعارفة في قرارت نفسها انه أخذ الموضوع بحساسية ...
فزت لما دق الباب عليها وقالت ::/ ميــن ؟؟
جاها صوت امها ::/ انا حبيبتي افتحي ؟؟
قامت عبير وهي تسحب رجولها على الأرض وفتحت لأمها .. شافتها مبتسمة وواقفة تطالعها .. استغربت عبير وقفت امها ..
عبير ::/ وش بغيتي يمه ؟؟
ام راكان ::/ الظاهر انك نسيتي موعدي اليوم ؟؟
بلعت عبير ريقها ::/ يمه انا انسى روحي ولاأنسى مواعيدك يالغالية (( وحضنتها))
ابتسمت لها ام راكان ::/ طيب يالله مو ناوية نطلع . الساعة خمس وانا موعدي قريب الست ؟؟؟ يالله يمدينا نوصل ؟؟
بعدت عبير عن امها ::/ إن شاء الله دقايق ونازلة ..
مشت ام عبير وهي تدعي لبنتها بالتوفيق والصحة .. وعبير تراقب امها وما تشوف غير ظهرها .. حست انها انانية وتفكر بنفسها .. أجل رافضة تتصل ومخربة موعد امها في المستشفى لأنها تخاف من ردة فعله ؟؟؟ أصلا هو اللي عارض عليهم كل ما احتاجوا شي يطلبونه منه ولا يرجعون لأحد غيره ..
تشجعت ورجعت لغرفتها .. رفعت جوالها ولقت واصلها مسج .. عفست ملامحها وسفهت المرسل واتصلت على إيمان ...
كانت متوترة وتحس العرق يتصبب من جبينها .. ولما وصلها صوت إيمان كانت على وشك انها تسكر السماعة بوجهها لكن استحت وردت عليها ..
عبير بارتباك ::/ هلا والله إيمان .. وش اخبارك ؟؟
إيمان ::/ الحمدلله تمام انتم وش اخباركم ؟؟ واخبار أمك ؟
عبير وتمسد جبهتها :::/ إحنا الحمدلله بخير ..
سكتوا شوي وبعدين تكلمت عبير ::/ إيمان بصراحة عندي طلب لكن مستحية منك مادري وشلون أقول لك ؟؟
ابتسمت إيمان وشجعتها ::/ الحمدلله لا أسمعك تقولين هالكلام وش تستحين منه ؟؟
عبير::/ آآآ .. شوفي اليوم امي عندها موعد بوحدة السكر الساعة ست... ووو
قاطعتها إيمان وهي تطالع الساعة ::/ وليش توك تتصلين ؟؟ يالله مع السلامة خليني أشوفه هو وين علشان تلحقون على موعدكم ولا يفوتكم ؟؟
ابتسمت عبير بود ::/ مشكورة إيمان ... والله أني أحبك موت ..
إيمان مبتسمة وتعاتبها::/ ليتك تقولين هالكلام للي محتاجة .. مو لي انا ,, عموما يالله لا تعطليني خليني اتصل عليه اقول له ..
عبير ::/ زين مع السلامة ...
سكرت منها ورمت نفسها على السرير ترتاح .. وكأنه هم وانزاح من على قلبها ...
حمدت ربها انها ما نفذت فكرتها وخلت امها تتصل .. كان الحين انحرجت لأنهم بيفهمون غلط وانها هي ماعاد تبي تكلمهم وتكبر الحزازات بينهم ..
.
.
.
.
كوب الكاباتشينو قدامه بارد وهو ما شرب منه ولا قطرة ... كل شوي يتنهد وإلا يغمض عيونه ويمسد جبهته .. باين عليه أن في قلبه جبل كبير من الهموم مضيق عليه حتى تنفسه ... حاولوا معه قد مايقدرون انه يتكلم لكن هو ساكت ومانطق بحرف ... كل ما سألوه قال لهم سلامتكم ...
المسكين ضاقت به الدنيا وهي وسيعة ... ما ينلام وهو اللي في غمضة عين ضاع كل شي من يده ... ضاع حلمه في أحلى حياة تخيلها مع الإنسانة اللي حبها من كل قلبه واخلص لها في كل شي حتى التفكير .. لكن هي للأسف قابلته بالخيانة والجحود ... حتى ما جبرت خاطره ووافقت على الملكة .. لاعاندت وركبت راسها ورفضت بشتى الطرق .. معلوم عندها اللي يغنيها عني وعن خدماتي .. واحد تاجر وهامور وعنده فلوس وسيارات .. وش تبي بواحد منتف مايضمن حتى عشاه ...
نبهه صوت تيلفونه يرن .. طالع الشاشة وعرف انها ايمان .. استأذن من اللي معه وقام يرد عليها .. لعل وعسى تكون جابت له خبر حلو ..
نواف ::/مرحبا ..
إيمان ::/ هلا والله بهالصوت ..
ابتسم نواف بتعب ::/ هلا بك .. وش عندك تدلعيني ؟؟
إيمان ::/ أول شي انت بعيد والا قريب؟؟
تنهد نواف ::/ اخلصي قولي اللي تبين ولا عليك مني قريب والا بعيد ؟
إيمان ::/ لا لازم تكون قريب لأن مرت عمي موعدها الساعة ست يعني لازم تجي الحين توديها ؟؟
تحرك شي في قلب نواف ورجعت له كل الأمور اللي يحاول يتناسها بمجرد ما أنذكر بيت عمه .. بلع غصته عن لا يتهدج صوته من الألم قدام اخته .. وانتبه عليها .
إيمان ::/ نواف وينك ؟؟
نواف بعصبية ::/ انا هنا .. وقولي لبنت عمك انا ما اشتغل سواق عندها وعند امها ؟؟؟ إذا جت وقت الحاجة تذكروني ؟؟ لكن لما انا ابغى منهم شي يرفضون ويسوون من الحبة قبة ...؟
انصدمت ايمان ::/ نواف لاتخلط الأمور مع بعض ؟؟ وش دخل موعد هالحرمة المسكينة في ملكتك انت وعبير ؟؟
انفلتت اعصاب نواف اللي كان ماسكها بالقوة ::/ ذنبها انها ام عبير .. وهي اللي اهملتهم لحد ماضاعوا ولا افتكرت فيهم ولا شي .. معطيتها الخيط والمخيط ولا تسألها وين رايحة والا من وين جاية .. وقال إيش تثق فيها ..
قاطعته إيمان معصبة ::/ نــــــــــــواف انت وش قاعد تخربط ؟؟ وش تقصد بكلامك ؟؟؟ الحين كل هالحكي الشين عن البنت و أمها لأنهم ماوافقوا على ملكتك ؟؟؟ ولأنهم ماوافقوا طلعوا خربانات وبنات فساد ؟؟؟
تنهد نواف وهو ينتبه لنفسه ::/ استغفر الله العظيم .. زين قولي لهم اني جاي ..
وسكر الخط بوجه أخته حتى من دون مايقول مع السلامة ...
هذا اللي انا ناقصه زود على توتري وانفلات اعصابي تركب معي السيارة وانا عارف خباياها . وعارف بسواد وجهها اللي تسويه .. لكن محيره اللي سمعه وعرفه ...!
الله يستر مادري وش ممكن يصير .. والا وش ممكن اقول لها ؟؟
.
.
.
استغربت إيمان انفعال اخوها الغير متوقع لكنها علقته على شماعة انه مكتأب بسبب رفضهم للملكة ... تنهدت واتصلت على عبير تقولها يتجهزون لأنه بيمر عليهم الحين ..
زاد توتر عبير لما سكرت الخط من بنت عمها ...!! مادري وشلون بقابله وانا رافضة الملكة ؟؟؟ لا وشين وقواية عين أقوله ما ابغى اتملك الحين وارجع اتصل عليه اقول له ودني للمستشفى ...
ضغطت على نفسها علشان امها ,, كان بودها ان أريج تروح مكانها لكن هي عارفة أريج ما تدبر شي ولا تعرف وين راسها من كرياسها ,,
تعوذت من الشيطان وسألت ربها يعينها وقامت تتجهز علشان ما يتأخرون زيادة فوق ماهم متأخرين ....!
-------------------------------------------------------------------------
نزل وشكله مبهدل وباين على ملامحه انه توه صاحي من النوم ... ولولا امه كبت عليه مويه وعفسته كان ماقام ولا صلى العصر ...
جلس معهم في الصالة بعد ماسلم على عبدالله وكان طول الوقت ساكت وكأن الشياطين راكبته من راسه لرجليه ..
رن جوال عذا اللي كانت جالسة جنبه .. وفز هو من مكانه لأنه سرحان .. عصب عليها وحط حرة النوم فيها ..
أسامة ::/ أنتي وجوالك ... تشوفين والله لأكسره على راسك ...
خافت عذا ::/ وش سويت ؟؟ انت اللي قاعد تهوجس ومو حاس باللي حولك ..
سفهته وماسمعت رده لأنها ردت على تليفونها .. كانت ندى بنت خالها تقولها انهم وصلوا علشان يفتحون الباب ..
سكرت عذا والتفتت لعبدالله مبتسمة ..::/ عبادي عيال خالي عند الباب افتح لهم ..
وقف عبدالله وهو يتمغط::/ ماشاء الله امداهم يوصلون ؟؟
ضحكوا كلهم على ملامح وجهه وطلع عبدالله رايح للباب .. التفتت عذا على أسامة كانت بتقول له يطلع لأن ندى بتدخل لهم لكن لما شافته عاقد حواجبه خافت منه لايرفع صوته عليها وهي مو ناقصة ... بلعت ريقها والتفتت على لمياء وشافتها تبتسم ...
لمياء ::/ أخ أسامة مطول في القعدة ؟؟
أسامة من طرف خشمه ::/ لايكون جالس على راسك والا في بيتك ؟
لمياء ::/ لا والله في صالة أبوي .. لكن ندى جت ومو حلوة في حقك تقعد مع بنات ؟؟
تنهد أسامة وهو يطالع اخواته بحقد ..
ردت عليه سارة وهي عاقده حواجبها ::/ أقول وش ماسكك ؟؟ يالله قام نتضارب ؟؟
حاول أسامة يمسك ابتسامته وقام من عندهم طالع للمجلس الخارجي ..
نادته لمياء بتقهره ::/ بعد شوي ادخل خذ القهوة .. وخل عنك الكسل .. ما بقى شي على الدراسة ...
سكت أسامة ومارد عليها .. تقابل مع ندى في الممر وهي تمشي وبيدها علبة شوكولاتة كبيرة .. ابتسمت له من ورى الغطاة
ندى::/ السلام عليكم ؟؟ كيف حالك أسامة ؟؟
أسامة وهو مبتسم ومنزل عيونه::/ بخير الله يسلمك ..
رفع عينه وشاف الشوكولاتة اللي بيدها ...
أسامة ::/ يامال العافية هذا لي ؟؟ وراك مكلفة على عمرك .. كان قلتي لي واجيك عند الباب آخذها ..
ضحكت ندى :/ لا هذي لها مناسبتها .. بس لا تخاف بنرحمك ونعطيك منها ..
أسامة بخيبة ::/ ووش مناسبتها ..
مشت عنه ندى ::/ يوم بنفتحها بتعرف ؟؟ والا تدري أسأل زياد ...
ابتسم وتوجه للمجلس .. اما ندى فدخلت عند البنات اللي كانوا واقفين عند الباب ينتظرون وصولها للصالة ..
خذوها بالأحضان ..وسارة على طول هجمت على العلبة .. لكن لمياء مسكتها مع اذنها وأدبتها وغصبتها ترجعها لندى .. كانوا يمزحون مع بعض لكن بطريقة كوميدية حلوة خلت ندى تضحك من خاطرها ... فعلا اكتشفت ندى انها تستانس اكثر يوم تكون ببيت عمتها ...!! يمكن لأن عندها بنات في عمرها ويونسون ...؟
دخلوا كلهم وجلسوا في الصالة ونزلت ام عبدالله تسلم على عيال اخوها ..
ندى وهي تكلم البنات ::/ ليش ماحضرتوا زواج غادة ؟؟ والله اني كنت متوقعة انكم تجون ؟
سارة ::/ وش نسوي امي رفضت تروح قالت بتجلس مع عذا لأنها تعبانة ورافضة تجي معنا .. ولمياء ارتبطت مع اهل زوجها ؟؟ وانا مااعرف احضر بروحي ؟
لمياء :/ إلا وشلون كان الزواج ؟؟ حلو والا عادي ؟
ندى متحمسة ::/ الا والله كل شي كان مرتب وحلو .. حتى غادة طالعة تجنن بالمكياج والفستان ..
عذا ::/ انزفت والا لا ؟؟
ندى ::/ افا عليك غادة وماتبغينها تنزف ؟؟ انزفت وجلست على الكوشة وعرضوا لها صور وحوسة بس بصراحة تجنن ...
سارة ::/ صورتوا معها ؟؟
ندى ::/ اممممم لا هي ما صورناها لكن تصورنا احنا البنات علشان يكون ذكرى لزواج غادة ...
بعد فترة سمعوا أسامة يتنحنح وشكله بيدخل .. تغطت ندى ودخل أسامة وهو منزل عيونه .. لكن رفعها للمياء وهويسأل ..
أسامة ::/ خلصت القهوة ؟؟
قامت لمياء ::/ أكيد .. اصبر شوي اجيبها ..
نادتها ندى ::/ جيبي معك صحن فاضي علشان نحط لهم من الشوكولاتة ؟؟
أسامة بنقمة ::/ هب يا انتم ؟؟ حتى ما بتعطونا الصندوق نآكل منه ؟؟؟
سارة ::/والله لو على ابوي وعبادي وزياد معليش بنعطيهم واثقين فيهم وفي أخلاقهم الكريمة .. لكن بعض ناس يخوفون يمكن من الحقد يكبون الباقي في الزبالة بس أهم شي ماناكل ؟؟
رفع اأسامة حاجبه في غباء :/ ومن هم هالبعض ناس القاسيين ؟؟؟
طلعت لمياء في هاللحظة ::/ عارفين انفسهم مايحتاج نحرجهم ...
مدت له الصينية وراحت للصندوق وخذت منه كم قطعة شوكولاتة ورتبتها في الصحن وعطته إياه .. مشى شوي لكن بعدين التفتت لندى ..
أسامة ::/ إلا ماقلتي وش مناسبته ؟؟ أخوك يقول خلوها هي تعلمكم ؟؟
ندى مبتسمة ::/ زين .. أولا هذا بمناسبة سلامة عذا ... قلنا نجيبه لها تتغذى علشان يرتفع دمها ؟
سارة بنظرة تطنز::/ والشوكولا هي اللي بترفع دمها ..؟؟
لمياء تحاول ترقع ::/ عادي اللي يرفع السكر يرفع الدم ..
ضحكوا كلهم .. لكن اسامة قال ::/ وثانياً ؟؟؟
ندى مبتسمة::/ ثانياً الله يسلمكم اشترينا بيت جديد وبننتقل له خلاص ..؟؟
انصعقوا كلهم من هالخبر عم السكون لدقائق قبل لاتقول سارة ::/ يعني بتطلعون من بيت عمك ؟؟
ابتسمت ندى ::/ إيه خلاص بيصير بيتي وبيت زياد وبس ...
عذا فرحانة ::/ يعني عادي نجي نزوركم فيه مانستحي ؟؟
ردت ندى بخبث ::/ تزورونا ؟؟؟؟؟؟ من انتم ؟؟
غير أسامة الموضوع ::/ أخبارك بايته .. اخوك كل تو وهو يشرح لأبوي موقعه .. لكن مافهمنا شي والظاهر نبي نروح نشوفه ..
سارة بصراخ ::/ انـــــــــــــا معكم ..
عذا ::/ وأنـــــــــــــا بعد ؟؟ وش ناقصني مااروح ؟؟
لمياء بدهاء ::/ اخاف انتي الأولى .. واحنا التاليين ..
سارة تكمل ::/ و انتي الداخلة واحنا الطالعين ...
استحت عذا و احمرت خدودها وبدت تبلع ريقها بصعوبة ضحكوا عليها لكن نقزوا لما دخل عليهم أسامة فجأة .. وارتبكت ندى وتغطت بسرعة ..
اسامة وهو مبتسم بطريقة كرتونية ::/ أقول هالشوكولاتة بمناسبة سلامة عذا ؟؟
ابتسمت ندى ::/ إيه وعلشان تتأدب أنت بعد ؟؟
كشر اسامة وبعدين رجع يبتسم ::/ اجل كثروا منه .. لأنكم كل يوم بتجيبون علبه لسلامتها .. ( وطلع بسرعة ..))
صرخت عليه عذا بعصبيتها لما فهمت قصده ::/ أســــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ امة ....!!
ضحكوا كلهم على خبال هالولد وعلى حساسية هالبنت ... وشافوها وشلون نزلت راسها بخوف وكأن ودها تصيح .. مما يعني انها صدقت كلامه .. وخافت من اللي بيسويه ؟؟؟
.
.
.
في المجلس كان زياد متحمس وهو يشرح لرجل عمته موقع البيت ومميزاته ... لحد ما أصر عليهم يجون يشوفونه ..
ابو عبدالله :/ بعيد عن بيت عمك ؟؟
زياد ::/ لالا وراء الحارة اللي حنا ساكنين فيها .. بس والله يا عمي يا أن هناك فيه بيوت زينة ما تتفوت .. ليتك تشتري لك واحد في هذاك الحي ,, وتترك عنك هالبيت القديم ؟؟ وهالحي البعيد عنا؟؟
ابتسم ابو عبدالله وهو يشرب شاهي ::/ لا .. انا وين وهذيك البيوت وين ؟؟ الله يخلي لنا بيتنا وحارتنا وجيراننا ..
ضحكوا العيال على أبو عبدالله .. ومثل العادة كانت الراحة النفسية تشع من عيون زياد اللي مبسوط من هالجلسة مثل كل مرة يجي فيها لبيت عمته ... يحس هنا بالألفة والحب يربطهم ... حتى وهو ولد خالهم بس يحس بهم يعتبرونه مثل أسامة وعبدالله و هذا إذا ماكان أغلى منهم ؟؟
زياد بحماس ::/ خلاص عقب العشاء نروح تشوفونه ؟؟
ابو عبدالله ::/ لا معليش اليوم مااقدر .. معزوم على العشاء وبطلع من أصلي ..!
أسامة ::/ خلاص نروح حنا...!! وانت تروح يوم ثاني مع زياد وتشوفه ؟؟
زياد وهو متحمس للفكرة ::/ رايك فيه السداد .. (( والتفت لعمته )) نروح بعمتي اليوم وبكرة اروح انا وعمي يشوفه .. وش قلتوا ..؟؟
استحت ام عبدالله ترد زياد وهي تشوفه متحمس وكأنه مالك الدنيا ::/ خلاص تبونا نروح رحنا ...
استانس زياد من ردها ::/ خلاص اجل عقب العشاء نطلع نمر على البيت تشوفونه .. وعقبها ننزل في مطعم اعشيكم بهالمناسبة ...
ابو عبدالله ::/ الحين يوم ما صرت معكم بتعشيهم ؟؟
استحى زياد لكن عقبت ام عبدالله علشان مايتفشل ::/ وش نسوي فيك انت اللي قبلت عزيمة الرجال وتركت عزيمة زياد ؟؟ (( وغمزت له ))
فهم لها ابو عبدالله وابتسم ::/ خلاص مسامحكم .. روحوا وانبسطوا بس خذوا البنات معكم ..
رد زياد بدون شعور ::/ أكيد بدون شك ...!!
ابتسموا له كلهم .. ورد عبدالله للتأكيد ::/ خلاص إذا بعد العشاء مباشرة نكون جاهزين ..
ورجعوا لقهوتهم وهم يسولفون في مواضيع كثيرة ومتشعبة واهمها السياسة .............!!
--------------------------------------------------------------------------

وصل لباب البيت وهو حاس بضيق تنفس.. مو طايق حتى يدخل حارتهم ؟؟ يحسها وسخة ويحس انها هي اللي قتلت احلى شي بحياته ...
تأخر شوي قبل لا يضرب الجرس كله علشان يضبط نفسه ويضبط انفعاله ...
وبعد دقائق تشجع ونزل من سيارته وهو يتلفت خايف لايشوف السيارة إياها داخلة للحارة والا شي ... قرب للباب ودق الجرس مرتين وبعدها رجع يركب بسيارته وهو متوتر حده ويحس بالمغص في قلبه .. ونفسه مضطرب وكل هالملامح باينه على وجهه المكشوف ...
طلعت له مرت عمه وبنتها بسرعة من اول ماسمعوا الجرس .. شاف عبير وهي ماسكة أمها بكل حنان وتنزلها مع الدرج .. خنقته الغصة وهو يشوف شكلها بالعباية وكانها ملاك في حرصها على اهلها واخواتها ... لكن للأسف صارت حنيتها وملائكيتها مجرد قناع تخدع فيه الناس .. ما حب يتمادى في تفكيره لأنه ما يبي يوصل لفكرة ان بنت عمه غرتها المظاهر وخلتها تنصاع لشهواتها من دون ماتعمل حساب لنفسها ومستقبلها أو للناس اللي يعزونها ....
انتبه لنفسه لما فتحت عبير الباب الأمامي علشان تركب أمها .. حاول نواف قد مايقدر انه يبتسم في وجه أم راكان ..
ام راكان بحنية ::/ معليش يمه متعبينك معنا وبمشاويرنا ...
بلع نواف غصته ::/ وش دعوى ياخالة .. أنا بحسبة راكان والا ؟؟
ام راكان والعبرة خانقتها من انطرى اسم ولدها ::/ والله انك في مقامه واعز بعد ..
نواف بقهر ::/ خلاص أجل لاتقولين هالكلام وانتي بحسبة أمي والبنات اخواتي وانا ملزوم فيكم ..
تفاجأت عبير اللي ركبت خلف أمها من كلام نواف .. ولأول مرة من عرفته يقول انها مثل اخته ... ابتسمت وعرفت انه متضايق من سالفة الملكة .. وفي خاطرها (( مصيره بيفهم ويعرف ،، إذا مو اليوم بكرة ))
كان السكوت والصمت يعج في المكان ما فيه أي صوت إلا المسجل ،، بالعادة نواف يكون مرح و يسولف ويعلق مع ام راكان .. لكن هالمرة ساكت وماتكلم بحرف ....؟ يخاف ينطق ومن بعدها تنهار أعصابه ويغلط عليهم والا يقول شي يتندم عليه بعدين ..
وصلوا للمستشفى ووقفوا عند المدخل الرئيسي ... طالعت عبير في وجه نواف لكن شافته ما طفى السيارة وشكله ماعنده نية ينزل يجيب لأمها كرسي متحرك مثل العادة .. علشان كذا استحت على دمها ونزلت تشوف لأمها كرسي .. دخلت مع الباب ونظرات نواف تتبعها بحزن ... التفتت عليه ام راكان مستغربته ..لكنها ماعلقت ولا قالت شي أبد لأنها هي بعد حست أن هالولد فيه شي ...
طلعت عبير وهي تدفع الكرسي قدامها ووقفته جنب باب أمها .. وبعدها فتحت الباب لأمها وساعدتها تنزل .. هذا كله ونواف مركز عيونه بعبير وكأنه مو مصدق اللي شافه من يومين .. كان على وشك انه يكذب عيونه ويصدق هالإنسانة اللي قدامه .. لكن في آخر لحظة تراجع وصد عنها .. شافها وهي تحاول تدفع الكرسي لكن مو قادرة لأن امها ثقيلة شوي وهي ما فيها حيل تدفعها .. تحركت مشاعره الحلوة ناحيتها واجبرته انه ينزل لها .. مهما كان هذي عبير ...!! ورجولته ماتسمح له يوقف يطالعهم ..!
نزل ووقف جنبها .. طالعته عبير وهي مستحية ::/ معليش ماقدرت ادفعها .. بتعبك ؟
مسك نواف مقابض الكرسي ودفع مرت عمه بكل سهولة من دون ماينطق بأي حرف ..أو يرد على خجل عبير ...!!
دخلهم لقاعة الإنتظار وقال انه بينتظرهم بالسيارة ... بعد مدة دخلوا عبير وأمها على الدكتور اللي كشف عليها وكتب لها وصفة لعلاج لازم تآخذه من الصيدلية لأن سكرها مرتفع بزيادة ...
طلعوا من عنده وحطت عبير أمها بالإستراحة وراحت للصيدلية علشان تأخذ العلاج لكنها تفاجأت لما قالوا لها انه منتهي من عندهم وعطوها موعد بعد فترة علشان تراجعهم وبيكون وصلهم ...
تنهدت عبير وراحت لأمها ابتسمت لها وحاولت تساعد نفسها علشان تدفعها .. وفعلا مشت فيها لحد ما وصلوا للسيارة . اول ماشافهم نواف واقفين عند البوابة استحى على دمه وقرب بالسيارة علشان يركبون .......
طول الطريق وهم ساكتين .. لكن نواف حس انه من الواجب يسأل عن موعد مرت عمه ..
نواف وهو يقصر على صوت المسجل ::/ بشري يا خالة وش قال لك الدكتور ؟؟
تنهدت ام راكان بتعب ::/ صرف لي أدوية أقوى من اللي قبل .. يقول السكر مرتفع عن المرة اللي فاتت ..
نواف ::/ الله يستر .. زين وش سبب ارتفاعه ؟؟
ام راكان ::/ والله مدري يمه لكن هذا امر ربك ...
فجأة قطع نواف السالفة ورفع صوت المسجل بينما عبير كانت تطالع الشارع من الدريشة وتفكيرها يوديها ويجيبها ...
انتبهت له لما رفع صوت المسجل فجأة وهو كان من شوي يسولف مع أمها .. التفتت وشافته يضبط المرايه الأمامية وكأنها تركز عليها .. بلعت ريقها يوم شافته يطالعها شوي وبعدين نزل عينه وانهارت اكثر لما وصلت لمسامعها الكلمات اللي كأنه يقول انها لك وانكتبت علشانك ...
شكلك تبي تبدأ معاي الخيانة *** لا يا حبيبي هونك شوي هونك
انا اللي بنهي الحين قصة هوانا*** وانا اللي ببدي في الخيانة واخونك
شالسالفة قلبك تغير حنانه***وانا اللي اول كنت مالي عيونك
عشان قلبي حب قلبك وصانه*** والا انت ما يعجبك من هو يصونك
بعيش انا وقلبي وما انته معانا*** خل تنفعك بعدين كثرة ظنونك
انت الذي حديتني وللأمانه***حياتي صارت حيل حلوه من دونك
نظراته حرقتها .. والكلمات هزت قلبها ... خيــــــــــــــــــــــــــــــــانــة؟؟؟ ليش يقول عني كذا ؟؟؟ لأني ما وافقت صرت خاينة ؟؟؟ مجنون هذا والا شلون يفكر ... ماحبت ترفع راسها مرة ثانية لأنها مو قد النظرة الشيطانية اللي عطاها اياه ... منزلة راسها وتتمنى توصل للبيت بسرعة ؟؟ تبي تروح لحضن أريج وتقول لها عن ولد عمهم اللي على باله مسوي يحبها ..
دقائق ووصلوا ووقفهم نواف عند باب البيت .. نزلت عبير وهي تحس بالدنيا تدور فيها ومو قادرة تشوف أي شي بوضوح ... تسندت على باب السيارة شوي قبل لاتمشي لبااب امها وتفتحه وتنزلها .. مسكت يدها وركبتها الدرج بعد ما فتحت لها باب البيت علشان تدخل .. لكن عبير تحاملت على نفسها ومشت لنواف اللي طالعها مستغرب رجعتها لكن في نفس الوقت انبسط يمكن تكون غيرت رأيها ...
فتح الدريشة وهي واقفة قدامه طالعها بعيونه وكأنه يعاتبها .. لكنها ماعبرتها يمكن لأنها أصلا ما فهمت هو وش يبغى من الأغنية او وش مقصده ..
بلعت ريقها ومدت له الورقة ::/ هذا موعد لعلاج أمي ... بعد مدة بيتوفر في الصيدلية علشان تروح تجيبه ...
عطته الورقة وعطته ظهرها ماشية لبيتهم .. دخلت وسكرت الباب بقوة من وراها .. أما نواف فوقف مصدوم من الموقف .. الحين بعد كل هذا ما هانت عليها نفسها تقول لي آسفة ؟؟ والا تشرح لي اللي يصير ؟؟؟ والا تقول خلاص تعال نتملك ؟؟ معقولة انا كنت احب هالإنسانة ؟؟؟ مستحيل هي نفسها عبير اللي تكافح وتحب وتسامح ؟؟ مستحيل تكون هي اللي تخاف على امها واخواتها وكثير أسمع امي تمدحها؟؟
سند راسه على خلفية الكرسي وهو مغمض وأفكاره تايهه براسه .. ما يعرف وش الحيلة علشان يحل هالمصيبة ...
أما عبير فما قدرت تتحمل الموقف أكثر من كذا .. سكرت الباب وراحت تركض داخله للبيت ... أمها وأخواتها كانوا جالسين بالصالة لكنها ماانتبهت لهم .. راحت تركض على الدرج ويدها على فمها تمنع شهقتها لاتطلع... حست انها غلطت برفضها لنواف اللي فهمها غلط ومستحيل بيسامحها .. الظاهر ان حبل الوصل بينهم راح ينقطع ....؟ او انه انقطع وخلاص ...
استغربت أريج تصرف اختها ... وقامت من عندهم من دون مايحسون ولحقتها لغرفتها .. دخلت عليها من دون ما تدق الباب . شافتها رامية نفسها على السرير بعبايتها وتصيح من قلبها لأن شهقاتها متواصلة ... قربت منها وحاولت تآخذها في حضنها وتهديها .. وعبير ماصدقت خبر شافتها .. قامت ورمت نفسها على صدر اختها وهي منهارة وتصيح ..
حاولت أريج تفهم السالفة منها .. وعبير حاولت تتماسك علشان تفسر لها أي شي ..
بكلمتين متقطعات فهمت أريج السالفة باختصار ..
أريج بعتاب وهي منزلة راسها ::/ قلت لك بتندمين بعدين ...!! لكن انتي ماسمعتي كلامي ؟؟
عبير وهي تمسح دموعها ::/ خلاص أريج اللي فات مات ...
رفعت لها عينها أريج ::/ ونواف ؟؟
عبير توقف بكل ثبات ::/ ما عاد يلزمني ؟؟؟
وقفت أريج خايفة ::/ عبير وش تقولين ؟؟؟
عبير وهي تفصخ عبايتها ::/ اللي يبيعك بيعه .........!!
أريج بصراخ ::/ الحين علشان أغنية تقولين انه باعك ؟؟؟ (( وبنبرة سخرية))وبعدين خليك واقعية من فيكم اللي باع الثاني ؟؟
طالعتها عبير ببرود ::/ أغنيته فيها رسالة ؟؟ و انا فهمت الرسالة ؟؟
سكتت أريج وهي منصدمة من اختها ... ليه عبير تسوي كذا ؟؟؟ معقولة ما تحب نواف ولا يعني لها شي ولاتخاف على مشاعره ؟؟؟ تفاجأت أريج من كل اللي سمعته واللي قاعد يصير .. عطت أختها ظهرها ودارت على نفسها طالعة من الغرفة .. وسكرت الباب من وراها بكل قوتها وكأنها بتطلع القهر اللي بقلبها ...!!

دخلوا كلهم للبيت برجلهم اليمين بناءاً على طلب ندى وزياد ... أول ما قابلتهم الحديقة اعجبتهم واعجبهم تصميمها ... لكن زياد ما قدر يسكت ولسانه يحكه الا يبي يتكلم ..
رفع عينه لشباك غرفة النوم الكبير المطل على الحديقة وردد نظراته على عذا وهو يقول ::/ هذا شباك غرفة نومي على طول على الحديقة . مرة يعني من تطلع الشمس تسطع علينا وإذا طالعت منه تشوف هالخضرة ... (( وابتسم ))
علق عليه عبدالله ::/ هههههههههههه ماخبرتك رومنسي يا ولد خالي ؟؟ الظاهر سفري غير فيك أشياء كثيرة ؟؟
ضحك زياد ::/ وش نسوي أمورنا تحتاج رومانسية (( ووجه نظرته لندى وكأنه يأكد لها أن عذا هي اللي بباله ..))
أما عذا فكانت في عالم ثاني ،، مو قادرة تتخيل ان هذا هو اللي بيكون بيتها في المستقبل ؟؟ والشباك اللي أشر عليه هو نفسه الشباك اللي بيكون في غرفتها هي وزياد ... حست بحرارة في وجهها من هالتفكير ... استحت وحاولت توقف تفكيرها السخيف .. تمشوا في البيت كله .. وكان باين على زياد الحماس لهالبيت ... كان يشرح لهم كل شي بالتفصيل الممل .. لحد ماوصلوا للغرفة اللي تلحق غرفة ندى ...
نطت ندى على طول وعينها على زياد ::/ هذي غرفة ملابس لي .. ابفتحها على غرفتي ويصيرون مع بعض ..
طالعها زياد بحاجب مرفوع ::/ بأمر من هالكلام ؟؟؟ أنا اللي أذكره اني قلت هذي بتكون غرفة سلطان ... (( وطاحت عينه على عذا من غير قصد ))
حست عذا بالدنيا تدور فيها من الإحراج ومن كذا قربت لسارة ومسكت بطرف عبايتها ...
عبدالله اللي انتبه لأخته ابتسم وعينه عليها وقال ::/ الله يوفقكم ان شاء الله .. بس عاد هاه ترى لي شرط ؟؟
انحرج زياد لأنه نبههم واحرج عذا ::/ آمر ,,, وش هو شرطك ؟
عبدالله ::/ ما يجي سلطان إلا وانا موجود ؟؟
ضحك زياد ::/ عاد هذا ما اضمنه لك ؟؟؟ اسمح لي وانا اخوك ..
ضحكوا كلهم الا هي كانت خدودها مولعه حريقة ...
قربت ندى لزياد وهمست::/ زياد استح على وجهك البنت بتموت ....!!
لف زياد وجت عينه بعينها وشافها تحاول تضيع نظرها في الفراغ اللي حولها .. حس في هذيك اللحظة انه بيتهور ويسوي شي يحرجه مع عمته وعيالها وفي لحظة بغى يقول لعمته يتملكون وخلاص تصير زوجته وما احد يمنعه منها .. لكن مسك نفسه ومشى معهم لجناحه ... وهو يقاوم نظرته اللي خاطرها تطيح عليها وتشبع منها.!
أول مادخلوه وتفرجوا عليه وانتهوا التفت لهم زياد جميعا وقال ::/ وسلامتكم هذا جناحي وهو آخر شي بالبيت ...
طالعه اسامة بحاجب مرفوع ::/ لك بروحك ؟؟
ابتسم زياد ::/ ليش تبي تخاويني فيه ؟؟
انقرف اسامة ::/ الله يخسك .. مالقيت اخاوي الا انت ؟؟؟ انا اقصد بالنسبة لأم سلطان ؟؟ وش بيكون موقعها ؟؟ وإلا تبيها تنام مع سلطان ؟؟
ضحك زياد ::/ لا وش دعوى هي الداخلة وحنا الطالعين ..
أسامة وهو قاصد يحرجها ::/ زين يعني هالجناح من هو له ...؟
حست ام عبدالله ان اسامة تمادى وخصوصا لما حست بكوع عذا وهي تنغزها علشان تسكته ..
ام عبدالله ::/ أسامة ... خل عنك الكلام اللي ما منه مصلحة ..
أسامة ::/ عاد يمه وش قلت انا ؟؟ هذا جزاي بحفظ حقوق الحرمة ؟؟
زياد وهو يضحك ::/ ولا يهمك هالجناح لي ولأم سلطان .. هاه عساك استانست ..؟
ابتسم اسامة وهو يحرك حواجبه ::/ افا عليك ولد الخال .. تو ما انبسطت ...
طلعوا من الجناح كلهم ونزلوا تحت للدور الأول ... بس قبل لايطلعون سألته ام عبدالله ::/ زياد الحين خلاص بتسكنون ؟؟
ابتسم زياد لعمته ::/ خلاص يالغالية كل شي صار باسمي .. واقدر اسكنه لو بغيت الحين لكن يبي لي وقت على ما استرد اقتصادي وابدأ أأثثه ...
ابتسمت له ام عبدالله ::/ الله يعطيك خيره ويكفيك شره ...
حب زياد راس عمته بكل حب ::/ آمين الله يسمع منك ويوفقني (( قالها بهمس في أذنها))
ابتسمت ام عبدالله وهي تقرصه مع يده ومشوا كلهم طالعين للسيارات .. ركبوا جميعا لكن قبل لا يمشون نزل زياد من سيارته وجاء لعبدالله ..
فتح عبدالله دريشته وهو مبتسم ::/ وش عندك بعد ؟؟ ترى اليوم عفنا صوتك يا أخي ؟
ضحك زياد ::/ الله يسامحك هذا وانا مقرر نأجل سلطان لما ترجع بالسلامة ؟؟
ضحك عبدالله ::/ أجل السموحة ...
زياد ::/ لاتصدق بالحيل .. المهم انتم روحوا الحين للمطعم وانتظروني هناك ؟
عبدالله مستغرب ::/ ليه وين بتروح انت ؟؟
زياد ::/ ابروح لبيت عمي خمس دقائق وراجع لكم ... انتم روحوا هناك وانتظروني على الطاولة وتراها محجوزة باسمي ...
عبدالله وهو يحرك سيارته ::/ خلاص تم .. ننتظرك هناك ..
نادته ام عبدالله ::/ زياد يمه لاتسرع وانتبه لنفسك ولأختك ...
ضحك زياد وهو يودعهم ...
لكن سارة ما فوتت المشهد لفت على عذا بقهر ::/ راح للقلب ..؟ مايقدر يستغني عنها واليوم من العصر وهو طالع من عندهم .. بيروح يتطمن عليها ويلحقنا ؟؟
التفتت عليها عذا بغضب ممزوج بقهر ::/ ســارة الله يخليك ..
سارة وهي تكمل ::/ وقال إيش ام سلطان وسلطان ..؟ آخ بس ما اقول الا مالت عليك انت واياها ...؟
ضربتها عذا على كتفها ::/ لاتقولين كذا ؟؟
سارة وهي تكشر ::/ اقول روحي مناك على بالها انه يحبها وانه يقصدها يوم قال ام سلطان ؟؟ حبيبتي اصحي لنفسك لاتفتحين عينك في يوم وتشوفين اللي غمضتي عنه صار وساعتها ألمك بيكون أقوى وأمر ...!!
سكتت عذا وماردت على سارة .. لكن كلامها لامس شعرة قلبها .. فلو إنها كانت من دقائق شاكة ان زياد يحبها ويقصدها بأم سلطان فهي الحين متأكدة انه ما كان يقصدها وانه يقصد سحر اللي تملكت قلبه ...!!أما هي فكانت مجرد نزوة او حب طفولة راح مع الأيام وحل محله علاقة أقوى ...!!
يعني معقولة نظراته كانت ولا شي ؟؟ وأنا اللي اتوهمها ؟؟؟!
غمضت عيونها بحزن وأسى وتمنت لو انها ما جت معهم اليوم وخلت روحتها مع ابوها بكره على الأقل بتتفادى الإحراجات وبتكون الروحة رسمية مو مثل اليوم والضغط اللي واجهته ....!!
----------------------------------------------------------------------------
وصلوا للمطعم المطلوب ونزلوا له كلهم .. اول مادخلو استقبلهم الويتر وسألوه عن حجز بأسم زياد سلطان ... ابتسم لهم بإحترام وطلب منهم يتبعونه للمكان ..
وقفهم قدام زاوية كبيرة جدا ومقسومة إلى جزئين بينهم حاجز .. وفي كل قسم طاولة خشبية كبيرة وكراسي فخمة ... وباين عليها مجهزة قبل بفترة لأن الصحون والكاسات والشوك والملاعق مصفوفات بترتيب ...
أشر لهم الويتر علشان يتفضلون .. ولما اعتدلوا بجلساتهم تقدم لهم وبيده المنيو وعلى وجهه إبتسامة ...
طالعه عبدالله وبادله الإبتسامة وقال له انهم راح يأجلون سالفة الطلب لحد ما يكتملون المعازيم ...
طالع عبدالله حوله بعد ما طلع الويتر ... ولاحظ فخامة المكان اللي هم فيه ؟؟؟ يعني أكيد غالي وكلفه مبلغ لابأس فيه ... وبدون شعور تنهد وهو مبتسم لأنه يتذكر يوم كانوا صغار ..
عبدالله ::/ الله يالدنيا .. والله تغيرت وزياد تغير معها ؟؟؟
نطت سارة وكأنها طاقة القدر انفتحت لها ::/ ليه تقول كذا ؟؟ انت ملاحظ انه متغير من ناحيتك ؟؟
عقد عبدالله حواجبه ::/ وش صار لك ؟؟؟ انا مو هذا قصدي ... قصدي انه تغير من ناحية الأماكن اللي يعزم فيها ... تدرون ..!! أول أيام الثانوي إذا قلنا بنشتري فطور من مطعم والا بنطلع سوا نتعشى برا كان هو يعتذر إذا ماكان معه مصروف يكفي .. وأحيانا يجي يقول لي أسلفه ... والحين شوفوا وين عازمنا فيه ؟؟؟
ابتسمت ام عبدالله ::/ سبحان اللي يغير ولا يتغير ... بس عاد هو من زمان وعنده الحلال لكن عمه ماكان يعطيه ؟
عبدالله ::/ لا لاتظلمينه .. ماكان يقصر معه يعطيه مصروفه ... لكن ماكان يكفي زياد أبدا .. وهو ماكان يتجرأ يطلب من عمه زيادة ...!! خصوصا انه احيانا يضطر يدخر من المبلغ شوي لأن عمه مو كل شهر يعطيه نفس المبلغ أحيانا اقل ...!
ضحكوا كلهم وهم يسولفون عن طفولتهم .. لكن عذا الأفكار صارت توديها وتجيبها ... خافت من فكرة ان الفلوس تغير النفوس ... يعني أكيد زياد تغير جذريا والحين ماعادت تعني له أي شي مثل ما كانت قبل مقارنة ببنت عمه اللي في نفس مستواه من جميع النواحي ... حاولت بكل قوتها تطرد هالأفكار من راسها لكن ماقدرت ... فاستسلمت لها لكن في نفس الوقت راحت تدعي من قلبها ان الله ما يكسر خاطرها وينولها مرادها ..
بعد ما مرت فترة من الزمن .. شافوا زياد ومعه بنتين يمشون ناحيتهم ... زياد وشكله وهو مقبل عليهم خطير جدا ... خصوصا تشخيصته وطوله اللي معطيه هيبة .. وعراضة كتوفه اللي مخليته رجل بكل ما تحمله الكلمة من معنى ... زاوية فمه كانت مايلة بشبه ابتسامة للعيون اللي تراقبه على الطاولة ...
وقفوا ام عبدالله والعيال لما تقدموا منهم زياد واللي معه ...
ابتسم زياد ::/ ها نحن وصلنا ...
أسامة::/ الحمدلله على السلامة ..
قربت ندى من عمتها ومعها سحر بنت عمها .. سلمت سحر على أم عبدالله ثم توجهت للبنات وسلمت عليهم كلهم ...
سارة كانت محترقة من داخلها ... كيف يتجرأ ويخليهم ينتظرونه ؟؟؟ كله علشان ست الحسن والدلال يروح يجيبها ..؟؟؟ يا اخي ما كثر الله عندهم الا السواقين خل واحد منهم يجيبها للمطعم ...
أما عذا فحاولت انها ماتعطي الموضوع أي أهمية علشان ما تتنكد وتفضحها دمعتها ... وصلها صوت زياد وكان قريب جدا من مسمعها ..
زياد ::/ أنتم تجلسون هنا .. واحنا بنروح للطاولة الثانية ...
ام عبدالله ::/ اللي يريحكم حنا ماعندنا مانع ...!!
التفتت عذا بتشوف وين موقعه ولقته واقف جنبها وما بينهم الا شعرة... بلعت ريقها بصعوبة وهي تشوف حجمها الضئيل جنبه ... نزلت عينها لما طاحت عينه عليها وهو يبتسم و تحرك من جنبها ماشي من وراها علشان يدخل للقسم الثاني ...
أول ما طلعوا رمت نفسها على الكرسي وهي تحس بعمرها دايخة من ريحة عطره ومن وقفته جنبها ... يا إلهي ما اتخيل انه كان جنبي لهالدرجة .. ولا أتخيل انه ممكن يكون بعيد عني في يوم من الأيام ؟؟
التموا كلهم حول الطاولة ... وعذا ما تحط عينها بعين سحر ،، تخاف تشوفها وترجع لها أفكارها السخيفة .. اما سارة فكانت عايشة حياتها .. إما تسولف وإلا تضحك .. ومع ذلك ماسلمت سحر من تعليقات سارة المقصودة .. لكن ام عبدالله تتدارك كل موقف وتسكتها...
طلبواعشاء .. وكل واحد خذ اللي يشتهيه ... والشباب متحلفين يخسرون زياد ... فما سلم منهم طلبوا في البداية عصير وعقبه عشاء وأكدوا له انهم بيطلبون حلويات بعد العشاء ...
وصل الويتر ومعه الطلبات وبدأ يوزعهم على الطاولة ... واول ماطلع سموا البنات بسم الله وبدأوا يتعشون ...
كانت نظرة سحر على أم عبدالله .. تشوفها وتتذكر كلام امها عنها ؟؟؟ شي سخيف انوجد بقلبها وهو انها انقهرت من ام عبدالله وحست انها كانت مآخذه نصيبها من الدلع ثالث ومثلث أما أمها ياحياتي ماجاها من أبوها إلا الغثاء فوق على أنها يتيمة ..!
أم عبدالله انحرجت من نظرات سحر المركزة .. وحبت تقطعها وتسولف بأي شي ..
ام عبدالله ::/ أجل مانويتوا تسافرون هالسنة ؟؟
انتبهت سحر من سرحانها وابتسمت ::/ إلا إن شاء الله ...
سارة ::/ طيب وش تنتظرون يالله روحوا قبل ماتفتح المدارس ؟
ضحكت سحر::/هههههههه لا إن شاء الله بنسافر قبل تفتح ؟
ام عبدالله ::/ وين ناوين ؟
سحر ::/ تركيا ... بس ما راح نطول هناك يعني قريب العشرة أيام ؟
ام عبدالله ::/ليش عسى ماشر ؟؟
سحر مبتسمة ::/ أبوي مايقدر هالإجازة يطول عن الشركة ؟ يقول عنده شغل كثير ؟
ام عبدالله وحولت نظرها لندى :::/ وانتم بتروحون معهم ؟
ابتسمت ندى::/ أممممم .. مادري انا تبع زياد إذا راح أروح وإذا جلس أكيد بجلس معه ؟
التفتت لها سحر بصوت متغنج طبيعي ::/ لا مو على كيفكم لازم تجون معنا .. ولو ماجاء هو انتي لازم تروحين؟
طالعت سارة عذا بنظرات نارية .. وأشرت على رقبتها وكأنها تقول (( ما أقوم اذبحها )) ؟؟؟ ضحكت عذا وغمزت لها علشان تسكت ..!
سألت سحر ام عبدالله ::/ وانتم مانويتوا تسافرون ؟
نطت سارة ::/ كان ودنا والله .. لكن الحجوزات على انتركتيكا فل .. وما لقينا حجز ..
عاد قال أبوي يا انتركتيكا يامافيه سفر هالسنة ...؟ تعرفين طفشنا من كثر مانسوي رحلات حول العالم ...!
ضحكوا الجالسين كلهم ..
ام عبدالله وهي تضحك ::/ لا هالسنة ما نوينا نسافر؟
لفت سارة على أمها ::/ وليش إن شاء الله ؟؟
ام عبدالله ::/ أبوك عنده شغل ومايقدر يأجله علشان كذا مانقدر نروح ونخليه ...
كتمت سارة وتنرفزت لما سمعت كلام امها .. ولما شافتها ندى على هالوضع جاء في بالها إقتراح ..
ندى ::/ مادام عمي محمد مو فاضي وش رايكم تجون انتم معنا ويجي معكم أسامة وعبدالله .. وبكذا يتشجع زياد ونروح كلنا رحلة جماعية ..!
ام عبدالله ::/ أنا ما أقدر أروح وأترك أبو عبدالله بروحه .. يا أنا وإياه وإلا مو لازم اسافر ..
رفعت سحر عينها بعين أم عبدالله من قالت هالكلام وفي خاطرها (( وش هالحب ؟؟؟ شاطرة تعطينه لهالمحمد والا يوم أيام أبوي و أنتي معذبته ورايحة تشكين منه عند أبوه واخوه ))
عذا ::/ وااااو والله بتطلع وناسة ؟؟
ام عبدالله تعقب بنرفزة واضحة ::/ وأبوكم ماراح يرضى أنكم تسافرون ؟؟
عذا ::/ ليش عاد مايرضى ؟؟ مادام اخواني معنا وزياد ليه مايرضى ؟؟
استغلت سارة الفرصة ::/ أصلا علشان زياد هو ماراح يرضى .. (( وغمزت بعينها))
استحت عذا ونزلت عينها لصحنها .. أما سحر فقطبت جبينها مستغربة من هالكلام ..
حاولت ندى تتدارك الموضوع ::/ وش دعوى اللي بتسكنون معنا ..؟؟ انتم بشقة واحنا بشقة ؟؟ وبعدين أخوي ماعنده هالأفكار الخربوطية ؟؟
ضحكوا كلهم على كلمة ندى الأخيرة .. وحاولت ندى تقلب المواضيع علشان ما ينقال شي وتتحسس بنت عمها ... وهي عندها مراجعة بكرة ..؟
تعشوا واكلوا الحلو .. وسولفوا وانبسطوا لحد ماقربت الساعة للـ 12 .. بعدها تنحنح زياد قبل لايشيل الحاجز علشان يتغطون البنات ... وبعدين دخل هو والعيال ..
زياد وهو مبتسم ::/ هاه عسى عجبكم العشاء ؟؟
ام عبدالله مبتسمة له ::/ أكيد غصب يعجبنا ؟؟ مو أنت اللي طابخه ؟؟
ضحك زياد ::/ إلا و فلوسي فيه بعد وانا اللي جايب المقاضي لهم ؟؟
مشى وجلس جنب ندى أخته يعني على يمينه ندى وسحر .. وقدامه عمته وعذا .. أما أسامة فجلس على كرسي على راس الطاولة وبعيد شوي .. وعبدالله وقف وظهره مستند على الجدار وهو يلعب بجواله وباين عليه الخجل ...
لف زياد على سحر اللي تلعب بأطراف أصابعها ومنزلة راسها وقال ::/ معليش يا بنت العم وكلناك دسم وانتي عندك موعد بكرة ؟؟
استحت سحر بالحيل لأنه وجه لها الكلام مباشرة .. نزلت راسها وغمضت عيونها وعدت من واحد لعشرة علشان تخف ضربات قلبها ..
سحر ::/ لا وش دعوى أصلا انا انتبهت لعمري وما كثرت ؟؟
ام عبدالله مهتمة ::/ سلامات حبيبتي وش له الموعد بكرة ؟؟
سحر بخجل ::/ لاعادي ياخالة مراجعة للقلب علشان آخذ احتياطاتي من ركوب الطيارة ...
ام عبدالله بحزن على هالبنت اللي مثل الوردة ::/ الله يشفيك يا قلبي ولا يوريك مكروه
ابتسمت سحر ::/ آمين .. مشكورة..
قربت سارة لعذا وهمست بأذنها ::/ حتى يعرف مواعيدها ؟؟؟
طالعتها عذا وهمست لها هي الثانية ::/ أحس اني مخنوقة ؟؟؟ تتوقعين فعلا يهتم لأمرها أكثر مني ؟؟
تنهدت سارة وأطالت النظر بعيون اختها اللي بادلتها بعد نفس النظرة الحزينة .. ابتسمت سارة و ندمت لأنها قالت هالكلام لأختها وهي اللي ما تدري متى بتتوب من الهرج الفاضي وتضييق صدرها فرجعت تهمس لها بأذنها ::/ يمكن يعتبرها مثل ندى ؟؟؟ وإلا يمكن ندى قالت له تو عن موعدها ..
ضغطت عذا على يد سارة ... وهي تقول::/ اتمنى ...
ندى ::/ ترى عيب اللي يتساسرون في المجلس ؟؟؟
أسامة ::/ يالله بسرعة قولوا وش كنتوا تقولون والا ياويلكم (( وركز نظره على عذا))
بلعت عذا ريقها وبغت تسوي نفسها قوية فضحكت ::/ههههههه معليش مستعدين لـ ياويلكم حقتك ؟؟
عقد أسامة حاجبه ::/ أشوفك استقويتي ؟؟
عذا وهي تحط يدها بيد سارة ::/ لأنها مشتركة معي في الجريمة ؟؟(( وغمزت له))
ضحكوا كلهم .. لكن هو ذاب من سمع صوتها ؟؟؟ ومن شاف قوتها الواهنة اللي تختلقها إستناداً على أختها ... ياناس قلبي ماعاد يتحمل ؟؟ وتفكيري بيذبحني خلاص ؟
أسامة بضحكة خبيثة ::/نشوف يا عذا ... انا دواك ؟
قام من مكانه وقام الكل علشان يطلعون ... عبدالله وسارة تقدموهم والباقين وراهم ... طلعوا من البوابة وراحوا لسياراتهم ..
وقفت عذا واسامة وامهم يودعون زياد واللي معه ..
قرب زياد لعمته وحبها على راسها ويدها وهو يودعها ..
ام عبدالله وهي تمسح دمعتها ::/ الله يوفقك يمه ويرزقك وأشوف عيالك ...
ابتسم زياد ::/ قريب إن شاء الله يا عمة .. بس عاد وش سالفة هالدموع ؟؟
ام عبدالله وتبتسم علشانه ::/ مادري لكن من فرحتي بك واحساسي انك كبرت ..
زياد بنبرة الحزن::/ توك تنتبهين ياعمة؟؟؟ أنا من طلعت على الدنيا وانا كبير...
حست عذا بقلبها يتقطع عليه من سمعت نبرة الحرمان اللي في صوته ومن تذكرت سوايا عمه فيه يوم كان مراهق ويجيهم لبيتهم يشتكي من ظلمه ... ودها تواسيه تقول له أي كلمة لكن ما تقدر حتى تفتح فمها ......
سلم زياد على أسامة بينما ندى تسلم على عمتها ..
زياد وهو يرص على كتف أسامة وبنظرات مخيفة ::/يا ويلك ان وصلني انك مسوي فيها شي ؟؟ ترى ترحم على روحك ساعتها ؟؟
أسامة بغضب كذاب::/ لايكون انت اخوها وانا مدري ؟؟
انحرج زياد :::/ يكفي انها متنومة بالمستشفى بسببك ... هذا وانت اخوها ..!!
ضحك أسامة وهو يأشر على عيونه يعني ماراح أسوي لهم شي .. توادعوا جميعا وكل من ركب سيارته وانطلقوا راجعين لبيوتهم ...........!!
-------------------------------------------------------------------------------

dali2000 13-03-10 02:33 PM

في الصباح قامت وهي متضايقة وتحس بجبل كبير من الهم على صدرها ومضيق تنفسها ..
طول الليل كانت تتقلب ومو قادرة تنام .. أفكارها توديها شمال وجنوب ؟؟؟
فكرت في كل شي ،،، في لو أن الدكتور رفض أنها تسافر لأن حالتها ما تسمح ؟؟؟
أو انهم ممكن يكتشفون فيها شي جديد بسبب هالفحص العادي اللي تحدد من دون موعد ... وإنما أنوخذ كحالة طوارئ ...
دخلت عليها أمها وهي قاعده على السرير وحاطه لحيتها على ركبها وتفكر ...
أم مشاري بنبرة دافية ::/ جهزتي سحر ؟؟
رفعت سحر عيونها ::/ دقائق يمه وأكون جاهزة ...!!
ابتسمت لأمها وقامت من السرير ماشية للدولاب تطلع لها ملابس ... جلست أم مشاري على الكرسي مقابل لبنتها ..
ابتسمت وهي تواسيها::/ سحر لازم تقوين إيمانك بالله ... ولازم يكون عندك حسن ظن بربك أنه ما راح يخيبك ... أنتي بنتي وقطعة مني وكل ما قرب موعد لك ينقبض قلبي خايفة لا أفقدك .. لكن إذا راجعت نفسي وفكرت .. قلت أصلا احنا كلنا مثل الأمانة في هالدنيا ولازم الأمانة ترد لصاحبها يوم من الأيام ..؟ وإذا مو اليوم بكرة .. وإذا مو بكرة اللي بعده ...!! لكن الأهم أن هالأمانة تكون على مثل ما تركها صاحبها لانآخذ منها شي ولا نهملها لحد ماتتلف ؟؟ يعني نعمل بالأسباب ...!!ويوم اللي الله يريد يسترد أمانته ما نقدر نمنعه لأن الموت حق علينا كلنا ... وما ندري يمكن أكون أنا يومي قبلك ؟؟ أو يومنا كلنا قبلك ؟؟
نزلت أم مشاري راسها تحارب دمعتها وهي عارفه انها بهالكلام تواسي نفسها أكثر من انها تواسي سحر أو أن هذا تفكيرها بس بصوت عالي ... وسحر اللي كانت معطيه امها ظهرها ووجهها للدولاب فدموعها على خدها ... ماقدرت تتحمل كلام امها أكثر . حست انها مو بس هي اللي تعبانة لا .......... كل اللي حولها يتعبون من تعبها ... قررت تتماسك والتفتت لأمها وراحت لحضنها ... غمرت وجهها بصدر أمها ،، وام مشاري مسحت على راس بنتها وهي تدعي لها ..
ام مشاري::/ يالله عاد لا تأخرين اخوك قومي تجهزي ؟؟
مسحت سحر دموعها بظهر كفها ::/ مشاري قام ؟؟
ام مشاري وهي قايمة بتطلع ::/ إيه يفطر تحت ينتظرك تخلصين ؟؟
ابتسمت سحر لأمها ::/ خمس دقائق وأكوون عندكم تحت ..!
لبست على السريع ومشطت شعرها . خذت عبايتها بيدها ونزلت تركض مع الدرج ... حست هالمرة ان كل همها راح بسبب كلام امها ... فعلا أصلا كلنا بنموت سواء المريض والا المتعافي ... لكن المهم حسن الخاتمة والعمل الصالح اللي بيشفع لنا عند رب العالمين ...!!
دخلت عليهم غرفة الطعام وهي تبتسم ... لاحظها مشاري اللي كان وجهه متجهم من القلق ويوم شافها تبتسم غصب عنه انرسمت على شفايفه ابتسامة تشجيع ..
مشاري ::/ أشوفك نشيطة اليوم ؟؟
سحر وهي تشرب من كوب الشاهي ::/ مادام السالفة فيها سفر فأنا أنشط من النشاط نفسه ..
ابتسم لها مشاري وهو يوقف ::/ لو أدري كان كل يوم بسفرك ؟؟
ضحكت سحر ::/ ههههههههه طيب هذا أنت دريت .. خلاص كلما بغيت تروح بريطانيا احجز لي معك ؟؟
تجهم وجه مشاري وانقلب للون الأزرق ::/ لا خلاص أجل ما راح أسافر لبريطانيا من اليوم وطالع ..
بهتت سحر في وجهه ::/ ياليتني عارفة انك بتكنسل هالسفرات من أقولك هالكلام كان من زمان قلته ...
مشاري :/ المهم خلصتي يالله نمشي علشان نلحق الموعد ..
سحر ::/ إن شاء الله ..
قامت من على كرسيها وحبت امها على رأسها وودعتها وترجتها تدعي لها أن الدكتور ما يسوي حركات ويمنعها من السفر لأن ساعتها فعلا بتنتحر ..
ضحك مشاري عليها وعلى لهفتها للسفر .. ومشى سابقها علشان يشغل السيارة ... لحقته بعد ما لبست عبايتها وشافته داخل بالسيارة وموقفها عند البوابة .. ابتسمت له وركبت معه ومشوا رايحين للمستشفى لكن هالمرة غير رايحة ونفسيتها أوكي ومو متضايقة ...!!
دخلت لإستراحة النساء ومشاري جلس ينتظرها بإستراحة الرجال .. دقائق قليلة وبعدها نادوا على سحر .. قامت وهي تحس برجفة بيديها مهما يكن لكن لما جاء وقت الجد خافت .. طلعت وشافت مشاري أخوها برزته وهيبته ووقفته الملكية ينتظرها في نهاية الممر ... ابتسمت في خاطرها على شكل مشاري ... كأنها أول مرة تشوف وسامته وطوله ومظهره اللي مخليه رزة باللحية والحواجب السوداء المقوسة ... وبياض بشرته الخفيف ... قربت منه ومسكت يده .. انتبه لها وابتسم بوجهها وهو يرفع حاجبه .. انتبهت للندبة اللي فوق جفنه العلوي وتنهدت وهي تتذكر اللي صار وزادت قناعتها ان الله يآخذ من يشاء لا ينظر لمرض ولا صحة ..
دخلت هي وإياه لغرفة الدكتور وتفاجأوا لما شافوا راشد ولد خالتهم جالس على المكتب والملف بيده يقلب فيه .. ابتسم مشاري وقرب لمكتبه يسلم عليه ..
مشاري ::/ هلا والله براشد
رفع راشد راسه لمشاري وابتسم لما شافه ووقف له :/ هلا والله بولد الخالة ..
سلموا على بعض وتحابوا وجلس مشاري مقابل راشد .. أما سحر فوقفت ورا مشاري أخوها ويدها على الكرسي جنب كتفه... وتنفسها اضطرب وضربات قلبها زادت .. مو قادرة تتخيل ان راشد هو اللي بيكشف عليها ؟؟ خير إن شاء الله هي مو متعودة على هالشي ..!
راشد ماكان أقل منها ارتباك .. ماتوقع ان يوم ورديته تجي فيه سحر بنت خالته .. لا والمشكلة ان معها مشاري الشخص اللي يستحي منه أكثر من أي واحد ممكن يقابله حتى الأغراب .. رفع عينه لا شعوريا لسحر وطالعها بعتب خفيف ... وهالنظرة كلها بسب اللي وصله من ريم اخته عنها ... وعن حماسها لزواجه من اللي قالوا له عنها ...
حاول يبلع ريقه .. ورجع لمشاري ..
راشد ::/ أخبار الوالد وخالتي عسى كل شي زين ؟؟
مشاري ::/ الحمدلله ماعلينا خلاف .. انت وش اخبارك وش الدنيا بك مالك لاحس ولاخبر ؟
راشد وهو يضحك ::/ ضريبة الدكتور وش اسوي .. وأزيدك من الشعر بيت من مسكوني ورديات وصرت دكتور أساسي وانا حتى أهلي ماعاد يشوفوني ؟؟
مشاري ::/ الله يعين .. ! إلا إلى الحين ماطلعت لك البعثة ؟؟
راشد وهو يوقف علشان يطلب الممرضة ::/ إن شاء الله واعديني عن قريب ..
مشاري ::/ إن شاء الله الله بيوفقك ..
ابتسم راشد ومشاري قال ::/حنا اليوم مآخذين موعد طوارئ ..! وزين اللي شفناك ؟
التفت لهم راشد وبعيونه خوف وركز نظرته على سحر ::/ خير عسى ماشر ؟
ابتسم مشاري يطمنه ::/ ما شر لكن ناوين نسافر وبنشوف صحة سحر قبل لانمشي ومدى تأثرها بركوب الطيارة ..
ارتاحت ملامح راشد المنقبضة ::/ خوفتني والله .. لكن إذا على هذا ماعليه نسوي لها فحص ...
خذ راشد نفس عميق وطلب من سحر بارتباك انها تدخل غرفة الفحص ... استحت سحر وطالعت مشاري اخوها بنظرات توسل أنها ماتبي ؟؟ لكن مشاري مسك يدها وشجعها ...
مشاري بهمس ::/ إذا دكتور غريب عنك يكشف عليك .. ماتبين ولد خالتك ؟؟
سحر ::/ مدري بس مستحية مو متعودة ؟؟
ابتسم مشاري ::/ معليك هو بس كشف ماراح يسوي لك فحص كامل ..
تنهدت سحر ومشت لغرفة الفحص .. شافت راشد وهو كل شوي يعدل نظارته والا يرجع شعره لورى وحست انه هو بعد متوتر مثلها ...
دخلت معها الممرضة وساعدتها تنام على السرير وبعد دقيقتين دخل راشد ومعه الملف حقها علشان يدون فيه ملاحظاته..
سحر من دون شعور ::/ وين مشاري ؟؟
ارتبك راشد ::/ ينتظرك في الغرفة الثانية ؟؟ دقيقتين ونخلص ...
غمضت سحر عيونها علشان ما تشوف شي وتقدم منها راشد يفحص ضربات قلبها وتنفسها وحساسية صدرها ...
خلصوا وطلعت سحر لهم في المكتب شافت راشد جالس وقدامه مشاري اخوها .. ابتسم لها مشاري وأشر لها تجي تجلس جنبه ..
راشد ::/ لا الحمدلله كل شي أوكي .. لكن بعطيك حبوب تحطينها تحت اللسان لوقت الضرورة . يعني إذا حسيتي بهبوط في القلب وخفقان او ماعاد قدرتي تتنفسين خذيها وبلغوا طاقم الطيارة علشان يعطونكم انبوبة اكسجين ..
خافت سحر ::/ يعني ممكن يصير هالشي ؟؟
ابتسم راشد ::/ لا إن شاء الله ماراح يصير لكن هذي احتياطات ..
وقف مشاري ووقفت وراه سحر .. تطمنوا على صحتها وخذوا منه وصفة العلاج ودعوه وطلعوا ... لكن هو كانت عيونه ملزقه في ظهرها .. وكأنه يبيه يفهمها شي ..
تنهد بعد ماسكروا الباب ونادى على الممرضة علشان تدخل له المريض التالي ...!!
------------------------------------------------------------------------------

سافروا بيت ابو مشاري لتركيـا واضطرت ندى تجي تجلس عند عمتها لحد ما يرجعون بيت عمها ... زياد كان يتردد من بيت عمه اللي ينام فيه لبيت عمته اللي يرتاح فيه بعد الدوام ويآكل وجباته ...
في هالأيام حست ندى بالفرق بين حياتها هناك وحياتها هنا .. في بيت عمتها كان كل شي يصير ببساطة ما فيه تكلف أو تصنع ،،،حتى لما يجتمعون الجيران ماتشوف ان عمتها تتكلف في حطها او لبسها .. بالعكس كان كل شي يتم بترتيب وتنويع .. لكن مافيه بهرجة ....!!لأن الهدف من الجمعة هو الوناسة والترويح مو الأكل والشرب والا اللبس ..!!عكس مرت عمها اللي تتكلف من قلب وتوصي على أرقى انواع الحلويات من أفخم محلات الرياض ..!!
لاحظت بعد ان عمتها هي المسئولة عن الطبخ .. و هي اللي تسوي كل الوجبات بمساعده من البنات .. استغربت ندى هالشي يمكن لأن ما عمرها قد فكرت تدخل المطبخ والسبب أن مرت عمها أصلا ما تدخله فعودتهم أن كل شي يبغونه يقولونه للطباخات ،،، ولما سألت عمتها ليه ما تخلي ميري هي اللي تسوي لهم الأكل وهي ترتاح .. ردت عليها أن ابو عبدالله وأسامة مايحبون أكل الخدم ؟؟ بالإضافة إلى انها هي أصلا ما تحب أكلهم بعد وتحس الأكل من يدها له طعمه ..
ما تقدر تنكر انها استانست في بيت عمتها أكثر ... يمكن لأن البنات حولها ومعها ولمياء كل شوي تطب عليهم ... مهند كان مآخذ حته من الجو .... سارة وحيواناتها اللي أذت العالم فيها وهبالها مع أسامة اللي الظاهر عمره ماراح يكبر والا يحس بالمسئولية ؟؟
عمتها اللي تداريها هي وأخوها ومحسستهم انها امهم أو أكثر ... ابوعبدالله اللي يسأل عنها وان كانت مرتاحة والا لا أو فيه أحد مضايقها ... ببساطة حست أن الأسرة هذي روح وحده ..!! واكتشفت هالشي لما اجتمع معهم ابوهم ووضح لهم ظروفه المادية اللي تمنعه من السفر.. وهم كلهم تقبلوا كلامه وماعارضوه بالعكس حاولوا مايحسسونه بالذنب ،، وفكرت في سحر لو انها تعرضت لنفس الموقف كانت بتقلب الدنيا فوق تحت والدليل هالسفرة اللي ضغطت فيها على أبوها لحد ماوافق وبصعوبة حاول يقنعها بعشرة ايام بس بسبب شغله ..!
تمنت في قلبها ان حياتها مع طلال تكون مثل عمتها وعيالها ؟؟؟ فكرت تجيب عيال وبنات كثيرين علشان تصير فيه حركة بالبيت ... مو مثل بيت عمها الهدوء فيه قاتل ...!!
كانوا هالليلة مجتمعين كلهم بالصالة ويلعبون ورقة وملتمين حلو الطاولة والبيبسي والفوشار جنبهم وهم متحمسين في اللعبة حدهم ...
وام عبدالله طالعة لحفلة زواج مع لمياء ...
قطع عليهم جوال ندى وهو يرن .. تأففت وهي تقوم بتروح تآخذه من على الطاولة ..
شافت الشاشة ولقته زياد .. ابتسمت وهي ترد ..
ندى ::/ مرحبـــــــــا ..
زياد ::/ هلا السلام عليكم ..
ندى :::/ وعليكم السلام ... بسرعة وش عندك لأني مشغولة ؟؟
ضحك زياد ::/ أصلا انتي من متى ماصرتي مشغولة ؟؟ من يوم جينا بيت عمتي وانتي مو فاضية لي ؟؟ المهم انا جاي الحين وش تبون اجيب لكم عشاء ؟؟
عقدت ندى حواجبها بتفكير ::/ مادري لكن الظاهر عبدالله بيجيب عشاء من برا لأن عنده عيال في الخيمة مجتمعين ..
زياد ::/ طيب خلوا عبدالله يجيب له ولربعه انتم وش مشتهين ؟؟
ندى ::/ اصبر شوي أسألهم ؟؟
التفتت ندى للبنات اللي تمددوا عقب ما قامت عنهم وينتظرونها ترجع علشان يكملون ..
ندى ::/ بنات وش تبون عشاء ؟؟
سارة وهي تصرخ ::/ من اللي بيجيبه ؟؟
عذا وهي تضربها ::/ يعني احد متصل على جوالها وشكله ولد من تتوقعين ياذكية ؟؟
سارة وهي تناظر عذا بـ كره ::/ يعني زياد ...
صفقت لها عذا تطنز ::/ شــاطرة صفقوا لها كلكم ..
ندى ::/ بسرعة خلصونا وش تبغون ؟؟
سكتوا البنات يفكرون شوي بعدين قالت سارة ::/ انا مشتهية مشاوي ؟؟
ابتسمت عذا ::/ خلاص انا بعد مثل سارة ؟؟
ندى ::/ تبون شي معين ؟؟ والا اخليه هو يختار لكم ؟
عذا ::/ لا خليه هو يختار ؟؟
سارة وهي رافعة حاجبها بغضب::/ بس قولي له مو يخون ثقتنا فيه او يستغلها ويجيب شي ماينوكل ؟؟
عذا وهي تضربها على ظهرها ::/ترى زياد عنده ذوق يالدوبا ..
ندى وهي ترجع السماعة لأذنها وتلعب بحواجبها في وجه سارة::/عذا صادقة .. زياد ذويق خصوصا في المشاوي ؟؟
زياد اللي سمعها تنهد وندى تسمعه ::/آآآخ ياربي ..!
ضحكت ندى ::/ اثقل تكفى ... وبعدين سمعتهم صح ؟؟
ضحك زياد ::/ ايه سمعتهم خلاص ؟؟ وانتي ماتبين شي معين ؟؟
ندى ::/ لا تسلم بآكل معهم ..
زياد ::/ زين تآمرون شي ثاني ؟؟ والا في امان الله
ندى ::/ سلامتك .. مع السلامة ...
سكرت ندى عن اخوها وتوها بتلتفت ترجع للبنات الا ويرن جوالها مرة ثانية ..
تأففت سارة ::/ أففففففففففف الظاهر ماراح نخلص من جوالك اليوم ؟
ابتسمت لهم ندى ::/ يالله شوي وبرجع ..
شافت الجوال ولقته رقم سحر بنت عمها في تركيا .. شهقت وماصدقت خبر ..من متى وهي تحاول تتصل عليها علشان تعلمها بالأخبار السعيدة بس كان الجهاز مقفل ..
ردت عليها وهي متلهفة ::/ مرحبااااااااا بهالصوت ؟؟
ضحكت سحر ::/ ههههه هلا بك يالغلا ؟؟ وش اخبارك ندوش وش علومك ؟؟
ندى ::/ انا تمام ما أسأل الا عنكم ؟؟ انتم وش اخباركم وعمي وامك ؟
سحر ::/ حنا تمام وكل شي أوكي بس والله مانقصنا الا انتي وزياد ..
ندى ::/ معليش مرة ثانية ان شاء الله .. الا وينك يا حلوة من امس وانا اتصل ويعطيني مغلق ..
ابتسمت سحر ::/ وش اسوي كانت مخلصة البطاقة وماشحنتها الا تو عاد قلت اكلمك على طول لأني بقولك شي خطير ..
صرخت ندى ::/ لاتقووووولين .. حتى انا عندي خبر بمليون دولار ؟؟
تحمست سحر ::/ يالله قولي انتي اول وش خبرك ؟
ندى ::/ دريتي عن عبدالله ولد عمتي ؟؟
ضحكت سحر علشان تقهر ندى ::/ هاهاها بايته اخبارك ياحلوة .. عرفنا انه بيتملك نهاية الأسبوع الجاي وبيآخذ ريم بنت خالتي ..
شهقت ندى بقهر ::/ من قالك ؟؟ من الحيوان اللي سرب الأخبار ؟؟
ضحكت سحر ::/ صاحبة الشأن بنفسها قايلة لي لا ومن زمان بعد من يوم ماخطبتوها
ندى وهي تلوي بوزها ::/ وانا ساكتة كل هالفترة على بالي بسوي لك مفاجئة ؟؟
سحر ::/ طيب ماسألتي وش خبري أنا ؟؟
ندى وهي متحطمة ::/ يالله قولي وشو ؟؟
سحر ::/ لا لازم تتشجعين علشان أقول ؟؟
ندى وهي تصرخ ::/ هيه هيه ،، هيه هيه ...!!يالله تشجعت قولي ؟؟
ضحكوا عليها البنات اللي كانوا يسمعونها وضحكت سحر ::/ طيب اصبري شوي .
لفت ندى لمشاري اخوها اللي كان يراقبها ومبتسم ... وقالت ::/ مشاري عن أذنك شوي ؟
مشت عن مشاري وراحت لعمود الإنارة اللي قدامها على طول وهي تطالعه علشان لاتبعد عنه .. ابتسمت له وعطته ظهرها وهي تتسند ...
سحر بصوت واطي لندى ::/ أيوه ندوش معي ؟
ندى ::/ ماصار خبر يا سحر بسرعة حرقتي اعصابي ؟
سحر بنبرة فرح::/ طلال ؟؟
قطبت ندى جبينها وهي تلف بوجهها للجدار ::/ وش فيه ؟
سحر ::/ أول شي حنا متى بنرجع ؟؟
ندى بتملل ::/ بعد يومين ؟؟
سحر ::/ يعني اي يوم ؟؟
ندى بعصبية لأنها متحمسة :: /يعني الأحد الصباح
سحر ::/ حلو .. يعني يوم الأثنين في الليل بيجي طلال يخطبك ؟؟؟
فجرت القنبلة وسكتت ندى منصدمة وبلعت ريقها بصعوبة .. خلاص الحين كل شي صار جد في جد .. وبتصير زوجة طلال رسمي ؟؟ يعني يحق لها تسولف عنه قدام الكل وتكلمه وتعبر له عن كل شي كانت تحس به ناحيته من مراهقتها لشبابها ؟؟
سحر ::/ وينك وين رحتي ؟؟
ندى::/ معك سحر .. بس من جد مااصدق ؟؟
ابتسمت سحر وهي تشوف مشاري يستعجلها ::/ لا صدقي ويوم الأثنين كل شي بيكون رسمي هذا على كلام ريم وخالتي قالوا لنا امس.. ويالله مااطول عليك مشاري يستعجلني ..
ابتسمت ندى ::/ طيب يالله باي بس اصبري سحر .. لا تنسييييييييييين دواك ياشاطرة إكليه في وقته .. (( وركزت على كلامها هذا ))
عصبت سحر ::/ زين ياندى دواك عندي يوم أرجع بقول لأبوي يرفض طلال لا ومو بس كذا الا بخليه يزوجك مشاري وتشوفين بعد ..
صرخت ندى ::/ لا أرجوك لا تعاقبيني ؟؟ يرفضون طلال بكيفهم بحاول اتحمل لكن يزوجوني مشاري مستحيل .. وبعدين انتي وش فيك عصبتي كل قصدي اني خايفة عليك بس ..
ضحكت سحر ::/ ايه عارفة انك ماشاء الله تخافين علي .. ولاتخافين دواي من رحت وانا ما أكلته ؟؟
شهقت ندى ::/ يا مجنونة ترى والله من جد انتبهي لعلاجاتك .. انا عارفتك من تستانسين تنسين نفسك ..
ابتسمت سحر ::/ طيب ولايهمك بآكله علشان احضر زواجك انتي وطلال بس .. ويالله خسرتينا
ضحكت ندى ::/ أوكي باي ..
سكرت ندى عن سحر وهي تحس بنشوة السعادة في قلبها .. يآآآآآآآآه وأخيرا كل شي بيكون رسمي ؟؟ من متى وانا انتظر هاللحظة ... والله وكبرتي ياندى وكبر طلال وكبرت علاقتكم وبتتزوجون ؟؟؟ مشت للبنات وهي مبتسمة بسعادة والفرحة تتقاطر من عيونها مثل الدمعات .. جلست معهم وانتبهوا لها عذا وسارة ..
سارة ::/ وش عندك تتبسمين ؟؟؟
ضحكت ندى ::/ عادي .. البسمة في وجه أخيك المؤمن صدقة ..
سارة ::/ مو علينا ؟؟ يالله بسرعة اعترفي ..
ماحبت ندى توضح لهم ::/ والله من سمعت صوتها ارتحت كنت خايفة عليها من امس اتصل وجوالها مغلق ..
ابتسمت سارة بقرف ::/ الحمدلله انها طيبة ...
عذا ::/ وش سالفة علاجاتها ؟؟
ندى ::/ كنت متوقعة انها ماتاكلهم .. هي كذا اذا استانست والا انبسطت ولا حست بخفقان او شي تنسى علاجها ولا تآكله ..
سارة مستغربة ::/ طيب لازم تآكله حتى لو ما تحس بشي ..؟؟؟
تنهدت ندى ::/ لازمين مو لازم وحده .. لأنها لو ماكلته وتعرضت لموقف او نوبة ممكن تروح فيها لا قدر الله ...
عذا بحزن حقيقي على حالة سحر ::/ ياحياتي والله حياتها عذاب ..
ابتسمت ندى ::/ بس الحمدلله مع الأدوية والراحة النفسية ماقد تعرضت لنوبة من زمان ..
سارة ::/قد حضرتي نوبة قلبية لها ..؟؟
عقدت ندى حواجبها تتذكر ::/اممممم ما شفتها وهي تطيح لكن أتذكر لما رحنا لها في المستشفى .. (( سكتت شوي ))
هالنوبة كانت من سنة وشوي وقت عيد الأضحى مو اللي فات اللي قبله .. كنا في وقت الشتاء والدنيا مطر ..تتذكرون هذيك السنة اللي نزل علينا مطر شديد..
عذا ::/ ايه ايه ذكرتها ..
ندى ::/ ايووووه .. هذيك السنة حنا كنا معيدين في الليل عند خالة سحر .. ام ريم .. والكل مجتمع عندهم .. وسحر الزينة ماكانت جايبه أدويتها معها .. عاد حنا مارجعنا الا بوقت متأخر ... وكان زياد هو اللي مرجعنا ومعنا مرت عمي ... نزلناها عند البوابة وانا قلت لزياد يوديني لغرفته علشان ارتبها واناظرها له .. وجت معي سحر تساعدني ..
قاطعتها سارة ::/ ليه هي متعودة تدخل غرفة زياد دائما ..؟؟
انتبهت عذا لسؤال سارة واطالت النظر في ندى تنتظرها تجاوب على احر من الجمر
ندى ::/ لا مو دائما بس إذا نزلت أنا وهي عندي تخاويني ..
سارة ::/ ايوه طيب كملي ..
ندى تبتسم ::/ بس طلعت انا واياها مع درج غرفتي وراحت هي لغرفتها وانا ما صدقت خبر اشوف السرير نمت بهدومي ولافكرت في سحر او علاجها ..
المهم هي تذكرت انها ماكلت حبتها .. فغيرت ملابسها وراحت للصيدلية بتآخذ حبوبها بس مالقت شي فوق يعني لازم تنزل تحت تآخذ من اللي في صيدلية المطبخ .. وفي نزلتها رن التليفون .. قالت بترد عليه قبل لاتروح للمطبخ وهي ماحست بخطورة اللي تسويه لأنها ما توقعت ان شي بيصير لها ..
أول مارفعت السماعة كانوا الشرطة ... قالوا لها ان مشاري اخوها مسوي حادث وان سيارته دخلت تحت شاحنة وانهم نقلوه للمستشفى بين الحياة والموت ..
عاد هي ومشاري اخوها ... تحبه موت وتعتبره ابوها من كثر احترامها له وعلاقتها فيه .. ماقدرت تتحمل اكثر جاها ضيق تنفس بسبب حساسية صدرها وماكان معها الفنتولين وهي اصلا ماكلت حبة القلب فما حست بنفسها طاحت السماعة من يدها وهي تحارب الموت .. ماتقدر تتنفس وتحس بوخز إبر في قلبها .. ولاعاد قدرت تحرك جهتها اليسار أبداً .. طاحت على الأرض وطاحت السماعة جنبها ..
عذا نزلت دمعتها متأثرة وسألت بسرعة ::/ طيب وشلون دريتوا عنها ووش صار عقب كل هذا ؟؟
ابتسمت ندى من تأثر عذا ::/ بعد دقائق دخل مصعب وشاف سحر على هالوضع .. كانت هي يالله تتنفس ويدها على قلبها و مستندة على الكنب .. ركض لها مصعب وهو خايف ... وبكلمات بسيطة عرف مصعب ان مشاري فيه شي لكن مايدري وشو ..
نادى على عمي وهو يصرخ .. نزل عمي ومرت عمي و جاء زياد أخوي وتساعدوا كلهم وشالوها للمستشفى ..
سألتها سارة بسخافة ::/ يعني زياد شال سحر ؟؟
ضحكت ندى على اهتمامات سارة ::/ مادري والله بس يمكن ..
بلعت عذا ريقها وهي مركزة ::/ طيب كملي..
ندى ::/ راحوا عمي وامها وزياد للمستشفى أما مصعب فرجع يتصل على مشاري يشوف وش الخبر .. رد عليه الشرطي وقال له اللي صار ..
طلع مصعب وراح لأخوه .. وسحر تنومت يومها في المستشفى ولا صحت إلا عقب يومين ... واضطروا يخلونها في المستشفى لمدة اسبوعين ..
عذا ::/ طيب ومشاري وش صار عليه ؟؟
ابتسمت ندى ::/ هذا هو الحين عايش ماتسمعين عنه ؟؟
ضحكت عذا ::/ إلا بس وش صار عليه يومها ؟؟
ندى ::/ صار هو احسن من سحر .. صحى من غيبوبته وقرروا يسفرونه برا لكن هو مارضى الا لما يتطمن على سحر وانها بخير .. وبس عقبها سافر يعالج والحين هو ماشاء الله كأنه البخت .. لولا هالندبة اللي في جبينه بسبب قزاز السيارة اللي تكسر عليه ودخلت شظاياه في راسه ...
ابتسموا لندى .. وبانت في عيون عذا لمعة الحزن على حال سحر واللي تمر فيه ... لكن انتبهت انهم بدوا يلعبون فانخرطت في اللعب ونست الكلام اللي دار بينهم من شوي ..!!
============================================
وقف سيارته قدام الباب ومد يده لدرج السيارة يآخذ منه الأوراق ..
تنهد لما رفع راسه وطالع باب بيتهم .. يإلهي للمرة الأولى يحس باشمئزاز من شوفة بيتهم ؟؟ ويحس نفسه مخنوق والغصة ذابحته ؟؟؟ بالعادة كان يتحجج بأي عذر بس يجي لبيتهم .. كان يستمتع لما يسمع صوتها او حتى يلمحها .. وكان يتلذذ أكثر لما تتصل عليه أو تطلب منه طلب ... يحس باعتمادها عليه وانها مالها غيره بهالدنيا بعد رب العالمين ... لكن هالمرة كل الموازين انقلبت وهي اللي قلبتها بسوايها ...
حاول يقسي قلبه وهو يآخذ نفس عميق ... شال الظرف بيده ونزل من السيارة ..
.
.

عبير وأريج كانوا طالعين بالحوش علشان يغسلونه .. لهم فترة مانظفوه ... وكانوا يلعبون ويستهبلون وصوتهم واصل لآخر الحارة ... يقدرون يعيشون حياتهم طبيعية بس في حالة عدم تواجد راكان في البيت ...
عبير ::/ أريج يالدوبا ترى والله لأوريك .. بعدي عني الموية ؟؟
أريج وهي مستانسة وترش اختها بالموية ::/ إذا انتي عبير بنت ابوك فكي عمرك ؟؟
عبير وهي تحاول تتفادها وتركض ناحيتها ::/ تشوفين والله لأبهذلك بس خليني أمسك الخرطوم ..
أريج وهي تركض على ورى ::/ وبتحبوا مين .. ؟؟عبورة // حبيبة الملايين ؟؟ عبورة ..
عبير وهي تضحك ::/ يالله عاد خلاص خلينا نشتغل ترى أمي بتعصب ..
سكتوا كلهم ونزلت أريج خرطوم المويه لماسمعوا صوت دق على الباب .. التفتوا يطالعون بعض وبعيونهم نظرات استفهام ...
طلعت أنوار من البيت تركض علشان تفتح بس مسكتها أريج مع رقبتها ..
أريج ::/ تعالي تعالي وين رايحة ؟؟
أنوار بقلة صبر ::/ بفتح الباب ؟؟
أريج ::/ من عنده ؟؟
أنوار ::/ نواف ولد عمي ..
تشنجت أطراف عبير والمكنسة كانت بتطيح من يدها لو انها ماتدراكت عمرها ومسكتها ...نزلت أريج نظرها عن عبير وطالعت في انوار ..
اريج ::/ طيب ما قال وش يبغى ؟؟
انوار ::/ لا بس يقول افتح معي اغراض ..
تركتها اريج ::/ يالله روحي بسرعة ..
نادتها عبير بعد ماصحت من صدمتها ..::/ أنوار لحظة شوي بجي معك ..
مشت عبير مع انوار ولحقتهم أريج ووقفوا عند الباب ،، فتحته انوار ووقفوا البنات ورا الباب ..
نواف وهو مبتسم ::/ مرحبا بالحلوين ..(( وقرص خدها ))
انوار مستحية ::/ مرحبا فيك ؟؟
نواف::/ وش تسوون برا ؟؟ أسمع اصواتكم من هنا ..
انوار ببراءة ::/ لا مو احنا هذولا أريج وعبير يغسلون الحوش ..
شهقت عبير وحطت يدها على فمها مستحية أما اريج عقدت حواجبها وصرخت ::/ انوااااااااااااااااار ..
ضحك نواف لما عرف انهم وراء الباب وفي نفس الوقت حس بتنفسه يتزايد وضربات قلبه تتسارع من حس انها قريبة منه وانها تشوفه لكن هو مايشوفها ...
قرب ورقى درجات البيت ودخل وصار الباب حاجز بينه وبينهم ..
نواف برسمية ::/ السلام عليكم ..
سكتت عبير وماقدرت تحرك لسانها .. لكن الحمدلله ان اريج موجودة وانقذت الموقف ::/ هلا وعليكم السلام ..؟ وش اخبارك نواف..
نواف::/ بخير الله يسلمك ... (( مد يده وفيها ظرف لورا الباب وهو يقول))::أريج ترى هذا طلبك اللي بغيتيه .. بطاقة جوال مدفوعه زي ماقلتي لإيمان ..
مدت أريج يدها فرحانة ::/ مشكور يا ولد العم .. والله انك قدها وقدود ..
ابتسم نواف ::/ وش دعوى يعني من قبل ماكنتي تشوفيني قدها ؟؟
انحرجت اريج ::/ لاعاد مو لهدرجة .. بس أول كنت اشك لكن الحين متأكدة ..
نواف ::/ عرفتي تنقذين نفسك .. !! المهم انا بسأل عن علاج الوالدة ؟؟ يعني هي عندها اللي يكفيها والا لا ؟؟
عقدت أريج حواجبها لأنها ماتدري وطالعت عبير وشافتها سرحانة وكأن العبرة خانقتها ... نغزتها من ظهرها علشان ترد ..
بلعت عبير ريقها وقالت ::/ ليش مالقيت العلاج ؟؟
سكت نواف وهو يسمع صوتها يرن بأذانه ؟؟؟ ليه تردين علي ؟؟ ليه تقلبين علي المواجع ؟؟ كان أسهل لي لو تعاملت مع أريج على طول ورحت من دون مااشوفك او اسمع صوتك حتى ما تنفتح جروحي اللي مابعد اندملت للحين ..
رفع نظارته الشمسية وهو يقول ::/ لا .... بس صيدلية المستشفى يقولون اراجعهم بعد يومين وبحصله عاد قلت بشوف إذا الوالدة ماعندها اللي يكفي آخذه لها من صيدلية عادية لحد مايصرفونه لها المستشفى ..
ردت عليه عبير بسرعة من دون ماتفكر ::/ لالا مشكور لاتجيب شي عندها اللي يكفيها ... بس انت لاتتعب عمرك ..
سكت نواف وهو يحس بشي داخله يتحرك مايدري قهر والا ألم وفي خاطره (( أدري ان عندك مصادرك ومانتي بحاجتي))::/ على راحتكم .. يالله فمان الله ..
دفت عبير الباب ::/ مع السلامة ..
سكروا الباب ووقفت أريج في مكانها وكأنها تفكر ..و وقفت عبير مواجهتها وحركت يدها قدام عيونها ..
عبير ::/ أختي العزيزة وين وصلتي ؟؟
أريج بنبرة حزن ::/ خسارة يا عبير .. تغير علينا نواف .. والا قد سمعتيه يطلع قبل لايقول توصون شي والا تآمرون شي ؟؟ والا عمرك شفتيه مايلقى حاجتنا في مكان ويجي يشاورنا اذا يشتريه لنا والا لا ؟؟ كان من دون ما يشاور على طول يروح يجيبه وخلاص .. لا ووفوق هذا ما اصر انه يشتريه قال براحتكم ...
سكتت عبير وماردت على أختها وفي نفس الوقت كان وجهها جامد وخالي من اي انفعال او تأثر ..
كملت أريج ::/ ياخسارته حتى هو حيلتنا بهالدنيا تغير علينا ... كله بسببك ..
زفرت عبير بعصبية ::/ أوووو ه أريج خلاص .. أصلا حنا مانحتاج أحد ... الله كافينا عنه وعن غيره .. خلاص عاد لاتزيدينها .. وبعدين هذا هو جاب لك اللي تبين وبيجيب لأمي علاجها من المستشفى يعني لاتغير ولا شي بس انتي تتوهمين ...
مشت عبير وهي تسرع بخطواتها علشان تستولي على الخرطوم ..
لكن صرخت لها أريج ::/ تواسين نفسك والا تواسيني ..؟؟
ابتسمت عبير بخبث ولفت على أريج بخرطوم المويه وبدت ترشها فيه وأريج تركض عنها وبدوا يتلاحقون لما نست اريج السالفة ورجعوا لشغلهم وهم شبه مرتاحين ...!
-------------------------------------------------------------------------------
في اليوم الثاني على الغداء جلسوا ام عبدالله والبنات يتغدون بروحهم بينما العيال في المجلس يتغدون بروحهم لأن زياد كان معهم .. وندى موجودة ..
ندى ::/ عمه ترى اليوم بعد العصر بروح بيت رحاب ...! بعد أذنك ؟
ام عبدالله وهي تشرب مويه ::/ ليش وش عندها تروحين لها ..
استحت ندى من عمتها أول مرة تستأذن من أحد غير زياد لكن وش تسوي أخوها هو اللي اجبرها تستأذن منها كونها جالسة معهم في بيتهم ...
ندى ::/ غادة بنت عمها راجعة من شهر العسل و بتجيهم اليوم عاد عزمت الشلة ..
سارة بحماس ::/ أريج صديقتكم بتجي ؟؟؟
استغربت ندى من حماس سارة ::/ إن شاء الله بتجي بس ليه تسألين ؟؟
صفقت سارة يديها في بعض::/قهــــــــــر ... ليت لميس مو جايتني اليوم كان رحت معك ... والله خويتكم ذي فلة .. تجنن..
عذا وهي تطالع سارة بتعجب::/ والله أشك انك بنت ؟؟ الظاهر انتي مشروع ولد فاشل ..
ام عبدالله ::/ عذا ...!!
عذا ::/يمه ماقلت صارورة .. انا قلت انتي مشـ ـ ـ
قاطعتها ندى ::/ هههههه الله يالدنيا صارورة .. من زمان ماناديناك بهالأسم ..
سارة بقهر ::/ يمـــه شوفي وش يقولون هاوشيهم ..
ابتسمت ام عبدالله وهي تقوم ::/ خلاص يابنات انضبطوا ..
ندى قبل لاتروح عمتها ::/ عمة وش قلتي اروح ؟؟
لفت لها ام عبدالله ::/ براحتك حبيبتي .. بس من بيوديك ؟؟
ندى ::/ زياد اخوي ..
هزت راسها ام عبدالله بإيجاب ومشت رايحة للمطبخ ... واقبلت عليهم ميري تشيل باقي الغداء ..
ندى ::/ عذا ليش ماتروحين معي ؟؟
عذا بتردد ::/ لا أستحي ؟؟(( وهزت بكتوفها)) مادري وشلون ؟؟
ندى ::/وش تستحين منه الله يخليك كلهم غادة ورحاب وانتي عارفتهم وأريج شفتيها هذاك اليوم ببيتنا ...
نزلت عذا راسها ::/ لالا .. مااعتقد اروح ..
زمت ندى بوزها ::/ براحتك .. كان ودي تروحين معي تستانسين ..
ابتسمت عذا ::/ ماتقصرين بس معليش مااستعديت أروح لناس .. كنت مقررة اننا نطلع سوق والا شي مع بعض .. بس يالله ماحصل ..
ندى ::/ ليه وش عندك في السوق ؟؟ حاجة ضرورية ..؟
عذا بخجل ::/ ودي آخذ لي لبس لملكة عبدالله ..
شهقت ندى ::/ عمى ..!! الحين ما بقى شي على ملكة أخوكم وبعدكم ما تجهزتوا ؟؟
سارة وهي رافعه حاجبها :::/ أنا خالصة .. بس عذا ما عندها شي جديد ؟؟
ندى وهي تطالع عذا ::/ خلاص انا بروح لرحاب الى صلاة المغرب بصلي هناك وبعدين بقول لزياد يمرني ونجي نآخذك ونروح للسوق وتدورين لك على لبس،،زين؟؟
عذا وهي مبتسمة ::/ يعني عادي مو تعب عليك ؟
ندى ::/ وش دعوى ... مادام السالفة فيها سوق لا تخافين حتى التعب يزول .
تنفست عذا براحة .. من قامت الصبح وهي شايلة هم ومستحية ماتدري وشلون تقول لندى تروح معها للسوق .. كان ودها بندى اللي ترافقها لأنها تحس بذوقها حلو وكشيخ .. يعني بتختار لها فستان راقي وساعتها ماراح تستحي يوم الملكة مثل ما سوت يوم حفلة النجاح ..
رن التليفون ونقزت عذا علشان ترد عليه .. اما ندى فمشت راكبه الدرج طالعه فوق علشان تتجهز ... كانت سعاد بنت جيرانهم هي المتصلة تستفسر عن لمياء ليه ما ترد على جوالها ...
استغربت عذا ::/ والله مادري عنها يا سعاد ..يمكن نايمه والا شي .؟
ابتسمت سعاد ::/ انا كنت ابغاها تجي لبيتنا اليوم .. لأن البنات كلهم مجتمعين .. بس يالله ماحصل اقول لها مباشرة .. عاد لا أوصيك اتصلي عليها الحين ووصلي لها كلامي وقولي لها تراني انتظرها ببيت اهلي .. زين ؟؟
ابتسمت عذا ::/ خلاص بتصل عليها وأقول لها ولايهمك ..
سعاد ::/ زين مااطول عليك عذا تآمرين بشي ؟؟
عذا ::/ سلامتك ...
سعاد ::/ يالله زين مع السلامة ..
عذا ::/ مع السلامة ..
سكرت عذا عن سعاد وقلبها مآكلها على لمياء ,, وفي لحظة طرى على بالها وتذكرت ان اليوم موعدها مع الدكتورة ..؟؟
رفعت عذا راسها للسماء وهي مغمضه عيونها بأسى لأنها تقريبا وصلت للسبب اللي مخلي لمياء ماترد على الجوال ...
راحت تركض فوق تبي تكلمها من غرفتها بعيد عن اللي في البيت علشان مايتكدرون من اللي فيها ،، و بتشوف وش صار عليها ووش فيها ؟؟؟؟ ووش قالت لها الدكتورة ؟؟
.
.
.
.
دخلت هي لشقتها باندفاع وهي تصيح وتشهق من شدة الصياح .. حتى ان مهند ولدها كانت مرسومة في عيونه نظرة الخوف .. يمكن على أمه واللي قاعد يصير لها .. أو الأكيد انه خوف منها ومن اللي قاعده تسويه ...
مشت تركض لغرفة النوم وسكرت على نفسها الباب بالمفتاح .. كانت منهارة و دموعها حفرت اخدود على خدها من كثر ما صاحت في السيارة وعند الدكتورة ..
سمعته يدق عليها الباب بهدوء ..
فهد ::/ لمياء .. علشاني افتحي الباب خلينا نتكلم ؟؟
لمياء في وسط شهقاتها ::/ فهد تكفى روح ما أبغى اكلم احد ولا أبغى اسمع صوت احد ،، اتركني بروحي الله يخليك ..
تنهد فهد بصوت مسموع ::/ لمياء لاتكدرين خاطري زود .. افتحي خلينا نتفاهم الحين وبسرعة (( قالها بصوت مرتفع شوي))
تحسست لمياء من كلمته (( لاتكدرين خاطري زود )) ...!! ++ يعني انت اصلا خاطرك متكدر من زمان ... من يوم ماقالت لي الدكتورة الخبير الشنيع ؟؟؟ يعني انت متضايق اني ماراح اجيب لك عيال ؟؟؟ ...!!ماتوقعتك يافهد بتقولها في وجهي من دون ماتسوي اعتبار لمشاعري المجروحة ...!
ردت عليه لمياء بانهيار ::/ قلت لك مارااااااااااااااااااااااااااح افتح يعني ماراح افتح ،،،، روح انت من عند الباب لأطلع كل حرتي فيك وبعدين اندم ... روح يافهد اطلع ... تكفى يافـ ـ ـ يا فهد ..
ما قدرت تكمل الكلمة بصوت عالي بلعت نصفها و رمت نفسها على السرير منهارة وعبايتها عليها ماشالتها ... حضنت المخدة وخلتها ترتوي من دموع الألم اللي نزلت من عيونها علشان تعبر عن الحرقة اللي بقلبها ...
كان جوفها شاب نار وصدرها متقطع من كلام الدكتورة ...
شعور صعب وقاسي لما تنام على أمل وتصحى على وعد لكن في لحظة كل شي ينهد ويطيح .. وكأن موجه عاتيه مرت على شاطئ و خذت معها كل اللي بطريقها لما انسحبت ....
++ كنت أنام وأقوم وأنا أقول بكرة إن شاء الله بتفرج .. كل يوم أشوف فيه الشمس وأسمع ضحكة مهند أقول مستحيل ربي يخيبني أو يكسر بخاطري .. والله أرحم بعباده ولابد يجي اليوم اللي يبشروني فيه بحملي ...
لكن اليوم كل شي انهار وكل آمالي تحطمت ولا بقى لي منها ولا أنقاض ... كل شي راح وانتهى ... واليأس تسلل لقلبي وما أظن انه بيفارقني ولا حتى بعد فترة وهذا كله بسبب كلام الدكتورة ..
ليش طيب كل هذا ؟؟؟ أنا كنت اعاني في كل ليلة بسبب الأدوية اللي آخذها وكنت منتظمة عليها ولا عمري فوت وقتها،، كنت اموت في كل لحظة يسوون لي فيها كشف والا أشعة ... كنت أتعب وأتعب وأتعب ومحد حاس فيني .. وبعد هذا كله تجي حضرتها وتقول لي كلمتين أسهل من نطقهم ما فيه لكن وقعهم في نفسي كان مثل الفاس يوم يآكل وسط الشجرة ويحطمه ... ++
غمضت عيونها بألم والدموع مغرقة وجهها ... لكن نقزت لما سمعت صوت الجوال يرن للمرة الثالثة على التوالي ... تعرفت على الرنة ... وهي فعلا الشخص اللي محتاجته هاللحظة ... +++ يارب أنها تكون أمي يارب +++
طلعت جوالها من الشنطة وشافت اسم عذا يأشر ... ابتسمت بشحوب وردت عليها ...
عذا وهي مو مصدقه ان لمياء وأخيرا ردت ::/ لمو وينك ؟؟ وش فيك ليش ما تردين علي من متى وانا اتصل بك ؟؟
حاولت لمياء تمسك عبرتها ::/ كنت تعبانة شوي وما سمعت الجوال..
تنهدت عذا بصوت مسموع ::/ رحتي لموعدك اليوم ؟؟
ماقدرت لمياء تتماسك وانهارت مرة وحده ::/ رحت وياليتني مارحت ... والله اني قايله لفهد ما ابغى اروح بس هو أصر علي إلا لازم أروح وأشوف وش صارت النتائج ؟؟؟؟ كل منه هو .. هو السبب لو اني مارحت كان ما سمعت كلامها السم اللي قالته لي وحطمت آخر أمل يسري بعروقي ...
حاولت عذا تتماسك علشان اختها ::/ لمو الله يخليك أهدي واذكري الله ...
سكتت لمياء وماردت عليها وماكنت عذا تسمع الا صوت شهقاتها
عذا باصرار ::/ لمياء اذكري الله ...
لمياء بصعوبة ::/ لا إله الا الله ..
خذت عذا نفس عميق ::/ لمياء انتي انسانة مؤمنة بالقضاء والقدر واللي الله كاتبه على عبده ؟؟؟ ترى اللي تسوينه لا يرضي الله ولا يرضي خلقه ؟؟؟ معقولة انتي العاقلة الفاهمة المتعلمة تتذمرين من شي الله كتبه عليك من وانتي في بطن أمك ...؟؟
لمياء تقاطعها ::/ لكن ياعــ ـ ـ
قاطعتها عذا ::/ لمياء مهما كان الكلام اللي قالته لك الدكتورة صعب ان الواحد يتحمله فأنتي لازم تؤمنين ان الأطباء مافي يدهم شي ؟؟ لاحياة ولا موت وكل شي بيد رب العالمين ؟؟؟ وهالدكاترة ماهم إلا أسباب أوجدها ربي علشان يتم المكتوب .. ؟؟
لمياء فهمتيني ؟؟؟ الله هو المسبب وهو اللي بيده يرزقك اطفال وبيده يحرمك منهم ؟؟ وهالدكتورة مابيدها لا حل ولاربط ؟؟ كل اللي عليها انها تساعدك لكن لو الله كاتب انك تحملين فأنتي بتحملين حتى لو هي ماساعدتك ..؟ ولو كان كاتب انه مالك ذرية غير مهند فصدقيني حتى لو رحتي لأكبر أطباء العالم ماراح يفيدونك بشي ....

سكتت عذا وهي تتنهد .. وتنتظر لمياء ترد عليها .. لكنها ما سمعت جواب ولا سمعت رد ... حاولت تمسك دمعتها اللي على وشك النزول بسبب وضع أختها ..
عذا ::/ لمو وش قالت لك الدكتورة ؟؟
لمياء اللي كأنها هدت شوي بعد كلام عذا ::/ تقول ان جسمي بطئ في تقبل العلاج وهذي بوادر سيئة .. لأن البرنامج اللي هي مسويته لي بسيط والمفروض استجيب له بسرعة ... ؟
عذا ::/ المعنى ؟؟
لمياء ::/ تقول بحاول أكثفه لك لكن ما اقدر ننتقل لمرحلة ثانية وانتي حتى هالمرحلة مااستجبتي لها ..
عذا ::/ سألتي عن طفل الأنابيب ؟؟

بلعت لمياء غصتها ::/ تقول مو وقته الحين لأن نسبة نجاح العملية للي في مثل وضعي ضعيفة .. فتقول الأفضل اننا ندخرهالعملية لوقتها المناسب ولانضيع عليك آخر فرصة .
عذا مبتسمة ::/ شفتي أن ربك كريم ... يعني هي ماقطعت الأمل مرة .. تقول لك فيه أمل لكن ضعيف .. وأنتي لازم تتمسكين فيه يالمياء حتى لو نسبة هالأمل نص بالمية ..
ابتسمت لمياء من خاطرها ::/ مشكورة عذا .. ياحبي لك ماتوقعتك كذا ؟
ابتسمت عذا وهي تمسح دمعتها ::/ المهم فهد ومهند وينهم ؟؟
لمياء ::/ مادري عنهم انا جيت منهارة سكرت على نفسي الباب وماعاد ادري عن شي ..
عذا ::/ شكلك حتى العباية ماشلتيها صح ؟؟
ضحكت لمياء وهي تطالع نفسها ::/ صح ...!! وش دراك ؟؟
عذا تضحك ::/ أختي وفاهمتها ... (( قالت بتشجيع )) لمياء اسمعيني زين لا تحاولين تبعدين فهد عنك ... ترى اللي تسوينه غلط ..! المفروض تحسسينه بمسؤوليته من هالناحية وانه لازم يوقف معك في محنتك ... حبيبتي عطيه فرصة يوقف جنبك ويواسيك .. ترى مو معقولة كل ماصارت مشكلة يا تجين عندنا والا تقفلين على عمرك
فهمتي قصدي ؟؟
لمياء وهي تهز رأسها بالإيجاب ::/ فهمت ياحلوة ..
ضحكت عذا ::/ المهم ترى سعاد متصله وتبغاك تجين لبيتهم وش قلتي ؟؟
لمياء بتفكير ::/ ما أظن أروح .. إلا إذا بتروح وحده منكم معي أوكي ماعندي مشكلة ..
عذا ::/ لا أنا ما أظن وسارة بتجيها لميس لكن ندى بتروح لهم الحين ..
لمياء ::/ لا الحين انا ما اقدر على بالي لو اروح لها اروح بعد المغرب ؟؟
عذا مبتسمة ::/ لا بعد المغرب ما اظن تروح ندى ..!! متفقة أنا واياها نطلع للسوق ..
ابتسمت لمياء ::/ ماشاء الله من وراي ؟؟
عذا::/ وش اسوي بروح اشتري لي فستان .. المهم توصين شي أمي تناديني ..
لمياء ::/ سلامتك وسلمي على أمي والبنات ..
عذا::/ أوكي باي ..
سكرت لمياء عن عذا وتنهدت من قلبها وهي تطالع شاشة الجوال .. ما تدري وش حصل لكن عذا صحت في خاطرها شي كانت غافلة عنه اللي هو قوة الإيمان بالله وحسن الظن فيه ...
مدت يدها بتحط الجوال على الكومدينو وطاحت عينها على صورة فهد وهو جالس على ركبه وقدامه مهند وكان وراهم البحر ... ومهند وفهد مبتسمين والفرحة تشع من عيونهم ...
شالت الصورة بين يديها وانغمرت عيونها دموع من دون ماتحس ... مررت أصبوع من دون ماتحس ... مررت أصبعها على الصورة وكأنها تحدد وجه فهد ...
++ ياربي أحبه وما اتمنى له إلا كل خير ... ليتني أقدر أسعده ليت ؟؟ ليتني أقدر أجيب له بنوته حلوة يفرح فيها ... ليتني على الأقل ماجبت مهند وجبت له العنود .. اللي كان يتمناها من أيام خطوبتنا وكان يقول لي ابي اسمهيا العنود رضيتي والا مارضيتي مسميها العنود يعني مسميها ... ++
استحقرت نفسها لماشافت مهند وهو يضحك مع أبوه ،، وشلون جاء في خاطرها أصلا انها تتمنى لو انها ما جابته .. حضنت الصورة بكل قوتها وهي تردد (( والله اني احبكم انتم الأثنين ومادري وش حياتي بدونكم ))
وعاها صوت مسج واصلها .. مسحت دموعها ونزلت الصورة ورفعت الجوال .. لقتها من فهد .. ابتسمت بعذوبة وهي تفتحها وكان كاتب(( حياتي ،، انا ومهند طلعنا للسوبرماركت .. مهند كان يصيح وخايف عليك فقلت اطلع انسيه شوي // ودي أرجع واشوفك تنتظرينا برا الغرفة ... إذا مو علشاني علشان مهند ...))
اابتسمت وهي تمسح الرسالة وقامت من على السرير وشالت عبايتها .. وتوجهت للحمام غسلت وجهها بماء بارد علشان يخف الإنتفاخ لاحظت وجهها بالمراية وهو ذبلان من كثر الدموع وعيونها صايرة حمرا وخدودها على اللون الوردي وشفايفها صارت قرمزية ... كله بسبب هالصياح والحالة النفسية الشينة ...
طلعت وغيرت ملابسها ببيجامة حرير بسيطة وطلعت للصالة تنتظرهم ...!
فتحت التلفزيون علشان تلهي نفسها شوي لحد مايجون ،، لكن هي وين والتلفزيون وين ؟؟ تنهدت وحطت الريموت جنبها وسندت راسها على الجدار اللي وراها وغاصت من دون ماتحس في بحور التفكير والخيال والأماني ... وعت على نفسها لما سمعت باب الشقة يتسكر إبتسامة حلوة على وجهها ... سمعت مهند وهو يكلم أبوه ...
مهند ::/بابا إذا عتيت مامي حلاوة خلاص ما عاد تصيح مرة ثاني ؟؟
ابتسم فهد لولده ::/ إن شاء الله ... انت قول يارب انها ماتصيح ثاني ..
مهند ::/ طيب أقول ... بس وشون أعتيها الحلاو وهي ما تفتح الباب ..؟؟
فهد ::/ لا الحين ندق عليها ونقول لها ياماما لو سمحتي احنا جبنا لك حلاوة معليش تفتحين الباب علشان تآخذينها ؟؟
مهند ::/ وبعدين هي تفتح وماتقول لا ؟؟ أكيد ؟؟
ابتسم فهد لمهند وأشر له على الكنبة أول ما دخلوا الصالة علشان يشوف من قاعد عليها ،،، التفت مهند على المكان اللي أشر له أبوه وشاف أمه جالسة وتبتسم .. ماقدر يقاوم بدء يدف ابوه على صدره يبي ينزل علشان يروح يرمي نفسه بحضن أمه اللي ما صدق شافها تبتسم ومو حابسة نفسها بالغرفة مثل ماتوقع ..
ضحك فهد على ولده ونزله للأرض ،، وماصدق مهند ركض لأمه وهو ماسك الكيس بيده ,, وقف قدامها وأطال النظر بعيونها كأنه يبي يتأكد إذا هي تصيح والا خلصت ..
ابتسم لما ما شاف الدموع بعيونها .. فتح الكيس على طول وبدء ينشر أغراضه ..
مهند ::/ مامي توفي دبت لك حلويات كسيرة
ابتسمت لمياء ::/ والله ...
مهند وهو متشقق ::/ إيه والله ،، خذي ...
وبدأ يعطيها كل اللي اشتراه لها وهو يبتسم .. نزلت الدمعة من عين لمياء من دون ماتحس فيه ،، شافت حركات مهند لها وخوفه عليها .. وانتبهت لفهد اللي جلس جنبهم وكان يراقب حركاتها وحركاته ........
مهند وهو مبوز ::/ مامي ..؟ حلوياتي مو حلوة ؟؟
مسحت لمياء دمعته ::/ لا حبيبي ..حلوياتك أحسن شي بالعالم كله .. ((وابتسمت ))
مهند ::/ أدل ليش تسيحين ؟؟
لمياء وهي تأشر على فهد ::/ هذا الدوبي يآكل حلوياتي ..؟
طارت عيونه فهد في لمياء ::/ أنا آكلهم ؟؟ لا اقلبي الولد ضدي ؟؟
لمياء بخبث ::/ شوف مهند ترى هذا الولد اللي مو حلو (( وتأشر على فهد )) هو ضربني وقال لي لا لا تشترين حلويات .. انا ما احبه ..
ضحك مهند ::/ ماما هذا ما أسمه ولد هذا أسمه بابا
لمياء ::/ طيب يالله روح اضربه علشان مرة ثاني يشتري لي حلاو ؟؟
احتار مهند وهو يطلع بين أمه وابوه .. لكن فهد استغل الفرصة ؟؟
فهد ::/ مهند حبيبي بابا مسكين .. هو اللي راح معاك السوبرماركت علشان تشتري حلاو ... وماما ماراحت ولا حاجة بس جالسة بالبيت وتصيح .. (( والتفت يطالع لمياء ))
مهند ::/ ماما معليش نسامحه االحين وبعدين نضربه .. طيب ؟
لمياء مبستمة :/ خلاص طيب ..
وقف فهد وهو يرمي الغترة على الكنب ويمدد يديه وكأنه يتمغط .. ::/ أبروح اتحمم ...
ابتسمت له لمياء وعطاها هو ظهره متوجه للحمام ... وعيونها مانزلت عنه ولا دقيقة كانت تراقبه لحد ما دخل للحمام وسكر الباب وسمعته يقفله ...
وعت لمهند اللي طلع جنبها وانسدح على رجولها .. شافته يحوس في الريموت وسحبته من يده ..
مهند ::/ ماما حتي سبيس تون ..
ابتسمت لمياء وهي ترجع تسدحه مرة ثانية على رجلها ::/ إن شاء الله بس نام انت ..
بدت تلعب في شعر مهند اللي منسجم مع البرنامج في التلفزيون .. كانت عينه كل شوي تغفي وتغمض لحد ما نام ... انتبهت لمياء انه نام كان ودها تقوم تشيله للغرفة لكن عجزانه وتحس نفسها متكسلة ..
نزلت راسها له وباسته على جبهته وغيرت القناة ...
بعد دقائق دخل عليها فهد الصالة والفوطة على رقبته وشكله توه طالع من الحمام .. جلس على الكرسي اللي جنبها وهو منزل راسه وكفوفه في حجره .. التفتت له لمياء لما حست بوجوده وشافت وضعه .. تحرك قلبها ناحيته وحست بعمق مشاعرها ناحية هالإنسان الرائع اللي ذاقت طعم الحياة على يديه ،،، لكن في لحظة بدت مشاعر اليأس والحزن تتمكن منها ... حاولت تقاومها وتبعدها لأنها قرت في عيونه كلام يبي يقوله لكن ينتظر الفرصة المناسبة ,, أو انه مايدري وشلون يبدأ الموضوع ..
فحست انه من الأفضل انها ماتطالعه علشان ماتضعف وتصيح وتخرب عليه ..
لفت وجهها للتلفزيون وهي تفكر بالكلام اللي ممكن يفاجئها فيه فهد .. هل بيكون دعم لموقفها او اقناع لها انها توقف علاج ... اخذتها التفاكير وما انتبهت الا لما سمعته يناديها ..
فهد وهو على نفس الوضعية ::/ لميــاء ...!!
تنهدت وحاولت تمسك نفسها ::/ هلا ..
فهد ::/ لمياء ترى اللي تسوينه بنفسك مايعجبني أبد ومستحيل أسمح لك مرة ثانية تسوينه ... باختصار إذا كنتي بتنهارين مع كل روحة للدكتور فخلاص انسي اننا نروح مرة ثانية ... وانسي فكرة العلاج ...
انصدمت من كلامه ونزلت الريموت من يدها ::/ المقصود ؟؟..
تنفس بعمق ::/ لمياء لاتفهمين غلط ... انا اللي مايرضيني هو حالتك النفسية بس ..
أما لو على علاجك فأنا مستعد أوقف معك لنهاية الدنيا ... حتى لو قالوا لنا ان علاجك ما ينوجد إلا بآخر العالم فثقي اني مستعد أوديك لهالمكان مادام فيه سعادتك وراحتك ..
لكن إذا بتستمرين على صياحك ويأسك فاسمحي لي انا ما اقبل بخسارتك بأي حال من الأحوال ...
صاحت لمياء وهي ماكانت تتوقع انها بتصيح .. لكن قواها خارت وماعاد قدرت تتحمل أكثر ..::/ وش اسوي يافهد قول لي ؟؟ وشلون ماتبيني اصيح وانا اسمع كلام الدكتورة اليائس ... قلي وشلون ماتبيني اصيح وهي تقول لي ماعاد بتصيرين ام عقب مهند ..قـ ـ ـ ـل قل لي ..
رفع فهد عينه لها وشاف انهزامها وصياحها .. ودموعها اللي حس بها خنجر تطعن في صدره ... ماقدر يمسك عمره قام من مكانه وراح جلس جنبها على الكرسي .. حاول يحسسها بوجوده جنبها لكن هي ما تدري باللي حولها كانت تصيح وتصيح وتصيح وكأن كل شي رجع لها من أول وجديد .. مسح بيده على شعره المبلول محتار كيف يتعامل معها ويهديها وهو محتاج اللي يهديه ويريح قلبه ....!
بلل شفايفه واستسلم لمشاعره وقرب منها وأخذها في حضنه وهو يمسح على شعرها ... ماقاومته لمياء لكن استسلمت له وشدت قبضتها على صدره وزادت شهقاتها لما حست بحنانه اللي عودها اياه ..
لمياء وسط شهقاتها ::/ وانت وش رايك ..؟
ابتسم فهد ::/ أنا مؤمن بالقضاء والقدر .. واللي كاتبه ربي لي انا راضي فيه ... بس انتي اهدي الحين ...
حاولت لمياء تمسك دموعها خصوصا لما حست انها زودتها وغرقت بلوزة فهد بالدموع .. حست بالراحة وهي قريبة منه وعلى صدره ... حست بالأمان وهو جنبها وشعور الأمل كأنه بدأ يرجع لها من جديد .. ماحاولت تقوم من مكانها إلا تمسكت فيه أكثر وكأنها تنشده القوة والثبات ..
همس لها فهد ::/ لمياء أهم شي انتي ترتاحين وهذا المهم عندي ..
لمياء ::/ بالله عليك انت مرتاح على هالوضع ؟؟
فهد ::/ احمدي ربك على النعمة يا بنت ... وبعدين وشلون ماارتاح وانا مرضي الوالدين واخواني كلهم بصحة وعافية وعندي ولدي اللي يسوى عيوني وأكلي وشربي من حلال .. قولي لي فيه احد عنده كل هالنعم وما يرتاح ؟؟ (( وابتسم بخبث ))
رفعت لمياء راسها تواجهه وهي رافعه حاجبها ::/ بس ؟؟؟ هذولا اللي يهمونك ؟؟ ومرتاح من راحتهم ..؟
فهد وكأنه معصب ::/ لمياء لا تصيرين طماعة .. هذولا يعتبرون نعمة من رب العالمين ورضاهم وراحتهم هي نص راحتي ..
ضربته لمياء في صدره ::/ وانا ؟؟؟ والا مو محسوبة منهم ؟؟
فهد هو يمسد ضربتها ::/ آي .. توجع يا دوبا ماتوقعتك عنيفة ..؟؟
لمياء ::/ لاتغير الموضوع ؟؟؟ إذا أنا ما أهمك أجل من هي اللي تهمك وتخاف عليها ؟؟
ضحك فهد ::/ كل اللي عديتهم لك من شوي هم اللي يهموني ..(( ونزل عيونه)) وعروسي الجديدة ....!!
تهورت لمياء وعضته مع يده اللي كانت على كتفها وقامت بسرعة وهي ناسية مهند اللي كان نايم على رجلها ..
فز مهند مفزوع لما قامت أمه وهو طاحت رقبته على الكنب.. طالع حوله وعيونه شبه مغمضة ...
شهقت لمياء لما ذكرت وشافته ،، عضت على شفايفها ورجعت لها وبدت تطبطب على ظهره لحد مارجع للنوم مرة ثانية ...
قامت من عنده وطالعت في فهد اللي بدأ يقلب القنوات .. مشت ووطت رجله متعمده ودعست عليها بقوة ..
فهد وهو يصرخ ::/ لميوه ... والله أني أشك في أنوثتك ؟؟
طالعته لمياء بحاجب مرفوع وابتسامة استهزاء ::/ ها ها ها ها شكراً ..
مشت تاركته ومتوجهه للمطبخ ..
فهد ::/ جيبي لي معك مثلك ؟؟
لمياء وهي تصرخ ::/ انا بجيب قهوة بشربها مع حلاو مهند .. تبي قهوة انت بعد ؟
فهد ::/ إيه الله يخليك ..
لمياء ::/ أجل لا ...!! ماراح اجيب لك شي .. تبي تعال انت وخذ ..
ضحك فهد في خاطره وحمد ربه انها قدرت على الأقل تتعدى هالمعضلة اللي مرت عليهم ... ودعا في خاطره ان الله يعطيها قوة الإيمان علشان تقتنع بأي شي ممكن يصير في المستقبل ..
-----------------------------------------------------------------------------
خلصت صلاة المغرب وقامت من مصلاها بسرعة .. جهزت نفسها ولبست عبايتها ونزلت تحت تنتظر ندى وزياد يمرون عليها ...
رن جوالها وهي تنزل مع الدرج وشافت ندى متصلة .. ردت عليها وعرفت انهم ينتظرونها عند الباب ... سرعت خطواتها شوي وراحت للمطبخ تسلم على أمها وتقول لها انها بتطلع ...
عذا وهي داخله ::/ يمـــه يالله أنا بروح الحين .. توصين شي ؟؟
أم عبدالله ::/ سلامتك عيوني .. بس انتبهي لعمرك ..!!
ابتسمت عذا ::/ ابشري .. يالله مع السلامة ...
تقدمت عذا لأمها وحبتها على رأسها .. ولما لفت بتطلع مسكتها أمها مع يدها وباين في عيونها الجدية ..
ام عبدالله ::/ معك اللي يكفيك ؟؟
ابتسمت عذا ::/ إيه يمه لا تخافين .. معي اللي يكفي وزيادة ماقصر أبوي ..
ام عبدالله ::/ الله يخليه لكم ... بس عاد انت مو تصيرين مسرفة وتشترين شي فوق طاقتك ؟؟ ترى انا عارفة ندى وذوقها .. وعارفة الأشياء اللي تشتريها .. فأنتي مدي رجليك على قد لحافك .. ولو قالت لك بتحاسب عنك في شي لاتوافقين مهما يكون إلا إن كان شي ضروري .. والباقي انتي ادفعي عنه .. زين ؟؟
هزت عذا راسها بالإيجاب ومشت طالعة من المطبخ وكلام أمها يرن بأذنها ... شي أكيد ماراح أسمح لهم يحاسبون عني في شي ؟؟؟ أنا ماعلي قاصر وأقدر أكفي نفسي ،، وإن كان ذوق ندى بيكلفني الكثير و ممكن أنه يرهق أبوي فبالناقص منه مو لازم أشتريه .. بحاول أدور لي على شي حلو ومرتب وأنيق وسعره معقول ..
ابتسمت بينها وبين نفسها وهي مرتاحة من قناعتها ,, ومرتاحة من وضعها اللي هي عايشته ...
راحت للصالة بتشوف أبوها وتسلم عليه وتبلغه انها بتطلع الحين وبعدها بتروح لهم في السيارة ...
.
.
.
.
هو كان يتقرص بمكانه ومو قادر يسيطر على موجة الفرح اللي اجتاحت مشاعره من وقف قدام باب البيت ينتظر طلعتها وركوبها معهم ..؟
كان متقصد انه يوقف بالعرض علشان مايكون قدامها خيارات وتركب وراه مباشرة ..
يكفي انه يشم ريحة عطرها .. ويكفي أنه يحس بدفا أنفاسها وهي تستنشق نفس الهواء ..
"أحبها ...؟؟؟" ما أقدر أقول هالكلمة بس .. أبغى شي إضافي عليها علشان أقدر أعبر عن مشاعري لما تنطرى هي قدامي أو تكون متواجده معي في نفس المكان ...
"أموت في هواها ... ؟؟؟" يمكن لكن ما أحس أني وفيت أحاسيسي حقها .. وأحس اني ظلمتها وأجحفت بحقها ...
حاليا أقدر أقول أني سكران في حبها بكل جوارحي .. ولا أقدر أتخيل حياتي بدون وجودها معي في نفس الصورة .. أحس أن اسمي واسمها مربوطين ببعض من طلعت على الدنيا وبديت أفهم معنى الحياة ..!!
التفت لندى لما حس انها تاخرت عليهم ... وشافها تلعب بجوالها وكأن الوضع عادي .
زياد ::/ وينها بنت عمتك تأخرت ؟؟ لا يكون ما انتبهت لكلامك وانتي تقولين ننتظرك ..
ضحكت ندى ::/ لا منتبهة ونص .. لكن اصبر شوي ،،،(( لفت له ))أولاً لازم تروح وتسلم على أبوها وأمها وتودعهم وعقب تطلع لنا ... طول بالك حبتين وبعدين توصل ..
زياد ::/ الله .. اللي يسمعك يقول بنسافر..! كلها ساعة واحنا راجعين ..
ابتسمت ندى بحزن ::/ شفت عاد ... لكن هذا طبعهم كلهم ..!! يقولون لازم نودعهم ونبلغهم بطلعتنا يمكن ما يكتب ربي أننا نرجع لهم بعدها.. أو يمكن تصادفهم شي من نوائب الدنيا .. وساعتها بيكونون مرتاحين أكثر لأنهم لما طلعوا شافوا امهم وأبوهم وتأكدوا من رضاهم عليهم .
ابتسم زياد مستغرب ::/ غريـبـــــيـن ...!!
ندى ::/ بالعكس .. قصدك مشاعر وأحاسيس تربطهم وتخليهم يعيشون بسعادة ..
سكتت شوي وبعدين كملت وهي منزلة راسها ::/ زياد تتوقع لو عندنا أم وأب ممكن نسوي مثلهم ؟؟ أو بنصير عادي نحبهم ونغليهم لكن مانتعامل معهم بهالطريقة ..؟
تنهد زياد ::/ ما ادري يا ندى لاتسأليني عن أشياء صعب أجاوبك عليها ..؟
سكتوا الأثنين وكل واحد منهم خذته أفكاره لبحر لاساحل له ..
حس بقليل من الغيرة يتسلل لقلبه من وضعها اللي تعيشه ... مع أمها وأبوه وأخوانها وأخواتها كلهم يحيطونها ،،، حست بمعنى الأسرة والإنتماء لعائلة متكاملة تجمعهم كلمة وحدة ومشاعر وحدة ...
مكتفية من الحب والدلال والراحة والإهتمام .. صدق أنا ما قصرني شي لكن ينقصني أشياء .. ينقصني أب أحس باعتماده علي وافتخاره بنجاحاتي ,, تنقصني الأم اللي تسهر بالليل تحاتيني إذا تأخرت وأشوف الفرحة بعيونها يوم أقولها أبي أتزوج .. أسمع دعواتها لي في جوف الليل بالهداية والتوفيق ... أحس بدلالها واتدلع في حضنها .. أشرب من حنانها واتدفى بدفاها ,,,
تنهد بعمق وألم لما طرت ندى على باله ... إذا هذا تفكيره وهو شاب كيف بيكون وضع ندى اخته ..؟؟ اللي من طلعت على الدنيا ما حست بحضن امي أو حنان أبوي ... حتى الشوف ما متعت نظرها بهم ..!!
وعى من أفكاره لما شافها تطلع من الباب وتسكره وراها ... حس بشي يتحرك داخله من الفرحة لما شاف شكلها بالعباية متوجهه لسيارتهم ..
كتم نفسه لما سمعها تفتح الباب اللي وراه ... وأول شهيق خذه نقلت له ذرات الهواء معه ريحة عطرها الصيفي اللي متعودة تحطه يوميا بالبيت ... كان خفيف بريحة الفواكه الصيفية المنعشة ...
عذا بصوت واطي مستحي ::/ السلام عليكم ..!
زياد ::/ وعليكم السلام والرحمة ... كيف حالك عذا ؟؟
بلعت عذا ريقها ::/ بخير .. انت كيفك ؟؟
زياد مبتسم ::/ تمام ... الحمدلله ..
ندى ::/ وينك تأخرتي ؟؟
استحت عذا من كلام ندى::/ آسفة طولت عليكم ..
طالع زياد ندى بنظرة تسكتها وتقول لها ما عليك منها ...
تصنعت ندى الخوف ::/ طيب حبيبتي خذي راحتك وتأخري مثل ما تحبين ...
ضحك زياد ::/ شاطرة ..
سكتت عذا وماعلقت بـ ولا كلمة ،،، طول الطريق وهي ساكتة وحتى عيونها ما رفعتها من حجرها ... تخاف ترفعها وتطيح عينها بعينه .. ماتدري ليه بس تحس أن زياد تغيرت نظراته ناحيتها وتحولت لنظرات تحرجها وتخليها ماتقدر تتنفس بأريحية ..
تحس بكلامه ورنة صوته تتغلل لأعماقها حتى لو ماكان يقصدها أو يتكلم بالتليفون ..
المهم أن نبرته الرجوليه العميقة تخلي قلبها ينتفض بمشاعر غريبة وعميقة وفي نفس الوقت حلوة ... يكفيها أنها تغمض عيونها وتسمع صوته وتتخيل حركاته وبكذا تكون مرتاحة وأكثر من مجرد مرتاحة ...
وصلوا لمكانهم المقصود بعد فترة .. نزلوا جميعا من السيارة .. كانت عذا مستحية من وجود زياد معهم وماتعرف وشلون تتصرف أو كيف تمشي علشان كذا قررت انها تتأخر شوي وتخلي زياد وندى يتقدمونها .. اول مادخلوا مع البوابة انتبه زياد لتراجعها وحس باحراجها ابتسم بينه وبين نفسه وحاول يكبح جماح مشاعره واستغفر ربه والتفت لندى اللي ما انتبهت لهالشي ..
لف لعذا وحب يحرجها فوق ماهي منحرجة ..
زياد ::/ عذا ليش تمشين ورانا .. تعالي تقدمي ..
بلعت عذا ريقها ::/ لا مو مشكلة عادي ..
انتبهت ندى لعذا ووقفت عن المشي علشان تصير هي واياها مع بعض .. أما زياد لماشافهم يمشون وراه أخر مشيه شوي علشان يتقدمونه ويصير هو وراهم ... ويكونون تحت نظره ..
دخلوا محلات وطلعوا منها من دون مايعجبهم أي شي ..و فيه بعض المحلات احتاروا في القطع اللي تعرضها وما يدرون وش يختارون من كثر ماهي حلوة وأنيقة ..
استقر رأيهم على فستان ناعم وشكله بيطلع حلو على عذا .. لأن ألوانه بنوتية وموديله راقي وخامة القماش فخمة وراقية ...
خذوا وقت وهم يتناقشون على اللون والمقاس ... لدرجة ان زياد مل منهم وجلس على كرسي بزاوية المحل ... راح يراقبهم ويراقب حركاتهم واندماجهم في النقاش .. تمنى في سره لو كان هو اللي واقف جنبها وتشاوره هو عن نوعية اللبس اللي يناسبها ... لو كان فعلا كان اختار لها اللون الأحمر و الأورنج ... كانت بتطلع فيه وحده ثانية وكأنها وحدة من ملكات القصص الخرافية الرومانسية ...
ندى ::/ زياد ..!!
انتبه زياد من سرحانه ::/ نعم ... وش عندك ؟
ندى ::/ الحمدلله على السلامة .. لي ساعة اناديك وانت ولا هنا ؟؟
ابتسم زياد وهو يقوم ::/ خلصتوا نمشي ؟؟
ندى ::/ إيه خلصنا بس بنمر محل المكياج نآخذ لنا شوي أغراض ...
مشى زياد ::/ زين يالله ..
دخلوا لمحل المكياج وتوجهوا مباشرة لماركة ندى المفضلة .. بدوا يتفرجون على القلوسات والمناكير .. وزياد واقف جنبهم ويتفرج معهم وهو متملل لكن وش يسوي ما باليد حيلة ...
ندى وهي متحمسة ::/ زياد بالله عليك وش أحلى لون هذا الروج والا هذ ؟؟؟
سكت زياد محتار مايدري وش يرد .. زياد ::/ أمممم طيب وش لون لفستان ؟؟
ندى ::/ أحمر وأورنج ...
طارت عيون زياد في ندى وهو مبسوط والإبتسامة شاقه حلقه ::/ اخترتوا هاللون
ندى مستغربة ::/ إيه .. عاد وش فيك فرحان لهالدرجة ؟؟ لايكون انت اللي بتلبسه
ضحك زياد ::/ ههههههههه حلوة منك ... بس هو أحلى لون اللي اخترتوه
ندى وهي تلف لعذا ::/ كان قلت من زمان علشان يصير صوتين ضد صوت ونشتريه ولا نقعد نتشاور ونتذابح لنا ساعة..
ابتسم زياد وتفاجأ لما كلمه واحد من اللي يشتغلون بالمحل وعزمه معه علشان يفرجه على آخر العطورات الرجالية اللي نازلة السوق ... نبه ندى بروحته ومشى مع العامل للمكان اللي يقصده ...
خلصوا مشترياتهم بعد ما انهد حيلهم وطلعوا من المحل وهم خالصين من كل شي ...
ندى وعذا تقدموا زياد في مشيهم وكان هو متأخر وراهم لكن مانزل نظره عنهم ..
مروا الثنتين قبل زياد بمحل لانجري وكان العامل واقف عند الباب وشكله مو مريح أبدا ...
لفت عذا بوجهها تطالع الفترينة وتشوف وش عارضين وش هي البضاعة اللي مخصوم عليها ... انتبه لها العامل وحس بميولها في دخول المحل .
العامل ::/ تفضلي أختي ترى مسوين خصومات على آخر الموديلات النازلة ..
ردت عليه ندى وهي تمشي ::/ شكراً ..
تحرك العامل من مكانه وهو يتقدم بخطوات بطيئة .. لكن دنائة نفسه خلته يتلفظ بألفاظ بعيدة تماماً عن الأخلاق والذوق ... ارتجفت ندى بمكانها .. اما عذا فشهقت من الخوف وشدت مسكتها في يد ندى بكامل قوتها ..
ومن سوء حظ العامل المسكين أن كلامه وصل لمسامع زياد اللي ثارت الثائرة عنده واسودت الدنيا بوجهه وما عرف كيف يتحمل الموقف ...
مشى للعامل وهو يحاول انه يمسك قبضته عن لايتهور ..واجهه والغضب ينصب من عيونه .. كانت ملامحه الحادة ونظرته الثاقبة وحاجبه المقوس المرفوع بحدة يشتعلون بالغيرة والقهر....
زياد ::/ يا اخوي ترى عيب عليك اللي تسويه واللي قلته ... وما أظن انك ترضاها على اهلك وأخواتك ؟؟
العامل باحتقار ::/ أقول توكل على الله وشف دربك ..
صر زياد على أسنانه ::/ وش قلت ؟؟
العامل وهو يدف زياد مع كتفه ::/ أقول توكل وما لك شغل ..
ما قدر زياد يمسك نفسه اكثر ودف العامل بكل قوته لحد ما اختل توازن العامل وطاح على الأرض .. ما اكتفى زياد باللي سواه قرب له ومسكه مع جيب بلوزته وسحبه علشان يوقفه على رجوله ...
صرخت ندى لزياد تبي توقفه لكن الظاهر انه مايسمع شي والغيرة معميه عيونه .. كيف لا والخسيس يتحرش بأغلى ثنتين على قلبه ؟؟ والأهم انهم وحده اخته والثانية زوجته مستقبلا ..؟؟؟ وعموما هو ما يتحمل يشوف مثل هالمشاهد ويسكت عنها مهما كان ...!
اجتمعوا الناس حولهم يبون يفكونهم .. لكن زياد متمسك بهالعامل إلا يمسح بوجهه الأرض .. والعامل كان مرة يقاوم وعشره يستسلم ... أما زياد فعيونه كانت تشتعل غضب وفكه القائم مبيض من كثر مايشد عليه ومنظره يخوف ... عموما لما الرجل يعصب ويبان بعيونه الغضب والنار تحس بشعور الخوف والرهبة غصب عنك ...
ماقدرت ندى تمسك نفسها أكثر خافت لايسوون شي بأخوها الوحيد .. تقدمت له ومسكته مع يده تتوسله ..
ندى وهي تصيح ::/ زياد الله يخليك اتركه بكيفه خلنا نروح وماعليك منه ؟؟
زياد كان ساكت وما يحس باللي حوله كل اللي سواه انه سحب يده بقوة من يدين ندى ورجع للعامل ... لحقته ندى وحاولت تتشبث فيه .. وتقدموا الرجال وحاولوا يمنعونه من انه يتقدم أكثر واجتمعوا رجال الأمن ومسكوا زياد ...
في خضم هالأحداث كلها كانت عذا واقفة وكأنها متفرجة وماسوت شي أبد ,, غير أنها متفاجئة من اللي صار .. ومتفاجئة من تصرف زياد المرعب .. وخايفة من هالجانب المخيف في شخصيته واللي عمرها ماشافته ولا توقعته فيه ,,,
توجهوا كلهم لإدارة السوق وحلوا المشكلة بطريقة ودية وقدم زياد شكوى ضد العامل ..
وبعدها طلع هو وندى وعذا راجعين للبيت ..
أول ما ركبوا السيارة رفع زياد راسه وسنده على الكرسي .. وبعدها طالع ندى مستغرب ..
زياد ::/ أنا وش سويت ؟؟
ابتسمت ندى ::/ عادي ماسويت شي بغيت تموت الرجال بس ,,
ضحك زياد ::/ يستاهل الحيوان أكثر من اللي صار له ... لكن يحمد ربه انهم فكوه مني والا والله كان اليوم ارتكبت فيه جريمة ...
ندى ::/ الحمدلله اللي فكوه والا كان الحين انت منقع بالمخفر ... ساعتها مايفيد الندم ؟؟
زياد يضحك ::/ لا ماتوصل لهالدرجة .. صدق كنت معصب وانا أضربه لكن كنت واعي للي حولي ..
ندى وعيونه طايرة فيه ::/ أتحداك لو كنت واعي ؟؟؟ عموما ترى ماشاء الله عليك عندك عضلات بس لاعاد تعيدها مرة ثانية لأن قلبي مايتحمل ...
زياد وهو يرفع يده ::/ هههههههههههههههههههه بالله عليكم وش رايكم في عضلاتي قوي صح ؟؟
ندى تتطنز ::/ قوي وبس .. إلا مصارع ثيران ماشاء الله عليك ...؟ مو صح عذا ؟
عذا كانت سرحانة في صدمتها ومو قادرة ترد بكلمة .. لكن استجمعت قواها لما وجهوا لها الكلام وقدرت تقول ::/ تخوف ...
زياد متفاجئ ::/ نعــم ؟؟
استحت عذا لكن عادتها ::/ تـ خـ وفـ
سكت زياد وبلع ريقه ... حس ان هالكلمة طالعة من قلبها لأنها أول شي قالته لما سألوها ... ضاق صدره انه تهور قدامها ووضح هالجانب السيئ فيه .. وهو سرعة الغضب وعدم تمالك النفس .....!
مشى زياد وعم الهدوء السيارة ومحد تكلم او علق ... هي عذا اللي كانت ضايعة في أفكارها وفي الشي الغريب اللي شافته اليوم ..
وصلوا للبيت وتوها عذا بتنزل لكن وقفتها ندى ..
ندى ::/ عذا ترى بروح لبيت عمي برتب غرفة زياد وبرجع ان شاء الله اذا خلصت ....!! بلغي عمتي ..
عذا مبتسمة ::/ خلاص يصير خير ,,
نزلت عذا بعد ماودعتهم تشيعها نظرات زياد وتودعها ...
ودخلت للبيت وآثار الصدمة مازالت مرسومة على وجهها ..
اول مادخلت الصالة شافت لمياء وسارة جالسين بروحهم ... تقربت منهم ورمت أغراضها على الكنبة وعلى طول سألت ..
عذا ::/ وينها لميس ؟؟
سارة ::/ اتصلت تقول ان خالتها بيجون لهم اليوم علشان كذا ماقدرت تجي .. قهر ليتها قالت لي من زمان كان رحت معكم ..
سكتت عذا وماردت على سارة ..
لمياء ::/ وين ندى ؟؟
عذا وهي سرحانة ::/ هاه ؟؟
سارة ::/ من قال هاه سمع ... نقول وين ندى ؟؟
عذا ::/ راحت ترتب غرفة زياد و بترجع ...
لمياء مستغربة ::/ وش فيك انتي وجهك أسود وشفايفك مبيضة وكأن احد لاحقك وانتي منحاشة عنه ..
بلعت عذا ريقها وعيونها معلقة بالفراغ قدامها ::/ مرعب ... أول مرة أدري أنه إنسان مخيف ؟؟
لمياء ::/ من هو ؟؟
عذا بعد دقيقة صمت::/ زياد ..........!!
سارة وهي تتربع ومتحمسة::/ وش صار لكم ؟؟ وش سوى لك؟
قصت عذا اللي صار كله لهم من أول شي لآخر شي والخوف باين بعيونها وصوتها ..
لمياء مبتسمة على أختها اللي كبرت الموضوع وهو مايستاهل::/ عادي كل الرجال كذا ..
عذا ::/ بس أبوي مو كذا ولا أخواني ؟؟
ضحكت لمياء :: لأنك ما جربتيهم ؟؟
سارة باستهزاء::/ يوووه الله يعينك يا عذا لو يسوي لك هالسوات بعدين في المستقبل الظاهر بتموتين في لحظتها ..
عذا بتشكيك ::/ الظاهر مافيه مستقبل ......!!من اللي شفته اليوم حسيت انه مايصلح كزوج .. أبداً
لمياء تضحك ::/ ليش عاد مايصلح زوج مرة وحده ؟؟
عذا بخجل وتشتت افكار ::/ كذا ما أحس اننا نتوافق من هالناحية ؟؟؟ يعني انا لو أشوف منه هالجانب يوم واحد ممكن اتنوم في المستشفى ,, الحين بغيت اموت وهو مايقصدني بالكلام اجل لو كنت انا المعنية باللي صار وش كنت بسوي ؟؟
سارة بخبث::/ يعني إذا خطبك بكرة نقول له سوري بنتنا ماتصلح لك ؟؟
انحرجت عذا وماعرفت ترد لأنها فعلا ما فكرت في الإجابة ولا فكرت في اليوم اللي بترفض فيه زياد وبترفض حياتها معه علشان كذا لهتهم عن الإجابة وطلعت لهم فستانها وراحت تقيسه علشان يشوفونه ويقولون رايهم فيه ...
-------------------------------------------------------------------------------
بلعت لمياء غصتها ::/ تقول مو وقته الحين لأن نسبة نجاح العملية للي في مثل وضعي ضعيفة .. فتقول الأفضل اننا ندخرهالعملية لوقتها المناسب ولانضيع عليك آخر فرصة .
عذا مبتسمة ::/ شفتي أن ربك كريم ... يعني هي ماقطعت الأمل مرة .. تقول لك فيه أمل لكن ضعيف .. وأنتي لازم تتمسكين فيه يالمياء حتى لو نسبة هالأمل نص بالمية ..
ابتسمت لمياء من خاطرها ::/ مشكورة عذا .. ياحبي لك ماتوقعتك كذا ؟
ابتسمت عذا وهي تمسح دمعتها ::/ المهم فهد ومهند وينهم ؟؟
لمياء ::/ مادري عنهم انا جيت منهارة سكرت على نفسي الباب وماعاد ادري عن شي ..
عذا ::/ شكلك حتى العباية ماشلتيها صح ؟؟
ضحكت لمياء وهي تطالع نفسها ::/ صح ...!! وش دراك ؟؟
عذا تضحك ::/ أختي وفاهمتها ... (( قالت بتشجيع )) لمياء اسمعيني زين لا تحاولين تبعدين فهد عنك ... ترى اللي تسوينه غلط ..! المفروض تحسسينه بمسؤوليته من هالناحية وانه لازم يوقف معك في محنتك ... حبيبتي عطيه فرصة يوقف جنبك ويواسيك .. ترى مو معقولة كل ماصارت مشكلة يا تجين عندنا والا تقفلين على عمرك
فهمتي قصدي ؟؟
لمياء وهي تهز رأسها بالإيجاب ::/ فهمت ياحلوة ..
ضحكت عذا ::/ المهم ترى سعاد متصله وتبغاك تجين لبيتهم وش قلتي ؟؟
لمياء بتفكير ::/ ما أظن أروح .. إلا إذا بتروح وحده منكم معي أوكي ماعندي مشكلة ..
عذا ::/ لا أنا ما أظن وسارة بتجيها لميس لكن ندى بتروح لهم الحين ..
لمياء ::/ لا الحين انا ما اقدر على بالي لو اروح لها اروح بعد المغرب ؟؟
عذا مبتسمة ::/ لا بعد المغرب ما اظن تروح ندى ..!! متفقة أنا واياها نطلع للسوق ..
ابتسمت لمياء ::/ ماشاء الله من وراي ؟؟
عذا::/ وش اسوي بروح اشتري لي فستان .. المهم توصين شي أمي تناديني ..
لمياء ::/ سلامتك وسلمي على أمي والبنات ..
عذا::/ أوكي باي ..
سكرت لمياء عن عذا وتنهدت من قلبها وهي تطالع شاشة الجوال .. ما تدري وش حصل لكن عذا صحت في خاطرها شي كانت غافلة عنه اللي هو قوة الإيمان بالله وحسن الظن فيه ...
مدت يدها بتحط الجوال على الكومدينو وطاحت عينها على صورة فهد وهو جالس على ركبه وقدامه مهند وكان وراهم البحر ... ومهند وفهد مبتسمين والفرحة تشع من عيونهم ...
شالت الصورة بين يديها وانغمرت عيونها دموع من دون ماتحس ... مررت أصبوع من دون ماتحس ... مررت أصبعها على الصورة وكأنها تحدد وجه فهد ...
++ ياربي أحبه وما اتمنى له إلا كل خير ... ليتني أقدر أسعده ليت ؟؟ ليتني أقدر أجيب له بنوته حلوة يفرح فيها ... ليتني على الأقل ماجبت مهند وجبت له العنود .. اللي كان يتمناها من أيام خطوبتنا وكان يقول لي ابي اسمهيا العنود رضيتي والا مارضيتي مسميها العنود يعني مسميها ... ++
استحقرت نفسها لماشافت مهند وهو يضحك مع أبوه ،، وشلون جاء في خاطرها أصلا انها تتمنى لو انها ما جابته .. حضنت الصورة بكل قوتها وهي تردد (( والله اني احبكم انتم الأثنين ومادري وش حياتي بدونكم ))
وعاها صوت مسج واصلها .. مسحت دموعها ونزلت الصورة ورفعت الجوال .. لقتها من فهد .. ابتسمت بعذوبة وهي تفتحها وكان كاتب(( حياتي ،، انا ومهند طلعنا للسوبرماركت .. مهند كان يصيح وخايف عليك فقلت اطلع انسيه شوي // ودي أرجع واشوفك تنتظرينا برا الغرفة ... إذا مو علشاني علشان مهند ...))
اابتسمت وهي تمسح الرسالة وقامت من على السرير وشالت عبايتها .. وتوجهت للحمام غسلت وجهها بماء بارد علشان يخف الإنتفاخ لاحظت وجهها بالمراية وهو ذبلان من كثر الدموع وعيونها صايرة حمرا وخدودها على اللون الوردي وشفايفها صارت قرمزية ... كله بسبب هالصياح والحالة النفسية الشينة ...
طلعت وغيرت ملابسها ببيجامة حرير بسيطة وطلعت للصالة تنتظرهم ...!
فتحت التلفزيون علشان تلهي نفسها شوي لحد مايجون ،، لكن هي وين والتلفزيون وين ؟؟ تنهدت وحطت الريموت جنبها وسندت راسها على الجدار اللي وراها وغاصت من دون ماتحس في بحور التفكير والخيال والأماني ... وعت على نفسها لما سمعت باب الشقة يتسكر إبتسامة حلوة على وجهها ... سمعت مهند وهو يكلم أبوه ...
مهند ::/بابا إذا عتيت مامي حلاوة خلاص ما عاد تصيح مرة ثاني ؟؟
ابتسم فهد لولده ::/ إن شاء الله ... انت قول يارب انها ماتصيح ثاني ..
مهند ::/ طيب أقول ... بس وشون أعتيها الحلاو وهي ما تفتح الباب ..؟؟
فهد ::/ لا الحين ندق عليها ونقول لها ياماما لو سمحتي احنا جبنا لك حلاوة معليش تفتحين الباب علشان تآخذينها ؟؟
مهند ::/ وبعدين هي تفتح وماتقول لا ؟؟ أكيد ؟؟
ابتسم فهد لمهند وأشر له على الكنبة أول ما دخلوا الصالة علشان يشوف من قاعد عليها ،،، التفت مهند على المكان اللي أشر له أبوه وشاف أمه جالسة وتبتسم .. ماقدر يقاوم بدء يدف ابوه على صدره يبي ينزل علشان يروح يرمي نفسه بحضن أمه اللي ما صدق شافها تبتسم ومو حابسة نفسها بالغرفة مثل ماتوقع ..
ضحك فهد على ولده ونزله للأرض ،، وماصدق مهند ركض لأمه وهو ماسك الكيس بيده ,, وقف قدامها وأطال النظر بعيونها كأنه يبي يتأكد إذا هي تصيح والا خلصت ..
ابتسم لما ما شاف الدموع بعيونها .. فتح الكيس على طول وبدء ينشر أغراضه ..
مهند ::/ مامي توفي دبت لك حلويات كسيرة
ابتسمت لمياء ::/ والله ...
مهند وهو متشقق ::/ إيه والله ،، خذي ...
وبدأ يعطيها كل اللي اشتراه لها وهو يبتسم .. نزلت الدمعة من عين لمياء من دون ماتحس فيه ،، شافت حركات مهند لها وخوفه عليها .. وانتبهت لفهد اللي جلس جنبهم وكان يراقب حركاتها وحركاته ........
مهند وهو مبوز ::/ مامي ..؟ حلوياتي مو حلوة ؟؟
مسحت لمياء دمعته ::/ لا حبيبي ..حلوياتك أحسن شي بالعالم كله .. ((وابتسمت ))
مهند ::/ أدل ليش تسيحين ؟؟
لمياء وهي تأشر على فهد ::/ هذا الدوبي يآكل حلوياتي ..؟
طارت عيونه فهد في لمياء ::/ أنا آكلهم ؟؟ لا اقلبي الولد ضدي ؟؟
لمياء بخبث ::/ شوف مهند ترى هذا الولد اللي مو حلو (( وتأشر على فهد )) هو ضربني وقال لي لا لا تشترين حلويات .. انا ما احبه ..
ضحك مهند ::/ ماما هذا ما أسمه ولد هذا أسمه بابا
لمياء ::/ طيب يالله روح اضربه علشان مرة ثاني يشتري لي حلاو ؟؟
احتار مهند وهو يطلع بين أمه وابوه .. لكن فهد استغل الفرصة ؟؟
فهد ::/ مهند حبيبي بابا مسكين .. هو اللي راح معاك السوبرماركت علشان تشتري حلاو ... وماما ماراحت ولا حاجة بس جالسة بالبيت وتصيح .. (( والتفت يطالع لمياء ))
مهند ::/ ماما معليش نسامحه االحين وبعدين نضربه .. طيب ؟
لمياء مبستمة :/ خلاص طيب ..
وقف فهد وهو يرمي الغترة على الكنب ويمدد يديه وكأنه يتمغط .. ::/ أبروح اتحمم ...
ابتسمت له لمياء وعطاها هو ظهره متوجه للحمام ... وعيونها مانزلت عنه ولا دقيقة كانت تراقبه لحد ما دخل للحمام وسكر الباب وسمعته يقفله ...
وعت لمهند اللي طلع جنبها وانسدح على رجولها .. شافته يحوس في الريموت وسحبته من يده ..
مهند ::/ ماما حتي سبيس تون ..
ابتسمت لمياء وهي ترجع تسدحه مرة ثانية على رجلها ::/ إن شاء الله بس نام انت ..
بدت تلعب في شعر مهند اللي منسجم مع البرنامج في التلفزيون .. كانت عينه كل شوي تغفي وتغمض لحد ما نام ... انتبهت لمياء انه نام كان ودها تقوم تشيله للغرفة لكن عجزانه وتحس نفسها متكسلة ..
نزلت راسها له وباسته على جبهته وغيرت القناة ...
بعد دقائق دخل عليها فهد الصالة والفوطة على رقبته وشكله توه طالع من الحمام .. جلس على الكرسي اللي جنبها وهو منزل راسه وكفوفه في حجره .. التفتت له لمياء لما حست بوجوده وشافت وضعه .. تحرك قلبها ناحيته وحست بعمق مشاعرها ناحية هالإنسان الرائع اللي ذاقت طعم الحياة على يديه ،،، لكن في لحظة بدت مشاعر اليأس والحزن تتمكن منها ... حاولت تقاومها وتبعدها لأنها قرت في عيونه كلام يبي يقوله لكن ينتظر الفرصة المناسبة ,, أو انه مايدري وشلون يبدأ الموضوع ..
فحست انه من الأفضل انها ماتطالعه علشان ماتضعف وتصيح وتخرب عليه ..
لفت وجهها للتلفزيون وهي تفكر بالكلام اللي ممكن يفاجئها فيه فهد .. هل بيكون دعم لموقفها او اقناع لها انها توقف علاج ... اخذتها التفاكير وما انتبهت الا لما سمعته يناديها ..
فهد وهو على نفس الوضعية ::/ لميــاء ...!!
تنهدت وحاولت تمسك نفسها ::/ هلا ..
فهد ::/ لمياء ترى اللي تسوينه بنفسك مايعجبني أبد ومستحيل أسمح لك مرة ثانية تسوينه ... باختصار إذا كنتي بتنهارين مع كل روحة للدكتور فخلاص انسي اننا نروح مرة ثانية ... وانسي فكرة العلاج ...
انصدمت من كلامه ونزلت الريموت من يدها ::/ المقصود ؟؟..
تنفس بعمق ::/ لمياء لاتفهمين غلط ... انا اللي مايرضيني هو حالتك النفسية بس ..
أما لو على علاجك فأنا مستعد أوقف معك لنهاية الدنيا ... حتى لو قالوا لنا ان علاجك ما ينوجد إلا بآخر العالم فثقي اني مستعد أوديك لهالمكان مادام فيه سعادتك وراحتك ..
لكن إذا بتستمرين على صياحك ويأسك فاسمحي لي انا ما اقبل بخسارتك بأي حال من الأحوال ...
صاحت لمياء وهي ماكانت تتوقع انها بتصيح .. لكن قواها خارت وماعاد قدرت تتحمل أكثر ..::/ وش اسوي يافهد قول لي ؟؟ وشلون ماتبيني اصيح وانا اسمع كلام الدكتورة اليائس ... قلي وشلون ماتبيني اصيح وهي تقول لي ماعاد بتصيرين ام عقب مهند ..قـ ـ ـ ـل قل لي ..
رفع فهد عينه لها وشاف انهزامها وصياحها .. ودموعها اللي حس بها خنجر تطعن في صدره ... ماقدر يمسك عمره قام من مكانه وراح جلس جنبها على الكرسي .. حاول يحسسها بوجوده جنبها لكن هي ما تدري باللي حولها كانت تصيح وتصيح وتصيح وكأن كل شي رجع لها من أول وجديد .. مسح بيده على شعره المبلول محتار كيف يتعامل معها ويهديها وهو محتاج اللي يهديه ويريح قلبه ....!
بلل شفايفه واستسلم لمشاعره وقرب منها وأخذها في حضنه وهو يمسح على شعرها ... ماقاومته لمياء لكن استسلمت له وشدت قبضتها على صدره وزادت شهقاتها لما حست بحنانه اللي عودها اياه ..
لمياء وسط شهقاتها ::/ وانت وش رايك ..؟
ابتسم فهد ::/ أنا مؤمن بالقضاء والقدر .. واللي كاتبه ربي لي انا راضي فيه ... بس انتي اهدي الحين ...
حاولت لمياء تمسك دموعها خصوصا لما حست انها زودتها وغرقت بلوزة فهد بالدموع .. حست بالراحة وهي قريبة منه وعلى صدره ... حست بالأمان وهو جنبها وشعور الأمل كأنه بدأ يرجع لها من جديد .. ماحاولت تقوم من مكانها إلا تمسكت فيه أكثر وكأنها تنشده القوة والثبات ..
همس لها فهد ::/ لمياء أهم شي انتي ترتاحين وهذا المهم عندي ..
لمياء ::/ بالله عليك انت مرتاح على هالوضع ؟؟
فهد ::/ احمدي ربك على النعمة يا بنت ... وبعدين وشلون ماارتاح وانا مرضي الوالدين واخواني كلهم بصحة وعافية وعندي ولدي اللي يسوى عيوني وأكلي وشربي من حلال .. قولي لي فيه احد عنده كل هالنعم وما يرتاح ؟؟ (( وابتسم بخبث ))
رفعت لمياء راسها تواجهه وهي رافعه حاجبها ::/ بس ؟؟؟ هذولا اللي يهمونك ؟؟ ومرتاح من راحتهم ..؟
فهد وكأنه معصب ::/ لمياء لا تصيرين طماعة .. هذولا يعتبرون نعمة من رب العالمين ورضاهم وراحتهم هي نص راحتي ..
ضربته لمياء في صدره ::/ وانا ؟؟؟ والا مو محسوبة منهم ؟؟
فهد هو يمسد ضربتها ::/ آي .. توجع يا دوبا ماتوقعتك عنيفة ..؟؟
لمياء ::/ لاتغير الموضوع ؟؟؟ إذا أنا ما أهمك أجل من هي اللي تهمك وتخاف عليها ؟؟
ضحك فهد ::/ كل اللي عديتهم لك من شوي هم اللي يهموني ..(( ونزل عيونه)) وعروسي الجديدة ....!!
تهورت لمياء وعضته مع يده اللي كانت على كتفها وقامت بسرعة وهي ناسية مهند اللي كان نايم على رجلها ..
فز مهند مفزوع لما قامت أمه وهو طاحت رقبته على الكنب.. طالع حوله وعيونه شبه مغمضة ...
شهقت لمياء لما ذكرت وشافته ،، عضت على شفايفها ورجعت لها وبدت تطبطب على ظهره لحد مارجع للنوم مرة ثانية ...
قامت من عنده وطالعت في فهد اللي بدأ يقلب القنوات .. مشت ووطت رجله متعمده ودعست عليها بقوة ..
فهد وهو يصرخ ::/ لميوه ... والله أني أشك في أنوثتك ؟؟
طالعته لمياء بحاجب مرفوع وابتسامة استهزاء ::/ ها ها ها ها شكراً ..
مشت تاركته ومتوجهه للمطبخ ..
فهد ::/ جيبي لي معك مثلك ؟؟
لمياء وهي تصرخ ::/ انا بجيب قهوة بشربها مع حلاو مهند .. تبي قهوة انت بعد ؟
فهد ::/ إيه الله يخليك ..
لمياء ::/ أجل لا ...!! ماراح اجيب لك شي .. تبي تعال انت وخذ ..
ضحك فهد في خاطره وحمد ربه انها قدرت على الأقل تتعدى هالمعضلة اللي مرت عليهم ... ودعا في خاطره ان الله يعطيها قوة الإيمان علشان تقتنع بأي شي ممكن يصير في المستقبل ..
-----------------------------------------------------------------------------
خلصت صلاة المغرب وقامت من مصلاها بسرعة .. جهزت نفسها ولبست عبايتها ونزلت تحت تنتظر ندى وزياد يمرون عليها ...
رن جوالها وهي تنزل مع الدرج وشافت ندى متصلة .. ردت عليها وعرفت انهم ينتظرونها عند الباب ... سرعت خطواتها شوي وراحت للمطبخ تسلم على أمها وتقول لها انها بتطلع ...
عذا وهي داخله ::/ يمـــه يالله أنا بروح الحين .. توصين شي ؟؟
أم عبدالله ::/ سلامتك عيوني .. بس انتبهي لعمرك ..!!
ابتسمت عذا ::/ ابشري .. يالله مع السلامة ...
تقدمت عذا لأمها وحبتها على رأسها .. ولما لفت بتطلع مسكتها أمها مع يدها وباين في عيونها الجدية ..
ام عبدالله ::/ معك اللي يكفيك ؟؟
ابتسمت عذا ::/ إيه يمه لا تخافين .. معي اللي يكفي وزيادة ماقصر أبوي ..
ام عبدالله ::/ الله يخليه لكم ... بس عاد انت مو تصيرين مسرفة وتشترين شي فوق طاقتك ؟؟ ترى انا عارفة ندى وذوقها .. وعارفة الأشياء اللي تشتريها .. فأنتي مدي رجليك على قد لحافك .. ولو قالت لك بتحاسب عنك في شي لاتوافقين مهما يكون إلا إن كان شي ضروري .. والباقي انتي ادفعي عنه .. زين ؟؟
هزت عذا راسها بالإيجاب ومشت طالعة من المطبخ وكلام أمها يرن بأذنها ... شي أكيد ماراح أسمح لهم يحاسبون عني في شي ؟؟؟ أنا ماعلي قاصر وأقدر أكفي نفسي ،، وإن كان ذوق ندى بيكلفني الكثير و ممكن أنه يرهق أبوي فبالناقص منه مو لازم أشتريه .. بحاول أدور لي على شي حلو ومرتب وأنيق وسعره معقول ..
ابتسمت بينها وبين نفسها وهي مرتاحة من قناعتها ,, ومرتاحة من وضعها اللي هي عايشته ...
راحت للصالة بتشوف أبوها وتسلم عليه وتبلغه انها بتطلع الحين وبعدها بتروح لهم في السيارة ...
.
.
.
.
هو كان يتقرص بمكانه ومو قادر يسيطر على موجة الفرح اللي اجتاحت مشاعره من وقف قدام باب البيت ينتظر طلعتها وركوبها معهم ..؟
كان متقصد انه يوقف بالعرض علشان مايكون قدامها خيارات وتركب وراه مباشرة ..
يكفي انه يشم ريحة عطرها .. ويكفي أنه يحس بدفا أنفاسها وهي تستنشق نفس الهواء ..
"أحبها ...؟؟؟" ما أقدر أقول هالكلمة بس .. أبغى شي إضافي عليها علشان أقدر أعبر عن مشاعري لما تنطرى هي قدامي أو تكون متواجده معي في نفس المكان ...
"أموت في هواها ... ؟؟؟" يمكن لكن ما أحس أني وفيت أحاسيسي حقها .. وأحس اني ظلمتها وأجحفت بحقها ...
حاليا أقدر أقول أني سكران في حبها بكل جوارحي .. ولا أقدر أتخيل حياتي بدون وجودها معي في نفس الصورة .. أحس أن اسمي واسمها مربوطين ببعض من طلعت على الدنيا وبديت أفهم معنى الحياة ..!!
التفت لندى لما حس انها تاخرت عليهم ... وشافها تلعب بجوالها وكأن الوضع عادي .
زياد ::/ وينها بنت عمتك تأخرت ؟؟ لا يكون ما انتبهت لكلامك وانتي تقولين ننتظرك ..
ضحكت ندى ::/ لا منتبهة ونص .. لكن اصبر شوي ،،،(( لفت له ))أولاً لازم تروح وتسلم على أبوها وأمها وتودعهم وعقب تطلع لنا ... طول بالك حبتين وبعدين توصل ..
زياد ::/ الله .. اللي يسمعك يقول بنسافر..! كلها ساعة واحنا راجعين ..
ابتسمت ندى بحزن ::/ شفت عاد ... لكن هذا طبعهم كلهم ..!! يقولون لازم نودعهم ونبلغهم بطلعتنا يمكن ما يكتب ربي أننا نرجع لهم بعدها.. أو يمكن تصادفهم شي من نوائب الدنيا .. وساعتها بيكونون مرتاحين أكثر لأنهم لما طلعوا شافوا امهم وأبوهم وتأكدوا من رضاهم عليهم .
ابتسم زياد مستغرب ::/ غريـبـــــيـن ...!!
ندى ::/ بالعكس .. قصدك مشاعر وأحاسيس تربطهم وتخليهم يعيشون بسعادة ..
سكتت شوي وبعدين كملت وهي منزلة راسها ::/ زياد تتوقع لو عندنا أم وأب ممكن نسوي مثلهم ؟؟ أو بنصير عادي نحبهم ونغليهم لكن مانتعامل معهم بهالطريقة ..؟
تنهد زياد ::/ ما ادري يا ندى لاتسأليني عن أشياء صعب أجاوبك عليها ..؟
سكتوا الأثنين وكل واحد منهم خذته أفكاره لبحر لاساحل له ..
حس بقليل من الغيرة يتسلل لقلبه من وضعها اللي تعيشه ... مع أمها وأبوه وأخوانها وأخواتها كلهم يحيطونها ،،، حست بمعنى الأسرة والإنتماء لعائلة متكاملة تجمعهم كلمة وحدة ومشاعر وحدة ...
مكتفية من الحب والدلال والراحة والإهتمام .. صدق أنا ما قصرني شي لكن ينقصني أشياء .. ينقصني أب أحس باعتماده علي وافتخاره بنجاحاتي ,, تنقصني الأم اللي تسهر بالليل تحاتيني إذا تأخرت وأشوف الفرحة بعيونها يوم أقولها أبي أتزوج .. أسمع دعواتها لي في جوف الليل بالهداية والتوفيق ... أحس بدلالها واتدلع في حضنها .. أشرب من حنانها واتدفى بدفاها ,,,
تنهد بعمق وألم لما طرت ندى على باله ... إذا هذا تفكيره وهو شاب كيف بيكون وضع ندى اخته ..؟؟ اللي من طلعت على الدنيا ما حست بحضن امي أو حنان أبوي ... حتى الشوف ما متعت نظرها بهم ..!!
وعى من أفكاره لما شافها تطلع من الباب وتسكره وراها ... حس بشي يتحرك داخله من الفرحة لما شاف شكلها بالعباية متوجهه لسيارتهم ..
كتم نفسه لما سمعها تفتح الباب اللي وراه ... وأول شهيق خذه نقلت له ذرات الهواء معه ريحة عطرها الصيفي اللي متعودة تحطه يوميا بالبيت ... كان خفيف بريحة الفواكه الصيفية المنعشة ...
عذا بصوت واطي مستحي ::/ السلام عليكم ..!
زياد ::/ وعليكم السلام والرحمة ... كيف حالك عذا ؟؟
بلعت عذا ريقها ::/ بخير .. انت كيفك ؟؟
زياد مبتسم ::/ تمام ... الحمدلله ..
ندى ::/ وينك تأخرتي ؟؟
استحت عذا من كلام ندى::/ آسفة طولت عليكم ..
طالع زياد ندى بنظرة تسكتها وتقول لها ما عليك منها ...
تصنعت ندى الخوف ::/ طيب حبيبتي خذي راحتك وتأخري مثل ما تحبين ...
ضحك زياد ::/ شاطرة ..
سكتت عذا وماعلقت بـ ولا كلمة ،،، طول الطريق وهي ساكتة وحتى عيونها ما رفعتها من حجرها ... تخاف ترفعها وتطيح عينها بعينه .. ماتدري ليه بس تحس أن زياد تغيرت نظراته ناحيتها وتحولت لنظرات تحرجها وتخليها ماتقدر تتنفس بأريحية ..
تحس بكلامه ورنة صوته تتغلل لأعماقها حتى لو ماكان يقصدها أو يتكلم بالتليفون ..
المهم أن نبرته الرجوليه العميقة تخلي قلبها ينتفض بمشاعر غريبة وعميقة وفي نفس الوقت حلوة ... يكفيها أنها تغمض عيونها وتسمع صوته وتتخيل حركاته وبكذا تكون مرتاحة وأكثر من مجرد مرتاحة ...
وصلوا لمكانهم المقصود بعد فترة .. نزلوا جميعا من السيارة .. كانت عذا مستحية من وجود زياد معهم وماتعرف وشلون تتصرف أو كيف تمشي علشان كذا قررت انها تتأخر شوي وتخلي زياد وندى يتقدمونها .. اول مادخلوا مع البوابة انتبه زياد لتراجعها وحس باحراجها ابتسم بينه وبين نفسه وحاول يكبح جماح مشاعره واستغفر ربه والتفت لندى اللي ما انتبهت لهالشي ..
لف لعذا وحب يحرجها فوق ماهي منحرجة ..
زياد ::/ عذا ليش تمشين ورانا .. تعالي تقدمي ..
بلعت عذا ريقها ::/ لا مو مشكلة عادي ..
انتبهت ندى لعذا ووقفت عن المشي علشان تصير هي واياها مع بعض .. أما زياد لماشافهم يمشون وراه أخر مشيه شوي علشان يتقدمونه ويصير هو وراهم ... ويكونون تحت نظره ..
دخلوا محلات وطلعوا منها من دون مايعجبهم أي شي ..و فيه بعض المحلات احتاروا في القطع اللي تعرضها وما يدرون وش يختارون من كثر ماهي حلوة وأنيقة ..
استقر رأيهم على فستان ناعم وشكله بيطلع حلو على عذا .. لأن ألوانه بنوتية وموديله راقي وخامة القماش فخمة وراقية ...
خذوا وقت وهم يتناقشون على اللون والمقاس ... لدرجة ان زياد مل منهم وجلس على كرسي بزاوية المحل ... راح يراقبهم ويراقب حركاتهم واندماجهم في النقاش .. تمنى في سره لو كان هو اللي واقف جنبها وتشاوره هو عن نوعية اللبس اللي يناسبها ... لو كان فعلا كان اختار لها اللون الأحمر و الأورنج ... كانت بتطلع فيه وحده ثانية وكأنها وحدة من ملكات القصص الخرافية الرومانسية ...
ندى ::/ زياد ..!!
انتبه زياد من سرحانه ::/ نعم ... وش عندك ؟
ندى ::/ الحمدلله على السلامة .. لي ساعة اناديك وانت ولا هنا ؟؟
ابتسم زياد وهو يقوم ::/ خلصتوا نمشي ؟؟
ندى ::/ إيه خلصنا بس بنمر محل المكياج نآخذ لنا شوي أغراض ...
مشى زياد ::/ زين يالله ..
دخلوا لمحل المكياج وتوجهوا مباشرة لماركة ندى المفضلة .. بدوا يتفرجون على القلوسات والمناكير .. وزياد واقف جنبهم ويتفرج معهم وهو متملل لكن وش يسوي ما باليد حيلة ...
ندى وهي متحمسة ::/ زياد بالله عليك وش أحلى لون هذا الروج والا هذ ؟؟؟
سكت زياد محتار مايدري وش يرد .. زياد ::/ أمممم طيب وش لون لفستان ؟؟
ندى ::/ أحمر وأورنج ...
طارت عيون زياد في ندى وهو مبسوط والإبتسامة شاقه حلقه ::/ اخترتوا هاللون
ندى مستغربة ::/ إيه .. عاد وش فيك فرحان لهالدرجة ؟؟ لايكون انت اللي بتلبسه
ضحك زياد ::/ ههههههههه حلوة منك ... بس هو أحلى لون اللي اخترتوه
ندى وهي تلف لعذا ::/ كان قلت من زمان علشان يصير صوتين ضد صوت ونشتريه ولا نقعد نتشاور ونتذابح لنا ساعة..
ابتسم زياد وتفاجأ لما كلمه واحد من اللي يشتغلون بالمحل وعزمه معه علشان يفرجه على آخر العطورات الرجالية اللي نازلة السوق ... نبه ندى بروحته ومشى مع العامل للمكان اللي يقصده ...
خلصوا مشترياتهم بعد ما انهد حيلهم وطلعوا من المحل وهم خالصين من كل شي ...
ندى وعذا تقدموا زياد في مشيهم وكان هو متأخر وراهم لكن مانزل نظره عنهم ..
مروا الثنتين قبل زياد بمحل لانجري وكان العامل واقف عند الباب وشكله مو مريح أبدا ...
لفت عذا بوجهها تطالع الفترينة وتشوف وش عارضين وش هي البضاعة اللي مخصوم عليها ... انتبه لها العامل وحس بميولها في دخول المحل .
العامل ::/ تفضلي أختي ترى مسوين خصومات على آخر الموديلات النازلة ..
ردت عليه ندى وهي تمشي ::/ شكراً ..
تحرك العامل من مكانه وهو يتقدم بخطوات بطيئة .. لكن دنائة نفسه خلته يتلفظ بألفاظ بعيدة تماماً عن الأخلاق والذوق ... ارتجفت ندى بمكانها .. اما عذا فشهقت من الخوف وشدت مسكتها في يد ندى بكامل قوتها ..
ومن سوء حظ العامل المسكين أن كلامه وصل لمسامع زياد اللي ثارت الثائرة عنده واسودت الدنيا بوجهه وما عرف كيف يتحمل الموقف ...
مشى للعامل وهو يحاول انه يمسك قبضته عن لايتهور ..واجهه والغضب ينصب من عيونه .. كانت ملامحه الحادة ونظرته الثاقبة وحاجبه المقوس المرفوع بحدة يشتعلون بالغيرة والقهر....
زياد ::/ يا اخوي ترى عيب عليك اللي تسويه واللي قلته ... وما أظن انك ترضاها على اهلك وأخواتك ؟؟
العامل باحتقار ::/ أقول توكل على الله وشف دربك ..
صر زياد على أسنانه ::/ وش قلت ؟؟
العامل وهو يدف زياد مع كتفه ::/ أقول توكل وما لك شغل ..
ما قدر زياد يمسك نفسه اكثر ودف العامل بكل قوته لحد ما اختل توازن العامل وطاح على الأرض .. ما اكتفى زياد باللي سواه قرب له ومسكه مع جيب بلوزته وسحبه علشان يوقفه على رجوله ...
صرخت ندى لزياد تبي توقفه لكن الظاهر انه مايسمع شي والغيرة معميه عيونه .. كيف لا والخسيس يتحرش بأغلى ثنتين على قلبه ؟؟ والأهم انهم وحده اخته والثانية زوجته مستقبلا ..؟؟؟ وعموما هو ما يتحمل يشوف مثل هالمشاهد ويسكت عنها مهما كان ...!
اجتمعوا الناس حولهم يبون يفكونهم .. لكن زياد متمسك بهالعامل إلا يمسح بوجهه الأرض .. والعامل كان مرة يقاوم وعشره يستسلم ... أما زياد فعيونه كانت تشتعل غضب وفكه القائم مبيض من كثر مايشد عليه ومنظره يخوف ... عموما لما الرجل يعصب ويبان بعيونه الغضب والنار تحس بشعور الخوف والرهبة غصب عنك ...
ماقدرت ندى تمسك نفسها أكثر خافت لايسوون شي بأخوها الوحيد .. تقدمت له ومسكته مع يده تتوسله ..
ندى وهي تصيح ::/ زياد الله يخليك اتركه بكيفه خلنا نروح وماعليك منه ؟؟
زياد كان ساكت وما يحس باللي حوله كل اللي سواه انه سحب يده بقوة من يدين ندى ورجع للعامل ... لحقته ندى وحاولت تتشبث فيه .. وتقدموا الرجال وحاولوا يمنعونه من انه يتقدم أكثر واجتمعوا رجال الأمن ومسكوا زياد ...
في خضم هالأحداث كلها كانت عذا واقفة وكأنها متفرجة وماسوت شي أبد ,, غير أنها متفاجئة من اللي صار .. ومتفاجئة من تصرف زياد المرعب .. وخايفة من هالجانب المخيف في شخصيته واللي عمرها ماشافته ولا توقعته فيه ,,,
توجهوا كلهم لإدارة السوق وحلوا المشكلة بطريقة ودية وقدم زياد شكوى ضد العامل ..
وبعدها طلع هو وندى وعذا راجعين للبيت ..
أول ما ركبوا السيارة رفع زياد راسه وسنده على الكرسي .. وبعدها طالع ندى مستغرب ..
زياد ::/ أنا وش سويت ؟؟
ابتسمت ندى ::/ عادي ماسويت شي بغيت تموت الرجال بس ,,
ضحك زياد ::/ يستاهل الحيوان أكثر من اللي صار له ... لكن يحمد ربه انهم فكوه مني والا والله كان اليوم ارتكبت فيه جريمة ...
ندى ::/ الحمدلله اللي فكوه والا كان الحين انت منقع بالمخفر ... ساعتها مايفيد الندم ؟؟
زياد يضحك ::/ لا ماتوصل لهالدرجة .. صدق كنت معصب وانا أضربه لكن كنت واعي للي حولي ..
ندى وعيونه طايرة فيه ::/ أتحداك لو كنت واعي ؟؟؟ عموما ترى ماشاء الله عليك عندك عضلات بس لاعاد تعيدها مرة ثانية لأن قلبي مايتحمل ...
زياد وهو يرفع يده ::/ هههههههههههههههههههه بالله عليكم وش رايكم في عضلاتي قوي صح ؟؟
ندى تتطنز ::/ قوي وبس .. إلا مصارع ثيران ماشاء الله عليك ...؟ مو صح عذا ؟
عذا كانت سرحانة في صدمتها ومو قادرة ترد بكلمة .. لكن استجمعت قواها لما وجهوا لها الكلام وقدرت تقول ::/ تخوف ...
زياد متفاجئ ::/ نعــم ؟؟
استحت عذا لكن عادتها ::/ تـ خـ وفـ
سكت زياد وبلع ريقه ... حس ان هالكلمة طالعة من قلبها لأنها أول شي قالته لما سألوها ... ضاق صدره انه تهور قدامها ووضح هالجانب السيئ فيه .. وهو سرعة الغضب وعدم تمالك النفس .....!
مشى زياد وعم الهدوء السيارة ومحد تكلم او علق ... هي عذا اللي كانت ضايعة في أفكارها وفي الشي الغريب اللي شافته اليوم ..
وصلوا للبيت وتوها عذا بتنزل لكن وقفتها ندى ..
ندى ::/ عذا ترى بروح لبيت عمي برتب غرفة زياد وبرجع ان شاء الله اذا خلصت ....!! بلغي عمتي ..
عذا مبتسمة ::/ خلاص يصير خير ,,
نزلت عذا بعد ماودعتهم تشيعها نظرات زياد وتودعها ...
ودخلت للبيت وآثار الصدمة مازالت مرسومة على وجهها ..
اول مادخلت الصالة شافت لمياء وسارة جالسين بروحهم ... تقربت منهم ورمت أغراضها على الكنبة وعلى طول سألت ..
عذا ::/ وينها لميس ؟؟
سارة ::/ اتصلت تقول ان خالتها بيجون لهم اليوم علشان كذا ماقدرت تجي .. قهر ليتها قالت لي من زمان كان رحت معكم ..
سكتت عذا وماردت على سارة ..
لمياء ::/ وين ندى ؟؟
عذا وهي سرحانة ::/ هاه ؟؟
سارة ::/ من قال هاه سمع ... نقول وين ندى ؟؟
عذا ::/ راحت ترتب غرفة زياد و بترجع ...
لمياء مستغربة ::/ وش فيك انتي وجهك أسود وشفايفك مبيضة وكأن احد لاحقك وانتي منحاشة عنه ..
بلعت عذا ريقها وعيونها معلقة بالفراغ قدامها ::/ مرعب ... أول مرة أدري أنه إنسان مخيف ؟؟
لمياء ::/ من هو ؟؟
عذا بعد دقيقة صمت::/ زياد ..........!!
سارة وهي تتربع ومتحمسة::/ وش صار لكم ؟؟ وش سوى لك؟
قصت عذا اللي صار كله لهم من أول شي لآخر شي والخوف باين بعيونها وصوتها ..
لمياء مبتسمة على أختها اللي كبرت الموضوع وهو مايستاهل::/ عادي كل الرجال كذا ..
عذا ::/ بس أبوي مو كذا ولا أخواني ؟؟
ضحكت لمياء :: لأنك ما جربتيهم ؟؟
سارة باستهزاء::/ يوووه الله يعينك يا عذا لو يسوي لك هالسوات بعدين في المستقبل الظاهر بتموتين في لحظتها ..
عذا بتشكيك ::/ الظاهر مافيه مستقبل ......!!من اللي شفته اليوم حسيت انه مايصلح كزوج .. أبداً
لمياء تضحك ::/ ليش عاد مايصلح زوج مرة وحده ؟؟
عذا بخجل وتشتت افكار ::/ كذا ما أحس اننا نتوافق من هالناحية ؟؟؟ يعني انا لو أشوف منه هالجانب يوم واحد ممكن اتنوم في المستشفى ,, الحين بغيت اموت وهو مايقصدني بالكلام اجل لو كنت انا المعنية باللي صار وش كنت بسوي ؟؟
سارة بخبث::/ يعني إذا خطبك بكرة نقول له سوري بنتنا ماتصلح لك ؟؟
انحرجت عذا وماعرفت ترد لأنها فعلا ما فكرت في الإجابة ولا فكرت في اليوم اللي بترفض فيه زياد وبترفض حياتها معه علشان كذا لهتهم عن الإجابة وطلعت لهم فستانها وراحت تقيسه علشان يشوفونه ويقولون رايهم فيه ...
-------------------------------------------------------------------------------

dali2000 13-03-10 02:35 PM

قرب يأذن الفجر وهي لحد الآن عيونها مجافية النوم ... شعور غريب متولد في صدرها حارمها لذة تغميض الجفون ... تفكيرها يآخذها ويوديها ماتنكر إنها فرحانة ومرتاحة لكن شعور أقوى يخليها خايفة أو متخوفة من اللي راح يصير ...
ملت من كثر التقلب على السرير ،، لفت على يمينها وفتحت الأباجورة وطالعت السقف ... تنهدت بتعب وشالت عنها اللحاف وقامت من السرير .. تبي أحد تسولف عليه وتفضفض له وتقول له اللي يدور بخاطرها كله .. عساه يهون عليها ويخفف عنها الألم والهم اللي بصدرها ...
توجهت على طول لغرفة أنيستها وجليستها وأختها اللي انحرمت منها بسبب القدر والمكتوب ...
فتحت عليها الباب من دون ما تدقه .. لوت بوزها بخيبة أمل واضحة لما شافتها نايمة .. لكن ما استسلمت تقدمت منها وجلست على السرير وبدت تسوي لها حركات وتدغدغها مع رجولها تبغاها تقوم وهي متنرفزة علشان يطير النوم من عيونها ..
سحر ::/ يوووووووووووووووه ابعدوا عني ابي انام ؟
ندى وهي تضحك ::/ لا مافيه يالله قومي ابغى اكلمك بموضوع مصيري يا إيه يا لا ؟
فزت سحر لما سمعت صوت ندى ,, فركت عيونها تبي تتاكد هي تحلم والا واقع ..؟
فتحت الأباجورة لأن الغرفة كانت ظلام دامس .. واعتدلت في جلستها وهي تمسح على شعرها المعفوس ..
سحر ::/ وش فيك بسم الله ؟؟؟ لايكون محلمة بكابوس وجاية تبغيني أحسسك بالأمان .
ندى ::/ هاهاهاهاهاها مايضحك .. المهم صحصحي معي أبي أكلمك بشي خطير .
سحر بخوف ::/ وش فيك .. لاتخوفيني بهالليل ؟ تو اني تاركتك مافيك الا العافية؟
ندى وهي منزلة راسها ::/ سحر بسألك وجاوبيني بصراحة ؟؟
سحر بخوف وترقب::/ وش هالسؤال اللهم اجعله خير ؟؟
ندى ::/ وش رأيك بطلال ؟؟
ضحكت سحر بصوت عالي وسكتتها ندى ::/ انتي ترى الناس نايمة قصري صوتك ؟
سحر وهي تضحك ::/ سوري .. بس من جد سؤالك صدمني ؟؟؟ وش هالسؤال الغبي اللي مقومتني من النوم علشان تسألينه ؟؟
ندى بجدية ::/ سحر أكلمك بجد ... وش رأيك بطلال ؟؟؟ والله إني أحس بشي غريب مادري كيف أفسره ؟؟ مادري خوف او تراجع .. تبين الصراحة ودي اقول (( لا )) وارتاح .
شهقت سحر ::/ مجنونة انتي ترفضين ؟ تبين تدمرين طلال .. والله لو ترفضين ان يجي يسحبك من شعرك ويتزوجك بدون ما يسمع ردك ... وبعدين شعورك هذا كل وحده تحس فيه وقت خطوبتها .. يعني عادي مايستدعي أنك تفكرين بهالسوداوية .
ندى مبتسمة ::/ قصدك أن بكرة كل شي بيكون أوكي .. وبستانس وانبسط ؟
سحر ::/ صدقيني بكرة بتحسين بشعور الفرح أكثر من أي وقت ثاني .. ويوم الملكة بتحسين انك ملكتي الدنيا باللي فيها ... مو أنتي تحبين طلال ؟؟
ندى بتأكيد ::/ مو احبه بس ... إلا أحس أن قدري مربوط فيه ...
سحر مبتسمة ::/ خلاص أجل هذا بيت القصيد ... المهم انك تحبينه وشعورك الخايس هذا أسفهيه تراه من عمل الشيطان ...
ندى ::/ حلوة من عمل الشيطان ..
سحر تتثاوب ::/ يالله عاد قومي خليني أنام .. عطيتك وجه
ندى وهي تضربها ::/ يالله نومي يالنوامة ..
ضحكت ندى وهي تقوم من على السرير وسكرت الأباجورة وطلعت وسكرت الباب وراها ..
وسحر رجعت لوضعها وتلحفت بفراشها وكلها امل أنها تمر بهاليوم وبهالمشاعر اللي تمر فيها ندى ...
-------------------------------------------------------------------------------
من بكرة على الغداء .. كانوا ابو مشاري والعيال كلهم مجتمعين حول السفرة يتغدون ..
و ام مشاري مركزة نظرها على مشاري اللي وجهه صاير أسود وذبلان .. محتارة تسأله قدامهم وش فيه والا تتركه لما يطلع غرفته وبعدين تروح له .... هاليومين حاله مو عاجبها ... أكله صار قليل وكلامه صار أقل ... وإذا تكلم كان شبه يائس من الحياة ومآخذها ببساطة ... انتبه مصعب لأمه ..
مصعب ::/ يمه ... تبين الرقم ؟؟
انتبهت ام مشاري ::/ نعم ؟؟
مصعب يتبسم ::/ أقول تبين الرقم ؟؟
ام مشاري ::/ رقم مين ؟؟
مصعب يضحك ::/ رقم مشاري .. أشوفك تناظرينه ومركزة على ملامحه ؟؟ لايكون معجبة فيه وانا مدري ..
ابو مشاري ::/ هههههه مصعب أثقل وثمن كلامك ..
ام مشاري ::/ وانت بس هذا اللي قدرك الله عليك ... يثمن كلامه .؟؟؟ ترى هالولد حايسني شف لك صرفه معه .. كلما جاء يكلمني تقول واحد من ربعه
سحر تضحك ::/ ههههه ياحياتي يمه كل هذا تعانين واحنا مادرينا عن ..
مصعب ::/ وش دعوى ام مشاري المفروض تفرحين لأن هذا من حبي لك ..
ام مشاري ::/ مشكور مانبيك تحبنا يوم هذا هو حبك ..
كان الحديث يدور ومشاري مو معهم ولا شاركهم بأي كلمة ,,, ساكت ويطالع في صحنه ومارفع عينه لهم ... انتبهت ام مشاري له لأنها من البداية وهي تطالعه وملاحظته ... فز قلبها لما شافته يغمض عيونه بألم ويصر بأسنانه ..
مشاري وهو يقوم ::/ الحمدلله سفرة دائمة
ام مشاري بخوف ::/ مشاري ماكلت شي ... وش فيك يمه ؟؟
مشاري بقل صبر ::/ سلامتك يالغالية بس بطلع ارتاح احس اني مرهق شوي .
طلع مشاري من غرفة الطعام وتوجه على طول للدرج كان الألم هالمرة متمكن منه وماقدر يسيطر عليه ... فكر انه يطلع لغرفته يستلقي على سريره عساه يرتاح بهالطريقة ...
.
.
.
.
أما ندى فكانت جالسة تتغدى مع زياد بجسدها بس،،، لكن روحها كانت مو بيدها ..
++ الحين معقولة أوافق واتزوج طلال ؟؟؟ أحس اني مو مستعدة لهالموقف أبداً إني أكون زوجة ولمن ؟؟ لطلال ؟؟ يعني لازم أترك زياد في بيت عمي بروحه ؟؟؟ مادري من يناظره ومن يتطمن عليه كل شوي ؟؟؟ معقولة بهالسرعة أتزوج وأترك زياد اللي ماقصر علي بشي .. والحين لما كبرت انا وجاء دوري أخدمه وأقدم له شوي من اللي عطاني إياه أتركه وأروح لطلال ؟؟؟ لا مستحيل هالشي يصير ... ولو وافقت ماراح أتزوج إلا لما يتزوج زياد وبيكون هذا شرطي ؟؟؟؟؟؟؟؟
يتزوج زياد ؟؟ يعني يآخذ عذا ؟؟ يا سلام وأنا أطلع منها وعذا تآخذ كل شي مني .. وأهم شي زياد أخوي وأبوي وصديقي ... معناتها أكيد زياد ماراح يكون اللي انا اعرفه ... بيتغير علي وبيعطي كل شي لها هي وبس ؟؟ أكيد بيعطيها ... الحين كل شي معطيه اياه وانا معه وشلون بكرة إذا تزوجت وابتعدت عن عينه وصارت هي تحت نظره .. يا خوفي ينساني وماعاد يتذكر ان له أحد من اهله باقي بهالدنيا .......

انتبه زياد لندى اللي تلعب بالملعقة في يدها وما تأكل شي ...
زياد ::/ ندوش ... يا إما كلي والا لا تقعدين تحوسين النعمة ,,
بلعت ندى ريقها وابتسمت ::/ وش أسوي مو مشتهية شي بس قلت اجلس معك علشان أفتح نفسك ..؟
زياد ::/ الله يالواثقة ؟؟؟ تفتحين نفسي مرة وحدة ؟؟
ندى بقهر ::/ ليه مو ماليه عينك ؟؟
زياد وحب يغيضها ::/ أفا عليك ماليتها ونص بس عاد القلب ومايهوى ..
ندى ::/ وش تقصد زياد ؟؟ خليك دايركت
زياد ::/ يعني لو انك ناس يحق لك تقولين اللي قلتيه ؟؟
ندى بغيرة واضحة ::/ والله انك واحد وقح وما تستحي تقولها بوجهي كذا ؟؟ الحين انا اختك من امك وابوك ما افتح نفسك وهذي اللي تسميها بنت عمتك هي اللي تفتح النفس وتشجعك على الأكل .. صدق انك سخيف وبليد وما أحبك ...
قامت ندى من كرسيها والدمعة نزلت غصب عنها من عينها ... كيف وزياد زادها وزاد حرارة أفكارها ؟. هي أصلا من البداية متزعزعة ومحتارة وخايفة وكل المشاعر المخيفة متعرشة قلبها ...
ارتاع زياد من ردة فعلها الغير متوقعة اطلاقا .. قام من غداه وهو يمسح يده والخوف باين بعيونه .. جلس جنبها على الكنب وانتبه لها وهي تمسح دموعها ..
زياد مصدوم ::/ اللهُ أكبر عليك تصيحين ؟؟؟
ندى ::/ يعني تبيني اضحك ؟؟
زياد ::/ لا بس اللي قلته مايستدعي ..كل اللي تسوينه ؟؟
التفتت له ندى وباستهزاء::/ صح مايستدعي لأنك ماقلت شي بس قلت اني ما اهمك ..
زياد أشر على نفسه ::/ أنا قلت هالكلام ؟؟ متى ؟
عصبت ::/ واللي تو قلته وش تسميه ؟؟
زياد مبتسم ::/ قلت انك أختي على عيني وراسي ... أحبك وأخاف عليك أكثر من نفسي وأتمنى لك السعادة من كل قلبي .. لكن عذا شي ثاني ؟؟
ندى بغيرة وقهر ::/ شفت رجعت تقول شي ثاني ؟؟؟ خلاص لو سمحت اسكت لاتقول شي يضيق الخلق ..
ضحك::/ انت وش فيك ولعتي مرة وحده ... انتي أختي .. لكن عذا بتكون زوجتي بإذن الله ... شفتي الإختلاف ؟؟
بلعت ندى ريقها ::/ انا عارفة هالشي مايحتاج تقوله
زياد ::/ طيب مادمتي عارفة ليش عصبتي ؟؟ يعني تتوقعين اني أحبها أكثر منك ؟؟
ندى مستحية ::/ يمكن ..
زياد مبتسم ::/ حبكم في قلبي بنفس المقدار .. لكن أنتي غير وهي غير وانا وضحت لك الفرق ...
استحت ندى من تصرفها الغبي وقامت من الكنب من دون ماترد ورجعت للسفرة وبدت تشيل المواعين والضيقة اللي فيها مخليتها ما تسمع شي غير دقات قلبها وتنفسها السريع ..
-----------------------------------------------------------------------------

بعد ما خلصوا العالم متعبدين ربهم ومصلين له وطالبين منه المغفرة والرحمة والقبول وبعد صلاة المغرب بدت دقات قلبها تزيد اكثر وأكثر ... خلاص ساعة الصفر قربت وخطوبتها بتتم اليوم وبعد دقائق أو بالأصح ثواني ....
فتحت عليها سحر الباب بقوة روعتها ...
سحر ::/ قومي يالله تحركي ..
ندى بخوف ::/ ليه وش صاير ؟؟
سحر وهي تسحبها من يدها ::/ قومي نشوفهم من شباك غرفتي .. تعالي بسرعة ؟؟
ندى ويدها على قلبها ::/ وصلوا ؟؟
سحر ::/ لا ينتظرونك ..؟؟
سحبت سحر ندى ومشوا يركضون رايحين لغرفتها علشان يشوفون الرجال من شباك سحر الكبير والمطل على واجهة البيت الرجالية ...
أول ماطلعوا ضربت سحر بريك قوي وضربت فيها ندى ...
ندى وهي تسحب شعر سحر ::/ الحين انتي وش فيك استخفيتي ؟؟؟
طالعتها سحر شوي وبعدين سحبتها وخبتها ورى ظهرها ...
سحر ::/ مشاري لف شوي لو سمحت .. وش فيك تنحت ؟؟
مشاري اللي كان واقف عند باب غرفته ويسكره بلع ريقه والإرهاق باين تحت عيونه ::/ ها ..؟؟ أنتم اللي وش فيكم طايرين ؟؟
سحر ::/ طيب .. صد شوي ..؟ يعني عطنا ظهرك خلنا نمشي ..
ابتسم مشاري وهو يعطيهم ظهره ::/ يالله بسرعة ..
مشت سحر على جنب وندى متمسكة في بلوزتها ومغطية راسها في ظهر سحر ... لحد مادخلوا الغرفة وانطلقت ندى ورمت نفسها على السرير ..
ندى تتنهد ::/ يا ربي منه أخوك هذا .. مادري وش الله مسلطه علي ؟؟
سحر وهي تسكر الأنوار ::/ خلي عنك مشاري الحين ويالله تعالي نشوفهم ..
قاموا الثنتين وفتحوا الستارة على خفيف علشان ما تبين حركتهم .. ووقفوا منتصبات وعيونهم مركزة على باب الشارع ينتظرونه ينفتح ... ابتسمت سحر وضغطت على يد ندى وعيونها تلمع بالحب لما شافت زياد يتقدم بكشخته ورزته علشان يفتح الباب ..
سحر ::/ ياحبي له تلقين ريحته الحين دهن عود ..
ضحكت ندى ::/ هههههههههههههههه وانتي وش عرفك ؟؟ لايكون انتي اللي ملبسته هدومه وانا مادري ؟؟
سحر وهي تغير الموضوع ::/ شوفي شوفي طلول .. يا قلب أمه كاشخ على آخر درجة ..
التفتت ندى للمكان اللي أشرت عليه سحر .. وأول ماشافت طلال حست بشعور غريب يدغدغ معدتها ... حطت يدها على فمها وهي تهمس ::/ يا حبي له طالع يجنن .
سحر ::/ اسكتي وش يجنن إلا خبال ...
و تسندت على الشباك وهي تكمل ::/ آآآآآآآآآآآآآه ياحظك يا ندى حصلتي واحد كل البنات في العالم يتمنونه .. وسيم وحبوب وغني وفوق كل هذا يحبك ويموت على طاريك .
ندى وهي تنفث على نفسها ::/ حبس حابس حجر يابس .. (( وضربتها على كتفها )) قولي ماشاء الله يا دوبا لا يصير لنا شي ؟؟
سحر بعيون حالمة ::/ يا ربي متى يجي دوري أنا وأصير بمكانك وأجي لهالشباك وأطالع فارس أحلامي ...؟؟
ندى ::/ يا حليلك بتبطين ..
سحر وحواجبها معقودة ::/ ليش إن شاء الله انتي وش احسن مني فيه ؟؟
ندى وهي ماشية للباب::/ ولا شي ... المهم أحس اني متضايقة بقوة .. ابروح لغرفتي استلقي هناك لحد ما يجي زياد ويقول لي كل السالفة ..
تنهدت سحر وهي تضبط شعرها ::/ خلاص وانا بنزل تحت أتشمم لك الأخبار من عند أبوي وأخواني وأشوف وش فكرتهم .. و وش رايهم ؟؟
طلعت ندى وهي تهز رأسها بالإيجاب لسحر .. تحس بكسل في مشاعرها بعد ماكانت مشتعلة من دقائق وتبلد في دقات قلبها بعد ما كانت مثل القطار في سرعتها من ثواني
تنهدت ووكلت أمرها لربها وتفائلت خير .. ودخلت لغرفتها شغلت المسجل وانسدحت على سريرها وحضنت مخدتها .....!! .
.
.
.
.

في مجلس الرجال الفخم الملكي .. كان طلال جالس بكشخته اللي تعكس مشاعر الفرحة بقلبه ... كان واثق ومالي يده من موافقتهم عليه .. ليش وين بيحصلون واحد أحسن منه .. وفوق كل هذا يصير ولد عمهم بالرضاع .. يعني من كل الجهات محلولة ولا عندهم عذر علشان يرفضون ...
أما زياد اللي كان عارف السالفة وفاهم سبب زيارة طلال وأهله اليوم .. كان يحس بمشاعر كبيرة في قلبه .. حس ان ندى كبرت وهو كبر معها .. وجاء اليوم اللي يجون فيه الناس يخطبون أخته اللي كبرت قدام عيونه ... حس أنه مسؤول عنها أكثر من قبل .. لكن كلما طالع في عيون طلال وشاف الحنان والمحبة .. ارتاح قلبه .. يعني حتى لو وافق على طلال بيكون مرتاح لأن ندى بتكون في يد أمينة تحافظ عليها وتخاف ..
كانت السوالف اللي تدور في المجلس عامة .. والموضوع الأساسي الى الآن محد تطرق له ... كانت مشاعر حلوة يحس فيها زياد قبل لايرن جواله بوصول رسالة مضمونها يقول ..:: (( إن كانت سمعة عائلتك .. أو بالأصح أختك تهمك .. طلال هذا لا توافق عليه ))

(( إن كانت سمعة عائلتك .. أو بالأصح أختك تهمك .. طلال هذا لا توافق عليه ))
عقد زياد حواجبه مستغرب .. من اللي ممكن يرسل رسالة مثل هذي .. خصوصا أنه ما تعرف على الرقم ... تبدلت المشاعر الحلوة بداخله إلى مشاعر أشبه ماتكون بخوف .. حتى لوأنها رسالة وممكن تكون خرابيط لكن مهما يكون اشعلت في قلب زياد شرارة الخوف .. قرر يترك جواله ومايهتم .. لكن لما وصلته الرسالة الثانية ... (( أتمنى أن رسالتي وصلتك وانك استوعبت كلامي ... أنا ما أبغى الإساءة لكن لو اضطريت استخدمها فاسمح لي باستخدامها ))
قام زياد والخوف والغضب متمكن منه .. طلع للحديقة وجواله في يده ... اتصل على هالرقم لكن محد يرد ... حاول مرتين وثلاث لكن محد جاوبه .. وبعدها وصلته رسالة .. ((( ما له داعي تتصل أو تسمع صوتي لأن هذا مايفيدك .. اللي يفيدك هو أنك ترفض طلال .. هذا إذا كنت تحب أختك وتخاف على سمعتها ؟؟))
شبت ضلوع زياد من هالكلام وأرسل له مسج :: (( وأنت وش مصلحتك من رفض طلال ..؟ ))
تأخر الرد ما وصل لزياد وكان طول هالفترة كأنه واقف على شوك .. دقيقتين ورن جواله .. : )) مالي مصلحة .. لكن مثل ما أختك قهرتني ،،، جاء دوري أنا الحين أكسر قلبها واقهرها ))
بلع زياد ريقه وأسودت الدنيا بعيونه .. هذا وش قاعد يقول ووش قاعد يخربط ؟؟ كيف يتجرأ ويقول عن ندى أختي هالكلام .. أرسل له مسج :: (( اسمع لو كنت رجال رد على اتصالاتي ؟؟ ))
وصله الرد على طول (( أنا رجال حتى لو ما رديت على مكالماتك .. لكن شف إذا مو مصدقني أنا مستعد ارسل لك صورها بالوسائط هذا واحد .. إثنين علشان تتأكد من كلامي .. أطلع لغرفتها وفتش دولابها اللي قافلته عنك .. وشف الهدايا اللي كانت تآخذهم مني على أساس انها تحبني وأنا ياغافلين لكم الله .. وأكبر دليل طالع الخاتم اللي بيدها وأسألها من اللي مهديها إياه .. وساعتها بتصدقني ))
ثارت الثائرة عند زياد .. الدنيا صارت سوداء .. والأكسجين حوله انتهى وماعاد له وجود .. حط يده على جبهته لما حس توازنه اختل ... مستحيل اللي قاعد يصير أكيد انا بحلم ؟؟؟ لحظة يمكن يكون مقلب من احد ؟؟ وهذا وقته أحد يسوي مقلب مثل هذا ؟؟
ماقدريتحمل أكثر أرسل مسج ::/ (( أنت واحد جبان ولو فيك ذرة رجولة ماسويت كذا ببنات الناس ))؟
وصله الرد :: / ( أنت قلتها بنات الناس ,, يعني مو اختك ؟؟ وعلى فكرة مثل ماقلت لك لو حبيت أرسل لك صورها ترى ما عندي مشكلة أنت بس اطلب وأنا أنفذ .. ولا تنسى ترفض طلال إذا كنت خايف على سمعتكم أو سمعة اختك .. او حتى طلال نفسه ))
ذرع زياد المكان اللي هو واقف فيه روحه و جيئة .. وكل شوي يمسح على وجهه .. مو عارف وش يسوي أو كيف يتصرف ..؟؟ ينفذ كلامه ويرفض طلال ..؟ بس على أي أساس يرفضه ويقول لهم لا ؟؟ وندى معقولة أنها تكون راعية هالحركات ..؟؟
رفع راسه للسماء وتنهد بألم ..؟؟ مو معقولة ندى تكون هذي سوايها ؟؟ مستحيل أختي وأعرفها زين يستحيل تكون من هالبنات الغير متربيات ...؟ هذي ندى ياعالم انا اللي مربيها وعارف أخلاقها وقيمها ..؟؟
طالع وراء البيت وقرر يطلع الحين لغرفتها علشان يقطع الشك باليقين ويبعد هالوساوس اللي غزت تفكيره وأقلقته ...
توه كان بيمشي لكن صوت مصعب وقفه ::/ زياد انت وينك .. عمي ابو راشد يسأل عنك ؟؟
التفت زياد والربكة والإرتجاف باين عليه ::/ هاه .. ايه يالله جايكم انا الحين ..
مشى زياد وهو يحاول يتماسك ويضبط نفسه .. واول ماقرب لمصعب قال له ..
مصعب ::/ زياد وش فيك ؟؟ صاير شي ؟؟
حاول زياد يبتسم ::/ لا لاتهتم مشكلة صغيرة وإن شاء الله محلولة ..
مشى زياد ودخل المجلس وأول ما طاحت عينه على طلال حس بالضيقة والقهر .. وحس بمشاعر غريبة تخنقه وتخليه مايقدر يتنفس ...
جلس جنب مشاري وهو يحاول يرسم الإبتسامة على وجهه ,, أول ما شافه ابو راشد داخل على طول فتح الموضوع ودخل في السالفة ..
ابو راشد ::/ والله يا بو مشاري ولايهون زياد والسامعين .. حنا اليوم جايينكم بطلب ونتمنى نلقاه عندكم وماتردونا ..
ابتسم ابو مشاري ::/ افا عليك يابو راشد عزيز وغالي .. وطلبك عندنا إن قدرنا عليه .
ابو راشد مبتسم::/ الله يسلمك عشمنا فيك يالغالي .. حنا اليوم جايينكم نبي نخطب ندى بنت اخوك واخت زياد لولدي طلال ... إن ماكان عندكم مانع ...
وجه ابو طلال نظراته لزياد وكأنه يبي منه هو الإجابة .. ارتبك زياد وماعرف وش يرد أو وش يقول .. تلعثم في البداية لكن عمه أنقذ الموقف لما قال ..
ابو مشاري ::/ طلبك على عيننا وراسنا يا بو راشد .. ولو هي ذبيحة ما سدتكم .. لكن بنت أخوي مخطوبة ... ونعتبرها فايته ..
بانت الصدمة بعيون طلال ... وعيون كل الجالسين ................
مخطوبة ................................؟؟
كيف ومتى ومن اللي خطبها ؟؟؟ وليش سحر ماقالت لي ؟؟ ووأصلا ليش يقولون لي أنها تحبني وتبيني وأنها موافقة على الزواج ؟؟ ليه يحطوني في هالموقف ؟؟
بلع ريقه بصعوبة وهو مو قادر يستوعب الأحداث اللي صارت من دقائق ... وده يسأل من هالحيوان اللي تجرأ وأخذها منه ؟؟ من هاللي داعية عليه امه وقرر يخطبها وراسه يشم الهواء .. انتبه لأبوه اللي قال ..
ابو راشد ::/ ما كان عندنا خبر بهالشي يا بو مشاري .. لكن على ما أظن ان ولد عمها هو احق بها ..
ابو مشاري وهو يبتسم ::/ صدقت ... لكن ولد عمها الشقيق أقرب لها من ولد عمها اللي بالرضاع ؟؟
انبهت كل اللي في المجلس .. وش قاعد يخربط ابو مشاري .. ووش قاعد يهبب عليهم
ابو راشد مستغرب ::/ ومن يكون ؟؟
ابو مشاري ::/ مشاري ولدي الله يحفظك ..؟
فجر ابو مشاري القنبلة بكل برود .. وكأن شي ما يهمه ... توجهت الأنظار كلها على مشاري اللي ما قدر حتى يبلع ريقه واحتقن الدم في وجهه من المفاجأة .. وشلون ومتى خطبتها انا ؟؟ ما اذكر اني في يوم قلت لأهلي حتى أني موافق على الزواج هالدور بصير خطبت ندى بعد ؟؟؟
انتبه لنظرات طلال الموجهه له .. كانت حزينة وكسيرة ... كأنه شخص يأس وفقد الأمل .. إذا مشاري هو اللي خطبها معناته خلاص هو ماعاد له أي داعي ولا له أي أمل في أنه يآخذ ندى ؟؟ بس كيف سحر ماقالت له هالشي .. وهذا اللي كان محيرة ويدور براسه ...
مشاري كان وده يقوم لطلال ويقول له أن هذا كله كذب .. وانه لاخطب ندى ولاهم يحزنون .. بس مايدري وش فيه أبوه ضربت فيوزاته وقام يقط خيط وخيط ..
،،،وخله يستمر في عرضه على الأقل البنت تلقى لها سند في هالدنيا مو هو اللي لايمكن يكون ..!!
لكن كانوا هم أسبق منه ... قام ابو راشد وعياله واستأذنوا من ابو مشاري ومشوا طالعين بعد ما انرد طلبهم اللي عمره طلال ماحسب حساب لهاللحظة اللي بينرفض فيها .. وبتبتعد ندى عنه ...
بمجرد ماطلعوا قام مشاري وطلع من المجلس ودخل للبيت ... ماحب يتناقش مع ابوه قدام زياد ويوضح له انه ماكان يدري عن الخطبة وانه اصلا رافض ندى .. اما ابو مشاري فقام لزياد اللي حس ان عمه فعلا أنقذه من مشكلة كبيرة .. لكن لا زال منصدم كيف مشاري خطبها وهو ماعنده خبر ..؟؟
ابو مشاري ::/ اسمع يا زياد وانا عمك .. ترى هالخطبة راح اعتبرها رسمية .. وان ندى لمشاري .. وهذا كلام مافيه رجعة ... تم ..؟
زياد بارتباك ::/ لو علي ياعمي انا موافق لكن بنسأل ندى قبل ..؟
ابو مشاري ::/ وبتردني يا ولد أخوي مرة ثانية ؟؟
افتشل زياد من عمه ::/ لا ياعمي ماعاش من يردك .. واعتبر هالموضوع تم بإذن الله .. ندى وين بتلقى أحسن من مشاري ؟؟
ربت ابو مشاري على كتف زياد وهو مبتسم وطلع من المجلس متوجه للبيت ... وكان عارف بالي بيواجهه داخل ووش راح يقابل ...
-------------------------------------------------------------------------------
طلع هو من المجلس وبقد ما يقدر حاول يمسك أعصابه وما يثور ويعصب لحد ما يتأكد من اللي وصله ...
فتح باب غرفتها قبل لايدقه ..
فزت ندى من مكانها لما دخل عليها زياد .. شافت وجهه أسود وكأنه مهموم وإلا حاصل له شي مكدره .. قامت من على السرير وراحت له بخطوات سريعة وخايفة ..
ندى ::/ زياد وش فيك ؟؟؟
طالعها زياد وعيونه تعبانة .. بعدها عن طريقه وتوجه لدولابها .. فتح الباب الأول والثاني والثالث وكلهم انفتحوا معه عادي .. حس بالراحة تسري بعروقه .. يعني ممكن يكون كلام هذاك النذل كذب في كذب ... لكن لما وصل الرابع .. وتحت نظرات عيون ندى الخايفة وأوصالها المرتعده ... حاول زياد يفتح الدولاب لكن ما انفتح ... غمض عيونه بألم وحرقة وحاول يفتحه مرة ثانية لكن ما انفتح معه ...
وبقهر أعمى عيونه صر على أسنانه وحاول يكسر الدولاب .. كان يبيه ينفتح بأي طريقة بس ماكان يبغاه يصير مقفول علشان مايكون كلام االنذل صدق وحقيقة .. لما ما رضى ينفتح معه .. ضرب الباب برجله بكل قوته وضرب عليه بيده .. والتفت عليها وعيونه مولعة نار ...
خافت ندى وحضنت يدها في صدرها ..
زياد بصوت مقهور ::/ ليش مقفلة الدولاب ؟؟
ندى بخوف والدمعة بعيونها ::/ مو علشان شي بس كذا ..
زياد بصوت عالي آمر ::/ افتحيــــــــــــــــــــــه ,,,
بلعت ندى ريقها وما قدرت تتحرك من مكانها ,.,, وشلون تفتحه لزياد .. وشلون تخليه يشوف كل هدايا طلال ... وكروته اللي كان يكتب فيها كلام رومانسي وقصائد نزار وغيره ...
لما شافها زياد تجمدت في مكانها قرب لها بخطوات نارية .. وكأن الأرض تهتز من حوله .. مسكها مع يدها بأقوى قوته لحد ما انغرست أظافره بعضدها .. وسحبها للدولاب ..
زياد بصوت أعلى ::/ افتحيه ياندى لا أكسره فوق راسك ...
هزت ندى راسها بإيجاب ومشت والدموع تنزل على خدها وطلعت المفتاح من صندوق احمر خشبي منحوت على شكل قلب ... وفتحت له الدولاب .. وعلى طول رجعت شوي تبتعد عنه ...
فتح زياد الدولاب على مصراعيه ... وشاف اللي كان خايف منه ..؟ علب هدايا ..!!
.. كروت في سلة خشبية ... دببه صغيرة ومكتوب عليها عبارات عشق وغرام ...
غمض عيونه بغضب .. شد على قبضته وصر أسنانه بقهر ... كان معطي ندى ظهره .. وندى مركزة نظرها على ظهره ماتدري وش ممكن يقول لها او ممكن يسألها ..؟
مد زياد يده وأخذ السلة وبدأ يقرأ الكروت ... بعضها كان الكلام اللي فيها عادي .. لكن البعض الثاني كان فيها كلام حب ..
مسك السلة لف على ندى ورماها في وجهها ..
زياد باحتقار ::/ وش هالخرابيط ..؟؟
سكتت ندى وما ردت عليه ..................
زياد بصوت عالي ::/ ندى لا تسوين بريئة .. قولي لي وش هاللي انا قاعد أشوفه .. فسري لي اللي قدامي لا أسوي شي تندمين عليه ..؟
ندى بصوت متقطع وشهقات صياح ::/ هـ ـ ـ هد.... هدايـ ـ ـا ..
زياد بصوت أعلى::/ عــــــــــــــــــــارف انهم هدايا لكن من ميــــــــــــــــــن ؟؟
بلعت ندى ريقها ورفعت عيونها وهي تصيح وبصوت عالي وهي تشاهق ::/ زياد الله يخليك لاتسوي لي كذا.. وبعدين هذي هدايا انت وش فيك معصب ؟؟
قرب لها زياد ومسكها مع يدها ::/ من اللي كان يعطيك اياهم يا ندى .. تكلمي لا اطربق الدنيا عليك ..
سحبت ندى يدها وعطته ظهرها .. وش ترد عليه ؟؟ تقول له من طلال .. هنا الكارثة ممكن يسحقها في مكانها ؟؟ وشلون تآخذ منه هالكم الهائل من الهدايا وتقبل منه هالكروت الغزلية المزحومة بعبارت الغرام وهي لا خطيبته ولا زوجته ؟؟ يعني ممكن يطيح من عينه ومايهون عليها طلال تسوي له كذا ..
التفتت عليه وعيونها بالأرض ::/ من صديقاتي ؟؟
زياد باستهزاء ::/ وصديقاتك هذولا بيكتبون لك هالكلام الغزلي ؟؟
ندى ودموعها تسبقها ::/ اسألهم هم ؟؟
زياد وحب يضيق عليها ::/ من هم اللي يعطونك الهدايا حددي لي أسماء ..؟
ارتبكت ندى ومسحت دموعها و نزلت يدها على صدرها ::/ كثيرين ما أتذكرهم ..؟
انتبه زياد للخاتم اللي بيد ندى .. وزادت شكوكه حتى قاربت انها تكون حقيقة .. أول ما شافه حس بطعنه في قلبه .. كان من دقائق يحاول يصدقها ويقول أن هالهدايا من صديقاتها .. لكن هالخاتم .. لا مستحيل يكون احد اهداه لها ... لأن هالخاتم أشبه ما يكون بخاتم خطوبة ..؟ فمعقولة وحده من البنات تهديها هالشي ...؟
قرب زياد وسحب يدها وخلاها قدام عيونها وركز نظره عليها ::/ وهذا ؟؟ من صديقاتك بعد ؟
سحبت ندى يدها وحضنتها وهي تحاول انها تتماسك وماتنهار ... عارفة زياد لو شم ريحة أي شي ممكن يكسر عظامها .. تعرفه إذا عصب أو تنرفز مايعرف الأسود من الأبيض ..
ندى بتردد ::/ وش اسوي فيهم إذا صاروا يهدون بهالطريقة ؟؟
مسكها زياد مع كتوفها وهزها بقوة::/ ندى , لا تكذبين علي لأني كاشفك .. لو انتي صادقة اتصلي لي على البنت اللي اهدتك اياه خليني اسألها ..؟
طارت عيونها ندى في كلام زياد ؟؟ وش بتسوي ؟؟ ووش الحيلة علشان تطلع من هالمأزق ...؟
سكتت وما ردت عليه ..
طلع زياد جواله وعطاها إياه ::/ خذي .. اتصلي واسأليها قدامي الحين ..
فكرت ندى في لعبة وقررت تتصل على رحاب ..
ضغطت الرقم وهي ماسكة عبرتها ... وشلون بتكذب ووشلون تشرح لرحاب الخطة علشان يشتركون ثنتينهم في الكذبة ... أول ماردت عليها رحاب حطت السبيكر .. و طالعت في زياد وبعدين سألتها ..
ندى ::/ رحاب بسألك سؤال ...؟
رحاب تضحك ::/ ليه مشتركة في برنامج فوازير رمضان ؟؟
ابتسمت ندى لكن ما قدرت تواصل كذبها على زياد .. خلاص هي مكشوفة مكشوفة .. فليش تخلي رحاب تعرف عن الموضوع وتنفضح قدامها ؟؟؟ سكرت السماعة ورمت الجوال وطاحت على ركبها وهي تصيح منهارة .. غطت وجهها بيدها وبدت تشهق من الصياح ...
مسح زياد على وجهه وعرف انها تكذب .. وان اللي وصله اليوم صحيح 100%
خلاص الغضب عنده وصل حده ... الغيرة ضربت أقصى درجاتها .. القهر بلغ أوج عظمته ... ماقدر يتحمل أكثر .. قرب منها سحبها من يدها علشان تقوم تواجهه .. حس انه عورها وانه آلمها بسحبه .. لكن ما اهتم لهالشعور ,,
زياد بصوت عالي متأثر::/ آخر شي كنت اتوقعه منك يا ندى .. يا بنت أمي وأبوي ,,
ندى وسط شهقاتها ::/ ز ... زيـ ـ ـ .. زيـ ـ ـ ـا ـد أنا ما لي دخلـ ـ ـ
زياد بزمجرة ::/ لك دخل ونص .. مو انتي استقبلتي هداياه ؟؟؟ مو انتي رضيتي لنفسك بالمذلة والهوان ... انتي اللي خليته يستغلك وخربتي علي وعلى كل اللي يحبونك .. أنا اللي كنت واثق منك .. كنت معتبرك مثال للأخلاق وكنت أقول والنعم في تربيتنا والنعم في اختي وأخلاقها اللي علمتها أياه ,, لكن للأسف ياندى طحتي من عيني .. ماكنت اتوقع منك هالتصرف في أي يوم أبدا .. أبدا ..
بعد ما كان شاد قبضته على يدها تركها ورماها بقوة على السرير ...
طاحت ندى على حافته وضرب طرف فمها .. نزل الدم لكن بدون ماتحس بألم أو بحرارة اللي طلع من فمها ... كانت الدموع مغرقة عيونها وما انتبهت لزياد اللي طلع من الغرفة مكسور .. من زمان كانت تقول ماراح تستقبل هدايا من طلال ؟؟ من زمان كانت تبي تتخلص منهم لكن الزمن سبقها واكتشفها زياد .. كانت متوقعة ردت فعله .. وكانت زمان تسولف على سحر باللي ممكن يسويه زياد لو عرف عن هالشي .. لما كانت تقرأ كروت طلال اللي فيها كلام حب . كانت تلتفت على سحر بابتسامة وتقول ::/ لو يشوفها زياد بيدفني وانا حية ...
واليوم صار اللي كانت خايفة منه .. وعرفت سبب انقباض قلبها ..
مسحت على شعرها ومسحت دموعها وانتبهت للدم اللي بيدها .. قامت وراحت للتسريحة شافت الجرح اللي جنب فمها ... وانتبهت لعلامات يد زياد على يدها .. كان مخيف .. ونظراته مخيفة ... لكن دمعته اللي لمحتها بوسط عينه هزت مشاعرها مرة ثانية ونزلت للأرض تصيح من الندم والقهر ...
-------------------------------------------------------------------------------
دخل ابو مشاري الصالة وهو عاد العدة لأي سؤال أو ردة فعل ممكن يواجهها ... سواء من مشاري أو من امه ... دخل وشافهم جالسين في الصالة لكن ماكان باين عليهم شي
ابو مشاري ::/ السلام عليكم ..
ردوا عليه السلام ... ومشاري أول ما سمع صوت ابوه لف له على طول ..
مشاري بغضب مكتوم ::/اشرح لنا الحين اللي سويته يا ابو مشاري ؟؟؟ وفسر لي الكلام اللي قلته اليوم بالمجلس ؟؟
سكت ابو مشاري ومارد عليه تقدم منهم وجلس بصدر المجلس من دون اهتمام ..
طالع الجميع .. وبعدين رد بثلجية
........::/ اللي سمعته كان واضح وما يحتاج تفسير
مشاري وهو شاد قبضته ::/ لايحتاج تفسير لأنك حطيتني في موقف محرج .. ولا أدري وشلون بطلع منه .. فلو سمحت مثل ماحطيتني فيه طلعني منه ..
تلفتوا ام مشاري وسحر على بعض يبون يفهمون وش صاير ..
ام مشاري ::/ وش فيكم .. وش صار بالمجلس ..
مشاري بغضب :/ اسألي أبوي الله يطول بعمره ..
ابو مشاري ::/ مشـــــــــــــــاري .. احترم ابوك واحترم كلامك معه
تنفس مشاري بعمق ::/ السموحة يبه .. لكن فهمهم وش سويت اليوم ؟؟
ابو مشاري ::/ رفضنا طلال ..
انصدمت سحر وباندفاعية ::/ ليـــــــــــــــــــــش ؟؟؟ وش فيه طلال رفضتوه ؟؟
ابو مشاري ::/ لأن مشاري خطب ندى ...
عم الهدوء في الصالة .... والصدمة سكتت سحر وخلتها تجمد في مكانها ...
ندى ومشاري ؟؟؟ وشلون ؟؟ وكيف خطبها مشاري وحنا ماعندنا خبر ؟؟؟ حتى ندى ماعمرها جابت لي هالسيرة ..؟ بالعكس كانت كل يوم تكرهه وتكره حركاته الدكتاتورية والمتسلطة... قطع عليها امها لما قالت ..
ام مشاري ::/ ومن متى خطبتوا ندى وانا مادري ؟؟
مشاري بغضب ::/ اسألي أبوي ؟؟ إذا أنا المقصود مادريت عن السالفة إلا اليوم وشلون انتم تدرون ؟؟؟ صدمنا اليوم لما قال هالكلام .. حتى طلال انلفع وجهه ويحسب اني عارف بالموضوع واني من جد خاطب ندى ..
ام مشاري بغضب ::/ ابراهيم ... وش اللي سويته ؟؟
ابو مشاري ::/ ماصار شي يا حصة .. كل اللي قلته ان مشاري أحق بندى من طلال .. كفرت ؟؟
وقف مشاري وهو يحاول يسيطر على كلماته علشان مايغلط على أبوه ::/ أنت ما كفرت يبه لكن قللت من قيمتي ؟؟ انت حتى ماشاورتني ؟؟ ولا أخذت موافقتي ؟؟
أبو مشاري ::/ ليه عندك اعتراض على ندى ؟؟
مشاري ::/ أنا اعتراضي على الزواج كله ... أنا من زمان قايل لكم زواج ما ابي اتزوج .. وانت بسلامتك جاي اليوم تخطب لي من دون علمي ؟؟؟
ابو مشاري بعصبية ::/ وليش ان شاء الله معارض الزواج ؟؟؟ وش هي اسبابك ؟؟ يعني بتعيش طول عمرك عزابي ؟؟ والا بتحرمنا من عيالك ؟؟
انهز مشاري من كلام ابوه ... ::/ أسبابي خاصة فيني .. وزواج ما راح اتزوج .. وهالمأزق اللي حطيتني وحطيت نفسك فيه حاول تطلعنا منه .. والا انا بروح لزياد وأقول له اختك ماعاد ابغاها ...
وقف ابو مشاري وهو يهز يده ::/ ندى بتتزوجها وخطبه وخطبتها لك ... رفعت الأقلام وجفت الصحف .. وهالموضوع منتهي وغير قابل للنقاش ...
تدخلت ام مشاري ::/ ابراهيم .. مااتفقنا على كذا ... وتراني قلت لك كل شي ولاتغصب عيالي ... وانت عارف بالعواقب أكثر مني ..
التفت ابو مشاري على مرته ::/ انتي خليك بعيدة ...
انصدمت ام مشاري من كلمته لكن ردت عليه ::/ في أمورك انا بكون بعيدة نهائيا لكن اللي يخص عيالي بكون قريبة .. وأقرب لهم من نفسهم ...
ابو مشاري ::/ اللي عندي قلته .. وزواج مشاري من ندى تم خلاص ..
ام مشاري بصوت عالي ::/ لا ماتم ... مادام مشاري معارض مستحيل يتم يا ابراهيم .. انا ماعندي استعداد اضحي بولدي وحياته وعياله في المستقبل ..
التفت لها ابو مشاري معصب ::/ حصـــــــــــة ...لما انا اتكلم مع عيالي انتي ماتدخلين ؟؟
ام مشاري ::/ ليه وانا مو أمهم ؟؟؟ مثل ما أنت أبوهم ؟؟
ابو مشاري بصوت عالي ::/ انتي امهم على العين والراس .. لكن في المواضيع اللي تخصني انا وهم انت تكونين بعيدة عنها فاهمة ..
ام مشاري باستهزاء ::/ وفي رأيك موضوع زواج ولدي البكر يخصك انت وهو بس وانا خارج الحسبة ؟؟
ابو مشاري ويحاول يتماسك ويصر على أسنانه ::/ أنا قررت وخطبت وانتهينا ... غير هالكلام ماعندي ...!
ام مشاري بعناد ::/ وانا قلت لك عيالي ماينغصبون على شي مايبونه وخصوصا مسألة الزواج ..!
قرب أبو مشاري بنظرات غاضبة لحد ما واجه زوجته ::/ تتحديني ياحصة ؟؟؟؟؟ (( وأشر على نفسه ))
انهزت حصة من كلامه وحست بالخوف يتسلل لقلبها ::/ أنا اواجهك بموقفك ..
ابو مشاري ::/ يعني تبين تكسرين كلمتي وتقوينهم علي .. وتوضحين ان انت يا ابراهيم مالك كلمة عليهم ؟؟
ام مشاري مرتبكة ::/ أنت اللي حطيت نفسك بهالموقف ... وانا وانت كنا متفقين من قبل وأكدت لي انك ماراح تغصب أحد على شي ...
لف ابو مشاري وعطى حصة ظهره ::/ أنا قلت اللي عندي ... مشاري بيآخذ ندى .. واللي عنده كلام غير كلامي يقوله الحين ..
وسكت ينتظر أحد يرد عليه ... ينتظر أحد يعارضه .. او حتى يأيده .. لكن الصمت كان هو الجواب .. محد تجرأ يقول له شي ..
ابو مشاري وهو يطالع مشاري ::/ وانت ؟؟؟؟ موافق والا معارض ؟؟
سكت مشاري وماعرف وش يرد عليه ؟؟؟ ما يدري يقول إيه ويدمر حياته وإلا يرفض ويزعل أبوه وتتنغص حياة امه ...
ابو مشاري ::/ وش قلت ؟؟؟
مشاري ::/ لو قلت لك معارض ولا أبغاها وش بتسوي ؟؟
ابو مشاري مبتسم ::/ بقولك الله يهنيك بحياتك مع امك ...
تركهم ابو مشاري وطلع الدرج رايح لغرفته ... كلهم انصدموا من كلام ابوهم ومن قسوته المفاجأة .. مستحيل يكون هذا أبوهم اللي دائما يسعى انه مايفرق بينهم في شي أبدا مهما يكون ... هالمرة صار متسلط ويفرض عليهم رأيه من دون نقاش ..
انسحب مشاري من بينهم وطلع لغرفته بخطوات سريعة ... اما سحر فكانت الصدمة لازالت راسمة ملامحها على محياها ... ما حست بنفسها الا وهي ماشية لغرفة ندى ..
.
.
.
.
.
دارت بمقبض الباب برجفة وخوف ... ماتدري وش راح تكون حالة ندى ؟؟؟ أكيد زياد قال لها كل شي ؟؟ أكيد فهمها انهم رفضوا طلال لأن مشاري خطبها ؟؟؟ مية بالمية بتتوقع أني أعرف بالسالفة وما قلت لها ؟؟؟
طلت براسها على خفيف وشافت ندى جالسة في زاوية الغرفة وحاضنه رجولها لصدرها ... وصوت شهقاتها معبي المكان ...
بلعت سحر ريقها وحاولت تتشجع ... دخلت ومشت لها بخطوات خفيفة ... نزلت لمستواها وحطت يدها على كتوف ندى ..
سحر ::/ ندى استهدي بالله .. ترى هالصياح مابينفعك ؟؟
ندى وسط شهقاتها ::/ هذا اللي كنت خايفة منه يا سحر ... صار وياليتني مت قبل لايصير ؟؟
لفت سحر بوجهها من الحزن ::/ ندى ترى هذا اللي الله كتبه لك ؟؟؟ ولو كان طلال من نصيبك صدقيني ما كان فيه قوة في الأرض بتخلي زياد يرفض ..
رفعت ندى راسها ووجهها مليان دموع ::/ رفض طلال ؟؟؟
طالعتها سحر باستفهام ::/ إيه ...؟ ماقال لك ؟؟
زادت نوبة الصياح عند ندى ::/ كله مني أنا السبب .. الله يآخذني الله يآخذني وارتاح وافتك ؟؟؟ ليتني مت في بطن أمي ولا انولدت ...
حضنتها سحر وهي تصيح وحاولت تهديها بكم كلمة .. سكتتها وبعدها خذتها للسرير خلتها تنسدح وتتمدد .. وطلعت من عندها بتجيب لها عصير والا شي يهديها .. مو معقولة وضعها ؟؟؟
---------------------------------------------------------------------------
دخلت أم عبدالله وعبدالله للبيت وهي خلاص هلكانة من الدوران في السوق ... دخلت عليهم في الصالة وشافتهم مجتمعين ومعهم قهوة ... رمت عبايتها على الكرسي وحطت جنبها شنطتها و قربت منهم ..
ام عبدالله صوت منهك ::/ السلام عليكم ...
سارة وهي تقلد صوت العجايز::/ هلا والله بأم المعرس .. هلا وغلا ..؟؟ هاه بشري عسى لقيتوا شي زين ويستر على الوجه ...
ام عبدالله مبتسمة::/ الحمدلله لقينا ومابغينا نلقى ... المهم قومي جيبي لي كاس موية قبل لاأموت عليكم ...
حضنت عذا امها مع كتوفها ::/ بسم الله عليك يومي قبل يوك ...
قامت سارة متوجهه للمطبخ .. وفي نفس الوقت دخل عبدالله مع باب الصالة وفي يده كيس هدايا كبير .. ابتسمت له سارة وقالت ::/ يا ويلك توريهم شي قبل لا أصير معهم ؟؟
عبدالله مبتسم ::/ زين .. بس جيبي لي مويه معك ؟؟
سارة بصوت مستفهم عالي ::/ وش قصتكم مع المويه اليوم ؟؟؟
ضحك عليها عبدالله وسلم على أهله الموجودين بالصالة ... وأول ماشافت لمياء الكيس نقزت عليه بتآخذه منه .. لكن هو مسكه بقوة وحضنه ..
عبدالله ::/ لا ممنوع .. اصبري شوي لحد ماتجي سارة ..
لمياء ::/ طيب نشوفه الحين وإذا جت سارة تشوفه ؟؟
عبدالله وهو يآكل من الحلى ::/ لا أنا واعدها اننا نشوفه سوا ...
أسامة بنبرة استهزاء::/الله أكبر ياسارة .. وفجأة قام عزك وصاروا الناس يعملون لك حساب ..
سارة وهي طالعة من المطبخ ::/ ليش حبيبي ما ملت عينك سارة يوم تقول عنها هالكلام ؟؟
عذا ::/ يمه منها تسمع الشي الشين لكن الشي الزين أذنها مطموسة عنه ...
سارة وهي تمد الكاسات ::/ لاتقعدين تتفلسفين علي ... (( التفتت على عبدالله )) يالله عبادي طلع أشيائك وخلنا نشوف ذوقك أنت والمام ..
جلست سارة قدام عبدالله .. والكل مركز عينه عليه ينتظرونه يطلع لهم الشبكة من الكيس ...
طلّع عبدالله الصندوق وهو يبتسم ... وحطه في حضنه ...
عبدالله مبتسم ::/ كلوا يسكر عينه وإلا ترى ما أوريكم ؟؟
سارة بحماس ::/ اترك عنك شغل البزارين وافتح العلبة ..
عبدالله باصرار ::/ أقول غمضوا كلكم .. شوفوا عذا ماشاء الله عليها تسمع الكلام ؟؟
أسامة وهو يغمض عيونه ::/ ياشين المذلة وانا أخوك ..
كملت عليه لمياء ::/ وانت الصادق يا شين البزران إذا بغوا يتزوجون ؟؟
عصب عليهم عبدالله ::/ يوم هذا كلامكم أنسوا أوريكم شي ..
كلهم هبوا فيه يعتذرون ويتأسفون واللي يحب راسه واللي يقول له راح أخدمك بعيوني بس أنت خلنا نشوف شبكتك ...
انصاعوا كلهم لكلامه وغمضوا عيونهم وينتظرونه يطلعها لهم ...
كانت ام عبدالله تشوف لمعة السعادة والراحة بعيون عبدالله .. وهالشئ لاحظته من بعد ما قبلوا فيه أهل ريم وشافها الشوفه الشرعية ...
فتح عبدالله العلبة وحطها لهم على الأرض ..
عبدالله بصوت عالي ::/ يالله فـــتـــحــــــــوا ................!!
فتح الكل عيونه .. وأشد واحد انبهر كان أسامة ... تقدم للعلبة ولمس بأصابعه العقد ..
أسامة ::/يخرب بيتك يا عبيد ؟؟؟ كل هالمهارات عندك وانا مدري ؟؟
عبدالله بخجل ::/ إيه عاد هذي الريم لازم نجيب لها شي يليق بمكانتها ...!!
سارة بقهر ::/ يخرب بيتها هي بعد .. يا حظها بتلبس هالخاتم وهالعقد ؟؟
ام عبدالله ::/ اذكري الله لا تعطينها من الثقيل وتموت البنية قبل لاتلبسه ..
عبدالله باندفاعية ::/ بسم الله عليها .. وش هالفال ؟؟
ضحكوا عليه كلهم ومن كلامه عن ريم ..
حاولت ام عبدالله تغير الموضوع لما شافت الإحراج واضح على ملامح عبدالله ..
ام عبدالله تأشر لعذا ::/ عذاي عيوني جيبي شنطتي خلني أتصل على ندى أشوف وش صار عليهم ؟؟
لمياء::/ ليش وش فيهم ؟؟
ام عبدالله ::/اليوم بيجيهم طلال ... وعاد أكيد الحين راحوا أبشوف وش صار ؟؟
سار بنظرة جانبية ::/ والله ماخبرتك ملقوفة يا ام عبود .. إلا من خطبتي لوللدك وانتي خربانة ..
أسامة وعيونه طايرة في سارة :::/ هيه انتي عيب عليك .. ترى ما أسمح لك تقولين لها هالكلام وأنا موجود ؟؟
ضحكت ام عبدالله ::/ ههههههههه يعني لو انت مو موجود عادي يهزئوني ...؟
وصلت عذا لأمها وبيدها الجوال ومدته لها ::/ لا عاد إذا راح أسامة أنا اناوب ..
لمياء ::/ وانت ما تجين إلا في الأخير لكن تسوين شي من نفسك ماتعرفين؟؟
عذا بنبرة دلع ::/ يمــــــــه سكتيها ؟؟
ضحكت ام عبدالله وهي تتصل ::/ هذا وانتي راح تدافعين عني ؟؟ الله يخلف عليك الظاهر انتي تبين أحد يدافع عنك ...
أسامة يضحك ::/ لا ماعليش عذا طول ما أنا موجود بحاول أدافع عنك انتي وأمي ..
سارة بنقمة ::/ أنت اكفها شرك وهي غنية عن خيرك ..
سكتوا كلهم لما بدت امهم تتكلم ,,,
ام عبدالله ::/ مرحبا ندوش حبيبتي وش أخبارك ؟؟؟
ندى اللي كانت تصيح على خفيف انهارت لما سمعت صوت عمتها وحست بالأمان اللي افتقدته من دقائق.. وفي وسط شهقاتها ردت عليها ::/ عمه والله مالي دخل أنا ما سويت شي غبي ... أنا عارفة إني غلطانة بس مو لهالدرجة ..
ام عبدالله بنبرة خوف ::/ ندى وش فيك تصيحين ؟؟ شصاير لكم ؟؟
ندى وشهقاتها تزيد ::/ زيـ ـ ـ زيـ ـ ـاد ..
حطت ام عبدالله يدها على قلبها ::/ وش فيه زياد ؟؟
كل اللي عند ام عبدالله انشد انتباههم لما ذكرت أسمه .. وخصوصا ان ملامح الخوف علت وجهها .. وخافوا لا يكون صار له شي ..
حطت عذا يدها على فمها من دون شعور .. تنتظر امها تكمل جملتها .. وتقول وش اللي صاير ..
ام عبدالله ::/ ندى لاتخوفيني عليكم ... تكلمي ؟؟
ندى ::/ ما دري وش فيه ياعمة ؟؟ اسأليه هو لا تسأليني أنا ..؟
سكرت ندى عن عمتها لما حست انها لا يمكن تقدر تكمل كلامها أو يطلع منها حرف ثاني غير اللي قدرت تقوله ...
اما ام عبدالله فنزلت السماعة من يدها وهي تحس بعظامها ترتجف .. ماعندها جرأة تتصل على جوال زياد تخاف تنصدم بشي مو زين ؟؟
ام عبدالله تطالع عبدالله ::/ عبدالله اتصل على زياد وشف وش فيه ؟؟
عبدالله بخوف ::/ ندى وش قالت لك ؟؟
ام عبدالله ::/ ماعطتني سالفة ... بس كانت تصيح .. اتصل الله يخليك خلنا نشوف وش صاير لهم ...
طلع عبدالله جواله من جيب ثوبه وعلى طول اتصل على زياد ...
انتظره يرد لكن لاحياة لمن تنادي ..
عبدالله بنبرة خوف ::/ مــايرد ..؟
عذا والدمعة شوي وبتنزل ::/ يمه كلميه من جوالك يمكن إذا شاف رقمك يرد ؟
تنفست ام عبدالله بعمق ومدت التليفون للمياء اللي كانت جالسة حنبها ::/ لمياء خذي اتصلي وإذا رد عطيني إياه ..!
خذت لمياء الجوال من يد أمها واتصلت على زياد ... الرنة الثانية رد عليها ..
رمت لمياء الجوال على أمها علشان تكلمه ...
ام عبدالله ::/ زياد وينك ليه ماتردون علي ..؟ وش فيكم ؟؟
تنهد زياد اول ماسمع صوت عمته ... كان متمدد على سريره والأنوار متسكرة وحالته لله ... منصدم من اللي صار ... وماكان يتوقع هالشي يصير من أخته اللي تُعتبر تربيته ... ماكان فيه حيل يتكلم لكن صوتها أجبره انه يرد عليها ...
زياد بصوت واطي مكسور ::/ هلا عمه .. مافينا إلا العافية ..
ام عبدالله والدمعة نزلت من عينها ::/ لا تكذب علي .. انتم فيكم شي .. من شوي كلمت ندى وكانت تصيح وتقول لي كلام مو مفهوم ... عاد انت الحين فهمني ؟؟
زياد وهو يمسح على شعره ::/ ما فيه شي ياعمه .. وش تبيني أحلف لك به ؟؟ كل اللي صار سوء تفاهم بيني وبينها بس ..؟؟
ام عبدالله ::/ زياد ؟؟
تنفس زياد بعمق ::/ صدقيني لو فينا شي كنت بقول لك بس صدق مافينا شي ؟؟
ام عبدالله بلهجة أمر::/ طيب خذ أختك وتعالوا لنا الحين ..
زياد ::/ معليش ياعمه خليها يوم ثاني ..
ام عبدالله بإصرار ::/ أقولك الحين .. وإلا ترى أجيكم انا وعبدالله وآخذها ..
زياد بقلة حيلة ::/ زين أمرك يا أغلى عمة دقائق وحنا عندكم ..
سكرت ام عبدالله عنه وبالها مو متطمن ...قلبها يقول لها إن فيه شي قوي حاصل .. لكن الله يستر .. كلها دقائق ويجون وبتفهم منهم كل شي ..
-----------------------------------------------------------------------------

بعد ساعة من مكالمتهم دخلت عليهم ندى الصالة وشكلها يرثى له ... كانت عيونها متنفخة من كثر الصياح ... والجرح على طرف فمها ملفوف بستيكر جروح ... كانت الرجفة بيديها واضحة .. والخوف بعيونها جلي لعيون عمتها وبناتها ...
ام عبدالله وهي تسلم على ندى ::/ وين أخوك ؟؟
ندى بصوت هامس ::/ نزلني وقال بيرجع بعدين ؟؟
ام عبدالله تتحسس وجه ندى ::/ وأنتي وش اللي مسوي فيك كذا ؟؟
ندى ويدها على الجرح ::/ عادي زلقت بالحمام ..
ام عبدالله بنظرة تشكيك ::/ ندى تخبين علي ؟؟
ندى ودمعتها نزلت ::/ لا والله ياعمة ..
أم عبدالله ::/ أجل وش بينك وبين زياد ؟؟؟
ندى ::/ عادي كان فيه سوء فهم بيني وبينه وانتي تعرفينه إذا عصب مايعرف امه من أبوه .. هذا كل مافي الموضوع ...
الصدمة اللي تملكت عذا خلتها تقول ::/ زياد ضربك ؟؟؟؟؟
حاولت ندى تستدرك ::/ لا من قال .. لكن صرخ علي وهاوشني وانا ما أتحمل يصير لي شي من زياد ...!؟
سكتت عنها عمتها وحاولت تصدق اللي انقال وعموما هي ترتاح في الكلام مع زياد أكثر لأنها تفهمه أكثر وتعرف تطلع منه السالفة ...!! وهو أكيد بيقول لها ...؟
تركتها مع البنات وهي طلعت لأبو عبدالله اللي كان جالس بحديقتهم الخارجية يتقهوى وطالبها تجيه ...
جلسوا البنات بالصالة .. لكن لو ندى قدرت تمشي كذبتها على ام عبدالله فيستحيل أن لمياء ممكن تصدقها أو تنطلي عليها ...
لمياء بنبرة أمر ::/ ندى قولي وش اللي صار ..؟
بلعت ندى ريقها ::/ اللي صار قلته ؟؟
لمياء ::/ هذيك أمي واللي يكلمك الحين انا ... فلا تراوغين ... تكلمي ...!!
سكتت ندى شوي تحاول تستجمع قوتها علشان تقدر ترتب كلامها لكن عجزت .. انهارت وبدت تصيح ... تقربت منها لمياء و هي تحس بالعطف على هالبنت المسكينة ..
لمياء وهي حاضنتها ::/ ندو وش فيك ؟؟
ندى وسط دموعها ::/ زياد شاف كل شي وعرف كل شي ؟؟
لمياء وهي تطالع بعيون ندى ::/ وش تقصدين ؟؟
ندى ::/ كل الأشياء اللي وصلتني من طلال زياد عرف عنها ؟؟ لا وفوق كل هذا قرأ الكروت .. وغسل شراعي ورمـ ـ ى عـ ـ ـ لي كلامي قاسي ؟؟
لمياء وهي تحاول تهديها ::/ وش قال لك ؟؟
ندى وهي تشهق ::/ حسسني بأني مذنبة واني ما استاهل ثقته ...؟؟ قسم بالله يالمياء كنت بموت من كلامه .. حتى لما شفت دمعته بعينه حسيت اني حقيرة وناكرة معروف ..
لمياء بعتاب ::/ كنت قايلة لك ... ومنبهتك على هالشي .. وقايلة انه مهما كان طلال يعتبر ولد عمكم من الرضاع بس زياد مايعتبره هالشي ويحسه مجرد ولد خالة عيال عمكم واللي تسوينه وتآخذينه منه لايمكن زياد يقبل به مهما كان لأن حضرته يهديك ويرسل في الطالعة والنازلة اونتي ساكتة وتستقبلين منه من دون اعتراض ..!؟
سكتت ندى وسكتت معها لمياء اللي كانت مآخذتها في حضنها وتمسح على شعرها ..
خلاص الفاس طاح في الراس وزياد عرف كل شي .. يعني الحين مو وقت عتاب وملامة ..
رجعت لمياء والتفتت لندى :: عرف انهم من عند طلال ؟؟
هزت ندى كتوفها :: ما دري بس الكروت ماكان ينكتب عليها أسمه ..؟

أما عذا فكانت في عالم ثاني ....
معقولة زياد يكون بهالوحشية ؟؟؟؟ لهالدرجة عصب على اخته والموضوع قابل للنقاش والتفاهم ؟؟؟ ليه ماجلس معها وطلب منها تحاوره وتناقشه واستفهم منها عن اللي صار ؟؟؟ المستحيل انه يكون هو اللي ضربها ..
طاحت عينها على يد ندى اللي كانت علامات أصابع زياد واضحة مثل الشمس بلونها الأزرق الخفيف ...
ومن دون شعور وقفت ومشت لندى .. وقفت قدام وجهها ونزلت لمستواها .. مررت يدها على مكان أصابع زياد من دون شعور وتحت مرأى من لمياء وندى ..
عذا بنبرة رجاء ::/ أمانتك ندى قولي لي .. هو اللي سوى لك كذا ؟؟
حنت ندى على زياد وخافت لا تهتز صورته قدامها ::/ لا عذا مو منه صدقيني ؟
طالعتها عذا بنظرة تشكيك ::/ احلفي ؟؟
لفت ندى تطالع لمياء تبغاها تنقذها من هالمأزق لكن مالقت بد من انها تقول لها الحقيقة ..
ندى ::/ عذا لاتلومينه تراه كان معصب ؟؟
عذا بعصبية ::/ يعني حتى الجرح اللي بفمك بسببه هو ؟؟
ندى بنبرة تردد::/ نوعا ما .. مو كله بسببه ...

سكتت عذا و ما ردت على ندى .. كل اللي سوته انها هزت راسها ومشت من عندهم طالعة الدرج وتاركتهم وراها يطالعونها بنظرات تعجب ...

---------------------------------------------------------

صحت من نومها مفزوعة والعرق يتصبب من جبهتها ... زادت عليها الكوابيس هاليومين وهي عارفة ليش ... سمت بسم الله وتلفتت حولها علشان تتعرف على المكان اللي هي فيه ... تنهدت براحة لما تذكرت أنها أمس نامت مع عبير أختها بالغرفة ... شالت اللحاف عنها وقامت للحمام تتغسل وتصلي الظهر ...
أول مادخلت وطاحت عينها على صورتها بالمراية ... ماقدرت تتحمل تشوف شكلها وعيونها الذبلانة ... دمعت عينها وحاولت ما تطالع المراية كثير ... غسلت بشكل سريع وطلعت على طول فرشت سجادتها وبدت تصلي ...
أول ماخلصت رفعت يديها تدعي ربها من خاطرها أنه ينفس عليها كربتها ... و غصب عنها صاحت وهي تدعي ...
دخلت عليها عبير وشافتها على وضعها .. تركتها براحتها وجلست على طرف السرير تنتظرها تخلص ...
أريج وهي تقوم من مكانها ::/ تغديتوا والا بتفطرون ؟؟
عبير مبتسمة ::/ لا أمي مسوية غداء ...
لفت أريج سجادتها وراحت تصلح شعرها قدام التسريحة ... وهي ساكتة من دون ما تتكلم ...
عبير ::/ بتروحين اليوم للملكة ؟؟؟
أريج ::/ مادري ..ودي أروح وما ودي ؟؟؟
عبير مبتسمة ::/ حددي موقفك .. لأن على أساسه انا يتحدد موقفي ؟؟
لفت لها أريج وهي مكتفة يديها ::/ طيب لو رحت وش ألبس؟؟
قامت عبير ومشت للدولاب ::/ البسي فستانك الأورنجي ... بيطلع عليك حلو؟
أريج بنبرة تفكير ::/ ما تحسين موديله قديم ؟؟
عبير وهي فاتحة الدولاب ::/ اممم لا عادي ... يعني ماله فترة أنتي مفصلته ؟؟
أريج ::/ خلاص طلعيه علشان أكويه وأجهزه للبس ؟؟
ابتسمت لها عبير بحب ... حاسة ان فيها شي غريب والدليل أن أمس ما تركتها تنام من كثر ما تتحرك في السرير وتتنهد وتتأوه وهي نايمة ... خايفة عليها وماتدري وش صار لها ؟؟؟
طلعت أريج من الغرفة وجلست عبير تجهز أشغالها للحفلة بالليل .. اليوم زواج نهلة صديقة عمرها وأختها الروحية ...كان كل شي جاهز الفستان والإكسسوارات حتى المكياج حنان تكفلت ترسل لها كوافيرة علشان تصلحها ...
طلت أريج براسها مع فتحة الباب ::/ عبير ترى نواف هو اللي راح يوديني أنا وأمي ؟؟
نقزت عبير من مكانها لأن أريج فاجأتها ... ومن سمعت اسم نواف حست بقلبها ينغزها وكأن الفراشات النايمة ببطنها بدت تطير من جديد ..
عبير ::/ قلتوا له ؟؟
أريج ::/ بقول لأمي تتصل عليهم الحين .. أو أنا بقول لإيمان ؟؟
ابتسمت عبير ::/ خلاص براحتكم ..
أريج باستفهام وفي عيونها نظرة غريبة ::/وانتي من راح يوصلك للقاعة ؟؟
تلعثمت عبير ::/ أنا محلولة بشوف لي أحد يمرني من البنات لا تشيلين هم ..؟
أريج بنبرة استهزاء ::/ أكيد أي وحده من البنات ؟؟
عبير بعصبية ::/ أريج ....!!اطلعي وخذي الباب معك ...
هزت أريج كتوفها بعدم مبالاة وطلعت وسكرت الباب وراها .. وخلت عبير غرقانة في دوامة تفكيرها وفي الصورة اللي تشكلت في مخيلة أختها عنها ...
--------------------------------------------------------------------------

في الليل وبعد صلاة المغرب كان الكل يشتغل على قدم وساق في بيت ام عبدالله ...
كل وحدة من البنات مشغولة بنفسها .. اللي تصلح شعرها واللي تضبط فستانها ... كانوا فرحانين من اعماق قلبهم لأخوهم ... مو مصدقين أن عبادي بيتزوج وبتصير عندهم مرت أخو ؟؟؟ وأكثر فرحتهم أنهم بيكونون عمات وخالات في نفس الوقت ...
أول من خلص منهم أم عبدالله ... كانت لابسة جلابية مطرزة فخمة .. ومسوية شعرها بشكل ناعم ومكياجها كان خفيف ومو متكلف ... بنظرة عامة شكلها متناسق مع عمرها وجسمها النحيل ...
نزلت تحت للصالة وكان ابو عبدالله وأسامة وحتى المعرس جالسين فيها يطالعون التلفزيون وينتظرون العشاء يأذن علشان يصلون وعقب يروحون للناس ويملكون ..
أسامة وهو يطالع امه ::/ وااااااااااااااااااااااو .. احلى يالحركات ؟؟ والله ماتوقعتك حلوة لهالدرجة يمه ؟؟
أبو عبدالله بنبرة حب::/ أمك طول عمرها حلوة بمكياج والا بدون مكياج ؟؟
عبدالله وهو يطالع أسامة ::/ يا ويلك تسب فيها والأخ روميو موجود ؟؟؟
جلست ام عبدالله معهم بالصالة بدون ما تعلق .. لأنها في الأساس مستحية وحمرة الخجل واضحة على وجهها ..
أسامة ::/ عاد وش دعوى عطينا نظرة على الأقل ؟؟
ام عبدالله ::/ أسامة فكني من شرك ؟؟
قام أسامة وجلس جنبها ::/ اللله .. يا زينها ريحة عطرك ؟؟؟
ام عبدالله وهي مستحية ::/ اللي يسمعك يقول ماعمرك شميتها هالريحة ؟؟
ابتسم أسامة لأمه وحبها على رأسها ::/ والله أخاف لا يحسبونك انتي العروس وتخطفين الأضواء من ريم ..؟
ابو عبدالله يضحك ::/ لاتقول هالكلام عند عبدالله لا يذبحك ؟؟
عبدالله بنبرة حنان ::/ لا أنا أذبحه في الكذب ،، لكن في الصدق ما أقدر عليه ؟؟؟ وأمي اليوم سارقة الأضواء وكأنها هي العروس ؟؟
ابو عبدالله بغيرة ::/ قومي الجوهرة وامسحي هاللي انتي حاطته ؟؟
ام عبدالله منصدمة ::/ ليش ؟؟؟
ابوعبدالله ::/ بس أخاف يخطبونك قصدي ينظلونك ؟؟
ام عبدالله بنظرة جانبية وشبه ابتسامة ::/ لا لاتخاف قريت المعوذات ..
أسامة يضحك ::/ يا ربي منك يالغيار ... قل ماتبيها تصير أحلى وحده ؟؟
ابو عبدالله ::/ نشوفك وش بتسوي بـ أم العيال بكرة ؟؟
أسامة وهو ينفخ صدره ::/ هه ومن قال لك بخليها تحط مكياج أصلا ؟؟؟ علي الطلاق لو حطت شي ؟؟
ضربته ام عبدالله على صدره ::/ أيوه يا حمش .. خل عنك الحلوف اللي مالها طعم ؟
أذن عليهم العشاء وقاموا الشباب بيروحون للمسجد ،، لكن ابو عبدالله قصد أنه يتأخر شوي لأنه ما بعد قال اللي في قلبه ... ومايقدر ينتظر لحد مايرجعون في الليل ...
بعد ماطلعوا العيال من الصالة قام ابو عبدالله ومشى في طريقه لحد ما صار قريب منها ...
وبصوت حنون للجوهرة ::/ كل يوم تزيد حلاتك بعيوني ...
رفعت الجوهرة عينها له بخجل ::/ مشكور .. ويالله اطلع معهم لاتفضحنا ؟؟
ابو عبدالله يضحك ::/ والله لو يشكنا أسامة أن مايخلينا ..؟؟
ضحكت ام عبدالله ::/ مادمت عارف يالله الحقهم قبل لايجي ...
ابتسم ابو عبدالله ونزل حبها على راسها ومشى يكمل طريقه ... غمضت الجوهرة عيونها بحب .. هذا هو محمد وهذا اللي تعرفه عنه ...
.
.
.
.
.
بعد ماخلصوا الصلاة كان الكل جاهز علشان ينطلقون ... دخلوا العيال بعد ما رجعوا من المسجد للصالة وشافوا اخواتهم وأمهم جالسين ينتظرونهم ...
أسامة مبتسم ::/ أحلى عليهم الكشيخات .. بس عاد مستحيل أوديكم قبل لا تشيلون العبايات .. خلوني أشوف كشختكم ؟؟
لمياء من دون نفس ::/ أسامة لاتزيدها ... خلنا نطلع قبل لا أسوي لك شي تندم عليه ؟
ابو عبدالله باستفهام ::/ وش فيك معصبة ؟؟ الحين هذي نفسية وحده بتروح لملكة اخوها ؟؟
ردت عليه عذا مبتسمة :::/ متضايقة من شعرها ما ضبطت تسريحته ؟؟
عبدالله وهو يطالع لمياء من فوق لتحت ::/ الحين كل هذا وتقولين شكلك مو حلو ؟؟
لمياء مبتسمة ::/ مشكورين كلكم على رفع المعنويات .. بس انا مقتنعة أن شكلي مو حلو ؟؟
سارة ::/ أحسن تستاهلين هذي عقوبة مهند ... مخليته يروح مع أبوه وهو يصيح ؟؟
أسامة ::/ المهم خلونا نشوف ملابسكم ولا تكثرون الهرج علشان يمدينا نوصل هناك ..
شالوا البنات عباياتهم لأخوانهم وأبوهم اللي انبهروا وشجعوهم بكلمتين .. وبعدها طلعوا كلهم للسيارات بيتوجهون لمقر الحفلة اللي هو بيت أهل الريم ..
-----------------------------------------------------------------------------
في مقر الحفلة كان كل شي خالص وقائم على أتم مايكون ... البوفيه المفتوح جاهز وخالص في ساحة البيت الخارجية .. الأنوار كانت مغيرة الجو وقالبة الليل للنهار ..
كوشة العروس كانت أجمل كوشة ممكن يشوفونها الحاضرين .. مجهزة من أفضل الخامات وعند أفضل المصممين .. أكيد هذي هي بنتهم آخر العنقود .. لازم يسوون لها كذا وأكثر ...
بدأ المعازيم يوصولون لبيت ام راشد وهي وأختها ام مشاري وبنتها العنود واخوات زوجها الثنتين كانوا في الإستقبال ...
أما العروس ريم وسحر ومعهم ندى كانوا جالسين في الجناح الخاص بريم في الدور الثاني ... كانوا يشجعونها ويدعمونها معنوياً .. هي خالصة من تجهيز نفسها وحتى الفستان لابسته .. بس كانت تنتظرهم يوصلون ويكتب الشيخ العقد وبعدها تنزف تحت علشان يدخل عليها عبدالله ويلبسها الشبكة ... وهذا هو الشي اللي كانت خايفة منه ومو قادرة تتصوره ؟؟
ندى كانت جالسة على الكنب اللي بزاوية الغرفة والهم راكبها من دخلت .. ومن شافت صور طلال اللي بالصالة .. وصورته الكبيرة اللي مصورها يوم تخرجه معلقه على جدار الصالة العلوية وهي خلاص الدنيا ضاقت فيها وحست انها مو قادرة ترد نفسها وكأن عظم واقف عند مدخل رئتها واللي زاد مأساتها هو موقف زياد منها ,, لكن وش تسوي حاولت تتماسك علشان عمتها وولد عمتها اللي بمثابة أخوها ...
سحر بصوت عالي ::/ يا ندى ياحلوة .. جوالك مات وهو يرن ؟؟
ابتسمت ندى ::/ صدق ...؟؟ ماسمعته .
قامت ندى لشنطتها وطالعت جوالها وشافت عمتها متصلين عليها ؟؟ ابتسمت ورجعت تطالع ريم ..
ندى ::/ جاك الموت ياتارك الصلاة .. هذولا عمتي متصلين شكلهم وصلوا ؟؟
ريم وبدت ترتجف ::/ كـــــــــــــــذابـــة ..
ابتسمت ندى ::/ عاد هذا هو اللي صار ... يالله تجهزي .. انا بنزل اسلم عليهم تحت ..
تنهدت ندى وخذت طرحتها وطلعت من الغرفة نازلة تحت ..
استغلت ريم الفرصة وعلى طول التفتت لسحر ..
ريم ::/ الحين فهميني وش السالفة ؟؟؟ من متى أخوك المحترم خاطب ندى ؟؟
تنهدت سحر ::/ اسكتي الله يخليك لاتذكريني بالسالفة ؟؟ أصلا احنا ماعرفنا بهالشي إلا لما قال لنا ابوي ؟؟
نزلت ريم راسها ::/ كنت متوقعة أنكم ماتعرفون ...! لكن طلال لما رجع كان معصب و مايشوف اللي قدامه .. كان شايل عليكم في خاطره بالمرة ... وخصوصا انتي ؟؟
سكتت سحر شوي وبعدين ردت ::/ كسروا خاطري والله هو وندى ... الحين هو مو مشكلة انا بعتذر منه وافهمه .. لكن المشكلة الأكبر انه هو و ندى خلاص مستحيل يصيرون لبعض ..؟
ابتسمت ريم ::/ آخر شي كنت اتوقعه ان ندى وطلال مايتزوجون ؟
سحر ::/ كل شي بهالدنيا جايز ... حتى حالة ندى ماكنت متوقعتها ؟؟؟ شوفيها الى الحين مو قادرة تتأقلم ،، مع أنها قبل توضح لنا أنها ماتهتم له كثير ؟؟
ريم ::/ حرام عليك .. يكفي أنه يبان بعيونها الحب لما نطري اسمه ؟؟؟
سحر بنبرة حزن::/ تصدقين ....!! هذاك اليوم اللي انرفض فيه طلال . توقعت يصير شي بعقلها لكن ربي ستر .
ريم وهي قايمة متوجهه للشباك ::/ الله لايلومها يا سحر... أتخيل لو أنا ينفصل عني عبادي ؟؟
ضحكت سحر من قلبها ::/ ههههههههههههههههههههههه من الحين حبيته وصرتي تسمينه عبادي ؟؟ لا وتخافين من فراقه بعد ؟؟
انحرجت ريم من زلة لسانها ::/ سحــــــــــر ... يالله عاد لاتحرجيني ..؟؟
ابتسمت سحر ::/ قولي لي الصدق عاد ؟؟؟ حبيتيه؟؟
ريم وهي مستحية ::/ امممم تصدقين سحورة ... !والله حبيته من شفته هذاك اليوم بعد الخطبة ومن قالوا لي انه خلاص بيصير زوجي وانا احس روحي تعلقت فيه ؟؟ كذا مادري وشلون سبحان الله ..
ابتسمت سحر وقامت لها وحضنتها ::/ الله يديم عليكم المحبة و يوفقكم يارب ...
.
.
.
.
نزلت ندى للدور الأرضي وعلى طول طلعت للمجلس الخارجي علشان تشوف عمتها .. وأول مالمحت سارة راحت لهم وهي مبتسمة ...
ندى ::/ هلا والله بأهل المعرس .. تو مانور البيت ..
ام عبدالله ::/ بوجودكم حبيبتي ..
سلمت ندى على عمتها وحبتها على راسها ::/ مبروك عمه الله يوفقهم يارب ..
ام عبدالله ::/ آمين الله يسمع منك وعقبالكم ...
حاولت ندى تتجاهل كلمة عمتها الأخيرة اللي ركزت عليها وكأنها بتقول لها ان الحياة ماوقفت على رفض زياد لطلال وان العجلة لازم بتمشي ..
لفت للبنات وسلمت عليهم وحده وحده ... وبعدها جلست جنب عذا ..
عقبت لمياء ::/ فستانك روعة يا ندى ..
ابتسمت ندى ::/ تسلمين يا بعدهم عيونك الحلوة ...
سكتوا شوي .. وبعدين لفت ندى على عذا اللي جالسة جنبها وهمست بأذنها ..
ندى ::/ وش رايك تملكون انتم بعد الحين مرة وحدة قبل لايصير لكم شي مثل اللي صار لي ؟؟
سكتت عذا لما حست بنبرة الحزن في صوت ندى وبعدين لفت لها ::/ ندوش لو لي نصيب مع اخوك بآخذه .. ولو نصيبي معه زيك انتي وطلال فمن المستحيلات اني بآخذه حتى لوقررنا نملك الحين ..
نطت لهم سارة اللي قدرت تسمع كلامهم ::/ يعني ممكن يموت الشيخ إذا جاء دور زياد وعذا وبكذا ماراح يملكون !!
ضحكت ندى وضربتها على كتفها ::/ لاتفاولين على الرجال .. الله يخليه لعياله ..
سارة ::/بس عاد خلي عنك الخرابيط و قولي لي مو عذا اليوم شكلها روعة ؟؟
ابتسمت ندى ::/ عذا برائتها تحليها ..؟
نزلت عذا راسها تبتسم ::/ مشكورة ندى بس خلاص لاتحرجيني ؟؟
نطت سارة ::/ يعني هي أحلى من سحر بنت عمك ؟؟
استغربت ندى ::/ والحين من جاب سيرة سحر ؟؟
بلعت عذا ريقها وأشرت لسارة تسكت ::/ لا بس كنت أقول لها ان سحر بنت عمك ماشاء الله حلوة وهي تقول اننا احلى منها ؟؟
ابتسمت ندى لسارة ::/ والله من الغيرة اللي فيك ..؟
----------------------------------------------------------------------------
نزلت أريج تركض من الدرج وعبايتها في يدها وتحوس في شنطتها علشان تدخل الجوال فيها ... مشت على طول للصالة ولقت امها وعبير جالسين ..
أريج وهي تلهث ::/يالله يمه خلصتي ؟؟
ام راكان ::/ شوي شوي على عمرك لايوقف نفسك ؟؟؟ إيه خلصت وانتي ؟
أريج وهي تلبس عبايتها ::/ زين يالله نواف عند الباب ..
قامت ام راكان تلبس عبايتها علشان يطلعون ... لكنها لفت على عبير اللي تحوس بجوالها .. تأملتها لبرهة وابتسمت حزن على هالبنت الوردة اللي حملوها مسؤولية فوق طاقتها ...
أم راكان ::/ عبير متى بتطلعين انتي ؟؟
عبير ::/ مادري يمه يمكن بعد شوي ؟؟
أم راكان ::/ بتتأخرين في الليل ؟؟
عبير بتفكير ::/ مادري يمه لكن الأكيد اني بحضر الزفة وبسلم عليها وبجلس لحد ماتروح ؟؟ عاد متى هي بتنزف ومتى بتطلع مادري ؟؟
أم راكان مبتسمة ::/طيب حاولي ما تتأخرين في الليل وترجعين مبكرة ... زين ؟
ابتسمت عبير لأمها وهزت رأسها بالإيجاب ...
طالعتها أريج بنظرة تصغير انقهرت منها عبير وبعدها مشت مع أمها طالعين لنواف اللي صار عند الباب له ساعة ...
ركبوا أريج وام راكان السيارة .. ونواف احتارت نظرته بينهم وبين الباب ؟؟ وشلون سكروا الباب ؟؟يعني عبير ماراح تجي و بتجلس بروحها في البيت ؟؟؟ ياسلام عليهم يعني يقولون لها العبي بذيلك مادام مافيه أحد ؟؟؟ وبعدين ليش أرسلوا أنوار ونورة لبيتنا ؟؟ كان تركوهم معها على الأقل يمسكون على يدها شوي وماتقدر تسوي شي ؟؟
قطعت عليه ام راكان ::/ كيف حالك نواف ؟؟وش أخبارك ؟؟
انتبه نواف وابتسم ::/ بخير الله يسلمك .. انتي بشريني عن صحتك ؟؟
ام راكان بتعب::/ الحمدلله على كل حال ؟؟
حاول نواف يلقى الفرصة المناسبة واستغلها ::/ خلاص هذا انتم اللي بتروحون ؟؟ والا باقي؟
ردت عليه أريج::/ ايه خلصنا ..
ام راكان ::/ بقت عبير وبتروح لزواج صديقتها ..
نواف بتشكيك ::/ ومن صديقتها هذي ؟؟ ومن بيوديها ؟؟
أريج :/ بتمرها وحده من البنات وبتروح معها ؟؟
نواف بقهر ::/ لاو الله .. على كيفها هو ؟؟وليش ماقالت لي أنا أوديها ؟؟
استغربت ام راكان اسلوب نواف الدفش تجاه عبير ::/ عادي يمه ماحبينا نكلف عليك ونخليك تتمشور في شوارع الرياض .. وصديقتها رايحة رايحة للزواج قالت لها تمرها
تنهد نواف بعصبية وكأنه فهم اللي تبي تسويه عبير من وراء أمها واختها .. واستغفر بصوت مسموع ...
مشى نواف متوجه لبيت الريم وكانت أريج هي اللي توصف له .. بس هو طول الطريق وباله مو معه ؟؟ يفكر باللي ممكن قاعد يصير عند بيت عمه ؟؟ تخيل الوضع اللي ممكن تكون عليه عبير وهي في السيارة ؟؟أول مابدت هالأفكار تغزيه حس بقلبه شاب ضو ...ماصدق خبر يوصلهم وينزلون إلا وهو شاخط بالسيارة ومطلع جواله واتصل عليها بدون شعور .. ...
أول ماشافت عبير رقمه وهي بتطلع استغربت اتصاله ؟؟ وعلى طول ردت عليه خافت لايكون صار لهم شي ..
عبير بصوت خايف ::/ مرحبا ؟؟
نواف وهو مايشوف قدامه ::/ السلام عليكم ..
عبير ::/ هلا نواف وعليكم السلام ..
حس نواف بقلبه يتقطع من قالت اسمه بصوتها الناعم ::/ طلعتي والا بعدك ؟؟
عبير وهي مبتسمة براحة::/ ايه الحين بطلع ..
نواف ::/ وين بتروحين ؟؟
عبير مستغربة::/ زواج صديقتي ؟؟
نواف::/من هي بنته ؟؟ وفي أي قاعة ؟؟
عصبت عبير عليه ::/ وانت ليه تسأل ؟؟
نواف واعصابه فلتانة ::/ وانتي ليه ماتبغين تجاوبين ؟؟
تعوذت عبير من الشيطان لما حسته معصب ::/ مو مسألة ما ابي أجاوب لكن ماتعودت أحد يحقق معي بهالصورة وكأني في مخفر شرطة ؟؟
نواف باستهزاء::/ موهذا اللي خلاك توصلين مواصليك ؟؟ أنك ماعمرك حسيتي بأنك في مخفر شرطة؟؟
عبير باستفهام ومستغربة ::/وش تقصد ؟؟
نواف::/ ما اقصد شي .. بس متى بترجعين للبيت ؟؟ ومن بيرجعك ؟؟
عند هالسؤال فقدت عبير قدرتها على التحكم في اعصابها .. أول شي كلامه الماصخ اللي قاله من شوي واللي ماله طعم .. وسؤاله الأخير ونبرة صوته وهو يسألها جرحتها وحسستها أنها وحده وسخة وحده ماتربت ولا هي أهل للثقة ..
وانفجرت عليه ::/ اسمعني زين نواف ... انت ماتدخل في أمورنا الخاصة مهما كانت .. أنت تخدمنا بعيونك ويعطيك ألف عافية على اللي تسويه واللي سويته ... لكن انك تجي تحقق معي وين رايحة ووين جاية .. فأحب أقولك أنت مالك أي وجه حق .. امي وعارفة أني بطلع .. وهي اللي اعتبرها مسؤولة مباشرة عني ...
عصب عليها نواف ومن طريقتها وقاطعها ::/ وهذا اللي ضيعكم أنها هي اللي مسؤولة عنكم ...؟ وما وراكم رجال ؟؟
شهقت عبير من الصدمة وما قدرت تتمالك نفسه ::/.. الحين انت مكلمني علشان تسمني بهالكلام ؟؟؟؟؟؟ وتقول عن أمي هالألفاظ ؟؟؟
تعوذ نواف من الشيطان ::/ عبير .. اسمعيني أنا آسف ماكان قـ ـ ـ ـ
قاطعته عبير وصوت شهقاتها تسبقها ::/وقـ ـ ـ ح ...
سكرت عنه السماعة ورمت نفسها على الكرسي ... ونزلت دمعاتها غصب عنها من كلامه القوي الجارح ؟؟؟ هزتها كلماته وضربتها في الصميم ..خلتها تندم على اللي سوته واللي قاعده تسويه للحين ......!! قبل لاتتخذ أي قرار رن جوالها وأول ما سمعته وقفت على حيلها وحاولت تمسح دموعه وتصلح مكياجها اللي اخترب .. ولبست عبايتها وطلعت ....
------------------------------------------------------------------------------
دخلت أريج وأمها البيت وكانت منحرجة ومتفشلة بقوة .. لأنها ماتعرف أحد أبد ..
مشت هي وأمها ودخلوا للمجلس واستقبلتهم ام مشاري اللي تعرفت على أريج وامها...
ندى كانت جالسة مع عمتها والبنات .. وأول مالمحت أريج واصلة ابتسمت من خاطرها لهالبنت اللي ترتاح لها أكثر وحده بعد سحر والتفتت لعمتها على طول ..
ندى ::/ عمه عن أذنك هذي أريج وصلت بروح استقبلهم ..
ام عبدالله ::/ اذنك معك حبيبتي ..
مشت ندى لكن رجعت فجأة مرة ثانية ::/ ايه عمه ترى بجيب خالتي ام راكان تجلس معك زين ؟
ابتسمت لها عمتها وهزت راسها انه عادي ومافيها شي ..
مشت ندى متوجهه لأريج وأمها اللي كانوا واقفين في اول المجلس ... انتبهت أريج عليها وافتشلت أكثر من شكلها لما شافت ندى مقبلة عليهم بفستانها الأحمر الحرير وحلقات الأذن الألماس والياقوت اللي كانت لابستها ... لكن خنقتها العبرة وحست بالدموع تتزاحم عند عينها لما تذكرت اللي صار لها وانها انفصلت عن طلال اللي كانت تهاذي به عندها دائما ...
حاولت تمسك نفسها ولاتصيح .. وتقدمت هي وأمها يمشون علشان يتقابلون مع ندى ..
وصلتهم ندى وهي مبتسمة ::/ هلا والله ... واخيرا جيتوا مابغيتوا توصلون ..
ام راكان :/ وش نسوي بالزحمات وانا خالتك ...
قربت ندى لأم راكان و حبتها على راسها ::/ هلا والله خالة وش اخبارك .؟
ام راكان ::/ الحمدلله بخير ونعمة ... انت وش اخبارك (( وطالعتها بنظرتها الحنونة المعتادة ))
تنهدت ندى ورجعت تبتسم من ورى خاطرها ::/ نحمد الله ..
نطت عليهم أريج ::/ يا اختي عبريني سلمي علي على الأقل ..
لفت لها ندى وخذتها في حضنها ::/ ياربي عليهم اللي يغارون من أمهم .. طيب اصبري لحد مانسلم على خالتنا أولى منك ..
ضربتها أريج على كتفها ::/ وش اخبارك بس يالدوبا ..
ابتسمت ندى وهي تطالع عمرها من تحت لفوق ::/ هذا احنا عايشين ...
ابتسمت لها أريج تخفف عنها وقرصتها مع يدها ..
التفتت ندى على ام راكان وسفهت أريج ::/ خالة تعالي أوديك عند عمتي والبنات ..
أريج ::/ احلى يا ام ركان بتجلسين مع اهل المعرس ..
ابتسمت ام راكان وهي تمشي مع ندى ::/ الله يوفقهم ويسعدهم ..
مشت ندى وهي ماسكة يد أم راكان لحد ما وصلوا لمكان عمتها سلموا البنات على بعض وجلست ام راكان جنب ام عبدالله وخذتهم السوالف ...
اما اريج فلفت على ندى ::/ ندى ماودك توديني لريم ؟؟ تراها قايلة أول ما أوصل أطلع لها
ابتسمت ندى وهي توقف ::/ طيب قومي نروح ..
طالعتهم سارة بقهر ::/ ودي أروح معكم ..
ندى وهي تغايضها ::/ مافيه اجلسي هنا لحد مايزفونها لكم ...
طلعت سارة لسانها في وجه ندى .. وسفهتها الأخيرة تغايضها وخذت يد أريج علشان تقهر سارة أكثر ..
صرخت عليها سارة من القهر::/ تشوفين إذا مالحقتكم ؟؟؟
ما ردت عليها ندى ومشت مع أريج طالعين لغرفة ريم ..
.
.
.
.
....................../ الله عليكم .. الحين من العروس فيكم ؟؟ (( وطالعت في الثلاث كلهم ))
ضحكوا كلهم عليها .. وردت سحر تنكت ::/ انتي من دون منافس ..
ابتسمت أريج بحالمية ::/ ياليته صدق ... وانا عروس والبس فستان العرس .. ويجي الفارس الملثم ويشيلني بين ذراعيه ـ ـ ـ
قاطعتها ندى ::/ هيه هيه انتي .. وقفي خيالاتك شوي ... وباركي للبنت
ابتسمت اريج ::/ اي والله نسيت ابارك لك ريمو ..
و قربت منها وسلمت عليها ::/ ألف مبروك ياحلوة .. منك المال ومنه العيال ؟؟
ندى::/ لو سمحتي العكس ..
اريج باصرار ::/ لا ... هي منها المال لأنها ماعليها قصور وهو عليه العيال ؟؟ بعد مو عدل ان كل شي يصير عليها هي بس ..
ضحكت عليها ريم ::/ وش رايك نخليها المال والعيال كلهم عليه هو ؟؟
سكتت أريج وكأنها تفكر ::/ كلام منطقي ... وانتي ماعليك الا تتمشين وترفهين عن نفسك ؟؟
سحر ::/ ايه والله حركة .. وهو خليه يكرف في البيت ويروح الدوام ويجيب لكم العيال ويربيهم وكل شي ..
أريج ::/ ايه واذا شفتيه قصر في شي ماعليك الا تجيبين هذيك العصا وتخلينها تسوي علامات على ظهره ... وان ماقدرتي عليه بروحك اتصلي علينا نجي نساعدك ..
ريم وهي تضحك ::/ ايوه يا سلاحف النينجا ..
قاطعتهم ندى وهي تصرخ ::/ هي انتي واياها ترى ما اسمح لكم هذا عبدالله .. وانتي يالغبية (( تطالع ريم )) تاركتهم يتكلمون عنه بهالطريقة و ساكتة ؟؟
سوت ريم نفسها مكتأبة وانه ضاق صدرها ::/ الله يقلع بليسكم بنات خليتوني اغتابه ويآخذ حسناتي ؟؟
ضربتها ندى على كتفها ::/ بس هذا اللي همك ... لكن شي اسمه رومانسية ماتعرفين ؟؟
ضحكت ريم ::/ هههههههههه ارجوك ترى هالمصطلح انا متبرية منه ليوم الدين ..
ندى ::/ عاد انتبهي لنفسك ترى ولد عمتي هذا بزيادة رومانسي وحساس وخجول ,, فانتبهي لتعاملك معه ؟؟
سكتت ريم وماردت عليه لأنها فعلا حست بالخجل يسيطر عليها ... وعلاماته بانت على خدودها من انذكر اسمه..
بدوا البنات يسولفون في مواضيع عامة وينتظرون هالدفتر يجي علشان توقع عليه ويزفونها ويرتاحون ...
بعد دقائق سمعوا دق خفيف على الباب ...
نقزت ندى ::/ احلف لكم انها سارة ؟؟
ريم باستفهام ::/ من سارة ؟؟
ندى بقل صبر ::/ من غيرها بنت عمتي ؟
شهقت ريم ::/ لا لا تقولين ... وش بيطلعها ؟؟
سحر ::/ لا ندى ماتوصل لهالدرجة انها تطلع فوق من دون مايكون أحد معها ...
سكتت ندى وكأنها اقتنعت ... وقامت سحر تشوف من عند الباب ...
سحر تستهبل ::/ من الطارق ..؟
طلال يستهبل ::/ انا اللص السارق ؟؟
كملت سحر ::/ الا تخجل من نفسك يا فاسق ؟؟
ضحك عليها طلال ::/ افتحي الباب الله يخليك ..
ضحكت سحر وفتحت له الباب .. وشافت في يده الدفتر ... وعلى طول التفتت لهم ..
سحر ::/ كلولولولولوش .. ابشركم جاء الفرج ... والدفتر هذا هو وصل .. يالله تغطوا علشان يزفه اخونا الكريم ..
ضحكوا البنات كلهم الا هي ... صوته الرجولي العميق قلب عليها المواجع .. ورجع لها الغصة اللي بحلقها ... ليه مااختار الا هالوقت اللي بتنزف فيه ريم علشان يخليني اشوفه واسمع صوته ...؟
دخل طلال وهو منزل عيونه والدفتر بيده .. وأريج وندى تغطوا وجلسوا في زاوية الغرفة بعيدين شوي ..
مد طلال الدفتر لريم اخته ينتظرها توقع .. لكن ريم رفعت راسها له والدمعة تأذن بالنزول ::/ لازم اوقع طلال ؟؟
ابتسم لها بحنان قطع قلب ندى اللي تطالعه من وراء الحجاب ::/ هذي حال الدنيا وانا اخوك... لكن وقعي وما جاك علي ..
تنفست ريم بعمق وضربات قلبها زادت والعرق ملى يدها .. وقربت للدفتر وعطاها طلال القلم ... وأخيرا وقعت ...
وصارت في هالساعة وهالدقيقة وهاللحظة حرم عبدالله بن محمد ... لكن هل ياترى بتتوفق وبتقدر هي واياه يكونون اسرة ؟؟ والا ممكن كل شي ينهد وما تصير فيه عائلة وهالتوقيع يلتغي بورقة او ظرف من ظروف الدنيا ؟؟
زغرطت سحر ::/ كلووووووووووووووووووووووووولووووووش
وتقدمت وحضنت ريم وبدت تبوسها ::/ مبروك ألف ألف مبروك يالغالية ..
حضنتها ريم ::/ الله يبارك فيك وعقبالك ..
والتفتت على البنات وبحركة مضحكة ::/ عقباااااااااااااااالكم كلكم واحضر ملكاتكم كلكم .. وياويلكم لو ماعزمتوني ؟؟
ضحكوا عليها الجميع .. وتقرب منها طلال ::/ واخوك ماله عقبالك ؟؟
انصدمت سحر لما سمعته وزادت غصتها على ندى بنت عمها .. تخيلت لو انها سمعت هالكلمة اللي قالها بهمس في أذن ريم .. وما قدرت تتوقع وش ممكن يصير ؟؟
حضنت ريم طلال وهو لف يديه عليها ..
ريم ::/ عقبالك يالغالي .. وارقص ان شاء الله في عرسك ..
ضحك طلال ::/ انتي وبنتك ..
استحت ريم وبعدت شوي عن اخوها ... قرب لها طلال وحبها مع جبهتها ومشى طالع من الغرفة ... والألم والحسرة يملون قلبه ..لكن مكابرته ورجولته اللي يحس انها ممكن تنقص خلته ما يوضح اي شي او اي تعبير على ملامحه واكتفي انه يختزن هالحزن في قلبه هو وبس ... لأن في اعتقاده ان هي اللي اختارت ... ومو من حقه يعترض عليها ولا من حقها تشوف تأثير انفصالها عنه ...!!
أكيد انها وحده من المتغطين ... مو أكيد الا هي ندى اللي جالسة على اليسار ...
الله يالدنيا .. كان المفروض نكون انا وانتي معهم اليوم وينعقد قراننا .. لكن يالله انتي اخترتي مشاري يكون زوجك .. والله يوفقك ... ويوفقني بعدك ...؟
--------------------------------------------------------------------------

و على ألحان هادية .. وأضواء خافتة ... دخلت ريم للمجلس الكبير المخصص لمثل هالمناسبات ... كان شكلها في الفستان والتسريحة والمكياج الترابي ... فوق الوصف ..
يعني كانت بالفعل عروس ونعم الإختيار ...
من شافتها ام عبدالله وانبهرت بشكلها بدت تقرأ عليها المعوذات وتسمي عليها وتدعي ربها يحرسها ويوفق ولدها معها ...
مشت ريم بخطوات بطيئة ... والأنظار كلها مسلطة عليها .. كانت خايفة في قلبها وأطرافها ترتجف لكن مشيتها الملكية ... ونظرتها الواثقة أخفت هالإرتباك اللي تحس فيه ...
ابتسمت لمياء من فرحتها بأخوها وزوجته ... ودعت ربها أن مخبرها يكون مثل مظهرها جميل وبرئ ... أما ندى فخيالاتها ودتها لبعيد ... تخيلت نفسها لوكانت مكان ريم الحين ... وانها هي اللي تنزف لطلال .. اللي تحلم فيه من لما وعت على الدنيا وعرفت تميزه وتميز غيره ..
وصلت ريم للكوشة وطلعت عليها ... وكانت المصورة تلتقط لها بعض الصور وهي فوق الستيج ...
بعدها جلست ريم على الكرسي ورجعت الأنوار اشتغلت والموسيقى الهادية راحت وحل مكانها ألحان راقصة ...قامت ام عبدالله والبنات علشان يروحون يسلمون عليها ... طلعوا لها الستيج وقربت منها ام عبدالله بابتسامة حنونة ونظرات فرحانة..
ام عبدالله ::/ مبروك حبيبتي ... الله يوفقكم ويخليكم لبعض ..
استحت ريم وحبت ام عبدالله على راسها ::/ الله يسلمك يا خالة ..
تقدموا منها البنات وسلموا عليها كلهم ... انعجبت ريم في سارة وجرأتها معها وعذا وخجلها البنوتي البرئ ... ولمياء راعية التعليقات والسوالف اللي ماتنمل .. حمدت ربها ان هذي هي بتكون عائلتها الجديدة ... يعني أكيد أم عبدالله ماراح تحسسها بفقدان أمها .. والبنات بيملون عليها وقتها ... ويونسونها ..
نزل الجميع من الكوشة ومابقى الا ريم جالسة فيها ...
و بعد فترة من وصول الريم للمجلس ... تقربت منها امها وهي مبتسمة ... ونزلت لها شوي وهي تسمي عليها ..
ام راشد ::/ مستعدة حبيبتي ..؟؟ ترى عبدالله بيدخل الحين ..!!
شهقت ريم ويدها على فمها ::/ لا يمه تكفين مو الحين ؟؟
ربتت ام راشد على كتفها ::/ يعني متى تبين ؟؟ خلاص خلصوا متعشين ووقت الشبكة الحين ...
مسكت ريم في يد امها تتوسلها ::/ يمه خلك معي تكفين ..
ابتسمت لها امها ::/ أكيد حبيبتي ... بس بيدخل معه راشد وطلال ..
ريم ::/ وأبوي ؟؟
ام راشد ::/ و من يقعد عند الرجال ؟؟ اخوانك هم اللي يجون معه ويمكن بعد بس واحد مو الأثنين ..
نزلت ام راشد من عند بنتها وبعد دقائق دخل عبدالله مع الباب الرئيسي ومعه راشد اخوها .. أول ماشافتهم ريم انتفضت وبغت تطيح مغمى عليها ... مو قادرة تستوعب الفكرة انه يدخل عليها وهي مامعها احد ,,,
انتبهت ام عبدالله لريم وشافت لونها انخطف .. رحمتها وطلعت الستيج كونها كانت قريبة منها ومسكت يد الريم وساعدتها توقف ..
شكرتها الريم في خاطرها لأنها فعلا أنقذت الموقف ... ووقفت وهي مستنده على يد ام عبدالله ...
وصل عبدالله للستيج والإحراج باين في عيونه واخواته يضحكون عليه ... طلع للكوشة وتقدم من الريم وسلم عليها ...
مدت ريم يدها المرتجفة وهي ماتدري وشلون تصافحه .. حتى هو ضاعت علومه ومايدري وش يسوي ؟؟
ابتسمت لهم ام عبدالله وسندت يد ريم وشجعتها تمد يدها ... سلموا على بعض وسلم راشد على أخته وبارك لها وبعدها نزل وطلع ...
قربت ام عبدالله لولدها وحضنته وهي تبارك له ...
ام عبدالله وعيونها تدمع::/ ألف مبروك حبيبي ... منك المال ومنها العيال ..
ابتسم عبدالله وهو يحب راس امه ::/ الله يطولي بعمرك يالغالية وتشوفين عيال عيالي .
طلعوا سارة ولمياء وعذا يباركون له ... ولما وصل الدور لعذا كانت واقفه في مكانها ودموعها أربع اربع على خدودها ومو قادرة تمسك نفسها ولا قادرة تتحرك من مكانها علشان تسلم عليه ...
ابتسم لها عبدالله ومد يده علشان تجي .. مومعقولة بتتسمر في مكانها بهالصورة..!
ماصدقت عذا شافت يده الا ورمت نفسها عليه وهي تصيح ... انحرج عبدالله وحاول انه مايحسسها بالإحراج مسح على شعرها وبعدها عنه ..
عبدالله ::/ ماله داعي كل هالصياح ؟؟ ترى انا مابهاجر ؟؟
ابتسمت عذا وسط دموعها ونظرات ريم لها ::/ عارفة بس تذكرت سفرك ...
ابتسم عبدالله بحزن::/ مو اول مرة أسافر عذا ؟؟
ضربتها سارة ::/ اعوذ بالله منك .. الحين هذا وقت تتذكرين هالخبر اللي مثل وجهك ؟
ابتسمت عذا ورد عبدالله ::/ والله ان وجه عذا احلى من الخبر ... الا وانتي الصادقة مثل وجهك انتي ..
تخصرت سارة وهي تشهق ::/ حتى في احلك المواقف توقف معها ضدي ؟؟
سكتتهم ام عبدالله ::/ انت واياها ترى احنا مو بالبيت ترانا قدام الناس استحوا على وجوهكم ولا تتهاوشون ..
ابتسمت ريم من قلبها لماشافت علاقته باخواته وعلاقتهم فيه .. توسمت فيه الخير وحست انهم ممكن يتفاهمون مادام انه مرن بهالشكل ..
طلعت ام عبدالله علبة الشبكة ووقفت جنب عبدالله وبدت تساعده هي ولمياء علشان يلبسها الطقم ... واول ماخلصوا ولبسها الخاتم آخر شي ..
رفع يدها لفمه وحبها وعيونه تطالعها ..
عبدالله ::/ مبروك يالريم ..
استحت ريم من تصرفه وسحبت يدها على طول وهي مستحية ::/ الله يبارك فيك ...
استانست عذا من اللي سواه عبدالله .. لكن سارة ماعجبها الوضع ... وما استساغت الفكرة ولازم الا تعلق ..
سارة بقرف ::/ يعني لازم بوسة اليد هذي ..؟
ضربتها لمياء::/ سويرة ؟؟
ضحك عبدالله::/ نشوف الفارس المغوار بكرة وش يسوي بك ؟؟
سارة باستهزاء ::/ اتحداه يحاول يقرب مني ؟؟ هالدور تبيه يحب يدي .. مستحيل .
ابتسم لها عبدالله وهو يطالع الريم ... منبهر في البنت اللي قدامه ...
فجأة ومن خطبوها له حس بأنه يحبها وكأنه يعرفها من زمان ... واليوم لما شافها حس ان روحه تعلقت فيها ... وانه خلاص غرق في حبها وما احد بينقذه منه ...
اما ريم فمن شافته داخل ومقبل عليها بكشخته وهي خلاص تحس بعضلة قلبها مرهقة و ما عاد قادرة تتحرك .. صدق ان جسمه نحيف وبياضه خفيف ... لكنه جذاب .. وقدر يجذبها ويسيطر على مشاعرها ....
------------------------------------------------------------------------------
بعد مانتهوا العالم من احتفالهم .. وتضيفوا وتعشوا .. تفرق الجميع والساعة وقتها كان قريب من منتصف الليل ...
التفتت ام عبدالله على بناتها ::/يالله نمشي ؟؟
وقفت لمياء وعذا ::/ يالله حتى أسامة متصل يقول انه ينتظرنا ..
لفت لهم سارة اللي كانت تسولف مع ندى وأريج ::/ يمه خلونا نقعد شوي ..
ام عبدالله وهي تطالع الساعة ::/خلاص يمه ماعاد الا خير الوقت تأخر ولازم نمشي عيب عند الناس ...
تنهدت سارة من الطفش وابتسمت لها ندى ::/ سارونة أصلا حتى انا بطلع الحين وأريج اكيد الحين بتروح فلا تكتأبين ..
ضحكت سارة ::/ شكرا لأنكم فاهميني ..
قاموا البنات مع أمهم وسلموا على الريم وأمها وودعوهم .. وبعدها لبسوا عباياتهم وطلعوا وكانت معهم ندى اللي ينتظرها زياد برا البيت ..
لما طلعت ام عبدالله قابلها زياد عند الباب يسلم عليها ويبارك لها في الشارع .. وقفت ام عبدالله والبنات ومعهم أسامة ينتظرونه يخلص سلاماته ..
زياد وهو يحب راس عمته ::/ مبروك يا عمه ما سويتوا لعبدالله .. وعقبال هالدلخ اللي على يمينك ..
صرخ عليه اسامة ::/ أول دورك انت يالشايب وعقب يجي دور الدلوخ ...
ضحكت ام عبدالله ::/عقبالكم كلكم .. واشوف عيالكم اجمعين ...
تنهد زياد :/ آمين ان شاء الله ويارب يكون باب الإجابة مفتوح في هالليلة ..
ردت عليه لمياء مبتسمة::/كان تطنزت على عبدالله علشان تلحقك الطنزة وتخطب قريب ..
ابتسم زياد ::/ حتى لو ماتطنزت انا ان شاء الله خاطب خاطب ..
حبت سارة تبدد شكوكها ::/ ومن هي اللي انت مصر على خطبتها بهالشكل ..
امتقع لون وجه عذا من الصدمة ؟؟ كيف تجرأت سارة تسأل هالسؤال وهي موجودة ؟؟ وعلى طول مشت تركب السيارة من دون وعي منها وكأنها مسيرة ...
اما زياد فتلعثم وعيونه على عذا اللي مشت وتركتهم لكنه تدارك الموقف ::/ لا عاد هذي خليها مفاجئة لكم ... مثل ما فاجأكم عبدالله أنا بفاجئكم ...
سكتت سارة لما خزتها أمها بنظرة نارية ... والا هي كان ودها تتمادى معه علشان يوضح موقفه ؟؟ هو يبي عذا والا صرف نظر عنها ويبي سحر ..؟
بعد سلامهم توادع الجميع ومشوا البنات يركبون السيارة وندى راحت لسيارتهم .. لكن ام عبدالله قبل لاتمشي وقفت زياد ومسكته ...
ام عبدالله ::/ وش صار عليكم ؟؟ قلت لأختك ؟؟
تنهد زياد مبتسم ::/ لا ماقلت لها شي للحين ؟؟
ام عبدالله ::/ وش تنتظر ؟؟
زياد ::/ مشاري نفسه قايل لنا لانقول لها شي ... يخاف لاتحسب أني رفضت طلال لأنه هو خطبها وبعدين تكرهه زود وماتوافق عليه أو توافق وهي مغصوبة ..
تنهدت ام عبدالله ::/ الله يقدم اللي فيه الخير .. يالله تصبح على خير ..
ابتسم زياد ::/ وانتي من اهل الخير .. لكن لاتنسين ترى مشاري موصينا ما نقول لها شي ..
هزت ام عبدالله راسها بالإيجاب ومشت رايحة للسيارة ...
لف زياد وراح يركب هو بعد السيارة وفي قلبه فرحة ما يقدر يوصفها ,, وحماس مشتعل غير عن كل مرة .. لأن عبدالله صديق طفولته تملك اليوم .. وهذا الشي عطاه دافع زيادة انه يستعجل على عمره ويخطبها ويرتاح باقي عمره من هالشوق اللي ذبحه ..
ركب السيارة وانقلبت معالم وجهه 180 درجة وصارت جدية لأبعد الحدود ... عقب اللي صار وهو يتعامل مع ندى بكل رسمية وما يتكلم معها الا في الشي الضروري ...
وهذا ماجاء الا بعد ماقدرت ندى تقنعه بقصتها الوهمية اللي حفظتها لها لمياء ووصتها تقولها له علشان تبعد الشكوك عن نفسها ومايظن فيها زياد ظن السوء ... ولا يظن في طلال وتكبر السالفة ...
فراحت له ندى بعد الموقف ووضحت له ان الهدايا كانت توصلها من معجبات في المدرسة .. وشرحت له تفاهتهم وحقارة تفكيرهم بس انها كانت تأخذها منهم اتقاء لشرهم وتحتفظ بالحلو منهم والشين ترميه .. وحلفت ان الخاتم استلمته من سحر .. وهذا هو الواقع انها فعلا مستلمته من سحر مو من طلال ...
ولما استفسر عن الصور ... تلعثمت وانحاست لأنها ماكانت تعرف عن هالسالفة ولاعملت حسابها وماتدري عن هالشخص اللي فعلا اتصل على زياد وقال له هالأقاويل ..في نفسها خافت بس قدرت تتماسك وتثبت قدامه و اقسمت له انها ماتدري عن اللي يصير ... ولا تعرف شي عن هالشاب واللي يمكن يكون بنت من المعجبات بس هي صدتها وما عطتها وجه فحبت تنتقم منها؟؟ وقالت له لو هو صادق خله يرسل لك الصور ؟؟ أصلا انا ما اعطي صوري أحد أبد ... إلا المقربين واللي اثق فيهم ..! وان كنت مصر خله يرد عليك وتأكد انه شاب ؟؟؟؟
انطلت اللعبة على زياد .. لكن لازال شايل بخاطره عليها ويحس بالقلق من الإتصال والكلام اللي وصله ؟؟؟ مو سهلة عليه احد يتكلم في عرضه ؟؟؟... لكن مصيبته هانت لما عرف انها مو من النوع الخربان اللي يواعد شباب ... زعل عليها فترة لابأس فيها لأنه ماكان يدري عن اللي يصير من وراه وأنها أصلا كانت تقبل هدايا من ناس مثل هالأشكال ؟؟؟ وسمحت للناس انها تطلع عليها حكي ..؟
طالعته ندى أول ماركب وحست ان العبرة خانقتها .. ماتعودت هالمعاملة القاسية من زياد ... معودها انه يكون لها الصديق اللي تفضفض له وتسولف عليه بكل شي ...
وخصوصا انه معودها بعد كل حفلة فيها عذا لازم يسأل بشكل غير مباشر عنها ..
ندى مبتسمة ::/ اليوم الحفلة كانت روعة .. الله يوفقهم ..
زياد باقتضاب ::/ آمين ..
تفشلت ندى لكنها ما يئست ::/ عقبالك ..
سكت زياد ومارد عليها ..
هنا ندى حست بوجهها طاح من الفشيلة لكن مع ذلك ماوقفت ...
ندى ::/ بنات عمتي اليوم ماشاء الله ماعليهم كلام ...
ابتسم زياد ::/ طول عمرهم ماعليهم كلام (( وطالعها بنظرات غريبة ))
ماحبت ندى نظراته ... حست انه يقصد بكلامه شي ثاني ... ومن هنا ماقدرت تتحمل ونزلت دمعتها غصب عنها ... لكن مسحتها على طول .. ومارضت بهالهزيمة ..
ندى ::/ تصدق ... اليوم عذا طالعة حركة كأنها عروس لو انك عاقد عليها وزافينكم كان ريحتونا من حفلة ثانية ...
ابتسم زياد ومارد عليها ..
ندى وهي مستمرة ::/ على بالك ماقلت لها هالكلام قلت لها ولايفوتك شكلها ...
سكتت ندى وماكملت ... وكأنها قاصدتها ...
وفعلا زياد اشتعل قلبه نار ووده يعرف وش كان ردها .. لكن مكابرته ماخلته يسأل ..
وندى تنتظر ردة فعله لكن لاحياة لمن تنادي ... وعلشان تأدبه سكتت وماكملت سالفتها لحد ماوصلوا للبيت .. ونزلت وعلى وجهها ابتسامة نصر خصوصا لما شافت نظرات زياد المتلهفة ..
لفت ندى لزياد وهي تبتسم ::/ تصبح على خير .. وعقبال ملكتك ...
زياد ::/ وانتي من اهل الخير ..
وطلعت درج غرفتها .. اما زياد دخل غرفته وعلى طول انسدح على سريره حتى من دون ما يبدل تارك لنفسه العنان انه على الأقل يتخيل ليلة ملكته .........
-----------------------------------------------------------------------------
بعد أسبوع من هالأحداث ... العائلة كلها كانت في المطار تودع ولدها اللي جلس عندهم مايقارب الشهرين ... الفراق صعب ووداع شخص غالي عليك يعني انتزاع روحك ،، فكيف إذا كان هالشخص هو ولدك ... أو أخوك ... أو زوجك ؟؟؟
الكل مجتمع ومسوين حفلة في صالة المطار ... اللي يصيح لكن من دون صوت واللي يعلق واللي بالموت قادر يسمك دموعه ...
كانت ام عبدالله تصيح بشكل يقطع القلب ... ومتمسكة في يد ولدها ومو راضية تفكه ... حتى عبدالله نفسه مو هاين عليه يترك امه . ولاهاين عليه دموعها اللي تذرفها على فراقه .. وفي لحظة يأس قرر أنه يتراجع عن السفر .. لكن تفكيره العقلاني منعه في آخر لحظة وذكره أن هذا مستقبله ... وانه بإذن الله راجع لهم قريبا ,,
اعلنوا عن فتح البوابات للرحلة المتوجهه لكندا ... ومع هالإعلان زادت دموع ا م عبدالله ومن وراها عذا ... اما لمياء فحاولت تتماسك علشان اخوها ونفس الشي سوت معها سارونة ...
ام عبدالله ::/ عبدالله طلبتك ..
عبدالله بابتسامة حزن ::/ عيوني اطلبيها يالغالية ..
ام عبدالله ::/ اول ماتوصل تكلمني بالتليفون .. حتى لو كان الوقت عندنا متأخر معليش اتصل انا انتظرك ...
حب عبدالله راس امه ::/ ابشري يمه .. ماطلبتي
ام عبدالله ::/ وانتبه لعمرك ... واحرص على نفسك وعلى دينك ...
هز عبدالله راسه بالإيجاب وهو مبتسم ... ::/ تربيتك يا الغالية ,, مايحتاج توصين ..
ترك عبدالله امه والحزن يمزق قلبه ,,, توجه لأبوه اللي حابس دمعته في محاولة منه انه ما يضعف قدام ولده ...
عبدالله وهو يحب يد ابوه ::/ يالله يبه .. في امان الله اشوفك على خير ..
ابو عبدالله ::/ الله يحفظك يابوي ... بس لاتبطي علينا بالإتصال ... وننتظر جيتك لنا المرة الثانية (( وابتسم له))
ابتسم عبدالله لأبوه ::/ الله يقدم اللي فيه الخير ...
تقدم لأخوانه يودعهم ... حضن أسامة بقوة وأسامة بادله نفس الشي ... صعب على الأخوان يتفارقون ,, واللي مصعبها أكثر أن هالأثنين مالهم غير بعض في هالدنيا ..
أسامة ::/ يالله عاد لاتسوي لنا فلم هندي .. رح توكل على الله ...
ضربه عبدالله بوكس في وجهه بخفيف ::/ مالت على اللي يودعك مو عليك انت ؟؟
سارة أول ماشافت هالمشهد راحت لأبوها وامتنعت تودع عبدالله وغطت عيونها بيدها ودموعها نزلت غصب ... أما لمياء في اللحظة الأخيرة ما قدرت تتماسك وغصب عنها صاحت وهي تسلم عليه وتودعه ... حاول فهد يهديها لكن لاحياة لمن تنادي .. إذا لمياء صاحت من يسكتها ..؟؟
أما عذا فطاحت في حضنه وهي منهارة .. كانت الرحلة على وشك انها تفوته لولا ان اسامة تقدم منها وسحبها غصب وحاول يهديها ويمسح دموعها وهو ماسكها من كتوفها... مهما يكون أسامة دفش في تعامله مع اخواته لكن يبقى قلبه حنون عليهم بزيادة ...
لما شاف عبدالله أسامة وعذا في هالمشهد .. قرب لأسامة وحط يده على كتفه ::/ انتبه لهم يا أسامة .. وحط بالك عليهم زين ... ولاتبهذلها (( وغمز له ))
ابتسم له اسامة بعبط ::/ وش تبي انت الحين ؟؟ ترى مهما صار هذولا أهلي واخواتي ,,, يعني عيوني .. انت بس ارقد وآمن ,,,
ابتسم عبدالله وودعهم جميعا وقلبه يتقطع على فراق أهله وديرته ... وعطاهم ظهره ومشى من دون ما يلتفت ... ولما تأكد انهم مايشوفونه نزلت دمعة من زاوية عينه قدر أنه يسيطر عليها ويمسحها قبل لايجتمعون اخواتها وبعدين من يمنعهم ...
رن جواله وصحاه من سرحانه ... و بدأ يدور عليه في جيوبه قبل لاينقطع .. ولقاه في الجيب الخلفي ... أول ماطالع أسمها ابتسم غصب عنه وحاول يتماسك أكثر من قبل ... خصوصا في هاللحظة محتاج انه يكون قوي ومتفائل علشان يشجعها ,,, لأنها مليون في المية بتكون منهارة .. إذا هي من يومين ماتقدر تكلمه بدون ماتصيح .. وش حال الحين وهي عارفة انه بيسافر ...
رد عبدالله بصوت حنون ::/ هلا والله وغلا ...
ريم ::/ هلا فيك ... وينك الحين عبادي ؟؟
عبدالله بهمس ::/ في قلبك ...!!
استحت ريم منه وماقدرت تحبس دموعها ::/ انت دائم في قلبي .. بس الحين انت وين على الأرض ؟؟
ابتسم عبدالله ::/ أول شي لاتصيحين .. لأني ما اقدر اسافر وانا آخر شي سمعته منك شهقاتك ...
مسكت ريم نفسها بصعوبة ::/ خلاص سكتّ .. يالله قول ؟؟ وينك ؟؟
عبدالله وهو واقف عند الجوازات ::/ أخلص اموري لأني بطلع الطيارة الحين ...
شهقت ريم بصدمة وزاد صياحها::/خـ ـ ـ ـلاص بـ ـ ـ ـ تـ ـ ـروح
تنهد عبدالله ::/ لاحول ولاقوة الا بالله .. ريماني وش قلت لك ؟؟؟ الله يخليك بدون دموع ...
ريم وهي تصيح ::/ عبدالله معليش تحملني .. ما اقدر امسك نفسي عن الصياح ...
خلص عبدالله إجراءات سفره وخلاص جاء وقت يركب الطيارة ...
عبدالله بصوت حنون ::/ الريم .. خلاص انا الحين بطلع الطيارة وبتوجه لكندا ... لكن هذا لايعني إنه ماراح يكون بيننا اتصال .. وبعدين ولايهمك كل يوم بتلقيني على المسنجر انتظرك ... وإذا تبين كل يوم أكلمك. أنا حاضر .!! هاه وش تبين بعد ؟؟
ابتسمت ريم وسط دموعها ::/ ابي سلامتك ... وتوصل بالسلامة وتنجح وتتخرج وترجع بالسلامة ...
عبدالله بخبث ::/ لا انا برجع قبل لااتخرج .. وقت التخرج انتي بتكونين معي ..
استحت ريم ::/ أوكي ... وبكون معك على طول بعد ..
حس عبدالله انه لازم يسكر لأنه مو قادر يمسك نفسه ودموعه ::/ يالله عاد يا بعدهم مضطر اسكر الحين لأني ركبت الطيارة .. توصين شي ..؟
ريم ورجعت تصيح ::/ لاتنساني عبادي .
ضحك عبدالله ::/ انسى نفسي ولا أنساك ... يالله مع السلامة ,,
ريم ::/ مع السلامة ...
سكت عبدالله شوي وسكتت ريم .. لكن ولا واحد منهم سكر السماعة ... كل واحد ضايع بأحلامه وأفكاره ,,
همس لها عبدالله :::/ اليوم أحبك اكثر من أمس ..؟
زادت شهقات الريم ::/ وأنا أكثر ...
سكر عبدالله السماعة من دون مايعقب او يعيد السلامات .. قفل جواله ورجعه لجيبه وجلس في كرسيه و الهم اللي في قلبه خف عن قبل بعد ما سمع صوتها ... وبعد ما ركب الطيارة واختفوا احبابه عن عيونه ... لكن مكانهم في قلبه موجود ومستحيل يتغير .............................!
وبعد هذا كله ...
خلصت اجازة الصيف وخلص معها الكسل والخمول والراحة الجسدية ... وبدت الدراسة من أول وجديد .لكن هالسنة مختلفة أكيد عن اللي قبلها .. والكل انتقل لمرحلة جديدة في سلمه التعليمي ... اللي انتقل للجامعة واللي وصل آخر سنة له في الثانوي واللي توه ينتقل لمرحلة الثانوي ... وهكذا .........
بدت أسابيع الدراسة تمشي من دون أي شي جديد يذكر .. غير انهم كل يوم يصحون الصبح بدري ويرجعون بعد الظهر ... لكن اللي جد في الموضوع أن أسامة صارت عنده سيارته المستقلة كونه بدأ يدرس في الجامعة وصار ضروري يكون عنده سيارة خاصة ... وسوراج رجع من إجازته السنوية وفرحوا به البنات موت لأنه هو الوحيد اللي يقضي مشاوريهم من دون ملل أو كلل أو حتى يمنّ عليهم مثل ماسوى بهم أسامة ... وعذا مجهده عمرها ومتحمسة للدراسة بقوة لأنها آخر سنة لها في الثانوي يعني السنة المصيرية ... أما سارة فكانت ساعة تجتهد وساعات عند حيواناتها والا عند التلفزيون .. مع ان اهلها محرصينها ومفهمينها ان اولى ثانوي اصعب مرحلة ولازم تنتبه لعمرها .. لكن ثقتها العمياء في قدراتها الروحية على النجاح مخليتها تطنش وتوسع صدرها ...
ندى وسحر وشلتهم ماعدا غادة اللي مأجلة فكرة الدراسة بعد زواجها دخلوا كلهم نفس الجامعة ونفس التخصص ... كانوا مستانسين ومبسوطين لأن الأجواء تغيرت عليهم عقب الثانوية والنظام المدرسي الممل ..
بعد ما استمرت الدراسة .. ودخل عليهم الشهر الكريم شهر رمضان وفي ثاني أسبوع منه اللي هو وقت الإختبارات الشهرية ...
كانت سحر جالسة على وحده من الطاولات وبيدها الكتاب تراجع أجوبتها وإذا كان فيه شي غلط عليها والا لا ؟؟ مادرت الا وأريج جايه لها تركض ... عقدت سحر حواجبها ونزلت كتابها ... وما تطمنت لملامح أريج المعفوسة ..
أريج وهي تلهث ::/ سحر قومي بسرعة ...
سحر ::/ ليش وش فيك ؟؟
أريج ::/ ندى طاحت عليهم بالقاعة وخذوها للطبيبة .. قومي نشوف وش فيها ؟؟
قامت سحر مفزوعة من كرسيها ::/ وانت من قال لك ؟؟
أريج وهي تمشي مع سحر ويهرولون ::/ رحاب تو اتصلت علي وانا توني طالعة من قاعة الإختبار وقالت لي انها خذتها للطبيبة ...
سحر بخوف ::/ الله يستر ...

مشوا الثنتين على عجالة وهم يهرولون لحد ماوصلوا المبنى اللي فيه طبيبة الجامعة ... دخلوا على طول للغرفة من دون مايدقون الباب وشافوا ندى متمددة على واحد من الأسرة ومعها رحاب جالسة جنبها ...
راحت سحر تركض لندى وقربت من سريرها ومسكت يدها ::/ ندى بسم الله عليك وش فيك ؟؟
ندى كانت مسكرة عيونها ومو قادرة تفتح ::/ تعبانة شوي يا سحر..
خافت سحر على بنت عمها لما شافت وجهها مصفر وعيونها ذبلانة . وعلى طول طلعت جوالها واتصلت على البيت ...
سحر ::/ السلام عليكم ،، مين ؟؟ سونيا ...؟
سونيا ::/ يس مادام ..
سحر ::/ سونيا تعالي الحين انتي وعبدالرزاق للجامعة بسرعة ..؟؟
سونيا ::/ ايوه مدام بس عبدالرزاق مو موجود ؟؟
لوت سحر بوزها ::/ و سليم ؟؟
ابتسمت سونيا ::/ آآ مدام موجود ؟؟
قاطعتها ندى ::/ سحر اتصلي على زياد ... لاتخلين السواق يجي ..
طالعتها سحر::/ أي زياد الله يعافيك متى بيوصلنا من جامعته ؟؟
بلعت ندى ريقها بوهن ::/ ماعليش انتي اتصلي عليه وخلاص ..
تنهدت سحر بقهر ::/ طيب ..
ورجعت تكلم سونيا ::/ خلاص سونيا لا تجين ... يالله باي ..
سكرت سحر السماعة من البيت وراحت تدور رقم زياد علشان تتصل عليه ..
رحاب مبتسمة ::/ إلى الحين وأخوك على ماهو عليه ؟؟ ماتغير ..؟
ضحكت سحر ::/ إلى بكرة .. وماراح يتغير خذيها مني ..
خنقتها العبرة ندى ::/ معليش انا راضية بأسلوبه ..
ضحكت رحاب ::/ هههههههههههههههههههههه يا حليلك وراك عاد متأثرة .. خلاص حبيبتي مادامه يعجبك فهو يعجبنا .. ولاتزعلين وتصيحين علينا ...
أشرت لهم سحر علشان يسكتون ...
سحر وهي مستحية ::/ السلام عليكم ...
زياد بصوت واطي ::/ هلا وعليكم السلام ..
سحر ::/ زياد انت وينك فيه ؟؟ (( استسخفت نفسها على السؤال ؟؟ يعني من متى الميانه أسأله ؟؟))
زياد مستغرب ::/ في المحاضرة الحين ..؟؟ تبون شي ؟
بلعت سحر ريقها وحاولت ماتخوفه زيادة ::/ سلامتك .. بس ندى شوي تعبانة وياليتك تجي علشان نوديها للمستشفى ؟؟
جمد الدم في وجه زياد ::/ وش تقولين ؟؟ وش فيها وش اللي خلاها تتعب ؟؟
سكتت سحر شوي وبعدين قالت ::/ مادري بس طاحت علينا بالقاعة والحين هي عند الطبيبة ...
قاطعها زياد ::/ خلاص تجهزوا ربع ساعة بالكثير وانا عندكم ..
سكر منها زياد من دون مايقول مع السلامة ...
طالعت سحر الجوال متفاجئة من تصرفه ولفت على رحاب ..
سحر ::/ لا ولا يفوتك ... مؤدب بعد ،، يسكر السماعة من دون مايقول مع السلامة ..
ماتوا رحاب وأريج من الضحك على شكل سحر .. أما ندى فيبدوا انها ماكانت معهم ومسكرة عيونها وبس ..
جلسوا البنات بغرفة الطبيبة لحد ما حسوا ان زياد قرب يوصل ... وفعلا خمس دقائق وبعدها اتصل زياد على جوال سحر يقول لهم انه ينتظرهم عند البوابة ..
قامت سحر اللي كانت لابسة عبايتها وخالصة ... وتساعدت مع أريج ورحاب ووقفوا ندى على رجولها ولبسوها عبايتها وهي مو معهم وكأنها قطعة قماش يودونه ويجيبونه بين يديهم ...
بعد مجهود مضني لبسوا البنات ندى عبايتها وشالت سحر شنطة ندى ومشوا لحد ما وصلوا البوابة اللي عندها زياد .. تركت أريج ندى ومسكتها سحر بقوة ومشت هي و اياها طالعين ..
أول ما شافهم زياد وتعرف عليهم تقدم منهم وحاول يمسك ندى عن سحر اللي باين ان شكلها متبهذله من حوسة عبايتها .. ولأنها مو حمل تمسك ندى وتسندها ..
مسك زياد ندى مع خصرها ومسك يدها بيده ..
زياد ::/ اتركيها عنك سحر وانتي روحي اركبي ...
هزت سحر راسها وتركت ندى بين يدين زياد القوية وراحت تركب السيارة ... بس وهي في طريقها لمحت بنتين يطالعون جهة ندى وزياد .. وساعتها حست بقلبها يغلي ... ودها لو تروح وتشيل لهم عيونهم هاللي يطالعون فيها .. توقعت انهم مستغربين هالبنت اللي طايحة بس مع ذلك مالهم حق يطالعون زياد ... ؟؟ خل يطالعون ندى وبس ...!!
ضحكت على نفسها وراحت تركب ..
أما زياد فحاول يمشي بشوي شوي علشان ندى ماتقدر تمشي كثير ..
زياد بنبرة حنونة ::/ يالله شوي ونوصل للسيارة ..
طالعته ندى ::/ مشكور زياد ...
سكت زياد عنها وما رد عليها لأنه حس انها تهلوس عليه .. وصلوا للسيارة وساعد زياد ندى تركب في المقعد الأمامي وهو على طول لف من الجهة الثانية وركب ..
حاول ينزل المرتبة حقتها لتحت شوي علشان ترتاح .. لكن هي رفضت وقالت ماله داعي ..
زياد ::/ وش فيك وش حسيتي فيه فجأة ..؟؟
بلعت ندى ريقها ::/ مادري والله .. فجأة وانا بسلم ورقتي اسودت الدنيا بعيوني وماعاد اسمع شي الا صوت طنين .. وماصحيت الا وانا بغرفة الطبيبة ..
زياد ::/ يعني حاسة انتي بهالدوخة من قبل والا هذي أول مرة ؟؟
ندى وهي تمسد جبهتها ::/ لا اول مرة ..
سكت زياد عنها ولا حب يرهقها بالكلام الكثير ...
أما تصرفاته فكانت تحت المجهر من قبل سحر اللي تراقب كل كلمه يقولها ,, وكل تصرف يتخذه تجاه ندى ...
رن جوال ندى وطلعته سحر من شنطتها تشوف مين ..
ندى ::/ من اللي يتصل سحر ؟؟
سحر مستغربة::/ مكتوب دلوعتهم ...
ندى ::/ ردي عليها وقولي لها اني نايمة ..؟
زياد مستغرب ::/ من هي ؟؟
لفت له ندى بنظرة جانبية ::/ عذا بنت عمتي ؟؟
مغصه قلبه زياد ::/ وليش ماتردين عليها ؟؟
ندى ::/ بتقول وش فيك؟؟؟ وراه صوتك متغير وبعدين بتخوّف عمتي علينا ؟؟.. عارفتها لازم بتقول لها ...
سكتوا كلهم علشان سحر تكلم عذا ...
سحر ::/ معليش ندى الحين نايمة ... ولما تقوم بقولها عن اتصالك ...
ابتسمت عذا ::/ خلاص يعطيك العافية .. وفرصة سعيدة سمعت صوتك سحر ..
ابتسمت سحر ::/ أنا أسعد .. يالله مع السلامة ..
عذا ::/ مع السلامة ..
سكرت سحر وعلى طول سألتها ندى ::/ وش قالت لك ؟؟
سحر بصوت واطي ::/ ماقالت شي .. قالت تبيك وقلت لها نايمة ..
زياد بعتاب ::/ كان رديتي عليها وحاولتي انها ماتدري عنك .. يمكن تبغاك في شي ضروري ؟؟
سكتت ندى شوي وبعدين ردت ::/ إذا وصلت الحين اتصل عليها ...
التفت عليها زياد ::/ الحين بنروح المستشفى ..
ندى بتوسل::/ لا الله يخليك مافيني شي .. بروح للبيت الحين وارتاح وصدقني المغرب مابيكون فيني الا العافية ..
زياد بحزم ::/ بنروح للمستشفى ...!
سكتت ندى عنه وما قدرت تناقشه لأنه إذا قال قال .. وبعدين هي ماتبي تناقشه زيادة .. بتسوي بالها انها شايلة في خاطرها عليه عقب اللي سواه ,, واللي سمعته منه ...
سكتوا كلهم وخذوا طريقهم للمستشفى وندى ساكته ما اعترضت ...
رن جوال زياد وعلى طول رفعه يشوف مين ولقاها عمته .. ابتسم و في خاطره (( متوقع انك بتروحين تقولين لها هي تتصل علي مو انتي ))
زياد ::/ هلا والله براعية هالصوت ... تبارك يومي بسماع صوتك
ضحكت ام عبدالله ::/ السلام عليكم ..
زياد ::/ وعليكم السلام والرحمة ...
ام عبدالله ::/ وش اخبارك زياد وش علومك ؟؟ وأختك كيف صحتها ؟؟
زياد ::/ بصحة وعافية انتي بشريني عنك ؟
ام عبدالله ::/ انا بصحة وسلامة ... وينك شكلك تمشي في الشارع ؟؟
ضحك زياد ::/ لايكون راكبة معي ؟؟
ام عبدالله ::/ لا بس صوت الهواء عندك شق طبلتي ..
زياد ::/ ايه والله تو اني طالع من الجامعة ..
ام عبدالله ::/ زين أجل ... ترى متصله عليك ابأكد عليكم ترى الفطور عندي اليوم .
تلعثم زياد ولف على ندى وبعدين قال ::/ لا ياعمة مو اليوم خليها وقت ثاني ؟
ام عبدالله باصرار ::/ لا اليوم تجون .. وش عندكم ماتبونها اليوم ؟؟ يعني مرتبطين ؟؟
زياد بسرعة ::/ لالا والله ماعندنا شي بس مانبي نكلف عليك ..
ام عبدالله ::/ لا كلافة ولا شي ... وبعدين اليوم بالذات انا مسويت لكم كل الي تحبونه ..
ابتسم زياد ::/ خلاص أنا ماعندي مشكلة بس اشوف ندى وش عندها و ارد عليكم ..
ام عبدالله ::/ ايه اتصلنا عليها من شوي وقالوا لنا نايمة ؟؟
زياد بخبث ::/ من انتم ؟؟
ام عبدالله ::/ احنا وبس .. ماعليك ؟؟
ضحك زياد وبصوت واطي همس لها ::/ ايه هذا انتي اذا جت علي اتصلتي انتي واذا جت على ندى خليتيها هي تتصل .. آخ منك بس ..
ضحكت ام عبدالله ::/ حلو يوم انك فاهمني ..
زياد ::/ افا عليك انا فاهمك دائما ..
ام عبدالله بمزح ::/ تجي نتزوج ؟؟
مات زياد من الضحك ::/ ياليت والله .. صدقيني مابلقى أحسن منك تفهمني وافهمها ..
ضحكت ام عبدالله بخجل ::/ المهم بسوي نفسي ماسمعت كلامك الأخير علشان ما أقوله لعمك محمد ويعصب ... وترانا ننتظركم على الفطور زين ؟؟
زياد ::/ خلاص انا مثل ماقلت لك اول ما اشوف ندى ارد عليك ..
اام عبدالله ::/ خلاص انتظرك ... يالله مع السلامة
زياد ::/ في امان الله ..
سكر زياد وعلى طول سألته ندى ..::/ وش تبي فيك عمتي؟؟
زياد وهو ينزل جواله ::/ تعزمنا على الفطور ؟؟
ندى مستغربة ::/ اجل خلاص ماله داعي المستشفى ..
زياد :/ لا المستشفى بنروح له وان شفتك بتتأخرين عندهم اتصلت عليها واعتذرت منها ..
رضخت ندى لأخوها وسكتت لما وصلوا للمستشفى قسم الطوارئ ... وقف زياد سيارته قريب من البوابة و نزل .. فتحت ندى الباب في محاولة منها تثبت لزياد ان مافيها شي وتقدر تمشي عادي وان اللي صار لها عارض صحي ليس إلا ..
لكن من نزلت وسكرت باب السيارة وراها وجربت تمشي خطوة الا والدنيا غشت عليها مرة ثانية حاولت تتماسك لكن ماقدرت حتى رجولها ماعاد قدرت تشيلها
صرخت سحر وهي تمسك ندى ::/ زياد ..
ركض زياد من وراء السيارة ومسك ندى قبل لاتطيح هي وسحر على الأرض .. مسكت ندى في يد زياد بكل قوتها ... تحس انها غرقانة في قاع البحر ومو قادرة ترد حتى نفسها ..مسكت في يد زياد وكأنها خشبة النجاة .. شد زياد يده حولها ورفعها بكل قوته علشان تنتصب في وقفتها ...
زياد ::/ ندى تقدرين تمشين والا اجيب لك كرسي ؟؟
سكتت ندى وما ردت عليه .. لكنها طالعته بنظره وكأنها تقول له ما اقدر افتح فمي بكلمة ...
هز زياد راسه ومشى هو وسحروهم ماسكين ندى لحد ما دخلوا و خذوها لغرفة الفحص وجاها الدكتور المناوب والممرضة ... طلب الدكتور من زياد يطلع علشان يكشف على ندى .. وامتثل زياد للدكتور لكن على مضض .. مايبي يطلع ويترك اخته مع الدكتور بروحها ... (( الغيرة تقتله ))
طلع هو وسحر وجلسوا على كراسي الإنتظار ... كان في خاطر سحر انها تستلذ بهالدقائق و هي جنبه ومعه ... لكن الظرف مايسمح بهالشي .. وتفكيرها ما تعدى حدود ان ندى تكون بخير ومافيها الا العافية ...
لفت على يمينها وشافته يهز رجله بتوتر وهو متسند باكواعه على ركبه ... كانت شفايفه تتحرك والظاهر انه يدعي ...
ابتسمت من خاطرها وهي تشوفه خايف على أخته وعلى طول جاء في بالها مشاري أخوها لما يتوتر من مواعيدها ...
طلع الدكتور وهو يتكلم مع الممرضة .. وبعدها مشت عنه الممرضة راجعة للغرفة ,,
هب زياد واقف وقامت وراه سحر وتوجهوا على طول للدكتور ,,,
زياد بلهفة ::/ هاه يا دكتور طمني ؟؟
طالعه الدكتور ::/ أنت زوجها ؟؟
زياد ::/ لا أنا أخوها ؟؟ خير ان شاء الله ..
ابتسم الدكتور ::/ مافيها الا العافية .. واللي صار لها نتيجة تعب وارهاق وفقر دم حاد جداً ... انا كتبت لها شوي تحاليل علشان أتأكد .. و طول هالفترة بتجلس عندنا علشان المغذي ؟؟
زياد ::/ بيآخذ وقت المغذي ؟؟
الدكتور وهو بيمشي ::/ ساعتين بالكثير ... أو أقل ..
زياد ::/ طيب مايصلح نرجع لك بعد الفطور ؟؟ يعني تعرف علشانها صايمه ؟؟
الدكتور ::/ أصلا حتى لو ماعطينها المغذي ورجعتوا للبيت لازم تفطر لأنها ماراح تتحمل الوهن والتعب .. حالتها ماتسمح تكمل صيامها أبدا ..
صافح زياد الدكتور ::/ زين مشكور دكتور.
الدكتور ::/ لا شكر على واجب ... بس انتم انتبهوا لهالشي وانتبهوا لأكلها لأن فقر الدم مو زين علشانها ...
هز زياد راسه مبتسم ومشى الدكتور عنهم يكمل دورته على باقي المرضى ...
سحر كانت منزلة راسها ودها تروح لندى لكن تنتظر زياد يمشي .. تفاجأت لما لف عليها زياد ..
زياد ::/ سحر أنتي ملاحظة انها ما تاكل ؟؟
تلعثمت سحر من انه يكلمها وعينه عليها مباشرة ::/ لها فترة ماتأكل .. يعني طول وقتها إما تذاكر والا نايمة وكل ماقلت لها تعالي نتسحر والا نآكل شي قالت مااشتهي ..
زياد وهو عاقد حواجبه ::/ من متى هالكلام ؟؟
بلعت سحر ريقها اللي تحسه نشف ::/ يمكن من بدء رمضان ؟؟
زياد بنبرة تفكير ::/ يعني من عرفت بخطبة مشاري ؟؟
سكتت سحر وهي تطالعه وقبل لاتسرح في ملامحه قالت ::/ شي من هالقبيل ..
ابتسم زياد ::/طيب يالله ارجعك للبيت . مو معقولة بتنتظرين معنا ساعتين وانتي تعبانة من الجامعة ..
حست بقشعريرة من كلامه ... ومن نظرة الإصرار في عينه ..::/ لا ماعليه انت خلك مع ندى وانا بتصل عليهم في البيت يجون يآخذوني ؟؟
عقد زياد حاجبه زياد ::/ من فيه يجي يآخذك ؟؟
سحر مبتسمة من اهتمامه ::/ بشوف السواق ووحده من الشغالات ..
ابتسم لها زياد ::/ خلاص بس احرصي ان الشغالة تكون معه .. والا خليني أوصلك ؟؟
سحر ::/ لا ماله داعي اكيد بتجي الخدامة .. بس عاد قبل بدخل أشوف ندى الحين ,,,
دخلت سحر على ندى وقلبها يدق طبول يسمعه اللي في آخرالسيب ؟؟؟ زياد يكلمها مباشرة ويقول لها بوصلك ؟؟؟ ليتها تهورت ووافقت يوصلها ؟؟؟ لكن يالله ماتبي ندى تجلس بروحها في المستشفى ...!
أما زياد فـ ماكن في باله ان اللي سواه شي كبير بالنسبة لسحر ؟؟؟ وحتى ما اهتم . وكل اللي يشغله ندى وبس ...!! وعلى هالحال راح يحاسب المستشفى علشان التحاليل والكشف ...
----------------------------------------------------------------------------
وصلت أريج للبيت وقلبها مهموم على ندى واللي صار لها ... من خلال كلام ندى لها متأكدة مليون بالمية ان اللي فيها بسبب خطبة مشاري ... لأن ندى عمرها ماتخيلت نفسها تكون زوجه لواحد من عيال عمها .. لأن مشاري باختصار ماتحب تسلطه ودكتاتوريته .. ومصعب تعتبره مثل زياد ... ومسألة ان مشاري يخطبها من بعد طلال اللي تحبه فهي اللي سببت لها أزمة .. وإصرار زياد عليها انها توافق خلى شهيتها تتسكر وماعاد تطيق تآكل أو حتى تسولف ...
وعت من سرحانها لما سمعت صوت شي كأنه انكسر .. راحت تركض من على الدرج تشوف وش صاير لكن فجأة طلع في وجهها راكان اخوها وشكله يرثى له ... هاليومين متغير بزيادة .. صاير عصبي أكثر من قبل ولا أحد يقدر يكلمه أو يحاكيه ..
كان معصب وعيونه تطلق شرار ... وجسمه ينتفض كله من فوق لتحت ..
أول ما تواجه مع أريج دزها من قدامه ولو أنها ماتمسكت في الترابزين زين كان طاحت وتكسرت ... مشى وكأنه ما سوى شي وطلع من البيت ..
أما اريج فتنهدت بقهر ... ودخلت للبيت تركض ... شافت الصالة ومالقت فيها أحد ..
مشت للمطبخ وشافت عبير أختها جالسة على الطاولة وماسكة يدها وهي تنزف ...
أريج بخوف ::/ عبورة وش فيك ؟؟
رفعت عبير راسها والدمعه بعينها ::/ من غيره أخوك ...
قربت أريج لأختها وشافت الجرح اللي بيدها ... شهقت أريج ::/ وش منه هالجرح ؟
عبير وهي تصيح ::/ راكان حسبي الله عليه بغى يذبحني ..
شهقت أريج وهي رايحة للصيدليه تجيب ضماد ومطهر ::/ وش اللي صار له .. وأمي والبنات وينهم ؟؟
عبير وسط دموعها ورعشة خوفها ::/ أمي نايمة فوق والصغار في بيت ام علي أما هالوحش فدخل علي المطبخ معصب ومنتهي .. سألني عن حبوب له في غرفته قلت له ما أدري عنها .. سفهني وقال ان ربعه بيجونه اليوم .. بس انا عارضته وقلت له ماعندنا شي نضيفهم به ..
أريج وهي تمسح الجرح ::/ ليه عارضتيه كان خليتيهم يجون وخلاص ..؟
عبير ::/ مجنونة انتي يجون ... الحين انا ما انام بالليل مرتاحة وهم مو عندنا ولانعرف عنهم شي .. بعد الحين تبينهم يدخلون البيت مستحيل وأنا عارفة العينة اللي يخالطهم ..
طالعتها أريج شوي وبعدين قالت ::/ طيب وش سالفة هالجرح ..
عبير ::/ خذ السكينة اللي بيدي وهو معصب .. عاد انا خفت يسوي فيني شي وبقيت ماسكتها .. هو يشد وانا اشد لحد ما انجرحت ... وهو ضعف في الأخير وماقدر يقاوم ومالقى قدامه غير الصحن ورماه وتكسر ...
أريج ::/ الله يآخذه عنا ونفتك .. هذا اخو بالله عليك ..؟ مالت عليه لو يجي يشوف اخو ندى وش سوى يوم درى انها تعبانة .. وذا المتخلف يبي يذبحك ..
سكتت عبير وحرقتها في قلبها تزيد ... مو من الجرح بس من الكلام والتهديد اللي سمعته من راكان اخوها ... عز عليها يكون هذا هو اخوها وعضيدها في هالدنيا اللي مالهم فيها أحد غير رب العالمين ..
---------------------------------------------------------------------------

dali2000 13-03-10 02:39 PM

خلص زياد إجراءات المستشفى وبعدها رجع لغرفة ندى يتطمن عليها ... فتح الباب وكانت في وجهه سحر بتطلع ،، ولو انه ماقدر يمسك نفسه كان طاحت البنت عليه .. لكن الحمدلله جت سليمة وقدر يبعد شوي عنها ... أما سحر فـ بغت تموت من الفشيلة لما ضرب كتفها صدر زياد ... ماتوقعت انها ببتلاقى معه عند الباب ؟؟ ولا توقعت منه انه يفتح على اخته الباب من دون ما يتنحنح أو يصدر أي صوت ...
زياد بإحراج ::/ بتروحين الحين سحر ؟؟
رفعت راسها سحر ::/ إيه السواق عند الباب ... (( والتفتت على ندى)) ندوش تبين شي أرسله لك .. والا لا؟؟
ابتسمت لها ندى ::/ لا سلامتك ..
زياد ::/ بس اذا وصلتي للبيت اتصلي علينا او ارسلي مسج ... زين ؟
سحر ماتت في مكانها أو بالأحرى ذابت من مجرد هالكلمة ؟؟ حست ان في اهتمام من ناحيته تجاهها ... بلعت ريقها ::/ إن شاء الله .. يالله عن أذنكم ..
طلعت سحر وسكر زياد الباب من وراها وتقدم لسرير ندى ..
ندى من طلعت سحر رفعت راسها وغمضت عيونها وكأن زياد مو موجود ... تنهد زياد وسكت شوي .. بعدها كتف يديه وأطال النظر فيها يبيها تتكلم والا تفتح عيونها لكن لاحياة لمن تنادي ...؟
زياد بحاجب مرفوع ::/ يعني تعاقبيني ؟؟
فتحت ندى عينها ببرود وطالعته بعباطة ::/ نعم ؟؟؟
ابتسم زياد وهو يأشر عليها ::/ الحين انتي تعاقبيني أنا ؟؟ (( واشر على نفسه ))
ندى ::/ ليش ..؟؟ انت سويت شي يسوى أعاقبك عليه ؟؟ وبعدين وين العقاب ؟؟ ما أتذكر اني سويت لك شي ؟؟
قرّب زياد أكثر لحد ماوقف عند نهاية السرير ::/ وهالمغذي اللي في يدك ؟؟ واللي صار لك اليوم ماتسمينه عقاب لي ؟؟
ابتسمت ندى ::/ من قال ؟؟؟
جلس زياد على طرف السرير وكفوفه بحضنه ::/ أنا أقول ...!! لأن الدكتور يقول انك ما تآكلين ,, وسحر أكدت لي هالشي ؟؟؟
تنهدت ندى بألم ::/ شهيتي هاليومين مو مفتوحة ؟؟
زياد ::/ من سالفة مشاري ؟؟
ارتبكت ندى ::/ يمكن إيه ويمكن لا ؟؟ ما أدري ..
ابتسم زياد شوي وبعدين بدت الجدية في عيونه وهو يقول ::/ اسمعيني زين يا ندى .. أنا لما قلت لك اني أبغاك تتزوجين مشاري لايعني اني افرضه عليك وإنما اوضح لك انه انسان مايتفوت أبدا وقد الثقة . ولما يكون هو زوجك بكون انا متطمن عليك ماحييت .. لكن القرار في النهاية راجع لك .. وانتي ادرى بمصلحتك ..
ندى بابتسامة سخرية ::/ طيب ومن اللي قال لي ... ((( ما راح أرد عمي مرة ثانية لو وش ما صار ؟؟)))
ابتسم ::/ أنا قلت لك لأني فعلا أبي أأثر عليك ... عمي خطبني لبنته وانا رفضت
قاطعته ندى ::/ ليه رفضت كان وافقت علشان انا ما اتورط مع هالمشاري ...
طالعها زياد بتعجب ::/ ويهون عليك أخوك مايآخذ اللي يبيها من وهو صغير ؟؟؟
سكتت ندى وماردت عليه ...
كمل زياد ::/ أنا لما رفضت عمي رفضته لأني اعتبر نفسي خاطب ... وعمتي الحين يعتبروني حاجز بنتهم .. فهل من العدل اني اقبل بخطبة وانا خاطب ؟؟ لكن انتي لما طلبك مشاري ماكان فيه احد خاطبك او حاجزك او متقدم لك ... وهذا اللي خلاني أقرب بهم ... بالإضافة إلى أني ما أشوف شي مو كويس في شخصية مشاري تخليني ارفضه ؟؟؟ بالعكس انا من زمان كنت اتمنى انك تآخذينه ... وعموما انا لايمكن أحط مشاري وطلال في مقارنة لأن مشاري هو اللي يغلب وانا ارتاح لمشاري واثق فيه أكثر ...
تنهدت ندى ::/ ولو قلت لك اني مو موافقة ؟؟
سكت زياد شوي وبعدين طالعها ::/ جيبي لي سبب مقنع وانا ارفضه ..
ندى ::/ أنا ما ارتاح له ...
زياد ::/ انتي اللي مقنعة نفسك بهالكلام ... لكن حاولي تقنعين نفسك انه رجال والنعم وما يتفوت ... وبعدين هو وعمي كلهم طلبوك مني ... يعني شارينك ... وانا عطيتهم الموافقة المبدئية ...
ندى ::/ يعني انا مو مهم رايي .. الأهم انك انت وافقت ؟؟
تنهد زياد ::/ لاحول ولاقوة الا بالله .
تعدل في جلسته وبعدين كمل ::/ ندى صدقيني مشاري ماينعاب وانا أثق فيه اكثر من نفسي ... وضامن انه هو اللي بيسعدك وبيحفظك أكثر من نفسه .. وبعدين أخلاقه أخلاق رجال ... وصدقيني لو فيه شي واحد مو مضبوط كنت برفضه حتى قبل لاأشاورك ... لكن شوفي انتي استخيري وفكري ... وعقبها يحلها ربك ... لكن لاتجين تقولين لي ما ارتحت له ... بليز لأني مااقتنع بهالأشياء ...
ضحكت ندى بسخرية :: زياد أنت موافق ومنتهي ... بس جاي تشاورني شكليات ؟؟
سكت زياد وما عقب على كلامها ...
سكتت ندى وهزت راسها لكن حبت تغير الموضوع ::/ الحين بنروح بيت عمتي ؟؟
ابتسم زياد لها بحب ::/ إن شاء الله .. باقي وقت على الآذان يعني يمديك تخلصين من هالمغذي ونطلع ونروح لهم ...
لوت ندى بوزها ::/ عاجبك الحين ؟؟ خليتني افطر وانا ما ابغى ..
ضحك زياد ::/ معليش هاليوم يهون علشاني ...
قطعت علهم الممرضة داخلة ومعها عدتها علشان تسوي تحليل لندى وتآخذ منها عينات دم .......................
-----------------------------------------------------------------------------
دخلت لمياء البيت وبيدها صينيه مغلفة .. لقت ابوها في الصالة يقرأ القرآن بصوته الأجش وبترتيله اللي يخليك تخشع غصب ... كانت جنبه سارة وقطوتها في حضنها وهي مغمضة عيونها وتتسمع أبوها ...
لمياء ::/ السلام عليكم ,,, (( وقربت لأبوها تحب راسه ..)
ابو عبدالله مبتسم بحب ::/ هلا والله وغلا وعليكم السلام .. نوّر البيت ..
سار بقهر ::/ يبه لو سمحت لاتعطيها حقوقي ؟؟ وبعدين انتي كان دخلتي بسكات الا لازم تخربين علينا روحانيتنا ؟؟
طالعتها لمياء بحاجب مرفوع ::/ وانتي حضرتك وش تسوين قاعده هنا ؟؟ ليه ماتروحين مع امي للمطبخ تساعدينها ؟؟؟
لوت سارة بوزها ::/ هي طردتني تقول ما ابي مساعدتك بس فكينا من شرك ..
ضحك ابوها عليها ::/ أكيد هالبلوى داخله معك صح ؟؟ (( ومسح على القطوة ))
ضحكت سارة ::/ إيه وهي تقدر تتخلى عني (( وحضنتها ))
لمياء بقرف ::/ الحمدلله والشكر ...
أبو عبدالله وهو يقوم ::/ تعرفين امك ماتحب القطاوة ليش مدخلتها معك المطبخ ؟؟
سارة ببراءة ::/ يبه هي اللي تلحقني مو انا اللي أجيبها ..
ابو عبدالله ::/ المهم صرفيها قبل لاتنزل عذا وتزيدينها ترى اللي فيها كافيها ... (( التفت على لمياء)) فهد دخل ؟؟
ابتسمت لمياء ::/ ايه في المجلس معه أسامة ومهند ..
هز ابو عبدالله راسه ومشى رايح للمجلس ...
التفتت لمياء على سارة ::/ وش فيها عذا ؟؟
طالعتها سارة بحزن ::/ ماتت لولي ؟؟
شهقت لمياء ::/ كذااااااااااااااااااااااااابة ؟؟ متى؟؟
تسندت سارة على الكنب ::/ اليوم بعد صلاة العصر ... طلعت عذا لهم وشافتها في القفص تعبانة خذتها في حضنها حاولت تمسح عليها وتأكلها لكن فجأة بدت تطلع أصوات وماتت ...!!
جلست لمياء جنب سارة ::/ في حضن عذا ماتت ؟؟
هزت سارة راسها بالإيجاب ..
لمياء ::/ وش سوت عذا طيب ..
سارة ::/ نزلت لنا تركض وهي تصيح ولولي بين يديها .. راحت لأبوي تبيه يوديها للمستشفى لكن يوم شافها أبوي لقاها ميته ...
لمياء ::/ طيب وبعدين ..
سارة :/ ايه بس الحين هي تصيح بغرفتها وتقول ابوي هو السبب ماوداها للمستشفى وتركها تموت ...
ضربتها لمياء على كتفها ::/ وانتي جالسة هنا مع هالخراب اللي معك وامي ياحياتي في المطبخ بروحها وانا على بالي معها عذا .. لا وفوق كل هذا مارحتي عند عذا تحاكينها ..
سارة بدفاع ::/ أقول لك مقفلة الباب على نفسها وماترد علينا ... وامي طردتني من المطبخ ...
تنفست لمياء بعمق ::/ طيب انا بروح لأمي الحين .. وانتي اطلعي شوفي هالخبلة اللي فوق قولي لها الحين بيأذن وتخلي عنها هالخرابيط ..
شهقت سارة تتطنز ::/ الحيــــــــــــــــــن هذا كله خرابيط ؟؟ إن لولي تموت في حضنها ويتيتمون عيالها المواليد هذا خرابيط ؟؟؟ وان ابوي مايوديها للمشتسفى خرابيط .. آآآآخ منك بس يالمياء ياعديمة الإحساس ..
ضحكت لمياء من كل قلبها ::/ سويرة عيب عليك .. لاتتطنزين ترى الطنزة تلحق راعيها ... وبعدين وش تسوين اذا صارت أختك من هالنوعية ؟؟ نكبها في الزبالة مثلا ؟؟
سارة ::/ لاماتوصل هالمواصيل .. بس عاد تجمد شوي موكأنها جيلي ... عجزت وانا اقول لها أن كنق مات بين يديني انا بعد وماسويت شي ،، كل اللي سويته اني عطيته ابوي وقلت له يبه لو سمحت ادفنه ...
عطتها لمياء ظهرها وهي للمطبخ ::/ بس الناس مو مثلك عديمي الإحساس ؟؟
سفهتها سارة ومشت لمياء رايحة لأمها في المطبخ ..
.
.
.
.
.
قبل آذان المغرب بوقت قصير تقابل زياد وندى الى توهم وصلوا لبيت عمتهم مع ام عبدالرحمن وابو عبدالرحمن عند باب البيت ... استانس زياد من قلبه لما شاف ابو عبدالرحمن .. مايدري ليش يحس بالراحة تجاه هالشايب التقي اللي نور الطاعة يشع من وجهه ... وزايده حشمة ووقار هالشيب اللي غازي لحيته وشعره ...
زياد ::/ هلا والله يا عمي ...
ابو عبدالرحمن مبتسم ::/ هلا ومرحبا بولد سلطان ... وشلونكم يابوي ؟؟ وش علومكم ؟؟
زياد وهو يحب راسه ::/ بخير ونعمة .. أنت اللي طمنا على صحتك وسكرك ؟؟
ابو عبدالرحمن ::/ لله الحمد والمنة ... عطانا وماشكرنا ... وفوق هذا نستزيده من فضله وحنا ماعطيناه حقه ...
ابتسم زياد ::/ الله يتوب علينا اجمعين
ابو عبدالرحمن وهو يربت على يد زياد::/ آمين ...
فتح أسامة الباب بعد ما دقته ندى وتقابل معهم وسلم عليهم ... ودخلوا كلهم وبقت ام عبدالرحمن هي آخر وحده ...
أسامة يمزح::/ يالله يمه ادخلي بسرعة والا ترى بسكر الباب عليك ..
ام عبدالرحمن ::/ هذا من كرم اخلاقك تسكر الباب بوجهي ؟؟
أسامة وهو ماسك الباب ::/ وش اسوي الحين بيأذن وانا بروح ادعي ربي مو فاضي لك اقعد انتظرك ..
ضربه زياد على كتفه ::/ استح على وجهك ...
ام عبدالرحمن تكلم زياد::/ هذا بايع الحياء من يوم انولد ... وانا ما أواخذه على فعايله وانا خالتك ..
دخلت ام عبدالرحمن ومسكتها ندى ودخلت هي واياها للصالة الداخلية ..كانت سارة ولمياء يجهزون السفرة ... وأول ماشافوا جدتهم وندى داخلين الصالة تركوا كل شي من يديهم وقربوا لهم يسلمون عليهم و يقلطونهم ...
طلعت ام عبدالله من المطبخ ومعها صينية في يدها بتوديها للرجال ... بس يوم شافت خالتها نزلت الصينية وسلمت عليها ...
ام عبدالرحمن ::/ اجل وين الغزال ؟؟
ضحكت ام عبدالله لما شافت تعابير وجه سارة المنقهرة ::/ بتنزل الحين ياخالة ...
التفتت ندى على سارة تستفهم ::/ من تقصد جدتك ؟؟
طالعتها سارة بنظرة غرور ::/ من تقصد ؟؟ أكيد انا حبيبتي ..
طالعتها لمياء بنص عين ::/ متأكدة انها مو عذا ..؟
ضحكت ندى ::/ أغير منك ماشفت يا سويرة....................!
اجتمعوا البنات مع ام عبدالرحمن حول السفرة اما ام عبدالله فـ شالت صينيتها وطلعت للمجلس تسلم على عمها ابو زوجها وتحط الصينية عندهم ...
أول مادخلت فز زياد يسلم عليها لأنه توه واصل وتقدمت ام عبدالله وسلمت على ابو عبدالرحمن ... وقررت تجلس شوي معهم لحد ما يأذن وتروح تفطر مع البنات ..
ابو عبدالله ::/ الجوهرة مانزلت عذا ؟؟؟
طالعته ام عبدالله ::/ لا يوم اجيكم وهي ما نزلت ... يمكن تنزل الحين ؟؟
ابو عبدالله ::/ وشلون ماتنزل والحين بيأذن ؟؟
أسامة ::/ يبه إذا أذن وقرصها الجوع بتنزل من نفسها صدقني ...
تنهد أبو عبدالله لأن الوضع مو عاجبه ... وحبستها فوق في غرفتها مالها داعي ..
التفت فهد لأسامة ::/ وش فيها ؟؟ وش انتي مسوي فيها بعد هالمرة ... والله يخليك لاتقول لي لمياء مشاركتك ..!
ضحك أسامة بعنف ::/ لالا ارقد وآمن هالمرة انا مالي يد فيها .. كل اللوم على ابوي ؟؟
طالعه ابوه بنظرة غضب ::/ لايكون انا اللي ذابحها ؟؟
أسامة يتطنز ::/ لالا وش دعوى بس انت ما أخذتها للمستشفى ..
زياد مستغرب ::/ من اللي تعبانة ولا خذتوها للمستشفى ؟؟
أم عبدالله بابتسامة خفيفة ::/ أرنبها لولي ... اليوم العصر ماتت
انصدم فهد ::/ لولي ما غيرها ؟؟
أسامة بحزن مصطنع ::/ شفت عاد .. ويتقبل العزاء في منزلهم الكائن عندنا ..
تفاجأ زياد من شهرة هاللولي ::/ طيب ماتت الله يرحمها وش فيها هي متأثرة لهالدرجة ؟
ام عبدالله ::/ هي متعودة عليها و من زمان وهي عندنا وبالزود ماتت وهي معها و توها والدة فـ جابتها لأبوها يوديها للمستشفى بس عمك الله يهديه صدمها وقال لها انها ماتت ولا له داعي يآخذها للمستشفى ...؟
ابو عبدالرحمن ::/ والحين هي زعلانة من هالشي ؟؟
هزت ام عبدالله راسها بالإيجاب وعلى وجهها ابتسامة خفيفة ..
هز ابو عبدالرحمن راسه ::/ لاحول ولا قوة الا بالله .. هالبنت رخوة ...!! مادري وش بتسوي باقي حياتها ... ؟
ابو عبدالله ::/ يبه تراها مقيولة .. تخيروا لنطفكم فإن العرق دساس . وانا عاد ماتخيرت لنطفي زين وبلاني ربي بهالبنت لا ومعها اخوها بعد ...
طالعته ام عبدالله بنظرة نارية ::/ لايكون متحسف على زواجك ؟؟
ضحك أسامة ::/ هههههههههه والله وشبت بينهم ؟؟؟
قام ابو عبدالله من مكانه ::/ لا من قال ؟؟ المهم انا بطلع اشوفها عساها ترضى تنزل معي ...
أسامة ::/ لابتنزل معك .. يوم انك انت السبب وانت اللي جيتها تراضيها بتنزل معك ..
ابو عبدالله :/ والله مادري عن هفات أختك ... إن مامسكت معها ورفضت تحاكيني .
ابو عبدالرحمن ::/ لالا مايكون الا خير انت رح بس ...
دخل ابو عبدالله الصالة بعد ماتنحنح وسلم على أمه قبل كل شي وبعدها استأذن منهم وطلع الدرج ... بس استوقفته امه لما نادته ..
ام عبدالرحمن ::/ كان حاس قلبي ان فيها شي وانتم السبب ... قل هالمرة وش مسوين فيها ؟
ضحك ابو عبدالله ووهو واقف على الدرج ::/ والله يمه مالنا ذنب .. بعد بنتذمر من قضاء ربي ..
وشرحت لها سارة اللي صار من البداية للنهاية ..
ام عبدالرحمن وهي تضرب كف بكف ::/ حسبي الله على بليسكم كل هالفترة تاركينها بروحها فوق ولا احد منكم طلع لها يشوف وش صار عليها ..
سارة ::/ يمه انا رحت لها ولا كلمتني . الله يقلع بليسها فشلتني حتى ماردت علي ..(( ولوت بوزها))
قامت ام عبدالرحمن ::/ اصبر يا محمد ابطلع معك ....
ابتسم ابو عبدالله وانتظر امه علشان يمسكها مع يدها ويساعدها تطلع الدرج .. اختفوا من عيون اللي جالسين بالصالة طالعين فوق ... ودخلت ام عبدالله على البنات وجلست على السفرة جنب ندى وقدامها سارة أما لمياء فكانت تنوم ولدها بالمجلس الثاني ..
ام عبدالله وهي تصب القهوة وفقدت خالتها::/ وين جدتك ؟؟
سارة ::/ راحت مع ابوي لشهريار ..
رفعت ام عبدالله عينها لها تستفسر مستغربة ...!!
ابتسمت ندى ::/ راحوا لعذا ...
فتحت ام عبدالله عيونها مستغربة وبعدين ضحكت بخفيف ::/ يا حبي لبنتي خذت مكاني .. أيام بداية زواجي كنت اسوي سواتها ولا أرضى الا اذا طلع لي ابوك وأحيانا تجي معه أمك نورة ...
سارة بقهر ::/ والله زمن ...!!أنتي معليش يعني زوجته ومن حقه يراضيك بس الحين هذي الدوبا بنته .. لا وفوق هذا ليته غلطان عليها كان قلنا معليش ..؟؟
ام عبدالله ::/ بس انا كنت كذا قبل .. لو يجي واحد من الشارع ويقول لي انتي مو حلوة أزعل ولا أرضى الا لما يجي ابوك ويقول لي كم كلمة ...
تنهدت سارة وهي تضرب على صدرها ::/ يا ويل حالي عليك يايبه ... مبهذلين فيك هالبنات الدلوعات ...
ضحكت ندى بحزن ::/ خليها تتدلع على أبوها انتي وش لك بينهم ؟؟
سارة بصراخ ::/ مقهورة على ابوي اللي ضاع بينهم ...
ام عبدالله ::/ هذا هو معنا لاضاع ولاشي إلا زادت مكانته ..
سكتت سارة وماعلقت وسكتوا كلهم في جو هادئ يدعون ربي يتقبل منهم .. لأن للصائم دعوة لاترد عند فطره ...
جت لمياء وشاركتهم الجلسة .. وبعد دقائق نزل ابو عبدالله ووراه ام عبدالرحمن وعذا ماسكتها ...
ابتسمت ام عبدالله ولفت لندى اللي جالسة جنبها :::/ هذا هو شريطي في الماضي .. كأنه ينعاد قدامي ...
ابتسمت ندى لعمتها ::/ يا خوفي انك تغارين منها ...
ضحكت ام عبدالله على تعليق ندى وطالعت في عذا اللي عيونها متنفخة من الصياح .. ووجهها تحول للون الوردي كله من كثر ما تصيح بروحها في غرفتها .. وكأنها حست بقلبها أن عذا ماكانت تصيح بس على لولو .. لا كانت تصيح بعد زيادة لأن ابوها ما عبرها ولا جاء لها طول ماهي جالسة بغرفتها ...
أذن عليهم المغرب وسموا بسم الله وابتدوا فطورهم .. الله يتقبل منا ومنهم ...
-------------------------------------------------------------------------------

ابتدوا فطورهم وبعد دقائق دخل عليهم مشاري يسلم ...
طالعه ابوه بعتاب ::/ وين كنت ؟؟ كان تقدمت دقيقتين علشان تلحق الفطور على الآذان
مشاري وهو يآكل تمرة ::/ مريت خيمة التفطير أتأكد إن كل شي ماشي تمام .. وهذا انا جيت ..
ام مشاري ::/ مادري وش ربي مشقيك مع هالخيمة .. قايلت لك حطها عند واحد من المساجد وهم يتكفلون فيها ...
مشاري ::/ و الباحة اللي ورانا وش وظيفتها ؟؟؟ خلنا نستغلها على الأقل في شي خيري .. والسووايق والعمال اللي مأجرهم مو مقصرين قايمين بواجبهم وأكثر ..
ابتسمت سحر لمشاري ::/ الله يجعله في ميزانك يا بو الخير انت ..
ضحك مشاري ::/ الله يجعل ثوابه للجميع ...
وبعدها عقد حواجبه مستغرب وما كمل لقمته وسأل سحر ::/ الا تعالي وش عندك اليوم رايحة للمستشفى ؟؟
سحر مستغربة ::/ وانت من قال لك ؟
مشاري ::/ السواق .. المهم أنتي وش عندك وش تسوين هناك ؟
ابتسمت سحر لخوف اخوها ::/ مو انا اللي فيني .. ندى بنت عمي ؟؟
رفع مصعب عينه مستغرب وبعد مشاري سألها::/ ليه وش فيها بنت عمك ؟؟
سحر ::/ مافيها شي بس داخت علينا في قاعة الإختبار ووديناها للمستشفى وصار فيها فقر دم ...
مصعب ::/ طيب الى الحين هم بالمستشفى ..؟؟ ما شفت سيارة زياد ؟؟
طالع ابو مشاري مصعب ::/ تراقبه انت ..؟؟ خلاص سيارته مو عند الباب يمكن انهم للحين بالمستشفى ...
طالعت سحر ابوها بعتاب وبعدين قالت ::/ لا مو في المستشفى ... معزومين عند عمتهم ...
هز مشاري راسه ::/ اهم شي انهم بخير ..
ابتسمت له سحر ::/ لاتخاف مافيهم الا العافية ...
طالعها مشاري بنظرة سكتتها ... هي ماكان قصدها شي بس هو مايتحمل اي كلمة ويحس انها تنغيز من جهتهم له ... بلعت لسانه ورجعت لفطورها ...
.
.
.
.
.
بعد ماطلعوا من صلاة المغرب دخل مشاري وعلى طول صعد فوق .. اما مصعب فما رجع معهم وابو مشاري دخل للصالة وسلم على اللي فيها وقعد على كنبته المعروفة وبيده الجريدة والشاهي قدامه ...
لما شافت سحر ان الجو ممل شوي بين امها وابوها خصوصا هالفترة لما وافق مشاري يتقدم رسمي لندى قامت من مكانها وهي عاقده العزم انها تتكلم مع مشاري بهالخصوص ..
مومعقولة اللي قاعد يصير .. أمي وابوي بينهم رسميات والسبب مشاري .. أمي تقول انه مو موافق ومتأكدة من هالشي لأنها تشوف الهم بعيونه وما تبيه يكمل السالفة ..!
وأبوي مصر على رأيه وما بأذنه مويه ومشاري بيآخذ ندى يعني بيآخذها ..
استجمعت قوتها وراحت وراء مشاري طالعت له فوق ..
أما مشاري فكان فعلا مهموم ومايدري وش بيده يسويه ... كان متمدد على السرير ويكلم رائد ..
مشاري ::/ رائد قلت لك مستحيل أقول لأهلي شي الحين وبالذات هالحين ..
تنهد رائد ::/ يعني متى الوقت المناسب بالله عليك ؟؟
مشاري ::/ الحين ماعاد فيها وقت مناسب خلاص .. وأهلي مالهم دخل في هالموضوع لأنه يخصني أنا وبس ...
رائد بعتاب ::/ مشاري هذاك قبل .. لكن انت الحين بتتزوج ... وبتنكشف كل أوراقك ..
تنفس مشاري بعمق ::/ لاتخاف انا بحاول ابرر تصرفاتي .... لاتهتم انت ...
قطع عليه صوت دق الباب ... واضطر انه يسكر من رائد ويشوف من عنده ...
ابتسم مشاري لما دخلت سحر وحاول ما يبين لها شي من اضطرابه او تعبه النفسي ..
جلست سحر على طرف سريره وهي محتارة ماتدري وشلون تبدأ معه الموضوع ؟؟ وفي نفس الوقت مستحية انها تكلمه عن هالموضوع وتخاف يعصب عليها ..
قطع عليها مشاري ::/ عيونك فيها حكي ،،، يالله قولي اللي في قلبك ولا يردك الا لسانك ...
ابتسمت سحر وهي تلعب في أصابعها ::/ امممم .. والله مادري وشلون اقول لك او كيف أبدأ معك ؟؟
تعدل مشاري في جلسته ::/ ابدي من وين ماتحبين ..
تنفست سحر وبعدين حطت عينها في عين مشاري علشان تتجرأ ::/ اسمعني أول شي بسألك سؤال وانت جاوبني ؟؟
كتف مشاري يديه مبتسم ::/ تفضلي ...!
سحر وخدودها مولعة ::/ أنت تبي ندى والا لا ؟؟
ضحك مشاري بقهقهة لكن من وراء قلبه .. لأن سحر بسؤالها فتحت عليه جرح هو يحاول يسكره ::/ وليش تسألين ؟؟
سحر باصرار ::/ لأني أشوفك مو مهتم وبالتالي أمي شالت همك وتقول انك ماتبيها ومن هذا هي الحين متضاربة مع ابوي ؟؟
كح مشاري من شدة الضحك ::/ أنا ماعندي مشكلة مع ندى.. وبعدين ان ماخذت ندى بآخذ غيرها عادي يعني ..
سحر ::/ طيب قل لأمي هالكلام علشان تقتنع ...
هز مشاري راسه ::/ ابشري ولايهمك ... وانتي بس هذا هو اللي مشغل تفكيرك ؟؟ امي وابوي ؟؟
عقدت سحر حواجبها ::/ أجل من تتوقع يشغل بالي مثلا ؟
طالعها مشاري شوي وبعدين قال ::/ قلت الحين هذي أختي جاية تدور راحتي وتسألني إذا كنت مرتاح ناحية ندى والا لا ؟؟
ضحكت سحر وهي تقوم ::/ لا هذي اسمح لي فيها ... تو الوقت نسأل عنها .. وبعدين أنا واثقة انك بترتاح مع ندى وبتحبها أكثر من نفسك ...
طالعها مشاري بجدية ::/ وليش تقولين هالكلام ؟؟
تنهدت سحر ::/ لأني عارفة ندى وعارفة أخلاقها وطيبتها ... مستحيل ماتغلبك وتخليك تحبها غصب ...
نزل مشاري راسه بأسى ::/ بس مو أكيد انها تقدر تغلبني ...
عطته سحر ظهرها طالعه وعقبت ::/ ساعتها نتقابل أنا وانت ...
وطلعت وسكرت الباب تاركه مشاري وراها بعد ماحطمت أفكاره اللي كان مقرر يتخذها من يوم زواجه ...
------------------------------------------------------------------------------
بعد ما خلصوا من صلاة المغرب اجتمعوا البنات والحريم عند التلفزيون في الصالة والرجال في المجلس الخارجي ...
كانت ندى مهمومة وتفكيرها مشغول من كلام زياد اللي سمعته منه في المستشفى ... حست ان أخوها موافق ومنتهي وأصلا مالها يد ترفض لأن مشاري مافيه شي ينعاب وهي من ناحية رجولته وأخلاقه ما تقدرتقول شي لكن في نفس الوقت خايفة من خطوة الإرتباط المصيري ...
لفت لعمتها وشافتها مندمجة مع المسلسل ... قررت تسأل عمتها وتشاورها لأنها ماراح تلقى أحسن منها ينصحها باللي ينفعها ,,,
بعد حرب نفسية تكلمت ندى ::/ عمة ...!!
التفتت ام عبدالله لها مبتسمة ::/ سمّي ...
تنفست ندى بعمق ::/ سم الله عدوك ... ما ادري قال لك زياد عن مشاري وإلا ... ؟؟
قاطعتها ام عبدالله وهي تهز راسها ::/ ايه قال لي .. وفرحت لك من كل قلبي والله ..
نزلت ندى عيونها بحزن ::/ هذا رايك ؟؟
ام عبدالله وهي تمسك يد ندى ::/ رأيي وراي عمك محمد... ندى حبيبتي مشاري ماينعاب في رجولته وأخلاقه ... وعمك يقول لو هو خاطب مني كان مارديته ..
ابتسمت ندى ::/ أجل زوجوه عذا وريحوني منه ..
ام عبدالله بنظرة لها مغزى ::/ بس هو خطبك انتي ما خطب منا ..
تنهدت ندى ::/ طيب وش شورك علي ؟؟
ام عبدالله ::/ انتي استخيري ربك وهو يختار لك اللي في صالحك .. والمكتوب ما عنه مفر ... وبعدين انتي شايفة شي عليه ينفرك منه ؟؟؟
ندى ::/ ما ادري يا عمة لكن احس انه متسلط على اللي حوله وانا مايعجبني كذا ؟؟
ام عبدالله :/ وانتي وش عرفك ؟؟
ندى ::/ أشوفه مع امه واخوانه
ام عبدالله ::/ يا حبيبتي الرجل تعامله مع امه واهله يختلف عن زوجته ... وبعدين انتي بكرة بتصيرين ملازمة له أربع وعشرين ساعة يعني لازم شي من اطباعه يتغير علشان يقدر يتعايش معك وتقدرين انتي تتعايشين معه ... وياما رجال من تزوجوا تغيروا ... واسأليني أنا ...
طالعت ندى عمتها بنظرة استفهام وكأنها تقول (( عطيني كلام أخير ))
ابتسمت ام عبدالله ::/ اللي قلت لك ... انا وعمك محمد ما نشوف على مشاري شي يعيبه ... وانتي استخيري والله يقدم اللي فيه الخير ...
ندى بمحاولة اخيرة ::/ هذا كلامك ...
ام عبدالله ::/ كلامنا كلنا ..
سكتت ندى ورجعت تطالع التلفزيون معهم لكنها بعدين قالت ::/ تدرين ان زياد موافق وخالص ..؟؟ يعني حتى ماكلف نفسه يشاورني ورد لعمي الخبر في يومه ؟؟
تنهدت ام عبدالله مبتسمة :: لو ماكان يدري أنه أفضل من طلال كان ما وافق ؟؟؟ زياد وأنا اعرفه يخاف عليك اكثر من نفسه ...
وابتسمت لها ام عبدالله تطمنها ... وكأن ندى ارتاحت شوي لما تكلمت مع عمتها ... ياربي منها هالعمة عندها مفعول السحر تقدر تتغلب عليك بحنانها وطيبتها وكلامها اللي ينقط عسل ....
.
.
.
.
.
استانسوا وانبسطوا ببيت عمتهم مثل العادة ... واللي حلاها زود بالنسبة لزياد هو ان جدهم ابو عبدالرحمن موجود ... يعني الجلسة فيها ضحك ووناسة لكن ماينسون العظة والعبرة والتذكير ... قام زياد بعد ماسكر السماعة من ندى علشان تطلع وهو بينتظرها برا في السيارة .. ودّعهم كلهم مع انهم أصروا عليه يجلس لكنه اعتذر بحجة انه معزوم على السحور ..
ابو عبدالله وهو واقف معه ::/ ما قلتي لي وش صار على البيت ؟؟
زياد وهو يرجع الجوال في جيبه ::/على حطت يدك ... شريناه وسكرته ..مابعد فضيت له أعدل فيه و أأثثه ..
ابو عبدالله ::/ خير ان شاء الله ...
أسامة ::/ طيب وش تنتظر ؟؟
زياد وهو يلبس نعاله ::/ أنا الحين عندي اختبارات وهالكورس تخرج وفوق هذا دوامي في الشركة ... وين ألقى وقت أحوس فيه في محلات الأثاث .. وأمر الله من سعة متى ماقضيت دراستي بديت أصلحه ...
دخل فهد بينهم وهو يتطنز ::/ إيـــــــــه ,, والله قهر .. ناس بزران عندهم بيوت ملك وانا يالشايب من إيجار لإيجار ...
ضحك زياد ::/ خلاص ولايهمك .. أول مانأثثه أأجرك الدور الثاني ...
ضحكوا كلهم على زياد وفهد اللي الإيجار وراه وراه حتى من أقرب الناس له ...
طلع زياد وشاف ندى تنتظره عند السيارة .. فتحها بالريموت علشان تركب على بال مايوصل هو ...
وصل وركب وشغل السيارة وحرك من قدام بيتهم ...
زياد ::/ افطرت معكم عذا ؟؟؟
التفتت له ندى مستغربة ::/ أكيد .. وش هالسؤال الغبي ؟؟
ضحك زياد ::/ لا بس أشوف عندهم مشكله معها عاد قلت أتأكد ..!
ندى بنبرة سخرية ::/ إيه هالمشكلة انحلت بفضل الله ثم بفضل إعتذار عمي محمد ..
زياد بحاجب مرفوع ::/ الله أكبر ..
ندى تضحك ::/ وش على بالك أجل ... لا وياليته بس عمي محمد... كان هانت أزيدك من الشعر بيت ،، أمهم نورة بعد شاركت في تقديم الإعتذار الدولي ...
ضحك زياد وهو يطالع ندى ::/ من جدك والا تتطنزين ؟؟
رفعت ندى حواجبها ::/ والله العظيم وش دعوى أكذب عليك .. وإلا أبالغ ... هذي هي أطباعها لازم كل العالم تجي تراضيها ...
مسح زياد على شعره يرجعه لوراء ::/ والله مشكلة صراحة ..
ندى بتنغيز ::/ تحسفت لأنك رديت عرض عمي ؟؟
عقد زياد حواجبه في تعجب ::/ أي عرض ...؟
ندى ::/ لما خطبك ..؟
تنهد زياد بعصبية خفيفة ::/ أنا مقتنع تماما وما فيه شي بيعدلني عن قراري ..
ندى ::/ حتى حركاتها الطفولية ... الدلوعة ؟؟
زياد ::/ ندى اقفلي السالفة ...
ضحكت ندى ::/ بس تصدق ترى عمتي كانت مثلها .. هذا على كلامها ...
ابتسم زياد ::/ شفتي يعني ممكن أمشي معها مثل عمي محمد ما سوى ... وتكون عائلتنا مثلهم ... ويجي عندي بنوته حلوة مثل القمر وتغلب عليها أطباع أمها وتصير تتغلى علي في كل شي ..
استانست ندى من وناسة أخوها ::/ يا سلاااام وانت من بتراضي ومن بتترك ؟؟
ضحك زياد ::/ أبحاول أقسم وقتي مرة أراضي البنت ومرة أراضي الأم ..
ماتت ندى من الضحك ::/يا قلبي عليك وانت من يراضيك ؟؟
زياد بنبرة تفكير ::/ أبغصبهم يجون يراضوني أجل أراضيهم ببلاش
ضحكت ندى ::/ خلاص وإذا احتجت مساعدة بس اتصل علي وانا أجي اساعدك ....
ضحك زياد عليها وضحكت ندى .... ورجعوا لهدوئهم العادي لحد ماوصلوا للبيت ونزلت ندى بينما زياد راح ....
--------------------------------------------------------------------------
و خلص الرمضان ...!
الشهر الوحيد في السنة اللي كل المسلمين يتمنون لو تزيد عدد أيامه وتصير ستين يوم بدل ماهو شهر واحد... وجاء من وراه العيد ووناسته واحتفالاته وجمعة الأهل والأحباب فيه ... لكن عيد هالسنة كان ممل وغير عن كل الأعياد الماضية ... والسبب لأن المدارس والجامعات تبدأ اختباراتها الفاينل بعده على طول ...
فكانوا الطلاب مكتأبين وخصوصا اللي بثالث ثانوي ... وكذلك أهاليهم معهم لأنهم مايقدرون يطلعون ويستانسون بينما عيالهم محجوزين بالبيت يذاكرون ...
كانوا عذا وسارة متحمسين في المذاكرة بزيادة .. عذا لأنها تطمح في نسبة عالية ... وسارة لأنها بأولى ثانوي وهالمرحلة بالذات صعبة وموادها دسمة ...
خلص أول أسبوع على خير وكان الكل راضي عن اللي قدمه في هالأسبوع ... المدارس باقي لها أسبوع ثاني على بال ما تخلص ،، لكن الجامعات كان باقي لها من يوم إلى يومين ويخلصون ...
وفي يوم السبت اللي كان أسعد يوم بالنسبة لزياد ... لأنه يوم تخرجه وانتهائه من مشواره التعليمي .. وحصوله على شهادة الهندسة ... وصار الحين يسبق اسمه كلمة المهندس زياد بن سلطان ... الدنيا مو سايعته من كثر ماهو فرحان ... بتخرجه يعني كل شي صار واضح قدامه ... مستقبله صار جلي للعيان ويقدر يعرف وش بيصير فيه ... الحين خلص الكثير ومابقى الا القليل ... والحمدلله اللي سهل عليه ...
دخلت عذا وبيدها كتاب الأحياء على سارة اللي كانت تردد تعاريف الحديث ومندمجة مع الكتاب آخر شي ...
عذا تقاطعها ::/ سارونة اسمعيني ...
سارة بعصبية ::/ هاه وش تبين بسرعة لأني بزي مرة ؟؟
ضحكت عذا وبان تقويمها ::/ احلى يا بزي ..
سارة وهي شاقه الحلق ::/ ما الحلو الا تقويمك هاللي تقولين لمبات العيد ... بالله عليك ما تستحين من البنات مركبة فيه كل هالألوان ؟؟
ضحكت عذا ::/ طيب هو تقويمي والا تقويمك ؟؟
سارة ::/ لا تقويمك بس انتي معي في نفس المدرسة وبصراحة تفشليني ؟؟
ضربتها عذا بالكتاب اللي بيدها ::/ وش رايك تتبرين مني أحسن ؟؟
سارة بنظرات شريرة ::/ ومن قال لك اصلا اني قايلت لهم انك اختي ؟؟
عذا بقهر ::/ المهم اسكتي عن هالكلام الماصخ واسمعي وش بقول لك ؟؟
سار بتملل ::/ هاه قولي اسمعك ؟؟
استحت عذا وتلونت خدودها بالأحمر ::/ ممم وش رايك ؟؟ نهدي زياد شي بمناسبة تخرجه والا لا ؟؟
نطت سارة عليها قبل لاتكمل كلامها ::/ أكيد نعطيه ... أجل تبين الأميرة النائمة تسبقنا وتعطيه هدية ؟؟؟
تنهدت عذا ::/ من جاب سيرتها الحين؟؟
سارة بتفكير ::/ أنا جبت سيرتها ... وشوفي ياعذا يابنت امي وابوي ... ترى هذا زيادوه وتخرج .. له إلى الإجازة الصيفية لو ماتقدم وخطبك رسمي.. ترى والله لأطربق الدنيا على راسه ..
عذا بخوف ::/ تتوقعين يسويها ؟؟
طالعتها سارة بنص عين ::/ يا ربي اللي متصربعين على العرس ؟؟
استحت عذا ::/ لا من جد سويرة اسألك ؟؟
سارة ::/ والله مادري عنه بس انتي حطي ببالك انه ممكن يخطب بنت عمه ...
ضاق صدرها عذا و حزت بخاطرها هالكلمة .. معقولة زياد مايصير لها ويتزوج سحر ؟؟؟
عذا ::/ أنتي وكلامك اللي يضيق الخلق الحين وشلون تبيني اذاكر ..؟
سارة بجدية ::/ مو انتي تقولين عنه عصبي وشرس و ما ارتحتي لمستقبلك معه ...
غورقت عيون عذا بالدموع ::/ إيه قلت بس هذا لايعني إني ... إني ..
سارة بمزح ::/ إنك تحبينه وماتبين غيره ..
تنهدت عذا ومسحت دمعتها ::/ مادري سارة بس احس اني فعلا متعلقة فيه لو مهما سوّى ..
مددت سارة رجولها على السرير وحضنت الكتاب وحاولت تنسي أختها الكلام اللي قالته::/ طيب شوفي ترى انت جاية تسأليني عن الهدية وانا ماجاوبتك ...
ابتسمت عذا ::/ ايه صح .. هاه وش قلتي ؟؟
سكتت سارة شوي تفكر وبعدين قالت ::/ اسمعي أول ماتخلصين اختباراتك نروح السوق ونشوف لنا شي حلو ومناسب ونآخذه له ...
عذا ::/ مثل إيش يعني ؟؟
سكتت سارة تفكر ::/ ممكن ساعة ... وممكن نآخذ له طقم بوك وقلم ... ويصير مني ومنك ومن امي ...
سكتت عذا وبعدين قامت ::/ أوكي بفكر بهذولا ووقتها نتفاهم ...
ابتسمت سارة لأختها الصيوحة والحساسة على قولتها ::/ خلاص تم ...
طلعت عذا من سارة وقلبها ناغزها من كلامها .. موقادرة تتخيل انها ممكن تسمع خبر خطبة زياد من وحده ثانية ... أبداً ...............................................؟!
---------------------------------------------------------------------------
كان زياد محتفل مع ربعه في واحد من المقاهي بمناسبة تخرجه وخلاصه من الدراسة ... عبدالعزيز ونواف كانوا معه وهم نفس الشي كان يوم تخرجهم ... إلا أن عبدالعزيز سبقهم بيوم ..
زياد وهو يشرب من الكوب ::/ والله ما اصدق اني تخرجت ...
ضحك نواف ::/ لا صدق وانا اخوك تخرجت وما عاد فيه قومت صبح للجامعة ..
تنهد زياد ::/ لا قومت الصبح موجودة ... نسيت دوامي ؟؟
لوى عبدالعزيز بوزه ::/ إيه والله نسينا بعد انك بتكون من أصحاب الملايين اليوم والا بكرة ..
ضحك زياد بفخر مصطنع ::/ إيه اتمنى عاد انكم تقدروني وتقدرون قيمتي ..
ضحك نواف وسوا نفسه البائس المسكين ::/ لاتنسانا من الحسنات وانا اخوك ..
ضحك زياد بكبر ::/خلاص ابشوف المحاسب واللي يبقى مانبغاه ولا نحتاجه للشركة بعطيكم اياه ولا يهمكم ...
ضحكوا كلهم ،، ونواف كان باين بعيونه كلام لكن مستحي مايدري وشلون يبداه .. انتبه عليه عبدالعزيز لكنه سكت وانتظره هو يتكلم من نفسه ... وبعد مدة من قعدتهم قدر نواف يضغط على نفسه ويقول ..
نواف وهو مستحي ومرتبك ::/ هاه يا بو سلطان.. عساك بس عند وعدك ولا اخلفتنا ..
عقد زياد حواجبه ::/ أي وعد ؟؟
استحى نواف وما يدري وشلون يذكره لكن عبدالعزيز حب انه يخفف عنه ..
عبدالعزيز ::/ مو قلت بتوظفنا عندك ؟؟
ضحك زياد ::/ أنا ماقلت بوظفكم قلت بوظف نواف ...
عبدالعزيز بنظرة شريرة ::/ ليه وانا ؟؟؟ لايكون مغني في المسجد ؟؟
زياد ::/ بصراحة مانحتاج محامين في الشركة ..لكن بشوف المكتب اللي نتعامل معه يمكن يلقون لك شي ..
ضحك عبدالعزيز ::/ ايه خلك كذا انضبط معي .. مو (( ويقلده )) ماقلت ابوظفك
ضحك زياد ::/ المهم نواف شف وانا اخوك هالفترة هذي انا اضبط نفسي ومكتبي ومركزي بالشركة لأني خلاص بكون دائما مداوم فيها ... يعني يبي لي اسبوعين أو أقل وأشوف لك شغل إما سكرتيري أو أي شي مشابه ..
انفرجت أسارير نواف من الفرحة .. هذي هي دعوات امه ومرت عمه له بالخير والتيسير ...
نواف وهو مبسوط ::/ مشكور زياد والله يعطيك ألف عافية ...
زياد بعتاب ::/ ما فيه بينا شكر يابن الحلال وبعدين الى الحين انت مااستلمت شغلك علشان تشكرني ...
نط عبدالعزيز::/ والا ناوي تخون فيه ؟؟؟
طالعه زياد بنظرات ::/ أنا أقول انت ورى ماتركد وتخلي عنك المهايط ؟؟
ضحكوا كلهم وكملوا سهرتهم بعد ما قرر زياد يعزمهم في مطعم لا يقل رقي عن اللي قبله احتفالا بتخرجه ...
------------------------------------------------------------------------------
يوم الأحد الصباح وبعد ماطلعوا البنات من قاعة الإختبار وكان هذا آخر يوم لهم وأخيرا ماصدقوا ...
جلست ندى وأريج مع بعض لأن سحر ورحاب كانوا مو معهم في نفس القاعة لكن متفقين انهم دائما بعد مايطلعون من قاعتهم يلتقون في مكانهم المعتاد ...
جابوا لهم فطور وجلسوا ينتظرون البنات ... علشان يتوادعون بما انه آخر يوم ..
أريج وهي تفك العصير ::/ وخلاص يا ندى وافقتي ؟؟؟
ابتسمت ندى بألم ::/ ما عندي سبب ولا لي حجة أرفض هذا فوق ان زياد موافق ومقرر قبلي ... وبعدين خلاص اللي أبغاه مستحيل بيرجع لي مرة ثانية وأصلا مستحيل زياد بيوافق عليه عقب هذاك الإتصال ...
أريج بحزن ::/ طيب قلتي لزياد وسحر ؟؟
ندى بإبتسامة::/ لا .. اليوم بقول لهم ... خلاص ماتوا العالم وهم ينتظروني ...
ضحكت أريج ::/ يالله ماتدرين وين الخيرة فيه ؟؟
تنهدت ندى ::/ الله لايوفقه اللي كان السبب ... أنا بس أموت وأعرف من هاللي متصل على زياد ولاعب عليه .. لاوفوق كل هذا يقول له عندي صور لها ...؟
أريج بنبرة جافة جدية ::/ طيب شفتوا الصور اللي معه ؟؟
ندى وهي تشرب من العلبة ::/ لا .. لما ارسل له زياد يقول له خلني اشوفهم مارد عليه وقال له اللي يهمني انك رفضت طلال وماله داعي أخرب بينك وبين اختك ..؟
بس نفسي أدري من وين جابها ؟؟
أريج ::/ يمكن احد تعرفينه ومعطيته صورك ؟؟
ندى ::/ مستحيل أنا صوري ما اعطيها أي أحد ... لكن والله اني ادعي عليه ليل ونهار وكلما طرت السالفة على بالي ,,,
أريج ::/ لا ندى حرام لاتدعين عليه ... ادعي له بالهداية يمكن هو الحين متحسف .
ندى بعصبية ::/ وانا وش يفيدني ندمه الحين بالله عليك .. وإذا الدعاء عليه فأنا بدعي كل وقت ان الله يذوّقه مثل ماذوقني ولايهنيه ويرد له الصاع صاعين ويآخذ لي حقي منه قادر على كل شي ...
سكتت أريج شوي لحد ماتهدى ندى اللي بدت وكأنها بتصيح ..
أريج بعد فترة ::/ طيب ومشاري يعني ماتحبينه ؟؟؟ ماتبينه ؟؟
تنهدت ندى ::/ ادعي ربي انه يوفقني معه وبس .. أما مشاعر أحملها ناحيته فحاليا مافيه شي بس يمكن يصيرفيه بعدين وهذا اللي اتمناه ...
ابتسمت اريج بحزن ::/ الله يوفقك معه و يعوضك عن طلال .. وبعدين ماتدرين يمكن يكون هو أحسن منه ...
وكزتها ندى مع خصرها وهي تقول ::/ خلاص قفلي على السالفة هذي هي سحر ورحاب وصلوا ...
وسكتت أريج عن الكلام في هالموضوع لما وصلوا البنات وجلسوا معهم ..
رحاب وهي ترمي نفسها ::/ أنا اليوم بنام الى ان يشاء الله ...
ضحكت سحر ::/ وانا بحتفل الى ان أطفش
أريج ::/ حلوة أطفش ... لكن انا بصير اسنع منكم و اليوم سوف أرتب غرفتي لأنه ما فيها مكان أنام فيه ..
ندى بتنغيز ::/ أما انا فسأصنع مستقبلي اليوم ...
صفقت لها أريج بقوة ..::/ أحسنتي يا أخت العرب ...
طالعوا رحاب وسحر بعض بغباء ..
رحاب بعباطة ::/ اصنعي لي معك ...
ضحكت ندى ::/ خلاص .. والله يارحاب لو أصنع لك اليوم مستقبلك انتي بعد كان بتموتين علينا قبل يومك ...
ضحكت اريج وندى بينما سحر ورحاب ساكتين ومايدرون وش صار على ندى وقامت تقط خيط وخيط لكنهم حاولوا يعذرونها بما انه اليوم آخر يوم والفيوزات ضاربة...
----------------------------------------------------------------------------
بعد العشاء بمدة من نفس اليوم ... كانت عبير قالبة البيت فوق تحت ترتيب وتنظيف بما انها خلصت اختباراتها اليوم وطول الفترة الماضية كانت ماتناظر البيت وترتيبه وأخواتها الحلوات مايفكرون ولا واحد بالمية انهم ينظفون اللي بعدهم ...
كانت حايسة بالمطبخ تنظفه من البداية للنهاية بما ان أمها واخواتها في بيت عمهم ،، لكن قطع عليها صوت التليفون وكانت تحويله من الدور الثاني أكيد ...
طلعت للصالة ترد على التليفون ::/ نعم وش تبيين ؟؟؟
أريج ::/ تكفين عبير بقول لك شي الحين بس لاتعصبين علي ؟؟
عبير بقل صبر ::/ وش مسويه أريجوه ؟؟
بلعت اريج ريقها بصعوبة ::/ شوفي اتصل تو راكان وقال قولي لعبير تجهز القهوة والشاهي في الملحق بيجي هو وزملاؤه ...
سكتت عبير شوي وبعدين قالت ::/ وانتي وش قلتي له ان شاء الله ؟؟
أريج وهي شوي وبتصيح ::/ عبير انتي عارفتني ما اقدر أقول لراكان لا ولا أعارضه .. قلت له طيب ..
صرخت عبير بانفلات اعصاب ::/ أريج انتي من جدك ؟؟ تبينه يجي هو وزملاؤه عندنا في البيت ؟؟؟ مهبولة انتي والا تستهبلين ...
صاحت أريج ::/ والله عبير انربط لساني وماقدرت أقول له لا .. تدرين خلاص انا بنزل اسوي له كل اللي يبي ... خلاص انتي لاتقطعين شغلك ..
استغفرت عبير ::/ استغفر الله العظيم .. خلاص اجلسي رتبي غرفتك وخليني انا اتصرف ..
أريج ::/ وبعدين أحسن اني وافقت له تبينه أجل يجي يسوي فيك اللي سوى لك هذاك اليوم ؟؟؟
عبير ::/ خلاص قلت انا بشوف وش صرفته هالرجال .. الله يفكنا منه
سكرت عبير السماعة معصبة وهي تفكر في كلام أريج أختها .. فعلا لو كانوا رفضوا طلبه هالمرة كان ممكن يجي يكسر البيت على روسهم ... تنهدت بتعب ورمت الفوطة اللي بيدها على الكنب .. ورجعت للمطبخ تسوي له اللي يبي قبل لايوصل ويحوسهم ..
سوت القهوة والشاهي ،،، ورتبتهم في صينية كبيرة علشان توديهم مرة وحده ولا تقعد تتردد على الملحق الخارجي ...
وبعدها تنهدت وشالتها وطلعت للملحق ... كان قلبها مقبوض من جيت هالراكان وربعه لكن المهم اتصلت على أمها علشان ترجع للبيت مبكرة و علشان تكون معهم لايصير شي ..
وصلت للملحق ولقته ظلام ويخوف .. من زمان ما رتبته او نظفته وفي خاطرها قررت ترجع له بعد ماتخلص ترتيب البيت علشان تنظفه ...
لفت على جنب علشان تفتح الباب بكتفها بما ان يديها مشغولة ... تقدمت للطاولة من دون ماتفتح الأنوار ونزلت الصينية ولفت على وراء بتطلع ...
شهقت و زادت ضربات قلبها .. ويدها على فمها ... ظله واقف قدامها والأنوار مسكرة .. حاولت تصرخ تستنجد بأي أحد بس ماقدرت .. الصوت مو راضي يطلع من حلقها .. ركبها مو راضيه تشيلها إلا تبيها تطيح ضعيفة قدامه ...
خطواته تتقدم منها أكثر ... هي تشوف ظله من النور الجاي من الشباك ... حاولت بمجهود مضني تحرك رجولها .. ركضت بسرعة للباب .. لكن هيهات كان هو أسبق منها ... سكره وقفله ... وكل هذا هي ماتعرفت عليه ... متلثم بشماغه ... لكنها متأكدة ان اللي عليه ثوب ...
صرخت بأعلى صوتها تنادي أريج لكن هيهات تسمعك وانتي بآخر البيت وهي بأوله ..
ركضت لأفياش الكهرب حاولت تشغلهم لكنه مسك يدها ... وابعدها عنها ..
صرخت بأقوى صوتها ::/ أريــــــــــــــــــــــــج الحقي علي ... فكني ياحيوان فكني ...
..... ::/ والله ...؟؟ متى .؟؟؟ الحين والا بعد شوي ؟؟؟

صرخت بأعلى صوتها تنادي أريج لكن هيهات تسمعك وانتي بآخر البيت وهي بأوله ..
ركضت لأفياش الكهرب حاولت تشغلهم لكنه مسك يدها ... وابعدها عنها ..
صرخت بأقوى صوتها ::/ أريــــــــــــــــــــــــج الحقي علي ... فكني ياحيوان فكني ...
..... ::/ والله ...؟؟ متى .؟؟؟ الحين والا بعد شوي ؟؟؟
صاحت عبير وهي تقاومه بكل يديها الثنتين تحاول تبعده عنها ... لكن هو لازق فيها وما يبعد ... صاحت بشهاق وقلبها يتقطع ... تعرفت على الشخص ومستعدة تحلف انه هو .. الحيوان النذل سوا اللي يقوله ...
عبير بصراخ ::/ يمـــــــــــــه ,, أريج ...
لكن هو سد فمها بيده ومنع عنها التنفس .. ماقدرت عبير الا انها تعضه ولما التهى هو بيده راحت تركض للباب ... حاولت تفتحه بالمفتاح لكن الحيوان صار مطلعه من مكانه وحاطه في جيبه .. راحت تضرب في الباب بيديها .. وبرجولها وبكل جسمها وهي تصرخ على أهلها ودموعها مغرقة وجهها ... حست به جاء من وراها ... وش تسوي وش الحيلة .. حتى الشباك مايسعفها تطلع معه لأنه بعيد وشلون بتقدر توصل له بيديها بدون مساعده ؟؟؟ كل السبل تقطعت قدامها وما عاد عندها حيلة الا انها تدعي ربها يفرج عنها وتصارخ علّ أحد يمر ويسمعها ...
.
.
.
.
.
أريج كانت مشغولة في ترتيب غرفتها وغايصة في حوستها ومو دارية باللي قاعد يصير حولها ... وهي ترتب ملابسها في الدولاب سمعت صوت ضرب باب أو صراخ أو شي من هالقبيل ... حاولت تتجاهله وتوقعت انه جاي من الجيران ... لكن الصوت يتكرر والصراخ ماوقف ...
خافت أريج لايكون احد من الجيران عندهم حرامي والا مشكلة صايرة عندهم إما حريق والا شي فتركت اللي بيدها وطلعت تشوف عبير وتسألها ان كانت تسمع نفس الشي والالا ؟؟
نزلت للدور الأول وهي تصوت على عبير لكن لاحياة لمن تنادي ...
أريج وهي تفكر بصوت عالي ::/ وين راحت هذي بعد ؟؟ لايكون هي اللي تصرخ وانا مادري ..
ضحكت على نفسها وهي تفتش في الغرف على اختها ... وصلت للمطبخ وكان آخر مكان ممكن تلقى فيه عبير .. بس بعد مالقت أحد ...
لكن لحظة ... في المطبخ صوت الصراخ يزيد ... مشت على أطراف أصابعها بخوف وعظامها ترتجف ..
فتحت الباب اللي يطلع على الساحة الخلفية في بيتهم وحست ان الصوت هنا يزيد أكثر ويجي من منطقة تعرفها ... من مكان هي قالت لأختها تروح تحط فيه الشاهي والقهوة ؟؟
شهقت أريج وهي تغطي يدها بفمها ونزلت تركض من على الدرج رايحة للملحق .. وفعلا اللي هي خايفة منه صار الصوت صوت عبير وجاي من الملحق ... يعني أكيد هذا راكانوه الحيوان يبي يذبحها ...
وصلت أريج لباب الملحق حاولت تفتحه لكنه مقفل ...
أريج وهي تصرخ ::/ عبير تسمعيني ...؟؟ افتحي الباب عبير ..
صرخت عبير بصوت ضعيف ::/ أريج روحي من عند الباب كلميـ ـ ـ ـ وانقطع صوتها وصارت أريج ماتسمع الا صوت صراخ أختها المكتوم
صاحت أريج وصرخت ::/ راكانوه افتح يالحيوان لاتذبحها ...
وراحت تضرب الباب بيديها ورجولها ... لكن مع ذلك صوت عبير أختها ماعاد سمعته ..
خافت لايكون سوى فيها شي ...
أريج ::/ عبير هذا نواف وصل صدقيني بيجي يكسر الباب عليه اصبري شوي انتي وانت ياراكان يالتبن بتشوف ...
كانت أريج تهدد علشان لو كان راكان ناوي على شي في هاللحظة يخاف ومايقدر يسويه لأنه مكشوف ...
اما أريج فراحت تركض بترجع للبيت تتصل على نواف والا الشرطة المهم أحد يجي يفك اختها ... وفي لحظة جنون قررت تلبس عبايتها وتطلع تنادي أبو علي ابو جيرانهم ويمونون عليه ومربيهم مثل بناته ...
خذت لها جلال صلاة من الصالة على عجل ماعندها وقت تلبس عباية وتوها بتطلع مع باب الشارع الا وهذي امها تدخل ...
ماصدقت أريج اللي تشوفه قدام عيونها . ركضت لأمها وتعدتها وطلت براسها مع باب الشارع وامها تناظرها مستغربة وخايفة وعيونها تتسائل وش اللي صاير ...
أريج وهي تصيح وتكلم نواف اللي مابعد مشى بسيارته ::/ نواف لاتروح تعال الحق علينا بسرعة الله يخليك قبل لايذبحها راكان ...
------------------------------------------------------------------------------
انتشر الخبر بسرعة في البيت ... وانصدم منه مشاري ...
كان على أمل انها ترفضه وماتوافق عليه ... خصوصا أنه عارف بوجهة نظرها فيه .. وانه واحد دكتاتوري ومتسلط ...!
لكن لما زف له ابوه الخبر السعيد اليوم تحطم أول شي كان مقرره ... وهو ان الرفض يصير منها هي ومو منه هو ... علشان ابوه مايعصب عليهم ،،، وأمه ما يصير لها شي من هالتعصيب ...
بان التوتر في عيونه ،، وانقلب وجهه للون الأسود من الصدمة ..؟؟ الحين وشلون بيدبرها ؟؟ وش راح يسوي مع هالورطة ؟؟؟
كان يسمع كلامهم حوله وتخطيطهم للترتيبات وكأنها وشوشة في أذنه وكلمات مبهمة غير واضحة ...؟؟
لكن لما حس انه ماعاد هو قادر يتحمل أكثر ،، وقف بوسطهم متجاهل وجود أمه وابوه واخوانه ... وقف وكأنه يبي يوصل لهم تفكيره ...
مشاري ::/ خلاص هذي الخطبة وتمت ... لكن مافيه شي الا في الصيفية ؟؟؟ لاملكة ولا زواج .....
ابو مشاري بعصبية خفيفة ::/ ليه ؟؟ وش عندك تعلق البنت طول هالفترة ؟؟
مشاري بنفاذ أعصاب ::/ خلاص ،، كل اللي تبونه سويته لكم ... خطبة وخطبتها ،، لكن زواج وملكة اسمحوا لي هذي انا المختص الوحيد فيها ...
ام مشاري بنبرة تشكيك ::/ يعني بتفهمنا ان حنا غصبناك على هالعرس ؟؟ طيب ليه مو من الأول رفضتها وريحتنا وارتحت ؟؟ ولاتبهذلت البنت معك ..
خافت سحر لايتهور مشاري في هاللحظة ويرفض ندى بعد ماوافقت عليه ::/ يمه وش هالكلام .. خلاص هو وافق وزياد قرب بكم ؟؟ يعني معقولة تقلبونها لعبة ؟؟
هز مشاري راسه ::/ لا تخافين ماراح اسوي هالسوات ... انا ماطلبت منكم شي ولاقلت لكم اني ما ابغاها انا كل اللي ابيه هو ان الزواج والملكة يكونون في يوم واحد .. وما يصير هالشي الا بالصيفية ...
مشى مشاري طالع لغرفته وتركهم وراه مستغربين من كلامه ؟؟؟ يعني معقولة هذي نفسية واحد خاطب وبيتزوج قريب ؟؟؟ لا وفوق هذا كله مايبيهم يسوون له ملكة ولازواج الا بيوم واحد ...
يعني المتعارف عليه ان الشاب أول فرحته يستانس بالملكة وانه يكلمها ويجي يزورها ويطلع معها ؟؟؟ أما مشاري فـ ألغى هالمفهوم وصدم الكل لما اصدر قراره ..
واضطر ابو مشاري انه ينفذه ،، لأنه مهما صار هو غصب مشاري على الزواج وهذا هو بيصير أما الباقي فـ مو مشكلة مافيها شي يعني لو صار كل شي بالإجازة ...
نقدر نقول لهم انه مايبي يشغلها عن الدراسة ... وخلاص......!!
-----------------------------------------------------------------------------
انتبه نواف لأريج اللي تطل براسها وكأنها تقول شي لكنه مايسمعها لأنه مسكر درايش السيارة ... طفى سيارته ونزل وهو عاقد حواجبه ..
نواف ::/ خير .. وش صاير ؟؟
أريج وهي تصيح ::/ نواف بسرعة مافيه وقت تراه بيذبح عبير الله يخليك أركض مافيه وقت اشرح لك ...
اسودت الدنيا بعيون نواف من انطرى اسمها ودرى انها في خطر يهدد حياتها ... سكر باب السيارة بقوة وركض لداخل البيت ...
نادته أريج ::/ نواف تراها في الملحق من هنا تعال أقرب ..
ومشت أريج وهي تركض ومعها أمها ونواف سبقهم ... وصل للباب حاول يفتحه لكنه مقفل ومستحيل بينفتح ...
كان يسمع أنين خفيف جاي من الملحق ... هذا أكيد صوتها ... يارب احفظها .. يارب انها ما تتألم من شي أياً كان ..
حاول يكسر الباب دفه بكتوفه ضربه برجله لكن مافيه أمل يتلحلح من مكانه ..
لف على أريج بصوت رجولي شرس ::/ روحي جيبي لي المفتاح الإحتياطي ركض ..
هزت أريج راسها وراحت تركض ..
ام راكان قربت للباب وهي تصيح ::/ عبير يمه تسمعيني ... عبيــــــــــــــر؟؟
ما جاهم رد .. لكن صوت الأنين والنحيب الخفيف موجود .. وهذا اللي معطيهم امل ..
ماقدر نواف يتحمل أكثر فصرخ بقوة زلزلت المكان ::/ راكـــــــــــــــــــــــــــان والله لو لمست شعرة منها ليكون آخر يوم بحياتك تراني قلت لك وكلمتي كلمة رجال .. فــاهم ؟؟
وضرب الباب برجله ..
وصلت أريج ومعها المفتاح الإحتياطي تركض ... سحبه نواف من يدها ولف على الباب ودخله فيه .. لفه يمين يسار وحمد ربه أن المفتاح الداخلي مو موجود ... يعني يقدرون يفتحونه ...
وهم عند الباب سمعوا شي كأنه أحد طاح أو ضرب في شي لكنهم ما اهتموا له لأن الأهم هو عبير ولازم يشوفون وش فيها ...
فتح نواف الباب واندفع للداخل بجنون لكنه قال ::/ اصبروا هنا ياخالة لا يكون عليكم خطر ..
دخل وفتح الأنوار وهو محتاط لا يباغته احد .. أو يكون فيه أحد ...
أول شي سمعه هو همسها ...
عبير بصوت هامس ضعيف ::/ نـ ـ ـ ـ و ا فـ ـ ـ ـ
لف للزاوية اللي على يمينه وهاله المنظر اللي شافه ...
تجمدت أطرافه ... وقف نفسه ... حتى ضربات قلبه زادت وصوتها أعتلى لدرجة ان الواحد يسمعها ...
تاهت الحروف وضاعت الكلمات ... ماعرف وش يقول أو وش يسوي ... مايدري يتقدم لها ..؟؟ أو يطلع ويتركها ؟؟؟
مايدري يصيح على حالها والا على حاله من بعدها ؟؟؟
مايدري يلعن نفسه لأن له يد في اللي صار لها ؟؟؟ والا يلعنها هي لأنها راحت للنار برجولها ...
التفت بصدمة شلت أطرافه وطالع في ام راكان اللي تنتظره يعطيها الإشارة علشان تدخل .. هز راسه بدون شعور ...
لكن ما قدر يمنع نفسه انه يتقدم شوي لها ... بس شوي ..............!!
شال شماغه من على راسه ورماه عليها وهو منزل راسه...
نواف والدمعة دلت طريقها بتنزل::/ حطيه عليك ...
عطاها ظهره بيطلع ..
شاف ام راكان ووراها أريج متخوفين يدخلون وواقفين عند الباب ... يمكن لأنهم خايفين من المنظر اللي ممكن يشوفونه ...
ماعطاهم نواف أي تعبير أو إشارة .. كان ساكت ومصدوم ....
تشجعت ام راكان ودخلت بقوتها ووراها أريج محتمية بظهرها ...
شهقت بصوت عالي لما شافت ضناها وبنتها على هالحال ... كانت عبير مستندة بكتفها على الزاوية وماده رجولها جنبها ... كانت تصيح وتصيح وتصيح لحد ماغرقت بالدموع .. كان الدم نازل من فمها ... وفيه آثار أشبه بالضرب قريب من عند عينها وفمها ... بلوزتها الحمراء اختلط معها لون الدم وامتزجوا مع بعض لدرجة ما قدروا يفرقون بين لون البلوزة الأصلي من لون دم ... أزاريرها مو مفتوحة .. لا .......!!
الأزراير كانت مشلوعة من مكانها شلع ... وكأن اللي معتدي عليها واحد مجرم وسفاح ... وخريج سجون بعد في قضايا قتل وإرهاب وتفجير ...
صرخت عبير من قدرت تلمح أمها من بين الضباب المتكتل قدام عيونها ...
عبير وهي مادة يدها وتحضن امها ::/ يمه هو الحيوان .. هو سواها .. قلت لك انه متأكد من كلامه ... قلت لكـ ـ ـ
حضنتها ام راكان بقوة لصدرها ::/ الله لايوفقه حسبي الله عليه ... الله ينتقم منه الله لايذوقه ريحة الجنة ...
جلست أريج قدام أختها ومسكت يديها وهي تصيح ::/ عبير وش سوى لك ؟؟؟ وشلون لقيتيه ؟؟ ووين جاء معه ومن وين دخل ؟؟
رفعت عبير عيونها للشباك و في وسط شهقاتها ::/ انحاش يمه مع الشباك ... راح و طلع ليتكم مسكتوه علشان أشرب من دمه ...
غاصت عبير أكثر في صدر امها تبيها تحسسها بالأمان وانه لايمكن أحد يتعرض لها مادامت في حضنها ...
نواف اللي كان واقف ويسمعهم لكن معطيهم ظهره .. لف على جنب شوي وهو منزل راسه وعيونه ...
نواف ::/ من تقصدين ؟؟
وقفت أريج على رجولها وراحت له ::/ نواف تكفى ألحقه أكيد بتلاقيه وراء البيت او طلع للشارع .. تكفى الحق عليه ..
نواف ::/ طيب من هو اللي الحقه .
أريج بقل صبر ::/ انت رح الحين دوره وبعدين أقول لك السالفة .. هو واحد من زملاء راكان ...
هز نواف راسه بعد ماتأكدت شكوكه ،، من شاف وضعها تأكد مليون بالمية ان اللي كان معها في الملحق مو راكان ... لأنه مستحيل أخ يسوي هالسوات بأخته ...
وبعدين هو عارف ولد عمه زين ... ممكن انه يتهور ويذبح ... لكن يعتدي على أخته مستحيل ... و حال عبير اللي شافها عليه يأكد له ان اللي معها حاول أو يمكن اعتدى عليها ...!!
طلع من الملحق و هو خالص .. دمعته ما يقدر يمسكها أكثر ... لاتلومونه وهو شايف البنت اللي كان يحلم فيها كل يوم انها تكون زوجته وام عياله ،، البنت اللي ماكان يشوف في هالعالم غيرها واللي خلاص تعلق قلبه فيها على هالوضع المزري...
مسح دمعته بظهر كفه وهو يمشي بخطوات سريعة لمكان الشباك علشان يشوف إذا هالحيوان موجود او لا .. علشان يشفي غليله منه ...
أول ما وصل شاف باب الشارع مفتوح على مصراعيه .... عرف انه فر بجلده . لكن هيهات نواف بيتركه ... طلع للشارع على أمل انه يلقاه .. بس لقى الشارع فاضي وما فيه أي سيارة .. نزل ودار شوي عل وعسى يلقاه .. لكن نفس النتيجة مالقى أحد ...
شاف مجموعة عيال جالسين عند واحد من البيوت ...
مشى لهم نواف والألم يعتصر قلبه بين أصابعه .. مسك واحد منهم وهو يحاول يسيطر على اعصابه ..
نواف ::/ لو سمحت انت ماشفت سيارة كانت واقفة قريب من هنا أو حول هالبيت ؟؟
طالعه الولد بنظرات غريبة وكأنه يفكر وبعدين قال ::/ كان فيه سيارة فضية موقفة من شوي هنا ... بس راحت
مسح نواف على وجهه بعصبية ومشى من دون حتى ما يشكر الولد ...
صار هو ... صار النذل اللي استغفلتني واستغفلت اهلها علشانه ... لكن انا اوريه .. دواه عندي ...
دخل لبيت عمه و سكر الباب وراه بقوة .. راح للملحق بس ما لقى فيه أحد .. توقع انهم دخلوا للبيت ...
راح لباب الصالة ودقه قبل لا يدخل ...
جته أريج تركض ووقفت وراء الباب تكلمه ..
أريج ::/ هاه نواف بشر لقيته ....؟؟
نواف ::/ لا ما امداني ألحق عليه ... لكني عرفت من هو ...؟
بلعت أريج ريقها ::/ مؤيد عبدالكريم صح ؟؟
انصدم نواف ان اريج عندها علم باللي كانت تسويه اختها وساكتة عنها ...
نواف بصدمة ::/ وانتي وش عرفك ؟؟
حاربت اريج غصتها علشان تقول لنواف السالفة ::/ لأنه هو كان يتصل علينا بالبيت ومزعجنا .. وبعد فترة عرف رقم جوال عبير وبدأ يزعجها هي بروحها لكن هي ماكانت تعطيه وجه .. وآخر مرة هددها انه يا ترضخ وتصير تكلمه والا بيسوي لها شي عمرها ماشافته وبتندم عليه طول عمرها ... وهذا هو صار ونفذ تهديده ..
ضحك نواف بسخرية::/ وأختك أكيد ماكانت تطلع معه ؟؟
شهقت أريج من كلامه ::/ مستحيــــــــــــــــــــل .. انت وش قاعد تقول نواف ؟؟؟
أقول لك هددها وانت تقول لي تطلع معه ؟؟؟ وش هالتفكير اللي عندك ...
تنهد نواف ::/ عموما .. يصير خير .. انا بروح الحين وابخلي عمر أخوي يجي ينام عندكم ... واسمعيني .. اول مايجي راكان أخوك اتصلي علي بلغيني فاهمه ..
أريج بصوت خفيف::/ زين ..
نواف وهو ماشي ::/ يالله توصون شي ..؟؟
أريج ::/ لا سلامتك ...
طلع نواف من عندهم والهم يآكل قلبه من جذوره عليها وعلى نفسه ... ليه كل هذا يصير ... ليه مكتوب علي انحرم منها على طول ...........................!!
ركب سيارته والحسرة ماليه جوفه .. والبؤس والشقاء هو الشي اللي يشوفه في مستقبله المجهول ..
وصل لبيتهم ودخل للصالة على طول ومن دون سلام ولا كلام ... انتبه لعمر أخوه اللي بثالث ثانوي نازل من الدرج ووقفه لما مسك كتفه ...
نواف وكأنه مخدر ::/ اسمعني،،، الحين تآخذ بنات عمي الصغار وتوديهم لبيتهم وتنام عندهم اليوم ؟؟
استغرب عمر طلب أخوه ::/ ليه وش حاصل ؟؟
تنهد نواف ::/ اليوم دخل عليهم حرامي وانحاسوا والحمدلله اني كنت موجود ... عاد لازم يكون أحد في البيت عندهم هاليومين ..
عمر ::/ أفااا .. طيب صار لهم شي أنسرق من البيت شي ؟؟
طاالعه نواف بتملل ::/ لا ما صار لهم شي .. بس انت رح الحين وخلاص ...
تركه نواف وهو مو طايق نفسه وطلع الدرج متوجه لغرفته اللي يحس انها ملاذه في مثل هالحالة النفسية علشان يقدر يعاقب نفسه او يلومها ...
دخل الغرفة وسكر الباب وراه بالمفتاح .. ومن دون ما يشغل النور مشى للسرير ورمى نفسه عليه بإرهاق...
كان يتمنى ان كل اللي صار حلم ... وده يغمض ويفتح ويلقى شي من اللي شافه ما صار ولا كان ... ليته يسمع صوت امه الحين تقومه من النوم تقول له يروح يجيب عبير من الكلية لأن الباص فاتها ... ليت اللي صار ماصار ليت ...
(((((( وليت ما تبني بيت ... )))))))
سمح لنفسه يصيح علشان يخفف عن قلبه المسكين عذابه ... سمح لدموعه تنزل في خلوته عساها تغسل صورتها البشعة اللي قدام عيونه ...
غمض وفتح مليون مرة ... ولازال يحس بعروق راسه وكأنها بتنفجر ... لأن الصورة راسخة في عيونه لكن مخه مو راضي يترجمها له ... فصار عنده ها لألم اللي يحس به ....حط راسه بين يديه واطلق العنان لدموعه ...
++ أنا الحيوان ... أنا اللي مامنعت هالشي قبل لايصير ،،،، أنا اللي اكتفيت بالمراقبة وبس وسكت ... كنت شايف السيارة تدور في الحارة .. ليه ما وقفت لها ومنعتها ... ليه مارحت فب نفس اللحظة ووضحت لها اني انا عارف باللي هي تسويه من وراي ووراء اهلها ... ليه ما تحركت قبل لايطيح الفااس بالراس ؟؟؟ ليه أجلت المواجهة ؟؟؟
انا اللي خليتها تدخل البيت وانا حتى مااعرف من هو له ؟؟؟ لكنهم أكدوا لي ان اللي ساكن فيه عائلة مو بيت عزوبية ؟؟؟؟ قالوا لي أنهم عائلة تجار وهالحيوان النذل ولد تجار وولد نعمة ؟؟ ليه ماربطت الخيوط ليه ؟؟ ليه طلعت غبي وضيعتها من يدي ليه ؟؟...
رجعت به الذاكرة لما رجع هذاك اليوم وما سمحت له نفسه وغيرته انه يروح كذا من دون ما يشوف من هالعالم اللي هي داخلة لهم نص الليل ...؟
وقف وشاف واحد من الجيران يوقف سيارته عند باب بيته .. نزل له نواف وهو يحاول انه مايضطرب ولا يوضح شي من ملامحه ..
نواف ::/ السلام عليكم اخوي ..
... ::/ هلا والله وعليكم السلام ..
التفت نواف لنفس البيت أو القصر ان صح التعبير ::/ أخوي هذا البيت تعرف من صاحبه ؟؟؟
استغرب الرجال سؤال نواف ::/ ليه ؟؟ جايكم شي منه ؟؟
تنهد نواف ::/ لا سلامتك ،،، لكن أمور أمنية عاد ليتك ماتستفسر كثير لأني ما اقدر أجاوبك ...
خاف الرجال من كلام نواف ::/ هذا البيت لـ ـ ـ ـ
سكت نواف شوي وكأنه يحاول يحفظ الإسم ...!
وعقبها سأل ::/ انت تعرف عيالهم ؟؟؟
ابتسم الرجال ::/ اللي اعرفه ولدهم الكبير اسمه ناصر ... وهو اللي دائما اشوفه في المسجد ومعنا في اجتماعات الحارة .. متزوج وساكن مع اهله ... لكن عياله الباقين ما اعرفهم بصراحة ولا عمري قابلتهم ..
نواف ::/ اهاااااا .. انت من زمان ساكن هنا ؟؟
... ::/ ايه من ما يقارب 20 سنة لكن هم توهم منتقلين من قريب يعني حول سنة ...
ابتسم نواف بامتنان :/ زين مشكور يالطيب ... يعطيك العافية ..
ابتسم له الرجال وصافحه يودعه .. ومشى نوف بعد ما شبه تطمن ان هالبيت يسكنه عائلة ومو عزابية ...
لكن الحين رجعت له الظنون السيئة والشكوك اللعينة ...
طيب عادي وإذا صار بيت عائلة ؟؟؟ يمكن هو جابها للبيت في وقت مافيه أحد ...؟؟ لكن تذكر انه ضرب عليهم الجرس وردت عليه حرمة ؟؟؟
طيب يمكن كان عندهم ملحق خارجي أو هالمؤيد نفسه له غرفة خاصة برا البيت ؟؟؟
لكن هو راقب البيت يومين على التوالي وما شاف هالمؤيد يجيه ولا يدخله ولاحتى قرب ناحيته ... وفوق هذا ماعاد شافه نواف يجي لبيت عمه عقب هذاك اليوم ؟؟؟ يعني وش ممكن يكون تفسير هالكلام كله ؟؟؟!!!
لكن يضل هو الغلطان ؟؟ ليه ما كلمها وصارحها ؟؟ ليه ما وقف في وجهها وكسر راسها على هالطلعات المشبوهة ... لكن يالله إذا فات الفوت ما ينفع الصوت ... وانت يا نواف اللي ماكنت تبي تواجهها ولا كنت تبي تسألها لأنك خايف من ردها ؟؟؟ أو يمكن لأنك ما تبي تصدق اللي شفته ...!!
ذبحته الشكوك والتفاكير وما انتبه للوقت ولا انتبه لنفسه ... حس ان النوم بدء يغزي جفونه الحمراء ...
نام من دون وعي ..لكنه مقرر في خاطره انه من يصحى بكرة لازم يروح لهذاك البيت نفسه ويسأل عن هالمؤيد اللعين .. ويذوقه الويل . وبيشوف وشلون يتجرأ مرة ثانية ويدوس له على طرف ...
-------------------------------------------------------------------------------

طلعت سحر للدور الثاني علشان تشوف ندى وتقول لها آخر المستجدات ...
دخلت عليها الغرفة ولقتها منسدحة على بطنها وقدامها رواية تقرأ فيها ومشغلة المسجل ...
دقت سحر الباب وكأنها تطلع الحان طقاقات عليه ...
سحر وهي تغني وتطبل ::/ زفوا العروس زفوها ....
ابتسمت ندى بخجل واضح ::/ خلاص وقفي طق ... ترى انتي مشروع طقاقة فاشل ..
ضحكت سحر ومشت وجلست جنبها ::/ والله وكبرتي ياندوش وبتصيرين مرت أخوي ..
تنهدت ندى وهي تعدل جلستها ::/ شفتي القرادة اللي صابتني ؟؟
ضربتها سحر ::/ أقول يحصل لك أصلا تصيرين حرم مشاري بن ابراهيم ؟؟
ضحكت ندى ::/ تدرين احلى شي اني بسيطر على هذيك المنطقة اللي تقولين انها ملك مشاري .. بس ؟
طالعتها سحر وهي ماسكة ضحكتها وحاولت تكون جدية ::/ هذا بدل ماتقولين علشان أحبه ويحبني ونجيب درزن عيال وبنات ونفرّح عمتهم سحر ...
لوت ندى بوزها ::/ ايه ان شاء الله بنجيب درزن وبنحطهم عندك ما يربيهم الا انتي ؟؟ ترى احنا مو مسؤولين عنهم ؟؟
ضحكت سحر ::/ ههههههههه الله يالدنيا يا ندى وصرتي بعد تربطين اسمه باسمك وتقولين احنا ؟؟ سبحان اللي يحول الكره لمحبة وجنون ...
عطتها ندى نظرة احتقار وقالت ::/ انتي وش تبين جاية تخربين علي ؟؟
سحر ::/ أبد بس بقول لك لا تتعبين نفسك .. ترى الملكة والزواج بيكونون في يوم واحد ؟؟؟
سكتت ندى مصدومة شوي وبعدين ردت ::/ يا سلام ؟؟؟ على كيفكم هو ؟؟
تنهدت سحر ::/ هذا الكلام من مشاري .. ويقول مافيه شي الا في الصيفية الجاية ...
زادت صدمة ندى ::/ اقول لايكون اخوك مغصوب علي يوم انه يمدد فترة خطوبنا ويماطل ؟؟
سحر باندفاعية ::/ أكيد لا ... وش هالخرابيط ندى .. وبعدين هو يقول علشان ما اشغلها عن دراستها ولأنه مايحتاج يملك عليك قبل لأنه عارفك وعارف أهلك واطباعك ..
قاطعتها ندى ::/ بس أنا ما اعرف عنه شي .. ما اعرف الا انه واحد شيطان ومتسلط ..
سحر ::/ حرام عليك تقولين عنه شيطان .. والله ان اخوي حبوب وبتشوفين بنفسك .. وبتقولين الحمدلله انه صار من نصيبي ولا خذته وحده غيري ...
ندى وهي تتكتف ::/ وان ماعجبني ؟؟
سحر بنبرة تفكير ::/ ساعتها بنقول له يطلقك ويتزوج غيرك .. عادي محلولة ..
ضربتها ندى بالمخدة ::/ انتي وفالك اللي زي وجهك .. انتي ان شاء الله اللي تطلقين مو انا ...
شهقت سحر وما تكلمت ,,, وسكتت ندى تنتظرها تعقب او تقول شي لكن مافيه استجابة ...
سكتوا الثنتين وبعد دقائق ابتسمت سحر وطالعت في ندى اللي رجعت لروايتها ,,
سحر ::/ ندى ......!!
ندى وعيونها في الكتاب ::/ هممممممممم
سحر ::/ تتذكرين يوم اقول لك بقول لأبوي يرفض طلال ويزوجك مشاري ؟؟
شهقت ندى ورفعت عيونها تناظر سحر ::/ لا تكونين سويتيها ... ترى أقتلك واحرمك من حلم حياتك ...
ضحكت سحر ::/ لا وش دعوى .. ما بعد صرت بهالنذالة ,, لكن اقول شوفي وشلون قال ربي وجبت .. وهذا انتي ما خذتي طلال وبتآخذين مشاري ...
سكتت ندى ورجعت تقرأ الكتاب ... مع انها ماتدري وش الي مكتوب بين يديها ... لأنه بمجرد ما انذكر طلال وسيرة زواجها من مشاري تعكر صفو مزاجها ورجعت لها الأحزان من جد وجديد ...........
-------------------------------------------------------------------------------

على الظهر وقريب من وقت الآذان من اليوم الثاني قام نواف من نومه وهو يحس انه تعبان وعظامه تعوره .. حاول يرفع راسه من على المخده لكن ماقدر من شدة الألم في مقدمة راسه .. ضغط على جبهته وهو يسترجع ذاكرته في أمس واللي صار لهم وقلب كيانهم مرة وحده ....
طالع الساعة جنبه وهو معزم على مخططه ... شافها حول الـ 11 فز من السرير بسرعة وكأنه مقروص ..
دخل الحمام وخذ له دش سريع ينشطه .. بعدها طلع من الحمام لبس هدومه وخذ أغراضه الشخصية وطلع وهو يسرع من خطواته ...
لقى أمه وابوه المقعد جالسين بالصالة عند التلفزيون ...
سلّم عليهم وهو مستعجل ... لكن وقفته أمه ..
ام نواف ::/ تعال نواف وين بتروح ؟؟
تنهد نواف وهو يلف لأمه ::/ عندي موعد مهم ... تبون شي قبل لاأطلع ؟؟
ام نواف ::/ وش اللي صاير في بيت عمك ؟؟؟
نواف ::/ من قايل لك عنهم ؟؟
ابو نواف ::/ اخوك عمر أمس اتصلنا عليه نشوف وينه وقال لنا السالفة ...
نواف ::/ إيه المهم إن ما عليهم شر الحين ...
ابو انواف ::/ بلغت عنه طيب ؟؟
ارتبك نواف وهو ناسي سالفة تبليغ الشرطة نهائيا واضطر انه يكذب::/ إيه بلغت أمس وانتظر ردهم .. يالله عاد انا بمشي تبون شي ؟؟
ام نواف ::/ سلامتك بس انتبه لدربك ..
هز نواف راسه مبتسم وطلع من البيت وهو متوتر وقلبه يمغصه من الخوف و
الإرتباك ... وده ان كل شي يطلع كذبة وان عبير تصير بريئة من اللي شافه او تصير خدعه منهم ....
ركب سيارته وانطلق من بيتهم لنفس الحارة اللي فيها هذاك البيت .. أول ما وصل هناك زاد توتره وعرق جبينه ... كان طول الطريق وهو يفكر في الكلام اللي راح يقوله وفي الطريقة اللي بيستخدمها وتخليه يوصل للي يبيه بدون لا احد يشك فيه ...
دخل الحارة وأقبل على البيت ,,, ومن حسن حظه ودعواته اللي الظاهر انها اُستجيبت .. لقى شاب واقف عند باب البيت نفسه وكان شاب في مقتبل عمره يعني ما كمل الـ 27...
وقف نواف سيارته جنبه وهو يضرب له بوري ينبهه إنه يبيه ...
نزل نواف وهو مبتسم ظاهريا .. لكن داخليا مكتأب ولا أحد يعلم بالنار اللي في قلبه الا ربه ...
نواف مبتسم ::/ السلام عليكم أخوي ..
...../ هلا والله وعليكم والسلام والرحمة ...
عقد نواف حواجبه في تساءل ::/ انت ناصر ؟؟
ابتسم له الشاب ::/ لا والله انا اخوه اللي تحته .... عبدالرحمن...
تقدم له نواف وسلم عليه ::/ معليش اخوي اعذرني بس تراني أعرفكم بالإسم ولا عمري قد شفت ولا واحد منكم ..
سلم عليه عبدالرحمن ::/ ما عليك يا الطيب لكن ماعرفتني عليك ..؟
نواف ::/ انا نواف بن علي ...
عقد عبدالرحمن حواجبه وكأنه يقول لنواف (( آسف لكن ما عرفتك ))
ابتسم نواف ::/ والله يا عبدالرحمن انت لاتعرفني وانا ما أعرفك لكن هالبيت مذكور لي وموصوف لي أنه يسكن فيه شاب أسمه مؤيد ... عاد يوم سألت الجيران عنه قالوا لي ان صاحبه يقال له ابو ناصر ,,, ومنها توقعتك ناصر ..
ابتسم عبدالرحمن::/ هلا بك ... بس هالمؤيد ما اعرف عنه شي والله... ؟؟
نواف ::/ غريبة ...؟ طيب عيال عمومتك او خوالك ..؟
سكت عبدالرحمن شوي وكأنه يسترجع ذاكرته ونواف يرتقب رده ::/ والله يا نواف للأسف يعني اللي اعرفه انه مافيه احد قريب لنا مرة ويمون يجي لنا في بيتنا يقال له مؤيد ..؟؟ بس عاد وش عائلته يمكن انه ساكن في نفس الحارة بس انت غلطان في البيت ؟؟؟
نواف بعد ماتذكر ::/ اسمه مؤيد عبدالكريم ؟؟
عبدالرحمن مبتسم ::/ لا والله ما اعرف أحد بهالإسم ؟؟؟
سكت نواف شوي وبعدين قال ::/ طيب ربعكم وزملاؤكم ؟؟
عبدالرحمن::/ ايه صح جايز انه من ربع ناصر اخوي ... لكن انا ما اعرف احد بهالإسم ؟؟
نواف باندفاع ::/ طيب يعطيك العافية ليتك تسأل أخوك ...
هز عبدالرحمن راسه ::/ ابسأله بس انت عاد اقلط في المجلس ونتكلم على راحتنا مو في الشارع ؟؟
نواف مبتسم ::/ مشكور وخيرك سابق ... لكني والله مستعجل وياليتك تخلص لي طلبي جعلك تسلم ...
طلع عبدالرحمن جواله وهو يبتسم لنواف واتصل على ناصر اخوه يسأله ... وبعد دقائق سكر التليفون ولف لنواف ..
عبدالرحمن::/ والله يقول ما اعرفه شخصيا ...
تنهد نواف ::/ طيب يمكن من ربع أخوانك االباقين ..؟
عبدالرحمن::/ والله مالي اخوان غير ناصر والثاني مسافر يدرس برا ...
سكت نواف وخيبة الأمل تسللت لقلبه ... إذا هذا مو بيت مؤيد ؟؟ أجل وشلون سيارته جت ودخلت فيه ومعه عبير ؟؟؟ معقولة يكون أحد ثاني غير مؤيد ؟؟؟؟ (( انصدم من هالفكرة اللي راودته )))
ابتسم على مضض وهو يودع عبدالرحمن ومشى من عنده وركب سيارته ...
طالع في جواله لقى حوالي عشر مكالمات من بيت عمه ... خاف لايكون صاير لهم شي ثاني بعد ...
اتصل عليهم واصابعه ترتجف من الرهبه .. ومن اول رنة ردت عليه أريج ...
أريج بصوت واطي ::/ صباح الخير نواف ..
نواف ::/ هلا صباح النور ... خير وش صاير عليكم عسى ما شر ؟؟
انحرجت أريج من كلامه وحست انها ثقلت عليه ::/ معليش أزعجتك نواف .. لكن راكان أخوي عندنا بالبيت ...
اشتعلت اعصاب نواف من الغضب على هالهايت ولد عمه وضاقت ضلوعه عليه لدرجة انه ماعاد قدر يتنفس ::/ متى وصل لكم ؟؟
أريج ::/ من دقائق جاء .. والحين هو بالمجلس عند أمي وعمر ...
هز نواف راسه ::/ زين ربع ساعة بالكثير وانا عندكم ...
اغلق نواف تليفونه وبسرعة جنونية مشى بسيارته رايح لبيت عمه يشوف وش آخرتها مع هالمستهتر اللي مضيع اخواته معه ....
-------------------------------------------------------------------------------
في هالوقت رن تليفون البيت وام عبدالله ما كانت حوله في المطبخ تجهز غداهم ...
رن للمرة الثانية وأخيرا هي انتبهت له ...
طلعت من المطبخ وراحت للصالة ترد عليه ... شافت الرقم ولقته غريب وماتعرفه .. استغربت لكن قالت بترد يمكن احد يبيهم ضروري ..
ام عبدالله ::/ مرحبــا ...
....::/ يمـــــــــــــــــــــــــــه ؟؟؟ وينكم ؟؟
ابتسمت ام عبدالله ::/عذا ...! وين تتصلين منه ؟؟
عذا والعبرة خانقتها ::/ وين اكلمك منه ؟؟ إيه أكيد انا مو اكبر همك تشوفين اذا انا جيت للبيت والا لا ؟؟؟
شهقت ام عبدالله وهي تطالع الساعة ::/ للحين وانتي في المدرسة ؟؟؟
عذا ودمعتها عند الباب ::/ حلو انك تذكرتي اني ادرس ..
ضحكت ام عبدالله ::/ وش دعوى حبيبتي .. طيب وين هو ابوك ليه ماجاك للحين ؟؟
عذا ::/ هذا اللي مخليني اتصل عليكم انا لي الحين ساعتين مخلصة ولا أحد جاء يآخذني ؟؟؟ وساروة الدوبا أخذها أسامة من فتح الباب قبل لاأطلع انا ..حتى ما انتظروني ؟؟
ام عبدالله ::/ سارة قايله لأسامة أمس يمرها لأنها ماعندها استعداد تنتظرك .. بس عاد خليني اتصل على ابوك اشوف وينه .. والا جيت انا وسوراج نآخذك .. زين ؟؟
تنهدت عذا ::/ مو اسكر منك الحين وعقب تنسيني وما كأني اتصلت ؟؟؟
ابتسمت ام عبدالله ::/ لا عاد ما توصل لهالدرجة .. ويالله علشان اتصل على ابوك ..
سكرت عذا من امها وهي معصبة ومنرفزة خصوصا ان بكره عليها مادة صعبة وهي منبهه على أهلها انهم يآخذونها بدري من المدرسة علشان يمديها تريح وتقوم تذاكر ..
اما ام عبدالله فـ على طول اتصلت على محمد علشان يروح يجيب بنته اللي الظاهر انه نساها مع زحمة الدوام ..
ام عبدالله مبتسمة ::/ هلا والله باللي نسى عياله في المدرسة ...
ابو عبدالله بابتسامة واهنة وصوت ضعيف ::/ الله يذكرك الشهادة من جد كنت ناسيها ..
خافت ام عبدالله من نبرة صوته المتغيرة ::/ محمد سلامات وش فيك ؟؟ وانت وينك ؟؟
تنهد ابو عبدالله ::/ مصيبة يا الجوهرة ونزلت على راسي ... مصيبة
شهقت ام عبدالله ::/ وش مصيبته .. قل لي محمد الله يخليك لاتخوفني ؟؟
ابو عبدالله بصوت مكسور ::/ ما اقدر اقول لك شي الحين لأني عند المدير .. بستأذن منه واطلع للبيت وأقول لك كل شي ...
بلعت ام عبدالله غصتها ::/ طيب براحتك ... يعني أروح انا اجيب عذا ؟؟
ابو عبدالله ::/ يكون أفضل لأني ما ابيها تكتشف ان فيني شي .. بنتك تعرفينها تعرف ادق الأمور من تعابير وجهي ...
ابتسمت ام عبدالله ::/ خلاص يالغالي .. ترى انتظرك وانتبه لدربك ...
ابتسم ابو عبدالله ::/ لا تخافين علي ... يالله مع السلامة ...
ام عبدالله ::/ مع السلامة ..
سكرت الجوهرة من محمد وحطت يدها على قلبها ... دعت ربها في سرها والوحيد اللي متعوده انها تلتجئ له في سراءها وضرائها أنه يهون مصيبتهم ويجعل لهم من كل هم فرج ...
رفعت السماعة واتصلت على سوراج خلته يجهز السيارة ولبست عبايتها وطلعت معه يجيبون عذا من المدرسة ..................................!!
-----------------------------------------------------------------------------
وصل نواف لبيت عمه وعلى طول دخل المجلس لأن الباب أصلا كان مفتوح ومستعدين لـ وصوله ...
لقى راكان جالس مع امه وعمر اخوه مو موجود .. وفي خاطره (( أحسن انه راح علشان مايعرف شي ))
ركز نظره في راكان بيشوف هو واعي معه والا مثل العادة مضيع عقله بهالسم اللي يشربه ..
حس انه مركز معهم وواعي للي يصير ...
نواف ::/ السلام عليكم ...
التفت راكان ::/ هلا بولد العم حياك الله ..
نواف وهو يتقدم ::/ الله يحييك ويبقيك ...
جلس نواف وقدامه راكان ... كان يبي يبدأ في الموضوع لكن مايقدر ... مجرد ما يتذكر السالفة يحس انه بينفجر من داخله وانه مو قادر يجلس في نفس المكان ...
لكنه حاول يتشجع اكثر ... وبدأ على طول بدون مقدمات لأن الموضوع خطير وما يستدعي مقدمات ...
نواف بصرامة ::/ انت عارف باللي صار أمس ؟؟
نزل راكان راسه وكأنه يقول له ان امي شرحت لي ...
هز نواف راسه بأسى ورفع صوته ::/ وعرفت من اللي تسبب باللي صار كله ...
طالع راكان في عيون نواف ::/ يقولون مؤيد ؟؟؟
ابتسم نواف باستهزاء ..::/ لا .... يكذبون عليك ؟؟؟
عقد راكان حواجبه وطالع في أمه اللي التفتت تشوف وش يقول نواف ...؟؟
نواف ::/ السبب انت يا راكان ... يا ولد سعد ...
راكان مصدوم ::/ وانا وش اللي دخلني في السالفة ؟؟
ضحك نواف بقوة ::/ وش دخلك ؟؟؟ مو هذا بيتك ؟؟ وهذولا أهلك يعني ملزومين منك ؟؟ ومو هالمؤيد خويك اللي شفتك تطلع معه كم مرة ؟؟ ومو انت اللي قلت لأريج تقول لعبير تطلع بالشاهي للملحق ؟؟وشلون وش دخلك ؟؟
وقف راكان وهو معصب ::/ انا يا نواف مالي دخل في اللي صار ... هالمؤيد النذل الحيوان استغفلني وخلاني انام في الشقة وهو اللي دبر هالمخطط كله من دون علمي ؟؟ سرق مفاتيحي وسرق جوالي واتصل هو على البيت وقال لهم على لساني الكلام اللي قالته اريج وهو اللي بنفسه دخل للبيت ،، بس انا والله يشهد على كلامي ما ادري عن اللي صار شي أبد ... ؟؟
نواف بصدمة ::/ يعني مفاتيحك إلى لآن معه ؟؟
راكان بألم ::/ إيه ما رجعهم لي .. وحتى أنا اصلا ما شفته من أمس ولا يرد على جواله ؟؟
نزل نواف راسه وبعدين استطرد ::/ معناتها لازم اغير مفاتيح الأبواب ..
راكان وصوته بدأ يتهدج وكأنه بيصيح ::/لكن انا السبب .. انا اللي كان عندي علم بس ماانتبهت لنفسي ولا لأخواتي ...
طالعه نواف بنظرة نارية ::/ كيف يعني عندك علم ؟؟؟؟؟
جلس راكان وهو منزل راسه ومستند بأكواعه على ركبه ::/ أمس هو قال لي انه يبي عبير أختي ... أنا كنت أظن انه يبيها زواج .. فقلت له موافق ولا عندي مانع ؟؟ يعني هو ولد عز وتاجر وبينفع عبير .. لكنه صدمني لما قال انه مايبي يتزوج لأنه ما بعد حس بالمسؤولية وانه يبي يفتح بيت ... ساعتها استغربت تناقضه في كلامه ... لكن ابتسامته الخبيثة كانت هي الجواب ...
هبيت في وجهه وتضاربت معه ومسحت به الأرض لأنه بس فكر هالتفكير... لكنه يوم قال انه يمزح هديت شوي وكأنه انصب علي ماء بارد ... وما عاد عطيت السالفة بال .. لكن لما جيت اليوم وقالوا اللي صار عرفت انه خطط ودبر وانا نايم ... واشك انه حط لي شي في الشاهي نومني ؟؟؟
انصدم نواف من الكلام اللي ينقال قدامه ؟؟؟ مادام من زمان هذا تفكيره في عبير ؟؟ ليش يستأذن من راكان ما دام انها ماشيه معه وتطلع معه عادي ؟؟؟ كان تواعد معها وطلعها لمكان ثاني وسوى اللي يبيه ؟؟؟
نواف ::/ طيب هو وينه الحين ؟؟
تنهد راكان ::/ صدقني ما ادري وين اراضيه ؟؟؟ كل اللي اعرفه عنه اننا نجتمع معه في الشقة ... بس
نواف ::/ طيب تعرف وين بيته ؟؟
راكان ::/ أقول لك ما اعرف عنه شي الا ان اسمه مؤيد عبدالكريم .. بس...
نزلت دمعه من راكان حاول يخفيها بسرعة عن الأنظار ...
حس نواف بندم راكان بسبب اللي صار لأخته .. فما حب يكون هو والزمن عليه ...
قام وجلس جنبه وهو حاس انها فرصته ..
نواف وهو يربت على ظهر راكان ::/ شفت اللي استفدته وانا اخوك من هالشراب والسهر في الشقق ؟؟؟ ان اخواتك ضاعوا وحياتك انت بعد ضاعت ؟؟ هذا اللي استفدته .. وترى كما تدين تدان ... وياخوفي اللي صار يتكرر وبشكل أقوى يا راكان علشان ربي يعاقبك ...!!
سكت راكان وما عقب ...
لكن ام راكان من بين دموعها حست انها فرصتها ..
ام راكان ::/ والله يا وليدي ما شفنا منك الخير .. ما نشوفك الا في الأسبوع مرة .. وان شفناك هذاك اليوم قلبت البيت علينا فوق تحت بالهواش والمضارب .... أخواتك كرهوك والصغار خافوا منك وما عاد حبوك ؟؟؟ هذولا هم اخواتك وعزوتك شف وش مشاعرهم تجاهك ؟؟؟ قل لي وش اللي استفدته من تصرفاتك غير انك ضيعت دينك وضيعت من يدك الناس اللي يحبونك واللي مستحيل في يوم يخدعونك والا يضرونك... وفي لحظة كنت بتضيع اخواتك علشان هالسم اللي تضر به نفسك وبدنك.
هالمرة قام راكان من عندهم وهو متأثر بالحيل عقب اللي صار لأخته ...
صدق ان بينه وبينها عداوة ... لكن ولأول مرة تفكيره قال له ان عبير ماكانت تمنع عنه الفلوس إلا علشان مصلحته ... وعلشان ما يشتري به هالشراب الملعون ... وهي وش خذت منه ؟؟؟ الضرب والسب والشتم .. وأخيرا زميله زميل السوء اعتدى عليها .. ووين؟؟ في بيتهم ... !! وبأي وسيلة ؟؟ بجواله هو .....!!
طلع من عندهم وهو منزل راسه ومن دون ما يقول أي كلمة ... أما أم راكان فـ خانتها دمعتها ونزلت مدرارا على خدودها..
تنهد نواف وهو يسمع الآذان يأذن الظهر ... قام على حيله وهو يصلح شماغه ..
ما يدري وش الكلام المناسب اللي المفروض يقوله ويواسي به ام راكان ...
في النهاية قرر يقول اللي عنده ..
نواف ::/ خالة بسألك عن عبير ... كيف حالها الحين ؟؟؟
تنهدت ام راكان وهي تمسح دموعها من تحت غطاها ::/ والله يا وليدي حالها ما يعجبك ؟؟؟ من أمس وهي مسكرة على نفسها الباب لا راضية تفتح لنا ولا راضية تكلمنا ...
نغزه قلبه عليها وعلى الحال اللي وصلت لها ... وده يواسيها لكن عزته تمنعه ...
نواف وهو بيمشي ::/ الله يعينها ..!! زين ياخالة انا بطلع للصلاة الحين وياليت اذا رجعت تصير هي موجودة ابيها في كلمتين لو ماعندك مانع ...
ام راكان ::/ وليش المانع... بس هي عساها تتجاوب معنا وتطلع لك ... على الأقل تآكل لها شي بدل ما هي مسكرة على نفسها الباب ...
هز نواف راسها وهي طالع ::/ خير ان شاء الله ... نبهوها انتم بس اني ابغاها ضروري ,,, عقب الصلاة ...
وطلع نواف بعد مالبس جزماته وتوجه للمسجد وهو مشغول البال عليها .. ومتشتت تفكيره بسببها ... مايعرف الصيغة المناسبة اللي المفروض يستعملها الآن علشان يناقشها في غلطها ؟؟؟ مايدري هل هو الوقت المناسب علشان يأنبها وإلا يترك هالموضوع لوقت ثاني ؟؟؟؟ ويا خوفه يؤجل الموضوع ويتكون العواقب وخيمة ... مثل ما أجل هالموضوع وشوفوا وش صار ..!
أفكار كثيرة دارت براسه واول شي دعا به هو ان الله يثبته اذا شافها ويعطيه القوة وطلاقة اللسان علشان يقدر يكلمها .. لأن أكثر شي هو خايف منه .. انه يوقف قدامها عاجز عن قول أي كلمة ....
-----------------------------------------------------------------------------
عبير كانت شبه منهارة بغرفتها ... منسدحة على السرير وفي حضنها شماغ نواف ...
ميته خوف وقهر وألم وكل المشاعر المؤلمة ... قلبها يآكلها على نفسها وعلى اللي صار لها ؟؟؟ مقهورة من أخوها سندها اللي المفروض أنه يغار عليهم ويخاف يسوي سواته ويطلعها لصديقه ...
كانت تدعي على نفسها بالموت علشان ترتاح من هالعيشة ... كانت حارمة نفسها من النوم والأكل والشرب كله علشان يآخذ ربي روحها وترتاح ...
مخدتها غرقت من دموعها ... ومحاجرها جفت وما عاد فيها مزيد ...
كان أكثر شي يعورها ويجرحها أن نواف ,,, الشخص الوحيد اللي سكن قلبها ،، والشخص الوحيد اللي كانت تشوفه غير عن كل ناس ، واللي كان ينظر لها باحترام وتقدير وكان يسمع كلمتها وكان يحسها قوية بصمودها في وجه الريح ...
شافها على هذاك الوضع المخزي ... ولو حاولت تواسي نفسها وتقول انه ما انتبه لها رجعت بها الذاكرة يوم رمى عليها الشماغ وهو منزل راسه وقال لها "خليه عليك ..." وماعاد صار عندها مجال للشك انه شافها ...!
ياليتها مافتحت عيونها ولا شافته ... ياليتها ما نادته باسمه وخلته تايه من دون مايشوفها ؟؟ليتها اختفت ورى الكنب عن نظره على الأقل كانت مصيبتها بتهون شوي ...
لكن انها تنهان ... وان واحد حقير وواطي يتقرب منها لهذيك الدرجة وفوق كل هذا نواف يدخل ويشوفها بالوضع المزري اللي كانت عليه وعارف بنوايا اللي كان موجود معها في الملحق ،،،، فهذا الشئ الوحيد اللي لايمكن انها تتحمله ...الشي اللي هز كيانها وحطم مشاعرها واشعل النار في جوفها وقلبها .. وملى بالحسرة تفكيرها ...
كانت تنتحب وهي ملتويه في سريرها من الألم والجوع ... وشماغ نواف بين يديها تستمع بوجوده معها يوقف معها ويواسيها ... هي متعوده على تواجده معهم في كل مشكله تواجههم وفي كل أمورهم ... لكن هالمصيبة هي الوحيدة اللي ندمت فيها عبير لأنها ما وافقت نواف وتملكت ... كان على الأقل الحين تقدر تشوفه وتفضفض له .. تقول له ان هالحيوان الخسيس مالمس شعره مني ... لأني عبير .................!!
عبير اللي معاهده نفسها انها ما تكون لغيرك ان طالت الدنيا والا قصرت ...
عبير اللي عمرها ما تخيلت أحد يكون جنبها في محنتها وفرحها غيرك...
عبير اللي ماتشوف بهالدنيا رجل يستحق هالكلمة غيرك ...
هذي عبير وبس ... اللي تحبك كثر ما تتنفس بالدقيقة والثانية ... اللي من شدة حبها لك أجلت ملكتها كله خوف منها لا تحملك فوق طاقتك وتزيد همومك هم ...
دقت امها عليها الباب في محاولة يائسة منها انها تصحا وتكلمهم ... لكن عبير ما كانت تسمع شي الا صوت هالنذل ... وكلمة نواف (( حطيه عليك ))
و بعد جهد جهيد ... سمعت عبير صوت الدق القوي من أريج وأمها ,...
أريج ::/ عبير تكفين تكلمي قولي انك تسمعينا ... لاتخوفينا أكثر عليك ؟؟
طالعت عبير الباب ودها تتكلم لكن لسانها عاجز انه ينطق ...
أم راكان وهي تقرب فمها للباب ::/ يمه عبير قومي توضي وصلي والبسي لك أي شي وانزلي تحت ... نواف يبي يشوفك إذا رجع من الصلاة ؟؟؟ سمعتيني عبير ؟؟
سكتت عبير عن الصياح من حست انها سمعت اسم نواف ينذكر ؟؟؟
قامت بضعف وهي يالله تشيل عمرها .. مشت تسحب رجولها على الأرض وفي يدها الشماغ ... وقفت وراء الباب وبصوت ضعيف قالت ::/ وـ ـ ـ ـ وش يـ ـ ـبـ ـ ـغى نواف ؟؟
انفرجت اسارير ام راكان لما سمعت عبير ترد لها الصوت ..
ام راكان ::/ عبير انتي صاحية ... حبيبتي علشاني اطلعي كلي لك شي وصلي وخلينا ننتظر نواف تحت انا وانتي ...
عبير ::/ يمه وش يبي نواف ؟؟؟ وش قال لك بيقول لي ؟؟؟
تنهدت ام راكان ::/ مادري يمه وش يبي .. كل اللي قاله لي انه يبي يشوفك بعد الصلاة وهذا انا اقول لك ..
حضنت عبير الشماغ وقربته لفمها وهي تصيح ::/ سـ ـ ـأل عـ ـ ـنـ ـ ـي ؟؟
قربت ام راكان فمها للباب وبصوت حنون ::/ ايه سأل عنك وتنكد بالحيل لما قلت له عن وضعك ؟؟؟
فتحت عبير الباب بقوة واندفعت معه وارتمت في حضن امها وهي تعبانة خلاص .. ماعاد في حالها المزيد علشان تتحمل ... كانت حاضنه الشماغ بينها وبين أمها ... حقيقي انه راح يذكرها بذكرى سيئة ... لكنه في النهاية من نواف اللي دائما موجود في أحلك المواقف اللي تتعرض لها ...!
------------------------------------------------------------------------------
وصلوا ام عبدالله للبيت وشافوا سيارة ابو عبدالله موقفة تحت المظلة .. التفتت عذا لأمها مستغربة وبنظرات متسائلة ... كيف من شوي تقول لها أن أبوها ما جاء يآخذها من المدرسة لأنه مشغول و ما قدر يستأذن .. والحين هذي سيارته عند الباب ...
حست ان الموضوع مريب وان ابوها فيه شي بس امها ماقالت لها ...
عذا ::/ هذي مو سيارة أبوي ؟؟؟
ام عبدالله وقلبها مقبوض ::/ الله يستر ....
عذا ::/ يمه أمانة أبوي مافيه شي ؟؟؟ والا ليش اليوم راجع مبكر ؟؟
احتارت ام عبدالله تقول لها عن المصيبة اللي فاتحها فيها محمد والا تسكت ...
بعد تفكير قررت انها تتكتم على الموضوع علشان ما تقلق البنات وبكرة عندهم اختبار ..,.
ام عبدالله ::/ ما ادري عنه والله .. بس يمكن حس انه تعبان ورجع ...
هزت عذا راسها وتسوي نفسها مقتنعة بكلام أمها ... لكن قلبها يقول ان فيه شي صاير ... والدليل نظرات أمها المتلهفة ونبرة الخوف اللي في صوتها ...
نزلت عذا مع أمها ودخلوا للبيت ... سبقتها ام عبدالله لباب الصالة ودخلت مندفعة وعلى طول طلعت الدور الثاني ... دخلت عذا من وراها وشافت أمها وهي تسرع بخطواتها على الدرج ... وابتسمت على خوف أمها وحنانها ..
سكرت الباب وقبل لا تلحق أمها على الدرج انتبهت لوجود أسامة في الصالة ...
راحت له وهي تبتسم ...
عذا ::/ ايه من قدك ... معطل ومرتاح ...
ابتسم أسامة ::/ عقبالك ... هاه بشري وش سويتي اليوم ؟؟
جلست عذا على طرف الكنب ::/ ان شاء الله خير ... لكن يا انا تخللت في المدرسة .. بغيت انوم هناك وما احد جاء يآخذني ..
ضحك أسامة بخفيف ::/ ما دريت عنك ولا عن أبوي والا كان جيت أخذتك ..!!
عذا بحواجب معقودة ::/ إلا تعال أبوي وش فيه راجع اليوم مبكر مو عوايده؟؟
ارتبك أسامة لكن قدر يسيطر على أعصابه ::/ سلامتك ... بس يقول أن وراه سفر علشان كذا رجع مبكر يمديه يتجهز ...
تنهدت عذا بشبه اقتناع ::/ إذا كانت كذا السالفة فـ تهون .. أهم شي انه هو بخير ..
وقامت من عند أسامة طالعة لغرفتها ... وأول ما وصلت فوق فكرت تمر تسلم على أبوها وتودعه قبل لا تنام ..
وهي متوجهة لغرفتهم قابلها أبوها وهو طالع وشنطته في يده ... لكن وجهه متغير كان باين عليه التوتر والقلق .. ما حبت عذا توهم نفسها بهالأمور وحاولت تقتنع بأنه راجع لأنه بيسافر ..
تقدمت منه واضطر ابو عبدالله يبتسم في وجهها علشان ما تلاحظ ...
عذا مبتسمة ::/ سلامات يا حلو ... راجع مبكر اليوم ...؟
لعب أبوها في مقدمة شعرها ::/ ما الحلو إلا انتي ... بس وراي رحلة .... ورحلة مهمة بعد ...
عذا بعيون خايفة ::/ عسى ما شر يبه ...؟
ابتسم ابو عبدالله ::/ ما شر حبيبتي ... سفره زي سفرات العادة ... يعني ما فيه شي جديد ...
هزت عذا راسها وتقدمت لأبوها واضطرت توقف على أطراف أصابعها علشان تحب راسه وتودعه ...
توادعوا وتركتهم عذا ومشت رايحه لغرفتها تنام وترتاح لأن وراها بكرة اصعب وآخر اختبار ..
أما ابو عبدالله وام عبدالله مشوا نازلين تحت ... واول ما وصلوا لوسط الصالة .. قام أسامة لأبوه يودعه ...
أسامة ::/ يالله يبه الله معك .. بس عاد لاتنسى تطمنا على آخر الأخبار ..
هز ابو عبدالله راسه ::/ ان شاء الله .. الله بيسهل أموري ... وانتم عاد لاتنسون .. البنات لايوصلهم خبر على الأقل لحد ما يخلصون اختباراتهم ...
ماقدرت ام عبدالله ونزلت دمعتها ::/ لا تشيل هم انت رح بالسلامة وكل اللي تبيه بيصير ..
تنهد محمد ::/ الجوهرة ترى ماله داعي دموعك تنزل علشان وسخ دنيا ... وسعي صدرك يا بنت الحلال والله بيسهلها من عنده ... اتكلي على ربك ..
هزت الجوهرة راسها ::/ الله كريم ...
مد يده محمد يصافح زوجته .. ولحظتها أطال النظر في عيونها وكأنه يوصيها باللي قال لها عليه ...
قطع عليهم أسامة ::/ اخلص يبه ... مو وقت رومانسياتك يا دون جوان ... ترى بتفوتك الرحلة ..
ابتسم ابو عبدالله ::/ لو صار لي شي انت السبب ... يعني مالقوا يعطلونك الا اليوم .. ليتهم بعد حطوا لك اليوم اختبار وافتكيت منك ..
ابتسم اسامة بخبث ::/ الحين وانا موجود هذي هي سواتكم .. أجل لو أني طالع والا نايم وش كنتوا بتسوون ..؟
استحت ام عبدالله و اصطبغ لونها بالأحمر ::/ أسامة ؟؟ الظاهر اني بموت وانت ما عقلت .. ولا ركدت ..
حط اسامة يده على كتوف أمه ::/ يا حلوهم اللي يستحون ... اموت فيهم أنا ..
ضحك ابو عبدالله بغيرة ::/ نزل يدك يا ولد .. خلني أسافر وانا متطمن ان زوجتي ما تخوني ...
شهقت ام عبدالله وحطت يدها على فمها ::/ مـــــــــــحــــــــمـــــــــــد ......!!
ضحك أسامة ::/ قايل لك يمه لاتتركين أبوي بروحه يسهر قدام هالأفلام ...
ضحك ابو عبدالله وهو يمشي ::/ يالله انا رايح ... والله الله في البيت من عقبي يا أسامة .. لا تترك أهلك بروحهم ..
أسامة ::/ رح يبه وقلبك متطمن ... وراك رجّال ...
رفعت ام عبدالله راسها لأسامة اللي واقف قريب منها بطوله المتزن ونحافة جسمه وصوته الرجولي العميق .. وطالعته بنظرات فخر .. هذا أسامة اللي كان يلعب في حضنها واللي مستحيل ينام وهي بعيده عنه كبر وصار رجّال يعتمد عليه ... هذا أسامة اللي من انخلق على هالدنيا وهو مايبي غيرها يقوم بأموره ...!!
كبر وكبرت شقاوته معه ...
وكبر تعلقه في أمه أكثر وأكثر ...!!
ابتسمت وعيونها عليه لما تذكرت خالتها ام عبدالرحمن وهي موعاجبها الوضع و تقول لها لازم تتركه يعتمد عل نفسه بدل ما هو متعلق فيها هالكثر ..!!
لكن هذا هو كبر وأصبح رجل ...
وصار يعتمد على نفسه ..
ومو كذا وبس .. وإنما يُعتمد عليه بعد
حتى أبوه صار يسافر وهو متطمن بوجوده معهم ... !!!
انتبه أسامة لأمه ورد لها الإبتسامة ::/ الظاهر انها عجبتك فكرت ابوي في الخيانة ..؟
شهقت ام عبد الله بصدمة على جنون هالولد واللي ما تدري متى بيعقل ويركد ...!!
ضربته على ظهره وهي تضحك بخجل ...::/ انت مادري من تستحي منه ؟؟
ومشت عنه وهو ميت من الضحك ورجعت لمطبخها وغداها ...
----------------------------------------------------------------------------
طلعوا من صلاة الظهر لكن نواف فضل انه يجلس في المسجد يقرأ قرآن ويدعي ربه ... خذ له فترة وهو يقرا في المصحف وبعدين سكره من بين يديه وقام وطلع ...
طول الطريق لبيت عمه وهو يفكر بالحوار اللي راح يصير بعد شوي ...
وش ممكن يصير ووش مكن ترد عليه عبير ؟؟ وكيف هو راح يرد عليها ... ويخليها امام الأمر الواقع ... ويفهمها أنه عارف كل شي من زمان ... لكنه ساكت برغبته ينتظر الفرصة المناسبة علشان يكشف اوراقها قدام الكل ...
أما عبير فكانت جالسة مع أريج اختها وأمها في الصالة ... و بعد التوسل والتزعل قدرت أم راكان تقنعها أنها تآكل لها لقمتين ...
وفعلا تشجعت عبير تآكل خصوصا لما عرفت انها بتقابل نواف ... لكنها ما كثرت كلت شي بسيط جدا وزهيد ...
سمعوا صوت الجرس يدق يعني نواف وصل للبيت ...
ارتجفت اطراف عبير من الخوف والتوتر ... مالها وجه تواجهه عقب اللي صار ... تستحي تطلع قدامه بعد ماشافها بالصورة المبهذلة اللي أمس .. حاولت تطلع فوق وتقول لهم ما ابي اقابله .. لكن امها مسكتها مع يدها تشجعها ..
ام راكان ::/ عبير لازم تقابلينه ؟؟؟ شوفي هو وش يبغى منك ما راح تخسرين شي ؟؟
عبير والعبرة خانقتها ::/ يمه استحي اطلع له عقب أمس ...
رحمتها أريج ومسكتها مع كتفها::/ عبير احنا بنكون معك ... وبعدين انتي لاتحطين عينك بعينه واسمعيه بس .
هزت عبير راسها ونادت أريج على انوار علشان تنزل من فوق وتفتح لنواف ...
استقبلته ام راكان عند المدخل وطلبت منه يدخل معها للصالة ...
كانت أصابع نواف ترتجف ومو قادر يسيطر عليها ... مو عارف وش لون بيقابلها او يقسى عليها ... ماتعود يواجه عبير في مثل هالمواضيع لأنه كان يحسها كبيرة في عينه وقوية وعمر الشهوات ما أخذتها وراها ...
دخل للصالة وهو منزل راسه ..
رفع عينه شوي ولمح بنتين جالسات جنب بعض ....
لكن هيهات تخفى عليه من هي أو أي وحده فيهم ...؟؟؟
عرف انها هي اللي جالسة على طرف الكنب وكفوف يدها في حضنها ... عمره ما راح ينسى جلستها هذي .. ولا راح ينسى شكلها مهما طال الزمن ..
نواف بصوت رجولي أجش ::/ السلام عليكم ...
انتفظت عبير بمكانها من سمعت نفس الصوت .. اللي هو صوت نواف ... كانت بتتهور وتقوم من مكانها وتطلع فوق .. لكن يد أريج اللي مسكت كف يدها كأنها تمدها بالقوة منعتها تتحرك ....
الكل ::/ وعليكم السلام والرحمة ...
قرب نواف وجلس على الكنب المقابل وهو لا يزال منزل عيونه للأرض ...
هذيك اللحظة دموع نواف كانت تدق الأبواب ... مو ضعف أو قلة رجولة ... أبدا
دموعه اللي كانت تنذر بالنزول ساعتها كانت دموع قهر وألم على بنت عمه اللي وثق فيها يوم من الأيام واللي كان ميت بس توافق على الملكة ... ويتم موضوع زواجهم .
بلع غصته ومسك نفسه علشان لاتخونه عيونه و تفضح دقات قلبه المكنون بصدره ..
كم تمنى أنه يتقابل معها ويكلمها ويجلس معها ... لكن يوم تحققت هالأمنية صارت علشان هالموقف اللعين ... هالموقف اللي هز الكل وحطم نفسياتهم وفي مقدمتهم عبير ونواف ..
بدأ نواف يتكلم ويكسر الصمت ::/ أنا طلبت أقابلك يا ـ ـ ـ ـ عـ ـبـ ـيـ ـر لأني بوضح لك ولكم كلكم شي أنا عارفة من زمان لكن ساكت عنه برغبتي ..
أنا أبي أقول أن اللي صار لك يا عبير شي متوقع .. وشي المفروض انتي حطيتيه في بالك ... من البداية ... من يوم قررتي تطلعين مع سيارات غريبة أنصاص الليالي ...
و من سمحتي لنفسك تدخلين بيت ناس أغراب لا نعرفهم ولا يعرفونا في آخر الليل ومادري متى طلعتي منه ؟؟؟... و اللي للأسف تجارتهم أغرتك وسحبك الهوى لهم ...
شهقت أم راكان باستغراب ::/ نوافـ ـ ـ ـ
قاطعها نواف لما رفع يده ::/ خلوني أكمل وبعدين قولوا اللي عندكم...
رفع عينه لعبير المصدومة واللي تطالع فيه بعين مفتوحه من ورى النقاب ::/أنا ما جيت أحاسبك يا بنت عمي لأني مالي حق في هالشي .. وأمك وأخوك هم الألزم عليك (( وابتسم باستهزاء )) لكن أنا اليوم طلبتك طلب لا ترديني فيه ... وعقبها لك مني ماعاد تشوفيني ولاتعرفيني إلا بالأسم بس ... وهذا عمر أخوي بدأ يسوق سيارة يعني يقدر يقوم بأموركم بالنيابة عني ... فـ لو ماعندك مانع ياليت تتكرمين وتقولين لي هالـ مؤيد وين ساكن فيه ؟؟؟ لأني ماراح أرتاح إلا لما آخذ حقي بيدي ...بس هاه لايكون تحطين ببالك أني رايح أأدبه علشانك ... لا
أنا بعاقبه لأنه عارف أني أنا صاحب هالبيت والمسؤول عنه ومع ذلك ما عمل لي أي حساب وتهجم عليه ....
سكت نواف والحرقة تآكل صدره على الكلام الجارح اللي قاله ؟؟
أما عبير فوقفت من الصدمة ومن هول الكلام اللي سمعته يطلع من نواف الغالي ؟؟ فارس الأحلام بالنسبة لها ... اللي طول الليلة الماضية وهي بس تفكر فيه وتهوجس به ... معقوله تكون هذي هي ردت فعله ؟؟؟ جاي يتشمت فيها ويوضح لها انه خلاص ترى أمرك ماعاد يهمني واللي يهمني أنا وبس ... وليش يسوي كذا ؟؟ وانا مالي ذنب ولا لي يد في اللي صار ؟؟؟ معقولة كان حبه لي مزيف ومن اول محنة تركني لا وفوق هذا جاي يتشمت فيني ؟؟... ماتوقعته بهالأنانية البشعة ...
عبير وصوتها بدأ يتهدج ::/ بــس ... هذا اللي انت معني نفسك علشان تقوله لي ؟؟
سكت نواف يتأملها لدقايق وبعدين نزل راسه ::/ ليه وش كنتي متوقعه مني أسوي ؟؟
صرخت عبير ::/ أنك تكف خيرك وشرك عنا ومانبي منك شي ؟؟؟ ولا نتوقع منك أي شي ثاني ... مشكور نواف ويجي منك أكثر ... لكن هالـ مؤيد اللي انت جاي تسألني عنه فـ أحب أقولك انه مو شغلك ولا لك دخل فيه ... ولا هو من شآنك انك تعرف مكانه ..ولو سمحت .... الكلمتين اللي قلتهم من شوي .........++ وبدأ صوتها يضيع مع الصياح ++
الـ ــ ـكـ ـ لـ ـ ـمـ تين هـ ـ ـذولا ترى ربي بـ ـ ـيحاسـ ـبــ ـ ـ
ماقدرت تكمل اكثر مشت تركض وطلعت الدرج رايحة لغرفتها ...
تقابلت مع راكان اخوها اللي كان نازل ... ناداها راكان يوم شافها منهارة وتدعي بصوت عالي على اللي كان السبب ... حاول يستوقفها لكنها صرخت في وجهه ..
فـ ماحب يزودها معها ،، يعني مصيرها بتهدأ وبيتكلم معها ..
نزل للصالة وشاف نواف جالس وكفوفه بحضنه وأريج مقبله للباب بتطلع ..
استوقفها راكان ::/ تعالي وش فيها اختك ؟؟
وقفت أريج ولفت على نواف تطالعها بكره وبخوف قابلت راكان و بلعت ريقها وعيونها تطالع الفراغ::/ سلامتك ما فيها شي ..
ومشت أريج بخطوات سريعة تلحق أختها تهديها ...
دخل راكان وجلس لكن في نفس الوقت قام نواف وهو يتعذب واستأذن منهم وطلع ...
بقى في المجلس ام راكان وولدها .. حاول راكان يفهم من امه السالفة لكن ام راكان ما قدرت تقول له الكلام اللي سمعوه من نواف ... تخاف لا يصدق هو الثاني بعد هالخرابيط و ينهد على أخته ...
لفقت له أي سالفة مؤقتا لحد مايتأكدون من كل شي وتنكشف الأمور وساعتها كل واحد بيعرف الحقيقة ... بحلوها ومرها ..
------------------------------------------------------------------------------

بعد العصر كانت ريم و ندى ومعهم سحر مجتمعين في غرفة الأخيرة ... والسوالف والضحك واصله لآخر البيت ...
كانت ريم جالسة على أريكة عنابية مذهبة ... ووراها سارية معتقة بالبيج والذهبي ونازل منها قماش مخمل جلد نمر لكن بتدرجات اللون العنابي والأوف وايت والذهبي ...
وهالخلفية الرومانية كانت من إختراع سحر علشان تصور ريم عليها وتفبرك لها الصورة وتزبرقها .. لأن بناء على طلب ريم سحر بتسوي عدة صور لريم علشان تحطهم من ضمن كوشتها يوم الزواج ... ومالقت أحسن من بنت خالتها اللي بتصورها بأحلى ما يكون وماراح تآخذ منها أتعاب ....!
قامت ندى من على السرير وهي تضحك ::/ خلاص تكفون ماعاد أقدر اتحمل .. بموت من الضحك ...
ريم وهي تضبط شعرها ::/ لالا بسم الله عليك ... كل شي ولا حرم مشاري ؟؟ عاد وش يفكنا من لسانه اعوذ بالله ..
انقرفت ندى من الطاري ::/ لو سمحتي الحين من جاب هالسيرة ؟؟ المهم أنا نازلة أجيب لنا خفايف..
ريم ::/ جيبي لي تشيز كيك بالتوت البري .. ترى أموت عليه ..
ندى وهي ماشية للباب ::/ وإذا مالقيت ؟؟
ريم ::/ عادي قولي للسواق يروح يجيب من برا ... تكفين ندى ..
هزت ندى راسها ::/ طيب خلاص رحمتك ,...
والتفتت على سحر ::/ وانتي سوسو تبين شي معين ؟؟
انتبهت لها سحر اللي كانت تضبط شغلها وكاميرتها ::/ لا أي شي عادي مايفرق عندي ..
هزت ندى راسها بالإيجاب وطلعت نازلة تحت تجيب لهم اللي وصوها عليه ...
أما سحر وبعد ما ثبتت كاميرتها على الستاند وصلحت الإضاءة .. ركزت انتباهها على ريم علشان تضبطها هي الثانية وتضبط جلستها يعني لزوم الصورة الكشخة ..
ريم وهي تجلس على طرف الأريكة ::/ عاد يا سحر لا أوصيك خلي صوري تطلع زينة مو أي كلام ...؟
سحر وهي متكتفة ::/ ليه قد شفتي سحر بنت ابراهيم تسوي صور شينة ؟؟
ريم ::/ لا والله ما عمري قد شفتها ... لكن عاد انا أأكد عليك لأني برسل هالصور لعبادي واخاف تطلع شينة وتحوم كبده ؟؟؟
ضحكت سحر وهي تجلس جنبها ::/ والله تطورتي يا ريم وصرتي تسمينه عبادي ..
ابتسمت ريم بخجل ::/ ههههههه تصدقين ما حسيت ... يعني تعودت اسميه كذا ...
التفتت لها سحر مبتسمة ::/ تكلمينه ؟؟
هزت ريم راسها :::/ أغلب الأوقات على الماسنجر وبين كل فترة والثانية يتصل علي بالتليفون ...
سحر ::/ وش انطباعك عنه ..؟؟
تنهدت ريم ::/ آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه يا سحر ... والله ان ربي رزقني به من سابع سماء .. والا انا ما كنت اتوقع ولا واحد في المية اني اتزوج واحد مثل عبدالله ..
تحمست سحر وتربعت في جلستها ::/ ايوه وصلنا لمربط الفرس .. يالله سولفي لي عنه وعن شخصيته وكيف تشوفينه معك ..؟؟
سكتت ريم شوي وبعدها ابتسمت وقالت ::/ قلبه طيب وحنون لأبعد درجة ... وفوق كل هذا حساس من ناحيتي جدا .. يعني ما يحب اني ازعل منه مهما كان .. وفي نفس الوقت ما وده اني ازعله بالأشياء الي مايحبها ؟؟
تصدقين سحر مرة طلبت منه يدور لي على كتاب طالبته منا الأستاذة وما لقيته في مكتباتنا عاد قلت له يشوفه لي عندهم ... وقال لي مو فاضي لك انا عندي اختبارات ... تدرين وش سويت ؟؟
سحر بحماس ::/ هاه كملي؟؟
ضحكت ريم ::/ أعصابك بقول لك .. قلت له هذا ردك على زوجتك اللي تحبك ولجأت لك .. لكن مو منك مني أنا اللي معتبرتني حبيبتك ...
ضحكت سحر تقاطعها ::/ والله وصرتي تعرفين تقولين كلام حلو ومؤثر
ضحكت ريم ::/ يا حليلك ماشفتي شي ... سكرت ماسنجري ورحت انسدحت على سريري وانا مقهورة منه شوي ..وتخيلي خمس دقائق بس وبعدها اتصل علي ..و أول مارفعت السماعة وسمعت صوته خنقتني العبرة وماقدرت اكمل سلامي وصحت ... عاد تعالي شوفي وش سوى ؟؟ يحسب اني اصيح لأنه رافض يجيب لي الكتاب ...
ضحكت سحر ::/ ههههههههههههههه الله يقلع بليسك طيب كملتي لعبتك ؟؟
ريم ::/ كملتها شوي بس بعدين ماهان علي وهو يحاول يرضيني .. وقلت بعلمه واقول له ان صياحي لأني مشتاقة له والا الكتاب ما يهمني
سحر ::/ طيب تحسين فيه شي من التسلط والا العصبية ؟؟
طالعتها ريم بنظرة وبعدين انفجرت تضحك ::/ ههههههههههه مستحيل ... ما اتخيل عبدالله يعصب والا يفرض علي أشياء انا مو مقتنعة فيها ...
تنهدت سحر ::/ الله يوفقك يارب ... صدق صدق مستانسة علشانك ريم ؟
مسكتها ريم من يدها ::/ عقبالك يا سحر ونجلس هالجلسة سوا بس العكس انتي تكلمني عن زياد ...
ابتسمت سحر بحزن ::/ الظاهر مافيه امل ؟؟
ضربتها ريم ::/ يا ربي منك ليش متشائمة ؟؟؟ هذا بدل ماتقولي آمين ؟؟
تنفست سحر بعمق وهي تلعب بالخيط في يدها ::/ يعني على بالك اني ما أبغى هالشي يصير ؟؟ مستحيل ريم انا هالشي اتمناه كل يوم وكل ساعة وكل دقيقة .. بس انتي مثل ماتشوفين هذا هو تخرج وما قال شي ولا خطبني مع انه متوفرة له الوظيفة والبيت وكل شي خالص من ناحيته ؟؟
ريم ::/ بس يمكن ينتظرك انتي لحد ماتخلصين سنة اولى جامعة ويكون هو استقر وكون نفسه ...
هزت سحر راسها ::/ أتمنى ان كلامك يصير صدق .. لأنه فعلا يا ريم احس ان روحي تعلقت فيه زود عقب ماتخرج وعقب ماصار رجال وتغيرت ملامحه وصارت كلها قوة وعزم ... والله اذا سولفت لي عنه ندى ودي انها ماتسكت أبد .. تصدقين احيانا تسولف لي بالسالفة أكثر من مليون مرة ومع ذلك ما اشبع منها ودي لو تجلس طول عمرها ما تحكي الا عنه ...
ضحكت ريم ::/ هههههههههههههه أجل غرقانة لشوشتك معه ؟؟
ابتسمت سحر بخجل ::/ وش هالكلام انتي بعد ؟؟ تخيلي امي سمعتك وانتي تقولينه ؟؟
تنهدت ريم ::/ اتركي عنك امك الحين وادعي ربك بس ييسر أمرك مع هالزياد .. لأني من جد تحمست لكم تتزوجون ودي اشوف عيالكم ...
ضحكت سحر ::/ الحين خليه يتم العرس وبعد كذا نفكر بالعيال ..
ريم ::/ طيب خلاص خلصنا سوالف يالله قومي كملي شغلك خلينا نخلص ويمدينا نروح السوق ...
هزت سحر راسها مبتسمة وقامت من عند ريم ورجعت لكاميرتها وبدت تحدد زواياها وتآخذ الصور وقلبها وعقلها كلهم عند زياد اللي ماتدري وينه فيه ؟؟
-----------------------------------------------------------------------------
هناك كان متمدد على سريره وفي قلبه ضيقة وقدام عيونه ظلام ... وده يسوي شي لكنه مو عارف وش هو ؟؟؟
قرر يطلع ويروح للشقة ... لكن لا .. مستحيل يرجع لهذاك المكان مرة ثانية عقب اللي صار ؟؟؟ إذا كان مؤيد اللي يعتبره اقرب واحد له سوى سواته ؟؟ أجل وش راح يسوون الباقين اللي يادوب ما يجتمع معهم إلا على الشرب والفساد ...
فكر في حاله وحال اخواته واللي صارلهم ووصلوا له بسببه هو بس ... فكر في اللحظة اللي تهجم فيها مؤيد على اخته ... واللحظات العصيبة اللي واجهتها وهي تقاومه .. وهو وينه فيه ؟؟ ووينه عنهم ؟؟ كان وقتها متمدد في الشقة وغارق في سابع نومه ولاعارف باللي يصير من وراه وفي قعر بيته ...
قام من مكانه وهو يتنهد... قام واقف وفي قرارة نفسه معزم يروح يتكلم مع عبير يواسيها ويفهم منها اللي صار لها كله من أوله لآخره ..
هذي فرصته علشان يرجع لهم ويتقرب منهم ... والغريب انه يسمع نداء من داخله يحثه انه يرجع لربه ولأهله ... يرجع لأخواته اللي أهملهم وامه اللي ذاقت الويل بسببه ..
تنهد ومشى طالع من الغرفة ...
وصل لممرها ووقف قدام بابها ... محتار يدق الباب والا يروح ويخليها ..
قرب بخطوات أكثر ورفع يده بيدق الباب .. لكنه تراجع في النهاية ودار على نفسه بيرجع لغرفته ...
صوت شهقاتها اللي وصل لمسمعه خلاه يتراجع عن قراره وليد اللحظة ... ورجع مرة ثانية مواجه لبابها وبكل جرأة رفع يده ودق عليها ...
لكنها ماردت عليه ...
راكان وهو يدق الباب ::/ عبير افتحي انا راكان ..
انتفضت عبير في مكانها يوم سمعت صوته وخافت ::/ راكان وش تبي ؟؟
راكان بصوت مكسور ::/ بكلمك شوي .. افتحي ؟؟
عبير بشهقات متواصلة ::/ راكان الله يخليك .. إن كنت بتضربني فـ ترى حيلي منهد وما اتحمل ضرب أكثر من اللي ذقته .. وان كنت بتتهاوش معي والا بترفع صوتك فـ أجل الفكرة شوي لأن ماعاد عندي طاقة اتحمل ..
هزت كلماتها راكان ... معقولة هذا تفكيرهم عنه ؟؟ يا يضربهم والا يصرخ عليهم ؟؟ معقولة مايحسون ناحيته بمشاعر الأخوة والحميمية ؟؟
واصل راكان ضرباته على الباب بإصرار ::/ عبير افتحي انا ماراح اسوي لك لا هذا ولا ذاك .. انا بتكلم معك شوي .. افتحي هالمرة علشاني ..
سكتت عبير وما ردت عليه ... كان على وشك انه يفقد الأمل انها تفتح الباب .. وتوه بيروح إلا وهو يسمع المفتاح يدور في الباب ..
وقف مقابله وهو يحاول يرسم على وجهه ابتسامة ...
طلعت عليه عبير وعيونها غرقانة بالدموع وقلبها مجروح ومكسور وما عاد فيها حيل حتى توقف على رجولها ...
قرب منها راكان لكن عبير جفلت منه وابتعدت شوي وهي تشد على يدها ,,
وفي وسط دموعها ::/ هذا انا يا ركان بتضرب اضربني بتهاوشني بتصرخ علي حلالك سو اللي تبي لكن ابيك تفهم شي واحد ان هالنواف هذا كذاب ويتبلا علي وانا والله بريئة من كلامه والله بريئة ..
تنهد راكان من كلامها ::/ انا مايهمني نواف ولا غيره .. وبعدين انا ماجيت اتضارب معك انا جاي اتكلم معك .. وأوعدك أن مؤيد هذا بتكون نهايته على يدي .. وبتشوفين كيف بجيب حقنا منه ... بس انتي عطيني فرصة ألقاه وانا اوريك ..
شهقت عبير وهي تصيح ::/ لا راكان الله يخيلك لاتقول هالكلام ؟؟ وش نهايته على يدك ؟؟ لايكون تفكر هالتفكير الله يخليك ... وبعدين خلاص السالفة عدت على خير ولا جانا منها اضرار ..
قاطعها راكان ::/ طيب اهدي شوي ما يستدعي الأمر هالصياح كله ؟؟
حاولت عبير تمسح دموعها .. وقرب منها راكان لكن هالمرة ما ابتعدت عبير وقفت مواجهته ولأول مرة تدقق في ملامح اخوها وطوله ورجولته ... آخ بس ليته كان إنسان عاقل وسوي .. كانت حياتنا بتكون مختلفة ..
راكان ::/ الحين ابغاك تقولين لي السالفة من الأول للأخير ..
بلعت عبير ريقها وهي لازالت تطالع راكان ::/ ليش هم ما قالوا لك ؟؟
راكان :/ الا قالوا لي بس ابي اسمعها منك ؟
نزلت عبير راسها وبدت تسرد له كل الأحداث من يوم حولت عليها اريج الخط لحد ما جاها نواف وعطاها الشماغ ..
راكان مصدوم ::/ الحين هو اتصل عليكم وقال اني انا موصيه تحطون الشاهي والقهوة في الملحق ..
هزت عبير راسها ::/ ايه .. وبعد كان متصل من جوالك وهذا اللي خلانا نتأكد انك عارف باللي يصير ..
مسح راكان بيده على جبهته ::/ ابن الكلب ...
سكت شوي وسكتت عبير وقلبها يتقطع من الذكرى اللي رجعت لها ..
راكان ::/ والله يا عبير اني ماقلت له شي .. انا اصلا مادريت عن نفسي الا يوم قمت ولقيت جوالي مو موجود ولا مفاتيح البيت .. يعني مالقيت الا مفاتيح السيارة ..
وأول ماجيت وقالوا لي توقعت انه مؤيد ........
قطع كلامه والا كان بيتهور ويجرحها أكثر لو قال لها الحوار الي كان بينه وبين مؤيد قبل لاتصير هالحادثة ..
فضل انه يسكت ومشى وترك عبير وراه ... ونظرات أريج المتعجبة من المشهد اللي حصل قدامها ... ومن راكان اللي كان هادئ ولا عصب عليهم لا وفوق هذا مبتسم وهو يكلم عبير اللي ماكان يطيقها ...
طلعت أريج وراحت لعبير تركض ..
دخلت عليها وشافتها جالسة على طرف السرير وسرحانة .. جلست جنبها وهي ساكتة وبعدين قالت ..
اريج ::/ تصدقين اللي سواه راكان والا تحسينه مقلب منه ؟؟
التفتت لها عبير وطالعتها من دون ماترد ............
اريج ::/ هيه انتي أكلمك ... تحسين انه يسوي فينا مقلب ؟؟
انتبهت عبير لنفسها وبعدين تنهدت وهي تطالع كفوف يديها ::/ ما ادري بس ما اظن ؟؟
اريج ::/ ليش ان شاء الله ؟؟
عبير ::/ مادري وش اقول لك .. لكن حسيته هالمرة صادق .. نظراته و قربه مني وكلماته اللي قالها احسها طالعه من قلبه ..
التفتت على أريج وهي مبتسمة وعيونها حمراء ::/ أحس انه تغير .. والله يا اريج احس انه بيتغير ان شاء الله وبيكون الأخ اللي دائما نتمناه ..
ابتسمت اريج ::/ ياليت يا عبير .. ساعتها والله لأحبك على راسك واقول لك شكرا مشكلتك جابت لنا نتيجة ..
ضحكت عبير ولأول مرة من صار لها الحادث ::/ انتي ووجهك .. صدق ماتنعطين وجه
ضحكت أريج فرحانة لأختها وفرحانة بأخوها اللي ياما تمنت انه يكون مثل العالم والناس ,......
-----------------------------------------------------------------------
اليوم الثاني وهو اليوم الأخير لعذا في اختباراتها وقبل الظهر بوقت كانت هي وأسامة راجعين من المدرسة ... دخلوا للصالة مع بعض وشافوا أمهم وسارة جالسين على السفرة وكأنهم توهم بيبتدون الفطور ...
ابتسمت عذا وهي تسرع بخطواتها لهم ::/ سلام عليكم ؟؟ الحمدلله لحقنا عليكم قبل لاتخلصون ..
ابتسمت ام عبدالله ::/ حياكم اقلطوا معنا ..
وقفت عذا فجأة في مكانها لما لمحت القطوة تلعب في حضن سارة ...
رفعت سارة عينها وشافت عذا واقفة بعيد شوي وعينها على اللي في حضنها ..
شهقت سارة ::/ والله عذا بمسكها عنك بس لاتقولين وديها لغرفتها .. ترى بتموت مسكينة من الهم ..
طالعتها عذا بنظرات رعب ::/ مشكلتي ما أثق فيك ..
ضحك أسامة وهو يتصفح الجريدة ::/ لا هالمرة على ضمانتي أنا .. ولو حاولت سارة تلعب بذيلها أوريك فيها ...
التفتت عذا على أسامة اللي جلس جنب امه وهي مستغربة .. وش هالنبل اللي نزل عليه فجأة والجنتلة اللي طغت على تصرفاته على حين غرة ..
عذا بتشكيك ::/ متأكد أنك ما راح توقف معها ..؟
أم عبدالله ::/ اجلسي جنبي ويا ويلهم لو سووا شي ..
ابتسمت عذا و الخوف لازال في قلبها من هالقطوة اللي تطالعها بنظرات غريبة.. وجلست جنب امها و بدءوا يفطرون ..
كانت ام عبدالله تنقل نظراتها من أسامة لعذا لسارة ... ودها تبدأ بالكلام بس مو عارفة الطريقة المناسبة ولا المقدمة اللي المفروض تبدأ فيها ...
قطع عليها سرحانها أسامة لما شهق ..
أسامة وهو يرفع الجريدة :/ أفااااااااااااااااااااااا .. وش هالعلوم ؟؟
طالعه الجميع بنظرات استفهام ..
ام عبدالله ::/ خير وش صاير ؟؟
أطال اسامة النظر في عيون امه وبعدين طالع في أخواته وعقبها قال ..
أسامة ::/ كاتبين عن حادث الغرق في الجريدة ...
أم عبدالله بنبرة أسى ::/ لاحول ولاقوة إلا بالله .. وش قالوا عنه ؟؟
عقدت عذا حواجبها وطالعت سارة باستفهام لكن مالقت عندها جواب.. فالتفتت لأمها ..
عذا ::/ أي حادث يمه ؟؟
تلعثمت ام عبدالله وهي تطالع في أسامة علشان ينقذها لكنه ما عبرها ولا طالعها كان متحمس يقرا الخبر ..
بلعت ام عبدالله ريقها وتوكلت على الله بتقولهم لأن هذي هي فرصتها ..
ام عبدالله ::/ انتم عارفين ان ابوكم كان عنده مشروع بيسويه .. صح ؟
هزوا البنات رؤوسهم بالإيجاب ..
تنهدت ام عبدالله ::/ بس الله ما اراد انه يتم هالمشروع ؟؟
سارة ::/ وش قصدك يمه ؟؟
ام عبدالله ::/ غرقت الباخرة اللي كانت شاحنة البضاعة حقت المشروع .... وتقريبا راح كل اللي موجود عليها ... يعني بضاعة أبوكم المشحونة صارت في عداد الأموات ..
شهقت عذا وحطت يدها على فمها ::/ وابوي وش سوا ؟؟
ام عبدالله والعبرة خانقتها ::/ أبوك سافر لهم امس يشوف وش سالفتهم ..
سارة بصوت عالي ::/ يا سلااام يعني هالكلام من امس صاير واحنا مثل الأطرش في الزفة ما علمتونا شي ..
تنفست ام عبدالله وهي تبتسم من ورا خاطرها ::/ خفنا لا نخرب عليكم مذاكرتكم وتقعدون تفكرون في السالفة وهي ماتسوى وبتنحل إن شاء الله ..
قطع عليهم أسامة وهو ينزل الجريدة ::/ شكل الموضوع شديد .. خل اتصل على ابوي اشوف وش سوا ؟؟
التفتت عليه ام عبدالله ::/ ليه وش مكتوب عنه ؟؟
طالعها اسامة والسماعة باذنه ::/ مو شي مهم لكن بتصل عليه اشوف وش صار هو بيطلع له تعويض والا كل شي راح عليه ...
سكتوا كلهم والألم يعتصر قلوبهم .. ينتظرون ابوهم يرد عليهم ويعطيهم الخبر اليقين ..
دقائق ورد أسامة وهو مبتسم ::
أسامة ::/ هلا ومرحبا بـ ابو عبدالله ..
ابتسم محمد ::/ هلا بك أسامة ... كيف حالك وانا ابوك وش اخباركم ؟؟
اسامة ::/ بخير ونعمة .. انت اللي بشرنا وش صار عليك ؟؟
سكت محمد شوي وبعدين قال ::/ على حطة يدك ما عطونا سالفة .. يقولون مأجلين الكلام في هالموضوع لحد ما تطلع النتائج الأولية للتحقيق ..
عقد أسامة حواجبه ::/ وش تستفيدون طيب من التحقيق ؟؟
محمد ::/ إذا كانت السالفة بسبب عطب في الباخرة أو من شركة الشحن نفسها فـ ممكن يجينا تعويض لو بنصف المبلغ .. لكن إن صارت قضاء وقدر والسفينة مجهزة ومافيها أي عطب فـ السالفة بتطول والظاهر ما راح نآخذ منهم شي ..
تنهد أسامة ::/ لا حول ولاقوة الا بالله .. طيب الحين انت وش تسوي ومتى بترجع ..
ابو عبدالله ::/ جلستي هنا وشغلي اللي متعطل ماله داعي . يعني يمكن أرجع بكرة ان شاء الله .. وأرقامي عندهم اي جديد يستجد بقولهم يتصلون علي يبلغوني ..
هز أسامة راسه ::/ على خير ان شاء الله .. يالله توصي شي ..
ابو عبدالله ::/ سلامتك . بس انتبه لأهلك واخواتك ..
أسامة ::/ لاتوصي حريص طال عمرك يالله فمان الله ..
سكر أسامة عن ابوه والأنظار كلها عليه ترتقب وش بيقول وش رد عليه ابوهم ..
لكن ما امداهم يقولون شي الا وتليفون البيت يرن ..
قامت ام عبدالله وردت عليه .. في البداية ماوصلها صوت احد ..
لكن بعد شوي ردوا عليها ..
عبدالله ::/ هلاااا يمه ..
شهقت ام عبدالله من الفرحة ::/ هلا والله بالغلا كله ... هلا عبدالله
عبدالله ::/ يمه وش اخباركم وش علومكم ؟
ام عبدالله :/ الحمدلله حبيبي كلنا بخير ومشتاقين لك .. ننتظر متى تجي ونفرح بك ..
ضحك عبدالله ::/ اشوفكم مستعجلين ..؟
ام عبدالله بابتسامة ::/ نبي نفرح ونستانس ونلحق نشوف عيالك ..
زاد عبدالله في ضحكته وبعدها غير السالفة وبدت الجدية في صوته ::/ يمه وش سالفة هالباخرة الغرقانة ؟؟ مو هي من نفس الشركة اللي تعاقد معهم أبوي ؟؟
ام عبدالله بنبرة حزن ::/ للأسف هي ..
انصدم عبدالله ::/ لاتقولين ؟؟
تنهدت ام عبدالله ::/ ماباليد حيلة يا عبدالله هذا اللي صار و ليتنا اذا كذبنا تتغير الحقيقة .. وهذا ابوك الحين حايس معهم ..
عبدالله ::/ يعني راحت عليه كل المليونين ؟؟
هزت ام عبدالله راسها ::/ الله يعينه .. والله ان حالته يوم يقول لي يرثى لها .. متضايق وماله خلق شي ..
عبدالله ::/ لاحول ولاقوة الا بالله .. بعذره يمه مليونين مو سهلة ابد .. وإيجار المحل المدفوع وكل شي .............!! صراحة صدمة ..
ام عبدالله ::/ قدر الله وماشاء فعل ...
عبدالله ::/ الحين ابوي عندهم في جدة ؟؟
ام عبدالله ::/ ايه امس راح هناك ..
عبدالله مستعجل: :/ زين استأذنك يمه الحين اتصل على أبوي اشوف وش صار عليه ..
ابتسمت ام عبدالله :/ طيب يمه مع السلامة .. بس انت لاتضيق خلقك كل شي بينحل ان شاء الله..
حاول عبدالله يبتسم ::/ إن شاء الله .. توصين شي يالغالية ..
ام عبدالله ::/ سلامتك .. وتنتبه لصحتك ..
سلم عليها عبدالله وسكر السماعة ..
وسكرتها ام عبد الله وهي مهمومة وحزينة .. ولدها هناك متضايق وزوجها بعد متضايق والأثنين كلهم بعيدين عنها وانكتب عليها تحاتيهم ..
لفت عليهم وراحت جلست جنب أسامة تبي تفهم منه كل شي ..
أسامة ماقصر وشرح كل اللي قاله له ابوه ...
خيم الحزن عليهم لأن ابوهم مصدر قوتهم انهز ... وطاح في مصيبة مايدرون وشلون بيفتك منها ..
غورقت عيون عذا بالدموع وماقدرت تتحمل تسمع عن ابوها اكثر .. عمرها ماتحب ان ابوها يكون في موضع ضعف ... يمكن أهلها هم اللي صوروا لها هالتصور ..
أمها بعبراتها المخنوقة ودعائها اللي ماوقف .. ونظرات أسامة المتوترة والحزينة ... كلها أكدت لها أن مصيبة أبوها مو سهلة وانه صعب يطلع منها وهذا الشي اللي ماقدرت تتحمله ..
مشكلتها انها تحس ابوها سوبر ناتشورال ... يعني عنده قدرات خارقة ومايصيبه شي من نوائب الدهر .. مع انها عارفة ان تفكيرها غلط لكن وش تسوي هذا اللي تقدر تتخيله عن ابوها من يوم كانت صغيرة وكان يبعد عنها القطاوة والحيوانات اللي ماتحبها مثل الدجاج والحمام والديوك أو خلونا نقول كل أنواع الطيور...
تنهدت وقامت من عندهم بعد ما شالت شنطتها على كتفها وطلعت الدرج رايحة لغرفتها .. واول ماوصلت رمت اللي بيدها على الأرض ورمت نفسها على السرير وراحت تصيح بشهقات متواصلة .. متضايقة علشان ابوها ولأن تقديرها هذاك اليوم ماخاب وان ابوها فيه شي من نظراته ووجهه الأسود .. ولما ماجاء يآخذها من المدرسة وبعدين تفاجأت انه موجود بالبيت ...
كانت شايلة في خاطرها انه ماقال لها اللي صار .لكنها حاولت تعذره وتتسبب له بأي سبب يمنعه من انه يقول لها ..
ماقدرت تمنع نفسها من انها تآخذ جوالها وتتصل عليه ..
وفعلا هذا هو اللي سوته ... اتصلت على أبوها وهي تحاول تمسك نفسها عن الصياح علشان ما تزيد همه هم ...
لكن هيهات تمسك نفسها لما سمعت صوته ...
ماقدرت تتحمل أكثر وانهارت تصيح ...
عرف ابو عبدالله انهم قالوا لها كل شي ... وحمد ربه انه تتدارك نفسه وقال لهم مايعلمونها الا اذا خلصت اختبارات ..
ابو عبدالله بصوت حنون ::/ و شفيها الحلوة تصيح ؟؟
سكتت عذا وماردت عليه ............
تنهد ابو عبدالله ::/ عذا ماله داعي تصيحين بهالشكل .. ترى كل هذا وسخ دنيا ومايستاهل دمعه منك ..
عذا وسط دموعها ::/ لـ ـ ـيـ ـه مـ ـ ـا قـ ـلـ ـت لي .هذا ... هذاك اليوم ؟؟
ضحك ابوعبدالله ::/ علشان تسوين مثل هالحين ولاتذاكرين ولاتجيبين نسبة وساعتها انا يضيق صدري اكثر لأن مستقبلك انهز وهذا الشي اللي مايرضيني .. اما هالمشكلة فـ أكيد انها بتنحل ان شاء الله وقولي ماقاله ابوي ..
عذا وهي تسمح دموعها ::/ والله اني كنت حاسة فيك وعارفة ان شي صاير لك من شفت نظراتك هذاك اليوم ..
ابتسم ابو عبدالله ::/ وهذا السبب اللي خلاني ما اجي أخذك من المدرسة كنت عارف انك بتكتشفيني وساعتها ما اقدر اخبي عليك وبقول لك وتتنكدين وما تذاكرين زين ..
ومع ذلك ماسلمت من مواجهتك جيتي لغرفتي وسلمتي علي ..... (( وضحك ))
ابتسمت عذا ::/ المهم انك بخير يبه ... والمال يروح ويجي والله بيعوضك ..
ابو عبدالله ::/ ان شاء الله بس انتي عاد علمي نفسك هالكلام ..
عذا باندفاع ::/ يبه انا مو متضايقة علشان الفلوس لأن عمرها ماهمتني انا متضايقة علشانك انت .. متضايقة لأنك تورطت على كلام امي ومادري وش هوية ورطتك ؟؟
ابو عبدالله ::/ لا ماعليك لاورطة ولاخرابيط .. والدليل اني بكرة راجع لكم بالسلامة ولا كأن شي صار... المهم انتي قولي لي وش سويتي في اختبار اليوم ؟؟
عذا ::/ الحمدلله سويت زين بس انتظر النتيجة ..
ابو عبدالله ::/ موفقة ان شاء الله حبيبتي .. يالله تآمرين بشي ؟
عذا ::/ آسفة طولت عليك .. سلامة عمرك فمان الله
ابو عبدالله مبتسم ::/ في حفظ الله ..
سكرت عذا عن ابوها وهي تحس نفسيتها شوي اوكي .. يعني لما سمعت صوته مرتاح ويضحك تطمنت شوي وحست انه مو متضايق ولا يمكن شي يهزه من جوا ..
قامت من سريرها وتوجهت للحمام تآخذ له دش سريع وترتاح بعده بعد هم وعناء اسبوعين كاملات يختبرون .............
------------------------------------------------------------------------------

رد مع اقتباس

dali2000 13-03-10 02:40 PM

خلص زياد إجراءات المستشفى وبعدها رجع لغرفة ندى يتطمن عليها ... فتح الباب وكانت في وجهه سحر بتطلع ،، ولو انه ماقدر يمسك نفسه كان طاحت البنت عليه .. لكن الحمدلله جت سليمة وقدر يبعد شوي عنها ... أما سحر فـ بغت تموت من الفشيلة لما ضرب كتفها صدر زياد ... ماتوقعت انها ببتلاقى معه عند الباب ؟؟ ولا توقعت منه انه يفتح على اخته الباب من دون ما يتنحنح أو يصدر أي صوت ...
زياد بإحراج ::/ بتروحين الحين سحر ؟؟
رفعت راسها سحر ::/ إيه السواق عند الباب ... (( والتفتت على ندى)) ندوش تبين شي أرسله لك .. والا لا؟؟
ابتسمت لها ندى ::/ لا سلامتك ..
زياد ::/ بس اذا وصلتي للبيت اتصلي علينا او ارسلي مسج ... زين ؟
سحر ماتت في مكانها أو بالأحرى ذابت من مجرد هالكلمة ؟؟ حست ان في اهتمام من ناحيته تجاهها ... بلعت ريقها ::/ إن شاء الله .. يالله عن أذنكم ..
طلعت سحر وسكر زياد الباب من وراها وتقدم لسرير ندى ..
ندى من طلعت سحر رفعت راسها وغمضت عيونها وكأن زياد مو موجود ... تنهد زياد وسكت شوي .. بعدها كتف يديه وأطال النظر فيها يبيها تتكلم والا تفتح عيونها لكن لاحياة لمن تنادي ...؟
زياد بحاجب مرفوع ::/ يعني تعاقبيني ؟؟
فتحت ندى عينها ببرود وطالعته بعباطة ::/ نعم ؟؟؟
ابتسم زياد وهو يأشر عليها ::/ الحين انتي تعاقبيني أنا ؟؟ (( واشر على نفسه ))
ندى ::/ ليش ..؟؟ انت سويت شي يسوى أعاقبك عليه ؟؟ وبعدين وين العقاب ؟؟ ما أتذكر اني سويت لك شي ؟؟
قرّب زياد أكثر لحد ماوقف عند نهاية السرير ::/ وهالمغذي اللي في يدك ؟؟ واللي صار لك اليوم ماتسمينه عقاب لي ؟؟
ابتسمت ندى ::/ من قال ؟؟؟
جلس زياد على طرف السرير وكفوفه بحضنه ::/ أنا أقول ...!! لأن الدكتور يقول انك ما تآكلين ,, وسحر أكدت لي هالشي ؟؟؟
تنهدت ندى بألم ::/ شهيتي هاليومين مو مفتوحة ؟؟
زياد ::/ من سالفة مشاري ؟؟
ارتبكت ندى ::/ يمكن إيه ويمكن لا ؟؟ ما أدري ..
ابتسم زياد شوي وبعدين بدت الجدية في عيونه وهو يقول ::/ اسمعيني زين يا ندى .. أنا لما قلت لك اني أبغاك تتزوجين مشاري لايعني اني افرضه عليك وإنما اوضح لك انه انسان مايتفوت أبدا وقد الثقة . ولما يكون هو زوجك بكون انا متطمن عليك ماحييت .. لكن القرار في النهاية راجع لك .. وانتي ادرى بمصلحتك ..
ندى بابتسامة سخرية ::/ طيب ومن اللي قال لي ... ((( ما راح أرد عمي مرة ثانية لو وش ما صار ؟؟)))
ابتسم ::/ أنا قلت لك لأني فعلا أبي أأثر عليك ... عمي خطبني لبنته وانا رفضت
قاطعته ندى ::/ ليه رفضت كان وافقت علشان انا ما اتورط مع هالمشاري ...
طالعها زياد بتعجب ::/ ويهون عليك أخوك مايآخذ اللي يبيها من وهو صغير ؟؟؟
سكتت ندى وماردت عليه ...
كمل زياد ::/ أنا لما رفضت عمي رفضته لأني اعتبر نفسي خاطب ... وعمتي الحين يعتبروني حاجز بنتهم .. فهل من العدل اني اقبل بخطبة وانا خاطب ؟؟ لكن انتي لما طلبك مشاري ماكان فيه احد خاطبك او حاجزك او متقدم لك ... وهذا اللي خلاني أقرب بهم ... بالإضافة إلى أني ما أشوف شي مو كويس في شخصية مشاري تخليني ارفضه ؟؟؟ بالعكس انا من زمان كنت اتمنى انك تآخذينه ... وعموما انا لايمكن أحط مشاري وطلال في مقارنة لأن مشاري هو اللي يغلب وانا ارتاح لمشاري واثق فيه أكثر ...
تنهدت ندى ::/ ولو قلت لك اني مو موافقة ؟؟
سكت زياد شوي وبعدين طالعها ::/ جيبي لي سبب مقنع وانا ارفضه ..
ندى ::/ أنا ما ارتاح له ...
زياد ::/ انتي اللي مقنعة نفسك بهالكلام ... لكن حاولي تقنعين نفسك انه رجال والنعم وما يتفوت ... وبعدين هو وعمي كلهم طلبوك مني ... يعني شارينك ... وانا عطيتهم الموافقة المبدئية ...
ندى ::/ يعني انا مو مهم رايي .. الأهم انك انت وافقت ؟؟
تنهد زياد ::/ لاحول ولاقوة الا بالله .
تعدل في جلسته وبعدين كمل ::/ ندى صدقيني مشاري ماينعاب وانا أثق فيه اكثر من نفسي ... وضامن انه هو اللي بيسعدك وبيحفظك أكثر من نفسه .. وبعدين أخلاقه أخلاق رجال ... وصدقيني لو فيه شي واحد مو مضبوط كنت برفضه حتى قبل لاأشاورك ... لكن شوفي انتي استخيري وفكري ... وعقبها يحلها ربك ... لكن لاتجين تقولين لي ما ارتحت له ... بليز لأني مااقتنع بهالأشياء ...
ضحكت ندى بسخرية :: زياد أنت موافق ومنتهي ... بس جاي تشاورني شكليات ؟؟
سكت زياد وما عقب على كلامها ...
سكتت ندى وهزت راسها لكن حبت تغير الموضوع ::/ الحين بنروح بيت عمتي ؟؟
ابتسم زياد لها بحب ::/ إن شاء الله .. باقي وقت على الآذان يعني يمديك تخلصين من هالمغذي ونطلع ونروح لهم ...
لوت ندى بوزها ::/ عاجبك الحين ؟؟ خليتني افطر وانا ما ابغى ..
ضحك زياد ::/ معليش هاليوم يهون علشاني ...
قطعت علهم الممرضة داخلة ومعها عدتها علشان تسوي تحليل لندى وتآخذ منها عينات دم .......................
-----------------------------------------------------------------------------
دخلت لمياء البيت وبيدها صينيه مغلفة .. لقت ابوها في الصالة يقرأ القرآن بصوته الأجش وبترتيله اللي يخليك تخشع غصب ... كانت جنبه سارة وقطوتها في حضنها وهي مغمضة عيونها وتتسمع أبوها ...
لمياء ::/ السلام عليكم ,,, (( وقربت لأبوها تحب راسه ..)
ابو عبدالله مبتسم بحب ::/ هلا والله وغلا وعليكم السلام .. نوّر البيت ..
سار بقهر ::/ يبه لو سمحت لاتعطيها حقوقي ؟؟ وبعدين انتي كان دخلتي بسكات الا لازم تخربين علينا روحانيتنا ؟؟
طالعتها لمياء بحاجب مرفوع ::/ وانتي حضرتك وش تسوين قاعده هنا ؟؟ ليه ماتروحين مع امي للمطبخ تساعدينها ؟؟؟
لوت سارة بوزها ::/ هي طردتني تقول ما ابي مساعدتك بس فكينا من شرك ..
ضحك ابوها عليها ::/ أكيد هالبلوى داخله معك صح ؟؟ (( ومسح على القطوة ))
ضحكت سارة ::/ إيه وهي تقدر تتخلى عني (( وحضنتها ))
لمياء بقرف ::/ الحمدلله والشكر ...
أبو عبدالله وهو يقوم ::/ تعرفين امك ماتحب القطاوة ليش مدخلتها معك المطبخ ؟؟
سارة ببراءة ::/ يبه هي اللي تلحقني مو انا اللي أجيبها ..
ابو عبدالله ::/ المهم صرفيها قبل لاتنزل عذا وتزيدينها ترى اللي فيها كافيها ... (( التفت على لمياء)) فهد دخل ؟؟
ابتسمت لمياء ::/ ايه في المجلس معه أسامة ومهند ..
هز ابو عبدالله راسه ومشى رايح للمجلس ...
التفتت لمياء على سارة ::/ وش فيها عذا ؟؟
طالعتها سارة بحزن ::/ ماتت لولي ؟؟
شهقت لمياء ::/ كذااااااااااااااااااااااااابة ؟؟ متى؟؟
تسندت سارة على الكنب ::/ اليوم بعد صلاة العصر ... طلعت عذا لهم وشافتها في القفص تعبانة خذتها في حضنها حاولت تمسح عليها وتأكلها لكن فجأة بدت تطلع أصوات وماتت ...!!
جلست لمياء جنب سارة ::/ في حضن عذا ماتت ؟؟
هزت سارة راسها بالإيجاب ..
لمياء ::/ وش سوت عذا طيب ..
سارة ::/ نزلت لنا تركض وهي تصيح ولولي بين يديها .. راحت لأبوي تبيه يوديها للمستشفى لكن يوم شافها أبوي لقاها ميته ...
لمياء ::/ طيب وبعدين ..
سارة :/ ايه بس الحين هي تصيح بغرفتها وتقول ابوي هو السبب ماوداها للمستشفى وتركها تموت ...
ضربتها لمياء على كتفها ::/ وانتي جالسة هنا مع هالخراب اللي معك وامي ياحياتي في المطبخ بروحها وانا على بالي معها عذا .. لا وفوق كل هذا مارحتي عند عذا تحاكينها ..
سارة بدفاع ::/ أقول لك مقفلة الباب على نفسها وماترد علينا ... وامي طردتني من المطبخ ...
تنفست لمياء بعمق ::/ طيب انا بروح لأمي الحين .. وانتي اطلعي شوفي هالخبلة اللي فوق قولي لها الحين بيأذن وتخلي عنها هالخرابيط ..
شهقت سارة تتطنز ::/ الحيــــــــــــــــــن هذا كله خرابيط ؟؟ إن لولي تموت في حضنها ويتيتمون عيالها المواليد هذا خرابيط ؟؟؟ وان ابوي مايوديها للمشتسفى خرابيط .. آآآآخ منك بس يالمياء ياعديمة الإحساس ..
ضحكت لمياء من كل قلبها ::/ سويرة عيب عليك .. لاتتطنزين ترى الطنزة تلحق راعيها ... وبعدين وش تسوين اذا صارت أختك من هالنوعية ؟؟ نكبها في الزبالة مثلا ؟؟
سارة ::/ لاماتوصل هالمواصيل .. بس عاد تجمد شوي موكأنها جيلي ... عجزت وانا اقول لها أن كنق مات بين يديني انا بعد وماسويت شي ،، كل اللي سويته اني عطيته ابوي وقلت له يبه لو سمحت ادفنه ...
عطتها لمياء ظهرها وهي للمطبخ ::/ بس الناس مو مثلك عديمي الإحساس ؟؟
سفهتها سارة ومشت لمياء رايحة لأمها في المطبخ ..
.
.
.
.
.
قبل آذان المغرب بوقت قصير تقابل زياد وندى الى توهم وصلوا لبيت عمتهم مع ام عبدالرحمن وابو عبدالرحمن عند باب البيت ... استانس زياد من قلبه لما شاف ابو عبدالرحمن .. مايدري ليش يحس بالراحة تجاه هالشايب التقي اللي نور الطاعة يشع من وجهه ... وزايده حشمة ووقار هالشيب اللي غازي لحيته وشعره ...
زياد ::/ هلا والله يا عمي ...
ابو عبدالرحمن مبتسم ::/ هلا ومرحبا بولد سلطان ... وشلونكم يابوي ؟؟ وش علومكم ؟؟
زياد وهو يحب راسه ::/ بخير ونعمة .. أنت اللي طمنا على صحتك وسكرك ؟؟
ابو عبدالرحمن ::/ لله الحمد والمنة ... عطانا وماشكرنا ... وفوق هذا نستزيده من فضله وحنا ماعطيناه حقه ...
ابتسم زياد ::/ الله يتوب علينا اجمعين
ابو عبدالرحمن وهو يربت على يد زياد::/ آمين ...
فتح أسامة الباب بعد ما دقته ندى وتقابل معهم وسلم عليهم ... ودخلوا كلهم وبقت ام عبدالرحمن هي آخر وحده ...
أسامة يمزح::/ يالله يمه ادخلي بسرعة والا ترى بسكر الباب عليك ..
ام عبدالرحمن ::/ هذا من كرم اخلاقك تسكر الباب بوجهي ؟؟
أسامة وهو ماسك الباب ::/ وش اسوي الحين بيأذن وانا بروح ادعي ربي مو فاضي لك اقعد انتظرك ..
ضربه زياد على كتفه ::/ استح على وجهك ...
ام عبدالرحمن تكلم زياد::/ هذا بايع الحياء من يوم انولد ... وانا ما أواخذه على فعايله وانا خالتك ..
دخلت ام عبدالرحمن ومسكتها ندى ودخلت هي واياها للصالة الداخلية ..كانت سارة ولمياء يجهزون السفرة ... وأول ماشافوا جدتهم وندى داخلين الصالة تركوا كل شي من يديهم وقربوا لهم يسلمون عليهم و يقلطونهم ...
طلعت ام عبدالله من المطبخ ومعها صينية في يدها بتوديها للرجال ... بس يوم شافت خالتها نزلت الصينية وسلمت عليها ...
ام عبدالرحمن ::/ اجل وين الغزال ؟؟
ضحكت ام عبدالله لما شافت تعابير وجه سارة المنقهرة ::/ بتنزل الحين ياخالة ...
التفتت ندى على سارة تستفهم ::/ من تقصد جدتك ؟؟
طالعتها سارة بنظرة غرور ::/ من تقصد ؟؟ أكيد انا حبيبتي ..
طالعتها لمياء بنص عين ::/ متأكدة انها مو عذا ..؟
ضحكت ندى ::/ أغير منك ماشفت يا سويرة....................!
اجتمعوا البنات مع ام عبدالرحمن حول السفرة اما ام عبدالله فـ شالت صينيتها وطلعت للمجلس تسلم على عمها ابو زوجها وتحط الصينية عندهم ...
أول مادخلت فز زياد يسلم عليها لأنه توه واصل وتقدمت ام عبدالله وسلمت على ابو عبدالرحمن ... وقررت تجلس شوي معهم لحد ما يأذن وتروح تفطر مع البنات ..
ابو عبدالله ::/ الجوهرة مانزلت عذا ؟؟؟
طالعته ام عبدالله ::/ لا يوم اجيكم وهي ما نزلت ... يمكن تنزل الحين ؟؟
ابو عبدالله ::/ وشلون ماتنزل والحين بيأذن ؟؟
أسامة ::/ يبه إذا أذن وقرصها الجوع بتنزل من نفسها صدقني ...
تنهد أبو عبدالله لأن الوضع مو عاجبه ... وحبستها فوق في غرفتها مالها داعي ..
التفت فهد لأسامة ::/ وش فيها ؟؟ وش انتي مسوي فيها بعد هالمرة ... والله يخليك لاتقول لي لمياء مشاركتك ..!
ضحك أسامة بعنف ::/ لالا ارقد وآمن هالمرة انا مالي يد فيها .. كل اللوم على ابوي ؟؟
طالعه ابوه بنظرة غضب ::/ لايكون انا اللي ذابحها ؟؟
أسامة يتطنز ::/ لالا وش دعوى بس انت ما أخذتها للمستشفى ..
زياد مستغرب ::/ من اللي تعبانة ولا خذتوها للمستشفى ؟؟
أم عبدالله بابتسامة خفيفة ::/ أرنبها لولي ... اليوم العصر ماتت
انصدم فهد ::/ لولي ما غيرها ؟؟
أسامة بحزن مصطنع ::/ شفت عاد .. ويتقبل العزاء في منزلهم الكائن عندنا ..
تفاجأ زياد من شهرة هاللولي ::/ طيب ماتت الله يرحمها وش فيها هي متأثرة لهالدرجة ؟
ام عبدالله ::/ هي متعودة عليها و من زمان وهي عندنا وبالزود ماتت وهي معها و توها والدة فـ جابتها لأبوها يوديها للمستشفى بس عمك الله يهديه صدمها وقال لها انها ماتت ولا له داعي يآخذها للمستشفى ...؟
ابو عبدالرحمن ::/ والحين هي زعلانة من هالشي ؟؟
هزت ام عبدالله راسها بالإيجاب وعلى وجهها ابتسامة خفيفة ..
هز ابو عبدالرحمن راسه ::/ لاحول ولا قوة الا بالله .. هالبنت رخوة ...!! مادري وش بتسوي باقي حياتها ... ؟
ابو عبدالله ::/ يبه تراها مقيولة .. تخيروا لنطفكم فإن العرق دساس . وانا عاد ماتخيرت لنطفي زين وبلاني ربي بهالبنت لا ومعها اخوها بعد ...
طالعته ام عبدالله بنظرة نارية ::/ لايكون متحسف على زواجك ؟؟
ضحك أسامة ::/ هههههههههه والله وشبت بينهم ؟؟؟
قام ابو عبدالله من مكانه ::/ لا من قال ؟؟ المهم انا بطلع اشوفها عساها ترضى تنزل معي ...
أسامة ::/ لابتنزل معك .. يوم انك انت السبب وانت اللي جيتها تراضيها بتنزل معك ..
ابو عبدالله :/ والله مادري عن هفات أختك ... إن مامسكت معها ورفضت تحاكيني .
ابو عبدالرحمن ::/ لالا مايكون الا خير انت رح بس ...
دخل ابو عبدالله الصالة بعد ماتنحنح وسلم على أمه قبل كل شي وبعدها استأذن منهم وطلع الدرج ... بس استوقفته امه لما نادته ..
ام عبدالرحمن ::/ كان حاس قلبي ان فيها شي وانتم السبب ... قل هالمرة وش مسوين فيها ؟
ضحك ابو عبدالله ووهو واقف على الدرج ::/ والله يمه مالنا ذنب .. بعد بنتذمر من قضاء ربي ..
وشرحت لها سارة اللي صار من البداية للنهاية ..
ام عبدالرحمن وهي تضرب كف بكف ::/ حسبي الله على بليسكم كل هالفترة تاركينها بروحها فوق ولا احد منكم طلع لها يشوف وش صار عليها ..
سارة ::/ يمه انا رحت لها ولا كلمتني . الله يقلع بليسها فشلتني حتى ماردت علي ..(( ولوت بوزها))
قامت ام عبدالرحمن ::/ اصبر يا محمد ابطلع معك ....
ابتسم ابو عبدالله وانتظر امه علشان يمسكها مع يدها ويساعدها تطلع الدرج .. اختفوا من عيون اللي جالسين بالصالة طالعين فوق ... ودخلت ام عبدالله على البنات وجلست على السفرة جنب ندى وقدامها سارة أما لمياء فكانت تنوم ولدها بالمجلس الثاني ..
ام عبدالله وهي تصب القهوة وفقدت خالتها::/ وين جدتك ؟؟
سارة ::/ راحت مع ابوي لشهريار ..
رفعت ام عبدالله عينها لها تستفسر مستغربة ...!!
ابتسمت ندى ::/ راحوا لعذا ...
فتحت ام عبدالله عيونها مستغربة وبعدين ضحكت بخفيف ::/ يا حبي لبنتي خذت مكاني .. أيام بداية زواجي كنت اسوي سواتها ولا أرضى الا اذا طلع لي ابوك وأحيانا تجي معه أمك نورة ...
سارة بقهر ::/ والله زمن ...!!أنتي معليش يعني زوجته ومن حقه يراضيك بس الحين هذي الدوبا بنته .. لا وفوق هذا ليته غلطان عليها كان قلنا معليش ..؟؟
ام عبدالله ::/ بس انا كنت كذا قبل .. لو يجي واحد من الشارع ويقول لي انتي مو حلوة أزعل ولا أرضى الا لما يجي ابوك ويقول لي كم كلمة ...
تنهدت سارة وهي تضرب على صدرها ::/ يا ويل حالي عليك يايبه ... مبهذلين فيك هالبنات الدلوعات ...
ضحكت ندى بحزن ::/ خليها تتدلع على أبوها انتي وش لك بينهم ؟؟
سارة بصراخ ::/ مقهورة على ابوي اللي ضاع بينهم ...
ام عبدالله ::/ هذا هو معنا لاضاع ولاشي إلا زادت مكانته ..
سكتت سارة وماعلقت وسكتوا كلهم في جو هادئ يدعون ربي يتقبل منهم .. لأن للصائم دعوة لاترد عند فطره ...
جت لمياء وشاركتهم الجلسة .. وبعد دقائق نزل ابو عبدالله ووراه ام عبدالرحمن وعذا ماسكتها ...
ابتسمت ام عبدالله ولفت لندى اللي جالسة جنبها :::/ هذا هو شريطي في الماضي .. كأنه ينعاد قدامي ...
ابتسمت ندى لعمتها ::/ يا خوفي انك تغارين منها ...
ضحكت ام عبدالله على تعليق ندى وطالعت في عذا اللي عيونها متنفخة من الصياح .. ووجهها تحول للون الوردي كله من كثر ما تصيح بروحها في غرفتها .. وكأنها حست بقلبها أن عذا ماكانت تصيح بس على لولو .. لا كانت تصيح بعد زيادة لأن ابوها ما عبرها ولا جاء لها طول ماهي جالسة بغرفتها ...
أذن عليهم المغرب وسموا بسم الله وابتدوا فطورهم .. الله يتقبل منا ومنهم ...
-------------------------------------------------------------------------------

ابتدوا فطورهم وبعد دقائق دخل عليهم مشاري يسلم ...
طالعه ابوه بعتاب ::/ وين كنت ؟؟ كان تقدمت دقيقتين علشان تلحق الفطور على الآذان
مشاري وهو يآكل تمرة ::/ مريت خيمة التفطير أتأكد إن كل شي ماشي تمام .. وهذا انا جيت ..
ام مشاري ::/ مادري وش ربي مشقيك مع هالخيمة .. قايلت لك حطها عند واحد من المساجد وهم يتكفلون فيها ...
مشاري ::/ و الباحة اللي ورانا وش وظيفتها ؟؟؟ خلنا نستغلها على الأقل في شي خيري .. والسووايق والعمال اللي مأجرهم مو مقصرين قايمين بواجبهم وأكثر ..
ابتسمت سحر لمشاري ::/ الله يجعله في ميزانك يا بو الخير انت ..
ضحك مشاري ::/ الله يجعل ثوابه للجميع ...
وبعدها عقد حواجبه مستغرب وما كمل لقمته وسأل سحر ::/ الا تعالي وش عندك اليوم رايحة للمستشفى ؟؟
سحر مستغربة ::/ وانت من قال لك ؟
مشاري ::/ السواق .. المهم أنتي وش عندك وش تسوين هناك ؟
ابتسمت سحر لخوف اخوها ::/ مو انا اللي فيني .. ندى بنت عمي ؟؟
رفع مصعب عينه مستغرب وبعد مشاري سألها::/ ليه وش فيها بنت عمك ؟؟
سحر ::/ مافيها شي بس داخت علينا في قاعة الإختبار ووديناها للمستشفى وصار فيها فقر دم ...
مصعب ::/ طيب الى الحين هم بالمستشفى ..؟؟ ما شفت سيارة زياد ؟؟
طالع ابو مشاري مصعب ::/ تراقبه انت ..؟؟ خلاص سيارته مو عند الباب يمكن انهم للحين بالمستشفى ...
طالعت سحر ابوها بعتاب وبعدين قالت ::/ لا مو في المستشفى ... معزومين عند عمتهم ...
هز مشاري راسه ::/ اهم شي انهم بخير ..
ابتسمت له سحر ::/ لاتخاف مافيهم الا العافية ...
طالعها مشاري بنظرة سكتتها ... هي ماكان قصدها شي بس هو مايتحمل اي كلمة ويحس انها تنغيز من جهتهم له ... بلعت لسانه ورجعت لفطورها ...
.
.
.
.
.
بعد ماطلعوا من صلاة المغرب دخل مشاري وعلى طول صعد فوق .. اما مصعب فما رجع معهم وابو مشاري دخل للصالة وسلم على اللي فيها وقعد على كنبته المعروفة وبيده الجريدة والشاهي قدامه ...
لما شافت سحر ان الجو ممل شوي بين امها وابوها خصوصا هالفترة لما وافق مشاري يتقدم رسمي لندى قامت من مكانها وهي عاقده العزم انها تتكلم مع مشاري بهالخصوص ..
مومعقولة اللي قاعد يصير .. أمي وابوي بينهم رسميات والسبب مشاري .. أمي تقول انه مو موافق ومتأكدة من هالشي لأنها تشوف الهم بعيونه وما تبيه يكمل السالفة ..!
وأبوي مصر على رأيه وما بأذنه مويه ومشاري بيآخذ ندى يعني بيآخذها ..
استجمعت قوتها وراحت وراء مشاري طالعت له فوق ..
أما مشاري فكان فعلا مهموم ومايدري وش بيده يسويه ... كان متمدد على السرير ويكلم رائد ..
مشاري ::/ رائد قلت لك مستحيل أقول لأهلي شي الحين وبالذات هالحين ..
تنهد رائد ::/ يعني متى الوقت المناسب بالله عليك ؟؟
مشاري ::/ الحين ماعاد فيها وقت مناسب خلاص .. وأهلي مالهم دخل في هالموضوع لأنه يخصني أنا وبس ...
رائد بعتاب ::/ مشاري هذاك قبل .. لكن انت الحين بتتزوج ... وبتنكشف كل أوراقك ..
تنفس مشاري بعمق ::/ لاتخاف انا بحاول ابرر تصرفاتي .... لاتهتم انت ...
قطع عليه صوت دق الباب ... واضطر انه يسكر من رائد ويشوف من عنده ...
ابتسم مشاري لما دخلت سحر وحاول ما يبين لها شي من اضطرابه او تعبه النفسي ..
جلست سحر على طرف سريره وهي محتارة ماتدري وشلون تبدأ معه الموضوع ؟؟ وفي نفس الوقت مستحية انها تكلمه عن هالموضوع وتخاف يعصب عليها ..
قطع عليها مشاري ::/ عيونك فيها حكي ،،، يالله قولي اللي في قلبك ولا يردك الا لسانك ...
ابتسمت سحر وهي تلعب في أصابعها ::/ امممم .. والله مادري وشلون اقول لك او كيف أبدأ معك ؟؟
تعدل مشاري في جلسته ::/ ابدي من وين ماتحبين ..
تنفست سحر وبعدين حطت عينها في عين مشاري علشان تتجرأ ::/ اسمعني أول شي بسألك سؤال وانت جاوبني ؟؟
كتف مشاري يديه مبتسم ::/ تفضلي ...!
سحر وخدودها مولعة ::/ أنت تبي ندى والا لا ؟؟
ضحك مشاري بقهقهة لكن من وراء قلبه .. لأن سحر بسؤالها فتحت عليه جرح هو يحاول يسكره ::/ وليش تسألين ؟؟
سحر باصرار ::/ لأني أشوفك مو مهتم وبالتالي أمي شالت همك وتقول انك ماتبيها ومن هذا هي الحين متضاربة مع ابوي ؟؟
كح مشاري من شدة الضحك ::/ أنا ماعندي مشكلة مع ندى.. وبعدين ان ماخذت ندى بآخذ غيرها عادي يعني ..
سحر ::/ طيب قل لأمي هالكلام علشان تقتنع ...
هز مشاري راسه ::/ ابشري ولايهمك ... وانتي بس هذا هو اللي مشغل تفكيرك ؟؟ امي وابوي ؟؟
عقدت سحر حواجبها ::/ أجل من تتوقع يشغل بالي مثلا ؟
طالعها مشاري شوي وبعدين قال ::/ قلت الحين هذي أختي جاية تدور راحتي وتسألني إذا كنت مرتاح ناحية ندى والا لا ؟؟
ضحكت سحر وهي تقوم ::/ لا هذي اسمح لي فيها ... تو الوقت نسأل عنها .. وبعدين أنا واثقة انك بترتاح مع ندى وبتحبها أكثر من نفسك ...
طالعها مشاري بجدية ::/ وليش تقولين هالكلام ؟؟
تنهدت سحر ::/ لأني عارفة ندى وعارفة أخلاقها وطيبتها ... مستحيل ماتغلبك وتخليك تحبها غصب ...
نزل مشاري راسه بأسى ::/ بس مو أكيد انها تقدر تغلبني ...
عطته سحر ظهرها طالعه وعقبت ::/ ساعتها نتقابل أنا وانت ...
وطلعت وسكرت الباب تاركه مشاري وراها بعد ماحطمت أفكاره اللي كان مقرر يتخذها من يوم زواجه ...
------------------------------------------------------------------------------
بعد ما خلصوا من صلاة المغرب اجتمعوا البنات والحريم عند التلفزيون في الصالة والرجال في المجلس الخارجي ...
كانت ندى مهمومة وتفكيرها مشغول من كلام زياد اللي سمعته منه في المستشفى ... حست ان أخوها موافق ومنتهي وأصلا مالها يد ترفض لأن مشاري مافيه شي ينعاب وهي من ناحية رجولته وأخلاقه ما تقدرتقول شي لكن في نفس الوقت خايفة من خطوة الإرتباط المصيري ...
لفت لعمتها وشافتها مندمجة مع المسلسل ... قررت تسأل عمتها وتشاورها لأنها ماراح تلقى أحسن منها ينصحها باللي ينفعها ,,,
بعد حرب نفسية تكلمت ندى ::/ عمة ...!!
التفتت ام عبدالله لها مبتسمة ::/ سمّي ...
تنفست ندى بعمق ::/ سم الله عدوك ... ما ادري قال لك زياد عن مشاري وإلا ... ؟؟
قاطعتها ام عبدالله وهي تهز راسها ::/ ايه قال لي .. وفرحت لك من كل قلبي والله ..
نزلت ندى عيونها بحزن ::/ هذا رايك ؟؟
ام عبدالله وهي تمسك يد ندى ::/ رأيي وراي عمك محمد... ندى حبيبتي مشاري ماينعاب في رجولته وأخلاقه ... وعمك يقول لو هو خاطب مني كان مارديته ..
ابتسمت ندى ::/ أجل زوجوه عذا وريحوني منه ..
ام عبدالله بنظرة لها مغزى ::/ بس هو خطبك انتي ما خطب منا ..
تنهدت ندى ::/ طيب وش شورك علي ؟؟
ام عبدالله ::/ انتي استخيري ربك وهو يختار لك اللي في صالحك .. والمكتوب ما عنه مفر ... وبعدين انتي شايفة شي عليه ينفرك منه ؟؟؟
ندى ::/ ما ادري يا عمة لكن احس انه متسلط على اللي حوله وانا مايعجبني كذا ؟؟
ام عبدالله :/ وانتي وش عرفك ؟؟
ندى ::/ أشوفه مع امه واخوانه
ام عبدالله ::/ يا حبيبتي الرجل تعامله مع امه واهله يختلف عن زوجته ... وبعدين انتي بكرة بتصيرين ملازمة له أربع وعشرين ساعة يعني لازم شي من اطباعه يتغير علشان يقدر يتعايش معك وتقدرين انتي تتعايشين معه ... وياما رجال من تزوجوا تغيروا ... واسأليني أنا ...
طالعت ندى عمتها بنظرة استفهام وكأنها تقول (( عطيني كلام أخير ))
ابتسمت ام عبدالله ::/ اللي قلت لك ... انا وعمك محمد ما نشوف على مشاري شي يعيبه ... وانتي استخيري والله يقدم اللي فيه الخير ...
ندى بمحاولة اخيرة ::/ هذا كلامك ...
ام عبدالله ::/ كلامنا كلنا ..
سكتت ندى ورجعت تطالع التلفزيون معهم لكنها بعدين قالت ::/ تدرين ان زياد موافق وخالص ..؟؟ يعني حتى ماكلف نفسه يشاورني ورد لعمي الخبر في يومه ؟؟
تنهدت ام عبدالله مبتسمة :: لو ماكان يدري أنه أفضل من طلال كان ما وافق ؟؟؟ زياد وأنا اعرفه يخاف عليك اكثر من نفسه ...
وابتسمت لها ام عبدالله تطمنها ... وكأن ندى ارتاحت شوي لما تكلمت مع عمتها ... ياربي منها هالعمة عندها مفعول السحر تقدر تتغلب عليك بحنانها وطيبتها وكلامها اللي ينقط عسل ....
.
.
.
.
.
استانسوا وانبسطوا ببيت عمتهم مثل العادة ... واللي حلاها زود بالنسبة لزياد هو ان جدهم ابو عبدالرحمن موجود ... يعني الجلسة فيها ضحك ووناسة لكن ماينسون العظة والعبرة والتذكير ... قام زياد بعد ماسكر السماعة من ندى علشان تطلع وهو بينتظرها برا في السيارة .. ودّعهم كلهم مع انهم أصروا عليه يجلس لكنه اعتذر بحجة انه معزوم على السحور ..
ابو عبدالله وهو واقف معه ::/ ما قلتي لي وش صار على البيت ؟؟
زياد وهو يرجع الجوال في جيبه ::/على حطت يدك ... شريناه وسكرته ..مابعد فضيت له أعدل فيه و أأثثه ..
ابو عبدالله ::/ خير ان شاء الله ...
أسامة ::/ طيب وش تنتظر ؟؟
زياد وهو يلبس نعاله ::/ أنا الحين عندي اختبارات وهالكورس تخرج وفوق هذا دوامي في الشركة ... وين ألقى وقت أحوس فيه في محلات الأثاث .. وأمر الله من سعة متى ماقضيت دراستي بديت أصلحه ...
دخل فهد بينهم وهو يتطنز ::/ إيـــــــــه ,, والله قهر .. ناس بزران عندهم بيوت ملك وانا يالشايب من إيجار لإيجار ...
ضحك زياد ::/ خلاص ولايهمك .. أول مانأثثه أأجرك الدور الثاني ...
ضحكوا كلهم على زياد وفهد اللي الإيجار وراه وراه حتى من أقرب الناس له ...
طلع زياد وشاف ندى تنتظره عند السيارة .. فتحها بالريموت علشان تركب على بال مايوصل هو ...
وصل وركب وشغل السيارة وحرك من قدام بيتهم ...
زياد ::/ افطرت معكم عذا ؟؟؟
التفتت له ندى مستغربة ::/ أكيد .. وش هالسؤال الغبي ؟؟
ضحك زياد ::/ لا بس أشوف عندهم مشكله معها عاد قلت أتأكد ..!
ندى بنبرة سخرية ::/ إيه هالمشكلة انحلت بفضل الله ثم بفضل إعتذار عمي محمد ..
زياد بحاجب مرفوع ::/ الله أكبر ..
ندى تضحك ::/ وش على بالك أجل ... لا وياليته بس عمي محمد... كان هانت أزيدك من الشعر بيت ،، أمهم نورة بعد شاركت في تقديم الإعتذار الدولي ...
ضحك زياد وهو يطالع ندى ::/ من جدك والا تتطنزين ؟؟
رفعت ندى حواجبها ::/ والله العظيم وش دعوى أكذب عليك .. وإلا أبالغ ... هذي هي أطباعها لازم كل العالم تجي تراضيها ...
مسح زياد على شعره يرجعه لوراء ::/ والله مشكلة صراحة ..
ندى بتنغيز ::/ تحسفت لأنك رديت عرض عمي ؟؟
عقد زياد حواجبه في تعجب ::/ أي عرض ...؟
ندى ::/ لما خطبك ..؟
تنهد زياد بعصبية خفيفة ::/ أنا مقتنع تماما وما فيه شي بيعدلني عن قراري ..
ندى ::/ حتى حركاتها الطفولية ... الدلوعة ؟؟
زياد ::/ ندى اقفلي السالفة ...
ضحكت ندى ::/ بس تصدق ترى عمتي كانت مثلها .. هذا على كلامها ...
ابتسم زياد ::/ شفتي يعني ممكن أمشي معها مثل عمي محمد ما سوى ... وتكون عائلتنا مثلهم ... ويجي عندي بنوته حلوة مثل القمر وتغلب عليها أطباع أمها وتصير تتغلى علي في كل شي ..
استانست ندى من وناسة أخوها ::/ يا سلاااام وانت من بتراضي ومن بتترك ؟؟
ضحك زياد ::/ أبحاول أقسم وقتي مرة أراضي البنت ومرة أراضي الأم ..
ماتت ندى من الضحك ::/يا قلبي عليك وانت من يراضيك ؟؟
زياد بنبرة تفكير ::/ أبغصبهم يجون يراضوني أجل أراضيهم ببلاش
ضحكت ندى ::/ خلاص وإذا احتجت مساعدة بس اتصل علي وانا أجي اساعدك ....
ضحك زياد عليها وضحكت ندى .... ورجعوا لهدوئهم العادي لحد ماوصلوا للبيت ونزلت ندى بينما زياد راح ....
--------------------------------------------------------------------------
و خلص الرمضان ...!
الشهر الوحيد في السنة اللي كل المسلمين يتمنون لو تزيد عدد أيامه وتصير ستين يوم بدل ماهو شهر واحد... وجاء من وراه العيد ووناسته واحتفالاته وجمعة الأهل والأحباب فيه ... لكن عيد هالسنة كان ممل وغير عن كل الأعياد الماضية ... والسبب لأن المدارس والجامعات تبدأ اختباراتها الفاينل بعده على طول ...
فكانوا الطلاب مكتأبين وخصوصا اللي بثالث ثانوي ... وكذلك أهاليهم معهم لأنهم مايقدرون يطلعون ويستانسون بينما عيالهم محجوزين بالبيت يذاكرون ...
كانوا عذا وسارة متحمسين في المذاكرة بزيادة .. عذا لأنها تطمح في نسبة عالية ... وسارة لأنها بأولى ثانوي وهالمرحلة بالذات صعبة وموادها دسمة ...
خلص أول أسبوع على خير وكان الكل راضي عن اللي قدمه في هالأسبوع ... المدارس باقي لها أسبوع ثاني على بال ما تخلص ،، لكن الجامعات كان باقي لها من يوم إلى يومين ويخلصون ...
وفي يوم السبت اللي كان أسعد يوم بالنسبة لزياد ... لأنه يوم تخرجه وانتهائه من مشواره التعليمي .. وحصوله على شهادة الهندسة ... وصار الحين يسبق اسمه كلمة المهندس زياد بن سلطان ... الدنيا مو سايعته من كثر ماهو فرحان ... بتخرجه يعني كل شي صار واضح قدامه ... مستقبله صار جلي للعيان ويقدر يعرف وش بيصير فيه ... الحين خلص الكثير ومابقى الا القليل ... والحمدلله اللي سهل عليه ...
دخلت عذا وبيدها كتاب الأحياء على سارة اللي كانت تردد تعاريف الحديث ومندمجة مع الكتاب آخر شي ...
عذا تقاطعها ::/ سارونة اسمعيني ...
سارة بعصبية ::/ هاه وش تبين بسرعة لأني بزي مرة ؟؟
ضحكت عذا وبان تقويمها ::/ احلى يا بزي ..
سارة وهي شاقه الحلق ::/ ما الحلو الا تقويمك هاللي تقولين لمبات العيد ... بالله عليك ما تستحين من البنات مركبة فيه كل هالألوان ؟؟
ضحكت عذا ::/ طيب هو تقويمي والا تقويمك ؟؟
سارة ::/ لا تقويمك بس انتي معي في نفس المدرسة وبصراحة تفشليني ؟؟
ضربتها عذا بالكتاب اللي بيدها ::/ وش رايك تتبرين مني أحسن ؟؟
سارة بنظرات شريرة ::/ ومن قال لك اصلا اني قايلت لهم انك اختي ؟؟
عذا بقهر ::/ المهم اسكتي عن هالكلام الماصخ واسمعي وش بقول لك ؟؟
سار بتملل ::/ هاه قولي اسمعك ؟؟
استحت عذا وتلونت خدودها بالأحمر ::/ ممم وش رايك ؟؟ نهدي زياد شي بمناسبة تخرجه والا لا ؟؟
نطت سارة عليها قبل لاتكمل كلامها ::/ أكيد نعطيه ... أجل تبين الأميرة النائمة تسبقنا وتعطيه هدية ؟؟؟
تنهدت عذا ::/ من جاب سيرتها الحين؟؟
سارة بتفكير ::/ أنا جبت سيرتها ... وشوفي ياعذا يابنت امي وابوي ... ترى هذا زيادوه وتخرج .. له إلى الإجازة الصيفية لو ماتقدم وخطبك رسمي.. ترى والله لأطربق الدنيا على راسه ..
عذا بخوف ::/ تتوقعين يسويها ؟؟
طالعتها سارة بنص عين ::/ يا ربي اللي متصربعين على العرس ؟؟
استحت عذا ::/ لا من جد سويرة اسألك ؟؟
سارة ::/ والله مادري عنه بس انتي حطي ببالك انه ممكن يخطب بنت عمه ...
ضاق صدرها عذا و حزت بخاطرها هالكلمة .. معقولة زياد مايصير لها ويتزوج سحر ؟؟؟
عذا ::/ أنتي وكلامك اللي يضيق الخلق الحين وشلون تبيني اذاكر ..؟
سارة بجدية ::/ مو انتي تقولين عنه عصبي وشرس و ما ارتحتي لمستقبلك معه ...
غورقت عيون عذا بالدموع ::/ إيه قلت بس هذا لايعني إني ... إني ..
سارة بمزح ::/ إنك تحبينه وماتبين غيره ..
تنهدت عذا ومسحت دمعتها ::/ مادري سارة بس احس اني فعلا متعلقة فيه لو مهما سوّى ..
مددت سارة رجولها على السرير وحضنت الكتاب وحاولت تنسي أختها الكلام اللي قالته::/ طيب شوفي ترى انت جاية تسأليني عن الهدية وانا ماجاوبتك ...
ابتسمت عذا ::/ ايه صح .. هاه وش قلتي ؟؟
سكتت سارة شوي تفكر وبعدين قالت ::/ اسمعي أول ماتخلصين اختباراتك نروح السوق ونشوف لنا شي حلو ومناسب ونآخذه له ...
عذا ::/ مثل إيش يعني ؟؟
سكتت سارة تفكر ::/ ممكن ساعة ... وممكن نآخذ له طقم بوك وقلم ... ويصير مني ومنك ومن امي ...
سكتت عذا وبعدين قامت ::/ أوكي بفكر بهذولا ووقتها نتفاهم ...
ابتسمت سارة لأختها الصيوحة والحساسة على قولتها ::/ خلاص تم ...
طلعت عذا من سارة وقلبها ناغزها من كلامها .. موقادرة تتخيل انها ممكن تسمع خبر خطبة زياد من وحده ثانية ... أبداً ...............................................؟!
---------------------------------------------------------------------------
كان زياد محتفل مع ربعه في واحد من المقاهي بمناسبة تخرجه وخلاصه من الدراسة ... عبدالعزيز ونواف كانوا معه وهم نفس الشي كان يوم تخرجهم ... إلا أن عبدالعزيز سبقهم بيوم ..
زياد وهو يشرب من الكوب ::/ والله ما اصدق اني تخرجت ...
ضحك نواف ::/ لا صدق وانا اخوك تخرجت وما عاد فيه قومت صبح للجامعة ..
تنهد زياد ::/ لا قومت الصبح موجودة ... نسيت دوامي ؟؟
لوى عبدالعزيز بوزه ::/ إيه والله نسينا بعد انك بتكون من أصحاب الملايين اليوم والا بكرة ..
ضحك زياد بفخر مصطنع ::/ إيه اتمنى عاد انكم تقدروني وتقدرون قيمتي ..
ضحك نواف وسوا نفسه البائس المسكين ::/ لاتنسانا من الحسنات وانا اخوك ..
ضحك زياد بكبر ::/خلاص ابشوف المحاسب واللي يبقى مانبغاه ولا نحتاجه للشركة بعطيكم اياه ولا يهمكم ...
ضحكوا كلهم ،، ونواف كان باين بعيونه كلام لكن مستحي مايدري وشلون يبداه .. انتبه عليه عبدالعزيز لكنه سكت وانتظره هو يتكلم من نفسه ... وبعد مدة من قعدتهم قدر نواف يضغط على نفسه ويقول ..
نواف وهو مستحي ومرتبك ::/ هاه يا بو سلطان.. عساك بس عند وعدك ولا اخلفتنا ..
عقد زياد حواجبه ::/ أي وعد ؟؟
استحى نواف وما يدري وشلون يذكره لكن عبدالعزيز حب انه يخفف عنه ..
عبدالعزيز ::/ مو قلت بتوظفنا عندك ؟؟
ضحك زياد ::/ أنا ماقلت بوظفكم قلت بوظف نواف ...
عبدالعزيز بنظرة شريرة ::/ ليه وانا ؟؟؟ لايكون مغني في المسجد ؟؟
زياد ::/ بصراحة مانحتاج محامين في الشركة ..لكن بشوف المكتب اللي نتعامل معه يمكن يلقون لك شي ..
ضحك عبدالعزيز ::/ ايه خلك كذا انضبط معي .. مو (( ويقلده )) ماقلت ابوظفك
ضحك زياد ::/ المهم نواف شف وانا اخوك هالفترة هذي انا اضبط نفسي ومكتبي ومركزي بالشركة لأني خلاص بكون دائما مداوم فيها ... يعني يبي لي اسبوعين أو أقل وأشوف لك شغل إما سكرتيري أو أي شي مشابه ..
انفرجت أسارير نواف من الفرحة .. هذي هي دعوات امه ومرت عمه له بالخير والتيسير ...
نواف وهو مبسوط ::/ مشكور زياد والله يعطيك ألف عافية ...
زياد بعتاب ::/ ما فيه بينا شكر يابن الحلال وبعدين الى الحين انت مااستلمت شغلك علشان تشكرني ...
نط عبدالعزيز::/ والا ناوي تخون فيه ؟؟؟
طالعه زياد بنظرات ::/ أنا أقول انت ورى ماتركد وتخلي عنك المهايط ؟؟
ضحكوا كلهم وكملوا سهرتهم بعد ما قرر زياد يعزمهم في مطعم لا يقل رقي عن اللي قبله احتفالا بتخرجه ...
------------------------------------------------------------------------------
يوم الأحد الصباح وبعد ماطلعوا البنات من قاعة الإختبار وكان هذا آخر يوم لهم وأخيرا ماصدقوا ...
جلست ندى وأريج مع بعض لأن سحر ورحاب كانوا مو معهم في نفس القاعة لكن متفقين انهم دائما بعد مايطلعون من قاعتهم يلتقون في مكانهم المعتاد ...
جابوا لهم فطور وجلسوا ينتظرون البنات ... علشان يتوادعون بما انه آخر يوم ..
أريج وهي تفك العصير ::/ وخلاص يا ندى وافقتي ؟؟؟
ابتسمت ندى بألم ::/ ما عندي سبب ولا لي حجة أرفض هذا فوق ان زياد موافق ومقرر قبلي ... وبعدين خلاص اللي أبغاه مستحيل بيرجع لي مرة ثانية وأصلا مستحيل زياد بيوافق عليه عقب هذاك الإتصال ...
أريج بحزن ::/ طيب قلتي لزياد وسحر ؟؟
ندى بإبتسامة::/ لا .. اليوم بقول لهم ... خلاص ماتوا العالم وهم ينتظروني ...
ضحكت أريج ::/ يالله ماتدرين وين الخيرة فيه ؟؟
تنهدت ندى ::/ الله لايوفقه اللي كان السبب ... أنا بس أموت وأعرف من هاللي متصل على زياد ولاعب عليه .. لاوفوق كل هذا يقول له عندي صور لها ...؟
أريج بنبرة جافة جدية ::/ طيب شفتوا الصور اللي معه ؟؟
ندى وهي تشرب من العلبة ::/ لا .. لما ارسل له زياد يقول له خلني اشوفهم مارد عليه وقال له اللي يهمني انك رفضت طلال وماله داعي أخرب بينك وبين اختك ..؟
بس نفسي أدري من وين جابها ؟؟
أريج ::/ يمكن احد تعرفينه ومعطيته صورك ؟؟
ندى ::/ مستحيل أنا صوري ما اعطيها أي أحد ... لكن والله اني ادعي عليه ليل ونهار وكلما طرت السالفة على بالي ,,,
أريج ::/ لا ندى حرام لاتدعين عليه ... ادعي له بالهداية يمكن هو الحين متحسف .
ندى بعصبية ::/ وانا وش يفيدني ندمه الحين بالله عليك .. وإذا الدعاء عليه فأنا بدعي كل وقت ان الله يذوّقه مثل ماذوقني ولايهنيه ويرد له الصاع صاعين ويآخذ لي حقي منه قادر على كل شي ...
سكتت أريج شوي لحد ماتهدى ندى اللي بدت وكأنها بتصيح ..
أريج بعد فترة ::/ طيب ومشاري يعني ماتحبينه ؟؟؟ ماتبينه ؟؟
تنهدت ندى ::/ ادعي ربي انه يوفقني معه وبس .. أما مشاعر أحملها ناحيته فحاليا مافيه شي بس يمكن يصيرفيه بعدين وهذا اللي اتمناه ...
ابتسمت اريج بحزن ::/ الله يوفقك معه و يعوضك عن طلال .. وبعدين ماتدرين يمكن يكون هو أحسن منه ...
وكزتها ندى مع خصرها وهي تقول ::/ خلاص قفلي على السالفة هذي هي سحر ورحاب وصلوا ...
وسكتت أريج عن الكلام في هالموضوع لما وصلوا البنات وجلسوا معهم ..
رحاب وهي ترمي نفسها ::/ أنا اليوم بنام الى ان يشاء الله ...
ضحكت سحر ::/ وانا بحتفل الى ان أطفش
أريج ::/ حلوة أطفش ... لكن انا بصير اسنع منكم و اليوم سوف أرتب غرفتي لأنه ما فيها مكان أنام فيه ..
ندى بتنغيز ::/ أما انا فسأصنع مستقبلي اليوم ...
صفقت لها أريج بقوة ..::/ أحسنتي يا أخت العرب ...
طالعوا رحاب وسحر بعض بغباء ..
رحاب بعباطة ::/ اصنعي لي معك ...
ضحكت ندى ::/ خلاص .. والله يارحاب لو أصنع لك اليوم مستقبلك انتي بعد كان بتموتين علينا قبل يومك ...
ضحكت اريج وندى بينما سحر ورحاب ساكتين ومايدرون وش صار على ندى وقامت تقط خيط وخيط لكنهم حاولوا يعذرونها بما انه اليوم آخر يوم والفيوزات ضاربة...
----------------------------------------------------------------------------
بعد العشاء بمدة من نفس اليوم ... كانت عبير قالبة البيت فوق تحت ترتيب وتنظيف بما انها خلصت اختباراتها اليوم وطول الفترة الماضية كانت ماتناظر البيت وترتيبه وأخواتها الحلوات مايفكرون ولا واحد بالمية انهم ينظفون اللي بعدهم ...
كانت حايسة بالمطبخ تنظفه من البداية للنهاية بما ان أمها واخواتها في بيت عمهم ،، لكن قطع عليها صوت التليفون وكانت تحويله من الدور الثاني أكيد ...
طلعت للصالة ترد على التليفون ::/ نعم وش تبيين ؟؟؟
أريج ::/ تكفين عبير بقول لك شي الحين بس لاتعصبين علي ؟؟
عبير بقل صبر ::/ وش مسويه أريجوه ؟؟
بلعت اريج ريقها بصعوبة ::/ شوفي اتصل تو راكان وقال قولي لعبير تجهز القهوة والشاهي في الملحق بيجي هو وزملاؤه ...
سكتت عبير شوي وبعدين قالت ::/ وانتي وش قلتي له ان شاء الله ؟؟
أريج وهي شوي وبتصيح ::/ عبير انتي عارفتني ما اقدر أقول لراكان لا ولا أعارضه .. قلت له طيب ..
صرخت عبير بانفلات اعصاب ::/ أريج انتي من جدك ؟؟ تبينه يجي هو وزملاؤه عندنا في البيت ؟؟؟ مهبولة انتي والا تستهبلين ...
صاحت أريج ::/ والله عبير انربط لساني وماقدرت أقول له لا .. تدرين خلاص انا بنزل اسوي له كل اللي يبي ... خلاص انتي لاتقطعين شغلك ..
استغفرت عبير ::/ استغفر الله العظيم .. خلاص اجلسي رتبي غرفتك وخليني انا اتصرف ..
أريج ::/ وبعدين أحسن اني وافقت له تبينه أجل يجي يسوي فيك اللي سوى لك هذاك اليوم ؟؟؟
عبير ::/ خلاص قلت انا بشوف وش صرفته هالرجال .. الله يفكنا منه
سكرت عبير السماعة معصبة وهي تفكر في كلام أريج أختها .. فعلا لو كانوا رفضوا طلبه هالمرة كان ممكن يجي يكسر البيت على روسهم ... تنهدت بتعب ورمت الفوطة اللي بيدها على الكنب .. ورجعت للمطبخ تسوي له اللي يبي قبل لايوصل ويحوسهم ..
سوت القهوة والشاهي ،،، ورتبتهم في صينية كبيرة علشان توديهم مرة وحده ولا تقعد تتردد على الملحق الخارجي ...
وبعدها تنهدت وشالتها وطلعت للملحق ... كان قلبها مقبوض من جيت هالراكان وربعه لكن المهم اتصلت على أمها علشان ترجع للبيت مبكرة و علشان تكون معهم لايصير شي ..
وصلت للملحق ولقته ظلام ويخوف .. من زمان ما رتبته او نظفته وفي خاطرها قررت ترجع له بعد ماتخلص ترتيب البيت علشان تنظفه ...
لفت على جنب علشان تفتح الباب بكتفها بما ان يديها مشغولة ... تقدمت للطاولة من دون ماتفتح الأنوار ونزلت الصينية ولفت على وراء بتطلع ...
شهقت و زادت ضربات قلبها .. ويدها على فمها ... ظله واقف قدامها والأنوار مسكرة .. حاولت تصرخ تستنجد بأي أحد بس ماقدرت .. الصوت مو راضي يطلع من حلقها .. ركبها مو راضيه تشيلها إلا تبيها تطيح ضعيفة قدامه ...
خطواته تتقدم منها أكثر ... هي تشوف ظله من النور الجاي من الشباك ... حاولت بمجهود مضني تحرك رجولها .. ركضت بسرعة للباب .. لكن هيهات كان هو أسبق منها ... سكره وقفله ... وكل هذا هي ماتعرفت عليه ... متلثم بشماغه ... لكنها متأكدة ان اللي عليه ثوب ...
صرخت بأعلى صوتها تنادي أريج لكن هيهات تسمعك وانتي بآخر البيت وهي بأوله ..
ركضت لأفياش الكهرب حاولت تشغلهم لكنه مسك يدها ... وابعدها عنها ..
صرخت بأقوى صوتها ::/ أريــــــــــــــــــــــــج الحقي علي ... فكني ياحيوان فكني ...
..... ::/ والله ...؟؟ متى .؟؟؟ الحين والا بعد شوي ؟؟؟

صرخت بأعلى صوتها تنادي أريج لكن هيهات تسمعك وانتي بآخر البيت وهي بأوله ..
ركضت لأفياش الكهرب حاولت تشغلهم لكنه مسك يدها ... وابعدها عنها ..
صرخت بأقوى صوتها ::/ أريــــــــــــــــــــــــج الحقي علي ... فكني ياحيوان فكني ...
..... ::/ والله ...؟؟ متى .؟؟؟ الحين والا بعد شوي ؟؟؟
صاحت عبير وهي تقاومه بكل يديها الثنتين تحاول تبعده عنها ... لكن هو لازق فيها وما يبعد ... صاحت بشهاق وقلبها يتقطع ... تعرفت على الشخص ومستعدة تحلف انه هو .. الحيوان النذل سوا اللي يقوله ...
عبير بصراخ ::/ يمـــــــــــــه ,, أريج ...
لكن هو سد فمها بيده ومنع عنها التنفس .. ماقدرت عبير الا انها تعضه ولما التهى هو بيده راحت تركض للباب ... حاولت تفتحه بالمفتاح لكن الحيوان صار مطلعه من مكانه وحاطه في جيبه .. راحت تضرب في الباب بيديها .. وبرجولها وبكل جسمها وهي تصرخ على أهلها ودموعها مغرقة وجهها ... حست به جاء من وراها ... وش تسوي وش الحيلة .. حتى الشباك مايسعفها تطلع معه لأنه بعيد وشلون بتقدر توصل له بيديها بدون مساعده ؟؟؟ كل السبل تقطعت قدامها وما عاد عندها حيلة الا انها تدعي ربها يفرج عنها وتصارخ علّ أحد يمر ويسمعها ...
.
.
.
.
.
أريج كانت مشغولة في ترتيب غرفتها وغايصة في حوستها ومو دارية باللي قاعد يصير حولها ... وهي ترتب ملابسها في الدولاب سمعت صوت ضرب باب أو صراخ أو شي من هالقبيل ... حاولت تتجاهله وتوقعت انه جاي من الجيران ... لكن الصوت يتكرر والصراخ ماوقف ...
خافت أريج لايكون احد من الجيران عندهم حرامي والا مشكلة صايرة عندهم إما حريق والا شي فتركت اللي بيدها وطلعت تشوف عبير وتسألها ان كانت تسمع نفس الشي والالا ؟؟
نزلت للدور الأول وهي تصوت على عبير لكن لاحياة لمن تنادي ...
أريج وهي تفكر بصوت عالي ::/ وين راحت هذي بعد ؟؟ لايكون هي اللي تصرخ وانا مادري ..
ضحكت على نفسها وهي تفتش في الغرف على اختها ... وصلت للمطبخ وكان آخر مكان ممكن تلقى فيه عبير .. بس بعد مالقت أحد ...
لكن لحظة ... في المطبخ صوت الصراخ يزيد ... مشت على أطراف أصابعها بخوف وعظامها ترتجف ..
فتحت الباب اللي يطلع على الساحة الخلفية في بيتهم وحست ان الصوت هنا يزيد أكثر ويجي من منطقة تعرفها ... من مكان هي قالت لأختها تروح تحط فيه الشاهي والقهوة ؟؟
شهقت أريج وهي تغطي يدها بفمها ونزلت تركض من على الدرج رايحة للملحق .. وفعلا اللي هي خايفة منه صار الصوت صوت عبير وجاي من الملحق ... يعني أكيد هذا راكانوه الحيوان يبي يذبحها ...
وصلت أريج لباب الملحق حاولت تفتحه لكنه مقفل ...
أريج وهي تصرخ ::/ عبير تسمعيني ...؟؟ افتحي الباب عبير ..
صرخت عبير بصوت ضعيف ::/ أريج روحي من عند الباب كلميـ ـ ـ ـ وانقطع صوتها وصارت أريج ماتسمع الا صوت صراخ أختها المكتوم
صاحت أريج وصرخت ::/ راكانوه افتح يالحيوان لاتذبحها ...
وراحت تضرب الباب بيديها ورجولها ... لكن مع ذلك صوت عبير أختها ماعاد سمعته ..
خافت لايكون سوى فيها شي ...
أريج ::/ عبير هذا نواف وصل صدقيني بيجي يكسر الباب عليه اصبري شوي انتي وانت ياراكان يالتبن بتشوف ...
كانت أريج تهدد علشان لو كان راكان ناوي على شي في هاللحظة يخاف ومايقدر يسويه لأنه مكشوف ...
اما أريج فراحت تركض بترجع للبيت تتصل على نواف والا الشرطة المهم أحد يجي يفك اختها ... وفي لحظة جنون قررت تلبس عبايتها وتطلع تنادي أبو علي ابو جيرانهم ويمونون عليه ومربيهم مثل بناته ...
خذت لها جلال صلاة من الصالة على عجل ماعندها وقت تلبس عباية وتوها بتطلع مع باب الشارع الا وهذي امها تدخل ...
ماصدقت أريج اللي تشوفه قدام عيونها . ركضت لأمها وتعدتها وطلت براسها مع باب الشارع وامها تناظرها مستغربة وخايفة وعيونها تتسائل وش اللي صاير ...
أريج وهي تصيح وتكلم نواف اللي مابعد مشى بسيارته ::/ نواف لاتروح تعال الحق علينا بسرعة الله يخليك قبل لايذبحها راكان ...
------------------------------------------------------------------------------
انتشر الخبر بسرعة في البيت ... وانصدم منه مشاري ...
كان على أمل انها ترفضه وماتوافق عليه ... خصوصا أنه عارف بوجهة نظرها فيه .. وانه واحد دكتاتوري ومتسلط ...!
لكن لما زف له ابوه الخبر السعيد اليوم تحطم أول شي كان مقرره ... وهو ان الرفض يصير منها هي ومو منه هو ... علشان ابوه مايعصب عليهم ،،، وأمه ما يصير لها شي من هالتعصيب ...
بان التوتر في عيونه ،، وانقلب وجهه للون الأسود من الصدمة ..؟؟ الحين وشلون بيدبرها ؟؟ وش راح يسوي مع هالورطة ؟؟؟
كان يسمع كلامهم حوله وتخطيطهم للترتيبات وكأنها وشوشة في أذنه وكلمات مبهمة غير واضحة ...؟؟
لكن لما حس انه ماعاد هو قادر يتحمل أكثر ،، وقف بوسطهم متجاهل وجود أمه وابوه واخوانه ... وقف وكأنه يبي يوصل لهم تفكيره ...
مشاري ::/ خلاص هذي الخطبة وتمت ... لكن مافيه شي الا في الصيفية ؟؟؟ لاملكة ولا زواج .....
ابو مشاري بعصبية خفيفة ::/ ليه ؟؟ وش عندك تعلق البنت طول هالفترة ؟؟
مشاري بنفاذ أعصاب ::/ خلاص ،، كل اللي تبونه سويته لكم ... خطبة وخطبتها ،، لكن زواج وملكة اسمحوا لي هذي انا المختص الوحيد فيها ...
ام مشاري بنبرة تشكيك ::/ يعني بتفهمنا ان حنا غصبناك على هالعرس ؟؟ طيب ليه مو من الأول رفضتها وريحتنا وارتحت ؟؟ ولاتبهذلت البنت معك ..
خافت سحر لايتهور مشاري في هاللحظة ويرفض ندى بعد ماوافقت عليه ::/ يمه وش هالكلام .. خلاص هو وافق وزياد قرب بكم ؟؟ يعني معقولة تقلبونها لعبة ؟؟
هز مشاري راسه ::/ لا تخافين ماراح اسوي هالسوات ... انا ماطلبت منكم شي ولاقلت لكم اني ما ابغاها انا كل اللي ابيه هو ان الزواج والملكة يكونون في يوم واحد .. وما يصير هالشي الا بالصيفية ...
مشى مشاري طالع لغرفته وتركهم وراه مستغربين من كلامه ؟؟؟ يعني معقولة هذي نفسية واحد خاطب وبيتزوج قريب ؟؟؟ لا وفوق هذا كله مايبيهم يسوون له ملكة ولازواج الا بيوم واحد ...
يعني المتعارف عليه ان الشاب أول فرحته يستانس بالملكة وانه يكلمها ويجي يزورها ويطلع معها ؟؟؟ أما مشاري فـ ألغى هالمفهوم وصدم الكل لما اصدر قراره ..
واضطر ابو مشاري انه ينفذه ،، لأنه مهما صار هو غصب مشاري على الزواج وهذا هو بيصير أما الباقي فـ مو مشكلة مافيها شي يعني لو صار كل شي بالإجازة ...
نقدر نقول لهم انه مايبي يشغلها عن الدراسة ... وخلاص......!!
-----------------------------------------------------------------------------
انتبه نواف لأريج اللي تطل براسها وكأنها تقول شي لكنه مايسمعها لأنه مسكر درايش السيارة ... طفى سيارته ونزل وهو عاقد حواجبه ..
نواف ::/ خير .. وش صاير ؟؟
أريج وهي تصيح ::/ نواف بسرعة مافيه وقت تراه بيذبح عبير الله يخليك أركض مافيه وقت اشرح لك ...
اسودت الدنيا بعيون نواف من انطرى اسمها ودرى انها في خطر يهدد حياتها ... سكر باب السيارة بقوة وركض لداخل البيت ...
نادته أريج ::/ نواف تراها في الملحق من هنا تعال أقرب ..
ومشت أريج وهي تركض ومعها أمها ونواف سبقهم ... وصل للباب حاول يفتحه لكنه مقفل ومستحيل بينفتح ...
كان يسمع أنين خفيف جاي من الملحق ... هذا أكيد صوتها ... يارب احفظها .. يارب انها ما تتألم من شي أياً كان ..
حاول يكسر الباب دفه بكتوفه ضربه برجله لكن مافيه أمل يتلحلح من مكانه ..
لف على أريج بصوت رجولي شرس ::/ روحي جيبي لي المفتاح الإحتياطي ركض ..
هزت أريج راسها وراحت تركض ..
ام راكان قربت للباب وهي تصيح ::/ عبير يمه تسمعيني ... عبيــــــــــــــر؟؟
ما جاهم رد .. لكن صوت الأنين والنحيب الخفيف موجود .. وهذا اللي معطيهم امل ..
ماقدر نواف يتحمل أكثر فصرخ بقوة زلزلت المكان ::/ راكـــــــــــــــــــــــــــان والله لو لمست شعرة منها ليكون آخر يوم بحياتك تراني قلت لك وكلمتي كلمة رجال .. فــاهم ؟؟
وضرب الباب برجله ..
وصلت أريج ومعها المفتاح الإحتياطي تركض ... سحبه نواف من يدها ولف على الباب ودخله فيه .. لفه يمين يسار وحمد ربه أن المفتاح الداخلي مو موجود ... يعني يقدرون يفتحونه ...
وهم عند الباب سمعوا شي كأنه أحد طاح أو ضرب في شي لكنهم ما اهتموا له لأن الأهم هو عبير ولازم يشوفون وش فيها ...
فتح نواف الباب واندفع للداخل بجنون لكنه قال ::/ اصبروا هنا ياخالة لا يكون عليكم خطر ..
دخل وفتح الأنوار وهو محتاط لا يباغته احد .. أو يكون فيه أحد ...
أول شي سمعه هو همسها ...
عبير بصوت هامس ضعيف ::/ نـ ـ ـ ـ و ا فـ ـ ـ ـ
لف للزاوية اللي على يمينه وهاله المنظر اللي شافه ...
تجمدت أطرافه ... وقف نفسه ... حتى ضربات قلبه زادت وصوتها أعتلى لدرجة ان الواحد يسمعها ...
تاهت الحروف وضاعت الكلمات ... ماعرف وش يقول أو وش يسوي ... مايدري يتقدم لها ..؟؟ أو يطلع ويتركها ؟؟؟
مايدري يصيح على حالها والا على حاله من بعدها ؟؟؟
مايدري يلعن نفسه لأن له يد في اللي صار لها ؟؟؟ والا يلعنها هي لأنها راحت للنار برجولها ...
التفت بصدمة شلت أطرافه وطالع في ام راكان اللي تنتظره يعطيها الإشارة علشان تدخل .. هز راسه بدون شعور ...
لكن ما قدر يمنع نفسه انه يتقدم شوي لها ... بس شوي ..............!!
شال شماغه من على راسه ورماه عليها وهو منزل راسه...
نواف والدمعة دلت طريقها بتنزل::/ حطيه عليك ...
عطاها ظهره بيطلع ..
شاف ام راكان ووراها أريج متخوفين يدخلون وواقفين عند الباب ... يمكن لأنهم خايفين من المنظر اللي ممكن يشوفونه ...
ماعطاهم نواف أي تعبير أو إشارة .. كان ساكت ومصدوم ....
تشجعت ام راكان ودخلت بقوتها ووراها أريج محتمية بظهرها ...
شهقت بصوت عالي لما شافت ضناها وبنتها على هالحال ... كانت عبير مستندة بكتفها على الزاوية وماده رجولها جنبها ... كانت تصيح وتصيح وتصيح لحد ماغرقت بالدموع .. كان الدم نازل من فمها ... وفيه آثار أشبه بالضرب قريب من عند عينها وفمها ... بلوزتها الحمراء اختلط معها لون الدم وامتزجوا مع بعض لدرجة ما قدروا يفرقون بين لون البلوزة الأصلي من لون دم ... أزاريرها مو مفتوحة .. لا .......!!
الأزراير كانت مشلوعة من مكانها شلع ... وكأن اللي معتدي عليها واحد مجرم وسفاح ... وخريج سجون بعد في قضايا قتل وإرهاب وتفجير ...
صرخت عبير من قدرت تلمح أمها من بين الضباب المتكتل قدام عيونها ...
عبير وهي مادة يدها وتحضن امها ::/ يمه هو الحيوان .. هو سواها .. قلت لك انه متأكد من كلامه ... قلت لكـ ـ ـ
حضنتها ام راكان بقوة لصدرها ::/ الله لايوفقه حسبي الله عليه ... الله ينتقم منه الله لايذوقه ريحة الجنة ...
جلست أريج قدام أختها ومسكت يديها وهي تصيح ::/ عبير وش سوى لك ؟؟؟ وشلون لقيتيه ؟؟ ووين جاء معه ومن وين دخل ؟؟
رفعت عبير عيونها للشباك و في وسط شهقاتها ::/ انحاش يمه مع الشباك ... راح و طلع ليتكم مسكتوه علشان أشرب من دمه ...
غاصت عبير أكثر في صدر امها تبيها تحسسها بالأمان وانه لايمكن أحد يتعرض لها مادامت في حضنها ...
نواف اللي كان واقف ويسمعهم لكن معطيهم ظهره .. لف على جنب شوي وهو منزل راسه وعيونه ...
نواف ::/ من تقصدين ؟؟
وقفت أريج على رجولها وراحت له ::/ نواف تكفى ألحقه أكيد بتلاقيه وراء البيت او طلع للشارع .. تكفى الحق عليه ..
نواف ::/ طيب من هو اللي الحقه .
أريج بقل صبر ::/ انت رح الحين دوره وبعدين أقول لك السالفة .. هو واحد من زملاء راكان ...
هز نواف راسه بعد ماتأكدت شكوكه ،، من شاف وضعها تأكد مليون بالمية ان اللي كان معها في الملحق مو راكان ... لأنه مستحيل أخ يسوي هالسوات بأخته ...
وبعدين هو عارف ولد عمه زين ... ممكن انه يتهور ويذبح ... لكن يعتدي على أخته مستحيل ... و حال عبير اللي شافها عليه يأكد له ان اللي معها حاول أو يمكن اعتدى عليها ...!!
طلع من الملحق و هو خالص .. دمعته ما يقدر يمسكها أكثر ... لاتلومونه وهو شايف البنت اللي كان يحلم فيها كل يوم انها تكون زوجته وام عياله ،، البنت اللي ماكان يشوف في هالعالم غيرها واللي خلاص تعلق قلبه فيها على هالوضع المزري...
مسح دمعته بظهر كفه وهو يمشي بخطوات سريعة لمكان الشباك علشان يشوف إذا هالحيوان موجود او لا .. علشان يشفي غليله منه ...
أول ما وصل شاف باب الشارع مفتوح على مصراعيه .... عرف انه فر بجلده . لكن هيهات نواف بيتركه ... طلع للشارع على أمل انه يلقاه .. بس لقى الشارع فاضي وما فيه أي سيارة .. نزل ودار شوي عل وعسى يلقاه .. لكن نفس النتيجة مالقى أحد ...
شاف مجموعة عيال جالسين عند واحد من البيوت ...
مشى لهم نواف والألم يعتصر قلبه بين أصابعه .. مسك واحد منهم وهو يحاول يسيطر على اعصابه ..
نواف ::/ لو سمحت انت ماشفت سيارة كانت واقفة قريب من هنا أو حول هالبيت ؟؟
طالعه الولد بنظرات غريبة وكأنه يفكر وبعدين قال ::/ كان فيه سيارة فضية موقفة من شوي هنا ... بس راحت
مسح نواف على وجهه بعصبية ومشى من دون حتى ما يشكر الولد ...
صار هو ... صار النذل اللي استغفلتني واستغفلت اهلها علشانه ... لكن انا اوريه .. دواه عندي ...
دخل لبيت عمه و سكر الباب وراه بقوة .. راح للملحق بس ما لقى فيه أحد .. توقع انهم دخلوا للبيت ...
راح لباب الصالة ودقه قبل لا يدخل ...
جته أريج تركض ووقفت وراء الباب تكلمه ..
أريج ::/ هاه نواف بشر لقيته ....؟؟
نواف ::/ لا ما امداني ألحق عليه ... لكني عرفت من هو ...؟
بلعت أريج ريقها ::/ مؤيد عبدالكريم صح ؟؟
انصدم نواف ان اريج عندها علم باللي كانت تسويه اختها وساكتة عنها ...
نواف بصدمة ::/ وانتي وش عرفك ؟؟
حاربت اريج غصتها علشان تقول لنواف السالفة ::/ لأنه هو كان يتصل علينا بالبيت ومزعجنا .. وبعد فترة عرف رقم جوال عبير وبدأ يزعجها هي بروحها لكن هي ماكانت تعطيه وجه .. وآخر مرة هددها انه يا ترضخ وتصير تكلمه والا بيسوي لها شي عمرها ماشافته وبتندم عليه طول عمرها ... وهذا هو صار ونفذ تهديده ..
ضحك نواف بسخرية::/ وأختك أكيد ماكانت تطلع معه ؟؟
شهقت أريج من كلامه ::/ مستحيــــــــــــــــــــل .. انت وش قاعد تقول نواف ؟؟؟
أقول لك هددها وانت تقول لي تطلع معه ؟؟؟ وش هالتفكير اللي عندك ...
تنهد نواف ::/ عموما .. يصير خير .. انا بروح الحين وابخلي عمر أخوي يجي ينام عندكم ... واسمعيني .. اول مايجي راكان أخوك اتصلي علي بلغيني فاهمه ..
أريج بصوت خفيف::/ زين ..
نواف وهو ماشي ::/ يالله توصون شي ..؟؟
أريج ::/ لا سلامتك ...
طلع نواف من عندهم والهم يآكل قلبه من جذوره عليها وعلى نفسه ... ليه كل هذا يصير ... ليه مكتوب علي انحرم منها على طول ...........................!!
ركب سيارته والحسرة ماليه جوفه .. والبؤس والشقاء هو الشي اللي يشوفه في مستقبله المجهول ..
وصل لبيتهم ودخل للصالة على طول ومن دون سلام ولا كلام ... انتبه لعمر أخوه اللي بثالث ثانوي نازل من الدرج ووقفه لما مسك كتفه ...
نواف وكأنه مخدر ::/ اسمعني،،، الحين تآخذ بنات عمي الصغار وتوديهم لبيتهم وتنام عندهم اليوم ؟؟
استغرب عمر طلب أخوه ::/ ليه وش حاصل ؟؟
تنهد نواف ::/ اليوم دخل عليهم حرامي وانحاسوا والحمدلله اني كنت موجود ... عاد لازم يكون أحد في البيت عندهم هاليومين ..
عمر ::/ أفااا .. طيب صار لهم شي أنسرق من البيت شي ؟؟
طاالعه نواف بتملل ::/ لا ما صار لهم شي .. بس انت رح الحين وخلاص ...
تركه نواف وهو مو طايق نفسه وطلع الدرج متوجه لغرفته اللي يحس انها ملاذه في مثل هالحالة النفسية علشان يقدر يعاقب نفسه او يلومها ...
دخل الغرفة وسكر الباب وراه بالمفتاح .. ومن دون ما يشغل النور مشى للسرير ورمى نفسه عليه بإرهاق...
كان يتمنى ان كل اللي صار حلم ... وده يغمض ويفتح ويلقى شي من اللي شافه ما صار ولا كان ... ليته يسمع صوت امه الحين تقومه من النوم تقول له يروح يجيب عبير من الكلية لأن الباص فاتها ... ليت اللي صار ماصار ليت ...
(((((( وليت ما تبني بيت ... )))))))
سمح لنفسه يصيح علشان يخفف عن قلبه المسكين عذابه ... سمح لدموعه تنزل في خلوته عساها تغسل صورتها البشعة اللي قدام عيونه ...
غمض وفتح مليون مرة ... ولازال يحس بعروق راسه وكأنها بتنفجر ... لأن الصورة راسخة في عيونه لكن مخه مو راضي يترجمها له ... فصار عنده ها لألم اللي يحس به ....حط راسه بين يديه واطلق العنان لدموعه ...
++ أنا الحيوان ... أنا اللي مامنعت هالشي قبل لايصير ،،،، أنا اللي اكتفيت بالمراقبة وبس وسكت ... كنت شايف السيارة تدور في الحارة .. ليه ما وقفت لها ومنعتها ... ليه مارحت فب نفس اللحظة ووضحت لها اني انا عارف باللي هي تسويه من وراي ووراء اهلها ... ليه ما تحركت قبل لايطيح الفااس بالراس ؟؟؟ ليه أجلت المواجهة ؟؟؟
انا اللي خليتها تدخل البيت وانا حتى مااعرف من هو له ؟؟؟ لكنهم أكدوا لي ان اللي ساكن فيه عائلة مو بيت عزوبية ؟؟؟؟ قالوا لي أنهم عائلة تجار وهالحيوان النذل ولد تجار وولد نعمة ؟؟ ليه ماربطت الخيوط ليه ؟؟ ليه طلعت غبي وضيعتها من يدي ليه ؟؟...
رجعت به الذاكرة لما رجع هذاك اليوم وما سمحت له نفسه وغيرته انه يروح كذا من دون ما يشوف من هالعالم اللي هي داخلة لهم نص الليل ...؟
وقف وشاف واحد من الجيران يوقف سيارته عند باب بيته .. نزل له نواف وهو يحاول انه مايضطرب ولا يوضح شي من ملامحه ..
نواف ::/ السلام عليكم اخوي ..
... ::/ هلا والله وعليكم السلام ..
التفت نواف لنفس البيت أو القصر ان صح التعبير ::/ أخوي هذا البيت تعرف من صاحبه ؟؟؟
استغرب الرجال سؤال نواف ::/ ليه ؟؟ جايكم شي منه ؟؟
تنهد نواف ::/ لا سلامتك ،،، لكن أمور أمنية عاد ليتك ماتستفسر كثير لأني ما اقدر أجاوبك ...
خاف الرجال من كلام نواف ::/ هذا البيت لـ ـ ـ ـ
سكت نواف شوي وكأنه يحاول يحفظ الإسم ...!
وعقبها سأل ::/ انت تعرف عيالهم ؟؟؟
ابتسم الرجال ::/ اللي اعرفه ولدهم الكبير اسمه ناصر ... وهو اللي دائما اشوفه في المسجد ومعنا في اجتماعات الحارة .. متزوج وساكن مع اهله ... لكن عياله الباقين ما اعرفهم بصراحة ولا عمري قابلتهم ..
نواف ::/ اهاااااا .. انت من زمان ساكن هنا ؟؟
... ::/ ايه من ما يقارب 20 سنة لكن هم توهم منتقلين من قريب يعني حول سنة ...
ابتسم نواف بامتنان :/ زين مشكور يالطيب ... يعطيك العافية ..
ابتسم له الرجال وصافحه يودعه .. ومشى نوف بعد ما شبه تطمن ان هالبيت يسكنه عائلة ومو عزابية ...
لكن الحين رجعت له الظنون السيئة والشكوك اللعينة ...
طيب عادي وإذا صار بيت عائلة ؟؟؟ يمكن هو جابها للبيت في وقت مافيه أحد ...؟؟ لكن تذكر انه ضرب عليهم الجرس وردت عليه حرمة ؟؟؟
طيب يمكن كان عندهم ملحق خارجي أو هالمؤيد نفسه له غرفة خاصة برا البيت ؟؟؟
لكن هو راقب البيت يومين على التوالي وما شاف هالمؤيد يجيه ولا يدخله ولاحتى قرب ناحيته ... وفوق هذا ماعاد شافه نواف يجي لبيت عمه عقب هذاك اليوم ؟؟؟ يعني وش ممكن يكون تفسير هالكلام كله ؟؟؟!!!
لكن يضل هو الغلطان ؟؟ ليه ما كلمها وصارحها ؟؟ ليه ما وقف في وجهها وكسر راسها على هالطلعات المشبوهة ... لكن يالله إذا فات الفوت ما ينفع الصوت ... وانت يا نواف اللي ماكنت تبي تواجهها ولا كنت تبي تسألها لأنك خايف من ردها ؟؟؟ أو يمكن لأنك ما تبي تصدق اللي شفته ...!!
ذبحته الشكوك والتفاكير وما انتبه للوقت ولا انتبه لنفسه ... حس ان النوم بدء يغزي جفونه الحمراء ...
نام من دون وعي ..لكنه مقرر في خاطره انه من يصحى بكرة لازم يروح لهذاك البيت نفسه ويسأل عن هالمؤيد اللعين .. ويذوقه الويل . وبيشوف وشلون يتجرأ مرة ثانية ويدوس له على طرف ...
-------------------------------------------------------------------------------

dali2000 13-03-10 02:41 PM


طلعت سحر للدور الثاني علشان تشوف ندى وتقول لها آخر المستجدات ...
دخلت عليها الغرفة ولقتها منسدحة على بطنها وقدامها رواية تقرأ فيها ومشغلة المسجل ...
دقت سحر الباب وكأنها تطلع الحان طقاقات عليه ...
سحر وهي تغني وتطبل ::/ زفوا العروس زفوها ....
ابتسمت ندى بخجل واضح ::/ خلاص وقفي طق ... ترى انتي مشروع طقاقة فاشل ..
ضحكت سحر ومشت وجلست جنبها ::/ والله وكبرتي ياندوش وبتصيرين مرت أخوي ..
تنهدت ندى وهي تعدل جلستها ::/ شفتي القرادة اللي صابتني ؟؟
ضربتها سحر ::/ أقول يحصل لك أصلا تصيرين حرم مشاري بن ابراهيم ؟؟
ضحكت ندى ::/ تدرين احلى شي اني بسيطر على هذيك المنطقة اللي تقولين انها ملك مشاري .. بس ؟
طالعتها سحر وهي ماسكة ضحكتها وحاولت تكون جدية ::/ هذا بدل ماتقولين علشان أحبه ويحبني ونجيب درزن عيال وبنات ونفرّح عمتهم سحر ...
لوت ندى بوزها ::/ ايه ان شاء الله بنجيب درزن وبنحطهم عندك ما يربيهم الا انتي ؟؟ ترى احنا مو مسؤولين عنهم ؟؟
ضحكت سحر ::/ ههههههههه الله يالدنيا يا ندى وصرتي بعد تربطين اسمه باسمك وتقولين احنا ؟؟ سبحان اللي يحول الكره لمحبة وجنون ...
عطتها ندى نظرة احتقار وقالت ::/ انتي وش تبين جاية تخربين علي ؟؟
سحر ::/ أبد بس بقول لك لا تتعبين نفسك .. ترى الملكة والزواج بيكونون في يوم واحد ؟؟؟
سكتت ندى مصدومة شوي وبعدين ردت ::/ يا سلام ؟؟؟ على كيفكم هو ؟؟
تنهدت سحر ::/ هذا الكلام من مشاري .. ويقول مافيه شي الا في الصيفية الجاية ...
زادت صدمة ندى ::/ اقول لايكون اخوك مغصوب علي يوم انه يمدد فترة خطوبنا ويماطل ؟؟
سحر باندفاعية ::/ أكيد لا ... وش هالخرابيط ندى .. وبعدين هو يقول علشان ما اشغلها عن دراستها ولأنه مايحتاج يملك عليك قبل لأنه عارفك وعارف أهلك واطباعك ..
قاطعتها ندى ::/ بس أنا ما اعرف عنه شي .. ما اعرف الا انه واحد شيطان ومتسلط ..
سحر ::/ حرام عليك تقولين عنه شيطان .. والله ان اخوي حبوب وبتشوفين بنفسك .. وبتقولين الحمدلله انه صار من نصيبي ولا خذته وحده غيري ...
ندى وهي تتكتف ::/ وان ماعجبني ؟؟
سحر بنبرة تفكير ::/ ساعتها بنقول له يطلقك ويتزوج غيرك .. عادي محلولة ..
ضربتها ندى بالمخدة ::/ انتي وفالك اللي زي وجهك .. انتي ان شاء الله اللي تطلقين مو انا ...
شهقت سحر وما تكلمت ,,, وسكتت ندى تنتظرها تعقب او تقول شي لكن مافيه استجابة ...
سكتوا الثنتين وبعد دقائق ابتسمت سحر وطالعت في ندى اللي رجعت لروايتها ,,
سحر ::/ ندى ......!!
ندى وعيونها في الكتاب ::/ هممممممممم
سحر ::/ تتذكرين يوم اقول لك بقول لأبوي يرفض طلال ويزوجك مشاري ؟؟
شهقت ندى ورفعت عيونها تناظر سحر ::/ لا تكونين سويتيها ... ترى أقتلك واحرمك من حلم حياتك ...
ضحكت سحر ::/ لا وش دعوى .. ما بعد صرت بهالنذالة ,, لكن اقول شوفي وشلون قال ربي وجبت .. وهذا انتي ما خذتي طلال وبتآخذين مشاري ...
سكتت ندى ورجعت تقرأ الكتاب ... مع انها ماتدري وش الي مكتوب بين يديها ... لأنه بمجرد ما انذكر طلال وسيرة زواجها من مشاري تعكر صفو مزاجها ورجعت لها الأحزان من جد وجديد ...........
-------------------------------------------------------------------------------

على الظهر وقريب من وقت الآذان من اليوم الثاني قام نواف من نومه وهو يحس انه تعبان وعظامه تعوره .. حاول يرفع راسه من على المخده لكن ماقدر من شدة الألم في مقدمة راسه .. ضغط على جبهته وهو يسترجع ذاكرته في أمس واللي صار لهم وقلب كيانهم مرة وحده ....
طالع الساعة جنبه وهو معزم على مخططه ... شافها حول الـ 11 فز من السرير بسرعة وكأنه مقروص ..
دخل الحمام وخذ له دش سريع ينشطه .. بعدها طلع من الحمام لبس هدومه وخذ أغراضه الشخصية وطلع وهو يسرع من خطواته ...
لقى أمه وابوه المقعد جالسين بالصالة عند التلفزيون ...
سلّم عليهم وهو مستعجل ... لكن وقفته أمه ..
ام نواف ::/ تعال نواف وين بتروح ؟؟
تنهد نواف وهو يلف لأمه ::/ عندي موعد مهم ... تبون شي قبل لاأطلع ؟؟
ام نواف ::/ وش اللي صاير في بيت عمك ؟؟؟
نواف ::/ من قايل لك عنهم ؟؟
ابو نواف ::/ اخوك عمر أمس اتصلنا عليه نشوف وينه وقال لنا السالفة ...
نواف ::/ إيه المهم إن ما عليهم شر الحين ...
ابو انواف ::/ بلغت عنه طيب ؟؟
ارتبك نواف وهو ناسي سالفة تبليغ الشرطة نهائيا واضطر انه يكذب::/ إيه بلغت أمس وانتظر ردهم .. يالله عاد انا بمشي تبون شي ؟؟
ام نواف ::/ سلامتك بس انتبه لدربك ..
هز نواف راسه مبتسم وطلع من البيت وهو متوتر وقلبه يمغصه من الخوف و
الإرتباك ... وده ان كل شي يطلع كذبة وان عبير تصير بريئة من اللي شافه او تصير خدعه منهم ....
ركب سيارته وانطلق من بيتهم لنفس الحارة اللي فيها هذاك البيت .. أول ما وصل هناك زاد توتره وعرق جبينه ... كان طول الطريق وهو يفكر في الكلام اللي راح يقوله وفي الطريقة اللي بيستخدمها وتخليه يوصل للي يبيه بدون لا احد يشك فيه ...
دخل الحارة وأقبل على البيت ,,, ومن حسن حظه ودعواته اللي الظاهر انها اُستجيبت .. لقى شاب واقف عند باب البيت نفسه وكان شاب في مقتبل عمره يعني ما كمل الـ 27...
وقف نواف سيارته جنبه وهو يضرب له بوري ينبهه إنه يبيه ...
نزل نواف وهو مبتسم ظاهريا .. لكن داخليا مكتأب ولا أحد يعلم بالنار اللي في قلبه الا ربه ...
نواف مبتسم ::/ السلام عليكم أخوي ..
...../ هلا والله وعليكم والسلام والرحمة ...
عقد نواف حواجبه في تساءل ::/ انت ناصر ؟؟
ابتسم له الشاب ::/ لا والله انا اخوه اللي تحته .... عبدالرحمن...
تقدم له نواف وسلم عليه ::/ معليش اخوي اعذرني بس تراني أعرفكم بالإسم ولا عمري قد شفت ولا واحد منكم ..
سلم عليه عبدالرحمن ::/ ما عليك يا الطيب لكن ماعرفتني عليك ..؟
نواف ::/ انا نواف بن علي ...
عقد عبدالرحمن حواجبه وكأنه يقول لنواف (( آسف لكن ما عرفتك ))
ابتسم نواف ::/ والله يا عبدالرحمن انت لاتعرفني وانا ما أعرفك لكن هالبيت مذكور لي وموصوف لي أنه يسكن فيه شاب أسمه مؤيد ... عاد يوم سألت الجيران عنه قالوا لي ان صاحبه يقال له ابو ناصر ,,, ومنها توقعتك ناصر ..
ابتسم عبدالرحمن::/ هلا بك ... بس هالمؤيد ما اعرف عنه شي والله... ؟؟
نواف ::/ غريبة ...؟ طيب عيال عمومتك او خوالك ..؟
سكت عبدالرحمن شوي وكأنه يسترجع ذاكرته ونواف يرتقب رده ::/ والله يا نواف للأسف يعني اللي اعرفه انه مافيه احد قريب لنا مرة ويمون يجي لنا في بيتنا يقال له مؤيد ..؟؟ بس عاد وش عائلته يمكن انه ساكن في نفس الحارة بس انت غلطان في البيت ؟؟؟
نواف بعد ماتذكر ::/ اسمه مؤيد عبدالكريم ؟؟
عبدالرحمن مبتسم ::/ لا والله ما اعرف أحد بهالإسم ؟؟؟
سكت نواف شوي وبعدين قال ::/ طيب ربعكم وزملاؤكم ؟؟
عبدالرحمن::/ ايه صح جايز انه من ربع ناصر اخوي ... لكن انا ما اعرف احد بهالإسم ؟؟
نواف باندفاع ::/ طيب يعطيك العافية ليتك تسأل أخوك ...
هز عبدالرحمن راسه ::/ ابسأله بس انت عاد اقلط في المجلس ونتكلم على راحتنا مو في الشارع ؟؟
نواف مبتسم ::/ مشكور وخيرك سابق ... لكني والله مستعجل وياليتك تخلص لي طلبي جعلك تسلم ...
طلع عبدالرحمن جواله وهو يبتسم لنواف واتصل على ناصر اخوه يسأله ... وبعد دقائق سكر التليفون ولف لنواف ..
عبدالرحمن::/ والله يقول ما اعرفه شخصيا ...
تنهد نواف ::/ طيب يمكن من ربع أخوانك االباقين ..؟
عبدالرحمن::/ والله مالي اخوان غير ناصر والثاني مسافر يدرس برا ...
سكت نواف وخيبة الأمل تسللت لقلبه ... إذا هذا مو بيت مؤيد ؟؟ أجل وشلون سيارته جت ودخلت فيه ومعه عبير ؟؟؟ معقولة يكون أحد ثاني غير مؤيد ؟؟؟؟ (( انصدم من هالفكرة اللي راودته )))
ابتسم على مضض وهو يودع عبدالرحمن ومشى من عنده وركب سيارته ...
طالع في جواله لقى حوالي عشر مكالمات من بيت عمه ... خاف لايكون صاير لهم شي ثاني بعد ...
اتصل عليهم واصابعه ترتجف من الرهبه .. ومن اول رنة ردت عليه أريج ...
أريج بصوت واطي ::/ صباح الخير نواف ..
نواف ::/ هلا صباح النور ... خير وش صاير عليكم عسى ما شر ؟؟
انحرجت أريج من كلامه وحست انها ثقلت عليه ::/ معليش أزعجتك نواف .. لكن راكان أخوي عندنا بالبيت ...
اشتعلت اعصاب نواف من الغضب على هالهايت ولد عمه وضاقت ضلوعه عليه لدرجة انه ماعاد قدر يتنفس ::/ متى وصل لكم ؟؟
أريج ::/ من دقائق جاء .. والحين هو بالمجلس عند أمي وعمر ...
هز نواف راسه ::/ زين ربع ساعة بالكثير وانا عندكم ...
اغلق نواف تليفونه وبسرعة جنونية مشى بسيارته رايح لبيت عمه يشوف وش آخرتها مع هالمستهتر اللي مضيع اخواته معه ....
-------------------------------------------------------------------------------
في هالوقت رن تليفون البيت وام عبدالله ما كانت حوله في المطبخ تجهز غداهم ...
رن للمرة الثانية وأخيرا هي انتبهت له ...
طلعت من المطبخ وراحت للصالة ترد عليه ... شافت الرقم ولقته غريب وماتعرفه .. استغربت لكن قالت بترد يمكن احد يبيهم ضروري ..
ام عبدالله ::/ مرحبــا ...
....::/ يمـــــــــــــــــــــــــــه ؟؟؟ وينكم ؟؟
ابتسمت ام عبدالله ::/عذا ...! وين تتصلين منه ؟؟
عذا والعبرة خانقتها ::/ وين اكلمك منه ؟؟ إيه أكيد انا مو اكبر همك تشوفين اذا انا جيت للبيت والا لا ؟؟؟
شهقت ام عبدالله وهي تطالع الساعة ::/ للحين وانتي في المدرسة ؟؟؟
عذا ودمعتها عند الباب ::/ حلو انك تذكرتي اني ادرس ..
ضحكت ام عبدالله ::/ وش دعوى حبيبتي .. طيب وين هو ابوك ليه ماجاك للحين ؟؟
عذا ::/ هذا اللي مخليني اتصل عليكم انا لي الحين ساعتين مخلصة ولا أحد جاء يآخذني ؟؟؟ وساروة الدوبا أخذها أسامة من فتح الباب قبل لاأطلع انا ..حتى ما انتظروني ؟؟
ام عبدالله ::/ سارة قايله لأسامة أمس يمرها لأنها ماعندها استعداد تنتظرك .. بس عاد خليني اتصل على ابوك اشوف وينه .. والا جيت انا وسوراج نآخذك .. زين ؟؟
تنهدت عذا ::/ مو اسكر منك الحين وعقب تنسيني وما كأني اتصلت ؟؟؟
ابتسمت ام عبدالله ::/ لا عاد ما توصل لهالدرجة .. ويالله علشان اتصل على ابوك ..
سكرت عذا من امها وهي معصبة ومنرفزة خصوصا ان بكره عليها مادة صعبة وهي منبهه على أهلها انهم يآخذونها بدري من المدرسة علشان يمديها تريح وتقوم تذاكر ..
اما ام عبدالله فـ على طول اتصلت على محمد علشان يروح يجيب بنته اللي الظاهر انه نساها مع زحمة الدوام ..
ام عبدالله مبتسمة ::/ هلا والله باللي نسى عياله في المدرسة ...
ابو عبدالله بابتسامة واهنة وصوت ضعيف ::/ الله يذكرك الشهادة من جد كنت ناسيها ..
خافت ام عبدالله من نبرة صوته المتغيرة ::/ محمد سلامات وش فيك ؟؟ وانت وينك ؟؟
تنهد ابو عبدالله ::/ مصيبة يا الجوهرة ونزلت على راسي ... مصيبة
شهقت ام عبدالله ::/ وش مصيبته .. قل لي محمد الله يخليك لاتخوفني ؟؟
ابو عبدالله بصوت مكسور ::/ ما اقدر اقول لك شي الحين لأني عند المدير .. بستأذن منه واطلع للبيت وأقول لك كل شي ...
بلعت ام عبدالله غصتها ::/ طيب براحتك ... يعني أروح انا اجيب عذا ؟؟
ابو عبدالله ::/ يكون أفضل لأني ما ابيها تكتشف ان فيني شي .. بنتك تعرفينها تعرف ادق الأمور من تعابير وجهي ...
ابتسمت ام عبدالله ::/ خلاص يالغالي .. ترى انتظرك وانتبه لدربك ...
ابتسم ابو عبدالله ::/ لا تخافين علي ... يالله مع السلامة ...
ام عبدالله ::/ مع السلامة ..
سكرت الجوهرة من محمد وحطت يدها على قلبها ... دعت ربها في سرها والوحيد اللي متعوده انها تلتجئ له في سراءها وضرائها أنه يهون مصيبتهم ويجعل لهم من كل هم فرج ...
رفعت السماعة واتصلت على سوراج خلته يجهز السيارة ولبست عبايتها وطلعت معه يجيبون عذا من المدرسة ..................................!!
-----------------------------------------------------------------------------
وصل نواف لبيت عمه وعلى طول دخل المجلس لأن الباب أصلا كان مفتوح ومستعدين لـ وصوله ...
لقى راكان جالس مع امه وعمر اخوه مو موجود .. وفي خاطره (( أحسن انه راح علشان مايعرف شي ))
ركز نظره في راكان بيشوف هو واعي معه والا مثل العادة مضيع عقله بهالسم اللي يشربه ..
حس انه مركز معهم وواعي للي يصير ...
نواف ::/ السلام عليكم ...
التفت راكان ::/ هلا بولد العم حياك الله ..
نواف وهو يتقدم ::/ الله يحييك ويبقيك ...
جلس نواف وقدامه راكان ... كان يبي يبدأ في الموضوع لكن مايقدر ... مجرد ما يتذكر السالفة يحس انه بينفجر من داخله وانه مو قادر يجلس في نفس المكان ...
لكنه حاول يتشجع اكثر ... وبدأ على طول بدون مقدمات لأن الموضوع خطير وما يستدعي مقدمات ...
نواف بصرامة ::/ انت عارف باللي صار أمس ؟؟
نزل راكان راسه وكأنه يقول له ان امي شرحت لي ...
هز نواف راسه بأسى ورفع صوته ::/ وعرفت من اللي تسبب باللي صار كله ...
طالع راكان في عيون نواف ::/ يقولون مؤيد ؟؟؟
ابتسم نواف باستهزاء ..::/ لا .... يكذبون عليك ؟؟؟
عقد راكان حواجبه وطالع في أمه اللي التفتت تشوف وش يقول نواف ...؟؟
نواف ::/ السبب انت يا راكان ... يا ولد سعد ...
راكان مصدوم ::/ وانا وش اللي دخلني في السالفة ؟؟
ضحك نواف بقوة ::/ وش دخلك ؟؟؟ مو هذا بيتك ؟؟ وهذولا أهلك يعني ملزومين منك ؟؟ ومو هالمؤيد خويك اللي شفتك تطلع معه كم مرة ؟؟ ومو انت اللي قلت لأريج تقول لعبير تطلع بالشاهي للملحق ؟؟وشلون وش دخلك ؟؟
وقف راكان وهو معصب ::/ انا يا نواف مالي دخل في اللي صار ... هالمؤيد النذل الحيوان استغفلني وخلاني انام في الشقة وهو اللي دبر هالمخطط كله من دون علمي ؟؟ سرق مفاتيحي وسرق جوالي واتصل هو على البيت وقال لهم على لساني الكلام اللي قالته اريج وهو اللي بنفسه دخل للبيت ،، بس انا والله يشهد على كلامي ما ادري عن اللي صار شي أبد ... ؟؟
نواف بصدمة ::/ يعني مفاتيحك إلى لآن معه ؟؟
راكان بألم ::/ إيه ما رجعهم لي .. وحتى أنا اصلا ما شفته من أمس ولا يرد على جواله ؟؟
نزل نواف راسه وبعدين استطرد ::/ معناتها لازم اغير مفاتيح الأبواب ..
راكان وصوته بدأ يتهدج وكأنه بيصيح ::/لكن انا السبب .. انا اللي كان عندي علم بس ماانتبهت لنفسي ولا لأخواتي ...
طالعه نواف بنظرة نارية ::/ كيف يعني عندك علم ؟؟؟؟؟
جلس راكان وهو منزل راسه ومستند بأكواعه على ركبه ::/ أمس هو قال لي انه يبي عبير أختي ... أنا كنت أظن انه يبيها زواج .. فقلت له موافق ولا عندي مانع ؟؟ يعني هو ولد عز وتاجر وبينفع عبير .. لكنه صدمني لما قال انه مايبي يتزوج لأنه ما بعد حس بالمسؤولية وانه يبي يفتح بيت ... ساعتها استغربت تناقضه في كلامه ... لكن ابتسامته الخبيثة كانت هي الجواب ...
هبيت في وجهه وتضاربت معه ومسحت به الأرض لأنه بس فكر هالتفكير... لكنه يوم قال انه يمزح هديت شوي وكأنه انصب علي ماء بارد ... وما عاد عطيت السالفة بال .. لكن لما جيت اليوم وقالوا اللي صار عرفت انه خطط ودبر وانا نايم ... واشك انه حط لي شي في الشاهي نومني ؟؟؟
انصدم نواف من الكلام اللي ينقال قدامه ؟؟؟ مادام من زمان هذا تفكيره في عبير ؟؟ ليش يستأذن من راكان ما دام انها ماشيه معه وتطلع معه عادي ؟؟؟ كان تواعد معها وطلعها لمكان ثاني وسوى اللي يبيه ؟؟؟
نواف ::/ طيب هو وينه الحين ؟؟
تنهد راكان ::/ صدقني ما ادري وين اراضيه ؟؟؟ كل اللي اعرفه عنه اننا نجتمع معه في الشقة ... بس
نواف ::/ طيب تعرف وين بيته ؟؟
راكان ::/ أقول لك ما اعرف عنه شي الا ان اسمه مؤيد عبدالكريم .. بس...
نزلت دمعه من راكان حاول يخفيها بسرعة عن الأنظار ...
حس نواف بندم راكان بسبب اللي صار لأخته .. فما حب يكون هو والزمن عليه ...
قام وجلس جنبه وهو حاس انها فرصته ..
نواف وهو يربت على ظهر راكان ::/ شفت اللي استفدته وانا اخوك من هالشراب والسهر في الشقق ؟؟؟ ان اخواتك ضاعوا وحياتك انت بعد ضاعت ؟؟ هذا اللي استفدته .. وترى كما تدين تدان ... وياخوفي اللي صار يتكرر وبشكل أقوى يا راكان علشان ربي يعاقبك ...!!
سكت راكان وما عقب ...
لكن ام راكان من بين دموعها حست انها فرصتها ..
ام راكان ::/ والله يا وليدي ما شفنا منك الخير .. ما نشوفك الا في الأسبوع مرة .. وان شفناك هذاك اليوم قلبت البيت علينا فوق تحت بالهواش والمضارب .... أخواتك كرهوك والصغار خافوا منك وما عاد حبوك ؟؟؟ هذولا هم اخواتك وعزوتك شف وش مشاعرهم تجاهك ؟؟؟ قل لي وش اللي استفدته من تصرفاتك غير انك ضيعت دينك وضيعت من يدك الناس اللي يحبونك واللي مستحيل في يوم يخدعونك والا يضرونك... وفي لحظة كنت بتضيع اخواتك علشان هالسم اللي تضر به نفسك وبدنك.
هالمرة قام راكان من عندهم وهو متأثر بالحيل عقب اللي صار لأخته ...
صدق ان بينه وبينها عداوة ... لكن ولأول مرة تفكيره قال له ان عبير ماكانت تمنع عنه الفلوس إلا علشان مصلحته ... وعلشان ما يشتري به هالشراب الملعون ... وهي وش خذت منه ؟؟؟ الضرب والسب والشتم .. وأخيرا زميله زميل السوء اعتدى عليها .. ووين؟؟ في بيتهم ... !! وبأي وسيلة ؟؟ بجواله هو .....!!
طلع من عندهم وهو منزل راسه ومن دون ما يقول أي كلمة ... أما أم راكان فـ خانتها دمعتها ونزلت مدرارا على خدودها..
تنهد نواف وهو يسمع الآذان يأذن الظهر ... قام على حيله وهو يصلح شماغه ..
ما يدري وش الكلام المناسب اللي المفروض يقوله ويواسي به ام راكان ...
في النهاية قرر يقول اللي عنده ..
نواف ::/ خالة بسألك عن عبير ... كيف حالها الحين ؟؟؟
تنهدت ام راكان وهي تمسح دموعها من تحت غطاها ::/ والله يا وليدي حالها ما يعجبك ؟؟؟ من أمس وهي مسكرة على نفسها الباب لا راضية تفتح لنا ولا راضية تكلمنا ...
نغزه قلبه عليها وعلى الحال اللي وصلت لها ... وده يواسيها لكن عزته تمنعه ...
نواف وهو بيمشي ::/ الله يعينها ..!! زين ياخالة انا بطلع للصلاة الحين وياليت اذا رجعت تصير هي موجودة ابيها في كلمتين لو ماعندك مانع ...
ام راكان ::/ وليش المانع... بس هي عساها تتجاوب معنا وتطلع لك ... على الأقل تآكل لها شي بدل ما هي مسكرة على نفسها الباب ...
هز نواف راسها وهي طالع ::/ خير ان شاء الله ... نبهوها انتم بس اني ابغاها ضروري ,,, عقب الصلاة ...
وطلع نواف بعد مالبس جزماته وتوجه للمسجد وهو مشغول البال عليها .. ومتشتت تفكيره بسببها ... مايعرف الصيغة المناسبة اللي المفروض يستعملها الآن علشان يناقشها في غلطها ؟؟؟ مايدري هل هو الوقت المناسب علشان يأنبها وإلا يترك هالموضوع لوقت ثاني ؟؟؟؟ ويا خوفه يؤجل الموضوع ويتكون العواقب وخيمة ... مثل ما أجل هالموضوع وشوفوا وش صار ..!
أفكار كثيرة دارت براسه واول شي دعا به هو ان الله يثبته اذا شافها ويعطيه القوة وطلاقة اللسان علشان يقدر يكلمها .. لأن أكثر شي هو خايف منه .. انه يوقف قدامها عاجز عن قول أي كلمة ....
-----------------------------------------------------------------------------

عبير كانت شبه منهارة بغرفتها ... منسدحة على السرير وفي حضنها شماغ نواف ...
ميته خوف وقهر وألم وكل المشاعر المؤلمة ... قلبها يآكلها على نفسها وعلى اللي صار لها ؟؟؟ مقهورة من أخوها سندها اللي المفروض أنه يغار عليهم ويخاف يسوي سواته ويطلعها لصديقه ...
كانت تدعي على نفسها بالموت علشان ترتاح من هالعيشة ... كانت حارمة نفسها من النوم والأكل والشرب كله علشان يآخذ ربي روحها وترتاح ...
مخدتها غرقت من دموعها ... ومحاجرها جفت وما عاد فيها مزيد ...
كان أكثر شي يعورها ويجرحها أن نواف ,,, الشخص الوحيد اللي سكن قلبها ،، والشخص الوحيد اللي كانت تشوفه غير عن كل ناس ، واللي كان ينظر لها باحترام وتقدير وكان يسمع كلمتها وكان يحسها قوية بصمودها في وجه الريح ...
شافها على هذاك الوضع المخزي ... ولو حاولت تواسي نفسها وتقول انه ما انتبه لها رجعت بها الذاكرة يوم رمى عليها الشماغ وهو منزل راسه وقال لها "خليه عليك ..." وماعاد صار عندها مجال للشك انه شافها ...!
ياليتها مافتحت عيونها ولا شافته ... ياليتها ما نادته باسمه وخلته تايه من دون مايشوفها ؟؟ليتها اختفت ورى الكنب عن نظره على الأقل كانت مصيبتها بتهون شوي ...
لكن انها تنهان ... وان واحد حقير وواطي يتقرب منها لهذيك الدرجة وفوق كل هذا نواف يدخل ويشوفها بالوضع المزري اللي كانت عليه وعارف بنوايا اللي كان موجود معها في الملحق ،،،، فهذا الشئ الوحيد اللي لايمكن انها تتحمله ...الشي اللي هز كيانها وحطم مشاعرها واشعل النار في جوفها وقلبها .. وملى بالحسرة تفكيرها ...
كانت تنتحب وهي ملتويه في سريرها من الألم والجوع ... وشماغ نواف بين يديها تستمع بوجوده معها يوقف معها ويواسيها ... هي متعوده على تواجده معهم في كل مشكله تواجههم وفي كل أمورهم ... لكن هالمصيبة هي الوحيدة اللي ندمت فيها عبير لأنها ما وافقت نواف وتملكت ... كان على الأقل الحين تقدر تشوفه وتفضفض له .. تقول له ان هالحيوان الخسيس مالمس شعره مني ... لأني عبير .................!!
عبير اللي معاهده نفسها انها ما تكون لغيرك ان طالت الدنيا والا قصرت ...
عبير اللي عمرها ما تخيلت أحد يكون جنبها في محنتها وفرحها غيرك...
عبير اللي ماتشوف بهالدنيا رجل يستحق هالكلمة غيرك ...
هذي عبير وبس ... اللي تحبك كثر ما تتنفس بالدقيقة والثانية ... اللي من شدة حبها لك أجلت ملكتها كله خوف منها لا تحملك فوق طاقتك وتزيد همومك هم ...
دقت امها عليها الباب في محاولة يائسة منها انها تصحا وتكلمهم ... لكن عبير ما كانت تسمع شي الا صوت هالنذل ... وكلمة نواف (( حطيه عليك ))
و بعد جهد جهيد ... سمعت عبير صوت الدق القوي من أريج وأمها ,...
أريج ::/ عبير تكفين تكلمي قولي انك تسمعينا ... لاتخوفينا أكثر عليك ؟؟
طالعت عبير الباب ودها تتكلم لكن لسانها عاجز انه ينطق ...
أم راكان وهي تقرب فمها للباب ::/ يمه عبير قومي توضي وصلي والبسي لك أي شي وانزلي تحت ... نواف يبي يشوفك إذا رجع من الصلاة ؟؟؟ سمعتيني عبير ؟؟
سكتت عبير عن الصياح من حست انها سمعت اسم نواف ينذكر ؟؟؟
قامت بضعف وهي يالله تشيل عمرها .. مشت تسحب رجولها على الأرض وفي يدها الشماغ ... وقفت وراء الباب وبصوت ضعيف قالت ::/ وـ ـ ـ ـ وش يـ ـ ـبـ ـ ـغى نواف ؟؟
انفرجت اسارير ام راكان لما سمعت عبير ترد لها الصوت ..
ام راكان ::/ عبير انتي صاحية ... حبيبتي علشاني اطلعي كلي لك شي وصلي وخلينا ننتظر نواف تحت انا وانتي ...
عبير ::/ يمه وش يبي نواف ؟؟؟ وش قال لك بيقول لي ؟؟؟
تنهدت ام راكان ::/ مادري يمه وش يبي .. كل اللي قاله لي انه يبي يشوفك بعد الصلاة وهذا انا اقول لك ..
حضنت عبير الشماغ وقربته لفمها وهي تصيح ::/ سـ ـ ـأل عـ ـ ـنـ ـ ـي ؟؟
قربت ام راكان فمها للباب وبصوت حنون ::/ ايه سأل عنك وتنكد بالحيل لما قلت له عن وضعك ؟؟؟
فتحت عبير الباب بقوة واندفعت معه وارتمت في حضن امها وهي تعبانة خلاص .. ماعاد في حالها المزيد علشان تتحمل ... كانت حاضنه الشماغ بينها وبين أمها ... حقيقي انه راح يذكرها بذكرى سيئة ... لكنه في النهاية من نواف اللي دائما موجود في أحلك المواقف اللي تتعرض لها ...!
------------------------------------------------------------------------------
وصلوا ام عبدالله للبيت وشافوا سيارة ابو عبدالله موقفة تحت المظلة .. التفتت عذا لأمها مستغربة وبنظرات متسائلة ... كيف من شوي تقول لها أن أبوها ما جاء يآخذها من المدرسة لأنه مشغول و ما قدر يستأذن .. والحين هذي سيارته عند الباب ...
حست ان الموضوع مريب وان ابوها فيه شي بس امها ماقالت لها ...
عذا ::/ هذي مو سيارة أبوي ؟؟؟
ام عبدالله وقلبها مقبوض ::/ الله يستر ....
عذا ::/ يمه أمانة أبوي مافيه شي ؟؟؟ والا ليش اليوم راجع مبكر ؟؟
احتارت ام عبدالله تقول لها عن المصيبة اللي فاتحها فيها محمد والا تسكت ...
بعد تفكير قررت انها تتكتم على الموضوع علشان ما تقلق البنات وبكرة عندهم اختبار ..,.
ام عبدالله ::/ ما ادري عنه والله .. بس يمكن حس انه تعبان ورجع ...
هزت عذا راسها وتسوي نفسها مقتنعة بكلام أمها ... لكن قلبها يقول ان فيه شي صاير ... والدليل نظرات أمها المتلهفة ونبرة الخوف اللي في صوتها ...
نزلت عذا مع أمها ودخلوا للبيت ... سبقتها ام عبدالله لباب الصالة ودخلت مندفعة وعلى طول طلعت الدور الثاني ... دخلت عذا من وراها وشافت أمها وهي تسرع بخطواتها على الدرج ... وابتسمت على خوف أمها وحنانها ..
سكرت الباب وقبل لا تلحق أمها على الدرج انتبهت لوجود أسامة في الصالة ...
راحت له وهي تبتسم ...
عذا ::/ ايه من قدك ... معطل ومرتاح ...
ابتسم أسامة ::/ عقبالك ... هاه بشري وش سويتي اليوم ؟؟
جلست عذا على طرف الكنب ::/ ان شاء الله خير ... لكن يا انا تخللت في المدرسة .. بغيت انوم هناك وما احد جاء يآخذني ..
ضحك أسامة بخفيف ::/ ما دريت عنك ولا عن أبوي والا كان جيت أخذتك ..!!
عذا بحواجب معقودة ::/ إلا تعال أبوي وش فيه راجع اليوم مبكر مو عوايده؟؟
ارتبك أسامة لكن قدر يسيطر على أعصابه ::/ سلامتك ... بس يقول أن وراه سفر علشان كذا رجع مبكر يمديه يتجهز ...
تنهدت عذا بشبه اقتناع ::/ إذا كانت كذا السالفة فـ تهون .. أهم شي انه هو بخير ..
وقامت من عند أسامة طالعة لغرفتها ... وأول ما وصلت فوق فكرت تمر تسلم على أبوها وتودعه قبل لا تنام ..
وهي متوجهة لغرفتهم قابلها أبوها وهو طالع وشنطته في يده ... لكن وجهه متغير كان باين عليه التوتر والقلق .. ما حبت عذا توهم نفسها بهالأمور وحاولت تقتنع بأنه راجع لأنه بيسافر ..
تقدمت منه واضطر ابو عبدالله يبتسم في وجهها علشان ما تلاحظ ...
عذا مبتسمة ::/ سلامات يا حلو ... راجع مبكر اليوم ...؟
لعب أبوها في مقدمة شعرها ::/ ما الحلو إلا انتي ... بس وراي رحلة .... ورحلة مهمة بعد ...
عذا بعيون خايفة ::/ عسى ما شر يبه ...؟
ابتسم ابو عبدالله ::/ ما شر حبيبتي ... سفره زي سفرات العادة ... يعني ما فيه شي جديد ...
هزت عذا راسها وتقدمت لأبوها واضطرت توقف على أطراف أصابعها علشان تحب راسه وتودعه ...
توادعوا وتركتهم عذا ومشت رايحه لغرفتها تنام وترتاح لأن وراها بكرة اصعب وآخر اختبار ..
أما ابو عبدالله وام عبدالله مشوا نازلين تحت ... واول ما وصلوا لوسط الصالة .. قام أسامة لأبوه يودعه ...
أسامة ::/ يالله يبه الله معك .. بس عاد لاتنسى تطمنا على آخر الأخبار ..
هز ابو عبدالله راسه ::/ ان شاء الله .. الله بيسهل أموري ... وانتم عاد لاتنسون .. البنات لايوصلهم خبر على الأقل لحد ما يخلصون اختباراتهم ...
ماقدرت ام عبدالله ونزلت دمعتها ::/ لا تشيل هم انت رح بالسلامة وكل اللي تبيه بيصير ..
تنهد محمد ::/ الجوهرة ترى ماله داعي دموعك تنزل علشان وسخ دنيا ... وسعي صدرك يا بنت الحلال والله بيسهلها من عنده ... اتكلي على ربك ..
هزت الجوهرة راسها ::/ الله كريم ...
مد يده محمد يصافح زوجته .. ولحظتها أطال النظر في عيونها وكأنه يوصيها باللي قال لها عليه ...
قطع عليهم أسامة ::/ اخلص يبه ... مو وقت رومانسياتك يا دون جوان ... ترى بتفوتك الرحلة ..
ابتسم ابو عبدالله ::/ لو صار لي شي انت السبب ... يعني مالقوا يعطلونك الا اليوم .. ليتهم بعد حطوا لك اليوم اختبار وافتكيت منك ..
ابتسم اسامة بخبث ::/ الحين وانا موجود هذي هي سواتكم .. أجل لو أني طالع والا نايم وش كنتوا بتسوون ..؟
استحت ام عبدالله و اصطبغ لونها بالأحمر ::/ أسامة ؟؟ الظاهر اني بموت وانت ما عقلت .. ولا ركدت ..
حط اسامة يده على كتوف أمه ::/ يا حلوهم اللي يستحون ... اموت فيهم أنا ..
ضحك ابو عبدالله بغيرة ::/ نزل يدك يا ولد .. خلني أسافر وانا متطمن ان زوجتي ما تخوني ...
شهقت ام عبدالله وحطت يدها على فمها ::/ مـــــــــــحــــــــمـــــــــــد ......!!
ضحك أسامة ::/ قايل لك يمه لاتتركين أبوي بروحه يسهر قدام هالأفلام ...
ضحك ابو عبدالله وهو يمشي ::/ يالله انا رايح ... والله الله في البيت من عقبي يا أسامة .. لا تترك أهلك بروحهم ..
أسامة ::/ رح يبه وقلبك متطمن ... وراك رجّال ...
رفعت ام عبدالله راسها لأسامة اللي واقف قريب منها بطوله المتزن ونحافة جسمه وصوته الرجولي العميق .. وطالعته بنظرات فخر .. هذا أسامة اللي كان يلعب في حضنها واللي مستحيل ينام وهي بعيده عنه كبر وصار رجّال يعتمد عليه ... هذا أسامة اللي من انخلق على هالدنيا وهو مايبي غيرها يقوم بأموره ...!!
كبر وكبرت شقاوته معه ...
وكبر تعلقه في أمه أكثر وأكثر ...!!
ابتسمت وعيونها عليه لما تذكرت خالتها ام عبدالرحمن وهي موعاجبها الوضع و تقول لها لازم تتركه يعتمد عل نفسه بدل ما هو متعلق فيها هالكثر ..!!
لكن هذا هو كبر وأصبح رجل ...
وصار يعتمد على نفسه ..
ومو كذا وبس .. وإنما يُعتمد عليه بعد
حتى أبوه صار يسافر وهو متطمن بوجوده معهم ... !!!
انتبه أسامة لأمه ورد لها الإبتسامة ::/ الظاهر انها عجبتك فكرت ابوي في الخيانة ..؟
شهقت ام عبد الله بصدمة على جنون هالولد واللي ما تدري متى بيعقل ويركد ...!!
ضربته على ظهره وهي تضحك بخجل ...::/ انت مادري من تستحي منه ؟؟
ومشت عنه وهو ميت من الضحك ورجعت لمطبخها وغداها ...
----------------------------------------------------------------------------
طلعوا من صلاة الظهر لكن نواف فضل انه يجلس في المسجد يقرأ قرآن ويدعي ربه ... خذ له فترة وهو يقرا في المصحف وبعدين سكره من بين يديه وقام وطلع ...
طول الطريق لبيت عمه وهو يفكر بالحوار اللي راح يصير بعد شوي ...
وش ممكن يصير ووش مكن ترد عليه عبير ؟؟ وكيف هو راح يرد عليها ... ويخليها امام الأمر الواقع ... ويفهمها أنه عارف كل شي من زمان ... لكنه ساكت برغبته ينتظر الفرصة المناسبة علشان يكشف اوراقها قدام الكل ...
أما عبير فكانت جالسة مع أريج اختها وأمها في الصالة ... و بعد التوسل والتزعل قدرت أم راكان تقنعها أنها تآكل لها لقمتين ...
وفعلا تشجعت عبير تآكل خصوصا لما عرفت انها بتقابل نواف ... لكنها ما كثرت كلت شي بسيط جدا وزهيد ...
سمعوا صوت الجرس يدق يعني نواف وصل للبيت ...
ارتجفت اطراف عبير من الخوف والتوتر ... مالها وجه تواجهه عقب اللي صار ... تستحي تطلع قدامه بعد ماشافها بالصورة المبهذلة اللي أمس .. حاولت تطلع فوق وتقول لهم ما ابي اقابله .. لكن امها مسكتها مع يدها تشجعها ..
ام راكان ::/ عبير لازم تقابلينه ؟؟؟ شوفي هو وش يبغى منك ما راح تخسرين شي ؟؟
عبير والعبرة خانقتها ::/ يمه استحي اطلع له عقب أمس ...
رحمتها أريج ومسكتها مع كتفها::/ عبير احنا بنكون معك ... وبعدين انتي لاتحطين عينك بعينه واسمعيه بس .
هزت عبير راسها ونادت أريج على انوار علشان تنزل من فوق وتفتح لنواف ...
استقبلته ام راكان عند المدخل وطلبت منه يدخل معها للصالة ...
كانت أصابع نواف ترتجف ومو قادر يسيطر عليها ... مو عارف وش لون بيقابلها او يقسى عليها ... ماتعود يواجه عبير في مثل هالمواضيع لأنه كان يحسها كبيرة في عينه وقوية وعمر الشهوات ما أخذتها وراها ...
دخل للصالة وهو منزل راسه ..
رفع عينه شوي ولمح بنتين جالسات جنب بعض ....
لكن هيهات تخفى عليه من هي أو أي وحده فيهم ...؟؟؟
عرف انها هي اللي جالسة على طرف الكنب وكفوف يدها في حضنها ... عمره ما راح ينسى جلستها هذي .. ولا راح ينسى شكلها مهما طال الزمن ..
نواف بصوت رجولي أجش ::/ السلام عليكم ...
انتفظت عبير بمكانها من سمعت نفس الصوت .. اللي هو صوت نواف ... كانت بتتهور وتقوم من مكانها وتطلع فوق .. لكن يد أريج اللي مسكت كف يدها كأنها تمدها بالقوة منعتها تتحرك ....
الكل ::/ وعليكم السلام والرحمة ...
قرب نواف وجلس على الكنب المقابل وهو لا يزال منزل عيونه للأرض ...
هذيك اللحظة دموع نواف كانت تدق الأبواب ... مو ضعف أو قلة رجولة ... أبدا
دموعه اللي كانت تنذر بالنزول ساعتها كانت دموع قهر وألم على بنت عمه اللي وثق فيها يوم من الأيام واللي كان ميت بس توافق على الملكة ... ويتم موضوع زواجهم .
بلع غصته ومسك نفسه علشان لاتخونه عيونه و تفضح دقات قلبه المكنون بصدره ..
كم تمنى أنه يتقابل معها ويكلمها ويجلس معها ... لكن يوم تحققت هالأمنية صارت علشان هالموقف اللعين ... هالموقف اللي هز الكل وحطم نفسياتهم وفي مقدمتهم عبير ونواف ..
بدأ نواف يتكلم ويكسر الصمت ::/ أنا طلبت أقابلك يا ـ ـ ـ ـ عـ ـبـ ـيـ ـر لأني بوضح لك ولكم كلكم شي أنا عارفة من زمان لكن ساكت عنه برغبتي ..
أنا أبي أقول أن اللي صار لك يا عبير شي متوقع .. وشي المفروض انتي حطيتيه في بالك ... من البداية ... من يوم قررتي تطلعين مع سيارات غريبة أنصاص الليالي ...
و من سمحتي لنفسك تدخلين بيت ناس أغراب لا نعرفهم ولا يعرفونا في آخر الليل ومادري متى طلعتي منه ؟؟؟... و اللي للأسف تجارتهم أغرتك وسحبك الهوى لهم ...
شهقت أم راكان باستغراب ::/ نوافـ ـ ـ ـ
قاطعها نواف لما رفع يده ::/ خلوني أكمل وبعدين قولوا اللي عندكم...
رفع عينه لعبير المصدومة واللي تطالع فيه بعين مفتوحه من ورى النقاب ::/أنا ما جيت أحاسبك يا بنت عمي لأني مالي حق في هالشي .. وأمك وأخوك هم الألزم عليك (( وابتسم باستهزاء )) لكن أنا اليوم طلبتك طلب لا ترديني فيه ... وعقبها لك مني ماعاد تشوفيني ولاتعرفيني إلا بالأسم بس ... وهذا عمر أخوي بدأ يسوق سيارة يعني يقدر يقوم بأموركم بالنيابة عني ... فـ لو ماعندك مانع ياليت تتكرمين وتقولين لي هالـ مؤيد وين ساكن فيه ؟؟؟ لأني ماراح أرتاح إلا لما آخذ حقي بيدي ...بس هاه لايكون تحطين ببالك أني رايح أأدبه علشانك ... لا
أنا بعاقبه لأنه عارف أني أنا صاحب هالبيت والمسؤول عنه ومع ذلك ما عمل لي أي حساب وتهجم عليه ....
سكت نواف والحرقة تآكل صدره على الكلام الجارح اللي قاله ؟؟
أما عبير فوقفت من الصدمة ومن هول الكلام اللي سمعته يطلع من نواف الغالي ؟؟ فارس الأحلام بالنسبة لها ... اللي طول الليلة الماضية وهي بس تفكر فيه وتهوجس به ... معقوله تكون هذي هي ردت فعله ؟؟؟ جاي يتشمت فيها ويوضح لها انه خلاص ترى أمرك ماعاد يهمني واللي يهمني أنا وبس ... وليش يسوي كذا ؟؟ وانا مالي ذنب ولا لي يد في اللي صار ؟؟؟ معقولة كان حبه لي مزيف ومن اول محنة تركني لا وفوق هذا جاي يتشمت فيني ؟؟... ماتوقعته بهالأنانية البشعة ...
عبير وصوتها بدأ يتهدج ::/ بــس ... هذا اللي انت معني نفسك علشان تقوله لي ؟؟
سكت نواف يتأملها لدقايق وبعدين نزل راسه ::/ ليه وش كنتي متوقعه مني أسوي ؟؟
صرخت عبير ::/ أنك تكف خيرك وشرك عنا ومانبي منك شي ؟؟؟ ولا نتوقع منك أي شي ثاني ... مشكور نواف ويجي منك أكثر ... لكن هالـ مؤيد اللي انت جاي تسألني عنه فـ أحب أقولك انه مو شغلك ولا لك دخل فيه ... ولا هو من شآنك انك تعرف مكانه ..ولو سمحت .... الكلمتين اللي قلتهم من شوي .........++ وبدأ صوتها يضيع مع الصياح ++
الـ ــ ـكـ ـ لـ ـ ـمـ تين هـ ـ ـذولا ترى ربي بـ ـ ـيحاسـ ـبــ ـ ـ
ماقدرت تكمل اكثر مشت تركض وطلعت الدرج رايحة لغرفتها ...
تقابلت مع راكان اخوها اللي كان نازل ... ناداها راكان يوم شافها منهارة وتدعي بصوت عالي على اللي كان السبب ... حاول يستوقفها لكنها صرخت في وجهه ..
فـ ماحب يزودها معها ،، يعني مصيرها بتهدأ وبيتكلم معها ..
نزل للصالة وشاف نواف جالس وكفوفه بحضنه وأريج مقبله للباب بتطلع ..
استوقفها راكان ::/ تعالي وش فيها اختك ؟؟
وقفت أريج ولفت على نواف تطالعها بكره وبخوف قابلت راكان و بلعت ريقها وعيونها تطالع الفراغ::/ سلامتك ما فيها شي ..
ومشت أريج بخطوات سريعة تلحق أختها تهديها ...
دخل راكان وجلس لكن في نفس الوقت قام نواف وهو يتعذب واستأذن منهم وطلع ...
بقى في المجلس ام راكان وولدها .. حاول راكان يفهم من امه السالفة لكن ام راكان ما قدرت تقول له الكلام اللي سمعوه من نواف ... تخاف لا يصدق هو الثاني بعد هالخرابيط و ينهد على أخته ...
لفقت له أي سالفة مؤقتا لحد مايتأكدون من كل شي وتنكشف الأمور وساعتها كل واحد بيعرف الحقيقة ... بحلوها ومرها ..
------------------------------------------------------------------------------

بعد العصر كانت ريم و ندى ومعهم سحر مجتمعين في غرفة الأخيرة ... والسوالف والضحك واصله لآخر البيت ...
كانت ريم جالسة على أريكة عنابية مذهبة ... ووراها سارية معتقة بالبيج والذهبي ونازل منها قماش مخمل جلد نمر لكن بتدرجات اللون العنابي والأوف وايت والذهبي ...
وهالخلفية الرومانية كانت من إختراع سحر علشان تصور ريم عليها وتفبرك لها الصورة وتزبرقها .. لأن بناء على طلب ريم سحر بتسوي عدة صور لريم علشان تحطهم من ضمن كوشتها يوم الزواج ... ومالقت أحسن من بنت خالتها اللي بتصورها بأحلى ما يكون وماراح تآخذ منها أتعاب ....!
قامت ندى من على السرير وهي تضحك ::/ خلاص تكفون ماعاد أقدر اتحمل .. بموت من الضحك ...
ريم وهي تضبط شعرها ::/ لالا بسم الله عليك ... كل شي ولا حرم مشاري ؟؟ عاد وش يفكنا من لسانه اعوذ بالله ..
انقرفت ندى من الطاري ::/ لو سمحتي الحين من جاب هالسيرة ؟؟ المهم أنا نازلة أجيب لنا خفايف..
ريم ::/ جيبي لي تشيز كيك بالتوت البري .. ترى أموت عليه ..
ندى وهي ماشية للباب ::/ وإذا مالقيت ؟؟
ريم ::/ عادي قولي للسواق يروح يجيب من برا ... تكفين ندى ..
هزت ندى راسها ::/ طيب خلاص رحمتك ,...
والتفتت على سحر ::/ وانتي سوسو تبين شي معين ؟؟
انتبهت لها سحر اللي كانت تضبط شغلها وكاميرتها ::/ لا أي شي عادي مايفرق عندي ..
هزت ندى راسها بالإيجاب وطلعت نازلة تحت تجيب لهم اللي وصوها عليه ...
أما سحر وبعد ما ثبتت كاميرتها على الستاند وصلحت الإضاءة .. ركزت انتباهها على ريم علشان تضبطها هي الثانية وتضبط جلستها يعني لزوم الصورة الكشخة ..
ريم وهي تجلس على طرف الأريكة ::/ عاد يا سحر لا أوصيك خلي صوري تطلع زينة مو أي كلام ...؟
سحر وهي متكتفة ::/ ليه قد شفتي سحر بنت ابراهيم تسوي صور شينة ؟؟
ريم ::/ لا والله ما عمري قد شفتها ... لكن عاد انا أأكد عليك لأني برسل هالصور لعبادي واخاف تطلع شينة وتحوم كبده ؟؟؟
ضحكت سحر وهي تجلس جنبها ::/ والله تطورتي يا ريم وصرتي تسمينه عبادي ..
ابتسمت ريم بخجل ::/ ههههههه تصدقين ما حسيت ... يعني تعودت اسميه كذا ...
التفتت لها سحر مبتسمة ::/ تكلمينه ؟؟
هزت ريم راسها :::/ أغلب الأوقات على الماسنجر وبين كل فترة والثانية يتصل علي بالتليفون ...
سحر ::/ وش انطباعك عنه ..؟؟
تنهدت ريم ::/ آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه يا سحر ... والله ان ربي رزقني به من سابع سماء .. والا انا ما كنت اتوقع ولا واحد في المية اني اتزوج واحد مثل عبدالله ..
تحمست سحر وتربعت في جلستها ::/ ايوه وصلنا لمربط الفرس .. يالله سولفي لي عنه وعن شخصيته وكيف تشوفينه معك ..؟؟
سكتت ريم شوي وبعدها ابتسمت وقالت ::/ قلبه طيب وحنون لأبعد درجة ... وفوق كل هذا حساس من ناحيتي جدا .. يعني ما يحب اني ازعل منه مهما كان .. وفي نفس الوقت ما وده اني ازعله بالأشياء الي مايحبها ؟؟
تصدقين سحر مرة طلبت منه يدور لي على كتاب طالبته منا الأستاذة وما لقيته في مكتباتنا عاد قلت له يشوفه لي عندهم ... وقال لي مو فاضي لك انا عندي اختبارات ... تدرين وش سويت ؟؟
سحر بحماس ::/ هاه كملي؟؟
ضحكت ريم ::/ أعصابك بقول لك .. قلت له هذا ردك على زوجتك اللي تحبك ولجأت لك .. لكن مو منك مني أنا اللي معتبرتني حبيبتك ...
ضحكت سحر تقاطعها ::/ والله وصرتي تعرفين تقولين كلام حلو ومؤثر
ضحكت ريم ::/ يا حليلك ماشفتي شي ... سكرت ماسنجري ورحت انسدحت على سريري وانا مقهورة منه شوي ..وتخيلي خمس دقائق بس وبعدها اتصل علي ..و أول مارفعت السماعة وسمعت صوته خنقتني العبرة وماقدرت اكمل سلامي وصحت ... عاد تعالي شوفي وش سوى ؟؟ يحسب اني اصيح لأنه رافض يجيب لي الكتاب ...
ضحكت سحر ::/ ههههههههههههههه الله يقلع بليسك طيب كملتي لعبتك ؟؟
ريم ::/ كملتها شوي بس بعدين ماهان علي وهو يحاول يرضيني .. وقلت بعلمه واقول له ان صياحي لأني مشتاقة له والا الكتاب ما يهمني
سحر ::/ طيب تحسين فيه شي من التسلط والا العصبية ؟؟
طالعتها ريم بنظرة وبعدين انفجرت تضحك ::/ ههههههههههه مستحيل ... ما اتخيل عبدالله يعصب والا يفرض علي أشياء انا مو مقتنعة فيها ...
تنهدت سحر ::/ الله يوفقك يارب ... صدق صدق مستانسة علشانك ريم ؟
مسكتها ريم من يدها ::/ عقبالك يا سحر ونجلس هالجلسة سوا بس العكس انتي تكلمني عن زياد ...
ابتسمت سحر بحزن ::/ الظاهر مافيه امل ؟؟
ضربتها ريم ::/ يا ربي منك ليش متشائمة ؟؟؟ هذا بدل ماتقولي آمين ؟؟
تنفست سحر بعمق وهي تلعب بالخيط في يدها ::/ يعني على بالك اني ما أبغى هالشي يصير ؟؟ مستحيل ريم انا هالشي اتمناه كل يوم وكل ساعة وكل دقيقة .. بس انتي مثل ماتشوفين هذا هو تخرج وما قال شي ولا خطبني مع انه متوفرة له الوظيفة والبيت وكل شي خالص من ناحيته ؟؟
ريم ::/ بس يمكن ينتظرك انتي لحد ماتخلصين سنة اولى جامعة ويكون هو استقر وكون نفسه ...
هزت سحر راسها ::/ أتمنى ان كلامك يصير صدق .. لأنه فعلا يا ريم احس ان روحي تعلقت فيه زود عقب ماتخرج وعقب ماصار رجال وتغيرت ملامحه وصارت كلها قوة وعزم ... والله اذا سولفت لي عنه ندى ودي انها ماتسكت أبد .. تصدقين احيانا تسولف لي بالسالفة أكثر من مليون مرة ومع ذلك ما اشبع منها ودي لو تجلس طول عمرها ما تحكي الا عنه ...
ضحكت ريم ::/ هههههههههههههه أجل غرقانة لشوشتك معه ؟؟
ابتسمت سحر بخجل ::/ وش هالكلام انتي بعد ؟؟ تخيلي امي سمعتك وانتي تقولينه ؟؟
تنهدت ريم ::/ اتركي عنك امك الحين وادعي ربك بس ييسر أمرك مع هالزياد .. لأني من جد تحمست لكم تتزوجون ودي اشوف عيالكم ...
ضحكت سحر ::/ الحين خليه يتم العرس وبعد كذا نفكر بالعيال ..
ريم ::/ طيب خلاص خلصنا سوالف يالله قومي كملي شغلك خلينا نخلص ويمدينا نروح السوق ...
هزت سحر راسها مبتسمة وقامت من عند ريم ورجعت لكاميرتها وبدت تحدد زواياها وتآخذ الصور وقلبها وعقلها كلهم عند زياد اللي ماتدري وينه فيه ؟؟
-----------------------------------------------------------------------------
هناك كان متمدد على سريره وفي قلبه ضيقة وقدام عيونه ظلام ... وده يسوي شي لكنه مو عارف وش هو ؟؟؟
قرر يطلع ويروح للشقة ... لكن لا .. مستحيل يرجع لهذاك المكان مرة ثانية عقب اللي صار ؟؟؟ إذا كان مؤيد اللي يعتبره اقرب واحد له سوى سواته ؟؟ أجل وش راح يسوون الباقين اللي يادوب ما يجتمع معهم إلا على الشرب والفساد ...
فكر في حاله وحال اخواته واللي صارلهم ووصلوا له بسببه هو بس ... فكر في اللحظة اللي تهجم فيها مؤيد على اخته ... واللحظات العصيبة اللي واجهتها وهي تقاومه .. وهو وينه فيه ؟؟ ووينه عنهم ؟؟ كان وقتها متمدد في الشقة وغارق في سابع نومه ولاعارف باللي يصير من وراه وفي قعر بيته ...
قام من مكانه وهو يتنهد... قام واقف وفي قرارة نفسه معزم يروح يتكلم مع عبير يواسيها ويفهم منها اللي صار لها كله من أوله لآخره ..
هذي فرصته علشان يرجع لهم ويتقرب منهم ... والغريب انه يسمع نداء من داخله يحثه انه يرجع لربه ولأهله ... يرجع لأخواته اللي أهملهم وامه اللي ذاقت الويل بسببه ..
تنهد ومشى طالع من الغرفة ...
وصل لممرها ووقف قدام بابها ... محتار يدق الباب والا يروح ويخليها ..
قرب بخطوات أكثر ورفع يده بيدق الباب .. لكنه تراجع في النهاية ودار على نفسه بيرجع لغرفته ...
صوت شهقاتها اللي وصل لمسمعه خلاه يتراجع عن قراره وليد اللحظة ... ورجع مرة ثانية مواجه لبابها وبكل جرأة رفع يده ودق عليها ...
لكنها ماردت عليه ...
راكان وهو يدق الباب ::/ عبير افتحي انا راكان ..
انتفضت عبير في مكانها يوم سمعت صوته وخافت ::/ راكان وش تبي ؟؟
راكان بصوت مكسور ::/ بكلمك شوي .. افتحي ؟؟
عبير بشهقات متواصلة ::/ راكان الله يخليك .. إن كنت بتضربني فـ ترى حيلي منهد وما اتحمل ضرب أكثر من اللي ذقته .. وان كنت بتتهاوش معي والا بترفع صوتك فـ أجل الفكرة شوي لأن ماعاد عندي طاقة اتحمل ..
هزت كلماتها راكان ... معقولة هذا تفكيرهم عنه ؟؟ يا يضربهم والا يصرخ عليهم ؟؟ معقولة مايحسون ناحيته بمشاعر الأخوة والحميمية ؟؟
واصل راكان ضرباته على الباب بإصرار ::/ عبير افتحي انا ماراح اسوي لك لا هذا ولا ذاك .. انا بتكلم معك شوي .. افتحي هالمرة علشاني ..
سكتت عبير وما ردت عليه ... كان على وشك انه يفقد الأمل انها تفتح الباب .. وتوه بيروح إلا وهو يسمع المفتاح يدور في الباب ..
وقف مقابله وهو يحاول يرسم على وجهه ابتسامة ...
طلعت عليه عبير وعيونها غرقانة بالدموع وقلبها مجروح ومكسور وما عاد فيها حيل حتى توقف على رجولها ...
قرب منها راكان لكن عبير جفلت منه وابتعدت شوي وهي تشد على يدها ,,
وفي وسط دموعها ::/ هذا انا يا ركان بتضرب اضربني بتهاوشني بتصرخ علي حلالك سو اللي تبي لكن ابيك تفهم شي واحد ان هالنواف هذا كذاب ويتبلا علي وانا والله بريئة من كلامه والله بريئة ..
تنهد راكان من كلامها ::/ انا مايهمني نواف ولا غيره .. وبعدين انا ماجيت اتضارب معك انا جاي اتكلم معك .. وأوعدك أن مؤيد هذا بتكون نهايته على يدي .. وبتشوفين كيف بجيب حقنا منه ... بس انتي عطيني فرصة ألقاه وانا اوريك ..
شهقت عبير وهي تصيح ::/ لا راكان الله يخيلك لاتقول هالكلام ؟؟ وش نهايته على يدك ؟؟ لايكون تفكر هالتفكير الله يخليك ... وبعدين خلاص السالفة عدت على خير ولا جانا منها اضرار ..
قاطعها راكان ::/ طيب اهدي شوي ما يستدعي الأمر هالصياح كله ؟؟
حاولت عبير تمسح دموعها .. وقرب منها راكان لكن هالمرة ما ابتعدت عبير وقفت مواجهته ولأول مرة تدقق في ملامح اخوها وطوله ورجولته ... آخ بس ليته كان إنسان عاقل وسوي .. كانت حياتنا بتكون مختلفة ..
راكان ::/ الحين ابغاك تقولين لي السالفة من الأول للأخير ..
بلعت عبير ريقها وهي لازالت تطالع راكان ::/ ليش هم ما قالوا لك ؟؟
راكان :/ الا قالوا لي بس ابي اسمعها منك ؟
نزلت عبير راسها وبدت تسرد له كل الأحداث من يوم حولت عليها اريج الخط لحد ما جاها نواف وعطاها الشماغ ..
راكان مصدوم ::/ الحين هو اتصل عليكم وقال اني انا موصيه تحطون الشاهي والقهوة في الملحق ..
هزت عبير راسها ::/ ايه .. وبعد كان متصل من جوالك وهذا اللي خلانا نتأكد انك عارف باللي يصير ..
مسح راكان بيده على جبهته ::/ ابن الكلب ...
سكت شوي وسكتت عبير وقلبها يتقطع من الذكرى اللي رجعت لها ..
راكان ::/ والله يا عبير اني ماقلت له شي .. انا اصلا مادريت عن نفسي الا يوم قمت ولقيت جوالي مو موجود ولا مفاتيح البيت .. يعني مالقيت الا مفاتيح السيارة ..
وأول ماجيت وقالوا لي توقعت انه مؤيد ........
قطع كلامه والا كان بيتهور ويجرحها أكثر لو قال لها الحوار الي كان بينه وبين مؤيد قبل لاتصير هالحادثة ..
فضل انه يسكت ومشى وترك عبير وراه ... ونظرات أريج المتعجبة من المشهد اللي حصل قدامها ... ومن راكان اللي كان هادئ ولا عصب عليهم لا وفوق هذا مبتسم وهو يكلم عبير اللي ماكان يطيقها ...
طلعت أريج وراحت لعبير تركض ..
دخلت عليها وشافتها جالسة على طرف السرير وسرحانة .. جلست جنبها وهي ساكتة وبعدين قالت ..
اريج ::/ تصدقين اللي سواه راكان والا تحسينه مقلب منه ؟؟
التفتت لها عبير وطالعتها من دون ماترد ............
اريج ::/ هيه انتي أكلمك ... تحسين انه يسوي فينا مقلب ؟؟
انتبهت عبير لنفسها وبعدين تنهدت وهي تطالع كفوف يديها ::/ ما ادري بس ما اظن ؟؟
اريج ::/ ليش ان شاء الله ؟؟
عبير ::/ مادري وش اقول لك .. لكن حسيته هالمرة صادق .. نظراته و قربه مني وكلماته اللي قالها احسها طالعه من قلبه ..
التفتت على أريج وهي مبتسمة وعيونها حمراء ::/ أحس انه تغير .. والله يا اريج احس انه بيتغير ان شاء الله وبيكون الأخ اللي دائما نتمناه ..
ابتسمت اريج ::/ ياليت يا عبير .. ساعتها والله لأحبك على راسك واقول لك شكرا مشكلتك جابت لنا نتيجة ..
ضحكت عبير ولأول مرة من صار لها الحادث ::/ انتي ووجهك .. صدق ماتنعطين وجه
ضحكت أريج فرحانة لأختها وفرحانة بأخوها اللي ياما تمنت انه يكون مثل العالم والناس ,......
-----------------------------------------------------------------------
اليوم الثاني وهو اليوم الأخير لعذا في اختباراتها وقبل الظهر بوقت كانت هي وأسامة راجعين من المدرسة ... دخلوا للصالة مع بعض وشافوا أمهم وسارة جالسين على السفرة وكأنهم توهم بيبتدون الفطور ...
ابتسمت عذا وهي تسرع بخطواتها لهم ::/ سلام عليكم ؟؟ الحمدلله لحقنا عليكم قبل لاتخلصون ..
ابتسمت ام عبدالله ::/ حياكم اقلطوا معنا ..
وقفت عذا فجأة في مكانها لما لمحت القطوة تلعب في حضن سارة ...
رفعت سارة عينها وشافت عذا واقفة بعيد شوي وعينها على اللي في حضنها ..
شهقت سارة ::/ والله عذا بمسكها عنك بس لاتقولين وديها لغرفتها .. ترى بتموت مسكينة من الهم ..
طالعتها عذا بنظرات رعب ::/ مشكلتي ما أثق فيك ..
ضحك أسامة وهو يتصفح الجريدة ::/ لا هالمرة على ضمانتي أنا .. ولو حاولت سارة تلعب بذيلها أوريك فيها ...
التفتت عذا على أسامة اللي جلس جنب امه وهي مستغربة .. وش هالنبل اللي نزل عليه فجأة والجنتلة اللي طغت على تصرفاته على حين غرة ..
عذا بتشكيك ::/ متأكد أنك ما راح توقف معها ..؟
أم عبدالله ::/ اجلسي جنبي ويا ويلهم لو سووا شي ..
ابتسمت عذا و الخوف لازال في قلبها من هالقطوة اللي تطالعها بنظرات غريبة.. وجلست جنب امها و بدءوا يفطرون ..
كانت ام عبدالله تنقل نظراتها من أسامة لعذا لسارة ... ودها تبدأ بالكلام بس مو عارفة الطريقة المناسبة ولا المقدمة اللي المفروض تبدأ فيها ...
قطع عليها سرحانها أسامة لما شهق ..
أسامة وهو يرفع الجريدة :/ أفااااااااااااااااااااااا .. وش هالعلوم ؟؟
طالعه الجميع بنظرات استفهام ..
ام عبدالله ::/ خير وش صاير ؟؟
أطال اسامة النظر في عيون امه وبعدين طالع في أخواته وعقبها قال ..
أسامة ::/ كاتبين عن حادث الغرق في الجريدة ...
أم عبدالله بنبرة أسى ::/ لاحول ولاقوة إلا بالله .. وش قالوا عنه ؟؟
عقدت عذا حواجبها وطالعت سارة باستفهام لكن مالقت عندها جواب.. فالتفتت لأمها ..
عذا ::/ أي حادث يمه ؟؟
تلعثمت ام عبدالله وهي تطالع في أسامة علشان ينقذها لكنه ما عبرها ولا طالعها كان متحمس يقرا الخبر ..
بلعت ام عبدالله ريقها وتوكلت على الله بتقولهم لأن هذي هي فرصتها ..
ام عبدالله ::/ انتم عارفين ان ابوكم كان عنده مشروع بيسويه .. صح ؟
هزوا البنات رؤوسهم بالإيجاب ..
تنهدت ام عبدالله ::/ بس الله ما اراد انه يتم هالمشروع ؟؟
سارة ::/ وش قصدك يمه ؟؟
ام عبدالله ::/ غرقت الباخرة اللي كانت شاحنة البضاعة حقت المشروع .... وتقريبا راح كل اللي موجود عليها ... يعني بضاعة أبوكم المشحونة صارت في عداد الأموات ..
شهقت عذا وحطت يدها على فمها ::/ وابوي وش سوا ؟؟
ام عبدالله والعبرة خانقتها ::/ أبوك سافر لهم امس يشوف وش سالفتهم ..
سارة بصوت عالي ::/ يا سلااام يعني هالكلام من امس صاير واحنا مثل الأطرش في الزفة ما علمتونا شي ..
تنفست ام عبدالله وهي تبتسم من ورا خاطرها ::/ خفنا لا نخرب عليكم مذاكرتكم وتقعدون تفكرون في السالفة وهي ماتسوى وبتنحل إن شاء الله ..
قطع عليهم أسامة وهو ينزل الجريدة ::/ شكل الموضوع شديد .. خل اتصل على ابوي اشوف وش سوا ؟؟
التفتت عليه ام عبدالله ::/ ليه وش مكتوب عنه ؟؟
طالعها اسامة والسماعة باذنه ::/ مو شي مهم لكن بتصل عليه اشوف وش صار هو بيطلع له تعويض والا كل شي راح عليه ...
سكتوا كلهم والألم يعتصر قلوبهم .. ينتظرون ابوهم يرد عليهم ويعطيهم الخبر اليقين ..
دقائق ورد أسامة وهو مبتسم ::
أسامة ::/ هلا ومرحبا بـ ابو عبدالله ..
ابتسم محمد ::/ هلا بك أسامة ... كيف حالك وانا ابوك وش اخباركم ؟؟
اسامة ::/ بخير ونعمة .. انت اللي بشرنا وش صار عليك ؟؟
سكت محمد شوي وبعدين قال ::/ على حطة يدك ما عطونا سالفة .. يقولون مأجلين الكلام في هالموضوع لحد ما تطلع النتائج الأولية للتحقيق ..
عقد أسامة حواجبه ::/ وش تستفيدون طيب من التحقيق ؟؟
محمد ::/ إذا كانت السالفة بسبب عطب في الباخرة أو من شركة الشحن نفسها فـ ممكن يجينا تعويض لو بنصف المبلغ .. لكن إن صارت قضاء وقدر والسفينة مجهزة ومافيها أي عطب فـ السالفة بتطول والظاهر ما راح نآخذ منهم شي ..
تنهد أسامة ::/ لا حول ولاقوة الا بالله .. طيب الحين انت وش تسوي ومتى بترجع ..
ابو عبدالله ::/ جلستي هنا وشغلي اللي متعطل ماله داعي . يعني يمكن أرجع بكرة ان شاء الله .. وأرقامي عندهم اي جديد يستجد بقولهم يتصلون علي يبلغوني ..
هز أسامة راسه ::/ على خير ان شاء الله .. يالله توصي شي ..
ابو عبدالله ::/ سلامتك . بس انتبه لأهلك واخواتك ..
أسامة ::/ لاتوصي حريص طال عمرك يالله فمان الله ..
سكر أسامة عن ابوه والأنظار كلها عليه ترتقب وش بيقول وش رد عليه ابوهم ..
لكن ما امداهم يقولون شي الا وتليفون البيت يرن ..
قامت ام عبدالله وردت عليه .. في البداية ماوصلها صوت احد ..
لكن بعد شوي ردوا عليها ..
عبدالله ::/ هلاااا يمه ..
شهقت ام عبدالله من الفرحة ::/ هلا والله بالغلا كله ... هلا عبدالله
عبدالله ::/ يمه وش اخباركم وش علومكم ؟
ام عبدالله :/ الحمدلله حبيبي كلنا بخير ومشتاقين لك .. ننتظر متى تجي ونفرح بك ..
ضحك عبدالله ::/ اشوفكم مستعجلين ..؟
ام عبدالله بابتسامة ::/ نبي نفرح ونستانس ونلحق نشوف عيالك ..
زاد عبدالله في ضحكته وبعدها غير السالفة وبدت الجدية في صوته ::/ يمه وش سالفة هالباخرة الغرقانة ؟؟ مو هي من نفس الشركة اللي تعاقد معهم أبوي ؟؟
ام عبدالله بنبرة حزن ::/ للأسف هي ..
انصدم عبدالله ::/ لاتقولين ؟؟
تنهدت ام عبدالله ::/ ماباليد حيلة يا عبدالله هذا اللي صار و ليتنا اذا كذبنا تتغير الحقيقة .. وهذا ابوك الحين حايس معهم ..
عبدالله ::/ يعني راحت عليه كل المليونين ؟؟
هزت ام عبدالله راسها ::/ الله يعينه .. والله ان حالته يوم يقول لي يرثى لها .. متضايق وماله خلق شي ..
عبدالله ::/ لاحول ولاقوة الا بالله .. بعذره يمه مليونين مو سهلة ابد .. وإيجار المحل المدفوع وكل شي .............!! صراحة صدمة ..
ام عبدالله ::/ قدر الله وماشاء فعل ...
عبدالله ::/ الحين ابوي عندهم في جدة ؟؟
ام عبدالله ::/ ايه امس راح هناك ..
عبدالله مستعجل: :/ زين استأذنك يمه الحين اتصل على أبوي اشوف وش صار عليه ..
ابتسمت ام عبدالله :/ طيب يمه مع السلامة .. بس انت لاتضيق خلقك كل شي بينحل ان شاء الله..
حاول عبدالله يبتسم ::/ إن شاء الله .. توصين شي يالغالية ..
ام عبدالله ::/ سلامتك .. وتنتبه لصحتك ..
سلم عليها عبدالله وسكر السماعة ..
وسكرتها ام عبد الله وهي مهمومة وحزينة .. ولدها هناك متضايق وزوجها بعد متضايق والأثنين كلهم بعيدين عنها وانكتب عليها تحاتيهم ..
لفت عليهم وراحت جلست جنب أسامة تبي تفهم منه كل شي ..
أسامة ماقصر وشرح كل اللي قاله له ابوه ...
خيم الحزن عليهم لأن ابوهم مصدر قوتهم انهز ... وطاح في مصيبة مايدرون وشلون بيفتك منها ..
غورقت عيون عذا بالدموع وماقدرت تتحمل تسمع عن ابوها اكثر .. عمرها ماتحب ان ابوها يكون في موضع ضعف ... يمكن أهلها هم اللي صوروا لها هالتصور ..
أمها بعبراتها المخنوقة ودعائها اللي ماوقف .. ونظرات أسامة المتوترة والحزينة ... كلها أكدت لها أن مصيبة أبوها مو سهلة وانه صعب يطلع منها وهذا الشي اللي ماقدرت تتحمله ..
مشكلتها انها تحس ابوها سوبر ناتشورال ... يعني عنده قدرات خارقة ومايصيبه شي من نوائب الدهر .. مع انها عارفة ان تفكيرها غلط لكن وش تسوي هذا اللي تقدر تتخيله عن ابوها من يوم كانت صغيرة وكان يبعد عنها القطاوة والحيوانات اللي ماتحبها مثل الدجاج والحمام والديوك أو خلونا نقول كل أنواع الطيور...
تنهدت وقامت من عندهم بعد ما شالت شنطتها على كتفها وطلعت الدرج رايحة لغرفتها .. واول ماوصلت رمت اللي بيدها على الأرض ورمت نفسها على السرير وراحت تصيح بشهقات متواصلة .. متضايقة علشان ابوها ولأن تقديرها هذاك اليوم ماخاب وان ابوها فيه شي من نظراته ووجهه الأسود .. ولما ماجاء يآخذها من المدرسة وبعدين تفاجأت انه موجود بالبيت ...
كانت شايلة في خاطرها انه ماقال لها اللي صار .لكنها حاولت تعذره وتتسبب له بأي سبب يمنعه من انه يقول لها ..
ماقدرت تمنع نفسها من انها تآخذ جوالها وتتصل عليه ..
وفعلا هذا هو اللي سوته ... اتصلت على أبوها وهي تحاول تمسك نفسها عن الصياح علشان ما تزيد همه هم ...
لكن هيهات تمسك نفسها لما سمعت صوته ...
ماقدرت تتحمل أكثر وانهارت تصيح ...
عرف ابو عبدالله انهم قالوا لها كل شي ... وحمد ربه انه تتدارك نفسه وقال لهم مايعلمونها الا اذا خلصت اختبارات ..
ابو عبدالله بصوت حنون ::/ و شفيها الحلوة تصيح ؟؟
سكتت عذا وماردت عليه ............
تنهد ابو عبدالله ::/ عذا ماله داعي تصيحين بهالشكل .. ترى كل هذا وسخ دنيا ومايستاهل دمعه منك ..
عذا وسط دموعها ::/ لـ ـ ـيـ ـه مـ ـ ـا قـ ـلـ ـت لي .هذا ... هذاك اليوم ؟؟
ضحك ابوعبدالله ::/ علشان تسوين مثل هالحين ولاتذاكرين ولاتجيبين نسبة وساعتها انا يضيق صدري اكثر لأن مستقبلك انهز وهذا الشي اللي مايرضيني .. اما هالمشكلة فـ أكيد انها بتنحل ان شاء الله وقولي ماقاله ابوي ..
عذا وهي تسمح دموعها ::/ والله اني كنت حاسة فيك وعارفة ان شي صاير لك من شفت نظراتك هذاك اليوم ..
ابتسم ابو عبدالله ::/ وهذا السبب اللي خلاني ما اجي أخذك من المدرسة كنت عارف انك بتكتشفيني وساعتها ما اقدر اخبي عليك وبقول لك وتتنكدين وما تذاكرين زين ..
ومع ذلك ماسلمت من مواجهتك جيتي لغرفتي وسلمتي علي ..... (( وضحك ))
ابتسمت عذا ::/ المهم انك بخير يبه ... والمال يروح ويجي والله بيعوضك ..
ابو عبدالله ::/ ان شاء الله بس انتي عاد علمي نفسك هالكلام ..
عذا باندفاع ::/ يبه انا مو متضايقة علشان الفلوس لأن عمرها ماهمتني انا متضايقة علشانك انت .. متضايقة لأنك تورطت على كلام امي ومادري وش هوية ورطتك ؟؟
ابو عبدالله ::/ لا ماعليك لاورطة ولاخرابيط .. والدليل اني بكرة راجع لكم بالسلامة ولا كأن شي صار... المهم انتي قولي لي وش سويتي في اختبار اليوم ؟؟
عذا ::/ الحمدلله سويت زين بس انتظر النتيجة ..
ابو عبدالله ::/ موفقة ان شاء الله حبيبتي .. يالله تآمرين بشي ؟
عذا ::/ آسفة طولت عليك .. سلامة عمرك فمان الله
ابو عبدالله مبتسم ::/ في حفظ الله ..
سكرت عذا عن ابوها وهي تحس نفسيتها شوي اوكي .. يعني لما سمعت صوته مرتاح ويضحك تطمنت شوي وحست انه مو متضايق ولا يمكن شي يهزه من جوا ..
قامت من سريرها وتوجهت للحمام تآخذ له دش سريع وترتاح بعده بعد هم وعناء اسبوعين كاملات يختبرون .............
------------------------------------------------------------------------------

dali2000 13-03-10 02:42 PM

عبير اللي قررت هاليوم تطلع من غرفتها وتنسى اللي صار وتحمد ربها انها جت على كذا وما صار شي أعظم ... يعني الحمدلله انه ماقدر يلمس شعره منها ..
أولا لأن الله كان معها ... ثانيا لأنها كانت تملك القوة والعزيمة والإرادة أنه ما يتقرب منها .. لأنها نذرت نفسها لنواف وبس .. وتعتبره زوجها ولا يحق لأحد انه يلمسها غيره .. ولا تحق لها نفسها انها تخونه ... طبعا هذا كان كلام الماضي ...!
نزلت مع أريج وبدوا يجهزون لهم الفطور .. كانت ام راكان والبنات الصغار انوار ونورة جالسين في الصالة يطالعون التلفزيون بينما عبير وأريج يجهزون السفرة ..
دخلت عبير الصالة وفي يدها صينية الحليب والأكواب ... انتبهت لراكان اللي كان ينزل مع الدرج بقميص البيت وشكله توه متحمم وباين على ملامحه انه مرتاح ومبسوط ...
نزل وراح لأمه يحبها على راسها تحت نظرات عبير المذهولة باللي يصير والتغيير المفاجئ لراكان ...
جفلت نورة اللي كانت نايمة على رجل أمها وراحت لعبير أختها وهي تسوي نفسها انها مو خايفة .. لكن ملامحها كانت أبلغ في التعبير ..
ابتسمت عبير وحاولت تلطف الجو ...
جلس راكان وهو يقول ::/ حلو مابعد افطرتوا ؟؟
ام راكان ::/ لا هذا البنات يجهزونه ...
راكان وهو يلعب في أصابع امه ::/ زين أجل علشان أشارككم ,,
نزلت عبير الصينية من يديها ورفعت عينها له ولازالت مستغربة منه هالتصرف ::/ راكان انت نايم هنا ؟؟
ابتسم راكان ::/ في غرفتي بعد .. مع ان كلها تراب وغبار لكن قدرت اتحمل ..
تنهدت عبير بفرح ::/ ولا يهمك اليوم ان شاء الله انا وأريج بنقلبها لك جنة وما راح تعرفها من نظافتها ؟؟
دخلت أريج وهي تآكل من الخبز اللي في السلة ومو منتبه لوجود راكان ::/ وش فيها أريج بعد ؟؟ يا كثر ما تتكلمون عنها وتحشون فيها ؟؟
ضحك راكان ::/ لأنك حرمة سنعة نتكلم عنك ..
شهقت أريج ووقفت في مكانها من دون ما تتحرك .. وعيونها مركزة على مكان راكان .. بلعت ريقها بصعوبة .. وماقدرت تشيل رجلها من الأرض ..
انحرج راكان وبعدين قال ::/ وش فيك جمدتي عند الباب ؟؟ تعالي والا ترى بنآكل عنك ؟؟
ضحكت عبير تلطف الجو وهي تغمز لأريج علشان تمشي ::/ المشكلة معها الخبز مادري وش ناوية عليه ..
سكتت أريج وماردت عليهم ... تقدمت بخطوات بطيئة وخايفة بعد نظرة عبير اللوامة لها ونزّلت السلة جنب امها وراحت هي تجلس جنب عبير ..
كانوا البنات تقريبا كلهم جالسين حول عبير وكأنهم يستمدون منها القوة ..
سبحان الله حتى بعد اللي صار لها والضعف اللي شافوها عليه إلا انهم لازالوا يستمدون منها قوتهم ويعتبرونها رمز للنضال في عائلتهم والصمود ...
بدأو يفطرون وأريج وأنوار كل شوي يسترقون النظرات لراكان .. أما عبير فـ حاولت انها ماتحسسه بتعجبها واستنكارها ...
تضايق راكان من تصرفات اخواته ناحيته لكن حاول يعذرهم لأنه هو السبب في اللي صار ..
لكن والله الحين هو محتاجهم اكثر من اول .. محتاج انهم يحسسونه بأهميته بينهم ويعتبرونه واحد منهم يحبونه ويدارونه وهو مستعد يقدم لهم كل اللي قصر عليهم فيه لكن الحين المهم انهم يحتوونه علشان ما يضيع مرة ثانية أو يفكر بأنه يرجع للضلال اللي كان عليه ,,,
قام من على السفرة بعد ماتحمد الله ..
وقفته امه ::/ راكان ماكلت شي ... والله هالفول ما يتفوت
ابتسم لأمها بحنان::/ شبعت يمه والله ماعاد له مكان .. (( وطالع عبير وأريج )) تسلم يديهم الغاليات ..
وعطاهم ظهره وراح للمغاسل ...
طالعت أريج في عبير واللقمة في فمها ومو راضية تنبلع ..
أريج ::/ الحين هذا راكان الصدقي والا نيجاتيف والا استنساخ اخوي ؟؟
ضحكت عبير وضربتها على كتفها ::/ لا هذا راكان .. صدقي ياحبيبتي .. بس عاد لاتقعدين تعاملينه كذا .. حسسيه اننا حسينا بالفرق واننا مبسوطين من هالتغيير واننا محتاجينه يستمر علشان يرجع لنا ..
شهقت أريج ::/ تبيني أثق فيه .. ؟؟ مستـــــحــيــل ...!! أخافه يسوي لنا مقلب ثاني وهالمرة ناوي علي عقب ما خلص منك انتي .. معليش حبيبتي آسفة ما اقدر ؟؟
أثر كلام أريج على عبير اللي قامت من الفطور بعد مانزلت خبزتها من يدها وطلعت لاحقة راكان ... مجرد التفكير بأن أختها أريج ممكن تواجه نفس الشي اللي هي واجهته خلاها تفقد سيطرتها على نفسها وقررت في التو واللحظة تروح تستفسر من راكان وتشوف وش وراه وتستشف منه إن كان صادق في اللي يسويه والا يستدرجهم من حيث لايعلمون ..
طالعت ام راكان في أريج بغضب :/ عاجبك اللي سويتيه .. قومتي أخوك وأختك من على الفطور ؟؟
تنهدت أريج ولوت بوزها ::/ وش اسوي والله ماكان قصدي .. بس ولايهمك بروح أعتذر منها ..
قامت أريج ولحقت أختها للمكان اللي راحت له ..
دخلت عبير قسم المغاسل وشافت راكان واقف هناك ومتسند على الجدار ... حست انه فيه شي أو بالأحرى سمع كلام أريج عنه ؟؟
ابتسمت بعطف له ::/ راكان .. وش تسوي هنا ؟؟
رفع عينه راكان وطالعها بالم ::/ سلامتك بس كنت أغسل ..
مشى وتعداها بيطلع لكنها وقفته ..
عبير ::/ راكان اصبر شوي ..
التفت عليها من دون مايرد ..
تلعثمت عبير وماعرفت وش تقول لكن ضغطت على نفسها وقالت .
عبير ::/ راكان مادري وشلون أبدأمعك لكن بكون صريحة وببدأ دغري ..(( وابتسمت ))
ابتسم راكان يقاطعها ::/ لاتخافين عبير .. أنا مو قصدي أستغفلكم واحطكم في نفس الموقف مرة ثانية .. انا مو نذل لهالدرجة أبدا ... وعمركم لاتفكرون اني ماعندي حمية ولاأخاف على أخواتي ... أنا فعلا كنت بعيد عن ربي وعنكم لكن الحمدلله قلبي ماكان ميت .. كنت اتفكر واتندم واحيانا اصيح من شدة الهم اللي في قلبي .. وعقب اللي شفته صار لك .. قررت اني ارجع لكم الأخ اللي ياما افتقدتوه وياما سمعت أريج تتشكى لك انها تبغى واحد يخاف عليها ويغار .. والظاهر ان ماعندكم الإستعداد تتقبلوني بشكلي الجديد ؟؟؟(( ونزل عيونه بعد ماتنهد وابتسم بألم ))
غورقت عيون عبير من كلام اخوها .. حست انه صادق في كل كلمة قالها ,,
قربت منه ومسكت يده وضغطت عليها وهي تحارب دموعها ..
عبير ::/ آسفة راكان والله ماكان هذا قصدي ... بالعكس يعني هل تتوقع اننا مانتمنى رجعتك لنا ونحس بأن عندنا ظهر في هالدنيا ؟؟
ربت راكان على يدها وهو مبتسم .. والدمعة حايرة بوسط عينه لكنه مانزلها ..
فاجأهم صوت أريج اللي كان يتهدج ::/ راكـ ـ ـان آسـ ـ ـ ـفـ ـة
لف راكان وراه وشاف أريج واقفة ومستندة بيدها على الباب وهي تصيح ...
ماامداه يتقدم منها الا وهي ركضت بعيد عنهم وطلعت الدرج رايحه لغرفتها ,,
تنهد راكان ومشى هو الثاني راجع للصالة ولحقته عبير ..
-----------------------------------------------------------------------------
في نفس اليوم لكن التوقيت غير .. يعني وقت أذان المغرب .. كانت ندى مع زياد في سيارته وراجعين للبيت بعد مالفوا تقريبا معظم محلات الأثاث .. لأنهم الآن يصلحون البيت الجديد اللي اشتروه ويهيئونه علشان يكون صالح للإنتقال قريبا .. تحمس زياد اكثر بعد ما انخطبت ندى لمشاري .. وقرر يستعجل في خلاص البيت علشان يمنع الإحراج عن اخته وولد عمه ...
سكرت ندى جوالها ورجعته في الشنطة بعد ماكانت تكلم سحر وتقول لها انهم ينتظرونها في الحديقة الخارجية وتطلب منها انها تدخل مع الباب الرئيسي للفلة ...
التفتت لزياد وشافته متحمس وهو يكلم صديقه ..
زياد ::/ نواف والله ان صوتك مو عاجبني .. متاكد ان مافيكم شي ..
نواف بنبرة ضعف ::/ زياد مافينا الا العافية وش بلاك ماتصدقني ..
زياد ::/ مادري احس ان فيك شي من صوتك .. المهم ماعلينا على راحتك .. لكن حبيت اقول لك انك من الأسبوع الجاي لازم تداوم في الشركة كمساعد سكرتير لمكتبي الشخصي ..
ابتسم نواف مبسوط ::/ مشكووووور زياد اردها لك في الأفراح ياخوي والله يفرج همك مثل ماسويت معي قل آمين ..
زياد وهو مبتسم :/ نواف لاتحسسني اني مسوي شي عظيم وانا ماسويت الا الواجب ..
عموما مثل ماقلت لك دوامك يبدأ مع بداية الأسبوع الجاي .. وبعدين تعال لاتنسى العزيمة بعد بكرة لازم تحضرها ..
نواف ::/ معليش زياد اعذرني ما اقدر احضر هالعزيمة مشغول شوي ..
زياد ::/ شفت قايل لك ان فيكم شي والا وش مشغول فيه ..؟
تنهد نواف و حس انه تورط ولازم يقول لزياد .. بس وشلون يعلمه بهالفضيحة ..؟
نواف ::/ الوالد شوي تعبان واخاف يستجد عليه شي وانا ما اكون عندهم ,, وانتم عزيمتكم في المخيم يعني بعيده عن الرياض ..
ابتسم زياد :/ سلامته الوالد ومايشوف شر ,, وبحاول اني اعذرك ولو اني ودي انك تحضر لكن ماعليه الجايات اكثر ان شاء الله
نواف ::/ أكيد يوم تسوي لي عزيمة بمناسبة الوظيفة اوعدك اني بحضر ..
ضحك زياد ::/ صدق ماتستحي ؟؟ الحين انا اللي موظفك وانا اللي بعزمك ؟؟
ضحك نواف :/ شفت شلون ...
زياد ::/ زين مااطول عليك رح للمسجد لاتفوتك الصلاة ..
نواف ::/ خلاص .. والله يعطيك العافية مرة ثانية ..
سلم عليه زياد وبعدها سكر منه ونزل جواله ..
التفتت عليه ندى ..::/ من هذا اللي وظفته ؟؟
لف لها زياد مبتسم ::/ نواف .. صديق الطفولة ..
ابتسمت ندى ::/ ايه عرفته ...
سكتت شوي وبعدين عقبت ::/ ما بيحضر عزيمتك ؟
هز زياد راسه ::/ لا يقول مشغول أبوه تعبان وعذرته ..
هزت ندى راسها من دون ماتعقب ... أصلا ما فيها حيل ترد عليه هلكانة من الدوران ,,
شارفوا على الوصول للبيت .. لكن ندى نبهت زياد ..
ندى ::/ زياد رح مع البوابة الرئيسية لا تروح من وراء الفلة ؟
لف لها زياد ::/ ليه وش عندك ؟؟؟
ندى وهي ترتب عمرها ::/ البنات جالسين هناك وبروح لهم على طول ماله داعي ألف وادور بعد زود على لفة السوق ..
ابتسم زياد وهو يوقف عند الباب ::/ زين يالعجازة .. يالله انزلي ..
ضحكت ندى ::/ ما بتنزل ؟؟
زياد ::/ لا بروح للمسجد ويمكن ما ارجع .
هزت ندى راسها ونزلت من السيارة وتوجهت للباب ..
بدت تحوس في شنطتها لحد ما حصلت على المفتاح وفتحت الباب بتدخل ..
لما تأكد زياد ان اخته داخله للبيت حرك سيارته ومشى للمسجد ..
لكن ندى اول مادخلت .. شهقت من الصدمة ووقفت في مكانها ساده الباب ,,
تواجهت مع مشاري وهذي أول مرة لها من انخطبت له ...
كان مشاري هو الثاني منصدم لما تعرف عليها وعرف انها مو سحر من شكلها بالعباية ووقفتها المصدومة ..
كان يطالعها بنظرات جامده ووجه خالي من المشاعر والتعابير .. لكن اللي لاحظته ندى ان عيونه غايرة واللي حولها اسود ووجه كأنه مصفر وفاقد للنضرة ..
نزلت عيونها عنه وماحبت تركز عليه ..
لكنها انتفضت لما قال بصوت رجولي مخيف وكلمات جافة ::/ مطولة عند الباب ؟؟
بدأ قلب ندى يتسارع وانتبهت لنفسها ووقفتها .. وابتعدت عنه شوي ..
نزل مشاري راسه عنها ومشى بيطلع .. لكن اللي ماعمل حسابه ..
هو ان جسمه اضخم من الفتحة اللي سوتها له ندى ... مما اضطره انه يضرب فيها بكتفه ..
شهقت ندى من الموقف وابتعدت اكثر وصارت تمشي من دون وعي منها ومن دون ماتسكر الباب وراه .. ومشت رايحة للبنات وعيونها طايرة ومو متخيلة الي صار .. يعني معقولة تكون بهالإحتكاك المباشر مع مشاري ؟؟؟
ياربي مادري وش بسوي يوم اتزوجه ؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!
وصلت للمكان اللي كانوا جالسين فيه ريم وسحر في الحديقة .. شالت غطاتها وجلست معهم ..
ريم وهي تضحك ::/ وش فيه وجهك أحمر ؟؟ كل هذا مستحية مني ؟؟
طالعتها ندى ببلادة ::/ ايه بقوة بعد .. اسكتوا والله ماتوقعت اللي صار ؟؟
ريم بحماس ::/ خير ان شاء الله لاتقولين طحتي في الشارع وشافك ولد الجيران ..
طالعتها ندى بنظرات شزرة ::/ ليته....! كان ارحم ..
سحر بحاجب مرفوع ::/ يخرب بيتك وش مسوية ؟؟
ضحكت ندى ::/ تقابلت مع مشاري عند الباب وهذي اول مرة لي من انخطبنا ..
زغردت ريم بأقوى صوتها ::/ كللولولولوش ... انفكت العقدة .. قولي لي وش قلتي له ووش قال لك ؟؟
وقفت ندى على حيلها وهي تمثل لهم مشهد رومانسي درامي ..
ندى بعيون حالمة ::/ أبد .. تواجهنا وقام هو يطالعني بهذيك النظرات الشكسبيرية .. وبعدها تقدم مني ومسك يدي ... وهو لازال مركز نظراته علي ..
وبكل حب وحنان ورمانسية العالم كلها قال .. ::/ حبيبتي ندى .. روح مشاري انتي ..
(( وغيرت نبرة صوتها لنبرة رجوليه حادة )) مطولة عند الباب ؟؟
ماتت ريم من الضحك ::/ وااهههه .. والله على بالي تحكين عن واحد ثاني قلت اكيد البنت كانت غلطانة في البيت .. لكن المقطع الأخير اثبت لي انك كنت في مواجهة مع قراندايزر ...
ضربت سحر على الطاولة يقال انها معصبة ::/ بس انتي واياها حرام عليكم ترى مااسمح لكم تتكلمون عن مشاري بهالصورة ..
طالعتها ندى ببرود ::/ أنا اقول خليك بعيدة احسن ..
ضحكت سحر وماقدرت تمسك نفسها وضحكوا كلهم .
وبعد دقائق لفت سحر على ريم تستحثتها تكمل ..
سحر ::/ ايه كملي وش بيسوي اخوك ؟؟
ريم بنبرة حزن وهي تطالع ندى ::/ بس قرر يسافر يكمل دراسته برا ... وقدم بعثة لأستراليا ... وينتظر الموافقة
سحر::/ طيب بتطلع له البعثة ؟؟
ريم ::/ ابوي أكد له انها ان شاء الله بتكون من نصيبه ..
طالعتهم ندى بنظرات استفهام ::/ من تتكلمون عنه ؟
سكتت ريم وما قدرت تتكلم .. فـ ردت سحر ::/ طلال أخوي بيسافر يكمل دراسته برا ..
سكتت ندى وهي تطالع في عيون سحر وما ردت عليها بأي كلمة ... ما تدري بس إحساس غريب وقديم تحرك بداخلها ودغدغ مشاعرها .. يمكن تذكرت طلال وأيامها الحلوة اللي كانت تعيشها وهي تحلم فيه وفي حبه لها ...
انتبهت لما وقفت ريم تستأذنهم تروح تصلي لأنها بعد شوي بتروح بيتهم ... وقامت ندى على طول وراها وراحت لغرفتها ..
خلاص عقب اللي سمعته تبي تنفرد بنفسها وماتبي تشوف احد او تسمع احد .,...
-------------------------------------------------------------------------------
اعتكفت ندى في غرفتها وما نزلت تتعشى ولا حتى تآكل لها لقمة ... استغربت سحر على بنت عمها هالتصرف ؟؟ يعني بالعادة لما زياد مايكون موجود تتعشى هي واياها .. لكن اليوم غير مسكرة على نفسها الباب وماتبي لاعشاء ولا غيره ...
ماقدرت سحر تجلس في غرفتها و هي ماتدري وش صار لبنت عمها ...
قامت من على الكومبيوتر وطلعت رايحة لها ..
شافت مشاري جالس في الصالة يقرأ كتاب .. وأول ماشافها ابتسم في وجهها
مشاري مبتسم ::/ أشوفك ما نمتي ؟؟
ابتسمت له سحر ::/ ما فيني نوم .. قلت أروح أدردش شوي مع ندى ..
نزل مشاري عينه للكتاب اللي بيده ::/ ليه ماتنامون مع بعض وتصير غرفتكم وحده بدل ما تقعدون كل شوي تتنقلون ..؟
ضحكت سحر وهي تمشي ::/ لا الحمدلله اننا ماكنا مع بعض علشان ما اتعقد أكثر لما تروح ..
ابتسم مشاري من دون مايعلق ..
وراحت سحر لغرفة ندى ...و أول ماوقفت عند باب جناحها تنهدت وترددت لكن في الأخير تجرأت ودخلت ..
لماوصلت لباب غرفتها ما صبرت لحد ماتدق وإنما على طول فتحت الباب شوي شوي وطلت براسها ..
كانت الغرفة ظلام دامس ..
و ندى نايمة على السرير ومتلحفة ببطانيتها ... تنهدت سحر ورجعت بتطلع لكن وقفتها شهقة مفاجأة طلعت من ندى ...
رجعت سحر وفتحت الأباجورة اللي عند الباب وتقربت من سرير ندى .. وجلست على طرفه ..
سحر بصوت واطي ::/ ندى ....؟؟
سكتت وماردت عليها ..
تنهدت سحر ::/ عارفة انك صاحية ومانمتي ... قومي يالله قولي لي وش فيك وش صار لك فجأة ؟؟
انقلبت ندى على الجهة الثانية تقابل سحر ... كان شكلها يرثى له عيونها حمراء ووجهها شاحب وشكلها كانت تصيح ... وش تصيح الا مقطعة نفسها صياح ...
حاولت تقوم نفسها وجلست وهي مسندة ظهرها على المخدة اللي وراها وعينها على حضنها ...
طالعت فيها سحر بتمعن ومصدومة ::/ وش فيك ؟؟ وش يعورك ندى ؟؟
زادت شهقات ندى وغطت وجهها بيدها وهي دموعها كل مالها وتزيد ...
قربت سحر ومسكت يديها وحاولت تنزلهم ::/ ندى الله يخليك لاتقلقيني أكثر .. تكلمي وش فيكم ؟؟
سكتت ندى شوي وحاولت تتماسك ... من شافت الخوف بعيون سحر خافت لايصير للثانية شي وتتحسف بعدين ...
قدرت ندى تمسك دموعها بصعوبة وبعدين قالت ::/ تصدقين سحر .. ما كنت اتخيل انه في يوم من الأيام بيكون هذا وضعي ؟؟
عقدت سحر حواجبها ::/ كيف يعني ؟؟
ندى وهي تلعب بأصابعها :/ إني بكون زوجة مشاري .. وان طلال خلاص يبيعني ويسافر يدرس بروحه .. ولا كأنه كان يقول انه بيكمل دراسته برا وانا معه ...
ورجعت تصيح مرة ثانية ...
تنهدت سحر ::/ بالله عليك الحين هذا كلام يزعل والا يخليك تنهارين بهالشكل ؟؟
ندى ::/ وليش ما يزعل ؟؟ واحد حبيته وتعلقت فيه من يوم انا مراهقة ... وكنت راسمة باقي حياتي وانا معه وفجأة كل شي يتغير .. هو يبيعني وماعاد يسأل فيني .. وأنا أخذ واحد كنت ما أطيقه ولا أطيق تصرفاته ..
ابتسمت سحر ::/ أول شي طلال ما باعك .. طلال ما بيده حيلة لما أبوي يقول ان مشاري أخوي خاطبك ؟؟ وانتم وافقتوا ؟؟؟ يعني تتوقعين منه يتهاوش مع ابوي والا مشاري ؟؟
ندى وعيونها بعيون سحر ::/ على الأقل يقول لمشاري انه يبغاني ؟؟
طارت عيونها سحر ::/ لا والله .. تبينه يجي يقول لمشاري والا لأبوي أنه يبغاك ؟؟؟ وهو يشوف ابوي واثق واخوك ساكت ومارد وكأن الوضع عاجبه وانكم موافقين من زمان ؟؟؟ وبعدين لنفرض انه ما توقع موافقتكم على مشاري تبينه كذا على بلاطة يجي يقول لمشاري ترى أنا ابغاها رجعها لي ؟؟تستهبلين انتي ؟؟ مستحيل طلال يسويها لا مع مشاري ولا مع غيره .. كيف تبينه يجي لواحد ويقول له ابغى زوجتك لأني احبها ؟؟
ندى ::/ ما أدري عنه المهم كان لازم يتصرف ..
مسكت سحر يد ندى ::/ ندى أنت لازم تؤمنين باللي صار .. خلاص كل شي انتهى وانتي الحين صرتي لمشاري ... وصدقيني ندوش انا بقول لك شي لكن لاتأخذينه على اني امدح أخوي .. بس والله مشاري مافيه منه .. صدق عصبي وبسرعة ينرفز وعنده شوي تسلط .. لكن طيب وحنون لأبعد الحدود وهذا الشي انا أكثر وحده تشوفه لأنه هو اللي يرافقني في مواعيدي ... وبعدين تتذكرين لما كنا مسافرين تركيا ..؟
والله ماكان يقول لي شي بالعكس كنت مآخذه راحتي معه بقوة .. (( ضحكت )) وخربته بعد خليته يلعب معي في الملاهي ...
ابتسمت ندى بألم ::/ والله ضاع تفكيري وتشوش ما اعرف وش اسوي والا وش اقول .. من قالت ريم ان طلال بيسافر وانا احس روحي بتطلع ..
ضربتها ندى على يدها ::/ بسم الله عليك . تبين ترملين اخوي وانتم مابعد تزوجتوا ..
وقامت من على السرير ::/ المهم يا حلوة انا بنزل الحين اسوي لنا شي نآكله لأن وضعك سد نفسي عن العشاء وانتظرك تنزلين تشاركيني ..
ندى ::/ لاسحـ ـ ـ
قاطعتها سحر وهي تهز أصبعها بتهديد::/ مووووووو على كيفك الحين تنزلين .. يالله انتظرك ..
تنهدت ندى ::/ طيب اخوانك وينهم ؟؟
سحر ::/ مصعب نام في المخيم هو العمال علشان يرتبونه لعزيمة بكرة .. ومشاري جالس برا .. عاد بشوف لو كان لا يزال موجود بعطيك رنة علشان تأخذين جلالك وان كان مو موجود ما بعطيك شي .. أوكي ..
هزت ندى راسها وهي تنزل من السرير وطلعت سحر وهي مرتاحة لأن اللي في ندى مجرد شي نفسي بيروح اكيد مع الأيام .. دارت بعيونها في الصالة وماشافت مشاري .. تطمنت ونزلت تحت تشوف وش فيه يصلح عشاء ..
أما ندى فغسلت وجهها وبدلت لبسها ببيجامة حرير ليلكية .. وطلعت تشوف جوالها فيه تنبيه من سحر والا لا .. ويوم ماشافت شي حطته بجيبها وطلعت من غرفتها .. وعلى طول راحت للدرج ونزلت ...
وهي ماعندها خبر أن زوج المستقبل على قولتها كان يطالعها بتمعن .. ومستغرب انها ما انتبهت له وهو واقف ويأخذ كتابه من على رف المكتبة ...
لكن حقيقي .. ماتوقع انه يشوف ندى عقب الخطبة ابد .. لكن هالمرة شكلها طالع احلى من المرة الماضية اللي شافها فيها .. يمكن لأن شعرها طال ووصل لتحت كتوفها .. وكانت رافعته بإهمال....
-------------------------------------------------------------------------------

اليوم الثاني العصر كان ابو عبدالله متواجد في بيته بعد عناء يومين طوال كان يراكض فيهم يدور على حلاله اللي ضاع في قاع البحر ...
سبحان الله كأن الله كاتب له ان مايكون له نصيب من هالبضاعة ولا حتى واحد في المية ...
كان جالس في غرفته وهو مرتاح عصبيا .. من دقائق كان ضاغط على أعصابه و يحاول يبتسم ويوسع صدره ومايبين انه متضايق قدام عياله علشان هم بعد ما يتنكدون علشان ابوهم ...
لكن الحين وهو في غرفته له مطلق الحرية بالإنفعال او اي شي ثاني ...
دخلت عليه الجوهرة ومعها ثوبه وشماغه كانت تكويهم له ...
ابتسمت لما جت عينها في عينه .. ونزلت الثوب اللي في يدها على الكرسي وراحت تجلس معه على الكنبة ... شافته سرحان ومو معها ويده على خده ويقلب الجوال في يده الثانية ...
الجوهرة ::/ محمد ريح بالك ترى اللي تسويه مو زين للضغط ؟؟
انتبه لها محمد وابتسم وبعدها تنهد ::/ الشكوى لـ لله .. اللي صار مو سهل أبد يالجوهرة .. هالفلوس هذي كلها مادري من وين بسددها ؟؟
الجوهرة ::/ يابن الحلال ربك بيحلها .. وبعدين ماتدري بكرة وش مخبي لنا وإن غدا لناظره قريب ..
محمد ::/ والله ما ادري وش اقول لك .. فلوس ابو مشاري والا إيجار المحل اللي راح علي من دون مااستفيد منه ..
قاطعته الجوهرة ::/ ما عليك انت من ابو مشاري ؟؟ يعني اكيد بيراعي ظروفك ومستحيل يضغط عليك .. والحمدلله انك مو متسلف من بنك كان الحين بيروح نص راتبك على غير فائدة .. وإذا على المحل مو مشكلة إيجار ست شهور .. وعقبها ربك بيحلها ؟؟
تنهد محمد ::/ كلامك مثل البلسم .. الله لايحرمنا منك (( وابتسم وهو يطالعها ))
استحت الجوهرة وقامت من عنده ::/ المهم بتروح اليوم لعزيمة زياد ؟؟
محمد ::/ أكيد ان شاء الله انا و أسامة ..
الجوهرة بتشكيك ::/ بتقول لأبو مشاري عن الحادث ؟؟
محمد ::/ أولا أكيد انه عرف .. ثانيا ما راح أقول له شي اخاف يظن اني جاي له علشان يعذرني والا يمسح لي عن المبلغ ...
ابتسمت ام عبدالله وهي تهز راسها موافقة على كلامه ...
و قام ابو عبدالله رايح للحمام يتسبح .. لكن كأنه تذكر شي ..
محمد ::/ على فكرة اتصل علي أمس عبدالله وسألته عن زواجه قال لي انه يبغاه في بداية إجازة الحج .. يعني واحد او اثنين ؟؟
شهقت الجوهرة ::/ يعني ماباقي شي .. الله يهديه ليه توه يقول لنا ؟؟
محمد وهو يشيل فوطته ::/ يقول انه اتفق مع ريم ان الزواج يكون هالوقت علشان يمديه يستفيد من اجازته ويروح شهر عسل ..
سرحت شوي الجوهرة وبعدين قالت ::/ يعني باقي شهر أو أقل بعد ..
ابتسم محمد وهو يدخل الحمام ::/ يمديكم تتجهزون..
ودخل الحمام وسكر الباب وراه وترك ام عبدالله تهوجس في الأشياء الضرورية اللي لازم تتوفر علشان الزواج ..
------------------------------------------------------------------------------
وفي الليل .. كان الكل مجتمع في مخيم ابو مشاري الكبير المتواجد على حدود منطقة الرياض ..
كان مخيم كبير فيه اكثر من خيمة وبيت شعر ... ومجهز بأحسن المواصفات ...
دورات المياه متوفرة ... مواقف السيارت .. يعني ماتقول عنه مخيم في بر وإنما بيت متنقل ..
كان كل الضيوف جالسين في الخيمة الكبيرة .. وابو مشاري والعيال جالسين في طرفها علشان يستقبلون الحضور ..
هالعزيمة كانت بمناسبة تخرج زياد ... ومصعب بعد لأنهم ما سووا له عزيمة بعد تخرجه ..
وقفت في هاللحظة سيارتين همر سود .. وشكلهم جداد وآخر موديل ...
نزل من السيارة الأولى واحد مبين عليه كبير في السن لكن النعمة وأثارها واضحة على صحته وهندامه ... وكان معه واحد ثاني شاب الواضح انه ولده ...
من السيارة الثانية بعد نزلوا شابين .. وكانوا بعد واضحة عليهم أثار النعمة والترف ..
تقدموا هالعائلة اللي وصلت مع بعض بيسلمون على ابو مشاري وعياله ويباركون لهم ..
وقف ابو مشاري من شاف سياراتهم واقفة .. الظاهر انه عرفهم .. وعرف مركزهم ووش يصيرون ؟؟ .. ووقفوا العيال وراه ..
كان مشاري جنب ابوه على طول .. وبعده زياد وفي الأخير مصعب ..
استغرب زياد هالشخصية الجديدة اللي اهتم لها عمه .. لأنه عمره ماشافهم لا في اجتماعات عمه ولا في اي مناسبة من قبل ..
التفت زياد لمشاري::/ من هم هذولا ؟؟
طالعه مشاري ::/ ابو عبداللطيف وعياله ..
عقد زياد حواجبه يبي يتذكر لكن ما اسعفه الوقت ... وصل دوره يسلم على ابو عبداللطيف هالشخص اللي بعده ما عرف عنه شي ..
سلم عليهم زياد كلهم واحد واحد .. وبعدها راح ابو مشاري معهم وجلس مع ابو عبداللطيف في الطرف الثاني من المجلس ..
لف زياد لمشاري ::/ شكله مهم اشوف عمي اهتم لأمره ؟؟
ابتسم مشاري ::/ هذا هو شريكنا في المنتجع الجديد .. وتراه أغنى واحد في الرياض ..
سكت زياد شوي ::/ ايـــــــــه عرفته ... وانا اقول وين سامع هالأسم فيه ؟؟ طيب من هذولا اللي معه ؟
مشاري ::/ عياله .. الكبير عبداللطيف والثنين الصغار مؤيد و وليد ..
هز زياد راسه انه استوعب الفكرة ..
وكلها دقائق ورجع عمه لمكانه والتفت على زياد ..
ابو مشاري لزياد ومصعب ::/ روحوا شوفوا عيال ابو عبداللطيف .. اجلسوامعهم وتعرفوا عليهم ... سألوني عنكم ..
قام زياد وهو يقول ::/ ابشر طال عمرك ..
راح لهم زياد ومعه مصعب .. وجلسوا معهم يسولفون ويتعرفون على بعض أكثر ..
ولما جاء زياد بيروح وقفه سؤال ابو عبداللطيف .
ابو عبداللطيف ::/ انت ولد اخو ابو مشاري ..؟
زياد مبتسم ::/ ايه نعم الله يبارك فيك انا هو ..
ابو عبداللطيف ::/ شريكه انت والا انا غلطان ؟؟
ابتسم زياد بفخر ::/ حاليا مابعد صار شي لكن مع الأيام ,.. يعني قريب ان شاء الله ..
هز ابو عبداللطيف راسه ::/ الله يوفقك . بس عاد الله الله بالحلال .. لاتلعب فيه وتخرب مجهود عمك ..
عصب زياد من هالكلمة وماحب يوضح هالشي ..
لكن تكلم مؤيد :::/ أفا يبه .. هالكلام ماينقال لزياد .. شكله عارف شغله زين وفاهم هو وش يبي ؟؟
ابتسم زياد وماعلق على أي شي ..
ومشى عنهم وتركهم مع مصعب ورجع هو لمكانه ..
وقبل لا يجلس لمح سيارة زوج عمته ابو عبدالله واصل . تنهد مرتاح ومستانس .. ما يدري لكن بشكل أو بآخر يرتاح لهالأنسان لما يشوفه ...
قام ومشى رايح لهم يستقبلهم عند المدخل وهو مبتسم .. لكن لفت انتباهه الإختلاف العظيم بين شكل السيارتين اللي وقفوا من دقائق والأشخاص اللي نزلوا منها ... وبين شكل عمه المتواضع في هندامه ومشيته وكل شي فيه ...
ابتسم على تفكيره وهو يصافح ابو عبدالله يد بيد ..
زياد ::/ تبارك حفلنا يا عمي ... (( وحبه على راسه ))
ابو عبدالله مبتسم ::/ متبارك بأهله .. ومبروك للمرة الثانية زياد ..
ابتسم زياد ::/ الله يبارك في عمرك ويسلمك ...
مسك زياد في ابوعبدالله بعد ما سلّم على أسامة ومشى هو واياهم داخلين للخيمة الكبيرة .. تقدم ابو مشاري وتصافح مع ابو عبدالله وسلم الجميع على بعض ..
بعدها بوقت وبعد ما خلصوا تقريبا المعازيم ووصلوا ...
قام الحضور لخيمة العشاء الفاخر ... طبعا ما يحتاج أذكر لكم كيف كانت طريقة البوفيه والسيرفس .. كل اللي نقدر نقوله ان كل شي كان ممتاز أو بيرفكت .. كل حاجة ماشية بنظام وكأنها تمشي على دقات الساعة ... كل طاولة مجهزة من كل شي .. وطاولة العشاء ممتلئة بكل مالذ وطاب من اطباق معروفة وغير معروفة ...
جلس ابو مشاري صدفة جنب ابو عبدالله وكان معهم على نفس الطاولة زياد وأسامة ..
زياد بهمس لأسامة ::/ أبوك اليوم ماعجبني وجهه ؟ أحس انه تعبان أو مريض ؟؟
لف عليه أسامة وبهمس ::/ اسكت الله يعلم بحاله وبس ... اليوم واصل من جدة ...
تضايق زياد لما تذكر اللي صار ::/ طيب وش حصل على سالفته ؟؟
أسامة ::/ على حطة يدك .. ينتظرون التحقيق يطلع وبعدها يقررون ..
زياد ::/ ومتى بيطلع هالتحقيق ان شاء الله ؟؟
وقبل لايرد أسامة ... قاطعهم ابو مشاري وهو يسأل ابو عبدالله بصوت عالي شوي .
ابو مشاري ::/ الله يعوضك يا ابو عبدالله من الخبر اللي وصلنا...
ابتسم ابو عبدالله بمرارة ::/ الله يسلمك ...
ابو مشاري ::/ بشرني عسى صار شي جديد وبيرجعون لكم نصيبكم ؟؟
تنهد ابو عبدالله ::/ والله الى الآن ما اقدر اجزم بشي .. لحد ماتطلع نتائج التحقيق الأولية وساعتها يقررون ... أن كانت قضاء وقدر والا بسبب الشركة نفسها...
ابو مشاري بسخرية ::/ بس ياخوي يوم انك ماتعرف للتجارة وش لك تدخل عمرك في متاهاتها ؟؟
تضايق ابو عبدالله ::/ قلنا نجرب حظنا والظاهر انه مالنا حظ ابد ..
ابو مشاري ::/ يالله يا ابن الحلال كل شي يروح ويجي الا الأعمار تروح وماعاد ترجع..
ابو عبدالله ::/ على قولتك والفلوس ربك يعوضها ويفتحها علينا ...
التفت أسامة على زياد بحاجب مرفوع وكأنها يتهزأ بابو مشاري ..
زياد اللي مااعجبه تصرف عمه ولانبرة صوته وكذلك مااعجبته حركة أسامة في استهزاءه بكلام عمه قام من العشاء قبل لايكمله وحس ان نفسه انسدت ... من هالشي وبالإضافة إلى انه حس ان ابو عبدالله متضايق من الورطة اللي هو فيها ...
-------------------------------------------------------------------------------
بعد ماخلصت هالعزيمة وخلصوا العالم من الوناسة والعطلة ...
وبدت الدوامات والدراسة من جديد ...
وفي أول يوم من بداية الترم الدراسي الثاني ..
وبالتحديد في الصباح كان ابو مشاري جالس في مكتبه و في يده جريدة اليوم يقلبها بين يديه .. يتسلى فيها شوي قبل لايبدأ شغله بشكل جدي ...
كلها دقائق ونزل الجريدة من قدامه وهو يطويها خالص ..
لكن الغريب هو ان ابتسامة مريبة انرسمت على محياه ؟؟ اللي يشوفها ممكن يقول عنها ابتسامة تشفي ؟؟ أو ابتسامة نصر ؟؟
ما طول .. رفع سماعة التليفون وعلى طول حول على تليفون مكتب زياد ... ووصله صوت نواف ..
نواف ::/ مرحبا ...
ابو مشاري بعجالة ::/ قل لزياد يجي لمكتبي بسرعة ولا يتأخر ...
بلع نواف ريقه ::/ ان شاء الله طال عمرك ..
سكر ابو مشاري سماعة التليفون وعلى طول حول على سكرتيره ..
ابو مشاري ::/ حمد اتصل على الخطوط السعودية واحجز مقعد على أقرب رحلة لتبوك ..
حمد ::/ سم طال عمرك .. الحين اتصل
ابو مشاري ::/ بسرعة الله يرضى عليك انتظر ردك ..
ما أمداه يسكر من السكرتير الا وزياد واقف قدامه ..
وبمهارة عالية قدر ابو مشاري يحول الإبتسامة اللي كانت على وجهه لملامح جدية بحتة ... الحاجب مرفوع والنظارة مثبتة على طرف خشمه وهو يقرأ في الأوراق اللي بين يديه ..
تنفس زياد الصعداء ... وهو يحس بالإرتباك قدام عمه ..
زياد ::/ سم عمي .. طلبتني ؟؟
طالعه ابو مشاري شوي وبعدين قال ::/ زياد انت لازم تروح لتبوك في اقرب فرصة علشان تشوف شغل فرعنا اللي هناك وتصير تعرف الأولي والتالي ..
ابتسم زياد ::/ يصير خير يا عمي ... لكن هالفترة ما اقدر زي ماتعرف حنا مشغولين ..
تنفس ابو زياد بحزم ::/ بس أنا ما أقدر أسلمك كل شي وانت بعدك ماتعرفت على فروعنا وآلية عملها وعلاقاتها مع الشركات الثانية .. انت اشتغلت في الفرع الرئيسي بس وهذا ما يكفي ...!
زياد ::/ ايه ياعمي أنا ماقلت شي .. بس انا هاليومين مشغول بانتقالي للبيت الجديد ؟؟
طالعه ابو مشاري بنظرات مصدومة ::/ الحين اقول لك حلالنا وشغل وتقول لي بيت وخرابيط ؟؟
قطع عليهم الحوار صوت التليفون يرن بتحويلة ..
رفع ابو مشاري السماعة وعيونه لازالت معلقة على زياد ..
ابو مشاري ::/ نعم ............. زين زين .... رح قص البوردينق الحين علشان ما تتأخر ....لا خلاص يعطيك العافية ....
سكر ابو مشاري السماعة وزياد يطالعه ينتظره يخلص علشان يكملون باقي نقاشهم .. لكن صدمه عمه لما مد له ملف وهو يقول ::/ رحلتك اليوم الساعة 8 بالليل والعودة بعداسبوع .. وحمد راح يجيب لك البوردينق .. جهز نفسك علشان ما تتأخر ... وخذ هالملف اقرأه وانت في الطيارة يمكن يفيدك ببعض المعلومات ..
سكت زياد وهو متنح ... والله حالة ؟؟ ما يفهم هالعم يوم اقوله اني مقرر ارتب اموري هاليومين ؟؟
قاطعه ابو مشاري ::/ خلاص خذ الملف وتوكل على مكتبك ولا تنسى موعد الرحلة ..
تنهد زياد وهو يأخذ الملف من يد عمه وهز راسه ::/ إن شاء الله ...
ومشى طالع من المكتب وكل تخطيطاته اللي عكف عليها هاليومين طارت في مهب الريح ... والحين هذا اسبوع أو اكثر بيقضيه في تبوك مما يعني أن كل مشاريعه الشخصية تأجلت ..
رجعت نفس الإبتسامة لوجه ابو مشاري بمجرد خروج زياد من مكتبه وبسرعة البرق رفع السماعة يطلب قسم المحاسبة ..
--------------------------------------------------------------------------
بالليل كانت ندى مع زياد في غرفته .. وهي ترتب له شنطته ومستغربة من سفر أخوها المفاجئ ...
ندى وهي تحوس في الشنطة ::/ طيب متى بترجع ؟؟
زياد وهي يتعدل قدام المراية ::/ ماراح اطول ان شاء الله ..
تنهدت ندى ::/ والبيت ؟؟
لف عليها زياد وهي يعدل شماغه ::/ ماطار البيت .. أول ما ارجع نكمله وبعدين ننتقل .. وأصلا ما عاد باقي شي كل شي جهزناه بس يبي له تنظيف وترتيب..
هزت ندى راسها مبتسمة ::/على قولتك ... لكن المشكلة الحين وين بنام فيه ؟؟ غرفتي شلتها هناك ..
ابتسم زياد ::/ نامي مع سحر مؤقتا .. والا لو بغيتي وديتك لبيت عمتي الحين
ندى::/ لالا انت توكل على الله ،، وانا بلقى لي غرفة انام فيها ..
جهز زياد كل شي وشال شنطته بيده وقرب لندى يودعها ..
زياد وهي يسلم عليها ::/ يالله انتبهي على عمرك .. وأجلي روحة السوق هاليومين لحد ما أرجع
ابتسمت ندى ::/ واحنا نقدر ؟؟؟ هالزين كله يأمرنا أمر ومانقول له تم طال عمرك
ضحك زياد ::/ والله ما يكبر راسي الا انتي ..
ضحكت ندى معه ومشت هي واياه لحد ماطلع من البيت راكب سيارته ...
تنهدت ندى وقلبها ناغزها ومتخوفة ودعت في سرها ان الله يحفظه من كل مكروه ويرجعه لهم بالسلامة ..
رجعت للدرج وطلعت لغرفتها اللي كانت خالية من كل شي .. طبعا لأنهم ارسلو كل محتوياتها لبيتهم الجديد ومابقى الا البلاط ولجدران .. تنهدت بأسى وهي تشوف ذكرياتها خلف ورق الجدران اللي كان مرسوم عليها أشكال وصور لناس لكن بشكل مضحك ومبين كأنهم طوااااااااااال بالمرة .. وتشوف مراهقتها اللي كانت مبروزة بحب طلال لها .. وأخيرا شبابها اللي تتوج بخبر عمرها ماكانت تفكر فيه وانها تكون زوجة مشاري بن ابراهيم ....!
طردت الذكريات من بالها وعلى طول راحت لغرفة سحر ... ولما دخلت عليها شافتها متمددة على السرير وقدامها صور وستيكرات كلها لريم قاعده تجهزها لها لزوم الزفة ..
لاحظت عليها مسحة الحزن والكآبة ... وهالشي وضح عليها من يوم بدأو ندى وزياد يأثثون بيتهم وصار فراقهم قاب قوسين او ادنى ..
رفعت سحر راسها وهي تشوف ندى واقفة عند الباب ومبتسمة ..
سحر ::/ خلاص راح ؟؟
هزت ندى راسها وهي تترك الباب وماشية بتجلس عند سحر ::/ ايه راح .. ويعني بتفهميني انك ما كنتي واقفة عند الدريشة وتراقبينه ..؟
ضحكت سحر ::/ لا أبدا ما سويت هالشي من قال ؟؟
هزت ندى راسها باستهزاء ::/ ايه ان شاء الله ...!! اللي بيصدقك عاد ..
نزلت سحر راسها وهي تصلح شغلها ::/ ياللا رُب ضرة نافعة ... يمكن سفرته هذي جت علشان تتأخرون شوي عن الإنتقال , ونتهنى بكم حبتين ..
ابتسمت ندى ::/ اللي يسمعك يقول بنقاطعكم وماراح نجيكم ..
قاطعتها سحر وهي تضحك ::/ ولا كأنك بتصيرين مرت اخونا بعد ..
هزت ندى راسها بقرف .. وبعدين طالعت في سحر بحاجب مرفوع ::/ إلا تعالي هو وينه هاليومين ماعاد اشوفه ؟؟
ضحكت سحر ::/ ههههههههههههههههااي صرتي تفقدينه بعد ؟ سبحان اللي حول الكره لمحبة ؟؟
استحت ندى وتوردت خدودها ::/ مو مسألة اني احبه ؟؟ الحكاية كلها انه صار يهايط كثير ؟؟
سحر مبتسمة ::/ لا يا حبيبتي كل العالم تهايط الا مشاري .. أصلا هو ما يعرف هالمصطلح ... وبعدين من انخطبتوا وهو يحاول انه ما يتواجد بالبيت كثير علشان حضرة سموكم ..
ندى ابتسمت::/ شاطر .. كذا الولد المؤدب والا بلاش .. (( وقربت من سحر )) الا وش قاعده تسوين انتي ؟؟
سحر ::/ ارتب كوشة ريم ..
ندى بنص عين::/ يعني بتعلمينا انك فاهمة وتطبقين دراسة المعهد علينا ؟؟
ابتسمت سحر بفخر ::/ اجل حبيبتي .. الحين انا موهوبة وادرس ولاتبيني اوريكم شي من قدراتي ..؟
ضربتها ندى على راسها ::/ شوي شوي على عمرك لايطيح نصك ..
ورجعت تطالع الصور ... وسحر كذلك رجعت تحوس وترتب الصور اللي بيعرضونها على البروجكتور .. والللي بيحطونها على ستاندات حول الكوشة ؟.
-------------------------------------------------------------------

على العشاء .. ابو مشاري والعيال كلهم مجتمعين حول الطاولة يتعشون بهدوء ..
قطعه عليهم ابو مشاري لما طالع في مصعب وقال ::/ مصعب ...!! بكرة فرغ نفسك ابروح انا وانت لمشوار مهم ..
رفع مصعب حاجبه ::/ خير يبه ؟؟ عسى ماشر
ابو مشاري ::/ ما شر الحمدلله ... لكن لاتستعجل على عمرك بكرة تعرف كل شي ..
هز مصعب راسه ::/ ابشر بكرة ان شاء الله انا ماعندي شي ..
ابو مشاري ::/ بارك الله فيك ... (( والتفت لمشاري اللي كان يأكل بهدوء )) وانت ؟؟ مافكرت تريحني وتقدم زواجك ؟؟
رفع مشاري راسه وبملامح جامدة كجلمود صخر ::/ لا ........انا اللي عندي قلته زواج ما ابغاه قبل الإجازة الصيفية ؟؟
ابو مشاري ::/ يعني وش بتخسر لو قدمته ؟؟
تنهد مشاري ::/ يبه ما يحتاج نتناقش في هالموضوع مرة ثانية الله يخليك .. انا قلت أول اسبوع من الإجازة أملك واتزوج مرة وحده .. ولاابي طقطقة ولا قاعة .. ابسوي عرس صغير على قدنا في بيتنا ...
شهقت ام مشاري ::/ يا ويلك من ربي .. الحين من متى وانا انتظر زواجك وعقب تقول لي هالكلمتين ؟؟
مشاري وهو حاس بتأنيب الضمير ::/ يمه المعروف ان الفرحة في القلب مو بالمظاهر ..
دخلت عليهم سحر وقاطعت حديثهم ... طالعها ابو مشاري وهو يحس انها متغيرة ووجهها شاحب .. لكنه هالمرة طالعها وهو متفائل ... ومن كذا ابتسم في وجهها
وهي بادلته الإبتسام .. وقربت منه وحبته على راسه ..
ابو مشاري مبتسم ::/ وينك ما شاركتينا عشانا ؟؟
ابتسمت سحر ::/ لا انا سبقتكم وتعشيت مع ندى ...
والتفتت لأخوانها وهي تبتسم وأول ماطاحت عينها على مشاري اللي منسجم ويأكل من صحنه تذكرت كلام ندى عنه ؟؟ وتخيلت شكل مشاري وهو شاب طايش ويحب التفحيط والمغازل ويدخل عليهم البيت بثيابه اللي يغلب عليها الستايل الغربي .. عند هالتفكير ماقدرت تمسك نفسها وانفجرت من الضحك ..
كلهم استغربوا منها هالتصرف خصوصا انها تضحك وهي تطالع مشاري ..
رفع مشاري حاجبه وهو يطالع في نفسه ...وبعدين قال ::/ وش فيني يضحك آنسة سحر ؟؟
حاولت سحر تمسك نفسها ::/ مافيك الا كل الزين .. بس اني استفقدتك هاليومين ؟؟
ام مشاري مستغربة ::/ واذا فقدتيه تضحكين بهالشكل ؟؟
تنفست سحر بعمق :::/ لا .. بس جد مشاري وين كنت تهايط هاليومين ؟؟
اطال مشاري النظر في عيونها وقال ::/ وين كنت إيش ؟؟ عيدي الكلمة ؟؟
خافت سحر منه بس حبت توضح انها قوية ::/ اقول وين كنت تهايط ؟؟
ضحك مصعب ::/ حلوة منك سحر ؟؟ لكن مشاري وهياط مايجتمعون ابد لأنهم من الأضداد ...
لف مشاري على مصعب وطالعه ::/ شي حلو انك عارف ... وياليتك انت بعد تكون نفس الشي ..
ام مشاري ::/ حرام عليك اخوك مافيه منه ؟؟
سحر ::/ ايه عاد امي اشتغلت علينا ... كلهم ولا مصعب ؟
مشاري ::/ لالا حرام عليك امي تحبنا كلنا ..
ضحك مصعب بصوت عالي ::/ هههههههههههههههااي يا حياتي انت تواسي نفسك ؟؟
ام مشاري بنبرة غضب مصطنعة ::/ ليش ان شاء الله يواسي عمره ؟؟ على بالك انا ما احبكم كلكم ؟؟
ضحكت وصرخت عليه سحر :: /هههههههههههههههه ويفشلونه المسكين ..
طالعهم مصعب بنظرات خجلا ::/ عادي اصلا انا متعود كل يوم أخذ جرعة تفشيل ..
سكتهم ابو مشاري وهو قايم ::/ الحمدلله على النعمة ..(( والتفت لمصعب )) لاتنسى موعدنا بكرة ؟؟
هز مصعب راسه مبتسم ::/ ان شاء الله ..
راح ابو مشاري وبعده قام مشاري على طول ..
والتفتت سحر لمصعب ::/ وش عندك مع ابوي ؟؟
رفع مصعب كتوفه ::/ ما ادري عنه ؟؟ يقول يبغاني في مشوار ؟؟
لفت سحر لأمها ::/ وانتي يمه ماقال لك شي ؟؟
ام مشاري ::/ ما خبرتك بهاللقافة يا سحر ؟؟
شهق مصعب ::/ يعني تعرفين وش يبغاني فيه ؟؟
نفت ام مشاري انها تعرف وقامت من عندهم وتركت هالأثنين وراها يخمنون وش ممكن ابوهم يبي من مصعب بكرة ؟؟
----------------------------------------------------------------------------

في اليوم التالي .. وبعد صلاة المغرب ،، طلع ابو عبدالله من جناحه وهو لابس و متعطر وكأنه معزوم او ضيوف بيزورونه ..
وقبل لاينزل الدرج مر على عذا وسارة في الغرفة يتطمن على اول يوم دراسي لهم ،،،فتح عليهم الباب وشاف عذا على الكومبيوتر وسارة متمدده جنبها على الأرض ومعها أرنبها تلعب فيه وتمشط شعره ....
ابو عبدالله وهو مبتسم ::/مساكم خير يا وردات ..
التفتوا عليه كلهم وابتسموا له ..::/مساك نور يالغالي ..
سارة وهي تناظره بفخر :/ إش إش يا عم ؟؟ وش هالزين كله وش هالزين ؟ وين بتروح له ؟؟ خذني معك ؟؟
ضحك ابو عبدالله ::/ مو رايح مكان .. ناس بيجون يزوروني اليوم ..؟
سارة مستغربة ::/ الله ومن هالناس اللي بتكشخ لهم كل هالكشخة ؟؟
ابو عبدالله ::/ سويرة استحي على وجهك لو يسمعنا احد قال هذي ابوها عمره مالبس ثوب وشماغ وحط عطر ؟؟
ضحكت عذا عليهم ::/ ماعليك منها يبه انت اصلا طول عمرك كشيخ ومزيون سواء قصدت هالشي والا لا ؟؟
ابتسم ابو عبدالله وهو يطالع سارة ::/ سمعتي الكلام والا بلاش ؟؟ مو انتي ؟؟
شهقت سارة ::/ يا حياتي انت تراها تجاملك ... بس انا اقول لك الصراحة((وضحكت))
التفتت لها عذا ::/ الحين انا أجامل ابوي ؟؟ صدق ان ماعندك نظر ؟
ضحك ابوهم ودخل على طول في الموضوع ::/ المهم وش اخبار دراستكم كل شي زين ؟؟
ابتسمت عذا في وجه ابوها ::/ الحمدلله الأمور تمام لحد الآن ..
ابو عبدالله ::/ الحمدلله .. والمدرسات ممتازات ؟
عذا ::/ ايه هم نفسهم اللي درسونا الترم الماضي ... يعني ماعليهم كلام
ابو عبدالله :/ زين زين .. اجل شدي حيلك ولا أبي نسبتك تنزل عن الترم الماضي يعني 98 وان تكاسلتي فـ 97
هزت عذا راسها مبتسمة::/ ابشر ماطلبت ..
لوت سارة بوزها وطالعت عذا ::/ ايه ترى انتي بس اللي تدرسين والا انا شغالة في البيت ما ادرس ولاعندي مذاكرة او اختبارات..
ضحك ابو عبدالله ::/ انا موقصدي بس انتظرك تردين علي ولا رديتي مارد الا عذا
؟
التفتت له سارة ::/ طيب اسأليني يا اخي سؤال مباشر ؟؟ مو بس هي تحاكيها وتقول لها احرصي على دراستك ؟؟
ابو عبدالله بيقهرها ::/ أكيد بسألها هي قبلك لأنها هي عندها شهادة هالسنة مو مثلك ؟
شهقت سارة ::/ الحين عذا بروحها اللي بتأخذ شهادة ؟؟ اجل اللي بأخذها أنا وش تصير ؟؟ فُلة مثلا والا باربي ؟
هز ابو عبدالله راسها بأسى ::/ انتي هذرتك ماتخلص وانا عندي ضيوف بيوصلون الحين ..
وطلع وسكر الباب وراه وابتسم لما سمع سارة تصارخ وتقول كلام غير مفهوم ..
نزل تحت وشاف ام عبدالله جالسة في الصالة وهي حاطة رجل على رجل والتلفزيون شغال قدامها ..
ابتسم بينه و بين نفسه ونزل لها تحت ..
ابو عبدالله ينبهها ::/ سلام عليكم ؟؟
رفعت ام عبدالله راسها ::/ وعليكم السلام والرحمة ؟؟
جلس ابو عبدالله ::/ اجل وين هو اسامة ؟؟
ام عبدالله ::/ ماادري عنه اتصلت عليه من شوي و لا رد علي ؟؟
ابو عبدالله وبيده الريموت ::/ يمكن عنده محاضرة ..
سكت عنها وبدأ يقلب في القنوات .. لكن حركة رجلها ما خلته يرتاح لأنه حس بتوترها ..التفت عليها وظنه ما خاب .. شافها وهي تلعب بأصابعها وتهز رجلها مما يعني ان نفسيته متأثرة .. خاف لا يكون أسامة صاير له شي ..
ابو عبدالله ::/ وش فيك يالجوهرة ؟؟
تنهدت ام عبدالله وحاولت تبتسم ::/ مافيني الا العافية ..
ابو عبدالله :/ وش مافيك الا العافية ؟؟ تراني أشوفك وأشوف انك متوترة وكأن في شي صاير ..(( وبنبرة استفهام )) أسامة صاير له شي ؟؟
نقزت ام عبدالله من كلمته ::/ لالا اسامة مافيه الا العافية بسم الله عليه..!
ابتسم ابو عبدالله من ردة فعلها ::/ اجل وش فيك ؟
تنهدت ام عبدالله وسكتت وهي منزلة راسها .. وبعدها رفعت راسها وطالعت في عيون محمد مباشرة وقالت ::/ خايفة يا محمد من جيت ابو مشاري ؟
قام ابو عبدالله وجلس جنبها وابتسم بحب ::/ وش هو هالشي اللي مخليك خايفة ومتوترة من جيته؟؟
طالعته ام عبدالله بنظرات مرتعبة ::/ اخاف انه عرف أنك خسرت المليونين وما راح يعطونك تعويض .. وجاي يضغط عليك ويبي فلوسه ..
مسك ابو عبدالله يدها وهو يتقرب منها ::/ لا تشيلين هم انتي بس .. وبعدين هو مو بهالدناءة علشان يجي يسوي كذا ...
هزت ام عبدالله راسها لكنها مع ذلك مو مقتنعة باللي قاله ابو عبدالله لها .. وقلبها ناغزها وحاسه ان جيت هالإبراهيم ماراح تمر على خير ..
قطع عليهم صوت الجرس يرن .. يعني ابو مشاري عند الباب ووصل .. !
-------------------------------------------------------------------------------
في هالوقت كانوا سحر وندى وريم مجتمعات مع بعض في بيت الأخيرة ... وكانت تقايس لهم فستان الزواج وعدته علشان في نفس الوقت يقولون لها وش التصليحات اللازمة له ...
وسحر كانت ناثرة الصور على السرير والمكتب تبي ريم تشوفهم وتحدد لها اللي تبي علشان تضبطه لها ...
ريم وهي تطالع نفسها بالمراية ::/ بسم الله علي ياناس والله اني اجنن ...!
ضحكت ندى ::/ انا أقول وش فيه ولد عمتي ماعاد صار يكلم اهله ولايدري عنهم طلعتي انتي السبب ..
شهقت ريم ::/ وانا وش دخلني اذا صار ولدهم ملهوف على العرس واول مرة يشوف وحده حلوة ؟؟
مااعجبها ندى الكلام ::/ الله وكبر عليك اللي يسمعك يقول أخواته شيف ... حبيبتي كل وحده الزين عندها والشين حواليها ..
ضحكت سحر وحبت تلطف الجو ::/ المهم الحين هذا فستانك خلاص ما يحتاج تعديل ؟؟
ريم وهي ترجع تطالع نفسها بالمراية ::/ لا الظاهر انه تمام ما يحتاج تعديل ؟؟
ندى ::/ طيب وش قررتي تسوين بشعرك ؟؟
سكتت ريم شوي وكانها تفكر ::/ مادري بس يمكن اسويه شنيون ..
هزت ندى راسها .. وقالت سحر ::/ الحين وشلون بتتزوجين وتسافرين على طول ؟؟
رجعت لهم ريم وجلست جنبهم ::/ الله يسلمك هو بيجي واحد ذو الحجة .. وزواجنا بيكون في ثلاثة .. وأربعة بنسافر شهر عسل لأنه بعد اسبوعين لازم يرجع يدرس ..
سحر ::/ طيب وملابسك وأغراضك وش بتسوين فيهم ؟؟
ريم ::/ عادي انا اصلا ما كثرت اغراض ... كلها كم شنطة وبنشحنهم لكندا على طول بس بأخذ معي شنطة صغيرة علشان سفرنا ..
ندى ::/ حلو يعني اتفقتوا على كل شي ..
ابتسمت ريم ::/ اكيد منذ مبطي بعد ..
رن جوال ريم ونطت له من مكانها وبغت تطيح وتتكسر ... والبنات يضحكون عليها ورجتها ... مسكت الجوال بيدها وطالعت في البنات ما خفى عليهم تورد خدودها ..
ريم بإحراج ::/ اقعدوا هنا شوي ابروح ارد وراجعت لكم ..
وراحت عنهم داخلة لغرفة الملابس ..
صرخت لها ندى ::/ احلى عليها الرومانسية اللي تكلم ابو العيال ؟؟
ضحكت سحر ::/ سلمي لنا عليه .. وقولي له انك لابسة فستان الزواج ومغلوثة عليه
طلت ريم براسها عليهم وهي تكلم واشرت لهم انها بتذبحهم و رجعت دخلت مرة ثانية وسكرت الباب وراها .. وضحكوا عليها ندى وسحر ...
-------------------------------------------------------------------------
في المجلس الخارجي ... عند ابو مشاري وابو عبدالله ...
الجو كان عادي وما فيه اي مشكلة ... سوى إن التوتر باين في عيون ابو عبدالله وهذا كله بسبب الجوهرة اللي دخلت الشك لقلبه ...
ابو مشاري لاحظ التوتر على محمد ... وحس انه فاهم مقصده أو متوقع هو ليش جاي ... وعلشان كذا ابتسم في وسط حديثهم ... وحب يدق الحديد وهو حامي ويقول اللي عنده بدون مقدمات أو لف ودوران ...
ابو مشاري وهو ينزل فنجال القهوة ..::/ يا ابو عبدالله حنا اليوم واصلينك و قاصدينك بطلب ... ونتمنى من الله انك ماتردنا ...
ابتسم ابو عبدالله بتوتر وهو يشوف نظرات مصعب المحترقة ::/ آمرني يابومشاري وانا تحت امرك ..
ابو مشاري ::/ الأمر لله ... لكن اليوم حنا جايين نطلب قربك في بنتك لولدي مصعب ... ان ماكان عندكم مانع ... ومو مرتبطين بكلمة مع أحد قبلنا .؟
تفاجأ ابو عبدالله من الطلب .. ماكان متوقع ولا واحد في المليون ان جيت ابو مشاري علشان هالطلب ؟؟؟ اصلا من شاف مصعب معه حس ان الموضوع فيه إنّ ..؟ لكن توصل السالفة للخطبة فهذا الشي اللي ماتوقعه أبدا ...؟ طاحت عينه على مصعب وشافه منزل راسها وبيده فنجاله لكن ملامحه جامدة ؟؟؟ رجع نظره لأبومشاري وشافه يطالعه وينتظر رده ...
تلعثم ابو عبدالله وماعرف وشلون يرد ::/ والله يابو مشاري انت فاجأتني بطلبك ..
ابتسم ابو مشاري ::/ أكيد انت مستغرب اني ماقلت لك في التليفون بس انا كان قصدي اجيك لباب بيتك واطلب يد بنتك ... من راسي لراسك ...
ابتسم ابو عبدالله ::/ جيتك على العين والراس ... بس بصراحة ما ادري ان كان عندك خبر اولا .. لكن زياد ولد اخوك طالبها للزواج ...؟؟ (( وعقد حواجبها في استفهام ))
قدر ابو مشاري يسوي نفسه مستغرب ::/ زياد ؟؟؟ وشلون طلبها ؟؟؟ ما أذكر أنه قال لي شي ولا أذكر اني طلبت يد بنتك لزياد ؟؟
انحرج ابو عبدالله وهو يلمس الحقيقة في كلام ابو مشاري ::/ ايـــه .. بس هو كان كلام من بيننا .. يعني بيني انا واياه ...!
ابو مشاري بحاجب مرفوع ::/ انت واياه وبس ؟؟؟ وانت تفوت الخطاطيب على بنتك علشان كلام سفهاء؟؟
تنفس ابو عبدالله بعمق ::/ بس هالكلام من زمان .. ان زياد يبي بنتي حليلة له .. وانا ماأهقى منه انه يكون كلام وبس ..
ابو مشاري بحزم ::/ لكنه للحين ماخطبها رسمي منك ... واحنا اللي جيناك وطقينا بابك وخطبنا مثل ما الأوادم تسوي ؟؟؟ يعني الحين بترفض اللي جو لك من الباب علشان اللي تكلموا كلام من زمان ؟؟
احتار ابو عبدالله .. والشك وصل مبلغه في قلبه ؟؟ يعني فعلا هو كان يرد الخطاطيب عن عذا كذا مرة ومو هذي اول مرة يسويها ؟والأهم انه رفض قرار ابوه لما قال انه يبي عذا لخالد ولد اخوه .. وهذا كله استنادا على قول زياد ؟
طالع في مصعب يبي يشوف وش ردة فعله تجاه اللي قاعد يصير كله ؟؟ وهل ان مصعب نفسه راغب في الزواج ولا يدري عن زياد ؟؟ والا ابوه هو اللي غاصبه ؟؟
لكن ما شاف شي غير الجمود والصمت ...
قطع عليه ابو مشاري ::/ يابو عبدالله انا بكلامي اللي قلته ما أغصبك تزوج بنتك ولدي ؟؟ أنا كل الموضوع ان خذتني الحمية انك ترد الخطاطيب عن بنتك علشان كلام زياد اللي هو انا ولي أمره واللي المفروض اعرف ماادري عن السالفة ؟؟
وبعدين انا عندي بنت و اخاف عليها ومن هالمنطق احاكيك .. انا مستحيل أرفض شاب تقدم لها وفيه كل المواصفات اللي تؤهله للزواج وارفضه لأن واحد مكلمني عنها من كانوا صغار والى الآن مارجع يتكلم معي فيه ولا حتى جاب اهله وخطبوا ؟؟؟
سكت ابو مشاري وهو يشوف تأثير الكلام على ابو عبدالله ... شافه ساكت وسرحان وكأن الكلام دخل عقله قبل قلبه ... وشلون ما يتأثر وابو مشاري يتكلم بالمنطق ؟؟
ابو مشاري ::/ عموما يابو عبدالله انا عند كلمتي ... وطالب بنتك لمصعب ولدي .. ونبي ننتظر ردك علينا ..
تنهد ابو عبدالله وتوه بيتكلم لكن قاطعه ابو مشاري ::/ لاترد علينا الحين يابو عبدالله خذ راحتك وفكر في كلامي وشاور الأهل .. وعقبها رد علي ..
ابتسم ابو عبدالله .. ::/ يصير خير يابو مشاري .. واشرب قهوتك
تقهوى ابو مشاري ومصعب وجلسوا يسولفون مع ابو عبدالله لحين من الزمن .. وقبل لايستأذن ابو مشاري ... حب يفتح الموضوع الأخير اللي كان هو أصلا جاي علشانه .. واللي متأكد ان ابو عبدالله من بعده مستحيل يرفض مصعب ..؟ وبالتالي زياد بيكون لسحر وبس ..
ابو مشاري ::/ ابو عبدالله بخصوص الخبر اللي سمعناه من شركة الشحن ..؟
تنهد ابو عبدالله وعرف الحين ان الجوهرة كانت على حق ::/ ايه .. قريتوه في الجريدة ..؟
ابو مشاري بحزن ::/ قريته وتضايقت علشانك والله ... لكن اللي نكد علي زود أن أقساطك اللي تدفعها لي وجبت . وانت ما سددت شي ؟؟
سكت ابو عبدالله بضعف حيلة .. لكنه رد عليه ::/ من طيب أخلاقك يابو مشاري انك صبرت علي ... ولو تصبر زود بكون شاكر لك .. لحد ماتستقر أموري واشوف اللي لي واللي علي ..
ابتسم ابو مشاري ::/ ماعليك يا رجال ... بس انا قلت بذكرك لأننا محتاجين سيولة هاليومين كوننا بنبدأ مشروعنا الترفيهي ... لكن مسموح يابوعبدالله .. بس ترى ما اقدراطول عليك ... يعني ليتك تدبر أمورك بعجالة .
تنفس ابو عبدالله بعمق وهم ...
وكمل ابو مشاري ::/ ابو عبدالله انا ماجيتك أضغط عليك أو أقول لك ادفعهم لي الحين والا بكرة ... انا قلت اننا راح نحتاجهم وانا بصبر عليك لحد ما تجي حاجتهم ...
ابتسم ابو عبدالله على مضض ::/ وانا قلت لك ان شاء الله انهم بيرجعون .. وانا ماتعودت احط شي في ذمتي ..
ابو مشاري وهو يلطف الجو لكن بتنغيز ::/ عموما انا ماكان هذا هو موضوعي لكن ذكرته وانا بمشي .. أنا جيتي لك اليوم كلها علشان نتقرب منكم ... وانا تراي ابطلع الحين وأملي في موافقتكم كبير .. لأن نسبكم ما ينعاف يا محمد ويشرفني انكم خوال احفادي ..
حس ابو عبدالله بنوع من العزة ووقف يودع ابو مشاري اللي قام هو ومصعب بيطلعون ..
ابو عبدالله :/ أفا عليك يابو مشاري .. انت بس عطني مهله كم يوم نتشاور ونرد لك خبر ..
صافحه ابو مشاري وضغط على يده ::/ ولو تم الموضوع .. ترى هالمليونين مايغلون على ام احفادي ... هي لها عطية مني انا كهدية زواج لها ... غير مهرها وتكاليف العرس ..
عصب ابو عبدالله وتوه بيرد لكن قاطعه ابو مشاري بابتسامة ::/ انت اجمع هالمليونين وبدل لاتعطيني اياها عطها عذا ... وقل لها انها من عندي .. والا ان كان ولابد سلمها لي شيك وانا بطلع من عندك واسلمها عذا ... انا قلت كلمتي يابو عبدالله وما راح ارد فيها ...
سكت ابو عبدالله وماقدر يرد على كلام ابو مشاري لأن ماعنده أصلا رد ...
واللي أقلقه زيادة وخوفه .. نظرات ابو مشاري نفسها ..
كأنه يبي يوصل له فكرة .. وهي انك يا معي ياضدي .. وان كنت بصفي فـ ابشر بعزك لكن ان ما سويت اللي ابغاه فـ السلام عليك ..
حاول مايظهر توتره وسلم على ابو مشاري و ودعهم وطلع معهم لحد ماوصلهم لسيارتهم ..
وبعدها رجع وهو مهموم ومتضايق و دخل للصالة يبي يتكلم مع أحد ... و مو أي أحد لا .. بالتحديد هي .. اللي تريحه وتشيل عنه همومه ..

طلع لجناحهم فوق ولقاها جالسة على الكنبة في غرفة النوم ... دخل من دون ما يسكر الباب وراه ورمى شماغه على السرير وراح يجلس جنبها ...
ام عبدالله بلهفة ::/ هاه وش كان يبي ؟؟
التفت عليها ابو عبدالله وبعدين رجع نظره لحضنه ::/ مثل ماتوقعتي ؟؟
شهقت ام عبدالله والعبرة خنقتها ::/ كنت حاسة وقايلت لك بس انت ماصدقتني ...
تدارك ابو عبدالله الموقف ::/ لالا مو مثل ماتصورتي انتي .. لكن هو اليوم جاي يساومني ؟؟
رفعت ام عبدالله حاجبها مستفهمة ::/ كيف يعني مافهمت ؟؟
ابو عبدالله ::/ يبي عذا لمصعب ...؟
طارت عيونها ام عبدالله من هالطلب الغريب ؟؟ عذا لمصعب كيف وليش ؟
ام عبدالله ::/ بس عذا مخطوبة لزياد ؟؟
طالعها ابو عبدالله بغضب ::/ ومن متى خطبها زياد هاه ؟؟ ثلاثة اللي رديناهم ومنهم خالد ولد اخوي يا الجوهرة علشان خاطر ولد اخوك لكن انا ماشفت منه اي بادرة .. حتى عمه اللي المفروض انه يعرف بالسالفة مايدري عن شي .. وهو اليوم بنفسه قال لي انه ماكان يدري عن ان زياد يبي عذا ..
قاطعته ام عبدالله ::/ بس يامحمـ ـ ـ
ابو عبدالله ::/ الجوهرة ... انا بـ شاور عذا وعلى أساسها نحكم ،، يكفي أني كنت أرفض اللي قبل من دون لاأرجع لها ،،...و مو معقولة أرفض الخطاطيب وهم يستاهلون من يقربهم علشان ولد اخوك اللي ماقال لعمه شي .. أخاف يجي الوقت اللي يصدمنا فيه زياد ويتزوج وحده ثانية وساعتها بنتي من يبيها بعد ماكنت ارفض واقول انها مخطوبة لولد خالها اللي تركها في ظروف غامضة وتزوج وحده غيرها من دون مايقدم اسباب مقنعة ؟؟ تتوقعين ساعتها الناس بترحم بنتي من الكلام ولا راح يتكلمون في أخلاقها أو أي شي يمس حياتها ؟؟؟...
نزلت ام عبدالله راسها وهي شبه مقتنعة بكلام ابو عبدالله .. لكنها متأكدة ان زياد يبي عذا وهو كان يلمح لهم ولازال يلمح ..
تنهد ابو عبدالله وهو يحاول يمسك نفسه وكمل::/ يقول لو زوجتنا بنتك بنتنازل عن المليونين ؟؟
شهقت ام عبدالله مستغربة ::/نعـــــــــــــم ؟؟
ابتسم ابو عبدالله ::/ قال لي فيما معناه هالكلام ..
ام عبدالله واخذتها الحمية ::/ يعني بتساوم على بنتك يامحمد ؟؟
ابو عبدالله بقل صبر ::/ لاحول ولاقوة الا بالله .. يا بنت الحلال انا الحين اذا قلت بشاور البنت وأكسب الدين يعني بساوم عليها ؟؟
وقفت ام عبدالله بعصبية ::/ محمد انت مو طبيعي اليوم ؟؟ ابد مو طبيعي .. بتفهمني انك حتى الدين ماراح ترده لهم ؟؟ وبعدين لنفرض انك زوجتها مصعب ؟؟ تبي بعدين يعايرونها بهالمليونين اللي معك ؟؟
وقف ابو عبدالله مواجه لها ::/ اسمعيني زين ... انا بشاور عذا ان هي وافقت خير وبركة ومااكون وقفت في طريقها وفي نفس الوقت الدين بيروح مني هدية لعذا بمناسبة زواجها وبكذا نكون كسبنا من الجهتين ... أنا آخذ راحتي في التسديد وعذا تستفيد ... ! وإن عذا ماوافقت فانا مالي بد أشوف أموري واحاول ارد الدين اللي ماظنتي ابو مشاري بيمهلني وقت اكثر علشان اردهم له وبيطالبني به في اقرب فرصة علشان يتشفى مني اني رفضته .. (( ونزل راسه وهو يتنهد ))
قربت له ام عبدالله بخوف على شريك حياتها وحطت يدها على يده ::/ يعني وش ممكن يسوي ؟؟
رفع محمد عينه لها ::/ انا كاتب سندات والتسديد استحق تاريخه من شهر وانا مارديت لهم ولابديت اقسط عليهم ولا ريال ... وفوق كل هذا رهنت البيت ..؟
شهقت ام عبدالله ::/ راهن البيت ؟؟
ابو عبدالله وهو يعطيها ظهره ::/ اضطريت اسوي هالشي ,, لكن من هالناحية مشاري مطمني انهم ماراح يتخذون هالإجراء مهما كان ..
ام عبدالله ::/ بس انت الحين تتعامل مع ابو مشاري مو مشاري ؟؟
ابو عبدالله ::/ وهذا اللي مخوفني ...
ام عبدالله بتشكيك ::/ يعني ممكن يقدم اوراقك للمحكمة ويسجنونك او يأخذون بيتك ؟؟
ابو عبدالله وهو يتمدد على السرير ::/ لا ان شاء الله ما اتوقع هالشي يصير ..
ام عبدالله بنرة خوف ::/ لا يا محمد توقع اي شي منه ... واكبر دليل شوفه اليوم وش سوا معك ...
تنهد ابو عبدالله من كلام زوجته .. والهم زاد عليه .. بالأول كانت المشكلة عنده مع شركة الشحن والصدمة اللي ضربتهم بها وأن التعويض الله يخلف عليهم فيه .. يعني ماراح يطلع لهم ولا ريال حتى لو رفعوا قضية وتمرمطوا في المحاكم ..!!
. لكن الحين زاد الحمل والديانة صاروا يطالبونه ... وهو ماله حيلة ولايدري وش يسوي ..لكن اللي متأكد منه انه مستحيل بيغصب عذا على هالزواج ان هي ماوافقت ... هو بيوضح لها موقفه من زياد لكن يغصبها علشان يساوم بها لا وألف لا .. هذي بنته قطعة منه مستحيل يلعب فيها ,,,
------------------------------------------------------------------------------
كان مشاري في هالوقت معصب وثاير والشياطين تنطط قدام عيونه .. سلبية اخوه وانقياده وراء ابوه مع العلم انه كان عارف عن زياد وخطبته لبنت عمته إلا انه مع ذلك ما اهتم وراح مع ابوه وخطبها له ...
مشاري بعصبية ::/ يبه اللي سويته مايسويه عاقل أبدا ..؟
اشتعلت عيون ابو مشاري من الغضب ::/ مشـــــــــــــــــــاري ..!! لاتنسى إني مازلت ابوك ... وانت من وصلنا وانت قاعد تقط كلام مايقوله عاقل لأبوه ؟؟
تنفس مشاري بتعب ::/ انت على العين و الراس يبه لكن الحق ينقال ؟؟ كيف تخطب لمصعب بنت ابو عبدالله وانت عارف ومتيقن ان زياد قايل لك انه يبغاها ..
ابو مشاري ببرود ::/ لكنه ماقال لي ياعمي خلنا نروح نخطبها ... !
مشاري بعصبية أكثر ::/ لكنه لمح لك ...
سكت ابو مشاري وعم الهدوء للحظة ... نظرات ام مشاري المقهورة ما غابت عن بال مشاري .. عارف ان امه معارضة الفكرة لكن وش تسوي مابيدها حيلة ؟؟ هو يعرف ابوه زين مازين ... إذا بغى شي ممكن يموت في سبيل انه يحصل عليه ... والعناد صفة أساسية في شخصيته ...
لف مشاري لمصعب اخوه اللي كان جالس كمتفرج في الصالة وماتكلم بـ ولا كلمة من جلس معهم وكان بس يسمع وهو ساكت ...
مشاري ::/ وانت يا اخ مصعب ؟؟؟ موافق ابوك على اللي سواه ؟؟ موافق انك تآخذ بنت ابو عبدالله وانت عارف ان زياد يبيها ؟؟
نزل مصعب راسه بحيرة ::/ مشاري اذكر الله .. هم حتى للحين ماردوا علينا ؟؟
مشاري وهو ماسك نفسه بالقوة ::/ وإذا وافقوا ؟؟
طالعه مصعب بخوف وبعدين قال ::/ معناته ان الله ماكتبها من نصيب زياد ..
وقف مشاري بعصبية من برود ابوه واخوه ::/ انت تستهبل علي ؟؟ والاتستهبل على نفسك ؟؟
ابو مشاري ::/ مشــاري خلصنا من الموضوع ... خطبه وخطبناها وانتهينا .. والحين ننتظر ردهم ؟؟ ان كانوا شارين ولد عمك فهم بيرفضون وان كانوا موافقين فما عندنا مشكلة ...
التفت مصعب على ابوه بعد هالكلمة وهو حاس بتأنيب الضمير .. حاس انه يخون زياد لما وافق ابوه على الخطبة ؟؟ كيف بيقابل زياد بعد مايعرف انه راح وخطب بنت عمته اللي كان يبيها ورفض سحر اخته اللي قدمها له ابوه علشانها .. والا وش راح يكون موقفه لو فعلا البنت وافقت عليه ؟؟ كل شي تكركب على راسه وهو نظراته لازالت معلقة على ابوه .. ومو عارف وش اللي طيحه هالطيحة الشينة ...
في هاللحظة وصل مشاري قمة الغضب من تصرف ابوه واخوه الأناني ؟؟
حس بشعور زياد لو رجع من السفر او حتى وصله خبر أن مصعب اللي يعتبره مثل أخوه خطب البنت اللي هو حاط عينه عليها ...
مشى مشاري بخطوات ثقيلة تهز الأرض طالع من الغرفة ... تقابل مع سحر عند المدخل وبغى يضرب فيها لكن قدر يتفادها في اللحظة الأخيرة ..
شهقت سحر لما شافته بهالوضع وما حبت تكلمه لأن شكله معصب وممكن يطلع حرته فيها ..
مشت داخله للصالة ولاحظت الوجوم على وجوه الجالسين في الصالة ..
قام ابو مشاري وعلى طول طلع من المجلس وراح لجناحه يرتاح .. اما مصعب فـ تنهد بتعب ورمى شماغه على الكنب وانسدح عليه وبيده الريموت ... كان من ملامحه يوضح ولاكأن شي صار ,, لكنه داخليا يحترق من الندم على اللي سواه ..
مشت سحر وجلست جنب أمها ..
سحر باستفهام ::/ وش فيكم وش صاير الدنيا شابه ضو ؟؟
التفتت لها امها ::/ ولا شي بس موضوع يخص ابوك واخوانك ..؟
لوت سحر بوزها ::/ يعني مايحق لي اعرف ؟؟
تنهدت امها بملل ::/ بتعرفين بس مو الحين ..
سكتت سحر عن امها لما حست انها مو في مزاج تقولها اي شي ...
أما مشاري فطلع وهو يتحرطم و يتوعد ... مقهور على الآخر من اللي صار .. المشكلة انه ماكان يدري بالمشوار الي قصده ابوه لما قال لمصعب والا كان قدر يتدارك الأمر ويوقفهم عند حدهم ..
طلع الدرج بخطوات سريعة وثقيلة ... ومنزل راسه من الألم والغضب ...
وفجأة ... طلعت هي في وجهه من دون شعور ...
كانت حاملة الستاند بيد واليد الثانية فيها الكاميرا الكبيرة ...
فـ من الربكة اللي سيطرت على أطرافها من أول ماشافته طالع في وجهها ... تركت اللي في يدها علشان تنفذ بجلدها وتتوارى في اي مكان ... لكن انتبهت انها كاميرة سحر الثمينة .. فـ شهقت بأعلى صوته ...
هو من الخوف والإرتباك والغضب ما حس بنفسه الا وهو يلتقطها قبل لاتطيح على الأرض وتصير حطام ... مسكها بيده وبعدها غمض عيونه وتنهد بارتياح أنه لحق عليها ..
تقدم لها من دون وعي وسلمها الكاميرا يد بيد وبعدها مشى وراح لغرفته ... كل هذا صار تحت تأثير الصدمة من دون وعي ولا واحد فيهم .. كل الأثنين كانوا يتصرفون بتسيير ... كأن احد يحركهم وهم منومين مغناطيسيا ...
جمدت رُكب ندى ... وجلست في مكانها وبيدها الكاميرا ... وجنبها الستاند ..
كان كل تفكيرها منصب على وضعها وكيف انها طلعت قدام مشاري بهالصورة ... بالبيجامة .. والشعر المنكوش ...؟
حسبي الله على بليسك يا سحر ... كان لازم يعني تقولين لي جيبي اغراض التصوير علشان نآخذ لنا كم منظر طبيعي من الحديقة لزوم الزواج ؟؟؟؟؟؟؟
-----------------------------------------------------------------------------
بعد كل اللي صار ... وفي حدود منتصف الليل من نفس اليوم ...
دخلت سارة وعيونها حمراء ومبين عليها انها متضايقة او كانت تصيح ؟؟؟على عذا اللي كانت جالسة تقرأ رواية ..
طالعتها عذا مستغربة وخايفة ..
عذا ::/ وش فيك سارة ؟؟
سكتت سارة وماردت عليها .. كل اللي سوته انها تقدمت وجلست جنب عذا على السرير .. ونزلت راسها و كفوفها في حضنها ...
تعدلت عذا في جلستها ::/ سارة ...!؟ (( ونزلت راسها تشوف ملامح سارة ))
سكتت سارة شوي وهي تبعد وجهها وبعدين قالت ::/ عذا انتي تحبين زياد ؟؟
شهقت عذا من الخوف ولفت بوجه سارة لها ::/ زياد صاير فيه شي ؟؟
ارتبكت سارة ::/ لالا .. انا ماقلت كذا .. أنا اقول تحبينه والا لا ؟؟وجاوبيني بصدق ؟؟
طالعتها عذا بنظرات تشكيك ::/ وليش تسألين ..؟
عصبت سارة واعتلى صوتها ::/ عذا ردي على قد السؤال وخلاص ..
عذا ::/ طيب طيب لا تعصبين ..
سارة والعبرة بدت تخنقها ::/ يالله قولي تحبينه والا لا ؟؟
استحت عذا ووردت خدودها لكن ماحبت تبين هالشي ::/ عادي ..
تنهدت سار بقل صبر ::/ كيف يعني عادي ؟؟
عذا ::/ا مممممم يعني ما أكرهه ؟؟
سارة ::/ يعني تحبينه ؟؟
هزت عذا راسها بلإيجاب وهي مبتسمة ..
سارة ::/ طيب من تحبين أكثر هو والا ابوي ؟؟
طالعتها عذا بنظرات متعجبة ::/ كيف تتجرأين وتحطين الأثنين في مقارنة ؟؟
سارة بفرحة ::/ يعني تحبين ابوي اكثر ؟؟
عذا ::/ أكيد .. بس بعد أحب زياد ..
ضحكت سارة من عفوية عذا وبعدين قالت ::/ يعني لو خيروك بين الأثنين بتختارين ابوي ؟؟
عذا ::/ وليش يخيروني ؟؟
سارة::/ يعني افرضي لاقدر الله خيروك ؟؟ من تختارين ؟
سكتت عذا بتفكير ::/ مادري من اختار بالضبط .. لكن يمكن على حسب الوقف ..
شهقت سارة ::/ يعني ممكن تتخلين عن أبوي علشان زيادوه ؟؟
طالعتها عذا بنظرات خوف ::/ ماقلت كذا ...
سارة باندفاع ::/ طيب لو قالوا تتركين زياد والا نسجن ابوك وش تسوين ؟؟
خافت عذا من هالكلام ::/ ومن بيقول لي هالكلام ان شاء الله ؟؟
سارة ::/ انتي افرضي ؟؟
شكت عذا في الموضوع وقرصها قلبها ان فيه شي صاير واحساسها عمره ماخاب
عذا ::/ سارة .. تكلمي بوضوح وش انتي سامعة او وش صاير انا مادري عنه ؟؟
بلعت سارة ريقها وكانت على وشك انها تقول كل اللي سمعته بين امها وابوها . لكن مسكت نفسها وقامت من عند عذا ,,
سارة قبل لاتطلع ::/ مافيه شي صاير .. بس انا بقول لك شي حطيه في بالك زين وتذكريه في وقته .. ترى الأب ما يتعوض ان راح .. علشان كذا الله يخليك حطي ابوي دائما من ضمن اولوياتك اللي لايمكن تتنازلين عنها حتى لو على حساب سعادتك .. وان كان مو علشانك فـ على الأقل علشاني انا أختك ... او ان حبيتي علشاننا كلنا احنا اخوانك وانتي معنا ..!
ومشت عنها وطلعت ... وتركت عذا وراها محتارة من هالكلام اللي قالته سارة لها والأسباب والدوافع اللي خلتها تفكر هالتفكير ؟؟؟
وقررت بكرة من تشوفها تسحبها بالكلام لحد ماتعترف وتقول ليش قالت هالحكي ؟
-------------------------------------------------------------------------------

dali2000 13-03-10 02:44 PM

منهارة على السرير تصيح وما جف الدمع من عيونها من ساعة ما قال لها ابوها الكلام اللي جرحها وحطم قلبها ومشاعرها الرهيفة الرقيقة اللي عمرها ما واجهت مثل هالمواقف القاسية من دون مايكون احد معها يساندها و ينور طريقها ..
تذكرت عبارات ابوها الرنانة ... (( زياد ماخطبك مني رسمي ... وابو مشاري جاي يخطبك لولده )) يعني وش معناة هالكلام ؟؟؟ أن زياد خلاص مايبيني ؟؟ قرر يأخذ بنت عمه علشان كذا أرسل عمه يخطبني لولده ؟؟ والا شلون يسمح لهم يتقدمون لي وهو يبيني ؟؟؟
أفكارها تزيد نوبة البكاء والصياح عندها ... مجرد التفكير ان زياد خانها وما يحبها وانه بيتزوج بنت عمه تخليها تفقد السيطرة على مدامعها ... والأدهى والأمر أنها ترحم نفسها على الحب اللي كانت تشيله لزياد بصمت وما يفضحها الا خجلها وعيونها ...
كانت حاضنة المخده وتصيح بعنف ... تسمع صوت دق على الباب لكنها ما كانت في وعيها ولا تحس بنفسها ,,,, ماكانت تحس او تشعر علشان تقوم وتفتح ...
كل اللي تحس فيه ان أطرافها متجمدة وقلبها متقطع وروحها قربت تروح ...
انقضت هذيك الليلة وهي تتألم ألم روحي و تتعذب عذاب نفسي ... مارضت تطلع ولاتأكل ولا تشرب ... واللي رحمها ان اليوم كان الإربعاء يعني بكرة اجازة .. فـ ماراح تضطر تروح للمدرسة ...
كلام ابو عبدالله هذاك اليوم كان جارح بالنسبة لها هي ،،، لكنه عادي ومنطقي بالنسبة للباقين ..
و حكاية انه يجيها ويقول ان زياد ماتقدم لها رسمي وان حتى عمه ما يدري انه يبغاها ولو كان يدري كان ماتقدم وخطبها لولده قلب الأمور فوق تحت .. خلاها تفكر ان زياد فعلا ممكن يتزوج سحر وانه حاط عينه عليها .. خصوصا بعد ما شافت هديته لها هذاك اليوم ... وكلام البنات عنها وعنه في نفس يوم الحفلة خلاها تحس وكأنهم فعلا عاشقين ..
في اليوم الثاني ... و بعد الظهر صحت من النوم وهي تحس عيونها تعورها بسبب الصياح اللي صاحته أمس ...
حاولت ترفع راسها من على المخده ... وبألم شديد قدرت ترفع نفسها وتقوم ..
تعوذت من الشيطان لما بدت ترجع لها نفس الأفكار مرة ثانية ... خافت لا ترجع تصيح وهذا مو وقته لأنها تبي تفهم من سارة الشي اللي دفعها تقول الكلام اللي قالته هذاك اليوم ... مليون بالمية كان عندها خبر ... واللي عندها شي مايطمن أبد ومن هذا ما قالت لي شي لما سألتها .......................!؟
دخلت الحمام خذت لها دش دافي ينشطها في هالأيام الباردة ... ثم طلعت وصلت الظهر ،،، ومن خلصت على طول قامت ... مشطت شعرها و توجهت للباب طالعة رايحة لسارة .. اليوم يا قاتل يا مقتول لازم تتكلم وتقول كل اللي عندها ..
أول ماطلعت انتبهت لأبوها جالس في الصالة العلوية ومعه اوراق وخرابيط يحوس فيها ... حاولت ماتحط عينها بعينه او تطالعه علشان ما تنفضح مع أنها مفضوحة من اللي سوته امس .. لكن الفرق انها امس ماكانت في وعيها اما اليوم فهي في كامل قواها العقلية ...
مشت على طول وهي تتمتم بـ صباح الخير ... وصلت لغرفة سارة وبهدوء فتحت عليها الباب ... حصلتها جالسة على الأرض وترسم العمل المكلفة به للمدرسة ...
رفعت عينها سارة وشافت عذا واقفة عند الباب ... أول شي ابتسمت فرحانة لأنها طلعت من صومعتها والحين يقدرون يتفاهمون معها ...
لكن الحزن المرسوم في عيون عذا ... وتقوس فمها للأسفل مسح ابتسامة سارة وحول نظراتها لنظرات اهتمام وتعجب ...
سارة مستغربة ::/ وش فيك عذا ؟؟
تركت عذا مقبض الباب وتقدمت لحد ما صارت واقفة على راس سارة ...
ماقدرت تتماسك أكثر .. و في لمح البصر نزلت دمعة صغيرة لؤلؤية على خدها الوردي ...
عذا وهي تحارب سيل الدموع ::/ سـ ـ ـارة ... للمرة الألف أسألك بربي اللي خلقك وخلقني .. انتي ليه قلتي لي هذاك الكلام هذاك اليوم ؟؟
انقبضت اعصاب سارة من التوتر .. ::/ عذا عادي ... يعني كان كلام عادي ؟؟
عذا ودموعها خانتها ::/ لا مـ ـ مو عادي ياسـ ـ ــــارة لما تدخلـ ـ ــــيــن علي بنص الليل علشان تقولين لي خلي ابوي من ضمن أولوياتك ؟؟؟ وتقارنينه بـ ـ ـ زيـ ـ ـ زيـ ـاـد ..!
ماقدرت تمسك نفسها عن الصياح لما نطقت اسمه ...
وفعلا انهمر شلال دموعها ... وصارت الدمعة تسحب اختها ... لحد ماغرقت خدودها .. هذي هي عذا فعلا ... ماتقدر ماتصيح ... ماتقدر ماتعبر عن مشاعرها بالدموع والنحيب ...ماتقدر تعالج جروحها بصمت وصبر ... حساسيتها الزايدة اللي مأثرة على تصرفاتها تخليها تسوي أشياء ينفطر قلب الواحد عليها لما يشوفها ...
كلامها حركات يديها وترميش عيونها ... كلها تستدعي من اللي واقف قدامها انه ما يمسك نفسه هو الثاني وممكن ينخرط معها في الصياح ...
سارة كانت ساكتة وتلعب بالقلم بين أصابعها ...
صرخت عليها عذا ::/ تكلمي سارة ... أحلف بالله انك تعرفين شي بس مخبيته علي ..؟ صح ؟
تنهدت سارة وبعدها طالعتها بعيون حزينة ::/ وش تبغيني أقول لك ؟؟
زاد صياح عذا ::/ قولي الصدق ... ان زياد ماعاد يبغاني وخطب سحر ...
شهقت سارة وقامت من مكانها متوجهه لعذا ::/ لا والله مو هذا اللي قاعد يصير أبدا .. أصلا زياد مايتجرأ يسوي هالسوات فيك ... كان اقلع عيونه من محاجرها
عذا ::/ أجل وش اللي بتقولينه لي ؟؟
مسكتها سارة من يدها وجلست معها على السرير ...
كانت مترددة حد النخاع ... ماتبي تقول شي وبعدين تندم عليه ... ماتبي تعلمها باللي سمعته هذيك الليلة من امها وابوها لأنها تخاف يعصب عليها ابوها خصوصا انه ماقال لهم شي بخصوص هالموضوع ...
عذا بقلة صبر ::/ يالله سارة قولي ..
سارة بتردد ::/ اسمعيني زين ... والكلام اللي بقوله ترى أبوي مايرضى أعلمك فيه لكن انا مااقدر ما اقول لك ..
عذا بخوف وتمسح دموعها بظهر يدها ::/ لا تخوفيني أكثر .. تكلمي الله يخليك ..
هزت سارة راسها بلإيجاب ::/ اسمعي ... ابو مشاري يوم يجي هذاك اليوم ... جاء أول شي علشان يخطبك لمصعب ...امم وـ ـ ــ وـ ـ ـ ـ وـ ـ ـ ـ ـ و
استحثتها عذا ::/ ايوه كملي ..
تنفست سارة بعمق ::/ و و وو علشان يطلب من ابوي فلوسه ....؟
عقدت عذا حواجبها وسكتت ماردت تنتظر سارة تكمل ...
تنهدت سارة ::/ وابوي قال له ان ماعندي شي حاليا .. لكن ان شاء الله بدبرهم لك ..
عذا ::/ طيب ... وهو وش رد عليه ؟
سارة ::/ قال له انه محتاجهم هالفترة ضروري ....
عذا ::/ طيب انا وش دخلني جيتي تقولين لي هذاك الكلام ..
طالعتها سارة شوي وهي مترددة ..
لكن بعدين قالت ::/ انتي اللي بتحلين المشكلة ... وعلشان ما يسجن ابوي ؟؟؟
شهقت عذا وحطت يدها على فمها ::/ ينسجن ؟؟؟
سارة والدموع تزاحمت عند عيونها ::/ ايه ... ابوي لازم يرجع الفلوس لأبومشاري خلال هالفترة ... وقال لأبوي اذا انتي وافقتي على مصعب فـ ابو مشاري بيقدمهم لك هدية .. يعني ماعاد راح يطالب ابوي بهم ..
سكتت عذا دقايق منصدمة من الكلام اللي سمعته ...وبعدها عقبت ::/ وابوي وش رايه؟؟
تنهدت سارة وهي تقوم ::/ ابوي يقول ماراح يجبرك على الزواج علشان هالسبب .. يعني في الأول والأخير الأختيار لك .. لكن هو ماحب يرفض مصعب وهو شاب يستاهل علشان زياد اللي لحد الآن وهو مو مفتكر فيك ... والفلوس يقول لو رفضتي هو بيحاول يتدبر امرها والله ماراح يتركه او يتخلى عنه ...
انجرحت عذا من هالكلمة ؟؟ كيف لحد الحين مو مفتكر فيني ؟؟ معقولة ماعاد اجي على باله أبداً ؟؟
عذا بحيرة وألم ::/ يعني ؟؟ وش الحل في رأيك ؟؟
لفت لها سارة ::/ الرأي لك ... شوفي من اللي يستاهل التضحية .. أبوي والا زياد ؟؟
سكتت عذا والحسرة تعصر قلبها ...
أبوها و زياد ولأول مرة ينحطون في كفتي الميزان .. وفي مقارنة صعبة جدا ...
هذا أبوها اللي مغرقها بفضله وحبه وحنانه وخوفه عليها .. وهذاك زياد اللي عاشت طول عمرها تتمنى اللحظة اللي الله يكتبها لهم وتجتمع معه في بيت واحد ...
كيف الزمن يقسى عليها ويخيرها بين أعز اثنين على قلبها ...
لو فكرت في ابوها لازم تنسى زياد وهذا اللي ما تقدر عليه ... وان قررت تفكر في زياد فـ مستحيل بترتاح من ناحية أبوها وتتركه لوحده في هالمعضلة وهي بيدها انها تساعده ... اللي متأكدة منه ان ابوها مستحيل بيقولها وافقي علشان ارتاح من هالدين .. واللي تعرفه أكثر ان ابوها ماعنده السيولة والمادة اللي تخليه يسدد في الوقت الحالي ..
وابو مشاري ذيب وما ينضمن ... وياما سمعت عنه قبل وعن معاملته لزياد وندى و هم عيال أخوه فـ كيف راح يسوي بأبوها اللي مافيه بينهم علاقة ...
-------------------------------------------------------------------------------
في نفس الوقت ... واليوم ...
عبير كانت جالسة مع امها وراكان اخوها في الصالة ...
ونظراتها معلقة على الدرج اللي قدامها تطالع في أريج اختها اللي انهدت عليهم بالصراخ والرفض الجازم ... ولما ماشافت منهم استجابة وانهم ممكن يوافقون على هالعرض ،، عصبت منهم وتركتهم وراها وطلعت هي للدور الثاني بعصبية وغضب ..
التفت راكان لعبير باستغراب ::/ وش فيها عصبت ؟؟؟ سامعة شي عن العائلة أو عن الولد وما تبغاهم ؟؟
انتبهت له عبير وصحت من سرحانها ...
ردت ام راكان ::/ وهي من وين بتعرف هالولد أصلا .. بس تلقاها مو متقبلة فكرت زواج أختها ...
التفتت عبير لأمها لما قالت هالكلمة (( زواج اختها )) يعني هي ممكن تتزوج ...؟؟ وتنتقل لبيت غير بيت اهلها ..؟؟ وزوج غير الزوج اللي كانوا معلقينها فيه لحد ماتعلقت روحها فيه غصب عنها ومو بيدها ...... واللي للأسف الأيام والأقدار ماشاءت انها توضح هالشي وتبينه ... وتركتها على ماكانت عليه لما كانت توضح غير اللي تحمله في قلبه ...
انتبهت عبير لأنوار اختها اللي وقفت قدامها تهمس لها ..
انوار ::/ عبير أنا لازم اروح للمكتبة اجيب كراسة تلوين لأن ماعندي ولا عندي ألوان حتى ..
حاولت عبير تقمع تفكيرها وتركز مع اختها ::/ خلاص اشوف اليوم ان قدرت والا خليهم بكرة ...
انوار ::/ ترى لازم اشتريهم قبل يوم السبت ...
قاطعهم راكان لما سمعها ::/ وش اللي تبغينهم قبل يوم السبت ...؟
خافت انوار شوي .. بس بعدين تجرأت ::/ ألوان وكراسة ...
ابتسم راكان على خوف اخته الصغيرة ... لكن قلبه ماانقطع منه الأمل أنه في يوم اللي انكسر ممكن يتصلح ،، ومثل ما صارت أريج تتقبله وتثق فيه .. اخواته الصغار راح يوصلهم الدور أكيد ...
ابتسم راكان ::/ خلاص اليوم العصر اروح انا وانتي ... بس قبل (( وطالع عبير باحراج )) لازم احد يتبرع لنا ...
ضحكت عبير على تعبير اخوها ::/ ولا يهمك .. المتبرع تحت أمرك .. بس عساه يلقى شي في جيبه ..
ضحك راكان بامتنان ::/ الله يفتح علي وأقدر اشتغل بشهادتي ... ولاتحتاجون شي ..
ام راكان وعبير ::/ آمين يارب العالمين .,
وقفت عبير واستأذنت منهم انها بتطلع ...
ام راكان ::/ وين بتروحين ؟؟
عبير ::/ بروح اشوف وش سالفتها بنتك ؟؟
ابتسمت ام راكان ::/ زين الله يعينك ..
طلعت عبير للدور الثاني وبالها مشغول من ناحية أريج وردة فعلها العنيفة ... مشكلتها انها لحد الآن ما نست اللي صار ومصرة انها تتذكره حتى بعد ما مرت على السالفة فترة مو قليلة ...
لما وصلت لغرفة أريج حصلت الباب مفتوح وهي جالسة على سريرها وحاضنه رجولها لصدرها ولحيتها على ركبها ... كأنها تفكر او مهمومة ...
تنهدت عبير من اختها ومشت رايحة لها ... دخلت عليها من دون ماتنتبه لها أريج ..
مشت وجلست جنبها وأخيرا في هاللحظة لاحظت أريج تواجد شخص ثاني معها بالغرفة ...
ابتسمت أريج بحزن وبادلتها عبير نفس الإبتسامة ... نزلت أريج عيونها وهي تمسح على رجولها بأصابع يدها النحيفة ...
أريج بابتسامة وراها عبرة ::/ سبحان الله ... وكأن عقوبة ندى نزلت علي ... لكن ربي ابتلاني في اختي مو في نفسي ... وياليت كنت انا المبتلاة كان اهون على قلبي (( ورفعت عيونها )) والا من كان يصدق انك انتي ماراح تأخذين نواف ؟؟؟
فتحت عبير عينها مستغربة من كلام اريج ::/ وش قصدك بعقوبة وابتلاء ؟؟؟ وش مسوية بالبنت انتي ؟؟
بلعت اريج ريقها وهي تمدد رجولها ... لعنت نفسها ماتدري وشلون انفلت لسانها وتكلمت ::/ شي مايسوى بس انا احس انه كبير ...
عبير مبتسمة ::/ ووش هو هالشي ؟؟
ضيعت اريج السالفة ::/ خرابيط بنات ،،، المهم خلينا فيك انتي الحين .. كيف توافقين يا عبير على مثل هالزواج الغير متكافئ ؟؟ نسيتي وش سووا فينا هذيك الأيام ؟؟ والحين بكل بساطة جايين يخطبونك لولدهم ؟؟؟ شايفينا ميتين عليهم والا متصورين ان حنا ممكن نوافق عليهم علشان فلوسهم ؟؟
ابتسمت عبير ::/ اعصابك و شوي شوي على عمرك ؟؟ وبعدين اللي خطبوني عمة حنان .. مو اهلها ..
أريج بعصبية ::/ المهم انهم نفس العائلة ...
عبير ::/ لا مو نفسهم ... الحين تقارنين عمة حنان بـ أمها ..؟؟؟
أريج ::/ عبير لاتجننيني ؟؟ حنان وعمتها وامها كلهم نفس الشي .. والا ما كان ساومت عليك العمة ودفعت فلوس فستانك ومقاضيك يوم زواج نهلة علشان تضمن موافقتك على ولدها ؟؟؟
عبير ::/ لاتحكمين على أحد من دون ما تعاشرينه ولا حتى تشوفينه ؟
عصبت أريج وطالعت أختها بنظرات عصبية حارقة ..
ضحكت عبير ::/ اعصابك علي .. وهدي اللعب
أريج ::/ ونواف ؟؟
تجهمت ملامح عبير ::/ وش اللي طراه على بالك ؟؟
اريج بنبرة تحسف::/ الله يالدنيا الحين وش طراه على بالي ؟؟؟ مو كنتي قبل ترفضين تتملكين عليه ومعذبته معاك ؟؟ والحين عادي عندك تتزوجين مرة وحده ؟؟
نزلت عبير راسها ::/ نواف كان شي وهذا شي ثاني ؟؟
أريج بعصبية ::/ أكيد نواف غير ؟؟؟ لأنك تقدرين تلعبين عليها و تمشينه على كيفك وهو ياقلبي عليه مطاوعك ومايبغى يزعلك ومخليك على راحتك ؟؟ لكن وش حصل ؟؟ انك ترفضينه هذيك الأيام علشان توافقين على هاللي مايتسمى .. وعلشان إيش بعد ؟ظ لأن امه تبرعت لك بكم ريال ؟؟؟
وقفت عبير بعصبية وهي جروحها رجعت تتفتح ::/ لو سمحتي أريج اللي صار من ام ناصر ماله دخل ..؟؟
و بعدين لا تلقين اللوم علي .. و لو سمحتي لا تنسين اللي صار بيني وبين نواف ؟؟ ولاتنسين الموقف اللي شافني فيه ؟؟؟ هل تتوقعين بيرجع مرة ثانية ويطلبني للزواج ؟؟ قاطعتها اريج ::/ بس انتي ماصار لك شي ؟؟
صرخت عبير بألم ::/ انا عارفة وانتي وامي وكلنا عارفين لكن هو لا ..؟ مايدري ولا يعرف الا اللي شافه هو مايعرف إلا انه شافني في هذاك المشهد ... وفوق على هذا الكلام اللي قاله لي ؟؟؟ هل تتوقعين ممكن يرجع لي مرة ثانية .. أو أنا ممكن اتقبله ؟
اريج ::/ لكن هذا مو مبرر لك تأخذين واحد غيره وهو من زمان خاطبك ..
عبير ::/ وانا برفضه ..............!!
انصدمت أريج ::/ عــبــيـــر ...؟
عبير ::/ اللي سمعتيه ... انا بستخير على اللي خطبني ... وان الله اراد لي خير راح اوافق ...
أريج بتوسل ::/ طيب تكلمي مع نواف فهميه موقفك .. اثبتي برائتك
عبير وهي بتطلع ::/ مو الحين ... كل شي بوقته حلو .. بس انتي لاتعصبين ولاتعقدين نفسك هذي حياتي وانا اعرف بمصلحتي ... ..
طلعت عبير وهي تتقطع من داخلها على اللي قاعد يصير وعلى قدرها وزمنها اللي يمشي عكس ماهي تبي ..
لكن يالله .. هي معروفة من قديم الزمان ..
ليس كل ما يتمنى المرء يدركه ... تجري الرياح بما لا تشتهي السفن ...
-------------------------------------------------------------------------------

بعد اسبوع مؤلم وتعيس .. وتحديدا بعد صلاة الجمعة ...
دخلت ام عبدالله الغرفة وعلامات الصدمة مرسومة على وجهها بإتقان ... حصلت ابو عبدالله متمدد على السرير ويقرأ قرآن ...
دخلت لوسط الغرفة وقابلت ابو عبدالله بعيون مصدومة وزفرات غاضبة ...
ام عبدالله ::/ مــحمــد ....!
رفع ابو عبدالله عينه من فوق النظارة وطالعها بمعناة (( وش عندك ؟؟ ))
جلست ام عبدالله على الكرسي المقابل له ::/ فسر لي وشلون عذا وافقت على مصعب بهالسرعة ؟؟!!
ابتسم ابو عبدالله ::/ عادي اليوم تكلمت معها عن الموضوع على أساس احسسها اني مهتم .. وفاجأتني لما قالت انها استخارت وانها موافقة لو انا اشوف انه رجال يصلح لها ...؟
شهقت ام عبدالله ::/ محمد الله يخليك لاتقنعني انك ماقلت لها شي من الخرابيط اللي قالها لك ابو مشاري عن الدين وخلافه ؟؟
رفع ابو عبدالله حاجبه ::/ انتي توك متعرفة علي يالجوهرة علشان تشكين اني ممكن اقولها هالكلام ؟؟؟؟ الله يسامحك
تنهدت ام عبدالله ::/ معليش محمد لكن مو معقولة انها بتوافق كذا من دون تأثير (( ورفعت حاجبها في استنكار ))
طالعها ابو عبدالله بنظرة غريبة وبسخرية::/ والله ان كنتي مو مصدقتني وشاكة في كلامي روحي واسألي عذا بنفسها .. يمكن هي تصدقك القول أكثر مني ؟؟
ندمت ام عبدالله على اللي قالته ::/ محمد مو قصدي اللي انت فهمت .. لكن انت لازم تراعي موقفي .. لأن بنتي وولد اخوي اللي في حسبة ولدي هم اطراف الموضوع ؟؟
تنهد ابو عبدالله وهو يسكر المصحف ::/ يالجوهرة يابعدهم ألف مرة أقولك حنا مارفضنا ولد اخوك ووافقنا على ولد عمه ... أصلا ولد اخوك ماطلب منا رسمي واحنا معنا عذرنا ..
ام عبدالله بنبرة توسل ::/ طيب اتصل عليه .. قول له ان مصعب خاطب عذا وان كان هو مايبغاها ساعتها معليش نوافق على مصعب وانا مرتاحة نفسيا ...
ابو عبدالله بعدم اقتناع ::/ تبيني اتصل عليه استأذن منه في خطبة بنتي ؟؟ وبعدين هو ما كلمني براسي وقال لي انه يبغى عذا علشان انا اتصل عليه .. ولو هو مسوي كذا كان بيكون لي تصرف ثاني معه ... وافرضي اني اتصلت عليه وقلت له ... و كان هو فعلا مايبي عذا وبطل الفكرة ؟؟؟ ماتحسين اننا نحرجه بكلامنا هذا ... وما تحسين اننا نعرض بنتنا عليه ؟؟؟
قاطعته ام عبدالله ::/ لاتأخذها من هالباب .. حاول تنظر للموضوع بمنظور ثاني
ابو عبدالله ::/ أصلا هي مالها غير هالمنظور نطالعها منه ... وبعدين انتي وش فيك مكبرة السالفة .. خلاص الولد ما عليه كلام والبنت موافقة
ام عبدالله ::/ وانت بتستفيد ........!!
سكت ابو عبدالله وماردعليها لأن كلامها ما أعجبه .. لكن ماحب يجادلها ويطول معها السالفة .. هو عارف انها متأثرة من اللي قاعد يصير لأنها تعز ولد اخوها وخايفة على بنتها ...
.
.
.
تنهدت ام عبدالله وهي طالعة من الغرفة ... مو مقتنعة أبدا بكلام محمد لها .. وشاكة انه قال لها شي عن الدين ومن كذا عذا وافقت .. والا كيف عذا توافق على مصعب و انا عارفة انها تحب زياد ويا ما شفت هالحب والشوق في عيونها ...
مشت رايحة لعذا في غرفتها .. بتفهم منها وتستفسر .. يمكن عذا استحت من ابوها وعلشان كذا وافقت .. ويمكن انا اقدر اقنعها تعدل عن قرارها ..
تقابلت ام عبدالله مع لمياء اللي كانت تطلع الدرج مع مهند ولدها ...
ابتسمت ام عبدالله لوصولهم ::/ اهلا وسهلا بالأولاد الحلوين .. (( وحضنت مهند اللي ركض لحضنها))
تقدمت لمياء تسلم على امها ..
لمياء وهي تحب راس امها ::/ كيف حالكم اليوم .. وش عندكم من علوم ؟؟
تنهدت ام عبدالله من اخبار اليوم البائسة ::/ اهم خبر على الساحة ان عذا اختك بتتزوج ؟
طارت عيون لمياء في وجه امها ::/ زياد خطب عذا أخيراً ؟؟
ابتسمت ام عبدالله بحزن ::/ ياليت ....بس عذا بتتزوج مصعب ؟ ولد عم زياد ؟؟
شهقت لمياء مصدومة ::/ كيف يعني ؟؟؟ وشلون بنتك وافقت ؟
هزت ام عبدالله كتوفها ::/ مادري عنها وشلون وافقت ؟؟؟ كل اللي خايفة منه ان ابوك قايل لها عن سالفة الفلوس ..
هزت لمياء راسها ::/ لا يمه مستحيل ابوي يقول لها هالكلام ..
ام عبدالله ::/ والله مادري عن شي انا ضعت وضاعت علومي .... ضايق صدري على ولد اخوي لكن ما أحد يقدر ..
لمياء بعتاب ::/ يمه يعني زياد اهم من عذا ؟
ام عبدالله ::/ أنا ماقلت كذا .. عذا هي عيوني اللي اشوف بها .. لكن زياد بعد ماله ذنب نظلمه معنا وهو قايل انه يبغى عذا
لمياء ::/ بس كلام ابوي مقنع هو للآن ما تقدم ولا قال شي ؟،، يعني كل اللي كان يسويه زياد انه يلمح عندك انتي بس ...
ام عبدالله ::/ الدنيا ما انتهت .. يمكن يجي اليوم والا بكرة
لمياء ::/ يمه الله يهديك وش اللي يجي اليوم والا بكرة .. إذا هو من زمان قايل او ملمح انه يبي عذا معقولة مايقول لعمه عن هالقرار لحد الآن ؟ ؟
ام عبدالله ::/ مادري والله ... لكن على الأقل نتصل عليه ونشاوره .
لمياء ::/ ابوي وش رأيه في فكرة الإتصال ؟؟
تنهدت ام عبدالله ::/ رافض ويحس ان فيها إهانة لعذا ..
هزت لمياء راسها شبه مقتنعة بكلام ابوها .. مهما عارضوا ابوها في قراراته لكن تضل له نظرة مختلفة عنهم وهو فاهم في الحياة وله خبرته فيها أكثر منهم ...
تنفست ام عبدالله بألم عميق سحيق ::/ مشكلتي اني شايله هم الأثنين عذا وزياد ..
(( وطالعت في عيون لمياء )) يعني عذا اختك وانتي تعرفينها ... أخاف نظلهما لما نزوجها مصعب .. اخاف ما يعرف كيف يتعامل معها وتصير حياتهم صعبة ... ويصير اللي انا اخاف منه ...
عقدت لمياء حواجبها ::/ يمه وش هالفال ؟؟ وبعدين عذا لازم يقوى عظمها لمتى بنصير نراعيها ونداريها .. لازم تفهم الحياة وتدري ان مو كل شي يجي على الهوى
ام عبدالله ::/ أنا فاهمة .. وهي مصيرها تعرف أن الحياة فيها الصعب والسهل .. لكن انا ماعندي استعداد اغامر ببنتي وهي توها صغيرة ولحمها طري...
ضحكت لمياء ::/ يمه اي صغيرة الله يهديك ؟؟
ابتسمت ام عبدالله ::/أنا ودي تكبر شوي ... على الأقل ماتصير بهالشخصية الحساسة وبهالعمر الصغير وتتزوج واحد غير زياد .. يعني لو كانت سارة كان ما خفت وقلقلت هالخوف كله ...
لمياء بنظرة خبيثة ::/ عاد وش فرقه زياد عن مصعب؟؟؟
عصبت ام عبدالله من كلام لمياء ونطت في وجهها ::/ وش فرق زياد عن مصعب ؟؟؟ يعني ماتعرفين الفرق ؟؟ على الأقل ولد خالك فاهم أختك وعارف طبعها يعني مو شي جديد عليه.......
لمياء ::/ يمكن هذا الشي الي خلاه يغير كلامه .. يمكن حس انها ماتصلح له كزوجة ؟؟
تفاجأت ام عبدالله من منطقية كلام لمياء .. وسكتت وماردت لأنها حست ان ممكن هالكلام يكون فعلا صدق ...
قامت الجوهرة من مكانها وهي متذبذبة ... مرة مقتنعة ومرة لا ...
هزت راسها للمياء يعني انها ضربت قلب الحقيقة بكلامها ... ومشت مكمله طريقها لغرفة عذا .. تبي تتكلم معها وتفهم منها موقفها ...
------------------------------------------------------------------------------
دخلت سحر على ندى في الغرفة وعيونها تلمع بالفرح ...
لكنها تأففت بضجر لما شافت ندى تكلم بالتليفون ...
ندى وهي تكلم أريج وعينها على سحر اللي تستعجلها ::/ طيب أريج ... وعبير وش رايها ؟؟
أريج بحزن ::/ شكلها موافقة ... لكن مترددة
ندى ::/ شوفي يا أريج انا عقب اللي صار لي آمنت ان كل شي نصيب وخصوصا الزواج .. والوحده ماتأخذ الا اللي الله كاتبه لها ...
تنهدت أريج ::/ كلامك صحيح ... بس والله عاز على قلبي نواف ..
ندى بحزن ::/ يعني نسيتي انا وطلال ؟؟؟؟ وشوفي وش صار لنا ؟
ارتبكت أريج من هالطاري ::/ عموما ندى أمي تناديني الحين انا أستأذن منك
ضحكت ندى ::/ وانا بعد عندي هالسحر وعيونها تطلق شرار الظاهر في بطنها كلام
ضحكت أريج ::/ خلاص روحي لها
ندى ::/ زين ياللا مع السلامة .. وسلمي على عبورة وامك
أريج ::/ إن شاء الله يوصل ... بس لحظة ندى
ندى ::/ هلا
أريج بتردد ::/ ندى الله يخليك سامحيني وحلليني على أي غلط سويته لك
ابتسمت ندى ::/ وش دعوى أريج ؟؟!!ما فيه بيننا اعتذار وانا ماشفت منك الا كل خير .. بس لايكون مسوية لي شي وانا مادري ؟؟؟(( وضحكت))
ارتبكت اريج لكن حاولت ماتوضح ::/ لا هو انا ماسويت لك شي ... لكن اخاف اني حاشة فيك والا متكلمة من وراء ظهرك
ضحكت ندى ::/ لاهذي معليش خليني أخذ حسناتك
ضحكت اريج ::/ طيب ياللا مع السلامة
سكرت ندى عن أريج وتنهدت وهي تطالع سحر ..
ندى ::/ وش عندك ؟؟ انتي مو خالية عيونك تتكلم قبلك
ضحكت سحر ::/ أول شي انا متشرهة عليك شرهة كبر راسك
ندى ::/ الحمدلله انها كبر راسي يعني صغيرة .. بس لييش عاد هالشرهة ؟؟
سحر ::/ يعني أكيد ومليون في المية انتي عارفة عن هالخبر لكن نذالتك ماسمحت لك تقولين لي عنه وتفرحيني ... مثل خبر ولد عمتك وريم من قبل ؟؟
عقدت ندى حواجبها ::/ وش خبره ؟؟؟
نزلت سحر راسها وهي تتنهد ::/ خبر الخطبة ؟؟
ندى مصدومة ::/ أي خطبة بعد ؟
طالعتها سحر بعيون تلمع ::/ أن زياد خطبني ؟؟؟؟
شهقت ندى وهي توقف ::/ نــــــــــــــــــــعـــــــــــــــــم ؟؟ زياد خطبك ؟؟
استغربت سحر ::/ وش فيك عاد منصدمة ؟؟ لايكون ماتبيني اصير مرت اخوك ؟
تزايدت سرعة تنفس ندى ::/ لا موقصدي لكن وشلون يخطبك وانا مادري ؟؟
ضحكت سحر وهي تسحبها تجلسها ::/ يا حياتي خلاص رحمتك شكلك بتموتين ..
ندى ::/ وش قصدك ..؟
سحر ::/ أمزح عليك ... ماخطبني أخوك ولا هم يحزنون ... بس الخبر خبر خطبة لكن لناس غير ؟؟
ندى تستعجلها ::/ ومن هم هالناس الغير ..؟
سحر وهي تقهر ندى ::/احزري مين ؟؟
عصبت ندى وصكت على أسنانها ::/ سحير بتتكلمين والا أفلعك بهالجزمة ؟؟
ضحكت سحر ::/ لالا واللي يرحم والديك الا التلفع بالنعال ..
ابتسمت ندى ::/ اجل يالله قولي ..
سحر مبتسمة بفرح::/ بنت عمتك ومصعب اخوي ؟
شهقت ندى وحطت يدها على فمها ...
سحر مستغربة ::/ وش فيك انتي كل شوي منصدمة ؟
ندى ::/ تقصدين عذا؟؟
هزت سحر راسها بالإيجاب ::/ والله اني انبسطت على هالخبر موت ... يعني انتي وعذا حريم اخواني ؟؟؟ حاجة ماكنت اتوقعها في يوم من الأيام ..
تفاجأت ندى من الكلام اللي تسمعه ... دارت فيها الدنيا وماعاد حست باللي حولها ..
هي صدق تمنت ان عذا ماتأخذ زياد علشان يآخذ سحر لكن مو بهالطريقة اللي راح تصدمه وتعذبه ...
سحر ::/ وش فيك وين رحتي انا قاعده أكلمك ؟؟
بلعت ندى ريقها ::/ طيب وافقوا ؟؟
ضحكت سحر ::/ يعني انتي ماتدرين عن الخبر .؟
ندى ::/ لا وش بيعرفني عنه ؟؟ بس ماقلتي لي انتي وش عرفك ووافقوا عليكم والا لا ؟
سحر ::/ الله يسلمك نزلت تحت اليوم وسمعتهم يسألون ويستفسرون عن شي كأنه خطبة ... يوم نشبت بحلقهم علموني انهم خطبوا عذا لمصعب لكن اللي ظهر لي انهم ماردوا علينا للحين ...
تنهدت ندى ويدها على قلبها ::/ الحمدلله ..
رفعت سحر حاجبها ::/ وش فيك عاد مهمومة ؟؟
ارتبكت ندى ::/ لا مو شي .. بس عاد مالهم حق يستقبلونكم ويوافقون وانا مادري ؟؟
ضحكت سحر وهي تتمدد على السرير جنب ندى ::/ لا انبسطي ماردوا بس الظاهر ان ابوي ضامن موافقتهم .. عاد ما ادري اذا كان زوج عمتك ملمح له بالموافقة او شي .. وبعدين بيني وبينك وين بيحصلون احسن من مصعب ..
لفت لها ندى ::/ قالو من مادحها قالوا امها ومشاطتها ... ترى شهادتك في اخوك مجروحة ... وبعدين مصعب فيه الأحسن منه وواحد منهم زياد اخوي ...
احترقت خدود سحر ::/ عاد اخوك ماعليه كلام ...
بدت سحر تهذر وتهذر وتهذر عن مصعب واذا وا فقت عذا عليه وكيف بيسوون زواج أخوانها الأثنين مع بعض ...
أما ندى فـ كانت متوترة حدها ... ماتدري وش السوات ؟؟ هل تتصل على زياد وتقوله اللي صار ؟؟ والا تتصل على عمتها علشان تفهمها ؟؟ والا وش بيصير لو عذا وافقت على مصعب وتركت زياد ؟؟ اخوها ممكن يروح فيها ؟؟ وممكن يفقد امله في الحياة وانها ممكن تعطيه الجانب الحسن والمشرق فيها ؟؟؟ وييأس من كثر الناس اللي يعزهم ويحبهم لكن للأسف يفقدهم .............!
-----------------------------------------------------------------------------
كانت عذا جالسة على مكتبها وفاتحة كتابها قدامها ... لكنها ماتدري وش مكتوب فيه ... من ساعة ما فتحته لحد هاللحظة وهي على نفس الصفحة ماغيرتها ...
كانت تكلم هناء صديقتها وتنقل لها معاناتها وآخر الأخبار تبي تشاورها وتشوف وش رايها ... بس طبعا دموعها ماسمحت لها ,,
عذا و هي تصيح بصوت واطي ::/ شفتي ياهناء صارت هذي هي نهايتي ؟؟ أنا وزياد اللي ياما كلمتك عنه صرنا بس قصة خيالية ...................!!
تنهدت هناء متضايقة على صديقتها ::/ عذا اسمحي لي بس انتي السبب ..؟ طيب كان رفضتي ....! القرار كان بيدك وابوك كان جاي يخيرك مو يجبرك ؟
عذا وشهقاتها تزيد بس تحاول تكتمها ::/ هناء ما أقدر والله ما أقدر ... كيف تبيني ارفض عقب الكلام اللي قالته لي سارة؟؟
هناء بحزم ::/ لكن ابوك مااشتكى لك .. وحرام تدمرين حياتك علشان هالسبب .
عذا ::/انتي وش قاعده تقولين هناء .. هذا ابوي .. تفهمين يعني كيف أبوي ؟؟؟ وبعدين حتى لو رفضت وتزوجت زياد صدقيني ابعيش طول عمري احس بتأنيب الضمير ولو صار لأبوي شي لا قدر الله ماراح أقدر أعيش وانا اشوف نظرات اللوم من سارة اللي عارفة بالسالفة ... وفوق كل هذا كيف تبيني أرفض مساعدة أبوي وانا اقدر عليها ...؟
تنهدت هناء ::/ والله سالفتك معقدة ... طيب تكلمي مع امك؟؟
عذا ::/ وش اقول لها ؟؟
هناء ::/ عن اسباب موافقتك ؟؟؟
سكتت عذا وهي تشوف امها داخلة عليها الغرفة مبتسمة بحب ... بادلتها عذا الإبتسامة وهي تمسح دموعها بسرعة قبل لاتشوفها ..
عذا لهناء ::/ أيه يا هناء والله ان المادة صعبة بقوة احس اني مافهمت شي وضاق صدري وبديت اصيح ...
ضحكت هناء : / من دخل عليك ..؟؟
بلعت عذا ريقها ::/ يالله عاد ما اطول عليك اخليك تذاكرين
زادت ضحكة هناء ::/ طيب ياللا مع السلامة .. بس لاتنسين تقولين لي وش يصير
عذا ::/ خلاص يصير خير
سكرت عذا الجوال ... ورجعت تطالع في كتابها متجاهلة وجود امها برغبتها ..
لأنها تخاف تحط عينها بعين أمها وبعد كذا تصيح وتعطيها اللي عندها كله ..
تنهدت ام عبدالله من عذا وتقدمت لها لحد ماوقفت على راسها وبدت تطالع معها في الكتاب ..
حست عذا بالإرتباك من قرب أمها .. خافت لاتشوف الحزن بعيونها وبعدين تنفضح ..
ام عبدالله ::/ عندك فيزياء بكرة ؟؟
هزت عذا راسها من دون ماتتكلم ...
لفت ام عبدالله وجلست على سرير عذا اللي جنب المكتب ..
ام عبدالله بنبرة حزينة ::/ مــبــروك الخبر الحلو الي سمعتينا إياه اليوم ...
بلعت عذا ريقها وهي تحارب دموعها ::/ يمه ليش أحس انك تتطنزين ؟؟
عقدت ام عبدالله حواجبها ::/ انا اتطنز عليك ؟؟ مستحيل ...! بالعكس أنا فرحانة لك من كل قلبي ..لكن كل مافي الأمر اني مستغربة موافقتك وكيف تخليتي عن فكرة زواجك من زياد فجأة ؟؟
سكتت عذا وما ردت على أمها .. لأنها ماتعرف تكذب ولو كذبت امها بتكتشفها أكيد ..
كملت ام عبدالله ::/ أبوك وش قال لك واقتنعتي بهالسرعة ؟؟
تنهدت عذا وهي تقلب القلم بيدها ومن دون ماتطالع امها ::/ قال لي عن موقفه من زياد ... وعن عدم اهتمامه لموضوعي والا كيف مايقول لعمه انه يبي يخطب من عندنا
عقدت ام عبدالله يديها على صدرها ::/ بس ...؟
هزت عذا راسها بالإيجاب ..
ام عبدالله بنبرة تشكيك ::/ متأكدة ...؟؟
لفت عذا لأمها بنظرات متعجبة مصطنعة ::/ ليه فيه اسباب ثانية ؟؟
تنهدت ام عبدالله ::/ لا سلامتك .. بس انا توقعت ان فيه شي ثاني ...؟
هزت عذا راسها بمعنى لا ...
وام عبدالله لما حست ان الموضوع خلاص انتهى وطلع من يدها ... والظاهر ان ولد اخوها ماله نصيب من السعادة في هالدنيا وقفت على حيلها بتطلع ..
لكن وقفتها عذا اللي دمعتها وقفت عند عينها ..
عذا ::/ يمه ...
التفتت ام عبدالله ::/ نعم ؟؟
عذا بتردد ::/ انتي وش رايك ؟
تنهدت ام عبدالله وهي تبتسم ::/ مادام انتي موافقة وابوك موافق .. فـ انا ماراح اوقف في طريقك .. والزم ماعلي راحتك وسعادتك ...
ماقدرت عذا تمسك نفسها رمت القلم على الطاولة وركضت لحضن أمها وهي تصيح
مسحت ام عبدالله على راسها بحنان ..
ام عبدالله ::/ وش فيك الحين تصيحين ؟؟
عذا ::/ مادري وشلون فكرت اني بتزوج ؟؟
ام عبدالله وهي ترفع راس عذا ::/ ومن قال اني بسمح لك تتزوجين الحين ..؟ لو وافقتوا على مصعب نوافق بس خطبة وان بغيتوا ملكة .. لكن الزواج بيكون بعد ما تخلصين على الأقل سنة أولى من الجامعة ... وهذا بيكون شرطي ..؟
ابتسمت عذا وسط دموعها وهي تحس ان امها مافهمت قصدها .. ودفنت راسها أكثر في صدرها واطلقت العنان لدموعها تغسل الألم والحسرة اللي في قلبها ...
---------------------------------------------------------------------------

بعد المغرب .. هالوقت اللي جلست فيه ندى بروحها في الغرفة بينما سحر كانت طالعة مع ريم بنت خالتها تخلص لها كم مشوار ...
فكرت ندى وخذتها التخطيطات لأبعد الحدود ... وآخر شي وصلت له أنها تتصل على بيت عمتها وتفهم منهم السالفة ... بعد مو عدل انهم يطعنون زياد في ظهره ويوافقون على مصعب من دون علم اخوها ...
و من دون ماتضيع وقتها زيادة خذت جوالها واتصلت على بيت عمتها ...
رن مرة ومرتين والثالثة ردت عذا على التليفون ...
ارتبكت ندى لما سمعت صوتها لكن قررت تواصل ..
ندى مبتسمة ::/ مساء الخير ...
رجعت الغصة لعذا من سمعت صوتها ::/ اهلين مساء النور ...
ندى ::/ كيف حالك عذا وكيفها اختباراتك ؟؟
عذا بصوت واطي كسير ::/ الدراسة تمام ماعليها كلام ..
ندى ::/ زين الحمدلله هذا المهم ... عذا عندك عمتي والا لمياء ؟؟
عذا ::/ ايه دقيقة انادي لك لمياء ...
كلها دقيقتين وبعدين سمعت ندى صوت لمياء معها على الخط ...
لمياء ::/ مرحبا ..
تنهدت ندى ::/ اهلين لمو .. كيفك وكيف هنودي ؟؟
ابتسمت لمياء براحة ::/ الحمدلله تمام انتي كيفك وكيفه اخوك ؟؟
ندى ::/ حنا كنا بخير قبل لاأسمع الخبر المشؤوم ؟؟
خافت لمياء ::/ خير عسى ماشر ؟؟
ندى ::/ يعني ماتدرين عن مصعب ولد عمي خطب عذا اختك ؟؟
تنهدت لمياء مرتاحة ::/ إلا سمعنا ..
ندى ::/ طيب وش رايكم ؟؟
خافت لمياء تقول الحقيقة لندى .. لكان في نفس الوقت فكرت في زياد وردة فعله لو كان لايزال يبي عذا لما يدري عن الموضوع وانه خلاص صار رسمي .. فـ حبت تصارح ندى باللي صار علشان تشوف هل فعلا زياد ماعاد يبي عذا والا انه مايدري عن السالفة وان نواياه كانت حسنة وبالتالي ماتحرج زياد ولا تحرج عذا ...
لمياء بعد فترة صمت ::/ تبين الصراحة والا بنت عمها ؟؟
ندى بخوف ::/ إذا كانت الصراحة جارحة عطيني بنت عمها ..
ضحكت لمياء ::/ اجل ماوافقنا على مصعب ..
شهقت ندى ::/ لمياء انتي تتكلمين من جدك ؟؟
لمياء بجدية ::/ إيه يا ندى اتكلم بجد ... ابوي وعذا موافقين
قاطعتها ندى ::/ وزياد اخوي ..؟
لمياء ::/ وينه اخوك ؟؟ معلق اختي بالكلام بس ولا تقدم ولا خطى بخطوة رسمية تثبت لنا انه فعلا جاد في طلبه ...
ندى بحزن ::/ طيب كلموه فهموه السالفة خلوه يشرح لكم ظروفه اللي منعته ؟؟
لمياء ::/ بصراحة ياندى خفنا نحرجه معنا ونغصبه على عذا علشان كذا مااتصلنا ولا شي ..
ندى بحمية ::/ لمياء انتي وش قاعده تقولين .. يعني بالله عليكم ماتعرفون ان زياد غارق لشوشته من حبه لعذا وانه يبيها اليوم قبل بكرة ؟؟؟ يعني تناسيتوا انه قال لكم يبي يتملك بسرعة علشان يمديه يأثث البيت مع عذا ويشاورها ..؟ والا تجاهلتوا كلامه لكم لما كان يقول ان عذا هي حياته اللي بتعوضه عن امه وابوه ؟؟
سكتت لمياء وهي تتذكر هالمواقف اللي كان زياد يلمح لهم فيها بعنف عن رغبته في الإرتباط بأختها ..
كملت ندى ::/ وش فيك سكتي يا لمياء ؟؟ تكلمي قولي شي ؟؟
تنهدت لمياء ::/ وش تبيني أقول ..
ندى ::/ قولي لي ليش أبوك الله يهديه يقول لعمي انه موافق ؟؟
استغربت لمياء ::/ أبوي ماقال شي واصلا مابعد وافقنا بشكل نهائي ..
ندى ::/ بس عمي شكله مالي يده منكم ومن موافقتكم ... مما يعني ان ابوك ملمح له على شي.
عصبت لمياء من وثوق ابو مشاري وتعجرفه ..
لمياء ::/ عمك على باله اننا بنوافق علشان الفلوس ومستحيل نرفض عرضه لأنه في مصلحة أبوي ... لكن هذا مو مقياس أبدا وعمر ابوي ماكان يفكر بالفلوس والا بشي يعاكس مصلحتنا ..
ندى مستغربة ::/ وش فلوسه اللي تتكلمين عنها ؟
تداركت لمياء نفسها وماحبت تكمل ::/ المهم ندوش وش تبين نسوي الحين .. عذا وموافقة عن اقتناع وابوي كذلك ... والسبب لأن اخوك ما تكلم معنا بشكل رسمي وابوي انصدم من اخوك لما اكتشف انه حتى ماقال لعمك عن سالفته مع عذا ..
وتندم لأنه كان يرفض الخطاب بسببه ..
ندى باستنكار ::/ ومن قال لكم انه ماقال له ..؟؟ بالعكس زياد رفض البنت اللي بيخطبها له عمي وقال له أنه يبي عذا ...
استبشرت لمياء فرحانة ::/ متى هالكلام ؟؟
ندى ::/ ما أتذكر والله ... لكني متأكدة انه قايل له ..
تنهدت لمياء مبسوطة ::/ كلامك فرحني والله .. ولا يكون تعتقدين اني ما أتمنى عذا تآخذ زياد بالعكس هذي هي قمة سعادتنا كلنا لأننا ماراح نحصل واحد مثل زياد عارف عذا وعارف اطباعها ...
ندى ::/ زين الحين بتقنعينهم يرفضون ..
لمياء ::/ لا شوفي انا بتكلم مع ابوي .. لكن انتي في نفس الوقت كلمي زياد وقولي له ... وفهميه ان ابوي معزم على رايه لأن زياد ما خطب رسمي .
قاطعتها ندى ::/ خلاص ياللا باي بروح اتصل عليه
ضحكت لمياء بفرح ::/ خلاص وانا بكلم ابوي ...
سكرت ندى من لمياء وعلى طول في نفس الوقت واللحظة وماقدرت تنتظر أكثر علشان اخوها ..
اتصلت على زياد في لمح البصر ...
لكنه للأسف مارد ... عادت الإتصال مرة ثانية وبعد مارد ..
توها بتصل للمرة الثالثة لكن هو سبقها واتصل عليها ... وعلى طول ردت ..
ندى بلهفة ::/ مرحبـــا ..
زياد بصوت مكتوم وتعبان ::/ مرحبتين هلا والله ..
خافت ندى ::/ وش فيه صوتك ..؟
ابتسم زياد بتعب وهو متمدد على السرير ::/ سلامتك بس مزكم شوي وانفلونزا ..
ندى ::/ سلامتك ماتشوف شر ..بس متى تعبت امس مكلمتك مافيك شي ؟؟
زياد ::/ اليوم الصبح قمت وحيلي مهدود وطلعت تعبان .. بس والله من هالبرد اللي عندهم جمدت أطرافي وتسكر حلقي ...وفوق هذا أنا ماعملت حسابي بلبس ثقيل على بالي شتاهم مثل شتاء الرياض .. صاروا ألعن منا عندهم مطر وثلج وشي يروع صراحة ..
ضحكت ندى ::/ زين الله يعينك المهم اهتم بنفسك ولا تهمل روحك .. وبعدين متى بتجي ..؟
زياد ::/ بكرة أو بعده ..
ندى :/ لاحبيبي مافيه بكرة او بعده لازم تجي ياليوم يا بكرة بالكثير ؟
خاف زياد من إصرارها وتعدل في جلسته ..::/ خير صاير لكم شي انتي فيك شي والا احد من بيت عمي ؟؟
ندى باندفاع ::/ لالا مافينا الا العافية كلنا ..
زياد ::/ وعمتي مافيهم شي ..
ابتسمت ندى بخبث وحبت تسوي سواتها عليه ::/ إلا عمتي هم بيت الشعر ..
عقد زياد حواجبه في رعب مو خوف وبس ::/ خير وش صاير عندهم ؟؟
ندى بحيونة ::/ عذا ................... بنت عمتي ..
رفع زياد صوته ::/ وش فيها ؟؟؟؟؟ لاتقعدين تنقلين لي الخبر بالقطارة ..
ضحكت ندى ::/ هههههههههههههههههههههه وش فيك طيب تنرفزت أمزح عليك مافيها الا العافية ..
زياد بتشكيك وضربات قلبه زادت ::/ لا تكذبين علي .. قولي لي وش صار مادام أعصابي هادية ..
ندى بنبرة حزن ::/ قررت تتزوج من اللي خطبها في سفرك ...
سكت زياد لفترة وبعدين رد ::/ وشـلـــــــــــــــــون ؟؟ وش قلتي ؟؟
ندى ::/ اللي سمعته ... واحد خطبها وهم وافقوا عليه ؟؟
زياد بعصبية جنونية ::/ ومن هالـ ((( واحـــــــــــــــد ))) اللي خطبها ؟؟
ارتبكت ندى هل تقول له وا لالا ؟؟ لكنها مالقت بد من انها تعلمه ::/ مصعب ولد عمي ..
سكت زياد ومارد عليها .. الواضح انه كان مصدوم ومو متخيل الفكرة ؟؟ كيف ولد عمه مع الإنسانة اللي يحبها واللي يحلم بزواجه منها ... كيف وهم عندهم خبر بأنه يبغاها ويبي يخطبها ...
زياد ::/ طبعا أكيد عمتي قالوا لهم انها محجوزة ؟؟
هزت ندى راسها ::/ لا .. شكلهم بيوافقون ..
زياد بجنون ::/ مو على كيفهم يوافقون ... وليش ان شاء الله يوافقون ؟ وأنا وين رحت ؟
ندى ::/ عمي محمد يقول انه ماراح يرد عن بنته الخطاب الأكفاء لأنك انت ماتقدمت لهم رسمي ولا عطيتهم كلمة رجال ..
عصب زياد اكثر ::/ بكرة انا جاي أو تدرين الليلة انا عندكم ... وابروح اكلمه من راسي لراسه علشان ماتكون له حجة ..
ندى ::/ طيب هد اعصابك انت ولاتنفعل ..
تنهد زياد ::/ وش اسوي فيهم طلعوني من طوري .. وبعدين وشلون عمك يروح يخطب وهو عارف اني ابيها ؟
ندى باستهزاء ::/ يعني انت غافل عن عمك وتصرفاته ؟؟ وبعدين كأني سمعت أن عمي محمد متعامل مع عمي بمعاملات مالية مادري وش هويتها لكن الظاهر وعلى حسب كلام لمياء هو اللي شجعه يروح ويخطب يعني كان مالي يده من موافقتهم ...
استغرب زياد ::/ وش معاملاته ؟؟
ندى ::/ مادري والله بس هذا الكلام اللي قالته لي لمياء ..
هز زياد راسه ::/ يصير خير .. الحين انا بسكر عنك لأن عندي اجتماع لكن بكرة ان شاء الله ان جاي وشركاتهم ذي تروح للجحيم .. وبفهم السالفة كلها ...
ندى ::/ زين بس انتبه لنفسك وصحتك ...
سكر زياد عنها وقلبه شاب نار .. وعلى طول اتصل على الخطوط وقدم رحلته لحد ماصارت بكرة الصباح ...
اما ندى فارتاحت نفسياً لأنها حطت اخوها في الصورة وهو يتصرف .. خلاص ماتبي اخوها يعيش الألم اللي عاشته يكفي هي ماراح تآخذ اللي تمنته .. بعد اخوها يصير له نفس الشي ..؟
------------------------------------------------------------------------------
اليوم الثاني .. بعد الظهر وقريب الساعة ثنتين ...
كانوا أسامة وعذا راجعين من مدرسة الأخيرة بحكم ان عندها تأخير اليوم بسبب حصص التقوية والتمارين ...
طول الطريق وعذا ساكتة ماتكلمت بأي حرف ... وأسامة مراعي موقفها،،،
في البداية حب يسولف معها وينسيها لكنها لما ما تجاوبت معه سكت وتركها سرحانة في أفكارها ...
أسامة كان معارض فكرة زواج عذا نهائيا . وناقش أبوه في الموضوع لكن رفض أبوه للمناقشة أرغمه يسكت وماعاد يفتح السالفة مرة ثانية واللي طينها زيادة أن عذا وافقت برغبتها .. يعني هو ماعاد له داعي يتكلم مادام صاحبة الشأن موافقة ..
انتبه لها أسامة لما رفعت يدها تمسح زاوية عينها ... وعرف أنها تصيح من شي تذكرته ..
ماهانت عليه أخته يشوفها تتألم وهو ساكت ... لكن وش يسوي ما احد ضربها على يدها وقال لها توافق ..؟
وصلوا للبيت أخيرا ,,, لكن اللي ماكان يتوقعه أسامة أو عذا ... أنهم يشوفون سيارة زياد توقف معهم في نفس اللحظة قدام باب البيت ..
ارتبكت عذا لما تعرفت على السيارة وصاحبها .. اما أسامة فـ مباشرة عينه جت على عذا بس على طول رفعها عنها حتى ما يحسسها بشي أو يحرجها ...
لفت عذا لأسامة ::/ انزل سلم عليه وبعدين أفتح لي باب البيت
أسامة ::/ يعني ماراح تنزلين ؟؟
عذا وهي تحس ان ركبها تسمرت ::/ لا .. انزل انت الحين سلم عليه وبعدين انا بنزل ..
هز أسامة راسه وهو يطلع المفتاح من مكانه ..
نزل من السيارة وسكر الباب وراه ... وترك عذا غارقة في دموعها اللي اطلقت لها العنان في هاللحظة ... كان هدفها أنها ماتنزل علشان يصير عندها وقت تطالع فيه زياد وتتأمل ملامحه وطوله ورجولته اللي تشع من عيونه من دون ماتنحرج من أسامة ولأنها ماتدري يمكن تكون هذي هي المرة الأخيرة اللي تشوفه فيها وهي مو على ذمة رجل ثاني ..
ابتسم أسامة في وجه زياد اول ماتقابل معه ,, وماقدر زياد يستمر على تجهمه وغصب عنه ابتسم ...
تصافحوا بحرارة لأن لهم فترة ماشافوا بعض ... وفوق هذا أسامة يحس بتأنيب الضمير من ناحية ولد خاله اللي في مقام عبدالله اخوه ... بشكل أو ثاني يحس انهم ضربوه في الصميم وخدعوه من دون قصد ...
كانت عذا مركزة نظرها على زياد ... مع أن دموعها تضيع صورته لكنها سرعان ما تمسحها بظهر يدها ... حست أن قلبها يتقطع وهي تشوف وجهه وهو مصفر وعيونه ذبلانة واللي حولها أسود ... ماكانت تدري عن مرضه الجسدي ولا مرضه النفسي ...
لكن عز على نفسها تشوف نظرة الألم في عيونه وشكله ...
وفي لحظة ضعف قررت تتراجع عن قرارها وتقول لأبوها انها خلاص ماتبي مصعب ... لكن ماهي الا دقايق ورجعت لوعيها وتذكرت السبب الجوهري اللي خلاها توافق على مصعب دون زياد ...
انتبهت لأسامة وهو يأشر لها تنزل من السيارة ...
و بحركة سريعة سحبت لها منديل ومسحت بقايا دموعها وضبطت عبايتها وفتحت الباب نازلة ...
وقف قلب زياد لما عرف أنها طول الوقت في السيارة وما نزلت ... وحز في خاطره هالخبر ..
أول شي لأنهم طولوا بالوقفة في الشارع وهي جالسة في السيارة ... وثاني شي واللي هو الأهم أنها جرحته بتصرفها... والا يعني ليش جالسة في السيارة ومانزلت الا يوم فتح أسامة الباب .. يعني كل هذا ماتبي تواجهني ولا تتكلم معي ولا لسانها يجي على لساني ؟؟؟وش سويت انا علشان هذا كله ؟؟
تنهد بحزن وهو يشوف شكلها الطفولي وهي نازلة من السيارة وترفع الشنطة على كتفها ... و من دون وعي منه ولا اعتبار لأسامة كانت نظراته متمركزة عليها ...
مو قادرعقله يترجم إن هالإنسانة الصغيرة الرقيقة مثل النسمة واللي كان يداريها في غيابها قبل حضورها تطير من يده مثل مالريح تسوي بالريشة في غمضة عين ...
مو قادر يتصور باقي حياته من دون عذا اللي ماكان يتخيل مستقبله الا وهي جنبه .. ماكان متصور ان عياله وأمهم وبيته اللي راح يفتحه عما قريب بيكون مع وحده غيرها ... ومو متصور أنه بيجي يوم ويتزين فيه ويلبس ويتعطر علشان يروح يحضر زواجها من غيره .. ويشوف المعرس وهو لابس وكاشخ بالمشلح ويزفونه لها ... تنهد بحزن وألم وحسرة وهو يشوفها تمشي متوجهه لهم ...
قربت عذا من عندهم ويدها ترتجف وتحس نفسها ممكن في أي لحظة تطيح مغمى عليها ...
هزها صوت زياد لما قال ...
زياد ::/ وش أخبارك عذا ؟؟
بلعت ريقها بصعوبة ونست حتى الرد المناسب ... فـ التزمت الصمت ..
ضحك أسامة متفشل منها ::/ عذا الولد يسألك عن اخبارك ؟؟
عذا وهي مستحية ::/ معليش ماسمعتك .. الحمدلله كل شي زين
هز زياد رأسه وما حب يطول السالفة معها .. فهم مقصدها وعرف أنها ماتبي تتكلم معه ؟؟؟ لكن مايدري وش أسبابها اللي دفعتها تتصرف معه هالتصرف ... وتجرحه هالجرح العميق وتوافق على ولد عمه ...
رفعت عذا عينها وهي مارة من جنبه علشان تدخل .. ولمحت ذبول وجهه وشحوبه .. قوة خفية مانعتها أنها تشيل عينها عنه ... لكن لما فاجأها وحط عينه في عينها ارتبكت وعلى طول عطته ظهرها ودخلت للبيت وتركتهم وراها ...
شهقت شهقة مكتومة وهي تحط يدها على فمها لما سمعت زياد يكح ويسعل بصوت مخيف ... كان سعاله بصوت مجلجل وكأنه يطلع من أسفل حنجرته ومن بين الأماكن الضيقة في حلقه ...
عورها قلبها أنه تعبان .. وعرفت الحين ليش عيونه اللي حولها أسود وليش وقفته هزيلة ومافيه حيل يشد على نفسه ...تمنت لو بيدها تجلس معه وتداريه وتشوف طلباته وهو مريض ... لكن هيهات تتمنى مثل هالأماني بعد اليوم ... خلاص كل شي راح حتى الأماني ماعاد لها حق فيها ..
سرعت من خطواتها ودخلت البيت ... حصلت أبوها في وجهها طالع للمجلس ..سلمت عليه بسرعة وتركته وطلعت للدور الثاني ... ما انتبه عليها أبوها ومشى طالع ... لكن سارة ماخفت عليها الحركة ... وحست ان عذا فيها شي إما صاير شي في المدرسة والا إنها لحد الآن ماتخلصت من تفكيراتها ...
قامت من قدام التلفزيون بتلحقها فوق .. وقبل لاتطلع الدرج سمعت ابوها وهو يرحب ويهلي بزياد ... ابتسمت سارة بحزن وعرفت الحين وش اللي في عذا ...
طلعت لها لغرفتها وقبل لاتدق الباب عليها وصلتها صوت شهقات عذا اللي تقطع القلب ... تضايقت سارة من نفسها وتمنت الموت لروحها لأنه لولاها ولولا انها هي اللي قالت لعذا هذاك الكلام كان عذا الحين ماتدري عن شي ورفضت مصعب بكل أريحية وقبلت بزياد ... لكن الحين وش بيخليها تتخلى عن فكرة زواجها من مصعب بعد ماسمعت عن ان الحل بيدها علشان تساعد أبوها ..
تركتها سارة وماحبت تحرجها وتدخل عندها .. خليها تفرغ اللي بنفسها كله وتطلع اللي في خاطرها علشان مايصير في خاطرها شي يتعبها ...
-------------------------------------------------------------------------------
بعد ماخلصوا من الغداء وقبل أذان العصر ...
حب زياد يدق الحديد وهو حامي وماينتظر لبعد الصلاة .. أصلا وش اللي ممكن يصبره لحد ماتنتهي الصلاة ...
كان كل شوي يطالع في أسامة يبغاه يقوم علشان يخلا الجو له ويصير على راحته مع ابو عبدالله ...
لكن أسامة ما فهم وش يبي منه زياد ... وبعد جهد ومضارب بالعيون ...
ابتسم أسامة وأخيرا فهم مقصد زياد واستأذن منهم وطلع بحجة أن بيتمدد ويرتاح قبل الأذان ...
تنفس زياد الصعداء وهو يراقب أسامة يطلع ... وبعدها التفت لأبو عبدالله وشافه يناظره وهو مبتسم ...
ابتسم زياد بارتباك ...
ابو عبدالله ::/ أنا فاهمك ... وعارف ليش قطعت سفرتك ورجعت ...
زياد بعتاب ::/ مادمت عارف ياعمي ليه سويت كذا وظلمتني حتى قبل لاتسمع رأيي ؟؟
تنهد ابو عبدالله ::/ زياد حط نفسك في مكاني ... وهذي هي بنتك ...؟؟ هل كنت بتتصرف مثل ما انا سويت ..؟
زياد بدفاع ::/ كنت بتصل على اللي خاطبها واشاوره ..
ضحك ابو عبدالله بخفيف ::/ هذا إذا كان اللي خاطبها معطيك كلمة ثابتة ... مو يجيك أبوه أو حتى اللي في حسبة أبوه وتتفاجأ انه مايدري عن السالفة ؟؟؟ ولاحتى هالخاطب عطاهم فكرة عن الموضوع ...
انصدم زياد ::/ بس ياعمي أنا قايل له اني ابغى عذا واني بخطبها ...
رفع ابو عبدالله حاجبه ::/ لكنه يقول انك ماقلت له شي ...
تلعثم زياد وماحب يطلع عمه كذاب ::/ يمكن نسى أو ماادري عنه وش صارله لكني متأكد اني قلت له من قبل .. وكنت قايل اني ماراح أخطبها رسمي الا لما أكوّن نفسي واكون جاهز للزواج ..
قاطعه ابو عبدالله ::/ وانت الحين شايف نفسك جاهز ؟؟
زياد بجزم ::/ مليون في المية .. أصلا قبل لاأسافر كنت مقرر أجي واخطب رسمي لكن هالسفرة جت مفاجأة وماعملت حسابي لها فـ قررت أأجل الكلام عن هالموضوع لحد ما أرجع بالسلامة ...
سكت أبو عبدالله ومارد على زياد ...
لكن زياد نفذ صبره وقال ::/ هاه يا عمي ؟؟؟ وش قلت في كلامي ؟؟
ابو عبدالله ::/والله ما ادري وش اقول لك ؟؟
زياد باندفاع ::/ خلاص ارفض ولد عمي لأن خطبته جت على خطبتي وهذا مايجوز ... وعذا تصير لي بعد موافقتك طبعا (( ونزل عينه بخجل ))
ابتسم ابو عبدالله ::/ يصير خير ان شاء الله ..
زياد ::/ لا الله يخليك أنا ماراح انتظر أكثر لأني ماعاد أضمن ..
عقد ابو عبدالله حاجبه ::/ كيف ماعاد تضمن ؟؟
ابتسم زياد متفشل ::/ لا ياعمي يعني قصدي تروح تسألها عن رأيها الحين وترد علي ..
ابو عبدالله ::/ مو المفروض انك تخطبها مني رسمي وتجيب عمك وعياله ؟؟
سكت زياد من منطقية كلام ابو عبدالله .. بس بعدين قال ..
زياد ::/ حنا أكيد بنجيكم ,, لكن الحين اضمن لي موافقة عذا ...
أذن العصر وقطع عليهم كلامهم ...
وسكت ابو عبدالله يكبر وراء الإمام ...
وبعد ماخلص الآذان .. وقف ابو عبدالله وتبعه زياد ..
ابو عبدالله ::/ يصير خير يابو سلطان .. ابشاور البنت ونشوف رايها ..
زياد بلهفة ::/ ومتى بترد علي ؟؟
ابو عبدالله وهو ماشي بيطلع ::/ قريب ان شاء الله ...
طلع ابو عبدالله ولحقه زياد وتوجهوا لمكان الوضوء علشان يتغسلون ويطلعون للمسجد
-------------------------------------------------------------------------------

على وقت العشاء من نفس اليوم ...
دخلت سحر على ندى في الغرفة وهي تبتسم وخدوها مشتعلة .......
ابتسمت لها ندى ::/ وش عندك داخلة تتبسمين ؟؟
كملت سحر مشيها ::/ انتي وين جوالك ؟؟
التفتت ندى للكومدينو وخذت جوالها من فوقه ::/ أوبس مقفل.. الظاهر خالص شحنه ..
ابتسمت سحر وهي تفتح دولابها ::/ أحسن شي سويتيه انك ماشحنتي جوالك ..
طالعتها ندى بحاجب مرفوع وكأنها تتساءل ؟؟
ضحكت سحر بخجل ::/ زياد اتصل من شوي وقال يبغاك ..
ضحكت ندى وهي تنزل من السرير ::/ وانا على بالي أقول وش عندها الآنسة داخلة تضحك كأني أحس انك انتي اللي راده عليه ...؟؟
حضنت سحر وجهها بكفوفها ::/ ماتشوفين هذا قلب طماطة ؟؟ يعني أكيد اني سمعت صوته ..
حست ندى بخنجر يطعن قلبها على بنت عمها ...
والله لو الموضوع بيدها كان عاقبت عذا على فعلتها في أخوها وزوجته سحر .. لكن وش تسوي بأخوها يوم انه صار عنيد ومايبي الا اللي في راسه ...
هزت ندى راسها تبتسم ..
وطلعت نازلة لأخوها ...
وأول مادخلت عليه في الملحق . شافته متمدد ومتلحف بالبطانية وفاتح التلفزيون ...
ابتسمت وهي تسكر الباب وراها ..::/ وش عندك طالبني ؟؟
التفت لها زياد ::/ الاقولي انتي اللي وش عندك مقفلة جوالك ؟؟
جلست ندى جنبه وصبت لها شاهي :/ ماكان فيه شحن ...؟ نعم آمرني وش عندك ؟؟
تعدل زياد في جلسته ونزل رجوله من على الكنبة وقابل ندى ::/ اسمعيني زين ... اليوم رحت لعمي محمد وـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
شرح لها كل شي بالتفصيل ...
ندى مبتسمة ::/ حلو ..يعني حليت الإشكال ؟؟
زياد بخوف ::/ أنا سويت اللي علي بس بقت عذا و ردها .. وعمي قال بيشاورها وللحين مارد علي ؟؟
ابتسمت ندى تطمنه ::/ لا ماعليك عذا أكيد بتوافق عليك ..
زياد ::/ والله مادري بس أحس ان قلبي ناغزني ...
ندى ::/ تعوذ من الشيطان ومابيكون الا كل خير ..
زياد بقل صبر ::/ طيب اسمعي .. اتصلي على سارة أو لمياء وجسي نبضهم ..
شهقت ندى ::/ انت وش قاعد تخربط ؟؟ وش تبي عمي محمد يقول عنك ؟؟
تأفف زياد ::/ اسمعي انتي الكلام وماعليك .. اتصلي على لمياء وشوفي وش عندهم ..؟؟ والله ياندى اني مااقدر اصبر ولا أظن اني بنام اليوم مرتاح لو ماسمعت ردها ؟؟
رحمته ندى وكسر خاطرها .. هزت راسها مقتنعة وقامت من عنده تجيب جوالها ..
طلعت لغرفة سحر وخذت جوالها ونزلت لزياد مرة ثانية ...
واتصلت على لمياء .. تحت مراقبة عيون زياد
ندى وهي تكلم لمياء ::/ أنتي وينك الحين في بيتك والا في بيت أهلك ؟؟
لمياء ::/ لا في بيت أهلي ..
ندى ::/ أهاا .. طيب ماسمعتي أخبار مني مناك ؟؟
ضحكت لمياء وهي قايمة بتطلع من عند جمعة اهلها ::/ إلا سمعت ... وفرحت واستانست لآخر درجة ... لكن رد عذا كسر مجاديفنا كلنا وحطمنا ..
شهقت ندى ::/ ليش وش قالت ؟؟
تنهدت لمياء ::/ رفـــضـــت ...!
سكتت ندى وهي تطالع زياد ::/ وليش الرفض طيب ؟؟ يعني وش مبرراتها ؟؟
هزت لمياء كتوفها ::/ ما ادري عنها كل اللي قالته انها مقتنعة في مصعب وماتبي كثر كلام ...
عصبت ندى ::/ وليش حضرتها ماتبي كثر كلام ؟؟
قاطعهم زياد بعصبية ::/ وش شايفه فيه علشان تتمسك في الموافقة ؟؟؟
حاولت ندى تأشر له يسكت ... وزياد حاول يمسك أعصابه علشان ما تنفلت من يده ويتهور ...
لمياء ::/ والله ياندى قولي له ان حتى احنا اهلها ماندري وش قصتها .. يعني ابوي كلمها وامي وانا واسامة وهي راسها وألف سيف ماتبي أحد يناقشها في قرارها النهائي وآخر شي طردتنا من الغرفة وسكرت على نفسها الباب ..
ندى بضعف ::/ يعني وش الحل ؟؟
لمياء ::/ أبوي يقول انه بيصبر هاليومين وماراح يرد على عمك ... وبيشوف عذا وش رايها النهائي ..
ندى ::/ ولو أصرت ...؟
لمياء ::/ ساعتها كل شي نصيب ...
انصدمت ندى من رد لمياء ...؟؟
رفعت عينها لزياد وشافته يحترق في مكانه وينتظر الرد اللي يشفى غليله ...
تنهدت ندى بألم على اخوها ورجعت تكلم لمياء ::/ زين لمياء طولت عليك .. بس تكفين أي مستجدات أو أي اسباب تقولها لكم علميني عنها علشان أقدرأقول لزياد يشوف نفسه ...
هزت لمياء راسها ::/ خلاص أبشري ..
ندى ::/ ياله في امان الله
لمياء ::/ مع السلامة ..
سكرت ندى عن لمياء وشرحت لزياد كل اللي انقال ..
وعلى عكس ماتوقعت .. شافت زياد ساكت وما أبدى أي انفعال أو ردة فعل ...
أما لمياء فـ بمجرد ما سكرت الخط شافت وراها سارة أختها والدمعة حايرة وسط عينها من تأنيب الضمير ... استغربت منها لمياء هالتصرف فقربت منها وحاولت تهديها وتفهم منها اللي يخليها تصيح .................................................. .......!
------------------------------------------------------------------------------

ماسكة الكوب بيدها وتدوره بين يديها وباين عليها السرحان وتشتت التفكير ...
ام رااكان ::/ هاه وش قلتي ياعبير ؟؟ ترى تفشلنا مع أمهم ... مرتين اتصلت علي تسألني عن رأيك وانتي لحد الآن مارديتي علي بشي ..؟
تنفست عبير بصعوبة ::/ وش قلتي لها ؟؟
ام راكان ::/ قلت لها تتصل علي بعد يومين .. وان شاء الله انتي تردين علي قبل هاليومين علشان ماتفشليني مع الحرمة ... يعني هي مايبي لها تفكير ... يا إيه يا لا ..
تنهدت عبير بحزن ::/ خلاص يمه ... قبل هاليومين بيوصلك رأيي ... بس انتي خليني اسوي اللي في بالي واصفي أموري وعقب كل شي بيكون مثل ما تبيبن ...
ابتسمت ام راكان بحب ::/ مثل ماتبين انتي ... مو مثل ما ابي انا لأن هذي حياتك أنتي وبس ...
هزت عبير راسها وهي تغتصب الإبتسامة ... وقامت من عند أمها ماشية للتليفون ...
رفعت السماعة وطلبت رقمه اللي ياما تعودت تتصل عليه للفزعات ...
رد عليها ببرود وجدية ماتعودتها ... وأول ماسمعت صوته حست بالعبرة تخنقها وبالدموع تتزاحم في عينها ..
عبير ::/ السلام عليكم ..
نواف مستغرب وفي نفس الوقت فرحان ومشاعر غريبة تزاحمت في قلبه ::/ هلا وعليكم السلام ...
بلعت عبير ريقها ::/ كيف حالك نواف ؟؟
نواف باقتضاب ::/ الحمدلله انتم كيفكم ؟؟
بلعت عبير ريقها بصعوبة ::/ احنا الحمدلله تمام ...
سكتت شوي وبعدين قالت ::/ نواف إذا أنت فاضي اليوم ليتك تمرنا البيت ..
عقد نواف حواجبه مستغرب لأنه من عقب الموقف ماعاد طلبوا منه شي ::/ خير عسى ماشر ..
منعت عبير شهقتها لاتطلع وتوصل لمسمعه وكملت ::/ إذا جيت تعرف كل شي ... بس ليتك تحصل وقت تجينا فيه اليوم ..
هز نواف راسه وهو خايف ::/ خلاص انا لو حصل لي دقائق واكون عندكم .. والا انتظروني بعد العشاء ..
عبير ::/ خلاص تم .. يالله مع السلامة ..
نواف ::/ الله معك ..
سكر نواف عن عبير وقلبه مقبوض من صوتها وطلبها المفاجئ .. يعني عقب اللي صار كان موصي عمر أخوه اللي بالثانوي يشوف لهم مشاوريهم ... وعقب ما الله كتب الهداية لراكان خلاص ماعاد صاروا بيت عمه يحتاجونه لا هو ولا اخوه إلا فيما ندر ...
تمتم بينه وبين نفسه (( الله يستر )) ...
قام نواف من مكتبه وتوجه على طول لمكتب زياد يستأذن منه بالخروج ..
دخل عليه وشافه غايص في أوراق وحوسة .. ابتسم وهو يشوفه ويتذكر أيام الجامعة والهبال اللي كانوا فيه واللي فجأة انقلب جد من أول يوم استلموا فيه اشعارات التخرج ...
تنحنح ::/ احم احم .. ترى عندك ضيوف ...
رفع زياد راسه مبتسم ::/ هلا نواف ..
تقدم نواف له بملامح جدية ::/ زياد انا جاي أستأذن منك أطلع قبل نهاية الدوام ... عندي موضوع عائلي بس شكله خطير ..
عقد زياد حواجبه ::/ خير عسى ماشر ..
تنهد نواف ::/ والله مادري وانا اخوك لكن بطلع الحين واشوف وش صاير عليهم ...
ابتسم زياد ::/ المرة هذي بتطلع سماح لأنك مابعد تثبت في الشغل .. لكن المرة الجاية اسمح لي باضطر أكتب لك تأخير ...
هز نواف راسه ::/ لا أبد غير هالمرة ماعاد بستأذن ؟
هز زياد رأسه واستأذن منه نواف وطلع ...
ما كانت إلا دقائق بسيطة و رن التليفون بتحويل من مكتب السكرتارية على زياد ...
كان ياسر السكرتير المؤقت الملزم بتدريب نواف يبلغ زياد ان عنده ضيف يبي يقابله ..
زياد مستغرب ::/ من هو ؟؟
ياسر برسمية ::/ مؤيد عبدالكريم بن نايف
زالت معالم الإستغراب لما قدر زياد يتذكر الإسم زين ... وبصوت ترحيبي رد على ياسر ::/ زين خله يتفضل ...
سكر زياد السماعة وقام من مكتبه متوجه للباب ..
لكن مؤيد سبقه ودخل عليه ... ابتسم له زياد وتقرب منه وتصافحوا بحرارة ..
زياد ::/ زارتنا البركة واالله ..
مؤيد ::/ الله يبارك فيك ويسلمك .. مع اني عارف انك مو متوقع هالزيارة أبدا ..
ابتسم زياد بخجل ::/ والله ان كنت تبي الصراحة ايه .. يعني ماكنت متوقعك بتزورني في يوم من الأيام ...
جلسوا الأثنين في الجزء الخاص بالإستقبال وكمل مؤيد ::/ توقع اي شي مني انا خصوصا .. وبعدين يا أخي والله انك دخلت قلبي من يوم العزيمة وقررت أزورك عقبها بس يالله ماحصل لي غير هالحين ..
زياد ::/ تسلم والله ... والله يحيك في أي وقت ..
سكتوا شوي .. وبعدها ضحك مؤيد وهويقول ::/ كيف يعني ماراح تشربنا شي ..؟
ضحك زياد ::/ الله يقلع بليس وما أنسانيه الا الشيطان أن أذكره ..
ضحك مؤيد بصوت عالي ::/ لا وطلعت مثقف بعد ... والله انك شي
ابتسم زياد ::/ أعجبك .. إلا ماقلت لي وش تشرب ؟
مؤيد ::/ شاهي وماعليك أمر ..
زياد وهو يرفع السماعة للتحويل ::/ ابشر ..
طلب لهم شاهي ورجع يسكر السماعة وعيونه مركزة على مؤيد ..حاس ان عنده كلام لكنه محتار كيف ينطق .. وفاجأه مؤيد لما بدأ كلامه ؟..
مؤيد ::/ زياد انت الحين شريك عمك الرسمي ؟؟
هز زياد راسه ::/ الله الله .. أنا شريكه الرسمي لكن مابعد تم هالقرار ...
مؤيد ::/أهاا .. يعني مسموح لك بالتصرف في الأملاك والتوقيعات
ابتسم زياد ::/ مو كل شي بالضبط ... لكن لي بعض المستحقات اللي انا مسؤول عنها
مؤيد بنبرة سخرية مخفية ::/ بس طبعا تحت اشراف عمك ...
زياد ::/ أكيد لأنه هو رئيس مجلس الإدارة وحسابات الشركة كلها تحت يده ..
مؤيد ::/ وانت ؟؟
زياد ::/ انا ما أدخل في حساب الشركة العام لكن لي حسابي الخاص اللي أقدر أحول عليه ارباحي ...
ابتسم مؤيد ::/ حلو .. يعني انت الحين تملك المال اللي تقدر تساهم فيه او تسوي مشاريع ؟؟
ضحك زياد ::/ مشاريع مرة وحده لا ما اقدر .. لكن مساهمات أشياء بسيطة ممكن حسابي يقدر عليها ..
هز مؤيد راسه بتفكير ::/ هممم ...
رفع حاجبه وبنص ابتسامة قال لزياد ::/ طيب واللي يقول لك انه بيدخل معك في مشروع يضمن لك انه بـ يدر عليك أضعاف اللي تربحه سنويا ... وبكذا تقدر تزيد حساب أرباحك وتسوي لك مشاريعك الخاصة باسم الشركة وارباح هالمشاريع كاملة بتكون لك ..
استغرب زياد هالكلام ::/ ومن هالللي بيسوي لي هالمعجزة (( وابتسم ))
ابتسم مؤيد ::/ لايكون حاقر اللي قدامك ..؟
زياد ::/ لا أبدا .. (( وباستغراب )) يعني انت اللي بتشاركني ؟؟
انتبه مؤيد وتحمس وتعدل في جلسته ::/ ايووووه عليك نور ... الحين انت شريك عمك بالإسم بس .. وانا واخواني شركاء لأبوي في أملاكه .. واللي يجمعنا مع بعض اننا مانقدر نتحكم بأشياء خاصة ولا لنا مشاريعنا الخاصة .. فعلشان كذا أنا اقول نتشارك انا وانت في مشروع واحد .. ومن هالمشروع نجمع الأرباح .. وبهالأرباح كل واحد يسوي المشروع اللي يعجبه بفلوسه هو بروحه لكن تحت اسم الشركة ويكون للشركة نصيب لايزيد على 10% وبكذا تزيد أرباحك انت ويزيد رصيدك ؟؟
زياد باستفهام ::/ ووش نوعية هالمشروع ..؟؟.
مؤيد ::/ أول شي انت لازم تثق فيني وثانيا لازم عمك مايعرف بالسالفة والا خرب كل شي ..والثالث و اللي هو الأهم .. انك توافق وعقبها اقول وش نوعية المشروع ..
وبعد هالكلمتين أطال النظر في وجه زياد اللي تغير وكأنه يفكر ...
زياد ::/ والله انت فاجأتني وانا بصراحة يلزمني وقت علشان أفكر ...
مؤيد بقلة صبر ::/ مايبي لها تفكير .. يعني احد تجيه نعمة ويرفسها ؟؟
ابتسم زياد ::/ مو مسألة ارفسها .. بس اني ما أقول لعمي شي عن هالكلام صعبة بصراحة ..
مؤيد ::/ وعمك وش له يعرف .. إذا أنت ماراح تستخدم شي من فلوس الشركة وكل شي بتآخذه من حسابك انت ... يعني خلاص هذا يصير مشروع لك انت ..
زياد ::/ بس انت تقول اني أقدر اسوي مشاريع باسم الشركة ؟؟
مؤيد ::/ ايه .. ساعتها قول لعمك عن هالمشاريع لكن مشروعي انا وانت لازم تتحفظ عليه ويتم بسرية ...
سكت زياد وسكت مؤيد بعد لما دخل عليهم المراسل وبيده صينية الشاهي ...
نزلها لهم على الطاولة تحت أنظار زياد .. بينما مؤيد تعلو وجهه ابتسامة نصر .. وان زياد لآن عقله وبيوافق على هالمشروع ...
-------------------------------------------------------------------------------
طلع نواف من الشركة وهو متوتر وخايف ومو قادر يتوقع الشي اللي ممكن يبغونه فيه بيت عمه ...
ركب سيارته وانطلق لطريقه ... وكله خوف وأمل ورهبة ... صعب عليه يرجع لنفس المكان ويدخله بعد ما شاف قلبه يتقطع هناك ويعلن وفاته ..
الدرب تحول لمسافات ومسافات صار بعيد وبعيد وبعيد بدرجة هو مايقدر يتحملها أو يتصورها ...
وماصدق خبر يوصل لباب بيتهم .. وقف سيارته عند الباب ونزل ورن الجرس والفضول بيقتله ...
فتح راكان الباب وابتسم لما شاف نواف ..
رحب فيه بحرارة ودخله للمجلس وطلع راكان علشان يجيب له الضيافة ...
ونواف على توتره .. ساعة يتلفت وساعة يرفع رجل على رجل وساعة يتأفف ويطالع الساعة .. يعني تصرفاته كانت تبين توتره واضطرابه ...
دخل عليه راكان وبيده صينية القهوة ...
راكان مبتسم ::/ حيا الله نواف اللي مادري من متى ماشفناه ...
ابتسم نواف ::/ الله يحييك .. وش اسوي بالدنيا وانا اخوك لهتنا حتى عن طاعة ربي ..
حط راكان الصينية وصب القهوة ::/ الله يعينك .. (( ومد له الفنجال ))
نواف ::/ وانت لحد الآن ماحصلت على شغل ؟؟
هز راكان رأسه بيأس ::/ لا والله إلى الحين ... لكن شركة الإتصالات مواعديني بعد اسبوع أراجعهم وإن شاء الله ربي بيفرجها ...
نواف ::/ الله يكون في عونك ...
سكتوا الأثنين عن الكلام وكل واحد يرتشف من فنجاله وفي قلبه شقى اللي له ..
دقائق ودخلت عليهم ام راكان بجلالها وسلمت على نواف وجلست في طرف المجلس من دون ماتتكلم ... بس الضيقة واضحة من صوتها ومن تفريك يديها ...
توتر نواف من سكوت ام راكان .. خاف لايكون حاصل لهم شي ومخبين عليه ...
وبمجرد مافكر هالتفكير على طول تكلم ..
نواف ::/ عسى ماشر يا خالة ؟؟؟ محتاجين شي والا صاير لكم شي ؟؟؟
تنهدت ام ركان بهدوء ::/ سلامتك يا ابوي ... لكن عبير بنت عمك في خاطرها كلمتين تبي تقولهم لك ...
عقد نواف حواجبه وطالع في راكان ::/ أفاااا ... عساه خير بس ..
هز راكان راسه ::/ ان شاء الله خير ... وانت بتسمع اللي عندها ...
طلع راكان جواله وعطى رنه لجوال عبير وبعدين قطع الخط ...
.
.
أول ما سمعت عبير جوالها نقزت من على السرير وهي تحضن وجهها بيديها من التوتر ...
مسكتها أريج الحزينة تهون عليها ... وتحاول تثبتها بكلمتين ..
أريج ::/ اذكري الله عبير .. وبعدين انتي معك الحق في كل شي بتقولينه ... والدليل أن راكان ماعارض لما شرحتي له كل شي ووضحتي له وقلتي له الكلام اللي رماك به نواف .......؟
تنهدت عبير وهي تلبس عبايتها ::/ الله يستر .. خايفة لا أصيح والا يغمى علي ..؟؟
ابتسمت أريج ومسكتها من كتوفها ::/ أنتي تحبينه بس تكابرين ... وترى ماراح يخسر إلا انتي ؟؟ عبير راجعي نفسك قبل لاتتهورين ؟؟
التفتت لها عبير ::/ أريج هذا هو القرار الصح اللي لازم آخذه ...
هزت أريج راسها موافقة لكلام اختها وعموما تعبت من كثر ماتحاول إقناعها... ومسكتها ونزلت هي واياها مع بعض ..
.
.
.
زاد قلق نواف لما تأخرت عبير وما جت ولا تكلمت ؟؟؟
وكان توه بيسأل ولد عمه لأن صبره انتهى ... لكن عبير كانت أسبق منه ...
عبير وقفت عند جدار المجلس ومتوارية خلفه ومعها أريج أختها ... ماحبت تواجهه وجه لوجه علشان ما تضعف أو يمكن لأنها تستحي تطالع فيه وهي تتكلم في موضوع مثل هذا ...
عبير ::/ السلام عليكم ...
انتبه نواف لصوتها و رد ::/ هلاوعليكم السلام ... كيف حالك عبير إن شاء الله بخير..؟
عبير ::/ الحمدلله تمام ... أنت كيفك و كيفهم عمي والوالدة ؟؟
نواف ::/ بخير ونعمة الله يخليك ...
سكتوا بعد هالكلمتين وعبير مو عارفة كيف تبدأ الموضوع...
شجعها نواف لما قال ::/ خير عبير ...؟ محتاجة شي ؟؟
تنهدت عبير وهي تمسك في يد أريج اختها الواقفة جنبها ..::/ نواف .... (( وسكتت شوي وبعدين كملت )) نواف أنااااااا ... كنت أبغاك اليوم ضروري لأن فيه موضوع مهم لازم اليوم ننهيه ؟؟ وأنا قبل لا أنهيه حبيت أوضح لك الخصلتين اللي رميتني فيهم بالزور ...
انصدم نواف من كلامها وقاطعها ::/ أنا رميتك بالزور ؟؟؟
بلعت عبير ريقها ::/ للأسف إيه .. رميتني وانت ماتدري ... قلت كلمتين هزوني من راسي لرجليني لكني ساعتها سكت ومارديت عليك لأني كنت مصدومة فيك ؟؟ يعني معقولة أهلي وعزوتي يقولون عني هالكلام ؟؟ أجل وش تركوا للأغراب ؟؟
وإن كنت نسيت أنا أذكرك ... بعد الحادث جيت لبيتنا وطلبت تقابلني ... ساعتها أنا وافقت ونزلت لك على مضض لأني ماكنت أبغى أقابل أحد عقب الحادث ... مو لأني خايفة من العار أو الفضيحة .. أبدا ولكن لأني كنت مصدومة وعقلي مو راضي يتقبل اللي صار ... المهم ... أنا أبي أقول لك في البداية إني إنسانة أشرف من الطهارة نفسها ... وعمري ما نزلت نفسي لمثل هالأمور اللي أنت رميتني بها واتهمتني فيها ... وأحب أقول لك بعد اني انا عبير تربية سعد وفوزية ... صدق أن ظروفنا صعبة لكن حنا مرينا بالأصعب منها وتجاوزناها من دون ما تعترض طريقنا الشبهات ...
قاطعها نواف بقلة صبر ::/ عبير لاتفهميني غلط ... انـ ـ ـ
ابتسمت عبير والدموع وسط عينها وقاطعته ::/ للأسف نواف انت ماتركت فيها مجال للشكوك وتأويل الحديث ... لأنك قلتها لي بالصريح ... من اللي تطلعين معهم نص الليل ؟؟ بالله عليك هذا كلام ينقال لوحده تصير بنت عمك ؟؟ وانت عارفها وعارف أخلاقهم كلهم ؟؟؟
سكت نواف ونزل راسه منحرج من بنت عمه وامها واخوها ...
كملت عبير ::/ اسمعني زين نواف أنا مبسوطة منك ومن خوفك علينا .. وأنا ما أنكر اني كنت أطلع نص الليل .. لكن السيارة اللي كنت أركب معها ماكانت مثل ما أنت تعتقد ... والسيارة للأسف كانت لحنان ...
انصدم نواف وباندفاعية رد يدافع عن نفسه ::/ عبير السيارة شفتها أكثر من مرة .. وكانت لمؤيد صديق راكان ......................
تكلم راكان بصوت عالي ::/ نــــــــــــــــــــــــــواف ...؟
سكت نواف مفتشل وكان يسمع صوت خفيف حس من خلاله ان عبير نزلت دموعها ..
كملت عبير ::/ أنا مو محتاجة أثبت لك انها كانت سيارة حنان ومو سيارة اللي مايتسمى ... لكن بثبت لك هالشي بس علشان ترتاح ... نواف أنت لو مو مصدقني انا مستعدة أعطيك رقم لوحة السيارة ومواصفاتها وانت رح للشرطة واسأل عن صاحبها ... وبتحصله سالم بن سعيد ... أبو حنان صديقتي وأخوها عبدالإله ... وما أظن هالأسم غاب عن بالك ولا لحظة ... ولا أظن انك نسيت اللي سوته فينا امهم .. وكيف كانت تذلنا على هالقرشين اللي كانت تعطينا إياهم ... ولما جت لقعر دارنا وعطتنا كم كلمة في الصميم ومنعت بنتها تدخل بيتنا بسبب وضعنا المادي المخزي و راكان والسمعة اللي طلعت عنه ؟؟؟ ولا أظنك نسيت عبدالإله لما جاء لك وقال ابعد أهلك عن أهلي لايصير لكم شي مو طيب ؟؟؟؟ تذكرت والا أذكرك ... تبيني أذكرك بأننا صبرنا على كلامهم السم بس علشان حاجتنا ؟؟؟ وعلشان حنان اللي كانت تترجى أمي ماترفض مساعدتهم علشان أقدر أنا أكمل الثانوية ؟؟؟ أسمعني أنا ما أنكر فضلك علينا بعد الله لما جيت هذاك اليوم معصب وطلبت منا نرفض منهم أي مساعدة وانك انت بتتكفل بالمصاريف .. انا مانسيت أنك أنجرحت في كرامتك بسبب أخوها وابوها واللي سووه لك ... واضطريت تشتغل وتدرس علشان تقدر تصرف على بيتنا ... أنا الحين أشكرك وأقول لك ان انا واخواتي مقدرين لك كل شي سويته لنا ولمصلحتنا ... وهذا السبب اللي خلاني أخبي عليك أنت وإيمان أن حنان هذي هي اللي توديني وتجيبني معها علشان نتجهز لزواج صديقتنا نهلة ...
وماحبيتكم تعرفون بهالشي لأني خفت إنكم تنظرون لي نفس نظرة أريج اختي لي هذاك الوقت ...وتقارنون بيني وبينها وكيف هي رفضت أي شي يجي من عند صديقتها الوحيدة ندى بعد اللي صار من ولدهم وأني انا بعت كرامتي ورجعت لهم مرة ثانية علشان فلوسهم .. لكن أبدا هذا ماصار .. وبعدين انا وحنان متفاهمين وأمها مالها أي دخل في الموضوع ... ومسألة اني أطلع نص الليل فهذي لها حكاية ... أولها أن ظروفي ماتسمح لي أطلع وقت مبكر .. لأني كنت اخاف انك انت تكون موجود أو راكان اخوي يصير فيه ويشوفني وهذا غير حنان اللي كانت تخاف من أن امها تعرف عن شي من علاقتها فيني و تخاف بعد من تواجد راكان في البيت ... وانا ما اقدر ألومها ؟؟
نواف باصرار ::/ لكني شفتهم مرة طالعين من الحارة وهم مطفين الأنوار ..؟؟ تقدرين تفسرين هالشي غير التفسير اللي ممكن يطرى على بال أي أحد ؟؟
انصدمت عبير من اصرارنواف على انها غلطانة لكنها حبت تهدي اعصابها وتتكلم ببرود مثل ما وعدت نفسها ::/ هذا الشي أنا مادري عنه لكن انا قلت لك لو حبيت تسأل من وراي عن صحة كلامي أسأل انا ماعندي مانع .
قاطعها نواف وحاول يثبت صدقها ::/ يعني أنتي كنتي محتاجة شي ؟؟ طيب ليه ماقلتي لي ؟؟
تنهدت عبير بألم ::/ لأني مقدرة ظروفكم كلكم ... وبعدين حنان عرضت علي المساعدة وانا مارفضت ...
عصب نواف ::/ يعني هي اللي جهزتك ؟؟
انحرجت عبير وهي تشوف نظرات اريج اللوامة::/ ساعدتني باللي تقدر ... وانا سويت اللي أقدر عليه ..
نواف بألم ::/والبيت اللي رحتي له ؟؟ لاتقولين انه بيت ابو عبدالإله ؟؟ لأني متأكد انه مو هو ...
قاطعته عبير :/ بيت ابو ناصر ...
تفاجأ نواف انها معترفة بأنه مو بيت صديقتها .. لا وفوق هذا تعرف لمن ؟؟؟ لكن سرعان ماتلاشى تعجبه بعد ما كملت عبير ::/ بيت عمة حنان اللي ماقصرت معي وساعدتني بكل شي .. هي اللي وفرت علي مصاريف الخياطة لأن الفلبينية اللي عندها هي اللي فصلت لنا الفساتين وفصلت لي الشنطة والإكسسورات ... ولما جيت بعطيها حتى نص المبلغ رفضت وقالت لي يمكن يجي يوم وانا احتاج منك شي وساعتها لازم تساعديني ..
استغرب نواف وبسخرية خفيفة ::/ الحين ام ناصر بتحتاج منك انتي ؟؟؟؟يمكنها قالت هالكلمتين علشان تتصدق عليك وانتي مقتنعة ...
بلعت عبير ريقها وتزاحمت الدموع بعيونها وحست الدنيا تدور من قدامها ... أريج ماقدرت ماتمسك دموعها لكن وقفت جنب اختها وضغطت على يدها .. لفت لها عبير فـ هزت راسها أريج تشجعها وكأنها تقول (( خلاص كل شي انتهى تكلمي وانهي الموضوع ))
تنهدت عبير وقالت ::/ إيه احتاجتني و ماكان تفكيرها سقيم مثل ماقلت وهذا انا ماراح أردها ....
سكت نواف عاقد حواجبه ويطالع في الجدار وكأنه يشوف عبير من وراه .. التفت على راكان وشافه منزل راسه وأم راكان متغطية بجلالها ومايدري هي وش قاعده تقول او تسوي ...
نواف مستغرب ::/ وش حاجتها ؟؟؟
عبير مستحية وخايفة ومقهورة ومنجرحة وكل المشاعر المؤلمة تجسدت فيها ::/ طلبتني لولدها ... و وو .. وو
وقف نواف على حيله بقوة وعنف ::/ ورفضتوا ... صح ؟؟؟؟
صاحت عبير وماقدرت تمسك نفسها ::/ لا مو صح .............؟
نواف بصوت مصدوم ::/ وافـــقـــتي ؟؟؟؟؟
ماقدرت عبير تجاوبه لأن صوتها غاب في زحمة عبراتها ...
تولت ام راكان المهمة لما قالت ::/ نواف يابوي أذكر الله واقعد وانا بفهمك السالفة ..
لف نواف لأم راكان وببرود مفروض عليه من الصدمة::/ وش سالفته يا خالة ...؟؟ وش تفسرين لي ؟؟ بتقولين بعتوا عبير لهم ولفلوسهم ؟؟؟ لأنهم خدموكم بهالقرشين استغلوكم وخطبوا بنتكم وانتم وافقتوا ؟؟ ..
قدرت عبير في هاللحظة تمسك عمرها وتقول ::/ نواف لو سمحت ... احنا عمرنا ماكان هذا تفكيرنا .. وعمر ام ناصر ماكانت تفكر بهالبشاعة ؟؟ وبعدين أنت ماتدري يمكن هالشي صار بس علشان ربي يثبت لك ويثبت لغيرك أني عمري ماصرت وحده مبتذلة والا هالعلاقات الخربانة تهمها .. وعلشان أثبت لك بعد ولغيرك أني إنسانة واثقة من نفسي وعارفة إني مستحيل أقع في الغلط ولا حتى بالقوة .. وهذا كله بفضل ربي ثم بفضـ ــ ـ ـ ـ ((غمضت عينها وهي تعض على لسانها لا يزل )) ثم إرادتي ونفسي المؤمنة ...
سفهها نواف يكلم ام راكان ::/ ياخالة قولي وش صار لكم وغيرتوا رايكم ...؟ انا من كم شهر قلت لكم نبي نملك ورفضتوا ؟؟؟ والحين بتزوجونها خلاص ؟؟؟
تنهدت ام راكان ::/ هذي إرادة ربك ... هم خطبوا من عندنا وعبير وافقت وانا مالي يد في الموضوع ...
نواف بعصبية ::/ كيف مالك يد عليها ... ليه ما رفضتي وذكرتيها انها مخطوبة ومايصلح تتزوج واحد ثاني ؟؟ والا ماعاد صرنا قد المقام يوم خطبوها هالعائلة وصرنا مانملى عيونكم بعدهم ؟؟؟
ردت عبير بقهر ::/ ومن اللي خاطنبي ؟؟
نواف برد سريع ::/ أنا ............
عبير بصوت حازم وقوي ::/ وأنا أرفضك .............
سكت نواف من تأثير الصدمة عليه ....؟؟
تقدم بعنف والغضب معمي عيونه على كلمتها ...!!
كان بيتهور ويطلع عليها يكسر راسها على الجرح والسهم اللي صوبته ناحية صدره بدون رحمة !!!!!
لكن يد راكان وقفته لما مسكت كتفه ..
التفت له نواف بجنون وشاف في عيونه نظرة تعجب واستنكار ..؟؟
كانه يقول " وين بتروح ووش بتسوي ؟؟؟؟ "
تنفس بعمق وهو يحس بتسارع ضربات قلبه المجنونة ...!!
يحس بالبخار الساخن يتبخر من آذانه اللي ماعاد تسمع غير الطنين المؤلم وصدى كلماتها القاتلة ...!!
كيف يعني ترفضه بهالسهولة وهو اللي خطط مستقبله عليها علشان توافق على واحد يادوب لأن أمه ساعدتها ؟؟؟ ليه بالساهل كذا تجي تقول له في وجهه انها ترفض تواجده في حياتها بعد اليوم كزوج وخطيب وتقبل فيه فقط كابن عم ....؟؟ ليش تصدمه في حياته في آخر لحظة ؟؟؟ ليش ما رفضته من البداية وريحته ؟؟؟ معقولة غرتها الفلوس والحلال ؟؟
وقف نواف والألم كاسر قلبه وعيونه بان فيها الحزن ::/ بــس ... بهالسهولة ترفضين وتوافقين ؟؟؟ وما همك العواقب اللي تتبع قراراتك المزعزعة ؟؟؟
رد راكان ::/ نواف ... هذا رأيها وحياتها واحنا مانتدخل في شؤونها .. لكن في النهاية هالموضوع كله نصيب وما احد يأخذ غير نصيبه ...
شهقت عبير ووضح أنها كانت تصيح ..
اما نواف فـ حاول قد مايقدر أنه يتماسك ويرسم شبح ابتسامة وقال ::/ انت صادق هذا كله نصيب ... والله يوفق الجميع ... أنا استأذن
مشى عنهم حتى قبل لايسمع وداعهم ... وحتى لو كان موجود بينهم ماكان راح يسمعه لأنه ببساطة ماعاد يرن في أذنه غير كلمتها المؤلمة (( وانا رفضتك )) ...
الدنيا ضباب أسود مخيف ... وهو في وسط نفق مايسمع فيه غير صوت الريح وصريرها المرعب ... وصدى كلامها الجريح وصوتها المبحوح وتبريراتها وجرأتها اللي تحلت بها مؤقتا بس علشان تسمعه هالكلمتين هم الشي البعيد اللي يشوفه ويسمعه بوضوح .....!!
كيف تجرأت تتخلى عنها وترفضه وهو اللي كان متمسك فيها حتى عقب اللي صار ...! معقولة ما تقدر الحب اللي يحمله نواف في قلبه لها ؟؟؟ غريبــة ..!
-----------------------------------------------------------------------------

بعد صلاة العشاء دخلوا ندى و زياد لبيت عمتهم ... وعلى طول توجهوا للمجلس الخارجي خصوصا أن الدنيا كانت تمطر ... حصلوا أبو عبدالله وعمتهم وأسامة جالسين وكأنهم ينتظرونهم .. سلموا عليهم وبعدين ندى على طول أستأذنت ودخلت داخل البيت .. وبقت ام عبدالله معهم بناءً على رغبة زياد ...
دخلت ندى للصالة ولقت سارة مفترشة كتبها وتحل واجباتها ... قربت وهي تتنحنح وتسندت بيديها على ظهر الكنب ..
ندى ::/ السلام عليكم على الناس الدافورة ...
رفعت سارة راسها وابتسمت ::/ أهلين وعليكم .. متى جيتي ؟؟
تنهدت ندى ::/ لي ساعة واقفة قدامك واسوي لك حركات وانتي ولاهنا ..
شهقت سارة ::/ من جدك من زمان وانتي هنا ؟؟
ضحكت ندى ::/ لا أمزح عليك .. بس وش عندك حايسة وتكتبين ؟؟
تنهدت سارة ::/ لأنك والله مو مبتلاة مثلي بإختبارات كل اسبوع مادري واجبات كل يوم ..
دارت ندى وجلست على يد الكنب ::/ والله كان عندي خير ... بس وش عندك جالسة بروحك ويبن الباقين عنك ؟؟
سارة ::/ الله والباقين عاد من كثرهم ... لمياء في بيتها وعذا معتكفة في غرفتها وأسامة توك شفتيه في المجلس ..
هزت ندى راسها ::/ وعذا وش فيها معتكفة في غرفتها ؟؟
نزلت سارة راسها لكتابها تكمل شغلها ::/ هذي حالها من يومين ...
قامت ندى من عندها وراحت طالعة فوق للدور الثاني .. بس وقفتها سارة لمانادتها ..
سارة ::/ نــدى .. لاتتعبين نفسك ماراح تفتح ..
ابتسمت ندى ::/ ماعليك .. أنا ندى مو حيا الله ..
لفت عنها وكملت طريقها رايحة للدور الثاني ...
وصلت لغرفة عذا وابتسمت غصب عنها .. وفي خاطرها تقول حظها عذا لقت اللي يحبها بصدق وتفاني ومستعد يخسر أموال العالم بس هي ما تضيع من يده ... حظها في حبه والله يجعل له حظ معها وتحبه كثر مايحبها ويكتب له السعادة على يديها .. وتقدر تنسيه همومه ومسؤولياته اللي كبرته عشرين سنة فوق عمره ...
وصلت للباب ودقته على الخفيف لكن ماحد رد ..
ندى وهي تدق الباب ::/ عذا افتحي هذي انا ندى ...
وقفت شوي تنتظر ردة فعل عذا لكن لاحياة لمن تنادي ,, رجعت تدق مرة ثانية .
ندى ::/ عذا افتحي عندي كلمتين بقولهم لك وعقب سوي اللي تبين ...
سكتت ندى تنتظر رد .. وماكانت الا دقائق وسمعت صوت المفتاح يدور في الباب ..
ابتسمت ندى من خاطرها لأن عذا استجابت لها ..
وقفت وعقدت يديها على صدرها مبتسمة وانتظرت عذا تطل بوجهها من وراء الباب .. لكن صبرها طال وماحد طلع من الغرفة .. تفشلت ندى من نفسها وتأففت وقربت ودارت بمقبض الباب تفتحه .. واول مادخلت كانت الغرفة ظلام دامس ... وما ينورها غير البرق اللي يدخل من الشباك المعرى من الستاير ..
شافت شبح عذا متمدد على السرير ومتلحف بالبطانية ... رحمتها من أعماق قلبها ،، حرام اللي قاعد يصير لعذا والله حرام ... يعني هي وحده حساسة ومتفانية في زمن ما يعرف المثاليات .. في زمن مايحكمه الا قانون الغاب . البقاء للأقوى ..
تنهدت ندى وهي تفتح الأباجورة وجلست على طرف السرير ..
ندى بصوت واطي ::/ استحي على وجهك وقومي سلمي علي ... لايكون متعشية معك أمس وانا مادري ؟؟
سكتت ندى لما شافت عذا ساكنة في مكانها .. وتوها بتعصب عليها بس عذا كانت أسبق .. لفت من الجهة الثانية واعتدلت في جلستها ولمت شعرها وراء ظهرها وعيونها منتفخة وباين على وجهها الهم والكدر ...
طالعتها ندى بشفقة ::/ خير ان شاء الله وش هالملامح الجديدة اللي طلعت لك ؟؟ مسوية تنفيخ شفايف ؟؟ والا تصغير عيون ؟؟؟
ابتسمت عذا غصب عنها ::/ لا والله لاهذي ولا ذيك .. بس الدنيا تسوي بالواحد الأعظم ..
ضحكت ندى بعنف :::/ الحين هذا كبرك وتحكين بهاليأس .. أقول قومي الله يصلحك يالله ننزل تحت .. تراني جاية وانا مشتهية اتقهوى معكم .. يالله ننزل ..
هزت عذا راسها برفض ::/ انزلي انتي وتقهوي مع امي وسارة ..
ندى بإصرار ::/ لا انتي بتنزلين معنا وبتتقهوين لا وبتشربينا بعد شربات عرسك ..
سكتت عذا و ماردت والدموع رجعت تتزاحم في زاوية عينها من جابت ندى طاري العرس ..
تداركت ندى الموقف وردت ::/ انتي هيه .. لايكون تظنين اني اقصد زواجك من مصعب ؟ لاحبيبتي انا قصدي زواجك من زياد ...؟
طالعتها عذا بيأس ::/ هذاك أول ... الحين ما سمعتي بالأخبار الجديدة ؟؟
ابتسمت ندى ::/ الا سمعت .. وهالأخبار هي اللي جابتني لكم اليوم ... بس حزري من اللي معي ؟؟
سكتت عذا وعيونها مركزة على ندى ..
كملت ندى بتنكيت ::/ زياد اخوي جاي لأبوك وبيكفخه على قراركم السخيف وموافقتكم على مصعب ...
نقزت عذا على ندى والعبرة خنقتها ::/ لا ندى الله يخليك لا يتهور أخوك ويسوي شي .. قولي له أني موافقة على مصعب ولايمكن أغير رأيي ..
طالعتها ندى بنص عين ::/ وش عندك مع مصعب وماتبين الا هو ؟؟؟ بينكم شي مانعرفه ؟؟؟
عذا باندفاعية ::/ مستحيل....!! بس انا خلاص وافقت وانتهينا
ندى ::/ بس ابوك مارد على عمي
عذا :/بيرد اليوم والا بكرة
ندى ::/ وانتي ليه متمسكة بمصعب ؟؟
لفت عذا بوجهها عن ندى ::/ خلاص وافقت عليه وبس .. يعني لازم يكون فيه أسباب ..
ندى بخبث ::/ يعني خفت تكونين موافقة علشان سالفة الدين والفلوس والا شي ...
سكتت عذا وماردت ..
كملت ندى وهي تلف بوجه عذا لها ::/ صح كلامي والا لا ؟؟
هزت عذا راسها بحزن وماقدرت تنكر لأنها مو في وضع الإنكار أبدا ..
ابتسمت ندى ::/ وانتي مجنونة ... تتوقعين زياد بيضيعك من يده علشان حفنة ريالات ؟؟ مستحيل
طالعتها عذا والدموع تنزل على خدها ..
ندى ::/ لاتقعدين تصيحين علي ... خلاص الموضوع انتهى وزياد مع ابوك تحت يتفاهم معه على كل شي .. وهو اليوم جاي وما بأذنه مويه بيطلبك من ابوك حتى لو كلفه الموضوع انه يتنازل عن ثروته ..
انهارت عذا تصيح ومسكت وجهها بيديها ::/ ندى تكفين لاتخلينه يضغط على ابوي .. الله يخليك اتصلي عليه قولي له اني موافقة على مصعب عن اقتناع.. لوتعزين ابوي ولو تخافين على مصلحة اخوك قولي لزياد اني موافقة على مصعب وما بتزوج غيره..!!
(( وطالعتها بنظرة تحدي غرقانة دموع ))
ضحكت ندى وهي تطبطب على كتفها::/ تضحكين علي والا عليه ؟؟ خلاص صرتي مكشوفة وساروة قالت لنا كل شي وزياد صار عارف بأسبابك بس أكيد ماراح يقول لأبوك شي ..
بعدت عذا وهي تمسح دموعها ::/ زياد عرف ؟؟ طيب ليش سارة قالت لكم ؟؟
ابتسمت ندى :/ لأنها حست بتأنيب الضمير ... وقالت كل شي للمياء ولمياء قالت لنا
عذا بخوف ::/ ولمياء وش سوت لسارة ؟؟
ضحكت ندى بقوة ::/ ههههههههههه وانتي بس هذا اللي همك .. أهم شي مايكون فيه عنف ومضاربات ؟؟
ابتسمت عذا ::/ مو قصدي بس حرام سارة كان قصدها شريف...
ندى ::/ لاتخافين ماسوت لها شي ..
وقفت ندى وهي تكمل ::/ يالله عاد قومي ننزل تحت .. وعقبال مايجي أبوك ويقول لك ان زياد خطبك .. وساعتها ارفضيه والله ان يرفضك زياد من هالدنيا كلها ..
عذا بخوف ::/ وإذا رفضته ؟؟
طلعت ندى عيونها بو جه عذا ::/ وش ترفضينه ؟؟ أقول كان يجي يسحبك من باب بيتكم وجربي ترجعين مرة ثانية والله ان يسكر عليك الباب في بيته ومايخليك تعتبين معه ..
كملت عذا ::/ أنا مو قصدي أرفض زياد لأنه زياد،،، بس ندى أحس أن عمك مابيمشي السالفة بسهولة ...
ندى ::/ وانتي وش يخصك ؟؟ خلاص زياد لما جاء جاء وهو واثق من عمره وانه قد اللي يسويه .. وبعدين يا الخبلة فيه وحده تلقى واحد زي زياد يحبها كل هالحب وترفضه علشان وسخ دنيا ؟؟
عذا والعبرة خانقتها .::/ علشاني أحبه بوافق على مصعب .... أخاف عمك يسوي شي لأبوي والا لزياد ؟؟
ندى بعصبية ::/ وش بيقدر يسوي مثلا ؟؟
عذا ::/ اخاف يسحب من زياد كل شي ؟؟
ندى ::/ لاتخافين مايقدر لأن كل شي باسم زياد خلاص .. وبعدين احد شاكي لك الحال والا طالب منك المساعدة على حساب نفسك ؟؟ عذا صدقيني زياد لما درى عن أسبابك بغى يتهور ويجي لبيتكم يعطيك كف حار على وجهك يصحيك من الغباء الي انتي فيه ؟؟ تصدقين انه ثار علي وبغى يضربني أنا ؟؟
سكتت عذا وشبح أبتسامة على وجهها .. منتشية من هالمشاعر اللي رجعت لقلبها الحزين
كملت ندى وهي تضحك ::/ والله العظيم أقول لك الصدق ... بس والله اخوي صار يخوف هذيك اللحظة ... يقول مجنونة هذي تبيع عمرها وتبتعد عني علشان كم ريال ؟؟؟ والله انها غبية وعلى بالها تسوي مثالية ..
ضحكت عذا وهي تنزل راسها ::/ يابعد عمري والله ..
شهقت ندى ووقفت مكانها ::/ وشو ؟؟ وش قلتي ؟؟
استحت عذا و بلعت ريقها ..::/ ماقلت شي ...
ندى بخبث ::/ إلا قلتي .. عيدي بسرعة (( وتقدمت منها بتخوفها ))
اقشعر جسم عذا من ندى لما قربت لها يمكن لأنها فعلا خافت وبعشوائية قالت ::/ أقول كيفه عقب تعبه ؟؟؟
ضحكت ندى ::/ ههههههه ياحلوك وانتي خايفة ... هو تمام لكن لو الله يريحه من الكحة والكتمة كان بيكون أوكي ...
مشت عذا رايحة للحمام وخدودها مولعة ::/ الله يشفيه يارب ..
كملت ندى بخبث وهي تضحك ::/ ويخليه لك ..
كملت ندى طريقها خارج الغرفة ... ودخلت عذا الحمام تتغسل علشان تنزل تحت مع بنت خالها اللي جيتها اليوم فرجت هم كبير كان على صدرها .. وهو كيف بتقدر تتعايش مع واقع مصعب ... والا كيف بتقدر ترفض مصعب وتطيح ابوها في مشكلة ..
ودعت في سرها أن زياد يقدر يحل المشكلة بطريقة ترضيها وترضي جميع الأطراف وتسلم أبوها من شر ابو مشاري ...
.
.
.
في المجلس كانت السوالف عادية مع ابو عبدالله والباقين .. ولهاللحظة مافتح زياد الموضوع أبدا .. أم عبدالله كانت عارفة بنوايا زياد مسبقا وقررت معه انها بتوقف معه لآخر لحظة ... هي أهم ماعندها هالأثنين اللي بحسبة ولدها وبنتها اللي تخاف عليها من نسمة الهواء لا تجرحها ..
طالع زياد في عمته وكأنه يبي يستمد منها القوة علشان تدفعه يواجه عمه اللي عمره ماقد وقف معه في مثل هالمناظرة ..
ابتسمت الجوهرة لزياد وشجعته يفتح الموضوع وهي بتكون معه داعم ...
بلع زياد ريقه وهو ينزل بيالة الشاهي من يده ... طالع في عمه محمد وشافه يبتسم لأسامة اللي كان يسولف عن موقف له في الجامعة ...
بعد ماسكت أسامة ... تشجع زياد على الكلام .. وبسرعة وبدون تردد قال ..
زياد بنبرة واثقة ::/ عمي ...!!
لف له ابو عبدالله بانتباه ::/ هلا
بلع زياد ريقه وكمل ::/ مادري بصراحة وشلون أبدأ معك .. لكن على قولتهم بختصر المشوار وادخل عليك من النص (( وابتسم ))
ابتسم ابو عبدالله ::/ ولايهمك لو بغيت ادخل من اللي تبي المهم أنت لاتترك شي بخاطرك ...
زياد بشجاعة ::/ أول شي انت تعتبرني بمثابة عبد الله والا دون منه ؟؟
ابو عبدالله بحزم ::/ الا مثل عبدالله وأعز .. أنت مثل ولدي يازياد ولا يجيك شك من هالناحية ..
زياد ::/ مثل ولدك والا ولدك ؟؟
ابو عبدالله مستغرب ::/ الا ولدي ونص .. ويشرفني ان عندي ولد مثلك ..
ابتسم زياد مرتاح ::/ خلاص أجل ياعمي ... ما دامك تعتبرني ولدك ليه تتصرف بالعكس ؟؟
استغرب ابو عبدالله بس كأنه بدأ يفهم ::/ ليه وش سويت ؟؟
زياد ::/ اللي سويته أثر في نفسي بصراحة وجرحني بعمق
ضحك أسامة ::/ مالك حق يبه .. وانت مابقى أحد ماجرحته لا صغير ولاكبير ..
ضحك أبو عبدالله لكن مااهتم لكلام أسامة وكمل لزياد ::/ وش انت شايف مني وانا عمك ..؟
زياد ::/ أجل أسمع انك متسلف من غيري وانا عندي اللي يكفيك و زود ؟؟
ابتسم ابو عبدالله ::/ ماتقصر زياد .. بس يومها انا ماكانت ابي أضغط عليك ولا انت معك السيولة الكافية اللي تقدر تساعدني بها ..
ابتسم زياد وهو واصل لمغزاه ::/ والحين عندي طلبك ومن دون شروط ولا مساومات
ابو عبدالله بحزم::/ بس انا ماعدت في حاجتهن ..
زياد باصرار ::/ لكنك متسلف من عمي ولك دين عنده
ابو عبدالله ::/ وانا بردّه له قريب ..
زياد ::/ واسمح لي انا ياعمي أردهن عنك ..
طالعه ابو عبدالله بنظرات نارية حارقة ::/ لا ياولد سلطان ... فلوسك في جيبك وانا لي اللي خلقني وماراح ينساني والفلوس بقدر ادبرها ان شاء الله
حاول زياد يرقع الكلام ::/ ايه بس ياعمـ ـ ـ ـ
قاطعه ابو عبدالله ::/ مافيه بس يازياد .. الله يعطيك العافية على عرضك لكن اسمح لي مااقدر ارضى به ..
انقهرت ام عبدالله من زوجها وتكلمت ::/ طيب اصبر يامحمد واسمع وش عند الولد ؟؟
عصب ابو عبدالله ::/ ماتسمعينه يقول بيسدد عني الدين ؟؟ وش شايفني أشحذ عند باب المسجد ؟؟
زياد يلطف الجو ::/ عمي أنا ماكان هذا قصدي بس انت اسمعني الله يهديك للأخير ..
تنهد ابو عبدالله بغضب مكتوم ::/ كمل ..
زياد بحماس ::/ شف يا ابو عبدالله ... انت الحين متسلف من عمي مبلغ وقدره .. وانا سمعت انه محتاج هالمبلغ في مشروعه الجديد .. مما يعني انه بيطالبك بهم حتى لو ماكان محتاجهن لأنه عمي وانا عارفة زين ... فـ أنا كل اللي قصدته اني بعطيه هالمليونين وانت دينك يصير علي أنا .. وأنا مو مثل عمي
أيدته ام عبدالله ::/صادق ولد اخوي .. دينك على زياد ولا دينك على ابو مشاري اللي ما يؤتمن شره.
سكت ابو عبدالله غير مقتنع وكمل زياد ..::/ اسمع يا عمي انا ما اقول لك بسدهم عنك واسامحك عليهم .. انا بس بعطيك مدة تسدد فيها لي على أقل من مهلك وانا مو مستعجل .. بعكس عمي اللي محتاجهم الحين وهالأيام ..
سكت ابو عبدالله وبعد دقائق رفع عينه يطالع في زياد وهو فاهم كل شي ::/ والنهاية ؟؟
عقد زياد حواجبه :::/ أي نهاية ؟؟
ابو عبدالله ::/ يعني المقصد من هذا كله ؟؟
بلع زياد ريقه ::/ اني اساعدك ..
ابتسم ابو عبدالله ::/وغير انك تساعدني ؟؟ يعني عذا مالها دخل في السالفة ؟؟
سكت زياد وانلجم لسانه عن الكلام ..
ام عبدالله مبتسمة ::/ أكيد عذا تهمه ..؟
طالعها ابو عبدالله بنظرة شزرة سكتت من عقبها وبعدها رجع لزياد ..
ابو عبدالله :: ماقلت لي وش الموضوع بالكامل ؟؟ أنت عطيتني الزبدة وماقلت لي الأسباب ..
تشجع زياد وقال ::/ أكيد عذا لها يد في السالفة وهذا مافيه شك
ابو عبدالله ::/ بس هي وش يخصها .. موافقتها على مصعب تمت عن اقتناع ... ورفضها لك بعد جاء عن اقتناع لأني أنا وأمها ماقصرنا في اقناعها تعدل عن رأيها وتوافق على خطبتك..
تحمس زياد لما وصلوا للنقطة الحساسة ::/لا ياعمي انت غلطان .. موافقة عذا مربوطة فيك انت . هي تفكيرها الآن انها لماتوافق على مصعب معناتها بتعفيك من المشاكل اللي ممكن يسببها لك عمي كونك بتكون نسيبه وجد أحفاده ..لكن لو انتهت هالمشكلة صدقني الرفض هو بيكون ردها ...
أسامة بنظرة غضب محقونة ::/ اشوفك واثق ياولد الخال ؟؟
ابتسم زياد بخوف من أسامة ::/ هذا اللي وصلني ...
اما ابو عبدالله فـ كان ساكت ومارد على كلام زياد ..
شجعته ام عبدلله لما همست له ..::/ شف الفرج جاك من سابع سماء .. لاترفضه يا محمد وبعدين تجي تقول ان ولد اخوي هو اللي ماتحرك وكان بارد وبليد من ناحيتنا...
طالعها ابو عبدالله محتار ..
لكنها كملت ::/ ماراح تخسر شي صدقني بالعكس .. بتكسب بنتك وولدك .. وهذا اللي احنا نتمناه من زمان...
هز ابو عبدالله راسه وكأنه شبه مقتنع لكن في داخله مهزوز وماحب فكرة انه يكون مثل الكورة في مرمى وكل من بغى رماه يمين ويسار ..
كمل زياد ::/ عمي أنا جايك اليوم مخصوص علشان هالموضوع وهذا أول طلب لي عندك فلا تردني ...
تنهد ابو عبدالله بتردد ::/ وانت وش رايك ؟؟
زياد ::/ انا لو ماكنت مفكر من قبل ومستعد ماكنت جيتك وعرضت عليك ..
سكت ابو عبدالله شوي وكأنه يفكر بعمق وعقبها تنهد وقال ::/ اللي تشوفونه مناسب سووه .. وانا موافق عليه
وقام من مكانه بيطلع لكن زياد وقفه والإبتسامة شاقة حلقه ....
زياد ::/ عمي لحظه ماخلصنا كلامنا ...
ابتسم ابو عبدالله وهو يوقف ::/ عندك طلبات ثانية ياولد سلطان ..
ابتسم زياد وهو يمسك يد ابو عبدالله يجلسه ::/ هو طلب واحد بس وماابيك تردني فيه
هز ابو عبدالله راسه وكأنه بيقول انه عرف وش يبي منه زياد ..
ابو عبدالله مبتسم ::/ عارف طلبك بس هالطلب يعتبر الثاني يعني أقدر ارده واقدر اوافق ..
بلع زياد ريقه بقلق ::/ لا ياعمي وش دعوى ترفض ؟؟ صدق ان خطبتي مو بالشكل المطلوب لكن اوعدك اني اجيب عمي في أقرب فرصة ونخطبها منك رسمي
ابو عبدالله ::/ لكن عذا رفضت وانا ما اقدر اغصبها ..
زياد مبتسم ::/ لا هالمرة أسألها وصدقني بتوافق ...
ابو عبدالله بنظرة غريبة ::/ ولو رفضت هي أو رفضت انا ؟؟؟ بتسحب عرضك الأول ؟؟
سكت الكل مندهش من كلمة ابو عبدالله ونبرة صوته المهزوزة ... لكن زياد رد باندفاعية وحمية وهو عاقد حواجبه ::/ مستحيل ياعمي مستحيل .... هذا الموضوع ماله علاقة بالأول ..
ابتسم ابو عبدالله ::/ أتمنى يازياد هالشي .. بالفعل اتمناه
زياد باصرارا ::/ عمي لايجي في قلبك شك من هالناحية أبد
ابو عبدالله ::/ المهم مثل ماقلت لك بشاورها عقب هالعرض اللي عرضته ونشوف وعقب برد عليك ...
---------------------------------------------------------------------------


............::/ واحد ما فقست بيضته ولا بعد ذاق هوايل الدنيا جاي يوقف بوجهي ويتحداني ؟؟؟ معقولة توصل فيه الجرأة أنه يكسر كلمتي ويجي يواجهني ويطلب مني أروح معه نخطبها ؟؟؟
ام مشاري وهي تشرب من فنجال الشاهي ::/ مثل ما أنت تجرأت وخطبتها لمصعب وانت عارف أن ولد أخوك يبيها ...!
رمى ابو مشاري نفسه بقهر على الكنب والتفت يطالع في ام مشاري ..
ابو مشاري ::/ والله لو شفتي وشلون نظراته لي ؟؟ كأنه يقول لي شفت ترى كلامك مو كل مرة يمشي ؟؟ لكن هين يا زياد أنا لك بالمرصاد ؟؟؟ أجل عقب كل هالهيبة تجي أنت وتهزها ؟؟؟
ام مشاري ببرود ::/ أحسن انه سوا كذا .. على الأقل نرتاح من المشاكل ..
ابو مشاري ::/ والله ثم والله اني ما أفوتها له بالساهل .. وبيشوف هالزياد اللي مسوي علي رجال ..
ام مشاري ::/ خلاص أقبل بالواقع ولا تحاول تتعدى حدودك يا ابراهيم ..
التفت ابو مشاري بعصبية ::/ زواج زياد من هالبنت ضمن حدودي ... لكن أنا اللي بوقف له لو صار شي من اللي في بالي والله إني ما أتركه يتهنى بحياته لا هو ولا بنت عمته ...
ام مشاري مستغربة ::/ وش اللي في بالك ....؟؟
ابو مشاري وهو قايم بيطلع ::/ بتشوفين بعدين ... وان لاحظتي ولاحظ غيرك فـ هذي بتكون نهاية زياد ... ومادام انه قرر يتحداني يتحمل اللي بيجيه من اليوم وطالع..
و مشى ابو مشاري طالع من الغرفة...
اما ام مشاري فرفعت صوتها شوي له علشان يسمع وقالت ::/ ابراهيم تعوذ من الشيطان ولا تخلي واحد مثل زياد يستفزك ؟؟؟
مارد عليها ابو مشاري لأنه تقريبا وصل لباب الحمام ودخل يآخذ له شاور ..
.
.
.
.
في المجلس كان زياد محتار ومنصدم من ردة فعل عمه السلبية والمبالغ فيها ... كان متوقع انه بيتفاجأ لما يقوله انه هو اللي رفضوهم عمته علشانه لكن انه يثور في المجلس ويتوعد ويهدد ويرفض انه يروح معه هذا الشي اللي ماتوقعه زياد أبد ...
التفت زياد لمشاري وهو مستغرب ::/ انا قلت شي غلط مشاري ؟؟
ابتسم له مشاري ::/ لا أبد أنت ماقلت الا حقك ...
تنهد زياد ::/ أجل وش فيه عمي عصب ؟؟؟
مشاري بتوتر ::/ يمكن لأنه ماتوقع ان ابو عبدالله بيرفضه علشانك ؟؟
زياد عاقد حواجبه ::/ ليه يعني انا ما أستاهل ..؟
مشاري ::/ لا مو القصد .. بس ابوي كان ضامن موافقتهم بشكل نهائي ...
سكت زياد وماكمل النقاش مع مشاري ... ضاعت أفكاره محتار وشلون بيخطب عذا من ابوها ؟؟؟ الظاهر مافيه الا انه يقول لأبو عبدالله عن موقف عمه وهو أكيد بيقدر ..
لكن قبل لا يتخذ هالقرار خله يجرب الورقة الأخيرة اللي بيده ..
زياد وهو يطالع مشاري ::/ مشاري ... وش رايك تجي انت معي ونخطب من عمي محمد ؟؟
استغرب مشاري هالطلب::/ أنا اروح معك ؟؟
قام زياد وجلس جنب مشاري ::/ ايه انت ؟؟ على الأقل البنت تحس بقيمتها وان اللي يبيها جايب أهله معه ...؟؟ وش قلت ؟؟
ارتبك مشاري من هالطلب وحس انه بيده بيحفر قبر أخته ... لكن وش يسوي ؟؟ إذا زياد رفض عرض أبوه عليه أنه يتزوج سحر بيجي هو ويوقف في طريقه ولا يخليه يتزوج اللي يبيها ؟؟ يكفي انه هو أُجبر أنه يآخذ وحده مايعتبرها شي في حياته ؟؟؟ بعد يبي أخته تتعذب وزياد من وراها ..؟؟
ابتسم مشاري لزياد وقال ::/ تم ياولد عمي شف لك يوم مناسب وأروح انا وانت ونخطبها لك ...
ابتسم زياد بامتنان وشكر لمشاري وبعدها قام من عنده طالع والفرحة والسعادة تشع من عيونه وكأنه طفل صغير بشروه بروحة لمدينة الملاهي ؟؟
.
.
.
لما طلع من دورة المياه مآخذ له حمام يريح فيه أعصابه ...
تفاجأ بوجود مصعب ولد عمه جالس في الصالة ويطالع التلفزيون ...
تقدم زياد بملامح جامدة وجلس على الكنب الثاني وهو يحرك شعره بيديه وينفض عنه المويه ....!
انتبه مصعب لوجوده وانه طلع ...
حس بالتوتر والإرتباك ؟؟
اللي سواه شي مو سهل أبد ..
انه يطعن زياد في ظهره شي قوي أكيد أثر على مكانته في نفس زياد ...!
تنهد ورفع عينه لزياد وشافه يطالع شاشة التلفزيون فتشجع وقال : زياد ...!!
والأخير كان متوقع وعارف ليه ولد عمه متواجد عنده في الغرفة ...
لف بوجهه له والجمود لازال سيد ملامحه طالعها بنظرات تقول " نعم " ...!!
حاول مصعب يبتسم وهو يحرك الريموت بين يديه :: انت خلاص قررت تروح مع مشاري تخطب ؟؟؟
رفع زياد حاجبه في غضب شديد لكنه مقاومه :: ليه تسأل ؟؟؟ بتروح تسبقني هناك بعد ؟؟؟
بلع مصعب ريقه ندمان :: زياد رجاءً لاتفهمني غلط ...!! انا كنت عبد مأمور وابوي هو اللي فاجأني ..؟؟
عصب زياد وارتفع صوته : وليه سيادتك ما رفضت ؟؟
طالعه مصعب :: تبيني اطلع ابوي صغير قدامهم ؟؟؟
سكت زياد وسكت وراه مصعب وكأن الإثنين محتارين ...
لكن زياد تكلم بعد فترة :: وافترض لو انهم وافقوا عليك ؟؟؟ كنت بترضاها لي ولنفسك ؟؟
سكت مصعب وهو يحس بالندم ينهش قلبه ...
تنفس بعمق وابتسم :: كنت برفض بعد الملكة وبقول لهم اني ماارتحت معها ...
رفع زياد حاجبه معصب :: وبهالسهولة تتلاعب بمشاعر البنت وأهلها ...!!
ماقدر مصعب يتحمل أكثر لأنه يحس نفسه واطي وحقير ...!!
قام من مكانه وجلس جنب زياد ... وهو لازال منزل عينه للأرض ..
.............:: زياد ...
سكت الأخير ومارد وهو يحس بالحرقة في صدره ..
كمل مصعب :: الحين اللي صار صار ... ولو بغيتني اروح معك ومع مشاري ونخطبها لك فـ ابشر وانا اخوك ... ولك مني اللي يرضيك ..
رفع عينه لزياد وشافه مايطالعه ...
رجع يأكد عليه :: وش قلت يا زياد ..؟؟
تنهد زياد ومن دون لايطالعه :: تقدر تسوي اللي يريح ضميرك ...!!
ابتسم :: اجل انا معكم ...!!
ووقف مصعب عنه ولازالت الإبتسامة تعلو محياه ...
عارف ان ولد عمه مو قاسي وقلبه طيب ..
وعارف انه مابيقدر يزعل أكثر ...!!
لكن شعور الندم اللي يحس به ..
والأنانية اللي تملكته ساعتها وكونه يبي بخرب على ولد عمه علشان اخته ...
كانت هي الأشياء القاسية اللي تفتك بقلب مصعب هالساعة ...
بس ترى الأيام كفيلة انها تزيلها ....
وتواسيه ...!
-------------------------------------------------------------------------------
في عالم ثاني مختلف تماما ... عالم كله سواد في سواد ... عالم ملئ بالحزن والقهر والألم ....
عالم عايش فيه نواف بروحه وما معه أحد يشاركه فيه .. عالم نواف يسبح فيه مع أفكاره وخيالاته اللي للأسف تحطمت على ظهر صخرة صماء ...
كل شي راح وضاع من يده ...و أهمها عــــــــبــيــر .................!!
عبير اليوم بكل قوة وجبروت حطمت قلبه المسكين اللي ماكان له أيام فرحان باستلام الوظيفة وانه ان شاء الله بدأ يكون نفسه ...
قلبه اللي بصعوبة قدر يتخلى عن منظر عبير وهي مكسورة وتصيح والدم حول فمها ..
كان المشهد مرتسم قدام عيونه وعلى سقف غرفته .. وهو كان منسدح على السرير بثوبه وملابسه ويطالع في السقف من دون شعور ...
الحزن تغلب عليه وخلاه مايعرف يسوي شي وكأنه واحد مشلول ...
الهم سكر على مجرى التنفس عنده وصار يفح بالنفس ...
كل شي الا عبير ... كل شي مستعد يخسره الا ان عبير تروح من يده ..
عبير اللي تمناها تكون زوجته من قبل لايطلع على الدنيا وينفتح قلبه عليها ...
عبير اللي ياما خطط مستقبله وهي جنبه وياما فكر في حياتهم مع بعض وكيف بيسعدها و بأي وسيلة ؟؟؟
بس .......... وبهالسهولة المتناهية تضيع من يده ... وتقول له انها رافضته كزوج ؟؟؟
ليش وهو اللي عمره مارفضها كزوجة حتى بعد اللي شافه ؟؟ ليش وهو اللي زاد تعلقه فيها من عقب الحادث وحلف انه يآخذ لها حقها ولو بعد حين ؟؟؟
ليش ياعبير فجأة تحولتي للبوه شرسة قاسية مافي قلبها رحمة للي حولها ؟؟؟؟
ليه تحولت رقتك وحنانك لعنفوان واندفاعية ... وتجرأتي وقلتي في وجهي انك ماتبيني ؟؟
معقولة أغروك بفلوسهم ؟؟؟ معقولة زاغت عينك على حلالهم بعد مادخلتي بيتهم وشفتي النعيم اللي هم فيه ؟؟؟
غمض نواف عيونه على هالأفكار والعبرة خانقته والهم ضاغط على أعصابه ...
وأكيد عبير جت قدام عيونه ...
.
.
.
.
أما هي .. فـ على كرسيها الهزاز بوسط غرفتها الظلماء والشماغ حاضنته لصدرها ..
لكن الغريب ان عيونها مادمعت .. الظاهر من كثر ماتصيح هاليومين تعبت مدامعها من النزف ...
تفكيرها كله منصب على موقف اليوم ؟؟؟ كيف قدرت تجرح نواف وتقول له اني ارفضك في حياتي ؟؟ كيف تجرأت وقالت له الكلام هذاك كله ؟؟؟
معقولة كنت انا هي عبير اللي من شوي ... اللي جرحت أعز ناس على قلبها ؟؟
أمها اللي ترجتها ترفض لأن نواف أحق بها من غيرها ... والا أريج أختها اللي هاليومين خفت علاقتها معها بسبب هالزواج المفاجئ من شاب غير نواف ؟؟
أشياء كثيرة تزاحمت بداخلها ومالقت وقت تفكر فيهم .. لأنها بالتحديد الآن تبي تفكر فيه هو وبس ..
تبي تشبع نفسها من نواف ولو بالتفكير ...
سكرت عيونها والشماغ قريب من وجهها وحاولت تسترجع ذكرياتها معه ..
من أيام الطفولة ليوم الحادث المشئوم ...
----------------------------------------------------------------------------

dali2000 13-03-10 02:45 PM

في اليوم الموعود ... اللي تجهزوا له كلهم من جميع النواحي ... صلحوا جناح لعبدالله في الدور الثاني وجهزوه له على أحسن ما يكون .. مؤقتا لحد ما يسافر .. مع أنه بيسافر على طول ثاني يوم من زواجه لكنهم حبوا يستعدون ويتجهزون لأي ظرف طارئ أو حتى هالجناح بيكون له بعد مايرجع من السفر .. يعني بيجلس عندهم على بال ما يتجهز ويلقى له شقة...
و في أفخم قاعة في الرياض كانت ريم جالسة في الجناح الخاص بالعروس ومعها الكوافيرة تجهزها .. كانت متوترة ومختبصة والدمعة ودها تنزل لكن مقاومتها بكل قوتها .. ماكان معها في الغرفة غير سحر بنت خالتها .. واللي وجودها أصبح مثل عدمه ... من يوم سمعت خبر زواج زياد وهي احوالها النفسية منعفسة مو قادرة تصدق أن احلامها تبخرت في لحظة وبـ جرت قلم ... والمشكلة الأعظم أن أخوانها هم اللي خطبوها لزياد ، وهي اللي كانت تظن أنهم شايفين عيونها وفاهمينها ؟؟؟؟
تنهدت بألم وهي تمسح دمعة صغيرة آذنت بالنزول من زاوية عينها السوداء المكحولة ..انتبهت ريم لسحر وتنهدت .. وحاولت تضيع الموضوع وتخلق جو مرح ..
ريم ::/ شكرا سحر ،، لهالدرجة بتفتقدني ؟؟ خلاص يابنت خالتي العزيزة ابترك لك صورتي وكلما اشتقتي لي طالعي فيها والا حطيها تحت وسادتك ..
ضحكت سحر بعذوبة ::/ واثقة من نفسك بقوة انتي ؟؟
وقامت سحر وتقربت من ريم وجلست على الكرسي اللي قدامها ..
ريم ::/ جايه تشاهديني لآخر مرة ؟؟
ضحكت سحر ::/ استغفري يادوبا بسم الله عليك ؟؟ اللي يسمعك يقول بتموتين ؟؟
شهقت ريم ::/ بسم الله علي من قال هالكلام ؟؟ ترى اذا انتي ماتبيني فيه ناس يبغوني
غمزت لها سحر ::/ وانت ماتبينهم ؟؟؟
سكتت ريم وطالعتها بنظرت حاقدة ::/ هذا الشي انتي مالك علاقة فيه ؟
ضحكت سحر ::/ مرة ثانية لاتسوين علينا عضلات وتقولين (( عبدالله مو مهم في حياتي ؟؟ ))
سكتت ريم شوي وكأن ملامح الندم وضحت على وجهها .. وبعدين رفعت راسها وقالت لسحر ::/ تصدقين كنت غبية .. كنت على وشك اضيع حياتي من يدي علشان شي مايسوى وأصلا مالي علاقة فيه ؟؟
طالعتها سحر بعين مفتوحة ::/ أنا ما أسوى ؟؟
ضحكت ريم ::/ لا مو انتي .. قصدي الموضوع كله .. يعني وش علاقة عبدالله في خطبة زياد ؟؟؟ وش اللي دخله هو علشان أزعل عليه وأخاصمه واقول له لاعاد تكلمني ..
سحر ::/ كنتي مجنونة
ريم ::/ أشد من الجنون .. بس الحمدلله اني ماصرحت بسبب زعلي وقدرت ألقى لي مخرج
سحر بنص ابتسامة::/ قلت لك انتي وعبدالله مالكم علاقة في الموضوع
ريم بقهر ::/ المشكلة انها اخته
عصبت سحر ::/ مهما كان يا ريم لاتنصبين العداء لعذا علشاني أنا .. تكفين ترى هذي حياتك لاتخربينها بيدك
سكتت ريم وماردت عليها .. أما سحر فجلست في مكانها ساكنة وهادئة وعينها على يد الكوافيرة اللي قاعده تسوي اللمسات الأخيرة على مكياج ريم عروس الليلة ونجمة الحفل ..
-----------------------------------------------------------------------------
جهزوا بيت ابو عبدالله وكانوا لابسين وخالصين ومعهم ندى اللي تجهزت معهم وقررت اليوم تكون من المعازيم وتبع اهل المعرس ...
كل وحده فيهم كان لها ستايلها الخاص ،، وكل وحده لها فرحتها الخاصة .. بس أكثرهم كانت ام عبدالله اللي الدنيا مو واسعتها من الوناسة على زواج ولدها .. اليوم بيدها بخرته ولبسته المشلح ودعت له من قلبها ان الله يوفقه ويسعده ويرزقه الذرية الصالحة ..
جلسوا كلهم في الصالة ينتظرون أسامة يجي يآخذهم للقاعة وكانوا يسولفون ويتوقعون كيف بيلقون الحفلة وكيف بتكون تجهيزاتهم لها ،،
أكدت لهم ندى ان الترتيبات بتكون خيالية .. بحكم معرفتها بـ أم راشد ومعرفتها بالبهرجة اللي يحبونها هي واختها اللي هي مرت عمها..
دقائق ورن جوال ندى زياد اخوها متصل ..
ندى ::/ أهلين ..
زياد مستعجل ::/ هلا بك .. ياللا جاهزين ؟؟
ندى وهي تقوم ::/ ايه خالصين بس ننتظركم ؟؟ انتم وين ؟
زياد ::/ حنا عند الباب ياللا اطلعوا وبسرعة لا تتأخرون ..
ندى مستعجلة ::/ ياللا حنا طالعين الحين .. باي
زياد بلهفة ::/ ندى ،،، ..
ابتسمت ندى ::/ نعم وش عندك بعد ؟
استحى زياد وهو يقول ::/ شكلها حلو ؟؟؟
ضحكت ندى بقهقه ::/ مالك شغل .. ياللا مع السلامة بلبس عبايتي ..
سكرت ندى قبل لا تسمع رده وملامح الإبتسامة كانت على وجهها .
نطت سارة في وسطهم وعيونها مركزة على عذا ::/ وش يبغى فيك زيادوه ؟؟
ضربتها ندى على كتفها ::/ اسمه المهندس زياد ؟؟ مو زيادوه ؟؟ وبعدين يقول انهم ينتظرونا عند الباب ...
ضحكت سارة بخبث ::/ ايه بس هو قال لك شي في الأخير وضحكتي وش قال ؟؟
طالعت ندى في عذا شوي لدرجة ان عذا ارتبكت وعرفت وش قال فمشت شوي والتصقت بلمياء وكأنها تستنجدها من تعليقاتهم البايخة اللي زادت هاليومين من خطبها زياد ...
ندى بخبث ::/ يقول سلمي لي على الناس الحلوين وقولي لهم يقرأون المعوذات علشان مايجيهم شي وأقعد انا اتحسر عليهم طول حياتي ..
ضحكت لمياء وردت سارة ::/ الله يسلمك واياه ...وقولي له اني قريت المعوذات من زمان بسم الله علي ومشكور لأنه يخاف على الحلوين اللي زيي ...
ضحكوا كلهم بينما كانو يلبسون عباياتهم بيطلعون ...
واول ماطلعوا من باب الشارع ما شافوا غير سيارة زياد البانوراما واقفة عند الباب ..
ابتسمت ام عبد الله بحب وهي تشوف زياد نازل ومتوجه لهم ..
زياد ::/ حيا الله ام المعرس...!
ضحكت ام عبدالله ::/ حيا الله ابو سيارة جديدة وانت الصادق ؟؟
ضحك زياد وهو يحب راس عمته ::/ وش رايك فيها .. مو أزين من البي ام الكحيانة اللي كانت معي ..؟
ام عبدالله ::/ مهما كان أنا أحب هذيك أكثر!!
ابتسم زياد ::/ ولا يهمك يالغالية لو كنت ادري كان جبتها هي وتركت هذي ...
ام عبدالله :/ يالله بسامحك .. لكن ماقلت لي متى شريتها ؟
زياد ::/ لي ثلاثة أيام وهي معي ..
ام عبدالله ::/ مبروك يا بعدهم والله يبارك لك فيها..!!
ابتسم زياد ::/ الله يسلمك .. وعلى البركة زواج عبدالله الله يوفقه يارب..
ام عبدالله ونبرة الحزن في صوتها:/ آمين الله يوفق الجميع ...
زياد بنص عين::/ وانا منهم ؟؟
ندى بخبث ::/ أفا عليك انت أولهم .. انت ولد اخوها وهي بنتها ..
ضحك زياد بينما عذا مسكت في يد لمياء تقرصها
التفت زياد على بنات عمته يسلم عليهم ويبارك لهم ,.,,
لمياء ::/ الله يبارك فيك يا رب ويسلمك ..
نطت سارة بتملل ::/ ياللا ماتبونا نروح ؟؟ الظاهر بيخلص الزواج وانتم ماخلصتوا
ضحك زياد ::/ ياللا اركبوا ونمشي ..
عذا بصوت واطي لأمها ::/ وين أسامة ؟؟ مو على أساس هو اللي بيوصلنا ؟؟
انتبهت ام عبدالله أن اسامة فعلا مو موجود ..::/ زياد وين اسامة مو قال بيجي معك.؟
حس زياد ان هالكلام من عذا ..:::/ الا كان بيجي بس انا قلت له مالك لزوم خلك مع عبدالله و انا بروح اجيبهم
ام عبدالله ::/ الحمدلله المهم مافيه شي ..
زياد::/ لا مافيه الا العافية .. بس ان كنتم ماتبون تركبون معي مو مشكلة اتصل عليه ويجي يآخذكم.!!
ردت ام عبدالله مفتشلة ::/ لا يمه مو قصدي بس انا استغربت وش فيه ماجاء ..
ابتسم زياد وعينه على عذا اللي بلعت ريقها بصعوبة ونزلت عينها
زياد ::/ انتي معليش ياعمة عارف انك ماتعارضين تركبين معي بس انا أخاف أحد غيرك ..
ردت سارة عليه وماحبت اسلوبه اللي يحرج عذا ::/ لا ولايهمك أحد يحصل له يركب بانوراما ويرفض ...
طالعها زياد وكأنه يتوعدها بنظراته .. أصلا هو كان هدفه ان عذا هي اللي ترد عليه لكن سارة ما عطتهم فرصة ...
سكت ومشى رايح للسيارة وكلهم لحقوه علشان يروحون .. لكن اول ماوصل للسيارة وقفهم كلهم .. وبعدها تقدم للباب الأمامي وفتحه وطالع في عمته
زياد ::/ طال عمرك اركبي انتي الأولى علشان تتبارك سيارتي ..
ضحكت ام عبدالله ::/ يعني بتفهمني ان ما احد ركبها قبلي ..؟
زياد بتأكيد::/ اقسم ان ما احد ركبها غيري ،، حتى ندى أنا جايبها لبيتكم بـ البي أم
ندى بصوت حزين ::/ آخر الدنيا ياعمة صار يفضلك علي ..
ضربتها عمتها على كتفها ::/ لاتحطين راسك من راسي يابنت ...
ضحكوا ودخلت ام عبدالله السيارة ،، ومن دون مقاومة صفرت سارة في الشارع بشكل صدمهم كلهم .. وماكان من لمياء الا أنها تضربها على مؤخرة راسها توبخها ..
تقدموا بيركبون لكن هالمرة بعد وقفهم زياد لما قال ::/ لحظة ......!! الراكب الثاني لازم يكون مميز بعد .........
قاطعته ندى ::/ يعني قل ام العيال وريحنا ......!!
شهقت عذا ويدها على فمها من الكلمة اللي قالتها ندى .. بالقوة انحرجت واستحت وتوردت خدودها وحست ان الحراراة اللي تطلع من جسمها بتحرقها ...
ابتسم زياد ::/ أكيد من دون شك بتكون ام العيال ...!! (( ورفع حاجبه ))
سكتت عذا وجمدت في مكانها وعيونها بالأرض .. كانوا كلهم ينتظرونها تركب علشان يركبون .. لكن عذا ماتحركت من مكانها ..................!!؟
سارة بعصبية ::/ ياللا انتي اركبي والا ترى انا الحين بصير ام العيال ..!
ضحك زياد وتقدم يفتح باب السيارة ::/ يالله عاد اركبوا علشان نمشي ..
سارة وهي تتقدم ::/ يعني اركب انا الأولى معليش ؟؟؟؟
قاطعتها لمياء ::/انت ليه ترزين وجهك .؟؟ الولد يبي الخطيبة تركب قبلنا ...لاتحرجينهم .......!
توترت عذا وتوترت اعصابها من كلامهم... ما عرفت وش تسوي يعني مو قادرة تتخيل انها بتتقدم اكثر وتصير جنب زياد .........! ودها تصيح ...!!!
قاطعهم صوت ام عبدالله ::/ يالله عذا اركبي خلينا نخلص وخلي زياد يستانس..
هزت عذا راسها وتقدمت تبي تركب .. ولأول مرة من خطبها زياد تكون قريبة منه بهالصورة ..
تقدمت لباب السيارة وهي تحس بنظراته عليها ونظرات البنات اللي تراقبهم ..
وصلت للسيارة وتوها بتركب لكن جمدت لما سمعت صوته الرجولي الأجش اللي يحسسها بالأمان ومن دون شعور لفت عينها على عينه وشافت كل معاني الحب فيها لما قال لها بهمس ..
................ ::/ عقبال ما تتبارك حياتي كلها بدخلتك فيها .. (( وابتسم ))
بلعت عذا ريقها وركبت بسرعة .. اما ام عبدالله اللي سمعت الكلام ابتسمت ومن ركب زياد جنبها ضربته على يده تنبهه اني سمعت كلامك ولازم ماتعيده مرة ثانية لأنه هي خطيبتك بس ومابعد صارت زوجتك ولا بعد تملكتوا .. ضحك زياد بخجل لكن سعادته نسته كل شي .. يعني المهم ان عذا معه الحين وانه يقدر يحس بنفسها ووجود روحها حوله ...
-------------------------------------------------------------------------------
وقت الزفة ... في اللحظات اللي دخل فيها عبدالله وهو متوتر ومرتبك من تجمع الحريم
كانت ام عبدالله غرقانة دموع وتدعي في قلبها يحفظ ولدها وزوجته وتسمي عليهم من شرور الحاسدين ... أما ام ريم فـ ماقدرت تتحمل الموقف واكتفت بالمراقبة من آخر القاعة ...
دخل عبدالله على لحن القصيدة المعدة خصيصا في مدحه .. وكان معه طلال وراشد وابو راشد ..
كان عبدالله مختلف هالليلة عن كل ليلة .. أكيد مو هو المعرس؟؟؟ كان ببشته الأسود وغترته وريحة البخور الملكي اللي تفوح منه بفضل أمه ..المهم ان شكله كان جذاب على نحف جسمه ،، لكن كان يجذب عيون الناظرين ،،
أما ريم فالمفروض انكم ماتسألون عن حالتها .. يعني كل الموازين مقلوبة عندها . وكل المشاعر واصله حدها ... خصوصا أن هذي أول مرة تشوف فيها عبدالله من يوم رجعته من السفر .. على أساس هو متفق معها انه ما يجي ولا يشوفها لأن وقت وصوله كانت هي مريضة بالإنفلونزا فـ ماحبته يشوفها بهالوضع واكتفت أنها استقبلته في المطار وهي متغطية والكل كان موجود واللقاء بينهم كان رسمي جدا لأبعد الحدود ومايتعدى الخمس دقائق ..
نرجع للقاعة و الأنظارالمركزة على هالأثنين .. وأصوات الهمس كل شوي تعلى ..
شوفوه حلو ...؟؟ مادري شوفوه كيف نحيف ..؟؟ والا شوفوه طويل ماشاء الله ؟؟ والا أبيض ومملوح .. المهم باختصار سوالف الحريم اللي ماتخلص ...
أما نظرها هي وتفكيرها وحواسها كلها كانت مركزة على شخص مغاير تماما ... كانت تطالع في طلال اللي رجع من استراليا من يومين علشان زواج اخته ... وبس هذا هو الطريق اللي اختاره لنفسه بعد ماقالوا له ان ندى مخطوبة لمشاري .. ماحاول يقاومهم أو يقدم رغبته انه هو يبيها من قبل مثل ماسوى أخوها وجن جنونه لما وصله خبر ان عذا ممكن تكون لغيره.. بالعكس استسلم بكل سلبية وكأن الموضوع مو لهذيك الدرجة بالنسبة له .. يعني ان أخذها زين وإن ما حصلت له ندى بيلقى غيرها ... لكن مشاعره الحقيقية الله اعلم بها ...المهم انها لاحظته كيف متغير ومسمر زيادة بسبب تغيير الجو عليه .. انتبهت لدمعتها اللي حرقت خدها وبسرعة رفعت يدها ومسحتها .. وماحست الا بعمتها مسكتها مع كتفها وبين دموعها قالت لها ..
ام عبدالله ::/ عقبالك حبيبتي . والله يوفقك
ابتسمت ندى ::/ إيه ياعمه تكفين كثري لي من هالدعوات ان الله يوفقني مع مشاري
استغربت ام عبدالله لكن تجاهلت الموضوع وابتسمت ::/ أدعي لك من كل قلبي يا حبيبتي ... انتي مثلك مثل بناتي وتهمني راحتك في حياتك ...
هزت ندى راسها بأسى وكأنها ماتبي عمتها تسترسل في الكلام ... ولاتبيها تطري اسم مشاري لأنها فعلا الحين ماتحب تسمع اسمه ولا يطرون ذكره ..
انتبهوا لتشغيل الأنوار وان عبدالله وصل للمنصة ... كان واقف جنب ريم اللي منزلة راسها وكأنها بتموت من الحياء .. ابتسمت ام عبدالله وتركت ندى وراحت للمنصة تسلم على الأثنين .. والبنات من انتبهوا لأمهم طلعت المنصة لحقوها كلهم والدموع مغرقة عيونهم ..
صعدت ام عبدالله وهي مو قادرة تتماسك وتحس نفسها بتطيح .. لكن خذت نفس عميق و كملت طريقها ... تقدمت لعبدالله اللي ابتسم بحب للعظيمة اللي واقفة قدامه واللي يحبها بكل عرق ينبض في جسمه ... تقدمت منه تبي تسلم عليه لكن ماقدرت الا تحضنه لها مثل عبدالله الطفل الصغير اللي تعودت تحضنه وتأكله وتلبسه ... وهو بدوره ما منعها و لف كتوفها بيده بكل حنان وتحت مرأى ريم اللي اعجبها الموقف واعجبها هالحب اللي يغرق عبدالله اهله فيه ...
ابتعدت ام عبدالله لما حست انها طولتها وتقدمت لريم تسلم عليها وهي تبتسم بكل حب وحنان ...
طلعوا البنات وسلموا على أخوهم وما اعتقد انكم تبغون أشرح لكم المشاهد الدرامية اللي سووها فوق المنصة ..
إلى هالساعة وسحر ماسكة نفسها بالقوة ... كل شي اجتمع مرة وحده .. وفي ليلة وحده .. تفارق ريم وتشوف عذا ... أي مهزلة وأي سخرية قدر تلعب معها ؟؟؟ ماعاد قدرت تتماسك أكثر مشت للغرفة الخلفية في القاعة ولبست عبايتها ومشت طالعة متوجهه للمنصة ... قابلتها العنود بنت خالتها مستغربة ::/ سحر وين رايحة ..؟
تنهدت سحر وهي تضغط على أعصابها ::/ بسلم على ريم واطلع
مسكتها عنود مع كتوفها ::/ وليش تطلعين تو الزواج بيبدأ ؟؟
نزلت دموع سحر بألم وصرخت ::/ إيه بس أنا ماأقدر استانس وهي مو موجودة معنا ..ولا أقدر أستانس وانا اشوفها تتمشى بكل فرح وانا قلبي يتقطع من الألم.
سكتت عنود وهي مو فاهمة شي .. وتركتها سحر وراها والدموع تنزل على نقابها .. طلعت المنصة والكل يطالعها وأولهم بنات ام عبدالله .. سلمت على ريم وهي منهارة لدرجة ان ريم نفسها كانت على وشك انها تصيح لو ماقدرت تمسك نفسها ... وكانت سحر تهمس لريم في أذنها ::/ مبروك يالغالية مبروك .. بس اسمحي لي ما اقدر أكمل زواجك .. ما أقدراشوفها صدقيني .. ما اقدر....! احس اني بموت ..
مسحت ريم على ظهرها وحاولت تبتسم بصعوبة وعينها في عين عذا اللي كانت متمسكة في عضد عبدالله وتسولف معه وتضحك ...
ابتعدت سحر عن ريم ونزلت من المنصة وعلى طول طلعت من القاعة حتى من دون ماتسلم على خالتها..
بعد ماخلصوا سلامات صوروا كم صورة مع العرسان ورقصوا شوي ... وبعدها اشتغلت الألحان تعلن خروج العروسين . تبعت ام عبدالله ولدها وعروسه لخارج القاعة .. وعذا أبت الا انها تروح مع امها .. وصلوا لغرفة العروسين وخذت ريم عبايتها وساعدتها أمها تلبسها .. أما عبدالله فجلس برا الغرفة علشان مايحرج ريم فوق ماهي منحرجة ... طلعت ريم من الغرفة وامها على يمينها ... ابتسم عبدالله لها بحب ومسكها مع يدها علشان يطلعون .. لكن ام عبدالله وقفت له ورجعت تسلم عليه مرة ثانية ..
ام عبدالله ::/ عبادي حبيبي حط بالك على نفسك وحط بالك على ريم ... ترى مالها غيرك ..
ابتسم عبدالله ::/ وانا مالي غيرها يمه ..
ضحكت عذا وسط دموعها وقربت لعبدالله تسلم عليه ::/ اصلا كلكم اثنينكم مالكم الا بعض ..
ابتسم لها عبدالله وسلم عليها .. ::/ قبل لا أروح وانسى . ترى انتي اليوم احلى المعازيم ..
ابتسمت عذا وهي تغمز له ::/ متأكد مافيه احد ثاني أحلى مني ؟
طالعتها ام عبدالله بنص عين ::/ هو يقارنك مع المعازيم مو مع العروس ...
سلمت ام عبدالله على ريم وسلمت بعد عذا .. لكن لما تقربت الأخيرة لريم كشرت ريم بشكل عفوي لاحظه عبدالله واستغربه ... وحتى لما حضنتها عذا ووصتها على عبدالله كان ردها مقتضب ..
تجاهل الجميع الموضوع وحملوها محمل انها متوترة ومو قادرة توزن المواضيع بالميزان الصحيح .. وتوادع الجميع وطلعوا العرسان وفي سيارة زياد الجديدة ركبوا وانطلقوا لجناحهم المحجوز خصيصا لهم الليلة بس لأنهم بكرة العصر بيسافرون ..
ورجعت ام عبدالله وعذا اللي قلبها عورها وتأثرت من كلام ريم للقاعة يكملون احتفالهم ...
-------------------------------------------------------------------------------
اليوم الثاني بعد العصر دخل زياد الشركة متأخر ,, وقابله نواف وهو متوتر ووجهه أسود وعموما نواف تغير عن قبل وماعاد هو اللي يعرفونه ربعه ... عقب خبر عبير اللي هز أركان حياته صار ماعاد يهمه شي ولا عاد يهتم حتى بأكله وشربه .. كل طاقته يستنزفها في شغله علشان يفرغ الألم النفسي اللي يعصر قلبه كلما اختلى بنفسه في غرفته وخذته الأفكار لبيتها ولها ولطفولتهم ومراهقتهم ...
وقف نواف على طول من دخل زياد مع الباب ومشى وراه يستفسر منه عن تأخره ..
نواف ::/ وينك يا رجال خوفتنا عليك ؟؟
ابتسم زياد ::/ وش اسوي بطريق المطار ,, وبعدين توني موصل المعاريس ..!
ابتسم نواف وهو يوقف قدام المكتب مواجه زياد ::/ الله يوفقهم ان شاء الله
جلس زياد على الكرسي ::/ آمين يارب وعقبالي انا وانت في ليلة وحدة (( وابتسم له ))
تنهد نواف بألم ::/ ربك كريم ... مع اني ما أظن أننا نعرس في ليلة وحده وهم بيتملكون ثاني العيد؟؟
عقد زياد حواجبه ::/ خلاص .. انتهى الموضوع بهالسرعة وقرب وقت الملكة ؟
ابتسم نواف يعزي نفسه ::/ يالله يابن الحلال كل شي نصيب والظاهر ان مالي نصيب آخذ بنت عمي ..
تنهد زياد بحزن ::/ عسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم يانواف ...
هز نواف راسه ::/ على قولتك مايدري الواحد وش الله مختار له في هالدنيا ... المهم ما أعطلك ولا أعطل نفسي تبي شي قبل لاأطلع ..؟
رجع زياد يحوس في أوراقه ::/ لا سلامتك . بس شف لي ياسر يجيب أوراق العقد اللي مع مؤيد ولد ابو عبداللطيف ...
سكت نواف شوي وكأنه يتذكر ::/ أي اوراق ؟؟
رفع زياد راسه بحذر ::/ أوراق العقد طلبت من ياسر يجهزها ؟؟ الشغل اللي بيني وبين مؤيد ... تذكرته ؟؟
هز نواف راسه ::/ إيه إيه ذكرتها .. بس انت لما الحين مصر على رايك ؟؟ زياد ان طعتني هالشغل انا شاك فيه ؟؟ والا ليش مايبي عمك يدري ولا مشاري ويبيه شغل سري ؟؟ يعني ما شكيت في شي ؟؟
ابتسم زياد يطمنه ::/ يا ابن الحلال لاتصير شكاك لهالدرجة .. يمكن هو يبي يثبت وجوده قبل علشان نفاجأهم ..
رد نواف وهو مو متطمن ::/ أنت أدرى بأمور شغلك لكن انا قلبي ناغزني والله يستر ..
زياد ::/ مافيه الا كل خير المهم جهزوها وجيبوها لمكتبي لأن الرجال انا مواعده اليوم علشان نتفق على كل شي..
هز نواف راسه باحترام وطلع من المكتب وهو شاك في هالمشروع لكن أن شاء الله خير واول مايسمك خيط خبيث ساعتها ماراح يسمح لهالمؤيد يخرب على زياد او يستغله .. مهما كان هذا زياد اللي في حسبة أخوه ........
-------------------------------------------------------------------------------
دقت الباب على عبير بهدوء وهي كارهه لهالشي لكن وش تسوي كله علشان امها ما تتعنى وتطلع الدرج تناديها ... لكن مثل العادة ما فيه رد مباشر من عبير ..
أريج بصوت بارد ::/ عبير انزلي تغدي ..
عبير بصوت واطي ::/ ما اشتهي شي تغدوا انتم بالعافية ..
تنهدت أريج ::/ طيب راكان مصر انك تنزلين والا هو بيجي ينزلك ؟؟ يعني له يومين كلما جاء من الدوام ما يشوفك..
دقائق وانفتح الباب وطلت عبير بجسمها الهزيل ..
طالعتها أريج بأسى ::/ ترى انتي اللي جبتيه لنفسك ... والا كان الخيار في يدك ؟
تنهدت عبير::/ أنتي ليه كلما شفتيني فتحتي نفس الموضوع ؟؟ لايكون مكتوب على جبهتي مغصوبة على العرس؟؟
ابتسمت أريج ::/ والله عاد هذا هو اللي اشوفه . من قالوا يبون الملكة ثاني يوم العيد وانتي منعفسة علينا ..
ردت عبير ::/ انتي ما قد سمعتي بشي اسمه توتر العروس ؟؟ هذا هو اللي فيني
ضحكت أريج ::/ إيه هين توتر عروس ... أنا أدري انه بسبب كلمة نواف هذاك اليوم ؟؟ صح ؟؟
سكتت عبير ونزلت راسها تداري دمعتها ...
ابتسمت اريج ::/ ياغبية المفروض تستانسين وتنبسطين يوم قال نواف ان هالزواج ماراح يتم .. مو توترين ؟؟
صرت عبير على أسنانها ::/ ولد عمك هذا مايهمني وبعدين ترى كلامه فقاعة صابون وتفجرت ... والكلمتين اللي قالهم لراكان لما بلغه بيوم الملكة ما هزت شعره فيني ولاخوفتني ... لأن رأيي انا مقتنعة فيه وماراح أغيره مهما كانت الأسباب والظروف
رفعت اريج حاجبها ::/ ماتدرين عن نوعية الظروف ... فلا تحكمين عليها من الحين ..؟؟
سكرت عبير الباب بقوة في وجه أريج اللي تنهدت بحزن ولفت علشان تنزل تحت ..
أما عبير فتسندت على الباب واطلقت العنان لدموعها تنزل ... صدق أريج دائما كلامها صحيح ... وفعلا كأنها تقرأ افكارها .. هي متوترة من اللي بيسويه نواف لكنها في نفس الوقت مبسوطة انه لازال متعلق فيها ويحبها بس قلبها يعورها أولا لأن قرارها هذا ماراح ترجع فيه مهما كان لأنها أتخذته عن اقتناع ،، والشي الثاني لأن نواف بعده مانساها ولاتخلى عنها ولازال يحبها ويبيها ومو قادر يتصور فكرة انها تكون زوجة غيره.......................................
والى متى جفني بيسقيك من ماه
كن الليالي لا صفا الدمع تصفا
تذكر النسيان ... يا قلبي و أنساه
انسى الجروح اللي مع الوقت تشفى
-------------------------------------------------------------------------------
وصل الأوراق لمكتب زياد ورجع لمكتبه هو يكمل شغله المتكدس أكوام فوق طاولته ،، جلس بانهماك ودس راسه بين الأوراق يحاول يصلح الأوضاع ويرتب الملفات ترتيبها الصحيح وينظم المواعيد ويقوم بوظيفته كسكرتير لنائب رئيس مجلس الإدارة ... لكن فجأة شم ريحة عطر غريبة .. أو بالأحرى ريحة دهن عود قوية اخترقت جيوبه الأنفية بعنف ... وحس بخيال شخص واقف قدامه ...
رفع عينه بكسل يشوف من اللي جاي هالوقت من دون موعد مسبق ..
وكانت هنا الطامة الكبرى ...
وقف من هول اللي شافه وعيونه مو قادرة توصل الإشارات لعقله علشان يستوعب أن اللي واقف قدامه هو نفس الشخص اللي قضى على حياته بتصرف طائش خسيس لا يمت لدينه أوعاداته وتقاليده بأدنى صلة ...
وقف على رجوله وعيونه مركزة على مؤيد ...
وأخيرا انكشفت الأوراق قدامه .. ومؤيد ولد ابو عبداللطيف طلع هو نفسه مؤيد عبدالكريم ... الخسيس الحيوان ... اللي تجرأ يدخل بيت عمه في غيابهم ويتهجم على شريان قلبه ...
ما كان مؤيد بأقل صدمة منه ... لكنه قدر يمثل دور الشخص الواثق البريء اللي ماله لا في الطين ولا في العجين ... لكن هيهات يمر هالموقف بسهولة على نواف اللي دمه بدأ يغلى في عروقه .. واللي عيونه بدت ما تشوف الا خيال هالمؤيد الوسخ .. نسى نفسه ونسى المكان اللي هو فيه ومكانته ومكانة هالمؤيد في هالشركة و بالذات في هالمكتب ..
وفي لمح البصر طلع من وراء مكتبه ومسك مؤيد من تلابيب ثوبه وياسر السكرتير المساعد يطالعه منبهر من حركته ...
نواف بعيون تستشيط من الغضب ::/ ولك وجه يالحقير تجي لشركة ناس محترمين ؟؟؟ لك وجه جاي توقف قدام مكتبي بكل ثقة وبراءة ؟؟؟ ياخسيس
مؤيد وهو يحاول يبعده ::/ نزل يدك .. وما الخسيس الا انت قاعد تتهجم على أصحاب الفضل عليك وعلى أمثالك..
نواف بعصبية ::/ تف على وجهك لو كنت انت راعي حلالي ..
عصب مؤيد من الحركة وحاول يهاجم نواف ... لكن نواف قدر يتمسك فيه ويغلغل أظفاره في يديه ووجهه ...
حمي الوطيس واشتدت الضرابة من جهة نواف ... كان فعلا مقهور ومخذول وكل مشاعر القهر مسيطرة عليه ومعميته عن اللي قاعد يسويه ... يعني فعلا كان يسب ويضرب بوحشية ضارية ... كأنه أسد منقض على فريسته وهو شديد الجوع .. في البداية حاول مؤيد يقاومه ويضربه .. كما ان ياسر تدخل وحاول يفكهم ...
لكن محد قدر يبعد نواف عن مؤيد اللي حطم حلمه وكسر قلب بنت عمه .. أو خلونا نقول حبيبته ... في الأخير طلب ياسر حراس الأمن ... ومؤيد اكتفى من المقاومة وبدأ يصدر انات استنجاد ...
زادت الجلبة في المكتب واستغرب زياد منها .. فـ مباشرة قام من مكتبه مفزوع وطلع لمكتب السكرتارية ... تفاجأ من المشهد اللي يشوفه ... كل اللي طاحت عينه عليه نواف يضرب شخص .. لكن من هو الشخص هذا الله اعلم ... تقدم زياد منهم وحاول يمسك نواف ويبعده .. مسكه مع عضده وحس به ينتفض ... وهو فعلا من شدة القهر والألم كان جسم نواف ينتفض من اوله لآخره .. كان وده لو يهجم على مؤيد وينهش لحمه بأسنانه لكن للأسف ماعنده نية يوسخ جوفه بلحم مر ووسخ ...
مسكه زياد و ابعده .. لكن لما انتبه للشخص المستلقي على الكنبه جن جنونه وثارت ثائرته ....... بأي حق نواف يتهجم على مؤيد ؟؟؟ وبأي حق يوسعه ضرب مبرح من دون أي اسباب مقنعة ؟؟؟
التفت زياد لنواف وشافه ينفح الهواء نفح ويستنشق الأكسجين بصعوبة ... انتبه لمؤيد اللي ساعده حارس الأمن علشان يوقف على رجوله وكان فمه غرقان دم ...
لف له زياد بيساعده او يعتذر منه لكن مؤيد صده
ورد عليه بعصبية ::/ ابعد يدك ... انت مناديني اليوم علشان انهان في مكتبك يا زياد ؟؟؟ يا اخي كان قلتي لي من البداية عن رفضك و مايحتاج تضربني ؟؟
وقف نواف في وجهه ورد بعصبية ::/ يالخسيس انت عارف انا ليه ضاربك ؟؟ يالحقير
لف له زياد بعصبية وصرخ ::/ نــــــــــــــــــــــــــــــــواف .... خلاص انتهينا
سكت نواف وجلس على الكنبة بوهن ..
أما مؤيد فـ ما انتظر اي تبرير شال شماغه وطالع حوله وشاف الكل ينظر لها بشفقة او شي ثاني ماعرف يفسره ... التفت على نواف وحصله جالس ومنزل راسه ... وبقهر صرخ عليه :::: بتشــــــــــــوف يا نواف ... يا انا يا انت ....!!!
طلع من المكتب والقهر مالي قلبه .. طلع وهو يتوعد ويهدد في قلبه ان الصاع بينرد صاعين وبيشوف هالنواف اللي مسوي عليه جنتل مان وفي قرارة نفسه حلف كبير انه يسوي شي أعظم ..
انقهر زياد في قلبه من تصرف نواف الأرعن والخالي من المسؤولية ... طالعه بوحده من نظرات غضبه المخيفة .. نظرات زياد الحادة اللي تعبر عن مشاعر الغضب اللي في قلبه وخاطره ..زمجر باقتضاب لنواف ::/ الحقني لمكتبي ..............!!
ومشى تاركهم وراه ،، دخل مكتبه وجلس على الكرسي وراء المكتب ينتظر السيد نواف يشرفه ... دقيقتين ودخل نواف وهو منزل راسه بشكل بسيط .. مو ذل ولكن خجل من اللي سواه اليوم في حق زياد ...تقدم لزياد لحد ماصار قدام مكتبه ... رفع راسه وجت عينه بعين زياد وحس كأنه يعاتبه ... ومن هالسبب ماقدر يطالع فيه فرجع ينزل عينه ويبعثر نظراته في الفراغ ...
تنفس زياد بعمق وقال ::/ فسر لي تصرفك الصبياني اللي من شوي ؟؟
سكت نواف ومارد .....
رجع زياد يسأله بنبرة غضب مكتوم ::/ وش اللي سويته اليوم يا نواف ؟؟؟ معقولة تضربه لأنك شاك في مشروعه اللي يبيني اشاركه فيه ؟؟؟
سكت نواف هالمرة ومارد بعد ...
انقهر زياد ووقف من العصبية وضرب بيده على الطاولة ورجع يردد نفس السؤال ::/ نواف لا تسكت .. رد وقل لي وش اللي خلاك تسوي سواتك ؟؟؟
طالعه نواف بنظرة ألم واكتفى لما قال ::/ سويت اللي المفروض اسويه من شهرين .. بردت حرتي واشفيت غليلي .. والفضل يعود لله ثم لك لأنك خليتني اتقابل معه
قاطعه زياد ::/ لاتضيع الموضوع ؟؟؟ وش بينك وبينه وخلاك تتهجم عليه بهالصورة ؟؟
ابتسم نواف بوهن ::/ تهجمت وانتهينا ... وضربته وارتحت والحين اقدر انام وانا مرتاح البال ..
عطى زياد ظهره ومشى بيطلع من المكتب .. لكن وقفه زياد لما ناده ..
زياد ::/ نواف احتاج لتفسير اقدر اقدمه لعمي بكرة لو جاء يسألني ...
ابتسم نواف وقال ::/ قل له نواف أثلج صدره وخلاص
زياد ::/ بس بيقول لي اطرده ...
سادت لحظة صمت بين الأثنين ... بعدها التفت نواف وفي زاوية عينه لمعة دمعة الألم لكنه قاوم نزولها ... وقال ::/ حكم ضميرك ... وان حسيت اني انا نواف اللي تعرفه من طفولتك غلطان ... اطردني وصدقني انا ماراح أتضايق... وبقول هذا حلالك وانت اهم ماعليك مصلحتك ..
طلع بعد هالكلمتين من المكتب بدون مايرفع عينه لأن خوفه انهم يشوفون دموعه اللي اكتنزت في عيونه ... فتح الباب وطلع متوجه للمصعد بينزل ويرجع لبيتهم علشان يرتاح ويريح باله ان اللي عليه تجاه ربيع قلبه سواه ......
-------------------------------------------------------------------------------
وصل لبيتهم وهو يتنفس الصعداء ،،، يحس نفسه مرتاح من اللي سواه لكن في نفس الوقت خايف ومحتار من الخطوة الجريئة اللي سواها ومن كلام زياد له وتحذيره إن عمه ممكن يطرده ... دخل للبيت من دون مايمر على أمه وابوه يسلم عليهم ... تقابل مع إيمان اخته وهي طالعة من المطبخ .. لكن ما انتبه لها لأن تفكيره وتركيزه مو معه .. ابتسمت له إيمان ترحب فيه لكنها تفاجأت لما تعداها وطلع الدرج على طول من دون مايعبرها حتى بنظرة ... لوت بوزها مستغربة وكملت طريقها للصالة عند أمها وابوها ...
طلع نواف لغرفته وهو يحس روحه ماعادت بيده ... يحس ان تفكيره مشوش وتركيزه ضايع ... دخل لغرفته الظلماء من دون ما يفتح أنوارها قفل الباب وراه ورمى نفسه على السرير بتعب وارهاق ... كانت في باله فكرة تروح وترجع مو متأكد من رغبته في تنفيذها لكن خاطره وقلبه يشجعونه انه يسويها وعلى الأقل ان ماحصل ندمها يحصل فرحها ...
تنهد وهو يجلس على السرير وعينه على التليفون اللي جنبه ... تنفس بعمق وهو يرفع السماعة لأذنه ... دار الأرقام بيد صفراء وأصابع ترتجف ...
وصله صوت أريج ،، في لحظة حس ان أماله تحطمت لكن بعد ثواني أدرك أنه غير مستعد لعبير انها ترد عليه فحمد ربه ان اريج هي اللي رفعت السماعة ...
نواف بصوت متحطم :: مساء الخير أريج ...
ابتسمت أريج غصب عنها وعينها جت على عبير من دون قصد :: أهلين مساء النور
نواف:: كيف حالكم ... ؟
هزت اريج راسها :: تمام الحمدلله انتم وش اخباركم .؟؟
تسند نواف على ظهر السرير :: عايشين بفضل الله .......................................!!
سكت نواف وسكتت وراه أريج وكأنها تنتظره يكمل ويقول وش سبب اتصاله ...
احتارت اريج من نواف وحاولت تستحثه على الكلام ..
اريج :: امممممممممم . نواف سلامات عمي فيه شي والا خالتي لا قدر الله ؟؟
انتبه نواف لصمته :: لالا مافيهم الا العافيه لكن ................... الموضوع بصراحة يخص عبير .!!
عقدت اريج حواجبها مستغربة الموضوع وبدأ قلبها يدق بسرعة خايفة لايكون الخبر شين ويضر أختها .. ::: خير نواف وش صاير ؟؟
كمل نواف كلامه ببرود غير متوقع . وكأن الموضوع ماعاد يهمه بعد هاللحظة ،،
الفرحة اعمت أريج عن أسلوب نواف الجامد وكأنه كتلة جليد ... نست أريج وجود نواف على سماعة التليفون وراحت تبشر أهلها والسماعة في أذنها ... سمعها نواف وانرسمت على فمه ابتسامة خفيفة لفرحتهم لكنه قبل لاينهي مكالمته طلعت منه كلمة أخيرة رنت في أذن أريج وفرحت بها ........
نواف .... :: و بشريها ان نواف عند كلمته ... وكلمتي ما تصير ثنتين
وسكر السماعة من دون مايلقي سلام الوداع على أريج ... في البداية أريج فهمت كلمة نواف وفرحت بها لكن بعدين حست قلبها دق بدقات الخوف منها .. خافت لا يتهور مثل ماتهور هالمرة وضرب مؤيد قدام الملأ وهو عارف عن مكانته عند زياد..
سكرت أريج السماعة ومعالم القلق باينه على وجهها ... انتبهت لها أمها وبعفوية سألتها .. :: وش فيك أريج .. وش قال لك نواف بعد ؟
تنفست أريج بعمق وهي تجلس جنب عبير :: مادري عنه هالنواف وصاني آخر المكالمة وقال بشريها اني عند كلمتي ...
التفتت لها عبير بملامح غريبة غير مفسرة :: وش يقصد ؟؟
هزت اريج كتوفها :: مادري عنه ؟؟ اتصلي عليه واسأليه
طالعتها عبير بنظرة استخفاف وقامت من عندهم وهي تكابد دمعتها من الفرح باللي سواه نواف علشانها وندم وألم على قرارها النهائي لما وافقت على ولد ابو ناصر ... لكن يالله علشان مصلحة الجميع هي اتخذت هالقرار ...
-----------------------------------------------------------------------------

بعد المغرب دخلت ندى بيت عمها جايتهم زيارة وهذا بحكم ان ندى و زياد انتقلوا لبيتهم الجديد من فترة فـ صارت هي تجيهم شبه يوميا لأنها ما تحب تجلس في البيت بروحها وهي ماعندها شغل ... دخلت مع باب الصالة الرئيسي لكنها ماكملت خطواتها لأنها سمعت صوت عيال عمها مجتمعين بالصالة الجانبية ... فحبت تنسحب وعلى طول تصعد الدرج .. لكن استوقفتها شنطة سفر صغيرة تحت زاوية الدرج .. عقدت حواجبها وهي تحاول أنها تتصنت على الأصوات لأن فجأة قلبها فز من شافت الشنطة فـ مباشرة توقعت انه وصل اليوم من سفره ...
بعد ما دققت في الأصوات زين.. فعلا صار مشاري من ضمن الجالسين ... وشكله توه واصل من بريطانيا ... ابتسمت وهي تشوف الخدامة متوجهة للصالة وفي يدها صينية الشاهي أشرت لها علشان تجي ولما قربت سألتها إن كان مشاري جاء فعلا و إلا هي تتوهم ... وأكدت لها الشغالة إنه وصل اليوم قبل المغرب وهو جالس معهم الحين..
تركت الشغالة تروح وطلعت هي الدرج تنتظر سحر تسلم على أخوها وتشبع منه وبعدين بتتصل عليها وتقول لها إنها فوق في غرفتها تنتظرها ...
أول ما وصلت لجناح سحر تذكرت الأيام الخوالي هي و إياها وكيف كانت حياتهم مع بعض وكيف كانت ذكرياتهم و أحلامهم... كانت هي ما تتكلم إلا عن طلال.. وسحر ما تستحي إلا من سيرة زياد لكن الأقدار صارت أقوى منهم هالمرة وحرمت الثنتين من أغلى شخصين على قلوبهم أيام مراهقتهم واللي عقبها ...
دخلت الغرفة وحصلتها مظلمة والأنوار مسكرة وما فيه إلا التدفئة هي اللي تشتغل ... فتحت الأباجورة وسكرت الباب من ورآها وجلست على المكتب تحوس وتقلب لحد ما يجي الوقت المناسب علشان تبلغ سحر إنها موجودة في البيت...
لكن الأخيرة كانت اسبق منها... وفجأة إنفتحت أنوار الغرفة كلها على ندى اللي كانت جالسة على نور الأباجورة وتقرأ في الرواية اللي مسندة على الكومدينو بجنب السرير ...
رفعت ندى راسها وابتسمت لسحر اللي وجهها كان مصفر وشاحب بسبب الأنيميا الحادة وقل التغذية اللي نزلوا عليها فجأة (( طبعا فجأة بالنسبة للي حولها لكن هي عارفة ان واحد من أسباب اللي فيها هو معارضة القدر لأحلامها وأمانيها وانسداد شهيتها المفاجئ اللي جاء وكأنه يعاقب قدرها على اللي يسويه )).. ردت لها سحر الإبتسامة وقربت منها ..
سحر ::/ قالت لي روسيدا انك فوق عاد قلت اجي اشوفك واشوف علومك ؟؟
ضحكت ندى ::/ ادري كان المفروض اقولك اني جيت على طول بس والله لما دريت ان مشاري وصل قلت اتركك معه شوي وبعدين اناديك ...
ابتسمت لها سحر::/ خلاص شبعت منه حد الغثيان .. يالله عاد قومي ننزل تحت في صالتنا ونتذكر الأيام الخوالي ...
ندى وهي تقوم ::/ ياللا مشينا .. والله اني متولهة عليها ومفتقدتها هي أكثر شي
مشت سحر بتطلع ::/ أكيد بتفتقدينها هي والا راعية الصالة ماتهمك علشان تفتقدينها
ندى وهي تلحقها ::/ أكيد هذي مايبي لها كلام ... من متى انتي اصلا شكلتي لي أهمية
التفتت لها سحر وتسوي نفسها معصبة وحاولت تضربها لكن ندى فلتت منها وراحت تركض على الدرج بتنزل ... اما سحر فلما جت تلحقها شافت النور في غرفة مشاري مفتوح فـ توقعت انه طلع لغرفته وحست انها الفرصة المناسبة لها تكلمه وتشوف وش أسبابه ... طلت براسها مع الترابزين وصوتت على ندى .. ردت عليها الأخيرة وقالت لها سحر تنتظرها في الصالة وهي شوي وبترجع ...
مشت سحر لحد ما صارت مواجهه لباب مشاري وبهدوئها المعتاد دقت دقات خفيفة على الباب ... في ثانية وصلها صوته المجلجل يسمح لها تدخل
ابتسمت سحر وهي تطل براسها من وراء الباب .. لكن مشاري كان جالس خلف مكتبه ومنهمك في قراءة الأوراق اللي بين يديه ... تنهدت سحر من اخوها اللي الشغل عنده أهم شي ودخلت وراحت تجلس قدامه على الكرسي ...
وأخيرا انتبه لها مشاري ورفع راسه يبتسم ..
بادلته سحر الإبتسام وعلى طول قالت ::/ أشوفك انشغلت بالأوراق ولا نمت ؟؟
مشاري وهو يطالع في الورق ::/ قلت اخلص كم شغله وبعدين اتمدد على السرير
هزت سحر راسها وكملت ::/ما ادري متى بتعتق نفسك
مشاري ::/ انا مرتاح كذا ..
سحر ::/ ايه بس ماشفنا هالراحة اللي تقول عنها في عيونك ..
تنفس مشاري بعمق وطالعها بنص نظرة وبعدين رجع عيونه للأوراق ::/ انتي عارفة ليه ما تشوفينها ... وحتى لو كنت مرتاح فـ ثقي أنك هالوقت هذا ماراح تلقينها ..
تنهدت سحر ::/ أنا مادري ليه محمل الموضوع أكبر من حجمه ... طيب أنت ليه رافض ندى ؟؟؟ يعني والله انها بنت تستاهلك بكل معنى الكلمة ولو انا شفت فيها أي شي ما يناسبك أو يمكن انك انت ماترتاح له او تحبه كنت والله بكون أنا اول وحده ترفض هالزواج ...
سكت مشاري دقيقتين وهو عاقد حواجبه والظاهر ان فيه شي في الأوراق مو عاجبه وبعدين كمل مع سحر ::/ انتي عارفة ان رفضي على فكرة الزواج .. مو على بنت عمك
سحر بنبرة مصدومة ::/ يعني بالله عليك بتجلس طول عمرك عزابي ؟؟؟
مشاري ::/ لحد ما اقتنع بفكرة الزواج ...
سحر بقهر ::/ ايه بس عمرك ماراح تقتنع وانت حاط في بالك انك ماتبي تتزوج
رفع مشاري عينه لها ::/ وش تقصدين ؟؟
كملت سحر بحماس ::/ أقصد انك انت عمرك ما بتقتنع في الزواج مادمت تكرر اسطوانة انك رافض الفكرة .. لكن صدقني لو سمحت لنفسك انك تفكر بشكل أعمق كان والله اقتنعت من زمان من يوم خطبت ندى
عقد مشاري حواجبه وعلى فمه نصف ابتسامة ::/ قصدك ان الموضوع يتعلق بشي نفسي ؟؟
هزت سحر راسها مبتسمة ::/ بالضبط ...
نزل مشاري عينه للأوراق ::/ لكن صعبة أتأقلم نفسيا وانا واقعيا ما أبغى أتزوج
سحر مستغربة ::/ المعنى ؟؟
مشاري ::/ خلاصة الحديث اني انا مستحيل أرغب بفكرة الزواج وانا مو قتنع فيها وموافقتي هذي كلها علشان عناد أبوي وتعصب أمي لنا ... والا لو كانت أضرار الرفض بتكون علي انا بس كنت رفضت وانا مغمض عيوني ومن دون ما أناقش أحد لكن لما شفت موقف امي وابوي من الرفض ماحبيت السالفة تكبر وقلت يا ولد كلها ورقة توقعها وتتزوج وانتهينا ولا تصير مشاكل لأمي بسببي ..
انصدمت سحر من كلامه::/ مشاري حرام عليك اللي انت تقوله ... هذا أول زواج لك .. يعني ليلة عمرك المفروض كلامك يكون مشرق ومليان تفاؤل ... مو تتكلم بهالصورة الميئوس منها والله العظيم ما كأنك معرس جديد توهم خاطبين له وابوه قايل له عن الملكة من دقيقتين ......
رد مشاري بكل برود ::/ إلا ابوي متى قال يبي الملكة ؟؟
انقهرت سحر منه ووقفت بعصبية ::/ مشاري وش هالبرود ؟؟
مشاري بعصبية مكتومة ::/ اللي بوصله لك اننا انتهينا ... الملكة والزواج وابوك حددهم في نهاية شهر ثلاثة ... وانا رافض الفكرة وموافق عليها بالغصب فـ مايحتاج تجين تناقشيني في شي انا منتهي منه من زمان ...
سكتت سحر ومشت معطيته ظهرها بتطلع من الغرفة ... وأول مامسكت مقبض الباب نادها مشاري يسألها ....::/ الا متى موعدك إن شاء الله ؟؟
تنفست سحر بعمق وانقبض قلبها بمجرد ذكر هالخبر .. :::/ أول خميس بعد العيد
هز مشاري راسه ::/ تمام .. بس اعملي حسابك هالمرة بتكون مراجعتنا عند راشد ولد خالتي..
جمد الدم في عروق سحر ::/ ليه ؟؟؟ والدكتور إياد وين راح ؟؟
مشاري ::/ طالع في إجازة يعني كل مواعيد عيادته تحولت لراشد .. وعموما الدكتور إياد يمكن ينتدبونه لمستشفى حكومي فـ اعملي حسابك انه ممكن بعض مواعيدك تكون على عيادة راشد ...
سحر بتوسل ::/ طيب خلنا نغير المستشفى ونروح لواحد ثاني
ضحك مشاري عليها ::/ انا اللي بوديك لمواعيد المستشفى الأهلي علشان ما تستحين من راشد وبالنسبة لتغيير المستشفى فـ انسي ،،،، لأن هذا المستشفى عارفك وعارف طبيعة حالتك فلا تحاولين تناقشيني ..
سكتت سحر وماردت على مشاري أصلا هي عارفة سواء عارضت والا ماعارضت مشاري هو اللي بيمشي كلمته ... طلعت من الغرفة وسكرت الباب وراها من القهر والضيقة بسبب هالأخبار اللي صعقوها فيها اليوم ... اول شي خبر تقديم زواج مشاري وندى وطلب أبوها لها انها تبلغ ندى علشان تأجل الكورس الجاي وتتزوج .. وثاني شي معارضة مشاري وعدم تقبله للفكرة من البداية .. وآخر شي ان موعدها هالمرة عند راشد .. يعني حالة التوتر بتزيد من كونه موعد قلب إلى انه موعد وعند راشد بعد..
وكلت امرها لربها ونزلت تحت لبنت عمها على أمل انها تحاول تنسى هالأخبار الصواعق اللي صارت تنزل عليها كل شوي .. ومازالت غير متأكدة هل هي بتقدر تقاوم للنهاية والا بتضعف وتنهزم .................................................؟
----------------------------------------------------------------------------

في اليوم الثاني كانوا زياد وندى واصلين لبيت عمتهم يبشرونها بأخر الأخبار اللي وصلتهم أمس و تزامنت مع وصول مشاري من السفر ...
في البداية كانت ام عبدالله متفاجأة من هالخبر .. يعني كل وقت لهم كلمة ومن دون مايعطون لنفسية البنت أي اعتبار ...؟؟؟ بس طبعا ماحبت تكبر السالفة زيادة خصوصا انها شافت الخوف والرهبة وأكثر شي الحزن في عيون ندى فـ حبت انها تكون عون لها مو فرعون ...
لكن زياد اللي اسعده خبر زواج أخته كان له مخططه اللي نوى عليه قريبا .. وأكيد بـ يتذرع بزواج ندى ويآخذه حجة له ... ابتسم في البداية بانتصار وعقبها فاتح عمته في الموضوع ...
زياد :: عاد يا عمة أنا بعد ماقالوا لي الخبر وشاوروني ووافقنا قلت نجيك ونبشرك وأنا اقول بعد انه جاء الدور علي ولازم انجز موضوعي ...
ابتسمت ام عبدالله وهي فاهمته :: وش موضوعك اللي بـ تنجزه حضرتك ؟؟
زياد وهو مستحي :: احم .. الله يسلمك كلك نظر انتي عاد مايحتاج أفهمك ...
ام عبدالله :: لا حبيبي هنا وبس .. أختك وخلصت الثانوية والحين هي في الجامعة يعني تقدر تعتذر وعادي حتى لو أجلت سنة كاملة .. لكن انا بنتي ثانوية عامة يعني لازم تآخذ الشهادة قبل كل شي ..
عقد زياد حواجبه :: طيب أنا قايل أني بتزوجها الحين ؟؟
طالعته ام عبدالله مستغربة :: أجل وش اللي تبغاه؟؟
ضحكت ندى عليهم وطالعها زياد يسكتها وعقب رد لعمته :: يا عمة انا قصدي اني اتملك على عذا قبل زواج ندى لأني بصراحة أبغى اختي تحضر ملكتي ؟؟
ام عبدالله بضحكة خبث:: نفس الشي و الملكة بتشغل عذا عن دراستها وانا عارفتها هالبنت همامة وماراح تلتفت لدروسها اذا كان وراها شي يشغل بالها وإن كان على ندى فـ ما فيه مشكلة أول ماترجع أختك من شهر العسل نسوي ملكتك ..
رفع زياد صوته بتحطيم :: لا ياعمة لاتقولين بعد شهر العسل ؟؟؟ الحين ندى زواجها في نهاية ثلاثة والإختبارات بداية أربعة يعني بتسافر ندى شهر وعقب ترجع على شهر خمسة وساعتها انا متى يمديني اتملك واتزوج قبل لاتفتح المدارس من جدييد ؟؟
ام عبدالله وهي بتحرق أعصابه :: عاد هذا قدرك بعد بتعترض عليه ؟؟؟
التفت زياد لندى وهو معصب :: تكلمي انتي قولي شي
ضحكت ندى :: وش أقول غير كلام عمتي ؟؟ وبعدين هي صادقة البنت تشيل هم الملكة والزواج .. وان كان قصدك مايمديك الوقت فتقدر تسوي سوات مشاري وتتملك وتتزوج في نفس اليوم ...
قاطعتها ام عبدالله بصوت عالي :: مستحيل ..........!! عذا بنتي تبونها تتزوج وتملك في نفس اليوم ؟ كان تموت قبل هذيك الساعة ... الحين احنا على أمل انها تبدأتتأقلم على الوضع شوي بعد الملكة علشان تقدر تتقبل فكرة الزواج والإبتعاد عن محيطنا ..
ضحك زياد بانتصار :: اجل هذا انتي قلتيها ياعمة ... تحتاج تتأقلم ... يعني أنا اقول نتملك قبل زواج ندى بـ مايقارب الأسبوع واتزوج بعد ماترجع ندى من شهر العسل .. وهذا هو التخطيط السليم ..... هاه وش قلتوا ؟؟
ابتسمت ام عبدالله باقتناع :: والله كلامك سليم بس عاد تكلم مع ابوها وشاوره واحنا بنشاورها ونشوف وش رايها ؟؟
هز زياد راسه برضى :: لا هين اذا على عمي محمد وعذا فـ انا ضامنهم وحاطهم في جيبي
ضربته ندى على كتفه بخفيف :: طيب شوي شوي على عمرك لا تنظل روحك وينقلب السحر على الساحر ..
عقد زياد حواجبه بخوف من كلام ندى وبعدين ابتسم ،، وضحكت ام عبدالله من حركته أما ندى فاكتفت بالإبتسام .. الحمدلله صار عندها شي حلو تتحمس له واللي هو ملكة أخوها بما انها مو متحمسة أصلا لفكرة زواجها .. وفي قلبها عقدت العزم انها ماتجيب سيرة لسحر بنت عمها عن سالفة الملكة لأنها شايفة ردة فعلها من طاري الخطبة فـ وش بتسوي لما يجي طاري الزواج ؟؟؟ ممكن تموت قبل يومها .....!!
وهذا هو الأكيد ...............................!!
---------------------------------------------------------------------------
وفي آخر يوم للدوام في الشركة قبل لاتسكر أبوابها بمناسبة إجازة عيد الأضحى دخل زياد الصباح للشركة وكله أمل ان اليوم نواف يكون مداوم ... لكن مثل اليومين اللي قبل نواف ما رجع لمكتبه من عقب الضرابة وكأنه بيعفي زياد من الإحراج من أنه يطرده من دون اعتبار لصداقتهم لكن زياد كان العكس فـ مهما سوا نواف يضل صديقه والأقرب له من هالمؤيد اللي نزل عليه فجأة وكأنه جني المصباح السحري ... وبعدين علاقة زياد بمؤيد لاتتعدى محيط العمل بعكس نواف اللي يعرف ادق تفاصيل حياته والعكس صحيح وهذا شي عادي لأن الأثنين وعبدالعزيز ثالثهم وعبدالله يكمل حلقتهم كانوا ربع من أيام طفولتهم درسوا جميع ولعبوا مع بعض وتشاركوا أحلى أيامهم ومرها مع بعض ،،، الواحد يحس بالثاني قبل لايتكلم ، لكن عبدالله ابتعد عنهم شوي بحكم دراسته ،،،
التفت زياد لياسر بملامح جدية ورسمية :: نواف اليوم ما داوم ؟؟
ياسر :: لا ما داوم ... لكنه اتصل قبل دقائق وقال انه بيطلب إجازة
هز زياد راسه :: و ماقال أسباب الإجازة ؟؟؟
ياسر :: لا ماقال شي بس قالي ابلغك سلامه ونبه علي اقول لك انه لابد بيمرك في مكتبك علشان موضوع مهم ؟؟
عقد زياد حواجبه :: وش هالموضوع ؟؟ ماقال لك شي عنه ؟؟
ياسر :: لا ماجاب سيرة
هز زياد راسه وهو ماشي تارك المكتب ::: زين يعطيك العافية ..
ترك زياد مكتب السكرتارية و مشى متوجه لمكتبه .... طلع جواله من جيبه وحاول يتصل على نواف لكن مثل العادة جهازه مقفل والبيت مايرد ... استغرب زياد حركة نواف اللي مو بالعادة يسويها ... حتى عبدالعزيز مايعرف عنه شي ... ولما راحوا له البيت اعتذر منهم اخوه عمر وقال لهم ان نواف نايم وما يقدر يصحيه ...
أول ماوصل زياد للمكتب وتوه يفتح الباب ويدخل .. رن التليفون وكان تحويله من مكتب عمه رئيس مجلس الإدارة ... ترك شنطته على الطاولة ومشى يهرول ورد على التليفون ... وفعلا كان عمه طالبه والأكيد انه بيكلفه بشغل مثل العادة وما راح يطلع من الشركة قبل المغرب ...

نزل سماعة التليفون وهو يتأفف ويستغفر .. يعني مو عارف الأسباب اللي خلت عمه يتسلط عليه بهالشكل وكلما قال له شي زجره عمه ووضح له انه لازم يقوى عظمه علشان يقدر يعتمد عليه ويسلمه باقي أملاك الشركة ...
-------------------------------------------------------------------------
/
\
/
\


ريحة البخور تعج في البيت وصوت التلبية والتكبيرات والأجواء الروحانية تجلجل في كل زاوية وركن ... وصلاة العيد قائمة والكل في بيته يقدر يسمع أصوات المساجد وهي تصلي صلاة عيد الأضحى ...
دخل ابو عبدالرحمن وابو عبدالله واسامة للبيت بعد ما انتهوا من صلاة الجماعة .. واستقبلتهم ام عبدالله والبنات يباركون لهم ويهنونهم بالعيد ... اجتمع الكل في الصالة يتقهوون قبل لايطلعون ويبدون يذبحون قرابينهم و اضحياتهم تقربا لله عزوجل وطمع في زيادة الأجر والثواب ..
دقائق ودخلت عليهم لمياء ومعها مهند شايل في يده سلة شوكولاتة كبيرة دخلوا على أهلها المجتمعين في الصالة وحصلت جدها وجدتها وامها وابوها واخوانها سلمت عليهم كلهم لكنها افتقدت مهند اللي بالعادة يسبقها .. ولما التفتت وراها حصلته واقف عند الباب ومو راضي يتحرك .. ناداه ابو عبدالله لكن لاحياة لمن تنادي ...
استغربت منه لمياء ورجعت لمكانها تشوف وش سالفته .. وضحكت من قلبها لما قال لها بكل براءة .. :: ماما ما أدر أمشي من هدي التلة (( ماما ما اقدر امشي من هذي السلة ))
ضحكت لمياء وضحكوا كلهم ورفعت عنه أمه السلة وانطلق هو لحضن ابو عبدالله يسلم عليهم ويضمن عيديته ...
وبعدها بثواني بدت الإتصالات تنهال عليهم يباركون لهم ... لكن في وحده من المكالمات ... ولما رن التليفون نطت سارة كالعادة بترد . لكن عذا حاولت تسبقها ولكن هيهات عذا تسبق سويرة ام العصاقيل ...
رفعت سارة السماعة الأولى لكن قبل لاتقول ألو كانت يد عذا قد وصلت للسماعة واختطفتها من يد سارة ...
سارة معصبة ومتشبثة في السماعة :: انتي هيه يالمرجوجة خليني أكلم ..
عذا بحقد :: مو على كيفك كل اليوم وانتي مشتغلة سنترال العائلة ..
سارة :: لايكون بيتك وانا ماادري ؟؟
عذا وهي تسحب السماعة بقوة :: لا بيت ابوي ولي حق في التليفون مثل مالك حق
سحبت سارة السماعة من يد عذا بقوة ... وقالت ألو ....
لكن عذا من القهر وخصوصا ان لمياء كانت تضحك عليهم .. نطت على سارة وبكل ضراوة عضتها مع يدها ... سارة المسكينة ماتوقعت هالتصرف من عذا .. وفوق كذا العضة كانت قوية عليها .. فـ مباشرة رمت السماعة وهي تصرخ ..
ضحكت عذا بانتصار وهي تكشر عن اسنانها تبين تقويمها الملون ورفعت السماعة وتنحنحت علشان يطلع صوتها أوكي .. وقالت الو للمرة المليون والله يصبر اللي كان على الخط الثاني..
عذا :: مرحبا ...
..............:: هههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
عقدت عذا حواجبها من هالمتخلف اللي متصل علشان يضحك ونست الغبية ضرابتهم اللي استمرت ساعة كاملة والخط مرفوع ..
عذا بعصبية :: مين ؟؟
..................:: ميرفت أمين ...!!
شهقت عذا لما عرفت صوته وماعاد عرفت وش تسوي وفي الأخير قررت ترمي السماعة على الأرض من الفشيلة .. لكنها تراجعت لما قال ..:: بعدي والله خليك دائما كذا حمشة ورجاله ..
بلعت عذا ريقها وماقدرت ماتبتسم ...
زياد :: عموما كل عام وانتي بخير ومن العايدين ...
عذا وخدودها توردت :: وانت بألف خير ...
انقطع الخط فجأة وماعاد سمعت عذا صوت زياد .. لما التفتت وراها بتستفسر شافت سارة واقفة عند فيش الكهرب وهي فاصلة السلك وتطالع عذا وهي رافعة حاجبها وتلعب بالسلك في يدها ... عصبت عليها عذا وراحت تركض بتضربها لأنها تفشلت عند زياد لكن سارة سبقتها وعلى طول طلعت الدرج وصعدت فوق .. وعذا مستحيل تسبقها او حتى تلحقها .. يعني هي ماقدرت عليها في الأرض بتقدر عليها وهي تطلع الدرج ؟؟
تنهدت بقهر وشبكت السلك من جديد وما أمداها الا ورن التليفون مرة ثانية قامت لمياء :: خليه انا ارد عليه ولا تهاوشون
صرخت عذا :: لالا خليه انا برد
طالعتها لمياء بحاجب مرفوع :: اشوفه اعجبك الوضع ؟؟
طلعت عذا لسانها لمياء وراحت ترفع السماعة ..
استغربت لمياء حركتها وحستها غريبة على عذا ؟؟ لكنها تذكرت ان لميس بنت عمها كانت نايمة عندهم اليومين اللي فاتوا يعني أكيد معطيتها كم درس في الأخلاق ..
رفعت عذا السماعة بسرعة وبلهفة قالت ألو ...
لكن الطرف الثاني تأخر في الرد ..
عذا بصوت عالي :: ألـــــــــــــــــــــــــو ....!!
.....:: هلا هلا عذا ...
ابتسمت عذا بقوة وصرخت :: عبــــــــــــــــــــادي .. هلا والله وغلا كل عام وانت بخير ..
عبدالله :: وانتي بخير ياحلوة ... كيف حالكم وش اخباركم وعساكم من عواده
عذا والعبرة خانقتها ::/ احنا تمام انت اللي كيفك ووش مسوي وش اخبارها ريم عساكم بخير ؟؟
عبدالله :: احنا تمام وماعلينا خلاف ... وريم تسلم عليك وتعيد عليك بعد ...
عذا : الله يسلمك واياها جميعا ...
عبدالله وصوته بدأ يقطع ...:: عذا انا مااقدر أكمل المكالمة لأن البطاقة بتنتهي بتصل عليكم وقت ثاني سلمي على أهلي وبلغيهم اني بتصل عليهم اليوم بالليل لاينامون مبكر زين ...
عذا :: زين يوصل بس انتبه لنفسك ..
ماوصلها رد من عبدالله لأن الخط انقطع ... وسكرت السماعة وهي تبتسم بفرح لأخوها اللي واضح من صوته انه مرتاح في زواجه ومستانس مع ريم ...
لفت للمياء تقول لها وحصلتها سادة خشمها بيدها .. عقدت عذا حواجبها و ضحكت .
عذا :: وش فيك ساده خشمك ؟؟
التفتت لها لمياء وانتبهت لهم ام عبدالرحمن ::: ريحة الطبخ اقرفتني
طالعتها عذا بنظرات وبعدين قالت :: عاد انا ما أشم شي ..
لمياء :: حرام عليك كل هذا وماتشمين ؟؟
ضحكت ام عبدالرحمن :: و لاانا ما اشم شي ؟؟
لمياء وهي شوي وتصيح :: حرام عليكم والله ريحة طبخ مقرفة
ام عبدالرحمن بنظرة خبيثة ::: والله ما ادري عنك يالمياء ... نقول مبروك ان شاء الله ؟
لمياء :: على ايش يمه ؟؟
ضحكت عذا :: يا حبي لك يمه تلقطينها وهي طايرة
صرخت لمياء :: هي انتم لا يروح فكركم بعيد مستحيل يكون فيني اللي في بالكم لأن الدكتورة توها معطيتني الكورس الثاني من العلاج وقايلة لي مافيه أمل يصير شي قبل هالكورس ...!
قاطعتها ام عبدالرحمن :: مافيه شي مستحيل على رب العالمين
عذا :: امي نورة صادقة
بلعت لمياء غصتها ::: والنعم بالله بس عاد توني من يومين مسوية تحاليل ومافيه شي لا وفوق هذا يقولون مافي أمل يعني لاتحلمون كثير ...
سكت الجميع احتراما لدمعة لمياء اللي لمعت في عينها .. ماكان قصدهم يضيقون خاطرها يوم العيد ... بس هذا قضاؤها ومالهم يد فيه ...
حاولت عذا تغير جو عليهم فـ قالت لهم عن مكالمة عبدالله وبلغتهم سلامه . وقبل لاتخلص سالفتها رن التليفون ولما التفتت بترد عليه حصلت سارة سبقتها من على الدرج فضحكت وماحبت تخرب عليها هالمرة بعد وخصوصا انها قدرت تحزر من يكون المتصل هالمرة .........................!
-----------------------------------------------------------------------------
تجهزت ام راكان والبنات الصغار واستعدوا علشان يطلعون ويروحون يتعيدون مع بيت عمهم ... لكنها تفاجأت لما شافت أريج تنزل من فوق بعبايتها وهي بروحها وعبير مو معها ...
ام راكان مستغربة :: أختك وينها ؟؟؟ ترى تأخرنا على بيت عمك ؟؟
هزت أريج كتوفها :: ما ادري عنها يمه تقول مو رايحة معنا
ام راكان :: وليش ان شاء الله مو رايحة ؟؟
سمعتهم عبير وهي تنزل من الدرج :: اعتبروني عروس والعروس لازم ماتطلع من البيت
التفتت لها أريج :: أول شي انتي بتتملكين ماراح تتزوجين ... وبعدين ياحلوة ملكتك توها فعل مستقبل مابعد صارت فعل ماضي علشان تصيرين واثقة من انك عروس (( وابتسمت بخبث ))
ضغطت عبير على أسنانها وسرعت خطواتها لحد مامرت من جنب أريج وهي سافهتها وماردت عليها ..
طالعت ام راكان في عبير اللي مشت للصالة ::/ عبير اكسري الشر واتعوذي من بليس وياللا بننتظرك لحد ماتلبسين وتنزلين .. يالله لك ربع ساعة
جلست عبير على الكنب والتفتت لأمها :: يمه خلاص انا قلت اللي عندي ماراح اروح
ام راكان بعصبية :: واذا سألتني مرت عمك عنك وش اقولها ؟؟ اقول بنتي خلاص صارت ماعاد تبيكم ؟؟
تنهدت عبير :: يمه الحين انا اذا مارحت اتعيد معهم يعني ما ابيهم ؟؟
ردت أريج وهي تضبط شكلها في المراية :: أجل وش تسمين تصرفك ؟؟
عبير :: عادي لأني شايله هم الملكة ومالي نفس اشوف أحد
أريج ببرود التفتت عليها :: والا تخافين يقابلنا نواف ...؟
تلعثمت عبير وماحبت توضح هالشي :: عادي واذا قابلنا ؟؟
رفعت أريج حاجبها وبنص ابتسامة ::/ يعني قلت يمكن مستحية لأنه ترك وظيفته بسببك ...
لفت عبير بوجهها وهي تحس ان تأنيب الضمير رجع يوخزها مرة ثانية ... لكنها حاولت تقاوم هالشعور وكملت لأريج :: اصلا يكون في علمك انا كنت مقررة أتصل عليه واعايده ..
هزت أريج كتوفها بلامبالاة ::/ يمكن انتي صادقة ويمكن تقولين كذا علشان تخففين عن نفسك الألم .. (( والتفتت لأمها )) ياللا يمه نمشي ؟؟
ام راكان :: ياللا ... وانتي عبير ماعندك نية تغيرين رايك ؟؟
هزت عبير راسها مبتسمة :: لا يمه روحوا انتم بالسلامة وانبسطوا .. وسلموا لي عليهم ...
تنهدت ام راكان وابتسمت لعبير وعقبها طلعوا كلهم لراكان اللي ينتظرهم في السيارة رايحين لبيت عمهم ...
وصلوا ودخلوا للبيت على طول كون الباب مفتوح .. حصلوا عيال عمهم وعمهم جالسين في الساحة الخارجية .. تقدموا البنات وسلموا على عمهم اما ام راكان فـ سلمت عليه من بعيد شوي وسألت عن أحواله ...
لاحظ ابو نواف غياب عبير وسألهم عن سببه .. تلعثمت ام راكان في البداية وماعرفت وش تقول .. لكن أريج تداركت الموقف وعلى طول قالت لعمها مبتسمة :: استحت تجي ياعمي وبكرة ملكتها ... عاد قالت بتتصل عليك وتسلم ..
هز ابو نواف راسه بحزن :: الله يوفقها يارب ويسعدها ... مع انه ماكان خاطري في هالزواج لكن يالله كل شي قسمة ونصيب ...
ابتسم نواف ببرود :: يالله يبه اهم شي توفيق رب العالمين ..
التفتت له أريج منصدمة من بروده في هالموقف بالذات .. يعني على الأقل كان المفروض يسكت ومايتكلم وهذا أقل شي ممكن يسويه؟؟ يعني بدل لايعصب ويقول لاعاد تجيبون هالسيرة قدامي قاعد يقول اهم شي التوفيق ... سكتت أريج وكتمت غيظها وسولفت هي واخواتها مع عمها شوي وعقب دخلوا للبيت يسلمون على الباقين ويتعيدون معهم ..
------------------------------------------------------------------------------
ثاني يوم العيد ... اليوم اللي كان نواف يتمنى موته قبله .. وبعد صلاة العشاء تحديدا ... كانت عبير جاهزة بلبسها وتسريحتها وشكلها الخارجي لكنها داخليا تتعذب وقلبها يتقطع في الدقيقة ألف قطعة ... لكن وش تسوي بما انها مقتنعة بقرارها وكل شي صار جد خلاص مالها رجعة ...
كان شكلها ناعم وبسيط ،، مكياجها وردي خفيف جدا لكنه ابرز عذوبتها وانوثتها ... ماكانت عبير بالجمال الأخاذ لكن حنانها وطيب أخلاقها منعكس على وجهها ومخليها أحلى وحده على وجه الأرض ...
المعازيم كانوا قلة وذلك لأن بيتهم صغير فاضطروا انهم مايعزمون ناس كثيرين ...
كانت اريج شايلة الحفلة على راسها بحكم انها اكبر اخواتها والعزيمة قائمة في بيتهم مع ان الغصة ما راحت من قلبها لكن في احساس داخلي في قلبها يبشرها بالخير ....
كانت تطالع في ام ناصر وهي مقهورة منها لكنها ساعات تقول وش دخلها هي .. كل اللي سوته انها خطبت لولدها لكن اختها الغبية هي اللي وافقت عليه ...
كانت كل شوي تطلع لأختها تشوف وش اخبارها .. مع ان حنان ماتركتها لكن ولو هي تطلع لها بين فترة وفترة ..
نادت ام راكان أريج ::/ روحي قولي لأختك تتجهز لأنها بتنزل الحين ..
استغربت اريج ::/ ايه بس مابعد جاب راكان الدفتر علشان توقع ؟
ام راكان ::/ ايه معليش بتوقع ان شاء الله بس الحين خلها تنزل تسلم على اهل عبدالرحمن ..
هزت اريج راسها ::/ طيب بطلع اشاورها ...
وراحت أريج للدرج طالعه لعبير تقولها عن وصية أمها ...
.
.
.
عند الرجال الشيخ توه ماوصل .. والكل مستغرب تأخره ... الا نواف اللي كان مبسوط من الملكة لأنها مابعد تمت ..ويدعي في خاطره ان هالشيخ مايوصل ابد ..
التفت لوسط المجلس وشاف عريس الغفلة جالس ساكت وما يتكلم والوجوم واضح على وجهه ؟؟؟ استغرب منه لكن حط في باله انه متوتر من هالموقف المخيف وهو انه بينتقل لحياة ومسؤولية جديدة ...... ضحك في سره على سخرية القدر وتذكر اول موقف تقابل فيه مع عبدالرحمن وهو يوم يسأله عن صاحب البيت اللي دخلته عبير ... لو أحد كان قايل له هذاك اليوم ان هالشاب بيخطب عبير كان مستحيل بيصدق ؟؟؟؟
في لحظة اجتاحته مشاعر عنف غريبة .. كان وده يقوم ويشيل عقاله ويضرب هـ العبدالرحمن اللي تجرأ ودخل بيت عمه خاطب وعريس ... لكن بلع ريقه وحاول يتماسك ...
لكن اعصابه فلتت من يده لما سمع صوت راكان يرحب بالشيخ اللي وصل .. وللأسف ما استجيبت دعوات نواف ...
دخل الشيخ بوقاره وهيبته وكان وراه راكان واخو عبدالرحمن الكبير ناصر ... عض نواف على شفايفه وهو يشوف ان الأقدار انتهت وكل شي في حياته انتهى وصار بلا طعم ...
.
.
.
نزلت عبير وهي مستحية وخايفة وكل المشاعر المتناقضة عايشة بداخلها ...
وصلت للصالة وهي تسمع اصواتهم يهللون عليها ويرحبون فيها ... انصبغ وجهها باللون الأحمر واغرورقت عيونها بالدموع ...يمكنها دموع فرح او ألم أو عدم تصديق انها صارت تنزف لشخص غير نواف ...
وصلت لمكانها وجلست على الكرسي المخصص لها ... وقامت ام ناصر والحضور يسلمون عليها وام راكان ماوقفت دموعها عن النزول ... وفي نفس الوقت كانت تهلل وتذكر الله علشان تحمي بنتها من عيون اللي مايذكرون الله ...
أريج ما قدرت تتحمل المشهد أكثر .. صعب عليها تشوف اختها بتفارقها وهي تتفرج .. طلعت من الصالة وراحت للمجلس تكمل صياحها ... كانت الأنوار مسكرة وما فيه الا أريج تصيح ودموعها على خدها على أختها وعلى نصيبها اللي يعاكس رغبتها ... انتبهت للباب ينفتح ببطء .. مسحت دمعتها بكف يدها ووقفت شافت ظل رجال .. رفعت عينها وشافت راكان اخوها واقف بجمود عند الباب وعينه مركزة على أريج .
ابتسمت أريج وهي تطالعه .. وتقربت منه ..
أريج مبتسمة ::/ هاه أنادي عبير توقع ؟؟؟
سكت راكان ومارد وكان بس يطالع في أريج ..
استغربت اريج :: راكان ؟؟
نزل راكان عينه للأرض وهو يشد قبضته على الباب ..
تقدمت أريج ومسكت راكان مع يده :: راكان وش فيك ؟؟ وش صاير ؟؟ وين الدفتر انادي عبير توقع ؟؟
رفع راكان عينه وكانت دمعته على أهداب رموشه :: لا لاتنادينها ؟؟
سكتت أريج تنتظر تفسير من راكان لكن اكتفى بالصمت وبعثر نظراته في الفراغ ..
صرخت اريج :: راكان وش صاير ؟؟
راكان بعصبية ::/ النذل الحقير رفض يوقع ... طلع مو رجال طلع واحد وسخ من دون اخلاق ...
شهقت أريج ::/ ليش ؟؟؟ ليه رفض يوقع ؟؟
مسك راكان أريج مع كتوفها بعصبية وقهروهو يقول :: وصله اتصال أول مادخل بيتنا ومن بعدها وهو معتفسة ملامحه ... الظاهر انه عرف عن كل شي ،، عرف عن عبير واللي صار لها ... لكن مادري من قال له ومادري من اللي اتصل عليه ؟؟ ادفع نصف عمري واعرف من اللي وصل له أخبار معكوسة ؟؟ من اقنعه اننا غاشينه في بنتنا ؟؟
صرخت اريج ::/ والله انها تسواه وتسوى عشرة أمثاله ..
تركها راكان وعطاها ظهره ::: قال لي مايبي يحرجني مع الناس سوى نفسه بيدخل يشوف البنت ويوقع في المجلس لكنه طلع وطلب اهله يطلعون معه ... وقال اني خطبت منكم بنت ماخطبت منكم وحده ..... ؟؟؟ " وسكت ما كمل ""
شهقت أريج تقاطعه ::/ النذل ....... وانت وش قلت له ؟؟
راكان :: سكت ومارديت عليه ؟؟ وش تبغيني اقول ؟؟
صرخت أريج :: كان دافعت عنها كان فهمته اللي صار ؟؟
راكان :: انا انصدمت لما قال لي وماعرفت وش ارد عليه ... وهو اصلا ماترك لي فرصة طلع وتركني في صدمتي ..
سكتت أريج وماعاد عرفت وش ترد .. لكنها بعدين انتبهت ولفت لراكان :: تقول انه اتصل على أهله ؟؟؟
لف راكان لأريج :: ايه ...
شهقت أريج وراحت تركض طالعة من المجلس ... تذكرت عبير اختها وانها في الصالة... يعني بتعرف كل شي ...!!
وصلت للصالة وشافت ام ناصر وبناتها وكل اللي من طرفهم يلبسون عباياتهم بيطلعون ... ونظرات عبير اختها منحرجة وقلقة وماتدري وش اللي يصيرحولها اما ام راكان فـ كانت ساكتة بوقار وماعلقت على خروجهم وطلعتهم من البيت بدون عذر ... كان من ملامح عبير وام راكان انهم مايدرون وش السالفة ...
لكن ام ناصر قبل لا تطلع التفتت لأم راكان وبصوت واطي همست لها ::: كان المفروض ماتغشونا..! وتقولون لنا كل شي بصراحة علشان ماتحرجونا ولاتحرجون البنت معنا ؟؟؟
عقدت ام راكان حواجبها :: وش اللي تقصدينه يا ام ناصر ؟؟
ام ناصر :: انتي ادرى باللي صار لبنتك .....!!
شهقت أريج وحطت يدها على فمها أما ام راكان فطارت عيونها في وجه ام ناصر . كيف تتجرأ وتقول مثل هالكلام عن بنتها ؟؟؟
أما عبير فـ الصدمة سكتتها وخلت الورد اللي بيدها يطيح تحت رجولها ... الدمعة تحجرت في مدامعها ومو راضية تنزل ؟؟؟ كيف هالشي يصير والناس تقول عنها هالكلام ؟؟؟ ليش الناس ما ترحم أحد وماتقدر مشاعر أحد ؟؟؟ وشلون بكل وقاحة يرمون الدفتر في وجهها ويقولون آسفين مانبي نتزوج لأنك وحده مو عفيفة ؟؟؟وأصلا هم وش عرفهم عنها وعن اللي صار لها وما إذا كانت عفيفة او لا ؟؟
بلعت غصتها بانهيار وماقدرت توقف .. لكنها بكل قوة جذبت صوتها وصرخت في وجه ام ناصر :::/ اصلا لو كان الكلام اللي تقولونه صحيح ماكنت وافقت عليكم ولا كنا قربنا بكم ... لكن انتم قليلين الأصل والذوق .. انتم اللي ماعندكم ذرة أخلاق تراعون فيها مشاعر الغير .............................
انهارت عبير على الأرض وتقدمت لها أريج اختها وهي تصيح وحضنتها بين يديها وبدت تمسح على شعرها ...
اما ام ناصر فـ هزت راسها بأسى وطلعت مع اللي معها ....
خيمت الكآبة على الصالة من جديد .. وام راكان جلست على الكنب من الصدمة ماتدري تهدي نفسها والا تهدي بنتها اللي جزعت من اللي صار ..واللي تفتحت جروحها من أول وجديد ...
دخل راكان عليهم بعد ماشاف اهل عبدالرحمن طالعين ... شاف اخته تصيح منهارة وأريج حاضنتها وشاف أمه جالسة على الكنب والحيرة والألم واضحين في عيونها ..
تقدم لعبير بيحاول يواسيها بكلمتين مع انه هو بعد محتاج من يواسيه ويقول له انه ماله يد في اللي صار كله ...
جلس على ركبته مواجه عبير ومسكها مع كتوفها يبيها تلتفت له ...
راكان ::/ عبير ... طالعني
لاحياة لمن تنادي وعبير لازالت تصيح بانهيار ... وبصوت يقطع القلب
تنهد راكان ::/ عبير ... حبيبتي علشاني هدي نفسك واسمعيني ..
صرخت عبير وهي تلف بوجهها له ::/ وش تبيني اسمع ؟؟ قل لي وش تبيني اسمع أبشع من اللي سمعته من شوي ؟؟؟ أنا ينقال عني هالكلام ؟؟؟ أنا يقولون اني وحده مو عفيفة .. أنا ياراكان ..
راكان بعصبية ::/ يخسى اللي يقول عنك كذا انا اقص لسانه قص
عبير وهي تزيد صياحها ونحيبها::/ قالوها ياخوي قالوها واختك اللي راحت الضحية ... لكن انا اعرف وشلون اسوي فيهم والله لأوريه النذل الحقير على باله اذا فضحني بقبل اتزوجه مستحيل والله لو يخلصون شبااب السعودية كلهم ما أخذته ..
حاولت أريج تهديها :: عبير أذكري الله
التفتت لها عبير :: وانا عارفة انك ساعدتيه وشجعتيه يسوي سواته وانتي متعودة على هالحركات... لكن والله ما أترككم وتشوفين يا اريج بتشوفون كلكم ... انا كنت شاكة في كلامك وتلميحاتك لكني طلعت غبية ومافهمتك ................؟
تبادلوا راكان وأريج النظرات باستغراب وقال راكان :: عبير وش فيك؟؟ اهدي انتي وش قاعده تقولين ؟؟؟
صرخت عبير في وجههم :: على بالكم ماادري ان نواف هو وراء هالبلاوي هذي كلها ؟؟ على بالكم مادري انه هواللي قال كل شي لعبدالرحمن علشان تتكنسل الخطبة ولا أتزوج .. ترى هو قالها لك ياراكان .. بكيفكم وافقوا لكن عبير ماراح تآخذ غيري لو مهما صار .. وهذا هو نفذ تهديده ..
صرخت أريج في وجهها :: انتي هيه اصحي لكلامك .. نواف مستحيل يسوي كذا؟
وقفت عبير على رجولها وراحت طالعة من الصالة من دون ماترد عليهم .. كانت تصيح بألم وقهر وعذاب .. تصيح الظلم اللي ظلموها فيه الناس والبهتان اللي رموها فيه من دون مراعاة لشعورها وعذابها ......................
-----------------------------------------------------------------------------

بعد يومين من كل اللي صار ... طلع نواف من بيتهم وهذي أول طلعه له عقب اللي صار في بيت عمه والكلام السم اللي سمعه من عبير هذاك اليوم ... كانت تصيح ومنهارة ومو مصدقة اللي صار .. ماهانت عليه انها تصيح بهالقهر والألم حاول يواسيها لكنها صدمته لما فجرت القنبلة في وجهه من دون مراعاة لشعوره ... حاول يعذرها هذيك اللحظة لكن مهما كان خاطره شال عليها ..والظاهر عند هالنقطة ماعاد فيه شي يربطهم مع بعض ...!!وكانت هي مفترق الطرق ..
نزل مع الدرج وتقابل مع امه اللي ابتسمت في وجهه وهو نفس الشي بادلها الإبتسامة .. وكمل طريقه لخارج البيت .. وركب سيارته وراح لمشوراه ..
.
.
وصل للشركة وتنهد لما شاف المبنى وتذكر شغله السابق والموقف اللي صار له مع مؤيد اللي خسر كل شي بسببه .. واهمهم وظيفته وبنت عمه ...
دخل المبنى الإداري وتوجه على طول لمكتب زياد اللي في الدور الثاني ..
لما وصل لمكتب السكرتارية حس بالغصة في قلبه لكن بلعها وكمل طريقه ودخل وابتسم لما شاف ياسر واقف جنب آلة الطباعة ..
ابتسم له ياسر وبفرح تقدم له .. ::/ هلا والله وغلا اسفرت وانورت
ابتسم نواف :: هلابك ياسر ...
وتواجه هو واياه وسلموا على بعض ...
نواف ::/ وش عندك من علوم ؟؟
تنهد ياسر :: ماعندي الا الشقاء من رحت وانا الشغل متكالب على راسي ..
نواف ::/ ماوظفوا لك سكرتير جديد ؟؟
.........................:: وليش نوظف سكرتير وحنا عندنا واحد بس ننتظر تنتهي اجازته ..؟
ابتسم نواف وهو يلتفت للباب وطاحت عينه بعين زياد ...
تقدم زياد وصافح نواف :: وينك فيه يارجال ماعاد لك حس ولاخبر ؟؟
هز نواف راسه واتبعها تنهيده :: يالله يابن الحلال هذي الدنيا واحوالها
مسكه زياد مع كتفه ::/ امش ندخل للمكتب وفهمني وش قصتك ...
نواف :: وانا بعد عندي اللي بقوله لك ...
مشى زياد اللي كان توه واصل مع نواف وتوجهوا لمكتبه ودخلوا الأثنين وعلى طول راحول لغرفة الإجتماعات وجلسوا على الطاولة ... كان الشحوب واضح في وجه نواف بشكل خوف زياد :: نواف وش فيك شكلك مو عاجبني ؟؟
ابتسم نواف ::/ سلامتك .. بس يمكن مرهق شوي ؟؟
زياد :: وش اللي مرهقك بهالصورة ؟؟؟
نزل نواف راسه وكأنه يعتذر عن الإجابة وحاول يصرف الموضوع ::/ زياد خلنا في الأهم ..
ابتسم زياد ::/ بكيفك لو ماحبيت تجاوب ..
رفع نواف راسه ::/ لا من جد زياد انا اكلمك .. خلنا ننتناقش في الأهم .. واللي هو مشروعك مع مؤيد...
عقد زياد حواجبه :: رجعنا لطير ياللي ؟؟
نواف بجدية ::/ اسمع مني وبعدين احكم ... شفت هالمؤيد اللي انت ناوي تسوي معه صفقة ... ترى كان زميل راكان ولد عمي ... واظنك تعرف راكان واللي كان عليه من قبل ..؟
سكت زياد وعيونه مركزة على نواف ينتظره يكمل ...
كمل نواف :: وأنا جاي أحذرك منه .. تراه انسان عديم الضمير والأخلاق ... وانا ما اقول هالشي من عندي او اتبلى عليه .. لا انا اقولك هالشي لأني انلسعت منه وماودي يصيبك اللي صابني ... ولو مانت غالي عندي يازياد كان ماجيت احذرك وانبهك
توتر زياد ::/ ايه بس يانواف خلاص انا انتهيت من كل شي معه
رد نواف بصدمة:: يعني اتفقتوا ؟؟
هز زياد راسه ::/ ايه خلصنا ..
نواف ::طيب وش نوعية شغلكم ؟؟
هز زياد كتوفه :: ماقال شي ..يقول انه اذا جاء وقتها بيكون كل شي تمام ..
استغرب نواف :: يعني ماتدري انت وش وقعت عليه ؟؟
ضحك زياد :: لاعاد وش دعوى مو لهالدرجة غبي بس اللي اعرفه ان فيه بضاعة بنستوردها ونبيعها
بلع نواف ريقها :: وش نوعيه هالبضاعة ؟؟
زياد :: قلت لك ماادري هو قال بيقول لي التفاصيل في حزتها
سكت نواف و دقق النظر في عيون زياد وكأنه يفكر بشي مخيف ممكن يصير لو هو ماتدراك الموقف ...
-----------------------------------------------------------------------------
مرت الأيام بسرعة تركض مثل العادة ... ماكان فيه أحداث تذكر غير أن نواف قدر يكشف أوراق مؤيد قدام زياد وقدر يقنع زياد يفض العقد اللي بينهم وينقذ نفسه من المتاهات اللي ممكن يدخله فيها مؤيد...
عبير على نفس وضعها .. كارهه نواف من كل قلبها وعمرها ماراح تسامحه مهما صار ... في البداية كانت متحامله على أريج اختها لكن بحكم انهم في بيت واحد قدرت اريج تقنعها ان مالها دخل في اللي صار وانها هي مصدومة مثلها ... لكن ماكانوا يقدرون يفتحون لها سيرة نواف لأنها ماكانت تسمح لأحد يكلمها في الموضوع واحيانا تزعل منهم لو لاموها او فتحوا الموضوع مباشرة معها ...
.
.
.
كان جالس في الصالة والجريدة في يده ... وفجأة رماها وهو يتأفف ...
التفتت عليه ندى اللي تشرب من كوب الحليب :: خير وش فيك ؟؟
تقدم زياد يآخذ من الكرواسون :: أخبارهم تغث ..
ندى ::/ وش قرأت وغثك لهالدرجة ؟
زياد :: أهم الأخبار ... مسكوا مؤيد ولد ابو عبداللطيف ...
عقدت ندى حواجبها وابعدت الكوب من فمها :: مؤيد ماغيره ؟
هز زياد راسه :: مؤيد ماغيره ...
ندى مستغربة :: طيب ليش ؟؟
زياد :: متورط في بضاعة مشبوهة ...
ندى :: كيف يعني ؟؟
هز زياد كتوفه ::/ يمكن أشياء ممنوعة يا سلاح يا مخدرات ...
طارت عيون ندى ::/ معقولة اللي تقوله ..؟
ابتسم زياد ::/ والله مادري عنه لكن الحمدلله الي ربي فكني منه ولا تورطت .. المهم خلينا في اليوم ..
ضحكت ندى :: أي والله خلنا في اليوم ... عاد من قدك انت اليوم ... يا حليلك واخيرا تحقق اللي تبيه...
ضحك زياد بخجل ::/ لا والله من جد يعني انا من أمس وانا مو قادر اصدق ان الليلة هي بتكون زوجتي ...
ندى ::/ زياد تراكم بس بتملكون ؟؟ ماراح تتزوجون ؟؟
زياد ::/ المهم انها بتصير لي حليلتي اشوفها متى مابغيت واكلمها متى ماحبيت ... مافيه علي لارقيب ولا حسيب ...
ضحكت ندى ::/ يا بختك يا عم من قدك ...
زياد :: احم احم ... الظاهر بروح لهم من الحين واملك وافك عمري ..
ندى ::/ تركد وانا اختك واثقل لاتصير رقله ..
ضحك زياد ومعه ندى لكن رن التليفون وقطع عليهم وقامت ندى ترد عليه ..
ندى :: مرحبا ..
سحر :: اهلين صباح الخير
ندى :: هلا والله صباح النور
سحر : وينك ماتردين على الجوال ؟؟
ضربت ندى جبهتها :: يووووووه نسيته في سيارة زياد عقب أمس !!؟
ضحكت سحر :: لا ماشاء الله مرت اخوي حريصة على حلالها ..!
اكتأبت ولوت بوزها :: تكفين لاتذكريني ترى يمغصني بطني..!
ضحكت سحر :: طيب آسفين ...!! المهم تروحين معي اليوم ..
تلعثمت ندى وطاحت عينها على زياد اللي يقلب في القنوات ..:: ليه وين بتروحين ؟
تنهدت سحر :: ولا مكان .. بس طفشانة واحس نفسي مخنوقة من الدوام طول الأسبوع وودي اطلع اشم هواء .. تحسبيني مثلك لاشغل ولا مشغلة بس أكل ونوم ؟
ضحكت ندى بتوتر :: قولي ماشاء الله لاتنظليني كلها ترم وابرجع اداوم ....
سحر :: ماشاء الله يابنت الحلال المهم هاه وش قلتي بتروحين معي ؟؟
سكتت ندى شوي وهي مترددة ماودها تقول لسحر عن ملكة زياد لأنها تخاف يصير لها شي مثل يوم درت عن الخطبة ... صدق ما تأثرت بقوة لكن الصدمة أثرت فيها وخلتها اسبوع كامل ماتنام زين ولاتطلع ولاتروح ولاتجي وطول وقتها سرحانة ومالها خلق تسولف مع أحد ... وزادت عصبيتها شوي ..!
سحر :: هيه انتي وين رحتي؟؟
انتبهت ندى انها طولت :: هلا هلا معك ... بس معليش سحر اليوم مااقدر اروح معك
لوت سحر بوزها :: ليه ان شاء الله ماتقدرين ؟
احتارت ندى وتلعثمت :: ا.... م ,,, ايه عمتي عندهم عزيمة الليلة وبروح لهم..!؟
سحر مستغربة ::/ طيب عزيمتهم في الليل وانتي وانا بنطلع العصر
بلعت ندى ريقها ::/ ايه بس انا بروح لهم من الحين علشان اساعد عمتي
استغربت سحر عذر ندى الواهي لكنها حاولت تصدقه لأن مالها غير هالخيار وسولفت شوي مع ندى وعقب سكرت عنها ...
رجعت ندى لزياد اللي قال لها على طول :: ليش ماقلتي لها عن الملكة ؟
تنهدت ندى :: خلها تعرف من احد ثاني مو مني انا
رفع زياد حاجبه :: مو على اساس انكم مثل الأخوات وماتخبون على بعض شي
التفتت له ندى بألم :: الا هالشي مستحيل اقوله لها خلها تسمعه من احد ثاني بعد مايصير..
استغرب زياد كلام ندى ::/ وليش هذا كله ... بعد انتي اللي مخليه الملكة مختصرة علشان ماتحضر ..؟ وش قصتك معها؟؟
ابتسمت ندى ::/ يمكن الأيام توضح لك قصتي معها ويمكن تنطوي الأيام وكأن شي ماصار ,, ساعتها بيصير هذا كله كأنه حلم ويمكن يجي اليوم اللي اسولف لك فيه عن هالحلم المخيف اللي مريت به ...
وقامت ندى شايلة الصينية في يدها ومتوجهه للمطبخ .. اما زياد اللي حس انه مافهم شي رجع للتلفزيون يطالعه...
-----------------------------------------------------------------------------
في الليل ... في بيتهم
كانت تصيح في غرفتها وأخواتها حولها يهدونها ... مستغربين تصرفها اللي ماله معنى لكن وش يسوون مابيدهم الا يهدونها ...
سارة بملل ::/ انتي لو سمحتي ترى الناس بيجون الحين وانتي هنا تصيحين ... خلاص اخلصي خلي الكوافيرة تصلحك ...
كملت عذا صياحها وماعبرتهم ...
تنهدت لمياء وجلست جنبها وحطت يدها على كتوف عذا :: حبيبتي انتي يعني ماتبينه ؟؟ نكنسل كل شي..
شهقت سارة :: هيه انتي لاتخربينها علينا وش اللي ماتبيه ؟؟ حنا ماصدقنا خبر توافق الحين تبينا نكنسل كل شي..؟
لمياء بعصبية ::/ سارة انتي اسكتي لو سمحتي
هزت سارة راسه مطيعة ..
لمياء ::/ عذا خلاص ترى وترتينا لا تخلين ابوي يجي ويسمعك ويتضايق
عذا وسط شهقاتها ::/ لمياء والله .... والـ ـ ـ والله خ ,.. خ خ خايفة ..
ضحكت لمياء ::/ ههههههه وش اللي مخوفك ؟؟
عذا ::/ مادري بس احس اني خايفة وما اقدراكمل للأخير...
سارة وهي تضحك :: طيب اضغطي ستارت وبعدين كملي هههههاااااااااي
ضحكت لمياء وغصب عن عذا ابتسمت ..
لمياء :: ايه خلك كذا .. اليوم ملكتك يعني لازم تنبسطين .. وبعدين والله لو تشوفين زياد وش كثر مبسوط والله ان تنسين الدنيا ومافيها
كشرت سارة ::/ يا حظك مآخذه واحد يحبك..!
رمتها لمياء بالمخده ::/ اذكري الله........!
سارة بعناد :: عقبالي ( وطلعت لسانها للمياء ))..!
ضحكت لمياء وقامت وهي تحاول تساعد عذا توقف ..
لمياء ::/ ياللا خلي الحرمه تكمل اللمسات الأخيرة والبسي فستانك واحنا بننزل تحت ننتظرك تخلصين زين ؟
هزت عذا راسها وهي تمسح دموعها وابتسمت نصف ابتسامة ...
قامت سارة ولمياء وطلعوا عن عذا وتركوها للكوافير تمكيجها وتنتهي منها ...
.
.
.
بعد فترة ... ولما خلصت عذا متجهزة ومترتبة ولابسة أحلى وأنعم فستان ممكن لأي عروس تلبسه دق الباب بخفيف عليها وناداها :: عذا ...؟
انتفظت عذا في مكانها ورفعت يدها لفمها من الخوف وضحكت عليها ندى وسارة ...
ندى ::/ ارحمي نفسك يا عمري لاتموتين وعقب وش بيسوي اخوي
التفتت عذا لندى والعبرة خانقتها ::: هذا أسامة أكيد معه الدفتر...؟
هزت سارة راسه بأسى ::/ لاحول ولاقوة الا بالله .. حالتك يرثى لها بصراحة .
وقامت سارة تفتح الباب ... شافت اسامة واقف ومتسند على الجدار اللي قدام الباب ويتصفح اوراق الدقتر ،،صرخت عليه سارة بنقمة وقصدها تخوفه وهو منسجم::/ اترك عنك اللقافة ..
رفع أسامة راسه خايف ::/ بسم الله علي من وين طلعتي ؟
تخصرت له سارة ::/ لا والله قالوا لك جنيتك اللي تطلع لك كل ليلة ؟؟؟... وش تبي داق الباب خلصني؟؟؟
ضحك اسامة ::/ نبيكم توقعون طال عمرك على نقل أملاك ؟؟
ابتسمت سارة بكبر ::/ يالله عطني اوقع بسرعة ترى وقتي مايسمح لي أجلس مع ناس مثلك يوزعون اوراق ؟؟
تقدم أسامة وهو يبتسم لكنه في لحظة انقلب لأسد ودفها بقوة ودخل الغرفة ،، حاولت سارة تمنعه علشان ندى لكنه سبقها ... والحمدلله ان ندى كانت على السرير فـ على طول رفعت المفرش وتغطت فيه ..
انحرج أسامة من الموقف ولف بيطلع لكن وقفت في وجهه سارة وهي تنافخ :: خلاص حبيبي دخلت وانتهت السالفة ...!!
ابتسم اسامة باحراج ..ورجع مرة ثانية ومشى لعذا اللي تجمدت في كرسيها وكانت منزلة يديها على ركبها وشادة على أعصابها ,,, تقرب منها ومد لها القلم ...
اسامة مبتسم ::/ ياللا وقعي............!
رفعت عذا راسها تطالعه :: خلاص.؟؟
ضحك اسامة :: والله ما بنوديك المسلخ ... بس بتوقعين علشان تنتقل ملكيتك ؟؟
ضحكوا البنات بينما بلعت عذا ريقها ::/ طيب وين اوقع فيه ؟؟
نزل اسامة لمستواها وفي يده الدفتر واشر لها على المكان ...
وبيدها الصغيرة الناعمة واصابعها المرتجفة ... وقعت تحت اسمها بكل صعوبة ... وبعدها رمت القلم على اسامة وحضنت يدها ..
سارة :: كلولولولوللووللوولووولولولووش .. وأخيرا تزوجتي وارتحنا منك وانتقل غثاك وثوارتك للسيد زياد ولد امه وابوه ...
ضحكت ندى من خاطرها ::/ هاه بشروا وقعت ؟؟
ضحكت سارة ::/ ياحياتي انتي وهالمفرش اللي متغطيه به ايه ابشرك وقعت وصارت مرت اخوك ..
ضحك اسامة وتقرب من عذا وحبها على خدها :: مبروك يالغالية والله يوفقك
سكتت عذا وماردت عليه وبس طالعته بعيونها اللامعة..
دخلت عليهم لمياء ومعها مهند ولدها وسوت زوبعة بدخلتها ...
لمياء ::/ هاه بشروا بنت والا ولد..؟؟
صفقت سارة :: مو على كيفها ولد ؟؟ بنت وتوأم بعد؟؟ ما عاد الا هي بناتنا يتدلعون ومايوقعون ؟؟
ضحك اسامة لأنه فهم سالفة البنت والولد ..
أما لمياء فـ راحت لها وهي دموعها محتارة على اهداب عيونها وحضنتها وصاحت
::/ مبروك حبيبتي الف مبروك ..
ابتسمت عذا وسط دموعها ::/ الله يبارك فيك ... عقبال مهند!!
ضربتها لمياء على كتفها ::/ صرتي تنكتين بعد..
سارة وهي تطالع اسامة :: أنت يالأخو .. خلاص رح رجع الدفتر واترك البنت تسلم على مرت اخوها,,
انتبه اسامة لنفسه واستحى واستأذن منهم وعلى طول طلع ... ورمت ندى المفرش وقامت تبارك لعذا وتآخذها بالأحضان ...
بعد دقائق نزلت عذا ومعها سارة اختها للصالة اللي فيها المعازيم القليلين يعني مقتصرينها على أقاربهم المقربين جدا ...

دخلت عذا الصالة وسلموا عليها الجميع وباركوا لها .. جلست معهم شوي وكانوا مرتبشين كلهم يرقصون ويستهبلون .. اما عذا فـ ماكانت مركزة معهم أبدا و لازالت متوترة لأنها تفكر في وقت دخلتها على زياد ...
بعد ساعة من جلستها... قاموا الحريم لصالة العشاء وجت لمياء لعذا وهي خايفة ووراها سارة تدفها ,,, استغربت منهم عذا وقلبها بدأ يدق من اللي خطر على بالها ..::/ وش فيكم ؟؟
ابتسمت لمياء ومسكتها مع يدها :: ياللا قومي للمجلس ..!!
سارة وهي تلعب بحواجبها ::/ نياهاهاها جاك الموت ياتارك الصلاة ..!
التفتت لها لمياء وضربتها على كتفها ...
رفعت عذا حواجبها وخنقتها العبرة :: ليش ؟؟
سارة بعصبية ::/ يا ربي ارحمني ..! بعد بتصيح ... حبيبتي زياد وابو العيال يبي يشوفك ..! وأظنك متوقعة هالشي ومو خبر جديد عليك ؟؟؟
سحبت عذا يدها ::/ لا ماابي اروح تكفون .. سارة انتي اطلعي بدالي ..! انتي أجرأ مني ..
ابتسمت سارة ::/ خلاص ولايهمك ... والله حظي لو خذت زياد ..!فلوس ووسامة ومنصب وش ابغى اكثر من كذا..؟ والا تدرين بطلع له وأوقول اعتبرني عذا ؟؟
سكتتها لمياء والتفتت لعذا :: ياللا قومي يابنت الحلال ماراح يطول كلها دقيقتين واطلعي .....!!
تنهدت عذا وهي مترددة لكنها من رفعت عيونها شافت الإصرار في عيون اخواتها وغصب عنها قامت منقاده للمياء تسيرها مثل ماتبي ..!! دخلت هي واياها المجلس وحصلوا اسامة جالس ويلعب في الجوال ويدندن بأغاني سخيفة ..
تقدمت لمياء وخلت عذا تجلس على الكرسي المناسب ضبطت شكلها والورد اللي في يدها ... وعقبها التفتت لأسامة ...
لمياء ::/ ياللا رح نادهم يدخلون ..؟؟
شهقت عذا ووقفت ::/ لالا مابي تكفون .. خلاص هونت .!
لمياء يعصبية::/ استغفر الله ياربي .. تو اني معدلة جلستك..!! وبعدين خلاص يكفي نقاش في الموضوع دخله وبتدخلين وكلها كم دقيقة وتضحكين على نفسك وعلى قلقك اللي ماله معنى ...!
عذا وهي تكابد دمعتها ::/ اجل انتي اجلسي معي.........!؟
ضحك اسامة وهو يتمغط :: تخيلي ؟؟
عذا باصرار ::/ والله مااجلس الا اذا كانت معي ..؟؟ والي عندكم طلعوه ؟؟
تنهدت لمياء لأنها حست ان عذا ممكن تصيح ويخرب مكياجها::/ طيب طيب ... بس عاد ابتسمي انتي ووجهك الشاحب كأنه وجه ميت...
سكتت عذا وماردت عليها اصلا تحس نفسها بتدوخ وكبدها واصلة ...
التفتت لمياء لأسامة :: ياللا أنت بعد بسرعة رح نادهم خلنا نخلص ..!!
هز أسامة راسه وهو يضحك على وجه عذا اللي فجأة انقلب أزرق من الخوف وشفايفها ابيضت ...
بس ماامداه يطلع من الباب الا وسمع صرخت لمياء تناديه ..
رجع يركض ودخل للمجلس وهو مايدري وش صار ولقى عذا طايحه على الكرسي ولمياء ماسكتها ركض لهم ومسك عذا بين يديه ::/ وش فيها وش صار لها؟؟
لمياء ::/ مادري عنها..؟؟ بس هذا اللي انا كنت خايفة منه ؟
صرخ اسامة ::/ طيب بسرعة روحي جيبي عطر والا شي ...
هز اسامة عذا اللي كنت مغمضة عيونها بهدوء بين يديه وضربها بخفة على وجهها ثواني ورجعت عذا تفتح عيونها ببطأ وكأنها وحده ضايعة .. طالعت حولها شوي وبعدين انتبهت لنفسها ورفعت جسمها واعتدلت في جلستها على الكرسي... ومسكتها لمياء مع ظهرها علشان تسندها :: عذا تحسين فيني ؟؟
هزت عذا راسها :: وش صار ؟
ضحك اسامة ::/ كل هذا ووش صار .. (( والتفتت للمياء )) قومي جيبي لها عصير والا شي تشربه لايدخل عليها الرجال وهي بهالصورة وعقب يغير رايه ..
غمضت عذا عيونها بألم وهي تتذكر كل شي ؟؟ يعني زياد توه بيدخل ؟؟ ليته دخل وهي تطيح وارتاحت منه وتلافت مقابلته ..؟؟
قامت لمياء تركض وجابت كأس عصير برتقال وشربتها منه شوي وعقب ضبطت شكلها من جديد وجلستها على الكرسي وراح اسامة ينادي زياد علشان يدخل ووقفت لمياء بعبايتها جنبها تساندها على الأقل وقت دخلته ...؟؟
أول ماوقف زياد قدام باب المجلس كان قلبه ينبض بدقات متسارعه والعرق متجمع على جبهته ... مو قادر يصدق انه خلاص بيدخل الحين على عذا بحكم انه زوجها وهي حلاله ... خذ نفس عميق وهو يمسح جبهته بمنديله ...!
التفت لأسامة وشافه يضحك ::/ وش عندك ضحكنا معك ؟
اسامة وهو يضحك ::/ انت اللي ضحكتني .. وش بلاك وقفت عند الباب وماعاد تحركت ؟؟ يعني ماتبي تدخل ؟؟
تلعثم زياد من الإرتباك ::/ الا بدخل بس اصبر شوي اشحن طاقتي..!
طالعه اسامة بنص عين :: لاتشحنها كلها بس شوي ..!؟
ضحك زياد وضبط شماغه وشكله مع انه ماكان يحتاج تضبيط ... يعني بالقفل اللي مسويه ووسامته الطبيعية وطوله الفارع وكشخته اللي مافوقها كشخة تقط الطير من السماء حتى لو كان شكله متبهذل ....تقدم بخطواته الملكية الواثقة ورزته الأميرية ودخل للمجلس وهو منزل عيونه للأرض ...
سلم بصوت عالي جهوري وبعدها رفع عينه ببطأ علشان يطالعها بشكل تدريجي لأنه مو معقولة فجأة اللي يحبها تكون قدامه ...؟! دارت عيونه شوي تشوف روحه وينها فيه علشان يتقدم ويسلم عليها ..
وأول ماطاحت عينه على خيالها الملائكي انبهر وطارت عيونه وهو يشوف ملاك أبيض واقف قدامه ببرائته وطهارته وجماله الوديع ...
كانت عذا واقفة بصمود مزيف يعتمد كليا على لمياء اللي واقفة جنبها ،،، كانت منزله راسها للأرض ويدها في يد لمياء وعيونها شوي وتدمع ..
كانت بفستان أوف وايت شيفون وميدي .. وعليها صندل نحاسي لف على الساق ..
كانت فاكه شعرها البني على كتوفها ومسويته كيرلي بناء على رغبة سارة وحاطه ورده صغيرة رافعة بها طرف شعرها ... ومكياجها الترابي الهادئ مخليها ملاك .. والأحلى من هذا كله هو لمعة عيونها الطبيعية ... اللي الكل يشهد لها بها وبأنها وحده من مميزاتها اللي تفردت بها من كل أخوانها ؟؟؟
اسامة بصوت عالي ::/ وشلون يعني مطول عند الباب ماعندك نية تدخل تسلم ؟
انتبه زياد لنفسه وتقدم لعذا يسلم عليها .. لما قرب منها وشم ريحة عطرها حس ان بيطيح من طوله .. مو قادر يتخيل لحد الآن ان اللي واقفة قدامه عذا ...
مد يده برجفة ::/ مساء الخير ...
عذا منزلة راسها لحد الآن ويدها متعلقة في كف لمياء والثانية ماسكة الوردة اللي ضغطت عليها سارة فيها علشان تمسكها معها وعلى حسب كلامها (( نوع من النعومة )) ومو راضيه ترفع راسها لأن جرأتها صفر على العداد ؟؟ ماتبي ترفع راسها علشان ماتشوفه قدامها وتتذكرانها واقفة قدامه من دون عباية وذلك بحكم انها زوجته ؟؟؟. استحت لمياء من تصرف عذا وسحبت كفها من يد عذا والتفت لأسامة ::/ ياللا اسامة خلنا نطلع
لفت عذا وجهها للمياء بسرعة :: لا لاتروحين ..؟؟
ابتسم زياد بعذوبة ::/ طيب على الأقل صافحيني ...؟؟
طلعت لمياء واسامة وعذا تراقبهم و ودها تصيح ... لكن رجعت تطالع قدامها من دون وعي وتفاجأت لما شافت زياد يبستم وهو مازال ماد يده ينتظرها ...غمز لها وهو يبتسم بخفيف و استحت وماعرفت وش تسوي اصلا ضاعت علومها من شافته قدامها.. مدت يدها ترتجف وسلمت عليه ..
كانت ايديها قطع ثلج من الربكة ... ابتسم زياد ورفع يده الثانية وحطها فوق يدها :: يديك باردة ...؟؟!!
بلعت عذا ريقها ونزلت عيونها اكثر ... وماردت عليه ...
مسك زياد لحيتها ورفع راسها له ::مستخسرة علي تطالعيني عقب كل هالإنتظار...؟
ماقدرت عذا تتحمل أكثر ونزلت دمعتها ..
انصدم زياد وعلى طول رفع يده يمسحها :: أفااااا ... تصيحين بسببي ؟؟ لا عاش من هو يزعلك ؟؟؟
ماقدرت عذا تتحمل كلامه اكثر ابتسمت له :: لا ماعليك دموعي تنزل بمناسبة وبدون مناسبة ...؟؟
ضحك زياد وضحكت عذا بنعومة أسرت لب زياد ...
وقف قدامها بقلب ضعيف واهن يدق بسرعة جنونية ،، كان يتأملها ويتأمل ملامحها الطفولية ... هي مثل ماهي ... شفايفها القرمزية الصغيرة ووجها الدائري وتقويمها الملون ... وغمازتها الحلوة على خدها الأيسر والأهم براءة الطفولة اللي يشوفها في لمعة عيونها ...
كانت عذا تطالعه من دون تصديق للواقع ؟؟؟ يعني معقولة خلاص زياد صار زوجها بعد كل هالمعاناة والألم والدموع ؟؟؟ والخوف من المجهول ؟؟؟
دقائق مو طويلة والثنين واقفين قدام بعض ومو حاسين باللي هم فيه ؟؟؟
لكن فجأة انتبهت عذا واستحت من تأملها فيه ونزلت راسها ..
تنهد زياد ومسكها وجلس هو واياها على الكنب ..
ابتسم زياد بعدم تصديق ::/ تصدقين الحين صرتي زوجتي واخيرا ..؟؟
خافت عذا ورفعت عيونها ..
ضحك زياد ::/ لا تخافين ترى انا مو متوحش ....
ابتسمت عذا مستحية ::/ لا موقصدي بسـ.......
قرب زياد منها يقاطعها لحد ماحست هي بحرارة انفاسه ... ضيعت نظراتها بخجل وخوف بس همس لها بصوت واطي ::/ زياد مجنون فيك اليوم أكثر من قبل ...!
رفعت عذا عينها له وشافته مركز نظرته الحالمية عليها ابتسمت وغمضت عيونها وبصوت واطي ..:: زياد الله يخليك مو بهالطريقة ؟؟؟
ابتسم وهو يكمل ::/ ما أقدر ما اقول لك اني احبك بعقلي وقلبي ولساني وحتى بنظراتي ...!!
ابتسمت عذا وشدت على مسكة يدها من الإحراج ...
ضحك زياد لما وصل لغايته وهو انه يحرجها بعنف ::/ عاد افتحي عيونك وش دعوى لهالدرجة انا قبيح ..؟
فتحت عذا عيونها وبعفوية ::/ بالعكس انت اليوم احلى بكثير ..!
ضحك زياد فرحان اما هي فـ حطت يدها على فمها متفشلة لكن مامنعها انها تبتسم ابتسامة حلوة على كلمتها اللي كانت تهوجس فيها من طاحت عينها على زياد..
زياد بصوت هامس وشبح ابتسامة ::/ لسان الفتى عن عقله ترجمانه متى زل عقل المرء زل لسانه (( وطالعها بوحده من نظرات الحب اللي هو محترف فيها ))
ابتسمت عذا وتنفست بارتباك لأنها حست انها انفضحت ونزلت راسها تلعب باصابعها ....
زياد ::/عذا ترى أنا ماتعنيت من بيتنا لبيتكم وملكت علشان نقضي هالأمسية كلها وانتي منزلة راسك ؟؟
ابتسمت عذا ::/ طيب اختار يا انزل راسي يا اصيح؟
ضحك زياد من خاطره على كلمتها ::/ لا يا بعدهم خلاص نزلي راسك ..
سكت شوي يتأملها ويتأمل عفويتها وحركاتها الطفولية .. كانت منزلة راسها وتلعب بالوردة في يدها ...
زياد بصوت ناعم ::/ لا تقول انك تشبه الورد *** لا تقول ان الورد ماخذ من حلاك
انت احلا من كلمة الحلا *** انت حتى الورد يرتجي رضاك ؟؟
رفعت عينها مستغربة يعني مافهمت ..
ابتسم زياد :: انتي وردة .. زيك زي اللي في يدك ! (( ورفع يدها وباسها ))
توردت خدود عذا :: انت اليوم شاعر خطير ؟؟
ابتسم زياد :: تبين زياد يشوفك ومايصير شاعر ؟؟؟ لكن لأنك تفشليني بسكت ولا بتكلم مرة ثانية .....!!
سكت زياد عقبها وهو يطالعها وما يعرف وش يقول أو بالتحديد وش يبدأ فيه ؟؟ يعني لو عليه كان هالجلسة ما بتكفيه بروحها علشان يبوح لعذاه باللي في صدره ؟؟ واللي كان ينتظره من سنين ويحلم به ؟؟
كان يبي يسكت .. لأنه مؤمن بأن الصمت في حرم الجمال .. جمال ... لكنه ماقدر يقاوم وبعد دقائق بسيطة كانت عذا فيها تدور بعينها على المجلس ومستحية من زياد
.. مد يده هو يلعب في شعرها ::/ حلوه تسريحتك ..؟؟
بلعت عذا ريقها وهي تحس به قريب منها ولفت راسها له وابتسمت له ::على أساس بتسكت ؟؟؟..
ضحك زياد بعنف متفاجئ من ردها :: وش اسوي من شفت تسريحتك ماقدرت أقاوم وما أعلق ؟؟ بس من جد تسريحتك مناسبتك ؟؟
ابتسمت له عذا :: في عيونك بس ...!
زياد بنبرة دافية :: لو على عيوني انتي فيها ملاك ...!!
ضحكت عذا بخجل وما عرفت وش ترد او وشلون تصرف الموضوع ..
لكن زياد ضحك معها ومسك يدها بين يديه وعقبها دخل يده في جيبه وطلع منها علبة كريستال فخمة ... فتحها وطلع منها خاتم ألماس فظيع ... قرب اصابعها الناعمة الصغيرة ولبسها اياه .. ورفع يدها وباسها .. وبعدها طالع في عيونها وهي بادلته نفس النظرة وبهمس قال لها ::/ الحين طلع للخاتم شكل ...
سحبت عذا يدها برقة وطالعت في الخاتم وبعدها رفعت عينها له وعيونها تلمع من الفرحة ::/ من البداية كان شكله حلو زياد .. يسلم ذوقك ..!
ابتسم زياد ::/ لا في يدك طلع له شكل أحلى .. بس الحمدلله انه اعجبك
عذا وخدودها توردت :: أعجبني بقوة بعد ..
في لحظة كانت عذا بدت تنسجم في الجلسة مع زياد انفتح الباب بقوة ودخل منه اسامة وهو مندفع وجلس على الكنب جنبهم .. نقزت عذا من مكانها ووقف زياد وراها على طول .. وبان الفرق بين الأثنين ...
أسامة ببرود ::/ ياللا يا الغالي انتهى اللقاء ..( ورفع رجل على رجل ))
زياد بعصبية ::/ طيب شوي شوي ياخي الناس تستأذن قبل لاتدخل
ابتسم اسامة بغباء::/ ايه بس انا في بيتنا ..!
زياد :: حتى لو كنت في المريخ المفروض تستأذن خصوصا انك داخل على اثنين معاريس...؟؟
وقف اسامة وسوى نفسه معصب :: عذا ... وش سويتي انتي واياه ؟؟
رفعت عذا راسها وخدوها حمراء وماعرفت وش ترد عليه تلعثمت وارتبكت من أسامة ونظرة العصبية اللي كان يطالعها بها ...
طالعها زياد وابتسم على موقفها ورد على اسامة بصوت عالي شوي ::/ اسمعني ياويلك ان رفعت صوتك عليها مرة ثانية ... فاهم والا افهمك بطريقتي ؟؟؟
خافت عذا من نبرة زياد وفي خاطرها (( وش عندهم هذولا بيتضاربون ؟؟))والتفتت له تشوف ملامحه اذا هي جدية او يمزح .. ابتسم زياد لها وتقدم وحط يده على كتوفها وقربها منه يطمنها ::/ ولو قال لك شي اتصلي علي وانا اوريك فيه ..؟؟
استحت عذا من حركة زياد وابتعدت عنه شوي لكن زياد مسكها بقوة ولف لأسامة :: طيب انا بروح الحين بس انت اتركنا ابودعها بطريقتي ؟
شهقت عذا وابتعدت عن زياد وخدودها توردت .. ضحك زياد وتقرب منها ومسكها مع يديها ..:: لاتخافين والله انا مو متوحش ترى انا احسن واحد ممكن تستأ نسينه في البيت..
وحب عذا مع يديها وبهمس قال لها :: بـ شتاق لك ... وانتظريني ادق عليك
هزت عذا راسها ومن زاوية عينها تطالع أسامة ...
تنهد زياد ::/ طيب على الأقل قولي لي مع السلامة ؟..
ابتسمت عذا بارتباك ::/ مع السلامة ..
زياد وهو ماد بوزه وبصوت واطي::/ بس كذا حاف ؟؟
هزت عذا كتفها كأنها تستفسر وش يبي .. لكنها عضت على شفايفها وتوردت خدودها لما شافته يهمس بشفايفه (( احبك ))
وطلعت على طول من المجلس ..
أما اسامة فصدق انه كان محرج من اللي سواه وانه جلس معهم لكنه سوا نفسه مو مهتم وانه ما شاف شي ... وطلع زياد من دون مايودع اسامة عقاب له ....
---------------------------------------------------------------------------

dali2000 13-03-10 02:46 PM



..............................................:: عــــــــــــــــــــــــــــــــذا ...
فزت عذا من مكانها واتلخبطت المسكرة على عيونها .. التفتت تطالع وراها وشافت سارة واقفة عند الباب ومطلعة طقم اسنانها ...
عذا وهي معصبة :: يعني تبين الصدق ؟؟
هزت سارة راسها ...
عذا وهي صاكة على اسنانها :: انتي اسخف انسانة شفتها بحياتي كلها ...
هزت سارة كتوفها :: عادي مو مهم رأيك فيني... المهم ان زياد ينتظرك تحت
بلعت عذا ريقها :: قال وينها ؟؟
سارة وهي تتسند على طرف الباب::/ من زمااااااااااااااان وهويسأل عنك وامك كل شوي داخله علي الصالة ويا سارة روحي نادي عذا وانا اقولها ان شاء الله يمه هي تقول الحين بنزل ؟؟؟
ضحكت عذا :: انتي كذا محد فاهمني قدك ؟؟
لعبت سارة بحواجبها::/ ولايهمك اعجبك . المهم عاد يوم حسيت اننا مصخناها مع الولد قلت اطلع اناديك وبعدين شفتك مطولة وماعندك نية تنزلين ...
تنهدت عذا :: زين والله استحي ما اقدر اقعد عنده بروحنا ..
ضحكت سارة تتهزأ :: مدري متى بتملين من هالكلام .. ترى كل يوم وكلما جاء قلتي نفس الأسطوانة واذا نزلتي وجلستي عنده مانسمع الا ضحكك وسوالفك..!
شهقت عذا :: يالظالمة انا اسوي كذا ؟؟
سارة بملل :: لا استنساخك ..!! انا اقول خلي عنك الهذرة وانزلي لاتجي امي وتورينا الشغل السنع .. تراها متسلطة علينا هاليومين من يوم ملكتي على ولد اخوها وهي ماعاد تحبنا ...
ضيقت عذا عيونها :: تتوقعين امي تفضله علينا..؟
هزت سارة راسها :: أكيد ماتشوفين وش تسوي معه ...
شهقت سارة من الخوف والألم لما لوت امها أذنها من وراها :: الحين انا افضل زياد عليكم يا سويرة ..؟
سارة وهي تفتعل الصياح :: يمه والله آسفة مو قصدي بس كنت بشب الفتنة بين عذا وزياد..!
شهقت عذا ورمتها بالدب اللي قدامها :: ياحيوانة وانا مصدقتك ..
طالعتها امها بنظرة أمر :: عذا ياللا انزلي تأخرتي على زياد وهو من زمان هنا
بلعت عذا ريقها :: يمه بيتعشى معنا..؟؟
ام عبدالله وهي تدف سارة قدامها وتسكر الباب :: مادري عنه لكن الله يحييه لو جاء .. وبسرعة البسي وانزلي...
هزت عذا راسها ومشت للباب وقفلته وراء امها وراحت لدولابها تطلع لبسها اللي جهزته من أمس تحسبا لجية زياد اللي قال لها عن احتماليتها وكان تنورة شيفون سوداء قصيرة وقميص أحمر حرير بنقشات سوداء وفوشي بأكمام جابنيز... بعد ما خلصت شيكت آخر مرة على مكياجها الخفيف وتعطرت بارتباك وتنفست بعمق وبعدين نزلت ...
مرت بالصالة وشافت أبوها جالس يطالع الأخبار ومعه سارة وأسامة ... سلمت عليهم وأول ماطالعها أسامة صفر بإعجاب واستحت عذا منه بس حاولت تتجاهله ..
تركتهم وراها وراحت لقسم الرجال .. مشت بخطوات مترهبة وانقبض قلبها لما سمعت صوته يضحك مع امها ... بلعت ريقها وحاولت تمسك أعصابها يعني الى متى بتستمر على هالحالة ؟؟؟ هذي المرة الثالثة اللي يزورهم فيها عقب الملكة ومع ذلك بعدها تستحي وتترهب تتدخل عليه بروحها .. قررت ترجع وتنادي أسامة يدخل معها بس تدري به اسامة بيلزق معهم وبعدين بيعصب زياد وهي دينها ولا تشوف الغضب في عيونه تحس انه فعل مرعب ... تنحنحت وتشجعت وتقربت لباب المجلس .. واول ما قربت رفعت راسها وابتسمت ابتسامة خفيفة وخجولة بهرها شكل زياد بغترته وثوبه وريحة عطره الفواحة .. كان شكله عذاب بسماره البرونزي وعيونه السوداء والقفل الأسود محليه زيادة ... ابتسمت لها امها وقامت من مكانها وشالت معها صينية الشاهي وتركت القهوة ...
وقف زياد ::/ هلا والله اسفرت وانورت ...
ابتسمت ام عبدالله :: زين يوم جت عذا اسفرت الدنيا والا انا سبب المجاعة في افريقيا ...
ضحك زياد :: افا يالغلا بديتي تغارين ؟؟
ضحكت ام عبدالله ومشت تبي تتركهم بروحهم لكن لما مرت من عند عذا طالعتها الأخيرة بنظرات توسل علشان تجلس معهم شوي لحد ماتتجرأ على الموقف لكن ام عبدالله قوت قلبها وحاولت تتجاهل نظرات عذا اللي تعذب الواحد وتخليه وده يسمع كلامها ...
تقدمت عذا ودخلت علشان تسلم على زياد ،، والأخير يطالعها بعيون مليانة حب ... هالبنت بشكلها الطفولي وشعرها الناعم المنثور على اكتافها ونعومة مشيتها وابتسامتها تخليه ما يعرف وين هو قاعد فيه ... تقلب كيانه وتحوس مشاعره وماعاد يعرف يحدد هوية اللي يحس فيه .....!! قرب منها وصافحها وضغط على يدها وسحبها يجلسها جنبه .. وبنبرة قلق :: هاه بشري وش سويتي في اختبار اليوم ؟
ابتسمت عذا و ماقدرت ماتضحك :: هههههه آسفة زياد والله ادري اني ازعجتك بس وش اسوي انت اتصلت في وقت حرج ...
ابتسم زياد :: لا من جد انتي خوفتيني ؟؟ اجل اتصل عليك الساعة 12 واسمعك تصيحين واقول وش فيك وماتردين علي ... بغيت اتهور واجي بيتكم على بالي فيكم شي ..وآخرتها تصيرين مابعد خلصتي المنهج ؟؟
ابتسمت عذا وهي تلعب باصابع يديها مستحية منه:: لازم تتقبل ان صياحي كثير ...
مسك زياد يدها بحب :: وانا متقبلك بصياحك وبدونه ... لكن لك وعد مني من نتزوج لأنسيك طعم الدموع ...
رفعت عذا عينها وشافته يطالعها بنظرات حلوة اخجلتها وخلتها تغير الموضوع :: ايه الحمدلله على سالفة الإختبار اليوم سويت كل شي تمام ... والحمدلله ارتحنا وخلصنا
ابتسم زياد لها :: الحمدلله .. عاد متى النتائج تطلع ؟؟
لوت عذا بوزها :: تكفى لاتجيب السيرة ترى بطني يمغصني منها ..
زياد يستهبل :: بسم الله عليك فيني ولافيك ..
ضربته عذا على كتفه وهي عاقده حواجبها :: بسم الله عليك ...
ضحك زياد على عفويتها ومسك يدها يبوسها :: أحبهم انا اللي يخافون علي ...
سحبت عذا يدها منه بخفة ورجعتها لحجرها وقامت بتصب له قهوة .. صبت فنجال له ولها وجلست جنبه يتقههون ..
عذا ببراءة:: متى بترجع ندى أختك ؟؟
ابتسم زياد بخبث :: وليه تسألين ... آآآآآآآآآخ منكم يالبنات كل هذا مستعجلة ؟
شهقت عذا وبغت تشرق بالقهوة وكحت بقوة .. خاف زياد عليها ونزل فنجاله وحاول يضربها على ظهرها بس ضرباته كانت قوية عورت عذا .. سحبت عذا يده ووقفت الكحة بعد مادمعت عيونها :: خلاص وقف طلع قلبي من ضرباتك...
عقد زياد حواجبها :: بسم الله عليك وش صار لك ؟؟
بلعت عذا ريقها :: ولا شي سلامتك ..
سكتت عذا وتوردت خدودها واحمرت وتلونت بكل الألوان من الحياء .. التفت زياد لها :: والله وطلعـ ـ ـتي رخـ ـ وة .... وش فيك عذا ..؟ قالها وهو مستغرب تقلب الألوان في وجهها رفع حاجبه وشافها متوترة وأذانها مولعة أحمر ... وفي لحظة تذكر هو وش هبب ووش قال .. وضحك بعنف :: يا إلهي ياعذا لحد الحين مستحية ؟؟
رفعت عينها عذا وطالعته بنظرة عتاب وكأن العبرة خانقتها :: وش منه مستحية ؟؟
حس زياد انه زودها حبتين مع عذا فـ قال :: ايه بالنسبة لندى .. بترجع الأسبوع الجاي ان شاء الله ..
عقدت عذا حواجبها :: غريبة ماطولت..؟؟ مالهم الا اسبوعين
زياد بخبث :: وش اسوي فيها تحب أخوها ...
تنهدت عذا وتندم زياد ولف لها على طول :: آسف والله مو قصدي (( وحط يده على فمه )) هاه التوبة ماعاد اقول شي سخيف ..
ضحكت عليه عذا ومسكت يده ونزلتها من على فمه :: لا معليش تكلم بس قول اشياء حلوة ...
زياد على طول :: أحبـــــــــــــــــــــــــــك ..
ضربته عذا وهي مستحية :: زياد والله والله ترى بقوم لو ماعقلت ؟؟
زياد :: لالا حرام عليك خلاص التوبة .. أنا ماصدقت خبر القى أحد اجلس معه واسولف ...
رحمته عذا وحست انه كسرخاطرها :: طيب ليه ماتجينا كل يوم تتعشى عندنا وتتغدى ما دام أن ندى مو موجودة بالبيت...
زياد :: طيب ندى تزوجت يعني حتى لو رجعت من السفر ماراح تجي لبيتنا .؟
عذا بحزن على وضعه :: طيب وش تسوي بدونها ؟؟
تنهد زياد وهو مستانس من انه كسر خاطرها :: وش اسوي بعد ارجع وانام والا اتصل على مطعم يجيب غداي وعشاي او بيت عمي اذا تكرموا ارسلوا لي عشاء وان كان ولابد رحت لهم لبيتهم وتغديت معهم او تعشيت ..
حست عذا بالغيرة من انه يروح لبيت عمه ::زين ليش ماتجي بيتنا طيب ؟
زياد :: فشيلة كل يوم راز وجهي ..
عذا بعتاب :: زياد وش هالكلام خلاص انت الحين منا وفينا ..
زياد بخبث :: زين ليش انتي ماتجين معي للبيت ؟؟؟ مو انا منكم وفيكم خلاص تعالي معي انتي ونسيني وسوي لي الغداء والعشاء ولك مني أصير عاقل وما اقول كلام مو حلو ...
عذا وبنظرات مستحية بس تكابر :: لا والله تنكت انت ؟؟
حاول زياد يقلب المود :: لاما انكت وبعدين لاتشيلين همي .. انا عشت طول عمري وحيد يعني متعود على الوحده والإعتماد على النفس .. يعني الله يخليك من زين قبل اللي كان عندي احد يونسني والا يجلس معي ؟؟ طول وقتي برا والا في غرفتي واذا تكرمت ندى نزلت عندي ساعة او ساعتين بالكثير .. وهذي هي حياتي قبل وبعد ؟؟ عايش بروحي وأكلم روحي ؟؟؟
بلعت عذا غصتها بس ماقدرت تمنع دمعتها انها توصل لطرف عينها :: زياد الله يخليك لا تقول هالكلام .. انت عمرك ماكنت وحيد كلنا كنا نفكر فيك ونسأل عنك ونخاف عليك لو صار لك شي ..
مسكها زياد مع يديها اللي قربها لصدره :: وانتي كنتي تفكرين فيني وتخافين علي ؟؟
سكتت عذا مستحية وبعثرت نظراتها في الفراغ .. رص زياد على يديها :: ردي .. انا بكون وحيد اذا انتي ماكنتي تفكرين فيني ؟؟
هزت عذا راسها مبتسمة ..
زياد :: يعني كنتي تخافين علي ؟؟
ابتسمت عذا بحياء وتمتمت :: همممم
قرب زياد يدها لفمه وحبها :: قولي آمين ...
عذا بصوت واطي :: آمين ..
زياد لهمس :: الله يخليك لي و لايحرمني منك ويبلغني عيالي منك ..
ضحكت عذا وخدودها توردت وسحبت يدها تضربه على كتفه .. ضحك هو بعنف .
يستانس لما يشوفها محرجة منه .. ويستانس لما يشوفها تضحك من قلب وهي مستحية ...
.
.
.
في الصالة كان اسامة جالس ويتأفف . وكل شوي مغير جلسته ومتربع على الكنب .
ام عبدالله :: انت وش فيك الحين مزعجنا ؟؟
أسامة بتوسل :: يمه تكفين بروح ادخل عليهم شوي اخرب عليهم واعصب في زياد واطلع .. تكفين ماميتو..!!
ام عبدالله بعصبية ناعمة :: أسامة اعقل واركد .. خلهم يسولفون على راحتهم وش حشرك بينهم ؟
اسامة :: يمه تكفين يقهرني ولد اخوك هذا ودي اطفشه شوي ؟؟
ام عبدالله :: اسامة اترك عنك هالخرابيط وولد اخوي مالك شغل فيه ...
دخلت عليهم سارة وهي تضحك ومبسوطة .. التفت لها اسامة مقهور :: انتي هيه لاتضحكين وانا متضايق ؟؟
رفعت سارة حاجبها :: ما احد قال لك ضايق بعمرك ..
اسامة :: طيب وش فيك تضحكين ؟؟
رجعت سارة تضحك بخبال :: اضحك على حيونة اختك .. والله طلعت حية من تحت تبن ... تسوي تمويه قدامنا انها تستحي ؟
رفع اسامه حاجبه يستفهم :: من تقصدين ؟؟
سارة متحمسة :: من غيرها عذا ؟؟
شهقت ام عبدالله وهي شاكة:: ســـــــــــــــــــــــــــــويرة ؟؟ وين كنتي ؟؟
نقزت سارة من مكانها وبعبط قالت :: يمه والله ماكنت أتنصت عليهم ؟؟
ضحك اسامة وانفجر ابو عبدالله من الضحك اللي كان كاتمة من شوي حفاظا على مشاعر زوجته ...
التفتت ام عبدالله لمحمد :: محمد شف عيالك وش يسوون ؟؟ واحد يبي يروح يخرب عليهم والثانية رايحة تتسمع من وراء الباب ؟؟
حاول ابو عبدالله يمسك نفسه لكن ماقدر :: خليهم يالجوهرة هالأثنين مالي يد عليهم ..
ضربت ام عبدالله صدره منصدمة :: الحين هذا كلامك لهم بدل لاتهاوشهم ؟
ابو عبدالله :: زين وش تبيني اسوي ؟؟ اضربهم مثلا
ام عبدالله معصبة :: على الأقل هاوشهم قل لهم شي يوقفهم عند حدهم ..
التفت ابو عبدالله لأسامة :: اسامة اعقل ولاتعيد الكلام اللي قلته تو لأمك .. وانتي ياسارة ياويلك ان رحتي تتنصتين عليهم ان بغيتي تسمعين شي ناديني وانا اروح معك
شهقت ام عبدالله وضحكوا العيال على أمهم وابوهم اللي يغايضها ..
نقز اسامة من الكرسي وراح متوجه لقسم الرجال صرخت عليه امه :: اسامة ترى لو رحت هناك لا انا امك ولا اعرفك ..
تأفف أسامة :: يمه حرام عليك بروح اودعه ..
ام عبدالله بلهجة أمر :: قلت لك تعال ارجع واجلس في مكانك
اسامة بتوسل :: يمه تكفين ابلحق عليه وهو يودعها
ام عبدالله وفلتت منها اعصابها :: اسامة لا تخليني ازعل عليك من جد ارجع مادام النفس عليك راضية ..
تنهد اسامة ولوى بوزه ورجع لمكانه وطاحت عينه على سارة وهي تلعب بحواجبها في وجهه شال المخده ورماها عليها لكنها ما صابتها لأن سارة احتمت بأبوها ... شوي وسمعوا صوت تسكير الباب وعرفوا انه طلع ... وبعدين دخلت عليهم عذا وهي تصيح ... التفتت ام عبدالله منصدمة :: عذا وش فيك ؟؟
صرخت عذا بعصبية ناعمة ::ما عاد ابغاه ولا عاد ابغى اشوفه ...
عقد اسامة حواجبه وراح لها :: خير وش قال لك وش سوا لك ؟؟
مشت عذا قبل لايوصلها اسامة وطلعت الدرج من دون ماترد عليهم .. لكن وجهها انصبغ باللون الأحمر من العصبية ..
زادت عصبية ام عبدالله فوق ماهي معصبة من العيال تو وراحت للتليفون لكن ابو عبدالله مسكها :: يابنت الحلال لاتتدخلين بينهم خلي مشاكلهم يحلونها بينهم
ام عبدالله وهي تسحب يدها :: لا اتركني اشوف وش مسوي فيها .. انا صدق اغليه وما ارضى عليه بشي لكن عند عذا حده .. ما اقدرعلى زعل هالبنت لأني اخاف يصير لها شي
ابو عبدالله بعصبية :: مايخربها الا انتي
رفعت ام عبدالله السماعة :: وانت ماعليك قصور ..
صرخت سارة :: يمه لو كان مسوي لها شي عطيني السماعة وانا بأدبه لها
سكتت ام عبدالله وهي تسمع صوت رنات الجوال ... رد عليها زياد وسمعته يضحك
ام عبدالله :: وتضحك بعد ؟
زياد وهو يضحك :: الله يستر منك انتي اذا عصبتي
ام عبدالله وقلبها حن لما سمعت صوته :: زياد وش سويت لها ؟؟
زاد ضحك زياد :: ليه هي وش قالت ؟
ام عبدالله :: ماقالت شي دخلت علينا معصبة وتنافخ وتقول ماتبيك ..
سكت زياد شوي وبعدين رجع يضحك ::/ والله ياعمه انتم مخربينها بدلعكم ...
ام عبدالله :: ماعلينا الحين المهم انت وش قلت لها خليتها تعصب لهالدرجة وتصيح ؟
عقد زياد حواجبه :: صاحت ؟؟
ام عبدالله : اجل .. هذي عذا لو تقول لها اف صاحت
تنهد زياد وبجدية وخوف عليها قال:: زين والله ماسويت لها شي يسوى .. كل اللي سويته عاندتها وغصبتها اني اودعها بطريقتي الخاصة ...
ام عبدالله بخبث :: ايه وش طريقتك الخاصة طيب ؟؟
ضحكوا اللي عندها وسمعهم زياد :: لا عاد هي من اسمها طريقتي الخاصة يعني ما اعلم احد فيها ..
ضحكت ام عبدالله لما حست انه منحرج :: زين يابو خاصة انت .. المهم مادام طريقتك الخاصة على قولتك تقهرها اتركها عنك ولاعاد تكررها ...
هز زياد راسها :: أتشا ماما .. ولا يهمك انتي وبنتك ..
ضحكت ام عبدالله :: زين مع السلامة وانتبه لطريقك ..
زياد :: مع السلامة وسلمي على اللي عندك ..
سكر زياد وتنهد وهو يرجع الجوال في شاحن السيارة ... في هاللحظة طرى على باله كلام ندى اخته له في يوم من الأيام عن عذا .. لكنه سفهه وحاول يقنع نفسه مادام انه مرتاح معها ومبسوط على انها تزعل من حركاته وهو يراضيها فـ خلاص كلام الناس مايهمه ... ورفع جواله وطلع رقمها واتصل عليها يسمع عتبها الحنون عليه ويسمع شهقات صياحها اللي تبالغ فيه احيانا .........................
-----------------------------------------------------------------------------
......:: زين متى بترجع انت؟؟
...............:: نهاية الأسبوع ان شاء الله انا عندكم ؟؟؟ الا ماقلتي لي عبير وش اخبارها عقب الحرارة ؟؟
هزت أريج راسها :: إن شاء الله تمام مع انه لحد الآن ماتآكل ولاتشرب ؟؟
تنهد راكان :: طيب اغصبوها تأكل شي مو معقولة تستمر كذا ؟
أريج ::حتى لو غصبناها مافيه شي يقعد في معدتها من تآكل على طول ترجع ..
راكان :: زين ودوها للمستشفى ... اخاف كلما تأخرت زادت حالتها
أريج بتملل :: رافضة قطعيا ..
راكان وعصب :: طيب ليش ؟؟ يعني عمر اللي يوديكم مو نواف ؟
هزت اريج كتوفها ::: مادري عنها ياخوي .. هالأنسانة صارت غريبة علي ماعاد اعرف وش تفكر فيه ولا وش تخطط طول وقتها ساكتة والا تسولف مع أمي ...
تنهد راكان :: مو وضع اللي معيشه نفسها فيه ...
أريج :: يالله يابن الحلال بكرة ربك يفرجها ..
ابتسم راكان :: على قولتك زين تبون شي من جده توصون على شي ؟؟
ابتسمت اريج :: سلامتك بس انت عاد كلك ذوق ..
ضحك راكان :: عارفك ماتفوتين شي ..؟؟ ياللا عاد مع السلامة وسلمي على أمي اذا رجعت والبنات ..
اريج :: يوصل ان شاء الله مع السلامة ..
سكرت أريج الخط من راكان اخوها اللي رايح انتداب اسبوعين في جده ورجعت تجلس في الصالة .. ماكان موجود الا عبير اختها منسدحة على الصوفا ووجهها أحمر من شدة الحرارة وحتى تنفسها مضطرب ...
تقربت منها أريج خايفة وحطت يدها على جبهتها :: عبير تسمعيني ؟؟
فتحت عبير عينها بكسل :: هممممم
جلست اريج على ركبها :: عبير ترى مو حاله هذي .. خليني اتصل على بيت عمي يجون يودونا للمستشفى .. على الأقل يعطونك مضاد والا مغذي ...
هزت عبير راسها وهي مسكرة عيونها :: أنا مافيني الا العافية ... راكان وش اخباره ؟
اريج ::: ماعليه يسلم عليكم ..
سكتت عبير وماردت على أريج ... عقدت أريج حواجبها وهزت عبير :: عبير ؟؟ نمتي ؟
فزت عبير من مكانها :: لا ما نمت معك ..
ابتسمت اريج :: ايه واضح انك معي ..
حاولت عبير تقوم وتجلس على حيلها ... واريج تطالعها ماتدري وش بتسوي ؟؟
اعتدلت عبير في جلستها وطالعت في أريج :: ابروح ارتاح في غرفتي ؟
حست اريج انها تسمع صوت دقات قلب اختها فـ خافت عليها :: عبير خليك معي لايصير لك شي .؟
ابتسمت عبير وهي تحاول تقوم :: وش بيصير يعني ؟؟ ترى كل اللي فيني حراراة ابروح آخذ مضاد وانام عليه واقوم مثل الغزال ؟
شهقت عبير :: مجنونة انتي ؟؟ ترى هذا مضاد مو لعبة ؟
هزت عبير راسها وهي تتسند بيدها على طرف الصوفا :: يابنت الحلال المهم ان الدكتور صارفه ...
هزت أريج كتوفها :: انتي ادرى بمصلحتك مع اني ما انصحك ..
عبير وهي ماشية للدرج :: لا ماعليك ما بيكون الا كل خير ...
راقبتها اريج وهي تمشي طالعه للدرج وبعدها جلست أريج ومسكت الريموت تتفرج على التلفزيون ...
-----------------------------------------------------------------------------

رن جوال زياد وكان المتصل نواف ... على طول زياد رد عليه وهو متوتر ..
زياد :: هاه بشر وش صار ؟؟
ضحك نواف :: قلت لك لاتخاف وانا وعزيز وراك ... القضية انتهت وانت ماعليك شي بس مؤيد قالوا بيسجنونه على ذمة التحقيق؟؟
تنهد نواف وبأسى :: تتوقع ابوه بيتركه ينسجن ؟؟
هز نواف كتوفه ::: والله مادري عنهم بس الأكيد أني مااتوقع ... مستحيل بيخلي سمعته تتأثر علشان خرابيط ؟؟
شهق زياد :: الحين تهريب سلاح ومعدات ثقيلة صار خرابيط ؟
ضحك نواف :: عندهم هم خرابيط . لكن الحمدلله انك ماتورطت معه .. انا قايل لك هالإنسان وسخ وماعنده ضمير ...
ابتسم زياد :: يعطيك العافية والله انت وعبدالعزيز الصراحة ماقصرتوا ...
ضحك نواف :: هذا عبدالعزيز عندي يقول كم بتعطيه ؟؟
ضحك زياد ::: قل له هو كم بيعطيني وانا ممسكه أكبر قضية ممكن يمسكها في حياته؟
خذ عبدالعزيز السماعة وهو معصب :: انت ووجهك الشرهة على اللي سهر الليالي علشان يثبت ان ماعليك شي ..
حاول زياد يغايضه :: يالله عاد لاتقعد تنصب علينا .. اصلا انا من البداية ماعلي شي بس عاد انا حبيت ارجع لك ثقتك بنفسك وسلمتك القضية ...
عبدالعزيز :: يا خسارة المرجلة والله واللي سويته علشانك ؟؟
ضحك زياد :: من قال لك تدق صدرك وتقول ابشر ولا ابي منك شي ؟؟
عبدالعزيز :: احسبك رجال من الرجاجيل وبتتكرم علي
زياد :: لالا ماعليك مافيه الحين لف ودوران فيه خذ وهات..
رمى عبدالعزيز الجوال على نواف من القهر ورد نواف وهو يضحك ..
...:: حرام عليك زياد عبره بأي شي ؟
ضحك زياد :: ولايهمك بعزمه لعرسي ؟؟
ضحك نواف :: والا ناوي ما تناديه ؟؟
زياد :: كنت بفكر في الموضوع لكن الحين خلاص جزمت
وصله صوت عزيز يصرخ :: أصلا ما بحضر وش ابي فيك انت وعرسك ؟؟
ضحك زياد :: قل له ولا يهمه خله يحضر زواجي علشان يقرر يعرس وله مني اسلمه المهر ..
شهق نواف :: الله ............... بتعطيه المهر كله ؟
صرخ عبدالعزيز :: بعدي والله قدها يابو سلطان ؟
ضحك زياد :: ايه بعطيه يستاهل ابو سعود لكنه دين متى ما بدأ يقبض مبالغ خيالية على قضاياه يردهم لي ...
ضحك نواف وهو يتطنز على عبدالعزيز وضحك معهم زياد ..
-----------------------------------------------------------------------------
على الساعة 12 بالليل وصلت ام راكان للبيت وحست به هادئ .. دخلت الصالة وشافت أريج جالسة على الكنب وانوار منسدحة عليها وعبير ونورة مو موجودين ..
ام راكان وهي تشيل عبايتها :: السلام عليكم ؟؟
انتبهت اريج وابتسمت :: هلا وعليكم السلام ... ماشاء الله جيتي ؟؟
جلست ام راكان وهي تبتسم :: أي توه مخلص زواجهم كان حلو ومرتب ... اخواتك وينهم ؟؟
اريج :: هذي انوار أما نورة نامت من شوي و عبير في غرفتها أكلت مضاد ونامت عليه ..
ام راكان مستغربة :: طاعتك تروح للمستشفى ؟
هزت اريج راسها :: لااا بس كلت من مضادك ؟؟
شهقت ام راكان :: مهبولة هذي ؟؟ طيب أكلت شي قبله ؟
هزت اريج راسها تنفي ..
تنهدت ام راكان :: ياربي منها روحي تطمني عليها ترى هالمضاد قوي قايل لي الدكتور ما آكل منه الا بعد الأكل..!
هزت أريج راسها طاعة لأمها وقامت متوجهه للدرج وطلعت لعبير ..
أما ام راكان فـ جلست تطالع في التلفزيون لحد ما ينزلون البنات وتطمن على عبير وبعدين تدخل غرفتها تنام ...
لكن بعد دقائق ... وما أمداها اريج تتأخر فوق .. إلا وسمعت ام راكان صوت خطوات قوية على الدرج .. شافت اريج تركض وهي تصيح ..
خافت ام راكان وصرخت :: أريجوه وش فيكم ؟؟
اريج وهي تصيح بس ماتبي تخوف امها :: يمه عبير مادري وش فيها اكلمها ماترد علي ووجهها ازرق يخوف وأطرافها باردة مثل الثلج
شهقت ام راكان وقامت بسرعة وقامت معهم انوار :: وش في بنتي بسم الله عليها ؟
اريج وهي تشهق :: يمه وش اسوي ؟؟
ام راكان من دون تفكير :: اتصلي في بيت عمك الحين .. ياللا بسرعة والا وقفنا ليموزين نوديها للمستشفى ...
-------------------------------
خافت ام راكان وصرخت :: أريجوه وش فيكم ؟؟
اريج وهي تصيح بس ماتبي تخوف امها :: يمه عبير مادري وش فيها اكلمها ماترد علي ووجهها ازرق يخوف وأطرافها باردة مثل الثلج
شهقت ام راكان وقامت بسرعة وقامت معهم انوار :: وش في بنتي بسم الله عليها ؟
اريج وهي تشهق :: يمه وش اسوي ؟؟
ام راكان من دون تفكير :: اتصلي في بيت عمك الحين .. ياللا بسرعة والا وقفنا ليموزين نوديها للمستشفى ...
هزت اريج راسها وطالعت في الساعة حست انها مو حلوة يروحون مع ليموزين هالوقت ... فـ ركضت للتليفون واتصلت على طول في بيت عمها ..
رن ورن ورن وما احد رد ...
رجعت مرة ثانية تدق وهي تدعي انهم يردون ...
والحمددلله وصلها صوته ...
اريج وهي تصيح منهارة :: عمر بسرعة تعال لبيتنا ... عبيرتعبانة لازم نوديها للمستشفى ؟؟
عقد عمر حواجبه :: اهدي اريج مافهمت شي منك ؟
اريج وهي تحاول تتماسك :: عمر الحين تعال بيتنا لازم نودي عبير اختي للمستشفى لأنها تعبانة ...
عمر بصوت مستعجل :: زين زين يالله جيتكم ..
سكر عمر على طول منها ... وسكرت اريج السماعة وراحت تركض تشوف وش صار على أختها ... طلعت للغرفة شافت امها حاضنة عبير وتحاول تمسح على وجهها بموية مقري فيها وتنفث عليها وتحاول تصحيها ... تقربت منهم اريج وهي تدعي ربي انه يستر على عبير ومايصير لها شي لحد ما يجي ولد عمها ...
بعد عشر دقائق بالضبط ... سمعت اريج صوت الجرس ... استبشرت خير وطلعت من عند امها وراحت تركض نازلة الدرج .. مرت على شماعة العبايات سحبت عبايتها وطرحتها ولبستهم وراحت تركض تفتح باب الشارع .........
.
.
طلع نواف في وجهها بدل عمر .. أول شي تفاجأت لكن بعدين ماسمحت لنفسها تتمادى في الصدمة وعلى طول صرخت بوجه نواف :: نواف بسرعة الله يخليك الحق عليها ...
نواف وشفايفه مبيضة من الخوف :: وينها هي ؟؟ ووش فيها وليش ماقلتوا لي من قبل أوديها ؟
صاحت اريج وماعرفت ترد :: نواف مو وقته الحين المهم نوديها ؟؟
هز نواف راسه وخلى اريج تتقدمه وهو لحقها بخطوات خايفة ودقات قلب متسارعة ..
طلعت اريج الدرج وطلع معها نواف ... راحوا لغرفة عبير لكن اريج وقفته :: اصبر نواف بلبسها عبايتها ؟؟
هز نواف راسه ووقف ينتظرهم عند الباب ...
بعد ثواني سمع صوت اريج :: نواف ادخل ساعدني تكفى ..
تقدم نواف وهو متوتر ... ودخل للغرفة وهو منزل بصره للأرض .. شاف ام راكان واقفه وهي مجهده ومافيها قوة جنب عبير وتحاول تساعد أريج انهم يمسكونها .. لكن عبير ماكانت تساعدهم كانت طايحة مغمى عليها وكل ثقلها عليهم ...
تقدم نواف يهرول ومسك عبير عن ام راكان :: اتركيها ياخالة عنك ..
حس بقشعريرة عنيفة سرت بجسمه لما مسك يدها البيضاء النحيلة ... لكن تنفس بعمق وحاول ينسى كل شي دار في باله ... مسكها مع اريج وحاول هو واياها يمشون بها وينزلون الدرج ... لكن اريج ماكانت بالقوة الكافية علشان تنزل الدرج ومعها عبير ...
التفت نواف لأم راكان وكأنه يستأذن منهم ...:: انا بنزلها اتركوها ..
سكتت أريج وماقالت شي وتركت نواف براحته . مو مهم الحين أي شي المهم ان اختها تقوم بالسلامة ...
تنفس نواف بعمق وحاول يرفع عبير بين يديه ... كان متوتر ويديه ترتجف لكنه قدر يتماسك ... وبسرعة نزلها الدرج ونزلت معه اريج اما ام راكان فـ قالت بتجلس مع الصغار وتنتظرهم يتصلون عليها يطمنونها ...
طلعت اريج للسيارة وفتحت الباب لنواف .. ركب نواف عبير بسرعة وركبت اريج وانطلقوا الأثنين للمستشفى بسرعة اسرع من البرق ..
----------------------------------------------------------------------------
رفعت سحر راسها لأمها وهم جالسين في حديقةالبيت .. وطاحت عينها على بيت مشاري اللي بيسكنه اول مايوصل وتنهدت بحزن وألم ... كان التعب واضح على عيونها ... خصوصا انها قبل الإمتحانات بيومين وبسبب الضغط النفسي للإختبارات وخبر ملكة زياد ماقدرت تتحمل هالألم كله وتنومت في المستشفى يوم كامل تحت المراقبة وطلب منها الدكتور تلزم الراحة التامة ولاتشغل نفسها ...
سحر بصوت تعبان :: يمه بطلب منك طلب ..
ابتسمت ام مشاري :: اطلب حبيبتي وش عندك ؟
ابتسمت سحر غصب عنها :: تسلمين يا احلى ام ....
ام مشاري :: اتركي عنك هالكلام وقولي وش تبين ؟
سحر مترددة :: يمه الله يخليك خلينا نسافر هاليومين لأي مكان بس المهم اننا نسافر ونغير جو .. وتكفين مانبي نرجع الا اذا انتهت الإجازة ..
سكتت ام مشاري شوي وبعدين طالعت في سحر :: طيب وزواج ولد عمك ؟؟
اطالت سحر النظر في عيون امها كله في سبيل انها ماتصيح ولاتنزل دموعها ... ليه فجأة امها صارت بهالقساوة أنها تذكر زواج زياد قدامها لا وتقول نأجل السفر لحد مايتزوج ..
ردت سحر بعصبية مغلفة :: يمه انا ماراح احضر هالزواج ... وابغى اسافر بأي طريقة الله يخليك يمه ..
تنهدت ام مشاري :: طيب مو مشكلة اني اقنع ابوك اننا مانحضر الزواج بس عاد استمر الإجازة كله برا لا معليش وشلون تبيني اترك بيتي وابوك بروحهم ؟
سحر بيأس :: طيب ابوي متى بيآخذ اجازة ؟؟
ام مشاري :: مثل العادة في اغسطس ..
سحر باصرار :: اجل خلاص انا بسافر مع خالتي للبنان اذا راحوا لبيتهم هناك ... وانتم اذا بغيتوا تسافرون مكان في اغسطس مروا علي قبل خذوني ونروح .. وبكذا اصير سافرت الإجازة كلها (( وابتسمت ))
ردت ام مشاري على طول :: لا حبيبتي انتي وضعك الصحي مايسمح لي اخليك تسافرين مع خالتك بروحك .. علشان كذا بقول لأبوك يقدم اجازته ونسافر كلنا سوا منها نتمشى ومنها نروح لمستشفى هناك يكشف عليك ويطمنا
سحر والأمل بدأ يرجع لها :: طيب تتوقعين ابوي يوافق ؟؟
ام مشاري :: لابيوافق ما دام انتي في السالفة .. وعموما انا بحاول اقنعه نسافر الحين أحسن من اغسطس ...
ابتسمت سحر فرحانة وقامت من دون شعور وحبت امها على خدودها وراسها :: مشكورة يا احلى ام ... والله انك صاحبة موقف ....
ضحكت عليها امها ودعت في قلبها انه يديم هالفرحة على بنتها وحيدتها ....
---------------------------------------------------------------------------
نزلوها في غرفة الطوارئ واول ماشافها الدكتور عقد حواجبه وطلب من الممرضة على طول تشبك لها ابرة المغذي ... وكشف عليها الدكتوروكانت اريج بس معها اما نواف فـ كان ينتظرهم برا ...
التفت الدكتور لأريج :: هي أكلت شي مو طبيعي ؟؟
هزت اريج راسها بخوف :: دكتور هي من زمان تعبانة ومو راضية تجي للمستشفى ولاراضيه تآكل واليوم خذت مضاد 600 من دون ما تآكل ..
شهق الدكتور ووبخ اريج :: وانتم كيف تسمحون لها تتصرف هالتصرف ؟
التفت الدكتور للممرضة اللي كانت تنتظر اوامره وبلهجة آمرة مستعجلة رفع صوته وقال لها كلمتين وهوعاقد حواجبه ...
هزت الممرضة راسها ... والتفتت اريج للدكتور :: دكتور خير طمني ؟؟
ابتسم الدكتور يطمنها :: ان شاء الله خير بنسوي لها غسيل معده وبنحط لها المغذي ونحاول نخفض حرارتها وبتتحسن حالتها أكثر ..
شهقت اريج وحطت يدها على فمها ... طلع الدكتور ودخلوا ممرضتين وطلبوا من اريج تطلع من الغرفة ... طلعت اريج وشافت نواف جالس على كراسي الإستراحة ومسند راسه على يديه ..
تقدمت منه وهي مستحية :: نواف ..!
رفع لها راسه بسرعة وعيونه تستحثها على الكلام ...
ارتبكت أريج وخافت لا تخوفه هو بعد بكلامها وبهدوء قالت له: بيسوون لها غسيل معده ...
طالعها نواف متفاجأ من كلامها :: وش قلتي ؟
اريج :: بيسوون لها غسيل معده .!!
نواف :: ليش وش مآكله هي ؟
شرحت له اريج كل القصة .. تأثر نواف من موقف عبير ضده هو بالذات ... تسائل وش بتسوي ياترى لو صحت بكرة وعرفت ان هو اللي جابها للمستشفى ..
اتصلوا على ام راكان وطمنوها لكن ماجابوا لها سيرة غسيل المعده علشان ماتخاف اكثر وقالوا انها بتبات اليوم بالمستشفى ...
على الفجر .. كان كل شي منتهي وعبير رجعت لغرفة عادية وكان شكلها جدا طبيعي ... بالعكس كانت بالمرة مرتاحة في نومتها بسبب المغذي وخافض الحرارة اللي عطوها اياه .. لكن الهالات السوداء وخدودها الحمراء تخلي الواحد يدري انها مريضة ...
طلعت اريج لنواف بعد ماتطمنت على عبير وحصلته جالس ومسند راسه على الجدار ومغمض عيونه ,,, حست بالشفقة ناحيته ورحمته من كل قلبها . لكن مو قت هالمشاعر الحين .. تقدمت له :: نواف ..
فتح عيونه مرعوب :: هلا وش فيك ؟؟
ابتسمت اريج :: مافيني الا العافية ... بس انت قوم روح البيت ارتاح وانا بجلس هنا عندها لبكرة ان شاء الله
هز نواف راسه :: لاما بروح واترككم ... انا بجلس هنا في الإستراحة واذا بغيتوا شي او احتجتوا شي اتصلي علي ..
اريج :: ايه بس انت عندكـ ـ ـ ـ ـ
تنهد نواف ووقف :: انتهينا انا برتاح في الأستراحة واذا بغيتي شي انا موجود هنا ..
ابتسمت اريج وهي تحس العبرة تخنقها وفي خاطرها (( ليتك ياعبير تقدرين اللي سواه اذا قمتي والا تشوفين اخلاقه معك حتى وانتي سبيتيه وخليتيه مايسوى قرش وظنيتي فيه السوء ))
هزت اريج راسها ومشت راجعة لغرفة عبير لكنه ناداها بصوت مستحي شوي والتفتت له..
نواف :: طمنيني عليها ؟؟ الحين احسن ؟؟
ابتسمت اريج :: ايه الحمدلله ...
تنهد نواف :: الله يديم عليها العافية ...
مشى وترك اريج وهي الثانية راحت للغرفة ودخلت ترتاح عند اختها ....
-----------------------------------------------------------------------------
قبل رجعتهم بيوم حب زياد يتصل ويتطمن على أخته خصوصا انه ماعنده شي الحين وجالس طفشان في البيت بروحه وعذا استأذنت منه لأنها بتروح للسوق ...
اتصل عليها وهو فعلا حس نفسه مشتاق لها ومن زمان ماشافها وهو ماتعود على فراقها ...
ندى بصوت مبحوح :: هلا والله بكل اهلي ودنيتي
ضحك زياد :: اسكتي لايسمعك مشاري
ضحكت ندى غصب عنها :: اصلا مو موجود ؟؟
عقد زياد حواجبه :: افا ... وين رايح وتارك عروسه ؟
ندى :: لا ماراح بعيد بس بيصلح اوراقنا وحجوزاتنا علشان بكرة بنرجع .. زياد قسم بالله اشتقت لكم كلكم ...
زياد :: هذا وانتي ماطولتي كلها اسبوعين ..
ندى بحزن :: كأنها سنتين ... بس الحمدلله قرب الفرج وبكرة بنرجع
حس زياد ان صوت ندى يائس ومو مثل الطبيعة ..خاف لا يكون فيها شي صاير وهي ماقالت له :: ندى انتي فيك شي ؟؟ صوتك مو عاجبني ؟
تلعثمت ندى وحاولت تبتسم :: لا زياد مافيني الا العافية بس انا قلت لك مشتاقة لكم ... الا انت قل لي وش اخبارك مع عذا ؟؟ لايكون مأذيهم وكل 24 ساعة عندهم
ضحك زياد :: لا وش دعوى انا اخوك تربيتك ثقيل وما اروح لهم الا في اليوم مرة
ضحكت ندى من قلبها :: لا يعطيك العافية بصراحة على هالإنجاز ... المهم وش اخبارها معك ؟
ابتسم زياد وهو يحس ان قلبه طاير من الفرحة لأنهم يتكلمون فيها :: تمام وكل شي فيها حلو ... والله ياندى كل يوم احبها اكثر من اللي قبله
ندى بشوي غيرة :: لا عاد شوي شوي اترك لنا نصيبنا
زياد بنبرة حنونه :: لا عاد انا ما اجحف بحق احد .. كل وحده فيكم لها نصيبها
ضحكت ندى :: الله يوفقك ياخوي ويسعدك
زياد :: واياك ان شاء الله وتجيبين ولد قبلي واجيب بنت وساعتها تترجوني ازوجكم بنتي وانا رافض
رفعت ندى حاجبها :: مسكين اصلا يحصل لك ولدي .. وهذا ان فكرنا اصلا نخطب بنتك الشيفة ...
ضحك زياد :: بنتي شيفة هاه .. نشوف بعدين وش بتسوين ؟
ضحكت ندى :: الا ماقلت لي ؟؟ وش اخباراها لحد الحين صيوحة
زياد بنبرة عتاب :: ندى وش صيوحة ذي بعد ؟
استغربت ندى دفاع زياد عنها لكنه في نفس الوقت اعجبها :: وانا صادقة زياد مو هي صيوحة ؟
ضحك زياد : الا والله ان جيتي للحق فهي صيوحه لكن صياحها مقبول بالنسبة لي ..
ندى :: ايه لنا الله .. لو انا اللي اصيح صياحها كان قدك رميتني في دارا الرعاية الإجتماعية ..
ضحك زياد :: طيب يالغيارة .. ياللا مع السلامة وسلمي لي على مشاري ...
ندى :: ان شاء الله يوصل وانت سلم على عمتي والجميع
زياد :: يوصل باذن الله ..
وسكر زياد عن ندى وهو من كل قلبه مبسوط برجعتهم للديرة لأنه فعلا اشتاق لندى واشتاق لسوالفه معها ... يعني وده يقول لها كل شي صار له مع عذا وكيف انطباعه عنها ....
-----------------------------------------------------------------------------

فتحت عيونها على نور الشمس اللي دخل عليها من شباك الغرفة ... سكرت عينها بسرعة لما عورتها اشعة الشمس لكن رجعت تفتحها شوي شوي .. حست بغربة المكان اللي هي فيه .. تلفتت حولها تحاول تتعرف على المكان ..لكنها انتبهت للأبرة اللي في يدها لما وخزتها ... وشافت أريج نايمة على الكنبة جنبها ...
استوعبت وينها فيه لما شافت الأجهزة حولها والغرفة الصغيرة ... تنفست بعمق وعيونها للسقف .. تحس بوهن في عظامها لكن هذا مامنعها انها تقوم من على السرير وتشيل ابرة المغذي بعيد عنها ... قربت من اريج وقومتها من النوم ...
فزت اريج خايفة :: خير عبورة صار لك شي تحسين بتعب ؟؟
ابتسمت عبير :: لا مافيني شي بس ياللا قومي بنرجع للبيت ..
قامت اريج ومسكتها :: أي بيت الله يهديك اصبري لحد مايطمنا الدكتور عليك
عبير بحدة :: انا اقول نرجع البيت ...
تتنهدت اريج :: عبير ترى مو وقت عنادك
عقدت عبير حواجبها وركزت عينها في عين اريج :: الا تعالي ؟؟ من جابنا للمستشفى ؟؟؟
بلعت اريج ريقها وتلعثمت :: وانتي وش عليك .. المهم اننا جينا ..
مسكتها عبير مع يدها :: مثل ماتوقعت .. ومن تلعثمتي تاكدت انه هو ؟؟ قولي لي أريج كيف تتجرأين وتسوين شي انا ما ارضى فيه ؟؟؟ يعني تستغلين ضعفي ؟
سحبت اريج يدها :: لأنك ماشفتي نفسك امس كان ماقلتي هالكلام ؟ بغيتي تموتين بين يدينا وتبغينا نجلس نتفرج عليك .. لا حبيبتي معليش اسمحي لي ان كنتي ماتعنين لنفسك شي فـ انتي تعنين لنا الكثير ... والا لايكون تبينا نتصل على راكان يجينا من جده والا نوقف ليموزين يجي يشيلك وينزلك مثل ماسوا هو ..
سكتت عبير وهي مطيرة عيونها في كلام اريج ...:: يعني تعترفين انك اتصلتي عليه وطلبتي منه يجي يودينا للمستشفى ؟؟؟ بينتي له اننا لازلنا محتاجين له ومحتاجين لخدماته ؟؟؟ حرام عليك يا اريج اللي سويتيه فيني والله حرام ...
مسكت اريج عبرتها وهي تتذكر شكل نواف وهو خايف عليها وهي الحين مو عاجبها :: عبير حرام عليك انتي ... والله لو شفتي كيف كان خايف عليك كان ماقلتي هالكلام ..
عصبت عبير :: انا مايهمني ولا يهمني خوفه علي او علينا كل اللي يهمني انك حطيتيني في موقف محرج معه وانا ما راح اسامحك عليه ..
اريج :: عبير كنتي بتـ ـ ـ ـ
قاطعتها عبير :: حتى لو شفتيني اتشهد والفظ انفاسي الأخيرة مالك حق تسوين شي انا لو كنت في وعيي كنت برفضه
مشت عبير وهي معصبة وفتحت الدولاب وطلعت عبايتها ولبستها بعصبية ،، حاولت اريج تمسكها وتمنعها على الأقل لحد مايشوفها الدكتور لكن عبير عصبت زيادة وكانت على وشك تدف أريج على الأرض .
طلعت من الغرفة وعلى طول اريج ضبطت عبايتها ولحقتها ...
مشت هي واياها في السيب كانت تحاول تمنعها تطلع برا المستشفى على الأقل لحد ماتعطي نواف خبر انهم طلعوا ...
وقفت عبير في وجهها :: اسمعيني انتي تبين ترجعين معه ارجعي انا لا .. ابعدي عن طريقي ...
مشت عبير وتركت اريج وراها تتوسلها توقف .. لكن عبير رافضة .. طلعت اريج جوالها وهي تركض وراها واتصلت بسرعة على جوال نواف ...
اريج :: شوف الحين احنا ماشين للبوابة الرئيسية بنطلع
نواف معصب :: وين رايحين زين انتظروا شوي لحد ما اجي ؟
اريج مرتبكة :: هذا هومربط الفرس هي ماتبيك تجي
عصب نواف :: مو على كيفها امسكيها وخليها تنتظرني غصب .
سكرت اريج منه ومشت مع عبير وكأنها ماسوت شي .. طلعو برا المستشفى وحاولت عبير تتفادى أشعة الشمس اللي سطعت في عيونها وعورتها .. وقفت بوسط الشارع وتنتظر سيارة اجرة تمر قريب منهم ..
انبسطت اريج لما شافت سيارة نواف متوجهه لهم وهي مسرعة ... والتفتت لعبير تعطلها شوي لحد مايدور نواف ويوصل لهم ...
وقف جنبها وفتح بابه ونزل ... تفاجأت عبير لما شافته واقف قدامها بشكله الجديد ...
صدق انه موظف براتب اكثر من رائع واحواله المادية تحسنت بكثير ... لكن شكله تغير ومابان عليه كل هذا،،، كل اللي شافته انه نحف زيادة وهالات سوداء زادت حول عيونه ونظرة غريبة تلمع في وسط عينه ...
نواف بصوت هادئ :: اركبوا بوصلكم ...
انتبهت عبير لنفسها وباصرار :: لا ....
رفع نواف حاجبه :: وليه لا ؟؟
كتفت عبير ايديها :: من دون ليه .. كذا بس انا مابي اروح معك اذا اريج بتروح تروح انا مامسكتها ...
صر نواف على اسنانه :: عبير اركبي خلينا نمشي .. يكفي انك طالعة من المستشفى بدون اذن خروج من الدكتور
ضحكت عبير باستهزاء :: يعني بتعرف مصلحتي اكثر مني ؟
تنهد نواف :: اكسروا الشر واركبوا
عبير وهي تركز على كلماتها :: أنا ـ ـ ـ ــ ما ابي ـ ـ ـ اركب ... فهمت ؟
تقدم نواف وبغى يسحبها من يدها لكنه انتبه لنفسه ولم قبضة يده ...:: استغفر الله
التفت لأريج :: اريج اركبي خليني اوصلك واتركيها هي هنا تنتظر اللي يوصلها
التفتت عبير عليه وبعدين طالعت في اريج اختها ...
نواف :: ياللا اريج اركبي ..
طالعته اريج تنتظر منه يفسر اللي يبيه ؟ يعني كيف يروحون ويتركونها ..
ابتسم نواف :: انا هذي سيارتي بتركب الله يحيها وان كان ماتبي بسلامتها ما اغصبها لكن انتي لازم تركبين لأني انا اللي موصلك هنا ...
طالعته عبير تستفهم :: وانا من اللي جابني هنا اجل ؟
سكت نواف وماحب يقول .
لكن اريج قالت :: قلت لك هو اللي جابك ..
عبير :: تستهبلون انتم ؟
اريج :: هو اللي جابك وهو اللي بيرجعنا .. ياللا عبير لاتصيرين سخيفة .
سكتت عبير وماردت ... مشى نواف و ركب سيارته وهو يحس انه مقهور على الأقل قولي شكرا ما اطالبك بالكثير ....
ركبت اريج وراه ... تنفست عبير بقهر ومشت مع الباب الثاني وركبت وهي كارهه انها تركب لكن وش تسوي مضطرة علشان توصل للبيت وخصوصا انها تحس بالتعب يرجع لها من جديد ...
قاطعهم نواف :: الحين بتخليني اضطر ارجع علشان يصرف لنا ادوية لك
عبير ببرود :: مو ضروري ترجع لأني ماراح آكل شي
نواف :: لا بتآكلين وتتغذين وتسمعين كلام الدكتور لأننا مانبي نشوفك على نفس حالتك اللي كنت عليها لما جبناك للمستشفى
عبير:: هي حالتي والا حالتك ؟؟
تفشل نواف لكنه كمل :: لا حالتك ...
عبير :: اجل خلاص مالك دخل فيها ...
ضحكت اريج غصب عنها وابتسم نواف لكنه كمل :: بس احنا مانحب نشوفك عليها
وانت مالك حق تعذبينا
طالعته عبير وهي رافعه حاجبها مستغربة من كلامه ...
شخرت تستهزأ وسكتت ورجعت تطالع العالم من وراء الشباك ................
-----------------------------------------------------------------------------
نزلت سحر وهي تركض من على الدرج ... متحمسة ومو قادرة تمنع نفسها من الوناسة .. اليوم بيوصل مشاري اخوها وندى من السفر وبتروح مع مصعب اخوها تستقبلهم في المطار ... شافت امها تدور في البيت وماسكة المبخرة في يدها ..
ركضت لها سحر وحضنتها مع خصرها :: احلى عليها ام مشاري كل هذا علشان مشاري بيوصل ؟؟
ابتسمت ام مشاري :: على بالك هو قليل ؟؟
لوت سحر بوزها :: ايه اصلا من عرفناك وانتي ماتحبين الا هو ..؟
ضربتها امها على راسها :: اعقلي يابنت وخلي عنك الخرابيط واطلعي بسرعة لمصعب ينتظرك برا في السيارة ..
سحر : وانتي مابتروحين معنا ؟
ام مشاري :: لا انا بنتظركم هنا ... ياللا بسرعة لاتأخرين اخوك
ابتسمت سحر :: اوكي ياللا سلام ...
حبت سحر امها على كتفها وراحت تركض طالعه من البيت ...
.
.
.
ركبوا زياد وعمته وعذا وسارة في السيارة متوجهين هم بعد للمطار يستقبلون ندى اللي بتوصل اليوم ان شاء الله راجعه من النمسا ...
كانت عذا راكبه وراه وجنبها سارة على طول ... وقدام امهم ..
ضحك زياد وهو يطالع من المراية الأمامية :: سارة ابعدي شوي عن اختك روحي للباب الثاني
ضحكت سارة وهي تلعب بحواجبها :: لا والله ماسويتها ؟؟ تبي تآخذ راحتك في المراية .. لا يابعدهم دا بعدك
ضحكت ام عبدالله وعصب عليها زياد وطلع عيونه لها في المراية وهو رافع حاجبه .. يعني فوق ما ان عيونه نظرتها حاده هو يحددها زيادة ...
بلعت عذا ريقها :: زياد خلاص
ماقدر زياد يمسك نفسه ومات من الضحك .. استغربت ام عبدالله سبب ضحكه لكن سارة طالعت في اختها وضربتها على كتفها :: الحمدلله والشكر يخوفها بنظرة
التفتت لها عذا وهمست :: سارة الله يخيلك لا تتمشكلين معه
سارة : لا والله وش قالوا لك عني .. مشكلجية
ام عبدالله بصرامة ..:: سارة اجلسي بهدوء
لوت سارة بوزها :: ان شاء الله
وسكت الجميع تعلوا وجوههم ابتسامة رضا عن حياتهم وواقعهم اللي يحسونه صار أحلى بكثير ....وكملوا طريقهم للمطار .........
.
.
.
في صالة العودة ... وقفت سحر ومصعب ينتظرون مشاري وندى يطلعون ...
وفي خلال دقائق كانوا زياد والجماعة اللي معه واصلين للصالة نفسها ...
طلع اول شي مشاري وهو شايل الشنطة بيده و وراه ندى تمشي بهدوء ...
ابتسم مشاري لما شاف اخته واخوه ... وتقدم لهم ...
انتبه لهم زياد والتفت لعمته :: هذولا هم وصلوا .. بس شكل عيال عمي واصلين قبلنا
التفتت على طول سارة لعذا وكذالك عذا التفتت لسارة ..بس ماعلقوا وإنما التقت عيونهم ..
تقدمت ام عبدالله وزياد أما سارة وعذا مشوا وراهم ..
سلمت ندى على سحر وحضنتها بشوق ... لكن لما طاحت عينها على زياد وهو يتقدم مبتسم وعلى يمينه عمته ماقدرت تستمر في حضن سحر تركتها وراحت لأخوها وهي دموعها واشواقها تسبقها ...
عقد مشاري حواجبه وين بتروح ..؟؟؟ بس لما شاف زياد ابتسم وتركها براحتها
التفتت سحر لما نطقت ندى باسم اخوها ...
وشافته ...
شافت زياد ... حب طفولتها ومراهقتها وشبابها واقف بعيد عنها وقدام عيونها ..
لكنه هالمرة مختلف وغير .. والسبب لأن زوجته واقفه على يمينه بكل ثقة ودلع ... وهي عارفه ومتأكدة ان زياد في هاللحظة يحب ويعشق الإنسانه اللي اختارها تكون شريكة حياته وترتبط باسمه من بين كل البنات اللي حوله ...!!
كذا بسهوله تروح لواحد ثاني .... قدام قلبي وعيني أيـــــــــــدك ابيده
كذا بسهوله تسويها وتنسانـــي .... طيب وانا والهوى واغلى مواعيده
الله يجازي تقهرني وتجفـــاني .... ذوقتني عبره ودمـــــــــعه وتنهيده
مافيني امشي طريق الحب وحداني .... وأعيد موال ذابحني بتنكيده
كنت انت ليتك تعرف اش كنت يالجاني .... كنت الغلا والحلا في سعده وعيده
كنت الغريب الحبيب القاصي الداني .... اللي تلويت في قربه قبل جيده
كنت الاخير المرير بوسط وجداني .... اللي اذا قلت او غنيت أنا ميده
عشانك اللي يخصك صار من شاني .... واللي نقص من غلاك بعمري أزيده
خليتك الصوت والباقي كتماني .... لصوتك الحب في حبه وتغريده
الحزن واجد يا كثر الهرج وأحزاني .... وما يسمج الهرج غير كثر ترديده
مبروك من قلبي ومبروك بلساني .... مبروك والله يهني سعيد بسعيدة

لفت بوجهها تحارب دمعتها ...
أما ندى فـ على طول طاحت في حضن اخوها تصيح وتصيح .. اول شي كان يقول يمكن مشتاقة لي لكن بعدين شك في الوضع وخاف من صياحها .. بعدها عنه وطالعها :: ندى وش فيك ؟؟ ماصار هذا كله شوق ...
رفعت ندى عينه :: معليش آسفة احرجتك بس والله ماتعودت ابعد عنك ..
ضحكت عمتها :: طيب على الأقل سلمي علينا ...
تقدمت ندى وسلمت على عمتها وبعدين سلمت على البنات ...
انتبه زياد لمشاري وراح له يسلم عليه ... تصافح معه وخذه بالأحضان ولفت انتباهه ان مشاري كان مركز على ندى و لما التفت على مكان ندى شافها تسولف مع عمته .
مشى الموضوع عادي ... سولف شوي مع مشاري وعقبها راح لندى :: ياللا بوصلكم معي ..
تنهدت ندى :: ياليت ينفع بس مصعب وسحر جايين وبنرجع معهم
نطت سارة:: طيب هم ياخذون اخوهم و احنا ناخذك معنا
ضحكت ندى :: زين قولي هالكلام لمشاري ..
سارة بجنتله :: بس...........؟؟ ولايهمك ..
توها بتروح و مسكتها امها مع ظهرها ..:: سارة اركدي عاد ترى هذا مشاري مو لعبة ..!
ضحك زياد :: حرام عليك ياعمة لو يسمعك بيحس نفسه دراكولا ..
استحت ام عبدالله من ندى :: مو قصدي بس يعني اننا ما نمون عليه تروح ترز وجهها قدامه ..............!
سكتت ندى وماعلقت وعذا طول الوقت وهي متوترة لأنها تشوف سحر ومصعب واقفين قريبين منهم وتحس بنظرات سحر اللي تخطفها كل شوي على زياد وهذا الشي ضايقها ...
تنهدت ندى وهي تشوف مشاري يأشر لها انهم بيمشون ... سلمت على عمتها وودعت البنات ..
ام عبدالله :: لاتنسين ترى ننتظرك اليوم او بكرة .. زين
ابتسمت ندى :: ولايهمك يالغالية بكرة ان شاء الله انا عندكم ..
ابتسمت عذا :: ننتظرك بشوق علشان تسولفين علينا ...
عقدت ندى حواجبها :: الا تعالي ماطلعت نتيجتك ؟
لوت عذا بوزها :: ياحبكم لهالطاري اللي يعور القلب ؟
ضحك زياد وتقرب منها وحط يده على كتوفها :: لو سمحتوا لا أحد يسألها هالسؤال لأنه ينكد عليها .. بس معليش هالمرة انا بجاوبك يا ندى نتيجتها بتطلع بكرة
ضحكت ندى :: زين الله يوفقك ..
راحت ندى لسحر ومسكتها بشوق وراحت تسولف معها بينما مشاري ومصعب سبقوهم ..
أما زياد فـ مشى مع عمته وبناتها بيطلعون من المطار ...
وقبل لايطلعون ماقدرت سحر ماتدور بعينها عليه ... وطاحت عينها وهي تشوفه يلف يده على عذا ويبعدها عن الزحمة اللي عند بوابة الخروج ... غمضت عينها في لحظة وتخيلت شكلها هي اللي مكان عذا جايين كلهم يستقبلون ندى ومشاري .. كان اكيد فرحتها بتكون مضاعفة ..
فتحت عينها والتفتت لمشاري وشافته حتى مو معبر ندى .. ضحكة باستهزاء على سخرية القدر .. هذا وشلون يسوي بخطيبته وهذا اللي ندى زوجته كيف يسوي معها متجاهلها من وصل وكأنها شي مايخصه ....؟
حانت منها التفاتة اخيرة لما توجهوا يركبون السيارة ..
وشافته يضحك بعمق مع عذا اللي تمشي معه بينما عمته وسارة متقدمينهم ...!!
شي غريب سرى في قلبها ...!!
وأحاسيس مستنكرة استوطنت خلاياها ...!!
كانت عيونها تنطق بكلمات غريبة ...!! وفي نفس الوقت تحمل من الإصرار الشي الكثير ...
---------------------------------------------------------------------------
في اليوم الثاني ،، وبعد المغرب كانت ندى وصلت لبيت عمتها ... وطبعا مشاري ما وصلها جت هي وزياد مع بعض وتعذرت من زياد ان مشاري تعبان شوي وهو أصلا من الصبح ماشافته ولا حبت تتصل عليه وتقول له تعال وصلني لأنها من تزوجته وعلاقتها معه رسمية وفي بالها مستحيل بتطلب منه شي او تحتاجه مادام تعامله معها بهالصورة ...
دخلت للصالة وشافت عمتها والبنات كلهم مجتمعين وينتظرونها سلمت عليهم كلهم وبعدين التفتت لعذا :: عذا ترى زياد هو اللي موصلني ان كنتي بتطلعين تسلمين عليه ؟؟
شهقت عذا :: مستحيــــــــــــل ..
لمياء :: ليش ان شاء الله ؟؟
عذا :: ابوي واسامة عنده .. وولد خالك ما يقدر هالشي اللي في راسه يقوله من دون مايعبرني ؟؟
ضحكوا كلهم عليها وهم يشوفونها تعاني منه ...
سكتت عنها ندى وماعلقت والتموا كلهم حول بعض وبدوا يسولفون .. ويسمعون مغامرات ندى ...
ام عبدالله :: إلا ماقلتي لي وش اخباره مشاري معك ؟؟
ابتمست ندى تداري :: الحمدلله .. طيب وحبوب وماتوقعته كذا
ضحكت ام عبدالله :: قلت لك انا لاتحكمين عليه على انه ولد عمك ومالك احتكاك مباشر معه
هزت ندى راسها وما تكلمت ..
قامت ام عبدالله : انا بطلع اشوف زياد ... (( والتفتت لعذا )) بتروحين معي ؟؟
شرقت عذا بالقهوة .. وضحكت ندى :: يا الله للحين تستحين ؟؟ وش بتسوين بكرة اذا تزوجتوا ؟
غصت عذا :: تكفون لاتطرون هالسيرة ؟؟
ضحكت سارة :: اولها كنا بنتيجتك والحين بطاري زواجك ؟
التفتت ندى على طول لعذا :: ايه صح مبروك النجاح نسيت ابارك لك ؟
رفعت عذا حاجبها :: توك تذكرتي ؟
ضحكت ندى :: والله كنت ببارك لك بس مدري وش نساني ؟
سارة بخبث :: اكيد ابو العيال مآخذ عقلك ..
ضحكت ام عبدالله :: انا بروح لو جلست معكم دقيقة ماراح اطلع وبيروح زياد
ندى :: لا لاتخافين بيتعشى معنا
هزت ام عبدالله راسها والتفتت لسارة :: سارة قومي شوفي مهند يبي يلعب بالبلاي ستيشن ركبيه له ..
نقزت سارة مبسوطة ان امها واخيرا سمحت لهم يلعبون به من جديد عقب ماعاقبتهم ورفعته عنهم :: ان شاء الله ابشري..!
ضحكوا عليها البنات والتفتت ام عبدالله رايحة لمجلس الرجال .. اول ماطلعت ام عبدالله لفت لمياء لندى :: ندوش وش فيك ؟؟ وجهك مصفر وناحفة وانا اخبر اللي تتزوج تتحسن نفسيتها ؟؟
ضحكت ندى :: يمه منك مادري وشلون تكتشفين ؟؟
عذا :: لاتخافين عليها .. هذي عندها حاسة ثامنة مو سادسة
لمياء :: لاتغيرون الموضوع .. من جد ندى انتي مرتاحة مع مشاري ؟؟ والا وش قصتك معه ؟؟
نزلت ندى راسها وماقدرت على طول نزلت دمعتها .. من عندها تشتكي له علشان يواسيها .. إذا اقرب وحده لها سحر مشاري اخوها ... اجل من بتروح له ومن بتفضفض له علشان ينصحها ويوجهها ...
خافت لمياء :: ندوش شفتي ان فيك شي ؟؟ انا حاس قلبي انك مو مرتاحة .. تكلمي حبيبتي قولي وش اللي مضايقك ؟
ندى وسط عبراتها :: كل شي يالمياء كل شي ؟
ابتسمت لمياء :: لا تبالغين ندى ... ترى هالوضع طبيعي .. يعني لازم بتعانين في البداية لكن بعدين كل شي بيكون تماام ... يعني احمدي ربك على الأقل ان اهله اوكي معك واخته مثل اختك..
ضحكت ندى تستهزأ :: وانا وش بستفيد من اهله اذا كان هو مو أوكي ؟؟
عقدت لمياء حواجبها :: كيف يعني مو اوكي .؟
انهارت ندى :: مادري وشلون اشرح لك يالمياء مادري شلون ؟؟
تقربت منها لمياء و مسكتها من كتوفها :: استهدي بالله يا ندى وريحي نفسك ؟
تنهدت ندى وهي تمسح دموعها وطالعت في لمياء :: لمياء قولي لي وشلون اعيش مع واحد مايبغاني ؟؟
برزت عيون لمياء :: كيف يعني مايبغاك ..؟ هو قال لك كذا ؟؟
هزت ندى راسها :: لا ........ بس تصرفاته تقول ..
سكتت لمياء وتركت ندى على راحتها تتكلم ...
بعد ثواني كملت ندى :: اجل تخيلي قد سمعتي واحد يوم زواجه ينام بالصالة ؟؟
رفعت لمياء حواجبها :: نعم ؟؟؟
ابتسمت ندى تتطنز :: اللي سمعتيه ؟؟ دخلنا من الجناح وتركني وراه دخل الغرفة بدل ملابسه وطلع وبكل برود قال :: انا بنام في الصالة
ماقدرت لمياء ما تضحك ... لكن عذا ابتسمت وحست انها تحس بالقهر لندى
كملت ندى :: والله يا لمياء تخيلي ؟؟
تنهدت لمياء :: معليش ندى هالكلام مؤقتا بس صدقيني بعد فترة بيرجع احسن من اول ...... (( وغمزت لها )) صح ؟؟
هزت ندى راسها :: للأسف لا .....!
ركزت لمياء نظراتها في عيون ندى وباستفهام :: ندى ؟؟
نزلت ندى راسها وبصوت واطي للمياء :: والله انا وهو مثل ماكنت انا وزياد ؟؟
شهقت لمياء :: منك ؟؟
صاحت ندى :: وانا وش علاقتي هو اللي يتعامل معي وكأني موظف عنده في الشركة .. يعطي اوامر وبس ...... حتى مايناقشني في شي واصلا ما يفتح فمه معي ويسولف ؟؟
قامت عذا من عندهم لأنها حست نفسها ماتقدر تجلس اكثر وتسمع ندى تحكي معاناتها مع هالمشاري ... وبعد حست انها احرجت ندى ..
طالعت لمياء في عذا لما طلعت وبعدين لفت لندى :: انتي من جدك ؟
هزت ندى راسها ... وسكتت وماحبت تعقب على الموضوع اكثر من كذا .
وسكتت لمياء تاركتها على راحتها ......................!
------------------------------------------------------------------------------

جلس ابو مشاري بعد ما انتهى من ترتيب اوراقه وحوسته وكانت قدامه ام مشاري تطالع التلفزيون في جناحهم الخاص ...
ابو مشاري :: بكرة رحلتكم أجل ؟؟
هزت حصة راسها :: ان شاء الله الساعة 8 الصبح ..
تنهد ابو مشاري :: ترى حجزت لسحر عند الدكتور البرت اللي راحت له عمتي السنة الماضية عاد مدحه لي ولدها ويقول ان شاء الله انه ممتاز ...
ام مشاري بأسى :: الله يعين .. والله ما كسر خاطري غير هالبنت ... اخوانها وعيال ويشيلون انفسهم لكن هي لا ... احس كلما اشوفها قلبي ينقبض عليها ..
سكت ابو مشاري شوي وعقب قال :: انا هاليومين كلها وهي مو عاجبتني احسها ضاعفة وما عادت نفسيتها مثل أول ..
أكدت ام مشاري :: وانت صادق ... حتى يوم انها طلبت مني هالسفرة ماقدرت اردها وقلت بكيفه زواج ولد اخوك ابارك له بالتليفوون وبكيفه ...
كشر ابو مشاري بوجهه :: مو مهم حضوركم .. باركوا له وخلاص ...
ام مشاري :: كان ودي احضره والله علشان ندى لكن وش اسوي سحر اصرت علي الا نسافر على هالرحلة اللي قبل زواجه ...
سكت ابو مشاري وكأنه يفكر بصمت وعينه مركزة على التلفزيون ... ويا خوفنا من اللي يخطط له ..
بعد وقت قصير وهو يطالع التلفزيون التفت لأم مشاري :: حصة .........!!
التفتت له ام مشاري :: هلا ؟
ابو مشاري وهو عاقد حاجبه :: ما حسيتي ان سحر متحمسة أوخاطرها تحضر زواج زياد ؟
ضحكت ام مشاري :: بالعكس احس انها حريصة انها ماتحضر ..
هز ابو مشاري كتوفه :: غريبة مع انها تعز ندى ؟
ام مشاري :: انا مثلك استغربت ..
ابو مشاري وحب يتأكد من شكوكه :: طيب ماقالت لك وش اسبابها ؟؟
هزت ام مشاري راسها :: ما استفسرت منها لكنها تقول طفشانة وتبي تسافر في اقرب فرصة..!!
ابتسم ابو مشاري وهو فاهم بنته ... وعارف وش اللي في قلبها واللي غيرها عليهم فجأة ... تنهد ورجع يطالع التلفزيون ,, وام مشاري استغربت اسألته لكنها مااهتمت ورجعت تطالع معه التلفزيون وسكتوا الأ ثنين ..
لكن الأكيد ان صمتهم مختلف ....!!
---------------------------------------------------------------------------
بفستانها الأبيض الفرنسي المشكوك ... وبطرحتها الخليجية البيضاء اللامعة بالفضي ... وقفت عذا في بداية الممر في الزفة ... والأنوار كلها مسلطة عليها ... كانت ترتجف وخايفة لكن سارة ولمياء اخواتها واقفين وراء المصورة ويشجعونها علشان ماتصيح ...بسم الله عليها كانت ملاك ... بياضها الطفولي .. وشفايفها القرمزية .. وجهها الدائري و غمازتها وطولها المتوسط ونحافة جسمها وفستانها اللي مناسب جسمها وشكلها وكأنه مصمم خصيصا لها ... مخليها أحلى عروس في الرياض ..
لفتت انتباه كل الحضور مع انها ماكانت مضرب مثل للجمال المبهرج ... لكنها تملك مقومات الجاذبية ...
كان الممر من بدايته لنهايته مرصوص عليه اقواس ورد التوليب الأبيض ... وكانت عذا تمشي من تحته بفستانها الأبيض المشكوك .. فكان المنظر اشبه مايكون بقصة رومانسية من اساطير الأغريق وعذا نفسها كأنها ملكة هالقصة ..
أمها وندى واقفين على المنصة ينتظرون وصولها .. كانت ام عبدالله ماسكة نفسها لاتصيح مع ان المشهد يقطع قلبها وفوق هذا الحان الزفة الهادية والحزينة في نفس الوقت و اكتفت بالدعاء ان الله يوفقها .. التفتت ندى لعمتها وهي تضحك :: وين هو زياد يجي يشوفها والله ان يآخذها ويطلع ويلعن الساعة اللي سمع كلامكم فيها وخلاها تسوي زفة ..
ضحكت ام عبدالله :: كان لازم يقتنع من متى وانا ودي اسوي زفة لوحده من بناتي . (( عقدت ام عبدالله حاجبها )) الا وين بيت عمك ماشفتهم ؟
ابتسمت ندى متفشلة :: اليوم سافروا ...
ام عبدالله مستغربة :: طيب ليه ماصبروا وحضروا الزواج ؟
هزت ندى كتفوفها :: والله مادري عنهم ياعمة ..
التهت ام عبدالله عقب هالكلمة بوصول عذا للمنصة ... وابتعدت شوي عن ندى علشان تساعد عذا تطلع الدرج .. اما ندى فـ تنهدت بحزن وراحت مع عمتها ...
بعد ماوصلت للمنصة وجلست .. ارتبشوا البنات كلهم اللي ترقص واللي تصور معها ... وبعد ساعة تقريبا ... عزفت الألحان مرة ثانية تعلن خروج عذا من القاعة ,, وما دخل زياد للقاعة لأنه اصلا من البداية رافض فكرة الزفة " يبدو لي انه خاف عليها "...
طلعت عذا ومعها امها واخوتها وندى وراحوا للغرفة المخصصة للعروسين ..
دخلت عذا وهي خلاص تحس نفسها مشحونة وودها تصيح .. مسكتها لمياء من يديها :: لا أرجوك لاتصيحين ... الحين بيدخل زياد ...
شهقت عذا وحطت يدها على فمها :: لمياء تكفين قولي لأبوي لايدخلون
ضحكت ندى :: اتحداك مايدخل زياد ... الحين هو ناوي يجي يآخذك من العصر وانتي الحين ماتبينه يدخل ..؟؟
عذا وهي تحارب دمعتها ::طيب خلكم معي ...
تقدمت ام عبدالله وهي تصيح وحضنت عذا :: أنا بجلس معك حبيبتي لحد ماتروحين ماراح اتركك..!
ماقدرت عذا تتماسك وفجأة دمعت عينها ... صرخت سارة :: يمه لا .. لاتخلينها تصيح .. زياد في الطريق الحين بيدخل ..
ابتعدت ام عبدالله ومسحت دمعة عذا بطرف منديلها ورتبت شكلها وخلتها توقف لأنهم سمعوا صوت ابو عبدالله بيدخل ... التفوا البنات بعباياتهم وتنحنح ابو عبدالله وهو يتقدم .. صفرت سارة لما شافت ابوها بالمشلح الأسود وكاشخ :: أحلى يبه حسبتك المعرس على هالكشخة ..
ضحك ابو عبدالله :: يعني شكلي يصلح اصير معرس ؟
هزت سارة راسها ::/ أكيد والا فيها بعد ؟؟ وش فيه زياد احسن منك ..
ابو عبدالله :: خلاص ادخلي تنقي لي وحده من اللي في القاعة
لمياء :: لا والله اللي ماسويناها .. اصلا وين بتلقى احسن من امي لو لفيت الدنيا كلها
ضحك ابو عبدالله والبنات الا عذا اللي كانت متوترة وبالقوة قدرت ترسم ابتسامة خفيفة على وجهها .. حست بالدم جمد في عروقها لما دخل زياد وهو منزل راسه وعلى يمينه أسامة أخوها ... كان زياد بيوم زواجه فارس أحلام نص بنات السعودية ... يعني عذا حمدت ربها انه ماطلع للقاعة وشافوه البنات ..
كان طويل وعريض ... وبملامح جذابة ووسيمة .. عيون سوداء واسعة ونظرتها حادة .... وسمار بشرته البرونزي مسوي له لوك أكثر من جذاب .. ممكن نقول عنه آسر ... كان مبتسم بخفيف وفي عيونه نظرة ارتباك وفي يده رعشة غريبة اكيد من الإحراج والخوف لأنه مقبل على حياة جديدة ... مسك المشلح بيده وهو يحاول يكح بخفيف علشان يضبط صوته وتروح الغصة اللي في حلقه من الربكة و تقدم من عذا قبل الكل .. وكانت الأخيرة منزله راسها وفي حرب ضروس مع دمعتها ..
رفع راسها بأطراف اصابعه وواجهها بعيونه اللي كانت تحكي الكثير لكنه شفهيا اختصره لما قال (( مبروك )) ... وتقدم منها وحبها على جبهتها ..
زغردت لمياء وندى لكن سارة واللي ماكان احد متوقعه منها كانت تصيح بصمت وحاسة بلوعة في قلبها على عذا ..
تقدمت ام عبدالله وسلمت على زياد وعذا ... وتقدمت ندى كذلك ولمياء واسامة والكل تقريبا .. وفي الأخير تقدم ابو عبدالله وهو عينه تدمع غصب عنه .. ومن شاف عذا على طول سلم عليها لكن ماقدر يمسك نفسه وحضنها .. صاحت عذا على كتف ابوها بصمت .. لكن ابو عبدالله ابعدها عنه وابتسم بحلاوة .. :: مبروك حبيبتي الله يوفقك ويهنيك ...
عذا وهي تمسح دموعها :: الله يبارك فيك يبه...
ابو عبدالله :: طيب قولي عقبالك ..
ضحكت عذا :: لا والله ......!!
ضحك ابو عبدالله وكلهم .. وفي لحظة بانت الجدية في عيونه والتفت لزياد :: زياد يالغالي ترى هذي عذا أمانة في رقبتك .. حطها في عيونك ولا تزعلها ... ولا تخليها تجيني في يوم تشكي ظلمك والا أي شي مو عدل منك...
هز زياد راسه :: ياعمي لاتوصيني عليها .. انا اخاف عليها اكثر من نفسي
هز ابو عبدالله راسه وتقرب من زياد يساسره ::تراها دلوعة حبتين لكن قلبها طيب تزعل بسرعة لكن تسامح بسرعة ... وعاد انت لاتمصخها معها وكل شوي تزعلها .. وبعدين لو كانت سارة كان ابوصيها هي عليك مو انت .. لكن هذي عذا وانت عارف وش كثر حساسة وماتتحمل شي....
زياد بتنغيز :: اعرفها واعرف عمتي ..
ابو عبدالله :: الظاهر ان نصيبنا واحد في الدنيا يعني انا اتوقع انك بتتوفق وبيرزقك ربي ثلاث بنات وولدين..!!
ضحك زياد :: لا الله يخليك انا مابي بناتي مثل بناتك ولا عيالي مثل أسامة
عقد ابو عبدالله حاجبه :: هذا وانا توني ماعطيتك بنتي وخذتها
انتبه زياد :: لالا اذا بيصيرون مثل عذا معليش لكن سارة واسامة اسمح لي ..
ضحكوا اثنينهم ورجعوا للبقية اللي كانوا واقفين يسولفون مع عذا.
ابو عبدالله :: ياللا عذا مع السلامة وانا ابوك والله يوفقك ...
عذا :: يبه بتروح ؟؟
ابو عبدالله مبتسم :: ابروح اشوف معازيمي ...!
سلم عليها وحبها وخذ اسامة في يده وطلعوا ...
التفتت ام عبدالله لعذا وسلمت عليها :: ياللا حبيبتي اتركك شوي مع زياد . لايقول بعدين أننا خربنا عليه ليلته ...!! (( وابتسمت ))
عذا وهي خايفة :: يمه مو قلتي بتقعدين معي ؟
ضحك زياد :: عجزت وانا اقول لك اني مو متوحش ...
ضحكوا البنات وسلموا على عذا وطلعوا كلهم مرة وحده ... وبقت عذا وزياد بروحهم وأخيرا ....!!!
بلعت عذا ريقها من شافت أخر وحده من أهلها واللي هي سارة تطلع وتسكر الباب وراها ... وحست بيدها بدت تعرق ...
اما زياد فـ كان نفس الشي مستحي وما يعرف وشلون يتصرف ..
لكنه بعشوائية ولما ترك لمشاعره المجال انها تتصرف مثل ماتبي ارتفعت يديه ومسك عذا مع كتوفها وخلاها تواجهه ... استمر يطالعها لحد مارفعت عينها له غصب عنها من حدة نظراته اللي كانت تحس فيها وانها بتحرقها ...
ابتسم لها لما شاف خدودها توردت ::
إن كان تسأل من على الروح أغليت ؟!
أغليت لي أثنين في وسط عيني
أبـــــــوي وأمــــــــي
في غلاهم تماديت
لي حق أفخر في غـــــــــلا والديني.....

والثالث أنت...
عقبهم بالغلا جيت
ياللي غلاك استقر
وســــط قلبي وعيني...
ابتسمت عذا بخجل :: للحين وانت شاعر؟؟
ضحك وهو يسمح على خدها بطرف اصابعه :: انا من شفتك وارتبطت فيك انقلبت موازيني صرت شاعر و سباك وراعي بنشر بعد ...!!
ضحكت عذا وبان تقويمها :: حرام عليك الحين انا خليتك تصير راعي بنشر ..؟
سكت ومارد عليه ... كان يطالعها وهو ساكت لكن عيونه تعبر عن كل شي بخاطره ويدور في راسه .. استحت من نظراته ونزلت عينها على طول ...!
لكنه ماسمح لها وعلى طول رفع وجهها له :: تصدقين والا مثلي مو مصدقة ؟
عقدت حواجبها :: وش اصدق ؟
ابتسم زياد وهو يقرب راسه لها وكأنه يهمس في أذنها :: انتي .... صرتي .... زوجتي .... (( وكان يأكد على كل حرف ينطقه ))
استحت عذا ونزلت راسها ...
ضحك زياد وتفاجأ لما انفتح عليهم الباب وكانت لمياء داخله ومعها المصورة والخدامات جايبين كيكة الزواج والعصير ... ومن شافها عرف أن هالأثنين هم اللي بيجيبون آخرته يا لمياء يا أسامة ؟؟؟
----------------------------------------------------------------------------

بعد الظهر ...
وقريب من الساعة وحده ...
فز زياد من مكانه وهو يحس نفسه متكسر ... طالع الساعة جنبه وحصلها متأخر عن صلاة الظهر ... التفت على يمينه وما لقى عذا ... عقد حواجبه مستغرب لكنه مااهتم يعني وين بتروح .. قام من على السرير وعلى طول للحمام تغسل وطلع وفرش سجادته يصلي ..
قام من مصلاه ودار بنظره في الغرفة يدور عليها .. لكنه ما حصلها ..
يعني وين بتروح ؟؟ اصلا مالها الا غرفة النوم او الصالة ؟؟ خصوصا انه مآخذ له جنااح في الفندق علشان اول يوم زواجه ..
ابتسم وطلع للصالة يشوفها ... نغزه قلبه لما شافها متكورة على نفسها في زاوية الكنب وتصيح بصوت يقطع القلب ... خاف وش اللي ممكن يكون فيها ؟ ويصيحها في ثاني يوم من زواجها ...؟
تقدم لها وهو يسرع بخطواته وجلس قدامها على ركبه :: عذا .. وش فيك ؟
لكنها ماردت واستمرت تصيح وهي دافنه وجهها على رجولها وضامتهم ..
مسك زياد يدها وابعدها عن وجهها :: حياتي قولي لي وش فيك ؟؟ وش صار لك ؟؟
صرخت عذا بصوت مبحوح :: زياد بعد عني ..
زياد وهو مصدوم من تفكيره اللي وصّله لسبب مخيف :: ليه وش سـ ـ ـ ـ
قاطعته وهي ترفع راسها :: بعد عني ولا تقول كلمة زيادة ..
انكسر خاطره زياد عليها لما شافها مغرقة نفسها بالدموع ووجها احمر من الصياح وعيونها غرقانة ... لكن قلبه نغزه وعوره من اللي ممكن يكون مأثر في عذا بهالصورة ... يعرفها حساسة وما تتحمل شي ...!!وبينه بين نفسه لعن روحه وسبها لأنه خلاها تصيح في بداية حياتهم .....!!؟
قام من مكانه وجلس جنبها وحاول يحضنها لكنها ضربته على صدره وابعدته عنها
عذا :: بعد عني قلت لك انا ما احبك والله ما احبك ....؟
ابتسم زياد من وراء خاطره :: طيب ليش عاد ؟؟ انا وش سويت ؟
قامت من مكانها وهي تتأفف :: أوووووووووف الظاهر انا اللي بروح
قامت من عنده وهي تركض واختفت عن عيونه لما دخلت غرفة النوم ...
تنهد زياد وغمض عيونه ورفع راسه :: يا إلهي صبرني..
توه بيقوم من مكانه يلحقها ويشوف وش اللي يقدر يسويه ويريحها لكن دق جواله ...
رجع للكنب ورفع جواله من عليه وابتسم لما شافها ندى ...
زياد :: هلا والله السلام عليكم
ضحكت ندى :: وعليكم السلام هلا بالمعرس وغلا..
جلس زياد على الكنب :: يا هلا بك انتي ...
ندى :: لايكون ازعجتك زياد .. ترى آسفة
زياد حب يغايضها :: وش ازعجتيني ؟؟ اصلا انتي طول عمرك مزعجتني حبكت اليوم صباحيتي ماراح تزعجيني ..؟
عصبت ندى :: والله اني ما كنت ناوية اتصل عليك عارفة انك بتهزأني بس وش اسوي بعمتي اصرت علي انا اللي اتصل...
ضحك زياد :: ولايهمك ما دام عمتي في السالفة ..
ندى :: ايه لنا الله ... المهم وينكم تأخرتوا ...؟ ماراح تجون ؟
زياد وهو يتذكر عذا ومأساته :: الا ان شاء الله بس مو الحين بنمركم قريب العصر
ندى :: يعني ماننتظركم على الغداء ؟
زياد :: لالا انتم تغدوا احنا بنتغدى في الفندق ونجيكم ..
ابتسمت ندى :: زين يالغالي ننتظركم .. مع السلامة وسلم على عذا
تنهد زياد :: يوصل ان شاء الله ..
قبل لايسكر زياد كان وده يقول لندى عن سالفة عذا وكيف يتعامل معها لكنه تراجع في الأخير وماقال شي وسكر عن ندى ورمى جواله على الكنبة ,, وراح لغرفة النوم يواجه مصيره المحتوم ويجرب قدراته وه هي تنفع مع عذا او لا ؟؟؟
أول شي حصل الباب مسكر ... تنهد بملل وتقدم له يفتحه بهدوء .. والحمدلله ماصار مقفول ... طل براسه من فتحة صغيرة وشافها جالسه على طرف السرير ومعطيه الباب ظهرها ..
فتح الباب ودخل وتقدم منها بخطوات خفيفة ماتصدر صوت ... جلس جنبها بهدوء لكنه ماطالعها ولا رفع عينه عن الأرض ... حط يديه في حجره وعيونه عند رجوله :: وش صار لك منهارة وتصيحين ؟؟؟ انا زعلتك بشي ؟؟
عذا وهي تشهق من الصياح :: زيـ ـ ـ ـ زياد ابغـ ـ ابغى امي وابوي
رفع زياد عينه وهو وده يضحك :: نعم ؟؟ من تبين ؟
عذا وزاد صياحها لأنها حست فيه يستهزأ :: زياد ترى انا ما احبك والله ما احبك ابي امي وابوي .. الله يخليك ..
مسك وجهها بيديه وحاول يهديها :: طيب ماتحبيني وعرفناها ؟؟ تبين امك وابوك ليش ؟؟
عذا وهي تحاول تتماسك :: ما ابغاهم يروحون .. ابي اروح معهم ؟؟
عقد زياد حواجبه :: وين بيروحون هم طيب ؟
عذا :: بيروحون ألمانيا عند ابوي انتداب هنـ ـ ـ هناك 6 شهور
ضحك زياد بخفيف :: وانتي توك تعرفين ؟؟؟ من قال لك ؟؟
زادت شهقات عذا ودموعها :: أمي قالت لي ... وقالت لي انك تدري وما قلت لي وانت اللي طلبت منهم مايعلموني زياد ما احبك والله العظيم اكرهك ...!
وزادت شهقاتها ...ضحك زياد وهو يحبها مع جبهتها وانفرجت اساريره من عرف اسبابها يعني مو اللي طرى على باله ..!:: طيب هدي نفسك شوي ... !
عصبت عذا وحاولت تبعده عنها وتدفه مع صدره ::اقول لك امي وابوي بيسافرون .. وبتروح معهم سارة واسامة .. وانت تقول لي هدي نفسك ؟؟؟
زياد بهدوء :: بس فيه لمياء هنا موجودة بالسعودية ماراح تروح .. وفيه جدك وجدتك ..!! صح والا انا غلطان ؟؟
طالعته عذا وهي ساكتة تنتظر وش بيتوصل له ..
كمل زياد :: وفيه انا ... لو كنت انا اشكل لك اهمية ؟؟
نزلت عذا راسها وهي لازالت تصيح :: بس امي وابوي مو موجودين ؟؟ والله حرام يعني اذا رجعت القاهم راحوا ..؟
ابتسم زياد بألم وبان الحزن في عيونه :: لكن نقدر نقص تذاكر على أول رحلة لألمانيا واركب انا وانتي الطيارة ونزورهم ... وتشوفينهم!!!
صاحت عذا زيادة :: انت قلتها يعني لازم انغث علشان اشوفهم وهذا اصلا ان فضيت انت توديني هناك وماقلت عندي شغل ...
زياد والغصة في حلقه :: لكن في النهاية تقدرين تشوفينهم ؟؟؟ تقدرين تكلمينهم وتسمعين على الأقل اصواتهم ؟؟ فيه لك معهم ذكريات ؟؟ تتذكرين شكل أمك وتعرفين ملامح ابوك ؟؟ وسفرتهم هذي مؤقتة يعني فترة وبيرجعون ؟؟
لكن وش قولك في اللي راحوا أهله وتركوه لهم قريب العشرين سنة ؟؟؟ لا والمدة بعد بتزيد ورجعتهم ما منها أمل ؟؟ والشاب اللي قدامك كبر وصار رجال وحزنه كل يوم يكبر معه ؟؟
رفعت عذا عينها لزياد وشافت الحزن بعيونه ،، لعنت نفسها لأنها انانية وذكرته بالذكريات المرة في حياته في وقت المفروض أنها تسعده ...
كمل زياد وهو يحاول يبتسم علشان يخفف عن عذا :: يعني احمدي ربك حسهم موجود في الدنيا ؟؟ لكن انا ولا شي ؟ وش ظنك في طفل عمره خمس سنوات تركوه امه وابوه لا وفوق هذا معه اخته اللي يمارس عليها دور الوالدين ؟؟ يعني على انهم تركوه الا انهم تركوا له مسؤولية في رقبته ..
والا وش رايك في بنت فقدت ابوها قبل ما تولد ؟؟ وفقدت امها وعمرها سنة ؟؟
بالله عليك تقارنين نفسك بهالبنت وبهالشاب (( وأشر على نفسه بحزن ))
ماقدرت عذا تمسك دموعها ... رمت نفسها عليه وتعلقت في رقبته وهي تصيح على كتفه :: آسفة ليلو والله ماكان قصدي ؟؟
سكت زياد و ما اصدر أي استجابة لأن فعلا هالذكرى الحزينة رجعت له من يومين قبل زواجه وهو يتمنى ان ابوه يكون جنبه في هالليلة ؟؟
ابتعدت عذا عنه وشافته منزل راسه ويديه في حجره ،، زاد صياحها وهي تحس انه حزين بقوة والدليل انه ما تحرك يوم تعلقت فيه ... ماتحملت تشوفه حزين مسكت يديه ورصت عليهم :: زياد و الله ماكان قصدي بس أنا ماتحملت فكرة ان اهلي يسافرون و انا مو معهم ؟؟ بس
رفع زياد راسه ومسوي نفسه زعلان مع انه بيموت من الوناسة ووده يضحك من سمعها تناديه ليلو لكنه أصر يتدلع عليها شوي بوز وهو يقول :: بس قلتي انك ماتحبيني ؟؟
سكتت عذا وهي تطالعه وبعدين قالت :: انا قلت ما احبك ؟
ضحك زياد :: حتى اللي قلتيه تنسينه ؟
ضحكت عذا هي تحط راسها على كتفه :: مجنونة أنا لو ما احبك ..
لف يده عليها وحبها على راسها بس انتبه ورجع يقول :: الا تعالي ؟؟ متى اتصلتي على أمك ؟
عذا بصوت واطي من الفشيلة :: الصبح الساعة 10..!
غمضت عيونها وعضت على شفايفها من قالت هالكلمة عارفته بيعصب ويتطنز عليها ..
وفعلا زياد انصدم من فعلها ::/ متصلة في بيت اهلك صباحية عرسك الساعة 10 ؟؟
استحت عذا زود وهي حاسة انها غلطانة :: وش اسوي ما قدرت اصبر عنهم وقمت اتصل..!
زياد وهو متشكك :: وان شاء الله من 10 وانتي تصيحين
ضحكت عذا وهي تدس راسها في كتفه اكثر :: الى وحده .. بس بليز لاتهاوشني ؟؟ لأني قلت لك لازم تتقبل ان صياحي كثير ..
ضحك زياد :: لكن مو بهالجنون ؟؟؟
--------------------------------------------------------------------------
في كندا ... كانت ريم الدنيا ما توسعها من الفرحة .. أمها وابوها وخالتها وراشد اخوها و سحر ومصعب كلهم جايين لها هالصيفية .. وهي اللي اشتاقت لأهلها والجلسة معهم ...
انبسط عبدالله لما عرف انهم واصلين ،،،، كان دائما يشوف الملل في عيون ريم والشوق في كلامها وكان عاذرها لأنه هو بعد يشوف نفسه وش كثر مشتاق لأهله ووش كثر حاز في نفسه ان عذا تتزوج وهو مو جنبها ويزف المعرس لها ..
لكن يالله لمياء ماقصرت اتصلت عليه وقت الزفة وخلته يسمع زفتها على الأقل شي أحسن من لا شي ...
قرروا الضيوف انهم يستقرون في تورنتو منها يصيرون قريبين لريم ومنها علشان المستشفى ومواعيد سحر مع الدكتور ...
بعد العصر كانت ريم وسحر طالعين من بوابة المستشفى المختص بأمراض القلب .. ومعهم راشد كـ مرافق بحكم انه ادرى بهالأمور وعنده خبرة ...
ريم :: الحمدلله سحر كلامهم كله ايجابي ..
ابتسمت سحر :: الحمدلله على كل حال ...
تنهدت ريم :: خلاص سحر .. انسي حبيبتي .. ترى ماجيتوا وضربتوا مشوار لكندا علشات تصيرين مكتأبة ومالك نفس ...
تنهدت سحر والتفتت لريم :: مو بيدي ريم .. والله اني احاول اتجاهل الموضوع واقول نصيبي بس ما اقدر ... والله العظيم عجزت
ابتسمت ريم :: طيب واللي يتعهد انه ينسيك حتى اسمك وش بتعطينه ؟؟
ضحكت سحر :: لو بغى قلبي عطيته اياه ؟
ضربتها ريم على كتفها :: انتي ومكافآتك خليها لك الله يعافيك ؟
سحر :: طيب من هو اللي بينسيني اسمي ؟؟ لاتقولين عبدالله ترى ما ارضى اخونك معه
شهقت ريم وصرخت في وجهها :: طل في عينك يالوسخة يا خطافة الرقالة ؟
مسكتها سحر وحاولت تسكر فمها التفت عليهم راشد وعدل نظارته :: خير وش هالصراخ ؟؟
طالعته ريم :: الدوبا بنت خالتك..
سدت فمها سحر وهمست في اذنها علشان تسكت .. لفت لها ريم :: بسكت بس مو علشانك لا حبيبتي .. علشان ماتصيرين صغيرة في عيونهم..!
ضحك راشد وتركهم وراه ومشت ريم تسبق سحر ,, لحقتها سحر ومسكتها مع يدها وحبتها على خدها :: ياربي منك لهالدرجة تحبينه ؟
استحت ريم :: مالك شغل ؟
ضحكت سحر :: خلاص عرفت انك تموتين فيه ..
ضحكت ريم والتفتت لها :: وانتي والله انه فيه اللي يموت في هواك بس انتي مغمضة عيونك وحابسة نفسك مع احزانك ؟
سحر :: و من هو تعيس الحظ اللي يحب وحده قلبها خارج الخدمة دائما لا عضويا ولا نفسيا ؟؟
ضحكت ريم :: حلوة خارج الخدمة ... لكن ما عليك هو عارف عنك كل شي من الألف للياء .. وبالعكس هو متعهد انه بيكون يد تساعدك في مرضك..!
ضحكت سحر :: والله انك تحفه انتي ووصفك ؟؟ ياحليله هالواحد اكيد انه كارلوس ابو جيرانكم و الا اندريه راعي الورد اللي تحت عمارتكم ...!
ضربتها ريم على كتفها :: يكرم اخوي عن هالكفار ؟
عقدت سحر حاجبها وسكتت ...
ابتسمت ريم وهي تحط يدها على كتف سحر :: شفتي هالأطخم اللي يمشي قدامنا ابو نظارة كوتشي ؟؟ الطويل اللي ببنطلون جينز وتي شيرت اسود ..
سحر وعلى بالها تتغيبى :: أي واحد ؟
ريم :: هذا المملوح اللي مادخل طب وجرحة قلب اصعب وادق قسم الا علشانك ؟
ابتسمت سحر :: قصدك راشد اخوي ؟؟
طالعتها ريم بقهر :: طلال اخوك بس راشد لا ؟
سحر :: بس هو مثله مثل طلال ؟؟
ريم :: سحــــــــــــــــــــــــر ... لاتقنعين نفسك بهالخرابيط
ضحكت سحر :: أي اقنع نفسي ؟ اصلا انا من طلعت على الدنيا وانا ما اعتبر راشد الا اخوي ...
ريم بعصبية :: حرام عليك سحر اللي تقولينه .. والله انه معرض عن الزواج بسببك يقول ما ابغى الا هي ... وتراه مادخل طب قلب الا علشانك انتي ... ولا تعنى معنا اليوم للمستشفى الا لك .. حرام عليك بعد كل هاللي في قلبه تجاهك تقولين اعتبره اخوي ...
انصدمت سحر من مصداقية كلام ريم ... توقعتها في البداية تواسيها في مصيبتها وتحاول توضح لها ان راشد يبيها علشان تلتهي معه ويتعلق قلبها فيه .. لكن للأسف طلع كلامها صحيح ... والصدق يبان في عيونها من عصبيتها لما قالت لها انه مثل طلال ...
التفت عليهم راشد وهو ماسمع ولا كلمة :: تبون نرجع البيت والا تمشون شوي (( وابتسم ))
تنهدت ريم ولفت بوجهها عن سحر لأخوها :: لا خلنا ندور على هالمحلات ونجلس نتقهوى وش يرجعنا بدري ؟
راشد :: وعبدالله متى بيرجع ؟
ضربت ريم جبهتها :: يوووووووووه نسيت اليوم الأثنين ؟؟ اكيد هو الحين في البيت
ضحك راشد :: نعم الزوجة والله ؟
ضحكت ريم :: تدري وشلون اتصل عليه قل له يجينا هنا وانا عازمتكم على الغداء
ضحك راشد وطلع جواله :: رحمة من ربي انك نسيتي ؟؟ على الأقل يطلع من جيبك شي
ضحكت ريم والتفتت لسحر شافتها سرحانة وما كأنها معهم ... نغزتها على جنبها ولفت لها سحر ولما شافتها تضحك ابتسمت ومشوا كلهم بعد ما فجرت ريم قنبلة في وجه سحر اللي عمرها ماتخيلت ان واحد من عيال خالتها اللي بحسبة اخوانها يحبها .................................................. .................!
-----------------------------------------------------------------------------
تنهدت بملل ورمت الريموت من يدها على الكنبة .. التفتت للمكان اللي هو جالس فيه وكان مثل ماهو ماتغير .. على نفس قعدته من ساعة ... أوراقه بين يديه ويحوس فيهم وبعضهم يوقع عليهم وبعضهم يعدل فيها ...
ندى وهي فاقده الأمل :: تبي شاهي ؟؟؟
هز مشاري راسه بالنفي من دون مايطالعها او يكلمها ...
يأست ندى منه وتأففت ورجعت تطالع في التلفزيون ...
بعد دقائق لفت له مرة ثانية وشافته مثل ماهو ماتغير .. حبت تفتح معه موضوع ...
ندى :: اتصلت عليك سحر ؟
هز مشاري راسه :: اليوم الصبح ..
انبسطت ندى انه رد :: انا بعد كلمتني الصبح ... تقول انها تمام حتى موعدها وعدها الطبيب خير ...
طالعها مشاري بنظرة من وراء نظارته :: ادري ... اقول لك كلمتني الصبح ..
تفشلت ندى منه لأنه سكتها ... :: طيب عادي سولف معي ماراح تخسر شي ؟؟
مشاري وهو مايطالعها :: مشغول ..
ندى :: اذا قلت لك سولف معي قلت مشغول لكن اللي يحبهم قلبك تقعد تسولف معهم بالساعات ... ترى انا ما أطالبك بشي أكثر من انك تعاملني مثل ما تعامل سحر اختك ... والله العظيم ما اقولك عاملني كزوجة مع انه من حقي اطالب بهالشي لكن انا ما اجبرك وعمري ماراح اجبرك ... لكن عاملني كأنسانة مو قطعة أثاث بهالبيت .. تدخل وتطلع حتى من دون ماتطالعني او تسألني ان كنت ابغى شي او ناقصني شي ؟؟ بالله عليك هذي حياة ؟ هذي حياة اثنين هذي هي بداية حياتهم ؟؟
صاحت و نزلت دمعتها من عينها .. تركته وراها وراحت طالعة الدرج تبي توصل لغرفتها المعزولة عن مشاري علشان تكمل مأساتها وحزنها وعذابها ...
تنفس مشاري بعمق وعينه تطالع بقايا خيالها بعد ماطلعت .. نزل الأوراق من يده وهو يحس نفسه زودها حبتين مع ندى .. لكن غصب عليه مو بيده ... طالع الساعة وشافها قريب من المغرب .. ترك الأوراق وطلع من الصالة متوجه لمشواره اليومي وكأن شييئا لم يكن .. وكأن ندى ماوقفت قدامه تعاتبه بألم تفيض به عيونها ...!

dali2000 13-03-10 02:48 PM

تنهدت سارة وهي جالسة في الصالة ومعها أسامة ..
أسامة :: سلامتك من الآه ..
رمته سارة بالمخده :: تتطنز انت ووجهك ؟
ضحك اسامة :: انتي مو وجه احد يدلعك ؟؟؟ بس وش فيك تتنهدين ؟؟
سارة وهي تلعب بالريموت :: تحس انك افتقدت عذا ؟؟
ابتسم أسامة :: بالحيل ...
سارة :: بنت اللذين شوف من متى مسافرة ولا اتصلت علينا ...
أسامة :: اتركيها مبسوطة وش لك تخربين عليها ..
سارة بقهر :: تشوف والله ما أكلمها .. ولا كأننا بنسافر ونتركها ...
أسامة ضحك :: هههههههه حرام عليك ... والله انها صاحت يوم درت وقالت لزياد انها بتسافر معنا ..!
سارة :: ياليتها صدق تروح معنا ...!
اسامة :: على كيفك انتي ... بس يمكن زياد يجي هو واياها لنا هناك ..!
سكتت سارة وما كملت مع اسامة ..
اسامة وحب يقهرها :: الا انتي وشو له تسافرين معنا ؟؟ اجلسي عندها ولا تخلينها تتألم وتتعذب من فراق امي و ابوي ؟
طالعته سارة وهي رافعه حاجبها :: ههااي ضحكتني وانا مالي نفس اضحك ؟؟ وانت ليه ماتجلس حبيبي. . على الأقل انا بروح واكمل دراستي هناك في السفارة لكن غيري بيأجلون ترم كامل المساكين
اسامة :: حراااام عليك يالظالمة تبغيني اجلس ست شهور ما اشوف امي ؟
تنهدت سارة :: اذا حنا نقول كذا اجل وش بتسوي عذا ؟؟
ضحك اسامة :: الله يكون في عونها مسكينة .. بس خلي هالزياد اللي متصربع عليها ينفعها
ضحكت عليه سارة وضحك أسامة ...
ودخلت ام عبدالله وفي يدها صينية الحلى ومثل العادة قاموا الأثنين يتهاوشون عليه ...
-----------------------------------------------------------------------------
بعد اسبوع رائع من أحلى وأروع زواج ... ((( كيف مايكون وهو الزواج اللي جمع عاشقين ووثق بينهم بأوثق رباط على وجه الأرض ))) ... وفي فندق خمس نجوم في عاصمة الحب باريس ...
كانت عذا جالسة على السرير ومعطيه زياد ظهرها و مغطيه عيونها وعلى وجهها ابتسامة حلوة :: هاه خلصت ؟؟
ضحك زياد :: ايه خلصت فتحي ؟؟؟
ضحكت عذا والتفتت له وشافته لابس بنطلون رمادي وتي شيرت أحمر قاني ..
عقدت عذا حواجبها :: انت ما عندك الا بنطلونات طويلة بس ؟؟
زياد وهو يضبط شكله في المراية :: ليه مو حلو علي ؟
حاست عذا ملامحها وكأنها تفكر :: اممممممم .. لا حلو بس من وصلنا ما شفتك تلبس برمودا ...
ضحك زياد وهو يلف لها :: انتي تبغيني البس ؟؟
سكتت عذا وهي تتأمل ملامحه ومبتسمة في نفس الوقت...
تقدم لها ولوح بيده في وجهها :: اكلمك ..
ابتسمت له عذا ::... ياللا تبغانا نطلع الحين ؟
ضحك زياد وهو عارف انها مو معه :: زين ياللا مشينا ...
ابتسمت له عذا وشالت شنطتها وقامت معه طالعين ...
لف يده على خصرها ومشى معها طالعين من الغرفة متوجهين للوبي و من بعده طلعوا من بوابة الفندق ....!!!
ومن شموا الهواء النقي و طلعوا وقف زياد قبل لايبتعد عن بوابة الفندق وكأنه شاف شي او تذكر شي .... استغربته عذا و التفتت له تشوف وش اللي وقفه ..؟
ابتسم لها ::/ اممممممم .. وين تبينا نروح الحين ؟؟ نتغداء والا نتمشى في محلاتهم القريبة هنا ؟
سكتت عذا شوي وبعدين رفعت يدها على بطنها وابتسمت :: انا الحين مو جوعانة خلنا ندور شوي علشان نروح نتعشى واحنا هلكانين بقوة ؟؟
ضحك عليها بقوة :: انتي مشروع تسمين ؟؟
ضحكت عذا ومسكته مع يده ومشوا مع بعض على الرصيف ...
كانوا يعلقون تعليقات بسيطة ...
وعذا طول الوقت ماسكة يد زياد وكأنها خايفه لايطير منها او حتى يضيع وسط الزحمة ..
أما هو فماعنده مشلكة وبالعكس الأكيد انه مستمتع بوجودها القريب منه لهالدرجة ..!

لكن شي وحيد هو اللي كان مضايق عذا ومخليها تتنرفز واعصابها تنربط غصب عنها ... لأنها طول الطريق وهم يمشون كانت مجبرة انها تصبر مع انها مقهورة من هالبنات الشقروات والطويلات اللي يطالعون في زياد ويبتسمون له والا يأشرون له بعلامة "" شكلك حلو " والأمر من هذا ان زياد بعد مو مقصر ويبتسم لهم كمبادلة وعلامة شكر ...
في طريقهم مروا بـ ستور كبير وشكله مركزي وعالمي لأن الزحمة فيه واصلة لنهاية الشارع ...
ابتسم زياد لعذا ::: ماودك ندخل هنا ؟
لفت عذا للمكان اللي أشر له وهي تداري غضبها البسيط :: مو مشكله ندخل لحد ماتغيب الشمس .. لأنه مو بعيد ويأذن المغرب .!
هز زياد راسه :: اجل دخلنا ...
دخل معها وعند البوابة رفع نظارته الشمسية على راسه ومسك عذا من كتوفها وجابها قدامه علشان تصير تحت نظره ... من تزوجها وهو يخاف عليها من النسمة لاتحرك شعرها .... لفوا لملابس النساء ودخلت عذا على طول مع الجو وبدت تنقي لها وتتنقى هدايا لأخواتها ...
زياد وهو يدور بنظره على المحل :: اسمعي حبيبتي .. انتي اجلسي هنا تنقي وانا بروح مشوار شوي وراجع ؟
شهقت عذا وتقربت منه :: لا ماتروح مكان الا وانا معك ..!
ضحك زياد :: طيب هدي شوي . انا ما بروح بعيد بس بروح من الجهة الثانية لملابس الرجال ... زين ؟
عذا :: معليش اروح معك ..!
زياد بإصرار:: لا لا تروحين خليك هنا تنقي اللي يعجبك .. وانا بروح هناك بسوي لك مفاجأة ؟؟ وابختبر ذوقي ؟
طالعته عذا بخوف :: وافرض ضيعتك ؟؟
تنهد زياد وهو يمسكها من كتوفها ويدور بها وأشر لها على مكان القسم الرجالي :: شوفي هناك انا بكون ماراح أبعد وما اظن المكان بعيد والا يسمح لك تضيعين اذا خلصتي انتظريني هنا والا انا اصلا ممكن اجيك قبل لاتخلصين ..
طالعته عذا شوي بخوف بس حاولت تتغلب عليه بقوة :: خلاص روح بس لاتتأخر؟ أنا بنتظرك هنا ..!! زين ؟
هز زياد راسه ومشى مبتعد عنها .. طالعته عذا تراقبه وتشوف وين يوقف . وفعلا شافته دخل للقسم وكانت تقدر تشوف ظهره وهو يدور وسط الملابس ..
ابتسمت مطمأنة ونزلت راسها تطالع الموجود وتدور بين الأسياب ...
تنقت لها اللي عجبها ويناسبها او يناسب سارة ولمياء ... وعقب ما خلصت حست بقرصة الجوع ... طالعت الساعة وشافت انه ممكن يكون أذن المغرب ...
..........:: بروح ادور عليه ونطلع ؟؟ خلاص نصلي ونتغدى ..!
على هالقرار شالت السلة في يدها ومشت متوجهه لمكان الرجال ... شدتها ملابس الأطفال وكان ودها لو تروح تتنقى شي لمهند بس أجلت الفكرة وقت ثاني لأنها تحس روحها متوترة وهي تدور على زياد وما لمحته لحد الآن ...
دخلت القسم وبدت تدور عليه بعيونها ... يمين ويسار ما لمحت حتى خياله ...
خافت من قلبها وبلعت غصتها علشان ماتصيح ويكشفون انها ضايعة ...
بدت تمشي وتمشي وهي تدور عليه بين الأسياب .. لكنها مالقته ولا حصلته ..
دمعتها ما رضت عليها وقررت تنزل ... نزلت اول وحده لكنها مسحتها على طول ..
احمر وجهها من الخوف والعصبية والقلق ... ومازالت تمشي تدور عليه .
.
.
.
كان واقف قدام وحده من شماعات الملابس.. وعلى يمينه بنت بشعر طويل اسود مسدول على كتوفها ولابسة الزي الرسمي للمحل .. وعلى يساره بنت ثانية بشعر اشقر مرفوع بذيل حصان وكل الثنتين يحاولون يساعدونه يختار له لبس أنيق ومتراكب مع بعض ..
زياد كان محتار وخاف يشتري شي مو أنيق.. وفي نفس الوقت كان وده يفاجأ عذا ويشتري له بدلة جديدة ببرمودا ويلبسها في المحل علشان تقول رايها فيه وهو لابسها...
وقفت قدامه البنت بالشعر الأسود وفي يدها كم بنطلون حلوات وألوانهم رايقة والثانية في يدها كم تي شيرت انيقات مع البنطلونات ...
ابتسم لهم زياد وهو مبسوط لأنهم اختصروا عليه المشوار وصاروا ينقون له وهو واقف ينتظر وصولهم ..
تقدمت منه اللي معها البنطلون وحاولت تجرب عليه برمودا جينز سماوي وتقايس من الخصر وتتنبأ إذا يناسبه أو لا .
انحرج منها زياد لما لمسته بيديها وابتعد شوي .. فهمته العاملة وابتسمت على إحراجه واشرت له على غرفة وراه وقالت له يروح هناك ويجربه ... عطوه البرمودا والتي شيرت المناسب له .. شكرهم زياد وراح للغرفة ...
دقائق وطلع منها وهو مو شايف شكله ... صفقوا له البنتين لما طلع وكان شكله جذاب جدا يعني قدر يجذب انتباه هالبنتين فوق ماهو جاذبهم من قبل
تقدمت له البنت بالشعر الأسود ومسكته مع يده وهي تشرح له وش كثر هو طالع رائع في اللبس .. وقفته قدام المراية علشان يشوف شكله ...
اول ماوقف زياد وشاف عمره حس في لحظة انه مغرور .. لكنه ابتسم لنفسه والتفت يشكر البنتين اللي من جد تعبوا معه ؟؟
تقدمت له الشقراء وطلبت منه يآخذ صورة معها لأن هذا أول يوم لها دوام في هالستور واول زبون تخدمه هو ...
ابتسم لها زياد وكان بيرفض عرضها لكن لما توسلت له انه يصور معها مارفض يعني كل راس مالها صورة وهذا اللي جاء في باله..
وقف ووقفت هي جنبه ولفت يدها في يده ... أول شي اقشعر جسم زياد لكنه حاول يتحمل لحد ما يخلصون ...
وقفوا البنتين الثنتين جنبه بعد ما استأذنت الثانية انها اعجبها شكله باللبس وتبي تصور.. والثانية سندت يدها على كتفه وراسها على يدها ...!
ضحك زياد على هالموقف وحس انها خربانة من البداية ... وقف وحده على يمينه والثانية على يساره ونادوا واحد من العمال الموجودين يصورهم بكاميرا الجوال ..
التقطوا الصورة والجميع كان يبتسم ...
ما عداها هي اللي طاحت من يدها السلة ؟؟؟
يعني هي خايفة ومرعوبة واعصابها فلتانة منها ودموعها متحجرة في عيونها من الخوف .. وهو هنا يضحك مع البنات ويصور بعد وتاركاها تحوس عليه ...؟
وقال ايش يبي يروح يسوي لها مفاجأة ...!!
(و علشان كذا اصر اني ماأروح معه ... الخاين الكذاب) كانت هذي هي العبارات اللي تدور وتصرخ في قلب وعقل عذا اللي ماتحملت الموقف ابدا ..!!
انتبه لها زياد على طول وحاول يرفع يديه باستسلام .. لكنها ما سمحت له وعلى طول عطته عذا ظهرها ومشت بتطلع من المحل وهي خلاص منتهية واعصابها متقطعة من الألم ..
تنهد زياد وراح وراها يلحقها ...
زياد :: عــــــــــــــذا ... عـــذاي .. انتظري دقيقة
صرخت وهي معطيته ظهرها :: لاتلحقني روح لهم واجلس معهم وصور ...ما وراك شي ولا وراك وحده تنتظرك عادي حبيبي روح ..؟
تنهد زياد وتقدم لحد ما وصل لها ومسكها مع يدها يوقفها :: انا اقول اصبري خلينا نتفاهم
صرخت في وجهه وهي تحاول تسحب يدها:: انت واحد وسخ ... وما فيه بيننا تفاهم ..
صرخ زياد وهو يقرب منها :: عــــــــــــــــــذا ..
زادت شهقاتها وهي تحاول تسحب يدها .. انتبهوا العمال في المحل لهم وعلى بالهم ان زياد يتحرش فيها ... تقدموا منهم وحاولوا يبعدونه عنها ...
صرخ زياد في وجوههم يحاول يقنعهم انها زوجته لكن ماقدر يوصل الفكرة لهم وما فهموه ؟ وترك يد عذا وهالأخيرة ما صدقت خبر وعلى طول طلعت من المحل .. وهي تصيح وماتشوف شي قدامها من غمام الدموع اللي مسببته عيونها ..
مسك زياد اعصابه وعلى طول توجه للكاونتر حاسب على قيمة اللي عليه وخذ ملابسه القديمة وطلع وهو يشوف نظرات الإعتذار من البنتين .. لكنه عطاهم نظرة حارة وكأنه يقول لو كان الوقت يسعفني كنت علمتكم الشغل السنع ؟؟
طلع ووهو يركض علشان يلحق على عذا قبل لاتبتعد أكثر ..
ومثل ماتوقع هي ماتدل ومستحيل تبعد عن الستور .. شافها واقفة قريب من الكوفي شوب اللي جنب الستور .. لكنها تصيح بعذاب ..
تقدم لها وهو يحاول يمسك نفسه ويرتب كلامه ..
أول ماشافته عذا يتقرب منها صرخت في وجهه :: لاتتكلم ولاتقول أي شي بس ودني الفندق ..
تنهد زياد :: حياتي انتي لاتكبرين السالفة خليني افهمك وش صار ؟؟
عذا وهي تشهق :: لاتقول شي وصلني الفندق وخلاص .. الله يخليك زياد الله يخليك ..
طالعها بنظرات اسف وهز راسه وبالغصب ابتسم لها ومشى وهي جنبه بس متأخره عنه شوي ومشوا رايحين لفندقهم ... كان كل شوي يلتفت عليها ويشوفها منزلة راسها للأرض وتصيح .. دعى في سره ربه انه يرحمه وتسكت لأن قلبه ما يتحمل يشوفها تعذب نفسها هالكثر على شي مايستاهل وهو ساكت ...
دخلوا مع بوابة الفندق وعلى طول ركضت هي للمصعد ... لكن زياد لوى بوزه وكشر لما نادته موظفة الإستقبال ...
راح لها وخلص شغله معها وعقبها ركب المصعد وعلى طول توجه لجناحه ...
دخل بس ما حصلها والأنوار أصلا مسكرة ..
دخل وسكر البا ب وراه :: عذا ؟؟
ماسمع منها رد ...
دخل لغرفة النوم وشاف ستارة البلكونة تتحرك يعني انها برا ...
تنفس بعمق ودخل كرت الباب في مكان الكهرباء ولمح كرتها مرمي على الطاولة تنهد ودخل للبلكونة ..
شافها واقفة قدام الترابزين وعاقده يديها على صدرها ... لكنه ما سمع صوت شهقاتها أو حس انها تصيح ..؟ تنحنح علشان تعرف انه موجود ... وتقدم بخطوات بطيئة لحد ما صار وراها بس فيه بينهم مسافة ..
زياد :: الجو بارد عليك ويمكن تمطر ... خلينا ندخل ..
سكتت عذا وماردت عليه ... كان فعلا الجو بارد وهي حاسة بهالشي وخصوصا انها كانت لابسة توب اسود حرير وبرمودا جينز ... لكنها سوت نفسها مو مهتمة ولا كأنها بردانة ...
فرك زياد جبهته ورجع يقول :: طيب انتي افهميني والله ماكان قصدي اللي صار كله ؟
قاطعته عذا لما ضحكت تتهزأ وفي نفس الوقت تصيح :: ههههه إيه صح معليش نسيت انك اذا شفت هالبنات الشقر تتنوم مغناطيسيا وما عاد تقدر تقاوم ؟؟ معليش آسفة
حاول زياد يبتسم ومايعصب :: مو هذا المعنى لكنهم هم اللي اجبروني ؟
التفتت له عذا وهي تصيح .. الظاهر انها كنت من شوي تصيح لكن بصمت علشان ما تبين ضعيفة قدامه لكنها الحين خلاص انتهت طاقتها وما عاد تقدر تكمل:: وانت ماعندك لسان وماتقدر تقول لا ،، سوري ما اقدر ؟؟ والا انت اصلا عاجبك الوضع والود ودك لو انك ماشفتني علشان تكمل وناستك ؟؟ اصلا كانت ملامحك واضح عليها التقبل والرضوخ من شفتك تضحك مع بنات الشوارع اللي قابلناهم في الطريق ...!!
صرخ زياد في وجهها بعصبية :: عـــــــــــــــــــــــــذا ... انتي وكلامك اللي كأنه سم لو سمحتي انتبهي له ؟؟ وبعدين وش اللي أكمل وناستي ؟؟
صرخت عذا في وجهه بضعف :: لاتصرخ علي ؟؟ ترى أنت الغلطان مو أنا علشان تصرخ علي (( وسكتت علشان تآخذ نفس عميق لأنها تحس بروحها مكتومة ))
مسك زياد أعصابه وقرب منها حاول يمسكها علشان يهديها ويدخلها عن البرد ،، لكنها ماسمحت له وابتعدت عنه بعنف :: لاتلمسني ... ما أشتهيك عقبهم ؟؟
ابتسم يلطف الجو :: يعني تحسين اني نجس ؟
لفت بوجهها عنه :: من سمحت لها تقايس لك البنطلون وانت نجس ؟؟
سكت زياد شوي وهو يمسح على شعره :: طيب بروح آخذ لي حمام علشان اصير طاهر ...
صرخت عليه :: لا تتطنز ... وبعدين حتى لو تحممت من الحين لبكرة عمرك ما بتصير طهارة بالنسبة لي ..
سكت زياد ومارد عليها وسلط نظره على وقفتها المهزوزة اللي ترتجف برد ... ودمعاتها اللي لازالت تنزل بغزارة لكنها هي تكابر وكل شوي تمسحهم ...
تقدم لها ومسكها مع كتوفها ... فزت من مكانها لما حست ببرودة يديه عليها ودفته علشان يبتعد عنها :: لاتحاول انك تقرب مني ؟؟ ترى من جد احس اني منقرفة منك ومن حركاتك اللي شفتها ... طحت من عيني (( ورجعت تصيح بقوة ))
حس زياد بالفشيلة :: الحين لو انا مسويه برغبتي كان قلنا لك حق تعصبين وتتنرفزين لكن المشكلة ان انا مالي يد في اللي صار ؟
التفتت تطالع من وراء الترابزين وكان قدامها المنتجع الملحق للفندق كان فيه مسبح ضخم وحوله كراسي وجلسات .. لمحت شاب أجنبي بلبس السباحة .. وأول ماطاحت عينها عليه لفت لزياد وبعصبية وكأنها تستفزه :: شفت هذاك اللي هناك ؟
قرب زياد للترابزين يشوف المكان اللي تأشر له ..
كملت عذا :: شفت هذاك الشاب ؟؟ تخيل لو أنت دخلت المنتجع وشفتني أنا واقفة وهو واقف جنبي ولاف يده حولي والا انا حاطه راسي على كتفه ؟؟ وش بتسوي ؟
سكت زياد وما رد ...
زادت شهقات عذا :: بتقول عادي ؟؟؟
ابتسم زياد يغايظها :: عادي هذي حرية شخصية انتي تسوين اللي تبين ؟ هذا لو كنتي قاصده بس لو كنتي ماقصدتي مثل حالاتي فأ انا ما راح اعلق على الموضوع عادي يعني....!
سكتت عذا مصدومة ونزلت دموعها أكثر ،،
ابتسم زياد ورفع حاجبه ... صرخت عذا في وجهه :: أول مرة ادري انك وسخ ومن دون ضمير أو مشاعر ... (( رفعت صوتها بقهر )) أصلا من شفتك حاضن البنتين وانا شاكة في أخلاقك ومن شفتها تقايس عليك البنطلون وانا عارفة انك مستحيل تكون إنسان سوي ... كنت متوقعة انك بتكون من هذولا عديمي الإحساس والغيرة ... طحت من عيني وما عاد تسوى شي ..؟
انصدم زياد من كلماتها وقرب لها ومسكها غصب و حط عينه في عينها بعصبية :: لاتصيحين وانتبهي لكلامك اللي تقولينه ؟
كانت عذا تصيح ومو منتبه له ...
صرخ زياد في وجهها وهو فعلا معصب ... دائما هي اللي تغلط وتصيح وهو اللي يراضيها ... وكلما صار شي لازم تنزل هالدموع اللي مو راضية تخلص وتفكه ..
كان فعلا طفشان من هالحركة اللي دائما تسويها ما توقع انها بهالطفولية ...
زياد وهو مطلع عيونه وبصراخ يجلجل :: قلت لك اســــــــــــــــــــــــكتي ..
بلعت عذا غصتها بخوف ورفعت عينها في عينه وشافته معصب ... خافت منه لأنها أول مرة تشوف هالنظرة المخيفة في عيونه ولأنه كان ضاغط على يدها بقوة عورتها ...
زياد :: ترى إن كنتي منقرفة مني الحين لأن بنت مسكتني غصب عني فـ أنا منقرف منك مليون انتي وصياحك اللي يصير برغبتك ومو غصب عنك ... وان كنتي تحسين اني عديم الإحساس والضمير فـ انتي ألعن مني لأنك تغلطين وتجين تنزلين دموعك ويالله يا زياد تعال راضها بكلمتين ..؟؟
سكتت عذا مصدومة من كلامه ...
كمل زياد وهو فعلا مو حاس بنفسه :: تراهم قالوا لي انك صيوحة بس أنا قلت يا رجال اذا تزوجت تكبر لكني ما أشوفك الا تتمادين ؟؟ ترى زهقت من هالحالة ؟؟ والحين بعد تبيني أراضيك وانا اسمعك تقولين عني اني من دون أخلاق ووسخ وحقير ؟؟
كانت عذا تحارب غصتها وبصوت مبحوح متألم ومصدوم همست له :: عـ ـ و رت .. عورتني ..
غمض زياد عيونه وخذ نفس عميق ونزل يديه عنها بقوة وطلع وتركها ..
صرخت عذا عليه بقوة :: ما أحبـــــك زياد أكرهك .. روح ولا ترجع
صرخ عليها بصوت عالي :: ولا أنا ما عاد أحبك ؟؟ كرهتك ..
طلع وسكر الباب وراه بقوة عنيفة هزت قلب عذا وخلتها تجلس على الأرضية وهي منهارة من كلامه اللي ماتعودته منه أبدا...
-----------------------------------------------------------------------------

كانوا كلهم مجتمعين في الصالة وحتى راكان جالس معهم ويتقهوون ويطالعون التلفزيون ... اليوم نفسية عبير غيرعن كل الأيام اللي فاتت . رجعت لما كانت عليه نسبيا صارت تسولف معهم وتضحك ...
ارتاحوا أهلها يوم شافوها بدت ترجع لطبيعتها .. مهما كان عبير تعني لهم الشي الكثير يعني يعتبرونها في مقام ابوهم او أمهم ..
ام راكان :: أقول ما ودكم نروح نآخذ لنا عمرة كم يوم ؟؟
التفت راكان لأمه :: ابشري والله ماتغلى عليك .. بس عاد خليني أحسبها واشوف
عبيروهي مبتسمة :: ما عليك لاتهتم أصلا انا من بدء هالكورس وانا احاول أوفر من مكافأتي علشان نقدر نحجز في الإجازة ونروح لمكة وكنت بسويها مفاجأة لأمي ..
صفقت نورة :: وأخيرا بنسافر ...
تنهدت أريج :: لا من جد صراحة خاطري أروح لمكة واشوف الحرم والكعبة ؟؟
ضحكت ام راكان :: ليتني عارفة كان اقترحت عليكم من زمان ...
ابتسم راكان وهو يطالع اريج :: طيب تبون نسافر أول والا اقول لكم الخبر قبل ؟
استغربوا كلهم هالخبر اللي يتكلم عنه راكان وخصوصا انه ماجاب عنه سيرة طول فترة جلستهم وماتذكره الا لما طروا الرحلة ..!!
عبير مستغربة :: وش هالخبر اللي مخليك مبسوط لهالدرجة ؟؟
ضحك راكان ورفع عينه عن أريج :: أولاً ترى لو سافرنا بنروح مع بيت عمي يعني بنقول لهم ونروح حنا واياهم ..
عبست عبير بوجهها شوي وقالت في اقتضاب :: اللي يريحكم ؟؟ بس هذا هو الخبر ؟
راكان :: لا من قال ... الخبر شي ثاني شي لايمكن أحد منكم يتوقعه ..؟
اريج بحماس:: قول عاد ترى نرفزتنا ؟؟
راكان :: احم احم ... اليوم جاء واحد وتقدم وطلب مني يد وحده من أخواتي ..
قاطعته عبير :: إذا انا فـ انا رافضة من الحين
ام راكان متحمسة :: خلينا منك انتي الحين ؟؟ من هو ووش يصير ومن طلب بالتحديد ؟؟
ضحك راكان بقوة :: يا حليلكم وانتم متحمسين ..
اريج بقهر :: بتقول والا افلعك بهالفنجال ؟
رفع راكان حاجبه :: عيب عليك ؟؟ اشوفك متصربعة على الـ ـ ـ..
استحت اريج بس حاولت تخفيه الشي ::أقول اسكت وكمل كلامك
ابتسم راكان وماحب يمصخها :: اللي انخطبت أريج ؟
شهقت أريج منصدمة والتفتوا كلهم عليها ..ضحكت لها عبير :: مبروك حبيبتي والله كبرتي وصاروا يجونك خطاب ؟
ام راكان :: وانت وش قلت ؟
تنهد راكان :: قلت بشاورهم وارد عليك ؟
التفتت له عبير متحمسة :: طيب هو رجال ويستاهل ؟
راكان وهو كأنه يفكر :: والله من ناحية رجال فهو نعم الرجال صراحة واحد مكافح وأخلاق و بنا نفسه بنفسه لكن الحين دور أريج وش رايها ؟؟
سكتت اريج وهي مستحية وبعدين قالت :: طيب من هو وش يصير ؟

نزل راكان راسه :: قلتي لي من هو وهذا هو السؤال المهم ؟؟ عموما انتم ماراح تتوقعونه لكنه هو من معارفنا؟
عقدت ام راكان حواجبها :: من هو اللي نعرفه وخطب أريج .
عبير بقل صبر :: تكفى قول ترى مو وقت تحزير الحين ؟؟
راكان وعينه على عبير :: نــــــــــــــواف ...؟
سكتوا كلهم في لحظة وحده منصدمين من هالخبر ..
أريج مصدومة :: أنت متأكد ؟
طالعها راكان :: وشلون مو متأكد ؟؟ هو اليوم كلمني وقال لي انه يبيك للزواج
سكتت أريج وما حبت ترفع عينها وتطالع في عبير ..
أما عبير فالصدمة سكتتها وما خلتها حتى تقدر ترفع عينها عن أريج ... حست بشعور غريب يسطو على قلبها ... خوف و رعب او احساس بالخيانة ..
ام راكان بعصبية :: قل له ماعندنا بنات للزواج
راكان :: وليش يمه ؟؟ حنا تونا ماسمعنا راي أريج
قامت اريج من عندهم من دون ماتتكلم وطلعت على طول لغرفتها ..
التفت لهم راكان :: لا تضغطون عليها خلوها على راحتها .. ترى نواف يستاهل وانا ماراح ألقى أحد احسن منه احط عنده اختي ..
ام راكان :: مجنون انت
راكان :: ليه ؟؟ اذا وافقت على نواف يعني مجنون ؟ عموما انا ما راح ارد عليه الا بعد فترة بنسافر أول شي ونترك البنت تستخير وعقب نرد عليه لأني بصراحة ماودي أرفضه ونخسره هو بعد ؟
كان النقاش يدور وعبير ماشاركتهم حتى بحرف ... حست روحها مو معها وكأنها تسبح في عالم الظلام مما يحسسها بالخوف والرعب والرهبة من اللي جاي..
استأذنت منهم وقامت على طول هي الثانية وصعدت غرفتها ...
وانتهت جلستهم بهالخبر اللا معقول .. واللي ابدا ماتوقعه احد .
-----------------------------------------------------------------------------
سمعت صوت دقات خفيفة على الباب ...
ابتسمت بينها وبين نفسها باستهزاء ؟؟ يعني من بيكون غيرها هي واياه في البيت ..
قامت من على السرير وفتحت له الباب وهي ببجامتها ..
طالعها مشاري شوي قبل لايتكلم ورفعت هي حاجبها في وجهه :: آمر ؟؟ محتاج شي ؟
نزل مشاري عينه : .. لا سلامتك بس انا اليوم معزوم على العشاء .. وانتي ان كنتي بتروحين بيت عمتك روحي
ندى وهي مقهورة ومن دون نفس :: لا مشكور بجلس في البيت
هز مشاري راسه :: عموما انا ماراح اتأخر قبل نص الليل بكون موجود إن شاء الله
ضحكت ندى باستهزاء :: يعطيك العافية بصراحة بتتركني من المغرب إلى قبل نص الليل مشكور أستاذ مشاري بس لاتضغط على نفسك ؟
رفع مشاري حاجبه وكأنه يستهجن كلامها :: ترى أكره هالأسلوب فـ حاولي انك ماتستخدمينه لأني أخاف أغلط عليك ... وعلى فكرة انا ما جيت أستأذن منك أو أسمع منك هالكلمتين ؟؟؟ انا جاي أقول لك علشان لو حبيتي تطلعين لعمتك
سكتت ندى وماردت عليه .. دائما كذا يحاول يحسسها انها ماله قيمة عنده ...
عطاها ظهره متوجه للدرج .. وندى واقفة متسمرة عند الباب وودها تفصخ شبشبها وترميه فيه علشان يتأدب ..
التفت عليها وهي في وسط فكرتها وخافت منه لما طالعها لا يكون قرأ أفكارها ..
لكنه فاجأها لما قال :: ترى بجامتك مو حلوة ؟؟؟ لاعاد تلبسينها مرة ثاني لمصلحتك
عطاها ظهره مرة ثانية ومشى بينزل الدرج ..
انقهرت منه ندى وصرخت :: أنا حرة ألبس اللي يريحني ..
ودخلت وسكرت الباب وراها بقوة ...
تنهدت وهي تتسند عليه من القهر ... ودها بس تبرد حرتها وتعطيه كف ساخن على وجهه وتأدبه على تصرفاته وألفاظه ...
مشت راجعه لسريرها وروايتها ومرت من مراية الدولاب وتعدتها لكنها وقفت خطواتها وكأن شي جاء في نفسها ..
رجعت خطوتين لوراء .. ووقفت مقابله للمراية وتطالع نفسها بالبجامة ...
شخرت باستهزاء :: مسكين مقهور لأني أحلى منه وأنحف ... يا حرام
طالعت نفسها بالبجامة الحمراء الحرير بأكمام جابنيز .. وابتسمت بغرور ورجعت لسريرها وهي أشد ثقة بنفسها من قبل .. وحست انها لقت لها طريقة ممكن تقهر فيها مشاري .. وأكيد بتستخدمها ولا راح تتوانى لحظة عن تطبيقها .. ضحكت بخبث ودست جسمها في مفرشها ورجعت تقرأ روايتها ...
---------------------------------------------------------------------------
تنهد بتوتر وهو يرفع يده يطالع الساعة ؟؟
الحين كمل ثلاث ساعات من طلع من عندها ؟؟ مايدري وش سوت ولا يدري وش ممكن تكون ردة فعلها .. المشكلة انها انسانة غير مفهومة وردات فعلها عمر الواحد ما يتوقعها ..
أشر للنادل في الكوفي شوب وطلب منه الفاتورة .. حاسب عن قيمة الكابتشنو والدونات وطلع ... بس وهو واقف عند باب الكوفي جا في باله أنها أكيد بتكون جايعة مثل ماكان هو قبل لايوصل لهالمكان ...
تنهد وقال يروح أول يشوفها وبعدين يآخذها ويرضيها بكلمتين وينزل يعزمها على عشاء فرنسي فاخر ..
ابتسم بينه وبين نفسه وطول الطريق وهو يحاول يرتب كلام حلو يقدر يقنع عذا فيه ويراضيها .. مهما كان هو يحبها وما تهون عليه انها تزعل أو تصيح بسببه ..
شاف في طريقه محل ورد .. ابتسم لأثنين شافهم طالعين ويديهم في يدين بعض والبنت معها وردة حمراء .. (( أكيد صديقها ))
أشرت له البنت وكان هو بيأشر لها لكنه تذكر عذا فاكتفى انه ابتسم وترك المحل وراه بعد ما أخذ ورده حمراء وحيده .. تعبر عن حالته ..
وابتسم لبائعة الورد وتوجه للفندق ...
كان الفندق على بعد شارعين من الكوفي اللي هو راح له ... كان الجو صقيع مخيف مما اضطره انه يرفع ياقة جاكيته ويغطي بها رقبته ويدس يديه في جيوب بنطلونه .. تمنى في قلبه انها ما تمطر لحد ما يوصل ..
وقف عند بوابة الفندق والريح الباردة تلسع وجهه .. حس برشات مطر خفيفة حمد ربه انه استجاب له وما امطرت وهو في الطريق ..
دخل للفندق وتوجه للإستقبال على طول علشان يدفع القيمة اللي طلبوها منه اليوم العصر وهو طلب منهم التأجيل لحد ما يتأكد من سحب الفيزا ...
حاسب ووقع الإيصالات و ابتسم للموظف المناوب وركب المصعد ...
أول ما وصل لباب الجناح حس بقشعريرة برد تسري في جسمه .. وانه متوتر ولا هو قادر يمسك رجفته ... تنفس بعمق وفتح الباب بهدوء ...
مثل ما تركه كان الجناح .. هدوء وظلام وما كأن فيه أحد ... توقع انها نامت وتندم بقوة ... خصوصا انها أكيد بتكون جوعانه .. توعد لو كانت فعلا نايمة وهي جوعانة انه ماراح يسامح نفسه مهما كان لأن هذي هي عذاه .. تنهد وسكر الباب وراه ومشى بخطوات هادئة ..
دخل لغرفة النوم وفتح النور الخفيف ... لكنه انصدم لما شاف السرير مثل ماهو وماتغير فيه شي ولا انحاس ؟؟
لف بعيونه وطالع باب الحمام ؟؟ نفس الشي مفتوح وما فيه أحد ؟؟
وين راحت حتى مالها صوت ولا لها حس ؟
..................// عـــذا ؟؟؟
ما وصله رد من أحد ...
وقف قلبه عن النبض لما فكر مجرد تفكير انها لحد الآن بتكون في البلكونة وبلبسها اللي ينادي البرد علشان يدخلها ...
مشى على طول بسرعة وخفة لباب البلكونة بعد ما رمى الوردة على الطاولة و رفع الستارة بقوة لكنه ما شاف شي لأن الزجاج كان عاكس وهو فاتح النور .. رجع بسرعة ومد يده للأباجورة وسكرها ...
وشهق برعب لما شاف عذا متمددة و متسندة على الزاوية جنب الترازبن وكأنه مغمى عليها
مسك مقبض الباب بيفتحه لكنها المجنونة كانت مسكرة على نفسها من جوا ..
حاول يهزه وهو مرعوب وخايف ومو قادر يسيطر على مشاعره كان يسب ويلعن ويشتم وهو يحاول يسحب الباب علشان ينفتح لكن ما فيه أمل ...
مو قادر يشوف عذا متمددة وطايحة وهو يتفرج عليها من وراء الباب ..
حاول يهزه ويسوي أي شي في الأخير قرر يكسره بما انه قابل للكسر ..
لكنه قبل جرب آخر محاولة ..
فتح الباب بقوة لحد ما سوا فتحه صغير بين الباب والجدار دخل يده معها وبعدين شال يده الثانية ودخل الثنتين وبكل قوته حاول يسحب الباب ويكسر قفله .. لكن ما فيه نتيجة ايجابية والباب مو راضي ينفتح أبدا ..ًً
كان يشوف الموت قدامه لأن عذاه متمددة بألم قدامه وهو مايدري وش وضعها ولا يدري إذا هي في وعيها أولا ..
شعور صعب كان يمر فيه زياد وهو يشوف قطعة قلبه بينه وبينها حاجز عجز انه يحطمه ...!!!!؟؟؟؟؟
تنفس بعمق وهو يتلفت حوله ومقرر يكسر الباب ...
لكنه انتبه لنفسه وركض للتليفون ...
رفع السماعة والحين شاف اصابعه اللي انجرحت بسبب حدة طرف الباب ...
مسح الباقي من الدم في طرف قميصه ...
و حول عليهم الرقم بسرعة وهو يلهث وعينه على المكان اللي هي فيه ...!!
كان يدق برجله على الأرض من التوتر ...
وماصدق خبر لما ردت عليه موظفة الإستقبال ...
شرح لها زياد انه يبي منهم شي يفتح به باب البلكونة المقفل ...
ووصله صوت الموظفة وكأنه انقذه من مشكلة عويصة كانت بتذبحه ....
قالت له ان فيه فتحة في الباب اشبه ماتكون بالنافذة يقدر يفتحها ويدخل يده ويحرك المزلاج ويفتحه ....!
سكر زياد التليفون حتى قبل لايقول شكرا ..
ومثل البرق طار للباب ..
كان بيتخطرف في طرف الكرسي لما ضربت رجله فيه ..
لكنه شد على اعصابه وكمل طريقه ...
وبجنون حصل النافذة اللي كان من دقايق معمي عنها ..
فتحها وبسرعة فتح المزلاج ...
حس بيديه متكسره من البرد والألم .. طالعها وشاف أصابعه اليمين لازالت تنزف ... مسح الدم في قميصه وهو موحاس بنفسه وراح يركض لمكانها ..
شافها جامده من البرد وخدودها حمراء مسك يدها وحس انها ممكن تنكسر معه من شدة ماهي متجمدة ..
ضربها على خدها :: عذا ... عذا روحي ردي علي ؟؟
بس ماكانت حتى تحس باللي حولها ..
رفعها لصدره وحضنها بقوة يدفيها وقلبه غاص في ضلوعه من الخوف وتأنيب الضمير :: عذا انا زياد .. الله يخليك لاتخوفيني ردي علي ؟؟
بس ما ردت عليه وكأنها تلعب في أعصابه أو تبي تحسسه بفداحة اللي سواه بحقها
رفعها زياد من على الأرض وشالها بين يديه المرتجفة ودخلها للغرفة على طول ... رفع المفرش ودسها تحته وغطاها .. كانت تفح بالتنفس وتأن ... لعن نفسه على تمرده وقساوته الغبية اللي بتخسره اغلى الناس عنده ... وركض للتليفون حول على رقم الإستقبال وطلب منهم دكتور في أسرع وقت ..
ردت عليه الموظفة وقالت له في غضون عشر دقايق بيكون الدكتور عنده .
سكر زياد الخط وراح جنبها في السرير ... شال جاكيته وحطه عليها ومسك يدها بين يديه وراح يمسح عليها علشان تتدفا ... كان كل شوي يهمس باسمها لكنها ماترد عليه يمكن لأنها فعلا ماتسمعه ولا هي واعيه باللي حولها ..
مسكها مع وجهها وقلبه يتقطع :: عذاي كلميني لاتحسسيني بالذنب ...
لما شافها ساكتة ومغمضه عيونها بهدوء .. ما قدر يتحمل وهو يشوف براءة وجهها وشعرها اللي طايح على عيونها .................. !!
رفعها لصدره هو يمسح على شعرها :: عذا زياد آسف .. والله العظيم آسف بس انتي فتحي عيونك ردي عليه ؟؟ معقولة تصدقين انه مايحبك او يكرهك .. هو أصلا يكره نفسه ولا يفكر حتى انه يكرهك ...
حبها على جبهتها ... وحس بيدها تتحرك على صدره وكأنها بتفتح عيونها بس ماتقدر .. عرف انها تسمعه بس ماتقدر ترد .. توه بيكمل كلامه ... بس دق الباب يعني وصل الدكتور ..
نزلها بهدوء على المخده ونقز من على السرير بخفة وكأنه قط بري .. وبسرعة فتح الباب .. شاف الدكتور ومعه الممرضة ابتسم لهم ودخلهم على طول للغرفة بعد ما سبقهم وغطى شعرها ..دخل الطبيب وطلع عدته بيكشف عليها ...
لكن إحساس غريب حس فيه زياد ومسك يد الدكتور ...
طالعه الدكتور مستغرب وكأنه يقول ليش طالبني أجل ؟؟
تلعثم زياد وكان وده يقول انه هو بيكشف عليها بداله لكن الدكتور فهم وابتسم ووضح له انه طبيب ومو جاي علشان أفكار سخيفة ... انتبه الطبيب ليده اللي تنزف والتفت للممرضة وطلب منها تضمدها له ..
مشت معه الأخيرة وجلست واياه في زاوية الغرفة علشان تعالج جرحه بينما الدكتور يكشف على عذا .. انتبه زياد للممرضة انها تطالعه ... ما سمح لها تسوي شي عذا لو كانت في وعيها كانت بتعصب منه فـ على طول رفع حاجبه في وجهها ورجع يسكر أزراره بهدوء ...!
انتهى الدكتور وقام زياد على طول من شافه واقف قبل لا تنتهي الممرضة ...! ابتسمت له وحطت البلاستر وتركته يروح ...
طالع زياد الدكتور بنظرات خايفة ومهزوزة حاول يفهم منه وش فيها بكل صدق .. لكن الدكتور طمنه ان اللي فيها اعراض برد وانخفاض حاد في ضغط الدم وبتكون اوكي لو أخذت العلاج اللي بيصرفه لها ..
ابتسم زياد له بامتنان ... صافحه بحرارة وعطاه الدكتور الوصفة الطبية ومشى مع الممرضة وطلع .. حول زياد على الإستقبال وطلب منهم يرسلون له عامل علشان يآخذ له الأدوية من أقرب صيدلية ...
مشى للسرير وطلع جنب عذا .. شافها تتنفس بصعوبة وخدودها صارت حمراء مسك يدها وحس فيها حارة ... . رفعها لفمه وحبها وجلس جنبها ومدد رجوله علشان يكون قريب منها ..
وقبل لاينام ...
وتغفى عينه ...
قرب فمه لأذنها وهمس لها :: أحبـــك يا مجنونة ....!!
.
.
.
في الليل متأخر ... فتحت هي عيونها بتعب وهي تحس حالها متكسرة ومرهقة وكأن على جفونها جبال رمل ... طالعت حولها وشافت انها في الغرفة ...
حاولت تقوم نفسها ولفت يسارها وشافت زياد متسند على ظهر السرير ومغمض عيونه وشكله نايم ... كان شكله متبهذل شعره على عيونه وقميصه أطرافه حمراء من الدم ...
تنهدت وهي تحس بالعبرة ترجع لها مرة ثانية ... قامت من على السرير وانتبهت ان يدها في يده ... سحبتها منه بخفة علشان مايقوم ونزلت رايحة للحمام .. غسلت وجهها وطالعت نفسها في المراية شافت عيونها منتفخة ووجهها أحمر ماتدري من التعب والا الصياح ؟
طلعت وشافت زياد على نفس وضعيته وشدت انتباهها وردة حمراء وحيدة متوسدة الطاولة الخشبية الجافة ... ما اهتمت صلت العشاء والمغرب وبعدها فتحت باب البلكونة وهي تحس نفسها مخنوقة وكأنها بتنتقم من نفسها ... طلعت مرة ثانية وتسندت على الترابزين ...
حست انها مهزوزة ومتضايقة ومتنكدة من كلمة زياد لها ؟؟ ماتدري هل كلامه اللي قاله لها صدق والا لا ؟؟ بس هي متأكدة انه كان يقصد كل اللي قاله لأنه في هذيك اللحظة كان صادق وشافت النظرة هذي في عيونه وعصبيته ...
اجتمعت دموعها في عيونها وصارت ما تشوف شي .. حست بخيال أحد واقف جنبها التفتت ومسحت دموعها علشان تشوف زين ...
شافته واقف ويطالع قدامه وحتى ما التفت لها ولابان في وجهه أي تعبير ..
عذا بصوت واطي :: وش صار ؟؟
تنهد زياد ومشى وتركها ... تقوس فمها بعبرة لأنه فشلها اليوم أكثر من مرة وماعاد صار يراعي شعورها ... لفت بوجهها لقدام تداري دمعتها ... لكنها قبل لاتصيح حست بشي دافي على كتوفها ...
رفعت يدها تتحسه ولمست يده .. لفت وشافته حاط البالطو عليها وهو يبتسم ..
مسكها مع كتوفها :: الجو بارد .. وما عندي استعداد اغامر بك مرة ثانية ؟
نزلت دمعة عذا غصب وهي تضغط على يديه:: وين رحت ؟؟
زياد بهمس :: تركتك تراجعين نفسك ؟
حست عذا بيده متغيرة طالعتها وشافتها ملفوفة .. رفعت عينها له :: وش فيك من سوا فيك كذا ؟
ضحك :: واذا عرفتيه وش بتسوين له ؟
طالعته وابتسمت :: انتقم لك منه ...
تنهد زياد وهو يقرب وجهه منها :: تنتقمين لي منها قصدك ؟
طالعته بنظرات غاضبة ... وابتسم زياد على غيرتها الجنونية عليه واللي اكتشفها مؤخراً فحاول يمتص غضبها لما قرب منها وهمس :: أقصدك انتي ؟؟
طالعته بنظرات مو فاهمة شي ..
بس هو كمل :: لما الواحد يشوف نص روحه ممكن يتأذى فـ هو مستعد يدفع نصه الثاني .. يا إما يعيشون مع بعض والا يروح النصين مع بعض ؟؟
عذا بعبرة خانقتها :: وش سويت ؟؟ ووشلون فتحت الباب ؟؟
ابتسم لها زياد :: اتركي التفاصيل الحين .. وبعدين مادام زياد معك لاتقولين وشلون سويت هالشي ؟؟ زياد مادام شي يخصك هو مستعد يدفع نص حياته .... الحين انتي ادخلي وارتاحي ترى فيك أعراض الحرارة ... لاتخربين علينا الرحلة وتمرضين ..
تقدمت منه عذا وقفت على أطراف اصابعها علشان تقدر تتعلق فيه .. نزلت دموعها على كتفه وهمست له :: آسفــة زياد ...
ابعدها عنه و حوط وجهها بيديه واطال النظر في عيونها ... حديث العيون أحيانا يكون أبلغ من الحروف .... ابتسم لها وهو يشوفها تغمض عيونها علشان تنزل الدمعة العالقة في رمشها .... كانت بتتكلم وتقول شي لكنه حط اصبعه على فمها :: ولا كلمة .. وخلينا ندخل عن البرد ...
ابتسمت له ومسحت دمعتها ومشت معه ...
تتبعهم نسمة ريح خفيفة ... باردة ...
حركة شعرها المسدول على كتوفها...
ولفت بوجههاعلى وراء ... وطالعت القمر المكتمل ...
ابتسمت له ... وكأن كان بينهم سر ...!
-----------------------------------------------------------------------------

دخلت عليه للمجلس وعيونها تولع شرر ...
وقفت قدامه وهي تهز نفسها ويدها على خصرها ::: ترى ما راح تخسر شي لو تنزلت من برجك العاجي وقلت لي ان اهلك اليوم بيوصلون ؟؟
رفع مشاري عينه عن التلفزيون وطالعها :: وانتي من قال لك ؟؟
مدت يدها وفيها الجوال :: مذكرتك ؟؟
مد يده وسحب جواله بقوة وعصبية :: وانتي من قال لك تفتشين فيه ؟؟
رفعت حاجبها تتهزأ :: الحين انا ندى افتش جوالك انت ؟؟ مالقيت لي شغل .. حبيبي هو رن منبه ويوم طالعته شفت التذكير انك اليوم بتستقبلهم ...
طالعها بعيون مفتوحة وقال ببرود :: لا تعيدين الكلمة اللي قلتيها تقرفني ؟؟
رفعت حاجبها :: أي كلمة ؟
كشر بوجهه :: مادري راجعي كلامك وشوفي وش قلتي ؟
وقام من عندها بيطلع .. بس هي مسكته من يده بتوقفه ..
اقشعر جسمه من مسكتها وهذي هي المرة الأولى اللي تجي يده على يدها من تزوجوا ... التفت لها وسحب يده وطالعها بعيونه وحاجب مرفوع ..
استحت ندى من اللي سوته مع انه مو جريمة لكن تعامله معها هو السبب ..
وبصوت واطي وعيونها للأرض :: بتروح تستقبلهم ..؟
هز راسه وهو يبلع ريقه :: الحين بطلع..!
رفعت راسها تبتسم :: زين انتظر شوي بجيب عبايتي وبروح معك
وراحت تركض لكنه صرخ لها :: غيري لبسك لاتطلعين بهالصورة ..
مايدري هي سمعته والا لا ... لكنه ابتسم لما طلعت..! ما يدري وش اللي صار له من لمستها ...؟؟؟
.
.
.
كانت ندى من الفرحة الدنيا مو سايعتها على الأقل وصلت سحر يعني لقت احد تجلس معه وتسولف وتفضفض بعد ماراحوا بيت عمتها لمكة لا وفوق هذا بيسافرون بعد ...
ندى وهي حاضنة سحر بشوق :: والله لك وحشة يالدوبا..!
ابتسمت بحزن :: وانا بعد اشتقت لك .. وترى ريم تسلم عليك وعبدالله
ابتعدت ندى عنها شوي :: الله يسلمك واياهم ... بس انتي وش فيك ناحفة وصوتك مبحوح ..
ابتسمت سحر :: كنت تعبانة شوي قبل لانرحع ؟؟
ندى ::ايه صح وش عندكم رجعتوا بدري مو على أساس نهاية الشهر بترجعون ؟
تنهدت:: وش اسوي قلت انحاش من هم طلع هم ألعن منه الظاهر مكتوب علي الشقاء ..
استغربت ندى كلامها وتوها تبي تستفسر منها أكثر لكن تقدم مشاري وسلم على أخته وخذها في حضنه .. ماتعود انه يفارقهم كل هالمدة وخصوصا امه وسحر ...
وراحت ندى تسلم على مرت عمها وتتحمد لها بالسلامة ...
وشالوا أغراضهم و مشوا بيركبون السيارة ...
ركبت ام مشاري قدام وسحر وندى راحوا وراء ...
مشاري وهو يحرك :: اجل مصعب مارجع معكم ..؟
ام مشاري ::/ يقول بيجلس مع خالته وعيالها هناك وعقب بيروح لطلال في استراليا ..!!
ارتعشت ندى لما جابوا طاريه وعشوائيا رفعت عينها لمشاري اللي صدف انه كان هو بعد يطالعها ..
مشاري :: الله يعين .. اهم شي يستانس ..!
ام مشاري :: انا والله كان ودي نقعد شوي بس سحر الله يهديها اصرت نرجع
لوت سحر بوزها :: يمه والله طفشت من رحت وانا مواعيد وانتي حضرتك بس تتمشين..
ضحك مشاري :: الا ماقلتي لي وش اخبارها مواعيدك ووش قالوا لك ؟
تنهدت سحر وهي تلتفت للشباك :: اتركها على ربك يفرجها ... نفس الكلام يتكرر وانا مات الإحساس عندي و ماعاد صرت أتأثر ..
ام مشاري بحزن :: اسكت يامشاري والله انها من يومين مادري وش صار لها طاحت علينا فجأة وبغت تموت بين يديني ومالقيت احد يوصلنا للمستشفى .. لكن الحمدلله ريم بنت خالتك ورجلها انقذوا الموقف ووصلوا في الوقت المناسب ونقلونا للمستشفى
مشاري وهو عاقد حواجبه :: ليش وش حصل لها ؟؟
ام مشاري بعتاب :: اقول ياسحر واعلمه .؟
ابتسمت سحر :: عادي يمه هو متعود اصلا ..!
مشاري يبتسم :: مثل العادة ما اكلتي الدواء ؟
هزت سحر راسها بالإيجاب وكملت ام مشاري :: لا عاد شف وشلون الصدف يعني خالتك وعيالها ومصعب اخوك كل يوم معنا الا هذاك اليوم كانوا رايحين للريف وانا مارضيت اروح لأني شفت اختك مو على بعضها والحمدلله ان عبدالله زوج ريم كان عنده اختبار ولا راحوا معهم ..
ضحك مشاري :: اجل عطلتوه مسكين عن اختباره ..!؟
ام مشاري:: الله يعطيه العافية والله ماقصر وصلنا ورجّعنا .. بس يوم رجع راشد عصب عليها وهاوشها وعطاها كم كلمة تأدبها ..
سحر بزعل :: يمه ترى انتي اللي شكيتيني عنده خليتيني كأني بيبي ما اعرف مصلحتي وين ..!
ام مشاري :: أحسن انتي ماينفع لك الا مشاري والا راشد عز الله انهم يجيبون راسك والا انا وابوك تلعبين علينا ..
ضحكوا كلهم عليها ..وكانت ندى تراقب مشاري وكيف الروح رجعت له من جديد يوم وصلوا اهله ... تمنت انه على الأقل يسولف معها نص سوالفه معهم مو كلها لكن يالله وش تقول غير الله كريم ..
----------------------------------------------------------------------------
سكرت السماعة وتنهدت بألم ...
وزياد متسند على الجدار قدامها ويضحك على شكلها ...
........:: يعني يوم كلمتي أمك وصحتي قلت معليش أمها ومن حقها تشتاق لها ؟؟ بس عاد أسامة تصيحين علشانه ؟
ابتسمت عذا :: تدري عاد اني مشتاقة له موت ؟
مشى زياد وجلس جنبها :: سبحان الله يعز من يشاء ويذل من يشاء ؟؟ ياخوفي يجي يوم وتصيرين ماتشتاقين لي فيه ؟
ضربته على كتفه :: أصلا ما بفارقك علشان اشتاق لك ..!
مسكها مع وجهها وتأمل ملامحها الخجلة وابتسم لها بحب ...
بادلته الإبتسام وتنهدت بتحاول تغير الموضوع :: تدري بيسافرون يوم الجمعة ان شاء الله ؟؟
لازال زياد على نظرته سألها :: توهم بيروحون ؟؟
رفعت عينها له والحزن بحور فيهم طالعته ثواني وهزت راسها بالإيجاب ...
ماهان عليه يشوفها حزينة على فراقهم .. او انه يشوفها مشتاقة لهم ولايسوي لها اللي تبي ... تعود ان اللي يقدر عليه وفيه سعادتها يسويه ... حتى لو كلفه عمره ما يهم .. المهم يشوف عذا قلبه تبتسم ومبسوطة ... ومستعد يموت في سبيل انه ما يشوف الحزن يعتمر قلبها وملامحها ...!!
ابتسم بخبث :: اممممممممم تبينا نروح لهم في مكة قبل لا ننزل الرياض ؟
شهقت عذا وعيونها تطالعه بوناسة:: من جدك تقدر ؟
طق على صدره :: أفا عليك .. انتي بس قولي إيه وشوفي زياد وش بيسوي ؟
هزت راسها والفرحة تشع من عيونها اللوزية :: ايه زياد الله يخليك ...!!
وقف ومسكها تقوم معه وهو الثاني مبسوط من وناستها :: ياللا اجل البسي خلينا نطلع ونمر على مكتب السفريات ونحول رحلتنا لمطار جدة ونشوف عسانا نحصل رحلة قبل لايجي يوم الجمعة ...
عذا بتوسل :: تكفى حبيبي حاول ..
سبل زياد عيونه في وجهها وبعدها ابتسم بشكل رائع ... زياد الجذاب ويبتسم ابتسامة جذابة ... وانتي ياعذا تحملي العذاب ... بلعت ريقها وهي مستحية من نظرته او خايفة ماتدري وش اللي خلاه يسكت فجأة ويطالعها :: وش فيك ؟؟؟ ((سألته بنبرة قلقة وصوت يهتز ...))
تقدم لها ووقف مواجهها لدرجة عذا حست بحرارة انفاسه تحرق وجهها الدائري الصغير ... قرب منها وهي جفلت وابتعدت شوي خافت لاتكون قالت له شي غلط او خلته يعصب ... لكن هو مسكها مع يدها و عيونه في عيونها :: شفتي علشان هالكلمة اللي قلتيها من دقيقة ....!! إن بغيتي تروحين لهم ألمانيا وتبيني اوديك على رجولي .. كنت بوصلك ...
سكتت شوي وهي مافهمت وش يقول ... لأنها اصلا ماتدري وش قالت ..
طالعته بحاجب مرفوع :: أي كلمة ؟؟
انمسحت ابتسامته وحل محلها نظرة تعجب :: نسيتيها ؟؟؟
هزت كتوفها بقلق ...
تغيرت نظرة زياد :: يعني ماتعني لك شي وقلتيها لي تحصيل حاصل ؟؟
سكتت شوي وقلبها عورها من نظرته لها ... يا ربي هي وش قالت وهو عصب لأنها نست ؟؟؟ " ودني لأهلي " لا مو هذي " ايه زياد الله يخليك " بعد مو هذي ...؟؟؟ ايه واخيرا تذكرت الغبية ... ابتسمت له وهو لايزال يناظرها وكأنه مطعون في صدره ومشاعره ... " الخبيث يعرف يمثل " قالتها في نفسها ،،، تقربت منه ومسكت يديه بتأني ورفعتهم لها ... وبان الفرق بين يديه البرونزيه الضخمة و يديها البيضاء الصغيرة تقدمت منه ورفعت عيونها له ... " يا إلهي يا طول هالولد " تنهدت :: اني نسيتها لا يعني إني قلتها تحصيل حاصل ... ولكن لأنها طلعت عفوية معي .. ولأنها تعني مشاعري ... فحسيت انها ضمن الكلام ...
طالعها بنفس النظرة اللي ماتغيرت :: تحبيني ؟؟
توردت خدودها من كلامه ؟؟؟ أول مرة يسألها هالسؤال الصريح ...
ابتسمت له وحاولت تقول له الجواب مغلف وتركته بتمشي لكنه وقفها وشد على يدها وقربها منه أكثر ... شهقت عذا من حركته وضمت قبضة يدها الثانية لصدرها :: عذا جاوبيني ؟؟؟ انتي تحبيني ؟؟
طالعت في عيونه وشافت فيها الإصرار على الجواب ... "وش فيه زياد صار مراهق ،، يا مجنون انا لو ما أحبك وأموت في التراب اللي تمشي عليه كان ماتزوجتك ... "
سكتت وما عرفت ترد ... انمسك اللسان وكأنها انخرست ...
تقرب منها زياد اكثر وأكثر لحد ما صار يحس بضربات قلبها الخايف :: ردي ...!
هزت راسها بسرعة تجاوبه ..
هز راسه بالنفي :: لا ... تكلمي ... قوليها ...!
بلعت ريقها وبصوت واطي متقطع :: أ....حـ ـ ـ ـبـ ـ ـ ـك ..
تنهد زياد ... وسحب كمية هواء كبيرة دخلها لرئتيه ...
الحين بس حس برجولته ...
الحين بس حس بقيمة المشاعر اللي اهداها لها ...
هي بعد تحبك يا زياد ..
لكن الفرق بينكم انك انت تحبها أكثر ...
تحبها حد الجنون ... ويا خوفي جنونك يكون اسمه عذا ...!!
سحبت يدها منه وهو شبه مخدر ابتسمت له بقلق وراحت للغرفة تبدل ملابسها علشان يطلعون ...
وأخيرا بترجع للديرة ... وتشوف أهلها ..!
-----------------------------------------------------------------------------
دخلوا لبيت عمها ومن شافتها إيمان جايه بدت تزغرد وتهلي وترحب ..
.........:: هلا والله وغلا ما بغيتي تزورينا .. الحمدلله اللي ربي يسر لنا هالسفرة مع بعض علشان تجين ..!
ابتسمت عبير :: وش اسوي قلت اجي اشوف عمي بما انه ما بيروح معنا .!
حضنتها إيمان :: معليش مهما كانت اسبابك المهم جيتي ..
ابتعدت عنها عبير :: طيب ابعدي شوي خنقتيني ..
ابتعدت ايمان وضربتها على كتفها وبعدين تسائلت :: الا وينها عروس الغفلة ما جت معكم ؟؟
انقرصت عبير من هالكلمة وحاولت تبتسم :: الا جايه بس تلقينها تضبط شكلها عند المرايه ..
دخلت عليهم أريج عند هالكلمة وضحكت إيمان :: ليتنا طرينا مليون ..!
رفعت اريج حاجبها :: أكيد تحشون ؟؟ اعرفكم انتم بنات هالزمن ماتخلون احد في حاله؟
ايمان :: ليه الأخت من أي جيل ؟؟
اريج تستهبل :: الجيل الثالث هاهاهاها
ضحكوا كلهم وسلمت إيمان على اريج ودخلوا مع بعض الصالة بعد ما سلموا على عمهم في المجلس ...
اجتمعوا مع الحريم يتقهوون ..
والتفتت ايمان لعبير :: متى بنمشي ماقال لكم راكان ؟؟
هزت عبير راسها :: إلا ان شاء الله بعد بكره العصر ..
ايمان :: زين يعني يمدينا نتجهز ..!
أريج :: الحين كلكم بتروحون وتتركون عمي بروحه ؟
هزت إيمان راسها:: لا نواف مو جاي معنا .. بيجي اجازة نهاية الأسبوع لأنه مايقدر يآخذ إجازة ...
ابتسمت اريج بخجل وطالعتها إيمان وكأنها تتطنز :: اتبسط يا عم علشان تآخذين راحتك وما تستحين ؟؟
أريج وقلبت ابتسامتها لتكشيره :: يا شينك اذا قمتي تسبقين الأحداث ؟
شهقت ايمان :: يعني عندك نية ترفضينه يالخاينة ؟؟ ترى مو على كيفك ؟؟بتوافقين غصب ..!
رفعت اريج حاجبها في كبر :: كم بيعطيني مهر وعلى أساسها يتحدد ؟؟
ضربتها ايمان على راسها :: اصلا يكفيك انك بتكونين حرم نواف ،،،، مو جاية تسألين عن المهر ..!!
أريج :: الواحد يضمن مستقبله حبيبتي .. "والتفتت لعبير" .. مو كذا عبير ؟؟
كانت الأخيرة سرحانه ومو معهم تفكيرها كله منصب على الحوار اللي يدور قدامها .. الله يالزمن كيف يلعب فيها ... من قبل كانت تشوف في عيون نواف انه يحبها لكن حتى هالنظرة طلعت مزيفة مثل ما كل شي في حياة عبير أصبح مزيف . وهذا هو الحين بكل بجاحة يطلب يد أريج من بعد ماكان موضح للعالم انه يبغاها هي ..
اريج تبتسم :: اخت عبير نكلمك احنا ..؟
ابتسمت عبير بعد ماصحت من سرحانها :: وش تقولين ؟؟
اريج وهي تطالع ايمان :: أقول كيف الحال...
ابتسمت عبير وكملت المزحة :: تمام الله يسلمك ...
ضحكوا كلهم ورجعوا يقولون السالفة لها ويخوضون في حديثٍ غيره ..
لكن هذا لايعني ان عبير مستانسة معهم .. او الألم اللي في قلبها خف او زال ..!

<<<
كانت في الطيارة متحمسة ومو قادرة تجلس دقيقتين على بعض ...
أصلا ماصدقت خبر لما راحوا لمكتب السفريات وبلغهم ان فيه مقاعد شاغرة في رحلة اليوم الثاني ...
مباشرة رجعت للفندق وجهزت أغراضهم علشان يرجعون ..
خلاص ماعاد تهتم ولاعاد تبي تجلس أكثر .. كل اللي يهمها انها ترجع لأمها وابوها وتشوفهم وتتهنى فيهم قبل لايسافرون ...!
ودها توصل بسرعة وتشوف أهلها ... فـ كل دقيقة رافعه يدها تشوف كم وصلت وكم باقي على وصلتهم الساعة ؟؟
مسكها زياد وهو يضحك عليها :: يا حلوة اثبتي في مكانك ؟؟ ترى والله بقى يومين على رحلة اهلك ؟؟ يعني عندنا وقت نوصل ونشوفهم ...
ضحكت عذا مستحية منه :: وش اسوي والله مو بيدي ؟؟
زياد :: طيب اجلسي لأنك اربكتيني واقلقتيني وماخليتيني انام ؟؟
هزت عذا رأسها وجلست وتركته هو متمدد على الكرسي والسماعات في اذنه ..
ومن شدة توترها .. عشوائيا مسكت اصابع يده وراحت تلعب فيهم .. اما هو فمن حس بحرارة يدها الصغيرة على يده التفت وشافها سرحانة وتلعب في اصابعه وتدندن بأغاني غبية .. ابتسم ورجع لوضعه وما حب يقطع عليها تفكيرها وسرحانها ؟؟؟وعموما عاجبته فكرة انها تلعب في اصابعه ....!!!!
بعد دقائق وقفت وطالعت زياد ..تنهد زياد وهو يشيل السماعة :: وش عندك هالمرة
ابتسمت له مستحية :: بطلع لدورة المياة ..!
زياد بخوف مازح :: أخافك بتنتحرين ؟؟ يابنت الحلال ترى الحين بنوصل ..!
ضربته على راسه تبتسم :: ابعد شوي خلني اطلع ..!
ضحك عليها ومرت قدامه وراحت ...
بعدها رجعت وهي في الطريق شافت بنتين في الصف الأوسط وحده تطالع زياد والثانية عينها في المجلة ... مشت عذا وعينها عليهم وودها لو تتقدم و تكفخهم ..
نغزتها صديقتها ورفعت عينها عن المجلة وطالعت جهة زياد ... وبدوا يتساسرون
انقهرت عذا وسرعت خطواتها بتشوف وش ردت فعل زياد ..
حصلته يقرأ في مجلة بهدوء ...
ولما وقفت على راسه انتبه لها ورفع راسه ابتسم لها وقام علشان تدخل ..
دخلت وجلست وهي تتنهد وبعدين التفتت له :: احلف انك ماسويت لهم شي ..؟
التفت لها عاقد حواجبه :: من هم ؟؟
تنفست بعمق :: يعني بتقنعني انك ما ابتسمت لهم ولا عطيتهم وجه
زياد باصرار :: من هم عاد ؟؟
اشرت له عذا ::: هناك ...
طالع زياد المكان اللي اشرت عليه وشاف البنتين يطالعونه ... رفع حاجبه في وجههم كأنه يستنكر فعلهم .. ولف على عذا ورفع يده على قلبه :: اقسم لك اني ماادري عنهم...!!!
طالعته عذا بتمعن وحاجب مرفوع:: يعني ماابتسمت ..؟
زياد :: والله ولا دريت عنهم .. وبعدين انتي وش فيك كل شوي ماسكة علي ابتسم وما ابتسم ؟؟
عذا بعتاب :: وش اسوي فيك انت اللي عودتني ؟؟
هز راسه يضحك ورجع يطالع في المجلة وتركها هي تحوس في التلفزيون تدور شي يشغلها لحد ما يوصلون ......
.
.
.
من نزلت لمطار جدة ولفحتها الرطوبة والحرارة ؟؟ حست بالفرق ؟؟ سبحان الله شتان بين الدولتين ؟؟ لكن مع ذلك ريحة الوطن والأهل والإستقرار والأمن والأمان أهم من البرد والمطر ؟؟؟؟؟ لفت لزياد وشافته يمشي متوجه لها وهو يحوس في الأوراق اللي في يده ؟؟؟ ابتسمت له بحب وهي تشوفه ماشي ومتوجه لها ... رفع عينه وشافها واقفة تنتظره ابتسم لها هو بعد وقلبه حاس انها تبتسم ؟؟ تعود عليها من تطيح عينه في عينها تبتسم له .............!
وصل لها ومسكها من كتوفها وطلع هو واياها من البوابة ووقفوا اول سيارة أجرة متوجهين لمكة ...
و أول ما شافت اهلها عند بوابة الحرم كانت شوي وتطير من الفرحة ..
ما صدقت عيونها يوم شافت مهند ولمياء وابوها جالسين عند البوابة وينتظرون وصولهم للحرم علشان يسلمون عليهم .. طبعا ما راحوا يستقبلونهم في المطار لأنهم اصلا ما كانوا يدرون بجيتهم الا لما اتصل زياد على ابو عبدالله وقال له يجيبهم عند بوابة الحرم وينتظرونه و لا يقول لأحد علشان تصير مفاجأة للجميع ...
أول ما التفتت سارة ولمحت زياد حسبت نفسها مشبهه عليه ... لكن للأسف من تمعنت فيه حست انه هو زياد بشحمه ولحمه ... يعني أكيد اللي تمشي معه عذا ....!
صرخت سارة والتفتت لأمها اللي تأكل مهند من الدونات :: يمــــه .. شوفي عذا جت..!
رفعت ام عبدالله راسها والتفتوا لمياء وأسامة :: وينها ؟؟
اشرت سارة وهي تشوفهم يتقدمون أكثر ..
وقفت ام عبدالله ويدها على قلبها :: الا والله هذا زياد وهذي عذا ؟؟
لما تأكدت سارة راحت تركض لهم ومن دون حياء من الناس خذتها بالأحضان وهي تصيح .. :: يالدوبا لك فقده والله ..!
عذا وهي تبتسم :: وانتي أكثر يالشينة ..! ما ادري وش بسوي اذا سافرتوا ...
جو العائلة كلهم وسلموا على زياد وعذا بشوق ووله .. وأسامة اللي ما احد توقع منه خذ عذا في حضنه وخذ له دقيقة وهو ماسكها وباين عليه الشوق ...
زياد بغيرة :: خلاص يا اخي قطعت قلبها تراك ..
ابتسم اسامة :: وش اسوي اشتقنا لها الحيوانة ماتوقعت اننا بنسوي كذا إذا راحت ؟؟
ابتسمت عذا :: قلت لكم بتفتقدوني ..!
ضحكوا كلهم ومسك زياد في يد عذا :: ياللا عاد بنروح نآخذ عمرتنا ... ادعوا لنا
فهد بخبث :: انتبه تراها زحمة حط بالك عليها لاتضيع ..!
ابتسمت عذا :: لا عاد هالمرة معي جوالي مو مثل هناك لو ضعت ما عاد عرفت وش اسوي ؟؟
أسامة :: حتى و لو .. افرضي انخطفتي ؟؟
زياد :: فال الله ولا فالك هذا وانت ولهان عليها هذا كلامك اجل الله يستر لو انك ماتحبها ..
ضحك ابو عبدالله :: توكل وانا عمك وخذوا عمرتكم واحنا ننتظركم في الفندق لحد ما توصلون ..
ابتسم لهم زياد وهو يحس بشعور غريب أشبه ما يكون بالغيرة من وعلى عذا ... شافهم وشلون طايرين فيها أمها واخواتها ومبسوطين برجعتها ..؟ حقيقي شاف شوقهم له هو بعد بس الأمر يختلف مع عذا لأنهم في النهاية هذولا امها وابوها واخوانها؟؟
استأذن من الموجودين وخذ عذا من يدها ومشوا داخلين للحرم وبمجرد دخولهم مسكها زياد وجابها قدامه شوي علشان ينتبه لها وتكون تحت عينه ...
تعود على هالحركة وتعود يسويها لعذاه بس ..!
-----------------------------------------------------------------------------

يوم رحلتهم ... كانوا بيت ام راكان ينتظرون بيت عمهم يوصلون لهم لأنهم بيمشون مع بعض ... وبيركبون سيارة وحده لأن أهل نواف مامعهم الا عمر هو الكبير ومع ذلك مايصير يمشي بسيارة بروحه مع اهله فـ اقترح راكان انهم كلهم يركبون سيارة وحده ويسافرون في رحلة وحده ...
طلعوا البنات كلهم وام راكان معهم بعد ما ركبوا أغراضهم في السيارة...
وبعد ما وصلت سيارة بيت عمهم بدوا الأخيرين ينزلون أغراضهم هم بعد ويركبونها في سيارة راكان ...
كان نواف واقف عند شنطة السيارة ويرتب أغراض أهله ...
أما عبير فطلعت من الباب و تقدمت من شنطة سيارتهم لأنها بتحط سلة الشاهي هناك .. وأول ماشافته وطاحت عينها عليه واقف يحوس في جواله ويده على خصره .. حست بالعبرة تخنقها وودها تصيح .. حست بمشاعرها القديمة رجعت تنولد من أول وجديد لكنها مسكت نفسها وبصوت هادئ عميق..::/ لو سمحت شوي ؟؟
ما انتبه نواف لصوتها لكنه انتبه للبنت اللي واقفه جنبه وابتعد على طول وهو يبتسم ..
جاهم راكان وفي يده آخر شنطة :: عبير وش تسوين لا تحوسين الترتيب تكفين ؟
التفت نواف لها وعرف ان الواقفة قدامه من شوي هي عبير لكنه هو الغبي ماعاد صار يعرفها ولا عاد يميزها ..
عبير بصوت واطي :: حرام عليك الحين انا اللي بخرب كل شي ؟
راكان وهو يركب الشنطة :: شفتي وشلون ؟؟ الحين وش سالفتها هالشنطة اللي انتي مركبتها ؟؟ ضيقت علينا ..؟
ضحك نواف على اسلوب راكان ..
وانقهرت عبير :: وش اسوي في امي تقول هذي مئونة الطريق ..
نزل راكان الشنطة بعصبية :: هذي مئونة الطريق يعني ماتنحط مع العفش ياذكية..
انقهرت عبير وتوها بترد عليه لكن نواف رحمها :: وانتم في الطريق بتوقفون عند استراحة وتنزلون ..! يعني وش له تضيق عليهم قدام وانت نازل نازل افتح الشنطة وطلع السلة ..
طالعه راكان : يعني تبيها تتنصر علي ...؟
هز نواف كتفه :: لا بس هي عندها بعد نظر ...
عبير من دون نفس :: ما احد طلب رايك فيني ؟؟
نواف :: بس انا أتكلم مع راكان ؟؟
طالعته عبير بعين مفتوحة :: لكنك تطريني ؟؟
تنحنح راكان :: روحي اركبي طيب واتركي عنك المضارب ...
التفتت بقوة وهي تتحرطم ومشت للباب وركبت السيارة وهي مقهورة منه...
حصلت أريج وإيمان راكبين من زمان ..
عبير بصوت مقتضب :: السلااام ؟؟
أريج مقهورة :: انتي ترى ما اسمح لك تكلمين نواف بهالطريقة ..!
رفعت عينها عبير بألم من هالكلمة :: ولا يهمك بس انتي قولي له لا يتكلم معي بأسلوب خايس ..!
أريج :: انتي اللي اسلوبك خايس مو هو ؟؟
طالعتها عبير بنظرة جامده بس كانت تحكي الكثير .. كأنها تقول الله يالدنيا حتى انتي يا أريج صرتي مثلهم وما عادت عبير اختك تهمك واللي يهمك نواف قبل الكل ؟
ركبت وسفهتها وما ردت عليها ...
وبعد دقائق ركب الجميع وآخرهم راكان اللي ضبط أموره كلها وركب في كرسيه .. وقبل لايمشون طل نواف براسه من شباك راكان :: ياللا عاد تشوفون الخير قدامكم
ام نواف :: الله يسلمك حبيبي بس عاد ننتظرك ..!؟
ابتسم نواف :: الإربعاء انا ان شاء الله عندكم ..!
راكان : : يحق لك بتجي بطيارة ..
نواف وهو رافع حاجبه :: قلت لك روحوا بطيارة انت اللي رفضت ...
ابتسم له :: مشكور ماقصرت ..!
هز نواف راسه :: المهم انتبه للطريق واترك عمر يسوق عنك شوي اذا تعبت ترى كل اللي معك غالين علي ؟؟
غمز له راكان وبصوت واطي:: ولايهمك بحطها في عيوني ..
ضحك نواف :: قلت لك الكل غالي عندي .. ياللا عاد مع السلامة امشوا ..!
سكر راكان الشباك وتوكل على الله وسمى بسم الله وحرك ماشي ...
وكانت نظرات عبير متعلقة على نواف اللي واقف ينتظرهم يمشون ... ولما التفتت شافت اريج تطالعها استغربت عبير :: وش فيك ؟؟
اريج بصوت مستحي :: تتوقعين يقصدني انا لما قال غالين ؟؟
تنفست عبير بعمق وهي مهمومة :: تكفين ترى مالي نفس لمصالتك انتي واياه ..!
وسكتت عنها ولفت بوجهها للشباك علشان ما تشوف دمعتها اللي آذنت بالنزول .
-------------------------------------------------------------------------
في مكة كانت عذا ناسية انها متزوجه وان عندها زوج أصلا ،، .. طول وقتها مع امها ولمياء وسارة تروح معهم وتجي معهم ومو عاطيه زياد وجه ... أصلا هذا إذا ماكانت ناسية أنها تزوجته خلاص ..
لحد يوم الجمعة وقبل الصلاة ... اتصل عليها زياد يعاتبها يعني هو مشتاق لها موت وهي مو داريه عنه:: يالغالية بروح اصلي وابغى دهن عود والا بخور ؟؟؟ معك شي ؟
عذا وهي تضحك من هبال سارة :: اصبر اسأل أمي ...
سدت السماعة وسألت أمها وعقب رجعت له :: إيه فيه تعال أعطيك ..!
زياد وهو مسوي نفسه زعلان :: بتجين انتي بعد و الا بترسلين احد يعطيني اياه؟؟
حست انه متضايق ولامت نفسها :: لا تعال للجناح علشان عذا تعطرك بيديها ...
تنهد زياد ونزل السماعة .. وقامت عذا على طول وهي تحس بتأنيب الضميرعلى تجاهلها له بس والله مو بيدها هالشي ؟؟،، راحت لغرفة امها خذت دهن العود وطلعت للباب تنتظر زياد يوصل ... طلت براسها من وراء الباب وشافته وهو يطلع من جناح الرجال وبعدين وقف يضبط شماغه ويعدل شكله ابتسمت بحب وهي تقول :: كشخة والله العظيم انك كشخة ...
ضحك والتفت للباب شافها تطل عليه وهي مبتسمة .. ابتسم لها ومشى وهو يحس ان شوقه زاد من شافها ..
زياد :: على بالي انك نسيتي ملامحي ؟ قلت بس من تشوفني الظاهر بترجع تتغطى عني ؟؟
لوت بوزها ::/يا قاسي وش هالكلام ؟؟..
رفع حاجبه :: الحين انا قاسي ؟؟ أجل انتي وش تصيرين ؟؟
حاولت عذا تبتسم :: والله عارفة اني أهملتك بس ياللا استانس اليوم بيروحون ...
ضحك زياد باستهزاء :: يعني إذا رجعوا من سفرتهم واستقروا في الرياض بعد بتنسيني مرة ثانية ؟؟؟
شهقت عذا :: لالا .. زياد أنا بس متحمسة معهم شوي لأن ساعاتي معهم محدودة ؟؟ والله مو قصدي أنساك أو أتجاهل وجودك ؟؟
دخل يده تحت رقبتها :: انا ما اقول لك لاتستانسين معهم بس انا اقول من شاف احبابه نسى اصحابه ...
فتحت علبة دهن العود وتحاول تضيع الموضوع لأنه أحرجها ولأنها عارفة أنها غلطانة... حطت له شوي على رقبته ووراء أذانه وهو يطالعها ومستسلم لها :: بتروحين تصلين ؟؟
هزت راسها :: ان شاء الله بنطلع الحين..
زياد :: زين ياللا اغسلي والبسي عبايتك وابنتظرك ننزل سوا..
سبلت عذا عيونها في وجهه وبنبرة توسل :: بليز بنزل معهم ؟؟
تنهد زياد :: يعني انا بخطفك وما برجعك لهم..؟؟
ابتسمت :: لا مو قصدي بس ودي انزل معهم خلني أعيش معهم لآخر قطرة
تنهد زياد :: وهذا واحنا تونا متناقشين ؟؟
ضحكت عذا ::زياد علشاان خاطري هالمرة لاتزعل الله يخليك ؟؟
هز راسه موافقه وطلع وتركها لكنه قدر يرسم في عيونه نظرة عتاب عليها ..حزت في خاطرها وقالت ياللا بتنزل مع اهلها الحين وبعدين ترجع معه هو ..
.
.
.
في مطار جده ...
وعند بوابة المغادرة ...
كانت عذا في حضن أمها وتصيح ... أما لمياء فـ واقفه وفهد جنبها ويده على كتوفها ومهند مع ابو عبدالله اللي ماتركه من قام الصباح
أسامة وهو واقف بملل:: ياللا تكفون لاتفوتنا الرحلة ..!
زياد :: اشوفك مستعجل على السفر ؟؟؟
أسامة بابتسامة حزينة :: وش اسوي .. لو قعدنا نتحاضن من الآن لبكرة مستحيل ما بنشتاق لكم بمجرد ما نركب الطيارة ...
هز زياد راسه والتفت لعذا وشافها مقطعة نفسها من الصياح وعمته متبهذلة معها راح لهم وهو يبتسم ومسكها يبعدها عن امها :: خلاص يابنت الحلال اتركي امك شوفي وشلون صار شكلها ..
عذا وهي تشهق :: يمه تكفين كل يوم اتصلوا علي .. وقولي لولد اخوك يخليني اجي ازوركم ..
ابتسمت ام عبدالله :: زياد لاتقاطعنا و شف لك يوم واحجز انت واياها وتعالوا
نطت عليهم سارة في الخط :: زياد ياويلك ان سمعت منها انك مضايقها ومستغل غيابنا وقاعد تعذبها ...
ضحكوا كلهم وطالعها زياد :: وش قالوا سندريلا ومرت ابوها ؟؟
هزت سارة راسها :: ايه ابغاك تحرص عليها ..
والتفتت لفهد اللي واقف هو ولمياء مع ابوها :: وانت يابو مهند يا ويلك ان اشتكوا منك عيالك والا قالت لنا لمياء شي مو حلو عنك والا ما وديت مهند للسوبرماركت ترى بحجز أول طيارة للسعودية واوريكم شغل الله ....
ضحك فهد :: لا ماعليك اختك عن عشر رجال بتآخذ حقها وحق ولدها ...
ضحكت ام عبدالله :: سارة اليوم متقمصة شخصيتي ...
سارة :: وش اسوي فيك من وصلنا وانتي تصيحين ونسيتي دورك كأم ..
ضربها اسامة على كتفها :: بعدي والله اللي تمارس دور الأمومة بس تكفين حدك لعذا ووقفي .. انا ما احتاجك كأم ..
ضحكوا كلهم وتوادعوا الوداع الأخير وطلعوا متوجهين لطيارتهم كانت عذا تشوفهم وهم رايحين وخيالاتهم بدت تغيب عن عينها ... ما قدرت تمسك دمعتها لأنها مو متعودة أبدا تفارق أمها وابوها ؟؟؟ وخصوصا هالفترة اللي هي توها ماتعودت على زياد ولا تأقلمت مع الحياة واياه .. طلعوا عذا وزياد بعد ما قدر الأخير يراضيها بكلمتين لصالة الرحلات الداخلية ينتظرون رحلتهم للرياض. أما لمياء وفهد فـ راحوا لفندقهم اللي حجزوه في جده علشان يصيفون هناك ...
-------------------------------------------------------------------------
كانت ندى قمة في الوناسة من اتصل عليها زياد يبشرها انه في السعودية .. وأخيرا التموا الناس حولها ولقت احد ممكن يونسها في ضيقتها مع هالمشاري الجليدي ... اتصلت عليهم من بكرة على طول وعزمتهم على العشاء وطبعا زياد لايمكن يرد طلب أخته فـ وافق على عشاها وقال لها تنادي بيت عمه علشان عذا بعد تسلم عليهم ...
في البداية تلخبطت ندى وما تدري شلون تقول لسحر والا تعزمهم لكنها في النهاية قالت بتقول لهم وبس ان حبوا يجون اهلا وسهلا وان ماحبوا بكيفهم ..
اتصلت على البيت وردت عليها مرت عمها ..
......... :: خالة الله يحييكم اليوم عندي على العشاء عازمة زياد وعذا ..
ابتسمت ام مشاري :: اشوف سحر وش عندها ونجيكم .. على الأقل أبارك لأخوك واعتذر منه لأني ماحضرت..
ابتسمت ندى :: زين اتركك الحين اروح اشوف مطبخي واشيك عليهم
ام مشاري : زين الله معك بس ماتبين مساعده ولا شي
ندى :: الله يسلمك لكن كل شي جاهز الحمدلله .. والطباخة مو مخلية لي شي
سكرت ندى عن مرت عمها ،، وهي متأكدة ان سحر مستحيل تجي .. فكرت تتصل عليها وتقول لها لكنها تراجعت في النهاية وراحت للمطبخ تشغل عمرها ..
.
.
.
في الليل ... وصلت ام مشاري والمفاجأة ان سحر معها . ابتسمت ندى بفرحة لما شافتها يعني إن شاء الله نست :: هلا والله ماتوقعتك تجين
عقدت سحر حواجبها مبتسمة :: وش دعوى ما اجي ... الا بجي بيديني ورجليني لا وبعد تحملوني مادام اني دخلت بيتكم للمرة الأولى يعني كل شوي بجيكم ..
ابتسم لها مشاري اللي كان ينزل مع الدرج :: الله يحيك أي وقت البيت بيتك وانا اخوك
ابتسمت لهم ندى ودخلت معهم للمجلس ... ودخل مشاري يجلس معهم لحد مايوصل زياد وزوجته ...

بعد دقائق رن جرس بيتهم الخارجي ... وقام مشاري بسرعة وطلع ..
استأذنت منهم ندى وقامت تفتح الباب ...
تقابلت مع اخوها وصاحت يوم شافت معه عذا .. وأخيرا تحقق حلمه وصارت زوجته وواقفة جنبه .. تأثرت من ابتسامته أول ما فتحت الباب وهو كان يكلم عذا اللي ضربته على كتفه وشكله كان يعلق عليها بشي قوي ؟؟
سلمت على بنت عمتها ومشت معهم ووصلت زياد للمجلس وخذت عذا معها لداخل البيت ..
عذا بحياء :: فيه عندك أحد ؟؟
ندى بتوتر :: بيت عمي بس ؟؟
عقدت عذا حواجبها وحست بشي في خاطرها لكنها ابتسمت في وجه ندى وراحت تفسخ عبايتها وترتب شكلها ...
وأول مادخلت للمجلس كانت تتنفس بقوة مستحية ومو متعودة تدخل مجلس فيه ناس وما معها أمها والا سارة لا وهالمرة سحر وامها موجودين وهي تحس نفسها تقلق من تسمع طاري بنت عمه ...
كانت الصدمة قوية على سحر لما شافتها ... كل الأحزان رجعت لها من أول وجديد .. بلعت غصتها وهي تقوم واقفة وتسلم عليها من دون شعور ..
شافتها تبتسم ومبسوطة وخدودها موردة من الحياء...
صافحتها سحر ببرود قاتل .. حتى انها ما باركت لها ...
وعلى طول شالت عمرها وطلعت من المجلس قبل لاأحد يلمح دمعتها ...
استغربت عذا تصرفها وزادت شكوكها وحيرتها . لكن ندى على طول لحقتها :: سحــــــــــر .. لحظة ..!
سفهتها سحر وكملت طريقها ...
ندى :: سحر دقيقة شوي ..
وقفت سحر ولفت لندى وعيونها تلمع بالدموع :: ليه يا ندى ؟ على بالك بهالطريقة تحطيني امام الأمر الواقع ؟
تنهدت ندى :: والله ما كان قصدي بس انا كنت عازمتكم وقايلة ان العزيمة على شرف عذا ..
طالعتها سحر تستفهم :: انتي قلتي لأمي ان عذا بتجي ؟؟
هزت ندى راسها بلإيجاب ...
ابتسمت سحر غصب ومسحت دمعتها :: اجل آسفة ندى الغلط صار من امي وما قالت لي .. لكن انا معليش ما اقدر اجتمع مع مرت اخوك في مكان واحد اسمحي لي ...
مشت تركض وقبل لاتطلع من الباب قابلها مشاري اخوها وشاف دمعاتها اللي على خدها لكنه ما امداه يناديها ..
طالع ندى اللي كانت بتتوجه للمجلس وهي متضايقة وناداها :: وش فيها سحر ؟؟
بلعت ندى ريقها ماعرفت وش تقول له :: مو هي أختك روح اسألها انا وش يعرفني؟
رفع حاجبه بغضب :: احد من اللي في المجلس مزعلها بكلام ؟؟
كانت ندى ودها تضحك وتقول له الوضع كله مزعلها .. لكنها اكتفت لما قالت :: عادي ما احد قال لها شي بس يمكن هي متضايقة من شي قبل ..
وقبل لايزيد عليها الأسئلة ويحرجها تركته وراحت للمجلس ..
أما مشاري فـ تنهد بعمق وكأنه حاس باللي في سحر اخته علشان كذا ماحب يحرج ندى في الأسئلة او يضغط على سحر ........................
.
.
.
.
يعني وش فيها أحسن مني ؟؟ جمال والا دلال والا حلال ؟؟
أنا احسن منها في كل شي ,, في كل شي حتى اني اقرب منها له ؟؟
بس هو ليش يسوي كذا ؟؟ ليه يفضلها علي ويتزوجها ؟؟ يارب ارحمني من هالتفكير يارب ..
الـظروف القاسية عيت تزيــن
اندمر وضعي وانا تـوي شبـاب
كل ماهانت علي ترجع تشـين
بس أهونها ألين الرأس شــاب
أشكي الوحده وهموم السنين
وأشتكي ظلـم الدهر والعــذاب
كل شيء بداخلي يبكي حـزين
كل شيء بداخلي يبكي مصاب
-----------------------------------------------------------------------------
في شقتهم في مكة .. كان نواف توه واصل ومآخذ عمرته ..
وبعدها اجتمعوا كلهم الشباب يتعشون والبنات مع بعض يتعشون ...
وبعد ما خلصوا نادى نواف إيمان أخته قالها كم كلمة .. وبعدين دخلت إيمان لغرفة النوم عند البنات وكانوا مستعدين بينامون ...
إيمان وهي تفكر :: الحين من اللي عندها بطانية زيادة لنواف ؟؟
عبير وهي تحط كريم على يدها :: قولي له يطلب من الرسبشن ؟
طالعتها ايمان وهي رافعه حاجب :: الحين اقول لك الولد تعبان وبينام وتقولين لي يطلب من الرسبشن ؟ متى بيوصلون له ..
نقزت أريج :: عطيه بطانيتي وانا بتغطى بالعباية
طالعتها عبير بنظرة :: ترى برد في الليل بتحتاجين بطانية
عصبت ايمان :: طيب انتي ماتبين تعطينه ليه تمنعين أريج ؟؟ يختي هي تحب اخوي اكثر منك وتبي تساعده ؟
تنهدت عبير وطالعت في إيمان :: خذي بطانيتي انا (( وقامت من عليها وشالتها لها ))
إيمان وهي بنص ابتسامة :: الله وش عندك متكرمة عليه
عبير :: مو علشانه علشان اختي ماتبرد في الليل
إيمان :: علينا يا ام الشباب ؟؟
طالعتها عبير بنظرة تنبيه وبعدين حولت نظرها لأريج وكأنها تقول لها ما اسمح لك تقولين لي كذا واخوك خاطب اختي ..!
انتبهت لهم اريج وطالعت في إيمان بنظرة عتاب .. سكتت إيمان عقبها وشالت البطانية وطلعت ... وبعدها رجعت تنسدح جنب عبير واللي هو مكانها اللي تنام فيه ..
بعد دقائق ولما حسوا ان أريج نامت ... قامت إيمان وجلست على السرير مواجهه لعبير ... رفعت عبير عينها عن الكتاب اللي في يدها وطالعتها :: وش عندك قمتي
تنهدت:: عبير اسألك بالله ؟ انتي تكرهين نواف وماتحبينه والا بس تكابرين ؟
ابتسمت عبير :: سؤالك مو وقته ارجعي نامي ..
اصرت ايمان :: اقول لك اسألك بالله تجاوبيني ؟؟
تنهدت عبير :: إيمان لاتسمعك أريج ؟؟ ترى هو صار خاطبها الحين وانا احس انها بتوافق .. (( وحاولت عبير تبلع غصتها لاتصيح ))
إيمان :: طيب انتي صارحيني .. والله اني احس في عيونك كلام غير اللي تقولينه وتظهرينه تكفين فضفضي لي علشان أكون في الصورة ؟؟ عبير صدقيني ما راح ترتاحين الا اذا تكلمتي مع احد ؟؟ عاجبك وضعك الحين ماعاد صرتي مثل أول لاتنكتين ولاتمزحين ولا حتى صرتي تزورينا ؟؟ كل هذا علشان إيش ؟؟
تنهدت عبير وتصلحت في جلستها ونزلت عيونها لحضنها :: إيمان كل شي صار ضدي الحين ؟؟ قولي لي وشلون تبيني استانس وانا من داخلي مجروحة ومقهورة؟
مسكتها إيمان مع يدها بتعاطف :: وش اللي جارحك ووش اللي قاهرك ؟؟
رفعت عينها عبير :: كل شي ... يعني وحده بنت في عمر الزهور تتعرض لحادث مثل اللي صار لي .. لا ومن اللي يشوفها ويساعدها ؟؟ ولد عمها اللي كان ينظر لها باحترام ومتوقع منه انه يخطبها ؟؟ والا هالبنت نفسها يخطبونها ناس محترمين لكن كل شي يتفركش وتنفضح بين العالم انهم ماتملكوا علشان فيها عيب ؟ وهالعيب وشو ؟؟ انهم يشكون في نزاهتها ؟؟ تتوقعين هذا كله سهل علي ؟؟
ونزلت دمعة عبير من دون ماتحس فيها ...
إيمان :: طيب وش ذنبه نواف اخوي ؟؟
عبير بعصبية مكتومة علشان ماتصحى أريج :: أنا عارفة ان اخوك هو اللي قالهم كل شي علشان ما اتزوج ؟؟ ما ادري عنه هل هو نوع من الإنتقام والا يعتبره تحدي ؟
طارت عيونها إيمان : ياااااااااه معقولة تظنين في نواف هالظن الى الآن؟؟ ما اقسى قلبك عليه؟؟ وبعدين تعبت وانا اقول لك مستحيل ؟؟ اصلا نواف من عرف بالخبر اتصل على عبدالرحمن هذا وعطاه كم كلمة في الصميم ... وبعدين نسيتي وش سوا في مؤيد الخسيس ؟؟
طالعتها عبير مستغربة :: الحين نواف اتصل على عبدالرحمن ..؟
هزت إيمان راسها بالإيجاب
عبيربلهفة وتشفي : طيب وش قال له ؟؟
هزت إيمان كتوفها :: مادري وش قال له بالضبط بس انه اتصل عليه وقال له ان تصرفه خالي من الرجولة ومن هالكلام القوي ..
تنهدت عبير وهي تحس ان الله مقدر ما احد يآخذ حقها في هالدنيا الا هالنواف ..
قاطعتها إيمان :: كان بودي تكونين انتي مرت نواف .. لكن يالله وش نسوي مقدر انه هو اللي يخطب أريج ويتزوجها
هزت عبير راسها بألم :: الله يوفقه أريج تستاهل كل خير
ابتسمت إيمان بعبط :: يعني انتي مالك خاطر فيه ؟؟
ضحكت عبير :: المسألة مو لعبة ؟؟ لكن ماعاد ينفع الصوت اذا فات الفوت
هزت إيمان راسها وابتسمت لها وبعدها رجعت تنسدح على السرير ونفس الشي سوت عبير لكن الإختلاف ان إيمان نامت بينما عبير بدت تسترجع شريط ذكرياتها من بدايته لحد هاللحظة...
---------------------------------------------------------------------------


مرت الأيام والحياة مثل ماهي .. الأمن مستتب والأوضاع ماتغيرت ...
كل من لاهي في حياته ومصالحه وأشغاله ...
كانت أريج وافقت على نواف ولد عمها ... مع ان عبير تتجرع العلقم كل يوم من تشوف أريج اختها لكنها حاولت تأقلم نفسها على الموضوع .. قرروا انهم يتملكون في إجازة عيد الفطر بعد رمضان .. لأنه هو الوقت المناسب ..
.
أما زياد .. فـ زاد الشغل عليه حبتين هالفترة ... وصار طول وقته في دوامه وما يطلع الا وقت متأخر لدرجة خلت عذا تمل وتزهق .. لأنه ماعاد صار يعبرها ولا يجلس معها ،،، يعني طول وقته يا في الشغل والا نايم ...
.
.
أما ندى ومشاري فـ مثل ماهم ... صحيح تحسنت علاقتهم نوعا ما لكن مشاري يضل مثل ماهو رسمي لأبعد الحدود مع ندى ولاعمره تكلم معها او سولف أو حتى مدح فيها شي .. كانت حياتهم روتينية مملة ... طفشت ندى منها لكن وش تسوي ووش تقول .. حاولت كذا مرة تطلب منه الطلاق لكنه كان يستهزأ فيها ... ويرفض
.
.
.
أما سحر فـ حالتها يوم تتحسن وعشرة لا ... كثرت روحاتها للمستشفى وصارت تهمل أدويتها وماعاد تهتم بشي ... تعذب ابوها وامها من وراها وكسرت قلوبهم عليها ..
.
.
أما ابو عبدالله وعياله فـ لهم الآن أكثر من اربع شهور مسافرين وان شاء الله ماباقي شي ويرجعون ...
.
.
.

وفي العصر .. أحد ايام رمضان الكريم ..
كانت عذا جالسة في الصالة وهي تحس بنفسها تعبانة ومرهقة ...
كانت ماتقدر تقوم او تتحرك تحس بدوخه وتحس انه بيغمى عليها ...
رن التليفون وبصعوبة قامت وردت عليه :: مرحبا ...
.......:: هلا والله بالقاطعة ..
ابتسمت لما سمعت صوت لمياء :: هلا لمو كيف حالكم ؟
عقدت لمياء حواجبها :: عذا وش فيه صوتك ؟؟
عذا وهي تبلع ريقها :: مافيني الا العافية بس تعبانة شوي
لمياء ::وش اللي متعبك ؟
عذا :: مادري احس اني بدوخ وما اقدر اتحرك ؟؟
لمياء بعصبية :: والحبيب وينه عنك ؟؟ قولي له يوديك للمستشفى ؟؟
خنقتها العبرة :: تدرين ان هالحبيب لي ثلاثة أيام ماشفته ؟
استغربت لمياء :: وين هو فيه ؟؟
عذا :: في الرياض بس ما اشوفه ؟؟ والله يالمياء صار يطلع كثير ومايرجع الا آخر الليل وتخيلي من اسبوع اتصل علي الصبح وقال انا في الشرقية وبجلس يومين هناك ؟؟ تخيلي وانا آخر من يعلم
عصبت لمياء :: طيب اتصلي عليه الحين قولي له انك تعبانة خليه يجي يوديك للمستشفى ؟
مسحت عذا دمعتها الوحيدة اللي نزلت من زاوية عينها بسبب المغص والألم النفسي من زياد :: على بالك ما اتصلت؟ اتصلت بس جواله مقفل ؟
لمياء قاطعتها :: والمكتب ؟
عذا :: رد علي نواف ويقول انه موموجود ؟؟ والله مادري أخاف عليه والا أعتبره وضع عادي ؟؟
لمياء :: الحين خافي على نفسك انتي قبل .. وياللا قومي البسي عبايتك دقيقتين وانا وفهد بنكون عندك
عذا وهي مستحية :: لا لمياء استحي من فهد بيقول وين زوجها عنها
لمياء :: يوووه منك انتي وافكارك فهد مستحيل يقول كذا قومي بس تجهزي وبنمرك ؟؟ بسرعة قبل لا يأذن المغرب ..
تنهدت عذا ووافقت على عرض لمياء وعلى طول سكرت من عندها السماعة ...
وقامت بتروح لغرفتها تبدل ملابسها ... لكن من وقفت على رجولها حست بالعالم كله أسود وماعاد صارت تشوف شي وماحست بنفسها وهي تطيح جنب الكنب ...
.
.
.
بعد ربع ساعة كانت لمياء عند الباب واقفة وترن الجرس ,, لكن محد يرد عليها ...
فهد وبنبرة قلقة :: يوم تكلمينها وصوتها كان طبيعي ؟؟
هزت لمياء راسها بخوف :: كانت تكلمني عادي ومافيها شي .؟
تنهد فهد :: الله يستر .. طيب اتصلي عليها يمكن ترد ..
هزت لمياء راسها وطلعت الجوال من شنطتها واتصلت على جوال عذا مرتين وما رد أحد عليها ..
فهد :: ترى بتهور واتصل على الدفاع المدني أو خلينا نتصل على زياد
لمياء بخوف :: خلني أرن الجرس مرة ثانية ...
توها لمياء بتدق الجرس الا وانفتح الباب بهدوء وببطء ..
ابتسمت لمياء مرتاحة والتفتت لفهد علشان يروح للسيارة ينتظرهم .. وفتحت هي الباب ودخلت .. ماشافت أحد قدامها ولما طالعت وراء الباب .. شافت عذا جالسة على ركبها وبلبس البيت ووجها مصفر..
شهقت لمياء ونزلت لها على طول ومسكتها :: عذاي وش فيك ؟؟ وش صار لك ؟
رفعت عذا عينها وماكانت تشوف شي غير الضباب ... وخيال لمياء اختها وبصعوبة وريقها ناشف :: تـ ـ ـ عـ ـ بانة
خافت لمياء عليها لما شافت وجهها مصفر وشكلها ضعيف وكأن فيها وهن وتعب .. مسكت يدها وساعدتها توقف ومشت وهي ماسكتها لحد مادخلوا البيت وعلى طول جلستها لمياء على الكنب وركضت للمطبخ تشوف لها شي يقويها .. خذت لها كأس عصير قصب و شالته لها على طول .. حاولت تسقيها منه لكن عذا رفضت :: لمو ماابي اخرب صيامي ..
هاوشتها لمياء بعصبية :: اصلا حتى لو بوديك للمستشفى بيعطونك مغذي يعني كذا والا كذا فاطره ....!
تنهدت عذا وعلشان لمياء ماخذت الا رشفتين وبعدين انقرفت :: خلاص لمياء ما اشتهيه ؟؟
هزت لمياء راسها وابعدت عنها ورجعت مسكتها ..:: تقوين تتطلعين الدرج والا انزل لك لبسك تحت؟؟
ابتسمت عذا :: لا بطلع معك فوق بس ساعديني ؟؟
مسكتها لمياء مع خصرها وحاولت تساعدها تقوم لكن عذا ماقدرت ورجعت تطيح مرة ثانية ...
خافت عليها لمياء :: خلاص خليك لاتتحركين بطلع اجيب لك لبس وعبايتك وبعدين اساعدك نطلع من البيت مرة وحده ...
طلعت لمياء ركض ونزلت ومعها لبس .. ساعدت عذا تبدل ولبستها عبايتها وحاولت هي واياها خطوة خطوة يطلعون من البيت .. أول ماشافهم فهد .. قرب لهم السيارة وفتح الباب وحاول يمشي جنبهم علشان ماتطيح عذا وتتعور ... وركبوا وانطلقوا لأقرب مستشفى ...
----------------------------------------------------------------------------
زياد في هاللحظة كان في مكتب عمه .. و ناسي جواله في مكتبه والظاهر انه فاضي بدون شحن ؟؟ .. كان جالس ويطالع في عمه وينتظره ينتهي من مكالمته ...
عقب ربع ساعة سكر أبو مشاري الخط ومباشرة التفت لزياد :: سمعت المكالمة ؟
عقد زياد حواجبه :: وش فيها ؟
ابو مشاري :: بكره ان شاء الله لازم تروح الخرج ؟
تنهد زياد :: وش عندنا في الخرج بعد ؟
طالعه ابو مشاري بنظرة عصبية :: مالها داعي تنهيدتك ؟؟ ترى لو تبي حلالك يدوم اسعى له
ابتسم زياد متفشل :: مو قصدي ؟؟ بس وش عندنا هالمرة هناك ؟
ابو مشاري وهو يحوس في ادراج المكتب :: تجتمع بالموظفين هناك وتشرح لهم آلية العمل الجديدة مع المعدات الجديدة ؟؟
زياد مستغرب :: قصدك المصنع ؟
هز ابو مشاري راسه وهو يطلع ملف من الدرج ويسكره وراه ..
عقبها وقف زياد :: خلاص بكره ان شاء الله انا هناك .. تآمرني بشي
ابتسم ابو مشاري :: اصلا مابعد بديت موضوعي ؟
رجع زياد يجلس :: سم ...
وقف ابو مشاري وقدم الملف لزياد :: هذا الملف مشروعنا مع ابو عبداللطيف ؟؟
مسك زياد الملف :: المنتجع ؟؟
هز ابو مشاري راسه وهو يطلع من مكانه :: وصلت خير ... هذا الملف فيه كل دراسات المشروع .. لكن طبعا الدراسات هذي مبنية على أساس الشراكة
رفع زياد عينه لعمه اللي جلس قدامه مستغرب :: يعني مطلوب مني اسوي له دراسة جديدة؟
هز ابو مشاري راسه :: لا طال عمرك لاتسوي له شي
استغرب زياد لهجة عمه وسكت ..
كمل ابو مشاري :: ابو عبداللطيف فض الشراكة وسحب راس المال ؟
طارت عيون زياد في وجه عمه مصدوم :: وليش سوى كذا ؟؟
ابو مشاري بنبرة استهزاء :: البركة فيك ؟؟ من اللي مشارك ولده وعقب خون فيه وراح يبلغ عنه ؟
سكت زياد شوي وكأنه يبي يستوعب الوضع :: وش تقصد ؟؟
ابو مشاري :: انت اللي بلغت عن مؤيد ؟؟ وعقبها طلعت من العملية مثل الشعرة من العجين مع انك مشارك فيها .. لا وفوق هذا كنت على وشك تورط اسم الشركة معك ؟؟
عصب زياد : انا ماشاركت في جريمته ولاعمري بشارك في مثل هالخرابيط
ابو مشاري بتشديد:: ليه سويت كل شي من وراء ظهري؟؟؟
زياد :: اصلا ما سويت شي كله عقد وقعته وعقبها فضيت الشراكة ودفعت الشرط الجزائي..
ابو مشاري:: وبلغت ؟؟
تنفس زياد بعمق :: لا .. انا لابلغت عنه ولا هم يحزنون ؟؟ وبعدين حتى لو اني مبلغ فـ انا معي حق..
ابتسم ابو مشاري:: لكن اللي سويته مو في مصلحتنا وشف اول العواقب ..!
زياد :: الحين فض شراكته علشان ولده ؟
هز ابو مشاري راسه بالإيجاب
ورمى زياد الملف :: إذا بالناقص منها مانحتاجها ؟؟
رجع ابو مشاري ومسك الملف وطالع في زياد :: بس يالغالي الحين حنا ما طلعنا بمشروع طلعنا بخسارة ومديونية ؟؟
سكت زياد وهو يطالع عمه ..
كمل ابو مشاري ::يعني المشروع ما خلص منه الا نسبة 40 % وبعدها ابو عبداللطيف سحب كل راس المال وصفيت انا بروحي على هالمنتجع الضخم .. يعني سواء كملته او وقفته خسران خسران
زياد بقل حيلة :: يعني ؟؟ وش المطلوب
ابو مشاري :: سلامتك بس اللي كسرته صلحه ؟
زياد بعصبية :: ايه بس انا ماكسرت شي
ابو مشاري ببرود :: اسمعني واترك عنك العصبية ..
سكت زياد وطالع في عمه
كمل ابو مشاري :: اسمعني زين يا زياد يا ولد سلطان ... بما انك شاركت هالولد بدون علمي ودخلت نفسك في متاهات وكنت بتضيع معك اسمنا وسمعتنا وروحت علينا أكبر مشروع واكبر عميل فـ لازم تتحمل شي من الخسارة وبصدر رحب ومن دون نقاش ..!
هز زياد راسه :: باللي اقدر عليه ..!
ابو مشاري :: كل شي تقدر عليه ...
زياد بخوف :: آمرني
ابو مشاري :: الله يسلمك عندنا خيار يقول أني بسدد المديونية من الربع الباقي في نصيبك اللي ماسلمته لك... وفي هالحالة بتكون انت شريكي بس في الربع وهالربع بيكون نصيبك انت واختك .. او ممكن تعتبره نصيب اختك بينما انت تبرعت بنصيبك علشان اللي خربته .. يعني مالك حق تكون شريك رسمي لي بالمناصفة .. بنسميك مساهم في راس مال الشركة ؟؟
سكت زياد وهو مو عارف وش يقول بس الإقتراح صدمه ...
كمل ابو مشاري ::أو ممكن ان انا وانت نتشارك في الخسارة ... والباقي من نصيبك يبقى مثل ماهو مع حسم حجم الخسارة اللي بنآخذه منه ...؟؟
وطالع زياد بابتسامة صغيرة مرسومة على طرف فمه ... وكأنه ينتظر الجواب ؟؟
رفع زياد حاجبه وابتسم :: أكيد الخيار الثاني ...
ضحك ابو مشاري :: بس يالغالي أنا ماعندي نية أضيع حلالي و حلال عيالي علشان غلطة انت مسؤول عنها ..
سكت زياد وهو مو فاهم شي ..
كمل ابو مشاري وهو قايم ورايح لمكتبه :: اسمع .. انا تعبت وشقيت لحد ما وصلت للي تشوفه ... و هذا بيكون ورث لعيالي من بعدي .. يعني لازم ما افرط فيه واحافظ عليه مثل ما سوا ابوك في ورثك انت واختك ... باختصار انا ماعندي استعداد اخسر عيالي شئ من ورثهم من دون وجه حق وأعطيه الناس الغرب ...(( وجلس على الكرسي وطالع زياد بخبث )) لكنـ ـ ـ ـ
قاطعه زياد وقلبه ناغزه :: لكن إيش ؟؟
ابو مشاري وركز نظره على زياد :: اذا كنت زوج بنتي ... الوريثة الشرعية لي فـ هذا شي ثاني معناتها ممكن أشاركك الخسارة لأن الحلال مهما كان ماراح يضيع كونه من ولد اخوي وشريكي لبنتي ووريثتي ؟؟
وقف زياد واللي توقعه صار وهو معصب :: بس أنا متزوج ياعمي ومرتاح في زواجي
ابتسم ابو مشاري: انا ما اجبرك انا اخيرك ... وترى انا ما اعرض عليك بنتي لأنها رخيصة عندي ؟؟ أبدا ومستحيل تفكر هالتفكير ؟؟ يا ولد اخوي أنا اعرضها عليك لأنك رجال تستاهل ولا ودي أظلمك انت واختك ..
تنهد زياد وهو رافض تماما :: الله يعطيك العافية .. لكن هالمشكلة انا بـ احصل لها حل مناسب ويرضي جميع الأطراف ولا تهتم طال عمرك ..
وطالعه زياد بنظرة عتب واستأذن منه وطلع وهو مقهور ... لا زال عمه يضغط عليه ويبيه يآخذ بنته ... وهذا كله فوق على ان عمه يضغط عليه في الشغل علشان مايرتاح في زواجه .
تنهد ابو مشاري لما طلع زياد وهو شبه بدأ ييأس من هالزياد اللي بسببه يشوف بنته تتعذب كل يوم ... وفي خاطره (( ليتني ماسمعتها ولا عرفت انها متعلقة فيه ؟؟ ))
------------------------------------------------------------------------------
قامت هي وعذا من الإستراحة بعدما نادت عليهم الممرضة .. كانت عذا بالقوة تقدر تمشي ... والإرهاق باين عليها ... طلعوا وشافوا فهد جالس على الكراسي ويلعب في جواله .. نادته لمياء وأشرت له انهم بيدخلون للدكتورة ...
ومسكت يد عذا ومشت معها ...
جلسوا قدام الطبيبة اللي كانت تطالع في اوراق التحاليل وعلى وجهها ابتسامة خفيفة ..
رفعت عينها وطالعت لمياء وبعدين عذا ... وابتسمت لهم ..
ابتسمت عذا ::خير دكتورة طمنيني ؟؟
ابتسمت لها الدكتورة بفرح :: أنتي من متى متزوجة ؟؟
عقدت عذا حواجبها :: من فترة يعني يمكن خمسة شهور ؟؟
الطبيبة وهي تقلب نظرها بين الأختين :: والظاهر جاء الوقت المناسب علشان تكونون أسرة صغيرة مع بيبي جديد ؟؟
سكتت عذا ولفت وجهها للمياء أختها وهي مصدومة ...
ضحكت لمياء بفرح والتفتت للدكتورة :: من جدك دكتورة عذا حامل ؟؟
هزت الطبيبة راسها وهي ترتب الأوراق :: هذا كلام التحاليل .. وهذا الشي الجيد في كومة الأوراق هذي لكن الشي اليل مو جيد ...
وسكتت شوي تطالع فيهم .. شافت الرعب في عيون لمياء والجمود في ملامح عذا
ضحكت عليهم :: لاتخافون عاد مو لهالدرجة .. بس انتي يامدام تعانين من أنيميا حادة جدا وانا ملاحظتها من دخلتك علي قبل التحاليل .. وهذا يعني تعب وارهاق لك وللجنين .. لازم تنتبهين لنفسك علشان صحتكم انتم الأثنين .. معاك انخفاض بسيط في الضغط واتمنى انه مايكون ملازم لك طول فترة الحمل لأن هالشي هو اللي بيتعبك .. ومثل ماقلت ارتاحي وتغذي زين ولاتتحركين كثير لأنه ما بعد ارتفع الحمل عندك ومع هالأنيميا ممكن تكونين عرضة لأي شي .. واحنا نخاف من عدم ثبات الحمل..!
شهقت عذا ويدها على فمها .. ابتسمت لمياء :: دكتورة تفائلي بالخير ؟؟
ابتسمت لهم الطبيبة :: انا متفائلة خير .. ومن شفت هالبنوتة الحلوة اللي قدامي وانا كلي امل ان البيبي اللي في الطريق يطلع عليها ... والا لا ؟؟(( والتفتت للمياء ))
عذا بصوت حنون :: حرام دكتورة حتى أبوه إنسان رائع ..
ضحكت لمياء ومعها الطبيبة وكتبت لهم وصفة علاج وقالت لعذا تفتح ملف علشان مراجعة الحمل .. وبعدها طلعت لمياء ومعها عذا مستندة عليها ...
.
.
.
.
رمى نفسه في هاللحظة على مكتبه وهو متوتر وقلق ويحس نفسه في حوسة ومتاهة ومو لاقي طريق يطلع منه ... يمكن كل اللي يحتاجه راحة بال وترتيب أوراق وكل شي بيكون اوكي .. هذا كان في اعتقاده هو ...
فتح الدرج وطلع جواله لقاه مقفول ... تأفف وطلع الشاحن وشبكه ...
فتحه وأول ما انفتح الجهاز وصلته أكثر من عشرين رسالة تبيلغ باتصال ...
والأغلبية من جوال عذا والبيت .. وكان فيه اتصالين من لمياء واتصال من فهد ؟؟
خاف زياد حد الموت ..؟؟ أكيد فيها شي والا ليش كل هالإتصالات ؟؟
وبسرعة البرق ومن دون مايطلع اسمها من القائمة ضغط على الآرقام ورن التليفون ..
تنهد بخوف لما ردت عليه :: عذا ؟؟؟ خير عسى ماشر ؟؟
ضحكت عليه :: وانت على طول كذا ؟؟ ما تقول السلام عليكم ؟؟
ابتسم لما سمعها تضحك :: انا اذا خفت عليك انسى حتى اسمي ؟
سكتت عذا وماردت عليه .. هذا هو زياد دائما تزعل منه بس بكلمتين على طول ترضى ...
رجع زياد ظهره وتسند على الكرسي :: وش عندك يالغالية متصله كل هالإتصالات ؟؟ لا يكون فيك شي ؟؟
عذا مبتسمة :: سلامتك مافيني الا العافية بس خفت عليك جهازك مقفل ونواف يقول انك مو في المكتب ؟؟
بلع زياد غصته ورجع كل شي في باله عقب ما قدر ينساه بسماع صوتها :: كنت عند عمي نتناقش في موضوع يخص الشركة ..
عذا :: إذا كذا مو مشكلة ... بس عاد لاتعيدها ترى من جد خوفتني عليك ؟
زياد :: أنا آسف لأني اقلقت قلبك الرقيق ...
ابتسمت :: وفيه شي ثاني بعد ...
زياد :: سمي آمري..؟
ضحكت عليه لأن اسلوبه يشبه لأبوها :: اممم .. اول شي انت بتفطر في البيت اليوم ؟
رفع زياد عينه للساعة وشافها حول المغرب :: ودي أقول ما أظن بس اخاف تعصبين ؟
تقوس فم عذا بحزن لأنها متوقعة جوابه بس حاولت تبتسم وهي توطي صوتها علشان لمياء وفهد تستحي منهم :: أنت عارف انا ما اعصب عليك ... بس كان خاطري تكون مشتاق لي وتقول ايه ؟
ابتسم بمرارة :: إذا على الشوق انا اشتاق لك من اطلع من البيت ... بس وش اسوي مابيدي حيلة ؟؟
ابتسمت :: طيب بما انك ماراح تفطر معنا معليش اروح للمياء اختي افطرعندها ؟
ابتسم هو بحنان :: روحي يا لغلا ان كان ودك ؟؟ بس تبيني اتصل على ندى ترسل لك السواق والا بتروحين مع سوراج ؟؟
عذا :: زياد هذي المرة المليون أقول لك سوراج مو موجود ؟؟ مسافر ؟؟
ضرب زياد جبهته وضحك :: يا الهي تصدقين نسيت بعد ؟؟
عذا بألم وعتاب :: يا خوفي تنساني أنا بعد ؟؟
بصوت واطي هامس :: زياد يفقد الذاكرة وينسى كل عالمه لكن من يشوفك أو يسمع حتى صوتك يعرف انك عذاه ....... قلبه وروحه ؟؟
التهبت خدوها حرارة :: طيب ...
ابتسم :: اموت فيك اذا استحيتي ليتني قدامك ؟؟
ضحكت عليه بصوت واطي :: المهم لاتتصل على ندى ولا شي ؟؟ لأن لمياء وفهد بيآخذوني معهم ؟؟
زياد :: يعني بيمرونك ؟؟
عذا :: ايه وبروح معهم لكن انت تعال خذني بالليل .. ولا تتأخر الله يخليك ؟؟
حاول زياد يصفي ذهنه ويكمل معها للنهاية :: ولا يهمك ..! وانتبهي لعمرك ..
عذا :: وانت بعد ...
ودعها زياد وسكر منها وعلى طول قفل الجوال مرة ثانية ورجع يسند عمره على الكرسي بيرتاح ويفكر بهدوء .. لكنه قبل اتصل على الكافتيتريا يجيبون له شي يقدر يفطرعليه ...
----------------------------------------------------------------------------
قريب من المغرب ..
كانت عبير واقفة في المطبخ وتجهز الفطور بينما أريج وأنوار ونورة يرتبون السفرة ويجهزونها ... اليوم عازمين بيت عمهم عندهم على الفطور ..
كانت عبير واقفة عند الفرن تنتظر البسبوسة تنتهي علشان تشربها شيرة ...
لكنها لاحظت على راكان أخوها كل شوي يدخل ويطلع في المطبخ ؟؟ إما يفتح الثلاجة أو يطالع فيها شوي أو يقلب في القدور ؟؟ استغربت منه وحست ان عنده شي بس متردد.. ولما دخل مرة ثانية للمطبخ على طول مسكته مع يده وسحبته وجلست معه على الطاولة ::: وش فيك ؟؟ انت في بطنك كلام ومستحي تقوله ؟؟
تنهد راكان :: وانتي وش دراك ؟
ابتسمت له :: أنتم اخواني وانا اعرفكم ؟؟ وبعدين حركاتك تقول كذا ؟؟
ابتسم راكان :: يا فاهمتنا يا انتي ..
عبير :: لاتغير الموضوع وقل وش فيك ؟
سكت راكان وهو يطالعها شوي وبعدين دخل يده في جيبه وطلع منه فواتير وحطهم على الطاولة ..
راكان :: فواتير الكهرب وفواتير التليفون وفواتير الماء
عقدت عبير حواجبها :: طيب وبعدين ؟؟
تنهد راكان :: اختاري اهم شي منهم علشان أسدده
عبير:: كلهم مهمات ومالنا غنى عنهم ؟
راكان :: بس أنا ما اقدر عليهم كلهم ؟؟ يعني ممكن اتدبر أمر ثنتين بس ثلاث وبهالمبلغ مستحيل ما اقدر ...؟
ابتسمت له عبير :: وهذا هو اللي مشغل تفكيرك ؟؟
هز راكان راسه :: كنت محتار وش اسوي بس قلت اشاورك انتي قبل
عبير:: ولا يهمك .. انت سدد اللي تقدر عليه وانا بسدد الباقي ؟؟
رفع راكان حاجبه معترض :: لالا وش هالكلام اللي تقولينه ؟؟ وش تسددين ؟
تنفست عبير بعمق :: لاتخاف عندي اللي يكفي هالفواتير ويزيد بعد .. وبعدين انا من قبلك كنت اسددهم الحين بعجز عنهم ..؟؟ اذكر الله يا خوي وخلنا نتقاط ونسددهم
راكان معترض : وشلون انتي ما تتهنين بمكافأتك وأريج تآكلها باردة وتتهنى بكل قرش ....
ضحكت عبير:: خلها تستانس معليش وبعدين حرام نظلمها والله ماتقصر معنا ..
دخلت عليهم أريج وفي يدها الصينية :: من هي اللي ماتقصر ؟؟
عبير وهي تقوم :: أنتي بعد من بكون أقصد ؟
شافت أريج الفواتير وحطت يدها على خصرها :: وش هذولا ؟؟ لا يكون توزيع الفواتير هالشهر علينا ؟؟
ضحك راكان :: وش دراك ؟؟
أريج :: مادري حسيت من شفت هالكومة قدامك ..
عبير تضحك :: الله يسلمك هذي بس فواتيرنا حنا وشوفي عاد انتي الباقي ..
أريج وهي مضيقة عينها :: الله يا حلاتها بس لو انا عندي شركة كهرب ؟؟ كان ياسلام لأصير اغنى وحده على وجه المعمورة ..
راكان يتطنز :: الحين خلينا نسدد هذولا وعقب افتحي لك شركة ..
أريج من دون مبالاة :: يعني مالقيتوا شي تسددون به؟؟
عبير : الا عندنا خير ...
أريج :: ترى عادي لو ماعندكم اتركوهم وانا اول ما يقول الشيخ وش شروطك على ولد عمك بقوله يسدد فواتيرنا لمدة خمسين سنة قدام..
ضحكوا عليها كلهم لكن راكان طالعها بنظرة سكتتها ..
أما عبير فـ كانت تضحك من وراء خاطرها التفتت عليها :: طيب قومي يا آنسة كملي الباقي ابروح انا البس قبل لايوصلون ..
هزت اريج راسها وهي تشوف ملامح عبير اللي تغيرت .. حست في لحظة انها بتندم على قرارها وتتراجع عنه لكنها طردت هالفكرة وراحت للفرن تشوف القهوة والبسبوسة ... وطلعت عبير من المطبخ تتنهد بتروح تغير جلابيتها ...
------------------------------------------------------------------------------
وش أسوي مالي حيلة
غير بروازك أشيلة
و أشكي همي و أشتكي له
شوف جرحي لا يفوتك
يوم عني غاب صوتك
رحت أضم لك صورة عندي
على الأقل أسمع سكوتك ..!! "

كانت جالسة على سريرها والألبومات منتشرة حولها .. تطالع صورهم وهم صغار وتتحسر على المشاعر العظيمة اللي صبتها في حب زياد ... والتفكير فيه ..
فعلا أيام طفولتها ماكانت تلجأ الا له ؟؟
مراهقتها ماكانت تفكر في غيره ...
في شبابها ماسمحت لها الظروف تستمع حتى بالتفكير فيه .. خطفته منها ومن بين يديها علشان ترميه في يدين غيرها ... واللي أكيد عمرهم ما بيحبونه كثرها ..
اليوم زايد عليها الحزن وما تدري وش اسبابه حست بالوحده والإنغلاق ... حست انها مخنوقة ومالها احد مع ان امها وابوها معها وحولها .؟..
تنهدت وهي تحضن الدبدوب لصدرها أكثر وأكثر ..
رن التليفون وكانت ندى ..
ماكان لها نفس ترد على أحد أو تكلم احد ... اليوم بالقوة قدر مصعب ينزلها تحت وتفطر معهم وا لاكانت ناوية تعتكف بغرفتها وما تنزل ...
رن الجوال مرة ثانية وكانت ندى نفس الشي ,,, من القهر اللي في سحر شالت الجوال ورمته في درج الكومدينو وسكرت عليه ..
خلاص مو ناقصة هي ماتبي أحد ولا تبي ترد على احد .. تبي تعيش في عزله يمكن تقدر تقنع نفسها ان هذا هو نصيبها وخلاص ...
اليوم اتصل راشد يتطمن عليها ويسأل عن صحتها مع انه خذ السؤال عن خالته حجة له لكنها هي فهمت قصده .. ويمكن هذا اللي زاد حالتها سوء .. لأنها حست انها خلاص ماعادت لزياد وهذا هو ولد خالتها يفكر فيها كـ زوجة وهي اللي عمرها مافكرت في احد ولا بتفكر الا في زياد وبس .. وعسى الأيام تقدر تمسح ذكراه من بالها ... لكن كيف ووش الطريقة هذا هو اللي ما تدري كيف ؟؟
دق الباب بخفيف .. وسفهته
دق مرة ثانية فـ ردت بصوت معصب :: ميـــــــــــن ؟؟
روسيدا :: سحر موعد دواء الآن ؟؟
تنهدت سحر وجت بتقوم لكنها غيرت رايها :: خلاص روسيدا قولي لماما انا اكلت الدواء
روسيد :: أوكي ..
وراحت من عند الباب ..
تأففت سحر وحست نفسها مجنونة وتضر عمرها .. أصلا هي لها يومين ما أكلت العلاج .. لكن الحمدلله للحين ماصار مضاعفات ...
لكن ممكن يصير بكرة او بعده ...؟ساعتها ما راح ينفعها شي .. ولا حتى زياد ؟؟
تعوذت من بليس وطلعت من غرفتها وتوجهت للصيدلية اللي في الصالة فتحتها وخذت الكبسولة المهمة بالنسبة لها اما الباقي تركته من دون اكتراث .. وسكرت الصيدلية ورجعت لصومعتها وقفلت على عمرها الباب .......
---------------------------------------------------------------------------
على الساعة 11 في الليل .. وصل نواف بيت عمه على أساس يآخذ اهله ..
دخل قبل وسلم على راكان وتقهوى معه وعقبها طلب منه انه بيسلم على مرت عمه ..
ابتسم له راكان وقال انه بيشوف له طريق ..
دخل ووقف عند مدخل الصالة ونادى عبير ..
عبير :: هلا .. تبي شي ؟
راكان :: نواف بيدخل بيسلم على أمي .. شوفي له طريق
طالعته عبير وعيونها سرحانه في كلامه ...
نبهها راكان :: وش فيك واقفة ؟؟ تحركي الولد ينتظرني ؟؟
هزت راسها متفشلة :: زين دقيقة وادخلوا ..
عطته ظهرها بتطلع لكنه وقفها :: قولي لأريج لا تجي عنده ؟
ابتسمت عبير وهي تلتفت :: ما أظن انها بتسمع كلامك وبعدين اتركها عادي ما بعد صار شي
راكان : لا لاتجلس خليها تطلع فوق
هزت عبير راسها :: طيب ..
ودخلت لصالة وبلغت البنات يتغطون .. وأول ماقالت لأريج تروح غرفتها اعترضت ام نواف وقالت بلا هالعقد اللي مالها داعي ... وراكان اتركوه علي ..
فرحت أريج والدنيا مو واسعتها ...
وبعد شوي سمعوا راكان يتنحنح .. :: ندخل والا شوي ؟؟
ضحكت ام راكان ::: لا ادخلوا يمه ماعندكم احد ..
دخل راكان اول ووراه نواف وهو منزل عيونه للأرض ...
تقدم لأم راكان وسلم عليها ... وسأل عن الأحوال وهو واقف ..
ام راكان :: اجلس نواف وراك واقف
نواف مستحي :: لالا ما فيه وقت أصلا الحين بنروح بس قلت اسلم عليك قبل
ام راكان بنبرة حنونة :: الله يسلمك يمه ماتقصر فيك الخير
ابتسم نواف :: الله يسلمك حق وواجب يالغالية ..
التفتت للبنات .. وهالمرة عرفها بجلستها بينهم ...
كانت منزلة راسها والظاهر ماتطالع فيه .. يمكن خايفة والا مستحية والا تتألم من ملامحه وصوته ..
نواف :: كيف حالكم بنات ان شاء الله بخير ؟
سكتت أريج بحكم انها يعني اني مستحية .. ونغزت عبير علشان ترد ..
انتبهت عبير من سرحانها وبلعت دموعها وغصتها علشان ماينتبه لها احد :: بخير الحمدلله انت اللي كيفك وكيف شغلك؟؟؟
هز راسه :: الحمدلله أموري تمام وكل مالها في تحسن ... تخرجت وتوظفت والحين سكرتير لنائب المدير العام وراتبي معقول .. وش احسن من كذا ..؟؟
حست عبير انه يقصدها بالكلام وينغزها ...
سكتت وما ردت عليه ..
التفت نواف لأمه :: ياللا يمه تبونا نمشي ؟
وقفت ام نواف :: ياللا مشينا ..
ووقفت ام راكان تسلم عليهم ووقفوا البنات
ام راكان :: ليتكم جلستوا معنا زيادة . والله متونسين بقعدتكم
ابتسمت ام نواف :: الله يسلمك واحنا مستانسين أكثر بس وش نسوي وابو نواف في البيت بروحه ...
ابتسم نواف لأم راكان :: ولا يهمك ياخالة بنجيكم قبل اليوم الموعود
نغزت إيمان أريج مع جنبها .. وانتبهت لهم عبير وابتسمت غصب عنها ..
خلاص لازم توقف عند حدها وماعاد تفكر فيه ولا حتى تذرف دمعه عليه .. لأنه صار من نصيب اختها وزوج اختها يعني مالها ادنى حق تطالعه بأكثر من كذا ...؟ وعموما هي اللي فرطت فيه وقست عليه ...
تنهدت وهي تودعهم وأول ما طلعوا بسرعة البرق صعدت غرفتها لايكتشف أحد انها صاحت أو تأثرت ..
----------------------------------------------------------------------------

dali2000 13-03-10 02:49 PM

ما عرفت تجلس مرتاحة وهي تحس أن الوقت تأخر و زياد ما جاء ولا اتصل ...
طالعت ساعتها للمرة المليون تشوف كم مر من الوقت .. لكن مادري وش فيها الساعة هالمرة صارت أبطأ من السلحفاة ...
التفتت لها لمياء اللي مهند في حضنها وتقص عليه قصة .. :: وش فيك محترقة بصلتك ؟؟ ترى انتي مو في الشارع في بيت اختك ؟؟
هزت عذا راسها :: أدري لمياء.. بس مادري وش فيه تأخر حتى ما تاب؟؟ هذا وانا قايلة له لايقفل جواله ؟؟
لمياء :: تلقينه عند عمه والا ناسي عمره في المكتب ... وبعدين ليش طايرة توها الساعة ماوصلت 12 ؟؟
ابتسمت عذا :: معليش بس ودي ارجع احس اني من زمان طالعة من البيت .
غمزت لها لمياء :: من زمان عن البيت والا مستعجلة على الـ ـ ـ ؟؟
ضحكت عذا :: كل الأثنين ..
لمياء :: طيب لاتنسين تقولين لأمي .. والا ترى لو كلمتها بكرة بقول لها ... (( وعقدت حاجبها )) الا تعالي انتي في اي شهر ؟؟
ابتسمت عذا ولا شعوريا يدها نزلت لبطنها ::/تقول في الأسبوع التاسع .. نهايته .
هزت لمياء راسها :: الله يسهل عليك ... ويرزقك الذرية الصالحة
تنهدت عذا :: واياك يا لمو ...
ابتسمت لمياء وماعلقت ... لكن رن تليفونها فـ اضطرت تنزل مهند من حضنها وقامت ترد على الجوال في غرفتها ... وابتسمت عذا لمهند اللي جاء ينام جنبها ..
دقائق وطلعت لمياء تبتسم :: ياللا جاك الفرج قومي البسي عبايتك ؟
طالعتها عذا بحاجب مرفوع :: وين بنروح ؟؟
لمياء :: للملاهي ؟؟ وين بنروح يعني لبيتك ؟؟
طالعت عذا في جوالها وما لقت فيه اتصال :: بس زياد ما اتصل علي ؟؟
ابتسمت لمياء :: فهد بيوصلك لأن زياد قايل له ..
عصبت عذا :: وبأي حق يسوي كذا ؟؟ انا قايلة له هو يجي مو فهد
لمياء :: يعني تستحين من فهد ؟؟
تنهدت عذا :: مو قصدي حياء لكن زياد هذا على كيفه
ضحكت لمياء :: ياحليلك وانتي معصبة مايليق .. أقول قومي البسي عبايتك تلحقين على هالزياد تبشرينه واتمنى انه ماينسى هالخبر بعد فترة ...
ضحكت عذا :: الله يستر منه والله صار يخوفني ..
وقامت تلبس عبايتها لكن قبل نزلت راسها وحبت مهند اللي نام ........
.
.
.
وصل للبيت وهو مشحون وخالص من الهم ... حاول يقلب الموضوع في راسه لكنه ماتقلب ؟؟؟ يا يخسر فلوسه .. يا يخسر حياته ...؟؟
أصعب خيارين ... احلاهما مر .. كان محتار قد شعر راسه وش يختار ؟؟؟
كان يقايس قدراته هل هو مستعد يخسر فلوسه وحلاله وفلوس اخته ؟؟
أو انه يقدر يخسر عذا ... الحب الوحيد في حياته ؟؟ والشي الحلو واللي له طعم يقدر يذوقه في حياة عمره ما شاف فيها شي يسعده او يريحه ..
دخل للبيت قريب الساعة ثنتين بعد نصف الليل ..
تنفس بعمق وهو يشم ريحة البخور المعتادة اللي تبخر عذا البيت فيها ..
(( مستحيل ... الا عذا ما اقدر افرط فيها ؟؟ ))
كان النور الخفيف هو سيد الموقف ... تنهد ورفع راسه وهو مغمض عيونه ..
كأنه يطلب من ربه الرحمة والثبات ... ويدله على الطريق الصحيح ..
صعد للدور الثاني ومباشرة راح لجناحه ...
فتح الباب بهدوء وكانت الأباجورة مفتوحة .. بس عذا منسدحة على السرير وباين انها نايمة ... بلع غصته اللي واقفه في بلعومه ..
تقدم وبملابسه تمدد على السرير وهو يحس نفسه مخنوق ومهموم ... سند ظهره على خلفية السرير ومدد يديه جنبه .. وكأنه على الأقل يبي يسترخي ..
التفت عينه لا إراديا لـ عذا ... شافها معطيته ظهرها وشعرها مسدول على المخده ..
ابتسم بحب وده يصحيها ويسولف معها شوي لكن مو وقته ... الحين هو في مود صعب يخاف تقول له كم كلمة ويتهور ويعصب عليها وفي النهاية بتزعل وهو اللي بيراضيها ..
تحرك قلبه وفز لما التفتت عذا ونامت على ظهرها وفاتحة عيونها ...
........... ::/ مشكور على الحركة البايخة اللي سويتها اليوم ؟؟
ابتسم زياد وعرف انها مانامت :: ليش مانمتي ياحلوة ؟؟ والا تنتظريني ارجع وتهاوشيني ؟؟
قامت عذا وجلست وطالعته بعتاب :: حرام عليك زياد ؟؟ يعني معقولة مالقيت فرصة تجي ترجعني البيت ؟؟
تنهد :: طيب شوفي انا متى رجعت ؟؟
مدت بوزها ورجعت شعرها وراء أذنها ::/ مهما كان ... كنت تقدر تقدم وقتك ساعة وتجي تآخذني مو تحرجني مع لمياء..!
طالع زياد قدامه :: المهم انك رجعتي للبيت واللي مرجعك لمياء مو احد غريب
انقهرت عذا منه ومن رده البارد :: هذا بدال لاتعتذر وتقول لي آسف .؟؟
قام زياد وهو يفتح ازرار ثوبه :: مليت من كثر ما اقولها ... بسجلها لك على شريط وكل يوم اسمعيها ؟؟
قامت عذا من السرير وراحت تواجهه :: انت وش فيك داخل والشياطين معك ؟؟
وقف زياد معتدل ورفع حاجبه :: الحين انا اللي اجيب الشياطين ؟؟ مو كأنك انتي اللي تنتظريني أوصل علشان تنهدين علي وترغميني أعتذر ..
بلعت عذا غصتها وهي تأشر على نفسها :: أنا ارغمك تعتذر ؟؟ أصلا لو ماكنت انت غلطان ماكنت عاتبتك ... بس معليش آسفة انا الغلطانة .. تصبح على خير
طالعته بعيون تلمع وكأنها مزحومة دموع وراحت لسريرها ...
تنهد زياد ولبس ملابس النوم ورجع يجلس على حافة السرير .. نزل راسه بين يديه وكأن التشويش رجع له مرة ثانية .. صعب على الواحد يكون متشوش ذهنيا ومو قادر يحدد موقفه ..
لفت عليه عذا وشافته على هالوضعية وحست ان فيه شي ... و على كل هو عمره ما وعدها بشي ولا نفذه الا اذا كان عنده مانع قوي .. والمره هذي الظاهر نفس الشي ..
حس بلمسة دافئة حنونة على كتفه .. التفت وشافها تطالعه مبتسمة وحنان الكون كله في نظرتها ..:: زياد وش فيك ؟؟ شكلك مهموم ؟؟ صاير لك شي في الشغل ؟
سكت زياد يتأملها ويتأمل ملامحها ... أبدا و لا يمكن يتخلى عنها او يتركها ؟؟ مستحيل ياناس هذي عذا ؟؟
حاول يبتسم ومسك يدها اللي على كتفه :: سلامتك مافيني شي بس مصدع شوي .. ارجعي نامي انتي ..
جلست عذا جنبه و حطت راسها على كتفه :: لا .. اول ريحني وقول لي وش اللي معكر مزاجك وبعدين أنا انام مرتاحة
زياد باقتضاب :: عذا مافيني شي لاتصيرين حنانة .. خلاص روحي نامي ..
رفعت راسها تطالعه بتحدي ::/ لا فيك .. وبتقول لي لأني عذا زوجتك وحبيبتك واللي راحتك تهمها .. ياللا قول ؟؟
وقف زياد معصب وطلع وسكر الباب وراه من دون ما يرد ..
حست عذا ان فيه شي صاير ... وبسرعة قامت ولحقته ...
حصلته جالس في الصالة ومسند راسه على الجدار ومغمض عيونه ...
وقفت عند مدخل الجناح القريب من كنبته وتسندت على الجدار :: زيــــــــــــاد ..!!
تنفس زياد بعمق وفتح عيونه يطالعها :: اسمعي عذا علشان ما أزعلك واقول كلام مايعجب حضرتك ... اتركيني بروحي شوي .. وانتي نامي
كان يركز على كل كلمة يقولها وكأنه معصب او متنرفز ومايبي أحد يزيده ...
طالعته عذا شوي وكأنه قتل فرحتها بكلامه ... كانت تبيه يفضفض يقول أي شي وبعدين تبشره بالخبر علشان ينسى همومه ... لكن واضح ان الموضوع خطير فـ ماحبت تطولها معه ... لفت بوجهها عنه وملامحها جامدة لاابتسمت ولازعلت ..
ناداها :: عذا ... ترى بكرة الظهر بطلع للخرج .. ويمكن ما ارجع الا بعده ... ان كنتي محتاجة شي او تبين شي بلغيني من الصبح او عندك ندى اختي قولي لها ..
لفت له عذا متفاجأة من كلامه بس ببرود قالت :: تروح وترجع بالسلامة
ودخلت الجناح وسكرت الباب وراها بقوة ... واللحظات الحلوة اللي كانت تنتظر متى ترجع لبيتها علشان تعيشها مع زياد ويشاركها الفرحة بخبر حملها تحطمت على صخرة جامدة ... اسمها عصبية زياد ...!
أما هو فرجع على وضعيته ... وخذته الأفكار لنقطة البداية وبداية الحوار مع عمه ..
------------------------------------------------------------------------------
في اليوم الثاني ...
وقت العصر... كانت سحر طفشانة من جلستها في البيت من دون ما تلقى شي يشغلها ... تمنت انهم ما عطلوا للعيد علشان على الأقل تلقى شي يشغلها في الصباح وتقضي وقتها فيه ...
تنهدت وقامت بتطلع من غرفتها ... راحت للمراية وضبطت شكلها وشعرها .. و هي واقفة جاء في بالها فكرة .. و على طول من دون تواني راحت تركض لمخزنها الثمين وطلعت منه الكاميرا والستاند وكل الأشياء الضرورية اللي تحتاجها في التصوير .. من زمان ما استعملت هالكاميرا .. عقب زواج ريم يوم تصورهم ؟؟ حتى يوم زواج مشاري أخوها كان رافض انها تصوره أو تصور ندى وهي طبعا لا يمكن تعارض رغبته ووافقته وهي كارهه لهالشي ..
نزلت لحديقة بيتهم وثبتت كاميرتها بتوازن ... وبدت تختار مناظر حلوة علشان تصورها ... قدرت ببراعة تلتقط صورة لخلية نحل كانت موجودة في وحده من شجرهم وقدرت توضح ادق التفاصيل فيها وحركة النحل حولها ...
الصورة الثانية ركزت فيها على مجموعة نمل كبير يمشي على رمل الزينة في بيتهم و مجموعة منهم تدخل ومجموعة تطلع من الجحر وكل مجموعة تدخل معها مئونة ..
كانت شادة اعصابها لما جاء من وراها مستغرب ::: وش تسوين ؟؟
نقزت سحر وحطت يدها على قلبها حتى ان الكاميرا بغت تطيح ..:: بسم الله علي الرحمن الرحيم .. يا اخي اعصابك .. تنحنح قبل لا تخوف العالم ..
ضحك عليها مشاري :: آسف خوفتك .. بس جد وش تسوين ؟
وقرب يشوف وش اخته متحمسة عليه .. شاف النمل المجتمع ورفع عينه لها ولاحظها تبتسم :: عاجبينك يعني لهالدرجة وبتصورينهم؟؟
ابتسمت سحر :: اي والله شكلهم رائع . أحس يصلحون في كتاب العلوم؟؟
ابتسم مشاري: : والله العظيم حالتك مستعصية ... يعني مالقيتي تصورين الا نمل ؟
تنهدت :: وش اسوي اذا انت ما تبيني اصورك وامي بعد وابوي ومصعب مو موجودين .. وانا خمس دقائق واموت من الطفش .. بالله عليك وش بيدي اسوي ؟؟
رفع مشاري يده يشوف الساعة :: تدرين وش تسوين ؟؟ تعالي معي الحين وروحي لندى شوفي وش تسوي وساعديها وافطري معنا ..
طالعته بنظرة تفكير :: تصدق فكرة حلوة مافكرت فيها ...
سحبها مشاري علشان يروح لبيته :: وليش ؟؟ لاتقولين تستحين؟؟
ناظرته باستخفاف :: انا استحي اجي بيتكم ..؟؟ متى ؟؟ بس ما دري ندى من تزوجتها وهي صايرة غثيثة ما عادت مثل قبل ؟؟
ضربها على ظهرها :: وش قصدك ؟؟
ضحكت عليه :: من عاشر قوم اربعين يوم صار منهم ؟؟ وهي مسيكينة ما خذت منك الا الشين..!!
طالعها بعيون مفتوحة :: الحين هذا تشجيعك لأخوك ..؟؟
قربت منه أكثر وهي تبتسم و ما علقت .. لف بوجهه عنها مشاري ووصلوا لبيته وعلى طول هو طلع للدور الثاني أما سحر فـ راحت تدور ست الحسن والدلال ...
حصلتها جالسة في المطبخ وحايسة مع الخرابيط اللي حولها ..
ضحكت سحر :: أحلى عليك صرتي ربة بيت ..؟
تنهدت ندى وهي تبتسم :: ماعندي مشكلة اصير ربة بيت .. بس مو في الدراسة
جلست سحر على الكرسي مقابلتها :: أريح لك يوم عطلتي صح ؟
هزت ندى راسها وهي تفتح الثلاجة :: أكيد ... بس احسن شي اني مااشتغل كثير في وقت الدراسة ... يعني الموجودين في البيت يريحوني ..
رفعت سحر حاجبها :: اجل اشكري مشاري اللي مرفه عنك ...
التفتت لها ندى وطالعتها من دون ماترد وبعدين لوت بوزها والتفتت لكيكتها ::وانتي وش جايبك عندنا اليوم من العصر ؟
سحر :: وش اسوي زوجك يحبني وقال لي تعالي افطري معنا ..
ندى بنبرة قهر :: أكيد يحبك .. يعني إذا ما حبك انتي من بيحب ؟؟ انا مثلا ؟
ضحكت سحر من قهر ندى :: لا ويحبك انتي بعد لأنه قال لي تعالي ساعدي ندى
ندى :: زين الله يبشرك بالخير ماتوقعت منه كل هذا ..
تنهدت سحر طفشانة : المهم خلينا منك انتي و زوجك وقولي لي وش حل الطفش اللي اناعايشة فيه ؟؟ احس اني بختنق وبطق وبنتحر
قاطعتها ندى : اعصابك اعصابك .. وش اللي منكد عليك
سحر وهي تمد بوزها :: كل شي أحس اني مليت من جلسة البيت ؟؟
سكتت ندى وكأنها تفكر :: اممم وش اللي ممكن يونسك يا سحر يابنت عمي وينفس ضيقتك ؟؟ وشو شو ؟؟
ضحكت سحر :: يا حبي لك تدورين لي حل
ضحكت ندى في وجهها :: وش رايك ؟؟ نعزم البنات عندي اليوم في البيت ؟؟ وخصوصا انهم ما دخلوا بيتي من تزوجت ؟؟
وقفت سحر مبسوطة :: يس ... هذا اللي كان ناقصني ومفتقدته .. جمعة هالمخبل .. اناديهم انا والا انتي بتتصلين عليهم ؟؟
ندى متحمسة :: لا روحي انتي دقي عليهم من بيتي وقولي لهم اننا عازمينهم عندي في البيت واذا قالوا وش فيها هي ما دقت قولي مشغولة تسوي فطور مشاري
ضحكت سحر وهي بتطلع :: ذابحك حب هالمشاري وقمتي تسوين له فطور ..
سكتت ندى وسحر لما شافوا مشاري يدخل المطبخ ... وسحر طارت عيونها ولأول مرة تشوف مشاري مشرف المطبخ ؟؟؟ بالعادة حتى مايقرب ناحيته
التفتت لندى قبل لاتطلع ومن وراء ظهر مشاري أشرت لها وش صاير ..
حاولت ندى تتغيفل مشاري وهزت كتوفها " مادري "...
قرب مشاري لندى يشوف وش تسوي :: تبين أساعدك ؟؟
سبلت ندى عيونها في مشاري مستغربة عرضه .. ويدها وقفت االخلط وماعاد تحركت .. اول شي ماتوقعت منه يبتسم بهالحب في وجهها لا وفوق هذا يعرض عليها المساعدة .. حست انها استحت من سحر فـ لفت وجهها لها على طول . ودها تقول ترى اخوك هذي اول مرة يسوي لي شي حلو . يعني مو بالعادة فلا تصدقينه
لكن سحر ابتسمت لهم وطلعت على طول علشان ماتحرجهم ..
نبهها صوته :: وش فيك خايفة ؟؟ اسألك تبين مساعدة ؟؟ اليوم لازم نبيض الوجه مادام سحر بتفطر عندنا والخدامات ماخذين اجازة ؟؟
تنهدت بقهر وطالعته ولا شعوريا شالت من الدقيق اللي قدامها ورمته في وجهه .. ايه هذا هو مشاري الحقيقي اللي تعرفه ؟؟ والا من متى يبي يساعدها ؟؟
كح مشاري من ذرات الدقيق اللي دخلت في فمه وبصعوبة فتح عينه :: الحين هذا شكرا عندك ؟؟ وش هالتصرفات الطفولية؟؟
تخصرت له ندى وعيونها شوي وبتدمع :: تستاهل ولو الود ودي خبزتك في الفرن واستمتعت وانا اشوفك تحترق..!!
رفع مشاري حاجبه :: الله عليك لهالدرجة العرق اليهودي مشتغل عندك
ردت عليه بعصبية :: وأكثر بعد ؟؟؟ على بالك قدام اختك انك رجل شهم ؟؟
قاطعها ببرود وهو ينفض الدقيق من على ثيابه :: شهم ونص ... ومافيها شي لو ساعدتك علشان اختي..
حست انه مفقود الأمل منه :: مشكور ما ابي منك مساعده .. إذا كنت بتساعدني علشاني تفضل وانا فرحانة بهالشي لكن غيره معليش اسمح لي بس تقدر توريني عرض كتافك ..
توجه مشار ي للباب ::/ اجل بوريك عرض اكتافي ..
وطلع وتركها مقهورة منه وودها لو تسوي فيه سوات عظيمة علشان تبرد حرتها منه ...
ومن شدة قهرها اول ماطلع رمت الملعقة اللي في يدها وراه على طول وضربت في الجدار اللي جنب الباب .. تنهدت بقهر والتفتت تشوف المطبخ وحست بالفوضى فيه طالعت الساعة وحست انه بيأذن المغرب قريب.. في لحظة قهر وعناد قررت تترك كل شي وماتسوي لهم فطور....
لكنها بعدين تذكرت انها بتآخذ أجرهم .. وانها لازم تنتهي بسرعة علشان تستعد لضيوفها اللي بيجون اليوم .. ورجعت تكمل شغلها وهي أعصابها ثائرة ودمها يغلي ..
-----------------------------------------------------------------------------
كانت عذا في هالوقت متوترة واعصابها مشدودة .. وحتى ألم بطنها زاد عليها من شدة الضغط النفسي .. كانت جالسة القرفصاء على الأريكة ومسندة لحيتها على ركبها وطول وقتها تهز من التوتر ..
وعينها كل دقيقة تميل للتليفون تتاكد انه يشتغل ومو مفصوله توصيلته ...
تنهدت بعذاب وحست انها لو كملت ساعة زيادة ممكن تنفجر وتصيح ...
رجعت راسها على وراء وسندته على المسند .. ودعت ربها انه يتصل الحين علشان تتطمن عليه وترتاح ... من مشى الصبح للخرج ما اتصل عليها الا يوم هي دقت عليه وقال لها انه على وشك الوصول وساعتها ما رجع يتصل عليها يطمنها وجهازه مغلق وما تعرف وين ساكن ولا تعرف رقم مكتبه هناك ...
فجأة رن التليفون ... قامت بسرعة وهي مفزوعة وفرحانة .. واول ما وقفت حست ان الدنيا دارت فيها .. لكنها تمكست في يد الأريكة وغمضت عيونها .. وأول مارجعت تفتحها صار كل شي تمام قدام عيونها ...
بلعت ريقها وراحت ترد .. طاحت عينها على كاشف الرقم وشهقت بقوة ويدها على فمها من الصدمة ؟؟؟ رقم بيت أهلها ؟؟ يعني رجعوا ؟؟
على طول رفعتها وبلهفة مشتاق :: ألوووووو .. متى رجعتوااااا ؟؟
.........:::/ يا حياتي انتي متحمسة لهم ؟؟
ارتخت اعصابها المشدودة وتعدلت في وقفتها :: لمياء ؟؟؟ الله يقطع بليسك حسبتك هم رجعوا ..
لمياء :: لا للأسف ما رجعوا ولحظك الطيب صرت انا المتصلة ..
عذا :: وش تسوين هناك ؟؟ تقفين على الأطلال ؟
ضحكت لمياء : لا والله جايين نشوف عيال أختك وش صار عليهم
ابتسمت عذا :: يعني رايحة مع فهد اليوم؟؟
لمياء :: ايه والله اشتقت لبيتنا وريحة اهلي قلت له اذا بغيت تروح بروح معك
تنهدت عذا :: تذكرتيهم ؟؟
لمياء والعبرة خنقتها :: الله يرجعهم بالسلامة والله البيت ما ينبغى بدونهم ..
سكتت عذا وماردت وحست لمياء انها بدت تصيح .. فقالت بتغير عليها الجو وضحكت ::/ ههههههه عذا لايفوتك من تتوقعين لقينا ؟؟
عذا وهي تمسح دمعتها :: من ؟؟
لمياء :: خالد ولد عمي ..؟ يقول ان سارة موصيته ومهاوشته وقايلة له ياويلك ان جيت ولقيت احد من عيالي ميت والا صاير له شي ..!
ضحكت عذا :: هالبنت شرها واصلهم وهي بعيده عنهم..
ضحكت لمياء :: والله صادقة .. وياحياتي هو من صدقه يداريهم ؟؟
عذا :: أكيد ابوي موصية وزادت عليه سارة عاد توقع انه بيصير له شي من لعناتهم فـ قال يتقي شرهم ..
لمياء :: عاد ابوي وارانبه ... فلم رومانسي ؟؟ ماسمعتيه يوم قلت له ان شبيهة لولو جابت عيال بغى يحجز على اول طيارة ويرجع...
شهقت عذا :: بالله جابت عيال ؟؟ كم واحد ؟؟
لمياء :: اممممم الظاهر ستة ومات واحد ..
لوت عذا بوزها :: حرام ما انعشتوه قبل يموت ؟؟
لمياء :: لا حنا ماشفناه هذا كلام خالد ؟؟
ضحكت عذا :: ياحليله من جده خايف من سارة شكله كل يوم مسنتر في بيتنا
انقطعت السالفة لما سمعت عذا جوالها يرن .. وعلى طول :: لمياء جوالي يدق اكلمك بعدين ...
وسكرت منها وركضت ناسية نفسها تبي ترد عليه ...
وصلت لغرفة النوم وهي تلهث من الركض .. رفعت الجوال ليدها وشافت الرقم ((( مكالمة خارجية )) ضحكت بفرح وعرفت انهم اهلها ..
وقبل لاتقول ألو وصلها صوت سارة تصرخ :: يا دوبا ياخايسة ياوعه ما نحبك وبنتبرأ منك وان كنتي بنت ابوك تعالي كلميني بعد اليومـ ـ ـ
ضحكت عذا من كل قلبها مشتاقة لهم :: هدي شوي وليش كل هالكلام ؟؟
سارة مقهورة :: أجل يالشينة .. تحملين وبتجيبين لنا بيبي جديد وحنا ماندري ؟؟
ولا شعوريا نزلت يد عذا على بطنها ومسحت عليه بحنان :: شفتي شلون كبرت ؟؟ بس تعالي من قال لكم ؟؟
سارة :: ايــــــــه زمن ولى زمن راح ... وينك من زمان أيام العزوبية كنتي تقولين لنا اخبارك اول بأول ومن خذتي هالزيادوه وانتي صايرة تخبين علينا وما يجيب أخبارك الا لمياء ؟؟ لهالدرجة زياد نساك سارة وأهلك ..؟
كانت سارة تمزح في كلامها لكن عذا تأثرت منه بقوة وخصوصا ان قلبها كان فيه غصة :: والله ما كان قصدي سارة .. أصلا انا كنت بانتظر لحد ما احس ان الوقت مناسب عندكم واتصل وابشركم ؟؟ وبعدين عمره زياد ما ينسيني اياكم ؟؟
ضحكت سارة :: بعدي والله .. والله وصار كلامي يأثر فيك .... خذي أمك تبيك شوي وبتموت من درت انك حامل..
ابتسمت عذا :: ياحبي لها عطيني اياها ؟؟
أم عبدالله بلهفة :: هلا عذاي ... هلا والله بـ ام سلطان الصغيرونة ؟؟
ضحكت عذا :: يمه حرام عليك ام سلطان مرة وحده .. من عذا لأم سلطان ؟؟ وش هالظلم ؟
ضحكت امها :: المهم ماعلينا من الإسم وش اخبارك انتي وش علومك ؟؟ ووش اخبارها الدوخة عليك ؟؟
انصدمت عذا :: الظاهر لمياء قايلت لكم كل شي
ام عبدالله تعاتبها :: ليه ماتبينها تقول ؟؟ يعني ابتعدنا عنكم مانعرف عنكم شي
تضايقت عذا من كلام امها :: يمه والله موقصدي بس ماكان ودي اخوفكم ؟؟
ام عبدالله :: المهم وش اخبارك مو وقت عتاب الحين بتخلص البطاقة
تنهدت عذا :: ان شاء الله انا احسن .. مع اني احس حيانا اني بطيح وانا انزل من الدرج..
شهقت ام عبدالله :: لا حبيبتي انتبهي لنفسك ونبهي زياد .. والا تدرين وين هو القاطع هاتيه اسلم عليه واوصيه عليك ..
ابتسمت عذا بحزن .. وش تقول لأمها ؟؟ أصلا هو مايدري عن شي أبد ؟؟ ولا يدري عن حملها ولا عن اللي صار لها ؟؟ :: يمه هو نايم الحين ..؟ تبيني اصحيه؟؟
ام عبدالله :: لا خليه نايم بس وصلي له سلامي .. وترى ابوك يسلم عليك انتي بعد ؟؟ كان يبي يكلمك لكنه مو موجود الحين عاد اكيد بيرجع يتصل عليك..
هزت عذا راسها ودموعها نزلت غصب :: سلمي لي عليه وقولي له اني مشتاقة له ومشتاقة اسمع صوته ووحشتوني كلكم ..؟؟ حتى أسامة السخيف ماكلمني .. قولي له انتظر منه مكالمة يبارك لي فيها ...
ام عبدالله :: ابشري حبيبتي يوصل ياللا عاد مع السلامة وانتبهي لنفسك
هزت عذا راسها :: إن شاء الله .. مع السلامة
وسكرت عنهم ورمت جوالها من يدها ومن الهم اللي على قلبها واشتياقها لأهلها من سمعت صوتهم رمت نفسها على السرير وبدت تصيح بشهاق ...
-----------------------------------------------------------------
وصلوا البنات لبيت ندى واستقبلتهم الأخيرة بكل حفاوة .. ودخلتهم الصالة
كانت غادة حامل في شهرها الأخير وشكلها متغير 180 درجة ... اما أريج فـ اعتذرت وما جت لأن امها تعبانة وماتقدر تطلع وتخليها بحكم ان عبير مو موجودة بالبيت ...
ضحكت عليها سحر لما دخلت تسلم عليهم وقامت لها غادة :: يا الهي وش صرتي ؟؟ يومين وتتحولين فقمة ؟؟
سحبت شعرها غادة :: استحي على وجهك هذا واحنا ضيوفكم تهزئونا ؟؟
ضحكت سحر وهي تتألم :: طيب فكي شعري حرام عليك تراه توه مستشور ؟؟
شالت غادة يدها وعلى بالها تنفض الشعر من يدها :: أيه معلوم .. أصلا ما اخترعوا الإستشوار إلا لك ولأمثالك ؟؟
رفعت رحاب حاجها :: الله أكبر عليك ... يعني انتي اللي كلش فلبينية وشعرك مسطرة ؟؟ مادري من هي اللي متصله علي ثاني يوم زواجها تقول لي دوري لي صرفة الفندق مافيه فيش يناسب الإستشوار وانا متحممة ؟؟
ضحكوا البنات كلهم .. وردت ندى :: أصلا من دون إثبات ؟؟ ماتتذكرون اذا لعبنا بالمويه في المدرسة ؟؟ ما كأنها هي ينتفش شعرها وتصير كأنها وحده من النقر ؟؟
غادة بـ كره وحقد :: زين يالنحيسات ؟؟ أصلا ماهميتوني اهم شي ابو عيالي عاجبه ..
ضحكت رحاب :: اصلا ماذبحنا الا ابو العيال ؟؟ تموت عليه يابنات موت العالمين ؟؟ والله ماتصدقون وش كثر تغار عليه .. حتى الى الحين مانعه اخواتها يركبون معه
شهقت سحر :: يمه منك كل ذا حب...
استحت غادة :: وش اسوي فيه تراه وسيم وممكن اي وحده تخطفه
رحاب بنبرة استهزاء واستنكار :: من هو ؟؟ لايكون زوجك متغير و مو اللي انا اعرفه ؟؟
طالعتها غادة :: وش فيك مقهورة من جماله ؟؟
رحاب :: لا والله الا ادعي ربي ليل ونهار انه يرحم حالي ومايرزقني بواحد مثله لأني ساعتها هـ طب ساكتة ..
ضحكت ندى وهي بتقوم :: ماعليك منهم غادة تراهم مقهورين لأننا تزوجنا وتركناهم ؟؟
صفقت غادة :: اي والله بعدي ندى هذا الكلام والا بلاش ؟
التفتت رحاب لسحر :: ياحرام ينرحمون ؟؟ صار كلامهم زي كلام الحريم الكبار
سحر وكأنها تطالعها بنظرة مهمومة : بس والله معهم حق صفينا حنا ماتزوجنا
رحاب بخبث :: انا محجوزة بس انتي الله يعينك ما انحجزتي
والكل بصوت واحد :: من خاطبك ؟؟
ضحكوا على ارواحهم وردت رحاب :: الله اكبر عليكم يعني تستغبون ؟؟ و مصعب وين راح ؟؟
ضحكت ندى :: اذا بتنتظرين مصعب فأنا اقول بتبطين عظم .. الولد عايف الزواج ومايفكر فيه أبد ..
هزت رحاب كتوفها ::/ لأنه مابعد شافني ..
هزت عبير يدها ::/ مسكينة بنت عمي احلامها الوردية ماتخلص ..
ضحك الجميع وطلعت ندى تجيب لهم الضيافة وجلسوا البقية يسولفون ويستهبلون ويعلقون تعليقاتهم المعتادة وساعات يتهاوشون ...
.
.
بعد ماتضيفوا البنات ... قومتهم ندى معها على أساس بتمشيهم في بيتها وتفرجهم عليه .. دخلتهم كل الأماكن ولما وصلوا لقسم الرجال .. فتحت سحر الأنوار لأنها سابقتهم ودخلت ندى بعدها ومعها غادة ورحاب ..
رحاب :: على بالك يعني ياسحر بتعلمينا انك تمونين على اهل البيت ؟
ضحكت سحر :: أكيد حبيبتي اخوي واختي وشلون ما امون ؟؟
ضحكت عليهم ندى وهي واقفة عند الباب .. و التفتت لغادة وشافتها واقفة عند طاولة التحف في زاوية المجلس وتطالع في الصور .. تقربت منها ندى :: هذي صور مشاري خذتها له سحر قبل لانتزوج بفترة وأهدتها له يوم زواجه ...
التفتت عبير وملامحها متغيرة وبلعت ريقها :: هذا هو مشاري ؟؟
هزت ندى راسها :: ايه هو ؟؟ وسيم والا عادي والا انا احلى منه ؟؟
قربوا لهم الباقين وسحبت رحاب الإطار من يد غادة وبان عليها الصدمة لكنها حاولت تخفيها ..
ابتسمت ندى :: وش فيكم ؟؟ لهالدرجة قبيح وكسرت خاطركم؟؟
ابتسمت غادة :: لاوش دعوى بس ماتوقعناه بهالوسامة ؟؟
التفتت رحاب وبملامح جامدة :: مصعب مثله ؟؟
ضحكت سحر :: لا مصعب احلى ؟؟ نسيتي صوره اللي وريتكم إياها ؟؟
سكتت رحاب وطالعت في غادة بس بسرعة شالت عينها عنها والتفتت لسحر :: الحين معقولة تبيني اتذكر صور من عقب أيام الثانوي ؟؟ حبيبتي لازم تجديد وتجيبين لنا صورة جديدة..
ضحكت سحر :: خلاص من ينوي يتزوج بخطبه لك وبوريك آخر صور له
التفتت لهم غادة وبضيق واضح :: ياللا عاد خلونا نطلع ونرجع للصالة احس اني تعبت من الوقوف ...
ابتسمت سحر :: ايه ياللا بنات مسكينة سيدة فقمة ماتتحمل الوقوف ..
ضربتها ندى على كتفها ومشوا كلهم طالعين من المجلس وطفت ندى الأنوار وراها و جت عينها على الصورة اللي رجعت في مكانها لكن بشكل مقلوب وقررت ترجع وقت ثاني وتصلحها ...
------------------------------------------------------------------------------

<<<
اليوم اللي المفروض يوصل فيه زياد من السفر .. كانت عذا مستعدة له بكل شي ...
مجهزة له الفطور بأحلى مايكون .. و مجهزة له هي نفسها علشان تنقل له الخبر اللي ينتظرونه من يوم زواجهم ... في الليلة اللي كانت هي جالسة على السرير مستحية بفستان زواجها وزياد جالس جنبها بمشلحه وكشخته وكانوا توهم واصلين لجناحهم ..
كانت هي منزلة راسها وتلعب بالورد في يدها .. أما زياد فـ ابتسم لها بكل حب وهو يقول :: تدرين وش أتمنى الحين ؟؟
التفتت له بخدود موردة من الخجل :: وش تتمنى ؟؟
رفع يده لخدها :: اني اسحب شريط الأحداث واشوف عيالنا حولنا ...
ضحكت عذا من خاطرها وفي نفس الوقت حست بحرارة تطلع من اذانها :: اشوفك مستعجل ..؟
زادت ابتسامته :: ابي امارس عليهم دور الأبوة .. علشان أحسسهم ان ابوهم معهم في أي وقت وأي مكان هم يحتاجونه فيه ... ما ابيهم يحسون بالحرمان مهما كان ...؟
اختفت الإبتسامة من وجه عذا وحل مكانها ملامح ألم لكلام زياد ... لكن الحمدلله زياد انتبه لنفسه وعلى طول ضحك وقلب المسألة مزح وما خلاها تحس بالحزن في أحلى ليلة عمر ...
تنهدت على هالذكرى الحلوة اللي مرت في بالها ... (( يااه وش كثر اشتاقت لزياد الحنون اللي كان طول وقته معها مرة يزعلها ومرة يراضيها ومرات يخليها تعصب منه ومرات يخليها تغوص في ثيابها من الخجل ... ))
ألقت نظرة أخيرة على السفرة وشافتها جاهزة من كل شي ... ابتسمت ابتسامة رضا عن اللي تشوفه ...
تنهدت ومشت بتجلس على الكنب في الصالة لحد مايوصل زياد تستقبله وعقب تروح معاه لغرفة الأكل ..
كانت تدعي قبل الآذان بدقائق لأن دعوة الصائم عند فطره لاترد ... دعت بكل شي .. انه يرزقها الذرية الصالحة ويرد اهلها بالسلامة ويخلي لها زياد ويحفظه من كل شر ..
رن التليفون وقطع خشوعها .. عقدت حواجبها وعينها ترتفع للساعة اللي قدامها تشوف كم مر من الوقت ومن اللي ممكن يدق عليهم وقت الفطور ...
قامت ببطء وشوي شوي علشان ما يختل توازنها بسبب انخفاض الضغط خصوصا انها صايمة والإرهاق بلغ منها ما بلغ ... طالعت في شاشة الكاشف وشافته رقم زياد
اقشعر جلدها فجأة وحست برعشة برد تسري في عظامها .. رفعت السماعة بهدوء
وبصوت واطي خايف :: ألو ...
.....::/ هلا والله بأحلى ألو في الرياض كلها ...
ابتسمت لما سمعت صوته بخير :: في مسمعك بس أحلى ألو ..!
تنهد زياد بعمق وخافت عذا عليه :: سلامتك من الآه ... وش فيك ؟؟
ضحك زياد :: وانتي على طول كذا خوافة .؟؟ المهم أنا متصل أبلغك اني في مجلس عمي الحين ويمكن افطر معه ...
انصدمت عذا من اللي قاله ؟؟؟ وش قصته هالزياد الحين صار ماعاد يجي للبيت الا وقت النوم والا الأكل ..؟؟ وبصوت مقهور وفيه غصة :: لهالدرجة وحشك بيت عمك وأنا لا ؟؟؟
غمض زياد عيونه وهو عارف انها بتتضايق :: اسمعيني انتي قبل لاتحكمين ؟؟ يعني معقولة انا ما اشتاق والا أتوله عليك ؟؟؟ كل مافي الموضوع ان عمي جايينه ضيوف ومختصين بالشغل اللي انا رايح للخرج علشانه فـ حضوري لازم وتواجدي لابد يكون ،، وعمي اتصل علي وقال لي ؟؟ تتوقعين اقول له لا ؟؟ صعبة هذا شغل ما يمزح
عذا بعصبية ::/ زين أخليك مع شغلك لا يتعطل وبعدين تجي تصب غضبك علي .. وتقول انتي السبب وانتي اللي خليتيني اخسر .. وتسمعني كلام سم .. ومشكور لأنك توك تبلغني وما رحمتني من التعب اللي تعبته ..
قاطعها زياد وهو متضايق عليها :: عـــذا ...............
سكرت السماعة في وجهه من دون ماترد عليه ..أو تسمعه وش بيقول .. شهقت بدموع نزلت بقوة على خدها الناعم ... مقهورة ومتألمة منه لأنه مايحس فيها .. ما يحس بأنها مشتاقة له ومتولهة عليه .. ما يقدر أن عندها احلى خبر في حياتها ومو معقولة لها فوق الثلاث أيام وهي تبي تبشره بطريقة حلوة بس هو ماعطاها فرصة ..
هالإنسان متغير وصاير مو طبيعي ... تمنت لو ان اهلها فعلا موجودين كانت على الأقل بتروح تتزعل عندهم يمكن هالجامد يحس ويفتقدها ويرجع لها زياد اللي قبل بس للأسف كل الظروف معاندتها وحتى اهلها مو موجودين ...
سمعت الآذان يأذن . مسحت دموعها بظهر يدها ورن التليفون .. ولما شافته رقم زياد سفهته وماردت عليه ... وراحت للمطبخ شربت مويه تفك صيامها وطلعت لغرفتها ترتاح وتصيح على كيفها وتشتكي منه على نفسها .. يمكن بهالطريقة تلقى له حل ..
.
.
.
فزت بعد ماغفت عينها على السرير .. حست براسها يوجعها يمكن لأنها نامت وهي تصيح ... طالعت ساعة الجوال جنبها ولقتها قريب التسعة ونص بالليل .. شافت عندها مكالمات لم يرد عليها وحصلتها كلها من زياد .. رجعت لها الغصة مرة ثانية بس خلاص ماتبي تصيح ...
حاولت تقوم من على السرير بهدوء علشان ما ترجع لها الدوخة مرة ثانية ..تنهدت بحزن لأنها فوتت صلاة العشاء عليها والتراويح ... بس ياللا الوقت مافات وبتقضيها .. قامت وغسلت وصلت الفرض وقبل لاتقوم تكمل التراويح تذكرت الأكل اللي على الطاولة تحت .. غمضت عيونها بملل .. يعني لازم تنزل ترتبه وترجع كل شي مكانه ؟؟ خلاص اول ما تقول لزياد عن حملها بتقول له يجيب لها خدامة مؤقتة ؟؟ هي صدق كانت رافضة في البداية لأنها ماحبت تكون عندها خدامه وهي في بداية حياتها لكن الحين الوضع اختلف وصارت تحتاجها بالحيل ..
قامت من سجادتها ولفتها .. راحت للتسريحة ضبطت شعرها المنكوش على قولتها وابتسمت لما شافت عيونها متورمة وصايرة فلبينية على قولة سارة اختها ..
طلعت من الجناح وراحت بتنزل تحت .. كانت تمشي بخطوات بطيئة لأن خوفها دائما من انها تدوخ وهي تنزل ...
أول ما وصلت للدرجة الأخيرة ونزلت ... رفعت عينها وشافته جالس قدامها على كنب الصالة ويطالع التلفزيون .. ومثل عادته متمدد ويد فيها ريموت والثانية تلعب بشعره..
حست بنشوة وفرحة تعمر قلبها وهي تشوفه منسدح ... حست بقلبها يمغصها وفعلا أكتشفت انها مشتاقة له حيل وماتقدر تزعل عليه ...
لكنها قاومت فرحتها وتمرد قلبها ومشت له في الصالة ببرود ,,,
انتبه زياد لها وهي واقفة قدامه بس بعيد شوي وحتى الإبتسامة ما ابتسمتها ... لاحظ اصفررا لونها وشحوب وجهها .. قام بطوله وهيبته وهو يبتسم بس ابتسامته فيها شي من القلق عليها .. لما شاف شكلها الطفولي واقفة قدامه وباين انها مقهورة منه حس انه فعلا اشتاق لهدوئه اللي قبل وحس انه مشتاق لأيامه معها يوم كانوا شهر عسل ... قاطعت تفكيره عذا بصوتها البارد :: الحمدلله على السلامة ...
تقرب لها زياد :: الله يسلمك ...
ابتعدت عنه عذا على طول علشان ما يأثر عليها بمغناطيسيته .. وعطته ظهرها متوجهه للمقلط وهي قلبها يتقطع ماتوقعت ولا واحد في المية ان استقبالها له بيكون بهالطريقة لكن وش تسوي هو أجبرها ...
تخصر زياد وهو يشوفها تبتعد عنه ولا تركت له فرصة يسألها وش اللي قالب حالها ..
لحقها للمقلط وشافها وهي تجمع الأغراض وتشيل المواعين ...
كان بيساعدها لكنها مسكت يده ووقفته :: مشكور أستاذ زياد ..؟ أنت شغلك ومشاريعك أهم من زوجتك وبيتك ومساعدتك لها ...
طالعها زياد يستفهم :: عذا وش فيك ؟؟ ترى ماصار فطور وافطرته عند عمي ..!!
سفهته عذا وهي مقهورة الحين كل هذا وبعد يلقي اللوم عليها وانها هي الغلطانة لأنها ماتقدر ظروفه ..؟
طالعته بنظرة غضب وطلعت وتركته وفي يدها حافظة الحرارة فيها شوربة ......
دخلت للمطبخ و عيونها مليانة دموع ودها تصرخ عليه تهاوشه بس تعرفه هو بيصرخ عليها ويقول لها كلام سخيف وبعدين بتصيح وما بتقدر ترد عليه علشان كذا من البداية خلها تسكر على الموضوع وترتاح ...
لحقها زياد ووقف عند باب المطبخ يراقبها وينتظر الفرصة المناسبة علشان يكلمها ..
انتبهت عذا لوجوده وما حبت انها تسمح له حتى بنظرة ولا حبت تسوي نفسها انها تفرغت علشان ما يلقى فرصة يكلمها .. قربت لحافظة الحرارة وفتحتها وشافت الشوربة لازالت تتبخر ساخنة .. تقربت للقدر اللي على الفرن تبي تصب فيه محتويات اللي في يدها ..
حست بالدنيا لفت فيها فجأة لكنها وقفت في مكانها لحظة تسترجع توازنها .. مهما كان ما تبي تجلس علشان ما يجي يكلمها لأنه مو الوقت المناسب انها تسمعه تعرفه بيأثر عليها وبترضى بسرعة وهي ماتبي هالشي يصير لحد ما تأدبه ...
قربت للفرن وتوها بتصب الشوربة بس للأسف حست برجفة شديدة في يديها والعرق يتصبب من جبينها وتنفسها اضطرب والدنيا غشت عليها ... حاولت تقاوم بس ماقدرت لمحت الكرسي جنبها كانت بتتقرب منه وتجلس عليه لكن أعصابها ماسمحت ........
وتحت نظر زياد طاحت الحافظة من يدين عذا وهي الثانية كانت على وشك انها تطيح وراها.. لولا أن زياد من الصدمة نقز بسرعة جنونية ورفعها بين يديه قبل لاتوصلها حرارة الشوربة المسكوبة على الأرض .. كان توازنه بيختل ويطيح هو واياها لكنه شد على أعصاب رجله علشان تتحمله وحس بالحرارة تتسرب لمواطي رجليه من تحت لكنه ما اهتم قدام الأهم وهو ان عذا بين يديه طايحة وكأنها قطعة قماش ...
شافها تتنفس بسرعة ومغمضة عيونها بتعب ... همس بأسمها وهو خايف :: عذاي .. تسمعيني ؟؟
همهمت عذا بتعب وما ردت عليه ...
شالها زياد ووداها للصالة .. ريح جسمها على الأريكة وجلس هو على ركبه علشان يكون في مستواها ... شاف خطوط التعب على وجهها والإرهاق واضح عليها ... سب نفسه وتخيل الموقف لو هو فعلا كان بعيد عنها ولحد الآن ما رجع من بيت عمه ..
همس لها وحاول يصحيها لكنها ما تجاوبت معه ..
راح يركض وجاب لها عطر رش منه شوي على قطعة منديل وجلس قريب من راسها ورفعها لصدره حاول يشممها العطر لعل وعسى انها تصحى ..
بعد دقائق فتحت عذا عينها وشافت زياد جالس جنبها ويمسح على شعرها .. اول ماشافها فتحت عيونها اللوزية السوداءابتسم لها :: سلامتك ؟؟؟ خوفتيني عليك
لفت عذا بوجهها تشوف اللي حولها ؟؟ متى وصل زياد ووش صار أصلا ..
خذت لها وقت لحد ما استوعبت اللي يصير .. قامت وجلست بهدوء وحاول زياد يساعدها وهي ماعارضت .. جلس جنبها ومسك يدها :: قومي نروح للمستشفى .. شكلك ماعجبني واحس انك مريضة..
التفتت له عذا وبصوت ضعيف مخنوق :: لا ما بروح معك لأي مكان؟؟
رفع زياد حاجبه :: مو على كيفك بتقومين معي الحين وبنروح للمستشفى اذا مو علشانك علشاني..
عذا باصرار :: لا ....
رفع زياد صوته شوي :: لا بتروحين قومي البسي عبايتك والا انا بلبسك اياها..
طالعته عذا بتمعن شوي وبعدين قالت :: ما بروح معك لأني رحت قبلك وعارفة وش فيني ؟؟
انقبض قلب زياد من الخوف :: وش فيك ..؟ ومتى رحتي اصلا وانا ما دري ؟؟
عذا بعتاب :: انت من متى كنت تدري عن شي أصلا يخصني ..؟
زياد بنفاذ صبر::/ وش قالوا لك ؟؟ وليه ماعلمتيني انك رايحة ؟؟
بلعت عذا ريقها لما شافته شبه معصب :: رحت من زمان من قبل لاتسافر أنت للخرج
زياد باستهزاء وعتاب :: وليه ما علمتيني بسلامتك ؟؟ (( وكتف يديه على صدره ))
نزلت عذا عيونها ::/ لأنك ماتركت لي فرصة أقول لك ... وصلت للبيت وانت منرفز ومعصب و قلت لي انك ماتبي احد يزعجك ومن بكرة سافرت و..
قاطعها :: بس اتصلت عليك كم مرة ليه ماعلمتيني على الأقل أصير اتطمن عليك كل شوي والا ابلغ ندى اختي..
عذا ::/ لمياء اختي كانت عارفة لأنها هي اللي وصلتني للمستشفى
زياد بحاجب مرفوع :: يعني يوم كنتي عند لمياء ودتك؟؟
هزت راسها عذا وهي ترمش بعيونها بتعب واضح وما حبت تطول السالفة ..
تنهد زياد ولف وجهها عليه وطالع في عيونها :: طيب وش قالت لك الدكتورة ؟
استحت عذا من نظراته وتلعثمت وماعرفت وش تقول له نزلت عيونها وحاولت تلف بوجهها لكنه ماسمح لها ،، ومن كذا رفعت راسها له وحاولت تبتسم :: خبر حلو من زمان وانت تنتظره ..
عقد زياد حواجبه وماعلق كأنه ينتظرها تكمل ...
ابتسمت عذا وخلاص قررت تقول له :: وأخيرا بتتحقق أمنيتك وبتصير أب .. وأنا بصير أم ؟؟
تفاجأ زياد من كلامها وانصعق ؟؟؟ طالعها بنظرات استفهام ووجهه يتلون بمئة لون ..
وش هالخبر الفظيع اللي قلب كل أفكاره وموازينه اللي اتخذها في سفرته ؟؟
هالخبر خلاه يغير طريقة تفكيره ويعدل عن قراره اللي كان ممكن بيتخذه بالنسبة لمشكلته مع عمه ...
خافت عذا وانقرص قلبها لما ما شافته يبتسم او يبارك لها ؟؟ قتل فرحتها وهي تحسب انه بيطير فيها من تقول له الخبر ..
حطت يدها على كتفه وهي تبتسم ابتسامة صفراء وباهتة :: مو مبسوط ؟؟ والا صدمتك وما كنت متجهز لهالخبر ؟؟
وتقوس فمها بحزن ...
رفع زياد عينه لها وحاول يبتسم .. مهما كان ومهما صار هذا بيكون طفله الأول اللي ياما انتظره .. وانتظره يجي بالتحديد من عمره وحياته عذا ،،
حوط وجهها بيديه وابتسم لحد مابانت اسنانه :: أحلى خبر من احلى بنت ..
عذا من دون ما تبتسم :: ماكان هذا كلامك اول ماقلت لك ؟
قربها له وحبها على جبهتها :: هذا كلامي قبل لاأتزوجك حتى ؟؟ لكني تفاجأت كوني متوقع شي أسوأ من الحمل .. وجهك مصفر وعيونك ذبلانة ..
ابتسمت عذا :: كله من ولدك ؟؟ تقول الدكتورة ان عندي انخفاض في الضغط وفقر دم حاد يعني لازم انتبه لنفسي علشان الدوخة ..
ابتعد عنها زياد وطالعها بنظرة مو مصدقة :: لحظة .. يعني الحين كلامك جد وانتي حامل .. بس الحمل متعبك ؟؟
هزت عذا راسها ويدها نزلت لبطنها عشوائيا ..
تنهد زياد ودق على صدره ::/ ولا يهمك يا ام وردة .. انتي بس انتبهي للبيبي وانا انتبه لك .. والا تدرين انا بنتبه لكم كلكم .. انتي بس اولدي بالسلامة وشوفي زياد وش بيسوي لك ؟
عقدت عذا حواجبها ::/ وش قلت ؟؟ ام مين ؟؟
ضحك لها وهو يمسك يدها ويضغط عليها :: أم .... و ر د ة ...
حاست بوزها عذا :: وردة عاد ؟؟
زياد :: ايه وردة ؟؟ لأنها بتكون وردة حبنا ؟؟ (( ضحك وكمل )) وبيسمونها بعدين وردة زياد وعذا ؟؟؟
ضحكت عليه عذا ::/ إذا كان هذا مقصدك معليش .. بس عاد لو طلع ولد؟؟
انقرف زياد :: لالا تكفين مانبي ولد ؟؟ نبي بنوتة حلوة وتطلع شبهك ؟؟ ونسميها وردة
عذا باصرار ::/ طيب وان صار ولد ؟
تنهد زياد :: اذا ولد بسميه سلطان وبندلعه وردة لحد ما تجينا البنت ؟؟
ضحكت عذا عليه وحطت راسها على كتفه ويدها على بطنها .. وأخيرا قالت له الخبر وشافت الفرحة في عيونه ..
اما زياد فلفها من كتوفها وتنهد والإبتسامة تلاشت شوي وبقى بس أثرها ؟؟ هالخبر قلب كيانه وقلب قراراته وتفكيره ؟؟
----------------------------------------------------------------------------

وصلت إيمان بنت عمهم عندهم ... وجلسوا معها مبسوطين ويستهبلون ...
طلعت لهم الفستان من الكيس ورمته على أريج :: هذا هو الفستان اللي أقول لك هدية ؟؟
رفعت أريج حاجبها وزمت شفايفها :: الحين الناس تهدي الناس بهالطريقة ؟
ضحكت عبير:: احمدي ربك شاريته لك ؟؟
ضحكت اريج تتهزأ :: هه .. مسكينة هي شاريته من حلالها ؟؟ أكيد نواف يا بعدهم مساعدها وقايل لها تشتري لي ؟؟ صح والا انا غلطانة؟؟
إيمان وهي تآكل من البسبوسة :: لا مو صح ...
أريج :: لا صح بس تستحين تقولين....!!
إيمان :: لا مو صح وأصلا هو ما درى اني بعطيك هدية؟
أريج باصرار :: احلفي؟؟
إيمان باستهتار :: لا ...
أريج :: شفتي انا صادقة .. والا وش رايك عبير ؟؟
والتفتوا كلهم لها .. شافوها ساكتة وتقلب في الفاتورة بين يديها ..
إيمان بصوت عالي تستهبل:: ولايهمك حبيبتي ترى انا جايبه لكم الفاتورة علشان لو حبيتوا تغيرون المقاس .. مو علشان تدفعون ؟؟
انتبهت لهم عبير وابتسمت للي في يدها :: واصلا من قال لك اننا بندفع لك وانتي المتكرمة وجايبته لنا من نفسك ...
وقفت أريج وجمعت الثوب بين يديها :: انتظروني هنا لاأحد يتحرك بروح أقيسه واجيكم ..
ضحكت إيمان :: يعني وين بنروح يا حسرة متسمرين هنا ننتظرك ...
ركضت أريج لمجلس الحريم من دون ما تلتفت عليهم .. ابتسمت عبير لفرح اختها مع ان قلبها مطعون بس وش تسوي كل الي يصير مقدر ومكتوب من الأزل من قبل لاتولد هي واختها وولد عمهم ؟؟
دقائق وطلعت عليهم أريج وهي فاكة شعرها ومرتبته وعليها الفستان طالع روعة وماكل منها حتة ...
قربت لهم وبدت تدور في الصالة ... توريهم
شهقت إيمان بقوة :: يا قليلة الأدب سكري أزرارك من وراء
وقفت أريج منصدمة وبعدين انفجرت من الضحك وعبير معهم ..
أريج وهي تضحك :: تخيلوا من جد سويت كذا يوم الحفلة؟؟
إيمان :: كان بتبرأ منك وبآخذ أخوي وننحاش..
رمتها أريج بعلبة الكلينكس :: مسكينة اصلا من قدكم لو تزوجت ولدكم ..
ونزلت لرجول عبير :: ياللا سكريهم ..
بدت عبير تسكرهم لكن كلما طلعت فوق حست بالفستان يضيق والأزرار ماترضى تجتمع مع بعض ..
ابتسمت عبير وهي فاقدة الأمل :: أريج يالدوبا أزارايك ماتحب بعض مستحيل نجمع المتشابهات ؟؟
التفتت اريج :: يعني وش قصدك ؟؟
عبير :: مارضوا يتسكرون ؟؟
شهقت أريج ولفت لإيمان :: جايبة لي هالمقاس تتشمتين فيني يالدوبا ؟؟
شهقت إيمان : لا والله مو قصدي بس هذا أكبر مقاس عندهم ؟؟ خلاص يعني الأكبر من كذا حق حوامل ؟؟
وقفت أريج وراحت تضرب بنت عمها :: وش قالوا لك يا حيوانة ؟؟
ضحكت عبير :: طيب تعالي لاتخربين الفستان روحي غيريه خلينا بعدين نرجع للمحل ونبدله ..
إيمان تضحك :: لا مايصلح خلاص .. لأني كملت ثلاثة أيام شاريته
أريج :: وليش ماجبتيه حضرتك قبل لاتخلص المدة ؟
إيمان :: وش اسوي مافضيت
عبير :: يعني وش الحل ؟؟ انتي ماعندك فستان وهذا ماجاء على مقاسك ؟ وش نسوي فيه نرميه ؟؟
شهقت إيمان :: حرام عليكم قيمته الشي الفلاني وترمونه؟؟
أريج :: أحسن تستاهلين..!!
إيمان بتوسل : لا عبير تكفين انقذي الموقف وروحي قيسيه لو صار قدك فهو حلالك ؟؟
ابتسمت عبير : وانتي ليه ماتاخذينه ؟
إيمان :: مستحيل هذا يدخل حتى في رجلي ؟؟
ضحكوا كلهم على تعليقها والتفت أريج لأختها :: خلاص بروح اغيره ولو صار قدك فهو من نصيبك وانا بلبس من اللي عندي ... اهم شي نواف ماشافه ؟
هزت عبير راسها تبتسم يعني موافقة .. وراحت أريج تبدل وعقبها لحقتها عبير علشان تشوف إذا مقاسها ...
كانوا إيمان وأريج جالسين في الصالة وقت اللي طلعت لهم فيه عبير والفستان كان مقايس عليها وأحسن من يوم كان على اريج ...
كلهم صفروا بإعجاب .. وقامت أريج وفكت شعر أختها وحاولت تضبطه على كتوفها .. وبعدين ابتعدت عنها شوي علشان تشوف اللوك الأخير ..
تنهت أريج :: حلوة وتهبلين وكأنك قمر ؟؟
ابتسمت عبير :: من جد والله ؟؟
إيمان بحماس :: والله العظيم كأنك انتي العروس ؟؟
دزتها أريج :: لو سمحتي محد طلب رايك ؟؟
ضحكت عبير ومشت عنهم :: بروح اشوفه عند هذيك المراية ..
راحت عنهم ووقفت عند المراية الطويلة اللي قدام باب المدخل .. حست بالحشرجة في صدرها وبنغزة ألم في قلبها ؟؟ كان ممكن تكون هي العروس وهي اللي فعلا مكان أريج وتنزف لنواف ؟؟ ليه ما اكتشفت حبها لنواف وانها ماتقدر تستغني عنه الا في الوقت الضايع ؟؟ ليه ماقدرته وماقدرت حبه وخوفه عليها ؟؟ ليه ظللمته وتكبرت عليه وسوت نفسها انها مو مهتمة فيه ولا يشغل بالها ..؟
نزلت دمعتها وعلى طول مسحتها لما حست بيدها على كتفها :: تتمنين لو انتي فعلا العروس ؟؟
التفتت عبير بسرعة وتمسح دمعتها :: إيمان اسكتي لاتسمعك أريج ..!
ابتسمت ايمان :: لاتخافين راحت ترد على التليفون ؟
تنهدت عبير:: ما يصلح نتكلم في هالموضوع الحين ؟؟ كل شي انتهى ومالي حق افكر في شي محرم علي افكر فيه..!
ايمان :: تحسين انك خسرتي ؟؟
ماقدرت عبير تمسك دمعتها وصاحت :: حسيت وعرفت لكن في الأخير ؟
ايمان بقهر :: ليتك أدركتي و عرفتي وش كثر تحبين اخوي ووش كثر هو يحبك قبل لايتهور ويحس ان اريج اكفأ منك كزوجه له ؟؟
زاد صياح عبير من هالكلام وفاجأتهم أريج لما وقفت عند وراهم :: وش فيكم مناحة ؟؟ لهالدرجة بتفتقدوني ؟؟
مسحت عبير بسرعة دموعها والتفتت لأختها قبل لاتكتشف شي :: أكيد بفقدك يا اريج .. انتي الوحيدة اللي مونستني بهالبيت ؟؟
تقدمت لها اريج وهي تحارب دمعتها وخذتها في حضنها وكل الثنتين صاحوا وماقدرت إيمان تطالعهم وتسكت فحاولت تبعدهم عن بعض وتنسيهم هالحزن ..
------------------------------------------------------------------------
اليوم منقهرة منه بالحيل ... وبالموت .. سافهها من قام الصباح وما كلمها ولا حتى بصباح الخير ...؟ خير ان شاء الله شغالة عنده انا مايكلمني ولا يقول لي شي ؟؟ لا وفوق هذا يجي وقت المغرب ومعه زميله عازمة على الفطور وآخر من يعلم هي لا وفوق هذا تجلس وتفطر بروحها ..
طلعت من المطبخ وهي مسوية نفسها زعلانة وما تكلمه وكأنه عاد هو حاس فيها والا عارف عن زعلها .. وكان بيدها علبة بيبسي ..
شافته مندمج عالآخر مع برنامج في التلفزيون ..
بدت تلعب الشياطين في راسها وراحت توقف قدام التلفزيون وكأنها تحوس وتدور شي حوله وفوق المكتبة .. وهي تلعب بحواجبها ومعطيته ظهرها ..
كانت تنتظر منه اي تفاعل بس هو ما ابدأ اي ردة فعل .. ومن سدت عليه شاشة التلفزيون نزل راسه وبدأ يقرأ في الجريدة .. لما استبطأته وما رد عليها يهاوشها ..
التفتت له بقوة وشافته يطالع في الجريدة .. انقهرت زود وبغت تتهور وترميه باللي في يدها .. لكنها انتبهت لنفسها ووقفت تمردها ..
مشت ولفت من وراء الكنبه اللي هو جالس عليها بتشوف وش يقرأ ووش اللي شاده لهالدرجة ومخليه يتحمس على المطالعة وسافهها ..
مشت وراه وهو ما رفع حتى عينه لكنها لمحت ابتسامة خفيفة على شفايفه توقعت انها من اللي يقرأه ..
لما طاحت عينها على موضوع سياسي يحكي عن الأوضاع الأمنية في العراق بغت تنتحر وتصرخ ؟؟؟ الحين انت انتبه للأوضاع الأمنية و الإستقرار في بيتك وبعدين اقرأ عن خلق الله ؟؟
وبتهور وبدون وعي صبت كل محتويات العلبة على راسه وسبحته فيه ...
شهق مشاري لأنه ما توقع منها هالشي ؟؟ حتى هي عضت على شفايفها متفاجأة من نفسها ...
وأول ما وقف و التفت لها حاولت تبتسم وهي تبتعد عنه ببطئ بس شافته معصب ..
كان من شدة ماهو مقهور مايدري وشي يسوي ؟؟ مسك كوب الشاهي وبغى يكبه عليها لكنها صرخت بقوة وحطت يدها على وجهها :: لا لا ...!! انتبه حار ..
وعى مشاري للي في يده ومشى رايح لها ولما فتحت عينها وشافته ماشي لها ركضت بتنحاش وتطلع الدرج .. لكن مشاري لحقها وركض وراها ..
أول شي ماتوقعته بيركض بس لما شافته وحست انه بيمسكها وقفت باستسلام وهي تضحك رفعت اصبعها لشفايفها تبتسم:: مشاري والله التوبة ما كنت ادري الله يخليك ..
مسكها مع يدها ولواها وراء ظهرها بنعومة وماحب يشد عليها :: ليه فاقده الوعي يوم تكبين العلبة كلها يالظالمة ؟؟ ..
ندى :: لا بس انت تقهر ..
مشاها قدامه :: وانتي اكثر ..
خلاها تطلع الدرج وهو ماسكها مع يدها ..
ندى بتوسل :: مشاري وش بتسوي ؟؟
مشاري بضحكة خبث :: الحين بتشوفين ..
ندى وشوي بتصيح :: الله يخليك لاتتهور انا ندى حبيبتك ...
ضحك لما قالت له هالكلمة :: طيب ياندى ياحبيبتي امشي قدامي وانتي ساكتة ..
وصلوا للدور الثاني وعلى طول مشى معها للحمام ..
شهقت ندى وحاولت تبعد عنه لكن هيهات كانت قبضته اشد منها ..
التفتت له ندى تتوسل :: الله يخليك مشاري لا ....! والله ما اعيدها
مشاري بحاجب مرفوع :: مستحيل لازم ارد الصاع صاعين ..
دخلها الحمام وهي تتوسله انه مايتهور ويوقف اللعب لأنها كانت تمزح معه بس هو سفهها .. ومن دون اي اعتبار لتوسلاتها .. مسك الدش وشغل الموية من دون مايشوف شي وحطه على راسها وابعد يده ..
شهقت ندى ووقفت من دون حراك لأنها مغمضة عيونها:: حرااااااااام عليك يالدب ؟؟
مشاري :: خلاص تأدبتي الحين ؟؟
شهقت ندى : حار مشاري حار بعده عني؟؟
ابعده مشاري عنها بسرعة وحط يده تحت المويه وفعلا لقاها ساخنة التفت للصنبور شاف انه مولع المويه الحارة بدل الباردة .
رمى المروش من يده ومسك ايدين ندى اللي كانت تصيح من القهر :: والله ماكنت ادري آسف حبيبي ؟؟
سكتت ندى متفاجأة من كلمته ومن نظراتها القلقة اللي اول مرة تشوفها ؟؟؟؟
لكن بعدين كملت وقالت خلها تدلع عليه مادام قلبه حن عليها فجأة :: يا سفاح يا قاتل يا متشرد ؟؟ شوف وش سويت فوق على انك سبحتني مويه بعد مويه حارة حرقتني وبتشوه (( وشهقت تصيح ))
ضحك مشاري وهو يمسكها مع وجهها:: طيب ماكان قصدي (( وكان يدق عليها بهالكلمة ))
ندى بقهر وضربته على صدره :: أنا ماكان قصدي بس بـ بيبسي بارد انت لا بـ موية حارة ؟؟
نزل مشاري ومسكها المروش في يدها :: يالله اقتصي مني يا بنت الحلال بس وقفي صياح ..؟
مسكت ندى المروش في يدها ومسحت دموعها وهي طافحة مويه .. طالعت مشاري وشافته يناظرها بنظرة غريبة عمرها ماشافتها في عيونه... عقبها رمت المروش من يدها : خلاص بصير احسن منك وبسامحك ..
ضحك وقرب لها ..
لكن قطع عليهم صوت سحر تناديهم ..
حطت ندى يدها على فمها :: يقلع بليس الحين بتطلع فوق ؟؟
اختبص مشاري ولف لندى :: خلاص انتي سكري عليك باب الحمام وانا بروح ابدل وانزل لها وانتي عقب ماتخلصين انزلي علشان اطلع اتحمم واشيل هالخياس اللي سبحتيني فيه ..
هزت ندى راسها وراحت تدفه على ظهره علشان يطلع ..
طلع مشاري وسكرت الباب وراه وتسندت عليه ؟؟ اليوم شي ثاني في حياتها ونقلة نوعية رائعة ... حست بقرب مشاري منها وحست بنظراته تقول لها شي ...
كلمته لها ؟؟؟ تصرفه الإنتقامي ؟؟ كلها مؤشرات جيدة على ان مشاري تغير معها وللأحسن ..
.
.
.
بعد مابدلت نزلت لهم تحت وشافت الأخوين جالسين جنب بعض وكأنهم يطالعون شي ..
ابتسمت وتقدمت لهم ..:: مرحبتين ؟؟
التفتت لها سحر تبتسم :: اهلين الحمدلله على السلامة مابغيتي تنزلين ؟؟
طاحت عينها على مشاري وهو يطالع شعرها ويضحك ..
كانت بترد بس قطعهم صوت التليفون ..
ابتسمت ندى وراحت ترد عليه ورجعوا هم لألبوم الصور اللي كان معهم ..
ندى مبسوطة :: هلا والله وعليكم السلام ؟؟
زياد :: كيف حالك يا بعدهم وش اخبارك واخبار مشاري ؟؟
تنهدت ندى :: تمام كل شي ماشي مثل الساعة .. انت وش اخبارك ؟؟ امس جيت لبيت عمي وهنت عليك تطلع وما تمرني ؟؟
ضحك زياد :: وش اسوي والله المعزبة زعلت لما درت اني بفطرعندهم عاد قلت نراضيها...
ابتسمت ندى :: اذا عذا في السالفة خلاص اطلع منها انا لأن كرتي بيطيح ؟؟
انقبض قلبها سحر والتفتت لاشعوريا لندى ...
كملت ندى :: طيب ما بتزورني يعني تسلم علي ؟؟
زياد :: الا ان شاء الله بنمرك الحين لو ماعندك شي ... ونبيك بعد تحتفلين بنا
سمعت ندى عذا جنبه وتقول له اسكت لحد مانروح فـ زادت لقافتها :: وش عندكم وش اللي بتسكت عنه وتبيني احتفل بك عليه ؟؟
ضحك زياد : يا ربي منك انا اشك ان عندك اذنين بس...؟
ندى :: ياللا عاد قول ؟؟ لاتخوفني ؟؟
زياد :: الله يسلمك اخوك قرر يتكرم عليك ويسبقك ويصير أحسن منك ويخليك عمة قريبا ان شاء الله بعد ستة شهور من الآن ؟؟
شهقت ندى بفرحة كبيرة ماتقدر تقدرها :: عذا حــــــــــــــــــــامل ؟؟؟
ضحك زياد على شهقتها :: ابشرك ... واخوك بيصير أبو قريبا..
ضحكت ندى بفرحة :: مبروك زياد ألف ألف ألف مبروك .. تستاهلون على هالخبر عزيمة مو حفلة بس...؟
وصلها صوته فرحان :: الحمدلله يا ندى على كل حال .. وعقبالك
ندى وعيونها تحرقها من فرحة اخوها :: اتركك مني الحين وخلنا فيك انت .. الحين لازم تجوني وخلوني احتفل فيكم ...
هز زياد راسه :: ان شاء الله حنا بنجيك .. وياللا ماطول عليك توصين على شي
ندى ::سلامتك بس انتبه لعذا
زياد :: في عيوني ؟؟
ضحكت ندى :: هالعيون مادري من بتكفي من يومين تقول انا في عيونك والحين هي ؟؟
ضحك هو عليها وما زاد على اللي قاله وسكر منها ..
التفتت ندى للي في الصالة وشافتهم يطالعونها .. استحت من انفعالها وابتسمت
حاولت سحر تتأكد من الي سمعته فابتسمت تقول::/ زوجة زياد حامل ؟؟
هزت ندى راسها ::: ايه متصل يبشرني ويقول لي انه بيجي ؟؟
ابتسمت سحر بمرارة ووقفت :: مبروك ندى .. وباركي لعذا بالنيابة عني
وقفها مشاري :: وين رايحة خليك جاللسين واقعدي مع ضيوف ندى ..؟
اصرت ندى :: اي والله من جد سحر اجلسي ..!
كانت سحر تقاوم دمعتها وانهيار اعصابها :: لاماعليش مااستعديت نفسيا لإستقبال ضيوف يمكن مرة ثانية ..
لفت لأخوها ابتسمت له وعلى طول خذت جوالها من على الطاولة وطلعت بخطوات سريعة ..
حست ندى فيها وعرفت انها متأثرة من حمل عذا بس هي وش تسوي ماقدرت تمسك فرحتها والا حتى تتذكر وجودها لما قال لها زياد ان عذا حامل ..
.
.
اما سحر فطلعت تركض وهي دموعها على خدها وتشهق من الصياح ..
دق جوالها وشافت المتصل حصلته ريم ؟؟
تذكرت انها متصلة عليها اليوم بس هي ماردت ..
وعلى طول رفعت السماعة وهي تصيح ومن دون ماتتكلم ..
ريم بخوف :: سحر خير ان شاء الله عسى ماشر ؟
شهقت سحر بألم وهي تمشي في الساحة رايحة لبيتهم :: حملت يا ريم حملت ؟؟
ريم مستغربة :: من هي ؟؟
سحر وشهقاتها متواصلة :: عذا مرت زياد ؟
تنهدت ريم بقهر من بنت خالتها :: توك تدرين عنها ؟؟ وبعدين أكيد بتحمل ؟؟ يعني متزوجة وش تتوقعين ؟؟
سحر باستفهام :: انتي عارفة عنها ؟؟
ريم ببرود:: ايه من يومين قالوا لنا ؟؟
سحر بصراخ :: وليه ماقلتي لي ؟؟
ريم بصراخ :: علشان تنهارين علي مثل الحين ؟؟ يا سحر اصحي خلاص من هالهم اللي انتي معيشة نفسك فيه ومخليه امك تأكل اصابعها من الهم والخوف على صحتك
صرخت سحر تقاطعها :: عمركم مابتفهموني ولا عمركم بتقدرون مشاعري.. أنا اعاني وماحد يدري عني من يومي صغيرة وانا اعاني ومحد حاس فيني ,, وحتى وانا كبيرة توقعت ممكن احد يفهم ألمي ومعاناتي بس كله نفس الشي محد يفهمني ..
سكرت السماعة في وجه ريم ودخلت البيت وعلى طول صعدت لغرفتها وسكرت الباب وراها ..
رمت جوالها على الكرسي وراحت تركض تحضن مخدتها وتفرغ دموعها عليها ..
مافيه الا هي الوحيدة تعاني معها وتشرب حزنها ..
كان هو قده وصل لباب جناحها .. كان بيدقه ويحاول ما يخليها تعيش الحزن عقب اللي سمعه منها بس تراجع في الأخير وماحب يحرجها ... كونه أبوها وأكيد بتستحي منه و دار على نفسه وتركها وراه وهو قلبه يتقطع عليها ؟؟؟
--------------------------------------------------------------------------
في يوم تسعة وعشرين رمضان ...
ومثل عادتهم كل سنة وكل عام ... وشبيه مايكون بـ عادة أو تقليد في العائلة ؟؟
كانوا أبو عبدالرحمن وام عبدالرحمن مجمعين العائلة عندهم في البيت ؟؟ كونه احتمال يكون آخر يوم في رمضان فـ يحبون يجتمعون بعيالهم وأحفادهم ويحتفلون معهم مبدئيا بليلة العيد ...
كانت عذا توها داخلة بيت أهلها و وراها زياد .. وفي استقبالهم عمها عبدالرحمن وجدها اللي كانوا واقفين عند الباب ..
سلمت عليهم بحياء لأن عيال عمها بعد موجودين في المجلس وعلى طول تركتهم ودخلت البيت ...
شافتهم حايسين و الإزعاج والفوضى منتشرين في كل مكان ؟؟ خنقتها العبرة وهي تتذكر بيت أهلها والإزعاج اللي كانوا يخلقونه في لحظة ... لمحت لميس بنت عمها طالعة من المطبخ وفي يدها صينية الفطائر .. من شافتها حست بالعبرة رجعت تخنقها وهي تحس بالشوق لسارة وتتخيل هبالها و وناستها بجمعتهم في هاليوم ؟؟
ابتسمت لها لميس وراحت تسلم عليها :: هلا والله اسفرت وانورت ..!
ابتسمت عذا :: الله يسلمك نورك انتي مغطي علي ...
لميس :: عارفة من دون ما تقولين ؟؟
سمعت صوت جدتها وهي تسبح وتهلل ولما التفتت لمكان الصوت شافت الغالية جدتها واللي تحبها من كل قلبها وتتمنى انها تصير مثلها اذا كبرت داخلة من قسم الرجال بعد ماسلمت على الجميع ..
ابتسمت عذا في وجهها ولفت بتمشي تسلم عليها ...
ابتسمت الجدة من شافت عذا (( الوجه الصبوحي )) على قولتها مقبلة عليها تسلم ..
ام عبدالرحمن ::/ هلا حبيبتي هلا يمه ؟؟
ضحكت عذا ::/ يوه كل هذولا أنا ... الله يسلمك ..
لوت لميس بوزها :: ايه سارة قالتها من قبل ... إن لم تكن ذئبا أكلتك الذئاب
ام عبدالرحمن :: سارة أذاها واصلنا حتى وهي مو موجودة ..!
خفتت ضحكة عذا :: ياحبي لها ،،، والله لهم فقده ..!
تنهدت ام عبدالرحمن وهي تمسك يد عذا :: الله يردهم لي بالسلامة و اشوفهم واتطمن عليهم .. المهم ياللا مشينا للفطور ..
هزت عذا راسها ورمت عبايتها على الكنبة بسرعة ومشت مع جدتها ولميس للغرفة ..
شافت الكل واصل ومجتمعين ،، مرت عمها ،، ولمياء اختها ،، وبنات عمها وحريم عيال عمها يعني الكل ملتم على السفرة بس من شافوها دخلت وقفوا كلهم علشان السلامات ..
التموا مرة ثانية والكل رجع مكانه ينتظرون الآذان ،،،،ومن دون سابق انذار نطت أمل عليهم بصوت حزين ومتأثر ::/ تصدقون سارة الدوبا لها فقده ... ماتعودنا نجتمع هالجمعة وهي مو فيه علشان نلعب بالألعاب النارية ونلعب في حسبة عيال الجيران
ام عبدالرحمن بغضب :: الحمدلله خلوهم يرتاحون منكم هالسنة ؟؟ كل عام وانتم مأذينهم مساكين اللي ينشق ثوبه واللي ينفلع راسه والسبب انتم ما شاء الله...
ضحكت لمياء :: يمه حرام عليك تظلمينهم ترى حتى هالعيال مو قليلين شر معذبين سارة و ....
رن جوالها وقطع سالفتها وطلعته من الشنطة بترد .. بس ضحكت بعمق وهي ترفع السماعة وتطالع البنات ::/ سارة تتصل ..
كلهم نقزوا وقاموا يصارخون ويحتفلون
سارة بصوت حزين متألم :: ما سامحتكم ؟؟؟ ليه تجتمعون وتتركوني ؟؟
ضحكت لمياء :: خلي ألمانيا تنفعك ؟؟ قايلة لك اجلسي عندنا تقولين لا
تنهدت سارة :: قرب الفرج إن شاء الله .. كلها كم اسبوع ونجي ...
ابتسمت لمياء :: بالسلامة ان شاء الله
سارة بصراخ :: الا تعالي افتحي السبيكر بسرعة خليني اشوف هالخونة اللي معك ؟؟
ضحكت لمياء وهي تشوف سارة ترجع لطبيعتها وفتحت السبيكر وكلها دقيقة الا وسارة منهده عليهم تهاوش وتوصيهم على العادات والتقاليد اللي أوجدوها خصيصا لهاليوم ؟؟ وأهم شي وصتهم عليه انهم مايضحكون ولا يستانسون ولا يسوون مقالب وهذا كله تخليدا لذكراها في نفوسهم واحتجاجهم على انها مو معهم تحتفل ...
ضحك عليها الجميع وعطتها جدتها كم كلمة تهزأها .. وبعدها سكروا السماعة منها بعد ما استاسنت وانبسطت بسماع صوتهم على الأقل العوض ولا القطيعة ...
وأذن المؤذن يعلن دخول وقت المغرب ... وحلول وقت الإفطار ...
.
.
.
.
في المسجد وهو يصلي كان جواله يهز في جيب ثوبه ... استغرب منه زياد ومن إلحاح هالمتصل على أنه يرد .. دخل يده بهدوء لجيبه وقفل الجهاز علشان ما يشغله ويوتره ... وأول ما سلم الإمام منتهي من الصلاة ...
على طول طلع زياد الجوال قبل لا يقوم يصلي السنة وفتحه .. تفاجأ من شاف عدد الإتصالات .. انقبض قلبه لأنها كلها من ندى أخته ؟؟ " وش حاصل لهم يخليها تتصل علي وهي عارفة أني اصلي الحين في المسجد ؟؟ "
قام وصلى السنة لكن قلبه مشغول مع أخته ... ومن خلص على طول قام وطلع من المسجد ويده على جواله يتصل على ندى ...
.
.
أم عبدالرحمن كانت جالسة مع البنات في الغرفة مسكتتهم ومهدده أي وحده تتجرأ بس وتتكلم ... كانت جالسة قدام التلفزيون ومشغله الراديو تنتظرهم يعلنون عن العيد ....!!
ام عبدالرحمن :: لميس اسكتي لا أقوم اسحبك واطلعك من هالباب ؟؟ فهمتي ؟
تنهدت لميس :: يمـــــــــــــــــه ..!! الله يهديك ترى القمر توه ما بعد أمداه يلف ويطلع علينا ؟؟ وحتى لو طلع فـ اللي بيشوفه ما بعد حرك سيارته وراح للمحكمة يعلمهم ويتأكدون ؟؟؟ وانتي الحين تبينهم يعلنونه ؟؟
ضحكت عليها أمل :: يا حلوة اسمه هلال ؟؟ مو قمر ؟؟
ام عبدالرحمن :: اتركيها عنك هذي عساها تعرف راسها من رجليها هالدور تبينها تعرف وش الهلال من القمر ؟؟؟
ضحك الكل عليها أما لميس فـ قامت تطالع جدتها بنظرات قهر .. وام عبدالرحمن تبادلها نفس النظرات لكنها في نفس الوقت كاتمة ضحكتها ...
دخلت عليهم الخدامة وفي يدها شنطة :: ماما هذي حق مين ؟؟
التفتوا البنات كلهم لها وانتبهت لها عذا :: تعالي هذي حقتي ؟؟ بس ليه جايبتها؟؟
ابتسمت الخدامة :: جوال يرن من زمان ....
ابتسمت عذا وهي تآخذها من يدها :: شكرا أمينة ...
و فتحت عذا شنطتها تطالع من اللي متصل ...
لقته زياد ... استغربت انه اتصل عليها بهالسرعة وهم توهم خالصين من الفطور ؟؟ يعني مو معقولة بيقولها ياللا نمشي وهي توها ماتهنت معهم ؟؟؟
قامت من عندهم بتتصل عليه علشان ماتزعج جدتها وتهزأها .. وهي توها قايمة وفي يدها الجوال .. رجع زياد يتصل عليها مرة ثانية ...
ركضت عذا وطلعت من الغرفة وهي تضغط على زر الرد.. :: هلا زياد ...
كان زياد متوتر ومرتبك وهذا كله واضح من صوته ونبرته المضطربة :: عذا ترى أنا بروح الحين عندي شغل مهم وضروري .. وما ادري ان كنت بقدر ارجع لك في الليل لكن بقول لفهد يوصلك على طريقه إذا ما قدرت ؟؟
انقهرت منه عذا ومن تصرفه اللي تعود عليه :: زياد ترى أنا متزوجتك انت ؟؟ ما تزوجت فهد ؟؟
زياد بنفاد صبر :: عـــــــــــــــــــذا ... مو وقته هالكلام ؟؟ الشغل طلع لي فجأة وماتوقعته ؟؟
عذا :: صح آسفة شغلك اهم مني ..
تنهد زياد :: المهم اللي قلت لك .. وانا رايح الحين تبين شي ؟؟
عذا : لا ... سلامتك
سكر زياد عنها وهي مقهورة منه ومن تصرفه ؟؟؟ تعود انه كل مرة يخليها ترجع مع فهد وغيره ؟؟؟ ماعاد صار يحس بالمسؤولية ناحيتها ؟؟ ما ادري الشغل فعلا هو اللي أربكه والا هو نفسه ما يبي يرتبط بمواعيد معها ؟؟؟
تذكرت نبرة صوته وكأنها توها تستوعبها وانها مو طبيعية ؟؟ ممايعني انه فيه شي والمسألة مو مسألة شغل بس ... والا ممكن يكون شغل بس شي صاير ومأثر عليه ..
رجعت رفعت جوالها واتصلت عليه مرة ثانية ... وقبل لا يكمل الرنة رد زياد ..
..............:: هلا ...
عذا وهي تأكدت ان فيه شي :: زياد متأكد ان السالفة سالفة شغل ؟؟
تنهد زياد :: ايه شغل ضروري بعد .. بخلصه وكل شي بيكون اوكي ان شاء الله
عذا بعدم تصديق :: ايه يعني هالشغل ما يخص اهلي او أهلك ؟؟؟
ابتسم زياد وحاول يضبط نفسه :: لالا لاتخافين ... كلهم مافيهم الا العافية
عذا :: الحمدلله المهم انت طمني اذا صار شي ... زين ؟
زياد بسرعة :: زين ... ياللا مع السلامة ..
وسكرت عنه عذا وهي متطمنة بس بعد متوترة من نبرة صوته القلقة والمترددة ..
رجعت لأهلها في الغرفة وجلست جنب لمياء أختها... لفت لها وقالت لها انها بترجع معهم وهي متفشلة ... لكن لمياء هاوشتها وقالت لها لا عمرها تحس بالفشيلة من اختها ..
-----------------------------------------------------------------------------
وصل زياد لبيت عمه ... رفع جواله وهو يحاول يجمد أعصابه و اتصل على ندى اخته ... قال لها انه عند الباب وينتظرها تطلع ...
دقائق وكانت ندى طالعة وتسكر الباب وراها .. مشت وركبت قدام عند زياد ...
التفت لها الأخير وشاف يديها ترتجف وشهقاتها متواصلة وما سكتت ...
زياد بهدوء :: اذكري الله يا ندى ما بيكون لها الا كل خير ؟؟
ندى وشهقاتها تزيد :: زياد والله لأنك ماشفتها تقول عنها هالكلام ؟؟؟ كانت ميتة بس فيها النبض مابعد وقف ...
غمض زياد عيونه بقلق :: زين الحين بنروح لهم وتطمنين عليهم ؟؟ بس انتي ما اتصلتي على مشاري ؟؟
ندى وهي تصيح :: الا اتصلت عليه بس ما يرد ... قايلة لك أكيد فيهم شي ..؟
تنهد زياد :: لا مايكون الا خير ... طيب هي وش حصل لها فجأة وطاحت هالطيحة ؟
تنهدت ندى وهي تحاول توقف دموعها علشان تتكلم :: عادي قبل المغرب بشوي سمعنا صوت دق عنيف على باب البيت .. طلعت انا من المطبخ وقابلني مشاري وتفاجأنا من اللي بيدق بهالصورة ؟؟؟ فتحناه وحصلنا مرت عمي واقفة قدامنا ودموعها على خدها ؟؟ خاف مشاري عليها حاولنا نهديها نفهم منها أي شي بس كل اللي قدرنا نوصل له ان سحر فيها شي ...
تركنا مشاري وراح يركض للبيت و انا مسكت خالتي ومشيت معها لحد ما وصلنا للدور الثاني .. شفت مشاري يحاول يدق الباب ويناديها بس محد يرد ؟؟ جلست مرت عمي على ركبها وهي تصيح وتقول انها من أمس بعد العشاء ما طلعت من الغرفة ولا شافتها ... يعني أكيد صاير لها شي ؟؟؟ عصب مشاري من سمع هالكلام حاول يدف الباب ويحاول معه لحد ما فتحه بالقوة ...
سكتت ندى وزادت شهقاتها وكأنها تذكرت المشهد أو الموقف أو بالأحرى رجعت عاشته من جديد ...
زياد :: ندى ارحمي نفسك انتي لايصير لك شي وبنت عمك ان شاء الله ما فيها الا العافية ؟؟
ندى :: لأنك ماشفت اللي انا شفته ؟؟؟ زياد كانت متمددة على السرير ووجهها أبيض كأنه قطعة ثلج أو وجه ميت وشفايفها يا زياد مو زرقاء وبس ؟؟ الا ليلكية ...!!وأطراف أصابعها زرقاء مخيفة ؟؟؟ يعني كان شكلها شكل ميت ... ما تحملت اشوفها بهالصورة وبغيت انا انهار عليهم ... بس نبهني مشاري لما قال لي اجيب عبايتها ركضت وساعدته نلبسها العباية .. وكل هذا وخالتي مو قادرة تدخل الغرفة من سمعت شهقاتي ... لبسها عبايتها وطلع وركضت وراه مرت عمي وطلعوا مع بعض يوصلونها للمستشفى ...
سكتت ندى مرة ثانية وهي تتذكر مشاري وشلون كانت عيونه تستعر غضب ويطالعها بشرر كالقصر وكأنها هي اللي ذبحت سحر ....
وعت على زياد يقول :: دقايق ونكون عندهم وبتشوفين ان كلامي صح وإنها ما فيها إلا العافية ...
هزت ندى راسها وهي تطالع في عيون زياد ... وكأنها وصلت لترجمة حرفية لنظرات مشاري لها وصراخه عليها انها تجلس وما تجي معهم ...!
.
.
.
وصلوا للمستشفى وعلى طول توجه زياد للرسبشن يسأل عن بنت عمه .. وندى كانت تمشي معه وتحاول تجاريه في سرعة خطواته...
أشرت له الممرضة على المصعد وقالت له انها في العناية المشددة جناح a الدور الثاني ...
التفت لندى يتأكد انها وراه ومشى معها للمصعد ومباشرة طلعوا للدور المطلوب والجناح المذكور ... ومن دخلوا شافوا عيال عمهم جالسين والإحباط باين في عيونهم والقلق والخوف مسيطر على الجناح كله ...
كان مصعب جالس وأمه جنبه مسندة راسها على كتفه وتصيح بصمت ... بينما مشاري واقف عند بوابة العناية ومسند ظهره للجدار وكأنه ينتظر الدكتور يطلع ....
ركضت ندى لمشاري وهي دموعها تسبقها مع انها كانت مقررة تتقوى علشان توقف سند لمرت عمها بس الظاهر ما منها فايدة...........
انتبه مشاري للي متوجهين له وتعدل في وقفته وعينه على زياد ...
ندى بلهفة :: بشر مشاري وش صار ؟؟ وش قالوا عنها ؟؟
نزل مشاري عينه عن أخوها والتفت لها :: ان شاء الله انها بخير وبتعيش ..
صاحت ندى :: اكيد أملنا في الله كبير بس وش قال الدكتور عنها ؟؟
تنهد مشاري وعينه يقلبها من زياد لندى وشكله مهموم :: إستشاري القلب توه داخل عليها وبيطمنا ان شاء الله ...
زياد :: ان شاء الله خير ...
استنكر زياد نظرات ولد عمه ... لكنه حملها على محمل انه ماله دخل جاي لأن المريضة بنت عمه وبس .. لكن هو وش يسوي مستحيل يرد اخته وهو سامعها في التليفون منهارة وتطلب منه يجي يوصلها ...
مشى وجلس على الكراسي القريبة من الغرفة ...
لف بوجهه على مكان مشاري وندى وشافه يتكلم معها وعيونه ضيقة ؟؟ يمكن مايبيها تجي للمستشفى ومعصب لأن زياد جابها ؟؟؟ بس بعد مو من حقه يحرمهم من بعض ويحرم اخته من انها تتطمن على اللي تعتبرها أقرب وحده لها ...
نزل راسه عنهم ... وهو تفكيره على بنت عمه المسكينة واللي يصير لها ؟؟ وحط نفسه لا قدر الله وصار هو مكان عيال عمه و ندى اخته فيها نفس الشي ؟؟؟ ارتعدت عظامه بمجرد التفكير ... فـ على طول طرد الفكرة و حاول يشغل باله في حاجة ثانية ...
.
.
بعد ربع ساعة طلع الدكتور ومعه الممرضة ... نقز مصعب من على الكرسي ومسك امه وقومها معه .. اما مشاري فعلى طول دخل في وجه الدكتور .. والكل التم حوله....
مشاري بنبرة خوف وقلق من الإجابة :: خير دكتور طمنا ؟؟
عقد الدكتور حواجبه :: من مريضكم ؟؟ الشاب والا البنت ؟؟
مصعب بسرعة :: سحر ابراهيم ؟
هز الدكتور راسه وبان على ملامحه القلق :: ان شاء الله انها بتكون بخير ...
مشاري وهو شوي ويضرب الدكتور : كيف يعني اشرح لنا ؟؟
الدكتور :: حالتها صعبة شوي ... يعني ضعف في عضلة القلب وضيق في الشرايين وفوق هذا حساسية بالصدر ... يعني أنا كنت خايف من مؤشرات جلطة القلب أو جلطة الدماغ ؟؟؟
شهقت ام مشاري وزاد صياحها ... أما ندى فتمسكت في ذراع زياد وكأنها تنشده القوة ويسندها ...
الجمت الصدمة مشاري وتكلم مصعب :: طيب دكتور وشلون يعني كنت خايف من المؤشرات ..؟
ابتسم لهم الطبيب :: ان شاء الله ان المؤشرات زالت لكن هذا ما يمنع انها تكون تحت المراقبة 24 ساعة لحد ما أتأكد انها بتكون بخير ...
تنهد الجميع براحة .. على الأقل يكون شاك في شي ولا أنه فعلا وقع ...
ام مشاري :: طيب دكتور اقدر ادخل عليها ...؟؟؟
هز الطبيب راسه :: بس تراها ماتحس فيكم لأنها مخدرة ....!
هزت ام مشاري راسها وعلى طول مشت مع مصعب اللي ماسكها لاتطيح ودخلوا ..
كان مشاري بيلحقهم بس وقفه الطبيب اللي لف عليه قبل لا يروح :: معليش يا أستاذ بس انت زوجها ؟؟
ابتسم مشاري :: لا اخوها ...
الطبيب بنبرة تساؤل :: اسمك زياد ؟؟؟
تفاجأ الكل وأولهم زياد نفسه ... طارت عيونه في وجه الدكتور وانصدم لدرجة أنه حس بقلبه وقف عن النبض ؟؟؟ وش دخله هو في السالفة ..؟؟؟
ندى ماكانت اقل صدمة منه ... لكنها زادت عليه .. وخصوصا انها عارفة البير وغطاه ...
حاول مشاري ان ملامح المفاجأة ماتوضح عليه وبصوت واطي :: لا مو انا ...!
ابتسم الطبيب وهو مو ملاحظ شي :: كانت تطري الإسم وهي مخدرة ؟؟ يعني أكيد كان هو في بالها قبل لاتطيح .. اتمنى انكم تطلبون منه يزورها ويتصافى معها لأن الواحد ما يضمن حياته ...
مشى الدكتور عنهم بعد ما تلقف و حكى بشي خطير يعني حياة او موت ...
مشى مشاري من دون ما يلف لزياد وندى اللي كانوا وراه ؟؟؟ وقف قدام بوابة العناية وهو معطيهم ظهره ينتظر دوره يوصل ويدخل على أخته ... صعبة عليه عقب اللي انقال يلتفت لولد عمه ويحط عينه بعينه ...
أما زياد فكان لازال على وقفته وكأن ساعة الزمن وقفت وماعاد تتحرك ... كل شي اسود بعيونه وحس نفسه في دوامة وما يسمع الا صوت وشوشة ؟؟ وشلون يقول الدكتور انه هو آخر شخص كانت تفكر فيه ؟؟ يعني هو السبب في طيحتها ؟؟ يعني هو اللي لازم يدخل ويزورها ؟؟؟وش قاعد يخربط هالدكتور ويهلوس عليهم ؟؟
رفعت ندى عينها لزياد وشافت ملامحه اصفرت وعيونه مو مركزة على شي معين .. ضغطت على يده وكأنها تبي تسوي له شي او حتى تصحيه من الصدمة ...
التفت لها زياد وابتسم بشحوب واضطراب :: انا برجع للبيت وانت خليك مع مشاري وزوريها ...
هزت ندى راسها وهي مو عارفة وش تقول ...
مشى زياد وترك اخته مع زوجها وترك البنت الثانية مرميه على سرير الموت والدكتور يحمله هو المسؤولية ...
تقابل مع عمه عند بوابة الجناح .. سلم عليه بس شاف في عيونه نظرات شبيهة بنظرات مشاري له ... تنهد بعمق وعرف سر هالنظرات ... وعرف سر إلحاح عمه عليه وضغطه المباشر على انه يتزوج سحر بأي طريقة وأسلوب ........!
------------------------------------------------------------------------------

هاللحظات .. دخلت أريج ،، وبيدها تفاحة تأكل منها ،، على عبير أختها اللي كانت حايسة في المطبخ تصلح معمول ...
ابتسمت أريج :: أحلى عليها السنعة ؟؟ كل هذا فرحة بملكتي ؟؟
التفتت عليها عبير اللي كانت تطالع الفرن :: وعلى بالك انك رخيصة ؟؟؟
تقدمت أريج وهي تبتسم بتشوف وش أختها قاعده تسوي وشهقت من شافت المعمول مرصوص في الصينية ومستوي وجاهز للأكل ...
أريج بفرحة :: عبير انتي مسويته ؟؟
ابتسمت عبير:: يعني من يسوي معمول في البيت غيري ..؟؟
حضنتها أريج بطريقة مضحكة وفي عيونها فرحة :: انتي عارفة ان نواف يحب هالمعمول موووووووووووووووت ؟؟
تنهدت عبير وهي تعطي أختها ظهرها ::/ علشان كذا أنا مسويته ؟؟؟
سكتت أريج وعقدت حواجبها مستغربة الرد ...
أما عبير فـ حست انها غلطت مع أريج والمفروض ماتقول هالكلام مهما كان ..
عبير مبتسمة ::/ علشان تآخذينه وتذوقينه اياه وتقولين انه انتي اللي مسويته ...
ابتسمت أريج بشحوب :: كنت متأكدة ان هذا هو تفكيرك ...
هزت عبير رأسها وكلها أمل أن اريج مقتنعة بالكلام اللي قالته ...
أصلا هي وشلون تجرأت وقالت مثل هالحكي في وجه أختها اللي جتها قبل الخطبة وشاورتها على نواف وهي أكدت لها أنها مالها خاطر في الزواج من أصله و مو مقتصرة الفكرة بس على نواف ...
قاطعتها أريج اللي جلست على طاولة المطبخ :: عبير .....!!
التفتت لها عبير مبتسمة بس شافت نظرة غريبة في عيون أختها :: هلا ... آمري تدللي .... هاليومين بس لأنك عروس ..
ضحكت أريج :: أجل ليتني كل يوم عروس ...
سكتت عبير وسكتت أريج معها ...
كانت عبير تنتظر اختها تتكلم تقول وش اللي في خاطرها لكن بما انها سكتت ما حبت ترجع لها وتسألها وش فيها ...
بعد دقايق تكلمت أريج :: عبير أنا مو جيتك يوم خطبني نواف وسألتك عن رأيك ؟؟
تنهدت عبير واللي توقعته صحيح :: إلا جيتيني وسألتيني وقلت لك أنه رجال والنعم وانتي كنتي تحترمينه وتقدرين رأيه وحياتكم مع بعض أكيد بيكون لها طابع خاص .. يميزكم ...
ورجعت تشغل نفسها في المواعين اللي في الحوض علشان اختها ماتشوف اصفرار وجهها و توترها ...
تنهدت أريج ::عبير انتي متأكدة من كلامك ؟؟؟
هزت عبير راسها من دون ما ترد ...
لكن أريج قامت لها:: طيب طالعيني وقولي لي أنك متأكدة ...
سكتت عبير ورمت الكأس اللي في يدها ومسحت يديها في الفوطة اللي على الكرسي وطلعت من المطبخ بسرعة قبل لا تنزل دمعتها وتشوفها أريج و يخترب كل شي .. وعقبها بيرجع نواف ويقول يعني انت ما تبيني ولا وافقتي تتزوجيني وبعد تبين اختك ترفضني ؟؟
أريج ما وقفت عند هالحد ولحقت أختها لحد ماوصلت معها للدرج وهي تناديها ..لكن عبير سافهتها ...
ركضت اريج ومسكتها قبل لاتطلع غرفتها ..
وبقوة لفت بوجهها لها :: شفتي أنك كذابة ؟؟؟
تنهدت عبير وهي عيونها مليانة دموع بس مقاومة نزولها :: أريج انتي فاهمة غلطـ ـ
قاطعتها :: لا فاهمة صح ..
صرخت عبير :: لالالا انتي فاهمة غلط .. كل ما في السالفة اني ما بعد تعودت على فكرة انك تتزوجين وانا بجلس في البيت بروحي مع امي واخواتي الصغار ؟؟ أريج انتي صديقتي قبل لاتكونين اختي وانا وانتي قريبات من بعض في العمر والتفكير .. صعب علي اني افكر بزواجك وما اصيح او اتنكد والله صعب ..
سحبت يديها من أختها وراحت تركض على الدرج ...
لكنها انصدمت لما قالت لها أريج :: عبير انتي ماتعودتي على فكرة انه انا اكون زوجة نواف ... ولا تكابرين ؟؟؟
غمضت عيونها بألم وهي عارفة أريج ,,,,, طول عمرها فاهمتها وفاهمة تفكيرها ...
لكنها وقفت في نص الدرج وبصوت عالي :: أريح لا تتوهمين اشياء مو موجودة ولا تضطريني أحرم نفسي من ابسط حقوقي وهو اني اصيح على فراقك ...
سكتت أريج وما ردت عليها هالمرة ... أما عبير فـ طلعت الدرج بسرعة وماصدقت وصلت غرفتها ورمت نفسها على السرير تتنهد بحزن بعيد عن الناس اللي ممكن تنجرح من دموعها ... بس ما تقدرها ...
-----------------------------------------------------------------------------
وصل لبيته وهو منهار من التفكير .. و في كل مكان وكل زاوية يطلع له وجه الدكتور وهو يقول الكلام اللي قطع به آخر عرق حياة كان ينبض في زياد ....
سكر باب البيت وراه وكله أمل ان عذا ما بعد وصلت ... أو الأفضل انها ما جت و نامت في بيت جدتها ...!! من جد يحس روحه مشوش وتفكيره خارج التغطية وما وده يشوف أي أحد لكنه مضطر يرجع للبيت والا وين بيروح ؟؟؟
طلع الدرج بوهن وتعب وشماغه في يده ... كل شي عظيم قام يتحذف عليه من كل مكان ؟؟ أولها كان يفكر بالمشكلة مع ابو عبداللطيف ؟؟ والحين يفكر ويحس بتأنيب الضمير بسبب اللي سمعه اليوم وكان يعرفه أيام مراهقته لكن كان يظنه انتهى لأنه هو انهاه وكانت مجرد أفكار اطفال ومراهقين ؟؟؟
فتح باب الجناح وكانت المفاجأة اللي كان متوقعها لكن مايتمنى حصولها هو أن عذا موجودة في الغرفة وتنتظره وما بعد نامت ...
وقفت عذا من دخل زياد وهي تشوفه تعبان والهم واضح في عيونه ...
..............:: بشر زياد ؟؟ وش صار على شغلك ؟؟
حاول يبتسم وهو يرمي شماغه على الكنبه :: وجهي وش يقول؟؟
شهقت عذا وهي تتقدم منه :: يعني ماصار اللي تبيه ؟؟؟
تنهد زياد وهو يجلس :: ولا حتى نصفه ؟؟؟
مسكته عذا مع كتفه وهو منزل راسه بين يديه :: آسفة زياد ...
رد عليها ببرود وهو يمسد جبهته :: لا ما عليك .. الدنيا كذا يوم لك ويوم عليك ؟؟
ابتسمت له :: الحمدلله انك مقتنع ؟؟
سكت زياد بس رفع عينه يطالعها ...
شاف عذا بنت عمته وأسيرة قلبه من هو صغير ... شافها واقفه قدامه ووجهها مصفر بسبب ولده ومتحمله الألم والهم كله علشان يجيبون هالوردة ويفرح فيها زياد ؟؟؟ شاف ابتسامتها ،، تقاسيم وجهها ،،، غمازتها ,،،،
تزاحمت الأفكار في راسه .. وتشوشت كل صور الناس اللي يعرفهم عداها هي بقت واقفة قدام عيونه وخيالها يتراقص قدامه ... ياناس أحبها والله أحبها ومستحيل أحد يآخذ مكانها مهما كان و يستحيل أنا بعد أفكر بشي يأذيها لو حتى فيه حياة غيرها .....!
وقف بسرعة وعطاها ظهره :: انا بروح آخذ لي حمام .. وانتي نامي شكلك تعبانه ؟؟
ابتسمت عذا وهي تمشي وراه :: لا بنتظرك علشان اتطمن عليك وانك طلعت بالسلامة من الحمام وبتنام وانت مرتاح ...
تنفس زياد بعمق مؤلم وحس بالنفس يجرح صدره فوق ما وقفتها وريحة عطرها وكلامها وصوتها الناعم يمزقون أضلاعه ...
التفت لها وابتسامته العذبة مرسومة باتقان على وجهه :: بسلامتك بس اخاف اتأخر يعني لو تأخرت نامي ؟؟
عقدت عذا حواجبها وهي تشوفه يشيل الفوطة بيده :: بتطلع ؟؟
التفت لها مستغرب :: من قال ؟؟
عذا :: انت تقول لو تأخرت نامي ؟؟
هنا ماقدر زياد ما يضحك من كل قلبه على شكلها وترميشها بعيونها من المفاجأة والصدمة ... تقدم لها وحبها على جبهتها ..:: أنا أقصد لو تأخرت في الحمام ؟؟
تنهدت عذا مرتاحة وابتسمت على غبائها بس بعدين ضربته على صدره :: على بالي بعد بتطلع وتتركني مرة ثانية ...
زياد :: لا وين اروح مالي الا بيتي والا وش رايك ؟؟
هزت له راسها بحب ومشى هو عنها متوجه للحمام يآخذ له دش دافي ينشطه ويجدد تفكيره شوي ..
.
.
.
كانت المويه تصب على راسه وهو يسمع صوت وشوشتها في أذنه .. كان الصوت شبيه بأفكاره وحياته اللي انقلبت فوق تحت في غضون أيام أو أقل ...
كان واقف تحتها بكل استسلام ومغمض عيونه ... يبي ينتقل لعالم ثاني غير اللي هو فيه علشان يقدر يفكر صح ويتخذ القرار الصح ؟؟؟ بس وشلون وعذا يحس بحركتها في الغرفة ... ويشم ريحتها وريحة بخورها في كل ركن بالبيت ؟؟؟ كيف وهي صوتها يرن في أذنه كلما حاول يفكر بقرار أو خطوة جريئة يقدم عليها ...كيف يقدر يتهور ويجازف وهو يشوف نظرتها البريئة وابتسامتها الناعمة على وجهها ... !!
يحتاج فترة راحة .. يحتاج إجازة من هالهموم والضغوطات علشان ما يسوي شي يندم عليه بعدين ...
سكر المويه وهو حاس انه مافيه أمل يرتاح باله بهالطريقة ...
طلع من الحمام وهو لابس البيجامة والفوطة على رقبته .. زفر بألم هو يقول بصوت واطي (( يارب)) وكأنه خلاص عداده بينفجر ويبي شي يريحه ...
دخل الغرفة وشاف عذا لازالت قايمة بس هالمرة واقفه قدام المراية وتطالع نفسها مرة تلف يمين ومرة يسار ومره تشد على بلوزتها الحرير ..
ابتسم زياد وهو ماشي للتسريحة :: ملابسك ضاقت عليك ؟؟
فزت عذا لأنها ما شافته وهو داخل وابتسمت وهي ترجع تلف للمراية :: أحس بها ضاقت ... بس على كذا ما بعد وضح اني حامل ؟؟
مشط زياد شعره :: يعني تبين بطنك يكبر ؟؟
هزت عذا راسها وهي تلتفت له ..
ضحك زياد :: أول مرة أشوف وحده تبي جسمها يخرب ؟؟
تقدمت له ووقفت مقابلته ومتسنده بيديها على التسريحة :: ما يهمني جسمي بس أبي فعلا احس اني حامل ...
وقف زياد وعقد يديه على صدره وقام يطالعها من فوق لتحت .. وهي مستغربته ..
رفع يده للحيته وبعين ضيقة :: شدي بلوزتك بخفيف على جسمك ؟؟
فرحت عذا ووقفت معتدلة وسوت له اللي يبي ومن دون تفكير على طول لفت للمراية وهي واقفة جنبه .. قالت له وهي تطالعه من مراية التسريحة :: هاه وش تشوف ؟؟
ابتسم زياد وهو يلف لها :: أشوف بنت حلوة لابسة بيجامة بيضاء وضيقة عليها شوي ..
لوت بوزها :: عطني المهم ؟؟؟ تشوف ان البيبي بدأ يكبر ؟؟
لفها زياد من كتوفها وخلاها تواجهه ... وقفت هي بنفس الطريقة ولازالت ماسكة بلوزتها .. :: ياللا زياد قول ؟؟
زياد بنبرة تفكير وشكلها الطفولي وحركتها عاجبته:: اممم انتي وش تبين ؟؟
عذا وبدت تنقهر :: انت وش تشوف ..
زياد :: أنا أشوف أن ولدي بدأ يكبر وشكله بيوصل عن قريب ...
شهقت عذا ولفت للمراية :: من جدك زياد البيبي صار واضح ؟؟
ضحك زياد من قلبه على حركاتها :: طيب وش تستفيدين ؟؟
لفت له عذا ويدها على بطنها من الفرحة ::: ما بستفيد شي بس علشان أحس انه موجود ..
قرب لها زياد وبصوت هامس :: يعني انتي قبل ماتحسين فيه ؟؟
هزت عذا راسها مستحية من قربه :: يعني .. بس لما يكبر تقول لمياء تحسين به أكثر لأنك تبدين تتعبين وتحسين بكتلة شايلتها ؟؟؟
عقد زياد حاجبها :: والسالفة فيها تعب زيادة ؟؟
ابتسمت له عذا :: أكيد .. ضريبة ان البيبي يكبر ...
مسكها زياد مع كتوفها ومشى معها للسرير :: لا أجل ما نبيه يكبر خليه صغير وانا راضي فيه ...
ضحك لما عذا ضربته على صدره وهي تقول :: بسم الله عليه لا تقول كذا الا يا رب يكبر واشوفه على وجه الدنيا ...
----------------------------------------------------------------------------
اليوم الثاني ...
وكان اليوم المتمم لشهر رمضان ...
كانت ندى جالسة في الصالة بعد المغرب وهي تهز رجلها من التوتر ...
مشاري طلع لسحر وعلى أساس انه بيرجع قبل المغرب لكنه ما رجع ...
والحين تتصل عليه ولا يرد .. لاوفوق هذا قايل لها لاتروح لسحر ولا تتصل على زياد يوديها لأن سحر ما تحس بأحد وماله داعي هي تجي تزورها ...
فزت بسرعة من مكانها وهي تسمع التليفون يرن ...
راحت تركض له وردت بلهفة ... :: مرحـــبا ...
....:/ أهلين ندى ؟؟ لايكون أزعجتك ؟؟
تنفست ندى بعمق وهي تسمع صوت غادة ..::/ لا ياالغالية وش دعوى ...
ابتسمت غادة :: المهم كيف حالك وش أخبارك ووش علوم سحر ؟؟
ترددت ندى تقول لها والا لا ؟؟ بس بعدين قررت ماتقول لها شي لأنه ماله داعي ...:: احنا تمام انتي كيفك ما ولدتي؟؟
ضحكت غادة :: لا وين أولد .. توه باقي علي اسبوعين على موعدهم ..
تنهدت ندى :: الله يسهل عليك ..
غادة ::: آمين ..
سكتت ندى وسكتت معها غادة ... احتارت ندى في سبب الإتصال لأن غادة مو على طبيعتها وهادية ...
توها بتتكلم بس قاطعتها غادة وضحكوا الثنتين ..
ندى تضحك :: ياللا قولي وش عندك؟
غادة :: لا انتي قولي ؟؟
ندى :: والله ماعندي شي بس كنت بسولف بأي شي استغربت سكوتك ...
تنهدت غادة و توها بتتكلم بس سكتت وماقدرت تكمل وفجأة طلعت رحاب على الخط ... الشي اللي خوف ندى وخلى قلبها ينقبض ...
رحاب :: وش اخبارك ندى ..؟
ندى بصوت متوتر :: رحاب وش فيكم ؟؟؟ صاير عندكم شي ؟؟
حاولت رحاب ماتتوتر ..:: لا ندى مافينا الا العافية بس ...
قاطعتها ندى :: ايوه انا ابي هالـ ((بس)) هذي لأنكم اليوم مو طبيعين ومتصلة انتي علي مرتين ومو بالعادة ؟؟؟
سكتت رحاب شوي وبعدين رجعت تقول :: ندى الصراحة في خاطري شي بقوله لك لكن تراه شي ما يستاهل بس مضطرين نقوله لأنك صديقتنا وتهمنا مصلحتك وعارفين أنك بالغة وتفكيرك منطقي ؟؟؟
ندى :: ايوه يا رحاب من دون مقدمات تكلمي ؟؟
كملت رحاب بصوت خايف ومتوتر أو مركز:: تتذكرين يوم كنا عندك هذاك اليوم يوم مشيتينا في بيتك ودخلتينا مجلس الرجال .. بصراحة تفاجأنا انا وغادة من شفنا صورة مشاري وما توقعناه أبدا ..؟
عقدت ندى حواجبها :: وش السالفة ؟؟
تنهدت رحاب ..:: ترى السالفة مثل ماقلت ماتسوى ويمكن بس شكوك .. وماكنا ناوين نقول لك بس غادة أصرت ...
ندى بعصبية :: طيب تكلموا لاتخلوني اموت بهمي ؟؟
ضحكت رحاب تلطف الجو :: لالا بسم الله عليك ... شوفي ندى .. غادة بنت عمي ساكنة في شقة مثل ماتعرفين ... وتحت شقتها فيه حرمة ساكنة بروحها في الشقة و الظاهر انها اجنبية يعني حتى مو عربية ولا سعودية ؟؟؟
ندى وقرصها قلبها ::: بس رحاب لاتكملين ..
رحاب بإصرار :: ندى اسمعيني طيب .. بصراحة انا ماشفته الا مرتين وكنت مشبهه عليه بس مو لهذيك الدرجة لأني ماعمري قد شفته بس يمكن كانت فيه ملامح سحر ومصعب وكنت ابي أسألكم من زمان لو تعرفون احد ساكن في نفس عمارة غادة لكن ما سمحت الظروف وماسألت وقتها .....!!!لكن غادة ماعرفته أبد وكانت تقول ان زوجها حتى مستغرب من انه يتردد على هالشقة وأحيانا في أوقـ ـ ـ ـات متـ ـ ـ ـأخـ ـ ـ ـرة ...
بعت ندى غصتها ::: رحاب انتي وش قاعده تخربطين ؟؟
رحاب وحست ان العبرة خنقتها على ندى :: ندى والله ماكنا بنقولك وبنسكت وخلاص بس مادري حسيت انه لازم نقول لك وانتي تشوفين وش السالفة ؟؟؟
ندى وهي تحاول تمسك أعصابها :: طيب هالحرمة هذي وينها فيه بالضبط ؟؟
رحاب :: هي الحين مسافرة لها أسبوع ... بس كان فيه بعد واحد أجنبي يروح ويجي من عندها وبالإضافة
قاطعتها ندى :: بالإضافة لمشاري ... زين رحاب مشكورة على الي قلتيه وماقصرتي
رحاب وحست انها بتصيح :: ندى تكفين لاتفهمين غلط أو تزعلين مني ترى والله من القهر علمتك والا كنا بنتحفظ على الموضوع وخلاص ...
سكتت ندى وما ردت فـ فهمت رحاب المسج وودعتها وسكرت منها الخط ...
تنفست ندى بعمق ...
صـــــــــــــدمة ... مفاجأة ؟؟؟ والا وش تقدر تقول عن هالمهزلة ؟؟؟؟
مايحبها ؟؟؟ ما كان متقبل فكرة زواجه منها ؟؟؟ بكيفه هذا شي راجع له ؟؟ وكان بإمكانهم يتخطون هالمرحلة ويتجاوزونها ؟؟ لكن أنه يخبي عليها ويخونها ؟؟ لا وستين ألف لا ؟؟ هذا الشي يستحيل أنها تسمح له يسويه ؟؟؟
لعنت نفسها مليون مرة وهي تجلس على الكنب ودمعتها متحجرة مو راضية تنزف ؟؟؟ ليه حبته ؟؟ ليه تعلقت فيه ؟؟؟ ليه هو أصلا حسسها أنه تغير وصار يحبها ؟؟؟ لحظة هو يمكن تقبلها وما حبها ؟؟؟ لكن حتى ولو المفروض يطلقها وينهي حياته معها مو يسوي هالسوات ؟؟؟؟
حطت راسها بين يديها وتنهدت بتعب ...
رفعت راسها بسرعة وهي تخفي ملامح الألم والرعب والصدمة لما سمعت صوت الباب يتسكر يعني مشاري وصل ...
شافته داخل وشكله تعبان ومتبهذل .. وقفت بسرعة والرجفة واضحة بيديها لكنها قدرت تتماسك وتشد قبضتها ...
طالعها مشاري ببرود :: افطرتي ؟؟
ندى :: لا انتظرك ؟؟
تنفس بعمق وهو ماله خلق ينكت أو يحاور أو حتى يتكلم وجلس على الكنب وعلى طول رجع راسه لظهر الكرسي وغمض عيونه ... تأملته ندى في اللحظات اللي كان مسكر عيونه فيها ؟؟؟ ياااااااه يا مشاري معقول كل هالرجولة والحب اللي تغرق فيه أحبابك وفزعاتك والمدح اللي تلقاه من كل اللي يتعرفون عليك ويقابلونك كله خرابيط ؟؟؟ كله حكي ونفاق ؟؟؟ والا انت من داخل فاضي وفارغ ؟؟؟ إنسان سطحي واناني وهمه نفسه ...
ومثل كل مرة .. الوقت اللي ما تحتاج فيه دمعاتك لازم تنزل وتحرجك لكن الوقت اللي تبغاها تجي فيه ... تخذلك و أنت بدورك روح دورعليها وين ضايعة فيه ؟؟؟
نزلت دمعتها ... وما أحر دمعة القهر ...
كانت بفتحة عين مشاري لما رفعت يدها تمسح دمعتها ...
ندى :: وش اخبارها سحر ؟؟
عقد مشاري حاجبه :: الحمدلله ماعليها خلاف ... صحت شوي قبل المغرب وقدرنا نحاكيها بس ما كملت معنا ولا خمس دقائق ورجعوا يحطون لها مخدر ؟؟
ندى :: وليش المخدر بعد ؟؟
مشاري :: لأنها ماتتحمل تتكلم او تنصدم أو أي مؤثر خارجي يصير لها على الأقل في الوقت الحالي ؟؟؟
ندى بنبرة سخرية :: علشان كذا قلت لي لا أجي معك ؟؟
رفع مشاري حاجبها ::: وش تقصدين ؟؟
عقدت ندى يديها :: أنت فاهم ؟؟
وقف مشاري وعطاها ظهره :: تحسبا لأي طارئ انا منعتك ؟؟؟ أنا ماعندي استعداد أخسر أختي علشانك ؟؟
سكتت ندى من كلمته اللي قالها وما قدرت ترد ؟؟؟
تلعثم مشاري وهو يلتفت :: ما كان قصدي الإهانة ..
قاطعته ندى لما مدت يدها تأشر له يسكت :: ما يحتاج تبرر ... قصدك مفهوم يالغالي ؟؟
مشاري باقتضاب :: وأظنك عاذرتني ؟؟
تنهدت ندى وما ردت عليه ...
نزل مشاري راسه وكان باين في عيونه كلام لكن مايدري من وين يبدأ ..
مثل ما كانت ندى تبي تبدأ معه الحديث بس ماتعرف ...
ومن دون مقدمات شال مشاري شماغه وطالع في ندى وهو يركز نظراته :: أنا بطلع أتحمم وعقب بروح للمسجد لأنه بيأذن ...
لف عنها بيطلع الدرج ...
لكنه تراجع وحس انها اللحظة المناسبة ولازم يقول كل شي عنده ...
فـ دار على نفسه ونزل يواجهها ...!
------------------------------------------------------------------------------
في صبح العيد ... وبعد ما رجع الكل من الصلاة .. و أشرقت الشمس اللي ما قصرت في أنها تنور العالم وكأنها تقول لهم (( شي جميل الواحد يفرح ويستانس لكن في النور مو في الظلام ؟؟؟ )) وصحت العصافير بدورها تحتفل بهاليوم العظيم مثلها مثل بني البشر ...
كانت عذا مثلها مثل الفراشات ... تنزل بهدوء وروية على درجات السلم خوفا من انها تزل رجلها أو يجتمع الضباب الأسود الكريه حول عينها ... وفي يدها شنطتها الصغيرة ويدها الثانية ماسكة فيها الترابزين علشان يثبتها ...
كانت بفستانها الميدي التوتي المنقوش بالوردي الفاتح ... وعليه بلوفر وردي مفتوح وشعرها مسدول على أكتافها ومغطي خدودها الوردية بنعومة ...
ابتسم زياد اللي كان جالس في الصالة لما شافها تنزل بهالبطأ وكأنها تقيس خطواتها ..
ورفع صوته بضحكة عالية :: هلا وغلا ... بأم وردة ...
شهقت عذا من الروعة ماتوقعته وصل ورفعت عينها بسرعة تدوره ... وابتسمت له لما شافته جالس على الكنب في الصالة ومعه كوب الشاهي ..
عذا ::: خوفتني وبغيت أطيح ؟؟
وقف وراح لها :: خوفتك وأنا آسف بس بغيتي تطيحين لا تكذبين أنا كنت اراقبك وما شفتك بتطيحين ؟؟
عذا :: لا والله وانت تحس أكثر مني ؟؟
زياد يبتسم : ايه قولي حسيتي انك بتطيحين مو طحتي ؟؟
عذا بتملل :: زياد الله يخليك اترك عنك التدقيق والتمحيص ...
وصل لها و مد يده يمسكها ... وهي ما تأخرت وعلى طول حطت يدها في يده وهي تبتسم ... وعينها مغرمة بشكله ووقفته اللي فيها من الهيبة و الرزة الشي الكثير .. كان واقف بشماغه وثوبه الأسود ... وتحليقته الجديدة وطبعا ما أقدر أقول لكم عن عيونه ونظرتها الحادة ...
زياد :: وش هالزين وش هالحلاوة ... ؟؟
عذا بفرحة :: عجبك ؟؟
ابتسم لها زياد بأحلى ابتسامة عنده :: هل عندك شك أنك أحلى امرأةٍ في الدنيا ؟
و أهم امرأة في الدنيا ؟؟؟؟؟؟ المهم،،، لفي أشوفه ؟؟
مسكت عذا أطراف فستانها بدلع ودارت علشان يشوف زياد كشختها .. لكن صندلها الكريه خرب عليها اللحظات الحلوة وبغت تتخرطف فيه وتطيح ..
لحق عليها زياد ومسكها مع يدها .. لكن الحمدلله انها هي أصلا كانت متماسكة ..
تنهد زياد :: الله يهديك وحده تلبس مثل هالجزمة وهي حامل ؟؟؟
عذا مبتسمة :: وش اسوي لزوم الكشخة ...
زياد :: ما نبيها من كشخة يوم بغت تطيح قلبي ..؟
توردت خدود عذا وهي تقول :: زياد والله خفت علي ؟؟؟
سكت وما رد عليها .. واستمر يطالعها وبس ... يبيها تقرأ اللي في عيونه لأنه مؤمن أن الحروف دائما لا تملك القدرة الكافية على أنها توصل المعنى ...
كلماتنا في الحب تقتل حبنا ***** إن الحروف تموت حين تقال
سكتت عذا وهي تحس بالإحراج رجع يلفها من جديد ... يا إلهي من هالزياد كلما تقول له شي بس يطالعها بهالنظرات ؟؟؟ ودها تلبس طاقية الإخفاء أول ما تحس انه بيتهور ويطالعها ...
عذا تصرف الموضوع :: تعرف أن ما عندك سنع ؟؟
ضحك زياد وكأنه يقرأ أفكارها :: وانتي بعد ماعندك سنع ؟؟؟ والا وين معايدتك لي ؟؟
تنفست بعمق وضحكت :: دائما تسرق مني الكلام وتسبقني ؟؟؟
رفع زياد حاجبه :: والحين غلبتك وانتي اللي صار عليك الحق والمفروض أزعل منك لأنك ما عيدتي علي ؟؟
رفعت عذا حواجبها :: وليش عاد الزعل ؟؟ انت بعد نفس الشي ما باركت لي ؟؟
قرب زياد لها :: أنا ما زعلت ... بس انتي لازم تباركين لي قبل لأني انا الي تشرهت عليك ؟؟
تنهدت بقهر :: كل عام وانت بخير ...!!
رفع زياد حواجبه :: بس ...؟؟
عذا مستغربة :: وش تبي بعد أرقص لك ؟؟
ضحك من قلبه عليها وعلى شكلها وهي متنرفزة :: لا .. بس أنا اخاف أعايدك بطريقتي و إذا جاء بعد دقائق التفتي علي وعيونك ودها تصيح وقلتي (( ويقلد صوتها )) زياد أنت ليه دائما تغلبني في كل شي وتسبقني اترك لي فرصة ؟؟؟ (( ورجع لصوته )) ترى هاه أنا اقولها لك من الحين عندك شي غير هالكلمة والا أعايدك بطريقتي؟؟
ضحكت عليه عذا مستحية :: لاتعايدني ولا أعايدك ياللا نروح لبيت جدي قبل لا يستبطونا ..
مشت بسرعة وتركته وراها ...
لكن زياد لحقها وعلى وجهه ابتسامة خبيثة وفي قلبه تحلف ما يتركها تروح من دون ما تعيد عليه ...
------------------------------------------------------------------------------

بعد ما خلص عيده عند بيت ابو عبدالرحمن ... ركب سيارته وراح متوجه لبيت عمه يعيد عليهم ويسلم ...
دخل لبيتهم وحس بقلبه ينقبض من طاحت عينه على دريشتها ؟؟؟ لكنه تعوذ من بليس وكمل خطواته رايح للمجلس الخارجي اللي عادة ما يجتمع فيه عمه مع الناس ...
لكنه تفاجأ لما وصل هناك ان المجلس مسكر وما فيه أحد ...
شاف المزارع يطلع من الملحق وهو لابس ومتنهدم الظاهر بيروح يتعيد مع ربعه ..
ناداه زياد وسأله عن عمه .. وأكد له العامل أن ابو مشاري نبه عليهم مايفتحون المجلس لأنه ما راح يجيه أحد وسمح لهم يطلعون هم و يتعيدون ...
هز زياد راسه وترك العامل يروح ..
أما هو فـ مشى لبوابة البيت الرئيسية بيروح هناك يمكن يحصل عمه في الصالة والا في المجلس الداخلي ويسلم عليه ...
دق الباب وفتحت له وحده من الخدامات ... بلع ريقه زياد وهو يشوف داخل بيت عمه وذكرياته بدت ترجع له ... ومواقفه مع سحر وأخوانها بدت تتكالب عليه وتتجمع عند مدخل ذاكرته تنتظر دورها ...
نبهه صوت الخدامة :: أيوه ؟؟
زياد :: بابا ابراهيم موجود ؟؟؟
ابتسمت له الخدامة وهي تفتح الباب علشان يدخل ::: يس .. موجود في صالة ؟؟
ابتسم زياد ودخل للبيت بخطوات رصينة وهادئة وهو منزل راسه ...
رفع عينه لما وصل للصالة وحس بالغصة وصلت حلقه لما شاف الدرج وموقعه والصالة وكل شي يذكره بهالبنت ...؟
حصل عمه جالس وفي يده كتاب يطالع فيه ... وما كأن اليوم عيد ..؟؟؟؟!!!؟؟؟
تقدم منه زياد وهو يحاول انه يبتسم ...::كل عام وانت بخير ياعمي ...
رفع ابو مشاري عينه له :: وانت بصحة وسلامة ...
نزل زياد وحب راس عمه ... وبعدها جلس على الكنب اللي جنبه ...
زياد :: مريتك المجلس وقالوا لي العمال انك مافتحته ؟؟؟
ابو مشاري باقتضاب وعينه على الكتاب :: بفتحه يوم تطلع بنتي من المستشفى ...
سكت زياد وما حب يعقب .. عرف ان عمه متأثر من نومت سحر على السرير الأبيض ومتأثر بصدق من انه كان على وشك انه يفقدها ..
تقدم من الطاولة وصب له فنجال قهوة وهو ساكت وما يتكلم ..
كان يحس بالجو مشحون ومتوتر وخاطره يقوم ويطلع بس عيب توه واصل وتوه مسلم على عمه وبيقوم يروح ؟؟؟
كان منزل راسه وهو يشرب من الفنجال ...
رفع ابو مشاري راسه له وشاف وضعه .. وبعدها سأله :: تعيدت مع أنسابك ؟؟؟
بغى زياد يغص بالقهوة ... :: ايه توهم خالصين عاد قلت اجي اعيد معكم ...
ابو مشاري ببرود وتنغيز:: بس حنا ماعندنا عيد ؟؟
استغرب زياد كلام عمه .. كأنه يطرده بس بطريق غير مباشر ؟؟؟
وقف ابو مشاري وما ترك فرصة لزياد ... نزل الكتاب على الطاولة و شال نظارته وحطها بجيبه .. ومشى من قدام زياد وتوجه للدرج بيصعد ... وكأنه يأكد المفهوم لزياد انك مطرود ...
انقهر زياد من هالحركة العنصرية المتخلفة ..
حس أنه مقهور وأعصابه متوترة من هالتصرف الأرعن من عمه ؟؟؟ يطرده ؟؟؟ بس بأسلوب ؟؟؟
وقف بسرعة والتفت لعمه ... اللي كان توه يحط رجله على الدرج ....
كان زياد بيرد الصاع صاعين ... يبي يفهمهم أن الأمور ما تنحسب بهالصورة ولازم يفرقون بينها ...
زياد :: عمي ... بغيتك بموضوع ؟؟؟
وقف ابو مشاري وهو لايزال لاف وجهه :: وشو من موضوع ؟؟؟
نزل زياد راسه وحس انه دخل نفسه في مشكله مالها أول ولا تالي ::/ مشكلتنا مع ابو عبداللطيف ...؟
لف ابو مشاري وكأنه استبشر خير ::: وش حاصل فيها ؟؟
زياد :: طال عمرك أنا قررت أكتب لك شيك بالنصف الباقي من نصيبنا في الورث .. والباقي اللي أنا أديره في الشركة بيكون شراكة بيني وبين ندى ... وبكذا أنا ما عدت شريكك بالنصف بعد اليوم ؟؟
سكت زياد وهو حاس أنه تهور بهالقرار ... أصلا هو ما كان عنده وقت يفكر ويأخذ القرار الصح ؟؟؟ لكن الكلام اللي قاله تو كان كله بسبب موقف عمه منه .. كأنه بيوضح لهم أن حياته أهم وأنه عمره محد يأخذه بالقوة والغصب ...
سكت ابو مشاري وهو يتأمل ولد أخوه ... ولد سلطان....
في لحظة حس ان اللي واقف قدامه سلطان اخوه مو زياد ؟؟؟ نفس التكبر ونظرة القوة وشدة البأس ؟؟؟ نفس الأنانية اللي شافها في عين أخوه لما وقف بوجهه هذيك الليلة ورفع عينه بعينه في تحدي وأصر عليه ما تتحرك رجله من هالغرفة قبل لايطلق الجوهرة ،، من دون ادنى اعتبار لمشاعره ورجولته ،،، ومن دون حتى مايكلف عمره ويسأل عن السالفة ويسمعها منه هو شخصيا وبعدها يحكم ،، لكن يحق له لأنه عارف أن صولاته وجولاته ما راح يخالفها أحد حتى أبوهم اللي المفروض له كلمه عليهم مستحيل بيقول لسلطان لا ؟؟؟ شاف روح التكبر والتملك في سلطان اللي خطف منه بنت عمته اللي كان مخطط انه يخطبها بعد ما طلق الجوهرة علشان يسافر هو وإياها يكمل دراسته ؟؟ لكن هيهات يآخذها وسلطان مأشر عليها ... تفاجأ لما قال له ابوه انه خطب له بنت خاله ؟؟؟ ولما وضح له رغبته في انه يبي بنت عمته وانه قايل لأبوه هالكلام من قبل ...!؟ رفض أبوه وقال أن سلطان متكلم عليها قبله ،، بس هو عارف أنها كانت أكذوبة من ابوه علشان سطان يآخذ البنت اللي ابوه يحبها ويغليها من دون كل بنات اخواته ؟؟؟ و ليه هالتفرقة ؟؟ ووش الأسباب مو أنا ولدك مثل ما هو ولدك ...؟؟؟ الا يا ابراهيم انت ولده صح لكن مكانتك مو مثل مكانة سلطان وأمه ... سلطان غير وانت وأمك غير ...؟؟
حتى سلطان كان لازم يشاركك في حلال أمك وخوالك مع ان ماله وجه حق بس هذا هو حكم أبوك ... وانت اللي ساهمت فيه ووافقت ... يمكن لأن قلبك طيب وما يحقد على أحد هذاك الوقت ؟؟ لكن الحين كل شي تغير والظاهر انك آمنت بقانون الغاب.
تنهد ابو مشاري بقهر وعيونه كانت تحكي الكثير لزياد لكن الأخير ماقدر يفسر هالنظرات لأنه مايعرف هالتاريخ القاسي المستبد اللي فرضه جده على عمه وابوه وهذا هم الحين يجنون ثمرته ؟؟؟
تقدم ابو مشاري له وبنبرة جدية خالية من أي ملامح أو عاطفة ...:: متى قررت هالقرار ؟؟ اليوم والا قبل ؟؟
زياد بثقة :: قررت وانتهيت يا عمي ..
ابو مشاري :: أنت ارجع لبيتك وعقبها قرر صح ؟؟
استغرب زياد :: تفكيري في بيتي لايمكن يغير شي أنا خلاص انهيت الموضوع
ابو مشاري وهو يلف بظهره :: أنا ما راح آخذ بكلامك ... أنت ارجع وشف وش صار عقبك من مستجدات وعقبها قرر .. اخاف الظلم الحين ماصار على الفلوس وبس ... وممكن بقرارك هذا تصير ظالم من عدة نواحي ..
استغرب زياد هالكلام لكن عمه ما سمح له يستمر في الحديث ورفع صوته بالتهليل وطلع الدرج متوجه لغرفته ...
حس زياد ان فيه شي جديد صاير .. بس هو مايدري عنه ...
وأول ما اختفى عمه عن عينه وصحى هو لنفسه ... مشى متوجه للباب بيطلع يروح لبيته بيشوف وش قصد عمه من الكلام اللي قاله ؟؟
-----------------------------------------------------------------------------
وصل للبيت وهو أعصابه مشدودة .. في السيارة فكر في كل الإحتمالات اللي ممكن يقدر يسويها عمه علشان يثنيه عن قراره ... لكنه عجز عن انه يلقى إحتمال واقعي وممكن يصير ... ؟؟؟
لكن هذا كله ما منع أعصابه انها تتوتر ... وانه يشد قبضة يده من القلق ...
مشى في الدور الأول كله بس ماحصل شي متغير ولا لقى أحد ؟؟؟؟ يعني مثل ما تركه الصبح ...!!
لما طلع للدور الثاني دخل غرفته وكانت نفس الشي ؟؟؟ وش قصده عمه لما قال له هذاك الكلام ؟؟؟ معقولة فيه شي بيصير في بيته خلال هاليومين علشان كذا قال له يفكر بعمق أكثر ...؟؟
تنهد بقلق وطلع للصالة يجلس فيها ...
تذكر أنه ما حصل ندى أخته في بيتها لما مر عليها من طلع من عند عمه ...
رفع جواله وهو يبتسم .. وفي قلبه ناوي على ندى يهزئها لأن الحين الظهر قرب يأذن وهي ولا حتى فكرت تتصل عليه تعايده ...
دق عليها ورفع الجوال لأذنه ...
عقد حواجبه لما سمع صوت رنات الجوال تدوي في البيت ؟؟
(( ندى موجودة هنا ؟؟؟؟ !!! ؟؟؟ )) ،،، قام من مكانه وراح لغرفتها وحصل بابها مسكر .. دق عليه بخفيف ودخل ... كانت ندى توها توقف من على السرير بتطلع .. وشكلها سمعت صوت زياد جاي وبتروح تسلم عليه ؟؟؟ ابتسمت ابتسامة صفراء باهتة في وجهه :: كل عام وانت بخير ...!!
وتقدمت تسلم عليه ...
سلم عليها زياد وهو مو مستوعب اللي قاعد يصير ؟؟؟ ندى بهالشكل وجايه عنده يوم العيد لا ومن دون ما يدري هو ولا حتى عذا ؟؟؟
زياد بجمود :: وانتي بألف صحة وسلامة ؟؟؟ بس من متى انتي هنا ؟؟؟
تلعثمت ندى وكانت تقاوم دمعتها لكن هيهات تخفيها عن زياد ::/ جيت أبارك لكم وجه لوجه بس ما حصلتكم ..؟
زياد بتعجب ::/ يعني ماتدرين اننا رايحين لبيت ابو عبدالرحمن ؟؟
ندى :: الا بس قلت اجي وانتظركم ...
سكت زياد شوي وهو يتأمل ندى ... ::/ أنتي فيك شي وأنا عارف وشو .. بس تكلمي ..؟
سكتت ندى لأنها ما تقدر تفتح فمها بكلمة من دون ما تصيح وتنزل دموعها ...
أصر زياد عليها :: تعالي نروح للصالة وقولي لي وش صاير ؟؟؟
مشى زياد وتركها وراه ... ما كان يبي يحرجها بس لازم يعرف وش الموضوع ؟؟ لازم يكون في الصورة ويشوف عمه وش مسوي هالمرة ومن دخل في الموضوع غيره هو وعذا ؟؟؟
جلس على الكنبة وشال شماغه وطاقيته وحطهم جنبه ...
دقائق وطلعت ندى وهي تمسح دموعها الصامتة .. سكرت باب الغرفة وراها وراحت للمكان اللي زياد جالس فيه ... وقعدت جنبه .,..
في البداية ما تكلمت .. وزياد كان ساكت ينتظرها تبدأ ...
ولما شافها ما راح تتكلم ::/ ندى يعني بنتظر كثير علشان تتكلمين ؟؟؟
رفعت عينها له بهدوء::/ مشـــــــــاري ....!!
ابتسم زياد واللي توقعه صار :: وش حصل بينكم ؟؟
ندى وتقوس فمها حزن وألم وهي تحارب غصتها :: ماعاد في حاجتي ؟؟ ولا يبيني في بيته ... هذا هو الرجال يا خوي اللي قلت لي بتثق فيه وانه بيسعدني ؟؟ هذا هو اللي قلت لي رجال وما بيرضى لك الظلم ...؟
وانهارت تصيح ...
سكت زياد وهو يعقد يديه على صدره وابتسامة قهر مرسومة على وجهه ؟؟؟ الحين وش دخلها ندى في الموضوع ؟؟؟ ومعقولة مشاري يتأثر بهالشكل ؟؟؟ والا عمي يضغط عليه ؟؟؟ يعني ماله كلمة وعادي عنده ينهار بيته في لحظة من دون ما يقدر العشرة والقرابة اللي بينهم ... والا خلونا نقول الحب اللي أكيد انولد بعد الزواج ؟؟؟
زياد ببرود :: طيب وش أسبابه ؟؟
ندى وهي تمسك نفسها :: ما وضح شي بس انت عارف مثل ما انـــ...
قاطعها زياد لأنه من جد مل من هالسالفة ومن الكلام فيها ::: الحين انتم وش اللي دخلكم في موضوع يخصني ؟؟
ندى وصوتها يعلى :: ويخص اخته يا زياد ؟؟؟ اسمعني هو ما صرح بشي أبد ... لكن تصرفاته تدل على هالشي ... والدليل انه كان قايل لي من أمس أرجع لبيتك لكنه بعدين قال لي لا انتظري لحد ما نروح الصبح ونعيد على سحر علشان ماتحس بشي وتتأثر ...
وزاد صياحها أكثر ...
حس زياد أنه يكره هالسحر ::/ وعمي عارف بهالكلام ؟؟
ندى :: كان معنا الصبح لما وصلني مشاري هنا ؟؟
زياد :: ومشاري وش مطلبه من هذا كله ؟؟ بيطلق يعني ؟؟
انصدمت ندى من هالكلمة والتفت على طول لزياد تتأمله ؟؟؟ هي مافكرت فيها أبدا ولا حتى خطرت على بالها ... ؟؟ معقولة فعلا يكون هذا تفكير مشاري وانه بيطلقها ؟؟؟ بس هي وش ذنبها تتعاقب على جرم غيرها ؟؟؟ ليش يهدم حياته ويحطم قلبها علشان شي هي مالها يد فيه والأقدار هي اللي حكمت به ؟؟؟ وقفت من دون وعي وهي تفكر بحوار مشاري معها أمس .. وتستشف منه إذا كان فعلا يلمح على الطلاق والا لا ؟؟
لفت بوجهها عن زياد من دون ماترد وراحت لغرفتها ...
كانت بتقول لزياد عن سالفة الشقة لكنه لما فاجأها باللي قاله تراجعت ...
وحست انه فعلا ممكن مشاري يطلقها بسبب هالموضوع ..
لأنها لما قالت له عن الشقة و واجهته ... لف لها بكل برود وقال :: علشان كذا انا ماعدت في حاجتك ؟؟؟
يعني قال لها ابطلقك بس بطريق غير مباشر ؟؟ قال لها انه يعيش حياة ثانية ومرتاح فيها يعني ماعاد في حاجتها وهي واخوها السبب في اللي يصير لأخته ؟؟؟ يبي يحرق قلب زياد وقلبها ....!؟ معقولة كل هذا يطلع من تحت رأس مشاري ؟؟؟ الرجل المحترم الموثوق برأيه وكلامه وحكمته ؟؟؟ معقولة يخلط الأمور بهالصورة وما يسوي أي اعتبار لندى المسكينة اللي قدر يخليها تتعلق في شباكه وتحبه وتميل له ؟؟ قدر ينسيها حزنها على طلال ويستحوذ على قلبها بعد ما كانت موهمته انه يحب طلال ولا يمكن يحب أحد غيره ؟؟؟؟
حست بعروق راسها على وشك الإنفجار .. ودقات قلبها تتسارع بشكل مهول ...
مو يكفي أنها حزينة على سحر .. جاء مشاري يكمل عليها ؟؟؟
دخلت غرفتها وسكرت الباب وراها وهي تحاول بكل مجهودها أنها ما تدخل عذا في السالفة أو انها تكرهه ... لأنها في هالحالة بتكون مثل مشاري تفكيره أعوج وغير منطقي ....
أما زياد لازال يطالعها ويشوف مشكلته اللي جرت وراها مشاكل ؟؟؟
يشوف عمه وتفكيره الغبي وسيطرته اللي مالها معنى ...؟ كان بيعذره لأن اللي في المستشفى بنته ؟؟ لكنه مايقدر يقدم له أي تبريرات لأنه مهما كان ومهما حصل ماله حق يخرب على الآخرين علشانها ؟؟؟؟؟
نبهه صوت جواله يدق .. تنهد بحزن على ندى .. أخته الوحيدة ...
ورفع الجوال وحصلها عذا ...
ابتسم غصب عنه وهو يتذكر الصبح لما كانت شوي وبتصيح لما عايد عليها بطريقته الخاصة ... ويا كثرها طرقه الخاصة ...!!!!
رد عليها وهو يحاول يخفي مشاعره المتألمة بصوت رومانسي رقيق ...
وكانت تبيه يجي يآخذها ... سكر منها لبس شماغه وقام بينزل مع الدرج .. بس قبل لفت عينه لاشعوريا لغرفة ندى ... وبصوت واطي بينه وبين نفسه (( آسف )) قالها وكأن تفكيره تغير عما كان عليه من دقايق .. من يوم سمع صوت عذا وهي تتدلع عليه ومسويه نفسها معصبة منه ؟؟؟ لكنه هو عارف أنها يستحيل تزعل منه وتحبه أكثر من ما هو يحبها ...
--------------------------------------------------------------------------
كانت جالسة في مجلس بيت عمها وهي تحس نفسها مخدرة ومخنوقة ومكتومة وودها ترجع للبيت لأن طاقتها نفذت وماعندها مخزون إضافي تستنفذه ...
كانت حاطة رجل على رجل وتهزها بتوتر ... لفت على أمها وشافتها مستانسة بالسوالف مع حريم الجيران واخوات مرت عمها .... ماحبت تضايقها والا تخرب عليها الوناسة بس وش تسوي تبي ترجع للبيت لأن عيونها ماعاد تقدر تفتحها ؟؟؟
قامت بهدوء وراحت لأمها ونزلت توشوش لها في أذنها ...
عبير :: يمه ماودك نرجع للبيت ؟؟
ام راكان :: ليه ماعجبتكم الجلسة ؟؟؟ خلونا مستانسين معهم وش نرجع نسوي في البيت ...
عبير بألم : بكرة ملكت أريج لاتنسين وو عسانا نقدر نلحق ونجهز كل شي ؟؟
ابتسمت ام راكان :: اذا هذا همك لاتخافين شوي وبنرجع للبيت وبيمديك من الحين الى الفجر وبكرة معك لحد العشاء يعني فيه وقت بس انتي خلينا شوي جالسين ...
تنهدت عبير وهي ما ودها تضغط على أمها علشان يرجعون ورجعت لمكانها ...
انتبهت لها اريج وعلى طول :: أكيد رايحة تحرضين أمي علشان نرجع ؟؟؟
ابتسمت عبير :: والله احس نفسي مرهقة من أمس مانمت وعيوني خمس دقائق وتسكر ..
إيمان :: الحين تبينهم يرجعون لأن فيك لنوم ؟؟
عبير وما ودها تفتح الموضوع :: وشايله هم لعزيمة بكره يعني لازم أروح أجهز كل شي ..
سكتتها إيمان :: الله يخليك وش عزيمته اللي انتي شايله همها .. كل المعازيم حنا وبيت خالتي وبيت خالي يعني مافيه أحد غريب ... وانتي لو فيك النوم اطلعي فوق لغرفتي وارتاحي شوي ...
أيدتها أريج :: اي والله عبير ولا تخلينا نرجع ...! مستانسين ..
سكتت عبير وهم كاسرين خاطرها أريج وامها واخواتها االصغار ..
ابتسمت لإيمان :: حكم قراقوش .. خلاص بطلع انام في غرفتك بس لو سمحتي لا تنسوني صحوني بعد ساعة بالكثير ...
هزت راسها إيمان بالموافقة .. وتوها بتقوم عبير بس التفتت لبنت عمها :: فوق فيه أحد ؟؟
إيمان :: ما أظن أكيد يصلون ... بس انتي خذي معك جلال احتياط ..
هزت عبير راسها بتوتر وخوفها كله لاتقابل نواف والا لو عمر معليش ...
خذت لها جلال من الدولاب ... وطلعت للدور الثاني وهي تدعي من خاطرها ما تقابله ... لأنها من جد عزمت ما تصيح ولا تتأثر .. بس عاد لا يضغطون عليها أكثر ولازم يعطونها فرصة ..
وصلت بأمان للدور الثاني من دون ما أحد يقابلها .. شكرت ربها بعمق لأنه فعلا رحم حالها واستجاب لندائها المتواصل ..
مشت بهدوء وعلى طول دخلت لغرفة إيمان وحست بالسعادة وشعور لذيذ وهي تتخيل السرير وراها ..
لكن صوته المخيف هزها:: إيمان وين الكاميرا اللي أمس عطيتك اياها ؟؟
بغت تصيح من الصدمة لكنها تماسكت وبسرعة رفعت الجلال لوجهها .. التفتت وراها وشافته يحوس في المكتب الخاص بإيمان وشكله مو منتبه للي دخل ..
التفت نواف وهو مستغرب سكوتها و في نفس لوقت متأكد من انها داخلة لأنها حاس بوجود احد دخل وسكر الباب ... ::/ ماتسمـ ـعـ ـ ـ
سكت وهو يشوف وحده متغطية ومنزلة راسها .. استحى بالحيل منها وما عرفها أصلا ... :: معليش على بالي إيمان اختي ؟؟
بلعت عبير ريقها وقررت تمشي في اللي قررته وانها تتعامل معه عادي على انه زوج اخت وبس ::/ لا عادي ما صار شي ...؟
انقرص قلبه يوم سمع صوتها ::/ كل عام وانتي بخير عبير ...
غمضت عيونها بألم وهي تسمع لكنته واختلال منطوق الراء عنده ... حست انها مشتاقة له .. بس لا .. يستحيل انها تغير فكرتها مهما كان .. هي قررت تحط الشمع الأحمر على نواف لأنه خلاص صار زوج اختها وهذا أولا ثانيا انه شافها في موقف سخيف وحقير والثالث أنه في يوم شك فيها وواجهها وقال لها هالكلام بنفسه ووضح لها انه ماعاد يرغب فيها ... عموما مواقف كثيرة كانت في بالها خلتها تتناسى فكرة زواجها من نواف والأهم عندها هو كلام الناس اللي بيطلع عليهم لو تزوجوا ..
وبصوت مهزوز لكنه متماسك :: وانت بخير ... وينعاد عليك كل سنة بالصحة والسلامة ...
نواف :: تسلمين ... ومشكور بعد على المعمول الطيب اللي ذقناه اليوم ..
كانت بتقول له أريج هي اللي سوته لكنها تراجعت ::/ صحة وعافية ...
نزل نواف عينه للأرض ومشى متوجه للباب بيطلع .. وبسرعة ابتعدت عنه عبير و أفسحت له المجال ...
مر من عندها ومن شمت عطره وشافت ملامحه قريبة حست بالإختناق يرجع لها من جديد وانها ماعاد قادره ترد النفس وتآخذ أكسجين ... تعوذت من بليس وغمضت عينها عنه لحد ما سمعته يسكر الباب وراه ...
بسرعة ركضت للسرير بعد ماشالت الجلال وقفلت الباب ورمت نفسها عليه تصيح بدون شعور ... تصيح على شي من لاشي ... لكن هذا هو متنفسها الوحيد أنها تصيح وتلوم نفسها وبس ...
------------------------------------------------------------------------------


dali2000 13-03-10 02:51 PM

ركبت عذا السيارة وهي تحس بلوعة في كبدها بس متماسكة ومتحملة .. أصلا هي طول هالفترة وهي تحس بهالشعور يعني مو شي جديد ...
ابتسمت لزياد :: السلالاااام ...
حرك زياد السيارة :: وعليكم السلام والرحمة ...
سكتوا شوي وبدت عذا تضبط جلستها في الكرسي وتتسنع ...
وجلسوا الثنين بهدوء من دون ما أحد يتكلم ...
لكن زياد قتل الصمت :: ترى ندى عندنا في البيت ..!!
عقدت عذا حواجبها :: الحين ؟؟
هز زياد رأسه بحزن ..
وكملت عذا :: غريبة جايه مو على أساس فيه عيد ببيت عمك ؟؟
ضرب زياد جبهته على غبائه :: أووووه أنا ماقلت لك صح ؟؟؟
خافت عذا :: وش تقول لي عنه ؟؟
تنهد زياد :: بنتهم في المستشفى منومة .. جايتها نوبة من يومين وكان عليها خطورة .. عاد عمي مافتح بيته ولا صار عندهم عيد وجت عندنا ندى ...
خافت عذا من قلبها :: طيب وش صار على سحر ؟؟ للحين حالتها خطرة والا أحسن ؟؟
التفت زياد لها وهو يحس بالخنجر يطعن في صدره ؟؟ ولسان حاله يقول (( تسألين عنها وماتدرين هي ليه داخلة المستشفى ؟؟)) :: لا إن شاء الله أنها أحسن ..
عذا بعتاب :: طيب من متى هالكلام وانا مادري ولا تحمدت لهم بالسلامة ...
زياد باندفاعية :: لالا تتحمدين لهم بالسلامة ولا شي يمكن هم مايبغون أحد يدري عنها ...
هزت عذا راسها وسكتت ... بس بعدين عقبت :: طيب متى دخلوها المستشفى ؟؟
زياد ببرود :: يوم كانت العزيمة في بيت جدك ؟؟
ابتسمت عذا بقلق :: لما كنت مستعجل وتقول عندك شغل ؟؟
هز زياد رسه ..
وحست عذا بقلق يتغلغل في أوردتها وشرايينها .. نزلت راسها وهي تكمل :: وليه ما قلت لي انه هو هذا شغلك ؟؟
زياد :: عادي ماكان في خاطري أخوفك وانتي مستانسة ...
هزت عذا راسها وسكتت وما عقبت على كلامه ...؟؟ كل اللي سوته انها تذكرت صوته وخوفه وتوتر اعصابه لما كلمها هذاك اليوم ... تذكرت لما رفع صوته عليها وقال لها ترجع مع فهد وانتهى الموضوع ... حست بحزن يسيطر عليها لكن ماتدري وش أسبابه .. وعلى طول سألته :: أنت اللي وصلتها للمستشفى ؟؟
ابتسم زياد وعرف باللي في خاطرها :: لا وش دعوى .. بس كنت رايح أوصل ندى للمستشفى عندهم لأنها كلمتني منهارة وماعندها أحد فـ رحت لها ...
سكتت عذا و لفت بوجهها للشباك تطالع العالم اللي تمشي برا ...
حس زياد ان في خاطرها شي لأنها ساكتة وماعاد علقت ...
زياد :: أيوه .. وكيف اجتماعكم عساك انبسطتي واستانستي ؟؟
التفتت له تبتسم :: بالحيل استانست ... والله
زيد بنبرة ناعمة حنونة :: عساها دوم هالفرحة ...
ضحكت عذا من قلب وهي تتذكر الي صار لها ...
عقد زياد حواجبه مستغربها :: خير قلت شي يضحك ؟؟
حاولت عذا تمسك نفسها :: لا موقصدي .. بس تذكرت شي ..
ورجعت انغمرت في موجة الضحك ... وغصب عنه زياد ضحك ..
...:: طيب وش هاللي تذكرتيه ؟؟
عذا وآثار الضحك في صوتها :: احم .. تخيل اليوم وحده من معارف جدتي مادري جيرانهم من زمان ...! جايه تسلم عليها وتعايدها وعاد رحنا كلنا نسلم عليها وتعرفها جدتي علينا ... عاد زوجتك حبيبتك تعجبك ..
ضحك زياد :: طحتي عليهم ؟؟
عذا بعصبية :: لا زياد وش هالكلام الحين اقول لك مدحة وانت تتطنز
زياد :: هاه كملي ..
عذا :: المهم أقول لك وعرفت اننا احفادها ... وعقب يوم خلصوا الحريم وهي بعد صارت بتروح راحت لجدتي وساسرتها ...
عقد زياد حاجبه وابتسامة غبية انرسمت على وجهه وكأنه عارف وش بتقول :: وش ساسرتها به ؟؟
جلست عذا باستقامة وسوت نفسها شايفةعمرها :: تخطبني ؟؟؟
التفت زياد لها :: نـــعـــم ؟؟؟
عذا و حاجبها مرفوع :: اللي سمعته ... تخطبني لولدها ...
ضحك زياد بقهر وغيرة :: وانتي يعني مبسوطة ؟
تنهدت عذا و بتقهره :: أكيد مبسوطة .. لا ويا خسارة يدرس برا في ألمانيا يكمل دراسته في الطب .. آخ زياد لو اني أخذته كان الحين أنا على الأقل قريبة من أهلي مو مثلـ ـ
قاطعها زياد بعصبية مغلفة :: مو مثلي أنا حابسك هنا ومفرقك عن اهلك ...
استانست عذا وهي تشوف الغيرة في عيونه :: أنا ما قلت كذا انت اللي قلت ..
لف زياد وهو شوي ويطلع من طوره ... مجرد التفكير انه تكون لغيره ينرفزه وشلون وهي تقول قدامه الحين انها تتمنى لو انها ما تزوجته ..
كملت عذا ::/ تدري لميسوه المجنونة من سمعت الخبر سحبتني معها لحد ما طلعتني للساحة الخارجية علشان نشوف عريس الغفلة ... بس ماتوقعنا والله ان ربي بيرسله لنا بهالسرعة وبيطلع في وجهنا ؟؟
رفع زياد حاجبه بقهر :: شافكم ؟؟؟
ضحكت عذا :: وش شافنا ؟؟ أقولك جدي شوي ويرتكب فينا جريمة يقول وش اللي طلعكم لساحة الرجال ...؟؟؟ بس أبشرك قدرت ألمحه وأوصفه للميس ...
ضغط زياد على فكه بس ما حاول يوضح قهره :: طيب قفلي الموضوع ...!
ضحكت عذا وماردت عليه ...
تنرفز زياد من ضحكها :: ما له داعي تضحكين .. لو سمحتي يعني الموضوع مايضحك ...
هزت عذا راسها :: زياد ما اقدر احس ودي اضحك .. وانت عاد مايهون عليك عذاك نفسها في شي وتمنعها ..
زياد بأعصاب مشدودة :: لا إذا هالشي ينرفزني أمنعها ,.,, فـ بليز اسكتي ..
هزت عذا راسها وسكتت .. وسكت زياد بعد ...
كانوا وصلوا لبيتهم ... وقف زياد السيارة وسكر المسجل وعلى طول نزلت عذا ولحقها هو بعد ما قفل السيارة ...
تقدمها وفتح الباب وسبقها يدخل ..
دخلت عذا وهي تبتسم وسكرت الباب وراها ودخلت للبيت ... وعلى طول توجهت للدرج وعينها على زياد اللي كان يصعد ..
كانت ندى في نفس الوقت تنزل مع الدرج لما قابلها زياد وهو مستعجل ولفت عنه شوي علشان ما يصدم فيها وباين عليه انه معصب او منرفز ...
تقابلت مع عذا في نص الدرج وابتسمت لها بس اللي في قلبها شي ثاني ...
........:: كل عام وانتي بخير ...!
تقدمت عذا تصافحها :: وانتي بصحة وسلامة ... ماتوقعتك بتزوريني كان انتظرتك ورحنا سوا لبيت جدي ..
ابتسمت ندى :: ما عليك المهم انتي استانستي ..
انمسحت الإبتسامة عن وجه عذا وهي تقول :: الا الحمدلله على سلامة سحر .. ترى والله زياد ما قال لي عنها الا تو واحنا بالسيارة ..
ندى بنظرة حزن :: الله يسلمك ..
عذا :: وش صار عليها فجأة ؟
تنهدت ندى :: ولا شي تفاجأنا لما دخلنا عليها الغرفة ولقيناها مغمى عليها ولما وصلناها المستشفى فاجئونا بأنها كانت معرضة للجلطة ..
شهقت عذا ويدها على فمها ::ياحبيبتي ... مسكينة .. بس الحمدلله على كل حال
هزت ندى راسها مبتسمة وكأنها تطمن عذا ..
أما عذا فـ ابتسمت لندى وعينها لفت لباب الجناح فجأة ..:: زين العصر لي جلسة معك الحين بروح ارتاح لأني من الفجر صاحية
ابتسمت ندى :: روحي يالغلا ارتاحي أنا عندك هاليومين ما راح اطير
ضحكت عذا وتوقعت ان جلسة ندى يمكن مشاري عنده سفر والا شي ... وتخطت ندى طالعه لجناحها ...
دخلت عذا الجناح وهي تفتح الباب بهدوء ... ابتسمت لما شافت الغلا متمدد على السرير ويده على صدره والثانية فيها جواله يحوس فيه ...
سكرت الباب وراها وشالت عبايتها للشماعة ... وعقبها مشت للتسريحة تفك إكسسوارتها علشان تبدل ملابسها وترتاح ....
كانت عينها مركزة على زياد وهي تطالعه من المراية ... ما هان عليها يستمر في زعله فـ نادته ::/ زيــــاد ...؟
رد ببرود :: همممم ..
ابتسمت عذا :: زيــاد ...؟
تنهد :: يا نعــم ..؟
كانت تبي تضحك بس سكتت و رجعت تناديه بـ اسمه مرة ثانية وهي تنتظره يرد عليها برده المعهود واللي تعودته منه ...
لكنه فاجئها لما ثار :: الله يلعن زياد ويلعن الساعة اللي انولد فيها زياد والساعة اللي بيموت فيها ويآخذه علشان يريح ويرتاح ...
تفاجأت عذا من رده وحركته ؟؟ أوكي معصب بس ما يستدعي كل هالإنفعال ؟؟ وبعدين هي متعودة تستخدم نفس الأسلوب لحد مايرد عليها ويقول لها (( عيونه ))
شافته وهو يعتدل ويجلس على طرف السرير ... بعدها مسح على شعره ووقف بسرعة ... وراح للشماعة يغير ملابسه ..
تركت عذا اللي في يدها وحاسة ان زياد فيه شي ؟؟ مو طبيعية عصبيته اللي شافتها من شوي ...؟ كانت متوترة هي بعد لايغلط عليها او يهاوشها بس مهما كان ماتقدر تتركه في هالوضع ...
تقدمت له لحد ما صارت وراه وهو معطيها ظهره بيفتح أزارير ثوبه ...
ومن حس زياد بتواجدها وراه غمض عيونه وخفقان قلبه يزيد .. هو في البداية كان معصب من اللي قالته له .. بس لما دخل البيت وشاف ندى واقفه قدامه مكسورة ومشاري طاردها مثل ماهو انطرد من بيت عمه على نفس السالفة .. ما قدر يتحمل الفكرة ... والحين عذا بعد جايه تتدلع عليه وتكمل الناقص... حس بأعصابه مضغوطة ووصلت للإنفجار بس محد مقدره ومحد يقدر يواسيه ؟؟؟ الحين صار قدامه خيارين أصعب ؟؟ يا ندى أو عذا ؟؟؟ ولازم يقرر ؟؟ هذي أخته وهذي زوجته ؟؟ وش حيلته يارب انقذه من الحيرة ؟ توترت قبضة يده ولا عاد قدر يمسك الزرار ويفتحه ... نزل يديه جنبه ورفع راسه يتنفس بعمق علّ الضيقة اللي بقلبه تروح ...
عورها قلبها عذا وهي تشوفه .. تقدمت له وهي العبرة خانقتها عليه ...
واجهته ومدت ايديها لثوبه وبدت تفتح له ازاريره وهي تحس بنظراته مركزة عليها .. يتأملها ويتأمل أصابعها اللي تتحرك بهدوء على صدره ...
حاولت ما تصيح ورسمت ابتسامة على وجهها .. لكن للأسف كانت ابتسامتها مهزوزة وواضح انها مفتعلة ...
وبصوت هادئ لزياد :: آسفة اني عصبت فيك ؟؟ بس كنت انتظرك تقولي الرد المتعودة عليه ...
زفر زياد بحرارة وهو يحس بالندم من انفعاله ،، لكنه مارد عليها ..
وبعد فترة قصيرة ..ولما خلصت عذا مفتحة أزراره كلها رفعت عينها له مبتسمة ويدها على صدره :: زياد ... تتذكر يوم كنا في فرنسا ... تحديدا لما كنا في الستور ؟؟؟
سكت زياد وما رد ...
رجعت عذا تأكد عليه :: تتذكر والا أذكرك ؟؟؟
زياد بصوت واطي وعينه بعينها :: أتذكر ...
نزلت عذا راسها :: ساعتها لمتني وهاوشتني لأني غرت عليك ... ومع انه كان من حقي .. والحين وانا ماصار لي شي أنت ثرت وعصبت وقلت لي اقفلي الموضوع ؟؟
فرك زياد جبهته :: أنا ماكان قصدي أستفزك أو اني اوقف جنب البنتين ...
عذا تصحح :: قصدك تلزق فيهم وانا اطالعك .. وبعدين حتى لو ماقصدت تستفزني لكنك سويت شي أكرهه من وراي ... وأنا الحين بس أسولف عليك شف وش سويت
زياد بفك مبيض من العصبية :: بس انتي طلعتي عليه ؟؟ وانا ما أسمح لأي أحد يقرب ناحيتك أو حتى يشوفك ؟؟؟
ابتسمت له عذا بحب :: بس انا كنت أمزح معك وما طلعت له ... لكن اختلقت المشهد الأخير علشان أشوف انت تغار والا بتقول لي (( حرية شخصية )) ؟؟
زياد بحاجب مرفوع :: مختلقته ؟؟
هزت عذا راسها .
وكمل :: تعاقبيني يعني ؟؟
ضحكت بنعومة :: لو تعتبره عقاب خلاص هو عقاب ..
زياد بابتسامة :: بس أنا اعتذرت لك وقلت لك مو قصدي وهالثنتين مايسوون ظفر من رجولك ..
مسكت عذا يده وحضنتها بين يديها الناعمة .. وضغطت عليها :: أنا بس كنت بذكرك بالموقف علشان تقدر تعرف انا وش حسيت فيه وليه عصبت واصابتني حالة هستيرية ....؟؟
ضحك زياد وهو يحب يدها وعينه متسمرة على وجهها الملائكي المحبب لنفسه :: حالة هستيرية بغت تذبحني أنا ،،، لكن الحمدلله يوم ربي ستر ..
ضحكت عذا :: لا من جد الكلمتين اللي قلت لهم كانوا قاسيات بالحيل ...
عقد زياد حواجبه :: وش قلت ؟؟
عذا :: قلت لي أنا أكرهك وما عاد احبك يالبيـ ـ
حط أصبعه على فمها وهو يقرب وجهه علشان تسكت وما تكمل ...:: لاتكملين ... لأني ما احب أتذكر كذبي وغبائي .. وإلا أنتي قد سمعتي زياد ما يحب عذا ؟؟ مستحيل هذي ولا في قصص الخيال حتى
توردت خدودها عذا :: يعني كنت تكذب وعذبت قلبي المسكين وانت تكذب ..
ابتسم زياد بابتسامه لها مغزى ولف وجهها بيديه :: عذا اسمعيني زين ؟؟ أنا لو قلت لك ما أحبك أو أني كرهتك فـ ثقي أني صرت مجنون أو مختل عقليا ... وما راح أقول لك فاقد الذاكرة لأن حتى الفقدان ماينسي زياد قلبه وحياته ... لكن اللي أبغاك تعرفينه من جد هو أني مهما سويت ومهما وقفت في وجهك في موقف سئ فـ أنا أحبك وما أرضى لك بالألم أو التعب ... وهالموقف اللي وقفته تأكدي أنه صار غصب عني وفوق طاقتي ... لكن عمرك لا تحورين الكلام إلى أني أكرهك وما أحبك ...
سكت زياد وسكتت عذا وهي بس تطالعه بعيونها اللي اجتمعت دموع متأثرة بكلامه ... كانت بتصيح بس هو لحق على دمعتها يمسحها قبل لاتنادي أخواتها وابتسم لها ..
لف عينه للساعة وبعدها رجع يطالع عذا :: شفتي الحين الساعة وحده ... !! هالساعة بتشهد أني أنا زياد ابن سلطان أحبك يا عذا بنت محمد ؟؟ وكل ما تشوفين الساعة وحدة تذكريني ..
ابتسمت له عذا :: وأنا شهدت القمر هذاك اليوم على بلكونة الفندق .. وقلت له أشهد يا قمر أني انا عذا بنت محمد أحب زياد ابن سلطان .. يعني كل يوم تشوف القمر اسأله عني ...
ضحك زياد وهو يحبها على جبهتها ... ويديه على كتوفها ...
بس قلبه يحترق من داخل لكن محد يدري به غير اللي خلقه ...
الله يعينك يا زياد على حيرتك واللي صار لك ... والله يفك عنك بالرضا والقناعة
دثاني يوم من أيام العيد ... وبعد التجهيزات والتعب من الصبح .. طلعت عبير وهي تتمخض الحزن والألم ... كانت معاقبة نفسها علشان ما تصيح .. وطول وقتها تحاول ما تتقابل مع أريج علشان الأخيرة ما تشوف الحزن في عيونها و تنفضح ... أو يصير لأختها شي وترفض نواف ؟؟ ما تنكر انها تفاجأت من أريج لما قررت تتزوج نواف لكنها في النهاية أقنعتها تآخذه لأنه ولد يستاهل كل خير وماراح يحصلون واحد أحسن منه يستر عليها ويداريها ... والأكيد أنه بيحبها وبتصير أم عياله ؟؟ وهذي هي النقطة اللي تموت عبير ولاتوصل لها .. مو مسألة حقد أو غيرة من أريج ولكن لأنها سابقا كانت تشوف نفسها في هالمكان لكنها تكابر وتتغلى ... وتراها مقيولة ..
" من تغلى يخلى ولو هو بالحيل غالي ... "
قابلتها انوار أختها نازلة وهي لابسة الفستان وجاهزة ... ابتسمت لها عبير بحنان .. وأنوار ماصدقت خبر وضحكت :: عبير حلو فستاني ؟؟
هزت راسها عبير :: يجنن مو حلو وبس ..
أنوار :: الحمدلله .. كنت خايفة أن اريج تشتري لي شي مو حلو ..
عبير :: حرام عليك أريج ذوقها حلو ..
تخطت أنوار عبير بتكمل طريقها :: بس أنتي ذوقك أحلى .. تعودت ألبس من اختيارك ..
هزت راسها عبير مبتسمة وكملت طريقها لغرفتها ... التفتت لغرفة أريج وفكرت تروح تتطمن عليها ...
وفعلا غيرت طريقها وراحت لأريج .. دقت الباب عليها بخفيف وبعدها دخلت ..
ابتسمت لما شافت أريج جالسة على الكرسي والكوافيرة تستشور شعرها ..
عبير :: بس بتستشورين ؟؟
هزت أريج راسها :: أكيد ... والا بعد تبيني أحوس عمري ..
ضحكت عبير: : لا بس توقعت بتسوين تسريحة وحركات .
أريج :: النعومة مطلوبة ..
هزت عبير راسها :: على قولتك ... طيب تبين شي والا اروح أنا اتجهز ..؟؟؟
أريج :: إيه إذا خلصتي متحممة تعالي خليها تعدلك ...
عبير :: لا مشكورة انا بضبط نفسي .. لأني ماراح أتكلف ...
شهقت أريج :: والله مو على كيفك تجين لها تصلح شعرك وتسوي لك مكياج خفيف .. حبيبتي هذي حفلة ملكة لازم تصيرين حركة
تنهدت عبير :: أريج يكفي أن الفستان متكلف بعد تبيني أسوي مكياج ؟؟
أريج :: والله عاد أنا مالي دخل في الفستان هذا حكم إيمان عليك .. بس أنا حكمي أنك تتصلحين عند الكوافير ..
ابتسمت عبير تراضيها بأنها موافقة .. و عطتها ظهرها وطلعت من الغرفة ...
كان قلبها يتقطع بس ساكتة ... عيونها تحرقها لكنها مقاومة الرغبة في الإنهيار ومو الصياح بس .. اكتشفت انها مجنونة نواف لكن في وقت متأخر للأسف... صدق من قال ما تحس بقيمة الشي الا اذا فقدته ... تنهدت بزفرة حارة وهي تدخل غرفتها وسكرت الباب وراها ... مشت لدولابها تطلع أغراضها علشان تروح تتحمم .. وأول ما فتحته في وجهها طلع شماغ الحبيب ...
ابتسمت باستهزاء من القدر ... يإلهي على هالدنيا الغدارة حتى لما قررت هي تتناساه يطلع هالشماغ الملعون في وجهها ويذكرها مو بالإنسان اللي تحبه وبس ولكن بأصعب لحظات حياتها ... وأمر المواقف اللي مرت فيها ... قبل كانت تستحي وشوي بتموت لما تطلب من صديقاتها مساعدة .. كانت تتجرع العلقم ومرارة الذل لما تروح لبيت الجيران تطلب منه خدمة أو فضل ... لكن مرارتهم كانت كلها في كفة والموقف الأخير في كفة ... كانت على وشك تخسر حياتها لو ما الخسيس سمع صوت نواف وأريج وحس أن لعبته راح تنكشف وينفضح ...
رفعت الشماغ لوجهها وقربته لفمها وخلاص عيونها لحد هنا وانفجرت باللي في بطنها ... ونزلت دموعها تحرق خدودها .. لأن مثل ماهو معروف دموع القهر والألم حارة و تحرق ...
أبعدته عن وجهها وطالعته بعيونها الغرقانة دموع والنظر المتشوش ... فكرت ترميه في الزبالة وخلاص وترتاح من هالهم اللي كاتم على صدرها ...
لكنها تراجعت ورجعت تحضنه من جديد ... حقيقي أن هالشماغ ذكراه سيئة .. لكن في الأخير له تاريخه وماضيه ... له شي في خاطر عبير يذكرها بآخر موقف بينها وبين نواف ... الموقف اللي هدم كل شي بينهم .. وهذي هي نتيجته ... زواجه من أختها ...
يا سخرية القدر ... ويا لعبة الأقدار اللي دمرتها ...
مسحت دموعها المقهورة ... ورمت الشماغ في آخر الدولاب وسكرت عليه ... خلاص هذا آخر ذكرى لها منه ولازم تبتعد عنها في هالوقت على الأقل ...
خذت ملابسها بعصبية ودخلت للحمام ... لكن عيونها ترفض الصمت والواقعية .. تبي تصيح وتفرغ اللي في جوفها ... لكن المشكلة ان عبير مانعتها ...
فتحت الموية وعلى طول رمت نفسها تحتها ... تبي هالسيل المنهمر يغسل مخها وتفكيرها من نواف .. تبيه ينسيها ويمحي كل شي في بالها .. علشان تطلع من الحمام وهي مستعدة تعيش حياة جديدة من دون ألم ودموع .. تطلع لواقع ان نواف ولد عمها وزوج أختها وبس .. وهي خلاص الدور راح عليها وعندها الأهم ..
بس لحظة .. لازم تفرغ اللي في قلبها قبل ولا تكتم شي فيه علشان تتم عملية التنظيف بشكل كامل ... تسندت على الجدار وعيونها بدت تدمع ... دقيقة ودقيقتين ..
وعقبهم .. انهارت وصارت عيونها تنزف مو تدمع ... لعنت نفسها مليون مرة .. سبت روحها وشتمتها على تصرفاتها الغبية اللي كانت مع نواف .. كانت بهالطريقة كأنها تحاسب نفسها على اللي سوته من قبل ... تذكرت كل المواقف لكن الأكثر أهمية بينهم هو آخر شي ... آخر موقف بينها وبينه لما تكنسلت ملكتها من عبدالرحمن ولد عمة صديقتها ,, ..
تذكرت وشلون كانت متهورة ومجنونة لما شكت في نواف انه هو الي قال كل شي وفضحها ... تذكرت لما كانت تصرفاتها غبية وراحت تتصل على نواف وهي منهارة وماتدري وشلون اتصلت عليه او حتى وش بتقول له ...؟؟
ومن رد عليها وسمعت صوته زاد صياحها وشهقاتها ...
هو ماتحمل اللي صار لها أبد .. صدق كان معارض فكرة زواجها لكنه ما استانس لما كنسلوا كل شي والناس بدت تحكي على غلاه وقلبه ...
كان بيواسيها بكلمتين .. توسلها تسكت وماتصيح لأنه مو حمل دموعها وانهيارها وهو بعيد عنها ومايقدر يواسيها ويمسح دمعتها اللي تطعن قلبه من دون ماتحس ... ترجاها علشان تهدي نفسها لايصير لها شي لأن هالعبدالرحمن مايستاهل حتى تبصق عليه ...
ناداها باسمها بصوته الأجش ولسانه المعوج عن الراء .. كان بيقول لها شي بيوصل لها شي خطير ومهم ... كان بيقولها يكفي يا عبير أنا أحبك و لاعمرهم بيقدرون يسوون شي يخليني أكرهك أو ابتعد عنك .. كان يحكي لها اللي يخفيه صدره من سنين وأيام ... تهور في هذيك الحظة لأنه ماعاد قدر يتحمل أكثر وكل شي أصبح فوق طاقته ...!!
لكنها وش قالت له او وش سوت له ؟؟
على بالكم سمعته والا اهتمت بكلامه ؟؟؟ أبدا ً وعلى النقيض تماماً ...
شتمته .. انهدت عليه بأقبح كلام ودعوات ... لكن مو هي اللي كانت تتكلم ... اقسم لكم انها مو هي ...!
كانت روحها المكسورة وفشيلتها وفضيحتها هم اللي كانوا يتكلمون .. صدمتها من ام ناصر لما قالت ان حنا خطبنا منكم بنت مو وحده مثلها ؟؟؟ هي اللي كانت تدعي على نواف بـ أرعب الدعوات وأقواها ،، قهرها من الكلام اللي تردد في مسامعها هو اللي صم أذانها عن عبارات نواف الجريئة والرقيقة ..
سكرت وجهها بيديها وهي تتذكر جنونها ودعواتها المتهورة ... صرخت في داخلها يارب لا تستجيب لي ولا تسمع مني واحفظ نواف ... يا رب انا كنت معصبة ومتأثرة علشان كذا دعيت عليه بالهلاك والعذاب والألم . بس أنا ما أقصد يارب ...
بسرعة نزلت يديها ومسحت دموعها ... خلاص ... كل شي انتهى واللي في خاطرها طلعته ... وخلااص انتهينا يا عبير وكل شي انتهى معنا ...
سكرت المويه وهي تحس بالراحة نوعا ما ... الله يصبرها للنهاية وتقدر تتصنع الفرحة لأختها اذا وقعت على الموافقة ...
لبست ملابسها وطلعت ... وفي قرارة نفسها وعد أنها ما ترجع تفكر مرة ثانية في نواف مهما كانت الظروف ...
--------------------------------------------------------------------------
كان منسدح على الكنبة وراسه على رجل عذا والأخيرة تلعب في شعره وتضحك بخجل .. الظاهر كان يستهبل عليها في الكلام والتعليق ...
طلعت ندى من غرفتها وهي لابسة عبايتها ومتجهزة ... استحت لما شافت أخوها وزوجته جالسين في الصالة بروحهم وماكان ودها تخرب عليهم بس وش تسوي قدر ومكتوب ... التفتت علشان تسكر الباب وهي تحس بالحنين في قلبها لأيامها مع مشاري ... حقيقي في البداية كان قاسي معها لكن الشهور الأخيرة تغير تماما وصار مشاري مختلف ... تنهدت بحزن ورفعت راسها متوجهه لهم ...
انتبهت عذا لندى وابتسمت لها وحاولت ترفع راس زياد علشان يقوم عنها .. بس الأخير مسطل ومو منتبه ...
ابتسمت ندى :: ياللا زياد نمشي ؟؟
نقز زياد من مكانه متفاجأ من تواجد ندى وابتسم هو الثاني واعتدل في جلسته :: ياللا انتي جاهزة ؟؟
هزت ندى راسها والتفتت عذا لزياد متعجبة:: وين بتروحون ؟؟
ندى :: بـ نزور سحر في المستشفى ..
عذا :: زين أروح معكم أسلم عليها .. فشيلة ما زرتها ..
ضحك زياد باستهزاء وسخرية وعينه راحت لندى .. أما ندى فـ تلعثمت وما عرفت وشلون تصرف عمرها ... لو سحر ما صحت كان عادي بتأخذها وبكيفهم مرت عمها والباقين لكن المشكلة ان سحر هي المتصلة عليها وطالبتها تجي .. فـ وشلون تآخذ عذا معها ؟؟؟
التفتت لزياد ينقذها والثاني شاف أن أخته محتارة ومتفشلة وماتدري وش ترد ..
فـ رحمها والتفت لعذا :: ماعليش عذاي ترى هي ماتحب أحد يزورها كثير في المستشفى...
عذا باستغرب من تصرفات هالأثنين :: إيه بس أنا مرت ولد عمها يعني العيب يلحقني
هز راسه زياد :: لا ماراح يلحقك .. ولو قالوا لك شي قولي زياد رفض ..
والتفت لندى :: ابروح أبدل ملابسي وأطلع لك ...
هزت ندى راسها :: خلاص انتظرك تحت عند السيارة ..
مشت ندى ونزلت الدرج من دون ماتلتفت لعذا . أما زياد فـ قام وراح للجناح يغير لبسه ويتجهز .. كان يمشي تحت نظرات عذا الموجهة له باستغراب ..؟؟
ليش ضحك وليش يرفض أنها تروح ؟؟ وليش ندى انقلب وجهها لما قلت لها بروح معهم ...؟؟؟ كانت أسئلة تدور في راسها وعيونها تحكيها ...
فزت من على الكرسي بتلحق زياد بس من قامت حست الدنيا تدور فيها ونفسه الغمام الأسود رجع لها .. رجعت وجلست مرة ثانية وهي تحس بالخفقان وتنفسها يطلع وينزل بسرعة .. عرفت ان هذي هي أعراض إنخفاض الضغط ...
حاولت تقوم بهدوء أكثر ومشت بخطوات متقاربة وخفيفة لحد ماوصلت للمطبخ الصغير القريب من الصالة .. طلعت لها محلول ملح وشربت منه شوي وجلست على الكرسي لحد ما ترجع لتوازنها ...
لما حست انها اوكي .. قامت وراحت لزياد .. دخلت عليه الغرفة وشافته توه طالع من دورة المياه متغسل ومتجهز ويلبس ثوبه ..
تقربت منه وجلست على طرف السرير وهي عاقده كفوفها في حضنها ...
وبعد تردد :: زياد ليه ما تبغوني أروح أزورها ؟؟
عقد زياد حواجبه وهو يطالعها من مراية التسريحة :: ومن قال لك ما نبغاك تروحين ؟؟ هي سحر اللي ماتبي أحد ؟
التفتت له عذا :: بس أنا شفت ندى وكأنها ما تبيني أروح؟؟؟
ابتسم زياد :: لأنها عارفة سحر وردة فعلها ......
بلعت عذا ريقها بقلق :: أكيد زياد ..؟؟
التفت لها زياد وبنبرة تعجب :: أكيد عذا ............!!
سكتت عذا ونزلت راسها .. ماتدري ليش تحس قلبها مقبوض ونفسها مخنوق ومتوترة حدها وودها تصيح ...؟
تنهدت بصمت وقلبها يحترق ،، سبحان الله من يدخل اسم سحر في السالفة تحس بروحها متوترة ؟؟ عاد وش الأسباب ماتدري .. بس يمكن من الأيام الماضية ومن اللي شافته أو سمعته ؟؟؟
صحت من سرحانها وهي تشم ريحة عطر كريهة وخايسة ؟؟ الظاهر انها متوحمة على عطر زياد ...
وفعلا كان زياد مار من عندها وواقف يتأملها وهي تهوجس ...
ابتسمت له وهي كارهة ريحته :: تجهزت ؟؟
هز راسه وهو يطالعها من دون ما يرد ...
عذا بنبرة قلق :: أشوفك متعطر وكاشخ .. بتدخل تسلم عليها ؟؟؟
ضحك زياد بقهقه وكأنه حس باللي في عذا :: لا ماراح أدخل ... بنزل ندى وبنتظرها في السيارة ...
ومشى زياد بيطلع ،، قامت عذا ولحقته ::/ عاد ليش كل هالكشخة والتعطر ؟؟
التفت لها وهو رافع حاجبه :: يعني انتي قد شفتيني مرة طالع من دون لا أتعطر ؟؟ أو ألبس ؟؟ يعني أطلع بملابس البيت ؟؟
لف عنها ومشى وما كان ينتظر منها إجابة .. لكن عذا قلبها للحين مو متطمن ومشت وراه :: زين ما دمت ماراح تسلم عليها ولا تدخل كان قلت للسواق يوصل ندى .؟
تنهد زياد ووقف وبعدين التفت لها .. وقفت عذا وهي تحاول تقرأ في عيون زياد شي ..
زياد :: ندى قالت لي أوصلها .. أقول لها لا روحي قولي للسواق وانا فاضي ماعندي شي ؟؟ وبعدين قلت لك انا بوصلها وانتظرها والله ماراح أدخل ولا أسلم ..
مشى مرة ثانية معطيها ظهره لكن عذا وقفته ومسكت يده وهي بتصيح :: أحلف أنك ما راح تدخل ولاتسلم عليها ؟؟
سكت زياد وعينه جت في عين عذا .. انتبه لـ لمعة الدمعة في محجرها واستغربها ؟؟؟ معقولة عذا تكون حاسة بشي أو سامعة شي ؟؟
لف وجهها بيديه وهو قلقان :: عذا انتي وش صاير لك ؟؟ وليش هالدموع اللي بتنزل ؟؟
ماقدرت عذا ونزلت دموعها غصب عنها :: زياد مادري والله وش فيني بس احس اني قلقة ومتوترة وقلبي يعورني ..
خذها لصدره يهديها وهو يبتسم :: بسم الله على قلبك ... هدي نفسك انتي بس ولاتفكرين بخرابيط .. وبعدين هالتوتر يمكن علشانك حامل وكل شي متغير عليك ...
رفعت عذا راسها وهزته له .. حاولت تبتسم علشان ما يتضايق زياد ..
ومسحت دموعها :: خلاص روح .. بس لاتتأخرون ؟؟
ضحك زياد :: زين كلها ساعة واحنا في البيت .. والا تدرين تجهزي واذا رجعنا نطلع كلنا سوا نتعشى برا ...
ابتسمت عذا :: خلاص تم
تنفس زياد بعمق مؤلم وسلم عليها وتركها .. أما عذا فـ راقبته وهو ينزل مع الدرج بخفة وحيوية ابتسمت له بحب وهي تحاول تحسس نفسها كل اللي فيها مجرد اوهام هي اختلقتها وعاشتها ...
.
.
.
لما وصلوا للمستشفى حست ندى إن انقباضات بطنها رجعت لها من جديد وضربات قلبها بدت تتسارع ... من حست أنها قربت من المكان اللي مشاري مليون في المية متواجد فيه حست بمشاعر غريبة أولها انها كرهت نفسها وودها ترجع للبيت وماتنزل لـ سحر ...
التفتت لزياد لما وقفوا عند بوابة المدخل الرئيسية :: بتنزل معي ؟؟
التفت لها زياد :: ما أظن .. بوقف السيارة وانتظرك في الإستقبال .. زين ؟؟
بلعت ريقها وهزت رأسها ونزلت ..
غمضت عيونها وهي توقف مواجهة لبوابة المستشفى .. من خاطرها دعت ربي أن مشاري مايكون متواجد هالوقت ...
حاولت تتماسك ودخلت وعلى طول توجهت للمصعد ... كان فيه زحمة لكنها حشرت نفسها معهم وارتاحت ...
انفتح باب المصعد وطالعت في الشاشة وكانت واصلة للدور المطلوب ... استأذنت من الحرمة الكبيرة اللي واقفة قدامها و سادة الطريق عليها ومشت متخطيتها وطلعت ...
كانت تحس برجولها مكبلة للأرض وثقيلة وما تقدر تشيلها ...
كانت متوجهه لبوابة قسم التنويم لمرضى القلب ... وأول ما وطت رجلها باب المدخل .. بدت دقات قلبها تتسارع وتزيد ولسانها يلهج بالدعاء أنها ماتقابل مشاري ولا تشوفه لأنها أكيد بتنهار ... ومستحيل تتماسك ...
رفعت يدها لقلبها لأنها حست فيه بيطلع من مكانه .. وبعدها رجعت يدها لمكانها ..
وأول ما قربت توصل للغرفة مر من جنبها طبيب مناوب في القسم .. واول ما تخطاها التفت يطالعها ... ابتسمت بينها وبين نفسها وهي تقول الظاهر انه سمع دقات قلبي والظاهر وده يكشف علي ... آآآآآآخ ليتك تدري وش أسباب مرضي ؟؟
مسكت مقبض باب الجناح وبهدوء تام فتحته ... ارتاحت لأنه ماقابلها أحد ... حاولت تبتسم علشان ماتلاحظ سحر اصفرار وجهها وتقدمت للمراية اللي قبل مدخل الغرفة علشان تشوف وش معالم وجهها ..؟؟ لكنها ... تفاجأت بـ راشد ولد خالتهم طالع من غرفة سحر واللي وراه مشــــــــاري ...!!!
بلعت ريقها بصعوبة وهي ترفع الغطاء لوجهها وعينها على اللي يمشي قدامها ..
لا الله يخليكم ما أبي أشوفه ؟؟؟ بليز هذا مو وقت مشاري يطلع لي أبد ؟؟؟ ليه هالوقت اتقابل معه؟؟ ليتني دريت انه بيطلع كان صبرت لحد ماطلع وعقبها دخلت ؟؟؟
طاحت عينها عليه وهو اللي انتبه لوجودها ؟؟ كيف ماينتبه وهي كانت معه مايقارب السبع شهور يعني عشرة عمر ... التفت لها وطالعها بنظرة غريبة ... يمكن ندى فهمتها بس ما قدرت تعبر عنها ..
كانت الدمعة تحرق قلبها قبل عينها ... تبي تصيح بس وشلون ؟؟ وش بتفسر سبب صياحها لـ سحر ؟؟؟ شالت الغطاء من على وجهها بعد ماطلعوا مشاري وراشد ...
وعينها لازالت على المكان اللي مر من عنده مشاري ... مشاري اللي عرفت وش كثر هي تحبه وماتقدر تتخلى عنه ... لكن هو باعها وقال لها بنفسه (( ماأحتاجك في حياتي ولا أحتاجك في بيتي ؟؟؟ ))
توها بتمشي بعد ماخذت نفس عميق لكنها شهقت لما انفتح الباب مرة ثانية بسرعة ...
التفتت ويدها على فمها لأنها خافت من طريقة فتح الباب ..
طلع لها مشاري وهو يطل بوجهه بس .. وبملامح خالية من أي مشاعر قال :: تغطي ترى فيها زود عند سحر ...
ورجع يطلع ويسكر الباب ...
تنهدت بتعب وتوقعت ان الموجود مصعب .. أكيد يعني من بيكون غيرهم مرتزين عند أختهم 24 ساعة ...
رفعت الغطاء لوجهها ودخلت بخطوات مهزوزة لغرفة سحر ...
كان قدامها أم راشد جالسة على الكرسي وجنبها ام مشاري ... ابتسمت ندى بترحيب وجاهرت بالسلام ...
وعلى طول لفت بتروح لسحر تسلم عليها قبل الكل ...
وصدمــــــــة ثــانية تنتظرك يا ندى ؟؟؟
والدنيا مو راضية ترحمك اليوم .. و إلا تذكرك بالأشياء الجميلة في حياتك و تسخر منك وتقول ((.. يا حرام يا ندى ؟؟ ما تهنيتي بـ ولاشي ... ))
حست ان الدنيا دارت فيها في لحظة ... والمغص رجع لها مرة ثانية ؟؟؟
ليـــــــه ؟؟
ليه في هالوقت بالذات تطلع لي من جديد ...؟؟
كانت تتنفس بقوة وهي تشوفه جالس جنب سرير سحر ومنزل راسه ...
تغير ... وانقلب 180 درجة ؟؟؟
تغير شكله الظاهري لكنها ماتدري عن مضمونه هل تغير والا لا ؟؟؟
كانت بتروح تسلم على سحر .. بس رجولها موقفة ومانعتها تتحرك ... وتتوجه للسرير ...
لذلك ،، غيرت وجهتها وراحت تسلم على ام راشد قبل ومرت عمها .. وبعدها مشت بخطوات متوترة للسرير ونزلت تسلم على سحر وهي تنفسها مضطرب .. حست فيها سحر من رجفة يديها لكنها ماتوقعت أبدا أن ندى للآن متعلقة في طلال أو تتوتر لما تشوفه ...
أما طلال فكان جامد في كرسيه ومنزل عيونه للأرض ومارفعها من ساعة مادخلت عليهم ندى ..؟
رجعت ندى بخفيف وقعدت على الكنب اللي مقابل لسرير سحر جنب مرت عمها ...
كانت أفكارها توديها وتجيبها ؟؟ مستغربة من ردة فعلها ؟؟ وهل معقولة أنها لازالت متعلقة في طلال ؟؟ وإلا ليش توترت من شافته ؟؟؟
طيب أوكي توترها عادي يعني مو معقولة بعد بتنسى كل اللحظات الحلوة اللي عاشتها في مراهقتها وهي تفكر فيه ؟؟؟
كانت تحس بضربات قلبها متسارعة ؟؟؟ رفعت عينها لطلال والفضول بيآكلها تبي تشوف وش صار عليه وكيف تغير ؟؟ شافته مبتسم لسحر اللي تسولف له عن مصعب وردة فعله لما فتحت عيونها ... وبعدها ضحك بعنف ...
حست بقشعريرة تسري في جسمها لما طاحت عينه عليها وبسرعة أبعدها ... على طول نزلت هي عينها وسبت نفسها لأنها تجرأت وتهورت ورفعت بصرها ناحيته ...
وفي لحظة قررت تختبر مشاعرها ؟؟؟ بتشوف وش كثر كانت متوترة يوم تقابلت مع مشاري ووش كثر انصدمت لما انتبهت لوجود طلال ؟؟؟
كان ودها تقوم وتآخذ مقياس دقات القلب اللي كان في يد سحر علشان تتأكد .. بس ضحكت على نفسها وتأكدت من دون مقياس ولا معيار ؟؟
تأكدت أنها في هاللحظة بس عرفت انها تحب مشاري أكثر ... تحبه وتعلقت فيه لأنها صارت تعتبره شي في حياتها وذكرى رائعة ... عاشت معه تحت سقف واحد ؟؟؟ سولفت معه وانقهرت منه ؟؟ غايضها وهي بعد ماقصرت في غياضه ؟؟؟ كانوا بأحسن احوالهم لو ماصار اللي صار لسحر وانقلبت الموازين .. وظهر مشاري على حقيقته وصار خوان ومايحبها وفوق هذا معاييره في استمرار علاقاته غلط في غلط ...
انتبهت من سرحانها لما شافت طلال واقف وشكله بيطلع ... كان لونه متغير ومسمر زيادة ..حتى طريقة تحليقته متغيرة ... تغيرت ياطلال عقب ندى 180 درجة أو أكثر بعد ...
وقفت ندى تسلم على ام راشد اللي قربت تودعها ... وعقبها مشى طلال وطلع ولحقته امه ... ولأول مرة تحس ندى بـ لامشاعر ناحية خروج طلال ووداعه ...... قبل وقبل لاتتغطى عنه تكره الساعة اللي يقول فيها مع السلامة ... ودها تموت ولا تشوفه معطيها ظهره بيطلع ... لكن هالمرة تبلد الإحساس عندها وما حست بشي أبد مما خلاها تتأكد أن مشاري سكن خلايا جسمها وما ترك فرصة لطلال ...
تقدمت ندى بعد ماطلعوا وجلست جنب سحر ..
....:: الحمدلله على السلامة ..
ابتسمت سحر بتعب :: الله يسلمك ... وينك انتي ماعاد شفتك ؟؟ يعني لو ما اتصلت ما كنت بتزوريني ؟؟
ابتسمت ندى بتوتر :: لا وش دعوى ... بس كنت مشغولة شوي و كنت مقررة ازورك بكرة ..
سحر :: استغربت ان مشاري عندي من الصبح وانتي ماجيتي معه فتوقعت انك مشغولة لكن قلت ما علي منها تترك شغلها لحد ما اطلع من المستشفى ..
تلعثمت ندى وعرفت ان مشاري ماقال لها شي وحبت تغير الموضوع :: الا متى بتطلعين انتي ؟؟
ردت ام مشاري :: راشد تو عندها ويقول ان شاء الله يومين بالكثير وتطلع ... لكن تكفين ياندى حرصيها على ادويتها والا ترى هالبنت بتذبحني قبل يومي
ردت سحر بعتاب :: بسم الله عليك يمه،،، يومي قبل يومك
شهقت ام مشاري :: لا ان شاء الله ،،، الله لا يقوله ...
ضحكت ندى على حماس مرت عمها وابتسمت سحر ... وسكت الجميع ومحد تكلم ..بعد دقايق قتلت سحر الصمت وهي تلتفت على ندى وبصوت واطي :: اليوم واصل طلال من السفر ...
رفعت ندى راسها ::ماشاء الله وعلى طول جاء يزورك ؟
هزت سحر راسها مبتسمة :: ايه يا حبي له ... يقول لما دخلت شفت اهلي بيروحون قلت وانا معكم ..
بلعت ندى ريقها :: الله يعطيه العافية ...
سكتوا شوي وبعدين كملت سحر :: ملكته بعد أسبوع ...!!
انصدمت ندى هالمرة ورفعت عينه وهي مفتوحة على الآخر :: وش قلتي ؟؟
ضحكت سحر :: اللي سمعتيه ؟؟ بعد اسبوع بيتملك ... بيآخذ بنت عمه
عقدت ندى حاجبها :: اي وحده فيهم ؟؟
تنهدت سحر :: أشواق ... تتذكرينها ؟؟
رفعت ندى عينها بتفكير :: أي وحده ؟؟ اللي شعرها أسود وهي طويلة وبيضاء ؟؟
سحر :: لالا هذي مضاوي أختها الأصغر... أشواق الي كنا نقول عنها كأنها جوليا؟؟
هزت ندى راسها مبتسمة :: ايــــــــــه عرفتها ... تستاهل والله حبوبة تراها وطيبة وفوق هذا حلوة ..
ضحكت سحر :: والله العظيم الدنيا قاعده تلعب فينا ؟؟ ((تنهدت)) والا من كان يصدق ان اشواق بتآخذ طلال ..
وسكتت سحر وهي تلعب في أصابعها .. وطالعتها ندى وقلبها يقول (( والا من كان يصدق انك بتدخلين المستشفى بسبب زياد أخوي ؟؟؟))
سمعوا فتحة الباب وعقبها صوت رجال يتنحنح ؟؟
غمضت ندى عيونها ويا قلبي كم بتتحمل ؟؟؟ اليوم الظاهر ناوين عليها وما بيرتاحون الا يوم تنسدح هنا جنب سحر ويكتبون لها وصفة علاجات طولها مرتين ...
حاولت تضبط نفسها وانفعالاتها ... ودخل مشاري مع الباب بعد ما تأكد انه مافيه أحد موجود ...
أول مادخل طاحت عينه على ندى اللي كانت تناظره بعيون حزينة و مذبوحة ...
قلب عيونها عنها بسرعة وطالع في أمه :: اجل راحوا طلال وخالتي ؟؟
هزت ام مشاري راسها :: ايه من شوي توهم طالعين ...
ابتسمت سحر :: ما شفتهم في الطريق ؟؟
ابتسم مشاري : لا والله ماانتبهت لهم ...
تنهد وعقبها التفت لأمه :: تبون شي يمه من البيت والا من برا أنا بروح الحين ؟؟
شهقت سحر وباندفاعية :: لا تكفى لاتروحون توني ماشبعت من ندى ...
اقشعر جسم ندى من كلام سحر ... ورجعت العبرة تخنقها وبطنها صابه إعصار مغص .. ..
ابتسم مشاري البارع في التمثيل :: لا ماراح آخذها بتركها عندك لأن اصلا السواق هو اللي موصلها ...
التفتت سحر :: يعني بتجلسين عندي لحد ما أمل ..
توهقت ندى وماعرفت وش ترد ؟؟ لأن اللي جايبها زياد مو السواق وهو ينتظرها تحت ومستعجل لأنه ما حب يترك عذا في البيت بروحها خصوصا انها تعبانة من حملها ويخاف يصير لها شي ...
ابتسمت ندى وهي تحاول تمثل :: معليش سحر انا اليوم عندي شغل في البيت كاسر ظهري ... بروح أخلصه وبكرة ان شاء الله من النجمة وانا عندك ...
لوت سحر بوزها :: يا سخفكم ... اجلسوا عندي ونسوني ؟؟
عاتبتها امها :: يعني انا ثقيلة دم وما اصلح ؟؟
ضحكوا كلهم وعيون مشاري على ندى من دون ماتحس ...
سحر :: وش دعوى يمه لولا الله ثم انتي كان الحين حالي الله يعلم به
مشاري :: مصعب أكيد بيجيك الحين .. تعبري فيه لحد ما ارجع انا في الليل ..
وقفت ندى مفاجأتهم وابتسمت لسحر :: زين يالله انا استأذنكم بروح ..؟
سحر :: طيب مادام بتروحين الحين خلي مشاري يوصلك ولاتطلعين مع السواق بروحك
ندى :: لا مشاري عنده أشغال بيخلصها وانا بروح على طول للبيت مالي نفس أروح ادور معه
ام مشاري :: وصلها يامشاري ورح لأشغالك ...
تلعثم مشاري وده أن اهله يسكتون :: ماعليها الا العافية ان شاء الله ،،، بس لو تبي اوصلها ماعندي مشكله...؟
هههههه هذا آخر شي أفكر فيه يا مشاري أني اركب معك مرة ثانية ؟؟ علشان إيش ؟؟ أتحسر زود على حسرتي ... ندى :: لا معليش يا خالة ما علي الا العافية و البيت قريب ..
ابتسمت لهم وودعتهم وطلعت من االجناح من دون ماتلتفت وراها تخاف تلف عينها وتشوفه يمشي معها ويسمع دقات قلبها ويشوف اللي تحكيه عيونها ... وهي ما تبي ولا شي من هذا يصير لأنها اهانة في حقها ... وهو اللي طاردها ؟؟؟
نزلت من المصعد وحصلت زياد ينتظرها في الرسبشن ... نادته وطلعت هي واياه ...
وأول مابلغها أنه عازمهم على العشاء هي وعذا اعتذرت ندى لأنها ما لها نفس أبدا تطلع مكان ... كل اللي تبيه في هاللحظة انها تروح للبيت تقفل على نفسها باب غرفتها وتصيح ... وتصيح .... وبس ... وشي حلو انهم مابيكونون في البيت علشان ماتنحرج منهم والا يحرجها زياد تطلع تجلس معهم ...
------------------------------------------------------------------------------
بعد ما خلصت عبير متجهزة ومتمكيجة .. دخلت على أريج اختها في غرفتها وهي تبتسم لها بحب ... خلاص كل اللي في قلبها طلعته وصاحت لما تقطعت شرايين قلبها ... صدق لازالت حزينة لكن مع الأيام بتنسى ... وكل هالأحداث بتكون ذكرى ..؟
لكن ماتدري هل بتكون ذكرى حلوة أو سيئة ؟؟؟
فزت أريج اللي كانت تلبس صندلها وحطت يدها على قلبها :: الله يصلحك شوي شوي خوفتيني ؟؟
ضحكت عبير :: لا مانقدر نخوفك اليوم وانتي عروس ؟؟
رمشت أريج بعيونها :: أكيد حبيبتي لازم من اليوم وطالع تحترموني وتونسوني علشان ما تتحسفون إذا رحت ..
ابتسمت لها عبير :: المهم تبين شي قبل ما أنزل ؟؟
شهقت أريج وقامت لها:: وين تنزلين ؟؟ لا حبيبتي بتجلسين معي وانزل انا وانتي مرة وحده ..
رفعت عبير حواجبها :: مجنونة انتي ؟؟ والمعازيم من بيقوم فيهم ؟؟
أريج وهي تسحبها من يدها :: ما عليك أمي بتتكفل بكل شي أنا قايلة لها من امس انك ماراح تنزلين الا معي ؟؟
تنهدت عبير :: أريج بلا حركات أطفال وخليني أنزل
أريج بتحدي :: قلت لك مافيه نزلة
عبير:: اذا جاء وقت نزلتك اطلع لك وانزل انا وانتي
هزت اريج راسها وهي متعلقة في يد عبير :: قلت لا يعني لا ...
طالعتها عبير بنظرات وهي ساكتة ...
وساعتها انفجرت أريج من الضحك ولحقتها عبير والثنتين غاصوا في موجة ضحك هستيرية مالها داعي ولا لها مسببات ....
.
.
.
جلست عبير مع أختها وهي كأنها جالسة على شوك ... ودها تنزل علشان تساعد امها بس أريج متمسكة فيها وشوي بتصيح لو نزلت وخلتها ... وساعات هي نفسها ودها تصيح من تتذكر انهم في دقايق بيطلعون لها الدفتر علشان توقع وتصير حرم نواف ...
فزت بقلق لما سمعت صوت دقات على الباب ... التفتت لأريج وشافتها متوترة والخوف بعيونها .. ربتت على يدها تهديها وقامت تفتح الباب تشوف من عنده ...
ابتسمت بارتياح غريب لما شافت إيمان واقفة قدامها ؟؟ على الأقل ما بعد وصلت فقرة التوقيع ؟؟؟ يعني بتحاول تتأقلم بسرعة قبل لاتوصل ... وتنفضح .
جلسوا البنات كلهم مع بعض لكن الأجواء متوترة شوي ..
يعني الحين مو بس أريج اللي يدها على قلبها ؟؟؟ حتى عبير نفس الشي ... وقلبها يعاتب أختها لأنها أحرجتها وخلتها تجلس معها ... والا لو كانت مو موجودة وقت التوقيع كان وقع الموضوع عليها بيكون مختلف ...
كلها دقايق الا ودق الباب مرة ثانية ..
شهقت عبير لاإراديا وهي توقف ... أما أريج فحطت يديها على خدودها بقلق :: أكيد هذا راكان ؟؟
ضحكت عليهم إيمان :: حشى والله لو انك بتوقعين قرار إعدامك ...
ابتسمت عبر بتوتر واضح وعيون مفضوحة .. وفي لحظة حست ان الرعشة وصلت ليديها هي ...
حاولت تبتسم تهدي أريج وعقبها عطتهم ظهرها رايحة للباب ...
خذت نفس عميق قبل لاتمسك المقبض وتدور به بهدوء وروية ...
طلع في وجهها راكان مبتسم ... وبادلته الإبتسام ..
راكان :: أريج جاهزة ؟؟
هزت عبير راسها له :: إيه .. تعطيني الدفتر أدخله لها ؟؟
ابتسم راكان :: لا أنا اللي بدخل بالدفتر عليها ...
تفهمت عبير الموضوع والتفتت وراها :: إيمان تغطي راكان أخوي بيدخل
هزت إيمان راسها وقامت تجلس على كرسي في الزاوية وتغطت بجلال الصلاة ...
وعقب ماتأكدت عبير أن كل شي تمام ... وسعت الباب لراكان علشان يدخل ...
وبالفعل تقدم راكان وهو يحاول مايرفع بصره بعيد عن مكان أريج ... ابتسم لأخته اللي تراقب خطواته بنهم .. ومشت وراه عبير ...
وقف راكان على راس أريج :: يالله يا حلوة وبتصيرين عروس بعد دقيقتين ..
ضحكت أريج ووقفت لأخوها :: يخوف ...!!
ضحكت عليها عبير وهي بعيدة شوي عن مستواهم ...
ورفعت أريج الدفتر بثبات وراحت تقرأ اللي مكتوب ..
راكان بسخرية :: الله عليك يعني وش بتقرأين ؟؟
أريج :: ما دري أخاف لاتكونون حاطين لي معرس غير ..
ضحك الكل عليها ..
وعقب ماتطمنت وقرأت كل المعلومات رفعت عينها لأختها وهي مبتسمة ..
أريج :: عبير معليش تجين علشان تحضرين معي المراسييم ؟؟
رفعت عبير حواجبها مستغربة :: عاد والمراسيم ؟؟؟ أقول وقعي و ريحيني ...
ولاحظت أريج توتر اختها واضطراب نفسها ...
لكن أصرت عليها وراحت تقدمت لها ...
.... ::/ يالله تعالي انتي وانا نوقع ؟؟
إيمان بقلة صبر :: استعجلوا تكفون واخلصوا ..
لفت عبير بوجهها لأختها وشافت في عيونها الإصرار ... مما يعني انها مستحيل بتفلت منها ... وفي نفس الوقت مستحيل بتقولها والله آسفة أريج ما اقدر اتحمل اشوفك توقعين علشان تصيرين زوجة نواف ؟؟؟ ... !!!
تقدمت شوي لأختها وهي تحاول ماتحط عينها على الدفتر ...
ابتسمت لها أريج :: ماودك تقرأين المكتوب ؟؟ شوفي اسمي وشلون ينور الصفحة ؟؟
ابتسمت لها عبير :: من دون ما أقرأه انا عارفة
أريج :: طيب اقرأي قبل ...؟
استغربت عبير طلبات اختها الملحة اليوم ؟؟ وش قصتها ؟؟؟الظاهر طاري العرس قلب موازينها ؟؟
عصبت عبير :: أريج وش قصتك اليوم تتدلعين كثير
ضحكت أريج :: معليش والله هذا آخر طلب سخيف مني ..
تنهدت عبير وسحبت الدفتر وهي تزفر ...
وبدأت تقرأ المعلومات اللي فيه وقلبها يتفطر ألم وعذاب .. حست انهم متفقين يعذبونها اليوم ؟؟؟ أو يمكن بيحسسوونها بغلطها ...
وفجـــــــــــــــأة ...
ومن دون سابق انذار ..
ومن دون تلميحات أو حتى غلط بسيط كفيل انها يكشف لها الحقيقة ...
الكل حبك عليها اللعبة والحكاية ...
والكل .. قدر يستغفلها لنقطة النهاية والمحك الفيصل ...
طاحت عينها على اسم العروس ...
وعلى اسم المعرس ...؟؟
كيف ومتى وليش ؟؟؟ كل هالأسئلة دارت في بالها ..
حست انها مخدوعة من اقرب الناس لها ؟؟
ليه يستغفلونها ومتى كل هالكلام صار ...
رفعت عينها المقهورة لأريج اللي متأكدة ان لها يد في السالفة ..
..........:: وش هالخرابيط ؟؟
ابتسمت أريج ولفت عينها لراكان :: مفاجأة ...؟
عبير بعصبية ووجهها احمر :: مفاجأة مقرفة وبايخة وما اسمح لكم تتلاعبون معي بهالصورة ؟؟ هذا زواج مو لعبة ؟؟
راكان يهديها :: اذكري الله واحنا ماتلاعبنا ... هذا نواف جاي يتملك عليك انتي مو على أريج ..
عبير وهي ترمي الدفتر على الأرض :: هو خطب أريج وكانت الموافقة على أريج
قاطعتها أريج :: لا .. اللي صار كله ما صار وفكرة الخطبة مختلقة ... والشي الجدي في الموضوع والتمثيلية اللي شفتيها كلها هو هالموقف هذا ... و نواف هو اللي قرر يلعب هالملعوب علشان يضمن موافقتك ..
التفتت عبير لإيمان :: وانتي عارفة بهالشي ؟؟
هزت إيمان راسها بإحراج ...
زفرت عبير النار :: ماراح أوقع لأني مو موافقة ..
شهقت أريج :: عبير لاتصيرين مجنونة ؟؟
عبير بقل صبر :: انا مجنونة لو وافقت وطاوعتكم على استغفالكم لي ...!
مشت بتطلع لكن راكان مسكها مع يدها وهو يبتسم :: طيب مافكرتي الناس وش بتقول عليك لو تكنسلت هالملكة بعد ؟؟؟
كأن مويه حارة انكبت على وجهها ... هي بين أمرين احلاهما مر ..؟ لو وقعت الناس بتظن السوء في نواف وهي أصلا مو مستعدة لزواجها منه ومافكرت فيه وفوق هذا استغفلوها ؟؟ ولو رفضت يعني الكلام واللغط بيكثر عليها وهي مو ناقصة ؟؟
وقفت مواجهه لأخوها وهي تطالعه :: حتى انت يا راكان معهم ؟؟
حزت في خاطره هالكلمة لكنه حافظ على ثباته :: لو مو في مصلحتك اللي سويته كان والله ما فكرت فيه ...
غصب عن عبير نزلت دمعتها وصرخت :: بس أنا ما ابغاه ليه تجبروني عليه ؟؟ ليه تحطوني أمام الأمر الواقع وفي موضع محرج ؟؟ ليه ماشاورتوني قبل لا تبيعوني ؟؟
حاول راكان يهديها :: عبير حنا مابعناك ولا شي ... كل اللي نبيه منك توقعين علشان تضمنين حياتك في المستقبل ..
عبير وسط دموعها :: اي توقيع واي خرابيط ؟؟ كان كملتوا لعبتكم بعد ووقعتوا عني ؟؟
ابتسمت أريج :: كان بودي اسوي هالشي لكن عاد مصخناها معك ؟؟
انقهرت عبير من ردها :: وانتي ماشاء الله ولا غلطة ولازلة ؟؟؟ كل شي ماشي معك مثل الساعة ...
نزلت أريج راسها وما ردت ...
التفتت عبير بانهيار لإيمان :: وانتي ليه اشتركتي معهم ؟؟
سكتت إيمان وماردت ..
أما راكان فنزل وجاب الدفتر من الأرض .. وتقدم لها
...:: عبير السالفة ماتستاهل ؟؟ واحنا لاتلاعبنا فيك ولا غشيناك ... وبعدين انا ماجبت لك هندي من الشارع وقلت لك تزوجيه ؟؟؟ هذا نواف ولد عمي وانتي اكثر وحده تعرفه ...
طالعته عبير بنظرات مبهمة وودها ترفع يدها وتسطره كف ...
راحت بتطلع وتسفههم لكنه وقفها :: عبير اكنسل ؟؟؟
وقفت مكانها وهي معطيتهم ظهرها ؟؟؟ مزيج من المشاعر الغريبة اجتاحتها بعد كلمة راكان ؟؟؟ معقولة تبي تكنسل كل شي ؟؟؟ لو كنسلت هالمرة معناتها بتخسر كل شي ..؟؟ سمعتها ؟؟ نواف ؟؟ وهذا هو الأهم ؟؟؟
طلبها ورفضت ... وتقدم لها ورفضت ... والحين بيتملك وهي تفشله وما توقع على الموافقة ؟؟؟
خلاص هذي بتكون النهاية لها مع نواف ...
لأنه مهما كان هو رجال وعنده كرامة ؟؟؟ ولو تغاضى عنها مرة ومرتين فـ لايمكن انه بينزل راسها للمرة الثالثة علشانها ..
تنهدت بقهر من الموقف اللي انحطت فيه بغير رضاها ...
وتقدم لها راكان ومد لها القلم ...
رفعت عينها طالعته وكأنها تعاتبه ..
وبالفعل دمعت عيونها وصاحت من قلبها ...
شخبطت كم كلمة على الدفتر وفتحت الباب تركض وراحت لغرفتها .. ملاذها الوحيد ...سمعت زغاريد بس ماهمها ... ولا فرحت اصلا ...
رمت نفسها على السرير بعد ماقفلت الباب وبدت تصيح ...
سمعت توسلات امها بعد ساعة علشان تنزل تسلم على المعازيم لكنها رفضت بتاتا انها تفتح أو تطلع ...
اليوم انصدمت وماتوقعت كل اللي يصير ...والله يستر من اللي بيجي بعد ؟؟
------------------------------------------------------------------------------

في اليوم الثاني ...
كانت عذا تطلع الدرج بهدوء وخفة وروية متمسكة في الترابزين وتعد خطواتها خوفا منها لا يرجع الضباب الأسود أو حتى ينخفض ضغطها فجأة وهي تطلع الدرج وتطيح وتكون العواقب وخيمة ...
أول ما وصلت بالسلامة للدور الثاني شافت ندى طالعة من دورة المياه اللي في الصالة وهي تمسح عيونها بالمنديل ...
ما اعطت الموقف بال وابتسمت وراحت لها ..
لكنها شهقت لما شافت ندى تصيح ... ومسكتها مع يديها :: خير ندى وش فيك تصيحين ؟؟
شهقت ندى وزاد نحيبها ... وخافت عذا عليها لايكون صاير لهم شي وهي ماتدري ..
عذا بصوت عالي :: ندى لا تصيرين سخيفة ،،، خوفتيني تراك قولي وش صاير ؟؟؟
رفعت ندى عينها وهي تمسح دموعها :: صار اللي توقعته يا عذا.. وياليتني ماكشفت؟
طالعتها عذا بنظرات وهي مو فاهمة شي من الخرابيط اللي تتكلمها ندى ...
وحست ندى ان عذا مو فاهمة شي :: طلعت حامل ؟؟
سكتت عذا متفاجأة وثواني بعدها ابتسمت :: مبرووووووووووك ندوش ألف مبروك ؟؟ بس عاد ليش تصيحين ؟؟ بالعكس المفروض تستانسين ؟؟يعني وحده يحصل لها تصير أم وتصيح بهالقوة ؟
ندى وهي تدمع :: إذا كانت هالأم علاقتها مع زوجها سوية من حقها تفرح لكن وحده مثلي المفروض تندب حظها الشين اللي رماها مع واحد مثل مشاري لا وفوق هذا تحمل منه ؟؟؟..
عذا : استغفري ربك ندى لايبلاك بالشين ... وبعدين بالعكس يمكن الحمل هذا يكون فاتحة خير عليك ؟؟ يمكن أول ما يدري مشاري عنه يغير رايه ويحس بالمسؤولية أكثر ...
تنهدت ندى وطالعت في عذا ::: لكن مشاري مايرضيه الا شي واحد .. وحتى لو قلت له اني حامل يمكن مايهتم كثير ...؟؟
عقدت عذا حواجبها :: مستحيل ما أتوقع ان فيه أب ما يبي عياله ..؟
رجعت ندى تصيح مرة ثانية وهي عارفة ان هالموضوع ممكن مايكون له تأثير على مشاري كثر ما الموضوع الأساسي ممكن يأثر عليه ... لكن وش تقول لعذا ؟؟ والله مشاري ماراح يقتنع ويحس بحبه ناحيتي الا اذا انتي تخليتي عن زياد ؟؟؟ والا وشلون بتشرح لها موقف مشاري وسبب مخاصمتهم ...
انكسر خاطر عذا على بنت خالها وابتسمت له :: اسمعي ترى شريط التحليل ممكن مايكون صادق ... انا اليوم عندي موعد روحي معي وخلي الدكتورة تكشف عليك أضمن ؟؟
رفعت ندى عينها لعذا متشككة من الموضوع وخايفة من التأكيد ... خايفة لا تروح وتقول لها الدكتورة ايه انتي حامل ..
اصرت عليها عذا :: لازم تروحين .. كذا والا كذا لازم تتأكدين ؟؟ يا فعلا تصيرين حامل وتهتمين من نفسك وتتركين عنك الخرابيط ... أو ما تصيرين حامل وساعتها دموعك وفريها لوقتها .. ( وابتسمت ))
تنهدت ندى وهزت راسها :: متى بتروحين انتي ؟؟
عذا وهي تطالع الساعة :: بعد المغرب ان شاء الله بياخذنا زياد ..
ندى :: خلاص اجل اروح معك ..
ابتسمت لها عذا تواسيها وهي حاسة بالألم اللي في قلبها ... ومشت ندى رايحة لغرفتها وتاركة عذا وراها تطالعها بنظرات ألم وعذاب على بنت خالها ...
ماتحب تشوف مثل هالمشاهد المأساوية أبد .. تكره الحزن والمضاربات وتحب السلام والهدوء والحب ...
تنهدت ولفت رايحة لجناحها ترتب عمرها واوراقها علشان الموعد .. وتوها داخلة غرفتها سمعت التليفون يرن ..
راحت تركض ترد عليه وبغت تموت من الوناسة من شافته رقم خارجي يعني أهلها اكيد ومن غيرهم ؟؟
رفعت السماعة بلهفة :: هلا وغلا بأحلى ناس في قارة أوروبا كلها ..
ضحكت سارة :: عارفين عارفين انك اكبر منافقة في الجزيرة العربية ..
ضحكت عذا :: لو ادري ان انتي المتصلة كان ماقلت هالكلام على بالي أمي ...
سارة :: لا أمك عندها اليوم عزيمة من الصبح وهي تتعدل ..
عذا :: صرتوا تنعزمون بعد ؟؟
سارة بتأكيد :: اجل ... اصلا الكومبلكس اللي احنا فيه اغلبه خليجين وعرب يعني وناسة ماكأننا في ديرة غير السعودية ..
ابتسمت عذا :: الحمدلله ربي عوضكم .. المهم كيف حالكم وش اخباركم ..؟
سارة :: عم نشقح وننطح ... نسأل عنك وعن البيبي ؟؟ وش اخباره ؟
نزلت يد عذا لبطنها :: ماعليه مشتاق لجدته وخواله ... واليوم عندي موعد علشانه
شهقت سارة :: ياويلك ان علموك وش جنسه وماتقولين لي ترى والله ماجيب لك هدية ؟
ضحكت عذا :: مابعد صار وقت الكشف وبعدين انا ما ودي اعرف عنه ابخليها مفاجأة .. المهم ماقررتوا ترجعون ؟؟
تنهدت سارة :: قسم بالله مليت ودي ارجع لكن وش اسوي بـ أبوك ؟؟ لكن أسامة ياحظه بيرجع هاليومين علشان يضبط اموره للترم الجاي ..
شهقت عذا مبسوطة :: من جدك والا مقلب وخرابيطك اللي ماتخلص ..؟
سارة بنقمة :: أشوفك مستانسة برجعته .. يا حرام وحنا عندنا هنا وحده لو تدري انه بيرجع كان انجلطت وماتت .. مسكينة ..
عقدت عذا حواجبها :: مين ؟؟ أمي ؟؟
ضحكت سارة :: لا أي أمي انتي بعد ؟؟ هذي وحده جت نتيجة لبطولات اخوك ومغامراته العاطفية ؟؟ والله أسامة طلع مو سهل ياعذا وصار عنده معجبات ؟
ضحكت عذا موت :: والله ؟؟ لاتقولين ألمانية ؟؟
ضحكت سارة : لالا .. هذي وحده إنما ايه تحفة ؟؟ خليجية طال عمرك وهم جيرانا ..
صرخ أسامة علشان تسمعه عذا :: عذا لا تصدقينها تراها أكبر نصابة على وجه البسيطة
عذا :: سويرة تنصبين ؟؟
شهقت سارة :: الحين انا متصلة عليك من آخر الدنيا ومخسرة ابوي علشان أكذب؟؟ بس هو اخوك صاير ستبنه ويستحي ؟؟
عقدت عذا حواجبها :: صاير ايش ؟؟
سارة :: استبنة ؟؟
عذا :: وش هذي بعد ؟؟ يعني انا ماظن ان عيال المانيا يعرفونها ؟؟
ضحكت سارة :: لا هذي تربية المعهد اللي نروح له ؟؟ خليطي كله عيال وبنات ... خليجيين أغلبهم بس لايفوتك كلامهم تحفة وانا عاد تعرفيني ما يعوقني شي واتعلم .. وآخر كلمتين ستبنة و سبال ...
عذا :: طيب وش سالفة اخوك بعد ؟؟
تحمست سارة :: ايه والله ذكرتيني .. من جد انا ماقلت لكم عنها ؟؟
عذا بقل صبر :: لا ماقلتي .. ويالله عاد تكلمي ..
تنحنحت سارة :: ترجيني طيب ..
تنهدت عذا بقهر :: سويــــــــــــــــرة ..!!
ابتسمت سارة :: ايوه شوي بعد ..؟
ضحكت عذا غصب عنها :: زين يالله سارة يا حلوة بليز تكلمي ...!
تربعت سارة :: زين اسمعي اللي يجيك ... الله يسلمك هذي وحده خليجية هي واختها يدرسون معنا في نفس المعهد اللي اروح له انا واسامة وابوهم تعرف على ابوي في مسجد اللي في نهاية الكومبلكس المهم باختصار صرنا ربع ..
عذا بحماس :: طيب كملي ..
سارة :: ادري اني بكمل لاتقاطعيني ؟؟ شوفي البنت مو شينة يعني مملوحة وشكلها مقبول ومرتب .. بس أخوك زياد أسر لبها من أول نظرة ......
ضحكت عذا :: وش اسر لبها ذي بعد ؟؟ شكلك تروحين بارات يا سويرة
شهقت سارة :: أنا اروح بارات آخر عمري .. بس شوفي هو ودي لكن سي العمدة يقول لا..
صرخ أسامة :: انتي ما تحملناك ومارحتي لبار بعد تبينا نتحملك وانتي بتروحين
سارة :: اقول اسكت انت .. اسمعيني عذا اكمل لك ..
عذا وهي تجلس على السرير بتعب :: هاه كملي ..
سارة بحماس :: عاد اقولك أسامة طالع شي .... مو هو ابيض وشعره شوي أشقر ومسوي لحية خفيفة ولايفوتك قصة شعره ؟؟ خلاص عذا اخونا انحرف عن الطريق السوي وصار بدعة زمانه ..
ضحكت عذا :: انا مادري من وين تجيبين اسلوبك ؟؟
سارة :: أقولك سام طالع حلو بس انه نحيف لكن والله نحفه صار يتلاعب فيه مرة يلبس جنزات وتي شيرتات كأنها برميل زبالة عليه لكن مايخالف المهم ان شكله آآسر يعني لو هو مو اخوي كان حبيته .. تدرين الأستاذة حقت اللغة تقول له انت وسيم ؟؟
وصلها صوت أسامة :: حبيبتي معك أسامة بن محمد مو حيا الله ؟؟
عذا :: ماقلتي لي بعد انه صار شايف روحه ؟؟
سارة : ياحليلك من زمان ... المهم أكمل لك .. البنت ذي غرقانة لشوشتها معه ...
عذا :: وش اسمها ؟؟
سارة :: شوفي هم اختين وحده كبرك وكأنها انتي نلعب في حسبتها غبية وساذجة
صرخت عذا :: سويررةةةةة ترى بتهور واسكر السماعة في وجهك ..
كملت سارة :: طيب آسفة ... المهم اللي كبرك هي اللي تحب سام اسمها عفراء واختها مريم كبري ..
عذ :: وااو كشخة بعد أسمائهم ..
سارة :: مو شي .. المهم مرة مريم غابت عن المعهد هي واختها وكان عندنا حفل ختامي للأنشطة عاد استغربت غيابهم والله وهم كانوا متأكدين انهم بيجون .. عاد يوم وصلت العصر قلت لأمي بروح أشوف وش فيهم ما حضروا .. ويوم جيت بطلع وقف في وجهي روميو زمانه وقال أبد انا بوصلك .. عاد انتي عارفة هو ليش بيوصلني علشان يقعد يتدلع عندها ...
ضحكت عذا موت وصرخ أسامة :: عذا لاتصدقينها تراها تقول أشياء خياليه من عقلها ..
سارة :: لاوالله مسكين تنكر اني اشوفك تستحي منها ..
عذا وسط ضحكاتها :: من جد يستحي ؟؟
سارة : ايه ابشرك انه للحين مؤدب مايطالع فيها ولا يقول لها شي عاقل ..
عذا :: الحمدلله ماراحت االتربية ؟؟
سارة :: عاد أقول لك .. يوم طلعنا ومشينا لبيتهم لمحناها هي الحبيبة عفراء جالسة في الحديقة اللي في نهاية الكومبلكس ومعها اخوانها الصغار يلعبون .. عاد والعفاريت قامت تتنطط من قدامنا ... وتذكرناك وتذكرنا أيامنا الخوالي وحسينا اننا من زمان مالعبنا على أحد .. المهم وبعد التخطيطات الجهنمية ... تلفعت انا بالحجاب وحطيته لثمة وأخوك الكريم وقف بعيد شوي .. وتقدمت انا وحطيت يدي على فمها والقلم قربته لرقبتها يقال انه مسدس ... وصرخ عليها أسامة بالإنجليزي قال لها لاتتحركين
عذا منصدمة :: يا حيوانات يا مجرمين ؟؟
ضحكت سارة :: اصبري شوفي وش صار لها ؟؟ مسكينة بغت تموت مكانها حاولت تقوم وتتحرك بس هيهات وانا ماسكتها لكن اخوانها الصعاليك الصغار ماعرفوني وراحوا ينادون ابوهم ... ويا فشيلتاه .. المهم حسينا ان البنت ممكن تنهار وعلى بالها بنخطفها فتقدم سام وقال خلاص اتركيها عاد هي من قامت جت بتنحاش بس مسكتها وحاولت افهمها انه انا اللي كنت من شوي ؟؟؟ مسكينة كفرت فيني وبس تضربني ونست تواجد سام ..
تنهدت عذا :: حسبي الله عليكم طيرتوا عقلها ؟؟
سارة بصوت حزين :: بس جاء من هو أقوى منا وطلع لنا اخوها يركض والله يخوف اول مرة نشوفه اثاريه جايهم زيارة ؟؟ تقدم لسام وبغى يطحن عظامه بس اشوى تقدمت هي وقالت له اننا جيرانهم ونلعب معها والحمدلله طلع ابوهم وعرفنا والا كان الحين حنا في عداد الموتى ..
عذا :: اعتذرتوا لها ؟؟
سارة : لا هي رضت من نفسها ؟؟ بس ماهانت على سام واعتذر لها وقال انا آسف ماقصدت يا روح قلب أسامة انتي ..
ضحكت عذا وسمعت اسامة يتهاوش مع سارة على التليفون وعقبها وصلها صوته
عذا وسط الضحك :: اجل روح قلبك ؟؟
أسامة بصوت يصارخ :: اختك هذي مادري من وين تجيب كلامها ؟؟ المهم كيفك وكيفه زياد ؟
عذا :: الحمدلله تمام انت كيفك مع هالمغامرات اللي ماندري عنها ؟؟
أسامة :: لاتصدقين كلام سارة ...!! كل مافي الموضوع ان البنت احسها تميل لي بس انا هالشي مايرضيني علشان كذا مااعطيها وجه ..
عذا مبتسمة بحب :: بعدي والله الثقيل ؟؟
أسامة :: تعرفين اخوك وتربيته ... بس احاول اوضح لها اني مو مهتم ؟؟ مرة ارسلت لنا هدايا لعيد الكرسمس بس رحت انا وسارة ورجعناها لهم ؟؟ استحت وقالت انه مو قصدها الكرسمس بس قلنا خليها عندك لمناسبتها ؟؟
عذا :: هذولا اخواني اللي اعرفهم ؟؟
ضحك اسامة :: اسكتي والله سارة فضحتني عند الكل حتى امي صرت استحي من نظراتها ؟؟ كأن مافي الحياة الا هالبنت وانا ..
عذا :: زين خل امي تخطبها لك ؟؟
أسامة باندفاعية :: مستحيـــــــــــــــــــل ... أنا غير السعودية ما اقبل ؟؟
صرخت سارة :: قصده لميس ؟؟
رماها اسامة بالمخده وطالعها بعيونه الغاضبة ... وسفهها
ضحكت عذا :: أخافها تنجرح اذا رجعت سام ؟؟
ضحك اسامة :: انا اللي قايل لها حبي سعودي متعصب ؟؟ هي حبتني من نفسها فـ تتحمل ؟؟؟ ماعلينا وأنا متأكد اني من اسافر اكيد بتنسى ؟
تنهدت عذا :: اتمنى ..
اسامة :: مع ان امها قريبة لأمي بقوة وخذت العنوان من امي ،، وامي كذلك لكن الله يستر ..
عذا :: ياخوفي تخرب عليك يوم عرسك ؟؟
أسامة يضحك بعنف :: انتي مأثر عليك اللي تقرينه ... المهم انا ان شاء الله برجع عما قريب يعني اسبوعين ثلاثة بالكثير وان شاء الله أهلي مايبطون عقبي .. وسلمي على زياد ولمياء و تكفين تحفظي على السالفة تراني مو ناقص فضايح ؟؟
ضحكت عذا :: والا تخاف يسمعون عنك ناس ؟؟
مارد اسامة على سؤالها :: وعلى فكرة ابرسل لك صوري الجديدة بالإيميل شوفي وشلون صاير حلو ووسيم ؟؟
عذا :: زين انتظرك ..
تنهد اسامة :: يالله عاد نسمع صوتكم بخير ..
ابتسمت عذا بحزن وودعته وسكرت منه ...
تنهدت بألم وانرسمت على شفايفها ابتسامة حلوة ؟؟ ليتها كانت عندهم هناك كان حضرت هالمغامرات الأنتيكة اللي يسوونها اخوانها وكان جلست مع هالعفراء وشافت وش مشاعرها تجاه سام ؟؟؟ من تذكرت سام ضحكت صدق اخوها مملوح من قبل بس ياترى وش مسوي بشكله وطلع بهالجمال اللي حتى سارة الغيارة مدحته عليه ؟؟؟
خافت لما هز كتفها والتفتت بعد ماشهقت ... غمضت عيونها مرتاحة لما عرفت انه زياد ..
زياد :: وش عندك تضحكين مع نفسك ؟؟
ابتسمت له :: اهلي تو مكلميني ويعلموني عن مغامراتهم ؟؟
عطاه زياد ظهره :: اكيد سام و السوري صح ؟؟
هزت عذا راسها وهي تقوم .. :: ومن غيرهم ؟؟ المهم متذكر ان عندي موعد اليوم والا نسيت ؟؟
زياد من الحمام :: لا مانسيت بعد الصلاة خلك جاهزة ؟؟
فتحت عذا الدولاب تجهز لها لبس :: ان شاء الله وترى ندى بتروح معنا ؟؟
طلع زياد من الحمام وهو يمسح بالفوطة :: وش عندها ؟؟ يعني مايكفيك تواجدي ؟
ابتسمت له :: لا وش دعوى ؟؟ بس هي بتروح تتأكد من نفسها ؟؟
وقف زياد مصدوم ومتفاجأ ؟؟ ورفع حاجبه وعيونه طارت في وجه عذا :: تتأكد من ايش ؟؟
عذا :: من انها حامل ؟؟
سكت زياد وفي وجهه مرسومة معالم الصدمة والمفاجأة .. كان بـ ندى وتأنيب الضمير عليها ,,؟؟ والحين صرنا بـ ندى وولدها ؟؟؟ أي كارثة يا زياد قاعده تطاردك وتقض مضجعك ؟؟؟ ليه الأيام عيت تزين معك ؟؟ ليه الأقدرا أقسمت انها تكون ضدك ؟؟ يعني ذنب هالولد في رقبتك لو ماعاش مع ابوه وحرمته منه ؟؟؟ بكره لو قالوا له الحقيقة قال خالي زياد المذنب الأول ؟؟؟؟
غمض عيونه وسحب شماغه ومن دون ما ينطق بأي حرف طلع من الغرفة وعذا تطالعه مستغربته ومستغربة صدمته ؟؟ وش قصته هالزياد كلما قلنا له أحد حامل سبل عيونه و انصدم ؟؟؟ معقولة عنده حساسية من الحمل ؟؟
------------------------------------------------------------------------------
دخلوا مع بوابة المستشفى وندى كانت ماسكة دموعها واعصابها بالقوة ... خايفة من التأكيد انها حامل ؟؟ خايفة لايقولون لها انتي في بطنك ولد مشاري ؟؟؟ وش بتسوي ساعتها ؟؟ وش بتقول ووشلون بتكون ردة فعل مشاري ؟؟ هل بيرضى ويرجع لها والا بيتركها ويقول لها مايهمني اللي في بطنك ؟؟؟
التفتت عذا للإستراحة وهي حاسة انها تسمع صوت مألوف ... ابتسمت لما شافت مهند جالس ويخربط على امه اللي تحوس في اوراقها ؟؟ أكيد جايين موعد للمياء ..؟
وقفت عذا والتفتت لزياد :: هذولا لمياء أختي ..
التفت لها زياد ووجه اسود :: ايه شوفي فهد عند كاونتر المواعيد ..
عذا :: زين روح دخل ملفي على الدكتورة لحد ما اسلم على لمياء واشوف وش صار عليها ...
هز زياد راسه وراح ... ولفت عذا وندى وتوجهوا للمياء ...
بسم الله عليه مهند من شاف عذا مقبله عليهم عرفها بالعباية ... يمكن من كثر مايحب خالته ..؟
رفعت لمياء راسها وشافت البنتين الي متوجهين لها وعرفتهم وابتسمت غصب عنها برغم الهم اللي في قلبها ...
عذا :: مساء الخير ..؟
ونزلت تحب مهند على خده ..
لمياء :: اهلين مساء الأنوار ...
وقفت عذا وتقدمت لمياء وسلمت على ندى واختها :: وش عندكم في المستشفى ؟؟
ندى :: نتكشت شوي ..
ضحكت لمياء :: يعني عذا وفهمناها ممكن مراجعة بس انتي ياندى والا تآزرينها ؟؟
تنهدت ندى بألم والخنجر يطعن صدرها :: ياليت هذي هي نواياي .. لكن للأسف جاية اكشف انا بعد ..
شهقت لمياء مبسوطة :: من جدك حاسة نفسك حامل ؟؟
ابتسمت عذا :: هي كشفت في البيت بس جاية تتأكد ..
ضربت لمياء ندى على كتفها :: عاد وش فيك تتنهدين وأنك ماتبين ؟؟ حبيبتي احمدي ربك انه انعم عليك بالحمل ؟؟ مو قاعده تطاردين من مستشفى لثاني علشان تحملين ؟؟
تنهدت ندى وابتسمت :: الحمدلله على كل حال ... المهم ماقلتي لنا وش صار عليك انتي ؟
حاولت لمياء تمسك نفسها عن لاتنزل دموعها :: مثل ماتوقعت ما استجبت للعلاج وبترجع تعيده لكن تقول بعد فترة .. خلالها بتعطيني أدوية منشطة وعقبها تسوي لي الكورس الثاني من العلاج
عذا بفرحة :: يعني ماقطعت الأمل ..
تنهدت لمياء :: كل يوم عذا يقولون نفس الكلام .. بس هم يقولونه علشان مايجرحوني ويقولون والله انتي ماراح تحملين ؟؟
قرصتها عذا على يدها :: وش هالتشاؤم هذا وانتي تهاوشين ندى ..
ضحكوا كلهم وشافوا زياد وفهد متوجهين لهم .. تقدم فهد وسلم على عذا وبرسمية شديدة القى التحية على ندىوشال ولده وتوادعوا لمياء والبنات وبعدها طلعوا ..
أما زياد وندى ومعهم عذا فطلعوا لعيادة الطبيبة بعد ما أخذ زياد الاوراق اللازمة علشان تحاليل ندى ...
.
.
.
كشفوا ... وتطمنوا ... وارتاح بالها عذا ان الجنين بصحة وسلامة .. لكن خوفتها الدكتورة من نقص الحديد اللي فيها .. وأكد زياد على الطبيبة ان عذا مهملة لأدويتها وخصوصا حبوب الحديد ... يعني تخليها آخر اهتماماتها ..
وبختهاا الطبيبة بعنف وقالت لها ان تأثيرها ممكن يكون سلبي وعكسي على الجنين ... وفقر الدم اللي زاد والضغط كلهم لازم تحاول انها تضبطهم والا ممكن يأثرون على صحتها وصحة اللي في بطنها ...
... عقب ما وصل زياد ندى لمختبر التحاليل ماعاد عرف وش صار عليها لأنه خذ عذا لعيادة الدكتورة وندى أكدت له انها بتكون تمام وهي تعرف تصرف امورها ...
ركبوا كلهم السيارة وحرك زياد بيمشي ... لكن اعصابه ارتجفت لما التفتت عذا لندى بحماس :: هاه بشري وش طلعت نتايجك ؟؟
تنهدت ندى وهي تلعب بـ سير الشنطة اللي في يدها :: مثل ماقلت لك في البيت ؟؟
ابتسمت عذا فرحانة من قلبها :: مبروك ندى ألف مبروك .. وخلاص عاد تشير اب
والتفتت لزياد :: يالله لازم تعزمنا بهالمناسبة ,, ندى ماقصرت معنا يوم عرفت اني حامل وانك بتصير اب سوت لنا حفلة ماصارت ولا استوت ..!
غمض زياد عينه لدقيقة وهو متوتر ومتنرفز ؟؟ يبارك لها وهو اللي يحس نفسه انه السبب ... والا يسكت ؟؟ حامل ياندى .. حامل؟؟ ليه ؟؟ والله حرام عليكم اللي تسوونه والله حرام ؟؟ الدنيا لعبت فيني لحد ماقلت وا ويلاه ...!!! والحين بعد بتضغط علي وتدمرني ؟؟؟
ابتسم زياد غصب عنه ... وماخفى هالشي عن عذا :: ولا يهمكم علموني وش تبون اي مكان تروحون له وانا جاهز ؟؟؟
ندى والعبرة خانقتها :: خلونا نروح البيت ..أحسن
تنهدت عذا وهي ماتدري وش سالفت هالثنين ؟؟ صاروا غريبين وحركاتهم غريبة ؟؟؟ وش معنى كل الثنين مايبون هالحمل ؟؟؟ معقولة ندى اتطلقت وانا مادري ؟؟؟ طيب خلونا نقول زياد وبكيفه يعني هو حساس من هالخبر ؟؟ بس عاد ندى معقولة مافرحت لأنها بتكون أم ؟؟ أنا من قالوا لي انتي حامل وانا مااقدرانام الليل اعد الأيام متى ولادتي وهي هذا ردة فعلها ؟؟؟ الموضوع فيه إن وغريب ؟؟؟
سكتت وخلتهم على راحتهم ... والصمت كان سيد المكان ... ولا احد منهم تكلم ....
------------------------------------------------------------------------------
دخل زياد الشركة بعد اسبوع من الهم والتوتر وقلة النوم ... اخته رافضة تبلغ مشاري بحملها لأنها ماتبي تضغط عليه يرجعها بدون رضاه ... وهو ضاع معها ومايدري هل من حقهم يخبون على مشاري مثل هالخبر والا لازم يقولون له ؟؟؟
وصل مكتب السكرتارية وبصوت آمر وبنفس خايسة :: ياسر جب لي ملف الوفد الصيني علشان اطلع عليه قبل لاالتقي معهم ؟؟
ومشى تاركهم ودخل مكتبه ...
رمى اغراضه على الكنب وراح هو يرمي كتلة جسمه على الكرسي ... صار ماعاد يقدر حتى يشيل هدومه ؟؟ ولا حتى يستمتع بالضحك او مغازلة عذا ؟؟ كل شي حلو صار طعمه مر وعلقم ؟؟؟ الله يعينك زياد على اللي انت فيه ..
دخل عليه ياسر وهو متردد ..
لكن زياد عقد حواجبه :: وش فيك ياسر وش حاصل ؟؟
تلعثم ياسر و ما عرف وش يقول بس بعد ثواني استجمع قوته : الأستاذ مشاري جاء اليوم الصباح وأخذ الملف وهذا صار بأمر الشيخ ابو مشاري و مشاري بنفسه هو اللي بيتسقبل الوفد لأن توقيعات حضرتك صارت غير معتمدة ؟؟
عقد زياد حواجبه وتقدم ياسر ومعه ورقه فيها تعميم ..
بلع ريقه زياد بقهر وأخذ الورقة وقرا المكتوب حرف حرف وكلمة كلمة ؟؟؟
توقيعك يا زياد صار غير نافذ من اليوم وطالع ... وزيك زي باقي الموظفين ؟؟
معليش بتضغطون علي بهالطريقة علشان تجبروني اسوي شي انا ما أبغاه ولا يريحني اسمحوا لي ماراح تقدرون ... والفلوس للجحيم عمرها ما قدمت لي السعادة هالفلوس ولو كانت تغني والا تسمن من جوع كان حميت بها امي من السرطان والا ابوي من السكتة ...
رفع راسه وحاول يبتسم لياسر ..
لكن ياسر عقب :: بس الأستاذ مشاري طلب منك ترافقه لمقر الغداء علشان تكون معه وقت استقبال الوفد ...
هز زياد راسه وهو مو قادر حتى ينطق بحرف ...
استأذن ياسر وطلع من المكتب ...
أما زياد فحط راسه بين يديه من الصدمة ومن المشاكل اللي قامت تتحذف عليه يمين ويسار ...
.
.
.
.
أول ما طلعوا من الفور سيزنز منتهين من مناقشة الأمور الخاصة بالشركة مع الوفد الصيني راح مشاري متوجه لسيارته و وراه زياد ..
لكن الأخير ما قدر يصبر ولازم يسوي الأمر ... خلاص هو راضي باللي صار وبمكانته في الشركة لكن ندى اخته مالها دخل ولازم مشاري يشوف له حل ..
زياد :: مشاري ..................!!
وقف مشاري ولف له وهو يبتسم ...
تنهد زياد وتلخبط ومايدري وش بيقول ؟؟ هل يعلمه عن خبر حمل ندى والا اخته ممكن تعصب عليه وبدل لا يكحلها يعميها ؟؟؟
سكت شوي وبعدين قال :: مشاري انا عندي موضوع مهم ولازم نتكلم فيه
ابتسم مشاري :: وانا عارف وش بتقول وماله داعي تتكلم ... انت انتظر فترة وان شاء الله بتعرف وش بيصير على الموضوع ...
زياد :: ايه بـ ـ
قاطعه مشاري :: لابس ولاشي ؟؟ خلني اعيد حساباتي وغيري يعيد حساباته وعقبها انا بيكون ردي ... تآمر بشي قبل لااروح ؟؟
سكت زياد وهو فاهم كلام مشاري .. وهز راسه انه مايبي شي خلاص اللي وصله يكفيه و زود ...
عطاه ظهره مشاري وراح يركب سيارته ... بينما زياد وقف ومعالم الصدمة مرسومة بحذافيرها على وجهه اللي أرهقه التفكير والقلق ،،، مصدوم ان مشاري يطلب منه مثل هالطلب بطريق مباشر ...
سحب نفس عميق ينعش تنفسه اللي وقف من شوي و دار على نفسه بيروح لسيارته .. وما يدري هل هو فهم مشاري صح والا غلط ... لكن الأيام كفيلة تكشف لنا اذا زياد فهم صح او غلط ؟؟؟
----------------------------------------------------------------------------
كانت جالسة هي واختها يلفون ورق عنب في الصالة عند التلفزيون وأمهم جالسة معهم وتكلم بالتليفون ...
عبير صارت حادة في طباعها شوي مع اخوها واختها عقب اللي صار ... ماعاد تطيق منهم ولا حرف ولاكلمة ... ومن عرفت بأن أمها كانت عارفة باللي يصير انهارت زود وصارت تقول مستحيل ان الكل متفق علي وانا مادري يستحيل هالشي ...
لكن بحكم انها امها فـ ماتقدر ماتكلمها او تصبح عليها كل يوم .. بس اخوانها يستاهلون ،، وعادي عندها لو تقاطعهم لحد مايحسون بغلطهم ؟؟؟ بس وبعدين واذا حسوا وش بتستفيدين انتي ؟؟؟ توقيع و وقعتي ؟؟ وزوجة وصرتي ... وش بعد بتأدبينهم عليه ؟؟ خلاص انتهى الموضوع حبيبتي والفاس طاح في الراس...
كانت تلف وهي ساكتة .. تحس بنظرات أريج الي تلف عليها كل شوي ؟؟ مو بالعادة تجلس هي واياها يسوون شغل واحد من دون لايسولفون ويعلقون ...
سكرت امهم الخط ،، ومباشرة رفعت أريج راسها لأمها :: من اللي بـ يزورنا؟؟؟
تنهدت ام راكان وعينها راحت لعبير اللي متحمسة وما رفعت عينها عن الصحن ::/ نواف ولد عمك ...
ابتسمت أريج بخبث أما عبير فاضطرب تنفسها وحست بالتوتر ينتقل لـ يديها وماعاد عرفت تضبط اللف .. حاولت تسيطر على نفسها علشان هالأريجوه ماتنتبه ...
أريج :: وش عنده بيزورنا ؟؟ ماقال لك ؟؟
ام راكان :: يقول بيسلم علينا .. وعلى عبير (( قالتها بعد تردد ))
ضحكت عبير باستهزاء :: بليز لاتضحكوني وانا اشتغل علشان اقدر اضبط اللي في يدي ...؟؟ معليش يمه بس وش قال لك ؟؟ بيسلم على مين ؟؟
تنهدت ام راكان :: لاحول ولاقوة الا بالله .. انتي وش صاير لك على هالولد ؟؟؟ وش مسوي فيك يخليك تحقدين عليه لهالدرجة ؟؟
التفتت عبير لأمها وعيونها مصطلية نار وجوفها مشتعل :: ليش احقد عليه ؟؟؟ شوفي مواقفي معه والظرف اللي تزوجته فيه وبعدين احكمي ؟؟؟ استغفلني وانتم معاونينه كأنه هو ولدكم وانا لا ...
قاطعتها اريج :: يكون بعلمك الملعوب كله كان من وراء راس إيمان هو ماله دخل المسكين ... وبعدين بنت عمك هي اللي شاورتني وكنا خايفين مايضبط وتزيد العلاقة سوء .. لكن لما قالت إيمان لنواف قال هي وحده من الثنتين يا نواصل اللعبة وتصير زوجتي يا إما ننكشف ويتكنسل كل شي ... وهو على العموم ما عنده شي يضحي به لأنك كذا والا كذا كنتي رافضته ...
قاطعتها عبير :: إلا بالخش والدس والإستغفال ...!!!انا كنت مستعده اقبل اي شي الا هالطريقة الصهيونية ..
شهقت أريج :: صهيونية مرة وحده ... المفروض تشكرينا لأننا خططنا هالمخطط والا كان انتي واياه الحين كل واحد يندب حظه وعايش مع ماضيه ..
كشرت عبير بوجهها :: اسكتي يا أريج خلاص ما ابي اسمع شي ...
أم راكان :: اذكروا الله ولا تتهاوشون قدامي ... وانتي عبير ترى ولد عمك بيجي ولازم تسلمين عليه ...
تنهدت عبير وبحاجب مرفوع بكبر :: لا ...!! معليش يمه اسمحي لي على هالكلمة لكن انا ماراح اطلع له ومستحيل هالشي بيصير ..
عصبت اريج من اختها ورمت اللي في يدها على الصينية والتفتت لها :: انا بسألك سؤال انتي على ايش شايفة عمرك وتتغلين ؟؟؟ يعني والله من الجمال والا الدلال والا النعمة اللي عايشة فيها ؟؟؟ حبيبتي اصحي لنفسك واعرفي مصلحتك وين ؟؟؟ والا وحده يحصل لها واحد مثل نواف رجال ويعتمد عليه وفوق هذا يحبها ولآخر للحظة ما فرط فيها وبالعكس غلاها في قلبه يزيد وترفضه علشان أوهام هي خلقتها من نفسها ... ؟؟؟ وبعدين لاحظي انك انتي البنت وهو الشاب .. هو اللي رافع عمره وشايل نفسه وألف من تتمناه يكون زوجها وابو عيالها اللي تعتمد عليها ويعينها على مصايب الدنيا .. وانتي بعد تتوقعين الف من يتمناك وانتي بهالوضع ..؟؟؟؟؟
صرخت ام راكان :: بنتي ألف من يتمناه ومو بس هالنواف ..
طالعت أريج في امها وهي تحس انها قست على عبير :: لا يمه الحين صاروا 998 لأن اثنين منهم كانوا نواف وعبدالرحمن .. وبنتك خسرتهم ... وما تدرين يمكن الباقي يكون مصيرهم مثل عبدالرحمن او نواف ..
قامت من عندهم وراحت للحمام تغسل يديها وعقبها طلعت وصعدت للدور الثاني من دون ما تلتفت وراها تشوف وش خلفت عقبها من دمار نفسي والم روحي لأختها..
تنهدت ام راكان ونزلت عينها تشوف عبير وحصلتها سرحانة وتلعب بالملعقة اللي في يدها وان ماخاب ظنها ام راكان فـ الدمعة تدق الأبواب بتنزل ..
ام راكان بصوت حنون :: عبير يمه علشاني .. هالمرة بس حكمي عقلك .. ترى نواف خلاص صار زوجك وهو يستاهل انك تصيرين زوجته .. والله انكم لايقين لبعض وانتي الله يهديك حاولي تلقين له عذر على اللي سواه .. على الأقل اقنعي نفسك انه سوا هالسوات لأنه متمسك فيك وما يبي يخسرك ... وهذا هو الأكيد ...
تنفست عبير بعمق ورفعت يدها تمسح الرذاذ النازل من عيونها بهدوء .. حاولت تبتسم والتفتت لأمها :: انتي شوري علي ؟؟ وش اسوي ؟؟
ام راكان وقلبها يتقطع :: شوري عليك تعرفينه ... نواف كلنا نعزه ونغليه وكلنا نعرف طيبته ورجولته .. وهو اختارك انتي من بد بنات العالم كلهم علشان تصيرين زوجته على كثر مارديتيه وقسيتي عليه ...! مع انه كان يقدر يأشر على اللي يبيها وهو متأكد وواثق انهم مستحيل يرفضونه ؟؟... وأقل شي تعوضينه به انك تقومين الحين تتحممين وتبدلين ملابسك وتنزلين تسلمين عليه ... تراه يستاهل ولد عمك انك ترضين تصيرين زوجته بعد هالملعوب ...
سكتت عبير شوي ونزلت عيونها للأرض وكأنها تفكر ... وعقب ثواني رفعت عينها لأمها تبتسم وهزت راسها ..:: ولايهمك يالغلا ... الحين اروح ابدل وانزل اسلم عليه
ابتسمت ام راكان بحب وسعادة لبنتها الغالية :: الله يوفقك حبيبتي ويهنيك ويسعدكم انتم الأثنين لأنكم غالين عندي وتستاهلون كل خير ...
قامت عبير بعد مانفضت اللي في يدها وحبت راس امها وهي مرتاحة نفسيا وشبه مقتنعة ... وتوجهت للدرج طالعة للدور الثاني تجهز نفسها ... ومايخفى عليكم ان ضربات قلبها سبقتها وتوترها زاد وبدايات الرعشة قربت تجيها ...
.
.
.
بعد صلاة المغرب دخل بيت عمه ومعه راكان ... كان خايف وقلق لا تعصب عبير وتصير ردة فعلها عكسية وما تقبل تطلع تسلم عليه ... ماكان وده يغصبونها على هالشي وده انها هي من نفسها تطلع له .. تنهد وهو يدخل المجلس ويجلس ...
في لحظة يأس تأكد نواف انها مستحيل بتدخل عليه عقب اللي قالته له إيمان اخته وانها انهارت يوم الملكة حتى مارضت تنزل وتسلم على الناس ...
وقف راكان وهو يبتسم :: عن اذنك اروح اجيب القهوة ...
انتبه نواف من سرحانه وابتسم :: تفضل ..
مشى راكان وطلع أما نواف فنزل عيونه للأرض وهو يائس وبائس ... وده ان زواجه وملكته تمت في ظروف احسن من كذا كان على الأقل بتكون عنده الفرصة انه يعيش احلى ايام عمره مع اللي يحبها ... خصوصا بعد سوالف زياد عن الملكة وخلافه ...
كان يتمنى انه يصير مثل زياد لما كانوا يشوفون وجهه مشرق من الوناسة كلما اجتمعوا هم واياه ؟؟؟ كان يحس بنبرة السعادة والراحة في صوت زياد لما يسولف له عن تأثيث البيت والا عن مكالماته مع زوجته ...
وش اللي يفرق بينه وبين زياد ؟؟؟ مو زياد كان يتمنى زاوجه من هالبنت والله عطاه اللي يتمنى بعد معاناة مر فيها ؟؟؟ هو بعد خذ اللي يتمناها بعد معاناة فـ ليش مايكون نصيبه مثله ؟؟؟ (( آمين يارب )) قالها في وسط معمعة أفكاره ...
انتبه لدخول راكان ومعه الصينية ...
ابتسم له وسط توتره وما حب ان راكان يشوف قلقه في عيونه ...
جلس هو واياه يتقهوون و يسولفون .. لكن واضح التوتر على نواف والإرتباك ..
بس بديهي راكان ماعلق و لا حب يحرجه ...
بعد ماخلصوا وقريب يأذن العشاء ... فقد نواف الأمل انها تطلع وتسلم عليه ...
وهو ما يبي يضغط عليها زود ... المهم اللي يبيه حصل ... وهي صارت زوجته ومع الأيام بتقتنع لكن ما عليه الا الصبر وكل شي بيكون تمام بأذن الله ...
وقف نواف مبتسم :: يالله راكان اسلم عليك أنا ماشي ..
وقف راكان مستغرب :: أفااا بهالسرعة ؟؟ ماتبي تسلم على غيري طيب ؟؟؟
عقد نواف حواجبه :: والله انت عارف مقصدي ومطلبي ... بس عاد انا ماودي احرجكم ولا ودي اضغط عليها ...
ابتسم له راكان :: لا ماعليك هي بس تنتظرك تآخذ ضيافتك على بال ماتجهز نفسها ... انتظرني وراجع لك ...
مشى راكان بيطلع لكن وقفه نواف :: راكان لاتضغط عليها لو مادوها براحتها اتركها على فالها ...
ابتسم راكان :: ماعليك وانا اخوك ...
نواف بتوتر :: ايه بس انا مادوي كل شي يصير غصب عنها ؟؟؟ ملكتها ؟؟ وبعد دخولها علي ؟؟
راكان :: حنا تفاهمنا معها ووضحنا لها كل شي والحين جاء دورك انت علشان تحط النقط على الحروف ... اذكر الله انت بس ..
ضحك نواف وطلع راكان يستحث عبير تجي تسلم ...
جلس على الكنب وهو متوتر ودقات قلبه في تزايد ؟؟؟ معقولة بتطلع تسلم علي ؟؟ والا بتطلع تسمعني سم من كلامها وتعاتبني لأني سويت فيها هالسوات ؟؟؟
كان عاقد يديه على صدره وعيونه مركزة على الطاولة اللي قدامه وتفكيره متشوش ومو عارف يحدد موقف عبير ؟؟ هل ظهورها له سلبي والا ايجابي ؟؟ غصبوها والا من نفسها رضخت ؟؟؟ ماهانت عليه لما وصل لفكرة رضوخها كان وده انها تضل طول عمرها راسها مرفوعة ومحد يقدر يجبرها على شي ...
تنهد بصوت مسموع وتفاجأ لما رد راكان :: سلامتك من الآه ؟؟
التفت عليه يبتسم لكن انمسحت الإبتسامة على طول .. وحل مكانها معالم صدمة وتوتر وفرحة ...
كان راكان واقف وعبير اخته وراه ومنزله راسها باستحياء ...
وقف على حيله مبهور من هالموقف اللي كان ينتظره من ايام مراهقته ...
اطال النظر في عبير من دون ما ينطق بأي حرف ...
كانت واقفة بوداعة متوارية خلف اخوها بفستانها الشيفون الليموني وشعرها المنثور على اكتافها بنعومة ... والأهم حمرة الخجل اللي كانت منتشرة على خدودها ومتركزة اكثر شي على أذانها ... في البداية وفجأة انرسمت في مخيلته عبير الأولية اللي شافها في الملحق اليوم المشؤوم ... لكن من شدة ماكان يتوسل ربي انه ينسيه هالصورة .. وبنفس المفاجأة بدلها ربي له بصورة عبير اللي قدامه وكأنه وردة ربيعية مفتحة في بداية الصبح الربيعي الندي ...
ياااااااااااااااه يا عبير ليتك تسمعين دقات قلبي وفرحتي بشوفتك في مثل هالموقف والله لو تحسين بها الحين كان من زمان رحمتيني وتزوجتيني من دون ملعوب ولا غيره ...
قطع عليهم راكان :: وشلون يعني عبير ما راح تسلمين ؟؟
افتشل نواف من عمره ونزل راسه وتقدم شوي لعبير علشان يسلم عليها ..
أما راكان فـ ابتعد عن اخته علشان تنتبه لنفسها وتتقدم تسلم على نواف ...
وقف نواف مواجهها والفرحة تنزل من عيونه اشبه ماتكون بشلالات دموع ..
رفع يده المرتجفة :: مساء الخير عبير ..
تنفست عبيربعمق ورفعت يدها له :: مساء النور ..
صافحها وهو مايدري وشلون يتحمل فراقها بعد هاللحظة ... ضغط على يدها وكأنه خايف لا تفرقهم الدنيا مرة ثانية والا يصير شي فوق طاقته يبعدها عنه ؟؟؟
ابتسم راكان مرتاح وبهدوء انسل من المكان وطلع .. تارك لهم الفرصة انهم يجلسون مع بعض يتعاتبون أو حتى يتكلمون باللي يخصهم ...
جلس نواف وهو على أمل ان عبير تجلس جنبه .. لكنها جلست بعيد عنه شوي وما رضت عليه نفسه تبتعد عنه روحه بعد اللي صار كله ... فـ قام وراح يجلس قريب منها خلاص بعد اليوم ما فيه شي بيفرقه عنها لو وش ماكان هالشي ...!
حس بتوترها من قربه لكنه ما اهتم .. هو بعد متوتر لكن قدر يمسك نفسه ...
مسك يدها في محاولة منه علشان ترفع راسها لكنه شافها تغمض عيونه بشدة من الخجل ..
ابتسم لها :: عبير قبل لانبدأ حياتنا فيه شي لازم تعرفينه عني ...؟؟
رفعت عبير عينها مستغربته وارتاحت ملامحها لما شافته يبتسم ..
كمل نواف :: اني لانذل ولا استغلالي ولا لعّاب ..؟ لكن المخطط كله انتي اللي اجبرتيني اسويه ... ولولاك كان الحين زاوجنا بيتم بشكل طبيعي ...
ابتسمت عبير وماردت ...
نواف بقلق :: تحسين نفسك ندمانة لأنك وقعتي في موضع تلاعب ؟؟
تنهدت عبير وطالعته :: انت تقدر تثبت لي العكس ؟؟؟
عرف انها كانت ندمانة لأنها مشت معهم في الملعوب :: والله ياعبير .. والا تدرين ليش احلف الأيام نفسها بتسمح لك تشوفين من هو الشخص اللي لعب هالمخطط علشان يآخذك ..
رفع يدها له وحبها من دون شعور او اعتبار لخجلها ..
انصدمت عبير من اللي صار وبسرعة البرق سحبت يدها ورجعتها لحضنها وعيونها بعثرت نظراتها في الفراغ ...
ضحك نواف عليها وبعدها ابتسم :: تدرين وش كانت اصعب لحظة مرت علي من بدأ هالمخطط؟؟
ومن دون ماترفع عينها كانت تنتظره يكمل ..
مد نواف يده تحت لحيتها وخلاها تواجهه بنظراتها :: هي اللحظة اللي بتعرفين فيها اني خاطب اريج ...!!
انمسحت ملامح الخجل في عيون عبير والإبتسامة اللي كانت بتنرسم في لحظة تحولت لملامح حزن ولمعة دموع في عيونها ... مو وقته تذكرني بكأس المرار اللي كنت اتجرعه كل يوم وانا اشوف اريج تمثل انها تستحي من طاريك ... والا اسمع منهم ترتيبات زواجك منها ... مو وقته تذكرني بالألم والفقدان اللي كنت احس فيه كل ليلة اروح فيها لسريري ... أو ألجأ فيها لشماغك الذكرى الوحيدة منك ...
تنهدت بحزن ضيق صدر نواف .. حس انه غبي يوم فتح معها هالسالفة ...
أبدا مو وقت هالحديث في مثل هاللقاء .... لازم ينتظر الفرصة المناسبة ويفتح معها هالموضوع ساعتها يقدر يتحاور معه ويفهمها ...
وقف نواف مبتسم ومسك يدها معه علشان تقوم :: يالله انا لازم اروح الحين ابصلي وعندي شوي اشغال .. لكني متأكد ان هذي ماراح تكون اخر زيارة لي ..
ابتسمت له عبيربحزن :: الله يحيك في اي وقت ..
قرب وجهه منها :: من قلبك هالكلام ؟؟
استحت عبير من قربه ورجعت خطوتين لوراء :: أكيد البيت بيتك ...
ابتسم لها :: لكن المرة الجاية ابغاك انتي تستقبليني ...
رفعت عينها له من دون ما ترد ..
تنهد نواف :: ترى من جدي اتكلم .. كلما جيتكم ما ابغى احد يستقبلني الا انتي ..
ابتسمت له وهزت راسها ..
نواف بابتسامة حلوة سيطرت على مشاعر عبير :: جعلك تسلمين لي ...
ماردت عليه عبير وقدّر هو خجلها منه واحراجها ... وتركها وراه وطلع من المجلس وقلبه ينبض بفرحة غريبة ... الله يديمها عليه ...
أما عبير فـ أبدا ماتوقعت اللقاء بيكون بهالصورة ... ولا توقعت نواف بهالمشاعر الفياضة ناحيتها ولا هالحب اللي قرته في عيونه اللي باحت لها بكل مكنون صدره ..
تنهدت وخدودها مولعة ومشت طالعة من المجلس والدنيا مو سايعتها من الفرحة ...
بعد يومين أو ثلاثة ...

كانت هي جالسة قدام الكومبيوتر في جناحهم ويدها على خدها وتطالع الصور المعروضة على الشاشة ... من خاطرها تولهت على امها وابوها واخوانها ؟؟ ياربي متى يرجعون والله الرياض ما تسوى من دونهم ....!!
دمعت عيونها وهي مركزة نظرها على صورة امها وابوها جالسين في منتزه عام ...
وتشوف ابوها لابس بدله سوداء وأمها بالعباية لكنها كاشفة وجهها للكاميرا والأثنين يبتسمون لها وكأنهم يحاكونها او يقولون لها شي ...
وبعدها نزلت عينها لصورة سام اخوها اللي كانت بالأسود والأبيض ... الذكي لاعب فيها بالفوتو شوب علشان تصير الصورة مفلترة ويطلع شكله أحلى وكأنه على غلاف ألبوم ...
لكن مع ذلك كان طالع شكله متغير بالحيل وكأنه ممثل مكسيكي ... بعد ما طال شعره شوي وسوى له لحية خفيفة غيرت شكله وقلبته رأسا على عقب يعني طلع شكله أوسم بكثير من عبدالله اخوها "" معها عذرها عفراء يوم طاحت في شباكك ... والمسكينة ريم أكيد تقول ليتني اخذت سام .. "" ابتسمت بينها وبين نفسها بتعب .. و يالله الاثنين اخوانها وتحبهم ويسوون الدنيا وما فيها بالنسبة لها ...
تفاجأت لما حط يده على الشاشة يغطي صورة أسامة ..
رفعت عينها له وشافته يبتسم بالرغم من خطوط التعب على وجهه ..
لكنها ما أبدت له اي تجاوب بالعكس نزلت عينها عنه وهي تحارب غصتها من شافته ..
تنهد زياد وهو عارف انها للحين زعلانة :: ترى ما اسمح لك تطالعين اي شاب لو مهما كان حتى لو أخوك ... أنا ما ارضى بأحد ثاني تكون صورته في عينك غيري ..
رفعت عينها له وبابتسامة سخرية :: راضي علي اليوم ؟؟
التفت زياد عنها وهو ما يقدر يقاوم نظرة العتاب اللي في عيونها وعطاها ظهره وبدأ يفتح أزرار ثوبه بيغير ملابسه :: //عذا ... أنتي عارفة زين اني مضغوط ومتوتر من الشغل و ما كان قصدي اللي صار ..
وقفت عذا وهي تحاول ما تصيح ... خلاص من اليوم وطالع لازم تقوي قلبها وتمشي على نصيحة سارة لها إن لم تكن ذئباًً أكلتك الذئاب ... ومشت هي بعد متوجهة لغرفة الملابس من دون ما ترد عليه ...
لف زياد مستغرب صمتها .. وحس بالألم في صدره عليها ...
نزل عينه ليده اليمين و طالعها ولعن الساعة اللي انوجدت فيها هاليد ..
تنهد وهو يفرك أصابعه ولحقها ... وقف عند مدخل الغرفة وشافها ترتب الملابس المكوية في الدولاب وتعزل الملابس المتوسخة ...
...... :: الخدامة بتوصل عما قريب ان شاء الله ...
سكتت عذا وماردت عليه ... هالمرة قررت تكون قاسية وبتصير ...!!
غمض زياد عيونه بتعب واعتدل في وقفته ::/ عذا الله يخليك لا تصيرين انتي والزمن علي ؟؟ انا قلت لك ماكان قصدي ؟؟ أحلف لك اني ماكنت قادر اسيطر على مشاعري هذيك اللحظة وفوق هذا قلة النوم اللي ارهقتني ..
ضحكت باستهزاء والدمعة وسط عينها :: وانا اللي لازم اتحمل ضغوطاتك ؟؟؟
قاطعها زياد :: انا ماقلـ ـ
قاطعته هي وهي تلتفت له ::/ زياد والله انا مستعدة اتحمل انك تصرخ علي بسبب شغلك تعصب،، تتنرفز ،،ماتكلمني ،، لكن تضربني لا ...!! لا يا زياد ما اسمح لك ؟؟ انا امي وابوي ما تجرئوا في يوم يرفعون يدهم علينا تجي انت ؟؟ انت يا زياد تضربني انا ... عذاك واللي تسميها قلبك ؟؟؟ (( وانهارت تصيح ))
ما قدر زياد يقاوم دموعها وانهزام صوتها على الرغم مكابرتها ،،، وعبرتها اللي خنقتها لدرجة تقتله هو قبل لا تقتلها هي ،،، حس انه في لحظة ممكن هو بعد يصيح من الندم والعذاب ..
تقرب منها وحاول يحضنها لكنها ابتعدت عنه ::/ لا وتخيل فوق انك ضربتني ضاربني عند ندى اختك ؟؟؟ تخيلت والا ماتخيلت ؟؟ ولا ياليت المسألة تستاهل هذا منك والا انا فعلا اللي غلطانة ؟؟ يعني كل اللي صار بس لأني ناقشتك ووضحت لك انك انشغلت في شغلك عنا هاليومين وماعاد نشوفـ ـ
قاطعها زياد بصوت عالي :: خلاص ياعذا خلاص تكفين ...!! لا تزيدين حرف على اللي قلتيه لأني ما أقدر أتحمل ،، (( وبصوت ضعيف )) الله يخليك مو وقت هالكلام الحين أبدا ... أنا تعبان وانتي ماتحسين فيني ولا أحد حاس أصلا ؟؟؟ انا بين نارين وانتي تزيدين لهيب النار وتحرقيني ...
سكتت عذا وهي لازالت تصيح وزياد يسمع شهقاتها ... سكت شوي وهو متأثر من صوتها المكسور ورفضها انه يتقرب منها ... كان خايف عليها لا تدوخ والا يصير لها شي بسبب الإنفعال ... وبعدها بصوت عالي معصب قال :: الله يقص اليد اللي انمدت عليك زين ؟؟؟
سكتت عذا وماردت عليه ... يمكن لأنها اصلا ماتسمع شي وما تشوف شي قدامها ...
لكن زياد ابتسم متفاجئ انها ما ردت ولا قالت له شي عقب هالدعوة ... وهالشي حز في خاطره ..
زياد بصوت حزين :: الله يالدنيا ياعذا ؟؟ مافيه حتى بسم الله عليك ؟؟؟
مسحت عذا دموعها وهي تحاول تتماسك :: انت اللي دعيت على نفسك ؟؟؟
عقد زياد حواجبه متفاجأ .. ابدا مو هذي هي عذا اللي يعرفها ؟؟؟ فجأة صارت قاسية وما تبيه ؟؟؟ما تحبه ؟؟ لا وش هالخرابيط يعني علشان موقف سخيف تكرهه وتآخذ منه موقف ؟؟
تقدم لها زياد وما شاف منها اي نفور ..
رفع يده يمسح على عضدها اللي تهور أمس ومسكه بقوته الرجولية وهي الضعيفة اللي ما تتحمل ...؟ تذكر وش لون صب جم غضبه وقهره من تصرفات اللي حوله عليها وهي اللي مالها ذنب في اللي يصير سوى انها حبته كثر ما حبها هو وتزوجته وهي راضيه والحين تحمل ولده في بطنها وفوق هذا تعبانة بسببه ...!
ما قدرت عذا تتحمل قربه ووقفته قدامها وانهارت تصيح مرة ثانية ... نزل يده تحت لحيتها ورفع وجهها له ... تفاجأ لما شاف فكها عليه لون أزرق خفيف وبشرتها البيضاء الطفولية وضحته بقوة ...
مسح عليه بأطراف اصابعه وحواجبه معقودة :: وش هالشي ؟؟
رفعت عينها الكسيرة له :: نسيت انك ضربتني .... زياد ؟؟
طالعها زياد بنظرات متعجبة ...
وهي انهارت تصيح :: نسيت بعد ؟؟؟ نسيت انك رميتني على الكنب بقوتك ؟؟؟ وما انتبهت لفكي اللي ضرب في خشبة الكنب ...
نزلت عيونها تصيح بألم وهي تتذكر وشلون تقربت منها ندى وفي عيونها خوف عليها وساعدتها تجلس وتتأكد أنها بخير و ما تأذت ...!!
تذكرت وشلون رحمتها ندى وحلفتها ماعاد تفتح موضوعها مع مشاري وايا زياد ابد ..!!
سكت زياد ومارد واستمر لاشعوريا يمسح الضربة على خدها وعيونه تطالع قدامه وهو يتذكر تهوره وتصرفه الـ لامسؤول ناحية روحه وحبه الطفولي ..
وبصوت مبحوح قالت له :: لا تستغل ضعفي زياد ؟؟؟
ما قدر زياد يتحمل أكثر من هالكلام حس بالفعل انه ظالمها معه في شي هي مالها ذنب فيه ... شي انوجد بسببه هو ولازم ينحل عن طريقه هو .... خذها في حضنه يمسح على شعرها وهي تصيح . وهالمرة من كل قلبه دعى على نفسه :: الله يكسر يدي يوم اني ظلمتك معي ؟؟؟
ما قدرت تسمع هالكلمة منه مرة ثانية مسكت فيه أكثر وهي تقول :: لاتقول هالكلام ترى ما يرضيني ....!!
غمض زياد عيونه وهو من كل قلبه وده ان مدامعه تطاوعه ولو مرة وتنزل دموع القهر ويفتك من هالعذاب وهالغصة اللي في حلقه ...
ما قدر يتحمل ضعفها ورضاها عليه بهالسرعة ... والله تحبه وماتقدر تزعل على اللي تحبهم أبدا ... دائما تعطيهم فرص و تسامحهم ... بس ياليتهم يقدرون فعلك ياعذا .. يا ليت ..!!!
----------------------------------------------------------------------------
بعد اسبوع ... ومعه يومين او أكثر ...
ومن دون أي أحداث غير الروتينية تصير ....
وفي الليل ...
كان زياد جالس على السرير ويديه معقوده على صدره ...
زياد انقلبت اوضاعه هالفترة ... صار مايستطعم شي أبد ... وماعاد صار زياد اللي تعرفه عذا ...
دخلت عليه الغرفة وشافته على نفس جلسته من ساعة ...
تنهدت بحزن عليه ولامت نفسها لأنها طلعت مع ندى وتركته بروحه هالساعة كلها في البيت ... لكن وش تسوي لازم تجهز للبيبي وندى متحمسة معها بزيادة ...
تقربت منه وجلست جنبه على الطرف الثاني وحاولت تبتسم ..
انتبه زياد لوجودها والتفت لها وهو الثاني غلب احزانه وقدر يرسم نصف ابتسامة على وجهه ...
دقق نظره في ملامحها وشافها مرهقة وتعبانة من حملها ... الحين هي في بدايات شهرها الخامس وأخيرا تحقق حلمها وكبر البيبي وصارت تحس فيه ...
الشئ الوحيد اللي لازال زياد يستمتع به هو لما يشوفها مقبلة او تمشي وبطنها قدامها ؟؟ يحس المشهد درامي ولايق عليها ... هي شكلها ناعم وصغيرون والحمل محليها زيادة ...
زياد :: الحمدلله على السلامة ... عسى حصلتي اللي نفسك فيه
لوت بوزها مبتسمة :: ما بعد تحمست اشتري كثير ،، يعني بس خذت أشياء بسيطة ..
اعتدل زياد في جلسته :: لا يكون تعبتي و انتي تدورين في السوق .. ترى موصي ندى انها ماتتعبك ..
تمددت عذا جنبه في السرير :: وانا اقول وش فيها البنت خايفة ومتوترة ونظراتها كل شوي تجي علي .. طلعت انت السبب ومخوفها ؟؟
انتبه زياد لكلام عذا :: ليه ندى كانت معصبة عليك ؟؟
ضحكت له :: لا وش معصبة لكن فقدت حماسها اللي كانت عليه اليوم العصر ...
تنهد زياد وكأنه عرف اسباب اخته واسباب فقدانها لهالحماس ..
انتبه لعذا وهي تسحب يده بسرعة وتحطها على بطنها وهي تبتسم بفرح:: زياد شوف ... تحس بحركته ؟؟
عقد زياد حواجبه وهو يحاول يتحسس اللي تقول عنه .. وفعلا في لحظة تحرك البيبي تحت يده وتفاجأ زياد من اللي صار .. وشافت عذا ملامحه اللي اصفرت
ضحكت عليه :: خفت ؟؟؟
طالعها زياد بقلق :: ما يعورك ؟؟
ضحكت عليه :: لا ... بالعكس استانس يوم احس انه يحس فيني ؟؟
سبل زياد عيونه ::: وشلون يعني يحس فيك ؟؟
تنهدت عذا بحزن :: يتحرك يوم يحس اني متضايقة عليك ؟؟؟ يعني يحس فينا احنا الأثنين يدري انك متضايق وانا متنكدة ... مسحت على بطنها وهي تهمس (( حبيبي والله ))
حاول زياد يقلب الموضوع :: ولدي بيوصل فينا ان شاء الله والحمدلله ما بيطلع عاق ..
تنهدت عذا وما تركت له فرصة يضيع الموضوع وحطت راسها على كتفه :: زياد وش فيك ؟؟؟ ليه كلما شفتك أحس انك حزين ومتضايق من شي ؟؟ تكفى زياد ريحني وفضفض لي .. ترى من جد صرت حتى انا ما اتهنى بحياتي ؟؟
مسح زياد على شعرها ولسان حاله يقول وش تبيني اقول لك ياعذا ؟؟؟ ومن وين تبيني ابدأ ...
اختصر كلامه لما قال :: سامحيني عذا على كل شي سويته فيك ... وسامحيني لأني السبب في انك تتضايقين ؟؟ اول كنتي مرتاحة في بيت امك وبوك وتتدلعين عليهم ومن تزوجتك وانتي أحوالك متغيرة وماعاد صرتي تسمتعين بشي ؟؟
رفعت عذا عينها له :: زياد لاتقول هالكلام مرة ثانية ؟؟ أنا اصلا مستانسة أكثر لأني معك ... وشلون تقول أسامحك على السعادة اللي تعطيني اياها ؟؟؟
ابتسم زياد :: ماعلينا .. المهم انا بكرة عندي سفر ،،،يومين ماراح اطول ... وانتي وندى ان شاء الله بتكونون بخير ... بس انتي انتبهي لنفسك ؟؟؟
تنهدت عذا :: ومتى بنرتاح من سفراتك ؟؟
ابتسم:: ماتدرين يمكن تكون هذي آخر سفرة لي ؟؟
ابتسمت له :: اتمنى من كل قلبي ..
سكت عنها وما عقب على كلامها واكتفى بأنه يبعثر نظراته في ملامحها ... يتأكد انها تنرسم في مخيلته لأنه ما يضمن الأيام وش مخبيه لهم أكثر من كذا ...
---------------------------------------------------------------------------
اليوم الثاني بعد المغرب ...
طلعت عبير وبالموت قدرت تفتك من تعليقات اريج الدوبا اللي ماخلت كلمه ما أحرجتها فيها ... وكانت معها أمها ...
تنفست بعمق وهي تشوف سيارة نواف موقفة قدام باب بيتهم على طول ... وأخيرا نواف تكرم على نفسه واشترى سيارة جديدة ... صدق بالتقسيط وصغيرة لكن تفي بالغرض والمهم انها احسن من الكابرس الكحيانة ؟؟؟
نزلت هي وامها بهدوء وتحت نظرات نواف اللي من تملك عليها صار ما يستمتع الا يوم يسمع صوتها او يطالعها ...
انحرجت منه وتقدمت بأمها وركبتها السيارة ...
وعقبها راحت هي للباب اللي وراء وركبت جنب إيمان ...
............:: السلام عليكم ..
ورد عليها الكل بالسلام ..
نواف :: كيف حالك عبير ان شاء الله مرتاحة ؟؟
عبير :: الحمدلله تمام ... انتم كيفكم ؟؟
نواف :: بخير يالغلا ... نسأل عنكم ومشتاقين ..
عضت عبير على شفايفها من تهور هالولد أما إيمان فابتسمت بخبث والتفتت لعبير اللي حاولت ماتطالع ايمان علشان ما تنحرج ومايوصل هالكلام لأريج اللي مابتتركها في حالها ..
سكت الجميع الا من سوالف ام راكان وتعليقات نواف الخفيفة ...
لحد ما وصلوا للسوق ...
بركن نواف سيارته ونزل الجميع الا ام راكان اللي اعتذرت ..
نواف متفاجأ :: ايه ياخالة بس صعبة اروح و اتركك في السيارة بروحك ؟؟
ضحكت ام راكان :: لا يمه اللي بيشوفني بيحرم يسرق سيارتك والا وش يبي يبلا عمره بعجوز شايخة مثلي ..
ضحك نواف :: ياخالة اخاف نطول في السوق ؟؟
انحرجت عبير وكان ودها امها تنزل معها :: يمه الله يهديك كلها محلين ونرجع ..
التفتت ام راكان لعبير :: معليش يمه انتي تعرفيني مافيني حيل أمشي كثير ؟؟ روحي مع بنت عمك وانا واثقة ان ذوقك حلو ومايحتاج مشاورتي؟؟؟
تنهدت عبير وعقبت ام راكان :: لاتشيلون همي انا بنزل المرتبة وانسدح شوي لحد ما ترجعون ..
التفت نواف لعبير محتار وش يسوي ؟؟
لكن عبير هزت راسها :: براحتك يمه .. ولو احتجتي شي خذي جوالي واتصلي على رقم إيمان ... طيب ؟؟
ام راكان :: مااعرف رقمها ؟؟؟ بس تدرين حافظة رقم ولد عمك وبتصل عليه ...
انحرجت عبير وهزت راسها :: خلاص تم ..
ومشت مع نواف وإيمان ... كان هو يبتسم وهي على الأقل مرتاحة نفسيا ان امها ماتعرف تقرأ ؟؟ يعني لما تضغط ارقام نواف ويطلع الأسم اللي هي مخزنته مابتعرف امها تقراه .. لأنها هي ماتبي امها تدري عن شي كونها بسهولة تسولف به على أريج اللي ماترحمها من تعليقاتها ...
قبل لا يدخلون السوق .. وقف نواف ومسك يد عبير يوقفها ... تفاجأت عبير منه
وعلقت إيمان :: يعني بتخطفها ؟؟
ابتسم نواف من دون مايطالع اخته :: لو بغيت اخطفها ماخطفتها في السوق ..
طالعته عبير باستفهام ... يعني وش تبي موقفناا في نص الطريق ..
ابتسم لها :: اسمعي عبير .. اي شي يعجبك كشبكة لك اشتريه ... لاتطالعين في سعره وماعليك كم يكلف ؟؟؟ المهم انه يعجبك وتصيرين واثقة من عمرك اذا لبستيه على صدرك يوم الزواج ... ابيهم يشوفون شبكتك أحلى شبكة لبنت في عمرك ..زين ؟؟؟
هزت له راسه عبير بالموافقة وهي مبسوطة من نواف .. والله طلع جنتل وهي ظالمته طول هذيك الفترة بجفاها .. وقدر يبتث لها انها ماراح تندم على هالتوقيع ؟؟
مشت معه لحد مادخلوا لمحل الذهب اللي كانوا قاصدينه بحكم انه معروف بشبكاته الحلوة للعروس ...
في البداية عبير احتارت من الأشكال الحلوة اللي شافتها ... لكنها في نفس الوقت ما سمعت لكلام نواف وصارت تراعي السعر قبل لا تتهور وتقول له هذا حلو ..
في النهاية استقر رأيهم على طقم راقي جدا ... كان ألماس ملون وخليط مع الذهب الأبيض ...
في البداية عجب نواف بقوة ... وقدر يقنع عبير انه حلو .. لكن الأخيرة ماكانت تبيه لأن سعره شوي غالي وماودها ترهق الغالي بالغالي ...
لكنه سفهها و ما عليه منها المهم انه عجبها وخلاص وهو قادر ماليا يدفع مستلزماتها ومايقدر ينكر فضل زياد معه ووقفة عبدالعزيز بعد اللي خلوه قادر بهالشكل ،، وأكثر شي زياد اللي ما صدق خبر صديق عمره يآخذ اللي تودها عينه وما يساعده ...!!
حاسبوا عليه واشتروه ...
وصار وقت الدبلة ...
أطالوا البحث هالمرة عن شي حلو ومناسب .. لكن عبير كانت بدت تتوتر لأنهم تأخروا على أمها في السيارة ...
فـ على طول اختارت لها خاتم فخم وحلو ... وشاورت لنواف عليه ..
والأخير ما صدق خبر انها هي هالمرة اختارت وبسرعة البرق طلعوه له وطلب منهم يضبطونه على مقاس اصبعها .. ودقائق وصار جاهز للإستعمال ...
خذه نواف من عندهم ومشى لعبير اللي كانت جالسة على الكرسي مع إيمان وينتظرون شغلهم يخلص ...
تقدم لها نواف وجلس معها على كنبة الضيوف ... ورفع اصبعها يجربه عليها ... وكانت عيونه تتكلم وتفيض بالعبارت الحلوة ... و في هاللحظة الحلوة كانت إيمان تكلم أريج ومن شافت هالمشهد سكرت الخط بوجهها وعلى طول شغلت كاميرا جوالها وصورتهم فيديو علشان تلحق توريهم بنت عمها المنزرعة في البيت ..
انتبهت لها عبير وشهقت :: إيمانوه لاتصورين ؟؟
التفت لها نواف وعاقد حواجبه :: من سمح لك تصورين ؟؟
عضت إيمان على شفتها :: كان قصدي للذكرى وانتم تشترون دبلة زواجكم ؟؟
ابتسمت عبير وشافت نواف معصب :: معليش نواف هي تقول ذكرى ؟؟
نواف باقتضاب :: بس كان لازم تستأذن ؟؟
تنهدت إيمان :: خلاص نواف لاتعصب ؟؟ وبعدين ترى لو عصبت يمكن عبير تشوف انك متسلط وتكنسل الفكرة ..
رفع نواف حاجبه وابتسم :: مسكينة ماعرفتي من هي عبير اجل ومن هو نواف ؟؟
انحرجت عبير وحطت يدها على فمها وعلى طول قامت واقفة ..
ضحكت إيمان وقهقه نواف وحاسبوا عن أشغالهم وطلعوا لأم راكان اللي ملت وهي تنتظرهم يرجعون وتمنت لو انها ماراحت معهم وخلت اريج تروح مع اختها ...
ومن وصلوا للبيت كانت ام راكان كأنها تشوف الجنة قدامها وانها وصلت للبيت وبترتاح ...
نزلت بهدوء ومساعدة من نواف وتقدمت للباب اللي كانت عبير وصلت له وفتحته ..
التفتت ام راكان لنواف وهي عيونها تدمع :: الله يوفقكم يا ولدي ويسعدكم ويحميكم من كل شر ...
ابتسم نواف وهو يطالع عبير :: الله يسمع منك ياخالة ...
طلعت ام راكان الدرج ودخلت البيت ..
والتفتت عبير لنواف :: ما راح تدخلون ؟؟
ابتسم لها وهو قريب منها :: كان ودي لكن وراي شغل لازم اخلصه ..
هزت عبير راسها وتوها بتدخل ..
بس هو وقفها :: عبير مبروكين اللي شريتيهم اليوم ؟؟؟ وترى كلي حماس اشوفهم عليك قريبا ..
حاولت عبير تستغبي من الإحراج :: خلاص يوم تزورنا البسهم وتشوفهم ؟
ضحك نواف وهو يمسك يديها :: لا ابي اشوفهم مع الفستان الأبيض وانا بالمشلح والناس كلها مجتمعة تحتفل فينا ..
انحرجت عبير :: نواف ترى احنا بالشارع ...
هز راسه وكان وده يحب يدها لكنه عارف اللي وراه في السيارة ونظراتها المركزة عليهم ... فـ اكتفى انه يبتسم لعبير وراح لسيارته بينما عبير دخلت وسكرت الباب وهي منتشية بالفرح و السعادة وأخيرا ربي عوضها خير...
-----------------------------------------------------------------------------
لما كان زياد مسافر ... الشغل زاد شوي على مكتب السكرتارية اللي يخصه ...
خصوصا أن رحلته ما كانت رحلة عمل وإنما استجمام .. فـ بالتالي كل مواعيده تأجلت وأعماله توقفت مما قلب موازين المكتب و حاس ياسر ونواف ...
قبل المغرب بدقايق .. وقبل لايشطبون الشباب علشان نهاية الدوام ...
كان نواف راجع من مكتب ابو مشاري بعد ما وصل له أوراق مهمة تخص مناقصاتهم وأشغالهم اللي ماتنتهي ...
كان مرهق والتعب بلغ منه مابلغ ...
دخل للمكتب وهو يطالع في الأوراق اللي في يده ويشوف اذا تستدعي يآخذها معه البيت والا يأجل شغلها لبكره اذا داوم ...
رفع راسه متوجه لمكتبه ... لكن ما أسرع وعقد حواجبه مستغرب هـ اللي جالس على المكتب و يحوس في الأقلام والتقويم ؟؟؟
تقدم نواف أكثر علشان يتعرف عليه ... لكنه بلع غصته من المفاجأة وجروحه انفتحت من جديد .. وكأن أحزانه رجعت له والموقف اللي نساه تجدد وهذا هو قاعد ينعاد قدامه ..
صور كثيرة تزاحمت في مخيلته .. وفجأة وقف الشريط على صورتها المهزوزة وهي طايحة على الأرض وتستنجد فيه ...

<<

dali2000 13-03-10 02:52 PM

لما كان زياد مسافر ... الشغل زاد شوي على مكتب السكرتارية اللي يخصه ...
خصوصا أن رحلته ما كانت رحلة عمل وإنما استجمام .. فـ بالتالي كل مواعيده تأجلت وأعماله توقفت مما قلب موازين المكتب و حاس ياسر ونواف ...
قبل المغرب بدقايق .. وقبل لايشطبون الشباب علشان نهاية الدوام ...
كان نواف راجع من مكتب ابو مشاري بعد ما وصل له أوراق مهمة تخص مناقصاتهم وأشغالهم اللي ماتنتهي ...
كان مرهق والتعب بلغ منه مابلغ ...
دخل للمكتب وهو يطالع في الأوراق اللي في يده ويشوف اذا تستدعي يآخذها معه البيت والا يأجل شغلها لبكره اذا داوم ...
رفع راسه متوجه لمكتبه ... لكن ما أسرع وعقد حواجبه مستغرب هـ اللي جالس على المكتب و يحوس في الأقلام والتقويم ؟؟؟
تقدم نواف أكثر علشان يتعرف عليه ... لكنه بلع غصته من المفاجأة وجروحه انفتحت من جديد .. وكأن أحزانه رجعت له والموقف اللي نساه تجدد وهذا هو قاعد ينعاد قدامه ..
صور كثيرة تزاحمت في مخيلته .. وفجأة وقف الشريط على صورتها المهزوزة وهي طايحة على الأرض وتستنجد فيه ...
شبت ضلوعه وولعت أعصابه والغيرة اللي في قلبه رجعت تلتهب من القهر والألم ...
تقدم بخطوات نارية وفي راسه ناوي على شر ... لكن بقدرة ربي قدر نواف يتذكر انه في مكتب زياد اللي ما قصر معه في شي فـ إكراما لغيابه لازم يحترم ضيوفه حتى لو كانوا غير مرغوب فيهم ...
........::/ الحمدلله على السلامة ؟؟؟ طلعوك من الإصلاحية ؟؟؟
التفت له مؤيد وعلى وجهه ابتسامة خبث ::/ هلا وغلا بـ نواف ... أبشرك انهم ما يقدرون حتى يمشون بي قدامها ... ترى اللي معك مؤيد بن عبدالكريم ..
وقف مؤيد وهي ينفض يديه في بعض ..
أما نواف فـ شد على فكه لـ حد ما ابيض من القهر من عجرفة هاللي قدامه لكن حاول يمسك نفسه ...
مشى نواف للأدراج علشان يحط فيهم الأوراق اللي في يده ... وانتبه لعدم تواجد ياسر يعني انه طلع ...
مؤيد :: أنا جاي أقابل استاذك زياد ؟؟؟ وينه ؟؟
نواف وهو معطيه ظهره :: زياد مسافر .. لكن حتى لو هو موجود ماراح أسمح لك تقابله ...
ضحك بصوت يقهر :: تخاف عليه والا على حلاله ؟؟؟
التفت له نواف بعصبية :: انت وش تبي بالضبط ؟؟؟ يا اخي فكنا من شرك و اقبض الباب ؟؟
رفع مؤيد حاجبه :: أنا ينقال لي اقبض الباب ؟؟ لا حبيبي تراك ماعرفتني زين ؟؟ وبعدين بالنسبة لزياد اللي قلبت راسه علي ... ياليتك تقوله ان اللي سواه من وراي مجازفة كبيرة منه وماحسب حسابها صح ... وترى انا لحمي مر .. مر وعلقم ... واللي صار مستحيل اسكت عليه ..
تقدم منه نواف وهو يبتسم باستهزاء :: انت شاطر في الكلام ؟؟ والا لو انك رجال قول وفعل ماسويت سواتك ...
سكت مؤيد شوي وبعدها رجع يضحك وعطى نواف ظهره بيطلع ...
وقبل لا يعتب برا المكتب التفت لنواف و بنبرة تقهر :: الا نسيت ابارك لك ... مبروك الملكة وعقبال الزواج ... بس تصدق والله ما توقعتك بهالسذاجة كلها أو خلنا نقول بهالمرجلة اللي تخليك تآخذ وحده مثل هذي .. لكن يالله هذا انتم ياهالفئة من الناس ماتحبون تآخذون الا فضلة غيركم .. وانا اشوفك قدامي خير مثال بصراحة ...
كانت ملامحه وهو يقول هالكلام وسخة ومقززة ... وابتسامته تشابه وجه البوم من شدة حقارتها ...
هالكلمات كانت كفيلة أنها تسود الدنيا في وجه نواف اللي ما عاد صار يشوف شي من الغضب .. ومن دون تفكير رمى الي في يده على الكنب وتقدم بخطوات سريعة مشتعلة غضب واندفاعية من مؤيد كان بيتهجم عليه ويشرب من دمه النتن ... لكن الأخير ومن شدة جبنه وحقارة تفكيره وموقفه الضعيف اسرع بخطواته وطلع من المكتب حتى يخالط البقية الموجودين في المكاتب الثانية... مما يضمن له ان نواف لا يمكن يتهجم عليه قدام الكل ..
تفل نواف وراه وهو يصرخ بقهر و ضلوعه ضاقت عليه وكتمت نفسه ::/ جــــــــــــــــــــــــــــبــــــــــــــــان ونــــــــــــــــذل ... ولو انت رجال ولحمك مر وعلقم تعال واجهني يالخسيس ...
ما سمع نواف رد منه .. ورجع للمكتب وهو يزفر النار وما يشوف قدامه غير الجحيم السوداء اللي حجبت عنه الجنة الخضراء ... ضباب اسود حوله وقهر أعمى مالي قلبه ... وده لو يذبح هالمؤيد ويرتاح منه ... الحيوان ابن الكلاب ... جاي يضرب على الوتر الحساس في علاقة نواف وعبير ... جاي الخسيس علشان يرجع الصورة اللي انمسحت من خيال نواف بمجرد فرحته بالملكة وبـ فوزه بعبير ...
جلس نواف على مكتبه وهو متوتر ويحس بالرجفة في يده ... ودقات قلبه كأنها قطار سريع على سكة حديد ... والشرار يطلع من احتكاك الكفرات مع حديد السكة ...
وده يسوي شي بس مايقدر ... وعلشان يفرغ اللي في قلبه قام ورمى كل الأشياء الموجودة على مكتبه للأرض ... وعيونه تلمع من الغضب والقهر ...
كان إنسان لكنه مستأسد لحظتها ... وما نلومه لأنه شاب الغيرة تقتله وهو يشوف خسيس مثل مؤيد يحكي عن عرضه ...
--------------------------------------------------------------------------
لمياء وعذا كانوا جالسين في الصالة الفوقية .. و من دقائق كانت معهم ندى لكنها استأذنت منهم بتروح تصلي العشاء ...
لمياء كانت خايفة على عذا من شكلها اللي واضح انها تعبانة ومرهقة .. الظاهر جسم اختها ما يتحمل الحمل و هي مو قد تشيل كائن زيادة على جسمها ...
لمياء :: عذا انتي متأكدة انك بخير .. احس ودي اروح معك المستشفى نتطمن أكثر ..
عقدت عذا حواجبها وهي تحس بمغص خفيف :: لا ماعليك يالمياء بس هذا الشحوب ملازمني من حملت ..
لمياء :: من فقر الدم صح ؟؟
هزت عذا راسها بالإيجاب ..
لمياء : طيب وانتي مداومة على الحبوب وتآكلين شي ينفعك ؟؟
ابتسمت عذا :: الأكل يمكن بس الحبوب أحيانا انساها واحسها مو مهمة علشان كذا ما ارجع آكلها ...
تنهدت لمياء :: هنا الغلط ... عذا ترى انتي قاعده تتلاعبين بنفسك ..
عذا :: عارفة والله ،، حتى آخر موعد لي قالت لي الدكتورة لو ماارتفعت نسبة الدم معناتها راح احتاج لتبرع ... لكن تقول بنخلي هالخيار آخر شي كونه مو مضمون وانتي حامل ... المهم شفتي سام بيوصل الخميس ..؟
ابتسمت لمياء :: ايه اليوم كلمته وقال لي .. ياحبي له احس اننا مشتاقين له ..
ابتسمت عذا :: اجل انتي اللي مخربته اليوم متصل علي يهاوش يقول ولا كأني قايل لك اني بجي ماتتصلين ولا تسألين ؟
شهقت لمياء :: وانتي من جدك ماتكلمينهم ؟؟
عذا :: تخيلي ....!! والله اكلمهم بس مو كل يوم يعني في الأسبوع تقريبا مرة واخوك يبغاني اكلمه كل يوم ...
عقدت عذا حوجبها وهي تقطع كلامها و التفتت للدرج وهي تحس انها تسمع صوت :: هذا شكله زياد وصل ؟؟ والا ماتسمعين اللي اسمعه ..
ابتسمت لمياء وهي تمسح على راس مهند النايم :: الا نسمع الصوت ... بس عاد فشيلة جاء وانا موجودة وهالفهد مادري متى بيجي ..؟؟
ابتسمت لها عذا وهي تقوم بهدوء وصعوبة :: ترى انتي في بيت اختك مو بالشارع
ضحكت لمياء :: يا حبك لسخرية القدر ...
ابتسمت لها عذا:: لا تستحين اصلا من يوصل على طول يقول لي "" انا بروح انام ولا تخليني اتأخر في النوم صحيني عقب ساعة ""
ضحكت لمياء وابتسمت عذا وراحت تستقبل زياد اللي حست انه يصعد للدور الثاني ...
وبالفعل قابلته عند الدرج وما خفت عن عينها نظرة الشوق اللي طالعها بها ...
تقدم منها وهو ينزل الشنطة من يده :: السلام عليكم ...
ابتسمت له بحب وشوق :: هلا وعليكم السلام ،، الحمدلله على السلامة ..
تنهد :: الله يسلمك ..
تقدم منها وحبها على جبهتها :: وش اخبارها ام وردة ووردة الصغيرونه ؟؟
ضحكت عذا ويدها على بطنها :: كلهم مشتاقين لكم ومبسوطين برجعتك ...
ابتسم زياد بألم :: وهو بعد مبسوط برجعته لكم ...
تقدمت منه عذا وحبته على خده :: اشتقنا لك ومن صدقي أقولها لك .. أحس اني افتقدتك هاليومين اكثر من قبل ...
حس زياد بالغصة في قلبه وما عرف وش يسوي .. يحس نفسه وسخ و واطي في اللي يسويه لعذا ... والله انه مايستاهلها ابدا ...
حاول يصرف الموضوع وابتسم لها :: أنا بروح انام عذاي ولا ابي اتأخر في النوم صحيني عقب ساعة أو ساعة ونص ...
ضحكت عذا وهي تتذكر الكلام اللي قالته للمياء وهزت راسها بالإيجاب ...
تخطاها زياد وراح لغرفته ...
ورجعت عذا لأختها لكن قبل لاتجلس سمعت صوت باب غرفة ندى ينفتح فـ التفتت وراها على طول وهي تبتسم ..
تقدمت منهم ندى ووجهها مصفر وعليها عبايتها ...
جلست عذا وندى قربت منهم :: يالله لمياء اعذريني مضطرة اطلع الحين ..
ابتسمت لها لمياء : روحي حبيبتي والله يوفقكم ويهدي سركم آدر ياكريم ..
ضحكت ندى بتوتر والتفتت لعذا :: عذا تكفين انا استحي ادخل على زياد وهو بينام علشان كذا اذا قام بلغيه اني طلعت مع مشاري ..
هزت عذا راسها :: روحي ولاتهتمين ...
عطتهم ندى ظهرها بتروح لكن وقفتها لمياء :: ندى ...
والتفتت ندى للمياء ..
كملت لمياء :: حاولي ترخين أمورك شوي ... وقدمي تنازلات لكن مو على حساب نفسك وكرامتك ... والأهم حطي في بالك البيبي اللي في بطنك .. وحياتك المستقبلية معه ....
تنهدت ندى وهي تبتسم وهزت راسها للمياء وكملت طريقها نازلة من الدرج ..
التفتت عذا للمياء وعيونها تلمع بالدموع :: تصدقين من جد ودي يرجعون لبعض على الأقل علشان تفرح بحملها وأمومتها ... وتعوضها عائلتها مع مشاري فقدانها لأهلها ..
ابتسمت لمياء :: الله كريم ...
انتبهت لمياء لجوالها اللي يدق وكان فهد يبلغها بوصوله عند الباب ..
قامت ولبست عبايتها وودعت عذا اختها وهي توصيها على نفسها وانها لازم تهتم بروحها .. وعقبها شالت مهند ونزلت رايحة ..
------------------------------------------------------------------------------
كانت هي واياه في السيارة جالسين بهدوء تام و محد يتكلم ... ماقررت تطلع مع مشاري الا بعد ما اتصل عليها اليوم الصبح وطلب منها بإلحاح انها ترضى تطلع معه علشان يتفاهم معها على كل شي ...
كانت متوترة واعصابها مشدودة ... وطول الطريق تفكر في الكلام اللي ممكن بيقوله لها مشاري ... أو حتى هي وشلون بتفتح معه الموضوع وتقول له انها حامل ؟؟؟ لكن لا ،،، لو كان اليوم جاي علشان يطلق أو علشان نسوي أمورنا على الإنفصال فـ انا ماراح أقوله شي وبسكت ...!! لايمكن اسمح له يذلني أكثر ويرجعني علشان اصير عنده في البيت مثل الحاضنة لعياله ؟؟؟ هذا أصلا إذا ماكان له عيال من الخايسة اللي يروح لها في أنصاف الليالي ...!!
انتبهت لمشاري وهو يوقف قدام كوفي شوب ... والتفت لها :: مرتاحة لهالمكان والا نغيره ؟؟؟
رفعت ندى عينها وشافت نفسها قدام ستار بكس :: عادي ... هالمكان مناسب..
ابتسم مشاري وأشر لها تنزل ...
وبالفعل نزلت وعقبها وقفت شوي على رصيف المدخل تنتظره هو ينزل ويقفل السيارة ويجي معها ... شافته وهو مقبل لها ويحوس في جواله وعينه منزلها للأرض ... كانت بتغوص في ألمها من جديد لما فكرت انها ممكن تنفصل عن مشاري ؟؟؟ في لحظة ماعرفت كيف قدرت تعيش طول هذيك الفترة وهي بعيدة عنه ... اعترف لنفسي بصراحة وعنف (( أنا أحب مشاري بكل حواسي )) ...
رفع عينه يوم وصل لمكانها وابتسم ...
ابتسمت له هي ومشت معه ... حصلوا لهم طاولة فاضية راحوا يجلسون عليها ... وعلى طول وصلهم النادل يآخذ طلباتهم ... طول فترة إنتظار الطلب وهم ساكتين ومحد تكلم ... ندى كانت متفقة مع روحها انها ماتتكلم وبتترك له الفرصة هو يقول اللي عنده ويبرر موقفه اللي اتخذه ضدها ...
نقزت من مكانها متفاجأة لما وصلهم الويتر ونزل الطلب على الطاولة يعني مر مايقارب الربع ساعة ولا أحد همس بحرف ...
وعقبها انتبه مشاري ورفع عينه لندى ...
بعد ماتنهد ورتب الكلام مباشرة وبدون مقدمات قال :: ندى اسمعيني وحكمي عقلك في اللي بقوله لك الحين ..!! ترى انا ماتركتك هالفترة هذي كلها من دون لا أكلمك إلا علشان اختبر مشاعري وانتي نفس الشي ... واشوف هل أنا فعلا قادر اعيش من دون وجودك في حياتي والا لا ..؟؟ أنا بصراحة ما أقدر أنكر اني كنت عايش بسلام قبل وجودك لكن من دخلتي حياتي وأنا حاس اني ممكن أضيع لولا وجودك معي ...
تفاجأت ندى من كلام مشاري لها ... عمره ماكان بهالصراحة ؟؟ وعمره ماقال لها مثل هالكلام ؟؟ والحين يوم قرروا الإنفصال جاي يحرق قلبها زود ؟؟؟ جاي علشان يعيشها في الحسرة بعد ما يتركون بعض ؟؟
تنهد زياد وهو يشوف ملامح ندى اللي خنقتها الغصة ...
......:: ندى انا لما حسيت اني فعلا أميل لك أو تعلقت فيك ،،، خفت لا أظلمك معاي وأنا عارف نفسي وعارف وضعي الصحي ... ولأني أحبك سويت اللي سويته ؟؟
ابتسمت ندى بحزن :: وبأي حق تقرر عني وعنك ؟؟؟ أنت المفروض تقول لي عن وضعك الصحي اللي ولأول مرة اسمع عنه وبعدها أقرر أنا وانت ؟؟؟ لكن انك تتصرف بهالطريقة وترميني هالرمية وتطـ ـ
قاطعها مشاري بحزن :: ندى انا آسف .. كنت عارف اني غلطان هذاك اليوم لما قلت هذاك الكلام ... بس كنت على أساس لو تقرر أننا ننفصل فـ الخبر بيكون عليك اهون لأنك بتكرهيني وتحقدين علي لأني طردتك ...
ندى بحماس مغلف : مشاري انت وش سالفتك .. من دخلنا وانت تتكلم بالألغاز ؟؟ صارحني وبعدها نقرر إذا ننفع احنا لبعض والا لا ؟؟
قالت كلامها وهي متوترة وخايفة وكل مشاعر القلق تعصف بعقلها وقلبها وكيانها ؟؟ خايفة لايكون مشاري يعاني من مرض مزمن والا شي معدي والا مهما كان ؟؟ لكنها في لحظة خافت من مشاعر الفقد لو هي فعلا فقدت مشاري ..
تنهد مشاري وكأنه يرتب كلامه وهي يحرك الكوب اللي بين يديه ...
..........:: ندى انتي تعرفين بسالفة الحادث اللي صارت لي هذيك السنة ؟؟؟
رفع عينه لها وشافها تهز راسها بالإيجاب ووجهها مصفر من الخوف ...
حاول يبتسم يهون عليها :: ساعتها انا سافرت لبريطانيا وعالجت هناك و الحمدلله قدرت امشي من دون عكاز أو حتى عرج ...!! وما بقى شي من يذكرني بهذاك الحادث غير هالندب ..
وأشر لها على مكان الجرح فوق عينه ...
وكمل :: لكن أول ما رجعت السعودية وبعدها بشهر أو اقل كانت أعاني من آلام فظيعة ماتخليني أنام الليل ؟؟؟ ساعتها خفت لا يكون فيني شي وهم ما اكتشفوه او ماعالجوه ؟؟
عقدت ندى حواجبها :: كيف يعني ألم ؟؟
فرك مشاري جبهته بتوتر وعقبها كمل :: اسمعي للنهاية وبتعرفين ...
هزت راسها له وهو مكمل من دون ما يطالعها :: اضطريت ارجع لبريطانيا عند طبيبي اللي بدأ معي العلاج كنت انا ومعي رائد صديقي واخوي ... وأول ماكشفوا علي تفاجأ الدكتور اني كنت مصاب بهالإصابة وهم ما عرفوا عنها شي .. وأول ما قال لي اللي صاير تفاجأت وانهرت وحسيت العالم كله اسود بوجهي ولا عاد اشوف في المستقبل غير الضباب اللي يقلقني ..
سكت مشاري وهو متوتر او حزين على هالذكرى البائسة اللي استرجعها ..
ماقدرت ندى ماتمد يدها وتمسك يده بحنان وتضغط عليها ..
رفع مشاري عينه وشافها تبتسم له بخوف ...
..... :: كمل زياد ... وش صار فيك ؟؟
بعثر نظراته يمين ويسار وهو مو عارف وشلون يشرح لها وعقبها حط عينه في عينها :: خسرت إثباتي كرجل ؟؟؟؟
سكتت ندى وهي عاقده حواجبها مستغربة ؟؟؟ وعقبها ابتسمت وكان في خاطرها تضحك يمكن من الصدمة او وش قاعد يخربط مشاري ؟؟ ووش هالكلام اللي يقوله والواقع يغالطه بنسبة مئة في المئة ...!؟!
ابتسم مشاري بحزن :: قلت لك اسمعيني للنهاية ؟؟؟
هزت راسها وهي متخوفة ..
تنفس مشاري بعمق :: أول شي بديت كورس العلاج بس قالوا لي اني بتأخر فيه .. ومع ذلك عطلت شغلي وأعمالي وجلست للعلاج ... لكن يوم انتهينا وارتحت كنت متأمل خير واني ان شاء الله برجع للديرة وانا بصحة وسلامة ... لكن للأسف تحطمت بقوة وبغيت اموت من القهر والعذاب لما دخل علي الدكتور هذاك اليوم وقال للأسف انت مااستجبت للعلاج ولازم نعيد لك بعض الجلسات مرة ثانية لكن بشكل أقوى ؟؟؟
ساعتها انا بغيت ارتكب فيه أشنع جريمة ؟؟؟ يعني انا جالس عندكم حول الشهر ومخوف أمي علي واهلي ومعطل اشغالي وعقبها تقولون لي هالكلام ..؟ والأدهى ان العلاج ماكان سهل أبدا ...
تركت المستشفى هذاك اليوم مع ان رائد اصر علي اني اجلس واكمل لكني رفضت ... وخذت العلاجات المهمة والمسكنات وطلعت من عندهم ... ورجعت السعودية وانا فاقد الأمل وماعندي نية أصلا اعالج .....
السنة الأولى مرت بسلام لكن بعدين رجعت لي الآلام من جديد ... اضطريت اسافر مرة ثانية علشان أشوف حل لها الآلام وقالوا لي هناك لازم أتعالج و ما يصير أسكت على هالوضع أبداً ...
رفضت ... وثبت في موقفي واصريت عليهم يسوون لي أي شي غير العلاج ... لأني ما ابغى هالشي ...وخصوصا انه يمكن مااستجيب للعلاج .. فـ ليش التعب من البداية .
حاولوا يقنعوني بالعلاج في السعودية لكني رفضت ؟؟ قلت مستحيل مستشفيات السعودية ما اقرب ناحيتها مهما كان ... انا لو بعالج بعالج برا المنطقة كلها بروح مكان بعيد واعالج فيه ...
خذ نفس عميق مشاري وهو يحس انه يتألم نفسيا من الكلام اللي يقوله او اللي بيقوله
تقدمت ندى له وقلبها يعورها على الحزن اللي كان عايشه مشاري من دون محد يدري عنه او يوقف جنبه ...
رفع عينه لها وابتسم :: وبس استمريت على هالحالة لحد ما حسيت اني لايمكن اكمل باقي حياتي على هالمسكنات و اقتنعت اني في حاجة لعلاج حقيقي ... بالإضافة ان زواجي منك اصبح أمر مقضي فيه ... ووقتها فكرت كيف بعيش معك وانا بهذيك الحالة ؟؟؟
سافرت علشان أعالج .. لكن الدكتور اللي كان يعرف حالتي وكنت اراسله قال لي انه بيروح روسيا انتداب شهرين وعقبها بيجي للسعودية ويقدر يعالجني اذا وصل هنا ... امتثلت لنصيحته ورجعت للرياض وانتظرت مايكل يوصل للسعودية وأبدأ علاجي معه ... لكن لما جاء مايكل فاجأني أنه يشتغل في نفس المستشفى اللي فيها راشد ولد خالتي ... وهذا هو الشي اللي عمري ما راح اقبل فيه مهما كانت خطورة حالتي ومهما كنت اعاني .. تفهم مايكل وضعي و وضح لي ان له صديقة هنا عندها شقة لكنها شبه عيادة بس انها مقفولة حاليا بحكم ان صاحبتها مسافرة . وقال لي انه يقدر يكشف علي هناك ويبدأ كورسات العلاج في العيادة بمجرد ماترجع صديقته من رحلتها السياحية ...
وهذا هو اللي صار وبديت أعالج هناك ... واللي وصل لك خبر أني اتردد على الشقة اسأليه أنا متى اجيها ؟؟؟ هل والحرمة فيه بروحها والا لازم يكون مايكل موجود ؟؟؟
وعموما أحيانا انا اروح لها هناك بروحي كون مايكل يكون كاتب لي على علاج معين فـ اضطر اروح لها لأن مايكل مشغول ومايقدر يجي ...
بان الخجل او القلق في عيونه ... وندى ماعلقت على شي ... تنتظره يكمل ويقول وش صار عقب ..
ابتسم لها مشاري وهو يمسك يدها :: وهذي هي قصتي من البداية للنهاية والحمدلله قدرت بأعجوبة اتغلب على المشكلة و أثبت وجودي (( وضحك )) يمكن لأني فعلا حسيت بطعم الحياة من تزوجتك ؟؟؟
ابتسمت ندى بخجل وطالعته بصمت ...
لكن مشاري تنهد وهو يشيل يده من على يدها ورفع الكوب يشرب منه رشفة وعيونه معلقة على اللي بين يديه ...
ومباشرة بدون مقدمات قال :: آخر موعد رحت لهم فيه كان هو نهاية العلاج .. و صدموني ياندى باللي قالوه لي لدرجة أفقدتني اعصابي وتوازني وقلبت موازيني وماعرفت أسيطر على تصرفاتي وتفكيري كان خبرهم اللي صعقوني به أشبه مايكون بالسكين اللي طعنتني من ظهري وكأن الظروف أقسمت انها تكون ضدي وتعاندني ...
ندى بقلق :: وش كان الخبر مشاري ؟؟
رفع عينه لها :: اليوم اللي تهاوشت فيه معك وطردتك كانوا قايلين لي فيه انه انا تعالجت وشفيت وهذا كله بفضل ربي ثم روحي المعنوية اللي ارتفعت من تزوجتك وحبيتك وهذا شي ايجابي في العلاج ... لكن الشي السلبي هو احتمالية اني اكون عقيم ... ويمكن ما اكون قادر اجيب عيال عقب هالأدوية و الكورسات وما إلى ذلك ؟؟؟ يعني مرة ثانية احتاج علاج من جديد ...!! وهذا اللي كسر مجاديفي واتعبني ؟؟ و انا ما اقدر اغامر بهالشي لأني ما عدت بروحي ... وشخص ثاني أصبح يشاركني حياتي ومن حقه يعيش ويمارس دوره الطبيعي في الحياة (( ابتسم لها )) وتصيرين ام لعيال غيري ...؟!
فغرت ندى فاها وهي تشوف ان السعد يلوح لها من بعيد .. ويقول أن الأيام الحلوة في طريقها لك ياندى ... ابتسمت بحماس وحب وهي تسمع اعذار مشاري اللي يحاول يقنعها فيها علشان ينفصلون بهدوء ومن دون شوشرة ..
ندى بفرح :: بس هذي هي أسبابك يامشاري ؟؟
طالعها بنظرة مكسورة وقلب محطم :: وهي قليلة في عينك ؟؟؟ ندى انا احبك صح وتعودت على حياتي معك صح ؟؟؟ لكن اني اكون السبب في حرمانك من شي كل وحده تتمناه فـ انا ما اسمح لنفسي بهالشي أبد ..؟
ندى بفرحة مخفية :: يعني سحر أختك واللي صار لها واللي عرفته عنها ماله دخل في اللي صار بيننا أبداً ؟؟
عقد مشاري حواجبه :: وش جاب سيرة سحر في الموضوع ؟؟
ندى :: لما طردتني توقعتك تقهر زياد بتصرفك عقب اللي سمعته من الدكتور ؟؟
ابتسم بحزن وهو يتذكر اخته :: مو من اخلاقي ألعب مع بنات الناس ؟؟ وشلون عاد بنت عمي ؟؟
تنهدت ندى براحة وطالعته :: طيب وش قررت ؟؟
نزل مشاري عينه وهو يدور بالكاس في الصحن :: الإنفصال أسلم حل لي ولك قبل لانتعلق في بعض اكثر ويصير الطلاق أصعب علي وعليك ؟؟
تقدمت ندى ومسكت يده :: مشاري انت تحبني أو لا ؟؟
رفع عينه لها ومارد ..
ندى باصرار :: لو تحبني ما ابي الطلاق ؟؟
ابتسم بحزن :: إذا ما احبك ...
ندى :: بس أنا ما ابي الطلاق .. وأسبابك مو كافية علشان تتخلى عني بهالسهولة ؟؟
مشاري :: ندى الله يخليك فكري بالمنطق والعقل ... انا ممكن اكون عقيم وانتي توك بنت مكملة العشرين ؟؟ فـ ليش تدفنين عمرك معي ؟؟ أنا راضي باللي الله قسمه علي و اللهم لا اعتراض... لكن لايمكن اسمح لمرضي يتعدى حدوده علشان يضر غيري؟
ندى :: ومن قال ان مرضك تعدى حدوده ؟؟ بالعكس المرض ولأول مرة صار محترم بشدة و حتى انه طيب بعنف ... والدليل انه هذي انا جالسة قدامك كزوجة .. وبعد سبعة شهور من الآن بكون ام طفلك ؟؟؟ شفت وشلون مرضك صار طيب وقلبه كبير ...
مانتبه مشاري لكلامها :: ندى افهمـ ـ
قاطعته ندى وهي تضحك :: مشاري انت ركز معي شوي ..
رفع عينه لها وابتسم :: نعم .. وش اركز عليه ..؟
تنهدت ندى بخجل :: أقول مرضك طلع طيب وقلبه كبير وماحب يكسر بخاطرك وخاطري .. وهذا انا ندى بنت سلطان جالسة قدامك كزوجة فعلية وكأم لطفلك اللي بينولد بعد سبعة شهور من الآن ؟؟؟
سكت مشاري و ملامح الجمود كانت المرسومة على وجهه ...
وبصدمة :: أنتي حامل ؟؟؟
هزت راسها بهدوء وفرحة ...
سكت مشاري وما أبدى أي ردة فعل .. وعيونه مركزة على ندى ...
استحت ندى :: مشاري وش فيك يعني مو مصدقني ؟؟
صحى مشاري لنفسه وعلى طول وقف ووقف ندى معه ومسكها مع كتوفها ..:: ندى انتي ملاك رحمة ؟؟ انتي ،، انتي مادري وش اقولك ؟؟
ضحكت ندى له :: مشاري حنا في المقهى ..
نزل مشاري يديه :: مشكور ندى يا أحلى ندى في حياتي ... يعني دخلتك في حياتي غيرت اشياء كثيرة ... انتي وجه السعد علي .. أحبك والله العظيم اني ماغلطت يوم سميتك ملاكي ...
ضحكت ندى مستعجبة من مشاري اللي انقلب في هاللقاء مليون درجة .. وطالعها مشاري وهو الفرحة تطلع من عيونه :: ندى انتي متأكدة من اللي قلتيه لي تو ؟؟
هزت راسها له بحب ..
مسكها مشاري ::: مشينا نروح للعيادة .. بروح اتأكد لا يصير فيه لخبطة والا غلطانين في تحاليلك ..
مشت معه ندى :: مشاري متأكدة مليون في المية صدقني ..
التفت لها :: معليش علشان خاطري نروح نتأكد ... وعقبها على طول نحجز أقرب رحلة لمكة ونروح هناك .. محتاج أشكر ربي وأكون قريب منه وانتي بعد لازم تكونين معي ..
ضحكت له :: خلاص وانا يعني وين بروح اذا انت رحت ؟؟
هز راسه لها وهو يحس قلبه بيطلع من الفرحة ... الحمدلله انه سمع كلام رائد قبل لايطلق وينهي الموضوع .. كان في البداية معارض الفكرة وانه يقولها كل شي .. ماكان يبيها تدري عن عجزه وعن اللي كان فيه .. لكن رائد أصر عليه وحلفه انه يقول لها وعقب يقرر هو واياها لأن هذي حياتهم هم الأثنين وماله حق يقرر عنها أي شي ..
طلعت هي واياه وركبوا السيارة .. كانت تشوف الفرحة في عيون مشاري وتمنت لو انها من البداية قالت له كان على الأقل ماعاشت هي واياه طول هذيك الفترة في ألم وعذاب ..
التفت لها مشاري وهو يحرك السيارة :: ترى الحين بنروح العيادة وعقبها نروح لبيتنا ،، تمام ؟؟
ندى :: لا اليوم نروح العيادة وبكره البيت ... لازم اروح الم أغراضي في بيت اخوي ..
عارضها مشاري بحده :: لا العيادة وبعدين البيت ... وبكرة تروحين مع الخدامات ويلمون أغراضك وانتي بس تآمرينهم ... اتفقنا ..
هزت راسها :: اتفقنا .. بس خلني اتصل على عذا ابلغها اني ماراح ارجع البيت وابشرهم ان كل شي اوكي ..
نبهها مشاري وقال لها بملامح جدية :: الكلام اللي كان بينا هو حياتنا الخاصة ياندى ومو شرط الكل يعرف عنها ..
هزت راسها تطمنه :: ولو أخ مشاري ... انا ام عيالك سترك وغطاك ...
ضحك عليها من كل قلبه ولأول مرة يضحك بفرح ووناسة مع ندى ... أما هي فـ طلعت جوالها واتصلت على جوال عذا وبلغتها انها ماراح ترجع وبتروح مع زياد لبيتها لأن امورها انحلت وكل شي يسير في مساره الصحيح ...
.

سكرت عذا من ندى وهي تضحك ومبسوطة .. التفت لها زياد اللي يطالع التلفزيون ..
::: وش عندها ندى ؟؟
ابتسمت بفرحة :: مفاجأة انت وش تتوقع ؟؟
هز زياد كتوفه ببرود :: مادري قولي انتي ؟؟
تنفست عذا بعمق :: بترجع مع مشاري لبيتها ...!!
انتظرت عذا تشوف ردة فعل زياد والفرحة في عيونه لأن اخته انصلح حالها مع زوجها مما يعني انه بيرتاح ...
لكن زياد سكت والتجهم كان على وجهه وعقبها ضحك باستهزاء :: لازم يرجعها ؟؟ وليش مايرجعها ؟؟
عقدت عذا حواجبها :: هذا تعبيرك عن الفرحة يالبارد ؟؟
وقف زياد بألم :: قومي نطلع نتعشى برا أصرف لنا ...
مسك يدها وساعدها تقوم ... ومشى معها للغرفة وهو تفكيره مو معه ؟؟ تفكيره في القدرة الخارقة اللي قدر يستعملها مشاري ويقنع ندى بالرجعة ؟؟؟ واخته اللي رضخت له ورجعت ...
------------------------------------------------------------------------------
الجمعة الصباح قامت من النوم بنشاط وهي أصلا تحس روحها ما نامت من الفرحة ...
أمس في الليل اتصل عليها سام اخوها وقال لها انه وصل للرياض لكنه موجود في بيت لمياء بيتعشى عندها وينام وبكره الظهر بيجي يتغدى معها هي وزياد ...
غيرت لبسها بعد ما طلعت من الحمام ... ولبست لها ملابس بيت مرتبة وطلعت بهدوء عن زياد حتى ما يقوم لأن وقت الصلاة ما بعد جاء ... وباقي وقت عليه ...
ابتسمت بحب لزياد وهي تشوفه متلحف بالبطانية وشكله بردان ...
من خاطرها تحب هالشاب ... وتحس نفسها كل يوم تحبه أكثر عن اللي قبله ... صدق انه هاليومين صاير عصبي وشاب ضو ... لكن مهما كان تحس بحبه لها في نظراته وحركاته ...
نزلت تحت للمطبخ بتشوف وش عندها ووش تقدر تسوي احتفالا برجعة اخوها ...
خذت لها دقيقة وهي ترتب الأفكار في راسها وبعد دقايق تذكرت انها لازم تجهز فطور لزياد بعد ... لكنها في الأخير تراجعت .. وخلاص بما أنها بتصلح غداء فاخر فـ مايحتاج تسوي فطور لزياد .. يكفيه توست محمص وكوب شاهي ...
بدت تجهز الأغراض وتحوس بين الصحون والخضار واللحوم...!!
اللي تقطعه واللي تذوبه واللي حطته على النار علشان يجهز وقت حاجته ......لـ درجة حست نفسها مرهقة وخلاص الدنيا شوي وتغم عليها ...
هالبنت مجنونة.. بدت تشتغل وهي ما كلت شي ولا حتى أفطرت فطور يرم عظمها .. ويقويها ... تنهدت بتعب وهي تحس بحركة البيبي في بطنها ومبتسمة لكن بسرعة وكأنها تذكرت شي ناسيته التفتت للساعة وراها وشافتها قريب من آذان الظهر .. يعني الحين بيصلون الجمعة وزياد ماتدري عنه هو صحى وتجهز والا لا ...؟
على طول تركت اللي في يدها وقصرت النار عن اللي على الفرن و راحت للمبخرة وخذتها وحطت فيها فحم وطلعت لها بخور فاخر من العلبة اللي قدامها وراحت للصالة تشوف وش صار على زياد إذا هو صاحي والا تصحيه وتبخره ...!!
طلعت للصالة الأرضية وماحصلت زياد موجود ... يعني لازم تطلع له فوق و تتأكد منه ..
توها بتصعد الدرج لكنها حست بمغص في بطنها وخفقان في قلبها شديد .. والعرق تحسه بدأ ينزل من جبينها ... تمسكت في الترابزين لأنها خافت لا تظلم عليها الدنيا وتدوخ و عقبها تطيح من يدها المبخرة ...!!!
كانت تحاول انها تجلس على طرف الدرج لكن من نزلت راسها تشوف المكان اللي بتجلس فيه ما عاد شافت الدرجات و لا حتى صارت تسمع شي أو تحس و ما صارت تشوف الا سواد ..
كانت بتطيح على وجهها لو ما زياد انتبه لها وعجل خطواته ومسكها بيده و تدارك المبخرة بيده الثانية ... وللأسف ماقدر يمسك المبخرة زين و الجمر طاح من مكانه لكن قدر زياد يبعد عذا عنه بس اللي ماقدر عليه هو ان بعض الجمرات الصغار تطيح على يده ،، في البداية ماحس بشي لكنه سرعان ماحس بحرارتها ونفضها عن يده ...
جلس هو وعذا على الدرج بهدوء وعلى طول عذا فتحت عينها بخوف ... رفعت راسها وشافت زياد جالس جنبها وهو يحاول يجلسها باعتدال ..
رمشت عذا بعيونها وهي تفتحها بتعب ... ماانتبهت لوجود زياد جنبها وبسرعة وقفت وهي خايفة :: المبخرة وينها ؟؟؟
ابتسم زياد :: بغيتي تحرقينا انتي وهالمبخرة .. لكن بركة من ربي ورحمة اللي لحقت عليك في الوقت المناسب ...
التفتت عذا بتشوف زياد لكن النظر رجع يتشوش قدامها مرة ثانية وحطت يدها على جبهتها بربكة ورجفة في جسمها كله .. لكن زياد وقف ومسكها ...
فتحت عذا عيونها وحاولت تصلب طولها وتوضح ان ما فيها شي شديد.. لكنه عقد حواجبه في عتاب ومشى معها للصالة وهو ماسكها مع خصرها لحد ماجلسها على الكنبه وجلس هو جنبها ...
تسندت عذا على ظهر الكنب ورفعت راسها لفوق ...
خاف زياد عليها لا يكون صاير لها شي :: عذا تحسين بشي غريب والا انتي بخير ؟؟
فتحت عيونها وطالعته :: انا بخير زياد بس مثل العادة وانت عارف ..
تنفست بعمق وحاولت تقوم ..
لكن زياد مسكها مع معصمها :: ارتاحي عذا ولا تتعبيني معك ..
التفتت له عذا وهي وقفت وتبتسم :: زياد انا الحين بخير و مو أول مرة ترى تصير لي هالدوخة خلني أروح أجهز لك فطور علشان تلحق الصلاة ...معليش زياد ترى ماسويت لك فطور يسوى ...؟
ضحك عليها وقاطعها:: الحين انا اقول لك ارتاحي وانتي تقولين لي فطور .. أنا ما أبغى شي انتي بس ارتاحي ..
تنهدت عذا :: زياد لاتناقش وبعدين وش هالفطور اللي انا مسويته كلها ساندويتش وشاهي بس تراني مسوية غداء اليوم عليه القيمة يعني بـ تعوض ...
رفع زياد حواجبه مستغرب :: وبعد بتسوين غداء ...؟؟؟
هزت راسها :: أسامة اليوم بيتغدى معنا والا نسيت ؟؟
زياد باقتضاب :: لاتسوين شي وانتي تعبانة واذا على الغداء انا مستعد اجيب من افخم مطاعم الرياض احلى غداء ...
عذا برفض قاطع :: مستحيل ... وش تبيه يقول عني ؟؟ والله مايتركني في حالي وبعدين انا ابيه يذوق طبخي ويعرف اني تسنعت ..
عقد زياد يديه على صدره :: وش المطلوب يعني ؟؟
ابتسمت له :: انك تجلس بعيد عن المطبخ وانا بروح اجيب لك فطورك وانت تبخر وانا اكمل غداي ..
ضحك زياد :: وين هو بخورك ؟؟ بغيتي تحرقينا فيه ؟؟
شهقت عذا وعضت شفاتها السفلية :: كنت متوقعة والله .. (( ابتسمت )) و لا يهمك الحين اسوي لك بخور ثاني ...
انصاع زياد لكلامها لكن قلبه ماسمح له يتركها تروح بروحها فـ لحقها للمطبخ علشان يتأكد ان الدوخه اللي تو مجرد إغماء بسيط ومو مثل الدوخات القوية اللي تصير لها بين كل فترة وفترة ...
-----------------------------------------------------------------------------
نزلت عبير من الدور الثاني وهي لافه الفوطة على شعرها وفي يدها جوالها ...
لمحت راكان اخوها يمشي برا الصالة رايح للصلاة فـ ماحبت توقفه وتصبح عليه تركته يروح واذا رجع بتشوفه وتجلس معه ...
نزلت تحت وحصلت امها واخواتها جالسين ومعهم شاهي وسندوتشات ...
ابتسمت لهم بوجه مصفر وجلست جنب اريج بعد ما صبت لها كوب شاهي ...
تنفست بعمق وباين انها متوترة وقلقة وفيه شي في بالها ..
التفتت لها أريج وهي حاسة بأختها :: وش فيك عبير ؟؟
التفتت لها عبير وكأنها ماصدقت خبر احد يسألها :: نواف بيجي الحين بعد الصلاة ؟
عقدت اريج حواجبها :: بيتغدى معنا ؟؟
هزت عبير راسها :: ما أظن ... كلمني وشكله مستعجل لكن قال لي انه يبيني في موضوع ضروري و مهم ..
تنهدت عبير بقلق خافت منه اريج :: ماقال لك وش هالموضوع ؟؟؟
اجتمعت الدموع بعيون عبير :: ما قال شي .. بس انا احس انه هاليومين متغير وفيه شي صاير له ... يعني له تقريبا اسبوع وهو ما يتصل علي مثل أول وكل مكالماته يسأل عن الحال وان كنت مرتاحة وبس ... حتى مايسولف ؟؟
سكتت أريج وهي تطالع في اختها وعجز تفكيرها انه يستنتج السبب اللي غيّر نواف ؟؟؟ يعني يمكن تقول علشان الموقف اللي مرت فيه أختها .. لكن المشكلة انه عارفه بحذافيره وفوق هذا متعايش معه ...
تمتمت أريج :: ما يكون الا خير يمكن عنده ضغوطات في العمل وهذا هو اللي مغيره..!
ناظرتها عبير بانهزام :: تتوقعين حتى زياراته اللي خفت كلها بسبب الضغوطات ؟؟ شوفيه ماجاء لبيتنا عقب هذاك الأسبوع ..
ابتسمت اريج :: ماعليك يمكنه فوق على ضغوطاته بدأ يجهز أمور الزواج ... و يمكن جاي اليوم يبي يتكلم معك عنها؟؟
هزت عبير كتوفها :: يمكن ... !! عسى الأمور عاقبتها خير يارب ..
وقفت وفي يدها كوبها وطلعت للدرج مرة ثانية بتروح تصلح شعرها وتلبس ملابسها علشان لما يجي تستقبله ... وحاليا بـ تأجل توترها وعوار قلبها لحد ما يجي وتشوف وش يبغى منها ؟؟
------------------------------------------------------------------------------
نزلت بهدوء من الدرج وهي لابسة بنطلون أسود شيفون وفوقه بلوزة تشابه الفستان واسعة شوي لحد الركب باللون الأسود والأبيض ...ولامه شعرها البني الفاتح كله وحاطته بشكل ذيل الحصان ..
كان شكلها مرتب وبنوتي وما كأنها بتكون أم بعد اربعة شهور ...
وصلت للصالة وحصلت زياد يقرأ الجريدة وهو فاتح التلفزيون وباين عليه الإنسجام ..
رفع عينه لها لما حس بوجودها :: أخوك تأخر علينا وانا بموت من الجوع ..
ابتسمت له وهي تطالع الساعة :: الحين بيوصل أكيد ..
رفع زياد جواله :: خلني أدق عليه اشوف وين وصل ؟؟
صرخت عليه عذا :: لالا لاتتصل .. خله براحته متى ماوصل يوصل ؟؟
عقد حواجبه وسوا نفسه خايف ونزل الجوال وعقبها ضحكت عذا عليه ...
ابتسم لها وهو يستمتع بحسها يرن في أذنه ..
وقطع عليهم رن الجرس ..
نقزت عذا من مكانها وهي بتطير من الفرحة ... قلبها صار يدق بسرعة ومو مصدقه انها و اخيرا بتشوف سام ...
قامت مع زياد بتطلع تستقبله لكن الأخير وقفها :: وين رايحة ؟؟ لاتطلعين للشمس انتظرينا هنا والله العظيم بيدخل عليك ما بيروح مكان ؟؟
ارتبكت عذا وبسرعة دفت زياد على ظهره :: طيب يالله روح افتح لاينسلخ جلده من الشمس ...
ضحك زياد :: والله ما كأنه سام اللي عند الباب ؟؟ اللي يسمعك يقول أمك والا ابوك ؟
عذا والعبرة خانقتها :: من ريحتهم وهذا يكفيني ..
هز راسه لها وطلع هو يستقبل سام ويفتح له الباب ...
أما عذا فوقفت قدام المرايه تضبط شكلها وتترتب ... ماتبيه يعلق عليها بشي مو حلو بعد هالفترة ...
لاحظت بطنها اللي كبر خلال هاالفترة وابتسمت وهي توقف على جنب وخاطرها تعرف و تشوف وش ردة فعل سام لما يشوفها ...؟
جلست على كرسي قريب من الباب ... وهي كلها حماس متى يدخل اخوها وتشوفه ..
وفي لحظة ... !!!
دخل زياد يضحك ومعه أسامة اللي كان يعلق بشي مضحك ...
وقفت عذا متفاجأة من اخوها اللي تغير ... تغير بشكل ملفت للنظر ... لكنه لايزال هو سام بـ نحفه وطوله وخفة ظله ... كان بثوبه وشماغه ورزته ... لكن مع لحيته الجديدة والخفيفة اللي يغلب عليها اللون الذهبي الغامق الغريب ... ولونه البرونزي الجديد اللي حصل عليه من تأثير شمس ألمانيا صار لأسامة طله مختلفة تشابه شخصية كانت عذا تموت عليها يوم كانت بنت وعزابية ومراهقة ...!!
وبالفعل ما ألومها عفراء يوم حبته وهي شايفته بهالصورة الجذابة؟؟
لف أسامة وجهه وشاف عذا .. اخته اللي يحبها من كل قلبه ومن بين أخواته يرتاح لها ... ابتسم لها بشوق وهو يشوف شكلها متغير ووجهها شاحب والتعب واضح في عيونها ...
أسامة :: هلاااااااااااا والله وغلا بزينة الرياض كلها ... هلا بقلب أمها عذا ؟؟
ضحك زياد لكن عذا ماقدرت تمنع دموعها ما تنزل ... كانت بتتحرك وترمي نفسها في حضنه لكن حست رجولها مكبلة للأرض و مو قادرة تشيلها ؟؟
تقدم أسامة منها وشوقه واضح في عيونه ...
وما قدرت عذا توقف أكثر تقدمت بخطوتين ورمت نفسها في حضنه ...
وهو ما قدر ما يلفها بيديه ويسمع صوت شهقاتها تصيح ...
ومن وسط دموعها :: سام اشتقنا لك والله ...
ابتسم وهي لازالت في حضنه :: والله أنا أكثر وما تعرفين حجم فرحتي يوم شفتكم ؟؟
حاولت عذا تبتعد عنه :: الحمدلله على السلامة ..
ابتسم لها وهو يمسح دموعها :: الله يسلمك ... وش هالحركات من ورانا وش هالبيبي الصغير اللي كبر فجأة وحنا مو موجودين حوله ...
ضحكت عذا بخجل :: ولدي طيب وقلبه كبير ما رضى يكبر الا لما حس انكم بترجعون ..
تقريبا الوضع ما عجب زياد ... وحس بشي يتحرك في قلبه ضد اسامة ؟؟؟
يمكن غار ... وهذا هو الأكيد ..
تقدم لهم :: يالله ماتبونا ندخل ؟؟ يعني بتجلسون في المدخل ؟؟
التفتت عذا لأسامة :: ايه صح والله وقفناك عند الباب يالله ندخل ..
لفها أسامة من كتوفها :: مشينا ..
ودخل هو و إياها تاركين زياد وراهم .. والأخير العداد عنده بينفجر ...
قلت لكم الظاهر غيران على عذا من هالمحبة اللي بينها وبين سام ؟؟؟
اجتمعوا كلهم في الصالة وعذا جلست جنب أسامة ولازقة فيه وفي نفس الوقت مو قادرة تمسك نفسها عن انها تصيح وتطالعه..
تنرفز زياد من الموقف عموما:: خلاص عذا عاد .... يكفي صياح تراك أزعجتينا والله ..
استحت عذا وتفشلت :: وش اسوي زياد والله احس لي قرن ماشفتهم ؟؟
زياد :: امسكي نفسك لأنك بصراحة ارهقتي مسمعي ..
هزت عذا راسها والتفت اسامة لزياد وماعجبه كلامه :: سد أذانك يوم انك ماتبي تسمع صياحها ؟؟
ابتسم زياد :: يعني انت اشتقت له ؟؟
ضحك سام وهو يطالعها :: بالحيل والله .. وما افتقدت في الرياض كله الا دموعها ..
ابتسمت عذا لأسامة :: اهلي بـ يبطون بعدك ؟؟ والا متى بيرجعون ؟؟
تنهد أسامة :: الله يسلمك اسبوعين بالكثير واهلي كلهم بيرجعون بالسلامة ... أمي وابوي وعبدالله بعد ...
شهقت عذا والصدمات تجيها من كل مكان :: أحلف سام ؟؟
ضحك عليها :: والله العظيم ...حتى عبدالله خلص من دراسته لكن ماادري بيرجع مع اهلي والا بعدهم لكن الأكيد انه بيستلم شهادة التخرج ويجي ...
حطت عذا يدها على فمها تمنع شهقة الفرحة لاتطلع ...
اما زياد فـ كان مركز نظره عليها وعلى فرحتها الخرافية اللي له فترة ماشافها في عيونها او حسها في صوتها ...
ضحك اسامة :: الظاهر من هالمفاجآت ماراح تغدينا ؟؟
ابتسم زياد :: كيف ماتغديك وهي بغت تموتنا اليوم بسببك ..
عقد أسامة حواجبه :: أفاا ؟؟ لايكون حاطه كلوروكس في االأكل على بالك موية ورد ؟
طالعته عذا بحاجب مرفوع :: الحين بتآكل وتشوف انا حاطه كلوروكس والا فلاش ..
ضحك زياد وبدأ يقص القصة لأسامة ..
بينما عذا استأذنت منهم وراحت تجهز الغداء في غرفة الأكل ...
------------------------------------------------------------------------------

توترت أعصابها لما دق الجرس وعرفت انه نواف ...
التفتت لأريج كأنها تبيها تشجعها .. لكن الأخيرة اكتفت بالإبتسامة وماقدرت تخفي قلقها عن اختها .. لأنها هي الثانية بعد حاسة ان نواف ماعاد يدق عليهم كثر قبل ولا عاد زارهم من أسبوع ...
وقفت عبير بعد ماخذت نفس عميق وراحت تفتح له الباب ... كان راكان موجود لكنه ما حب يتدخل ويقوم يفتح ... هو عارف ان نواف هاليومين يزورهم علشان اخته فـ ليش من البداية يرز وجهه ؟؟
وصلت عبير للباب وحاولت تتماسك وتبعد الرجفة عن يديها .. فتحت الباب بهدوء بعد ما ابتسمت بنعومة ... وانتظرت وراء الباب لحد مايدخل نواف ...
ثواني وكان نواف واقف قدامها ... لكنه مو هو نواف اللي شافته من اسبوع ؟؟؟ ولا هو نواف اللي تعرفه ...
فيه شي في عيونه اقلقها ؟؟؟ كان خوف أوقلق أو أشبه مايكون بـ تردد ...
بس على إيش هذا كله ماتدري ؟؟؟ كلتها الحيرة من نظرة عيونه لكنها قررت تتجاهل هالشي لحد مايدخلون وتشوف وش عنده ؟؟؟
ابتسم نواف :: مساء الخير ..
ابتسمت له :: مساء الأنوار ...
صافحها لكنه هالمرة ماحبها مع جبهتها ؟؟؟ والسبب ،،، مجهول ؟؟؟
ما اعطت الموضوع اهتمام ومشت معه للمجلس ...
وهم في الطريق تكلمت :: أفتقدناك ؟؟؟ لنا فوق الأسبوع وانت مالك حس ولا خبر ؟؟
حس بشعر جسمه يقشعر ... ولاحظت هالمرة التوتر في يده ...
خافت عبير بالحيل من هالمشهد ؟؟؟ واستغربت هالحركات على نواف ؟؟؟
التفت لها وهو يحاول يبتسم :: كنت مشغول شوي ...
هزت راسها له وعيونها مركزة في عيونه ... لكنه نزل بصره ومشى بمحاذاتها ودخلوا للمجلس ... و جلسوا الأثنين بهدوء ...
لكن عبير تفاجأت من نواف لما جلس على أول كنب جنب الباب وما تقدم أكثر .. ولا حتى سوا مثل العادة وطلب منها تجلس قريب منه ...
بلعت غصتها وخوفها وجلست قريبة نوعا ما منه ..
انتظرته يتكلم يقول شي لكن لاحس ولا همس ... كان ساكت ومنزل راسه .. حتى ظهره ما سنده على الكنب ...
عرفت انه متوتر من تنهيداته اللي كل شوي يطلقها ...
كانت توها بتتكلم لكنها تراجعت ؟؟ ماعرفت وش تقول فـ فضلت الإنسحاب لحد ما يقرر نواف انه يتكلم ...
توها بتقوم وتستأذن منه تجيب له القهوة لكنه هو أسبق منها ورفع راسه يستوقفها :: وين بتروحين ؟؟
ابتسمت له :: ابجيب قهوة ؟؟
تنهد من دون ما يرد لها الإبتسامة :: لاما يحتاج .. أنا بقول لك كلمتين وما ابي قهوة ولا هم يحزنون ...
خافت هالمرة عبير من جد وما قدرت تسكت أكثر :: نواف انت وش فيك ووش حاصل لك ؟؟ ترى من دخلت وانت مو طبيعي ولا انت على بعضك ؟؟ صاير في بيتكم شي او في الشغل ؟؟
هز راسه بالنفي ووقف رايح للباب ... سكر الباب بهدوء وعيون عبير تراقبه ..
التفت عليها ولمعة الحزن وضحت هالمرة في زاوية عينه ...
نواف :: عبير أنا قلبي شاب ضو وما ادري وش الحل ...
طالعته عبير بنظرة استفهام قلقه ...
تنهد نواف وتقدم لها :: اسمعيني انا بسألك شي بس الله يخليك لاتعصبين ولاتفهميني غلط واللي ابغاه منك تراعين ظروفي وموقفي ؟؟
عبير بصوت مبحوح :: وش سؤالك .. ووش اللي حارق قلبك ؟؟؟
أطال نواف النظر في عيونها قبل لايبدأ يتكلم وكأنه كان يرتب الحروف والكلمات بطريقة ما تأثر على علاقته معها أو تجرح مشاعرها من دون قصد ...
تنهد وعيون عبير تناظره وتنتظره بخوف ولهفة ...
نواف بتردد :: وش بينك وبين مؤيد وانا ما أعرفه ؟؟؟
عاصوف رياح ووشوشة شلالات غطت على سمعها وماعاد قدرت تسمع شي ثاني ؟؟؟ إلا أنت يانواف ليه تسألني هالسؤال ...؟؟؟ وفي وسط صدمتها :: وش قلت ؟؟ بيني وبين مين ؟؟؟
شد نواف قبضته وكأنه يلعن نفسه في قلبه :: عبير افهمـ ـ ـ
قاطعته وهي مغمضة عيونها :: نــــــــواف ... عيد اللي قلته ؟؟ بيني وبين مين ؟؟
تنهد نواف وهو يرفع بصره عنها :: انتي ومؤيد ؟؟؟
سكتت عبير لمدة ثواني مصدومة من كلامه اللي قاله لها ؟؟؟ مستعدة تسمع هالسؤال من كل العالم الا نواف ؟؟؟ الا الشخص الوحيد اللي ترتاح له وتحبه والحين صار زوجها ؟؟؟
تقوس فمها بعبرة مخنوقة ودمعة مأسورة على حدود عينها مانعتها تنزل علشان ماتبين ضعيفة قدامه :: أنت يا نواف تسألني هالسؤال ؟؟ وبعد إيش ؟؟ بعد ما تملكنا وانتهى الموضوع ؟؟ وبعد ماوعدتني اني ماراح اندم على التوقيع ؟؟؟ وبعد كل اللي صار لي واللي انت عايشته وحضرته لحظة بلحظة جاي تسألني وش بيني وبين هالخسيس اللي مايتسمى ؟؟
رفع نواف صوته بقهر :: عبير حطي نفسك في مكاني و واحد وسخ مثله جايني لمقر عملي ويتلفظ عـ ـ ـلـ ـ
قاطعته عبير بصوت مخنوق :: خلاص لا تكمل لو سمحت ... والله العظيم لو كنت قايل لي انك مشغول في دوامك ؟؟ أو حتى مو مشغول لكنك تتهرب مني كان أهون علي من أنك توقف هالوقفة قدامي وتقول لي اللي قلته ؟؟
مسكها نواف من كتوفها :: انتي لازم تفهمين موقفي وبعدها تحكمين ..
بعدت عنها يديه بقوة عنيفة :: أنا ما ابي أفهم شي لا منك ولا من غيرك ؟؟؟ ولو بيني وبين هالوسخ شي كان ما شفتني موافقة عليك ومبسوطة معك ... لكن هذا هو اللي أنا خايفة منه صار ...
طالعها نواف بنظرة استفهام .. :: وش اللي انتي خايفة منه ؟؟
امتليت عيونها دموع أكثر عن قبل .. وضربات قلبها زادت من القلق والصدمة :: أنا وأنت مستحيل نصلح لبعض ... ومادام هذا حالنا قبل لانتزوج ؟؟ كيف بيكون بعد الزواج ؟؟
انصدم نواف من كلامها ... ومن دون ما يحس باللي حوله ،، انسلت عبير بخفة من بين يديه ومن قدام عيونه وطلعت من المجلس كله ... تركته وراها يفكر بكلامها والقرار اللي قالته له لكن بطريق غير مباشر ...!!!
مستحيـــــــــــل اللي تطلبه عبير من نواف مستحيل ؟؟؟ معقولة بعد ماصارت تحت جناحه وملك يده يتخلى عنها بهالسهولة علشان مشكلة واهية ومجرد لعب شيطان ؟؟ معقولة يترك المجال لـ مؤيد انه يعيش لذة الإنتصار بأن هدم حياته وحياة بنت عمه بتصرف أرعن يدل على قلة التربية و ضعف الدين ؟؟؟؟ مستحيل يسمح لهالأشكال انها تنظر له بشفقة ورحمة ؟؟ أو انها تحس بنشوة النصر والفوز على حسابه مهما كان الثمن ومهما كان حجم التنازلات اللي ممكن يقدمها ...
انتبه نواف لنفسه وعقب فترة انتبه ان عبير طلعت من عنده من دون احساس ..
تنهد بعذاب واضح ولف على نفسه وشاف الباب مفتوح والبنت طلعت ... عرف ان وقت النقاش انتهى ولابد له من زيارة ثانية يوضح لعبير كل أبعاد الموضوع ... لكن هل ياترى عبير بترضى ؟؟؟ والا خلاص هالموقف أصبح كالقشة اللي قصمت ظهر البعير ؟؟؟
و الله يعينك يانواف .........!!!
------------------------------------------------------------------------------
ثلاثة أسابيع بالتمام ... باليوم والساعة والدقيقة ...
ثلاث أسابيع مرت بالموت والعذاب على عذا المسكينة ... اللي ماتدري وش قلب حال زوجها عليها ؟؟؟ ماتدري وش صار له وليه يتعامل معها بهالأسلوب ؟؟؟ حاولت معه بشتى الطرق انها تكسبه لكنه كل يوم يقسى فيه عليها اكثر ؟؟؟
كانت عصبيته زايدة هاليومين ... يعني لو يدخل ويشوفها تكنس بالمكنسة الكهربائية يعصب عليها وما يخلي كلمة مايقولها ... ومن دون سبب يطلع من البيت ولا يرجع الا متأخر ... وعذا ماكانت ناقصة هذا كله ؟؟ يكفي تعبها في حملها ويكفي عذابها اللي تعيشه من زياد كل يوم وفوق هذا تأخير اهلها للرحلة لأن ابوها مضطر يجلس في ألمانيا لحد ما يجي اللي بيمسك مكانه في العمل والإدارة ...
كانت ساكتة وصابرة على أمل ان اللي في زياد ممكن يتعدل ... وخصوصا انها تشوف الندم في عيونه كل ليلة لما يكونون في السرير او جالسين في جناحهم ويقدم لها اعتذاره بطرق غير مباشر ... تقسم انها كانت تشوف حبه لها في عيونه لكن ماتدري ليه يداريه بنظرة حزن وملامح كآبة ؟؟؟ وش اللي غير زياد فجأة وخلاه بهالتوتر والعصبية ؟؟ وش اللي قلب حاله على عذاه اللي كان يموت ولا يرفع صوته عليها او يخليها تنام وهي زعلانة عليه ؟؟؟
كان يوم الجمعة وبعد صلاة العصر ....!
دخل زياد الجناح وحصل عذا جالسة على السرير وتكلم بجوالها .. ابتسم لها وجلس على الكرسي مقابلها .. ومن دون احساس راح يتأملها وهي حاطة يدها على بطنها وبفستانها الأرجواني الشيفون وشعرها البني المربوط بإهمال وبطنها الصغير اللي كبر شوي يعني البيبي بدأ يكبر وقريب بيشوف النور ... حس بنفسه مخنوق وهو يتذكر الأحداث اللي صارت واللي ممكن تصير ... حس بروحه مشتاق للسلام والهدوء وانه يجلس مع عذا الجلسات القبلية ويستانس معها بسالفة حملها ... وينتظر هو واياها وصول طفلهم الأول ... اللي ياما حلم هو فيه سواء حلم ليل أو حلم يقظة ؟؟؟
انتبه لعذا وهي تقول :: اللي مآخذ عقلك ..
ابتسم لها وتنهد :: من كنت تكلمين ؟؟
قامت عذا من مكانها :: عبدالله أخوي ويسلم عليك ..
وقف زياد معها وبتوتر :: بيرجعون ؟؟
عذا :: يقول أسبوع وراجعين إن شاء الله
ضحك زياد براحة :: كل مرة يقولون نفس الكلام ؟؟
التفتت له معصبة :: لا هالمرة أكيد ... يعني حتى لو ما أرسلوا من ينوب عن مكان ابوي فـ ابوي بيسفههم ويرجع وهذا هو كلامهم له أصلا ..
زياد :: وعبدالله معهم ؟؟
عذا : كلهم بيرجعون مع بعض ... عبدالله الحين عندهم في رحلة استجمام ..
هز زياد راسه وسكت وماعقب ولا تكلم ... أما عذا فـ سكرت شنطتها منتهية من ترتيب أغراضها .....
ومشى زياد لشنطته وشالها من على الأرض :: خلاص انزل شنطتي ؟؟
التفتت عليه عذا :: ايه انتهيت من ترتيب أغراضك ..
زياد :: وأغراضك انتي ؟؟
ابتسمت له :: بعد خلصت منها .. نزل شنطتك وعقب تعال خذ شنطتي ..
ابتسم لها :: زين وبسرعة علشان ما أتأخر على رحلتي ...
هزت راسها بالإيجاب وهي تحس بنفسها مكتوم وروحها مقبوضة على زياد ،، ياربي من هالسفرات اللي مادري متى بتنتهي ...
ركب زياد الأغراض في السيارة ورجع مرة ثانية يآخذ شنطة عذا ويركبها السيارة .. وبعد ماانتهى من تركيب العفش ... رجع مرة ثانية داخل البيت يستعجل عذا تطلع ويمديه يوصلها لبيت جدها وهو يلحق يروح للمطار ..
لكنه ابتسم يوم شافها نازلة الدرج وهي لابسة عبايتها وتلف طرحتها ...
بادلته عذا الإبتسام ومشت له ..:: خلصت نمشي ؟؟
هز راسها :: يالله أنا جهزت وانتظرك ..
مشت معه وطلعت هي واياه يركبون السيارة ...
ركبت جنبه وهي متوترة وقلقة وحزينة على فراقه ؟؟؟ ماتبيه يبتعد عنها كل هالمدة وهي بهالوضع ... ماتبيه يغيب عن عينها بعد ماوعدها انه ماراح يسافر غير هذيك المرة ؟؟؟ ماتبيه يروح في شغل مهم وينشغل عنها وينساها ؟؟؟ قبل كان يسافر وهو موفد يتمم شغلة معينة ... لكن الحين بيروح ويمسك شغلة رئيسية وعليها القيمة والمركز ؟؟ يعني ممكن مايكون عنده وقت يتطمن عليها او تكلمه هي وتتطمن عليه ..
على هالأفكار لفت له بحزن :: زياد ليتك أخذتني معك .. والله انت بتطول وانا ما اقدر اقعد بهالوضع وانت بعيد عني ...
التفت لها زياد بعين ضيقة قلقة :: انتي تحسين بشي مو طبيعي ؟؟
ابتسمت له : لا زياد .. بس ما ابغاك تسافر ...
ضحك لها بحب :: عذا والله مو بيدي ... وبعدين فرعنا في الشرقية مافيه مدير .. قولي لي من يدير حلالنا هناك لو انا جلست ؟؟
عذا باندفاعية : مشاري وين هو ؟؟
زياد :: مشاري ماسك الشركة اللي هنا وعمي شكليات فيها بس .. يعني انا اللي لازم اروح هناك ...
عذا بقلة حيلة :: ومصعب وين راح ؟؟
تنهد زياد وهو يوقف عند الإشارة ويلتفت عليها :: مصعب ما يمسك شي في الإدارة ... كل اللي بين يديه شغل أبوه والأمور القانوينة والمالية ... بس
مسكت عذا يده في توسل :: طيب خذني معك ؟؟
سكت زياد وهو يطالع في عيونها ويحس بنبرة التوسل في صوتها .. رفع يدها له وحبها بحرارة :: عذا على بالك ما ودي تكونين جنبي ومعي ... بالعكس انا ماارتاح الا في المكان اللي تكونين انتي معي فيه .. لكن مثل ماقلت لك انا بجلس هناك اسبوع ولو حسيت اني ممكن اطول برجع آخذك ...
نزلت دمعة عذا غصب عنها وسحبت يدها منه ولفت تطالع قدامها وتشوف زحمة السيارات اللي تبي تحرك من قدام الإشارة قبل لاتشتغل حمراء مرة ثانية و تقارنها بمشاعرها الغريبة اللي تزاحمت في قلبها ؟؟ مرة شوق ومرة لوعة ومرة حب والأكثر شي كان مشاعر الخوف والقلق ... وصلوا لبيت ابو عبدالرحمن ووقف زياد سيارته في مواقف السيارات ،،، والتفت على عذا وحصلها تفتح الباب تنزل ... تنهد بعذاب وحس بطعنات خناجر تحاصر قلبه وصدره ... أول مرة في حياته يكون كذاب ... وأول مرة يخدعها ... شعور مر كان يحس فيه وهو يشوفها تنزل بهدوء والحزن ينزل من عيونها وكأنها حاسة باللي يصير .. نزل وراها وراح لشنطة السيارة ينزل أغراضها ... وعقبها لحقها لباب البيت اللي كان مفتوح ودخل معها للساحة وعند الباب نزل شنطتها والتفت لها :: ابترك شنطتك هنا وقولي للخدامة تجي تشيلها ..
هزت راسها عذا مبتسمة :: انت بتدخل تسلم ...؟
تنهد زياد :: ايه بشوف جدك والظاهر ان فهد موجود وخالد ولد عمك اشوف سياراتهم ..
هزت عذا راسها بالإيجاب وعطته ظهرها ومشت رايحة للمدخل الثاني علشان ماتمر بمجلس الرجال كونها ماتدري عن جدها وضيوفه اللي يكونون موجودين من دون مايدرون ...
دخلت عذا البيت بينما توجه زياد للمجلس ... حصلت لمياء أختها موجودة عند جدتها وهذا طبعا باتفاقهم ... سلمت عذا على جدتها واختها ونادت الخدامة تروح تجيب أغراضها ...
ابتسمت لها ام عبدالرحمن :: بينور البيت بجلستك ... عسى زياد يبطي في رحلته ونتهنى بك ...
ابتسمت عذا :: يا جعلك تسلمين لي يمه ويطول ربي في عمرك ..
تنهدت ام عبدالرحمن :: على الطاعة إن شاء الله ..
الكل :: آمين ..
التفتت لمياء لأختها :: زياد راح ؟؟
رفعت عذا راسها وهي تصب الشاهي :: لا يسلم على ابوي عبدالله وبيروح الحين ..
سكتت لمياء وأطالت النظر في وجه أختها ،، وعقب سألتها بهمس ::و انتي وش فيك ؟؟
ارتبكت عذا ورجعت لها وساوسها وتفكيراتها من سؤال أختها لكنها قدرت تبتسم للتمويه :: ما فيني شي ؟؟
تنهدت لمياء بقلق :: لا فيك ... شوفي عيونك تتكلم قبل لسانك ...
قاطعتهم ام عبدالرحمن وهي تقوم :: أبطلع اسلم على زياد قبل لايمشي ...
وقفت لمياء تساعد جدتها لحد ما وقفت ومسكت عصاها ... وعقبها تركتها لمياء تروح للمجلس بروحها ورجعت هي تجلس جنب أختها اللي نزلت راسها والدمعة لمعت في عيونها ..
مسكتها لمياء مع كتفها ونزلت راسها بمحاذاتها :: عذا وش فيك ؟؟ تحسين نفسك تعبانة ؟؟
تنهدت عذا ورفعت راسها لأختها وهي تمسح زاوية عينها بطرف أصبعها الناعم :: لا لمياء مافيني الا العافية ... لكن مادري سفرة زياد هالمرة مقلقتني ...
ابتسمت لها لمياء :: ووش المقلق فيها ؟؟
هزت عذا كتوفها :: مدري بس احس اني متوترة ومو متعودة انه بيروح ويطول ..
لمياء :: كلها اسبوع وبيرجع .. وانتي هنا في بيت ابوي عبدالله معززة مكرمة وبالعكس ما تتخيلين فرحتهم بجيتك لهم ... تونسينهم وتقطعين عليهم الوقت ,, يعني تكسبين فيهم أجر .. وبعدين انا وين رحت وأسامة كلنا حولك ... لو تخافين انك تتعبين أو تحتاجين شي فـ ماعليك الا تدقين رقمي او رقم سام ...
تنهدت عذا وابتسمت وحطت راسها على كتف لمياء :: الله لايحرمني لامنك ولا من سام ولا منكم كلكم ..
دخلت ام عبدالرحمن عليهم وهي تهلل وشافتهم بهالوضع وابتسمت ... أما عذا فرفعت راسها وابتسمت لأمها نورة بحب ..
جلست ام عبدالرحمن والتفتت لعذا :: زياد يبغاك في المجلس ...
عقدت عذا حواجبها :: ماعنده أحد ؟؟
ابتسمت ام عبدالرحمن :: لا مو المجلس الخارجي ... روحي للمجلس الصغير الداخلي ينتظرك هناك ...
هزت عذا راسها وقامت بهدوء علشان تروح له ...
وبمجرد ما اختفت من الغرفة التفتت ام عبدالرحمن للمياء وتنهدت :: الله يستر .. أحس اني خايفة من شي كايد بيصير ..؟
ضاقت عينها لمياء :: يمه وش قصتكم اليوم انتي وعذا وكلكم خايفين ؟؟
ابتسمت ام عبدالرحمن بقلق :: ابوك عبدالله حالم حلم ما عجبني ... و تو وانا أسلم على زياد حب راسي وضغط على يدي وقال سامحوني وحللوني ...
ارتفعت يد لمياء لقلبها بخوف ...:: لا يمه ان شاء الله مايكون الاكل خير ..
هزت ام عبدالرحمن راسها :: ربك كريم وانا امك ... ربك كريم ولطيف خبير ..
سكتت لمياء عن امها لكن هواجسها طارت بها للمجلس ...
يا ربي وش موقف عذا لو قال لها زياد مثل هالكلام ؟؟؟ ممكن تموت ؟؟ أو يصير لها انهيار عصبي ... يستحيل ان هالبنت بتمر عليها مثل هالكلمات من دون ماتتأثر ... وشلون عاد وهي من زياد ...
---------------------------------------------------------------------------
كانت تصيح بألم وعذاب ... يا ربي متى تنتهي هالمأساة وارتاح ؟؟؟ متى أذوق الفرحة وانا ماأخاف من لحظة الحزن والفراق ؟؟ ليه كلما بغيت أستانس وافرح عيت الدنيا تزين وكل أبوابها تتوصد في وجهي ؟؟؟ ليه قدري معاكسني في كل شي ؟؟؟ وش سويت انا على هذا كله ؟؟؟ وش سويت علشان أذوق كل هالمرار بروحي ومن دون مايشاركني فيه أحد ؟؟؟
انقلبت على جهة اليمين وعيونها تصب الدموع صب .. ونفس الشماغ أنيسها الوحيد كان منسدح جنبها وهي تناجيه وتعاتبه ... ماتقدر على راعيه فـ قالت خلني مع بقاياه أرحم لي من الحرمان مرة وحده ...
عقب الكلام اللي سمعته من نواف . وعقب القطيعة اللي قطعهم فيها والسبب هو شكه فيها وفي مؤيد ماعاد صارت عبير ترتاح وتنام مثل الناس ...
في نفس هذاك اليوم حاول نواف يتصل عليها يكلمها ويعتذر منها يبي يفهمها ليه هو سوا كذا لكنها هي ماسمحت له ولا عطته فرصة ..
ومن شافته يتصل عليها سكرت في وجهه وأغلقت جهازها إلى أجل غير مسمى ... ورمته في درج الكومدينو ... و بأعجوبة إلهية ومعجزة ربانية خارقة قدرت عبير تجتاز اختباراتها الفصلية ... بس طبعا بعد مجهود مضني وعذاب نفسي أليم ...
وأمس كان آخر يوم لها ... وعقبه اعتكفت في غرفتها وأطلقت لنفسها العنان وسمحت لدموعها المتحجرة من ثلاث أسابيع انها تنزل وتغسل الهم اللي اعتمر قلبها ... وملامح الكآبة اللي غزت تقاسيم وجهها الطاهرة الملائكية .....
سمعت دقات خفيفة على الباب لكنها مستحيل بتفتحه ... لو يجي أبوها من قبره ويتوسلها تفتح الباب ما راح تفتحه ... تبي تجلس في غرفتها إلى ان يشاء الله وتموت والا ترتاح من هالعذاب ... خلاص حياتها ما عاد لها طعم ولا لون ... لو كانت على ماكانت عليه قبل لاتتملك على نواف كان الوضع بيكون أهون عليها ؟؟؟ لكن والحين بعد ماتملكوا واشترت الشبكة معه ... وشافت أحلى أيام عمرها جنبه مستحيل تنسى هالجرح بسهولة مهما صار ... ومستحيل تنسى نواف بعد هذا كله مستحيل ...
زادت دقات الباب والطارق راسه وألف سيف إلا تفتح ...
رجعت عبير ونامت على ظهرها ووجهت عينها للسقف وبصوت عالي ممزوج بعبرة مخنوقة :: نعم ...؟؟؟ وش تبون اتركوني بروحي ما ابي منكم شي ...
وصلها صوت أريج اللي ما عمرها تركت عبير بروحها من صار اللي صار ..:: عبير افتحي انا أريج ..
صرخت عليها عبير :: انتي ماتفهمين ؟؟ انا ما أبي اشوف أحد خلاص روحي لاتجين كل يوم تدقين علي الباب ..
تنهدت أريج :: أنا ما أبي منك شي لكن في قلبي كلام أبغى أقوله لك .. افتحي خليني أقوله وعقبها انتي سوي اللي تبين وتشوفين ماراح ادق عليك الباب عقبها لو مهما صار ..
سكتت عبير وماردت ... لكن أريج رجعت تلح عليها بالدق وانها تفتح الباب ...
تنهدت عبير وعرفت أن مالها بد من انها تسمع الكلام اللي عند اختها وخصوصا ان الأخيرة كل يوم ترجع وتدق الباب وتقول نفس الكلام ...
تنفست بعمق ومسحت دموعها ... نزلت من السرير ومشت للباب ودارت بالمفتاح بكل بطأ وتكاسل ... وفتحت الباب لأريج ...
وقفت أريج متفاجأة من اختها وانتفاخ عيونها من شدة الصياح ...:: يا إلهي ياعبير ماتسوى عليك ...!!
تقوس فم عبير ومن دون شعور رمت نفسها في حضن أريج ... والثانية مسكتها بكل خوف وقلق ... رحمت اختها واللي يصير لها وآمنت ان هذا كله عقوبة لها على اللي سوته .. و تمنت ان اللي حصل كان لها هي ومو لعبير اللي عمرها ما شافت شي حلو في حياتها .. ومن طلعت على الدنيا وهي مسؤولة عنهم وتعتبر الرجال في البيت وكل شي على راسها هي ... عمرها مااستانست والا انبسطت مثل ماكانوا يسوون اللي في عمرها ... حقيقي أريج ما كانت تعيش في نعيم لكنها على الأقل ماتتحمل مسؤولية أحد ولا عليها من أحد ... بالعكس كانت حتى هي بعد تعتمد على عبير وتتكل عليها ... لحد ماوصلت أختها لهالمرحلة وحست نفسها شقية في هالدينا ...
مسكتها أريج ومشت معها لداخل الغرفة وسكرت الباب وراهم ... وحاولت تجلس مع أختها على السرير وتهديها علشان يتفاهمون ...
وبعد جهد كبير سكتت عبير وقدرت تمسك عبراتها وشهقاتها لكن عيونها كانت منزلة للأرض وكأنها ماتبي تطالع في وجه أحد ولا تبي أحد يشوف ملامح الحزن المرسومة بحذافيرها على وجهها ..
ابتسمت أريج وماحبت تحرج اختها وتخليها ترفع وجهها ... أصلا هي ماراح تستفيد من هالشي كل اللي تبيه انها تقول اللي في خاطرها وبس ...
وبعد ثواني تكلمت أريج :: عبير ... لو بعد ما تتزوجين نواف وعقبها بفترة تدخلين بيتك او غرفتك وتشوفينه مع وحده ؟؟؟ وش بيكون شعورك ؟؟؟
سكتت عبير وماردت ...
التفتت لها أريج باصرار :: وش بتسوين ؟؟
تنهدت عبير :: اللي صار لي لا يمكن تقارنينه بهالموقف ... لأن نواف ساعتها بيكون متقصد هالشي لكن انا لا ،،، ما تقصدته ولا كنت أدري عنه ؟؟
ابتسمت أريج :: طيب لو كنت انتي من زمان شاكة فيه وانه يسوي حركات مع هالوحده أو يكلمها ... وبعد ما تواجهتي مع نواف وشفتيه بهالموقف حلف لك أنه مابينه وبينها شي وانها هي اللي جته برجولها وانه هو ما ناداها ولا حتى يدري انها بتكون في الغرفة ؟؟؟ وبعد فترة تجيك البنت نفسها وتأكد لك ان اللي كان بينها وبين نواف وشفتيه بعيونك كان كله مدبر من قبل لكن نواف كذب عليك علشان ماتنهدم حياته ... وش بتكون ردة فعلك ؟؟؟ بتسكتين والا بتشكين في نواف لأنك اصلا من زمان وانتي شاكة في علاقتهم ؟؟؟
رفعت عبير عينها وطالعت في أختها باستغراب ...
ابتسمت أريج :: أنا ما أقول هالكلام أتعذر لنواف لكن علشان انتي تفهمين موقفه وغيرته ؟؟؟ ترى صعبة عليه الكلام اللي انقال له ؟؟؟ انتي عارفة ان مؤيد واصل له للمكتب ومتكلم عليك ؟؟؟ هل تتوقعين هالشي سهل على نواف ... مستحيل عبير وخصوصا انك انتي اكثر وحده تعرفين وش كثر هو متعلق فيك ويحبك ... ولو ماكنتي تهمينه كان ما جاء كل يوم لبيتنا ويطلب يشوفك ؟؟؟ وماكان كل يوم يتصل على أمي يتأكد انك بخير ومافيك الا العافية ...
سكتت عبير ونزلت راسها والدمعة لمعت بوسط عينها ...
مسكت أريج يد اختها :: عبير أنا ما أضغط عليك ... لكن أوضح لك أشياء المفروض انتي تعرفينها ... الله يخليك عبير لاتتركين لهالمؤيد فرصة الإنتصار على نواف وراكان ... أثبتي للكل ولنواف نفسه انه غلطان لما يصدق فيك كلام ... لازم انتي واياه تتساعدون وتواجهون العقبات علشان تنحل هالمشكلة ... والاتراها بتضل وراك لمماتك .. وماراح تتخلصين منها مهما يكون ..
رفعت عبير عنها بحيرة :: وش تبين تتوصلين له ؟؟
أريج :: ردي على نواف وقابليه وتفاهموا مع بعض .. اشرحي له كل شي
قاطعتها عبير بدموع :: شرحت له يا أريج مليون مرة ؟؟
أريج :: خليها تصير مليونين ... لحد ماتتزوجون وتثبت علاقتكم اكثر ... يا عبير لازم تواجهين اللي صار بقلب قوي وثابت ... أنا ما أقول لك ارمي نفسك على نواف ؟؟ لكن الولد لازال متمسك فيك على كل اللي صار .. ولازال شاريك وقايل انه مستحيل ينفصل عنك لو وش ما يكون ... حتى لو تضلون طول عمركم على هالوضع بيصبر لأنه مؤمن باليوم اللي بيجي وتعرفين فيه موقفه وتقدرين شعوره لما جاه مؤيد وقال له اللي قاله ..
اقتنعت عبير بالكلام اللي انقال لها ... أصلا هي ماعطت نواف فرصة ولا عطت نفسها فرصة انهم يتناقشون و يتكلمون عقب اللي صار .. على طول هي قفلت جوالها وقاطعته ..
عبير :: يعني وش تنصحيني فيه ؟؟
ابتسمت لها أريج :: ما بقول لك اتصلي على نواف ؟؟؟ لكن افتحي جوالك .. ويوم يتصل عليك ردي عليه ... ويوم يتناقش معك ناقشيه بهدوء ولاتنفعلين وتزعلين .. ترى من حقه لو حس بالغيرة .. وانتي المفروض تفرحين فيها لأنها دليل الحب القاتل ...
هزت عبير راسها لأختها مرتاحة ... وتندمت لأنها مافتحت الباب من زمان وسمعت كلام أريج ... هالبنت سبحان الله الله مهيأها لعبير ومسخرها علشان تكون سند لها في الحياة ... تفهمها وتحس بشعورها قبل لاهي نفسها تحس به ...
وبكل حب ومن كل قلبها حضنت أريج وسمحت لدموعها تنزل .. لكن هالمرة دموع راحة وحب مو دموع كآبة وحزن ...
-----------------------------------------------------------------------------
واقف قدام طاولة زجاجية كبيرة مسنودة على جدار المجلس وعليها كم هائل من شهادات التقدير والدروع التذكارية لمناسبات عامة ... وهذا كله كان يخص الشيخ ابو عبدالرحمن كـ تكريم له كونه واحد من أعضاء مجلس الشورى ...!!
واقف قدامها زياد وكأنه يطالعهم أو يقرأ المكتوب عليهم ... لكنه في الحقيقة بعيد تمام البعد عن أرض الواقع كله ... وتفكيره موصله لعالم ثاني ... لكن ليته كان عالم وردي أو حلو وسعيد ؟؟ بالعكس كان عالم الغيم فيه ضباب والنور فيه سواد والشمس ثورة بركانية تطلق حممها وتحرقه وتحرق قلبه الموجوع والمتألم على فراق الغالية ...
مهموم وعيونه تكشف هالشي ... متضايق وهذا الشي اللي ماقدر يخفيه عن عذا الجالسة على الكنب وراه وتنتظره يتكلم ويقول اللي يبي يقوله ... هو قال لها ان عنده كلام لازم تسمعه قبل لا يمشي ويتركها ... والحين هو واقف ومانطق بأي حرف .. وهي وراه جالسة غرقانة في بحر الهم ونار الخوف اللي أشعلها زياد بكلامه ولهجته وتوتر صوته ورجفة إيديه ...
حاولت عذا تقوم بهدوء وتبعد عنها القلق علشان تسمح لزياد انه يتكلم براحة ...
قدرت بعد مجهود انها تعتدل في وقفتها ورتبت فستانها الأرجواني وحاولت قد ماتقدر انها ترسم ابتسامة اصطناعية على شفايفها ... كـ نوع من الطمأنة ..
تنهدت وتقدمت له ...
غمض زياد عينه وهو يحس بيدها على كتفه ... وحرارة انفاسها حرقت نصف وجهه الأيمن ... المكان اللي هي واقفة فيه ...
حس بريحة عطرها تفتح مجرى الهواء لشعبه وقدر اخيرا يتنفس بعمق ... ويسحب كمية هواء عظيمة ويدخلها لصدرها ... قدر يتماسك ولف لها بهدوء وطاحت عينه في عينها ...
شاف فيها كل شي حلو وكل معنى جميل يخصه في حياته ...
شاف عذا ... حلم مراهقته وشبابه ...
شاف عذا البنت الوحيدة اللي تملكت كيانه وحبها بكل حواسه وذرات جسمه الضخم ...
شافها واقفة قدامه بفستانها ،، ونعومة ملامحها ،، وحلاوة ابتسامتها ...
يدها على بطنها وتحمل ولده اللي قضى حياته كلها يفكر فيه ويفكر في حياته معه ؟؟؟ يتخيل روحه بين عائلته وحوله عياله والأهم عذا على يمينه ...
استمتعت عينه بالصورة الحلوة اللي انرسمت في مخيلته عن المستقبل ...
و على صوت البيبي اللي بيجي قريبا وهو يناديه (( بابا )) وعذا (( ماما )) .. يعني ولدهم هم الأثنين ...
قطعت عذا عليه وهي تحس بخدودها تحترق من الإحراج من نظراته النارية اللي اخترقتها :: زياد ....!؟
انتبه لنفسه وابتسم :: عيون زياد ...
حست بروحها ارتبكت :: وش كنت بتقول لي ؟؟
تجهمت ملامحه المبتسمة ... وحس بخفقان شديد في دقات قلبه ..
دعى على نفسه مليون مرة في داخله على اللي سواه ...
حقير ،،، وكذاب ،،، وفوق هذا كله خائن ...
تنهد ولف بوجهه عنها ...
كأنه ينشد القوة والجرأة في الجدران المعتقة حوله ..
كأنه يطالب هالطاولة اللي قدامه وصورة ابو عبدالرحمن عليها انهم يهونون مصيبته ويساعدونه ويدعمونه ...
عقد يديه على صدره ومن دون مايلتفت لعذا :: عذاي انتي تعرفين زياد وش كثر يغليك ويحبك ... وماتهنى له حياته الا جنبك ؟؟؟
سكتت عذا واوجس قلبها خيفة من كلام زياد ... ومن القلق ماعرفت تتكلم وسكتت وكأنها تسمح له يتكلم من دون ما تعلق ...
كمل زياد لما ما حس بهمسها وكلامها ... لكنه طبعا يدري ويحس قلبه انها وراه على طول وعينها تطالع فيه :: كل اللي ابغاك تعرفينه ان اللي بيصير غصب عني ومو بيدي ... لكن وش اسوي ؟؟ ماكان قدامي خيارات ؟؟؟ ولازم اقدم تنازلات علشان الحياة تمشي صح والأمور تتعدل ... وللأسف غريمي كان واحد سخيف وتفكيره غبي وما أقدر أضمن سلامة حياتنا وهو في راسه شي ضدي ..
ماقدرت عذا تسكت اكثر وهي تحس بالغموض يلف كلام زياد :: وش تقصد زياد ؟؟ وضح ؟؟
التفت لها وعيونه تحكي رواية عذاب عاش فصولها زياد بروحه ... من دون محد يشاركه أو يسنده ..
طالعها بتجهم من دون أي معالم رطبة ::اللي قلته مو لازم تفهمينه حرفيا ... لكن المهم تفهمين ان كل شي صار غصب عني .. ولك انك تفكرين بالظروف اللي مرت بنا وتحكمين ...
حست عذا بمغص في بطنها وحركة خفيفة من البيبي ..؟؟ ماتدري هل هي خوف من نظرات زياد وكلامه ؟؟ أو فعلا ولدها حس بتوتر أمه وما عجبه الوضع ...
تقوس فمها من القلق :: زياد الله خليك تراني مو قوية أنك تلعب بأعصابي ...
ابتسم لها بوهن :: طيب انتي قوية على إني أصارحك بالكلام اللي قلته بغموض من شوي ؟؟
سكتت وعيونها مركزة في عيونه ... تبي على الأقل تقرأ تلميح أو شي من اللي قاعد يدور حولها ... تبي على الأقل تفهم هو وش ناوي يقول ... كانت ساعتها تتمنى ان نظرتها تقدر تخترق راس زياد علشان تشوف اللي يدور فيه هالساعة ...
ولا شعوريا هزت راسها موافقة انه يتكلم ...
لف زياد وعطاها جنبه وراح يطالع قدامه وعيونه بعيده عنها ... لكنه يحس بتقاطع نظراتها ومكان وقفته ...
وبكل برود وقسوة ... تجرأ ونطق :: زياد اليوم زواجــــــــــــــــــــه ...!؟؟


dali2000 13-03-10 02:54 PM


.
.
.
سكتت وعيونها مركزة في عيونه ... تبي على الأقل تقرأ تلميح أو شي من اللي قاعد يدور حولها ... تبي على الأقل تفهم هو وش ناوي يقول ... كانت ساعتها تتمنى ان نظرتها تقدر تخترق راس زياد علشان تشوف اللي يدور فيه هالساعة ...
ولا شعوريا هزت راسها موافقة انه يتكلم ...
لف زياد وعطاها جنبه وراح يطالع قدامه وعيونه بعيده عنها ... لكنه يحس بتقاطع نظراتها ومكان وقفته ...
وبكل برود وقسوة ... تجرأ ونطق :: زياد اليوم زواجــــــــــــــــــــه ...!؟؟
زلزال مهول حرك الأرض من تحت رجولها ... براكين حارة وخامدة اشتعلت مرة ثانية في جوفها بقوة وعنف وحرقت قلبها وأحشائها ... انصمت أذنها الا عن صوت الطنين المخيف من وسط طبلتها ...
حاولت تتماسك .. تبي تتكلم تبي تنطق لكن ماعندها قوة ... فجأة انخرست وما تدري وين صوتها راح ؟؟ والا وين ضاعت الحروف اللي تعلمتها علشان تكون جملة ...
حست بقوة ربانية روحية تحرك رجولها علشان تواجه زياد الواقف بكل جبروت قدامها ولا حتى التفت يشوف الدمار اللي خلفه بعد كلماته القاسية الرنانة اللي ذبحت من يسميها زوجته وحبيبته ...
واجهته بوجه أصفر مخطوف لونه من الخوف والصدمة ...
واجهته بقلب راجف واهن خطر أنه يوقف في أي لحظة من مجرد التفكير بخيانة من تعتبره حب حياتها وشريان قلبها ...
وقفت تواجهه .. وأخيرا حط عينه في عينها ...
شافت فيها خيانة وكذب وخداع ؟؟؟ كان يجلس معها ويآكل ويشرب معها ويضحك ويسولف ويعتذر ... لكنه في الجهة الثانية خاطب وحده وبيتزوج ؟؟؟
يعني بعد كان يكلم الثانية ويسولف معها ويدلعها ويغنجها مثل ما هو كان يسوي معها أيام الخطوبة ؟؟؟؟
شافت في عيونه زياد المزيف ... اللي يرفع صوته عليها من دون إعتبار لأي مشاعر وحساسية هي تحملها ...؟؟
زياد اللي تجرأ ورفع يده عليها يضربها وعقبها اعتذر وهي رضت لأنها تحبه وماتبي شي يبعدها عنه مهما كان ....!!
جزاها انها حبته ...؟؟
جزاها انها عطته اعز ماتملك ..؟؟؟
امتلت عيونها بالدموع بشكل حجب الشوف عنها ... وخلاها ماتشوف الا ضباب ...
وبصعوبة قدرت تفتح شفايفها المتصمغة من الصدمة وهمست بصوت واهن واطي :: وش قلت ؟؟
عز على قلب زياد يشوف وضعها .. حاول يبتسم يهون عليها .. لكن الإبتسامة خانته هو الثاني .. كأنها تقول له مستحيل أنا والخيانة نجتمع ؟؟
حاول يمسك يديها لكنها صرخت في وجهه بقوة عنيفة وكأن عذا الحمل الوديع انقلب لذئب شرس مسعور :: لاتمسكني ... وتكلم ؟؟ قل لي وش قلت ؟؟؟
غمض عينه بعذاب :: عذا لاتنفعلين ..
زادت دموعها وازدادا نحيبها وصوتها بدأ يعلى :: ما عليك مني ولا لك دخل في اللي اسويه ... لكن الله يخليك قل لي وش قلت ؟؟
تنهد وعينه راحت للأرض :: أنا بتزوج ..
حطت أصابعها في اذانها ماتبي تسمع الكلمة لا ... كان ودها انها فاهمته غلط أو سمعها ثقل وماعاد صارت تسمع زين ... زياد ليتك ما قلتها ؟؟؟ ليتك تقول انك تمزح وتكذب وتسوي فيني مقلب ...؟؟ ليتك كنت أسامة كان بقول انك تلعب بأعصابي .. لكن للأسف عيونك تتكلم قبل لسانك وتأكد لي انك خاين وما فيه مجال للشك ؟؟..!!
نزلت يديها بتعب وطالعته بعيون دامعة ونازفة ألم ودم بدل الدموع ..
وبصوت أشبه بالهمس :: ليه زياد ؟؟؟
سكت وما رد .. وحتى عينه ما رفعها عن الأرض .. مو قادر يطالع في عذا قلبه وهي تتألم منه ... مو قادر يتحمل العذاب وهو يشوفها تصيح وتنزف بسببه ...
عينه العاشقة ما تبي تشوف الجرح اللي سببه لسانه البغيض وتفكيره الساذج ...
حس بحرارة يديها على وجهه ...
وكل شريان في جسمه انتفض ،،، والدم اللي في قلبه اشتعل ،،، وقشعريرة عنيفة سرت بين خلاياه ..
رفع يده وحطها على يديها اللي طوقت وجهه ومسكها بحرارة ...
رفع راسه وعينه وشاف وجهها محمر من الصدمة و غرقان بالدموع ...
كان بيتكلم .. بيعتذر ،، بيقول أي شي يواسيها فيه ..
لكنها سبقته وهمست بصوت ضعيف :: أنا وش سويت لك علشان تجازيني بهذا كله ؟؟؟ وش قصرت فيه عليك علشان تـ ـ ـتـ ....
وماقدرت تكمل كلمتها ونزلت يديها من على وجهه ... ورجولها بعد سرت فيها رجفة وحست انها ماعاد تقدر تطول في الوقفة ,,,
وبتعب نزلت للأرض وجلست على ركبها .. ويديها على وجهها تخفي دموعها وألمها وشهقاتها المتواصلة ...
نزل زياد لمستواها وحاول يبعد يديها عن وجهها لكنها منعته ..
صرخت في وجهه وهي مو في وعيها :: زياد ابتعد عن عيني ما ابي أشوفك ؟؟؟ ما ابي أشم ريحة الخيانة تفوح منك ؟؟ ما ابي صورتك تنهز في قلبي ولا ابغى مكانتك تتزعزع من مكانها ... قوم روح ولاعاد تجي ولا أشوفك ...
قاطعها زياد :: عذا اللي تقولينه مستحـ ـ ـ
قاطعته بصراخ :: المستحيل انك تخوني ... المستحيل يا زياد اني ما كملت معك سنة من تزوجنا وجاي تقول لي انك بتتزوج علي ؟؟ طيب ليه ؟؟ عطني أسباب مقنعة ؟؟ مو أنت تقول انك تحبني ؟؟ مو انت سويت كل شي وخسرت الكثير علشان اكون من نصيبك ؟؟ إذا ليه تسوي هالسوات وتخدعني وتوهمني انك تحبني ..؟؟
صرخ عليه بألم :: عذا حبي لك مو وهم ؟؟ بالعكس حبي هو الشي الحقيقي في حياتي ... هو الشي اللي ماعليه غبار ولا يحتاج تمثيل وتزييف ... حبك هو الشي الوحيد اللي عشت الحرمان وذقت المر علشانه ..
زاد نحيب عذا وهي تحط يديها على أذنها ماتبي تسمع كلامه :: اسكت زياد ترى ما ابي منك مثل هالكلام لأني احسك كذاب .. كذاب .. كذاب ...
كان بيتكلم لكن قطع عليه صوت فتح الباب ودخلت ام عبدالرحمن مثل الصاروخ المندفع تتوكأ على عصاه وتحوقل ... بعد مانادتها الخدامة وقالت لها انها تسمع عذا تصيح وتصرخ .. خافت الجدة عليها وراحت تشوف وش السالفة ...
طالعت في عيون زياد اللي وقف .. وعقبها مشت لعذا الجالسة بانهيار على الأرض وتندب حظها ..
نزلت ام عبدالرحمن وجلست جنب عذا وراحت تمسح على شعرها وتسمي عليها وتقرأ ..
وعقبها رفعت بصرها لزياد اللي واقف مشدوه وعيونه نظراتها متبعثرة في الفراغ وكأنه واحد تايه وسط صحراء ...
ام عبدالرحمن بصوتها الرخيم :: وش حصل بينكم ؟؟ وش فيكم يا زياد ؟؟
سكت وما رد ... حس بالخزي من الكلام اللي بيقوله ...
رجعت ام عبدالرحمن بطلبها :: برضاي عليك تكلم وش فيها بنتي؟؟ وش قلت لها ؟؟
انهارت عذا وحضنت جدتها بلوعة وحرقة قلب :: يمه زياد جاي يرميني عندكم علشان يروح يتزوج ؟؟؟ يمه يخدعني ويكذب علي ويقول لي أحبك وهذا هو بيروح يتزوج ويتركني انا وولده هنا بروحنا ...
شهقت ام عبدالرحمن منصدمة :: يتزوج ؟؟ وانتم ما كملتوا سنة ؟؟
ماقدرت لمياء الواقفة عند الباب انها تسكت اكثر وهي تسمع هالخبر من اختها المنهارة في حضن جدتها .. دخلت المجلس بجلالها وهي تلهث من القهر ..
واجهت زياد بجبروت وقوة :: و من هي اللي استحوذت تفكيرك وماتقدر الا تتزوجها قبل لاتكملون السنة وحتى قبل لاتولد زوجتك ؟؟
رفع زياد عينه لها وهو خايف من ردة فعلهم :: مو ضروري تعرفونها ؟؟
ام عبدالرحمن :: اقل حقوقنا نعرف من هي بنته ؟؟
ضغطت عذا بقبضة يدها على كتوف أمها نورة وكأنها خايفة من اللي بتسمعه ..
دار زياد بنظره على الجميع وآخر شي ثبت عيونه على عذا :: ســحــر ...
شهقت لمياء :: بنت عمك ؟؟؟
هز راسه بصمت ...
وزاد نحيب عذا في حضن أمها ..
وبعد لحظة صمت سادت على الأجواء ..
رفعت عذا راسها من على كتف جدتها وهي تصيح بشراهة ..
طالعت في لمياء وكأنها تنشدها القوة ...
تقدمت لها أختها وساعدتها توقف .. لكن عذا ما فيها حيل ترفع رجولها .. تحس بنفسها مشلولة ومنهارة وما تقدر حتى تشيل الملابس اللي عليها ...
تقدم زياد بيمسك عذا لأنه لمح لمياء ما تقوى عليها ...
كان بيمسك يدها لكنها سحبتها منه ...
رفعت عينها له بنظرة كره وغيرة وألم :: يوم كنت تحبها من قبلي ؟؟ ليه تزوجتني من البداية ؟؟ والا تبي تعذبني وتقهرني ؟؟
كان بيتكلم لكنها سكتته :: لاتتكلم ... لأني كرهت صوتك .. وشكلك وصورتك ..
وماقدرت تتكلم أكثر وحطت يدها على فمها تمنع شهقتها لاتطلع ...
حس زياد بدموعها وشهقاتها مثل السكاكين اللي تنغرس في خاصرته وتألمه :: عذا سامحيني .. أنا قلت لك ان اللي يصير فوق طاقـ ـ
قاطعته بعيون مليانة دموع وصوت متقطع :: سامحتك كثير يا زياد ... ومستعدة أسامحك أكثر ... إلا الخيانة ما أقوى عليها ... إلا التفكير في أنك ملك أحد غيري ما أقدر عليه ... يتعبني ويعذبني أني أتخيلك مع وحده غيري ؟؟؟؟
انهارت عذا من الصياح وماقدرت لمياء تمسكها بروحها لأن عذا مو شايله نفسها وكل أعصابها مرتخية ومشلولة ...
صرخت لمياء للخدامة علشان تجي وساعدتها الأخيرة أنهم يمسكون عذا زين وطلعوا الثلاثة من المجلس تحت نظر زياد ..
طلعوا وهو يسمعها تصيح ...
طلعت من عنده وهو ما أخذها في حضنه ومسح دمعتها ...
طلعت هالمرة وهي كارهته ... من قلبها ... وهالشي من حقها لأنه خانها وهو اللي مايرضى بالخيانة من قبلها ..
غمض عينه بتعب ولف لأم عبدالرحمن وشافها تطالعه .. ابتسم لها بتزييف وتقدم لها وحب راسها :: أنا أستأذنك الحين يا خالة .. بس تكفون واسوها وفهمومها اني لازلت أحبها واللي صار غصب عني ..
طالعته ام عبدالرحمن بعتاب :: انت رجال مالي هدومك ؟؟ وماظنيت انك تنغصب ..
تنهد زياد :: لكن الظروف أقوى مني هالمرة ...
عطاها ظهره بيطلع لكنها وقفته :: متى زواجك ؟؟
ومن دون مايلتفت رد :: اليـــــــوم ...
غمضت ام عبدالرحمن عينها متفاجأة منه رده ..
ولما فتحت عيونها شافته بيطلع من الباب الخارجي صوتت له :: استانس في زواجك وخل بنتي تتعذب على فراشها ...
نزلت الدمعة من زاوية عينه وهي اللي ماكانت راضية انها تنزل من دقائق ...
مسحها لكنه كان عارف ان مالها اخوات يلحقونها ...
فـ كانت دمعة وحيدة انسكبت من عينه العاشقة ...
دمعة وحيده ذرفها على عذا ... بينما الأخيرة انهمرت شلالات دموع على خدودها من فراقه ..
مايدري وش الدنيا مخبية له ؟؟ ولا يدري وش بتكون ردة فعل عذا قلبه إذا رجع يراضيها ؟؟؟ ولا يدري بمصير ولده اللي في الطريق ...
وكل هالأمور من الغيبيات .. والأقدار كفيله انها تكشفها ...
وعسى فيها ما يسعدك يا زياد ...!!
------------------------------------------------------------------------------
قدروا يخلونها تستلقي على السرير وتمدد رجولها ...
واجهوا صعوبة كبيرة وهم يطلعونها الدرج ...لأن عذا كانت رامية ثقلها عليهم وهي ما كلفت نفسها تشيل شي سوى البيبي اللي زادت رفساته والظاهر انه حس بالظلم اللي تعانيه أمه ...
انسدحت عذا على جنبها الأيمن وهي تصيح ،، وعيونها تطالع في اللاشئ ...
مصدومة ومتفاجأة ومقهورة .. وكل المشاعر المؤلمة متزاحمة في قلبها ...
كيف تقدر تتخيل انه اليوم بيلبس مشلحه ويطلع لوحده ثانية ؟؟
كيف تقدر تتخيل انه اليوم بـ يزف لوحده ثانية بتكون مستحية منه وتطالعه بخجل ...؟؟
يدلعها ،،، يقول لها كلام حلو ،،، على الأقل بيطالعها وهي متزينة ،، ومو أي تزين ؟؟ هذي سحر بنت عمه اللي تعرفها وتعرف وش كثر هي جذابة وجميلة ... وتعرف وش كثر بينجذب لها زياد ... لأنها ببساطة تتفوق عليها من هالناحية ...؟؟
غطت وجهها بيديها وانهارت تصيح في نوبة بكاء أشد من الأولى ... كيف وكل هالأشياء طرت على بالها ؟؟؟ كيف ما تبكي دم وهي تتخيل موقف زياد وهو جايبها لبيت جدها وخادعها بكذبة السفر ؟؟؟ ياربي هذا إذا ماكان متزوجها من زمان ويتحجج بالسفر علشان يروح لها ؟؟؟
انهارت عند هالفكرة وهالخدعة الجديدة الممكن انها تكون صحيحة ...
تنهدت لمياء من التعب والخوف على أختها وتقدمت وجلست على طرف السرير ..
.........:: عــذا ؟؟ ترى اللي تسوينه كثير ... هالزياد مايستاهل دمعة وحده منك ؟؟
شهقت عذا أكثر وما ردت عليها ...
عصبت لمياء وتوها بتتهاوش مع عذا لكن الأخيرة صرخت عليهم :: خلاص لمياء لاتقولين شي أكثر أطلعوا وما أبي أشوف أحد أبد .. اطلعوا واتركوني بروحي يمكن اموت وارتاح من هالعذاب ...
سكتت لمياء بعد مانزلت راسها للأرض من القهر ...
وأذنها انهارت وهي تسمع أختها تصيح وتنتحب ... إلا عذا اللي ماحسبوا حسابهم لهالشي انه يصير لها ...؟؟؟ معقولة زياد اللي كان بيموت عليها يسوي هالسوات ويتزوج ؟؟؟ طيب مو مشكلة تزوج وانتهينا ؟؟ لكن بنت عمه ؟؟ ليش طيب ؟؟ هو ماكان يشوفها من قبل لايتزوج عذا ؟؟ مايدري يعني ان عنده بنت عم ؟؟؟ والا احلوت في عينه يوم تزوج عذا ؟؟؟ الله يستر إذا زياد سوا كذا أجل الباقين ماعليهم ملامة ؟؟؟
وقفت لمياء وحانت منها التفاتة خفيفة لأختها المتكورة على السرير وتصيح ...
تمتمت بقلق :: الله يكون في عونك ...
تنهدت عقبها وطلعت من الغرفة بعد ما تركت الباب نصف متسكر ..
وتركت وراها بقايا عذا ... تصيح ومنهارة ... وفوق هذا كله ألم في بطنها بيقتلها ...
لكنها ما حست بالألم العضوي مقابل الألم النفسي اللي تحس به ...
مجروحة ..
مطعونة ..
وقلبها ينزف صديد بعد الدم ...
كلما غمضت عيونها انرسمت قدامها صورة زياد ..إما وهو يضحك .. أو وهو يطالعها بهذيك النظرة اللي تغوص في ثيابها خجل ومستحى منها ...
ماقدرت تمنع أذنها من انه يتردد صدى صوته في داخلها ...
صارت تسمع ضحكته ...
صراخه ...
همسه ...
و " أحبك " لما يقولها لها قبل لاتغفي عينه وينام ...
معقولة كل هذا تزييف وخداع ...؟؟
لكن الكلمة اللي هزتها هي لما قال (( زياد اليوم زواجه )) رجع صداها يرن في زوايا أذنها ... حتى صورة المشهد الأخير بينهم انرسمت على كل جدران الغرفة ...
وين مالفت بوجهها شافته واقف ويقول لها " انا بتزوج ... "
سدت أذنها وغمضت عينها وبدت تصرخ :: خلاص زياد يكفي يكفي .. لا تذبحني أكثر الله يخليك .. أرحم حالي
انهارت بالصياح وغطت وجهها بيديها وكأنها خايفة لاتنرسم صورة زياد قدامها ...
صاحت ونزفت وانهارت لحد ماشارفت على الموت ...
لكن هذي مو ساعة وفاتها ...
لكن ربي ريحها لما قبض روحها في غفوة هادية ... تريح فيها اعصابها المنهارة ..
رحمها ربي الرحمن الرحيم .. وغمضت عذا عينها بهدوء ... وغاصت في عالم الأموات المؤقت ... علّها ترتاح ..
.
.
.

جلسوا أم عبدالرحمن ولمياء في الصالة والهم يخيم عليهم ..متفاجأين من تصرف زياد وما توقعوه بتاتا ...
كانت عيونهم تراقب أمينه الخدامة وهي تشيل أغراض عذا وتطلعهم فوق ... لكن في الحقيقة كانوا سرحانين في شي أبعد ... وهو عذا واللي بيصير لها بعد ماتصحى من الصدمة ...
التفتت ام عبدالرحمن للمياء بعد ما اختفت أمينة من عيونها وتنهدت :: الله يعين على الجاي ..
التفت لمياء بوجه جامد لجدتها وهزت راسها بعد تنهيدة ..
ام عبدالرحمن :: أمك لاتدري عن اللي صار الا اذا رجعت ؟؟
لمياء : أكيد ماراح أقولها شي ولا حتى لـ سام .. لأني عارفته بيروح يقول لها
ام عبدالرحمن :: كلها اسبوع وبتكون في الرياض وساعتها نعلمها
هزت لمياء راسها والتزمت الصمت ...
أما ام عبدالرحمن فـ كانت تستغفر وتدعي بينها وبين نفسها بالثبات للجميع ...
وكأن شي لمع في بالها أو مقلقها فما حبت تخليه مبهم ولازم تستوضحه :: تتوقعين وش بتسوي عذا ؟؟
رفعت لمياء راسها ومسحت دمعتها :: إذا أنا اعرف عذا صح فهي لايمكن تغفر لزياد ولايمكن تفكر فيه بعد اليوم ...
عقدت الجدة حواجبها :: عذا مو قاسية ..
ابتسمت:: لكنها حساسة ومتسامحة .. وممكن تغفر أي شي إلا الطعن في الظهر وموقف زياد يمه قوي عليها ولايمكن تغفر له .. أنا عارفتها
ضربت ام عبدالرحمن كفوفها في بعض :: لاحول ولاقوة الا بالله ...
تنهدت لمياء بألم .. وهي فعلا عارفة وش بتسوي عذا ...
وتقريبا عارفة بالمستقبل اللي ينتظر هالأثنين ...
.
.
.
فتحت عينها بتعب لكنها شافت الغرفة سابحة في الظلام ...
تلفتت حولها تشوف وين هي فيه ؟؟ وبعد دقائق استوعبت كل شي والذاكرة رجعت لها .. عرفت انها في بيت جدها ونايمة في وحده من غرفهم اللي كانت تنام فيها يوم كانت بنت عزابية ... وتذكرت المر اللي ذاقته اليوم وحست بالغصة نشبت في حلقها مرة ثانية والدموع اجتمعت على بوابة عينها ...
(( وينك زياد ؟؟ )) كانت هذي الكلمة اللي تمتمت بها بينها وبين نفسها بحسرة ..
حاولت تقوم واستوت في جلستها ... وسندت ظهرها على المخده وراها ومدت يدها وفتحت الأباجورة ... حست بمغص خفيف في بطنها فنزلت يدها تمسح عليه وكأنها تهدي الموجود داخله انها بخير ...
طاحت عينها على شنطتها اليدوية اللي فوق الكومدينو ... وبدون ماتفكر مدت يدها وسحبتها وراحت تفتش عن جوالها في وسطها ...
طلعته وراحت تتأمله .. وكأنه يمثل زياد بالنسبة لها ؟؟ طبيعي مو هو اللي اهداه لها يوم العيد ؟؟؟
تنهدت والدموع نزلت على خدها وراحت تفتح حافظة الصور ..؟؟ كأنها تبي تعذب نفسها وكأنها تعشق تعذيب الروح ...
فتحت أول ملف وكان يخص زياد بس ...
شافت له صورة وهو يبتسم وجالس في الحديقة اللي في بيتهم ؟؟؟
شافته وهو رافع حاجبه ومسوي نفسه معصب ونافخ صدره .. وتذكرت هالموقف لما دخل عليها وشافها ترتب البيت في بداية حملها وهو اللي موصيها ماتتحرك ؟؟
شافت له صورة في البر وعلى كثبان الرمل وهو كاتب لها (( احبك )) وواقف جنب الكلمة ويده على صدره ...
شافت صورة يوم كانوا في مكة وهو لابس الإحرام .. ويبتسم ابتسامة خفيفة جذابة ...
وآخر صورة له شافتها كانت من يومين ... وزياد متمدد على السرير ويطالع في ألبوم صور زواجهم ويبتسم ...
انهارت تصيح وما عاد قدرت تتحمل ... حضنت الجوال لصدرها وعيونها تنزف وتمطر عليه من الدموع ...
وبلا وعي رفعته مرة ثانية وطلعت قائمة الإتصالات وشافت رقمه أول واحد ...
وبسرعة ضغطت على الإتصال ورن الجوال ..
رن
و رن ..
و رن ...
لكن محد رد ...
رمت الجوال من يدها وهي تصيح :: حيوان ،، نذل وحقير وواطي ؟؟ حتى ماتبي ترد علي ؟؟ وش سويت لك أنا ؟؟؟ ليه كل هالجـ ـ ـ
ما أمداها تكمل كلمتها إلا وجهازاها يرن ... رفعته لعيونها تشوف من المتصل لكن الدموع حجبت الرؤيا ... بسرعة مسحت دموعها وشافت قلبها يتصل ..
رفعت السماعة بسرعة لكنها ماتكلمت ...
وصلها صوته :: مرحبا ...
انهارت من الصياح وهي اللي كانت تحاول تتماسك ... وهو سمع شهقاتها وقلبه عوره عليها وفي لحظة تمرد قرر يترك كل شي ويروح طاير لها .. يحضنها ويمسح دمعتها ويعتذر منها ألف مرة ... ويقسم لها ويوعدها أنه ماراح يسمح لنفسه يآذيها ؟؟
لكنه تنهد بتعب وقهر وهو يشوف المعازيم اللي حوله وعمه الواقف قدامه ويستقبل الضيوف ...
كانت تكلمه وهو في المجلس ... بين الضيوف وحولهم ...
وهالضيوف جايين يحضرون زواجه هو ...
حاول ينسل من مكانه ويروح وراء أي زاوية أو أي مكان خصوصا ان المعازيم مابعد كثروا ...
توه بيقوم ويكلمها على راحته ويهديها ..لكنها تكلمت اخيرا وقالت :: زياد كنت أحبك ... لكن الحين أكرهك ... اكرهك والله العظيم أكرهك ...
انقرص قلبه من كلامها وهو يحس بالصدق في حروفها :: عذا اسمعيني لازم يكون بــيـنـ
قاطعته تصرخ :: مابينا شي .. لأن انت الحين صرت شي وانا صرت شي ... زياد احنا ماعدنا واحد ؟؟ أنت زياد وانا عذا وخلاص ...
غمض زياد عيونه وتنهد ..
وهي كملت :: لكن لاتحبها كثر ماحبيتني ؟؟
بسرعة رد :: عمري ماحبيت ولا بحب وحده مثلك ؟؟
زاد صياحها : كذاب .. كذاب وطول عمرك كذاب ...
زياد مصدوم ::/ عذا تشكين اني حبيتك وتكذبين مشاعري اللي كانت مسخرة لك ؟؟
زاد صياحها ونحيبها :: طيب ليه تزوجتها ؟؟
سكت شوي وعقب قال باقتضاب :: الظروف ...
ضحكت عذا باستهزاء لكن الضحكة ممزوجه بشهقات الصياح :: الظروف ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ مادام الظروف خلتك تتزوج وحده ثانية ؟؟؟ يمكن الظروف بعد تخليك تحبها أكثر مني ؟؟
وسكرت السماعة في وجهه من دون ماتنتظر رده .. وعقبها رمت الجوال على الأرض وانسدحت هي تصيح وتصيح .. وقلبها يحترق وجوفها يشتعل .. ومغص بطنها يزيد ويزيد ...
والله يعين الإثنين ...
----------------------------------------------------------------------------
اليوم فرحتها ...
اليوم زياد روحها وقلبها بيدخل عليها ....
من متى وهي تنتظر هاللحظات ... من متى وهي تعد الأيام والساعات علشان تلبس الفستان الأبيض وزواجها من زياد يتم ...
كانت واقفة في وسط صالة بيتهم في زواج عائلي كبير ... لكنه في البيت وما استأجروا له فندق وهذا بناء على طلب سحر نفسها اللي ماتبي تتكلف ويكفيها حفلة كبيرة في بيتهم يعرفون الناس من خلالها انها خلاص صارت لزياد ... وزياد وبس ...
رفعت عينها للموجودين في الصالة وشافت الكل ملتم حولها ...
طاحت عينها على ندى اللي وجهها شاحب ومصفر بسبب الحمل المتعب ...
شافت أمها واقفة جنب المصورة وتوجهها وتعلمها وشلون تصور وتختار الزوايا ...
والأهم انها شافت خالتها أم راشد تطالعها بابتسامة باهتة ... او نقول ابتسامة عتاب وجنبها العنود بنتها تطالع فيها ومبتسمة لها بتشجيع ...
انتبهت سحر لإشارة المصورة علشان تجلس على الكرسي لأنها خلصت من التصوير ... طلعت ندى وساعدت سحر على فستانها والأخيرة استوت في جلستها على كرسي الكوشة الخرافية والإبتسامة الصفراء مرسومة على وجهها ...
مبسوطة ...
فرحانة ...
قلبها بتوقف نبضاته من شدة العدم تصديق ...
مسكت يد ندى وضغطت عليها بقوة .. :: ندى انا على الكوشة ؟؟
ضحكت ندى :: لا في الشارع .. اثقلي يابنت لا ينقدون عليك الناس ..
خذت سحر نفس عميق و كأنها تهدي اعصابها و تستجمع قوتها ...
اشتغل الدي جي وبدا الرقص وانشغلوا البنات بينما سحر استمرت في كوشتها تطالعهم بفرح وسعادة غامرة .. كيف لا وزياد أصبح زوجها ... مو هذا هو اللي تمنته من طلعت على الدنيا ...؟؟
تنهدت وهي تتذكر كيف كانت بتتهور وترفضه ... كيف عارضت أبوها على فكرة انها تتزوجه لأنه متزوج وزوجته حامل وهي ما ترضى أنها تكون دخيلة على أحد ؟؟
تتذكر كيف كانت غبية وأصرت على رأيها على الرغم من أن قلبها يتقطع في الثانية ستين مرة ... وهي استمرت ترفضه يومين كاملات ... فـ لكم تتخيلون كم مرة تقطع قلبها فيها وهي تشوف أن القدر هالمرة يمشي على هواها لكن هي تعاكسه ...
تذكرت اللحظة اللي دقت فيها ندى الباب عليها ودخلت ...
كانت ساعتها سحر متمددة على السرير وتصيح ... لأنها تعيش تناقض عظيم وكبير اتعبها وأرهقها وأتلف اعصابها ...
حاولت تمسح دموعها لما دخلت ندى لكن الأخيرة انتبهت لها وهزت راسها انها فاهمتها وعارفة هي وش فيها ...
جلست ندى على الكرسي الخاص بالتسريحة وهي لازالت تطالع في عيون سحر وكأنها بتشوف وش ردة فعلها او هي وش ناوية عليه ...
............ :: سحر انتي من قلبك رافضة أخوي ؟؟
تقوس فم سحر من الحزن :: قلبي لا .. لكن عقلي هو اللي رافض ...
تنهدت ندى :: و السبب ؟؟
رفعت سحر عينها لندى :: ما أقدر اتزوجه وفي قلبه وحده ثانية ؟؟
توترت ندى وراحت تضيع نظراتها في الفراغ ... المهمة اللي اوكلها لها عمها صعبة وفيها عذاب لأخوها وتحطيم لقلبه وحياته ... لكن عمها ينتظرها برا تقول له وش صار نتيجة اللقاء والإقناع ... أول ماطلب منها عمها أنها تقنع سحر توترت وماعرفت وش ترد عليه لكن اللي متيقنة منه انها ماقدرت تقول له (( لا )) لعدة أسباب اولها أنها خافت منه وهي اللي عمرها ماكانت في مواجهة معه أبدا ... ومتيقنة انها ضعيفة قدامه ومو بالقوة اللازمة انها تواجهه ... والثاني هو نظرة عمها اللي كانت تتوسلها بصمت علشان تقنع سحر ... استنتجت ندى ان عمها عارف باللي في خاطر بنته وعارف أن رفضها ليس إلا مكابرة وبس ... لكنه ما قدر يصرح بهالشي لندى وترك الموضوع يعتمد على سرعة بديهة ندى وفطنتها علشان تستنتجه .. وهي ماقصرت وفهمت عمها واللي يبي يوصل له ...
(( سامحني زياد ،،، لكن اللي بقوله فيه خير لك ولسحر ولعمي ومرته ،،، الناس اللي آوونا واعتبرونا عيالهم ؟؟؟ حقيقي عمي كان قاسي معنا ،، لكن الباقين وأولهم مرت عمي كانت بمثابة الأم الحنون لنا كلنا .. ولا أذكر انها فرقت بيني وبين سحر في شي أو بينك وبين مصعب ..؟؟ ))
انتفضت لما سألتها سحر :: ندى وين سرحتي انا أكلمك ؟؟
ابتسمت :: وش كنت تقولين ؟؟
تنهدت سحر :: أقول انتي انصحيني وقولي لي وش أسوي ؟؟ يعني للحظة وحدة بس تناسي أنه اخوك وانا بنت عمك وقولي لي نصيحة ...
ابتسمت ندى على مضض :: وافــقــي ...
فتحت سحر عينها على الآخر وكأنها هي نفسها تبي تسمع هالكلمة لكنها ماتوقعتها ؟؟
:: ندى وش تقولين انتي ؟؟
ندى :: اللي سمعتيه ... مو أبوك قال لك ان زياد قد خطبك من قبل لكن ابوك رفضه لأنه كان خايف أنه يحبك حب شفقة ... لكن هذا هو الحين رجع يخطبك مرة ثانية وهو متزوج وزوجته حامل... يعني ما أظن ان تفكير أبوك كان سليم ...
اعتدلت سحر في جلستها وطبول قلبها بدت تدق من الفرح وعيونها تتراقص من السعادة وكأن جواب ندى هو اللي كانت محتاجته :: وعذا ؟؟
بلعت ندى ريقها :: بتكون زوجته مثلها مثلك ... لكن المحبة ربي هو اللي بيقسمها بينكم ؟؟
وكأن سحر توجست الخيفة :: يعني زياد ما يحب عذا ؟؟
ندى :: أنا ماقلت هالكلام ... لكن يمكن يحبك أنتي أكثر منها وعلشان كذا رجع يخطبك ... و عموما انتي وشطارتك ..
سكتت سحر وهي متحمسة و مستانسة ... وفي قرارة نفسها آمنت ان كلام ريم بنت خالتها لها كان صحيح ... وأن زياد مو لهناك مع عذا ... وخصوصا انها تسمع عذا تتنهد على عبدالله وتقوله ان زياد غريب الأطوار وهاليومين مو ثابت على حال ...
قدرت ريم تقنع سحر أن زياد يمكن متوتر هاليومين لأنه خايف لا ترفضه ...
والكل بهالصورة أثبت لسحر أن زياد شاريها ويبيها ... وما زواجه من عذا إلا تحصيل حاصل ... ويمكن ابو عبدالله نفسه هو اللي خطب عذا لزياد لأنه معجب برجولته ومركزه ... ومثل ماقال المثل اخطب لبنتك ولاتخطب لولدك ...
..................:: وين سرحانة العروس ؟؟؟
صحت سحر من هواجسها وتفكيراتها على صوت العنود بنت خالتها وابتسمت :: انا معكم ...
نزلت عنود وحبتها على خدها :: الله يوفقك حبيبتي ويسعدك ..
تنهدت سحر وابتسمت بحزن :: عنود أكيد انتم مو زعلانين ولا خالتي لأني رفضت راشد ؟؟
ابتسمت لها العنود تطمنها :: الزواج قسمة ونصيب ... ورفضك كان من ضمن الردود اللي حنا عاملين حسابها ... واحنا اهل يا سحر وهالشي مايزعل ؟؟
تنفست سحر بعمق وهزت راسها مبتسمة لبنت خالتها وعينها على خالتها اللي واقفة جنب أمها ويطالعون ناحيتها ...
وانتبهوا الثنتين لندى اللي تمشي لهم مبتسمة ويدها وراء ظهرها وكأنها تسند نفسها لاتطيح من التعب ...
أول ماوصلت لهم ألقت نظرة على العنود وعقبها التفتت لـ سحر .. :: هاه وش اخبارها أعصاب عروسنا ؟؟
تنهدت سحر وهي تشد قبضتها على الباقة اللي في يدها :: متفلتة وكل عصب حسي فيها يتقطع ...
ضحكوا الثنتين وعقبها عقبت ندى :: تماسكي أكثر لأن زياد بيدخل الحين ...!!
شهقت سحر :: لاتقولين ؟؟؟
ضحكت ندى وهي تلتفت لعنود :: الحمدلله غيّرت كذاااااااااااااااااااابة من قبل وهي مأذيتني بها ...
ضحكت العنود :: تماسكي سحر وترى المعرس مو ناقص تنومين في المستشفى من أول يوم ..
حست سحر بالخوف والتوتر من طاري زياد ودخلته ,,, هي فرحانة بزواجها إيه بس هالفقرة تخوف .. ودخلته عليها تقلقها ... ::/وش أسوي الحين ...
ابتسمت لها ندى :: لاتسوين شي .. ابتسمي بدلع وخلي الباقي على زياد ...
هزت راسها بقلق ونزلت العنود من على المنصة هي وندى يلبسون عباياتهم لأن الرجال بيدخلون الحين .. زياد ومعه عمه وعياله ...
.
.
.
حانت اللحظة وقرب الأجل ... وماعاد فيه مجال للتراجع ...
هذا هو عمه يمشي معه وجنبه متوجهين للبيت ,, وبالتحديد لمكان العروس الجديدة ...
صار لازم يا زياد الحين تقتنع وترضخ ... لأن كل شي صار حقيقي .. وانت اللي كنت على أمل ان هالأحداث كلها تكون مجرد كابوس لعين مر عليك وانت نايم على سريرك الوثير في جناحك الخاص في بيتك الصغير اللي يضمك انت وعذا ...
خذ له نفس عميق وهو يشوف بوابة الصالة تنفتح وعيونه تشوف الزينة والأنوار المضاءة والورد المنتشر في كل مكان وأصوات الموسيقى الصاخبة ... انتبه للترابزين المزين بباقات الورد الجوري الأحمر والتوليب الأبيض والروز ... كان آية من آيات الجمال فضلا عن البيت اللي كان يلمع بفضل الكرستالات والتحف الزجاجية والأنوار الهادية ...
عموما وبدون قصد ... عقد زياد مقارنة بين البيتين ؟؟ بيت عمه وبيت عمته ؟؟؟ فرق شاسع ولا فيه مدعاة أصلا للمقارنة ...
نزل عينه للأرض لما شاف جموع النساء واقفة عن يمينه ويساره ...
حس بالخنجر يطعن صدره فجأة وهو يشوف مكان الكوشة والعروس واقفة وجنبها أمها ... تذكر عذاه المرمية في البيت تصيح ومنهارة ومشارفة على هلاك نفسها ...
غمض عينه بقوة في محاولة مستميتة منه أنه يتجاهل الموضوع وينسى شوي الذكريات ...
وصل لمكان سحر من دون مايحس .. وطول الوقت منزل راسه وعيونه للأرض وما يطالع غير مكان خطواته وكأنه يعدهم وحده وحده ... ويتمنى لو أن الأرض فجأة تنقسم نصين وتآكله وتتسكر من جديد ويموت هو قبل لاتصير في حياته بنت ثانية غير عذا قلبه ...
انتبه لعمه لما قال :: ماتبي تسلم على عروسك ؟؟
انقبض قلب زياد من هالكلمة وحس ان وده لو ينتهي التصوير ويطلع المخرج ويقول ستوب ... المشهد محذوف ... وانت ماراح تتزوج سحر وبتكون زوج عذا وبس ...
تنهد بألم واستسخف أفكاره الجهنمية ورفع عينه تدريجيا لسحر وهو يحاول يبتسم ... لكن للأسف أخته كاشفته وعارفه انه مستحيل بتكون ابتسامته حقيقية .. ومايدري عن باقي المعازيم ما إذا كانوا يدرون عنه مثل اخته او لا ؟؟؟
طاحت عينه على سحر لكن اللي شافه عذا ... أقسم لكم انها عذا هي اللي كانت واقفة قدامه بفستانها الأبيض .. وملامحها الطفولية الهادية ... وابتسامتها اللي تسوى عنده الدنيا كلها ...
ابتسم هالمرة من كل قلبه لأن اللي قدامه عذا ومستحية منه ..:: ألف مبروك عذا ...
قالها من دون شعور وهو مو حاس بشي لكن الحمدلله ان سحر ما انتبهت له من الإرتباك وردت عليه وعيونها على مسكتها :: الله يبارك فيك زياد ..
عقد حاجبه وراحت الإبتسامة بشكل سريع لما صحى لنفسه واللي قدامه تغير ... من تكلمت سحر رجعت الصورة الحقيقية لزياد .. انتبه ان اللي قدامه مالها وجه عذا المدور بالعكس ... كانت وحده تفوق عذا في حدة أشباهها وجمالها الفرعوني الحاد ... كانت بنت بعيون حادة ونظرة عميقة ... وحده حوراء بياض عينها شديد وسواد عينها لامع ... بنت بيضاء بفك قائم وخشم شبيه بالسيف المسلول ... وفم متناسق مع تكوين وجهها ...
كانت جذابة ...
لا مو جذابة وبس إلا جميلة والعين تستمتع بشوف نعومتها وجمالها الرباني ..
بلع زياد ريقه بصعوبة ... وهو بين نارين ... ايه نعم انفتن بجمالها ... لكن عذا هي سيدة قلبه في الحب ... ومايقدر يخدع نفسه ..
طلعت ندى وهي قلبها يتقطع على أخوها المنكوب ... واللي الله قدر عليه تكون حياته بهالصورة المتوترة والمتذبذبة ..
سلمت عليه وهي تشوف البرودة في سلامه وعيونه ... بعكس يوم زواجه من عذا وشلون كان مبسوط ومستانس والدنيا مو واسعته من الفرحة .. والحرارة اللي سلم فيها على جموع المباركين كانت على وشك تحرقهم كلهم ..
سلمت عليهم وباركت لهم وعقبها نزلت من الكوشة وراحت تمشي للمكان اللي واقف فيه مشاري ويبتسم لها ...
وصلت له وهي تحاول تسوي نفسها تعبانة مع انها في الأصل مرهقة بس كل هذا علشان تتدلع عليه ...
...........:: هلا والله بأم إبراهيم ... عسى ماتعبتي ؟؟
تنهدت ندى بدلع :: يهمك يعني لو تعبت ؟؟
قال وهو يحط يده على كتفها :: أفا ... وش اللي مايهمني ؟؟ إذا ندى ماتهم مشاري ؟؟ اجل من اللي يهمه ؟؟
رفعت ندى عينها له باستفهام حزين :: مشاري صدق أنت تحبني ؟؟
ابتسم لها برجولة :: هذا الشي الوحيد اللي لاتسأليني عنه ؟؟
وبعد تردد قالت له ::يعني ما تفكر في يوم أنك تتزوج علي ؟؟
سكت مشاري شوي وبعدين انفجر يضحك :: كل هذا من تأثير زواج اخوك ؟؟؟ لاتخافين أنا عساني اتحمل وحده مهبلة فيني ؟؟ تبيني بعد أصير بثنتين ؟؟ مستحيل ؟؟
طالعته ندى بنص عين :: الحين انا مهبلة فيك ؟؟؟ صدق انك رومانسي ؟؟ ورومانسي بالحيل بعد ؟؟ الا ماتقول لي من مدرسك علشان أروح له يدرسني أنا بعد ؟؟
طالعها بفخر :: أنا أعلم نفسي بنفسي وما أحتاج تعليم من احد ؟؟
قرصته ندى مع يده :: الله يخليك لاعاد تتهور وتتعلم تعليم ذاتي ؟؟ يا إما تتعلم على سنع والا خلك على جهلك أرحم لك ولي ..
ابتسم لها وهو يهم بالخروج :: أمرك مولاتي ... يالله عاد انبسطي واستانسي مع اخوك وصوري معه وانا بروح أشوف وش عندهم معازيم أبوي من مظاهر تعل القلب ..
ابتسمت له وودعته بتنهيدة حارة تعبر عن كمية الحب اللي تحمله بين ضلوعها لمشاري .." أبو إبراهيم " ...
------------------------------------------------------------------------------

وأخيــرا ... تم تحديد يوم زواجهم وموعد لقائهم مع بعض على سنة الله ورسوله ويتسنى للكل أنه يشوفهم ويشهد أنهم كانوا أحسنوا إثنين يعتبرون معاريس ...
قدر نواف وبعد مجهود مضني أنه يتفاهم مع عبير حياته ... واستطاع في الأخير يوضح لها موقفه ... وهي برحمة ربي ما قدرت تعارضه وهو يشرح لها ويفهمها طبيعة موقفه والمشاعر اللي اكتسحت خلاياه وقلبه واللي ساعده ان نبرة صوته هذاك الوقت كان واضح فيها الألم والعذاب ...
قدر يبين لها أنه مستعد يتحمل عذاب الغيرة اللي يقطع قلبه ،، لكنه مو مستعد أبدا انه يتحمل عذاب فراقها وطلبها بالطلاق ...
حددوا لزواجهم أنه يكون نهاية السنة بعد ما تأجل عبير كورسها الأخير وتكمله بعد الزواج ... ... وبهالمناسبة اليوم نواف قرر يزور بيت عمه علشان يشوف عبير ... مع العلم انه زارهم أول ماتراضى معها لكنها هي رفضت تطلع له .. يمكن لأن بعده جرحها من نواف ما التئم ...
للمصداقية .. الإثنين تراضوا إيه نعم ... لكن لاتزال بقايا السالفة في خواطرهم ..
نواف الغيرة لازالت مشتعلة في صدره .. وكلما شاف عبير يحس بنارها تتأجج من جديد وتحرق جوفه ...
وعبير في المقابل تحس بالقلق من مستقبلها مع نواف ... وتحس بالألم لأن نواف لازال يحس بمشاعر الغيرة الشكاكة.. ممايعني أن السالفة لازالت في قلبه وهو لازال شاك ومتوجس خيفة ...
في النهاية قدروا عبير و نواف انهم يقتنعون بضرورة زواجهم المبكر ... علشان كل واحد يفهم الثاني أكثر ... والعشرة بينهم وقربهم من بعض ممكن يغير أشياء كثيرة بعكس حالتهم الحين وهم مجرد مخطوبين ؟؟؟
تنهد نواف بفرح والغالية عبير تدخل من باب المجلس وفي يدها علبة عودية متوسطة الحجم وهي تبتسم له .. كان على وشك أنه بيطلع لأن الزيارة انتهت لكنها وقفته على أساس ان فيه شي يخصه عندها ...
وقف لها ومشى ووقف معها في نص المجلس ..
ابتسم لها وانتبه للحمرة اللي اعتمرت آذانها وأطراف خدودها العلوية ...
كان بيضحك لما حس بنفسها مضطرب وحرارة خجلها وصلت له ...
تنهدت عبير ورفعت عينها وسوت نفسها أنها مو منحرجة والوضع عادي ... لكن هيهات تخفي الأشياء اللي شافها نواف على وجهها ...
ابتسم لها نواف يمنع نفسه بهالطريقة من الضحك :: وش عندك ؟؟ ووين هي الأمانة ؟؟
ابتسمت عبير :: اممم ..!! تتذكر لما جيتنا مرة وأعجبتك ريحة البخور ؟؟
هز نواف راسه وعيونه لازالت معلقة على وجه عبير ... وكأنه بيحفر صورة هالمشهد علشان يندرج مع اخوانه ضمن ملف الذكريات الحلوة في ذاكرته ...
مدت عبير يدها وفيها العلبة :: افتحها واتمنى ان محتوياتها بعد تعجبك ...
تنفس نواف بعمق ومد يده للعلبة وأخذها ...
بس قبل لايفتحها رفع عينه لعبير يشوف ملامحها هالمرة وشافها متحمسة ونظرتها متلهفة وكأنها تبي تشوف ردة فعله بأسرع وقت ..
ضحك نواف غصب عنه :: لهالدرجة متحمسة ؟؟
انتبهت عبير لنفسها ورفعت عينها من يد نواف وطالعته وهي تبتسم :: أخاف ما تعجبك ؟؟
همس لها نواف :: حتى لوكانت علبة عصير هي اللي مهديتني اياها بتكون أحلى هدية حصلت عليها وأطعم عصير شربته في حياتي كلها ...
ابتسمت هالمرة عبير وهي تحس بوجهها يحترق من شدة الإحراج وحست انها بتموت من الحر والعرق دقائق ويتصبب من جبينها ...
تنفس نواف بعمق وهو بالفعل يستمتع بهاللحظات الحلوة ... وفتح العلبة وأطال النظر فيها .. ونظرات عبير معلقة في عيونه ...
رفع عينه نواف والتقت نظرات الإثنين .. :: هذا كله لي أنا بروحي ؟؟
ابتسمت له :: لك بروحك ومحد يشاركك فيه ...!!
رجع نواف نظرته للعلبة وراح يتمعنها بدقة ... كانت العلبة تحتوي فتحتين من داخل .. وحده فيها مصحف متوسط الحجم وكان غلافه بالمعدن الذهبي ومحفور عليه اسم القرآن الكريم ... والفتحة الثانية تحتوي على بخور ريحته فايحة ومنتشرة داخل العلبة ... والعلبة من داخل مغطية كلها بالقطيفة البنية ...
كانت هدية قيمة في معناها ... ورائعة حد الثمالة ..
قطعت عبير سرحانه وهي تبتسم :: أوعدني نواف أنك تقرأ فيه كلما ضاق صدرك .. أو حسيت بالقلق يعتمر قلبك ...
رفع نواف عينه وهو بالفعل ممتن لعبير..:: أوعدك يالغالية ..
ارتفعت يد نواف للمصحف الشريف وفتح أول صفحة وكأن شي أوحى له انه يفتحها ... وعقد حواجبه وهو مبتسم لما شافها كاتبه ..

(( إلى زوجي العزيز : نواف ...

يارب .. يا رحيم ... اجعل القرآن الكريم ربيع قلبه ونور صدره وجلاء همه وذهاب حزنه ... آمين .. آمين ...

زوجتك المحبة :: عــبـيـر ..))

توترت أعصابه واشتعلت خلاياه .. ورعشة خفيفة هزت جدران قلبه المحب ...
"" زوجتك المحبة "" و " زوجي العزيز "" هالكلمتين كان لها وقع وتأثير رهيب على نفس نواف ... حس في لحظة أنه كان متهور وكان على وشك أنه يخسر حياته وأحلى شي فيها ... لكن الحمدلله أن عبير كانت متفهمة .. والظاهر انها هي بعد تعلقت فيه من كذا قدروا يتجاوزون هالمحنة على الرغم من وجود الآثار ولكن متأكدين هم الإثنين أن كل شي بيكون على أحسن احواله بعد الزواج ... وهذا هو الوعد اللي قطعه نواف على نفسه في هاللحظة .. وبين يديه علبة الهدية والكلام المكتوب على أول صفحة في المصحف ...
انتبه ليدها اللي مسكت يده بهدوء ،، ورفع عينه يطالعها ..
تكلمت عبير وعيونها تتوسله ونبرة صوتها مشحونة بالتمني :: نواف أوعدني إن الشيطان ما يلقى له سبيل في حياتنا ...
ابتسم نواف وعيونه تحرقه من شدة الفرح :: بحاول بكل ما أقدر عليه يا عبير .. وببذل كل جهدي إن حياتي أنا وانتي تكون أحسن حياة .. والشيطان ييأس من انه يفرق بيننا مهما حاول ...
تنهدت عبير براحة :: وثق إني بكون جنبك وقتها ..
مسك نواف العلبة وشالها بيد وحده ... ومسك وجه عبير بيده الثانية وتقدم لها وحبها على جبينها :: وهذا اللي يخليني واثق إن حياتنا بتكون هادئة وسالمة لإنك بتكونين ساعتها جنبي ...
ابتسمت له عبير وعيونها في عيونه ...
أطال النظر في عيونها وكأنه يحكي لها شي من خلال نظراته ..
وعقب ثواني ابتسم نواف :: يالله عاد أنا بمشي الحين .. توصين شي ؟؟
ابتسمت هي الثانية :: سلامة قلبك ,, لكن انتبه لنفسك
هز راسه لها ومد يده يصافحها ... وما توانت عبير ورفعت يدها له وهي تبتسم... وانتبه نواف للخاتم المتربع في إصبعها البنصر ... وانفرجت أساريره لما عرف انه هو خاتم الخطوبة اللي اشتراه لها ... وهذي هي تلبسه الحين .. وفي يدها اليمين ...
يا جعلها تسلم لي ولايحرمني منها ربي ...
قولوا آمين ...!!
-----------------------------------------------------------------------------
هذا هو اليوم الثالث من زواجه لكنه لحد الآن ما يحس بطعم شي ... لا النوم يهني له ولا الحياة تطيب له ولا حتى الأكل يستسيغ طعمه ...
كيف وعذا قلبه مقاطعته ولا ترد على مكالماته ؟؟؟ حتى لما حاول يطلبها على البيت اعتذرت منه ام عبدالرحمن إن عذا ماتبي تكلمه ... ولو هي تبي ترد عليه كان ردت على الجوال اختصار للمجهود والوقت ...
طول وقته يفكر فيها ويفكر وش صار عليها ... كانت هي الشخص الوحيد اللي يشغل تفكيره ووقته طوال هالثلاث أيام ...
كان جالس على الكنبة وممدد رجوله على الطاولة والتلفزيون مفتوح قدامه .. لكن وش المعروض فيه فهذا هو الشي اللي مايدري عنه زياد لأنه أصلا سرحان ومو على باله التلفزيون ولا غيره ...
طلعت سحر من غرفة النوم لصالة الجناح اللي هم ساكنين فيه ... وابتسمت لما شافت زياد جالس قدام التلفزيون ... وبخطوات هادئة وناعمة تقدمت وجلست جنبه ... لكن هيهات زياد يحس فيها وهو أصلا مايدري وينه فيه ؟؟
دقائق كانت سحر تتأمل فيها ملامح زياد ونظرته الحزينة والقلقة ... هذا طبعا وزياد ماحس في تركيزها عليه لكن كانت أفكاره مشغولة بالأهم ...
ابتسمت سحر وتبي تقتل الصمت :: الظاهر البرنامج بقوة يحمس ؟؟
انتبه زياد لوجودها وحاول يبتسم ... وياما تصنع هالإبتسامة من يوم خطب بنت عمه .. :: نوعا ما ... مو لهالدرجة ..
رفعت سحر حاجبها :: لكنك متحمس ..
التفت لها زياد وطالت نظرته في ملامحها ... ماينكر أنه مفتون بجمالها ونعومتها وأنوثتها لكن في المقابل مايقدر يمنع نفسه من التفكير في عذا والخوف عليها ... عذا هي الوحيدة اللي خذت كل الحب اللي يملكه .. ممايعني أن الباقي ما صار لهم نصيب منه ...
انحرجت سحر من نظراته وعلى بالها أنها تحكي لها قصة حب ... ففضلت انها تبعثر هالخجل وهالنظرات لما قالت :: ما ودك نطلع مكان ؟؟ لو حتى البحر ..
انتبه زياد لنفسه ورجع يبتسم وقلبه يتقطع من الألم .. إلا سالفة الطلعات مايحبها .. لأنه ملزم طول الوقت انه يكون مركز مع سحر وهو اللي مايقدر على هالشي لأن عذا معه على طول وتطلع له في كل مكان وفي كل زاوية ... والأسوأ انه أحيانا يتخيلها هي سحر ... وهذا هو الشي اللي يخليه يطيح في مواقف هو في غنى تام عنها ... وخصوصا انه مالها داعي سالفة أنه يجرح بنت عمه ويذكر عذا قدامها ...
رجعت سحر تلح عليه :: هاه وش قلت ؟؟ نطلع ؟؟
تنهد زياد :: نطلع.. ليش لا ..
ابتسمت له سحر :: يالله دقائق وأكون جاهزة ..
هز زياد راسه لها وقامت سحر من عنده ومشت تشيعها نظرات زياد ...
لكنها فاجأته لما التفتت عليه :: الا ماقلت لي متى بنروح البحرين ؟؟
نغزه قلبه زياد وهو يتذكر انه بعد باقي حول الأسبوع قبل لا يرجع الرياض ويشوف عذاه ،،، حاول يبتسم لكن هالمرة ماقدر وبان الألم في عيونه وبحت صوته ::قبل نهاية هالأسبوع إن شاء الله ..
ابتسمت له وهي حاسة انه ما يبي هالشي لكن مو على كيفه ... هي من حقها تعيش شهر عسل مثلها مثل غيرها ... مو يكفي انه موديها للشرقية والحين بيوديها البحرين واللي في مثل عمرها من بنات العائلة وصديقاتها وأقرب وحده لها اللي هي ندى ما راحوا لشي أقل من النمسا وسويسرا ،، بعد بيبخل عليها بسفرة عادية تختلي فيها معه ويتمتعون بأحلى أيام عمرهم ؟؟ غريب هالزياد ..!!
قالوا لي إنه مو لهناك مع عذا ؟؟ لكن اللي أشوفه ان هواجيسه كثرت وأفكاره مو معي بالمرة ؟؟ يعني أكيد انها كلها مسخرة لعذا يفكر فيها وفي أحوالها وهي بعيده عنه ؟؟ آآآآآآه ياعذاب قلبك يا سحر اللي ما مداه يذوق الفرح ...!!
دخلت وغيرت ملابسها على عجالة وعقبها طلعت لزياد وهي لابسة عبايتها ومتجهزة ..
انتبه زياد لطلعتها وعقبها هو سكر التلفزيون بعد وراح لغرفة النوم يبدل ملابسه ويلحقها علشان يطلعون ...
الأجواء الهاادية تسود السيارة .. أصلا من تزوجت زياد وهالأجواء هي اللي مسيطرة عليهم من يكونون مختلين مع بعض ... لايسولف .. لايهمس ولا حتى يعلق تعليق جانبي على أي شي مهما كان ؟؟؟
تقريبا سحر ساكتة وما تكلف نفسها تتكلم .. لأنها عارفة إن زياد بيكتفي بالإبتسام أو قول إيه أو لا .. وبس .. فخلها ساكتة أرحم لها ...
وبما أن الجو هادئ فهذا يعني بيئة خصبة لنمو الهواجيس والأفكار والتخيلات ...
كانت سحر تفكر في صديقاتها اللي تعرفهم وتزوجوا وهي لازالت معهم ومافرقتهم الدنيا .. وأولهم غادة صديقتها من أيام المتوسط ...؟؟ كيف كانت متعلقة في زوجها وتسولف عنه وتغار عليه ؟؟؟ هل معقول ان بداية حياة غادة كانت مثلها زوجها هادئ ومايسولف و حدّه يبتسم هذا لو كلف نفسه ...
مستحيل أتخيل إن فيه اثنين يحبون بعض ومتزوجين تكون هذي هي بداية حياتهم ؟؟ زوج مآخذته الهواجيس وللأسف زوجته تعرف من المستحوذ على هواجيسه ..
وزوجة تستحي من إنها تتكلم لأنها عارفة ان زوجها ما راح يتجاوب معها ولا حتى يرد لها الصوت ...
تنهدت وعينها تروح ناحية زياد عشوائيا ... شافته جالس غرقان في صمته وعيونه مركزة على الطريق والظاهر أنه مثل كل مرة .. باله مو معه والأكيد انه في الرياض وبالتحديد في حارة بيت جد عذا .. وعلشان نكون أكثر دقة في الغرفة اللي تنام فيها عذا بعذاب وألم ..
شعور صعب لما الزوجة تعرف أن فيه وحده ثانية في حياة زوجها ؟؟ وهالوحدة مو أي بنت ؟؟ ولكن زوجته الحامل بعد ؟؟؟
تنهدت سحر وهي تحاول تستشعر شعور عذا المسكينة المرمية في الرياض وهي تدري أن زوجها رايح شهر عسل مع عروسه الجديدة ؟؟؟ لكن من قال لها تحبه لهالدرجة وهي تعرف أن قلبه معلق في غيرها ؟؟؟
انتبهت للسيارة اللي وقفت قدام واحد من المجمعات التجارية ...
التفت لها زياد وهي على طول ابعدت عينها عنه وسوت نفسها كأنها ماكانت تطالعه ..
....:: ننزل هنا نتعشى وعقبها نروح نمشي على البحر ؟؟ وش رايك ؟
التفتت له وطبول قلبها تدق :: فكرة حلوة ..
ومن دون أي ردة فعل فتح زياد الباب ونزل ... وكان ينتظرها هي بعد تنزل علشان على الأقل من الذوق انه يدخل هو واياها وما يسبقها ...
تنهدت سحر لأنه حتى ماابتسم ولا سوى نفسه مرتاح .. إلا بان كأنه مغصوب ووده لو يرجع للفندق اللي شوي ويتخللون فيه من قلة الطلعات ...
نزلت سحر وسكرت بابها وراها ... وقفل زياد السيارة وراح من جهة سحر ومشى معها لداخل المجمع ...
لو جيتوا للصراحة فآخر شي كان يتمناه زياد هو أنه يطلع مع سحر في مثل هالوقت العصيب اللي الأفكار تعصف براسه من شدة خوفه على عذاه ..
التفتت له سحر :: معليش لو نلف على كم محل قبل لانطلع نتعشى ؟؟
لف زياد بعيونه لها ولسان حاله يصرخ مايبي لكن من باب الذوق قال :: مو مشكلة . خلنا نشوف كم محل وعقبها نروح ...
هزت سحر راسها مبسوطة و اول محل قابلهم دخلته سحر ... وهو لايمكن يتركها تتدخله بروحها فدخل وراها ... لكن ملامح وجهه تبين نفسيته هل هو مبسوط والا مغصوب ؟؟؟ و لو بغيتوا الحق .. شكله ما يوحي أنه واحد في شهر عسله أبدا ؟؟؟
مشى مع سحر لكنه في النهاية تعب وخلاها هي تسبقه وتتفرج على البضاعة وهو اكتفى بمراقبتها بعينه ؟؟؟ أكتشف شي جديد في سحر وهو هوسها بالمحلات والملابس ... وذوقها الصعب في الإختيار والإنتقاء ...
راحت عيونه تتلفت في المحل عله يلقى شي يشغله او يقضي وقته لحد ماتخلص صاحبة الجلالة من اللفة ...
واللي ماتوقعه أن واحد من الفساتين المعروضة على المانيكان يجذب انتباهه ؟؟؟ عقد حواجبه ونزل يديه من على صدره وهو مركز نظرته على الفستان ...؟؟ هذا الشي قد حصل وشافه على أحد ؟؟؟ وهالأحد يشغل باله الحين وتفكيره ويوتر كل خلاياه من القلق والخوف عليه ... تقدم للفستان ووقف مواجهه وعيونه مانزلت من عليه ؟؟؟ تمثلت له عذا في المانيكان وهي لابسة فستان شبيه بألوانه الفوشيا وحاطة ربطة على مقدمة شعرها ... وطالعة من غرفة جناحهم وفي يدها عبايتها والوان الفستان منعكسة على وجهها ومخليته طالع ولا احلى وجه على الكون ممكن يضاهيه ...!؟ على الأقل في نظر زياد ... ساعتها طلع هو واياها وراحوا لبيت عمته يسلمون عليهم علشان يطلعون عقبها ويروحون للمطار ... رحلتهم لشهر عسلهم ... اللي لازال حتى هاللحظة يفكر فيه وماغاب عن باله ...
شاف عذا قدامه تبتسم ... لكن الدموع في عيونها ... شافها واقفة مكان المانيكان ويدها على البيبي ... كان بيتهور ويتكلم مع الي قدامه لكن شي صحاه من أحلى أحلامه ...
حس بيدها تحتضن يده وتلفها .. غمض زياد عينه بتوتر وحلمه لو يلتفت ويلقاها عذا .. لكن صوتها حطم كل ذرات الأمل اللي باقيه في قلبه لما قالت :: عجبك الفستان لهالدرجة ؟؟
بلع ريقه بصعوبة ومن دون لايلتفت :: ألوانه رايقة ...
تنهد وسحب يده منها بخفة ومشى تاركها وراه ... تنهدت سحر وهي شوي وبتصيح ،،، تصرفاته ماعاد تنطاق أبدا ... حتى مسكتها لـ يده مايبيها ؟؟ مو معقولة يعني واحنا تونا متزوجين هذي هي فعايله ؟؟ أجل بكره إذا رجعنا الرياض وش بيسوي ؟؟؟ يرميني في بيت اهلي وينساني ويرجع لها هي ؟؟؟
تزاحمت الدموع في عينها وما كأنها كانت تبي توصل لهالفكرة لكن الأقدار شاءت إنها تتوقف عندها ...
غمضت عينها بحزن وهي تمسد جبهتها وتحس أن صداع عنيف يدق الباب وعلى وشك الوصول ؟؟؟ فتحت عيونها وهي عارفة ان الدموع رجعت تجتمع من جديد ... ومالها بد إنها ماتنزلها ... وعلى هالأساس راحت تآخذ لها كم لفة في المحل .. على الأقل تصيح في المحل ولا عند زياد اللي حتى مو مفتكر فيها ولا في خاطرها ونفسيتها ...
-----------------------------------------------------------------------------
تنهدت لمياء وهي تدخل مع باب المجلس ووجها يحكي الكثير ونظرات عيونها الموجهة لجدتها تشتكي من عذا ومن حالتها الصحية المتدهورة ... الكل خايف عليها وعلى اللي تحمله في بطنها ... عذا لاعادت تآكل ولاتشرب ... إلا يادوب تآخذ لها رشفتين موية لو حست روحها بتموت ... وإذا كان ولابد غصبها ابوها عبدالله على ملعقة شوربة وهي تشربها وما تآخذ دقائق الا وتفضى معدتها ... مو من الهضم ولكن من شي ثاني ...
جلست لمياء و أربع عيون كانت تراقبها ... جدتها وأسامة اخوها اللي كانوا جالسين عند التلفزيون وتوهم مخلصين متعشين وعلى كلامهم قاعدين يتسامرون ... بينما في الحقيقة سام مستغلس على جدته ورافع ضغطها بتعليقاته اللي تقهرها ... من شوفي إليسا بتزوجها ... إلى بخلي زوجتي تصير فنانة ؟؟؟ وعند هالحد أم عبدالرحمن تنرفز وتصدق وتثور أعصابها ...!!
انتبهت ام عبدالرحمن لوجه لمياء وعرفت وش صار ووش كان رد عذا عليها لكنها ابتسمت تهون على بنت ولدها :: وش صار يالمياء ؟؟ فتحت لكم الباب ؟؟
هزت راسها تنفي :: لا يمه .. مثل العادة قافلته وتقول لا أحد يجي عند الباب لأني ماراح أفتح ...
تنهد أسامة بضيق :: أختك مو طبيعية ؟؟ لها أسبوع من سافر زياد وهي على نفس الوضع ... انا احس فيها شي .. وهالشي مو عاجبني أبد ..
تبادلت لمياء النظرات مع جدتها والتزموا الثنتين الصمت ..
ام عبدالرحمن :: انتي اللي رحتي لها فوق ؟؟
لمياء :: لا أرسلت لها أمينة ؟؟
عصبت ام عبدالرحمن : وليه مارحتي أنتي ؟؟
تنرفزت لمياء :: يمه انتي سامعتها اليوم العصر وش قالت لي .. وبعدين خفت اطلع لها انا وانرفز منها واعصب و عقب هي تنهار وانتي عارفة انها مو ناقصة مغثة ...
تنهدت ام عبدالرحمن :: لاحول ولاقوة الا بالله ... مادري وش هاللي صاب البنية ؟؟
عصبت لمياء هالمرة من جدتها :: وش اللي صابها يمه ؟؟؟ معقولة كل اللي صار لها وبعد تسألين وش صابها ... زين منها انها عايشة للحين ومستقرة جسديا ومو منومة في المستشفى مغمى عليها والا صاير لها شي ... ترى كل اللي تشوفينه نعمة وبركة من رب العالمين ..
هزت ام عبدالرحمن راسها والدمعة لمعت في محجر عينها اللي ياما ذاق من هوايل الدنيا وصبر وتحمل لكنه عند عياله وعيالهم لا ...! القلب مايقوى يتحمل ولايطيق يشوفهم بهالوضع المكسور في حياتهم أبد ... وتراها مقيولة ما أعز من الولد الا ولد الولد ... وهذي مو أي حفيدة ...؟؟ هذي عذا ... الحفيدة اللي تفضلها على الجميع ... يمكن لأنها حنونة وطيبة وشيطانها رافع راية الإستسلام ...
ماقدر أسامة يسكت وهو يحس بشي شديد حاصل لأخته اللي ماتتحمل حتى نسمة الهواء الباردة :: لمياء أختك فيها شي ومخبين علي ؟؟
تنفست لمياء بعمق وهي تحاول تمسك اعصابها المنفعلة ... لفت بعينها لجدتها وشافتها منزلة راسها وتحرك أصابعها والظاهر انها تستغفر ... لكن بشطارتها قدرت تلمح الدمعة اللي شافها أسامة في عين جدته وهي الظاهر اللي اشعلت فتيل الخوف في صدره ...
لفت لمياء لأخوها وشافته فاتح عيونه بقلق على الآخر وينتظر منها الجواب الشافي اللي يغسل همه اللي انولد في صدره من شاف وضع عذا اللي مايطمن ...
فكرت قبل لاتتهور وتقول لسام اي شي .. وتذكرت ان أمها وابوها بكرة أو بعده بالكثير وصولهم إن شاء الله ... يعني لاضير أبدا من أن سام يعرف بالسالفة .. وخصوصا انه خلاص كل شي صار مكشوف وهو شك ان السالفة فيها إنّ ...
انفلتت اعصاب أسامة من الإنتظار :: لمياء لاتطالعني بهالصورة .. تكلمي والا خليتك تتكلمين بطريقتي ؟؟
انتبهت لمياء من تفكيرها ورجعت نظرها لجدتها وشافتها تطالعها بنظرة مبهمة مافيها لاتأييد ولا معارضة ... وبعدها التفتت لأسامة :: زياد ولد خالي ماسافر لشغل ... ولا لمهمة عمل مثل ماقال ..
عقد سام حواجبه :: أجل وين راح ؟؟
سكتت لمياء ونزلت نظرها لأظافرها وهي ماتدري وشلون تقول له ؟؟ تعرف أسامة وحرارة اعصابه وانفعالاته .. تخاف يسوي شي أو حتى يتهور ويتصل على امها ويخوفها ...
صرخ بقوة :: زياد فيه شي ؟؟ متعور والا حاصل له شي ؟؟
هزت راسها تنفي بسرعة :: لالا .. زياد مافيه الا العافية ... لكنه ...... لكنه تزوج على أختك ...
سكت أسامة بعد هالكلمة والكل أصلا سكت وماتكلم ...
قلب أسامة نظراته بين جدته وأخته وكأنه يكذب الكلام اللي سمعه ...
إذا زياد تزوج على عذا معناتها الدنيا مافيها خير ؟؟؟
بلع ريقه بصعوبة بالغة :: ومن أسبوع هالكلام صاير وانا مادري ؟؟
تنهدت لمياء بأسف :: سام ماكان قصدي أخبي عليك .. لكن خفت انك تروح تقول لأمي وأمي تقعد تحاتي عذا وهي بعيدة عنها ... وانت عارف امي مو ناقصة شي يرفع ضغطها ...
صرخ سام :: لكن انا لازم ادري عن هالشي ... على الأقل كسرت راسه قبل لايفكر بهالفكرة .. علمته ان بنتنا مو لعبة في يده و يرميها وهي تعبانة بهالشكل علشان حضرته يروح مع عروسه ؟؟
لمياء :: طيب هد نفسك ولاتنفعل ..
زفر سام بحرارة وقهر :: وشلون تبيني اهدأ وانا حاس ان عذا فيها شي وعلى بالي ان الحمل متعبها .. مادريت انه هالسافل هو وراء الموضوع ..
تكلمت ام عبدالرحمن تهدي الوضع :: اللي صار من حقه يا ابوي
صرخ أسامة يقاطعها :: لا يمه مو من حقه .. مو من حقه يرميها وهو اللي ماترك شي في سبيل ان ابوي يوافق على زواجهم ...
قاطعته لمياء بحزم :: سام لاترفع صوتك ترى هذي جدتي ...
تنفس بعمق مقهور:: آسف يمه ما قصدت .. لكن والله ان قلبي شاب ضو عليها .. يعني أحس بروحي مغفل ... اختي تصيح ومنهارة وحالتها لله وانا مادري وش فيها ..
ابتسمت ام عبدالرحمن تهون عليه :: ماعليه يا أسامة .. واختك مابيكون فيها الا كل خير ...
التفت سام للمياء :: ومن هي مقرودة النصيب اللي تزوجت واحد خوّان مثل هذا ..
قاطعته جدته :: اسامة لاتقول عنه كذا ترى مهما كان هذا نسيبك وولد خالك ..
سكت أسامة وما رد .. وحست لمياء انه متفشل من جدته فعلى طول جاوبت وكأنها بتغير الموضوع :: بنت عمه ...
رفع أسامة عينه باستغراب :: من هي ؟؟
هزت لمياء راسها تأكد :: بـــــنــــت عــمــه ..
ضرب أسامة قبضة يده اليمين في راحته اليسار وهو منقهر والقهر واضح في عيونه ... تذكر حياة عذا مع زياد قبل الزواج وشلون كانوا احسن اثنين مع بعض ...
تذكر تفكيره في هالإثنين وعزيمته على إنه يوم يتزوج بيدلع زوجته تماما مثل مايحس بزياد يسوي لعذا ...
كانوا هالإثنين عاجبينه بعنف ... يحسهم مناسبين لبعض وفوق هذا يحبون بعض ..
يعني متفاهمين و أيما تفاهم ...
لكن فجأة الموازين تنقلب وهالقدوة يصيرون بهالصورة ؟؟
والطرف اللي كان حبه أقوى في نظره يكون هو الخاين ؟؟؟
وقف على حيله من دون تفكير وطالع لمياء :: بكره لازم نروح الطبيب يكشف عليها ويطمنا احنا بعد ... هذا مو وضع ولاينسكت عليه أبدا ..
ناظرته لمياء بتوسل :: أسامة امي لاتدري عن شي الا لما توصل ..
هز أسامة راسه وهو اصلا مو في وعيه .. يحس بنفسه مكتوم ومو قادر يتنفس ... ماعنده الجرأة انه يواجه عذا ويقابلها بعد اللي صار .. يحس بنفسه بيصيح ويآخذها في حضنه ويحلف انها تحرم على زياد ومايرجع لها ... إلا عذا ... ماتقوى على هالأمور ولاتتحملها بروحها ... ولازم يكون معها مهما كان ولو أي شي بغته هو بيوافق عليه .. لو طلبت الطلاق من زياد فيحلم الأخير انه يرجعها ... لو يكون آخر رجال في العالم ما بيسلم له أخته مهما كان .. يكفي جرحها هالجرح العميق ...
عطاهم ظهره :: انا طالع .. وبكره يالمياء بنوصلها للمستشفى ... من الصبح ..
ومشى تارك لهم الغرفة ،،، بعد هالخبر اللي سمعه يحس انه محتاج يختلي بنفسه .. ويشوف وش ممكن تكون أوضاع اخته .. ووش بيسوي هو لما يرجع زياد من السفر وكيف بيقابله ...؟
تنهدت لمياء لما حست ان سام زعلان منهم لأنهم ماقالوا له عن الخبر وقتها .. لكن هي معها حق وتعرف لسام اكثر منه وفاهمته قبل لاهو يفهم نفسه ... وهو أنه مستحيل بيسكت عن شي مثل هذا وبيبلغ امها على طول .. وهالشي هو اللي مابغته لمياء ولا جدتها .. لأنهم عارفين امهم .. وممكن ردة فعلها تكون مشابهة لعذا .. على أساس انهم من نفس الطينة والتركيبة ؟؟؟
انتبهت من سرحانها وجوالها يدق .. قامت بترد عليه وابتسمت لجدتها يوم قالت :: اكيد انه ابو مهند .. الله يصلحه ليته يخليك معي شوي ..
لمياء :: معليش يمه الوقت تأخر الحين وأكيد هو بينام وهذا زود على ان مهند نام بعد ..
رفعت جوالها من على الطاولة وتوها بترد لكن شي خلاها تشوف الرقم قبل ..
و تفاجأت ..

عــذا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!

على طول رفعت التليفون ودقات قلبها يسمعها اللي في آخر الحارة ...
..................:: وش فيك حبيبتي ؟؟
كانت عذا تلهث وصوتها تعبان حده .. وماتقدر تجمع حرفين فوق بعض .. أول شي تعبانة وثاني شي مو مآكلة أي شي من الصبح .. يعني ضعيفة وصوتها أضعف ...
لكنها بعد جهد قدرت تحرك شفايفها المبيضة من التعب :: لمياء مـ ـ ـ ما أقــ ـ ـ در ..
وصرخت عذا بألم ..
رمت لمياء الجوال من يدها وراحت تركض بتلحق على سام قبل لايطلع وتروح تشوف وش في أختها ... قابلت أمينة وهي طالعة بتروح تنام وصرخت عليها ودموعها في عينها :: أمينة الحقي أسامة قولي له لايروح ويطلع فوق لأن عذا تعبانة ..
وراحت لمياء تركض مع الدرج اما أمينة فكانت خايفة من هيجان لمياء وما استوعبت الا في الأخير ... وطلعت تركض للساحة على امل انها تحصل أسامة ..
سمعت ام عبداالرحمن كلام لمياء وبدت تسمي على الثنتين وقامت تتوكأ على عصاها على أمل انها تلحق لمياء اللي طارت صاروخ مع الدرج ..
وصلت لمياء في سرعة قياسية لغرفة عذا ... شافت الباب متسكر نصفه والغرفة ظلام ..راحت تركض لها وسمعت صوت أنين يخوف وتنهيدات تعب ..
حطت يدها على فمها خايفة تدخل لأنها ماتدري وش بيواجهها ..
تسلحت باسم الله والتوكل وفتحت الباب بشوي شوي .. لكنه في المنتتصف وقف .. وكأن فيه شي راده لايكمل الفتح ..
تنفست لمياء بعمق ودخلت نصف راسها .. تبي تتطمن ..
مدت يدها وفتحت الأنوار الخفيفة وشهقت لما شافت اللي وراء الباب وراده لاينفتح ..
وصرخت :: عـــــــــــــذا ؟؟
كانت الأخيرة متمددة وظهرها مسنود على الجدار وفي وضع رهيب ومخيف ...
خافت لمياء من اللي شافته ؟؟ اختها توها في الأسبوع الأول من شهرها السادس ..؟؟ يعني مو وقت ولادة أبدا ..؟؟
دخلت لمياء بصعوبة مع فتحت الباب الصغيرة ...
وعلى طول جلست جنب أختها المغمضة عيونها ..
راحت تمسح على شعرها وضربتها بخفيف على وجهها ودموعها تسبقها :: عذا تسمعيني ؟؟ عذا ردي علي ؟؟
فتحت عذا عيونها وهي بالموت تقدر تآخذ نفسها :: لميـ ـ ـ بمـ ــ و ...... ت
ومسكت يد اختها وراحت تضغط عليها بقوة وانطلقت من فمها صرخة عنيفة ...
تزامنت مع وصول أسامة للدور الثاني ومعه جده وجدته ... راح أسامة و جده يركضون للغرفة ..
وأول ما وصل لها حاول يفتح الباب ويدخل لكن لمياء صرخت عليه :: لا انتظر أسامة شوي ...
ووقفت وطلت براسها عليهم .. :: انتظروا هنا .. بحاول أغير ملابسها وعلشان تساعدني سام نوديها للمستشفى ..
هز أسامة راسه وانتبهت لمياء لوجود أمينة معهم واقفة :: أمينة تعالي ساعديني ..
هزت أمينة راسها بخوف وراحت مع لمياء واختفوا الثنتين داخل الغرفة ...
الحمدلله اللي لحقت لمياء على سام في الوقت المناسب ومنعته يدخل ...
ماكان له لزوم يشوفها على هالوضع أبدا ... وعذا نفسها ماكانت بتسمح لهم لو كانت في وعيها ..؟؟
دقائق وفتحت لمياء الباب وهي دموعها على خدها ... اختها في خطر وهي عارفة هالشي ومجربته ..
تلاقت عيونها مع عيون اخوها الخايفة والمترقبة وفتحت الباب أكثر :: يالله سام علشان نلحق عليها ..
ثانية ونقز أسامة حتى قبل لاتكمل لمياء جملتها الأخيرة ... ودخل وراء أخته وطلعو الثنين و هم ماسكين عذا بين يديهم .. والأخيرة تصيح ومنهارة والآلام و المغوص بتذبحها ..
طلعت وراهم أمينة ومعها ملابس عذا .. التفتت لها الجدة :: أمينة جيبي عبايتك وروحي معهم ساعديهم ..
التفتت لمياء :: لا ياجدة مالها لزوم خليها عندك وانتبهوا لمهند .. وانا بتصل على فهد وابلغه اننا في المستشفى ..
صاحت ام عبدالرحمن هالمرة غصب عنها :: انتبهوا لها يا لمياء واتصلوا علي وطمنوني ترى بنتظركم .. وغاصت في نوبة بكاء ..
والثلاثة طلعوا تشيعهم نظرات الجد والجدة ومعهم امينة الخدامة ...
لكن ابو عبدالرحمن .. الشايب قوي الإيمان .. من طلعت عليهم أمينة وهي منهارة وخايفة التجأ لربه يثبت قلب حفيدته.. ويرزقها اللي فيه خير لها وصلاح في الدينا والآخرة .. والحين بعد ماشافها مكسورة وتتألم .. دعى لها بالشفاء والأجر من وراء هالمصايب اللي جتها ... لكنه في نفس الوقت ما قدر ما يتحسب ربه على اللي كان السبب في تعاستها وغياب ضحكتها اللي يحس فيها ببراءة الطفولة اللي تعجبه والخالية من حقد البالغين وتخلفهم ...
---------------------------------------------------------------------------

في ساعة متأخرة من الليل ... فزع من نومه وهو يحس بالعرق يتصبب من جبينه .. وأنفاسه تلهث وكأنه في سباق الماراثون ؟؟؟ ويحس بدقات قلبه تنخر طبلة أذنه وكأنهم في مكان واحد ... تلفت حوله وهو يتعوذ من الشيطان الرجيم ... كانت الغرفة ظلام دامس ومافيه بصيص نور أبدا غير من تحت الباب ... غمض عيونه بعد ما نهض بنفسه وجلس على السرير بإرهاق ...
مسد جبهته بأطراف أصابعه وهو يحس بصداع خفيف وتصلب في أطرافه ...
قلبه معوره ويحس انهم فيهم شي ... هالكابوسين اللي توالوا عليه من يومين لايمكن يكونون كذا وبس .. أكيد لهم أسباب ... يعني اهله فيهم شي ..
التفت على يساره وحصلها نايمة وما حست فيه ... ابتسم لها من قلبه وبهدوء أنسل من تحت الفراش وراح طالع من الغرفة ...
وفي صالة الجناح .. لقى سارة متمددة على الكنبه ومعها عبدالله ... ويطالعون فلم ..
ابتسم لهم وهو يشوف معهم ببسي وشكله بارد ... اشتهاه في هاللحظة لأنه تقريبا يحس بريقه ناشف وعطشه ماله مثيل ...
تقدم منهم وصب له من العلبة شوي في الكأس وجلس جنب سارة ...
ابتسمت له الأخيرة وهي تتعدل في جلستها :: وش عنده ابو الشباب صاحي ؟؟
التفت لها ابوها :: ماجاه النوم وقال يطلع يتونس معكم ... (( والتفت لعبدالله )) الا وينها الريم ؟؟
ابتسم له عبدالله :: دخلت تنام ...
ابو عبدالله :: وانتم وش اللي مسهركم ؟؟
ابتسمت سارة بعبط :: خفنا لاتقوم مثل هالقومة وانت مافيك النوم وبعدين تقعد بروحك . علشان كذا قلنا نسهر وننتظرك ..
رفع ابوها حاجبه في وجهها وهو وده يضحك لكن مقاوم ...
وعبدالله ضحك و رد :: شفنا هالفلم وعجبنا وماعاد قدرنا نتحرك من قدامه ..
ابتسم لهم :: زين والله ..
سكتوا كلهم وأولهم سارة ورجعوا يتابعون الفلم ... وابو عبدالله مرة عينه تروح لسارة المتحمسة بقوة ومرة يرجعها لحضنه ويلعب في يديه ... متوتر وقلق ووده لو رحلته تتقدم الحين ويطيرون للرياض ...
تنهد بألم وهو خايف من قلبه على اللي في الرياض .. امه وابوه وبناته وولده واخوه وعياله ... هذولا هم اللي يقربون له بقوة . واللي ممكن يتأثر ابوه لو حصل لهم شي وهذا اللي خلاه يجي له هو في الحلم بوجهه القلق ...
انتبه عبدالله لتنهيدة ابوه والتفت له ... ابوه من طلع عليهم وابتسامته واضح فيها القلق :: يبه عسى ماشر على هالتنهيدات ؟؟
ابتسم ابو عبدالله وهو ينتبه لولده والتفتت عليهم سارة بعد :: ماشر يابوي .. لكني حالم حلم وخايف منه .. الله يستر ...
عقد عبدالله حواجبه :: خير إن شاء الله .. بس عاد مو حلم بيسوي فيك كذا ؟؟
ابوعبدالله بنبرة قلق :: يومين وهو يجيني ... وأحس ان اهل الرياض فيهم شي .. ودي اتصل عليهم واتطمن ..؟؟
سارة :: ومن وين بتدق ؟؟ طلعت جوال إماراتي ؟؟
هز ابو عبدلله راسه :: لا .. وحتى جوالي السعودي مو معمم .. والألماني مايشتغل في دبي .. يعني الظاهر بنزل اكلمهم من كبينة أو بطلب خط من الفندق ؟؟
ابتسم عبدالله يطمن ابوه :: ماعليهم إن شاء الله الا كل خير .. وبعدين وش تدق عليهم هالوقت ؟؟.... الساعة عندهم ثلاث الحين ... و بتخوفهم تراك
عقبت سارة تبتسم :: وبعدين كلها ان شاء الله خمس ساعات واحنا طالعين لهم ؟؟ يعني طمن نفسك يبه .. ولا تحرق مفاجأتنا ..!
هز ابو عبدالله راسه والشكوك لازالت تعلب في راسه وتقلقه ...
بعد دقائق لفت سارة لأبوها ووبنبرة تفكير :: تدري يبه ؟؟ قم نتصل عليهم بس
رفع ابو عبدالله حاجبه :: ليش إن شاء الله ؟؟
تنهدت سارة :: اخاف عيالي هم اللي فيهم شي ؟؟ وساعتها يبه ترى اسمحي لي والله لأطربق الدنيا على راس ولد اخوك ورجل بنتك ؟؟ انا موصيتهم ومحرصتهم ينتبهون لهم ..
ضحك عبدالله :: اسكتي مالقيتي الا خالد يهملهم .. المسكين اظنه فارش فراشه على مدخل سطحنا ..
لعبت سارة بحواجبها :: لازم يسوي كذا ... تراني كل يوم أرسل لهم إيميلات للميس وبنات اخوها أوصيهم واحيانا خويلد ...
التفت ابوها وهو رافع حاجبه بغضب مزعوم وبنبرة استفهام:: وش اسمه ؟؟ وش ترسلين له ؟؟
عضت سارة على شفايفها :: آسفة اسمه خالد .. بس والله يبه اني ماراسلته الا يوم قالت لي لمياء ان شبيهة لولو ماتوا عيالها .. خذت ايميله وراسلته علشان يقول لي التفاصيل ... وعقبها ما أرسل له إلا رسائل تهديد بس ..
سكت ابو عبدالله لكن عبدالله انفجر يضحك من اخته ومن هوسها بالحيوانات ... :: ياقرادة حظك ياولد عمي ...
رفعت سارة حاجبها :: مسكين يحصل له يرعى شؤوني الخاصة ..
عبدالله يضحك :: بالله عليك وش تقولين له ؟؟
تنهدت سارة بعظمة :: والله ماكنت اقوله شي ..بس انبهه لو ان عيالي صار لهم شي فأني بقاطع عائلة عمي عبدالرحمن مثل مـا العالم تقاطع الدنمرك .... وبقتص منه ومايرضيني فيهم غير رقبته ... بس .!!
ماقدر ابو عبدالله مايضحك ،، وفجأة الثلاثة كلهم غاصوا في نوبة ضحك ... مو على شي .. بس تعرفونها حالة الهستيريا ونزول غاز الأوزون اللي يخلي العالم تضحك بجنون من دون سبب واضح ...
انتبهوا بعدها لأمهم الواقفة على الباب وتطالعهم باستغراب وعلى وجهها ابتسامة خفيفة من شدة ضحكهم ...
تقدمت لهم وهي لافة الشال على كتوفها ... بحكم ان البرد كان خفيف شوي هذاك الوقت .. :: خير وش عندكم تضحكون ؟؟
سارة :: ولا شي يمه .. بس ابوي حالم واحنا نضحك ؟؟
عقدت ام عبدالله حواجبها وهي تجلس جنب ولدها :: وش تقولين ؟؟
ضرب ابو عبدالله بنته على راسها بخفيف والتفت للجوهرة :: سلامتك .. نضحك على ولا شي ..
تنهدت وهي تطالعه :: وانت وش عندك صاحي ما نمت ؟؟
هز كتوفه :: مادري فزيت من النوم ولاعاد قدرت ارجع ..
طالعته سارة بنظرة مستغربة :: معقولة تخبي على زوجة المستقبل ؟؟؟
ضحك ابوها عليها :: توها تصير زوجة المستقبل ؟؟
عقدت ام عبدالله حواجبها :: وش فيكم ؟؟
التفت لها عبدالله :: سلامتك يالغالية .. بس ابوي حالم حلم وأفزعه وطلع لنا وهو قلق ..بس هذي هي السالفة ؟؟
التفتت ام عبدالله لمحمد :: وش حلمت فيه ؟؟؟
حك ابوعبدالله حاجبه بقلق :: أبوي زارني في الحلم مرتين .. وأشوفه مكتأب ومهموم وما كأنه فرحان برجعتي ؟؟؟
حطت ام عبدالله يدها على قلبها :: بناتي فيهم شي ...
قالت سارة بتملل :: يمه الله يخليك خلي عنا تخيلاتك .. والا وش جاب جدي لبناتك ؟؟ طيب ياختي قولي يمكن جدي هو اللي فيه ؟؟
طالعها ابوها بغضب :: فال الله ولافالك ..!!
هزت ام عبدالله راسها بنفي :: لا بناتي هم اللي فيهم شي ,, أنا حاسة من قبل انه صاير لهم شي ..... ياربي احفظهم ..
حاول عبدالله يطمن امه :: ماعليهم شر انا امس مكلم لمياء وصحتهم ماعليها كلام ..
مسكت ام عبدالله يد ولدها :: احلف ان مافيهم شي ..
ضحكت سارة :: يمه وش صار لك ؟؟ الحين من اللي حالم انتي والا ابوي ؟؟
تنهدت ام عبدالله :: انا حاسني قلبي ومعورني .. وابوك حالم ؟؟؟ يعني الأكيد ان فيهم شي ..
التفتت لمحمد :: وانت مالقيت لنا رحلة من ألمانيا للرياض على طول ؟؟
ابتسم ابو عبدالله يطمنها :: الحين حنا وصلنا دبي وخلاص .. وبكرة إن شاء الله و احنا في الرياض .. وماعاد ينفع الصوت لافات الفوت ؟؟
سكتت أم عبدالله ورجعت تشد الشال على كتوفها وهي تحس برعشة القلق والتوتر تهز عظامها ... كان بإمكانها تضغط عليهم لحد مايتصلون لها على البنات ؟؟ لكن هي ماتبي ؟؟ تخاف يوصلها خبر شين وماتتحمل وهي بعيدة عنهم ؟؟ فخلها على عماها لحد ماتوصل للرياض وتشوف وش سالفتهم ؟؟ ويارب لطفك ورحمتك يارب ...
----------------------------------------------------------------------------
وقت الصباح كانت الغيوم مغطية السماء بشكل رائع وحاجبة قرص الشمس بشكل خفيف ومتقطع ... وطبعا سحر تموت ولاتشوف مثل هالمناظر ولا تشتغل عندها رغبة التصوير ... بشكل جنوني طلبت من زياد أنهم يروحون البحر ... والأخير استغرب طلبها على هالصبح ؟؟ يعني بحر والصبح ؟؟؟ مو معقولة ؟؟
لكن هي ضغطت عليه .. كانت شوي وبتصيح بس علشان يوديها .. وهو المسكين ما هانت عليه يشوفها تتوسله بهالشكل ويرفض .. مو هو زياد الرحوم ...؟؟
تنهد وغير لبسه وطلع معها على الشاطئ ... كانت الأجواء مثل ماقلت غائمة وممتعة ومافيه شمس تحرق ... والناس كانوا قلة هذاك الوقت على البحر ..
نزل هو واياها وشاف له كرسي مقابل للبحر التفت لها وحصلها تحوس في أغراضها اللي في يدها و في شنطتها وترتب كاميرتها ...
تنفس بعمق وعدم اهتمام .. :: انا بجلس هناك لحد ماتخلصين .. زين ؟؟
رفعت عينها له مبتسمة وهزت راسها ثم رجعت تضبط امورها بحماس أشد ...
تنهد وهو يرفع الكاب ويلبسه :: لاتروحين بعيد ؟؟؟
رفعت عينها له متفاجأة من كلمته ؟؟؟ وش اللي لاتروحين بعيد ؟؟ طفلة أنا يخاف علي لاأضيع ؟؟؟ حتى مشاري ماعمره قال لي هالكلمة ؟؟ عموما سكتت ما ردت عليه ... اولا لأن مالها نفس تراده وثانيا لأنه هو أصلا ما طالعها ولا رمى بنظره عليها و كل اللي سواه انه راح للكرسي وجلس عليه ... وبس ..
حطت شنطتها على جنبها الأيسر بعد ماعلقتها في رقبتها ورفعت عبايتها شوي وبعد عكفت أطراف الجنز اللي كان عليها وراحت قريب للبحر ... تبي تلتقط صور قريبة من الشاطئ ومن المناظر اللي تشوفها غاية في الإبداع عن قرب ...
كانت تتحرك وعلى بالها إن زياد يراقبها لاتروح بعيد .. لكنها تفاجأت أول مالفت بعينها له وشافته عاقد يديه على صدره ويطالع البحر ... وحتى التفاته لها مافيه ؟؟؟
ابتسمت بقهر وغيض ... حب وكره ... قلق وفرح ... وكل التناقضات اجتمعت في ابتسامتها اللي انرسمت بمجرد ماشافت وضع زياد ...
ومن دون أي اعتبار سلطت عدسة الكاميرا عليه ... والتقطت له صورة ..
علشان لو حصل في يوم وحبها وتعلق فيها ... بتوريه هالصورة وتقول له شف كيف كان الحزن في عيونك واحنا كنا في شهر العسل ... ولاحظ انه كان شهر عسل ...!!
تنهدت وهي تحاول تغلب دمعتها ورجعت لتصويرها ...
أما هو فـ مايحتاج أقولكم وش يشغل باله وتفكيره ... أمس الصباح وصل للبحرين .. وباقي عليه مايقارب الأربعة أيام قبل العيد علشان يرجعون الرياض ...
وهو مايدري وشلون يقدر يصبر أربعة أيام زود وهو مايدري عن أحوالها ولا وش صار لها ؟؟؟ يتصل على لمياء ماترد عليه ... أسامة يعطيه مقفل والظاهر انه مغير جواله القديم ؟؟؟ والغالية جوالها مقفول من يوم زواجه وهي مافتحته ؟؟؟ معقولة صار لها شي عقب ماطلعت هذاك اليوم ؟؟؟ لكن ندى ماقالت لي شي وأنا اتصل عليها كل يوم و اقول لها تتطقس لي اخبارها ... لكنها في كل مكالمة تقول انها بخير وما تشكي باس ...
احتار ودار راسه من الأفكار والهواجيس ..؟؟ وش حاده يجلس كل هالفترة مشغول البال ؟؟ ليه ما يعتذر بأي عذر ويقطع هالسفرة المنحوسة ويرجع لهواه وروحه ...
حس بوجودها قريبة منه وملتصقة فيه ... وريحة عطرها خلته يتوقف عن التنفس ... مايبي خلاياه ورئتيه يتنفسون غير ريحة عطرها هي ... ما يبي يخونها ولا حتى بالريحة ...؟؟ يكفي أنها مادرت عن زواجه الا يومه ...
حس براسها قريب لكتفه .........فـ صرخ قلبه بـ لا ...؟؟ هالكتف ما ينحط عليه غير راسها هي ... ومايحمل الا دموعها هي ... وهالروح ما بتموت الا معها هي .. ولا وحده غيرها تآخذ مكانها في أي شي ... لا الحب ولا غيره ...
ابتعد شوي عنها وانتبهت سحر لحركته فـ ماحبت تعلق .. انجرح كبريائها وهي تحاول انها تتقرب منه أكثر ... حست بشي يحرق جفونها ووده ينزل لكن الحصون اللي هي بنتها تمنعها ...
حاولت تخلي الموضوع عادي وتبتسم :: زياد بآخذ رأيك في المناظر اللي صورتها ؟؟
التفت لها زياد وهو منحرج وعظامه ترتجف من داخله على الموقف اللي كان بيصير :: خلصتي تصوير ؟؟
هزت راسها وهي تقرب شوي من عنده :: تقريبا ..
قربت منه لحد ماصار وجهها هالمرة قريب من وجهه ... و تحس بحرارة تنفسه واضطراب ضربات قلبه ... وش سالفته ؟؟؟
فتحت شاشة العرض الخلفية وبدت تتنقى له الصور اللي خذتهم من قبل ومن شوي ... يعني صورها كلها تقريبا ...
كان زياد يشوف وهو معجب في اختيار زوايها ... ولو كان الأمر بيده كان وظفها في وحده من الصحف كمصورة ؟؟؟
كان شبه منتبه لها ولكلامها ... وكان يحس بذرات الهواء تقتل صدره بسبب ريحة عطرها اللي تنقله له ... وقفت شوي عن العرض وابتعدت عنه .. وعقبها تنفس زياد الصعداء وخذ له نفس عميق ينعش رئتيه المكتومات ...
ابتسمت له سحر بخجل :: معليش هالصور مايصير تشوفهم ...
وكانت هالصور صور زياد اللي أجلت سحر عرضهم عليه للوقت المناسب ... وراحت تقلب وتدور على الصور العادية اللي تسمح له يشوفها ...
لكن قطع عليهم رنة جواله ... راح زياد يدور عليه في جيوبه وطلعه ومسكه في يده وراحت عيونه تناظر الشاشة باستغراب وقلق خلى سحر تخاف هي الثانية وتتوتر ؟؟
توها بتسأله لكنه قام من عندها وهو يهرول .. وابتعد عن المكان لحد ماصار في منطقة لايمكن لسحر انها تسمعه او تميز من هو قاعد يكلم ؟؟
نزلت يديها بيأس في حضنها ... والدمعة المحصنة صار وقتها تنزل ... وبالفعل ما توانت سحر من انها تنزلها وتسمح لأخواتها يلحقونها ... وانهمرت شلالات دموع على خدودها ..
عند زياد كان متوتر والرجفة صعدت لصوته ...
اقلقه ان عمه محمد هو اللي متصل عليه .. لا ومن جواله في السعودية ؟؟؟
يعني رجعوا .. والأكيد انهم عرفوا باللي صار ؟؟
وهذا عمه متصل عليه أكيد يعاتبه ؟؟
غمض عيونه وهو يرد على آخر رنة اصدرها جوالها ...
...:: هلا ومرحبا بهالصوت الطيب ...
ابتسم ابو عبدالله :: هلا والله ابو سلطان .. كيف حالك وكيف أصبحت ؟؟
زياد وهو لايزال متوتر :: بخير يامال العافية ... ما أسأل الا عنك يا عمي .. بشرني عساكم رجعتوا ؟؟
ضحك ابو عبدالله :: ماتشوف الرقم ؟؟
انفعلت اعصاب زياد واهتزت كل حواسه من القلق :: الا والله شفته بس اني خفت انه مقلب منكم ... لكن يوم انكم صرتوا واصلين صدق فالحمدلله على السلامة .. أنورت الرياض والله ...
ابو عبدالله :: الله يسلمك يالغالي .. وشلونكم انتم وكيفها عذا عساها بخير ؟؟
تلعثم زياد وضاعت الحروف من على لسانه :: سم ..؟؟
استغرب ابو عبدالله :: أقول وش اخبارها عذا ؟؟ عساها بخير ؟؟
بلع زياد ريقه :: بخير الله يسلمك ومافينا الا العافية .. أنتم اللي عسى كل شي عندكم تمام وعمتي وش علومها وسارة والكل ؟؟
ابو عبدالله :: حنا بخير وصحة وعمتك ماتشكي باس ... ورجعنا حنا وعبدالله مع بعض .. وهذا حنا في المطار تونا واصلين ؟؟
زياد :: زين والله .. الحمدلله على سلامتكم ..
ابوعبدالله :: زين ما اطول عليك بس حبيت ابشرك .. وابلغك بوصولنا واتطمن عليكم .. وخلنا نشوفك الليلة في بيت ابوي وجب عذا معك ولكن لاتقول لها خلها مفاجأة ..
تلعثم زياد وحس انهم مايدرون عن شي ؟؟؟ معقولة مابلغوهم ؟؟ معقولة عمته للحين ماوصلها الخبر ؟؟ والا وش اللي جب عذا معك ونتقابل في بيت أبوي؟؟
حس انه لازم يتكلم :: يا عمي انا مو في الرياض الحين يعني ان شاء الله الليلة او بكره بكون موجود ..
عقد ابو عبدالله حواجبه :: وعذا معاك ؟؟
هز زياد راسه وهو وده يصرخ من الألم والعذاب :: لا مو معي .. عذا في الرياض تركتها في بيت عمي عبدالله لحد ماارجع ..
ابتسم ابو عبدالله :: زين أجل نشوفك على خير ... ومكتوب اننا نشوف عذا قبلك ونفاجأها من دونك ..
ابتسم زياد ووده يصيح :: زين سلم لي على الجميع ونشوفك قريب إن شاء الله ..
رد السلام عليه ابو عبدالله وسكر منه الخط ..
أما زياد فوقف جامد في مكانه ومتفاجأ والمهمة زادت صعوبة عليه اكثر من قبل ؟؟
كان وده انهم عارفين من قبل لايجي هو علشان يرتاح من المواجهة ؟؟ لكن الحين هم ماعرفوا بشي ... يعني لازم يكون موجود علشان يوضح اي سوء فهم ممكن يجي في بال عمته وزوجها ؟؟ إلا هالعائلة مايقدر يطيح من عينهم أو يأذيهم بشي ..؟؟ هالعائلة هم عائلته وتعني له الكثير ..
التفت والتجهم واضح على ملامحه والقلق باين في نظرة عيونه ..
كانت أصابعه تتحرك بربكة وقلق واضحين ... وترميشة عيونه تبين ان فيه شي يشغل باله ... وتقدم لسحر لحد ماصار واضح بالنسبة لها وملامحه تقدر تكشف مكنون صدره...
عقدت سحر حواجبها وراحت له بخوف هي الثانية وتواجهت معه في نص الطريق ؟؟؟ خافت لايكون صاير لأحد شي .. وهو مايبي يقول لها ؟؟
قالت له بخوف ويدها على فمها :: زياد وش فيك ؟؟ أحد صاير له شي هناك ؟؟
رفع عينه لها وهو في وسط تفكيره وراح يتأمل ملامحها بشرود ..
صرخت سحر :: زياد وش فيك ؟؟؟ وش صاير لأهلي؟؟
انتبه زياد لنفسه :: لالا مافيهم الا العافية ... بس
قاطعته :: بس وشو ؟؟
تنهد زياد وحط عينه في عينها بقوة :: احنا لازم نرجع السعودية ؟؟
عقدت حواجبها :: ليه ؟؟
زياد :: لأني لازم أرجع وارتب أموري هناك ؟؟ والا كل شي بيضيع من يدي ؟؟
حاولت سحر تبتسم :: مشاري في مكانك بالشركة
قاطعها بغضب مكتوم :: أنا مو قصدي الفلوس جعلها للنار؟؟ انا قصدي أموري العائلية .. لازم أرجع واشوف وش يصير ؟؟ ما أقدر اجلس هنا والعالم هناك مخبوصة ؟؟
حست سحر في نبرة صوته الإصرار وفي نفس الوقت خنجر يطعن صدرها وهي تعرف وش اموره العائلية اللي يبي يحلها ؟؟ وحتى لو هي رفضت ما بيطاوعها وبيروح يحجز ويرجعون من دون لاتوافق .. فرأت من الأفضل انها توافق ويعتبر معروف منها له ... وعموما كذا والا كذا السفرة خربانة من البداية ؟؟ وشهر العسل كان كئيب من اول يوم فيه ؟؟ والظاهر من يوم الزواج حتى ؟
ابتسمت له :: ولا يهمك .. لو تبينا نرجع الحين رجعنا ؟؟
ابتسم لها زياد بفرحة بانت في عيونه ؟؟ وكأنه مبشر بالجنة ...:: مشكور سحر .. الحين خلينا نروح نقدم الحجز ونفطر في أي مطعم وعقبها نروح نلف لنا كم محل علشان تتسوقين وتآخذين اللي يعجبك ؟؟
هزت راسها له وهي مبتسمة بقهر ومن وراء خاطرها ... ولو جيتوا للحقيقة .. فهي في هاللحظة ودها تفسخ شبشبها وتضرب زياد على راسه ؟؟ حست انه عديم الإحساس ومايفكر إلا بنفسه ؟؟؟ ويوم صار اللي يبيه هذا هو استانس والإبتسامة شقت حلقه ... ليتها داريه من زمان ؟؟ كان على الأقل بتقول له علشان يضحك لها هالضحكة ؟؟
-----------------------------------------------------------------------------
دخل أسامة وهو رافع يده وماسكها لأنها تألمه .. كون موضع الإبرة من البداية كان خطأ وبالزود انكسرت في وريده .. لكن الأطباء تداركوا الموقف وقدروا يطلعونها وما يصير لأسامة أي مضاعفات أو تسمم لاقدر الله .. و في الأخير الحمدلله اللي انتبهوا إلى أنها انكسرت وما تركوها تتجرثم ..
دخل الغرفة اللي قالت له الممرضة عنها وان عذا نايمة فيها ... دخلها بهدوء من دون ما يصدر صوت ... وانتبه لعذا المتمددة على السرير والمغذي ممدود ليدها والدم بعد مثبت في يدها اليسار ... كانت تنام بسلام ووداعة ... مرتاحة من التفكير والصياح والإنهيار ؟؟؟ ليته عرف من زمان ؟؟ على الأقل كان بيجيبها هنا ويخليهم يعطونها مخدر وترتاح ...!!
وقف يتأملها وهي في السرير ويحس بنفسه مقهور ووده لو يشوف زياد بس علشان يتهاوش معه ويستوضح منه ليه سوا سواته ؟؟
انتبهت لمياء لوجود سام اخوها في الغرفة .. وتذكرت انها تركته أمس مع الأطباء في الغرفة يسحبون منه دم لأنه تبرع لعذا اللي كانت في لحظة بتضيع من يديهم ..
قامت من كرسيها والدموع حرقت خدودها على اختها ..
انتبه أسامة للمياء وهي تمشي له وابتسم لها :: لايكون أزعجتك ؟؟
هزت راسها بالنفي ولفت بعيونها لعذا تشوف هي صاحية والا لاتزال نايمة ..
وعقبها رجعت بعيونها لسام :: انت كيفك الحين ؟؟ لايكون تعبت عقب ماسحبوا منك دم ؟؟
هز راسه :: الحمدلله .. دخت شوي وانخفض السكر معي .. لكن الحين كل شي تمام .. انتي قولي لي وش اخبارها عذا ؟؟ وش صار عليها عقبي ؟؟
تنهدت لمياء ومسحت جبهتها بيدها ..
خاف أسامة من موقفها :: لاتخبين علي لمياء وقولي لي وش صار ؟؟
رفعت عينها له :: مادري وش أقول لك أسامة .. لكن عذا طمني عليها الطبيب وقال انها ان شاء الله بتكون بخير والدم رجع لوضعه الطبيعي لكنه خايف من استمرارية النزيف ..
عقد أسامة حواجبه :: يعني وش يقصد ؟؟ وإذا استمر ؟؟
تنهدت لمياء والدمعة رجعت لعيونها مرة ثانية وصاحت :: بيسوون لها عملية إستئصال ...
التفت سام بنظرة نارية للمياء وركز عيونه في عيونها وشاف فيهم الصدق والخوف :: وشلون يعني ؟؟ عذا توها صغيرة على هالأمور ؟؟
حاولت لمياء تكف عن الصياح :: والأدهى يا سام ان الطبيب ماخلاني أشوف البيبي وأرسلوه للحضانة .. ويقول انه أصلا لايمكن يعيش ؟؟ فمن الأفضل انكم ماتشوفونه من البداية ؟؟
رفع أسامة حاجبه في غضب :: وش تخربطين انتي ؟؟ كيف مايسمح لنا نشوفه ؟؟ وبعدين افرضي انه عاش وما مات ؟؟
صاحت لمياء وماقدرت تمسك نفسها :: مادري سام لاتسألني عن شي ؟؟ انا كل خوفي الحين على عذا ؟؟ اخاف تصحى ويصير ولدها متوفي وتدري بوضعها الصحي ؟؟ أسامة تراها بتموت لو صار له شي ؟؟
خاف أسامة من كلام لمياء وحس انه قريب للحقيقة ... هو شافها أمس وشلون منهارة والتعب بغى يذبحها وكيف كانت تصرخ وشايله المستشفى بصراخها ؟؟؟ تذكر كلامها لهم وهي في وسط ألمها وتعبها لما مسكت يد لمياء وقالت :: لـ ـمـ ـياء قولي لأمي وابوي أني كنت انتظرهم .. لـ ـ لكن الموت كان أقرب ...
سكتتها لمياء بخوف : عذا لاتقولين هالكلام ترى اللي فيك أمر طبيعي ؟؟
كملت عذا وهي ترص على يد اختها وشفايفها متقطعة من كثر ماتعض عليهم :: معليش لمياء خليني أكـ أكمل .. قولي لزياد إني كنت بـ ـ ـسامحه بس مت قبل لاأشوفه ..
صرخ عليها أسامة وهو مقهور ومتوتر وخايف على أخته :: عذا اسكتي والا تراني بسوي حادث الحين ؟؟ تكفين لاتقولين هالحكي لأنه يوترني ؟؟
مسكت لمياء يد أختها وحاولت تهديها وتمسح على راسها وهي تسمي ..
انتبه أسامة من سرحانه لما قالت له لمياء :: أسامة خلك معي لحد ماتقوم ؟؟ ترى لو صار لها شي ما أقدر اتحمل بروحي ..
التفت لها سام والنار تستعر من عيونه :: مابيصير لها شي وتشوفين ؟؟ بتقوم بالسلامة وولدها بيعيش .. واتحدى زياد لو رجع وهي سامحته ...؟؟ أتحداه يا لمياء ..
ناظرته لمياء من دون ماترد ..
اما سام فطالعها وقال : : بروح للدكتور وغصب عنه يدخلني الحضانة أشوفه ..
هزت لمياء راسها .. :: طمني ... زين ؟؟
هز أسامة راسه وطلع من الغرفة بعد ما ألقى نظرة خاطفة على أخته الممدة على السرير البيض ..
اما لمياء فالتفتت ورجعت مكانها وعينها على عذا ..
أمس صرخت لحد ما انبح صوتها وتقطعت حبالها الصوتية ؟؟
كانت بتولد لكن الطبيب المناوب حاول يأجل الموضوع لأنها توها في شهرها السادس .. والمسكينة تعسرت امورها واحتاست لأن وضع البيبي كان متعسر .. وهي اللي ماكانت ناقصة هالشي ابدا ...
ست ساعات وهي في حرب ضروس مع الألم والعذاب النفسي ..
كل شي كان ضدها ..
التوقيت ..
الطبيب ...
حتى البيبي اللي كانت تموت فيه أصبح ضدها ...!!
صعب لما الظروف تكون كلها ضدك ...
ولما تحتاج اللي تحبهم يساعدونك ... تكتشف أنك أمثال ورقة الخريف ... من يحين وقت سقوطها كل اللي حولها يتخلون عنها ... ولا احد منهم يحاول يثبتها ؟؟؟
كانت تهذي بزياد طول فترة ألمها وطول ما لمياء كانت جنبها ...
كانت تناديه كلما اشتد عليها الألم او تنادي أمها ...
حست لمياء هذيك الساعات بالألم يسيطر عليها هي من شدة ما اختها تتوجع ومحد يقدر يساعدها بشي ... وهالزياد مو موجود يمسح على جبهتها ويهديها ...
وهذي هي الحمدلله بعد هالتعب كله والمعاناة ترقد بسلام على سريرها والمسكن مآخذ مفعوله والحين هي نايمة ؟؟
والكارثة لو صحت والبيبي ميت ؟؟؟ بتموت هي معه أكيد ؟؟
مستحيل تتخيل نفسها بدون اللي في بطنها ؟؟؟
وعقب هالألم تطلع بـ ولاشي ؟؟
وفوق خسارتها .. إحتمال تخسر أكثر ...
جلست جنبها ومسكتها مع يدها :: الله يطمن قلبك يا عذا ... ويثبتك ؟؟

---------------

جلسوا الاثنين متقابلين وعيونهم تطالع في بعض بألم ...
كل واحد يقول للثاني أنت قول لها ...
لمياء ساكتة ومتحلفة انها ماتقول شي لعذا ...
وأسامة نفس الشي ساكت وما يبي يقول ؟؟ يخاف ان عذا تآخذ منه موقف وتكرهه لأنه هو اللي نقل لها أتعس خبر ممكن يمر عليها في حياتها ...
تنهدوا الإثنين والتفتوا لعذا وشافوها تطالعهم ...
ابتسمت لهم الأخيرة بتعب واضح وهي مسندة راسها للوسادة .. وابتسموا هم الإثنين ؟؟
كانوا كأنهم في مشهد درامي او مسرحية هزلية ؟؟؟
أو تعرفون الأراجيز لما يحركونها بخيوط وهي تتحرك من دون وعي ؟؟ كانو سام ولمياء نفس الشي ... خايفين وقلقين ومايعرفون وش ممكن تكون ردة فعل عذا لما تسمع الخبر ...
تكلم أسامة يقتل الصمت :: خوفتينا عليك أمس ... وقلتي كلام ...!! فظيع بصراحة بغيت بسببه أسوي أشنع حادث على وجه الأرض...!!
كحت عذا لما حاولت تبتسم وقامت لها لمياء وشربتها شوي مويه ...
شربت كفايتها من الكاس وابعدت يد اختها عنها علامة الإكتفاء ...
وقالت بصوت ضعيف :: لأني من جد والله شفت الموت أمس قدام عيوني ... شي فظيع وألم ما أقدر أصوره لكم ... غير أن روحي تنتزع مني وانا واعيه ؟؟ بس ..
ابتسمت لها لمياء :: عاد ياالرقيقة انتي ؟؟ هذي هي الولادة وش تسوين بعد ؟؟
تنهدت عذا ولفت بوجهها للمياء وكأنها تذكرت شي:: شفتي البيبي ؟؟
ارتبكت لمياء وعلى طول نظرها توجه لأخوها اللي بعثر نظراته في الفراغ .. حاولت تبتسم وردت لعذا :: لا ماشفته .. انتي امس اشغلتيني عن كل شي ..
ابتسمت عذا بتعب :: لمياء الله يخليك أبي اشوفه ... حتى الممرضة أمس بالموت قالت لي انا وش جبت ؟؟
مسكت لمياء يدها :: أكيد بتشوفينه بس انتي لاتفكرين فيه كثير ؟؟
تنفست عذا بعمق :: وشلون وأنا مالي الا هو أفكر فيه ؟؟
ابتسم لها سام :: والله وكبرتي ياعذا وصرتي أم وتفكرين في عيالك ؟؟
ضحكت لمياء تلطف الجو وشكرت أسامة في قلبها لأنه غير الموضوع شوي خصوصا انها لمحت لمعان الدموع في محاجر أختها ...
كمل أسامة :: ترى من الحين حجزته لبنتي ؟؟
طالعته لمياء :: وانت واثق من اخلاقه تبي تسلمه بنتك ؟؟
التفتت لها عذا بغضب مريض :: الله يخليك هذا ولدي ؟؟ وش اللي ماتبينه يصير خلوق ومؤدب .. لكن حامض على بوزكم ؟؟ ولدي ما أزوجه الا اللي يبيها هو ؟؟
ضحك أسامة :: الأخت عايشة في ألمانيا ؟؟
طالعوه لمياء وعذا بنظرة نارية وقالت لمياء :: ولا كأن فيه أحد حب له وحده
مادري حبته وحده ؟؟
اكتسح اللون الأحمر وجه أسامه من انطرى هالطاري :: لو سمحتي لاتخلطين الأمور .. ؟؟ سويرة هي السبب والله مايدخل هالسموم بروسكم الا هي ؟؟ وبعدين لاتحرفين الكلام .. البنت هي اللي رامية وجهها علي مو انا ...
ضحكوا عليه وعقبها رن جوال سام وطلعه من جيبه يشوف من متصل عليه من صباح الله خير ...
تفاجأ لما شاف الرقم وعقد حواجبه ..
رفع عيونه وراح يطالع اخواته بتعجب ..
الثنتين خافوا من نظراته وسألته لمياء :: من اللي متصل ؟؟
طالعها سام بنظرة عبيطة وغبية وعقبها ابتسم وتنحنح يعدل صوته ورد على الجوال :: هلالالالالا والله وغلاااااااااااااااااا لاتقول لي انكم وصلتوا ؟؟
ضحك عليه ابوه :: هلا أسامة وش عندك صاحي مبكر ؟؟
ضحك أسامة :: أول انت جاوبني وعقب انا اجاوبك ... انتم في الرياض والا وينكم فيه ؟؟
ابتسم ابو عبدالله :: ايه حنا في الرياض وفي طريقنا للبيت الحين ؟؟
شهق سام من الفرحة :: احلف ؟؟
زادت ضحكة ابوه :: استح على وجهك تكذب أبوك .. أقول لك حنا بنروح للبيت انت هناك ؟؟
تلعثم اسامة ونظره على اخواته اللي يطالعون بلهفة وقال :: لا أنا رايح لمشوار صغير بخلصه لكن انتم لاتنتظروني ارتاحوا وتقيلوا وانا اذا جيت بصحيكم ..
ابو عبدالله :: انت في بيت ابوي ؟؟
تلعثم اسامة :: ايه انا نايم عندهم اليوم ..
ابو عبدالله :: وعذا عندكم ؟؟
فرك أسامة جبهته بقلق :: وش عندك تسأل ومن قال لك أصلا انها عندنا ؟؟
تنهد ابو عبدالله :: كلمت زياد وقال لي كل شي ..
فتح سام عينه على الأخير :: وش قال لك ؟؟
ابو عبدالله :: قال لي انه مسافر وبيرجع اليوم بالكثير وعذا في بيت جدك ؟؟
تنفس اسامة الصعداء لأنه كان خايف لايكونون عرفوا بطريقة سيئة وتنصدم امه وقال :: ايه عندنا و كانوا نايمين يوم اطلع .. عاد انتم ريحوا وعقبها مروا عليهم سلموا ..
ابو عبدالله :: وهو كذلك لكن انت انتبه لنفسك وانتبه لاتقول لهم اننا وصلنا بنتركها مفاجأة للجميع ..
ابتسم سام بألم لأبوه :: زين ولا يهمك ... توصي شي ؟؟
ابو عبدالله :: سلامتك يالله مع السلامة ..
وسكر سام من ابوه وما امداه الا والبنات ناطين بحلقه :: رجعوا أهلي ؟؟
ضحك لهم وضحك على ابوه ومفاجأته :: ايه وصلوا ...
ضغطت عذا على يد لمياء من الفرحة وتحس ان بطنها رجع يمغصها . وهذي علامة سيئة لأن عذا دخلت المستشفى وهي أصلا مصابة بنزيف حاد ... وفوق هذا ولادة .. وفوق الكل هي فقيرة للدم ...
التفتت لمياء لها وحضنتها :: الحمدلله على سلامتهم عذا ومبروك .. ولادتك وجه خير علينا ..
شدت عذا من قبضتها على أختها وهي تصيح :: لمو ما أصدق ان امي رجعت والله ما اصدق ...
دق الباب عليهم وانتبه له أسامة بينما الثنتين غرقانات في دموعهم وصياحهم ..
ابتسم لهم سام وراح يفتح الباب وحصله فهد .. سلم عليه و عرف انه درى عن وصول أهله ...
ورجع سام للغرفة وشاف اخواته لازالوا يصيحون .. لكنه من شاف نظرة لمياء عرف انها ماتصيح بس على وصول اهلها ولكن تصيح على عذا بعد ..
تقدم لهم وتنهد :: لمو فهد عند الباب ان كنت بتروحين ؟؟
التفتت لها عذا :: ليش بتروحين ؟؟
طالعتها لمياء وهي تآخذ عبايتها :: بروح اتحمم وارتاح شوي وعقب برجع لك وبجيب معي أمي ..
ابتسمت لها عذا :: طيب لاتتاخرون وجيبي اهلي كلهم مو بس أمي ..
هزت لمياء راسها ونزلت تبوس اختها على خدها وعقبها ودعتها ولبست عبايتها وطلعت .. لكن سام ما سكت ولحقها ..
ووقفها في السيب :: لمياء وقفي شوي ..
وقفت لمياء ومعها فهد والتفتوا له ...
وصلهم أسامة وطالع في فهد وعقبها في لمياء وبان الإرتباك في عيونه ..
عقدت لمياء حواجبها :: وش فيك اسامة ؟؟
تنهد سام :: وش اقول لأختك ؟؟ أخاف تحرجني بالأسئلة ؟؟
انصدم فهد :: ماقلتوا لها ؟؟
هزوا الإثنين روسهم ..
ورفع صوته فهد :: من جدكم انتم مخلين البنت تعيش في الوهم ؟؟
تنهدت لمياء :: صعب يافهد نقولها احنا وهي بهالوضع قسم بالله ان تكرهنا ولايمكن تحبنا بعد اليوم ..
طالعها أسامة :: تدرين وشلون ؟؟ بقول للدكتور يجي يبلغها وانا بسوي نفسي متفاجأ وكأني مادريت ؟؟
هزت لمياء راسها في اقتناع :: كلامك سليم .. ومالنا عموما الا هالحل ..
تنهد سام :: طيب انتي خلك معنا ,.. اخاف يصير لها شي وانا مااقدر عليها ؟؟
ابتسم له فهد ودق كتفه :: انت رجال وقدها وقدود يا ابن الحلال .. وبعدين لمياء لازم تروح علشان تمهد لأمك السالفة .. وانت خلك مع عذا ..
تكلمت لمياء بنبرة توسل :: سام انتبه لها زين ... واذا حسيت انها تتألم او قالت لك ان فيها مغص ناد لها الطبيبة على طول زين ؟؟
هز اسامة راسه وابتسمت لها لمياء وشجعه فهد وعقبها راحوا وتركوه ..
راحوا وخلوه يواجه عذا بروحه ...
------------------------------------------------------------------------------
على المغرب ... دخلت لمياء بيت اهلها وهي مبسوطة ومرتاحة ... وأخيرا هالبيت الموحش رجعوا له اهله ورجع فيه الحس ...
كانت تستنشق ريحة البخور بجوع وعطش لحضن امها وصدر أبوها اللي تعتبرهم أصدقائها اكثر من أنهم أم وأب ...
سمعت أبوها وهو يكلم بالتليفون ويا هي حنت لصوته ونبرته وهو مبسوط ومستانس ... !! حست بقلبها يعتصر ألم لما تذكرت انها جايتهم الحين علشان تقول لهم عن عذا ... أكيد بيتنكدون وامها بتتضايق .. ورجعتهم مابيكون لها طعم ..
سمت بسم الله وتقدمت مع مهند ودخلوا الصالة ...
ومن شاف ولدها ابوه محمد بغى يصيبه حالة جنون ومس ...
ماصدق انه بيجي ويشوف خواله جو ... بالعادة كان يجي مع ابوه ويشوف الحيوانات لكن هالمرة في البيت ناس وهالناس ابوه محمد وامه الجوهرة اللي يموت فيهم ..
دخل مهند وهو يصرخ :: يبـــــــــــــــــــــــــه ...
التفت ابو عبدالله للباب وهو يكلم بالجوال ومن طاحت عينه على مهند ولمياء ماعاد عرف يتكلم زين وبسرعة اعتذر من المتصل وسكر جواله وفرد يديه بلهفة وشوق لمهند أول أحفاده :: هلا والله بشيخ السعودية كلها .. هلا بالشيخ ولد الشيوخ ؟؟
ورمى مهند نفسه في حضن جده ،،، وابو عبدالله راح يبوسه وهو من جد مشتاق له ...
طلعت هاللحظة ام عبدالله من المطبخ أول ماسمعت صوت محمد يصارخ ويرحب .. ومباشرة توقعته مهند ... والا من بيكون الشيخ ولد الشيوخ غيره ؟؟
وابتسمت بشوق لحفيدها الوحيد .. وغصب عنها نزلت دمعتها على خدها وهي تشوف مهند كبر خلال هالست شهور ...
تقدمت منهم ام عبدالله ونادت مهند اللي غاص في حضن جده ... ومن سمع صوت امه الجوهرة راح يتملص من يدين جده وركض لحضنها وكأنه بالفعل مشتاق وولهان ... و ياحلوها مشاعر الأطفال الصادقة ... اللي يحبون بصدق ويكرهون بصدق ... ماعندهم نفاق و لا مصالح ...
كل هالأحداث تصير تحت مرأى من لمياء اللي خنقتها العبرة ورجولها عجزت تخليها تتقدم لأهلها .. وعيونها كانت طايره فيهم وفي ترحيبهم بمهند .. وحتى ماعبروها ولا كلفوا نفسهم يلتفتون للباب يشوفون من اللي جاي مع مهند ؟؟
توها بتتقدم وتتكلم لكنها رفعت راسها متفاجأة لما سمعت صوت سارة تصرخ من الدرج وهي تركض نازلة :: مهنــــــــــــــــــــــــــــــــد يا متشرد ..
التفت مهند وجدته للصوت وشافوا سارة تركض من على الدرج .. وتوها ام عبدالله اكتشفت وجود لمياء على الباب ...
انتبه مهند لسارة وترك جدته وراح يركض لخالته :: خالة تاااااااااااااااااااااااااااااالونه ..
ضحكت له سارة وشالته وراحت تدور هي واياه والشوق باين في عيونها ...
كانت دائما تتذكره يوم كانوا في ألمانيا .. على الأقل هو الوحيد اللي يرفع ضغطها وينقرشها .. وهي تستمتع يوم تهبل فيه وتحوسه ..
تقدمت لمياء وسلمت على امها أو بالأحرى صاحت في حضن أمها ساعة كاملة ... وعقبها سلمت على أبوها ولما جاء دور سارة ماقدرت تسكت الأخيرة وصاحت من قلبها وهي تحضن أختها الكبيرة ومن جد مشتاقة لها ...
تنهدت ام عبدالله :: وأخيرا شفناكم ... من وصلت وانا قلبي ماكلني عليكم وابوك يسكتني ويقول لي خليها لهم مفاجأة ..
ابتسمت لمياء وهي تمسح دموعها :: وأنا لو ما كنت شفت جهاز فهد كان مادريت انكم وصلتوا .. لكن الحمدلله ... هذا انا عرفت وشرفتكم ...
ضحكت سارة :: بس سامنة عقبنا ؟؟ وش عندك ؟؟
طالعت لمياء في جسمها بخوف :: من جدك والله سامنة ؟؟
ضحكت امها :: تكذب عليك بس بترفع ضغطك ؟؟
تنهد ابو عبدالله :: عذا درت والا ما قلتي لها ؟؟
لفت لمياء راسها بسرعة لأبوها تشوف ملامح وجهه وتستشف منها إذا هو عارف عن سالفة عذا او لا .. لكنها شافت النتيجة سلبية وابوها مايدري عن شي ..
حاولت تبتسم وتخفي اللي بصدرها :: لا ماقلت لها شي ... انتم قولوا لها ..
حاولت لمياء تغير الموضوع قبل لانفتح :: إلا ماقلتو لي ؟؟ وش عندكم كلكم مسمرين ؟؟ لايكون تآخذون حمامات شمس ؟؟
ابتسمت امها :: شمسهم هناك تخليك تطلعين بهاللون ... مو مثل شمسنا .. تحرقك .. بس مع ذلك يا زينها ...
غمزت سارة بعينها :: ماتشوفين عفروه طاير عقلها على أخوك ؟؟
طالعتها أمها بنظرة حادة وهي تجلس على الكنب :: سارة .. مابقى مكان مافضحتي فيه اخوك ؟؟
رفعت سارة حواجبها وهي تمشي مع لمياء ويجلسون :: ماميتو حرام عليك ؟؟ أي فضيحة هذي اللي لما أقولهم ان اخوي تحبه وحده ؟؟ بالعكس هذي شهادة على ان اخوي وحبيبي جذاب و هاندسم ..
حاولت ام عبدالله تخفي ابتسامتها :: طيب تسمحين أنا بعد اقول لأختك انك جذابة وكيوت ومن كذا كثروا خطاطيبك هناك ؟؟
شهقت سارة والتفتت لأبوها :: يبه شف زوجتك تراها تتهور وتتحداني ؟؟ معليش يبه بس نحتاج تدخلاتك يالطيب ..
التفت ابو عبدالله وهو اللي كان يسولف ويلعب مع مهند والأرنب اللي نزلته سارة معها وطالع سارة بنظرات غريبة عقبها سارة سدت اثمها وقالت :: هه سكرته ... هالآفة هذا ما يطلع منه الا النكد.. آسفة ماكان قصدي اقول عليها زوجتك .. أقصد امي ..
طالعتهم لمياء بنظرات مستعجبة :: وش قصتكم انتم ؟؟ صايرين كأنكم في حرب ..
ضحكت امها :: اختك سارة متفرعنه هاليومين وابوك مقرر يأدبها لأنها فضحتنا هناك ؟؟
التفتت سارة للمياء :: تخيلي ياعزيزتي علشان واحد خطبني قالوا انطمي وانطقي في البيت ...
لفت لمياء لأمها اللي كانت تضحك : يمه وش السالفة ؟؟
ام عبدالله :: ولا شي .. وبعدين حنا ماقلنا لها لاتطلع ... بس قلنا تأدبي مع الناس واركدي في ردودك ؟؟
غطت سارة وجهها :: يمه تكفين لاتذكريني ؟؟
ضحكت لمياء غصب عنها :: تكفون قولوا وش صاير ؟؟
نزلت سارة يديها من على وجهها والحمرة اكتست خدودها :: تخيلي مرة طلعنا مع بيت ام حمدان وكنا رايحين لمثل المنتزه عندهم أو مزرعة مادري وش كان بالضبط لكن هذا جاء بفضل واسطات ابوي ..
تنحنح ابو عبدالله وهويلعب بحواجبه بفخر .. لفت له سارة وبتقهره :: ترى لوماكنت انا وراك و ازن على راسك كان ماسويت شي ؟؟
طالعها ابوها :: سارة انتي ما منك امل تعقلين ؟؟
ضربت فمها بعنف : آسفة هه واالله مااعيدها التوبة ...
هز ابو عبدالله راسه برضا ولفت سارة للمياء اللي تضحك بتكمل لها .. ويوم شافتها تضحك ضربتها مع يدها :: لاتضحكين علي ؟
حطت لمياء يدها على فمها :: طيب آسفة ..
ابتسمت سارة وكملت :: المهم اقول لك عاد انا تعرفيني اذا استهبلت ماعلي من احد .. وبعدين أختك هناك مآخذه على التعليقات والمزح كثير خصوصا ان الأشكال هناك تساعد ..
ضحكت امها :: انتي كأنك رايحة للأمانيا توزعين حسناتك هناك وترجعين ..
ابتسمت سارة وراحت تكمل :: المهم اقولك ..
قاطعتها لمياء :: الحين من هي ام حمدان هذي ؟؟
شهقت سارة :: ماتعرفينها ؟؟
تنهدت لمياء :: وزيرة ألمانيا ؟؟ والا الحاكمة ؟؟
ضربتها ام عبدالله على كتفها :: ترى ما أرضى عليها .. والله انها مثل اختي ؟؟
لمياء :: آسفة يمه ..
التفتت سارة لأبوها :: شفت حتى بنتك العجوز تسوي نفس الحركات .. يالله ما شفتك تأدبها ,, والا مستقوي علي انا ؟؟
طارت عيون ابو عبدالله فيها :: لاحول ولاقوة الا بالله .. انتي منتهية ..
لمياء :: يالله سارونة كملي ..من هي ام حمدان ؟؟
التفتت سارة لأختها :: هي نفسها ام عفراء ومريم ..
هزت لمياء راسها :: آآآآآآآآآآآآآآآآه عرفتها ..
كملت سارة : المهم بنتهم عفراء تطلبتني هذاك اليوم اسولف لها عن عائلتنا .. يقال لك تبي تتعرف علينا أكثر قبل لاتآخذ ولدنا .. (( وضحكت لمياء )) المهم سولفت لها لحد ماوصلنا عند زياد ولد خالي ... واقعد ساعة اسولف لها عنه .. (( وهنا تجهمت ملامح لمياء وانعقدت حواجبها لكن سارة ماانتبهت )) عاد اقولك بنتهم من شدة ثقتها التفتت لأخوها اللي يشوي وقالت :: يشبه لحمدان اخوي صح ؟؟
أقول لك يالمياء التفت عليها وانا رافعه حاجبي وقلت مابقى الا هي زيادوه الأطخم يشبه لأخوكم ... وش جاب الشمس للقمر ؟؟
شهقت لمياء :: قلتي كذا للبنت يا وقحة ؟؟
ضحكت ام عبدالله :: ياليت على كذا وبس ... شوفي وين وصلت ؟؟
كملت سارة :: لميوه يالدوبا تخيلي قالت امهم .. اجل بنزوجك ولدنا يوم انه عاجبك ؟؟ تخيلي فهمت السالفة غلط تحسب اني امدح ولدها ؟؟
ضحكت لمياء :: وش قلتي لها ؟؟
ولولت سارة :: لميوه قلت وععععععععععععععععععععععع لا إن شاء الله .. انا آخر عمري آخذ واحد مثل ولدكم ؟؟ الله لاقاله .. انا ما آخذ الا واحد انافس به عذا ولا يمكن آخذ واحد أقل من زياد مهما كان ؟؟ تبونها بعدين تجي تعايرني في عيالي وتقول لي عيالك وععع .. ولا بناتك مو حلوات ؟؟ وإلا إذا اجتمعوا رجالنا مع بعض طلع زوجها احلى مني ..؟؟؟ مستحيل نو وي ..
شهقت لمياء وغطت عيونها براحة يدها :: مجنونة وطول عمرك مجنونة .. (( ورجعت تفتح عيونها)) يابنتي عيب عليك هالكلام ؟؟؟ وقدام اهله ؟؟
تدخلت ام عبدالله :: لا والأدهى والأمر ان ام حمدان متكلمة من جدها وقايلة لي انها تبغى سارة له .. وانا مأجلة الموضوع وهي على بالها اني قلت لسارة وان هذا هو ردها لكني اماطل فيهم ؟؟
التفتت لمياء لأمها :: صدق والله ..
هزت ام عبدالله راسها :: اي والله فشلتني اختك وحاولت ارقعها و الحمدلله طلعت الحرمة بنت اجاويد وماخذت بكلام اختك الرقلة ..
ضربت لمياء سارة على راسها :: وانت متى بتكبرين وتعقلين ..
هزت سارة كتوفها يعني مادري وهي تمضغ حلاوتها اللي عطاها مهند ..
التفت عليهم ابو عبدالله وهو يقوم :: المهم اجلوا سوالفكم ويالله مشينا لبيت ابوي .. نوصل هناك على الصلاة ويمديني اسلم على أهل الحارة كلهم في المسجد ..
وقفت ام عبدالله :: يالله حنا جاهزين .. البس عبايتي ونطلع لك ..
هز ابو عبدالله راسه ومشى بيطلع وام عبدالله نفس الشي كانت بتروح تآخذ عبايتها بينما سارة راحت للدرج تنزل أغراضها ..
وبكلمة وحده من لمياء وقف الكل عن الحركة ... :: يبه قبل لاتروحون بقول لكم شي ..
وقف الكل مكانه ,, وعشوائيا التفتت أم عبدالله لمحمد ويدها على قلبها وكأن نظراتها تترجم له خوفهم اللي وصلوا للرياض وهم يحملونه في قلوبهم على البنات وأقاربهم .. بادلها ابو عبدالله نفس النظرات .. بينما سارة تطالع امها وابوها وكأنها توها تكتشف ان عاطفة الأم والأب مالها مثيل ... وأن احاسيسهم ماتكذب أبد ..
ارتبكت لمياء وماعرفت وش تقول ؟؟ الأنظار كلها عليها الحين .. وأي كلمة مالها سنع تنطق بها ممكن تكون عواقبها وخيمة ...
تقربت منها امها :: لمياء تكلمي أختك والا اخوك فيهم شي ؟؟
تنهدت لمياء وقامت تطالع امها بصمت ...
مسكتها امها مع كتفها :: لمياء لاتسكتين وتموتيني في همي .. قولي وش فيهم اخوانك ؟؟
رفعت لمياء نظرها لأبوها وكأنها تبيه يتقدم ويسند أمها لأن الخبر اللي بتقوله بتتأثر منه ... وابو عبدالله صار لبيب وفهم الإشارة وتقدم من زوجته وقرب من الثنتين ...
تنهدت لمياء وقررت تبدأ بخبر المستشفى أول شي :: يمه ترى هو شي عادي يعني مو خطير لهالدرجة لكن لازم تعرفونه ..
ابو عبدالله باعصاب مشدودة :: تكلمي لمياء ..
مسكت لمياء يد امها :: عذا اختي بالمستشفى ..
شهقت ام عبدالله ورفعت يدها لفمها .. اما سارة فنزلت تركض من الدرج وراحت تواجه لمياء :: وش فيها ؟؟
التفتت لمياء لسارة :: تعبت امس علينا و نقلناها للمستشفى والظاهر انها ولادة مبكرة ..
مسكتها ام عبدالله مع يديها :: وشلون ولادة مبكرة وهي توها في السادس ؟؟
بلعت لمياء ريقها :: عموما الطفل توفى ..
دارت الدنيا في عيون ام عبدالله ومسكت في يد محمد تستند عليها وهي تسمع هالخبر ..؟؟ عذا بنتها اللي ماتتحمل شي ... عانت آلام الولادة ؟؟ وفوق هذا الطفل ميت ؟؟ يعني أكيد شافت الموت قبل لايطلع الجنين للحياة ..
تنهد ابو عبدالله وهو يسند الجوهرة من كتوفها ...
اما سارة فكانت الصدمة ملجمة لسانها عن الكلام ... وماقدرت تخفي دمعاتها الؤلؤية عن اهلها ... مع انها بسرعة رفعت نظارتها ومسحتها ..
ابو عبدالله :: والحين كيف صحتها ؟؟
تنفست لمياء بعمق وهي تشوف امها تطالعها بلهفة :: تبون الحقيقة والا أكذب عليكم ؟
نزلت دموع ام عبدالله غصب عنها :: لا قولي كل شي ولاتخبين علي لأني ما راح أسامحك ..
مسكها ابو عبدالله مع يدها :: الجوهرة اذكري الله وقوي قلبك .. ترى ماصار شي ..
حاولت لمياء تقول كل شي وتصير الصدمة مرة وحده لأمها :: هي مافيها الا العافية لكن أسامة كلمني العصر وقال لي ان الطيبيب بلغها بالوفاة وهي انهارت وماتحملت وعطوها مخدر ...
شهقت ام عبدالله ورجولها ماعاد تشيلها ورمت ثقلها كله على يدين ابو عبدالله اللي ماسكتها مع كتوفها :: قلت لك يامحمد بناتي فيهم شي بس انت ماصدقتني .. قلت لكم ان قلبي معورني بس محد صدقني .. محد .. (( و بدت نوبة صياحها ))
مسكها ابو عبدالله ومشى معها لحد ماجلسها على الكنب وهي كانت ماسكة راسها وتصيح ... مصدومة وبس ..
دخل في هالأثناء عبدالله وريم ...
والكل كان ملتم حول ام عبدالله وسارة خدودها حمراء من البكاء ...
اوجس عبدالله في نفسه الخوف والقلق ؟؟ معقولة امه فيها شي ..
دخل باندفاع مع باب الصالة وريم كانت وراه والثانية ماكانت أقل قلق منه .. تقدم عبدالله وجلس على ركبه مقابل امه وحضن يديها :: يمه وش فيك سلامتك ؟؟
رفعت ام عبدالله عيونها له :: ليه كذبت علي وقلتي لي ان اخواتك بخير وعذا كانت تذوق الموت وانا مادري عنها ؟؟
طارت عيون عبدالله من الخوف وطاري الموت وعذا :: وش تتكلمين عنه يمه ؟؟؟ وش صاير لعذا ..
والتفت عبدالله لسارة وتوه انتبه لوجود لمياء اللي حاولت تبتسم .. وقف عبدالله على رجوله وهوالثاني حاول يبتسم لها وتذكروا انهم ماسلموا على بعض .. تنفست لمياء بعمق وراحت تسلم على عبدالله والأخير سلم عليها بحرارة وشوق واضحين ... ومانسى مهند اللي كان يطالع الجميع بنظرات خوف وكأنه يستفهم وش في العالم قامت تصيح ؟؟
تقدمت لمياء وسلمت على الريم اللي ماشافوها من عقب زواجها .. والأخيرة كانت تبتسم بدلع طبيعي وهي تسلم على لمياء ..
طالع عبدالله في لمياء :: وش صاير لكم ؟؟ وش فيها امي ؟؟
تنهدت لمياء :: عذا في المستشفى ؟؟
شهقت ريم ويدها على فمها وعقد عبدالله حواجبه :: خير إن شاء الله ؟؟
كملت لمياء :: امس تعبت علينا ونقلناها وطلعت حالة ولادة مبكرة وولدت طفل ميت .. ولليوم وهي تعبانة وفوق على كذا فاجأها الدكتور لما قال لها ان الجنين توفى ..
تنهد عبدالله :: وزياد وينه ؟؟
ابتسمت لمياء بسخرية بس ماحبت تتكلم وتزيد اوجاع امها :: مو موجود .. مسافر في مهمة عمل ..
هز عبدالله راسه والتفت لأمه :: يمه الله يهديك ما يستاهل كل هذا منك .. وبعدين عذا الحمدلله بخير ..
هزت ام عبدالله راسها وهي توقف :: لكن انا ام وما اتحمل يصير لعيالي شي .. انا كنت شايله هم وقت ولادتها ... والحين ولدت وطفل ميت وانا وزياد بعيدين عنها ...
والتفتت لأبو عبدالله :: الحين توديني لها ..
هز ابو عبدالله راسه بالنفي :: الحين تكلمينها وتتطمنين عليها بالتليفون وعقب مانروح ونسلم على امي وابوي نروح لها كلنا ..
وكان كلامه مثل الأمر اللي ما يقبل النقاش ..
عطاهم ظهره وهو يمسك يد مهند بيطلعون :: احنا بننتظركم في السيارة ... اذا ركبنا يالجوهرة اتصل عليها انا وانتي .. وبسرعة لا تأخرونا ..
تفرق الجميع يجهزون أمورهم .. وما بقى في الصالة غير لمياء وعبدالله ...
كانت لمياء بتتكلم وتقول كل شي لأمها .. لكن يوم شافت ردة فعلها الأولية سكتت وما حبت تقول لها عن سالفة النزيف والاستئصال ....
و باقي سالفة زياد كانت بتقول لعبدالله عنها لكن امهم موجودة وقريبة من الصالة كون غرفة نومهم نزلت تحت بعد ما أخذ عبدالله غرفتهم اللي في الدور الثاني ومعها غرفتين زيادة وسواهم جناح خاص له ... وفضلت لمياء أن امها تعرف باقي التفاصيل يوم تروح لعذا ،،، والأخيرة تقول لها كل شي ... وبكذا ام عبدالله بتكون ردة فعلها أهون لأنها بتكون مع عذا وتشوفها وتحت نظرها ...
-----------------------------------------------------------------------------

وأخيرا ... أخيرا ... أخيرا ... أعلن القبطان وصول الطيارة لمطار الملك خالد الدولي بالرياض ... و على هالخبر تنفس زياد الصعداء وهو يحس بنزول الطيارة على المدرج ... مابغوا يوصلون ...!! هي صدق ساعتين لكن كانت بمثابة الدهرين ... الثواني تحولت لدقائق والدقائق ساعات والساعات أيام والأيام دهور وسنين ...
انفتحت البوابات وشافوا المضيفة توقف عند الباب مبتسمة ،،، التفت زياد لسحر وشافها تطالعه وهي حاسه بفرحته اللي تشع من عيونه ... وكأنه سمكة ورجعوها للمويه ... أو غزال ورجع لقطيعه ...حاول يرد لها الإبتسامة لكنه ماقدر الا انه يرسم شبح ابتسامة ليس إلا ...
قام من كرسيه وبكذا سمح لسحر انها هي الثانية بعد تقوم ... ومشى هو واياها متوجهين للباب ... لفت انتباه زياد ابتسامة المضيفة ... وجاء في خاطره يضحك وهو يتذكر عذا أول ماشافت اللي يبتسمون له ...و تذكر كل المواقف اللي مرت بينهم .. انتبه للمضيفة وهي تقول له الحمدلله على السلامة .. التفت لها وكان بيبتسم ويرد ... لكنه تراجع واكتفى بنظرة عابرة ونزل راسه يكمل طريقه ... لإن لو عذا كانت معه ماراح ترضى انه يبتسم لها مهما كان ...
وفي صالة العودة وقفت سحر عند الأغراض تنتظر زياد يخلص باقي أموره ويلحقها ... كانت تتنهد كل دقيقة والثانية بألم .. تدري انه مبسوط ومرتاح وفوق هذا كله مستانس وهالشي يحق له ؟؟ مو بيرجع لزوجته الأولى ... ومو قالوها من قبل ما الحب الا للحبيب الأولي ..
رفعت يدها تطالع الساعة وهي تحس بالملل والإرهاق وعوار القلب ... مو قادرة تستوعب انه قطع شهر عسله علشان يرجع لست الحسن والدلال ... لكن يالله يمكن يجيه يوم ويقطع سفرته مع عذا علشانها ؟؟ جايز ليش لا ؟؟ مو الأقدار خلتها تكون زوجة زياد بعد ما انقطع الأمل عندها ؟؟
انتبهت لقدوم زياد لها وهو يبتسم ... لكنها ما ابتسمت .. وعموما هو ماراح يلاحظ شي لأنها متغطية ...!!
شال الشنطة في يده ومشى قدامها وهي لحقته وطلعوا خارج الصالة .. ومباشرة حصلوا السواق ينتظرهم عند السيارة ... مشى زياد بعد ما عطى السواق الشنطة وركب قدام .. بينما سحر ركبت وراه على طول ... وثواني والسواق كان في مقعده وانطلقوا للبيت ...
التفت زياد لسحر :: تروحين بيت اهلك تسلمين عليهم والا تبين البيت قبل ؟؟
هزت سحر راسها بقهر :: لا نروح بيت اهلي ..
ابتسم وهو يعتدل في جلسته :: حلو ... لأني ما اتوقع اجلس في البيت .. وما ودي اتركك بروحك ..
تنهدت سحر بقرف وانتبهت لزياد اللي اعطى السواق التعليمات علشان يروح لبيت عمه ...
.
.
.
ندى ومرت عمها كانوا جالسين في الصالة الرئيسية للبيت وينتظرون وصول سحر ...
الأخيرة عطتهم خبر برجعتهم اليوم لكنها ماحددت الوقت لأنها ساعتها ماكانت تعرف متى حجز زياد ؟؟؟
تنهدت ام مشاري بملل :: ندى ما قال لك مشاري هل بيروح يستقبلهم في المطار أو لا ؟؟
التفتت ندى لمرت عمها :: لا .. يقول ان عندهم اجتماع مهم لازم يحضره مع عمي ... عاد يمكن يرسل لهم السواق ...
هزت ام مشاري رأسها :: طيب يوم تجين شفتي سيارة راجو ؟؟؟
ضيقت ندى عينها وكأنها تتذكر :: والله مادري ... ما انتبهت ...
تنفست ام مشاري بعمق وهي تحس بشي في قلبها وكأنه مشتاق لرجعة سحر ... مشتاقة انها تشوفها وتسمع حسها تصبح عليها وتمسي ؟؟؟ ودها ترجع علشان تتطمن على صحتها وتشوف هل تغيرت نفسيتها واستانست والا هي مثل ماهي من قبل ؟؟؟ هواجيسها كثيرة وأفكارها أكثر ...
وسط أفكارها سمعت صوت فتحت الباب ... وعلى طول لفت بوجهها ناحية المدخل ونفس الشي سوت ندى ... وما كانت الا ثواني وسحر داخله عليهم وزياد جنبها لكنها كانت متقدمه عليه شوي ...
شهقت ام مشاري ويدها على صدرها وقامت بسرعة لما شافت سحر داخله عليهم مبتسمة ...
مشت سحر لأمها وحضنتها بشوق ولهفة ومحبة ... سلمت عليها وحبتها على راسها وأم مشاري ما وقفت أسألتها لسحر عن صحتها وراحتها ...
أما ندى فـ كان تركيزها على زياد اللي سلم عليها وعلى وجهه ابتسامة صفراء باهتة ... هالإبتسامة هذي بينت لندى كل شي ... ووضحت لها وش كانت نفسية اخوها في شهر عسله من دون لاتتكلم سحر او تسولف لها عنه ..
عيونه كانت تسولف لها وش كثر هو يعاني في إنه يظهر عكس اللي يبطنه ...
حاولت تبتسم له وتوضح له انها مو فاهمة شي ... بينما في الواقع هي عارفة وش في قلبه وخاطره ... وعارفه وش يتمنى في هاللحظة لكنه مع ذلك عامل بأصله وداخل يسلم على مرت عمه وام زوجته وهو يبتسم ويخفي جروحه وراء هالإبتسامة الباهتة ..
انتبهت لسحر اللي وقفت قدامها تسلم عليها ... صافحتها وهي تبتسم وحبتها على خدها .. وبعدها جلس الجميع في الصالة وهم يتبادلون النظرات والسؤال ...
قامت ندى بهدوء وراحت تصب قهوة للجالسين .. لكن سحر نقزت من مكانها ومسكت عنها الدلة :: ما بقى الا هي .. حنا جالسين نطالعك وانتي تصبين لنا قهوة
ضحكت ندى :: معليش علشان اتحرك كثير واولد بسرعة ... مليت
ابتسمت لها ندى :: وتجيبون سحر إن شاء الله ..
رفعت ندى حاجبها وهي ترجع تجلس :: نهاية العالم أصير انا ام سحر ... انسي حبيبتي اضيّع مستقبل بنتي ..
طالعتها سحر وهي تصب فنجال لأمها :: هو أكيد بيضيع مستقبلها سواء سميتيها علي أو لا لأنك في النهاية امها ...
شهقت ندى وضحك الجميع :: انتي قد هالكلام ..؟؟
هزت راسها وهي تضحك ...
ضيقت ندى عينها :: زين أوريك ... أقول لمشاري واخليه يجي يتفاهم معك ..
توها بتنطق سحر لكن سكتتها ندى :: لاتقولين لي عندك زياد ؟؟ ترى هاه هذا اخوي وذاك أبو ابراهيم يعني مالك مفر .. كلهم واقفين معي ؟؟
ابتسمت سحر بشي من الخجل وتقدمت لزياد تصب له فنجاله .. ومن وقفت على راسه شافته يبتسم لكنها ميقنة تماما أنه مو معهم وهالإبتسامة هذي راسمها من لما دخلوا البيت وما غيرها ... ورجله كانت تهز من التوتر ... تنهدت بحرقة في صدرها وهي تدري انه وده يطلع من عندهم هاللحظة وهالدقيقة ... لكن الظروف حكمته ...
انتبه زياد لوقفتها فوقه ورفع راسه يآخذ من يدها الفنجال وشافها تتأمله ابتسم لها بارتباك وخذ الفنجال ومشت سحر راجعة لمكانها ...
تقهووا وانتهوا وعلى طول وقبل لايكمل ثلث ساعة جالس مع بيت عمه وقف زياد وهو مستعجل وهالمرة الشوق والفرحة بانوا في عيونه .. مو مثل من دقائق ..!! كان قلق ومتوتر ورجله تهز من الحالة النفسية الصعبة اللي كان يمر فيها ..
زياد مبتسم :: يالله انا استأذن الحين ... سلموا لي على عمي والعيال ..
التفتت له ام مشاري :: وين يا زياد تعشى معنا ..
ابتسم لها :: معليش يا خالة مرة ثانية .. أبروح اسلم على الجماعة وعقبها برجع آخذ سحر وإن شاء الله احصل عمي واسلم عليه ..
ابتسمت له ام مشاري :: بحفظ الله يالغالي ..
ابتسم لهم زياد وعطاهم ظهره طالع من دون حتى لايلقي نظرة على سحر او حتى ندى ... شوقه معميه عن كل شي ... ولهفته مخليته مايقدر حتى يفكر ..
واول ماطلع قامت ندى وراه بسرعة تلحقه وام مشاري وسحر منتبهين لكن مو عارفين وش قصتها ...
مشت وراه لحد ما شافته فاتح الباب بيطلع ونادته توقفه ..
فتح زياد الباب لكنه وقف على صوت ندى تناديه فالتفت لها يبتسم ... وكأن عيونه تقول بسرعة خلصي لأني ما اقدر اصبر أكثر ...
وصلت له ندى وهي تلهث بالنفس وعقبها رفعت راسها له وابتسمت :: وين بتروح الحين ؟؟
رفع حاجبه وهو مبتسم :: ماتدرين ان عمتي وصلوا اليوم من ألمانيا ..؟
هزت راسها :: إلا ادري ورحت لهم قبل العصر أسلم قبل لايروح مشاري لدوامه ... وانت بتروح تسلم عليهم ؟؟
هز زياد راسه :: إيه .. عمي محمد مكلم وقال لي انهم بيجتمعون في بيت ابو عبدالرحمن
ابتسمت ندى :: وعقب وين بتروح ؟؟
طالعها زياد مستغرب .:: وش عندك تسألين ؟؟
تنهدت :: جاوبني انت بالأول ..
تنهد زياد بقلق :: مادري والله يا ندى وين بروح ... انا الحين مشوش وتفكيري كله عند عذا ... عساها ترضى ترجع معي ..؟
رفعت ندى حاجبها :: وين ترجع معك فيه ؟؟
زياد :: أبحاول اقنعها ترجع معي البيت اليوم ... وعساها ترضى .. وبحاول اتكلم مع عمتي علشان تساعدني نتفاهم معها ؟؟
انتبهت ندى لكلام اخوها وعرفت انه مايدري عن شي ؟؟؟ يعني هي ما قالت له أجل من بيقول له ؟؟ بلعت ريقها وقالت :: وعذا وينها فيه ؟؟
استغرب زياد :: وش اللي وينها فيه ؟؟ في الشارع مثلا ؟؟ اكيد عند جدها ؟؟
هزت ندى راسها والدنيا تكالبت فوقها :: أنت متأكد انها في بيت جدها ؟؟
زادت ملامح التعجب عنده :: يعني وين بتروح ؟؟
تماسكت ندى وقالت له :: يمكن في المستشفى مثلا ؟؟
طارت عيونه في وجه اخته :: وش المستشفى ؟؟ انتي سامعة شي عنها والا احد قايل لك شي؟؟
تنهدت ندى وطالعته :: زياد عذا في المستشفى من أمس
سكت شوي وعينه تدور في وجه ندى وكأنه يبحث عن شي يكذب الكلام اللي يسمعه .. ولما يأس ارتفع صوته واحتدت نظرته :: من امس وماقلتي لي ؟؟
تلعثمت ندى :: زياد ماكان ودي أخوفك وبعدين لما قلتوا اليوم انكم راجعين على بالي انك دريت وراجع علشانها ..
تنفس زياد بعمق وعيونه لمعت بالقلق :: ووش فيها منومه هناك ؟؟
ارتبكت ندى وما ودها انها قالت له :: تعبت عليهم ولما نقلوها صارت ولادة مبكرة ...
صرخ زياد بصوت مكتوم وتقدم من اخته ومسكها مع كتفها :: وش هالكلام ؟؟؟ هي توها في الشهر السادس ؟؟
هزت ندى راسها بخوف على اخوها :: ادري .. لكن الطفل اللي في بطنها كان ميت وعلشان كذا صار لها هالكلام ... لكنها هي الحين بخير وما عليها الا العافية ...
طالعت في زياد وشافته يناظرها باستفهام وتعجب ... أو الأحرى مصدوم من كلامها ؟؟؟ مو مصدق ان الولد اللي حلموا فيه مات بهالبساطة ... وعذا منومة في المستشفى بهالبساطة ... يعني عانت وتعبت وتألمت وهو بعيد عنها ... ولا كان معها أو حولها يداريها ويشد على يدها و يواسيها لأن اللي كانت تتكلم عنه في نومها وقومتها وجلستها ووقفتها مات وتركها ... واللي حبته وأخلصت له خانها وخدعها وتزوج وراح وتركها تعاني مع هالآلام بروحها ... !!
تنهدت ندى :: زياد انا كنت ابروح معك وعلى أساس يوم يطلع مشاري يمرني المستشفى .. لكن بما أنك توك تدري وما كلمتها .. فالأفضل انك تروح بروحك وانا بعدين ازورها ..
هز زياد راسه وندى على وشك انها تقسم بالله انه ماسمع منها ولا كلمة من الكلام الأخير اللي قالته ... لأنه اصلا كان واقف قدامها جسد بلا روح ... كان يطالع شفايف ندى وهي تتحرك لكنه مايدري وش تقول ؟؟؟ لكن احتراما لها وقف قدامها لحد ما شافها سكرت فمها منتهية من الكلام هز راسه وطلع ... واللي يؤكد لها هالكلام .. انه حتى ما سأل وش اسم المستشفى ؟؟ مما يعني انه مو في وعيه ..
تسكر الباب من وراه وتنهدت ندى بقلق عليه ومن قلبها دعت له بالرحمة والثبات وان الله ييسر أموره ويفرحه ...
ومشت خطوتين وعقبها رن جوالها وابتسمت لما شافته زياد وعرفت انه توه يستوعب اللي انقال .. سألها عن اسم المستشفى وعطته الإسم لكنها قالت له انها ماتعرف هي بأي غرفة ... وسكرت منه ومشت رايحة للصالة عند سحر ومرت عمها...
مرت من جنب السارية من دون ماتنبته لوجود سحر وراها .. واللي دفعها الفضول انها تلحقهم وتشوف وش عندهم .. ومن سمعت خبر عذا شهقت ويدها على فمها ؟؟ صدق انها تغار منها ومقهورة لأنها رجعت من شهر عسلها علشانها لكن بعد ضاق صدرها لأن عذا توها صغيرة على هالأمور ... وهذا هو فرحة زياد الاولى يعني الموضوع كله صعب على الإثنين ... انهم يفقدون اول طفل لهم ... وهي على حسب ما كانت تسمع من ندى انهم ينتظرونه بفارغ الصبر ... وان عذا بالذات قلبها متلهف من الشوق والوناسة وما كانت تشتكي ابد من التعب ودائما تقول انها مرتاحة ومبسوطة ..
خذت سحر نفس عميق متألم على اللي واجهه زياد اليوم ... واللي بيواجهه ...
وسألت ربي انه يرحمهم برحمته ...
ومشت راجعة للصالة علشان تستفسر أكثر عن الوضع وتشوف وش صاير عند اهلها من علوم بعدها ..!
تنفس أسامة بعمق وملئ رئتيه هواء نقي مليان بريحة المعقمات وفتح باب الغرفة ودخل على اخته ... و مشى لحد ماوصل لمدخل الغرفة ودخل عليها ...
شافها متمددة على السرير ولافه بوجهها لليمين وتطالع الشباك لكن واضح انها تفكر وتهوجس لأن الدمعة كانت تزلق على خدها وهي مو منتبهه ولا مفتكرة في انها تمسحها ...
تنهد أسامة على اخته ومشى لها وهو يحوس في جواله ويركب السماعات فيه ...
وقف قدامها وانتبهت عذا لوجوده وعلى طول رفعت يدها بتمسح دموعها لكن آلمتها إبرة المغذي المغروزة تحت جلدها وانعفست ملامحها ... لكنها رفعتها مرة ثانية بهدوء ومسحت دموعها وحاولت تعتدل في جلستها لكنها ماعرفة تتسند على يديها لأن الثنتين كلهم فيهم إبر .. وحده للمغذي والثانية للدم ...
ابتسم لها سام وحط يده وراء ظهرها وحاول يعدل جلستها وعقبها حط وراء ظهرها الوسادتين علشان تتسند عليهم وترتاح في جلستها أكثر ...
رفعت عذا يدها ببطء وحاولت ترجع خصلات شعرها اللي على وجهها ...
تقدم اسامة وحط السماعات في أذنها :: أمي اتصلت علي من شوي وانا كنت في محاضرة في المسجد وكانت تبي تكلمك .. عاد قلت لها اذا طلعت لغرفتها خليتها تتصل عليك
رفعت عذا راسها له :: وليه مااتصلت على جوالي ؟؟
ابتسم اسامة وهو يجلس على الكرسي :: تقول مقفل ...
لفت عذا على الطاولة اللي جنبها وشافت جوالها وهو مطفي .. ورجعت تبتسم لأسامة :: ما انتبهت انه فاضي ... اشحنه بليز ..
هز أسامة راسه وخذ منها الجوال ورفع جواله هو واتصل على أمه ...
وبعدها قام لفيش الكهرب وشبك جوال عذا ...
التفت لاخته وشافها حاطه يدها على فمها وتصيح ... وتصيح من قلب...
وعرف ان أمه ردت عليها ...
تنفس وهو يبتسم وتقدم لعذا ومسك يدها .. والأخيرة رفعت عينها له وهي عيونها مليانة دموع ومشوشة عليها النظر ... :: عذا كلميها ولا تخوفينها عليك ؟؟
هزت راسها عذا وبصوت خافت مبحوح وشهقات تشره متواصلة :: يمــ ـ ـ ـ يمـ ـ ـ ـه ...
هز أسامة راسه بأسى وهو يضحك .. وقرر انه ينسحب عن الساحة مؤقتا علشان اخته تآخذ راحتها وهي تكلم امه ؟؟ يمكن فيه شي خاص بينهم وما يحتاج هو يكون موجود ؟؟
مشى وطلع من الغرفة وتوجه على طول لكراسي الإنتظار الموجودة قدام كاونتر الممرضات ومباشرة رمى نفسه على الكرسي وهو تعبان وملان .. وده امه والا لمياء يجون ويجلسون عندها ... يحس ان فيه هم كاتم على صدره من يشوفها تصيح والا تفكر وما تحكي ... يمكن لو امه او اخته موجودات كانت عذا بتسولف وتحكي عن مثل هالأمور ؟؟؟ لكن هو وش دخله ؟؟
التفت يساره وشاف الجريدة ،، رفعها من مكانها وبدأ يتصفحها ويقرأ وش فيها ...
وفي نفس اللحظة والتوقيت انفتح الأصانصير اللي على يمين الكراسي وطلع هو منه .. لكنه ما انتبه لأحد ولا شاف احد اصلا ... وأسامة كان مشغول في الجريدة ولا انتبه للي نزلوا من المصعد ...
مشى زياد وهو مو حاس بنفسه ... مايشوف غير بوابة مدخل الجناح اللي قالوا له عنه ... كان يهرول ان صح التعبير .. ولا منتبه لأي شي قدامه .. لدرجة ان الممرضة اللي طلعت من نفس البوابة هو ماشافها ... وهي تفاجأت فيه لما بغت تصدم به وعلى طول ابتعدت عنه ... وكل هذا وزياد ما رفع عينه ولا انتبه ومايشوف الا غرفة عذا اللي تنتظره وبس ... لفت الممرضة له وهي رافعة حاجبها ومستغربة اندفاعه .. ولما ماشافته طالعها او التفت يعتذر هزت كتوفها ولوت فمها بقرف وقهر ومشت تكمل طريقها ..
أما زياد فوصل اخيرا لغرفتها ... ولما وقف قدام الباب حس بشي يجول في صدره وغصه نشبت بين ضلوعه ومنعت تنفسه ...
لف بنظره ليمين الباب يتأكد من الإسم وشاف اسمها هي ... " عذا بنت محمد بن عبدالله " فز قلبه من قرأ الاسم ووده لو كل شريط الماضي ينمسح ويقدر يدخل على عذا وهو مايحس بالخجل وتأنيب الضمير ...
سمى باسم الله و دق الباب ... مرة ،،،، ومرتين ... لكن محد رد ...
استسلم ودار بالمقبض وفتح الباب بهدوء ... شفتوا لو كان عندها شريف مكة ؟؟؟ هو بيدخل وما يهمه ؟؟
تنفس بعمق وسكر الباب وراه .. كان لازم يمر في سيب صغير موجود فيه دورات المياه والمغاسل قبل لا يوصل للغرفة اللي فيها سرير عذا ...
مشى بخطوات مرتجفة و هادية ... قرر أنه لما يوصل عند مدخل الغرفة بيتنحنح علشان لو فيه احد غريب يتغطى ...
وقف عند الفتحة وصار مايشوف الا طرف السرير .. لكنه مايشوف عذا ... بس يسمع صوتها وهي تتكلم مع احد ؟؟؟
رقق سمعه بيشوف من عندها .. لكنه ماسمع رد من أحد ؟؟ يعني هي تتكلم بالتليفون ... قرب شوي لفتحة الباب لكنه ماحب يدخل عليها وهي تكلم ... وخصوصا شدة انتباهه مكالمتها ؟؟؟ لأنها تصيح بعنف وحبالها الصوتية متقطعة من الشهاق ...
كانت دموعها مثل قطرات محلول الملح لما تنحط على الجرح ... آلمت زياد وعورته و حسسته بالقهر والألم ...
كان صوتها وهي تصيح مثل صعقات الكهرباء اللي تنفض الجسم من اوله لآخره .. وهذا اللي صار لزياد اللي عظامه صارت ترتجف من صوت نحيبها ...!!
شهقاتها مثل صوت الطنين اللي يصم الآذان ويعذب ...
أما الكلام اللي سمعه فكان بمثابة قطرات البنزين اللي تزيد اشتعال النار ...
عذا تكلم عمته وهذا اللي فهمه ,, تتألم وتشكي عليها وهذا اللي سمعه ...
....................:: يمه انا تعبـ ـ ـ تعبانة .. الله يخليـ ـ ـ ـ كم تعالوا بسرعة ... ...................... يمه لا أنتي ولا زياد حتى كنتم معي ؟؟ كنت بروحي وانتـ ـ ـ ـ
وانقطع كلامها والظاهر أمها سكتتها .. طيـ ـ طيب ... انتـ ـ ـظركم ...
وشهقاتها لازالت متواصلة لكن يبدو انها سكرت الخط ...
رفع زياد يديه يمسك صدغيه وكأن صداع شديد يعصف بجمجمته ؟؟؟ أو يمكن هو توهم الصداع من شدة الألم والشعور بالغثيان من تأنيب الضمير ؟؟
خلاص ,,, وقت المواجهة ولازم تدخل يا زياد ...
نزل يديه لجنبيه وتسلح بالتوكل على ربه وخطى خطوتين وصار داخل الغرفة ومواجه لعذا ...!!!!
لكنها ماكنت تطالع المكان اللي هو واقف فيه ،،، كانت متمدده على السرير وظهرها مسنود على الوسائد ... أما هي فضامه يديها في حجرها ومنزله راسها لحضنها وتصيح ... عقب مكالمتها لأمها تقلبت عليها المواجع ... ورجعت لنوبة البكاء العصيبة اللي مرت فيها اليوم الظهر وقت مابلغها الطبيب بالخبر...
ماتحمل زياد يشوفها بهالمنظر المكسور وماحولها احد ؟؟؟ ولا حتى هو اللي وعدها انه بيكون جنبها على طول الأيام ....
شاف دموعها ولآلائها الغالية على قلبه تطيح على مفرش المستشفى الخايس من دون لا يمسحها احد ويواسيها ويمنع نزولها ...
شافها هي مثل ماهي ماتغيرت عقبه ... جسمها الصغير متكور في نص السرير الضخم .. ويديها النحيفة الصغيرة مغروز داخلها ابرتين وهي وين تتحمل إبرة وحده علشان تتحمل ابرتين ؟؟؟ ،، وشعرها البني مربوط خلفها بشكل ذيل حصان .. ومثل العادة اطرافه نازلة على وجهها لأنها ما تساوت في الطول ...
اشتاق لها واشتاق لصوتها تكلمه وتسولف معه ...
اشتاق يرفع شعرها عن عيونها وهي تلعب في شعره ...
اشتاق تحط راسها على كتفه وهو يمسح دمعاتها ...
غمض عيونه بشوق لعذا قلبه وبصوت مبحوح أخيرا فتح فمه :: الحمدلله على السلامة عذاي ..!
شوف عقبك حبيبي كيف أصبح زماني
وكيف أعيش الليالي وانت عني بعيد
شوفني كل ليله من فراقك شكثر اعاني
وشـــوق قلبــي لقلبـــك كـل يوم يزيد
كــل شي ياحبيبي مــــات حتى الاماني
مابقــى غير حزنــي والبكــا مايــفيد
لو عرفت بغيابك كيف يصبح زمــاني
كان ماعشت لحظة وانت عني بعيد

سكت كل شي .. همسها ،،، شهقاتها ،، دموعها ،،، حتى دقات قلبها وتنفسها وقفوا في اللحظة اللي نطق فيها زياد وهي سمعت صوته ...
ماكانت جريئة كفاية أنها ترفع راسها وتشوف هل هو صوته فعلا ؟؟ والا خيالها وتفكيرها فيه من دقائق هم اللي صوروا لها وجوده جنبها ؟؟؟
لمحت ثوبه الأبيض قريب من سريرها ،،، لفت بنظرها له وشافت جزمته السوداء وعرفت انه مو سام ؟؟؟ يعني أكيد زياد ؟؟؟ بلعت ريقها وغصت عيونها بالدموع ... بمجرد مافكرت انه كاشخ لأنه معرس ...!؟
ولحد الآن ما رفعت راسها لأن ماعندها قوة كفاية انها تواجهه ... حست برعشة خفيفة في عظامها وتمنت لو اهلها يوصلون هاللحظة ...
غمضت عيونها لما شافته يجلس قريب منها وشمت ريحة عطره ...
حست بمغص في بطنها وهي تحس بقربه منها ...
فتحت عيونها بسرعة وحست برجفة في أطرافها لما حط زياد يده الضخمة مقارنة بوجهها الصغير تحت لحيتها ورفع راسها له ...
وتواجهت عيونها بعيونه الوسيعة الكحيلة .. لكن الحزينة ...
دارت بنظرها في وجهه كله ...
متغير والتعب واضح في ذبول وجهه ...
عيونه تعبانة وتترجم التعب اللي في قلبه ...
اما زياد فكانت عيونه مركزة على وجهها الصغير الدائري ..
كانت خدودها متوردة وفمها تحول للقرمزي من الصياح ... لكن غمازتها طالعة بخفيف لأنها لاوية فمها المتقوس رغبة في تنزيل الدموع ...
حاول زياد يجذب كل ذرات القوة الباقية في أطرافه وابتسم لها :: ماتشوفين شر يالغالية ...
ماسمعته عذا ... و لاتدري أصلا وش قال ... لكنها تشوف حركة شفايفه مما يعني أنه يكلمها ويقول لها شي ...
حست بعينها تحرقها وشي تعودت عليه ينزل منها ... وبصوت مبحوح :: ليه رجعت ؟؟
حوط وجهها الصغير المتورد بيديه :: وليه ما أرجع لك يا عذا ؟؟؟
تقطع صوتها بسبب الشهاق :: انت تخليت عني ورحت لبنت عمك ... وتركتني زياد .
زياد :: أنا ماتركتك يا روح زياد ... انا ابتعدت بجسمي إيه ،،، لكن روحي وقلبي وعقلي كلهم كانوا معك ...
رفعت يديها ليديه اللي على وجهها وضاغطة عليه وهي ماتشوف شي من الدموع وبهمس :: وقالوا لك وش صار لي ؟؟
اطال زياد النظر في عيونها المتألمة واللي تحكي رواية عذابها :: وشلون اجل كنت بتشوفيني قدامك ؟؟؟؟
سكتت وهي تطالعه وماتدري وش تسوي ؟؟ أشتاقت له والله العظيم هذا الشي أكيد لكن جرحها منه كبير وقوي وماتقدر تسامحه عليه ؟؟؟ هو خانها والخيانة أكره مخلوق عذا ماتحبه ... ولا أحد غيرها يحبه ..!!
تقدم زياد لها وحبها مع جبينها ورجع يطالع عيونها :: عذا لاتعذبين نفسك وتعذبيني معك .. اللي صار مالنا يد فيه .. والله بيعوضنا إن شاء الله ...
عند هالكلمة وانهارت عذا .. لأنه ببساطة فتح جرحها وذكرها انها فقدت طفلها وبكرها ... وبلا شعور رمت نفسها على صدره وغاصت في شهقاتها ودموعها وقبضة يدها تشبث على صدره وكأنها ما تبيه يروح ... ولا تبي طيفه يتركها مرة ثانية ... باختصار هي محتاجة له أكثر واحد ... محتاجة يكون جنبها ويواسها لأن الإثنين خسارتهم وحده ...
ما قدر زياد انه يطالعها ويسكت ولف يديه حولها وهو يحاول قد مايقدر انه يبعد الدموع عن عيونه والحزن عن قلبه علشان يقدر يدعمها ويواسيها .. :: عذاي ترى هالشي يعذبك أكثر ويعذبني معك ... يالغالية لازم نرضى باللي انكتب وندعي ربي انه يأجرنا في مصيبتنا ويرزقنا خيراً منها ..
ووسط دموعها :: زياد البيبي راح وماعاد بصير أم ... أنت تتذكر وشلون كنا ننتظره ؟؟ هذا هو طلع خاين بعد وتركني ... ليه يازياد كلكم تركتوني ؟؟ ليه ولاواحد منكم بقى معي وانا اللي كنت احبكم كلكم وأثق فيكم؟؟ ليه يازياد لما كنت محتاجتك مالقيتك .. ولما كنت أبغى ولدي تخلى عني ؟؟؟ وش فيني ماتحبوني ؟؟؟ انا سويت لكم شي غلط ؟؟ تعديت حدودي على واحد منكم ؟؟
رفعت راسها تشوف وش بيقول لكنه كان ساكت وما رد .. أكيد مابيرد لأن ماعنده جواب للي قالته ..
مسكت عذا يده وتوسلته :: زياد الله يخليك جاوبني ؟؟ ليه سافرت وتركتني في بيت جدي ؟؟ ليه خليت البيبي يموت ليه ؟؟
ضغط زياد على يدها وقلبه يتقطع من تفكيرها وصياحها ؟؟ الحين صارت تلقي اللوم عليه هو وانه هو السبب في وفاة ولدهم ...
زاد صياح عذا وارتفع صوتها :: ليه رجعت بعد ماخسرت انا كل شي ؟؟؟ ومابقى معي شي ... خسرت حبك وولدي وروحي وكل شي ...
سكتها زياد بصوت اعلى :: عذا انتي ماخسرتي شي يالغالية ... انا موجود وروحك موجودة ... والبيبي ربي بيعوضنا غيره صدقيني ...
مسحت عذا دموعها وفمها لازال متقوس بعبرة :: بس انا ابغى هذا ... فرحتي الأولى.....!
تنهد زياد وهو يطالعها ...
وصوته قطع عليهم نقاشهم ونبرته كانت تعني التحدي :: الحمدلله على السلامة استاذ زياد ...
ترك زياد يد عذا والتفت وراه بسرعة وشاف أسامة واقف عند المدخل ويديه معقودة على صدره ... وابتسامة قهر مرسومة على محياه ..
ابتسم زياد ووقف يسلم عليه لكن الأخير مشى وراح للجهة الثانية من سرير عذا وما التفت لزياد ولا حتى فكر انه يسلم عليه ...
التفت زياد لعذا وشافها تطالع حضنها وما كأنها شافت وش سوى اخوها ...
تجاهل زياد الموقف وحاول يبتسم وجلس على الكرسي اللي جنب السرير ..
رفع عينه قدامه وشاف سام يطالعه فرفع حاجبه باستفهام :: وش فيك ؟؟
تقدم اسامة في جلسته وسند اكواعه على ركبة :: سلامتك ... لكن مبروك الزواج .. و الله يوفقك ..
وهنا شهقت عذا بنزول دمعة جديدة رفعت يدها علشان تمسحها .. وزياد على طول التفت ناحيتها .. وبعدين رجع نظره لأسامة وطالعه بنظرة غضب مخيفة وكأنه ينبهه ان عذا ماتتحمل هالطاري الحين ..
لكن سام ما اهتم له :: اشوفك مستانس ومبسوط ووجهك راد .. أكيد كل هذا بيصير مو معرس ومسافر شهر العسل بينما اختي تصارع الموت و محد درى عنها ...
وقف زياد على طوله وهو رافع حاجبه :: ماله داعي هالكلام يا اسامة ...
تجهمت ملامح أسامة وتكشرت انيابه بمعنى الغضب :: وليه ماله معنى ؟؟؟ مو شي حقيقي ؟؟
صرخ زياد بصوت مكتوم :: نصف حقيقة .. انا تزوجت لكن الظروف اجبرتني ..
قاطعه اسامة بضحكة سخرية :: هاهاها ارجوك .. خلاص اقتنعنا ومسامحينك على زواجك بسبب الظروف ...
انقهر زياد منه وما حب يجاريه :: انا على كل حال ماجيت اناقش الموضوع .. انا جاي اشوف عذا ..
وقف اسامة بغضب وجنون :: وعذا ماتبي تشوفك ... !!
حطت عذا يدها على فمها تصيح وزياد التفت لها بيشوف وش ترد عليه لكنها سكتت .. وما ردت ؟؟؟ يعني وش المعنى ؟؟؟؟؟؟
رجع نظره لسام وابتسم :: بس انا ابغى اشوفها ..
تنهد اسامة وهو يحاول يتماسك :: وهذا انت شفتها خلاص ..
توه زياد بيرد على سام لكنهم انتبهوا للباب ينفتح وثواني الا وسارة داخلة مندفعة للغرفة من دون ماتعبر اي احد او تنتبه لأي احد .. اندفعت مباشرة لسرير عذا ورمت نفسها عليها وخذتها في حضنها :: عذا حبيبة سارة الحمدلله على السلامة وماتشوفين شر ...
توها تستوعب عذا اللي صار وانتبهت ان سارة اختها هي اللي في حضنها وحضنتها هي الثانية وشهقات صياحها تزيد ..
أما سام فكان يطالع اخواته مبتسم بينما زياد يطالعه بتعجب وخوف ... وتوتر من اللي ممكن يصير الأيام الجاية ..
انتبهوا جميعا لوصول عمتهم وزوجها اللي دخلوا للغرفة وتوجه زياد لهم على طول يسلم عليهم وبعدها راحت عمته وعمه يسلمون على عذا اللي قاربت على الهلاك من الصياح وهي تحضن امها وابوها وتتشره عليهم بالصياح...!!
------------------------------------------------------------------------------------
وصلت ام راشد لبيت اختها بالسلامة ... والكل كان مبسوط بهالجمعة اللي من زمان ما حصلت ... وهذا لأن ريم رجعت بالسلامة وسحر بعد تزوجت وموجودة الحين معهم ...
خذوا سلامات بعض وكان الحنين والشوق واضحين على ندى وسحر لريم ... الثلاثي هذا كانوا تقريبا دائما مع بعض ... وفجأة تزوجت ريم وتركتهم سنة كاملة من دون لا يشوفونها .. غير يوم تزورها سحر في الصيفية ...
تجمعوا البنات مع الحريم كلهم في الصالة ... وجلست سحر وريم المتلهفة على أخبار بنت خالتها في كنب واحد بينما العنود استأثرت بندى تسولف معها عن الحمل ومتاعبه ... وانتم عارفين سوالف الحريم ...!!
همست ريم لسحر وهي تبتسم :: ايوه يا عم .. واخيرا جاء اليوم اللي أشوفك فيه عروس لزياد ...
ابتسمت سحر بخجل :: ما بغيت يا ريم ... توقعت اني مستحيل بصير من نصيبه عقب ماتزوج ..
طالعتها ريم بنص عين ::استحي على وجهك مسويتي لي فيها فرحانة ؟؟
طالعتها سحر بنظرات شزرة وسكتتها ريم وهي تبتسم :: المهم قولي لي وش اخباره معك ؟؟؟
هزت سحر راسها برضاء :: الحمدلله .. ماشفت منه شي للحين ..
عصبت ريم :: يعني بيضربك مثلا ؟؟ انا ابغاك تقولين لي وش سوى ؟؟ يحبك مايحبك ؟؟ وش قال لك وش قلتي له ؟؟ مبسوطة معه والا لا ؟؟
تنهدت سحر :: ما ادري والله ... لكن اللي اعرفه اني مبسوطة وهو جنبي .. خلاص وهذا هو اللي ابغاه ...
سكتت ريم وتقدمت للطاولة تآخذ لها قطعة حلى ... بينما سحر المتوترة ودها تسألها عن شي بس فيه شي يمنعها ماتدري هل هو خوف أو قهر أو غيرة ؟؟؟ يعني ما قدرت تحدد هوية هالمشاعر ...
لكنها بعد ثواني تنفست بعمق والتفتت لريم :: الا وش اخبارها عمتكم ؟؟؟ زرتوها
عقدت ريم حواجبها :: من عمتنا ؟؟
بلعت سحر غصتها :: عــذا ...!!
انقرفت ريم و الاشمئزاز وضح عليها :: اسكتي تكفين على هالطاري اللي انتي جبتيه ..
طارت عيون سحر :: وش فيك على البنت ؟؟
ريم :: تكفين الا طاريها .. ما ادري بس احس انها ماتنزل لي من الزور .. عجزت احاول اهضمها لكن ماقدرت ..
طالعتها سحر بعتاب :: ريم لاتدخلين الأمور في بعض ؟؟؟ انتي غير وانا غير .. حياتي وحياتك مختلفات
هزت ريم راسها :: عارفة وفاهمة ... لكن من جد انا اتكلم معك .. يعني سارة اهضمها واتقبل منها هبالها وخالتي وعمي وكلهم ... لكن عذا ما قدرت .. أحس انها ناشبة في بلعومي ؟؟؟ يعني زود بالنعمة كانت كل شوي تتصل على عبدالله و واي أبي أمي أبي أبوي أبي زوجي ... والثاني من يسكر منها يصير متوتر وقلق ويتنرفز على أبسط شي ...
عقدت سحر حواجبها :: ليه وش تقول له ؟؟
ضحكت ريم باستهزاء :: عاد عبادي اللي بيقول لي ... مستحيل يعلمني بشي..
ضحكت سحر :: ليش عاد ؟؟
تنهدت ريم وطالعت في سحر بنظرات غباء :: وش فيك انتي ؟ هذي أسرار السيدة عذا بنت محمد .. ماتنقال لريم بنت سعود ؟؟ وش صار لك انخبلتي ؟؟
ضحكت سحر هالمرة من خاطرها على أسلوب ريم والثانية بعد ابتسمت ورجعت تقول :: والله من جد يعني شوفي عبدالله يداري أهله كلهم وخالتي تسولف عن عيالها بشكل عام .. لكن يوم تنطرى هالآدمية انا ما اتقبل عنها اي شي ...لكن يالله وش نسوي محسوبة علينا اخت زوج ولازم نرضى ..
طالعتها سحر بجدية أكبر :: زرتيها في المستشفى
هزت راسها بالنفي :: لا مارحت ... قال لي روحي معي انا ولمياء الحين وقلت له لا بروح أسلم على خالتي مجتمعين عندها وبكرة نمر على اختك ما طارت الدنيا ..
رفعت سجر حاجبها :: ومازعل ؟؟
تنهدت ريم :: إما مازعل ؟؟ اتحداك أكيد متضايق لإني مارحت لها لكن ابعرف ادبرها معه ... على فكرة بنت خالتك صارت خبيرة في شؤون الرومانسيين والحساسين ...
ضحكت سحر :: جاء من يعلمك السنع ..
هزت ريم راسها :: ومو أي أحد ؟؟
كملت عنها سحر :: هذا عبادي ...
وضحكو الثنتين على هبالهم اللي اشتاقوا له من زمان .. أيام ماكانوا عزوبيات وهمومهم على قدهم .. إختبارات وموضة وصداقات ..
اما الحين الوضع تغير واصبحوا حريم ... ولازم عليهم يؤدون الطقوس الإجتماعية اللي لو كانوا عزابيات ماكانوا بيحاسبون عليها لو تركوها ...
عقب ما خلصوا متقهوين القهوة ومسولفين وقفت ندى بتروح لكن لما انتبهت لها سحر وقفتها :: وين بتروحين ندوش ؟؟
ابتسمت وهي تلتفت لها :: مشاري في البيت عاد بروح اشوف يمكن يحتاج شي
عقدت سحر حواجبها :: يعني مابترجعين ؟؟
ضحكت ندى :: إلا إن شاء الله وش بقعد اسوي هناك .. لكن بشوفه قبل وعقب برجع..
هزت سحر راسها لها بالفهم وابتسمت ندى واستأذنت من الجميع وطلعت ..
ومن لما غاب خيالها التفتت ريم لسحر وهي تتنهد :: الله يالدنيا من يصدق أن ندى بتتزوج مشاري وتحبه وتشوف طلباته ..
ضحكت سحر :: لا وفوق هذا حامل منه ..
ريم مبتسمة :: سخرية القدر ولعبة الظروف ...
لفت لها سحر :: الا ماقلتي لي وش شعورك لما ماحضرتي زواج طلال ؟؟ والله توقعتك بتجين يا في الملكة او الزواج ..؟
تنهدت ريم :: وش اسوي بحكم القوي ... يوم الملكة كنت بجي لكن حضرته تعب وانحاس في اختباراته وماقدرت اروح واتركه لأني عارفته بيشيل في خاطره اني رحت وخليته ...
شهقت سحر :: والا انتي ناوية تتركينه وهو مريض ؟؟
ابتسمت ريم بخجل :: لا عاد مو صدق بتركه لكن هالكلام لو فكرت اجي واتركه
ابتسمت سحر :: شاطرة .. طيب والزواج ليه ماجيتي ؟؟
لوت سحر بوزها :: من اسبوعين كنا في ألمانيا عند اهله ... وابوه رايح لولاية ثانية فاضطرينا نجلس معهم لأن سام اخوه كان في السعودية ؟؟
سحر :: طيب ليه مارجعتي بروحك ..
هزت كتوفها : هوقال لي اجلسي معي وما ودي ترجعين بروحك ورضيت بكلامه
طالعتها سحر بنص عين :: أشوفك صرتي تسمعين كلامه ماشاء الله ...
ضربتها ريم على رجلها :: أقول اسكتي تكفين .. حتى زواجك متحسفة عليه ليتني ماسمعت كلامه وجيت حضرت زواجك وزواج طلال ..
تنهدت سحر :: ايه والله ليت كان على الأقل حسيت بوجودك معي وفضفضت عليك معاناتي هذاك اليوم وهمي ..
ابتسمت لها ريم ابتسامة مكسورة وحزينة :: بس الحمدلله اني ماجيت ... كان بعصب عليك واثور واقول لك كلام الله يعلم وش كان بيكون ؟؟
عقدت سحر حواجبها :: وليش إن شاء الله ؟؟
تنهدت ريم :: يعني تتجاهلين سالفة راشد ؟؟
طالعتها سحر بعين مفتوحة ومتفاجأة :: يعني زعلانة ؟؟
تداركت ريم الموضوع :: يوووه لا مو هذا قصدي ... لكن والله يا سحر انه ضاق صدري عليه لما كلمني وشاورني فيك وانه يبي يخطبك على طول قلت له توكل على الله .. خصوصا اني عارفة انك لازلتي تفكرين في زياد لكنه تزوج وفي نفس الوقت عارفة بحب راشد لك .. ومن هذا توقعت موافقتك او انك حتى تشاوريني وانا باقنعك ... لكني بصراحة تفاجأت لما كلمتيني وقلتي لي عن سالفة زياد وانصدمت .. ولما سكرت منك اتصلت على أمي استفسر وقالت لي انك رفضتي راشد ...
ابتسمت سحر :: طيب للحين شايله بخاطرك علي ؟؟
طالعتها ريم بنقمة :: وودي اغتالك بعد ..
شهقت سحر :: يالدوبا هذا بدل لاتفرحين لي وتقولين الحمدلله خذتي زياد ..
ابتسمت ريم :: يا بنتي الله يوفقك ومبسوطة علشانك بعد ... وراشد اخوي له الله .. ويمكن يآخذ له وحده تبوس الأرض اللي يمشي عليها
ضربتها سحر على كتفها :: انتي مره مآخذه مقلب في أخوانك انهم ينحبون ؟؟؟ لا وبتذل بنت الناس قبل لاتوصل
ضحكت ريم وضحكت معها سحر .. وكان على وقتها دخلوا الخدامات ومعهم الشاهي وصفوه على الطاولة وراحوا يصبون للجالسين في المجلس ...
وريم اندمجت بالسوالف مع ندى من يوم دخلت الأخيرة من دقيقتين ...
أما سحر فكانت منزلة راسها وتبتسم ...
ماتدري لكن يمكن اللي في قلبها هاللحظة هو ندم على راشد اللي رفضته ؟؟؟ كانت تفكر انه يمكن كان بيكون أحسن من زياد في أشياء كثيرة ،،، وأولها انه يحبها بجنون وقابل فيها مع علمه بمرضها ... وثانيها انها بتكون هي أول وحده تدخل حياته وتشاركه اياها يعني ماتعتبر دخيله مثل ماهي الحين ؟؟؟
( .. ركضك ورى اللي مايبغاك مذله ...&... وصدك عن اللي يحبك ردى حظ .. )**

---------------------------------------------------------------------------

dali2000 13-03-10 02:56 PM

جلس الجميع مع عذا في غرفتها .. و امها جالسة جنبها في السرير وعذا حاطة راسها على كتفها وام عبدالله تلعب في شعرها ... شعور رائع أول ما تقابلت عذا مع امها ... يا شين فراق الأهل وشلون عاد وهم بعيدين عنها ست شهور ؟؟ لا وفوق هذا مرت بأمور ما كانت عاملة حسابها انها بتواجهها يوم من الأيام ...
ما أحلى حضن الأم ودفئ حنانها ... تحس بروحك خالي من الهموم والمشاكل بمجرد ماتشوف أمك وابوك حواليك .. واخوانك يضحكون معك ويسولفون ...
هذا اللي كانت عذا تحس فيه ... كانت سكرانة من السعادة وأن امها جنبها وتشم ريحتها ونايمة على كتفها ... وفي المقابل ابوها جالس قدامها ويسولف هو واعز الأشخاص على قلبها عن رحلته واللي شافه هناك ...
لكنها مع ذلك ما قدرت تتخلص من مشاعر الألم والغيرة والعذاب اللي تحسها مخلوقة في صدرها ضد زياد ... كانت تشوفه يضحك و مستانس مع امها وابوها ..
لكنها في نفس الوقت تشوف نظرات أسامة له ... وكأنها تحرقه في مكانه .. ولو أنها كانت رصاصات نارية .. كان الحين جسم زياد مشوه من كثر الطلقات اللي اخترقته من عيون سام ...
تنفسها صار صعب وهي تسمع صوته يضحك ويسولف ... ماتقدر تبعد عن بالها آخر موقف جمعهم مع بعض وجرأته في أنه يسكت ويتكتم على الموضوع إلى أن صار كل شي تام وفي الأخير تكرم وقال لها عن سالفة زواجه .. والأدهى والأمر انه قال لها في نفس اليوم ... يعني جرح ما بعده جرح ...
تسمعهم يسولفون لكنها مو مركزة معهم في هوية الموضوع ... ولا قادرة تشاركهم شي لأن اللي في قلبها الله وحده عليم به .. صدق مرتاحة من وجود امها لكن راحتها هذي لأنها لقت اللي بتلجأ لهم بعد رب العالمين من ظلم زياد وعذابه ...
كانت منزلة راسها وعلى وجهها الوجوم وملامحها جامدة أو كأنها ملامح حزن ..
ابتسمت لها امها أول ماانتبهت وهمست لها ::: وش فيها الدلوعة ؟؟
رفعت عذا عينها لأمها وشافتها وهي تبتسم .. ماقدرت تمسك دمعتها لأن الأحزان رجعت لها من شافت وجه امها الملائكي الطاهر ونزلت دموعها من دون استئذان ...
عقدت ام عبدالله حواجبها وقالت لها بصوت واطي علشان ماتحرجها :: وش فيك حبيبتي ؟؟
شهقت عذا وبصوت أقرب للصمت :: قولي لزياد يطلع ؟؟؟
سكتت ام عبدالله وتمت تطالع في بنتها مستغربة طلبها ... لكنها تفاجأت لما رجعت عذا تطلب نفس الطلب مرة ثانية ::يمه تكفين قولي له يروح ما أتحمله ...
خافت هنا ام عبدالله وحست ان فيه شي صاير لبنتها ... يمكن ردة فعل لأنها أجهضت ؟؟؟ أو يمكن فيه بينهم مشكلة ما انحلت ...؟ او حتى يمكن لأن عذا ما حصلته جنبها أول ماتعبت ؟؟ لكن وشلون تطرد الولد وتقول لها قم اطلع ؟؟؟ مستحيل لايمكن تسويها ؟؟ ولذلك ابتسمت لبنتها بتهون عليها لكنها انصعقت لما سمعت الملقوف اسامة يكلم زياد :: ابو سلطان سلمت على امي وابوي و تحمدت لهم بالسلامة ؟؟؟
نظرات زياد كانت تمثل قلقه لكنه ابتسم يخفيه :: انت وش تشوف ؟؟
ابتسم سام بخبث :: انك سلمت وشفتهم وسولفت معهم .. والحين جاء دور شغلك تروح تقابله ..
رفع زياد حاجبه باستنكار .. وابو عبدالله مباشرة لف لولده وناظره بنظرة تأدبه على هالأسلوب ؟؟
لكن زياد رجع يبتسم :: عندي إجازة هالفترة ...
وهالكلمة كانت كفيلة انها تطلع أسامة من طوره لأنه حس بالألم اللي سببتها هالحروف لقلب اخته ..:: لكن وجودك غير مرغوب فيه ... ومو مني هالكلام ؟؟ ولكن من اللي انت جاي تزورهم ؟؟
كل الوجوه انلفعت وانقلب لونها للأسود ...؟؟ مهما تكن فعلة زياد لكن تصرف أسامة غلط ؟؟؟ يطرده وهو ضيف عندهم ... لا ......!! و المشكلة ان الموجودة في المستشفى زوجته ؟؟؟
الكل تم يطالع في أسامة ويعاتبه بالنظرات على اللي قاله ... أما هو فما يهمه احد وما اهتم لشي .. لأن في باله ان اللي سواه صح وبمجرد مايعرفون اهله السالفة ... أكيد بيعذرونه ...
ما أقدر أقولكم كيف كان المسكين زياد ... في البداية كانت تعلو ملامحه ابتسامة خجلى وخايفة من تمرد أسامة ... لكن الحين الإبتسامة موجودة ايه نعم لكنها كانت واضحة انها ابتسامة فشيلة وانحراج ..
لف بعينه لعذا وشافها ماسكة يد أمها وما همست حتى بحرف واحد ...
حاول يبعثر نظراته بعيد عنها وعن عمته وزوجها لأن ماله وجه يقابلهم ... متفشل وفوق هذا عرف انهم ماعرفوا باللي صار ..
وقف على طول والإبتسامة اياها محفورة على وجهه ... وانحفرت بعد في عيون عذا اللي القت عليه نظرة اخيرة ورجعت تنزل عيونها ..
زياد :: زين نشوفكم على خير ياعمه ... أنا استأذن ...
تنهدت ام عبدالله بغضب في وجه اسامة ولفت لزياد بسرعة :: أقعد زياد تونا ماشبعنا منك ...
هز راسه من دون مايطالعها :: الجايات أكثر ..
ضغطت عذا على يد امها وكأنها تنبهها علشان ماتقنعه بالحيل يجلس ...
انتبهت ام عبدالله لبنتها الي منزلة راسها والحزن ينزل محل الدموع على يدها ... عقدت حواجبها وما رجعت تلزم على زياد ... لكنها تسمع ابو عبدالله يتكلم معه ويقنعه بالجلوس ...
وفي النهاية ... عطاهم زياد ظهره بألم وسكاكين تطعن في صدره ...
مشى عنهم وطلع ...
طلع زياد المنكوب ...
مكسور الخاطر ..
مجروح القلب ...
كيف وعذاه هي اللي طلبت منه يطلع لأنها ماتبيه ؟؟؟ كيف بيعيش عقب ساعته هذي ويذوق طعم النوم والحياة وهو عارف أن حب حياته من ولادته ماعاد تطيق اسمه وسيرته ؟؟
في أول حياته عاش العذاب وشرب الويل من عمه ..لكن حب عذا اللي في قلبه كان هو اللي مصبره ومخليه يعيش في تفاؤل ...
ولما تزوجها كان كأنه مالك خزائن الأرض ... وكأنهم عينوه ملك العشاق والمحبين .. كيف لا وهو يتوج حبه الطفولي بأقدس وأشرف علاقة على وجه الأرض ...
كان قبل يتمنى يرجع للبيت بسرعة لأنه يشتاق لها بمجرد ما يعتب برا البيت ...
ولما يكون في البيت كان يتمنى يجلس فيه وما يطلع لأنه يبي يسولف معها وهو ينبسط بهالشي ...
لكن الحين وين ييمم وجهه له ؟؟؟
وين يروح وعذا لاهي في البيت ولا هي في الخيال ؟؟؟
عذا صارت شي من الستحيلات بالنسبة له ؟؟؟
اليوم شاف وش كثر مآخذه في خاطرها عليه ؟؟؟
ماكانت تكلم ولاتدافع عنه ولاتواسيه بكلمتين ...
كانت ساكتة وملتزمة الصمت وكأن كلام أسامة هو اللي عاجبها ويبرد حرتها ؟؟؟
ليه انكتب عليه الشقاء وهو اللي يشقي نفسه علشان الباقين يسعدون ؟؟؟
معقولة صار مثل الشمعة ؟؟؟ تحترق علشان تنور على الناس .. وبعد ماتنتهي يرمونها ويجيبون غيرها ؟؟ معقولة يا زياد صرت ماعاد تهم عذا ؟؟؟ عذا البنت الوحيدة اللي قدرت تدخل عقلك وقلبك بعنف وتتسيد الإثنين .. ولاتسمح لك تفكر في أي احد غيرها ؟؟؟ معقولة ؟؟؟
طلع من الجناح وسكر الباب وراه وفي خاطره يدعي ان ربي ما يسكر قدامه ابواب السعادة والأمل ...
تنفس بعمق أليم وهو يحس لأول مرة ان الهواء يجرّح صدره المكلوم ...
مشى يكمل طريقه بيطلع من الجناح ويروح للاشئ ... يمكن بيروح يجلس في سيارته لحد ما يهدأ نفسيا ... وفي لحظة ضعف تمنى لو انه وهو طالع تتقدم سيارة جيب كبيرة وتدعسه تحت كفراتها ويرتاح هو من الغثى ...
تنهد ورفع عينه لطريقه لكنه تفاجأ لما شافه يمشي في نفس السيب ومتوجه لنفس المكان اللي طلع هو منه ...
انتبه لعبدالله وهو يبتسم وعلى يمينه بنت ... وإن ماخاب ظن زياد فهي لمياء ...
عند هالمشهد ماقدر زياد يستمر على همه وتكشيرته .. فبمجرد ماشاف عبدالله ابتسم له ابتسامة شوق ورضا ... وكأنه فعلا متوله عليه ... كيف لا وهو صديقه الروحي واخوه اللي ما كتب الله ان امه وابوه يعيشون ويهبونه له على الأقل يشيل همه معه في هالفترة ...
اسرع بخطواته لهم وبمجرد ماتواجه مع عبدالله .. سلم عليه بحرارة وهو يبتسم ... :: الحمدلله على السلامة .. وألف مبروك التخرج يالغالي ...
ربت عبدالله على يد زياد :: الله يسلمك ويبارك فيك ...
تنهد زياد :: و اخيرا خلصت وارتحت وانا اخوك ... والله يخليك لاتقول لي بعد تبي تسافر تكمل دراستك ... والا ان كان ولابد بتسافر فأجلها لبعد سنتين والا ثلاث خلنا نشبع منك يا اخي ونحس بقيمتك اللي افتقدناها ...
ضحك عبدالله :: الله يالدنيا الحين صار ماعاد لي قيمة ...؟؟ والا كل شي عندك يا زياد يصير ماله قيمة بمجرد ما تلقى اللي احسن منه ؟؟؟
انمسحت الإبتسامة من وجهه وهو يحس بشي غريب في كلام عبدالله لكنه قال :: وش دعوى .. انت آخر واحد يتكلم عن قيمته عندي ...
أطال عبدالله النظر في عيون زياد وكأنه يعاتبه على اللي سمعه من لمياء باللي سواه زياد في عذا اخته ...
ارتبك زياد من هالنظرات .. وهو اللي ماعمل حسابه لهالمواجهة المبكرة خصوصا بينه وبين عبدالله .. صديق طفولته ...
لف بوجهه عنه وطالع لمياء :: الحمدلله على سلامة الأهل يا لمياء ..
ابتسمت لمياء اللي وقفها الفضول علشان تشوف مواجهة الإثنين :: الله يسلمك .. والحمدلله على سلامتك انت ...
حس بقشعريرة تسري في جسمه لما تقدم منه عبدالله وحط يده على كتفه :: من يوم كنا صغار وانا أقول لك .. يا زياد واجه مخاوفك ولا تهرب منها ... ويا زياد المشكلة لاتطلع منها من دون لاتحلها حل صحيح ويرضيك ... لأنها بتستمر تلاحقك لحد ما تعكر عليك حياتك وتخضع لها ... لكنك للأسف ما فهمت الدرس .. وهذا انا اشوفك ضيعت المشيتين ..؟
انصدم زياد من كلام عبدالله .. وحس انه دخل لصميم قلبه وعقله .. فعلا يا ما كان ينصحه عبدالله بهالكلام ... وآخر موقف نصحه فيه هو يوم زواجه من عذا ...
مشى عبدالله من دون لايحس زياد بتحركه ... وأول ما انتبه زياد للمكان اللي هو فيه وان عبدالله مشى وتركه ... لاشعوريا التف وراه بيشوف خيال عبدالله المبتسم من دقائق ويعاتبه .. لكنه شافه مع ظهره وهو ماسك وحده بعبايتها ويهديها ويمشي معها للغرفة ... والظاهر انها سارة لإن لمياء لازالت واقفة قدامه .. وكأنها تشفق على حالة زياد ... او انكسر خاطرها عليه ...
ابتسمت لمياء وهي بتمشي :: هذي هي الدنيا ... تواجهنا بأشياء كثيرة نعجز عن مواجهتها لأننا ماعملنا حساب لها ... وهذا هو غلطنا .. نستمتع بلذة اللحظة اللي نعيشها ..
انتبه زياد لها ووقفها ...
والتفتت له لمياء وعلى وجهها ابتسامة سخرية وألم على الحالة اللي وصلوا لها زياد وعذا ..
استجمع زياد قوته اللي اختفت من كلام الإثنين وبصوت واطي :: لمياء وش اللي صار لعذا ؟؟؟
طالعته لمياء بألم :: ليه ... انت ما شفتها وسألتها ؟؟؟
هز زياد راسه وهو يقرب منها :: إلا قالت لي .. بس انا ابي أعرف التفاصيل ...
هزت لمياء كتوفها :: اسأل الدكتورة المشرفة على حالتها ...
تنهد زياد بألم واضح هز مشاعر لمياء الرحومة :: لمياء الله يخليك لاتزيدين حالتي زود ... أبي اسمع الكلام منك انتي .. لأنك انتي اللي كنت معها
نزلت لمياء عيونها للأرض وكأنها تسترجع ذكريات الليلة الماضية واللي كانت طول هالفترة تحاول تنساها ,, وحكت له القصة كاملة ...
انصدم زياد من الكلام اللي سمعه وماكان ناقص هم فوق همه :: يعني شلون كل هذا يصير ؟؟؟
ابتسمت لمياء :: لاتخاف .. عذا صارت قوية كفاية والطبيبة أكدت لنا أن عملية الإستئصال مستبعدة حاليا ... لأن ضغطها ودمها مستقرين وفي مستواهم الطبيعي ..
طالعها زياد بعيون متلهفة ::طيب قلتوا لها ان البيبي مات أول ماطلعت من غرفة الولادة ؟؟
ضحكت لمياء بخفيف :: أصلا عذا ماكانت في وعيها علشان تسمع شي ... طلعوها من هنا وودها للعناية من الجهة الثانية ... كان ضغطها منخفض وحالتها الله وحده كان اعلم بها ...
تنهد زياد وعيونه راحت للأرض وكأنه ما يبي يتخيل ...
كانت لمياء بتمشي .. لكنها حست ان فيه شي لازم زياد يعرفه ويحس بقيمته :: زياد ..
ورفع عينه لها ...
وكملت هي :: ترى عذا أمس وطول فترة ألمها وتعبها ... ما تهذي إلا بأسمك ... ولاحظ انها تتذكرك انت وامي وابوي وبس ... يعني لاأنا اللي كنت معها من البداية ولا أسامة اللي تبرع لها بنص دمه وتعب من عقبه كنا على بالها ولا حتى سارة او عبدالله ... شف وشلون انها حاطتك مع امي وابوي ..!! ولا تتذكر الا انتم ..!! لكنكم ماكنتم موجودين ... اثنين معذورين بغيابهم .. لكن الثالث غير معذور أبدا .. لأنه هو اللي سبب لها هالدمار وهو اللي ابتعد عنها برضاه ...
انصدم زياد ورد بسرعة:: يا لمياء اقسم لكم انها الظر ....
قاطعته لمياء لما رفعت يدها :: هالعذر غير مقبول أبدا ... لو كان عندك شي أقوى منه حاول تقنع فيه عذا ..
تنهد زياد :: تتوقعين بتقتنع به او بغيره ؟؟
هزت راسها بالنفي :: في الوقت الحالي .. لا .. لكن يمكن بعدين ؟؟
وتركته وراء ظهرها متوجهه لغرفة اختها ...
تركت وراها حطام زياد وبقايا عاشق ...
تركت وراها واحد روحه ماتت بين ضلوعه من سمع اللي سمعه عن عذاه ...
حس انه مجرم في حقها وهي اللي ماتستاهل منه كل اللي يصير ..
بس هو معه عذره .. وهو بعد مايستاهل اللي يحصل له ...؟؟؟
وهو صادق لما يقولهم الظروف ...
ومن منا يقدر يغير الظروف والا يسخرها لرغباته ؟؟؟
ابتسم بقهر وألم وهز راسه بأسى على حالته المزرية اللي وصل لها .. ومشى بخطوات ميتة بطيئة وعيونه تشوف قدامه بس ماتشوف شي ...
-----------------------------------------------------------------------
على الساعة 12 بالليل وقفت قدام مرايتها تمسح بقايا المكياج اللي على وجهها وتدندن بألحان واغاني مالها هدف او معنى ... لكنها في نفس الوقت مبسوطة ومبتسمة وتحس بالوناسة تغمرها ..
طاحت عينها في المراية على اللي واقف وراها ويطالعها .. ابتسمت له بحب ولفت وجهها له :: وين سرحان فيه ؟؟؟
من دون لايبتسم عبدالله طالعها بنظرة عتاب قاسية وجلس على طرف السرير ... كأنه يبي ينبهها انه زعلان ومتضايق منها وهي اللي من دخلت ما انتبهت له ...
تنهدت وهي حاسة فيه ورمت المنديل اللي في يدها وراحت لعبدالله على السرير وجلست جنبه :: أدري انك زعلان ومتضايق لأني ما رحت لعذا ... بس والله كان ودي عبادي لكن أهلي مجتمعين عند خالتي .. وانت تعرف انا وش كثر مشتاقة لهم ..
تنفس عبدالله بعمق ولف بوجهه الحزين لها :: كان رحتي معي دقيقتين وبعدين انا مستعد اوصلك لبيت خالتك برسم الخدمة ...
ابتسمت له وحطت يدها على يده :: ما تقصر ... ولك مني بكرة من افتح عيوني واشوف الشمس ساطعة اطلع واتوجه للمستشفى واسلم على عذا ... وش قلت ؟؟
ابتسم لها عبدالله من وراء خاطره :: كذا تمام ...
هزت راسها مبتسمة له وشد عبدالله على مسكة يدها :: ريم ترى انا ما زعلني إلا لأني ابغاك تكونين شيخة الحريم ... أبغى كل شي زين يطلع منك ... وما ابغى احد يسبقك بالمعروف ... يعني مثل اليوم .. كان ودي تزورين عذا من نفسك من دون لا أقول لك .. ودي تحسين ان اهلي هم اهلك وعائلتي انتي منهم ... يعني كثر ما كنتِ مشتاقة لخالتك واهلك ودي تكونين مشتاقة لجمعة اهلي ...
ريم :: انت واهلك يا عبدالله على عيني وراسي ... (( و حبته على خده )) ولا تزعل والله ما كان قصدي أضايقك ...
ابتسمت له وواجهته تنتظر منه رد ... لكنها ما شافت الرضا في عيونه .. وحست ان فيه شيء عالق في باله ومضايقه منها ...
عقدت حواجبها :: للحين زعلان ؟؟
ما رد عليها عبدالله وهو لايزال يطالعها بس واضح انه ما كان مركز ويفكر في شي ثاني ...
حركت يدها قدام وجهه :: يا اخ نحن هنا ؟؟
انتبه عبدالله لنفسه ووقف بسرعة من دون لايرد عليها ومشى متوجه للشماعة يبدل ملابسه ...
استغربت ريم ردة فعل عبدالله و مو على عوايده ...!! لكنها أجلت النقاش معه لوقت ثاني .. و وقفت وراه ومشت للتسريحة تكمل هي شغلها علشان تبدل وتنام وتريح جسدها المنهك ...
وأول ما اندمجت في ترطيب بشرتها صدمها الكلام اللي قاله عبدالله لدرجة اهتزت اصابعها الملطخة بالكريم وحست ان المواجهة حانت ...
..................:: ريم ليه خدعتيني واخفيتي علي شي مثل هذا ؟؟
سكتت ريم وحاولت تبلع ريقها االلي صار طعمه علقم ...
تقدم منها عبدالله ووقف على راسها :: كنتِ عارفة وساكتة ؟؟؟ وشوفي النتائج ؟؟
رفعت عينها له ببطء شديد وحذر :: وش تتكلم عنه ؟؟؟
ابتسم لها باستهزاء :: انتي المفروض تقولين انا وش اتكلم عنه مو انا اللي اقول لك ؟؟ انا اللي اعرفه انك مريتي بحالة نفسية صعبة شوي لما كنا في كندا وما كنت تبين احد يتكلم وانتي موجودة .. وكلما سألتك قلتي لي صداع وبيروح ؟؟ والحين أستنتج انه ماكان صداع ؟؟
بلعت ريم ريقها وهي تبعثر نظراتها وتلهي نفسها بالكريم :: أجل وش كان ؟؟؟
مسك يدها يوقفها عن تمليس بشرتها :: انتبهي لي وانا اكلمك ...
تنفست بعمق ووقفت مواجهته ..:: انت وش فيك اليوم راكبتك الشياطين ؟؟؟
طالعها عبدالله بنظرة :: لأني عرفت انك تدرين باللي صار لعذا وساكتة ؟؟
طالعته بتحدي :: وش تبيني أقول لك ؟؟ إن اختك زوجها بيتزوج عليها ويآخذ بنت خالتي ؟؟؟ تبيني أنكد عليك وانا اشوف علاقتك بأهلك ؟؟؟ انا لأني ابي مصلحتك خبيت عليك .. ما قلت لك لأني عارفة انك ممكن ما تحل زين في اختباراتك ويضيع جهدك وتعب سنين الغربة .. او حتى ما كنت مستبعدة عليك انك ترجع للسعودية على اقرب طيارة ...
ضحك بسخرية :: بتفهميني انك خايفة على مصلحتي ؟؟؟ وما خفتي لا أروح واخرب على بنت خالتك ؟؟
شهقت ريم وطارت عيونها فيها :: انا ما أخاف عليك عبدالله ؟؟
نزل عيونه للأرض وشد قبضة يده :: مو قصدي هالكلام .. لكني انصدمت لما عرفت انك صرتي تخبين علي أشياء .. والله اعلم وش انتي مخبية بعد ؟؟
مسكته مع يده وكأنها تتوسله :: عبدالله انا وش بيدي يوم خالتي تتصل علي وتقول ترى ما نبي أحد يدري ؟؟؟ وش بيدي إنهم هم أصلا كانوا مخبين علي علشان مايوصلك الخبر والسبب ولد خالك ... هو اللي طالب منهم محد يدري بالموضوع الا لما يصير .. أنا كنت اسمع اختك تشتكي منه وانت تتضايق من تصرفاته وانا تقريبا عارفة وش فيه لكن الظروف هي اللي مجبرتني اسكت ...
قاطعها بغضب :: والظروف هذي شوفي وين وصلت عذا له ؟؟؟ منومة في المستشفى في وضع حرج وفقدت طفلها وبكرها .. وحياتها مع زوجها مهددة بالإنهيار ؟؟؟ مبسوطة الحين ؟؟
هزت راسها بالنفي :: .... أصلا أنا لو ما كنت اتصلت على راشد اخوي اسأل وش صار عليه كان ماعرفت للحين .... وحالي بيكون من حالك ؟؟
سكت هالمرة ومارد عليها .. يمكن مقتنع .. ويمكن يقنع نفسه ......!!
قربت منه ريم :: عبدالله اقسم لك اني كنت مغصوبة على السكوت ... يعني لما خالتي ام العروس تطلب مني هالشي تبيني ارفضه ؟؟ ما اقدر عبدالله ما اقدر .. وبعدين لاتنسى انها بنت خالتي وبعد يهمني انها ترتاح ..
طالعها بحاجب مرفوع :: وعلى بالك انها الحين مرتاحة ؟؟؟ صدقيني بتشوف العذاب بعينها .. ومن يد اقرب الناس لها ... وساعتها بتندمين لأنك سكتي وسمعتي كلامهم وعلى بالك انها مصلحتها ...
ابتسم يخفف عن ريم قلقها .. وهي اللي ماتهون عليه ... وهو اللي قلبه كبير يسامح ويتغاضى علشان اللي يحبهم ...
ما قدر يرد تنفسه وهو القلق مستعمر قلبه ... كان شايل في خاطره على ريم وزياد من عرف بالسالفة ... ريم وتفاهم معها ... لكن الحين باقي زياد ...
الشخص الوحيد اللي عبدالله مايقدر انه ينام وهو شايل في قلبه شي عليه ... يخاف ان الأيام تمشي وقلبه يقسى ناحيته...
توجه للشماعة ورجع يلبس ثوبه مرة ثانية .. ومشى للكومدينو اخذ مفتاح السيارة وشماغه ومشى للباب بيطلع .. وقفته ريم :: عبدالله وين بتروح هالوقت ؟؟؟
تنفس بصوت مسموع :: أبنفس عن اللي في خاطري علشان اقدر انام ...
وطلع وسكر الباب وراه من دون لايزيد ولا كلمة ... وعقبه جلست ريم على الكرسي بتعب وهي مرتاحة لأن المواجهة تمت وقدرت تقلب دفة الحوار لصالحها ... وتقنع عبدالله بموقفها المحرج اللي مرت فيه ..
.
.
.
.

جالس في المجلس وراسه بين يديه ... خايف من المواجهة أو بالأحرى متفشل ومستحي من اللي سواه ... عبدالله وعمته وعيالهم ؟؟؟ كلهم مستحي يقابلهم عقب ما عرف انهم دروا باللي صار ؟؟؟ هو تزوج بنتهم ووعدهم أنها بتصير عيونه .. وهذا هو فجأة وبتصرف متهور .. قرر انه يكون اعمى ويفقأ عيونه الثنتين ... وصار اللي صار ....
عموما هو كان متوقع جيت عبدالله بنسبة 99% .. ومن يوم تقابلوا في المستشفى وسمع منه اللي سمعه ... صار متأكد 1000% ...
كان كل شوي يطالع جواله وينتظر إتصال عبدالله اللي يبلغه بأنه يبي يشوفه ... وفعلا تم الإتصال وقرر زياد انه يقابله في بيته اللي جمعه بعذا وسجل له احلى ذكريات عمره و ما قابله في بيته الجديد ،،، البيت المزيف اللي اهداه له عمه بمناسبة زواجه وهو سكن فيه مع سحر... عروسه الجديدة ..!!
تنهد ورفع راسه لكنه تفاجأ باللي واقف قدامه ويبتسم بهدوء ... عقد حواجبه والتفت بنظره للباب وشافه مفتوح .. ابتسم وتذكر انه فتح الباب لعبدالله علشان مايضطر يرن الجرس ويجلس في الشارع ...
جلس عبدالله في الكنب المقابل لزياد وبينهم مسافة تتوسطها طاولة خشبية ضخمة مزينة بالزجاج ...
تلفت عبدالله حوله وقال :: توقعتك مابعد وصلت للبيت ؟؟؟ لأني شفته مظلم ..
ابتسم زياد وهو يلعب بيديه في حضنه :: وشلون تبيه ينور ونوره وأساسه مو موجود ؟؟
طالعه عبدالله بحاجب مرفوع :: قصدك انت ؟؟
تنفس بعمق :: انت عارف من أقصد ...
رفع عبدالله طرف فمه بابتسامة تهكم :: يكفي هالكلام اللي يعذبك ...
سكت زياد وما رد ...
وسكت معه عبدالله احتراما لصمته ...
وعقب ثواني بدأ عبدالله :: أنا نبهتك ... وقلت لك ... انت مو قد عمك وتراك بتضيع عمرك بين هالأمور ... وانا ما ابي اختي تتعذب معك لكنك عارضت وركبت راسك .. وحلفت ان عمك بيقدر على كل شي الا انه يفرق بينك وبين عذا ؟؟؟ وهذا انا اشوفه فرقكم وفوق هذا اجتمعتوا انت واياه وكسرتوا قلبها وحطمتوا امنيتها في انها بتصير أم ..
غمض زياد عينه وكأنه يتألم :: عبدالله اللي صار كان فوق طاقتي ؟؟؟
رفع عبدالله صوته :: بتفهمني ان اللي فوق طاقتك هو انه سحب منك الصلاحيات وانت يا ولد العز ما قدرت تتحمل وفضلت وسخ دنيا على اختي اللي سلمتها لك وقلبي متطمن ؟؟؟ سلمتها لك بعد ماوعدتني انك ماتضايقها وتكون في عيونك ...
رفع زياد عينه وقلبه مجروح من كلام عبدالله :: لاتضغط علي عبدالله ولاتصير انت والزمن ضدي ...
ضحك باستهزاء وهو يوقف:: زياد انا لو ماكنت قلت لك يوم جيت تشاورني انك بتخطب عذا إن زواجك منها ممكن يجلب لك التعاسة أكثر من السعادة كان الحين لايمكن الومك وبلوم نفسي أكثر شي ... (( والتفت عليه )) لكني للأسف نبهتك وقلت لك اللي خلق حب عذا في صدرك ممكن يخلق غيره ... المهم راحتك وراحتها وما اظن انك ترضى لها بالمذلة والمهانة ... وتتذكر وش قلت لي ..؟؟؟
سكت زياد وهو يبلع ريقه ...
وكمل عبدالله :: قلت لي أبد ... أنا أموت لو عذا ماصارت نصيبي .... ولو صار شي يأذيها ممكن أقتل من سبب لها التعاسة ؟؟؟ وللأسف سخرية القدر خلتك انت تكون مصدر تعاستها ؟؟
رفع عينه لعبدالله وكأنه ينتظره يكمل كلامه ويزيد طعونه ... وترى الشاة ما يضر سلخها بعد ذبحها ...
تقابلت نظراتهم وطالت لثواني ... وعقبها لف عبدالله بعينه :: زياد انا ما أقدر اخدمك بشي ولا تضغط علي وتطلب مني ... لكني في نفس الوقت ما راح اوقف ضدك لأنك اخوي وما تهون علي ... اللي أبيك تثق منه هو ان اللي تبيه عذا انا بسويه ... واللي يريحها هو اللي بيصير سواء رضيت والا ..
قاطعه زياد وهو يبتسم :: اليوم قالت لأمك انها ماتبي تشوفني في الغرفة ... وقالت اني السبب في موت ولدها ...
رفع عبدالله عينه له مستنكر :: طردتك ؟؟
هز راسه بالنفي :: ما تقدر تقول لي اطلع وما ابيك ؟؟ لكني انتبهت لها ... والظاهر صار لها واسطات قوية ماكنت متوقعها ؟؟
سكت عبدالله وما رد عليه ...
وبعد ثواني قال زياد وهو منزل راسه :: تتوقع انها بترجع لي ؟؟
رفع عبدالله عينه لزياد وشاف فيها هم وحزن .. وإن ماخاب ظنه ... لمعة الحزن تبلورت وصارت دمعة مختفية وراء جدران عينه .. وحاجبه البؤبؤ
ماهان عليه يشوف زياد مكسور ومتألم .. وخصوصا انه يعرف وش كثر هو متعلق في عذا ويبيها ... ويتذكر المحادثات اللي جمعته بزياد من عرف أن مصعب خطب عذا ... ومن خطب له عمه سحر بنته ... وكيف سحب منه عمه كل الصلاحيات في العمل ... ومع ذلك زياد تمسك بعذا لاخر لحظة ... ويمكن اجتمعت عليه هالأمور اللي أأجل حلها لحد ماصارت عقبة في طريق حياتهم وصار اللي صار ...
وقف عبدالله بعد تنفس عميق ومشى متوجه للباب بيطلع .. ما يتحمل هالمشهد اللي فيه زياد يهوجس ويفكر وعقله مو معه ...
لكن وقفه صوته :: وش قلت ياعبدالله ؟؟ تتوقع انها بترجع لي ؟؟
التفت عليه عبدالله وهز كتوفه :: الرأي رايها ... ما اقدر اجزم لك بشي ...
مشى عبدالله بعد ما بلع غصته ... وسكر الباب وراه ... وطلع من الفلة كلها وسكر الباب الخارجي للبيت ... وعقبها لف لوراء وواجه الباب ... وابتسم لما تذكر اول زيارة له لهالبيت ؟؟؟ والأحداث اللي يمرون فيها اهل هالبيت .. بعد مرور شهور ...
تنهد وراح لسيارته منطلق وراجع لبيتهم ... وقلبه موزع عند عذا و زياد .. والله يكون في عون الجميع ...
----------------------------------------------------------------------------
من أصبح الصبح ... وسمع صوت العصافير تغرد على أغصان شجر البيت .. فز من النوم ومباشرة لدورة المياه ... خذ له حمام على السريع ينشطه ويريحه ويخفف التعب والإرهاق اللي أكيد واضحين في عيونه ... وبعدها طلع وفتح الدولاب يجهز ملابسه ... انتبه لصوت الباب ينفتح ... أبعد راسه عن الدولاب وطل بوجهه يشوف من اللي دخل ... وعقد حواجبه لما شاف سحر صاحيه وتبتسم له عند الباب ..
ما بادلها الإبتسامة ولا حتى عبرها بنظرة ... رجع لشغله وطلع ملابسه بهدوء صامت ..
تنهدت سحر وحاولت ان الإبتسامة ماتختفي من على وجهها وتقدمت له :: خلني أساعدك ...
ابتعد زياد عنها :: خلصت ...
بلعت ريقها وهي لاتزال مبتسمة :: الفطور جاهز تحت ...
ومن دون لايلتفت :: مستعجل ولا ابغى فطور ... (( والتفت له مستغرب )) انتي وش مصحيك هالوقت ؟؟
ابتسمت وفرحت لأنه انتبه وسألها :: شفتك قمت وقلت اقوم معك واجهز فطورك ...
توجه زياد للتسريحة بعد ما لبس ثوبه :: لهالدرجة نومك خفيف ؟؟
سحر ما توسعها الفرحة انه على الأقل تكلم معها هالكلمتين وراحت له وهي شبه تضحك :: اصلا طول الليل انا مانمت .. وحاسة فيك وانت صاحي ؟؟؟
التفت لها بحاجب معقود وما رد على كلامها ... ومشى متخطيها بيآخذ شماغه من على السرير ..
لفت سحر عنه وراحت متوجهه للباب في الوقت اللي رن فيه جوال زياد وبسرعة التقطه من شاف الرقم ... لكن سحر طلعت قبل لاتسمع من يكلم او وش بيقول له ؟؟؟ لإنها هي وحده من الثنتين ؟؟ يا شي يخص عذا وهي في هالحالة بتنقهر وتغتاظ أو شي يخص شغله وهي مالها حاجة تسمع امور الشغل اللي تعور الرأس ...
عقبها بدقائق نزل زياد بسرعة مع الدرج وكان وجهه مسود ومكفهر وشكله سمع خبر مو كويس أو حاجة مو عاجبته ... نزل بسرعة بيروح يطلع مع الباب لكنها وقفته والتفت لها وشاف في يدها صينية صغيرة فيها كوب شاهي وساندوتش ..
سحرمبتسمة :: على الأقل اشرب شاهي ؟؟؟
تنهد بغيظ :: أنا اظني قلت لك ما ابي فطور. ..
وعطاها ظهره بيمشي لكنها قالت :: ايه بس هذا مو فطور ؟؟ شاهي اشربه على السريع ...
التفت لها زياد والشياطين تلعب قدام عيونه وصر على أسنانه لحد ما وضح بياض فكه القائم :: سحر ترى زهقتيني بهالأسلوب ؟؟ أنا اذا قلت كلمة قلتها .. ومااابي شي تعني ماابي شي ... وهذا مو وقت شاهيك ولا وقت فطورك وما أظن اني طلبت منك شي .. والله يخليك لاتضغطين علي بهالصورة المقرفة ... يكفي اني متحمل أكبر ضغط في حياتي وفوق هذا مفروض علي فرض ..
ابتسمت سحر بألم من كلامه ..؟؟ ماتوقعت بيكون هذا رده لأنها صحت معه وراحت تجهز له الفطور بيديها ... هذا هو جزاها ؟؟؟ :: واللي هو انا هذا الضغط والفرض ؟؟
سكت زياد ومارد ... وسكتت سحر وعيونها تتفحص ملامحه وضغطته على قبضة يده ...
انتبهوا الإثنين لباب الصالة اللي انفتح ودخلت منه الخدامة مبتسمة ووراها دخل ابو مشاري يبتسم هو الثاني والفرحة باينه في عيونه وتشع لحد مانورت الظلام اللي يعيش داخله :: اشوفكم قمتوا ؟؟؟
ابتسمت له سحر وحاولت تخفي ملامح الحزن اللي اعتمرت قلبها من دقائق ومشت له بعد ما نزلت الصينية من يدها على الطاولة اللي جنبها ... راحت لأبوها وحبته على راسه لكنها ماقدرت ماتحضنه وهي تحس أنها محتاجة هالشي ؟؟؟
ابتسم ابو مشاري :: خلاص يا سحر ترى خليتيني استحي ..
ضحكت سحر وواجهته :: وش اسوي يبه ؟؟ يعني ما كنت متوقعة أبدا اني اليوم بصبح بوجهك ؟؟
قرصها ابوها مع يدها بخفيف :: ياخوفي يصير يومك تعيس وتقلبينها علي؟؟
مسكت ذراعه :: أنت وجهك كله سعد وهنا ..
التفت لها :: ومن هذولا ؟؟؟
ضحكت عليه وضحك ابوها معها وابتسم زياد اللي تجمد في مكانه للحظات وراح يسلم على عمه والتوتر باين في ملامحه .. :: صبحك الله بالخير عمي ..
ابتسم له ابو مشاري :: يصبحك بالنور والعافية ...
تصافحوا وحب زياد عمه على راسه وتوجهت عيونه لسحر مباشرة وكأنه يبي يشوف ردة فعلها وهل ممكن انها تقول شي لعمه أو بتسكت .. لكنه شافها تبتسم له وعقبها قالت :: يبه ترى لازم تعذر زياد عنده شغل مهم وهذا الي مخليه يصحى بدري ..
طالعها ابوها :: يعني بيطلع ..؟؟
نتحنح زياد :: ايه والله .. وان شاء الله مابطول ...
عقد ابو مشاري حاجبه :: اجل روحي لأمك لاتجلسين في البيت بروحك
ضحكت سحر ودقت على صدرها :: لاتخاف علي تراني رجاله ...
ضحكوا عليها واستأذن منهم زياد وطلع تشيعه نظرات سحر الحزينة المخفية عن عيون ابوها ...
.
.
.
.
بعد صلاة الظهر وقفت ام عبدالله وفي يدها الشنطة اللي فيها اغراضها بعد ما انفتح الباب ودخلت سارة باندفاع ...
سألتها ام عبدالله :: وين ابوك ؟؟
سلمت سارة على عذا :: برا عند كاونتر الممرضات ... قال لي روحي عند اختك وهو بيشوف موضوع مهم ..
ابتسمت ام عبدالله والتفتت لعذا اللي طالعتها بنظرة مكسورة متوسلة وقلقة ...
طالعت سارة في عذا :: ما قالوا متى بتطلعين ؟؟؟
التفتت لها عذا وحاولت تبتسم :: يمكن بكرة او اليوم في الليل ...
تنهدت سارة :: وأخيرا ... على الأقل نقابل فيسك في البيت ولا في هالمستشفى الخايس ...
ضحكت ام عبدالله ومشت :: انا بروح الحين ... وانتبهي لأختك يا سارة ولا تسوين ازعاج وقلق في القسم ...
شهقت سارة وهي تدق صدرها :: الحين متعنية من بيتنا علشان انزرع هنا وتقولين لي هالكلام ؟؟ ما هقيتها منك والله
هزت ام عبدالله راسها بأسى :: المهم انتبهوا لأنفسكم انا كلها ساعتين وراجعة ماراح أطول ..
رفعت سارة حاجبها :: يمه ترى يا ويلكم لو رحتي انتي وابوي تتمشون والا تتغدون في مطعم ؟؟؟ ترى والله لو يوصلني خبر بهالشي لأنتحر ..
ضحكت عذا :: روحي معهم علشان تتأكدين ...
التفتت لها سارة تضحك :: صدق عادي اروح ومحد يقعد معك ..
ردت امها :: ســــــــــــارة اثقلي شوي
تنهدت سارة :: والله اني كنت قايلة لأسامة يوصلني بس السخيف ما رضى يقوم من النوم ... وروميو ما رضى على جولييته وقال بس انا بوديك خلي امك ترجع وترتاح شوي قبل العصر ...
هزت ام عبدالله راسها ومشت تاركتهم لأنها لو بتجلس دقيقتين ممكن ماعاد تطلع من عندهم ...
جلسوا سارة وعذا وبدت سوالفهم الأرستقراطية ... وحده ما بقى احد ما تكلمت فيه والثانية تضحك وتعلق تعليقات بسيطة ... لأن قلبها مجروح وروحها مو معها فـ ماتقدر تستانس وتنبسط أبداً ...
بعد ما طلعت أمهم بنصف ساعة او يزيد ... سمعوا دق على الباب وانقرص قلب عذا من سمعت صوت الدقات ؟؟؟ تعرفها وتعرف راعيها ...
التفتت لسارة برعب وبلعت ريقها :: زيـــــــــــــــاد...!!
رفعت سارة حاجبها :: يخسى يدخل هنا وانا موجودة ...
مسكتها عذا مع يدها :: سارة لا تتمشكلين معه وبعدين انا..... انـ ـ
سحبت سارة يدها :: لو ماتبين تشوفينه يخسى يدخل ... لكن لو تبين تواجهينه قدامي أهلا وسهلا ..
طالعتها عذا بنظرة مترددة وكأنها تبي تشوفه بس خايفة انه سمع وعرف باللي صار وسوته..
وأصلا ماعطاهم فرصة وسمعوه يتنحنح بيدخل الغرفة ؟؟؟ وبسرعة رفعت سارة طرحتها وتغطت بها ... ورفعت عذا طرف المفرش ومسكته بأصابعها الصغيرة المرتجفة قلق من المواجهة ...
وقف زياد عند مدخل الغرفة وعينه راحت لعذا على طول متجاهل الموجود وجالس جنبها او يمكن الأحرى انه ماشافه اصلا ...
بلع ريقه وهو يحاول يبتسم وذكرى امس رجعت له وهي تقول ماتبي تشوفه ؟؟
اما عذا فكانت عيونها على اصابعها المتوردة من قوة الشد وما حاولت ترفعهم ...
بعد ثواني تكلم زياد :: مساء الخير جميعا ...
ردت سارة بصوت واثق :: مساء النور والسرور ...
عرف زياد ان المسألة ما بتعدي على خير مادام ان سارة موجودة ؟؟؟ ليت عمته هي اللي كانت فيه او حتى لمياء ؟؟؟
تقدم شوي للسرير وحس ساعتها باضطراب عذا وتوترها وتسارع تنفسها فما حب يضغط عليها ويحرجها وجلس على الكنب البعيد شوي عن سريرها :: كيف حالك اليوم عذا ...؟
حست بأذنها انصمت من صوته وهو يوجه لها سؤال مباشر وتزاحمت الحروف عند فمها وماعرفت تركب جملة على بعض ... وفي نفس الوقت خافت لا سارة تتهور وتنفجر ويطلع اللي في قلبها كله وتصير هوشه في المستشفى ..
حاولت تحرك فمها القرمزي الصغير ونطقت بالحروف :: اليوم أحسن .. الحمدلله..
الدنيا ماوسعته لما سمع صوتها مرتاح :: الحمدلله على كل حال ... لكن ليه رفضتي انتقالك للمستشفى الخاص ؟؟ كنت حاجز لك جناح كامل ومجهز هناك ...!
هنا ردت سارة :: لإنها مو محتاجة صدقات من احد ...
طالعها زياد وخذ نفس عميق :: أنا زوجها وملزوم علي اني ادور راحتها ...
رفعت سارة حاجبها :: وهي مرتاحة هنا واليوم ان شاء الله بتطلع من المستشفى
سفههاا زياد وطالع في عذا :: عذاي انتي لازم تروحين للمستشفى اللي كنتي تراجعينه يوم حملك علشان تشوفك الدكتورة الخاصة فيك ... مو جالسة هنا من دون رعاية طبية شديدة ...
طالعته هالمرة عذا وهي تحس ان كلامه فيه اهانة لأهلها :: بس انا احس ان كل شي ماشي تمام ... حتى الدكتورة اللي هنا ماقصرت وانا ماشافت للحين شي موكويس .. وبعدين انا بطلع قريب ...
ابتسم زياد ووقف بهيبته وطولة وملامحه الوسيمة اللي تأسر ناظرها وبخطوات هادية مشى لسريرها وهو يتمتم :: وعلى بالك انا مو مبسوط لأنك بتطلعين ومو محتاجة مستشفيات ؟؟؟
تكلمت سارة وكأنها تبي توقفه :: اخااف لاتكون ندمان على الفلوس اللي حطيتها في حجز الجناح هناك ؟؟
ومن دون لايلتفت لسارة وعينه على عذا :: كل شي فدا عذا ... لا الفلوس ولا راعيها ..
ارتبكت عذا من كلمته وحست بالحنين لأيامها معه .. لكنها ما تقدر ترجع مثل اول .. تسامحه وتحبه وتتقبل منه الكلام ؟؟؟ يعني الحين هي تسمع صوته لكنها تحس انها منقرفة مقهورة ومشاعر غبية مجتمعة ومتزاحمة في قلبها ...
كان على وشك انه بيجلس على السرير لكن قلب عذا هالمرة هو اللي نطق مو لسانها وانكمشت على السرير :: لا ...... لاتجلس ...
رفع زياد حاجبه وهو يحس بالحرارة تطلع من مسامات وجهه ؟؟؟ يعني فعلا البنت ماعاد تتقبله خلاص ؟؟؟
توه بيتكلم لكن رن جواله ... وحس انها فرصة له يختفي من عيونهم شوي ... طلع الجوال وشاف سحر تتصل فيه ؟؟؟ على فكرة للحين مسميها في جواله "" البيت "" ومو قادر يدور لها على اسم يرضيه ...
رفع السماعة بتوتر :: مرحبا ..........
لكن ماوصله رد ...
عقد حاجبه :: ألووووووو ...!!
واخيرا نتبهت سحر إلى انه رد ومسحت دموعها وبصوت متهدج :: اهلين زياد .. كيفك ؟؟
حس زياد ان صوتها متغير فدار بظهره لعذا ومشى للباب :: تمام .. خير وش في صوتك ؟؟
شي غريب اعتمر قلب سحر من سؤاله :: سلامتك ... بس ما قلت لي بتجي على الغدا والا بعد ماتبي ؟؟
تنهد زياد :: مادري يا سحر ... لكن انتي تغدي لاتنتظريني
هنا وصاحت سحر لأنها ماقدرت تتحمل ::زياد حرام عليك ... طيب علشان خاطر أغلى الناس عندك ومو شرط خاطري انا لأني عارفة وش بترد .. بس تكلم قول بتجي للبيت والا لا ؟؟ مو يكفي من طلعت الصبح ما اتصلت علي ولا طمنتني ؟؟؟ بعد الحين تقول لي ماتدري ؟؟؟ إذا ماراح تجي تكلم وخلني اروح لبيت اهلي ..
حس زياد بغلطه وتأنيب الضمير ناحيتها ؟؟؟ هي وش ذنبها يعاقبها ؟؟ حاول يهدي نفسه ويرطب لسانه :: سحر لا تصيحين ... ولا تزعلين نفسك لأنه مو زين علشانك .. وولا يهمك جهزي الغدا وساعة بالكثير وانا في البيت ...
لحظة .... هل هذا زياد اللي يكلمها والا واحد غيره وهي غلطانة في الرقم ... ابتسمت هالمرة بفرح :: أحلى غدا بيكون جاهز لك ... لا تتأخر ...
ابتسم برضا لإنه رجع لطبيعته الطيبة الغير قاسية :: زين يالله مع السلامة ...
وسكرت السماعة عنه وهي فرحانة والحياة رجعت تبتسم لها من جديد ...
طالع زياد في الجوال دقيقة وهو يتذكر مكالمته معها ... ما توقع انها بتكون بهالصورة أبدا ... قبل كان كلمة ورد غطاها ... والحين الظاهر الأمور بدت تتغير يا زياد ...
رجع الجوال لجيبه ورجع للغرفة ... عقد حاجبه وهو ينتبه لنفسه انه ماطلع من الغرفة وكل اللي سواه انه فتح الباب ووقف عنده ...
دخل على عذا وانتبه للكهرب الموجود في الجو ؟؟؟؟ وانتبه بعد للنار اللي تشتعل من مكان سارة ...
توه بيتقدم لكن هالمرة عذا ما قدرت تسكت :: لاتدخل زياد ولا تكمل طريقك ... والمكان اللي جيت منه ارجع له ... انا ماعاد ابغى اشوفك ولا ابغى منك شي ... كل شي سويته لي وجبته لي مشكور عليه لكن ما عاد ابغى منك المزيد ... خلاص اللي وصلني منك يكفيني ... مستشفاك اللي حجزته لي رفضت اني اروح له لأني احس نفسي ماعاد صرت من ضمن حساباتك خلاص .. انت ولد خالي وانا بنت عمتك وانتهينـ ـ ـ
وشهقت من الصياح وهي تحط يديها على وجهه تمنعه يشوف الضعف المولود في ملامحها ... والكذب اللي بروز عيونها ولسانها ...
تقطع قلب زياد من كلامها اللي ما يتحمله جبل ... وشلون هو .. زياد العاشق لحروف اسم عذا ... واللي دنياه تعني عذا وبس .. تقدم لها بيحاول يتفاهم معها لكن وقفته سارة : وش رايك تذبحها ؟؟
التفت لها زياد معصب :: سارة اسكتي مو وقتك ...
لكنها هبت في وجهه .. وكيف تسكت وهي سارة اللي محد يدوس لها على طرف :: لا ماراح اسكت .. إذا كان الموضوع يخصك بروحك والا معك بنت عمك اللي ماتتسمى صدقني اببلع سم واسكت ومالي دخل لافيك ولافيها ... لكن عند اختي حدك وما اسمح لك تدوس لها على طرف او تضايقها ... يكفيها اللي فيها لو سمحت ...
رفعت عذا راسها لهم وشافت نظرات زياد النارية على سارة ... وهالمرة خافت لاتكبر المشكلة وهالإثنين ينشبون في بعض وساعتها من بيفكهم ...:: ســــــــارة خلاص ..
سكتت سارة ورمت نفسها على الكرسي واللي مخفي عن الجميع هو ان دموعها نزلت لكنها دموع ألم على اختها والكلام اللي سمعته من زياد وهو يكلم ست الحسن والدلال ..
لف زياد بوجهه عن سارة وحاول يمسك اعصابه وتقدم لعذا لكنها صرخت في وجهه :: لاتقرب أكثر ... وخلاص زياد اطلع ولا عاد ترجع لهالمكان ... لاتضغط علي زياد وتخليني كل مرة اقول لك كلام يعور قلبي ... لاتخليني يا زياد اقول لك اطلع وما ابي اشوفك لأني ماتعودت اوجه لك هالخطاب .,. فالله يخليك انت من نفسك لاعاد ترجع بليز زياد لاترجع مرة ثانية ولاتخلينا نتقابل أبد ...
التقت عيونه بعيونها وكان فيه حوار قاسي من عيونها لكن حوار عيونه هو كان دافي ومجروح وكأنه يتوسلها العفو ..
دخلت الممرضتين في هالوقت يبتسمون وهم مايدرون وش كان يدور من دقايق ... وطلبوا من الموجودين انهم يطلعون من الغرفة ...
ودقيقتين وكان الكل مختفي عن عيون عذا وماتشوف الا خيال زياد واقف قدامها ويبتسم ... وتتذكر أحلى لحظاتها معه وذكرياتها واياه لما كانوا في شهر العسل...
---------------------------------------------------------------------------

طلع من المكتب وسكر الباب وراه .. لكن الشرود والتفكير كان واضح في عيونه ... ومن تعقيدة حواجبه يقدر الواحد يعرف ان فيه شي مقلق تفكيره ومشتت ذهنه ...
مشى لحد ما وصل لمكتب نواف وجلس عنده ... بينما نواف كان مشغول في مكالمة وبمجرد ما انتهى منها وجه نظره لعبدالعزيز اللي جالس قدامه على طول وراح يتفحص ملامحه وسرحانه ..
نواف :: عبدالعزيز وش فيك ؟؟
انتبه عزيز والتفت له :: انت ملاحظ شي على زياد ؟؟
ابتسم نواف :: توّك تشوفه ؟؟؟ من زمان وهالولد على هالحال ... من يوم رجعنا عقب إجازة عيد الأضحى وهو هذا حاله ... متوتر ومهموم وماله خلق يتكلم مع أي أحد ...
اعتدل عبدالعزيز في جلسته باهتمام :: تصدق لدرجة اني اسأله عن قضية العمارة اللي لها مشكلة مع البلدية ولا عطاني رأي فيها ؟؟ قاعد ساعة أتكلم له عن وضع القضية ووضعنا القانوني وفي النهاية تنهد وقال لي تفاهم مع مشاري والا شف اللي يصلح وعدله ...
تنهد نواف :: قلت لك وضعه مو عاجبني ؟؟ ومادري وشلون بتزوج وآخذ إجازة واتركه على هالوضع ؟؟
ابتسم عبدالعزيز :: تزوج انت ولاتهتم ؟؟ يعني انا وين رحت ؟؟
ضحك نواف :: يعني على بالك بأجل زواجي اللي ماصدقت خبر يصير ... (( ورجع لجديته )) لكن صدق عزيز كلمه حاول تفهم منه وش السالفة ؟؟ يمكن يقول لك شي ما يقوله لي ؟؟
تنهد عزيز بتفكير :: وانت الصادق عبدالله ولد عمته هو اللي بيجيب قراره ...
رفع نواف حاجبه بشك :: يا خوفي ان بيت عمته هم اللي لهم يد في موضوعه ...
سكت عبدالعزيز شوي ورجع يقول بتنكيت :: هذا وهو عنده بيتين ومآخذ عروسين هذا حاله ؟؟ اجل حنا اللي مابعد تزوجنا وش المفروض يكون حالنا ؟؟
ضحك نواف :: والظاهر ان هذا بيكون واحد من الأسباب اللي مخليه خويك يصير بهالوضع والحال ...
تفاجاؤا الإثنين وسكتوا عن الكلام لما شافوه داخل عليهم المكتب باقتحام وكأنه داخل غرفته الخاصة او بيته ... ومشى متوجه لمكتب زياد من دون حتى لا يطالع في نواف أو يطلب الإذن ...
ومن شافه نواف وعرف ملامحه الكريهة اشتعل الدم في عروقه مرة ثانية وحس بقلبه يضخ جمر بدل الدم ... وقفه بصوت عالي :: أنت يا اخ وين داخل ؟؟ وكالة من غير بواب هي ؟؟
وقف مؤيد في نص طريقه ولف لمصدر الصوت وعلى وجهه نفس الإبتسامة الوسخة الكريهة :: أووووووووه اشوف الشلة كلها مجتمعة هنا ؟؟؟ (( ورجعت ملامحه تتجهم ))
وقف نواف في وجهه بعد ماطلع من مكتبه :: وين رايح ؟؟ يعني تعتقد انك بتدخل من دون لاتآخذ الإذن ؟؟
رفع مؤيد حاجبه بازدراء وعدل طرف شماغه :: أنا ما أحتاج آخذ إذن منك ...
وتوه بيمشي لكن وقفه نواف لما مسكه مع يده ... والتفت له مؤيد :: شل يدك ... لأني ما أضمن لك هالمرة وش راح تكون ردة فعلي ؟؟
ابتسم نواف باستهزاء :: بتخوفني يعني ؟؟
طالعه مؤيد من فوق لتحت وبعدها ابتسم بخبث :: ما أظنك نسيت خصم الراتب وفصل أسبوع لأنك سويت اللي سويته ... وترى هالشي صار بعد واسطة مني انهم ما يفصلونك .. يعني رحمتك يا حرام شاب مجتهد ويرعى أهله وجماعته كلهم ... يستاهل تكون له وظيفة ...
وسحب يده من قبضة نواف اللي كان يطالع في مؤيد بكره وغيرة ووده لو فعلا هالمرة يهجم عليه وينهش لحمه ...
كمل مؤيد وهو يبتسم :: وهالمرة بعد زاد عليك حمل المصاريف ... خصوصا انك بتفتح بيت ..
ضحك ضحكة استهزاء ومشى ... اما نواف فكان مخدر في مكانه ولا قدر يتحرك او يهمس بحرف ؟؟؟
هالموضوع بالذات ينرفزه ويخلي كل موازينه تنقلب فوق تحت ... ما قدر يرد على مؤيد مو ضعف منه ولكن اللي في قلبه كان أكبر من انه يواجه مؤيد ... وخصوصا انه مقرر يتجاهل هالموضوع نهائيا علشان ما يعكر عليه حياته الجايه ... وهو شاف وذاق عواقب هالموضوع وكيف بيكون وقعه على عبير ...
انتبه لعبدالعزيز اللي حط يده على كتفه :: ماعليك منه ... هذا واحد وسخ
حاول نواف يفك العصبية اللي عقدت لسانه :: الله يهديه ...
مد عبدالعزيز ملف لنواف :: خذ هذا ملف القضية .. صوره وحط النسخة عندك ... وإذا شفت زياد مروق وممكن يقرأه لا تتأخر وعطه اياه أو أرسله لمشاري يطلع عليه ... وأي شي يلاحظونه عليه او يقترحونه يتصلون علي وأنا بشوف الثغرات القانونية وموقفنا وبتعامل معه ... زين ؟؟
هز نواف راسه وهو يستلم الملف من يد عبدالعزيز ومشى لمكتبه ...
صرخ له عبدالعزيز :: صوره يا أخي مو تدسه في مكتبك .. عطني الأصل وخذ الصورة ..
ضحك نواف وراح للآلة التصوير بيصور اللي في يده وتبعه عزيز وهو يعلق ...
وتوهم يشغلون آلة التصوير ويبدون ... إلا وسمعوا صوت صراخ من مكتب زياد ... والصوت واضح انه لزياد بعينه ...
وفجأة انفتح باب مكتبه ووقف عنده زياد وهو كتلة نار تشتعل من الغضب وتنفسه مسموع من القهر ... :: اطلع يا وقح يا خسيس ولا عاد اشوفك معتب باب المكتب ... هالشركة هذي وهالمكتب بالتحديد يتعذرونك ..
لمحوا مؤيد واقف قريب من زياد ونظرات الغضب واضحه في عيونه ... مشى بخطوات حديدية هزت المكان ولما وقف مواجه لزياد رفع اصبعه في وجهه :: بتندم ؟؟؟ صدقني بتذوق المر على اللي شفته منك ؟؟؟ وحط المواقف اللي جمعتنا في بالك زين ولا تنسى اسمي في حياتك كلها ابدا ..
ترك زياد مقبض الباب وصلب طوله في وجه مؤيد وبان الفرق بين الإثنين :: اعلى ما في خيلك اركبه ... وصدقني ببلغ عنك مرة ومليون وثلاث ... وطول ما انت واحد خسيس فانا ببلغ عنك ..
طالعه مؤيد من فوق لتحت بنظرة غضب وتحدي ... ومشى تاركه وراء ظهره .. وانتبه لوقوف عبدالعزيز ونواف في وسط مكتب السكرتارية وعيونهم المركزة على باب المكتب ... سفههم وسفه نظراتهم وطلع من المكتب للجحيم ...
مشى عبدالعزيز بخطوات سريعة لمكتب زياد وتبعه نواف بعد ما نزل الأوراق من يده ...
دخلوا عليه وحصلوه جالس على الكنب في وسط المكتب وراسه بين يديه ... والتعب واضح في جلسته وشكله ..
تقدم له عزيز بقلق :: زيــــ ـ ـ ـاد
قاطعه زياد لما وقف بغضب :: ما فيني شي عبدالعزيز .. واللي شفتوه ترى ماصار ولاحصل ...
وهالمؤيد لو شفتوه واقف عند باب الشركة يعني بس واقف اتصلوا على الشرطة وبلغوهم ...
ومشى من دون لايطالع في ولا واحد منهم أخذ مفاتيحه وجواله من على المكتب وترك الإثنين وراه محتارين ومايدرون وش اللي صار بينهم ؟؟؟
---------------------------------------------------------------------------------------
وصلت هي وندى لبيتها بعد ماكانوا يلفون السوق لأن الأخيرة تجهز لوصول البيبي... اللي بيكون اول حفيد لعائلة ابو مشاري ... وما يحتاج أقول لكم وش راح تكون مكانته عند الجميع .. وخصوصا انه ولد بكرهم وأول فرحتهم ...
وقفوا الثنتين عند البيت وتفاجأت سحر لما شافت سيارة زياد واقفة عند الباب ؟؟؟ يعني مو عادته يطلع من الشركة وقت المغرب ؟؟؟ اللي تعرفه انه يستغل كل دقيقة وثانية علشان يكون برا البيت .. أو بالأحرى بعيد عنها ...
ابتسمت بألم من جاء في بالها هالكلام والتفتت لندى :: بتنزلين معي والا بتروحين لبيتك ؟؟
ابتسمت لها ندى وعينها على الشارع :: الظاهر بنزل أسلم على زياد وعقب أروح ... (( والتفتت لها )) مو هذي سيارته ؟؟؟
هزت سحر راسها وهي تنزل :: إلا هي .. حياك ادخلي ..
نزلوا من السيارة ودخلوا داخل البيت ... وتوجهوا للصالة لكنهم ماحصلوه موجود ... أما ندى فماقدرت تقاوم لذة الأريكة اللي قدامها وعلى طول تمددت عليها :: روحي شوفيه لو هو فوق علشان ينزل أسلم عليه ...
ابتسمت سحر :: والله عجزتي وصرتي ماعاد تقوين تطلعين الدرج ؟؟
تنهدت ندى ويدها على بطنها :: خلي الأستاذ يشرف ويريحني من همه وشقاه ...
ضحكت سحر ونزلت الطرحة على كتوفها ومشت طالعة الدرج بتشوف زياد وين فيه ؟؟ ووش اللي خلاه يرجع بدري ؟؟ وبيني وبينكم قلبها كان قلقان عليه لايكون فيه شي والا تعبان ...
مباشرة توجهت لجناحهم وفتحت الباب بهدوء وحصلته متمدد على السرير ويديه معقودة على صدره وراسه مرفوع لفوق وعيونه مغمضة ؟؟؟ عقدت حواجبها من الخوف وتركت مقبض الباب وتوجهت له :: زيـــــــــــــــاد ؟؟؟
وما رد عليها واكتفى بالصمت .. ولا حتى بدل وضعيته ...
بلعت ريقها : زياد نايم ؟؟
فتح عيونه عليها وكانت تصطلي بنار جهنم من الإحمرار والغضب وأشياء ثانية تلعب في صدره وموترته :: وش تبين ؟؟
خافت سحر من نبرة صوته لكنها مضطرة تبلغه بوجود ندى :: ما ابي شي بس ندى اختك تحت تبي تسلم عليك ..
اطال النظر في عيونها وبصوت معصب واسنان مصرورة رد :: ما ابي اشوف احد الحين ..
سكتت سحر وهي تشوفه رجع يغمض عيونه :: زياد وش فيك ؟؟ وش صاير لك الحين اقول لك ندى متعنية تحـ ـ ـ
فتح عينه على آخرها وصرخ بعالي صوته الرجولي المخيف :: ســــــــحر ترى آخر كا ئن بشري أبي اسمع صوته في هاللحظة هو انتي ؟؟؟ وآخر ناس اتمنى افتح عيوني واشوفهم هم انتي ؟؟ فلو سمحتي اطلعي وسكري الباب وراك لأن نفسيتي ماتسمح لي اتكلم مع احد او اشوف احد ..
اقشعر جسمها من كلامه ؟؟؟ وحست بالدنيا تدور فيها من أسلوبه ؟؟؟ كل شي مستعدة تتحمله إلا الإهانة ؟؟؟ كيف يتجرأ ويقول في وجهها أنها شخص غير مرغوب في تواجده أبدا ...
ماقدرت تتحمل أكثر وطلعت من عنده وسكرت وراها الباب بهدوء في محاولة منها انها تمسك اعصابها لا تنهار قدام ندى أو يصير لها شي ...
حاولت تمسك دموعها ونزلت درجات السلم بهدوء وشافت ندى في الصالة تطالع التلفزيون ... راحت لها ووقفت على راسها .. ورفعت ندى عينها لها تطالعها مستغربة وقفتها بهالشكل :: وش عندك صايرة بدي قارد ؟؟
سكتت سحر شوي وقالت :: يالله نروح للبيت ؟؟
عقدت ندى حواجبها :: وين زياد ؟؟؟
ماقدرت سحر تمسك دمعتها ونزلت على خدها اليمين ..
خافت ندى وهبت واقفة :: وش فيه أخوي يا سحر ؟؟
مسحت دمعتها بسرعة من شافت الرعب في عيون بنت عمها :: ما فيه الا العافية لكنه ما يبي يشوفنا ؟؟
رفعت ندى حواجبها منصدمة :: وليش ان شاء الله متوحم علينا ؟؟
ومشت بتطلع الدرج :: خليني اطلع له اوريك فيه ؟؟
لحقتها سحر ومسكتها :: لا لاتروحين ؟؟ تراه معصب ومتنرفز وماله نفس يتكلم ... اخاف يغلط عليك ...............!؟!
طالعتها ندى بقلق :: سحر وش قال لك ؟؟
حاولت سحر تبتسم لكن عبرتها واضحة في تقوس فمها :: ولا شي ..
مسكتها ندى مع كتفها وبنبرة استفهام :: سحر ؟؟
هنا وصاحت سحر من الألم اللي سببه لها كلام زياد :: ما يبيني ولا يرغب في وجودي بحياته ..
وغطت وجهها بيديها ...
تنفست ندى بعمق وحاولت تبعد يديها عن وجهها :: سحر اذكري الله .. يمكن انه مضغوط في الشغل ومو عارف وش قاعد يقول ؟؟ صدقيني كلها دقائق وتشوفينه متندم على اللي قاله هذا زياد وانا اعرفه ؟؟
تنهدت سحر ولازالت تصيح :: لا يا ندى زياد مو اللي انتي تعرفينه ؟؟ وبعدين هذي مو اول مرة يقول مثل هالكلام لي وانا متحملته ؟؟ ندى حتى موعدي اللي من يومين كانوا على وشك ينوموني في المستشفى بسبب الإضطراب في ضربات القلب ... لكني رفضت والحين موعدي بعد يومين علشان يتأكدون من عدم استمرار الحالة .. واخوك ولاداري عني ولا حاس فيني ؟؟ حتى موعدي ما سألني عنه ولا كلف نفسه يروح معي ؟؟؟ والحين بعد جاي يزود علي بهالكلام السم ؟؟؟
ما قدرت ندى تطالع في سحر وتسكت .. تقدمت منها وحضنتها وهي تحس انها مسؤولة عن المهزلة اللي قاعده تصير ... ولو صار شي لزياد او سحر او حتى عذا فبتتهم نفسها مباشرة وساعتها ماراح تلقى احد يشفع لها عند روحها ولا عند غيرها ؟؟
ومشت معها طالعين من البيت ... والله اعلم وش راح يكون بعد هاللي صار ؟؟
.
.
.
.
فز من نومه وجبينه يتصبب عرق .. كابوس فظيع شافه في منامه ..
نفث على يمينه وتعوذ من الشيطان ورفع جواله من على الكومدينو يشوف كم الساعة ...
انصدم لما شافها 12 بالليل ؟؟ يعني ماصلى العشاء ... ووقتها على وشك ينتهي ؟؟
قام بسرعة من على السرير وراح لدورة المياه غسل وتوضأ وطلع يصلي ... واول ما سلم منتهي من الصلاة .. رفع يديه يشكي حاله لربي ويدعيه ..
عقبها تنهد وقام وهو حاس بضيقة في صدره وشي كاتم على قلبه ومخلي التنفس عنده صعب ...
فتح باب الجناح ومشى نازل تحت ... يحس بنفسه جوعان لكن مو مشتهي يآكل .. فيه شي ساد نفسه عن الأكل والشرب وحتى انه يستمتع بحياته كـ شاب ...
توقع انه يلقى سحر في الصالة تحت .. لكنه لما شاف البيت هدوء استغرب وين بتكون هالوقت ؟؟
وسرعان مارجعت له الذاكرة وتذكر اللي صار بينهم اليوم ؟؟؟ وهو وش قال وهي وش سوت ؟؟
تنهد بعمق ورمى بكتلة جسمه على الكنب وهو يمسح على شعره ؟؟؟ التفت على التليفون وكأن نفسه تدعوه يتصل عليها ؟؟؟ لكنه سرعان ماتراجع عن قراره و صد بوجهه للجهة الثانية ؟؟ خلاص يكفي ضغط ؟؟ يبي يتصرف بحرية ... يبي يريح نفسه ولو مرة وحده ويتصرف بالشي اللي هو يبيه ويرتاح له... ولو بحث في هاللحظة في أعماق نفسه كان بيحصل انه مشتاق يتصل على عذا اكثر من سحر ؟؟؟ لكن هالشي صعب ومايقدر عليه ...
لكنه يقدر على شي ثاني ...!!
يقدر انه يروح للمكان اللي جمعه معها ... وعاش فيه أحلى لحظات عمره ...
يقدر انه يروح يسترجع ذكرياته ويروي ضماه بسبب فراق الغالية ...
يقدر انه ينام هناك ... على الأقل يلقى ريحتها في الفراش وفي أركان البيت والغرفة .. ويسمع ضحكتها ترن في أذنه ...
وعلى هالقرار ... قام من مكانه ...
وبملابس البيت ومن دون اهتمام مشى طالع لبيته القديم ... اللي اشتراه هو علشان يكون بيته هو وعذا وبس ... وطلع ...................!!
----------------------------------------------------------------------------------------
ابو عبدالله في هالوقت كان في مكتبه الشخصي يقرأ من كتبه اللي تعود يطلع عليها قبل لاينام ... بينما البقية ملتمين في الصالة ويطالعون التلفزيون ...
وام عبدالله بسلطتها القوية فارضة عليهم يشغلون مسرحية قديمة ... وكلما ابدوا تذمرهم وطلبوا منها تغيرها ... قالت لهم لا ... هالمسرحية تذكرني بأول أيام زواجي ...
وهم يسكتون ... ويرضخون للأمر الواقع ...
وفي النهاية انسجموا معها وتحمسوا ...
التفتت ام عبدالله على ريم :: عبد الله ماقال لك متى بيجون ؟؟
هزت ريم راسها :: لا ما قال شي ... بس أكيد ماراح يطولون أكثر من كذا ...
هزت ام عبدالله راسها ووجهت نظرها لعذا اللي جالسة معها على الكنب وتطالع التلفزيون :: وانت عذا ماجاك النوم ؟؟
التفتت سارة لأمها بنص عين :: وش معنى عذا بس اللي تنسأل ؟؟؟ وانا يعني جماد ما أحس ولا أغار لأنك تهتمين فيها هاليومين ؟؟
ضحكت ريم :: خلاص أجل سقطي علشان يهتمون فيك انت بعد ..
شهقت ام عبدالله بخوف حقيقي :: بسم الله عليها ...
استحت ريم من كلمتها وطالعتها سارة بنظرة غريبة :: تتمنين يصير لي هالشي انت ؟؟ لكن دا بعدك يا عنيا .. انا قطو بسبعة أرواح ...
ابتسمت عذا :: الظاهر في المقطع الأخير بتنظلين نفسك ...
ضحكت ام عبدالله .. وسمعوا لحظتها صوت عبدالله وأسامة داخلين البيت ...
أول ماحسوا انهم قريبين .. قامت ريم بتدور على جلالها تتغطى علشان لو بيدخل سام ...
لكن عبدالله دخل قبل وقال لها انه ماراح يدخل أسامة ... وابتسمت هي ورجعت تجلس مكانها ..
هذا هو وضعها من رجعوا من السفر وسكنت مع اهل زوجها ... طول وقتها بجلالها ولازم تآخذ الحيطة والحذر من دخلات أسامة المفاجأة ... ساعات تحس بنفسها متضايقة من عدم وجود الإستقلالية اللي كانت تحلم فيها ... وساعات تحس نفسها مبسوطة مع جمعتهم ويا بعض وسوالفهم وهبالهم ... وفكرة انهم ينتقلون في بيت بروحهم مستحيل تكلم عبدالله عنها ... على الأقل في الوقت الحالي ... لأنه أكيد بيرفض وبيقول أجلي الموضوع ...
دخل عبدالله ونزل لأمه يحب راسها بعد ما ألقى السلام على كل الموجودين ...
ومباشرة لف يجلس جنب امه وعينه راحت لريم بنظرات حب حلوة فيها رسالة شوق لها ... لكن لسانه ما قدر يبوح بها لها قدام اهله ... لأن طبعه خجول .. وما يقدر يسوي هالشي .. على العكس من سام اللي ما أظن انه بيتخاذل ...
ابتسمت ام عبدالله :: أجل أسامة راح ينام ؟؟
هز عبدالله راسه وهو يلعب في اصابعها :: طلع لغرفته يقول عنده أشغال بيخلصها للجامعة ..
رفعت سارة حاجبها :: بكرة الدي أوف حقه ؟؟ وما أظن ان اخوي بهالشطارة علشان يجهز امور يوم السبت ؟؟
ضحك عبدالله :: وانت حافظة جدوله ؟؟
لعبت بحواجبها :: افا عليك كل اربعاء الصبح أدخل عليه قبل لاأروح للمدرسة أعطيه كم عين حارة وكم دعوة جهنمية ان الكوابيس تحاصره وما تخليه يتهنى في نومه وبعدين اروح للمدرسة ..
ابتسمت عذا :: ويطاوعك قلبك لو صار له شي من دعواتك ؟؟
لوت سارة بوزها وردت عنها أمها :: ما بيندم غيرها وما بيفتقده الا هي .. بس الواحد ما يحس بالنعمة الا اذا راحت ...
شهقت سارة :: يمه بسم الله عليه لاتفاولين ..
طارت عيون ام عبدالله :: الحين انا قايلة شي ؟؟
ضحكوا كلهم عليها ...
وطاحت عين عذا لاشعوريا على عبدالله اخوها وهو يبتسم لريم .. والظاهر انه يقول لها شي ؟؟
ابتسمت بينها وبين نفسها .. وحست ان الغصة رجعت لها مرة ثانية والكآبة خيمت قدام عيونها وصارت ما تبي تشوف الا زياد وبس ...
انتبهت لعبدالله يكلم امها :: وتراه كان مقرر هالخميس لكني اعتذرت منه .. وقلت له إلى ان تصح اختي عذا شوي وتسترد عافيتها علشان تحضر معنا هالحفلة ...
ابتسمت ام عبدالله :: اخاف لاتضغط عليه ياعبدالله ..
تنهد :: اعتذرت منه وماقبل اعتذاري ..
ابتسمت عذا :: من هذا ؟؟
التفتت لها ريم بحاجب مرفوع بغرور :: أبوي ...!!
انتبهت ريم لسارة اللي طاحت عينها عليها وهي تكلم عذا من دون نفس وحاولت تتجاهل الموضوع ..
والتفتت سارة لعذا اختها :: ابو ريم عازم عبدالله بمناسبة تخرجه وهو أجلها ..
لفت عذا لعبدالله :: عبدالله لا تتفشل معه .. ترى عادي انا مو ضروري أحضر ..
هز عبدالله راسه بالنفي وقاطعها ::لا لا لا .. يكفي انكم ما حضرتوا حفلي اللي في ألمانيا بعد ما تبون تحضرونه هنا ؟؟ أنا ابغى الكل يحتفل معي .. الللي اعرفه واللي ما اعرفه ..
ام عبدالله :: طيب وهو وافق والا ؟؟
ابتسم عبدالله :: يقول اللي يريحك ...
ابتسمت عذا :: ما يقصر ابو ريم (( والتفتت لريم تبتسم لها بحب وبراءة ))
التفتت لها ريم وبنبرة كبر :: أكيد ماراح يقصر ... حبيبتي هذا زوج بنته ومتخرج من أكبر جامعة في كندا ؟؟ ماتبينه يحتفل فيه ؟؟ ولاحظي اني بنته الأخيرة ... يعني آخر العنقود ومن حقي تكون مكانتي غير .. ومكانة عبدالله بعد غير .. والعزيمة بعد لازم تكون غير .. انا ريم بنت سعود مو أي أحد ...!!
تفاجأت عذا من الرد لكنها حاولت تبتسم :: الله يخليه لكم ..
تنفست ريم بعمق :: آميـــن ... ويطول بعمره ..
حاولت عذا تبعثر نظراتها ... كان ودها تصيح لكن تحس ان دموعها هالوقت مالها داعي ...
حست في لحظة ان الحزن اللي جاها من كلام ريم مو من الكلام نفسه .. ولكن من متاعب نفسية هي أصلا قاعده تمر فيها ...
لا من فقدانها للطفل اللي ياما حلمت فيه ..
ولا من شوقها لزياد وحياتها معه ...
طاحت عينها على عبدالله وشافت نظراته هالمرة لريم مختلفة .. وكأنها تلومها او تعاتبها ...
ماحبت هالشي وحست بانها متضايقة أكثر هالمرة ..
ما تبي تخسّر عبدالله أكثر من اللي خسره ...
يكفي ان علاقته مع زياد توترت والسبب هي ...
بعد ما تبي علاقته مع شريكة حياته تتوتر بسببها ؟؟؟
انتبهت لريم وهي توقف وتستأذن من الجميع انها بتطلع تنام ...
وبعدها بدقائق استأذن منهم عبدالله هو الثاني علشان يروح ينام لأن بكرة عنده دوام ....
سكت الجميع وما حبوا يعلقون على اللي صار ...
طبعا اقصد بهالكلام عذا وامها ...
لكن سارة انتم عارفينها ... ودها لو انها راده ومصرخة بعد ...
لكنها سكتت احتراما لأخوها وامها اللي جالسين ...
التفتت أم عبدالله لسارة :: سارونة روحي نادي سام لو كان يبي يجلس معنا..
ردت سارة من دون نفس :: لو يبي يجلس معنا كان نزل من زمان ...
تنهدت ام عبدالله وعينها مركزة على سارة اللي تطالعها ..
لوت سارة بوزها :: طيب لاتطالعيني بهالشكل .. بروح الحين ..
وقامت بتطلع فوق لكنها التفتت لأمها :: ترى لو صار نايم بقتص منك ؟؟
حاولت امها ترميها بالخددية الصغيرة لكنها احتمت بيديها :: خلاص أمزح معك ... ياربي منك ما يمزح معك أحد ....
ضحكت عذا عليهم وتنهدت سارة وهي تتحرطم :: هذا انتم .. مسويني شغالة البيت ... يا حرام واللـ ـ ـ
وما كملت كلامها لأن اسامة دخل وعلى طول سارة بتسوي فيه موقف :: لحظة لحظة .. ريم فيه
طالعها بحاجب مرفوع :: عادي واذا صارت فيه ؟؟ هي مرت اخوي وانا مستحيل انظر لها بشي أكثر من كذا ...
طالعته سارة بحقد :: أشوفك تحررت وافكارك صارت خربوطة ؟؟
دفها من كتفها :: طيب ابعدي عن طريقي امشي ..
وراح لأمه حبها على راسها وانسدح جنبها :: سويرة روحي شوفي لي إن كان فيه ببسي في الثلاجة ..
تخصرت له سارة :: شايفني سوداء وأقول أتشا بابا ؟؟؟
ضحكوا كلهم وقال سام :: لا والله شايفك سويرة ام لسانين ..
سفهته ومن القهر رجعت وجلست :: لو تبي شي قم انت بنفسك وخذه .. انا ما اشتغل عند احد ...
قاطعتهم ام عبدالله :: الا تعال ؟؟ وشلون تدخل كذا وبس ؟؟ افرض لو ريم كانت فيه ؟؟
ضحك سام :: لا تخافين ما تحررت افكاري .. بس لأني سامعهم يطلعون الدور الثاني .. فعرفت انها ماعاد صارت تحت ..
نطت عذا في الخط :: كان يهاوشها عبدالله ؟
رفع حاجبه في استهزاء :: الحين عبدالله يهاوش ريم ؟؟؟ انسي
وهز راسه بأسى ..
وضربته امه وهي تبتسم بشكل مخفي ..
رجعوا يطالعون التلفزيون وسام وسارة مو مخلين امهم في حالها ...
ولا حتى عذا سلمت من شرهم ...
يا اما يتضاربون والا يعلقون والا يرفعون اصواتهم وبعدين يسمعون ابوهم ينادي عليهم بهواش علشان يسكتون ؟؟؟
يعني حالتهم مستعصية ..
انتبهت لجوالها يهز جنبها ...
واول ماطاحت عينها على الأسم ..
تفاجأت ... ماتوقعت في لحظة ان افكارها تتمثل على أرض الواقع واللي تفكر فيه صار ...
معقولة هذا رقم بيتها ؟؟
معقولة ان زياد هو اللي يتصل منه ؟؟؟
يعني هو واياها في بيتي ؟؟؟
في غرفتي ؟؟؟
بلعت غصتها وعينها على الجوال لحد ما انتهت رناته ...
رحمها ربي ان الجوال كان سايلنت ومحد سمعه ولا شافه غيرها ..
التفتت لأهلها والدموع مغطية عيونها بتشوف وش ردة فعلهم وكأنها تحس انهم عرفوا بالجريمة اللي سواها زياد باتصاله عليها من بيتها ..
لكنها شافتهم لاهين عنها بالتلفزيون ومحد اصلا يطالعها ...
رن الجوال مرة ثانية .. وفي هاللحظة من دون شعور التقطته وردت عليه بدون تفكير ...
دقيقة صمت مروا فيها الإثنين ...
لا هو تكلم ... ولا هي بدت بالكلام ...
وبعد هالدقيقة أخيرا ... فتح فمه بكلمة وحده بس :: عـــــــــــــذا ...؟!
غمضت عيونها من وصل صوته لمسامعها ... حست ان قلبها انتفض بين ضلوعها ...
وحست ان دمها يغلي في عروقها منه ...
كل المشاعر البغيضة والمتناقضة رجعت لها ...
مشتاقة له وفي نفس الوقت ماتبي تسمع صوته لأنه يذكرها بخيانته ...
مشتاقة تشوفه وفي نفس الوقت ممتنعة انها تطلع له .. لأنها تخاف تقرأ في عيونه الكذب والتزييف ...
حاولت تستجمع قوتها وترد عليه ... لكن صوت الضحكات اللي اطلقوه اخوانها خلاها تسكت ..
ما عرفت وشلون ترد وهو كيف بيسمعها ...
لكن زياد هالمرة ماسكت ورجع يقول :: أنا عارفك عذا وعارف ان هذا انتي ؟؟ صوت دقات قلبك اميزها من بين الملايين .. وطريقة تنفسك اعرفها وأنا الخبير فيها ...
ماقدرت عذا تتحمل او تسكت ،، صلبت طولها وطلعت من الغرفة ...
وراحت بخطوات سريعة واندست تحت الدرج ... يمكن ساعتها ماكانت تبي احد يسمعها لأنها تحس بروحها مجرمة لأنها ردت على واحد مثل زياد ...
أو بالأصح ماكانت تبي سارة تدري عنها .. لأن عذا نفسها طلبت من سارونة انها تعلمها كيف تصير قوية وتتخذ موقف من زياد ...
وعموما هي اصلا متخذه الموقف ومنتهية لكنها كانت تحتاج احد يدعمها ...!
وبصوت مبحوح هادئ ردت عليه :: ليش متصل ..؟؟
ما اقدر اقول لكم وش كانت مشاعر زياد من سمع صوتها ...
لكن عارفين النار لما نرش عليها مويه ؟؟ كيف تبرد ؟؟
او عارفين الجرح لما نحط عليه مرهم كيف يسكن ؟؟
هذا هو كان وضع زياد ؟؟
ابتسم من قلبه لما سمع صوتها :: اتصلت لأني مشتاق.. و
قاطعته وهي تصيح :: كــــــذاب ... كيف بتشتاق لي وهي معك ؟؟؟ كيف بتشتاق لي وانت معها كل يوم وكل ساعة وكل دقيقة ؟؟
قاطعها بصوت عالي مبحوح :: أنا لو كنت في نهاية العالم بشتاق لك .. ومحد يغنيني عنك ؟؟ عذا افهميني .. افهمي مشاعر زياد ولاتعذبينه الله يخليك
صاحت عذا :: انت اللي ارحمني وافهمني وانسى اني كنت زوجتك ؟؟
كمل من دون مايسمع كلامها :: عذا انا مستعد تعاقبيني بأي شي ... لاتكلميني لا تسولفين معي .. كل يوم قولي عني خاين وكذاب لكن ارجعي لي ... تعالي معي وعيشي معي يا عذا لأني ما اقدر على فراقك ... انا ضعيف عند هالموقف ومااقدر اتحمله ...
سكت شوي وسكتت عذا معه لكنه يسمع صوت شهقاتها ...
تنهد وهو يمسح على شعره ويذرع الغرفة روحه وجيه :: عذا تسمعيني ؟؟
وما سمع منها رد الا صوت الشهقات ..
كمل بصوت واطي هامس :: أنا حياتي ولا شي من دونك .. ضايع ومكتأب وما فيه شي يسليني ؟؟ تخيلي رجعتي اليوم لبيتنا وجلستي في غرفتنا وشوفتي لألبومات الصور هي الشي الوحيد اللي خلاني أقدر أرتاح واتطمن ... عذا سامحيني ... وانا مستعد ابيع الدنيا علشانك ..!؟
قاطعته وهي تصيح لكن بصوت واطي :: انت اللي افهمني ... خلاص لاتعذب نفسك ولا تعذبني معك ... انا وانت مانصلح نجتمع مرة ثانية لأني ماعاد اثق فيك ومالك مكانة في قلبي ... انتهى اللي بيننا فلاتحرق اعصابي واعصابك ... انت عندك بنت عمك وانا لي الله
صرخ عليها :: بنت عمي ولا شي قدام مكانتك ؟؟؟
ردت بسرعة :: ليه محتفظ فيها ...؟
سكت شوي وهو مو متوقع هالسؤال من عذا ..
وهي الثانية حست ان سؤالها ممكن يغير أشياء كثيرة فرجعت تسأله :: ليه للحين هي زوجتك ؟؟
رد عليها بصوت مكسور :: لأني ما تزوجتها علشان أطلقها ...
انقهرت منه وزاد صياحها :: اجل روح لها ..
وسكرت الخط في وجهه ... وما اكتفت بهالشي لكن قفلت الجوال كله ..
ما تنكر انها من قبل كانت مشتاقة له ..
ما تنكر انها من يومين كانت ندمانة لأنه جاها يوم العيد بيعيد عليها وما رضت تنزل له ... وانه زارهم بعد كذا وبعد ما نزلت له ...
لكن الحين كل شي اختفى وكل شي انتهى ... ليتها تقدر تحقد عليه ؟؟ ليتها تقدر ما تحبه وما تشتاق له ... كان ممكن ترتاح أكثر ... وتصير حياتها أحسن بكثير ..!!
زاد نحيبها وهي تحس بصوته يرن في أذنها وكلمته ما نستها "انا ماتزوجتها علشان اطلقها "
يعني فيه بينهم شي وهي ماكانت تدري عنه ؟؟؟
ياخسارتك يا زياد ويا خسارة الحب اللي عطتك اياه ؟؟؟
وياخسارة الأيام الحلوة اللي قظتها معك ...
حاولت تقوم من مكانها اللي تسمرت فيه وماعاد قدرت تتحرك علشان تطلع لغرفتها وتسكر على نفسها الباب وتصيح ...
تحركت بخطوات بطيئة وطلعت من تحت الدرج ومشت بتروح للدور الثاني ..
لكنها تفاجأت من شافته واقف قدامها وكأس مويه في يده ...
تقوس فمها بالحزن مرة ثانية وكأنها هالأطفال اللي من يشوفون امهم والا ابوهم يصيحون للدلع وبس ...
طالعته بعيون غرقانة دموع وهو تقدم منها :: كنت تكلمينه ؟؟
هزت راسها بالإيجاب وصاحت ...
تقدم منها ابوها وخذها في حضنه وراح يمسح على شعرها :: هدي عمرك وريحي اعصابك لأنك تعبانة ... واللي فيه خير ربي بيقدمه لك ..
وفي وسط شهقاتها :: يبغى بنت عمه ...!
ابتسم ابو عبدالله :: انت تريد وانا اريد والله يفعل ما يريد ..
مسكها مع كتوفها وطبع على جبينها قبلة أبويه حانية وقلقة على مصير بنته اللي ماتتحمل شي .. وهو يشوفها تذبل بين يديه وما يقدر يقدم لها شي ...
مسكها ومشى معها بيطلع واياها للدور الثاني .. وهي لازالت تصيح بصمت وألم وعذاب وجرح غائر في قلبها و محد يقدر يضمده له من خيانة أعز الناس على قلبها ...
وش كثر صعب الموقف انك تنام وتصحى وتحصل الشخص اللي كنت تعتقده حياتك كلها .. يبيعك بالرخيص ... ويقول لك مالك مكان في حياتي ؟؟؟
اول ما راحوا يطلعون الدرج . انتبه ابو عبدالله لسام اللي واقف عند مدخل الصالة وعاقد يديه على صدره وفي عيونه نظرة غضب وقهر ...
حاول ابو عبدالله يبتسم ويأشر بعيونه ان كل شي تمام علشان أسامة ما يتضايق ويتهور ويسوي شي لاتحمد عقباه .. خصوصا انه متهور وعند اخواته ممكن يسوي اي شي ...!؟
---------------------------------------------------------------------------------------

فتح عيونه الصبح بتعب وارهاق ...
صداع شديد خطر يفتك بخلايا مخه ...
وبالموت قدر يشيل راسه من فوق المخده ويعتدل في جلسته على السرير ...
في البداية عيونه راحت تدور في الغرفة والأشياء حوله ؟؟ يحس ان فيه شي متغير وان المكان هذا ما يعرفه ...
لكن بعد ثواني ... وبعد ماطاحت عينه على صورته هو اياها يوم زواجهم ... تذكر كل شي ..
وتذكر اللي صار أمس كله ..
وتذكر انها سكرت الخط في وجهه ... وقفلت الجهاز من بعدها وما رضت ترد عليه ...
كسرت قلبه فوق ما هو مكسور ..
حطمت الباقي من الأمل في حياته ...
الآن وفي هاللحظة ... حس زياد أن رجعت عذا له أصبحت شبه مستحيلة لكن هذا لا يعني استسلامه مهما كان ...!
تنفس بعمق ورفع راسه وراح يمسد جبهته بارهاق وتعب ...
وبصعوبة نزل رجوله وقام بكسل لدورة المياه غسل وطالع الساعة وشافها قريب من وقت صلاة الظهر ...
عقبها قرر يروح لبيته ويتجهز للصلاة ...
وقبل لايطلع القى نظرة أخيرة على الغرفة ... وابتسامة ذكرى جميلة انرسمت على محياه ...
شاف ألبومات الصور على السرير فتوجه لها ...
رفعها من مكانها والقى عليها نظرة أخيرة قبل لايرجعها للدرج الخاص فيها ...
وللأسف كان الألبوم اللي في يده هو احلى البوم ذكريات ممكن الواحد يمتلكه ...
كان البوم يوم زواجهم ...!!
شاف فيه عذا تبتسم بحياء وخجل منه ...
شاف حمرة الخدود الطبيعية اللي اكتست وجهها لأنه في هاللقطة هذي كان قريب منها ويتذكر انه كان يسمع دقات قلبها ولا ينسى انه ابتسم لها وغمز لها وقال "" هدي نفسك ،، انا زياد مو دراكولا "" ...
غمض عيونه بتعب وارهاق .... حس انه يعذب نفسه باللي قاعد يسويه ...
رجع كل شي لمكانه ... وابتسم بحب وكأنه يودع عذا في هالغرفة وطلع وسكر الباب وراه ...
وطلع من البيت كله ... وقفل البوابة الخارجية ...
وكله امل ان اليوم اللي يجتمع فيه هو وعذا يجي ... وبأسرع وقت ...
ركب سيارته وانطلق إلى شي ما يدري وش يكون ؟؟؟
.
.
.
.
أما هي ... فمعتكفة في غرفتها من أمس ...
مالها خلق تكلم احد او تشوف احد ...
رد زياد فاجأها ؟؟ كيف يقول لها انه مستعد يبيع الدنيا علشانها وبعدين يستثني بنت عمه ويقول انه ماتزوجها علشان يطلقها ؟؟؟
وش هالتناقض اللي يعيش فيه زياد ؟؟
وش هالألم اللي يسببه لها وهو ما يدري ؟؟؟
غمضت عيونها وهي تتذكر كل يوم وكل لحظة في حياتها مع زياد ؟؟؟
شافت انها من أروع ما يكون ؟؟؟
شافت زياد احلى وأرق زوج ممكن الوحدة تحصل عليه ؟؟؟
رجعت لها العبرة مرة ثانية وتقوس فمها حزن وتعب لما تذكرت ان هالزوج صار لوحده غيرها ؟؟
وحده غيرها تصبح وتمسي وهي تشوف ابتسامة زياد وتسمع صوته وسوالفه ؟؟؟
تذكرت حركاته لما يجي يصحيها من النوم ... وهنا زادت العبرة ونزلت الدموع اكثر وأكثر ...
لأنها تخيلت المشهد وهو يصحي سحر بدل عنها؟؟؟
فتحت عيونها بسرعة ومسحت دموعها وهي تحاول تقوي قلبها وتنسى كل شي ...
لو سمحت لنفسها تسترسل في هالأفكار والخيالات ... يعني بتموت قبل يومها ...
او ممكن تجيها حالة نفسية عنيفة ....
قامت لدورة المياه غسلت وجهها عسى المويه تزيل آثار التعب والهموم ...
وبعدها طلعت وفتحت باب غرفتها وطلعت نازلة ... تبي تعيش مع اهلها عساهم ينسونها التفكير اللي هي مقوقعة نفسها في وسطه ...
نزلت وشافت ما في الصالة غير ريم .. سارة ما بعد رجعت من المدرسة وامها اكيد في المطبخ ...!
ابتسمت وهي تدخل الغرفة بهدوء وبطء على عادتها وجلست على الكنب من دون ما تتكلم ...
لمحت أرنب نايم جنبها فشالته وراحت تمسح عليه ...
قالت ريم وهي تقلب في القنوات :: السلام لله ...!!
ابتسمت عذا متفشلة :: نسيت ... السلام عليكم ...
التفتت لها ريم :: وعليكم السلام ... (( عقدت حاجبها بمغزى )) وش فيك ؟؟
ارتبكت عذا وبلعت ريقها :: وش فيني ؟؟
ابتسمت ريم بخبث :: يعني بتقولين لي انك ما كنت تصيحين ؟؟؟
لفت عذا بوجهها وراحت تمسح على اللي في يدها متجاهلة كلام مرت اخوها ...
لكن هيهات ريم تسكت عنها :: على زياد بعد ؟؟؟
التفتت لها عذا والغصة رجعت لها من جديد .... لكنها ما ردت وبسرعة بعثرت نظرها عن المكان اللي جالسة فيه ريم ...
تنهدت ريم :: لاحول ولا قوة الا بالله ... يا عذا خلاص انسيه ولا عاد تفكرين فيه ؟؟؟ تراك تعذبين نفسك وتعذبين امك وابوك معك ؟؟؟ واكثر واحد يشتعل غضبه ويتنرفز من يشوفك هو عبدالله وانا انقهر علشانه المسكين ...؟؟ يعني مو معقولة انتي بصراحة ؟؟؟ مو يكفي ان علاقته بزياد ضعفت عقب اللي صار بعد تبين اهلك كلهم يعادونه ؟؟؟ مو على اساس انك رحوم وحبوبة وما تحبين احد يكره احد علشانك ؟؟ وين هالكلام كله ؟؟؟
التفتت لها عذا مصدومة من كلامها :: يعني انتي ممكن تنسين عبدالله في يوم وليلة ؟؟
ابتسمت ريم بتهكم :: بس انا عبدالله ما تزوج علي ؟؟؟ ولا بينه وبين اهلي علاقة ممكن تتأثر ..؟؟ ولا هو يتيم وحالته تكسر الخاطر وفي حاجة عمته وعيالها اللي مثل اخوانه وعزوته في الحياة ؟؟
صرت عذا على اسنانها وهي تحس بشي من الألم والشفقة وتأنيب الضمير ::: وانا زياد ما تزوج علي ... واللي يصير كله من تحت راس بنت خالتك اللي رمت نفسها عليه ،، ؟؟ والا هو في الحقيقة يحبني ويبيني انا ويكون في علمك لازال متمسك فيني لآخر لحظة ...
رفعت حاجبها ريم وهي لازالت تبتسم :: والله ... يعني بتقنعيني انه ما يحب سحر ؟؟؟ ولا يبيها في حياته ؟؟ طيب ليه ما يطلقها ويرجعك ؟؟؟ او تدرين ليه اصلا من البداية تزوجها وتركك ؟؟ ما فكرتي فيها ؟؟يعني انتي بنت عمته وتوك متزوجته يعني ما مداه يمل منك وفوق هذا كنت حامل ؟؟؟؟ واضيفي لمعلوماتك أن زواجه عليك كان على المحك .. يعني كان بيفتح عليه باب مشاكل هو في غنى عنها ؟؟؟ ومع ذلك تزوج ؟؟؟؟؟ والا لأنها مقيولة .. من لقى احبابه ينسى اصحابه ...
وقفت عذا بقهر ونست الأرنب اللي في حضنها وطاح على الأرض طالعت في ريم بنظرات غضب وألم ودموعها مخفية نصف الصورة ...
شهقة خفيفة طلعت منها وبعدها طلعت من الصالة وهي تمشي بخطوات سريعة بتطلع الدرج ...
انتبهت لها سارة اللي دخلت مع الباب ووراها سام اخوها ...
التفتوا يطالعون في بعض مستغربين حركة عذا ...
وراحت سارة بسرعة وراها بتشوف وش فيها ... ولحقها سام هو بعد بيتأكد وش في اخته ؟؟
لما وصلوا لغرفتها حصلوا الباب مفتوح وعذا رامية نفسها على السرير و تصيح بصوت يقطع نياط القلب ...
تنهدت سارة والتفتت لسام وبصوت واطي :: ولد خالك هذا نهايته على يدي ...
ابتسم سام واشر لها علشان تروح لعذا ...
تنفست سارة بعمق ورمت عبايتها على الكرسي وراحت جلست جنب عذا واسامة واقف مكانه ويطالعهم ...
سارة :: عذاي وش فيك ؟؟ ليه تصيحين ؟؟
كانت تصيح بشراهة و ما ردت على أحد ..
التفتت سارة لسام وبعدها رجعت لعذا :: عذا قولي وش فيك ؟؟؟
سكتوا شوي وهم يشوفون عذا تحاول تقوم وتجلس على طرف السرير ... وبعدها مسحت على وجهها ورجعت تضبط شعرها وهي لازالت تصيح وشهقاتها متواصلة ...
تقدمت لها سارة وحطت يدها على يد اختها :: عذا وش صار لك ؟؟ من اللي مضايقك ؟؟
التفتت لها عذا وبصوت يائس :: انا ليه ما اموت وارتاح ؟؟ ليه ما مت يوم كنت اولد ؟؟ (( والتفتت لأسامة )) انت ليه تبرعت لي بدم ؟؟ كان خليتني اموت وارتاح ؟؟ كان خليتني اروح مع ولدي ولا اقابل اهلي ويدرون عن اللي صار لي ولا اشوف مرت اخوي اللي كنا فرحانين فيها ؟؟؟ ليه يا سام ليه ؟؟
غطت وجهها بيديها ورجعت تصيح ...
اما سام فما قدر يتحمل ومشى لها وجلس جنبها وخذها على صدره :: اموت انا ولا اشوفك تموتين قدامي واسكت ...
رفعت عذا عينها له بتوسل :: اسامة طلقوني منه ؟؟؟ ما عاد ابي اعيش معه ؟؟
تنهد سام وهز راسه بصمت ...
و طالعتهم سارة والغصة خانقتها وهي تقريبا عرفت وش اللي مخلي عذا تنهار بهالطريقة ...
قامت من عندهم وبخطوات نارية سريعة وعيون تصطلي بنار جهنم نزلت تحت ودخلت الصالة ...
وشافت امها وريم هم الموجودين ...
التفتت لريم بعد ما اعطت امها نظرة :: انتي وش قلتي لها ؟؟
طالعتها ريم بنظرة بريئة :: من هي ؟؟
رفعت سارة صوتها بغضب :: انتي عارفة انا وش اقصد ولا تراوغين يا ريم ؟؟ تراني عارفتك وعارفة حركاتك وتنغيزاتك ؟؟
رفعت ام عبدالله صوتها في غضب :: ســـــــــــــــارة ...
غمضت سارة عيونها وهي كانها توها تصحى من اللي هي فيه :: ريم تكلمي ؟؟
رفعت ريم حاجبها وهي تحاول تمسك نفسها :: ترى انا مو اصغر عيالك تجين تكلميني بهالأسلوب ؟؟؟ إذا أمك وابوك يسمحون لك بهالتصرفات فأنا غير ...
ضحكت سارة باستهزاء :: أكيد غير عنهم .. لأن امي وابوي أرقى منك واحسن منك مليون مرة ..
طالعتها ريم بنظرة غضب وكملت سارة :: والكلام اللي قلتيه لعذا بتندمين عليه ... وعلى يدي ...
يعني مو يكفينا بنت خالتك ؟؟؟ بعد تجين انتي ؟؟؟
توها ام عبدالله بتتكلم لكن دخل عبدالله عليهم وهو يبتسم بوجهه الطيب المسالم :: السلام عليكم ..
انتبهوا له جميعا وحاولت سارة تخفي غضبها واللي صار من شوي بينها وبين زوجته علشان ما يتضايق هو ...
لكن هيهات يخفون شي مثل هذا عن عبدالله اللي قلبه يحس فيهم قبل عيونه وعقله ... :: وش فيكم ؟؟
ابتسمت امه :: سلامتك حبيبي وش فينا ؟؟
هز كتوفه وهو يمشي بيجلس :: احس انه صاير شي ...
التفتت له سارة :: عذا شوي متضايقة ووترتنا معها (( وحولت نظرها لريم ))
اما ام عبدالله اللي ماكانت تدري عن سالفة عذا :: وش فيها اختك ؟؟
ولازالت سارة تطالع ريم اللي تناظر التلفزيون :: انا علشان كذا نازلة أسألكم يمه ؟؟؟
مشت سارة بعد ماعطتهم ظهرها وطلعت من الغرفة ...
وعقبها لحقتها امها على طول تشوف وش صاير لعذا ؟؟ وش اللي حصل لها وخلا سارة تنزل عليهم ثايرة من الغضب ....

دخلت عليه المجلس مبتسمة ووجهها مشرق من الراحة والفرحة في نفس الوقت ...
يحق لها تعيش هاللحظات الحلوة مادام انها حصلت على واحد مثل نواف ... يحبها ويخاف عليها ويداريها عن النسمة لا تلعب في خصلات شعرها ...
حطت صينية الشاهي على الطاولة بعد ماخلصوا من الغدا وصبت البيالة لنواف ومشت بتمدها له ...
ومثل ماكانت متوقعة ...!! نواف سرحان ومو معها بالمرة ...؟؟
فيه شي شاغل باله وتفكيره لكنها عجزت تتوصل له ؟؟؟
...... :: نواف نحن هنا ...؟؟
انتبه لها اخيرا وابتسم وهو يرفع عيونه يطالعها :: آسف سرحت شوي ...!!
ابتسمت :: شوي بس ؟؟؟ الا قل من وصلت بيتنا وانت سرحان ؟؟؟
طالعها بنظرات حلوة وهو ينزل البيالة :: إذا ما سرحت في بيتكم وعندك ؟؟ من تبيني اسرح فيه؟؟
وضحت نظرات الخجل في عيونها .. ومسكها نواف مع معصمها وخلاها تجلس جنبه ...
مشاعر حلوة تحس فيها عبير لما تعيش هاللحظات مع نواف ...
مشاعر رائعة عمرها ما حست فيها من قبل ...
لما تكون جنبه .. يحسسها بالأمان اللي كانت تفتقده بسبب هيبته وشخصيته الرجولية ...
يحسسها بالمشاعر الحلوة اللي تنخلق بين اثنين ... يكنون لبعض مشاعر راقية وجميله ...
هو يحبها بكل حواسه .. وهي حاسة بهالشي ...
وهي بعد .. تحبه بكل ذرات جسمها ... وما تقدر تتخيل كيف بتكون حياتها لو هي ماكنت زوجته .. وهو ماكان نصيبها ...
انتبه انها اطالت النظر في عيونه و باين انها تفكر في شي حلو .. وهذا استشفه من ابتسامتها المرسومة بحلاوة على وجهها ...
نواف :: اللي مآخذ عقلك يتهنى فيه ...!!
انتبهت له وابتسمت :: آآميـــــــــــــــــــن ..!!
تنهد وهو ينزل البيالة من يده ويحطها على الطاولة اللي جنبه ...
رفعت عبير حاجبها وعينها عليه :: نواف وش فيك ؟؟؟ حاسة انك مو طبيعي ؟؟
التفت لها وهموم الدنيا تحوم في راسه :: وش تبيني اقول لك ؟؟؟ أو من وين تبيني أبدأ ؟؟
خافت عبير من لهجته وتغير نبرة صوته :: نواف عسى ما شر ؟؟
ابتسم لها ابتسامة صفراء :: كل خير يالغالية وما شر إن شاء الله .. لكن هموم بسيطة تراكمت وصار اللي تشوفينه ...!
أوجس قلبها خيفة من كلامه و ارتعدت أطرافها من الإرتباك والقلق لايكون اللي في نواف هو نفسه اللي صار لهم من شهرين :: تكلم نواف ولاتلعب بأعصابي ..
التفت لها هالمرة نواف بعد ماكان منزل راسه والتفكير مآخذ منه مأخذ ... وانتبه للقلق اللي في عيونها والخوف الواضح في تسارع نفسها ودقات قلبها ...
ابتسم لها يهديها :: ترى مو شي شديد .. لكنها مشاكل عمل بس ...
طالعته بعين ضيقة :: يعني ما بتقول لي وش هي ؟؟؟
ابتسم لها هالمرة وعينه في عينها :: وش دعوى ما أقول لك .. لكن ماكان ودي أضايقك ... هذي هي المسألة ...
مسكته مع يده والدمعة شوي وبتنزل :: نواف لاتكذب علي ... لو كان عندك كلام قوله ولا تشيل في قلبك ... الله يخليك ...
عقد نواف حواجبه مستغرب كلامها .. وبعد ثواني بدأ يستوعب هي وش تفكر فيه .. ووش اللي جاء في بالها من وضعه ...
ومباشرة عقد حواجبه في غضب :: عبير لا يكون تحطين في بالك نفس السالفة الكريهة اللي صارت من فترة ؟؟؟ ترى انا نسيتها وماعاد لها مكان في حياتي وذكرياتي .. وانتي بعد لازم تكونين نفس الشي ..
طالعته بتوسل :: أجل قول لي وش فيك ؟؟
تنفس بعمق :: تعرفين زياد ؟؟؟
عقدت حاجبها في تفكير وكأنها تتذكر :: اللي تشتغل معه ؟؟
هز راسه بالإيجاب :: وصلتي خير .. وضعه هاليومين مضايقني ومو مخليني مرتاح أبدا ...!
خافت عبير :: وش فيه ؟؟
هز راسه بأسى : هذي هي المشكلة .. إني مادري وش فيه ولا أقدر اسوي له شي ...
....:: يعني عنده مشاكل في البيت والا العمل ؟؟
رد عليها وعيونه سرحانه في اللي قدامه :: العمل ما اتوقع ان مشاكله بتسوي فيه هالسوات ... لكن الأحرى انها مشاكل بيت يعني مشاكل عائلية ..
سكتت عبير شوي وبعدين :: ما حاولت تستفهم منه وش فيه وش اللي غيره ؟؟
ابتسم بتهكم :: ما حاولت ؟؟؟؟ مستحيل عبير ... انا من شفته على هالوضع وانا كل يوم اسأله لكن ما يجاوبني يبتسم في وجهي ويقول شوي ضغوطات و بتروح .. وانا احترم صمته وما اضغط عليه ..
عبير :: من زمان وهو على هالوضع ؟؟؟
ضحك بسخرية :: من زواجه الأخير ...!!
طالعته عبير بحاجب مرفوع :: شفت شلون ؟؟؟ قل لي يالله وش أخذ من هالزواجات اللي وراء بعض غير الهم والنكد ؟؟؟
ضحك نواف وهو يطالعها ...
وكملت هي بشوي انحيازية :: والله اكلمك جد ... وتلاقيكم انتم يا ربعه حاسدينه ليش ان عنده بيتين ومتزوج ثنتين ... وهو المسكين شف وضعه ؟؟ لاهو مع الحيين ولا مع الميتين .. عايش في همه وغمه ومحد يدري عنه ...
ضحك هالمرة بصوت عالي : طيب شوي شوي ... وانا وش دخلني تعصبين علي ؟؟
تنهدت متفشلة :: ما قصدت لكنك اثرت حفيظتي ...
ابتسم لها :: لاتخافين ... انا مستحيل اسوي سواته ...
خجلت من كلمته لكنها تظاهرت بالقوة :: يمكن لأن العين بصيرة و اليد قصير ...
طالعها مبتسم شوي وبعدين قال :: شفتي لو اني املك مال قارون ؟؟؟ ما راح يهنا لي الا وانتي تشاركيني فيه ...
ابتسمت له بخجل وهو يطالعها ...
وسألها :: واثقة من كلامي ؟؟؟
نغزها قلبها من هالكلمة وماعاد صارت تحبها لأنها ببساطة تذكرته لما قال لها انها ماراح تندم على التوقيع ... وبعدها باسبوع رجع لها وهو ثائر من الغضب وكان على وشك يكسر راسها او يسوي شي لاتحمد عقباه ... وعرفت انه الثقة في كلامه ما منها فايدة ...!!
طالعته بنظرة قلقة :: انت واثق ...؟
تنفس بعمق وتوه بيتكلم لكنها قاطعته :: لا تقول شي الا وانت قده يا نواف ...!
رفع حاجبه مستغرب :: وش تقصدين ..؟
ابتسمت :: انت عارف انا وش اتكلم عنه ...
وقامت من قدامه وتوجهت للصينية بتشيلها وتطلع من عنده ...
لكنه وقفها لما قال :: أنا طول عمري واثق من المشاعر اللي احملها لك ... ولا عمري بخدعك فيها مهما كان ... وانتي شفتي ..................!!
التفتت له :: أتمنى نواف ... وثق اني سعيدة بهالكلام ...
ابتسم لها هو وبعد ووقف وراها ...
منها بيسلم عليها ويودعها ..
ومنها بيطلع ويروح للبيت يرتاح له شوي قبل الدوام المسائي ...
--------------------------------------------------------------------------------------
قبل العصر بوقت وصله مسج على غفلة وهو يمشي في سيارته راجع من المطعم اللي تغدا فيه ومتوجه لبيته ...
طلع الجوال من جيبه وهو عند الإشارة وشافه من ندى اخته ؟؟؟
ابتسم وهو يفتحه لكن مشاعر ثانية مختلفة انخلقت في صدره واتغيرت بسببها ملامحه لما قرا محتو ى الرسالة ...
كانت تعاتبه وتنبهه ان اللي تعتبر زوجته وبنت عمه في نفس الوقت اليوم عندها موعد مستشفى ضروري .. وهو حضرته ولاداري عنها من يومين كاملات ... لا اتصل ولا سأل ..
وكأنه توه يتذكر انه قال لها ما يبي يشوفها لكنه متأكد انه ما قصد انها تطلع من البيت لكنها هي فهمتها على كيفها وطلعت .. وهو ما كذب خبر ولا عاد سأل عنها ...
تنهد وهو يحس بروحه على حبل المشنقة والخناق كل ماله ويضيق حول رقبته اكثر واكثر وكأنه قرب يقتله .. وليته يخنقه في لحظة وحدة ويكتم نفسه ويموت ويرتاح من هالموت البطئ..
قرر في لحظة تأنيب ضمير انه يغير وجهته ويتوجه للمستشفى عندها .. على الأقل يشوف وش وضعها ويوضح انه مو مطنش ... لأنه يخاف من تبعات هالكلمة ... ويخاف ان اللي حصل من قبل يتكرر ثم يصير وكأنه ما استفاد شي من زواجه من بنت عمه ...
وبالفعل اتصل على اخته وخذ منها المعلومات المهمة وسألها وين هم فيه وين موقعهم بالضبط .. وأكيد سمع له كم كملة عتاب لأنه ما يدري حتى وين تراجع فيه زوجته ؟؟؟؟
.
.
.
كانت هي في هالوقت جالسة مع مشاري اخوها في غرفة الطبيب تنتظره يقرأ لهم نتايج الفحوصات والتحاليل اللي سوتها ...
خوفوها اول مادخلت عليهم وخذوها مباشرة لغرفة الأشعة و بعدين خذوها للمختبر علشان التحاليل ..
وكل هذا لأن المشرف على حالتها هالمرة راشد ولد خالتها ... وهو اللي ما اعجبه وضعها اللي وصلت لهم فيه في موعدها الأساسي من اسبوع ...
كان يقرأ في الأوراق لكن قلبه مآكله عليها من القلق والخوف ... وفي نفسه يتحسب على زياد اللي يعتبره السبب الرئيسي في اللي قاعد يصير لها .. لأنه عمره ماشاف سحر تجي لموعدها وهي محطمة بهالشكل ... لا وفوق هذا من تزوجته ماجابها ولا مرة للمستشفى وكل مرة تجي مع مشاري او مصعب ...؟؟ وهذ يعني ان زياد لامهتم فيها ولا ينااظرها ...
يموت ويدفع نصف عمره لكن يعرف .. ليه خالته سووا في بنتهم هالسوات وزوجوها واحد متزوج وزوجته كانت حامل ؟؟؟ يعني من قلة الخطاطيب اللي كانوا يجون لسحر ؟؟؟
طيب هو كان واحد منهم ومع ذلك رفضوه علشان هالزياد اللي مايدري من وين طلع له في الخط ..
نبهه صوت مشاري :: هاه يا راشد طمنا ؟؟
ابتسم وهو يرفع عينه :: كل شي تمام ... لكن شي خطير اكتشفته في هالأوراق وما اظنه بيعجب سحر أبد ... (( ووجه نظرته لها ))
ارتعدت سحر من الخوف وتجهمت ملامح مشاري:: خير يا راشد ؟؟
ابتسم يطمنهم :: مشاري أختك ما تداوم على علاجها .. والدليل ان تحاليل الدم اللي قدامي تقول ان سحر لها ثلاثة ايام وهي ما تآكل الكبسولة المسيلة للدم ... وهذا مؤشر خطر عليها ..
التفت لها مشاري :: وليش هذا كله يا سحر ؟؟؟ يعني انتي بيبي لازم الواحد يداريك ؟؟ والا لازم انبه زياد انه كل يوم لازم يحط الحبوب في فمك ويأكلك اياهم غصب ؟؟
تنفست بعمق والغصة تخنقها ولسان حالها يقول .. مو لازم يحط لي الحبوب في فمي ... بس يسألني أنا اكلتهم أو لا ...!! بس والله ما ابي اكثر من كذا ...!
..........:: سحر وين رحتي ؟؟
رفعت عينها لأخوها مبتسمة :: معك وين بروح ؟؟
تنهد :: وش ردك على كلام راشد ..؟
هزت كتوفها بألم :: اللي كاتبه ربي بيصير سواء كلت الدواء والا ما كلته ؟؟
رفع راشد حاجبه في غضب :: بس ربي يقول اسعى يا عبدي وانا اسعى معك ؟؟ ما قال اتكلوا على الأقدار ولا تجتهدون ولا تعملون بالأ سباب ؟؟
طالعها مشاري بقلق وهو اللي مو عاجبه وضع اخته مطلقا :: سحر فيه شي مضايقك ومخليك تنسين مواعيد علاجك ؟؟؟
توها بترد وتدافع عن زياد لا يتهمونه بشي .. لكن دقات الباب الخفيفة خلتها تسكت ..
والأنظار كلها توجهت للباب ...
عقد راشد حاجبه :: تفضل ...!!
انفتح الباب بهدوء وطل منه زياد بهيبته وطوله و طلته الوسيمة اللي خلت قلب سحر يتراقص بين ضلوعها ...
أول ما طاحت عينها عليه واستوعبت انه هو ... خنقتها العبرة وهي تتذكر الكلام اللي قاله لها .... لكنها لما شافته واصل لها للمستشفى ما قدرت تشيل في خاطرها اكثر وما تقدر تنكر فرحتها او تخفيها بجيته لها ...
ابتسم زياد لهم :: فاتني شي مهم ؟؟؟
ابتسم مشاري :: داخل سينما ؟؟؟
ضحك زياد وهو يسكر الباب وراه :: لا بس علشان أتأكد انكم ماتخبون علي شي عن حالة سحر ..
اول ما قال هالكلمة تسمرت نظرات سحر عليه وعلى عيونه بالتحديد ...
يعني مهتم فيها ويخاف عليها ؟؟؟
يعني أكيد تعني له شي ؟؟
ما قدرت تصدق أبدا وحست ودها تصيح من الفرحة ...
ابتسم راشد له :: سلامتك لكن تو حنا مكتشفين ان سحر ما تآكل ادويتها بشكل منتظم والأسباب مجهولة ؟؟؟
ونظره مركز على زياد ...!!
رفع الأخير حاجبه وطالع في سحر :: و ليه ماتآكلينهم ؟؟؟
ضحك مشاري :: وانت توك انتبهت ؟؟
هز زياد كتفه :: انا اللي اعرفه انها كبيرة كفاية علشان تعرف مواعيد ادويتها وماتحتاج احد يشيك عليها ... لكن الظاهر من هاللحظة لازم اراقبها ...!!
خلاص ما يحتاح تراقبني ... جيتك هاللحظة وكلامك اللي قاعد تقوله لي الحين كافي علشان اتحمس آكلهم واعيش باقي حياتي معك ... كان هذا الكلام اللي يدور في راسها ...
خلص راشد كاتب كلمتين على الورق اللي في يديه وبعدها طلع روشتة الأدوية وكتب كم كلمة وعقبها طالعهم :: ما فيه شي جديد الا ان سحر لازم تهتم بنفسها أكثر .. وهذي أسماء ادويتها الأولى في حال خلصت قبل الموعد الجاي علشان تقدرون تصرفونها من المستشفى بسهولة .. (( وابتسم ))
تقدم مشاري لكن زياد سبقه وخذ الورقة وهو يبتسم :: مشكور يا راشد وما قصرت ...
طالعه راشد بنظرة لها هدف :: المهم صحة سحر ... مو مهم المجهود اللي نبذله ؟؟!!
ما فهم زياد نظرة راشد لكنه عرف انه يقصد شي ..
اخذ الورقة وطالع في سحر :: يالله نمشي ...
وقامت سحر وراه على طول ومعهم مشاري وراحوا كلهم للباب بيطلعون ...
ولما ما بقى غير زياد وقبل لايطلع التفت لراشد بحاجب مرفوع :: كل مواعيد سحر عندك ؟؟
طالعه راشد من وراء النظارة :: ليه ..؟؟ أخاف ما عاجبك شغلي وتشخيصي كطبيب ؟؟
زياد :: لا العفو ... لكن أسأل بس ..
ابتسم راشد باستهزء وتهكم واضحين في ملامحه وجلس وهو يقول :: للأسف لا ... لكن هالمرة لأن موعدها طارئ حولته لعيادتي والا هي تراجع عند الدكتور إياد ..
هز زياد راسه و ابتسم على مضض واستأذن منه وسلم عليه وطلع يلحقهم ..
ويشوف حياته وش مخبيت له بعد ...؟؟!!
------------------------------------------------------------------------------------------

dali2000 13-03-10 02:57 PM

بعد المغرب مباشرة ،، وبعد ما خلصت من صلاتها ...
طلعت للصالة والهم كاتم على صدرها ... قولوا لي وشلون ما تكتئب ويجيها الهم والغم وهي في كل مرة تروح للطبيبة تقول لها كلام يسم البدن ويقتل الروح بسكين شفرتها مو حادة ....!!
في البداية قالوا لها جسمك ما يتقبل العلاج بسهولة ... واليوم قالوا لها ان التوتر النفسي يضعف قدرة جسمها على تقبل العلاج واستمراريته ....!!
بالله علموها قولوا لها كيف ما تتوتر وهي تشوف ان الأمل في انجاب بيبي جديد بدأ يتلاشى من قدام عيونها ... صارت أفكارها تتوجه للغرب ... المكان اللي لايمكن الشمس تشرق منه في يوم من الأيام ...!! إلا في نهاية العالم ...!!
حصلت مهند متمدد على الكنبة وحوله ألوانه ودفاتره ويلون بحماس شديد لدرجة انه مطلع لسانه ... وعاقد حواجبه ...
ابتسمت براحة خفيفة وهي تشوف طفلها الوحيد مستانس ومبسوط ... على الأقل هالشي كفيل انه يرجع الفرحة لعيونها ...
تقدمت منه وجلست جنبه وأخذت من أقلام التلوين المبعثرة في كل مكان وابتسمت وهي تبدأ تلون في الصورة حقته وتساعده ... وطبعا ما يحتاج أقول لكم وش قد كان مهند مبسوط من اللي قاعده تسويه امه ... خصوصا انه يحس انها شي عظيم بالنسبة له ... ببساطة لأنها تلون بألوان حلوة ...!
انتبهوا الإثنين للي دخل عليهم الصالة بهدوء ورمى شماغه على الكنب وجلس وفي يده اوراق يطالعها باهتمام .. و حواجبه معقودة بتوتر وكأن في بطنه كلام بيقوله ...!!
.........:: بابا شوف ماما وش لونت معي ؟؟؟
ونزل من الكنب رايح لأبوه علشان يشوف الصورة ...
بينما لمياء ماسكة القلم في يدها بتوتر وهي حاسة ان فهد فيه شي ...
ابتسم وهو يرفع راسه ويطالع الرسمة :: وااااو ... انت وماما احلى فنانين في العائلة ...!
ابتسم مهند بفخر :: كل يوم توديني المكتبة علشان اشتري دفتر والوان انا وماما ..؟؟
رفع فهد حاجبه :: وانا ما يصير الون معكم ؟؟
لوى بوزه يفكر وبعدها التفت لأمه :: ماما معليش نسمح لبابا يلون معنا ؟؟؟
انتبهت لمياء لمهند وابتسمت :: إنت تبغاه يلون ؟؟؟
هز كتوفه :: إنتي على كيفك ؟؟؟
ابتسمت له :: خلاص اختار له صورة انت وهو يلونها ...
هز مهند راسه بفرح وراح يفتح في الدفتر علشان ينقى لأبوه صورة بينما صاحب الشأن لازال يكتب في هالأوراق ويطالع ويتأكد ...
.....................:: وش اللي في يديك ؟؟؟
ما رفع راسه وعلى باله تكلم مهند ..
لكنها رجعت ترد عليه :: فهد .............!!
رفع راسه ببطأ :: هلا ...!!
ابتسمت :: وش اللي معك ؟؟؟؟ لهالدرجة مهم ؟؟؟
هز راسه من دون لايتكلم ... لكن عيونه تكلمت وقالت لها انه يبي يقول شي لكن انتظري دقائق ..
صرخ مهند بفرح :: بابا هذي صورة حلوة ...!!
ما انتبه له فهد وما رفع عينه ...
هزه مهند مع رجله :: بابا أنا أكلمك ...!!
تنهد فهد بعصبية وطالعه :: نعم ... آمر ؟؟؟
ابتسم ...........:: لقيت لك صورة ؟؟؟
غمض فهد عيونه وكأنه يضبط أعصابه :: خلاص يا بابا انت لون الحين وانا الون بعد شوي .. اتفقنا ؟؟؟
طالعه مهند بخاطر مسكور لكنه حاول يبتسم :: اتفقنا ...!
ومشى عنه وراح لأمه ..
عقبها تنهد فهد وهو يرفع راسه وعينه للسقف ... وسند ظهره على خلفية الكنب ...
استرقت لمياء نظرة له ... لكنها ما ردت ولا عقبت ... لكن عورها قلبها وهي تتخيل ان اللي فيه بسبب الكلام اللي سمعه من الدكتورة اليوم ؟؟؟
يعني معقولة في اللحظة اللي تحس بنفسها بدت تقتنع بقسمة ربي يجي هو ويتغير من بعد ماكان يدعمها بكلامه وروحه المتفائلة ...!؟
نزل راسه وانتبه لها تطالعه ..
اما هي فحاولت تبعد عينها عنه لكنها ماقدرت ...
والأكيد انها ماقدرت تخفي عليه نظرة القلق والخوف ...
تنهد وهو يتقدم للطاولة اللي قدامه في منتصف الصالة وحط عليها الأوراق :: لمياء هذي البيانات ضرورية لازم تعبينها ...!!
عقدت حاجبها :: بيانات إيش ؟؟؟
سكت شوي وهو ما يدري وشلون يفاتحها بالموضوع ... ماوده يفاجأها بقراره وليد اللحظة ولا وده في نفس الوقت يآخذها على حين غرة ويحطها امام الأمر الواقع ...
تنفس بعمق وقال :: بيانات من دار الرعاية الإجتماعية ...!!
والكلمة الأخيرة كانت كفيلة انها تدمر كيانها الداخلي كله ....
هزت أركانها ثقته وهو يقول العبارة والجملة ؟؟؟
طالعها بعيون نظرتها ثاقبة :: بنشترك في مشروع الأسرة البديلة .. وطلبت منهم يوفرون لنا مولود معروفين اهله .. بحيث ان نهلة مرت فواز اخوي ترضعه مع ولدها ..
كانت ساكتة وما ترد ...
او يمكن ما سمعت هو وش قاعد يقول من الصبح ؟؟؟
كلامه جرحها لو كان مايدري ؟؟؟
خلى الدنيا سوداء في عينها وما عاد تشوف شي ولا تسمع غير الطنين اللي ينرفز ...
كمل فهد وهو يراعي الحذر في مخارج الحروف :: قلت لهم يجيبون لنا بنت ..!
وكانت الصدمة ...!!
يعني طول هذيك الفترة كنت تخدعني يا فهد ...
طول هذيك الأيام وانت تقول انك مو مهتم بكثرة العيال المهم ان عندك الحين مهند ويسوى عيونك ؟؟؟
كنت تقول لي هالكلام علشان تسكتني .. والا انت في الواقع جمرة الم تشتعل وتتأجج كل مرة نروح فيها للطبيب ؟؟؟
انتبهت له يبتسم وعيونها هي بتنزف الآن :: وش قلتي لمياء ؟؟
بلعت غصتها وهي تداري دموعها لاتنزل :: انت ما تحتاج رأيي لأنك انتهيت ؟؟؟
تنهد فهد والعصبية وضحت في اهتزاز حباله الصوتية :: ما ظنيت انك بترفضين راحتي وعلشان كذا تصرفت بسرعة ...
هزتها كلمته :: وراحتك انك تجيب طفلة من ميتم ؟؟؟
تنفس بعمق وهو يصر على أسنانه :: قولي لي وش تبيني اسوي ؟؟ اروح لأمي تقول لي كلام سم .. أروح للطبيبة اسمع منها كلام يقتل الروح سبعين مرة وفي كل مرة تخف حدة السكين ... وأشوفك وأحصلك يائسة ومتحطمة ؟؟؟ قولي لي وش اسوي غير اني اقدم ابسط الحلول اللي ممكن تريحني ؟؟؟
طالعته بغصة :: وامك وش تقول ؟؟؟
تنهد وهو يرجع يتسند ويمسد جبهته :: انتي تعرفين كلامها ما يحتاج اعيده عليك ...
حاولت تبتسم وأفكار مجنونة تدور في راسها ... حست انها بتتهور لكن هذا هو الحل السليم ...
و مو الحل انه يجيب له بنت من ميتم ويربيها ... وهو في الواقع يقدر يجيب من صلبه ...
ابتسمت له وسط دموعها :: عطني مهلة أفكر و ارد عليك ...
رفع عينه لها وهو يبي يستشف وش ردة فعلها الأولية من الموضوع ؟؟؟ لكنه ماقدر يقرأ شي ...
وشافها وهي تبتسم لمهند :: يالله بابا خلص اللي عنده ودي له الصورة يلونها معك ...
قام مهند وراح لأبوه ... بينما هي وقفت وعطتهم ظهرها متوجهه للغرفة ...
غمض فهد عينه عن خيالها وطيفها وهو يسمك الدفتر من مهند ...
يدري انه جرحها وحسسها بشي هي تخاف منه من انخلقت هالمشكلة ...
لكن هو معه حق ... يجرحها هالمرة ويداويها وهي جنبه ..
خير من انه يجرحها وما يلقى فرصه يضمد جرحه اللي سبب لها الألم والعذاب ...
------------------------------------------------------------------------------------------
دخلت الغرفة وهي كتلة نار تشتعل من القهر ...
صفقت الباب وراها وعينها على عبدالله اللي جالس على السرير ويقرأ في اللي بين يديه ...
رفع عينه لها وهو عاقد حاجبه :: عسى ما شر ؟؟
عقدت يديها على صدرها وعيونها تشع قهر :: ما شر استاذ عبدالله ... سلامتك ألف سلامة يالغالي .. انت اجلس هنا واقرأ واستانس مع امك واخواتك وانتي يالريم تحمليهم وتحملي اللي يصير لهم ويا ويلك لو تكلمتي ...
ما عجبه كلامها ونبرة صوتها فسكر الكتاب ونزله على السرير وعيونه تطالعها :: وش فيك وش صاير ..؟؟
ضحكت باستهزاء وهي تتقدم للكنب :: انزل تحت وشوف ...!! الظاهر انها مستقلة عدد سكان هالبيت وجاية تزيدهم ...
هالمرة عصب لكنه مسك نفسه :: من تقصدين ؟؟؟
التفتت له بعد ماتنهدت :: اختك الكبيرة ... لمياء ...!!
سكت عبدالله وهو يناظرها ونزل رجوله من على السرير أهبة للوقوف :: وش فيها لمياء ؟؟
تنفست بعمق :: الحلوة جايبه شنطتها واغراضها والظاهر انها هي الثانية تبي الطلاق بعد ... يعني ما يكفيها عذا ومشاكلها والا سارة ولسانها ومادري اسامة اللي كل يوم منزرع في الصالة وانت يا ريم لازم اللي تتحملين وتتغطين لكن هو ما يحترمك ويطلع ..
رفع صوته عبدالله بدون شعور :: ريم حاسبي على كلامك لأنه ما عجبني ؟؟؟
وقفت في وجهه وهي فعلا متنرفزة :: ما عجبك لأنه واقع وصراحة ... يعني بالله عليك عاجبتك الزحمة واكتظاظ السكان في هالبيت ..؟؟؟ الواحد ما يلقى حريته ولا استقلاليته ...
طالعها بعين ضيقة وهو وده يصرخ لكنه ماسك عمره علشان ما يتهور ...
وهي كملت :: قسم بالله يا عبدالله مليت وزهقت ... حركتي مقيدة ومحدودة والحركة هنا بحسابها واخواتك ماشاءالله كل مالهم ويتوافدون ... بالله عليك تحس نفسك متزوج ومستقل في وسط هالأجواء ...
طالعها بهدوء :: يعني أتبرأ من اهلي ..
تنهدت :: ما قلت كذا ... لكني اقول ابحث عن استقلاليتنا يا اخي .. خلنا نعيش مثل كل اثنين متزوجين في هدوء وراحة وسلام .. مو اختك ام لسانين كل شوي رامية لها كلمة مثل السم .. والا الثانية اللي ما تهمس ولا تتكلم وتجيب الكآبة ..
قاطعها وهو يتقدم منها :: ريم لا أسمعك تقولين هالكلام عن اخواتي فاهمتني والا اعيد ... وبالنسبة للطلعة من هالبيت فأنا اقول انسي الفكرة لأني مستحيل بطلع من البيت وعن اهلي بعد ما تعبوا وضبطوا لي كل شي ... يمكن بعدين ابدأ افكر بالموضوع لكن هالفترة هذي وقبل سنة أقل شي لاتفكرين ...
رمقها بنظرة تهديد وهو يمسح على شعره بقلق .. وتركها وراه ونزل تحت يشوف وش صاير عند اهله .. ووش اللي خلى ريم تطلع له وهي متنرفزة هالحد ...
وصل للصالة الأرضية وحصل الكل والجميع جالسين عدا أبوه اللي ماكان موجود ...
ابتسم لهم وهو يسلم على لمياء وعقبها جلس معهم ينتظرهم يتكلمون ...
لكن لاحياة لمن تنادي ومحد قال له شي ...
سكت وما حب يوضح لهم انه سمع شي من ريم او انها عترضت عليه في شي ...
لكنه انتبه للمحة الحزن في عيون لمياء ...
وتوتر نظرات امه اللي كل شوي تطالع فيها بنتها البكر ...
استأذنت منهم عذا وقامت بتطلع .. ومباشرة لحقتها سارة ... الظاهر ان الثنتين متفقات على هالشي ..
ابتسم عبدالله :: وين هو فهد ما جاء معك ؟؟
ارتبكت لمياء لكنها قدرت تمسك اعصابها :: عنده دوام ..!!
قاطعتها امها :: واتصلت علي ارسل لها سوراج ...
وطالعتها ام عبدالله بنظرة تفحص ...
وعبدالله اطال النظر في عيونها :: من زمان عنه ... ليته جاء معك نشوفه
حاولت تبتسم :: إن شاء الله بتشوفه ...
التفت سام لعبدالله وبعدين طالع لمياء :: بيجي يآخذك اليوم ؟؟
طالعتهم لمياء وسوت نفسها مستغربة :: يعني لهالدرجة وجودي مضايقكم ...
قاطعتها امها بعد ماتنفست بعمق :: أسباب وجودك هي اللي مقلقتني
بلعت لمياء ريقها :: عادي يمه جايه استجمام عندكم .. ما يحق لي أرجع ايام العزوبية وافتك من مسؤولية فهد شوي ؟؟
رفع عبدالله حاجبها :: يعني بتطولين عندنا ؟؟؟
تنهدت وابتسمت :: أخذت منه إجازة اسبوعين ؟؟
شهق سام :: قوية والله ...
نزلت لمياء عينها للأرض وهي تحارب دمعتها وتحاول ان جرحها ما يأثر فيها وتصيح قدام اخوانها ...
فاجأها عبدالله :: ووافق فهد ؟؟
رفعت عينها لها :: مو على كيفه ...
ولمح عبدالله الجرح الغائر في صدرها منعكس في بؤبؤ عينها الأسود الطيب ... وخاف أن شي صاير بينهم :: لميـــــــــــــــــــــــــــاء ... (( قالها بصوت مشكك ))
دارت لمياء بنظرها حولهم وسكتت ...
غمضت ام عبدالله عينها وابتسامة ألم انرسمت على محياها الملائكي ... وعرفت ان بنتها مو خالية :: لمياء قولي ... وش فيه بينكم ؟؟
سكتت وما ردت ...
وعبدالله تأكدت شكوكه لما شاف امه شاكة مثله وبنفس الشي ...
طالعها :: لمياء تكلمي والا اتصل على فهد وأساله ...
رفعت عينها لهم وعيونها قربت تنزف وبسرعة ردت :: لا لاتتصل عليه ... اتركه لحد مايوصل للبيت ويعرف ...
شهقت امها ويدها على صدرها :: طالعة من دون لايدري ...
ابتسمت لمياء وسط دموعها اللي ما قدرت تمسكها أكثر ... فراق الحبيب شي صعب ؟؟؟ كيف لاصار ابو عيالك و متملك قلبك .. :: بيدري يمه .. بيدري ...!!
فقد عبدالله هدوءه :: وش فيه بينكم ... وش الجرم اللي سواه فهد خلاك تجين للبيت ومع سوراج من دون لاهو يوصلك ؟؟
تنفست بعمق :: أصلا هو مايدري اني بجيكم او بجلس عندكم ... انا طلعت وتركت له نوت وقلت له اسبابي ...
قاطعها سام بنفاذ صبر وهو متألم من الوضع اللي وصلوا له :: و وش هي اسبابك ..؟
شهقت بألم ونزلت دموعها مدرارا وراحت تمسحها بسرعة :: يشوف حياته ويجيه عيال ... لمتى بستمر وانا معه ومانعته انه يدور نصيبه ؟؟؟ خلاص خله يروح ويتزوج
قاطعها عبدالله :: تزوج ؟؟؟؟؟؟؟
هزت راسه بالنفي :: لا انا ماقلت انه تزوج ... اقول أنا بتركه علشان ما يشيل هم اذا بغى يتزوج ولا يفكر فيني ..
هزت ام عبدالله راسها :: لمياء انتي وش قاعده تخربطين ؟؟؟ فهد عمره ما اشتكى من العيال ولا عمره قال انه بيتزوج عليك ؟؟
صرخت لمياء وذكرى البارحة تجول في خاطرها :: لا يمه يفكر .. ومن ما يفكر انه يكون عنده عيال .... أمس كل شي تحطم وبانت الصورة الحقيقية له ... يمه امس جاي البيت ومعه اوراق يبي يجيب بنت من ميتم يربيها ...
سكتت شوي وسكت الجميع معها ... ولو على سام كان صاح من الهم اللي يشوفه في عيون اخته ..
كملت لمياء بهدوء وهي تلعب بأصابعها وتحارب غصتها :: انا ما ابيه يجيب أي احد وهو قادر يجيب من صلبه ... وفي نفس الوقت ما اقدر اعيش معه واشوفه يتزوج ... ولا ابي اصير انانية واوقف في طريقه ... هذا كل الموضوع ..
ورفعت عينها تطالعهم ... كانوا كلهم محترمينها وهي تتكلم وعيونهم عليها ..
وانتبهت لسام اللي شاد قبضة يده في حضنه وكأن الظروف تمنعه من انه يسوي شي ...
زياد ويقوى عليه لأن ماله حق في اللي سواه ..
لكن فهد وش بيسوي معه ؟؟؟ وهو معه الحق أولا وأخيرا ...
ابتسمت لهم لمياء تهون عليهم وقامت من عندهم وطلعت للدور الثاني ...
يمكن تلقى في السرير والوسادة خير جليس ...
وتسقيهم من مر العذاب اللي شربته وبتشربه ... وما تدري متى تخلص كأسه ...
------------------------------------------------------------------------------------------
اليوم الثاني ..
وبعد المغرب مباشرة .. كان جالس في المجلس ينتظر دخولها عليه في أي لحظة ...
غبية ومتهورة وما تعرف تتصرف ... والا شلون وحده مثلها تشيل ملابسها وتطلع من البيت من دون لاتبلغه ... وهو يتفاجأ لما يوصل للبيت بأن ما فيه أحد ولا كأنه مسكون من أغلى الناس عنده ...
لكنه من قرأ النوت اللي حطته له على باب غرفة النوم ... عرف هي ليش طلعت ..
وعرف انه أساء لها بالموضوع اللي دار بينهم امس ..
لكنه اقسم بالرب العظيم انه ماكان يقصد يجرحها ... وأصلا كيف يقوى جرحها وهي حياته كلها ... كان يبي يريحها من كلام امه ...
يبيها تلتهي بهالطفل الجديد وتتجدد نفسيتها شوي عقب الكلام اللي تسمعه من الأطباء كلما راحت لموعدها ...
لكنها ما فهمته ... وعلى بالها انه يبي يكون عنده عيال بأي طريقة ...
مع إن العكس صحيح ...
يا ربي وش بتكون نظرة اخوانها لي ...
عبدالله .. سام ... وأهم شي سارة ام لسانين ؟؟
ماينسى موقفهم من زياد لما عرفوا عن زواجه ؟؟؟
والله يستر من الموقف اللي بيآخذونه ضده ...
ماهانت عليه نظرة ابو عبدالله الحزينة ... ولا هانت عليه خالته ام عبدالله اللي طلعت تسلم عليه بوجه بشوش وكأن شي ماصار ...
يحترم هالعائلة ويقدرها وما يبي يقدم لهم الإساءة وهو اللي عمره ماشاف منهم الا الإحسان .. وكل خير ..
وأهم خير عنده منهم .. هي لمياء بنتهم وام مهند ولده ...
أفضل نعمة قدمها له ربي عن طريق هالعائلة الرائعة ...
تنهد بأسى ورجله تهز من شدة التوتر ...
ولسانه يلهج بالدعاء بالثبات .. وان الله ما يخيبه ...
.
.
.
.
.
دخل الصالة بعد ما طلع من المجلس وحصل ام عبدالله وعذا جالسين في الصالة ..
ابتسم لهم يخفف عن العذاب المنتشر في صدره وسألهم :: لمياء وينها ؟؟؟
وقفت عذا :: بطلع اناديها لك من فوق ...
هز ابو عبدالله راسه وهو متقدم بيجلس على الكنب ..
ومشت عذا للدرج بتروح تنادي اختها لأبوها ...
التفت لها :: قولي لها لازم تنزل ....!
ابتسمت وهزت راسها بالإيجاب ..
تنهد وعيون الجوهرة عليه ... لكنه ما تجرأ يرفع عينه لها ...
هو حزين ومهموم من حال البنات ... وما يبي يزيد هم زوجته ...
يعني المفروض موقفه يكون قوي علشان يقدر يدعم عائلته ... وأهم شي أساس عائلته " ام عبدالله"
مو يكفي ولد اخوها رامي بنتها ؟؟؟؟؟؟
لفت له الجوهرة تبتسم :: تكلمت معه ؟؟
رفع عينه لها :: فهد ؟؟
هزت راسها بالإيجاب ...
وكمل هو :: ما قدرت افتح معه الموضوع ... لكني حسيت ان ماعنده نية زواج من الأصل ..
تنهدت :: انا عارفة ... بنتك هي اللي بتتركه علشان يتزوج ...
التفت طالعها وما رد عليها لأنه شاف لمياء تنزل بخطوات ثابتة ورزينة من الدرج ...
راح يراقبها لحد ما وقفت قدامه تبتسم :: سم يبه ...
تنهد ابو عبدالله ووقف :: يالله تعالي معي للمجلس ..
فتحت عينها بتعجب :: ليش ؟؟
رفع حاجبه في وجهها :: ابو مهند ينتظرك ؟؟
تنهدت وعينها في عين ابوها :: بس انا ما ابي اشوفه .. ما طلعت من البيت علشان يجيني هنا
تنفس ابوها بعمق :: لمياء ... أنا لما حسيت ان زياد غلطان ما سمحت له يقابل عذا وخليت اختك على راحتها لأني عارف انها مجروحة ... وزياد ما عنده اسباب على اللي سواه ... لكن انتي ما اقدر اجاريك في قرارك ولازم تشوفين ابو مهند .. لأني قابلته وحسيت انه اصلا ماعنده نية زواج .. وشاريك وما يبيعك بالرخيص ..
اعترضت :: يبه .. الله يخليك
صر ابوها على اسنانه :: بتقابلينه يا لمياء وتتفاهمون ...
عصبت لكنها ماسكة نفسها :: وش استفدت اجل من طلعتي عنه إذا قابلته ؟؟؟
قاطعها ويده تهتز باصرار وعصبية :: قلت لك بتطلعين له يعني بتطلعين له ...
تنهدت وطالعت ابوها بعين ضيقة مليانة دموع :: ما اشوفك عصبت على عذا لما اتخذت قرارها ... وش معنى انا ؟؟؟؟ مع اني الأكبر وفاهمة ان اللي اسويه هو الصح وفي مصلحتي انا واياه ..
تنهد ابوها :: انتي ما تفهمين شي ولا اختك ولا احد منكم ...
قاطعته ام عبدالله :: لمياء خلاص اطلعي لغرفتك ...
والتفتت لمحمد بعد ما اختفى طيف لمياء على الدرج :: وش فيك يا محمد ؟؟ ما خبرتك تتعامل معهم بهالعصبية ...
التفت لها بعيون غاضبة :: نرفزوني و وتروني ؟؟ بالله عليك هذي حالة ينسكت عنها
تنهدت :: قضاء ربك .. وش نسوي بعد
لف بوجهه يطالع الباب المودي للمجلس :: ما كانت هذي احوالهم ... ولا كنت متوقع انها بتكون ..
وتركها ومشى رايح للمجلس ...
يعتذر من ابو مهند اللي جالس على نار ..
ينتظر الحبيبة تدخل ويتفاهم معها ..
وماكان عامل حسابه انه بيرجع يقابل ابو عبدالله مرة ثانية ...
بعد ما تودعوا قبل دقائق ...
------------------------------------------------------------------------------------------


جالسة على سريرها وضامة ركبها لصدرها ...
اليوم هي حزينة بزيادة ... قلبها متحطم ومشاعرها كأنها توها تتذكر تنهض من جديد ...
مشتاقة له بالحيل ...
اليوم بالذات تحس انها محتاجة له أكثر من قبل ..
محتاجته يكون جنبها يمسح على شعرها ويواسيها ...
محتاجة صدره تحط راسها عليه وتصيح لحد ما تجف مدامعها ...
تعبت وهي كاتمة في صدرها كله علشان مايتضايقون اللي حولها ؟؟؟
ماتبي تنفعل وتتشكى علشان أخوها ما تزيد ردة فعله المعادية ضد أعز اصدقائه ..
ولا تبي أخوها الثاني يتهور ويسوي شي يأذي روحها وقلبها اللي لو صار له شي ممكن تموت بعده ...
والا أمها اللي تحب هالولد وتحسه قطعة منها هو واخته ..
لكن وين هو عنها ؟؟؟
ليته يجي يشوف وش سوى فيها فراقه ؟؟؟
وينه ماعاد رجع يسأل عنها ولا يتصل عليها ؟؟؟
لحظة ... هي أصلا غيرت جوالها عقب آخر اتصال منه ... اصرت على ابوها يبدل لها الرقم علشان ما تضطر او تضعف نفسها وترد عليه ويجرحها ... وهو رضخ لها وسوى لها اللي تبي ...
صحت من شرودها وتفكيرها على دخلة لمياء الهجومية ..
طالعتها بخوف والثانية ابتسمت :: آسفة اقلقت تفكيرك ... لكني بطلع الحين مع امي بروج اجيب فستاني وامر السوق بآخذ لي مكياج ... انتبهي لمهند تكفين ...
ابتسمت عذا لمهند الواقف جنب امه وحالته لله ... تعبان وحرارته مرتفعة والزكام ما رحمه :: تعال نوده عندي ...
مشى مهند وطلع لها السرير والتفتت عذا لأختها :: سارة بتروح معكم ؟؟
هزت راسها لمياء بالنفي وهي بتطلع :: تراها تحت تلعب بلاي ستيشن ... انتبهي لها لا يروح الوقت وهي ماتجهزت ولا تحممت .. زين ..!
هزت راسها بالإيجاب وبادلتها لمياء الإبتسامة وطلعت ...
رجعت عذا تشوف مهند اللي انسدح على رجلها وجذعه متمدد على السرير :: تعبان مهند ؟؟
رفع عينه الحمراء لها وهز راسه ..
ابتسمت له :: انا قلت لك لاتآكل ايس كريم بس انت ما تسمع الكلام ...
ارتجفوا كل الإثنين لما رجعت لمياء فتحت الباب بقوة وعينها راحت لعذا :: وانتي بعد تجهزي لاتنسين ..!! (( وركزت على الكلمة الأخيرة ))
تذكرت عذا اللي مقلقها اليوم ورجع الغم ينتشي في صدرها وسكتت ما ردت ...
ورجعت تمسح على راس مهند وهي تحارب دمعتها ...
كملت لمياء :: ترى يكفي النقاش اللي صار أمس .. مو اجي والقاك على حطة يدي ... وتكسرين خاطر عبدالله ...!!
رفعت لها عينها بتوسل :: لكنها بتجي يا لمياء ..
تنهدت الأخيرة بغضب :: وانتي وش عليك منها ؟؟؟ بتآكلك هي ؟؟؟ بكيفها احقريها وكأنها ولا شي ...
بلعت غصتها :: ما اقدر اعتبرها ولا شي ... وهي اللي سرقت مني اهم شي ..
تنهدت لمياء : عذا ما فيه وقت افتح معك النقاش اللي امس ... لكن تجهزي واتركي عنك الدلع وقوي قلبك ..
هزت راسها عذا :: جيبي لي ماونتن ديو ...!!
ضحكت لمياء بسخرية وطلعت ..
وابتسمت عذا وهي تحاول تضفي روح الدعابة على حياتها شوي ..
تبي تبتسم وتضحك مثل قبل ..
تبي تحس بروحها عايشة مع الناس مثل ماكانت تحس قبل لاتآخذ زياد ...
لكن هيهات ترجع لها هالأحاسيس مرة ثانية عقب اللي صار ...
الأحداث الأخيرة كسرتها ..
هزة جذعها الطري اللي مايتحمل عواصف الحياة ..
ورياح الألم والعذاب ...
سرقتها أفكارها وخيالاتها وودتها لبعيد ...
هناك وين ما تلقى زياد يبتسم لها ويداعبها بكلامها الغزلي المحرج ...
وين ما تشوف نظرات خوفه عليها ... وحبه لها ...
رجعها للواقع صوت مهند :: خاله عذا ...!!
ابتسمت له وهي تطالع عيونه :: عيونها ...
وعورها قلبها لما طلعت هالكلمة من فمها ... ببساطة تذكرته ....................!!
سألها وراسه على رجلها وعيونه تطالع الفراغ :: عمو زياد وينه ؟؟ أنا من زمان ما شفته ؟؟
لا يا مهند الله يخليك ...
مو وقت هالسؤال أبدا ..
يكفي جراحي اللي بدت تنزف من جديد .. ومو ناقصة سؤالك ...
سكتت عذا وماردت عليه ..
كل اللي سوته انها رفعت اصابعها الصغيرة لفمها تسكره علشان تمنع شهقة عنيفة بتطلع من بين شفايفها ...
حزن وأسى على اللي كان فراقها عنه غصب عنها ومو بخيارها ...
------------------------------------------------------------------------------------
طلعت الدرج مبتسمة ومنتشية سعادة ...
اليوم سألها عن علاجها اذا كانت أكلته والا لا ...
ابتسم معها وضحك ..
وفوق كل هذا سولف معها عن دوامه وعن موقفه مع ياسر ...
أشياء حلوة تغيرت فيك يا زياد ؟؟؟
الله يديمها ولا يحرمني من سعادتك يارب ...
وصلت للدور الثاني وعلى طول راحة للزواية اللي فيها الطاولة الخشبية وخذت من الصندوق النحاسي كسرة من البخور الملكي وحطتها في المدخن اللي في يدها ... وبعدها راحت متوجهة لجناحهم ...
دخلت وما حصلت زياد موجود ... ما مداها تعقد حواجبها متعجبة الا وهي تسمع صوت دندنته جاي من الحمام ... والمروش انفتح ...
ابتسمت وهي تتنفس بعمق مريح ...
زياد اليوم شي ...............!!
نزلت المدخن من يدها وراحت للدولاب تطلع ملابسه وتبخرها له قبل لايأذن العشاء ويطلع وبعدها يروح للعزيمة على طول قبل لاهي تسنعه وترتبه ...!
في هالأثناء كان هو زياد خالص من حمامه وعلى وشك انه يطلع ...
لف الفوطة على خصره وفتح الباب بكل اريحية وهدوء ومن دون لايسوي حس ...!!
رفع حاجبه مستغرب لما شافها معطيته ظهرها وتحوس في غرفة الملابس ... الظاهر اكتشف انها تبي تشوف له الثوب والشماغ ...
مشى خطوتين متوجه للسرير بيشوف جواله اللي سمعه يرن وهو يآخذ الحمام ...
لكن شد انتباهه شي ...
وشي خطير بعد ...
شي ما توقع انه في يوم من الأيام بيسويه أبدا ...
ولا حتى مر في خياله طيف اللي هو قاعد يسويه الحين ...!!
لف بوجهه لمراية الدولاب وشاف نفسه ...!!
وكيف تجرأت يا زياد على هالسوات ؟؟؟؟؟؟
تطلع من الحمام بهاللبس .. وعند سحر ؟؟؟!!!
وقف منتصب بطوله ويطالع نفسه بحقارة .... وذل ...
انت واحد خاين ومنافق وعذا صادقة لما قالتها لك ... يعني مو على أساس تحب عذا ؟؟
مو على اساس انك ماتبي تخونها ؟؟؟
مو انت اللي اصريت على رايك من تزوجت انك لعذا وبس .. ولا يمكن احد يشاركها ؟؟؟؟؟؟
وين هالكلام ووين هالوعود اللي قطعتها على نفسك الدنيئة ؟؟؟
والا نسيت نفسك ؟؟؟ وصرت عبد لرغباتك ...!!
لكن عذا هي السبب ... ايه هي السبب ..
من امس وخيالها مو راضي يفارقني ...
من امس وانا قلبي وعقلي وكلي عندها ومعها ...
من امس وانا في بيتنا القديم استرجع ذكرياتي معها ..
لكن هي وينها ؟؟؟
بعيدة عني ورافضتني من اساسي ورافضة تقابلني نتفاهم ؟؟؟؟؟؟
بلع غصته وهو يرجع للواقع ويرجع للصورة اللي قدامه ...!!
مهما كان ومهما تهور واللي صار صار ... لكن بتضل عذا هي نبض قلبه ... وحبه الأزلي..!!
تنهد ورجع للحمام مرة ثانية وسكر الباب عليه ...
رفع عينه وشاف نفسه بعد في مراية الحمام ... كأن الأقدار تبيه يشوف نفسه الحقيرة الكذابة ..!
وللمرة الثانية ما رضت نفسه عليه انه يسوي بعذا كذا من وراها .... لازم يحترم قلبه ومشاعره الطاهرة ناحيتها ...
ماقدر يتحمل صورته تقدم للمغسلة ورمى حفنة مويه من يده على المرايه .. عساها تشوش صورته وما يصير هو زياد ... الخـــــــــــــــــــــايـــــــــــــــــــــن ...!
بلع ريقه وهو يمسح على شعره وناداها ... :: سحر ...!!
وصلها صوته في التو واللحظة وتقدمت الأخيرة من باب الحمام :: زياد تبي شي ؟؟؟
تنفس بعمق :: جيبي لي سروال وفنيلة من الدولاب ...
ابتسمت سحر بوناسة :: ابشر ...
وراحت تركض ومن لخبطتها ماعاد عرفت وش يبي هو أصلا ...
قدرت تمسك نفسها وتنفست وخذت اللي هو يبي ..
وراحت له وعطته اياه ...
لبسهم زياد وطلع من الحمام .. ومباشرة لف بعينه لنفس مراية الدولاب وشاف زياد ثاني ...
زياد اللي يحاول قد ما يقدر انه ما يخون ذكرى وحب عذا ...!!
غض طرفه للأرض وعلى فمه ابتسامة سخرية ؟؟؟ لكن انت خنت حبها يا زياد ...
و في لحظة ضعف خنت الوعد اللي قطعته لها ولنفسك انك لها هي وبس ....!!
مشى بيلبس ثوبه وانتبه لسحر وهي تدخنهم له ...
وصراع مرير دار في داخله ...
هالبنت مو مقصرة عليه في شي .. وبالعكس تدور راحته بأي شكل ...
لاعمرها ضايقته ولا عمرها اشتكت له من رعونته ...
وهذي هي تبخر له لبسه وتدللـه ... ومن قده ...!!
وعلى كل حال هي وش ذنبها ؟؟؟؟
معقولة اعاقبها بجرم ابوها ...
لحظة زياد وانتبه لنفسك .. انت وش قاعد تقول ؟؟؟
وش فيك يا زياد انقلبت الموازين في حياتك ؟؟؟
وش فيك ماعاد تدري وش الأولويات اللي عندك ؟؟؟؟
وعذ وينها في حياتك ؟؟؟؟؟؟؟
وآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه من عذا اللي نصف عذابي منها ...!!
مقاطعتني و معيشتني في جحيم الذكريات ...
كل يوم مالي غير بيتي القديم والبوم صوري ....
اشوفها واشبع نظري منها ...
اشتقت لها ياعالم والله العظيم اشتقت ...!!
ابيها بأي طريقة ... ابيها ترجع لي و انا مستعد ابيع الدنيا علشانها ...
ابي ارجع ايام اول ... وانا ادللها وهي تتغنج ...
ابي اسمع ضحكتها .. ابي اشوف غمازتها البريئة ونظرت عيونها الطفولية ...
ابي اسمع (( احبك )) من صوتها هي ...!!
ابي الف يديني والقاها هي اللي بينهم ؟؟؟
واقول لها وش كثر عذبتني في غيابها ووش كثر ولهت عليها ...
ابي اقولها يا عذا فراقك صعب ... صعب و زياد الرجل ما قدر عليه ....
تحملت فراق الوالدين ... تحملت فراق عبدالله لما سافر
لكن فراقك انتي مختلف وما ظنتي بقوى عليه ولا بد بيجي اليوم اللي بتشوفيني فيه منهار ...
وترى ذنبي في رقبتك هذيك الساعة ...!!
.....................:: نحن هنا استاذ زياد ...
تنهد زياد ورفع عينه ولمحها تبتسم ... ابتسم لها غصب وفي عقله يدور كلام مضمونه ..:
اللي يبينا عيّت النفس تبغيه ... واللي نبي عيا البخت لايجيبه ...
ابتسم غصب وهو يآخذ الثوب من يدها ...
سحر :: البس خلني ابخرك وانت لابس ... واحط لك دهن عود ...
ابتسم لها زياد :: مشكورة سحر ...!!
كانت بتحط يدها على فمه تسكته لكنها تراجعت وخصوصا لما شافت النظرة الغريبة في عيونه ... استحت وقالت :: زياد انا وانت ما فيه بينننا شكر ,,, (( ورفعت عينها عنه بتروح للتسريحة ))
تنهد ولبس ثوبه ومن شافته يسكر ازراره شالت مدخنها وبخرته وجابت دهن العود وبدت تحط له منه ...
توترت اعصاب يده ..
و عرق في فكه القائم بدأ ينبض من التوتر ومن قربها منه ؟؟
مايدري كيف من ساعات كانت قريبة منه اكثر من هالقرب ...؟؟؟
رفع عينه للسقف ينتظرها تنتهي ..
مايبي يشوفها ولا يبي عينها تجي في عينه ...
ومن خلصت تركها بسرعة من دون لايطالعها وراح للسرير ...
رفع جواله وشاف إتصال من نواف ....
تنهد وراح يدق عليه قبل لايأذن بيشوف وش عنده ...
اما سحر فالسعادة ما راحت من عيونها ...
لكنها من شافته يكلم .... راحت لغرفة الملابس شالت ملابسه القديمة وطلعت بعد ما التفتت له وابتسمت وهو بعد ابتسم ... وسكرت الباب وراها ...!
كانت في طريقها للتليفون بتحول الخط على الخدامة علشان تجي تآخذ الملابس ...
لكنها في لحظة ...
قررت ترجع للغرفة مرة ثانية .. علشان تآخذ باقي الملابس الوسخة وتعطيها لها مرة وحده تغسلها ...
وهذي هي لعبة القدر ...
وهذي هي الظروف تسيرنا على النحو اللي يتعسنا ويمسح الفرحة والبسمة من محيانا ..
ومن يوم ولادتك يا سحر .. ورب العالمين مقدر عليك هالرجعة للغرفة اللي طلعتي منها وانتي مستانسة ... قدر ربي ان سعادتك وتعاستك تبدأ من هالجناح ....!!
وكأنك رجعتي علشان تسمعين الكلام اللي احجم زياد عن تصريحه لنواف ردح من الزمن وما حصل وقت مناسب يبوح به الا هالوقت .....
وسمعتي اللي عمرك في حياتك كلها ما تمنيتي تسمعينه ؟؟؟
لامن زياد نفسه ولا من غيره .... !!
لكن تحملي ...
يمكن فيه شي احسن الأيام مخبيته لك ...!
-----------------------------------------------------------------------------------
وصلت لمقر الحفلة اللي ماقدرت تعتذر عنها بأي شكل ...
ريم ناشبة في حلقها مثل العظم في البلعوم والا لازم تحضرين ... !! " ينخاف من نواياك يا ريم "
وقفت قدام مرايات الزينة وبدت تعدل شكلها ...
وكيف تعدل الشكل مادام المضمون منهار ومنكسر ...
اللي سمعته اليوم كفيل انه يحطم الباقي من قلبها النابض ...
طالعت وجهها في المراية اللي قدامها ... والحمدلله ان فيه شي اسمه مكياج ...
على الأقل قدر يخفي علامات الصدمة المنحوتة على محياها ...
تنهدت بعذاب وتقدمت ترتب شكلها وشعرها ...
تفاجأت بريم من وراها وتدغدغها على خواصرها ..
التفتت لها سحر بقوة وابعدت يديها وعلى وجهها ابتسامة ..
ريم :: قسم انك حلوة وبتخربين عليها بعد ..!!
تنهدت سحر وهي تلعب بالروج في يدها :: في عيونك بس ... لكن هو ما يشوف غيرها ..!!
رفعت ريم حاجبها في غضب :: انتي متى بتخلص اوهامك اللي ذبحتيني فيها ؟؟؟ مو تقولين انه صار أحسن مليون مرة ؟؟ وش اللي قلبك فجأة ...
رفعت عينها لبنت خالتها :: اللي سمعته يقوله لنواف اليوم ... قلب موازيني كلها ..
تنهدت ريم ومسكتها مع يدها :: سحر أقسم لك بالله ان عذا ماعاد تبيه وعايفته .. ويا غبية هذا هو وقتك تثبتين وجودك ... وإن كان زياد قال لنواف انه لازال يحب عذا ... يمكن بكرة يكلمه ويقول له اني احب سحر أكثر ...
ابتسمت سحر بتعب واعياء ... ويا ليت هذا هو كلامه لنواف ...
ياليت كذبتها على ريم تكون حقيقة ...
ياليت هذا هو اللي سمعته و انه يحب عذا بس ... ليت ...!!
دموعها على وشك انها تنزل لكنها تماسكت لما شافت العنود بنت خالتها جاية تسلم عليها ...!!
تصافحوا الثنتين وخذوا سلامات بعض وعين ريم لازالت على سحر ...
ومن راحت العنود تقدمت ريم :: اسمعي سحر .. ابيك تتدلعين وتتغنجين قد ما تقدرين علشان عذا تيأس من زياد ...
طالعتها سحر :: وليش هذا كله ؟؟
ابتسمت ريم بقهر :: خلي سويرة تلتاع ويعورها قلبها على اختها ... ترى هالبنت مطلعة الشياطين من عيوني ... تقهرني هي وكلامها اللي ما يتثمن ..!!
..... : وانتي بتقهرين عذا والا سارة ؟؟؟
حركت ريم فكها بتفكير :: تقدرين تقولين الثنتين ... ابي عذا تيأس من زياد اللي خذته وهي ماتستاهله ... وابي سارة تنقهر أكثر وأكثر ..
حركة سحر كتفها بلامبالاة والتفتت مرة ثانية للمراية ...
شافت ريم تتحرك من وراها وهي تروح استجابة لمنادة امها ...
طالعت سحر روحها في المراية وشافت انه وجهها احسن بكثير وملامحها هدت شوي ...
صدق ان قلبها ملتاع ...
لكن في النهاية هذي هي فرصتها ولا زم تكسب زياد ...
لازم تحسسه انها مو سلعة اشتراها علشان يضمن حياة اخته ...
تبي تعلمه انها وحده تستاهل التضحية اكثر من هالعذا اللي ان شاء الله بدأ ينساها ..
وهالشي شافته امس ...
واليوم الصبح ...
ولحد قبل شوي ...!!
رفعت حاجبها في تحدي ...
وضبطت روجها الوردي ...
وقفت تشوف نفسها نظرة أخيرة في المراية ... وبعدها راحت للمجلس ...
.
.
.


وقفت سيارتهم قدام البيت ...
بيت الأشباح على قولة سارة ...
حست بكتلة حديد كبيرة وكأنها تسكر على مجرى تنفسها ...
وشلون طاوعتهم ومشت على هواهم وجت للجحيم برجولها ...
وشلون بتواجه البنت اللي خطفت من قلبها حياته ... ومن حياتها الوانها ...؟؟؟
وصلها صوت لمياء :: يالله عذا ما بتنزلين ؟؟؟
التفتت لها وعيونها تنذر بهطول امطار وما ردت ...
تنهدت لمياء ومسكتها مع يدها :: اذكري الله وقوي قلبك ... ترى كلما صرت ضعيفة كلما صرت سهلة ويستفزونك ... قوي قلبك مو علشانهم علشان اخوك وتثبتين لهم ان اللي يخونك ويبيعك ماعاد يهمك ...
بلعت عذا ريقها وحاولت تبتسم ونزلت مع اختها تحت مرأى أسامة اللي قلبه يتفطر على اخته ...
الوحيدة اللي يحس تجاهها بالرحمة والشفقة ... والحب أكثر من اخواتها الباقيات ...
طيبة وقلبها طاهر وماعندها مشاحنات مع احد او تكره احد ..
مرتاحة ومريحة .. لكن الدنيا ومشاكلها ما تترك احد ...
نزل الجميع ودخلو االبيت ...
حصلوا الكل في استقبالهم ...
ام ريم واختها وعماتهم والكل تقريبا ...
سلموا بيت ام عبدالله على الجميع وكذلك بيت عمهم والجدة ...
شافوا ندى وهي جاية مقبلة لهم ووجها يشع فرحة وسعادة بوصولهم ...
تجهم وجه عذا من شافت ندى وحست بالغثيان لأنها ذكرتها بزياد ...!! وحياتها معه ...!!
تقدمت ندى وسلمت على الجميع ..
ومن وصل دور عذا ... رصت ندى على يدها وابتسمت بأسف ..
أما عذا فما قدرت تستمر على شعورها الغبي وابتسمت لبنت خالها وهي مقتنعة انها في الحقيقة مالها ذنب ...
لكن انتي تعرفين نص الحقيقة يا عذا .. مو كلها ..؟؟؟؟
وعموما حتى وان كانت ندى هي اللي خاطبة لأخوها ...
فيبقى زياد رجل .. وله كلمته اللي لايمكن تنزل الأرض ..
ابتسمت ام عبدالله :: يالظالمة يا ندى من متى ماشافناك ؟؟ ما تقولين لي عمة تشتاق وتوله ؟؟
ابتسمت باحراج :: عمة والله اني تعبانة من هالمغوص والألم .. ودي اولد وارتاح ...!!
ضحكوا عليها وكملت ام عبدالله :: مهما كان تعالي زوريني ... خليني اتطمن عليك ..
تنهدت :: والله اني اتصل عليك يا عمة كلما اشتقت و ولهت .. وولا يهمك قريب بزورك ..
رفعت سارة حاجبها :: والا مستعرة من فعلة اخوك ومو مستعدة تواجهينا ؟؟؟
انفتحت عين ندى بصدمة وبلعت ريقها .. واللي على راسه بطحة يحسس عليها ...
عصبت ام عبدالله وهي تشوف ملامح عذا اللي انقلبت سوداء ..
وشردت بتفكيرها لشي ماتدري وش نهايته ..
صرخت بصوت عصبي :: ســـــــــــــــــــارة !!
التفتت لأمها بنفس وضعيتها :: يمه لاتعصبين علي وانتي مقتنعة باللي قلته ...
حاولت ندى تهدي الوضع :: انتي صادقة يا سارة ... لكن مو لدرجة استعر من اخوي ؟؟؟
ابتسمت لهم وراحت عنهم ... مالها وجه تواجههم وهي تشوف عذا بهالوضع المنكسر ..
وعمتها لازالت تداريهم ولا شالت في خاطرها ... حرام يقابلون إحسان هالعائلة لهم بمثل هالفعلة اللي كانوا عارفين بنتايجها من البداية ؟؟
سكتت ام عبدالله عن سارة وماحبت تزيد كلام عن اللي قالته ..
خصوصا انهم في عزيمة ومو حلوة علشانهم يتهاوشون ...
دخلوا المجلس وضربات قلب عذا في تزايد ... كله خوف من انها تواجه هالسحر ...
قبل لاتجي دعت ربي من كل قلبها انها تمر هالعزيمة على خير ويحقق لها اللي في بالها ...
وتشوف زياد وما تشوف سحر ..
على الأقل تملى عينها منه ... مو هي اشتاقت له ..؟؟؟ وهالشي صرحت به لنفسها ؟؟؟
كأنها تبشرت بالجنة من جالت بنظرها في المجلس وما لمحتها ؟؟
يارب انها ماجت (( هذا اللي كان يدور في خاطر المنكوبة عذا )) ...
من خلصوا وعلى وشك انهم بيجلسون ..
جت لهم ريم تبتسم وتقدمت لأم عبدالله : يا خالة باقي المجلس الثاني ... فيه حريم عمومتي وباقي البنات علشان تتعرفون عليهم ...!!
ابتسمت ام عبدالله :: ابشري .. وكم ريم عندنا ؟؟؟
قرصها قلبها ريم من كلمة خالتها ... وفي لحظة حست انها نذلة وخسيسة .. لأنها عارفة بمجرد ماتتضايق عذا يعني خالتها بتتنكد .. وهي ماتبي هالشي ... تحب ام عبدالله وتغليها وكأنها امها ... لكن البنات هم اللي قاهرينها .. وأكثر شي هالثنتين وبس ..!!
بلعت غصتها ريم ومشت مع الجميع للمجلس الثاني ...
كانت عذا شبه مغمضة عيونها لأن نفس المشاعر رجعت ؟؟؟
يعني مالقتها في هالمجلس ؟؟ احتمالية كبيرة تحصلها في الثاني ...!!
دخلوا يتقدمهم ام عبدالله وسارة ..
بينما لمياء وعذا متأخرين شوي ...
وهذا هو مصيرك يا عذا .. وقدرك المحتوم ...
الله كاتب انك تواجهينها سواء الآن والا بعد حين ...!!
ما استجاب ربي دعائك للأسف ... وهذي هي واقفة قدامك بكل شموخ وهيبة تبتسم بفرح والسعادة تشع من عيونها ...!
بلعت عذا ريقها ومشت مع اهلها ...
كانت في صراع داخلي ؟؟ هل تسلم عليها اولا ؟؟؟؟
ما انتبهت لنظرات سارة اللي تخزها .. والا للمحات لمياء اللي تعطيها اياه كل شوي ...
وتواجهوا بالعيون .. وكانت هذي هي البداية ...!!
مشت عذا لحد ما واجهتها ...
وانصدمت من اللي شافته وماتوقعته ...!!
كانت مشرقة بابتسامة سعيدة تنم عن راحة نفسية ...
يعني هي وزياد متفقين .. وفوق هذا مبسوطين ؟؟؟
والا ليش عيونها تلمع فرح .. وخدودها موردة من الحياء والسعادة ... كعروس !!؟؟
كانت سحر بفستان خليط ومشجر من الحرير الفوشيا و الأوف وايت والأورنج ... وألوان الفستان عاكسة على وجهها بالمكياج الوردي الهادي والشعر الناعم الكستنائي المسدول بنعومة على اكتافها ...
كانت جميلة وجذابة ... وهالشي ما تنكره اي عين تشوف سحر في هالمشهد ..
أما عذا فكانت بفستان اسود شيفون ناعم وقصير ...
وكأنه يعلن الحداد على وفاة قلبها عند اعتاب باب " بيت الأشباح " ...
يعلن حداده على وفاة حب زياد في قلبها .. اللي ماكان ينبض غير باسمه ...!!
تقدمت منها عذا والدمعة تعتصر نفسها تبي تنزل .. لكن عذا محصنتها ... ومانعتها من التهور ..!!
وقفت تواجهها ... بشبح ابتسامة !!
بينما سحر تبتسم بتشدق ...
ومن وسط جروحها ... واعصار الألم اللي في داخلها ... قدرت تجذب كلمتين :: مبروك . . . . . . عليك . . .. . . . . زيــــــــاد ...!!
ابتسمت سحر بتزييف وهي تمد يدها البيضاء النحيلة :: مبروك علينا زياد انا وانتي ...!!؟
هالكلمة وبس ..!! وعرفت سحر نقطة ضعف المسكينة عذا ....!!
و هذا هو الشي الوحيد اللي ماكانت في حاجته لأنها ماتبي تصيح ...
ماتبي احد يذكرها بخيانته ... وان ثنتين صاروا شريكات فيه .. وهو مرة يتملق عند هذي . ومرة يقول لهذي احبك ...!!؟؟؟؟؟ الكــــــــــــــــــــذاب ...!!
انقذت سارة الموقف لما وصلت ووقفت بمحاذاة عذا .... كانت نظرتها حادة وثاقبة بعيونها العسلية الوسيعة الشبيهة بأبوها أكثر شي ....
كانت تطالع سحر من فوق لتحت من دون لاتبتسم او تعلو ملامحها اي انفعالات ...
وبعدها ابتسمت بسخرية وبحاجب مرفوع:: صح ... نسيت ابارك لك فضلة زياد ....!!؟؟؟
شهقت عذا وحطت يدها على فمها ونظرها راح لسارة ... ودمعتها اللي لمعت بعينها نزلت من الزاوية ....
سكتت سحر لكنها انتبهت لردة فعل عذا ... وابتسمت بعد ما قدرت تقاوم وتمسك نفسها من الإنهيار :: ما اشوف اختك نست هالفضلة ...!!؟؟؟ او تخلت عنها ..!؟
صرت سارة على اسنانها :: حثالة ... انتي وااياه حثالة ...!! وما تستاهلون تكونون بشر من مشاعر وأحاسيس ؟؟
مسكتها عذا من كتفها :: سارة خلاص ... يكفي ..
دفتها قدامها ومشت معها ...
ولو على سارة كان كملت تهزيء ...
اما سحر وقفت مكانها جامدة ... ردة فعلهم قوية ماتوقعتهم بهالصورة الحقودة ...
لكن كل هذا في صالحها ...
بكل هالحقد تقدر تواجه زياد ... وتوضح له انها هي الأفضل ..
وان كلامه اللي سمعته يقوله لنواف اليوم ...بيندم عليه ... أشد ندم ؟؟
لأنها مو سلعة ... ومو جسر يقدر يوصل عن طريقه للي يبي وبعدين ينساه ....
لازم تكون لها بصمة في حياته ... وهذا هو الشي اللي قالته لها ريم .. وقبلها ندى !!!
اما الثنتين مشوا في طريقهم ..
سارة تتحرطم وعذا دموعها انصبت من عينها وهي منزلة عيونها للأرض ...
انتبهت سارة عليها والتفتت :: عذا لاتصيحين ترى مو وقته ...
شهقت عذا بصوت مسموع وعيونها لازالت للأرض :: سارة لاتقولين عن زياد فضلة ... الله يخليك لاعاد اسمعك تقولين هالكلمة ... ولاتقولين عنه حثالة ... تكفين .!
فتحت سارة عينها على الآخر ولفت تواجه اختها ووقفوا في نص الطريق :: ما يهون عليك عقب كل اللي سواه ؟؟؟
بلعت عذا ريقها وهي ماتدري وش صار لها وتأثرت من كلامهم عنه ...
مسكتها سارة مع كتفها وسحبتها لدورة المياه :: انتي مجنونة وبايعة نفسك ... وين اللي بتصير قوية وتواجهه ... وين اللي بتنسى الدموع علشان ترتاح من همه ؟؟ ما تشوفينه وشلون يحبها ومريحها ومرتاح معها ؟؟؟ ماتشوفينها وشلون الوناسة باينه في عيونها وكأنها فعلا عروس ؟؟؟
انتي وشو ؟؟؟ ماعندك كرامة ولا عزت نفس ؟؟؟ ماعندك شي اسمه شخصك ولازم تحترمينه ولا تبتذلينه ؟؟؟ عذا ترى بتندمين لو مشيتي ورى هواك .. بتصير نفسك رخيصة وساعتها مابيفيدك شي وبتندمين ...!!
انهارت عذا وهي اللي موقد هالكلام ... مو قد تضغط على نفسها وتصير قوية لأنها هي مو قوية من دونه ... هي قوتها فيه ... وشلون اذا فقدته ؟؟
انهارت على سارة وزاد نحيبها واخترب مكياجها ..
اختبصت سارة ماعرفت وش تسوي وفي نفس الوقت ندمت لأنها ضغطت على اختها وهي اصلا اليوم ماتتحمل شي ...
طلعت جوالها وعلى طول اتصلت على لمياء تبلغها ...ودقايق كانت لمياء عندهم .. دخلت وشافت عذا متسندة على الجدار وسارة تحاول تهديها ..
تنهدت لمياء وتقدمت منهم ...
حاولت تمسك عذا وتهديها والثانية استجابتها بطيئة ...وانفعالها قوي ..
التفتت لمياء لسارة :: وش صار لها ؟؟
هزت سارة كتوفها :: مادري من شافت سحر وهي بهالوضع ...!!
حاولت لمياء تتبطب عليها وتمسح دموعها .. لكنها كلما مسحت دمعة نزلوا مكانها عشر ..
حاولت تكلمها تفهم منها شي لكن الثانية محجمة عن الكلام ومكتفية بالصياح ...
تنهدت لمياء :: يعني تبينا نرجع للبيت ؟؟؟
رفعت عذا عينها المليانة دموع ومحتاسة بالكحل ..:: ابي زياد ...!!!
طارت عيون اخواتها الثنتين وعصبت سارة .. تقدمت منها وبالسبابة راحت تضرب على جبهة عذا :: انتي فاقده والا مجنونة ؟؟؟ ماتفهمين عربي ؟؟
عصبت لمياء من تصرف سارة لكنها عاذرتها :: سارة انتي ماعليك روحي لأمي علشان ماتفقدنا وانا خليني معها اسكتها واصلح مكياجها شوي ونلحقكم ...
تنفست سارة بعمق ولفت نظرها للمياء :: بروح .. لكن قولي لها ان هالزياد مايبيها خلاص خلها تنساه ..
هزت لمياء راسها وتنهدت سارة بألم على عذا وطلعت عنهم ...
حاولت لمياء تمسك عذا من كتوفها وتهديها :: عذا وش صار لك ؟؟ وش تبين في زياد وش اللي خلاك تنهارين لهالدرجة ...؟
شهقت عذا وعيونها للأرض وصارت تتكلم بعبارت غير مترابطة :: ابيه يالمياء ابيه ...!!! والله العظيم اشتقت له بقوة .. لمو ابي اقول له ليه خليتها تصير ضرتي ؟؟ ليه تزوجت سحر بالذات من كل بنات العالم ؟؟؟ بسأله ليه باعني واشتراها ليه ؟؟؟؟؟؟ لأنها احلى مني ... والا لأنها اقوى مني وما تنهار بسهولة ودمعتها صعب نزولها ...!!
حاولت لمياء تبتسم :: هو جاك وانتي رفضتي تقابلينه ؟؟؟
بلعت عذا غصتها :: ولا ابغى اشوفه ؟؟؟
ضحكت لمياء على اختها اللي ماتدري وش تبي لكن عذا زاد صياحها أكثر ورمت نفسها على صدر لمياء ...
والأخيرة راحت تهديها بقد ماتقدر وتواسيها ...
لحد ما هدت ... وعدلوا لها مكياجها باللي قدروا عليه ... وطلعوا للمعازيم ..
لكن بعيد عن سحر........................!
-----------------------------------------------------------------------------------
من دخلوا عيال عمته المجلس وعرف انها موجودة في نفس البيت ..
حس بمغص شديد في بطنه ...
حس بألم قوي يعتصر قلبه وأمعائه ...
قريبة منه ومايفصله عنها الا جدار . ومع ذلك ما يقدر يشوفها ...؟؟؟؟
كانت عينه على أسامة ... الأقرب اشباه لعذا قلبه ...
يطالعه ويملى عينه من شوفته .. على الأقل من ريحة الغالية ...
خصوصا انه زارهم مرتين لكن في كلهم ولا مرة طلع له اسامة ولا حتى سلم عليه ...
اكيد للحين شايلين في خاطرهم علي ...
تنهد وقام من مكانه وراح لعبدالله .. صديقه واخوه وعزوته في هالدنيا ...
ابتسم وهو يقبل عليهم ... لكنه ما شاف البشاشة في وجه اسامة ...
وشاف المجاملة في وجه عبدالله ..
اما محمد فكان يبتسم له من دون لا يوضح هوية مشاعره تجاه الشخص اللي كسر قلب بنته ...
سلم عليهم ولما وصل لأسامة الأخير ما اعطاه وجه ... وراح يطالعه من فوق لتحت وما رفع يده ..
انحرج زياد من هالتصرف ... وانحرج ابو عبدالله كذلك :: أسامة ... استح على وجهك ما خبرناها من سلوم الرجاجيل ...
التفت اسامة لأبوه بابتسامة :: اذا انت نسيت هو وش سوى في عذا ترى انا مانسيت ولا سامحت ... (( وجه نظره لزياد )) ولو هو ناسي أذكره ...
بلع زياد ريقه وما عرف يرد ...
أما اسامة فتركهم وراح يجلس بعيد عنهم ...
عقب اللي شافه من شوي في السيارة وردة فعل عذا .. ما قدريتحمل شوفة زياد ...
وده يذبحه بس ليت كل شي يبيه يقدر عليه ...
التفت ابو عبدالله لزياد :: عن اذنك وانا عمك بروح اسلم على ابو مشاري ..
ابتسم زياد :: اذنك معك يا عمي ..
راح ابو عبدالله وبقى الأصحاب هم اللي متواجدين ..
ابتسم زياد :: مبروك التخرج مرة ثانية .. والله وصرت نجم الحفلة ...
ابتسم عبدالله :: الله يبارك فيك وماعليك زود ...
كان الرد رسمي جاف ... ماتعوده زياد من عبدالله ابدا...
حاول يغير الموضوع او يلطف الجو .. او اي شي المهم انه يسولف مع عبدالله ..
...........:: هديتك محفوطة عندي ترى .. لا تظن اني نسيتها ...!!
ابتسم عبد الله وحط يده على كتف زياد :: ما قصرت يا ولد خالي ... هديتك وصلتني ... وما ظنتي بلقى اغلى منها ؟؟؟
غمز له زياد وكانه بيتكلم لكن هز راسه عبدالله ينفي بأسى ويقاطعه :: قصدي سحر مو شي ثاني ...!!
و رفع عينه له بعد ماكان منزلها للأرض .. واستأذن من زياد وتركه وراه ...
بلع الأخير ريقه بصعوبة ...
كلهم راحوا وتركوه ؟؟؟
كلهم تفرقوا وواضح انه مايبون يجلسون معه ؟؟
شايلين على خاطرهم وللحين ما سامحوه ؟؟؟
يا زياد وش سويت ؟؟
وش خربت على عمرك ووش خسرت ...؟؟؟
انت ما خسرت عذا وبس ..؟؟
انت خسرت عمتك وعائلتها كلهم ... عمك محمد ،،،، اسامة ،،،،،،،، والأهم عبدالله ؟؟؟ اخوك واعز ربعك ؟؟؟ ماعاد بقى لك احد يا زياد ؟؟؟ واللي تحبهم تركوك .. وهم موجودين ...!!
اللي انكسر لازم يتصلح ... " هذا هو اللي قرره زياد ... "
طلع جواله من جيبه واتصل على ندى ...
بيتفق معها .. ويسألها ..
عسى هاليوم يكون فاتحة خير عليه ....
ويشوفها ...!!!
-------------------------------------------------------------------------------------

بعد ما خلصوا من العشاء بوقت ...
بقت عذا جالسة قريب من المغاسل الخارجية ... كله على أمل انها تشوف سحر بروحها واقفة علشان تسألها السؤال اللي يدور في بالها ومعذب قلبها ليل ونهار ...
وهي عارفة ان محد بيجاوبها عليه غيرها هي وبس ...
بتخليها تحلف انها تقول لها الصراحة ولا تكذب عليها .. لأنها ملت الكذب والخداع ...
كانت سحر واقفة ومعها العنود بنت خالتها يضبطون اشكالهم عند المراية ...
مشت عنود وكأنها بتروح ... ومن انتبهت لها عذا راحت ،، قربت شوي علشان تقدر تمسك سحر لا تروح هي الثانية قبل لاتلحق عليها ....
كان قلبها يدق بسرعة وتنفسها مضطرب ومو عارفة كيف بتواجه سحر مرة ثانية او تكلمها ...
بمعنى آخر استغبت نفسها على الشي اللي بتسألها اياه ؟؟؟ لكن وش تسوي لازم تشفي غليلها وتطفي اللهيب اللي مشتب في ضلوعها ...
وقفت بعيد شوي تنتظر العنود تروح ...
التفتت العنود لسحر وهي تضحك :: من يوم زواجك وانا قايلة لك انه مايقدر يعيش بدونك ..!
ضحكت سحر وهي تحط روج :: لا والله بس من جد فاجأني لما طلع لي فوق و تارك العزيمة ويقول لي ترا انا ما صعدت الا علشان اقول لك اني احبك ...!!
العنود :: بعذره ما ينلام الضعيف ... انا يوم شفتك عجبتيني وشلون هو المنكوي بنارك ..
شهقت بألم وحطت يدها على فمها تمنع صرخة عذاب لا تطلع من جوفها المحترق ...
والسؤال اللي تبي تسأله جاوبت عليه سحر من دون لاعذا تحتاج انها تروح لها مرة ثانية وتتكبد مشقة ملاقاتها ...
لفت للزاوية تختفي عن الأنظار شوي ووسندت ظهرها للجدار وهي ماعاد تسمع شي غير طنين اذنها المزعج وصدى كلمات سحر ......
نزلت دمعتها غصب عنها وهي تحاول تكابدها لا تنزل وتفضحها ...
مشت بخطوات مهزوزة بعد ما قدرت تحرك رجولها اللي التحمت مع الأرض من هول اللي سمعته ولا توقعته ... يعني بهالسهولة نساها ؟؟؟
مشت بغير هدى وماتدري وين بتروح والا وين الطريق ...
تقابلت مع ندى بنت خالها اللي تفاجأت من منظرها ... لكنها ما علقت وهي عارفة وش السبب فماله داعي تزيد الموضوع فوق طاقته ..
ابتسمت وراحت لها :: يالله عذا اهلك بيروحون ؟؟؟
رفعت عينها لندى وهي مصدومة وباين انها ضايعة في افكارها ... وهزت راسها بالإيجاب ..
تركت بنت خالها بتروح تطلع ... وقلبها ينزف دم وياليتها ما انتظرت ولا فكرت تسأل ...
مشت ندى وقلبها معورها على عذا اللي ماتتحمل شي في هالدنيا و فجأة صارت في هالموقف الأليم اللي هي نفسها ندى ماكانت في يوم بتتحمله .. وشلون وهي عارفة بعمق محبة عذا لزياد ... واللي ماتقارن بمحبتها هي لمشاري ...!؟
وصلت لعنود وسحر اللي كانوا لازالوا يضحكون عند المغاسل ... :: خير ان شاء الله ضحكونا معكم ؟؟؟
التفتت عنود لها :: سلامة قلبك ... بس قُصيّ ولدي طالع لسحر يوم كانت فوق مع ريم وقال لها انا طالع لك علشان اقول لك احبك ...
ضحكت سحر :: ولا يفوتك يقول لأمه اخطبي لي بنتها اذا جابت بنت ...!!
ضحكت ندى :: وينك يا زياد تسمع منافسينك ... وبعدين انتي خفي شوي على هالمراهق ترى بتذبحينه ... لاعاد تلعبين معه وتسولفين خليه يستحي منك ترى كبر عليك ..
ابتسمت سحر بانقباض صدر :: ما اقدر تعودت عليه واحس اني استانس معه اعتبره اعز اصدقائي ...
مشت عنود وهي تقول :: المهم لاتضيعين مستقبل ولدي ترى توه في ثاني متوسط ... بكره اذا كبر وجيت اخطب له قال لا انا قلبي متعلق في سحر وماعاد ابي غييرها ...
ضحكوا كلهم ومشوا داخلين للبيت يشوفون معازيمهم ويودعون اللي بيروحون منهم ؟؟؟!!!
.
.
.
بقدرة قادر لبست عبايتها بشكل ماتدري وشلون ؟؟
لكنها في النهاية تأكدت من انها متغطية قبل لاتطلع للشارع ...
تلفتت تدور امها او اخواتها لكنها مالقت احد ... وقالت لها ريم انهم سبقوها وطلعوا ...
خذت نفس عميق وهي تحضن شنطتها لصدرها وتقربها منها وكانت تمشي في الممر الرئيسي اللي يودي للباب الخارجي بروحها ومعها أفكارها وبس ..
بلعت غصتها ووقفت دقايق قبل لاتطلع علشان تمسح دموعها وماتنتبه لها سارة او لمياء ...
تنفست بعمق وطلعت ... وهي تحاول تتناسى اللي صار واللي سمعته ...
لكن ما امداها تمسح دموعها من موقفها مع سحر الا وشافته هو براسه ...
بطوله وعرضه واقف قدامها بشحمه ولحمه وجاذبيته ويسلم على امها ...

جمدت اطرافها من المفاجأة ...؟؟
من زمان ما شفته بالقرب هذا أبدا ...
كان قريب منها بقوة لدرجة انها قدرت تشوفه وتلمح نظرة عيونه الموجهة لها ...
بتبلع غصتها .. بتمسح دمعتها ...!!
على الأقل تتنفس وتسحب أكسجين لأنها بتموت . لكن لاحياة لمن تنادي ..
أحااسيسها واطرافها ومشاعرها وكل شي حيوي فيها وقف عن العمل وكل حواسها توجهت لزياد ..
اللي وقف سيارته قدام الباب مباشرة وكأنه مستقصد هالشي علشان تطلع هي في وجهه وما يكون لها عذر انها ماتشوفه ...
كان على أمل انها اذا شافت الحزن في عيونه ترحمه ويكسر خاطرها ...
لكن هيهات يا زياد يحصل اللي تبيه عقب اللي سمعته عذا واللي صار في العزيمة ...!
لمحت ام عبدالله نظرات زياد الموجهة وراء ظهرها فالتفتت على طول وكأن قلبها قال لها من المتوقع يكون وراها ؟؟؟
ابتسمت من عرفت انها عذا ومتجمدة في مكانها ...
ماكانت تبي هالشي يصير لبنتها لكن القدر اقوى من رغباتهم ...
ما احرجتها ولا طلبت منها انها تتقدم تسلم ... سكتت وقلبها مولع نار على الحال اللي وصلت لها اقرب وحده من بناتها لقلبها ...
البنت اللي كانت تذكرها بنفسها أيام شبابها وايام زواجها من ابراهيم والألم اللي عاشته بسبب تسلطه ودكتاتوريته ..
وعقبها زواجها من محمد ...!! وهذي هي النقطة اللي تخوفها أكثر شي ...
ياخوفها نصيب بنتها يصير مثلها ... وهي اللي ماتبي هالشي يصير ..؟؟
كيف والأطراف في الموضوع هم بنتها وولد اخوها ...!!
يعني لما تشوف هذا يعورها قلبها ...ولما تشوف بنتها اللي ماتجاوزت الـ 19 سنة وتحمل لقب مطلقة تتفطر أوردتها من الهم والحزن ...
أما نظرات زياد فكانت ثواني وتخترق جسدها الصغير وتكسره ...
او يمكن كسرته خلاص .....!!
زادت رعشة يديها الصغيرة على صدرها .. وراحت نظراتها تجول حولها تبحث على الأقل عن سارة تسندها وتتكلم عنها ... لأنها باختصار فمها متصمغ وماتقدر تنطق حتى بالزفير ...!!
مسك سام مقبض الباب وهو يشوف اخته لازالت واقفة وكأنه حس بموقفها وأحاسيسها اللي تحس بها في هاللحظة ...!!
وقفته لمياء :: سام اتركها تتصرف بروحها ... لمتى بنكون معها ونتكلم عنها
التفت سام : ماتشوفينها يالمياء وشلون واقفة بخوف .. وهالحيوان متقصد هالشي .. لكنه بيندم والله لأوريه
راح بينزل لكن لمياء صرخت عليه :: اسامة ما اظنك تتمنى الشر لأختك ... خلاص اتركها مع قدرها .. يمكن الله رايد لها خير على هالموقف ...
طالعها سام مستغرب :: يعني تتمنين رجعتهم يا لمياء ؟؟؟
تنهدت وما ردت ..
صر اسامة على اسنانه :: عقب اللي سواه تبينها ترجع له ؟؟؟ على جثتي لو فكرت ترو ح له ... على الأقل خله يتأدب على اللي سواه ..!
طالعته لمياء وهي تحاول تمسك اعصابها :: أسامة خلها تتصرف من نفسها لا تروح هناك ؟؟؟ إن كانت تبي تقابله خلها توقف وتقابله وترتاح نفسيا .. وإن كانت ما تبي تكلمه ؟؟ فاتركها تتصرف ..
سكت اسامة وهو يغلي من داخل ... مقهور من هالزياد اللي حس فجأة انه منقرف منه ويتمنى لو انه ما فكر في يوم يوقف في وجه عذا ويقول لها ترفض مصعب علشانه ...!!
أما هي ...
فجمدت الدمعة على اهدابها ...!
وقفت نظراتها عليه ... او بالأحرى على عيونه !!!
افتقدتها وافتقدت راعيها ... !!
حنت له ولأيامها معه ...
اشتاقت لصوته وكلامه ...!!
صحاها من هواجيسها لما قال :: كيف حالك عذا ؟؟؟
كل جبال الجليد في العالم لا يمكن تنافس برودة اطرافها في هاللحظة ...
والدم اللي يمشي في عروقها تجمد ووقف في مكانه ...
والأدرينالين ما عاد يفرز ..
لكن بمجرد ما شافته يطلع الدرج بيوصل لها انتفضت وما حبت هالشي يصير أبداً ...
حركت رجولها تبتعد عنه ومشت لحد ماوصلت للدرج في اقصى اليمين .. بعيد عن الوسط وبعيد عن زياد نفسه ...!!
كانت تحس بنظراته عليها لكنها تجاهلتها ...
وهاللحظة ماعاد صارت تشوف غير سيارة أسامة اللي قدامها على طول ...
واللي امها تركتها متوجهه لها ...!!
ليه تخلوا عنها ؟؟؟؟
كانت بتلحق امها وتروح ...لكن يده وقفتها وهي على أول درجة بتنزل ...
كانت مثل كتلة النار على كتفها ... حرقتها وشوهتها ...
غمضت عيونها بألم وهي تحس بالأنهار تسري على خدودها ...!!
...............:: لهالدرجة ما اشتقتي لي ؟؟؟
ما اشتقت لك ؟؟؟ ليه أنا مخلوقة من حديد علشان ما احس بغيابك ؟؟؟
شايفني كتلة حجرية ما أفقد اعز الناس على قلبي ؟؟؟
الناس اللي عشت احلى ايام عمري معهم ؟؟؟
وهذالكلام كان يدور في خاطرها من دون لاتلتفت عليه ...
........:: طيب على الأقل طالعني ...
ما قوت ترد طلبه ... لأنها ببساطة اشتاقت له ...!
بلعت ريقها ولفت وجهها له .. أو الأصح جسمها كله ...
والتقت عينها بعيونه ...
ومن شافها تطالعه ابتسم لاشعوريا .. وهو يحس بالحياة رجعت لقلبه من جديد ...
هذي هي عذاه الصغيرونة اللي ممكن يموت ولا احد يحرمه منها ...
بلع ريقه وهو يشوف الدموع في عيونها المنزلة للأرض :: ماعاش اللي تنزلين دمعتك عليه ..!!
شهقت وهي اللي تحاول تمسك عمرها :: وانت للحين شاطر في الكلام وبس ..؟
ضحك من أعماق قلبه ... كم هو مشتاق لعتابها ..
كم هو مشتاق انه يسمع صوتها ...
هالصوت الناعم الخفيف يفتح شرايينه ويسمح لقلبه يضخ الدم ...
كان بينزل خطوة لكنها نفرت منه وابتعدت ... ومن شاف ردة فعلها فضل انه يبقى في مكانه على الأقل يشوفها من هالبعد ولا ينحرم منها ..!
تنهد وأخيرا نطق :: عذا ترى هالحال مو حال ... ولا عجبني أبـ ـ
قاطعته :: مو لازم يعجبك المهم يعجبني ؟؟
رفع حاجبه مستنكر :: يعجبك تكونين بعيدة عني ؟؟؟
هزت راسها بالإيجاب وهي تبلع ريقها و ما تدري وش هببت وش قالت وليه قالت كذا أصلا ..
انصدم زياد من ردها وماتوقع انها بتجرحه ..:: عذا انتي متاكدة من اللي قلتيه ؟؟
هزت راسها لاشعوريا وهي تكابد دموعها اللؤلؤية اللي تنزل بدون ماتشاورها ...
ابتسم بألم :: أهون عليك تقولين هالكلام في وجهي ؟؟
شهقت وهي تصيح منهارة من كلامه :: مثل ماهنت انا عليك ورميتني ؟؟
بلع ريقه :: عذا انا مارميتك ... أنا ظروفي صارت اقوى مني
صرخت عليه :: ظروفي ظروفي ظروفي ... أصلا انت ماعندك حجة تحاجني فيها قلت ظروفي ؟؟؟ يعني لما حبيتها قلت ظروف ... ولما صارت زوجتك قلت ظروف .. والمطلوب مني اصدقك وانا عارفة انك تخدعني
رفع صوته عليها لكن بغضب مكتوم :: انا ما عمري حبيت غيرك
دزته على صدره وهي تتقدم منه :: كذاب كذاب كذاب .. تحبها وتموت فيها بعد وهي قالت لي هالكلام ،،، والله قالت لي انك تتغزل فيها ... وانا صايرة صـ ـ ـ ـا يـ ـ ، ، ، صـ ـ ـ
ماقدرت تكمل وهي تشوفها وراه ...
سكرت وجهها بيديها وجلست على الدرج منهارة :: روح لها زياد وريحني منك .. انا ما ابغاك ولا ابغى اصير على ذمتك ...
حست بيده على كتفها ويحاول يبعد يديها .. رفعت راسها بعصبية وصرخت :: قلت لـ ـ ـ
قطعت كلامها وهي تشوفه اسامة اخوها ..
ماصدقت خبر وقفت على رجولها ومسكته مع ساعد يده وهي لازالت تصيح ...
اما سام فكانت نظراته مركزة على زياد اللي واقف قدامه ..
توسلته عذا وهي تدفه :: خلاص خلنا نروح سام ...
تنهد أسامة وهو يسمع توسلات اخته وصوتها المتقطع :: زياد لو شفتك مرة ثانية تكلمها من دون رضاها بيصير شي لاأنت ترضاه ولا أنا ارضاه لك ... فـ الله يصلحك خلك بعيد عنها ..!!
تنهد زياد وعينه على عذا ... :: بس أنا ما قلت لها شي يزعلها ؟؟
هدت اعصابها من سمعت نبرة صوته الحزينة المكسورة ...
وكأنها حست بنظرات اسامة اللي ماتمزح ...
واللي تعني انه اذا قال قال ...
حاولت تتماسك وشدت قبضتها على اسامة والتفت لها الأخير ..
وبنظرة ترجي :: خلاص ابي اروح ...!!
حاول يبتسم لها وهز راسه ..
مسكها ومشى معها للسيارة بعد ماعطى زياد نظره خلته يفقد آخر أمل له من رجعة عذا لبيته ...
غمض عينه وكأنه بيستبقي خيالها في عيونه ويمنعه يروح ...
وما امداه بيلتفت ويروح الا وشاف سحر واقفه وراه عند الباب ...!
والحين فهم انهيارها وعصبيتها ...
أكيد يازياد ياغبي ...
يعني شايفة ضرتها ... وهو عارف وش تكون ضرتها ...
هذي سحر بنت عمه اللي شافها اليوم غير عن كل الأيام ...
هو بنفسه اعترف بهالشي وقال انها أحلى من عذا بالشي الكثير ...!
لكن القلب وما يهوى ...
وما احتمل شوفة سحر واقفة وهو عارف ان لها يد في اللي بينه وبين عذاه ...
تركها ولف عنها بيروح للسيارة ...
وسحر من شافته متوجه لسيارته .. لحقته بسرعة ..
لازم تستغل الموقف والوضع وتقلبه لصالحه ... لعل هالزياد يحس ويعرف معنى الكرامة ..
أما هي المسكينة ...
فكان كل شي يصير قدامها ...
تشوف سحر بكل ثقة تمشي لسيارة زياد علشان تركب جنبه ..
وقريب منه ..
تسولف معه ..
تضحك ..
تنكت وتعلق ..
وكل اللي هي عذا نفسها كانت تسويه وتتذكره مع زياد ... سحر بتسوي نفسه ...
وانت يا قلب عذا لازم تتحمل هالعذاب اللي منت قده ..
لازم تتفطر وتتقطع علشان تتأقلم على الوضع ...

قال وشلون قلبك !! قلت في ذمة الله
قلبي مات وتكفّن !! واندفن في ثراك
يعني قلبي يهمك !! وانت دايم تذلّه
روح ربي حسيبك !! وايغفر لك خطاك
عقب ما كنت روحي صرت للروح علّه
تبت حبّك وتبتك !! علم قلته وجــاك
انسى انسان ذابك يوم ما كنت كلّه
يوم كان يتغنّى في قصـايد هــواك
ما انكر انّي احبّك حـب خـلٍ لخلّه
لكن الجرح ضيّع في ضلوعي غلاك
ما بقى غير دمعي استثيره واهلّه
يمكن ارتاح لحظه! لا بكيت وبكاك
خيّم الحزن فيني كنّي غادي محلّه
كل ما قلت ابرحل! قال راحــل وراك
ليش من بد غيري سيف حزني أسلّه
ليت ما كنت شاعر يحترق في رجاك
خاف من رب فوقك فك قيدي وحـلّه
ما اذكر اني ظلمتك كنت ادور رضاك
كنت لا شفت منّك يا منى الوجد زلّه
قلت ذا الذنب ذنبي كلي على بعضي فداك
كنت احبك مشاعر ما تبي أي أدلّه
فيه برهـان واضح غير عمري لقاك؟
الوكاد المشاعر كاس والجـرح دلـّه
قهوني من جروحك سم مبغي دواك
واترك القلب عنّك قلبي في ذمة الله
مات مات وتكفّن واندفن في ثـراك

----------------------------------------------------------------------------------
دخل البيت والشياطين تنطط من قدامه ومسيطر عليها بالموت ...
كان حاله يبين انه متضايق ومقهور وفيه شي في خاطره ما تحقق ...
صفق باب الفلة وراه بقوة وهو يشيل شماغه من على راسه ...
تنفس بعمق وكأنه يسمح لحويصلاته تتوسع وتريحه ...
غصب عنه دار بنظره على الدور الأول كله ..
كان على أمل انها تكون فيه لكنها خيبت ظنونه وصارت سابقته للدور الثاني ...!
طلع الدرج وهو يحاول يمسك نفسه علشان يتكلم معها بهدوء ...
ما ينكر انه جرحها بكلامه القاسي لها في السيارة ..
وانه قال كلام عمره ماتوقع انه بيطلع منه سواء لها او لغيرها ...
لكنه لحظتها للأسف ما قدر يمسك اعصابه وهو يشوف عذا تضيع من يديه بهالسهولة ؟؟؟
مع انها ما جته بالسهولة نفسها ...!!
فمالقى قدامه غيرها هي ... وعطاها اللي في خاطره كله ...
وصل للدور الثاني وهو ماكان حاط في باله يعتذر من سحر .. لكن مفكر انه يطيب خاطرها بكلمتين ..
مهما كان زياد ما يحب أحد يزعل منه والا يتضايق ... يمكنها طيبة أو لأنه هو حساس ومشاعره رهيفة ...!
ومثل ما توقع هالمرة شافها متكورة على الكنب في الصالة العلوية وعليها عبايتها ...
كانت ضامة رجولها ودافنة وجهها في ركبها وتصيح بشهقاات متواصلة ..
وصوتها يقطع القلب ..
مسكينة ما تستـــــــــــــــاهل ؟؟؟ وهي وش ذنبها ؟
تنفس بعمق وهو واقف جنب الصارية وعينه عليها :: ســحر ..!
لكنها ما ردت عليه .. والواضح انها ما سمعته ؟؟
لأنها تسمع صوتها هي وبس ..
حاول يتقدم منها ويوقف قدامها ... لكن من واجهها زادة حدة صوتها لأنها حست به قريب من عندها .. و توتر زياد أكثر وهو مايعرف وشلون يتعامل معها ؟؟
لو هي عذا كان المهمة بتكون أسهل عليه ..
بالعكس كان يحس بالسعادة لما هي تصيح وهو يغلس عليها وعقب يراضيها ؟؟
لكن مع سحر الوضع مختلف تماما ؟؟؟
مايقدر يعاملها معاملة عذا مهما صار ...؟؟
فرك جبهته بأطراف اصابعه المتوترة :: سحــر يكفي صياح واسمعيني ؟؟
سكتت شوي وكأنها هدت ...
لكن لما حاول زياد يتكلم رفعت راسها هي وسكتته وفمها كان متقوس بحزن وعبرة تبي تطلع ...
..........:: لا تتكلم ولا تسمني بكلام أكثر ... اللي قلته لي يكفيني العمر كله زياد ؟؟؟
حاول يقاطعها لكنها كملت بانفعال وعصبية :: حرام عليك يا ولد عمي انا وش سويت لك ؟؟ يعني ألقاها منك والا منها هي في العزيمة ؟؟؟ يعني تقول عنك حثالة وفضلة وانا اللي آكل الهوشة والكلام الجارح ؟؟؟ لكن هي لازلت تحبها وتعطيها من الريق الطيب ..
كان ساكت وما يرد لكن نظراته مركزة على المزهرية اللي قدامه وكأنه يفكر أو يهوجس ...
استغلت سحر الوضع ووقفت وهي تهز يدها :: انت لو سمعت كلامها لي عنك كان ما فكرت تجرحني انا و هاوشتها هي بدل عن وقفتك معها هذيك الساعة وتوسلاتك انها ترجع لك ...
بلعت ريقها وهي تلمح ملامح وجهه اللي انقبضت فجأة و زاوية فكه زادت حدتها ...
سكتوا شوي وهدت الأجواء ..
ما حبت سحر تكمل كلامها فالتفتت للكنب خذت شنطتها وكانت بتروح للغرفة ...
مشت وعطته ظهرها لكنه وقفها قبل لاتدخل مع باب الجناح :: وش قالت عني ؟؟؟
ومن دون لاتلتفت له حست ان عظامها اهتزت واعصابها منفلتة ... سحر هذي فرصتك ولازم ما تضيع من يدك ؟؟ انتي شفتيه اليوم وشلون ميت عليها ويبيها لكنها هي رافضته ورافضة كل محاولاته انه يرجعها ... فالعبي لعبتك وريحي الإثنين ...
وهي معطيته ظهرها ردت عليه :: باركت لي بزواجي من فضلة زياد ؟؟؟
احتدت نظرة عين زياد وهو يطالع ظهر سحر :: طيب التفتي وانت تكلميني ..
تنفست سحر بعمق ولفت بجذعها له وصارت مواجهته .. كانت تحتاج نظرة الصدق والثقة في عيونها علشان يصدق ...
أطال زياد النظر في عيونها بعدها نطق :: هي قالت عني فضلة ؟؟؟
هزت سحر راسها وهي تشد قبضتها على شنطتها ::/ ولما استمر الحديث وحاولت ادافع عنك قالوا لي انتي واياه حثالة ...!!
رفع حاجبه بتعجب :: ومن هم اللي قالوا لك ..؟
وهي تطالعه بثقة :: سارة وعذا ..
وكأن زياد ارتاحت ملامحه وهذا اللي لاحظته سحر :: يعني قولي ان سارة هي اللي قالت ..؟
اندفعت سحر بردها :: لا مو سارة ... عذا هي اللي تقول وسارة هي اللي تأيد ...
قاطعها : وعمتي وين كانت ؟؟؟
طالعته وهي تبي تبالغ في كذبتها بس عرفت انه مو مصدق :: ماكانت موجودة ؟؟؟
سكت شوي وكانه يهوجس وعقبها ابتسم وهو يعطيها ظهره وماشي بينزل تحت :: سحر مرة ثانية لاتقولين كلام منتي قده ... عذا انا اعرفها أكثر من نفسي مستحيل تقول عني هالكلام مهما صار .. واللي قال لك هالكملتين اقسم لك انها سارة لكن حطيتيها على عذا .. (( التفت لها وعيونه فيها غضب ونبرة صوته تحذيرية )) لاتحاولين تشوهين صورتها في عيني .. لأنها هي أصلا عيني .. وفهمتك هالكلام في السيارة ...!!
طالع عيونها وابتسم بسخرية :: فهمتيني ؟؟؟
وقبل لا ترد تركها ولف على نفسه متوجه للدرج ..
اما سحر فصدمها كلامه ...
هذا عديم الإحساس ... و مشاعره ميتة ؟؟؟
يقول لها كلام في السيارة ويجي يأكده ؟؟؟ مجنون والا يستهبل ؟؟؟
نزلت دموعها غصب عنها ..
وعلى أقرب كرسي جلست وعيونها صارت تصب دموع ...
تذكرت مكالمته مع نواف ... ماتنكر انها سمعت كل حرف لكنها كانت على امل انها تغيره ..
لكن لا ... زياد ما منه فايدة ...
وبما انه تزوجها علشان ندى اخته و حلالهم .. فبيتم على هالمبدأ ...
والظاهر عمره ما بيغير نظرته لها على انها مجرد جسر قدر يوصل من خلاله للي يبيه ..
ضمن استمرارية زواج ندى ... وضمن حلاله الكامل وشراكته في الشركة .. وهي انتهت وظيفتها ؟؟
لكن ماتدري ليه للحين مبقي عليها ؟؟؟ ومستحيل يكون يحبها ..؟
مسحت دموعها بهم وحزن هي موقده ولا عمرها جربته ...
لأنها من قبل كانت تحب زياد لكنها ماتدري عن مشاعره ولاتدري انه ممكن يبيع العالم كلها علشان عذاه ؟؟؟
وبمجرد ما اكتشفت هالشي ... حست بقلبها زادت طعونه ...
وجروحا تفتحت من جديد ..
وليتها عاشت على حلم ان زياد مو مرتاح مع عذا ومغصوب عليها ..!!
---------------------------------------------------------------------------------
تنهدت وهي جالسة على كرسي التسريحة تمسح مكياجها و ترطب بشرتها ...
من بعد ما جت لأهلها ... صارت جالسة عند عذا اختها في غرفتها ..
بينما مهند كان مشتت ... مرة عند سارة ومرة عند جدته .. والأغلب عند خاله أسامة !!!
عموما هو مبسوط بهالوضع ... وأمه موجودة متى مابغاها ماراح تضيع بيلقاها ؟؟؟
التفتت لعذا اللي من دخلت البيت وطلعت غرفتها وهي عايشة في صمت وعيونها تنزف دم بدل الدموع لكن من دون صوت ولا حتى شهقات ...
نزلت لمياء اللي في يدها وتنفست بعمق وقامت للسرير بتجلس جنب اختها وبتشوف وش فيها ؟؟؟
كانت تطالعها لمياء وتنتظرها تحط عينها بعينها .. لكن عذا لاحياة لمن تنادي ...
تهوجس وعيونها على الكومدينو اللي جنبها وعيونها تنسدل بتعب وتغمض ...
حست بيد تضغط على يدها وتوها تنتبه لأرض الواقع ...
لفت بعيونها وشافت لمياء تبتسم لها ..
حاولت تبتسم لكنها ما قدرت ...
وبالعكس زادت شرهتها وطلع صوت نحيبها يقطع الروح ...
ويخليك تحس بألمها غصب عنك ...
سحبت يدها من يد لمياء وغطت وجهها وانهارت ...
عقدت لمياء حواجبها وتقدمت اكثر من عذا :: يا عذا حرام عليك ؟؟ من جينا وانتي تصيحين ؟؟ ارحمي نفسك ؟؟
وسط شهقاتها نطقت :: هو ما رحمني ليه ارحم نفسي .. انا ........!!
....:: وش قال لك يوم قابلك ؟؟ جرحك او غلط عليك ؟؟
سكتت عذا وهي تشيل يديها عن وجهها ...
سكتت لمياء وهي تنتظرها ترد لكن الظاهر عذا ماعندها نية ...
لمياء :: عذا ؟؟ وش صار بينكم من شوي ؟؟
بلعت عذا ريقها وهي تمسح دموعها بطرف كم البيجامة :: ما صـ ـ ار شــ ـ ـ ـ شي
رفعت لمياء حاجبها :: كل هذا وما صار شي ؟؟
رفعت عذا عينها تواجه اختها ::: مجرد وقفته قـ ـ ـ دامي اتلفت اعصابي .. وكسرت الهشيم الباقي من قلبي ..!
سكتت لمياء شوي ...! وهي تطالعها ...
وبعدها سألت :: تبينه ؟؟؟؟ !!!!

بلعت ريقها وهي تتنفس بسرعة وماتوقعت هالسؤال ينطرح عليها بصوت عالي ..
كانت فعلا تفكر فيه باطنيا .. لكنه للأسف مازادها هالتفكير الا ألم وحسرة
وما وصلت لقرار يرضيها ...
أصرت عليها لمياء :: عذا جاوبيني ؟؟ تبين زياد والا ما تبينه ؟؟
بلعت عذا ريقها وهي صوتها يتقطع من العبرات المتلاحقة ..
هزت كتوفها وفمها متقوس بحزن :: مادري يالمياء .. مادري .
ابتسمت :: لمتى يا عذا بتستمرين على هالوضع ؟؟؟ كلما سألناك عن شي قلتي ما دري ؟؟؟ عذا ترى هالموقف موقفك انتي وانتي اللي لازم تقررين ؟؟ يا تبين زياد يا اما ماتبينه ؟؟ علشان ابوي واخواني يتصرفون وماتصيرين بهالوضع المأساوي ؟؟؟
سكتت عذا وهي تلعب في اظافرها وكل شوي تمسح دموعها بطرف كمها ...
وبعد مازادت في شهقاتها ودموعها :: لمياء انتي ساعديني ؟؟ يعني انتي معي وتشوفين هو وش سوى علشاني ؟؟؟ بالله عليك قارني بينه وبين فهد اللي كل يوم يتصل على البيت والا عليك علشان تكلمينه ... كل يوم يتحجج بمهند علشان يجي لبيتنا ... ولازال على أمل انك ترجعين له ؟؟؟ وفوق هذا وذاك مرسل لك اوراق الدار الإجتماعية وهو ممزعها .. كله علشان يقول لك ان انتي اللي في حياته وما شي ثاني يهمه ؟؟؟
سكتت وهي تصيح اكثر ومو قادرة تتحمل ...
بينما لمياء ساكتة وتفكر في مواقف فهد وتقارنها مع زياد .. اللي من تزوج ماشافوه غير بالمستشفى ،،، وبعد ماطلعت عذا منه جاهم مرتين وحده بارك لهم في العيد والثانية كان يبي يسلم عليها وهي رفضت ... وبعدها ماعاد جاء و هالحين بيكملون شهر وهو لاحس ولاخبر ...
انتبهت لعذا اللي تهورت :: يعني مع ان فهد معه عذره بانفصالكم لكن مع هذا شوفي وشلون تعامله ؟؟
كلماتها جت في الصميم .. وجرح جديد انفتح ...؟؟
انتي ياعذا تقولين لي هالكلام ؟؟؟
وانتبهت عذا للي قالته وحست بألم في صدرها على تهورها ؟؟سبت نفسها على اندفاعيتها وحاولت تسكت وتطالع في لمياء من عيونها المغشية بالدموع :: لميـ ـ
ابتسمت لمياء بمرارة :: ماعليك يا عذا انا فاهمة وش قصدك ؟؟؟
تنفست عذا بعمق :: لمياء لاتزعلين مني ترى انا ما اتحمل زعلك ولا انك تتضايقين ..؟
ما انتبهت لمياء لكلامها ولاردت عليها ...
كانت هواجيسها توديها شرق وغرب وتفكيرها رجع لها من جديد ...
ليه يا عذا ترجعين لي كوابيسي اللي احاول اتخلص منها على الأقل وقت النوم ؟؟؟
لكن يالله انتي معذورة .. واللي فيك يكفيك وانا عارفة انه ماكان هو الشي اللي انتي تقصدينه ؟؟
وكل قصدك مقارنة زياد بـ فهد ...!
تنهدت بصوت مسموع وانتبهت لعذا اللي شوي وتموت من الصياح ؟؟
تستغرب دموعها اللي للآن ما خلصت ؟؟
لا وفوق هذا عندها مخزون اضافي ؟؟؟
مسكت يد اختها وضغطت عليها ::: عذا ...
رفعت عينها الأخيرة وهي غرقانة دموع وباندفاعية تكلمت :: قولي لي وش العيب اللي فيني خلاه يعافني ؟؟؟
ركزت بنظرها على لمياء تنتظرها تجاوب لكن لمياء ساكتة وكأنها هي الثانية قلبها معورها على فهد ... وماكانت منتبهة لعذا المنتظرة ...
ملت الإنتظار واختها ساكتة ... ابتسمت بألم :: صح عليك .. فيني عيب ؟؟؟ والا وش جاب عذا لسحر ؟؟؟ وانتي اليوم شفتيها (( تهدج صوتها وبتصيح ))
تنهدت لمياء :: عذا لاتوهمين نفسك بخرابيط .. الحب عمره ماكان علشان الشكل والا المظهر ..
وبصوت عالي شوي :: كل شي فيها احسن مني يا لمياء لاتخدعيني ولاتخدعين نفسك ...
هي أحسن مني في كل شي ... لا مظهرها ولا مضمونها ... حلوة ودلوعة وفوق هذا ماتوصل مواصيلي في الانهزامية ..
ابتسمت لها لمياء :: يعني تعترفين انك صياحة ؟؟
بلعت ريقها بألم :: لكنه هو اعترف لي بانه مرتاح على وضعي ؟؟
مسكتها مع يدها تشجعها :: بس انتي لازم تنضجين أكثر ... وهالموقف هو الفيصل ...
قرري واستخيري وربك يقدم اللي فيه الخير ؟؟؟
رفعت عينها بقلق :: ولو قلت ما عاد ابغاه ؟؟؟
ابتسمت لمياء :: (( عسى أن تكرهوا شيئاً وهو خيرٌ لكم ))
حاولت عذا تهز راسها بالموافقة .. او على الأقل تبتسم لكن ماعاد عندها اي استشعار او انفعال ..
هزهم صوت امهم اللي كانت تناديهم بأعلى صوتها ...

dali2000 13-03-10 02:59 PM

هزهم صوت امهم اللي كانت تناديهم بأعلى صوتها ...
كانت تصرخ على العيال و كأن فيه شي صاير ..
نقزت لمياء من مكانها ولحقتها عذا ...
ومن طلعوا شافوا عبدالله يطلع من جناحه ويطالعهم :: وش صاير ؟؟
انتبهوا لأسامة اللي طلع من غرفته وركض مع الدرج وهم يسمعون امهم وصوتها متغير ...
ولحقه الجميع ..!
ومن وصلوا للدور الأول شافو امهم جالسة على الدرج ويديها على راسها وتصيح ...
سرع عبدالله بخطواته ونزل لامه :: يمه وش فيك وش صاير ؟؟
ردت عليه وهي تصيح :: أبــوك مادري وش فيه ......................
وماعاد قدرت تكمل من الصياح ...
وعبدالله نفسه تركها وراح يركض للغرفة يشوف وش في أبوه وخلا امه تنهار بهالشكل ...
لحقته سارة لكن قبل لايدخلون الإثنين قابلهم أسامة طالع وهو يصيح وعظامه تنتفض ..
مسك عبدالله وهو يصرخ :: اتصل على الإسعاف والا خلنا نوديه للمستشفى .. بسرعة ..
هز عبدالله راسه وترك أسامة ودار على نفسه وهو يركض بيطلع ينادي سوراج علشان يشيلون ابوه ويودونه للمستشفى ...
طلع يركض في الحوش وهو ما يشوف طريقه من الدموع اللي تجمعت في عيونه ..
خاف من منظر أسامة يوم شافه ..
وخاف من التنبؤات اللي طرت على باله ...!
فتح باب الشارع وكان فهد في وجهه يبتسم وهو ماسك مهند في يده وتوه بيدق الجرس ...
لكن عبدالله تفاجأ لما شافه وكأن الله مرسله له في هاللحظة علشان ينقذهم ..
عبدالله بعصبية :: فهد الحق نودي ابوي للمستشفى ؟؟
عقد فهد حواجبه بقلق :: وش فيه ؟؟
سحبه عبدالله من يده :: تعال وعقب نتفاهم ...
دخلوا الإثنين ومهند يلحقهم مستغرب منهم اندفاعيتهم ..
وصلوا للغرفة وشافوا الكل مجتمع هناك والصياح والعويل يعج في المكان ...
كانت سارة ماسكة يد ابوها في ضعف وخوف :: يبه تسمعني ؟؟؟ رد علي ..
لكن لاحياة لمن تنادي ...
خاف عبدالله من المشهد ...
وحس بمسؤولية كبيرة انرمت على عاتقه ...
لازم يتماسك علشان اخواته ووضعهم الحساس وعلاقتهم بـ أبوه ..
صرخ بصوته العالي ::سارة خلاص اذكري الله .. واطلعوا خلوا فهد يدخل نشيل ابوي ...
هزت امه راسها من بين دموعها وحاولت تحضن سارة وتطلع هي واياها ... وتماسك الجميع وطلعوا من الغرفة ...
ودخلوا العيال كلهم وتعاونوا في شيل ابو عبدالله اللي كان طافح مويه بسبب ام عبدالله .. اللي من صدمتها في شوفته ما يتحرك ولا يتنفس راحت تكب عليه مويه من الجيك وترجع تملاه من موية المغاسل وتكب عليه ... كانت على أمل انه يصحى ويكلمها ويرد عليها ؟؟؟
تركته لمدة عشر دقايق بس وهو كان متمدد على السرير يقرأ كتابه ...
كونه فاجأها وهي ترتب الملابس في الدولاب لما تنهد يطالعها ،، وهي التفتت عليه :: وش فيك محمد ؟؟
حاول يبتسم :: سلامتك لكن احس بمرارة في حلقي وضيق تنفس رهيب ..؟؟
تركت اللي في يدها بخوف وراحت له وشافته يمسد صدره وهو يتألم ...
بلعت ريقها :: اروح اجيب لك دواء المرارة ..
وبصوت واطي :: وجيبي لي حليب بارد ..
هزت راسها وطلعت للغرفة وهي تدعي ان الله يستر ...
فتشت في الثلاجة وما حصلت حليب ..
فاضطرت تتصل على سوراج يروج يجيب لهم ...
وهي جلست في المطبخ تنتظر سوراج يوصل وتآخذ منه الحليب ..
وفي هالفترة انشغلت بترتيب الثلاجة اللي اهملتها ميري ...
و بعد عشر دقايق وصل سوراج بالحليب ..
وما صدقت خبر ام عبدالله وخذت علبة وراحت لمحمد في الغرفة لكنها تفاجأت لما شافته نام ولا كأنه طالب شي من دقايق ...
حاولت تصحيه لكنه مارد عليها ؟؟؟
حاولت تكلمه .... تهزه .... لكنه جامد في مكانه وما يتحرك وما يعطي أي إجابة ...
توقفت اطرافها وتشنجت عن الحركة من الصدمة ...
وكردة فعل مباشرة شالت جيك المويه اللي على الكومدينو وصبت عليه شوي ..
ومـــــــــــــــا تحــرك ؟؟؟
كملت باقي الجيك ... وبعد مــاتحــرك ...!!؟
حالة هستيرية صابتها ..
وخوف مجنون تلبسها ...
صارت تروح لمغاسل تعبي مويه وترجع تصبها على ابو عبدالله وهو مايرد ؟؟؟
ولما وصلت بها المواصيل لدرجة عدم الإحتمال وإنها ممكن تنهار ..
طلعت للصالة تشوف عيالها يجون لأبوهم ..
ويفزعون معها ...
.
.
.

طلعوا للشارع يركبونه السيارة ...
وتفاجأوا لما شافوا امهم واقفة عند الباب وعليها عبايتها ..
طالعها عبدالله :: يمه حنا بنروح وعقب نطمنكم عليه ..
هزت راسها بالنفي وباصرار :: انا معكم رايحة ..
وكان باين على صوتها الصياح والألم ...
التفت عليها فهد :: معي يا خالة .. يالله اركبي نروح ..
ركبت ام عبدالله وأسامة وفهد ومعهم محمد في السيارة وانطلقوا للمستشفى ..
بينما البنات كلهم طلعوا وركبوا مع عبدالله يلحقونهم ...
والوضع في السيارتين ما يبشر بالخير ...
في سيارة فهد كان الجوال يرن ...
ويرن ..
ويرن ..
لكنهم ما ردوا عليه ...
التفت سام لأمه وتقطع قلبه لما شافها ماسكه راس ابوه وتقرأ عليه وتشهق بالصياح وما كأنها معهم و لا كأنها عايشة في الدنيا وعلى أرض الواقع ..
خنقته العبرة وتجمعت دموعه في عيونه .. لكنه انتبه للجوال اللي يرن للمرة الثانية ..
اسامة :: يمه هذا جوالك ؟؟
انتبهت ام عبدالله له ورفعت راسها :: وش تقول ؟؟
تنهد اسامة وعينه على ابوه :: اقول اللي يرن جوالك ؟؟؟
انتبهت ام عبدالله للصوت ومصدره ... وعرفت من يخص صوت هالجوال ..!!
وتحركت بشوي شوي ودخلت يدها في جيبه وطلعت جواله منه ...
كانت ماتشوف شي من ضباب الدموع اللي على عينها ...
لكنها عرفت انه زياد هو المتصل ؟؟
احتارت ترد والا ما ترد ...
وفي الأخير تركته وما ردت ...
لكن زياد كان ملح في اتصاله ...
وما لقت بد من انها ترد ... :: ألو !!
قالتها بصوت متهدج مكسور واضح عليه القلق والخوف ...
عقد زياد حواجبه :: عمة ...!!
وانفجرت ام عبدالله بالصياح وما عرفت تتكلم ...
وهنا زاد قلقه :: خير يا عمة عسى ما شر ؟؟؟
انفجرت ام عبدالله :: عمك محمد يا زياد ما ندري وش فيه ؟؟؟ ادعي له يا ابوي ادعي له ..
توترت اعصابه واصطلب في وقفته وبصوت اقرب للهمس المخنوق :: وش فيه عمي ؟؟
حاولت ام عبدالله تتماسك :: حنا في الطريق بنوديه للطوارئ .. والله يستر ويكتب له عمر ..
ما سمعت رده ...
والظاهر انه سكر الخط في وجهها ؟؟ لأنه ببساطة ماتحمل الكلام اللي يسمعه ...!!
رمت ام عبدالله الجوال في مكان ما ما تدري وين ..
وانتبهت للأبواب اللي انفتحت وانهم وصلوا للمستشفى ..
وكانوا الممرضين ومعهم السرير يحاولون يشيلون ابو عبدالله وينزلونه ..
وبعدها ركبوه على السرير ومباشرة دخلوا به مع البوابة ..
والكل كان وراهم ...
البنات والعيال وامهم ... الجميع يلحقهم وحالتهم الله وحده يعلم بها ...
وصلوا لغرفة الإنعاش والعمليات ...
ووقفهم الطبيب هناك ... سمعوه يآخذ معلومات من الممرضين عن العلامات الحيوية ..
وبعدها عطى الممرضة الملف اللي في يده ودخل مع ابو عبدالله لغرفة العمليات والإنعاش ...
من دون لا يشوف اهل المريض او يكلمهم ...
وقفتهم الممرضة ومنعتهم من المواصلة .. وطلبت منهم يجلسون على كراسي الإنتظار لحد ما يطلع لهم الدكتور و يطمنهم ...
استندت ام عبدالله على يد عبدالله وهي تأن من الخوف والحسرة ...
حاول ولدها يمسكها بقوته اللي ضعفت من الموقف اللي هم فيها ومشى معها لحد ما جلسها على الكراسي ...
جلسوا كلهم ...
وفهد انتبه لها ... وشافها ميتة من الصياح والشهاق ...
ماهانت عليه يتركها وهو عارف وش يعني لها ابوها ...
تنهد بألم وتقدم لها وجلس جنبها ملتصق فيها ...
كانت لمياء منزله يديها على رجولها وتصيح وتدعي في نفس الوقت ...
عوره قلبه وهو يسمع تنهيداتها وصوتها الداعي ...
مسك يدها وضغط عليها بقوته :: بيكون بخير بإذن الله ...
التفتت له وهي تصيح :: فهد هذا ابوي .. لو صار له شي انا بلحقه ..
عقد فهد حواجبه وهو يشد من ضغطت يده :: اذكري الله وتفاءلي خير..وعمي ماعليه شر ..
بصوت مهزوم متقطع همست :: يــــــــ ـ ـارب
نزلت راسها على كتفه وهي لازالت تصيح ومتمسكة في يده اكثر وأكثر وكأنها تبيه يطمنها والا يوعدها بأن ابوها بيطلع لهم الحين وهو مافيه الا العافية ..!
لكن العجيب في الموقف هذا كله .. إن عـــــــــذا .. ما صــــــــــــــــــاحــــت ...
ولحد هالوقت مانزلت منها ولا دمعة ... جالسة على الكراسي وضامة يديها في حجرها وهدوءها مستغرب ...!!
وكأن " مخزونها الإضافي " انتهى ........!!
سارة منهارة وتروح و تجي في السيب من الخوف والقلق ...
اما اسامة فواقف عند الباب وينتظر هالدكتور يطلع ..
ثلث ساعة من التوتر والقلق مرت ولا فكر هالطبيب يطلع من وكره ...
لا هو اللي طمنهم .. ولا هو اللي ناوي يريحهم ...
عاشو اأصعب لحظات عمرهم وهم ينتظرون أحد يريح بالهم على ابوهم اللي يعني لهم كل شي حلو في هالدنيا ... يعني طفولتهم الحلوة معه ..
يعني الحنان اللي يسمعون فيه وهو يقدمه لهم من دون مقابل ...
يعني كل شي يخص احلى المشاعر و أنعمها ..!!
بعد هالثلث ساعة القاتلة ..
أخيرا انفتح الباب ...
وطلع طبيبين ومعهم ممرضة ...
ومن شافوهم قاموا كلهم واللهفة والخوف يسبقونهم ..
التم الجميع حول الطبيب اللي توتر من شاف وضعهم ...
وصعبت عليه المهمة أكثر ...
التفت للطبيبة اللي كانت معه وتنفس بعمق وطالعهم ...
عصب أسامة وبدأ يصرخ :: دكتور طمنا ؟؟ ابوي وش صار فيه ؟؟
لف الدكتور بنظره على الجميع ونزل عينه للأرض :: كانت جلطة على القلب ... حاولنا بكل قدراتنا ننقذه ... لكنه كان ينازع في الساعة اللي وصل لنا فيها ...
" ينــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــازع ؟؟؟ "
صرخة طلعت من ام عبدالله اللي مسكت راسها بصدمة وتعب ..
بلع الدكتور ريقه :: الوالد عطاكم عمره ... عظم الله أجركم ..!!
وقفت الساعة عن الدوران ..
ووقف الزمن عند هالكلمة ...
كل شي سكت و الكون عمه الصمت من هالكلمة المجلجلة ...؟؟؟
ذكرياتهم ،،، طفولتهم ،،،، احداث حياتهم اليومية وهو معهم وحولهم يضحك مع هذا ويلعب مع هذا ويزعل على هذا كلها مرت مثل الشريط الملون قدام عيونهم ...
أبوهم مـــــــــــــــــــــــــــــــــات ؟؟؟
وش هالقدر اللي ما يرحم ؟؟؟
وش هالدنيا اللي تفرق الأحباب ... والأبو عن عياله ؟؟؟
تقدم اسامة وعيونه تنزف ومسك الطبيب من تلابيبه :: انت نصــــــــــــــاب وتخسى تكون دكتور ..؟
تقدم عبدالله وهو اللي مافي حاله مزيد وحاول يبعد اسامة عن الدكتور ..
لكن الأخير كان يتفلت منه :: اتركني بأدبه ... خلني عليه يا عبدالله .....!!
صرخ عبدالله :: أسامة اذكر الله ... اذكر الله ياخوي ..
التفت له اسامة وهو يصيح مثل الطفل الصغير :: عبدالله يقول ان ابوي مات ؟؟ ليه تسمح له يفاول عليه ليه ؟؟؟ ابوي ما فيه الا العافية ؟؟ توه كان معنا في العزيمة وشلون يموت ؟؟ فهمني قل لي ؟؟
وانهار بعدها اسامة وهو مصدوم ومنكوب على فراق ابوه .
تنهد عبدالله ونزل يديه عن اخوه وتنفس بعمق وهو يمسح دموعه ..
إذا هذا هو حال اخوه ... كيف بيكون حال أمه واخواته ؟؟؟
امــــــــــه .. وتذكرها عبدالله في زحمة الموقف ورهبة المشهد ..
تلفت حوله يدورهم بس مالقى احد ..
شاف فهد واقف بعيد شوي وماسك لمياء المنهارة بين يديه ويحاول يهديها ..
راح بصره ناحية باب غرفة الإنعاش على طول ...
وإن ماخاب ظنه فـ امه واخواته هناك ...
وهذي هي الكارثة ..
تحرك بسرعة ودخل الغرفة بهجوم وكأنه بيمنع شي لايصير ..
وأسامة من انتبه له لحقه ...
دخلوها وليتهم ما دخلوا ...
اهون عليهم يدخلون القبر أموات ولا يدخلونه أحياء ...
الغرفة مكتومة وظلماء وسوداء كئيبة ..
جثته ممدة على السرير ومغطى نصف جسمه بالشرشف الأبيض ..
وجهه السمح يشوفونه ..
شعره المغزي بالشيب يودعهم في اللحظات الأخيرة ...
ملامحه القوية ونظراته الرجولية .. كلها راحت .. واختفت ...
حياته معهم ... مواقفه .. وتغليساته على امهم وعليهم انتهت ...!!
لكن ابتسامته موجودة ... والشهادة كانت كلمته الأخيرة والدليل اصبعه اللي لازال على رفعته ..!
كان محمد وابو عبدالله متمدد بسلام وكأنه نايم بهدوء ومن دون منغصات ...
لكن هالنوم بيستمر للأبد ...
لليوم اللي يصحون فيه الخلايق للحساب والجزاء ...؟؟
والله يكتب له الجنة ويجمعهم معه ..!!
هزتهم سارة بصراخها وعويلها وكأنها وعتهم من حلمهم ...
................:: يبه فتح عيونك تكفى يبه طالعني .. قولي انك تسوي مقلب قول
كانت تضرب برجولها على الأرض وامها تحاول تمسكها لكنها هي تتفلت منها ...
وبصوتها العالي :: يبه والله ما بزعل عليك ولا بقول ليه ماخليتني اشاركك بس انت فتح ..
راحت له سارة بجنون وحاولت تفتح عيونه :: يبه طالعني شوفني انا سارة ... يبه تكفى يالله قوم نروح ما نبي نجلس هنا ... يبه تراهم يقولون انك ميت ومايدرون انك تلعب عليهم ..؟ ما يعرفون انك تسوي مقالب مثلنا ؟؟؟
مسكتها امها وهي الثانية غرقانة في دموعها :: سارة لاتزيديني اهدي الله يخليك ..
التفتت لأمها وعيونها حمراء من الصياح والعصبية :: ليه تبيني اهدى ليه ؟؟ علشان تقنعيني انه راح ؟؟ ما عاد بنشوفه ؟؟؟ ماعاد يقوم الصبح ويطلع للأرانب ؟؟ ماعاد يضربني ويزاعلني ويقول اذا عقلتي تعالي قولي انت ابوي ؟؟؟
تركتها امها وهي تمسك راسها :: خلاص يكفي يا سارة يكفي ..
كملت سارة وهي تصيح بعنف شديد :: قولي لي من بيهاوشني ؟؟ من بيعصب علي ويقول لي انتي مومؤدبة ؟؟؟ قولي فهميني علميني ؟؟ ترى انا جاهلة في هالأمور وما اعرف الا محمد هواللي يقول لي هالكلام ؟؟
تركتها امها اللي ماعاد صارت تشوف شي غير ضحكة ابو عبدالله لها اول ما كانت بتروح لحفلة تخرج عبدالله وهويقول لها :: بيتوقعونك مرت عبدالله مو امه على هالأنوثة وصغر الملامح اللي فيك ؟
حاولت تصلب طولها وتتماسك بس شي يغشى على عيونها ويخلي الجو حولها مكتوم ومليان غبار وضباب ...
حاولت تتماسك لكنه هو هالمرة مسكها :: يمه انتي بخير ؟؟
فتحت عينها وشافت عبدالله واقف قدامها وفي عيونه دموع الم الفراق وعرفت ان اللي صار كله واقع وحقيقة وسندها وروحها وحبها الوحيد رحل وتركها في معترك الحياة وحيده لا سند ولا ظهر ... لفت بعينها وراه وشافت سارة بين يدين اسامة يحاول يهديها ...
وعقبها ماعاد شافت شي ........................!! غير صورته وصوت ضحكته في عالم اخضر ما فيه الا هي واياه أول أيام زواجهم ... وأيام ماكانوا شباب ...؟؟؟ وبس ,,!!
مسكها ولزقها على الجدار وهي تصيح ومو في وعيها :: سارة اصحي واسمعيني ؟؟
كانت تصارخ :: ما ابي اسمع شي ابي ابوي بس .....! ما ابيك انت بعد عني ..
كان تتحاول تتملص من يده لكنه ماسكها بشدة ولازال ملزقها على زاوية الجدار ويصرخ عليها بألم :: ابوي راح ياسارة افهمي .. ابوي راح
ضربته على صدره :: لا تكذب علي لا تكذب .. وخر عني بروح له ..
صرخ عليها اسامة وهو اللي فيه كافية وعيونه مو راضية توقف نزف :: ســـــــــــــــــــــارة خلاص حرام عليك اللي تسوينه فيني ...
سكرت وجهها بيديها وكأنها وعت لنفسها وبانهزامية وضعف جلست على الأرض وهي تشهق بالصياح :: ليه راح وتركني ليه ؟؟؟
تنهد أسامة وحاول يجلس جنبها ويهديها ... وانتبه للممرضة اللي دخلت وساعدت عبدالله يمسكون امه ... ماكان فيه قوة يروح مع عبدالله لأمه ويترك اخواته ؟؟؟
أخواته ؟؟؟
بقت عذا وينها ؟؟
تلفت حوله ولقاها ...
ولأول مرة يشوفها بهالهدوء الغير متوقع ...
جالسة على طرف السرير وحاضنة يد ابوها في يدها وتلعب باصابعه ...
وكانت تهز رجلها من التوتر .. اما عينها فكانت على وجه ابوها الصامت ...
تنهد اسامة وراح لها ووقف على راسها ...
استغرب لما ماشافها تذرف ولا دمعة ؟؟ مو من عادتها ؟؟
خاف من قلبه عليها وحط يده على كتفها :: عــذا ؟؟؟
رفعت عينها له ببرود طالعته ورجعت تنزلها مرة ثانية لوجه ابوها الجامد وهي لازالت تلعب باصابعه ..
خاف عليها اسامة وقرر انه يطلعهم من الغرفة و بلع ريقه :: عــذا يالله نروح ؟؟
هزت راسها بالنفي من دون لاترد عليه ورفعت كف ابوها وحبته بحرارة ... !! وعقب رفعته لخدها وكأنها تبي تدفي كفه الباردة ...
تنهد اسامة وهو يسمع نحيب سارة ويشوف برود عذا وحركاتها اللامتوقعة ..
مايدري يروح لمن والا يترك من ؟؟؟
دقيقتين وهم على نفس الوضع ..
وبعدها دخلت الطبيبة وفي يدها ورقة ومعها الممرضة وراها..
وقعت عليها و شخبطت ..
وبعدها تنفست بعمق وتقدمت للشخص الممدد على السرير وعينها على اسامة ..
رفعت الغطاء الأبيض تغطي وجهه وهي تقول لأسامة :: لازم ننقله للثلاجة وتخلصون اجراءاته ..!
غمض اسامة عينه بألم وهو يسمع هالكلام اللي مثل الصاعقة نزل عليه ...
وخلاص ... كل شي انتهى يبه و رحت وتركت لنا الدنيا باللي فيها ؟؟؟
انتبه لعذا اللي صرخت في وجه الطبيبة وهي تشيل الغطاء :: لا تغطين وجههه وبعدين ينكتم وما يقدر يتنفس ..؟
طالعتها الطبيبة بنظرة شفقة و حولت نظرها لأسامة من دون لا تتكلم ...
انتبهت الدكتورة لوضع اهل المتوفي وكيف كان مؤثر .. خصوصا سارة اللي متكورة على نفسها في الزاوية وتصيح ...

تنهدت وطالعت في عذا اللي راحت تمسح على شعر ابوها بهدوء ..
.........:: اختي الوالد توفى اطلبو له الرحمة .. واللي تسوونه ما يجوز لكم ولا له ؟؟
كانت هالكلمات القشة اللي قصمت ظهر البعير ...
وقفت عذا بكل عصبية وقهر وصرخت في وجه اللي قدامها واقفة :: انتي وحده وقحة وقليلة أدب .. تبين تذبحين مرضاك علشان ترتاحين منهم وتفتكين من علاجهم ؟؟؟
سكتت الطبيبة وهي مراعية الحالة اللي تمر فيه عذا ..
لكن عذا ما قدرت تسكت اكثر وتقدمت من الدكتورة وهي رافعه اصبعها :: أصلا لو انتي ماتدخلتي في الموضوع كان ابوي الحين مفتح عيونه وبيروح معنا لكن بسببك الحين بنضطر ننتظره لحد ما يصحى ؟؟؟
تنهدت الطبيبة وتقدمت منها تمسكها :: يا أختي (( إنما المؤمنون اللذين إذا اصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون )) قولي اللهم أأجرني في مصيبتي واخلفني خيراً منها ؟؟
دفتها عذا وهي تبعد يديها عنها :: انتي وش تخربطين ؟؟
وبدأ يتهدج صوتها بالصياح :: ابوي ما صار له شي علشان تقولين لي هالكلام ؟؟ ابوي بيقوم بالسلامة وبيرجع معنا ؟؟
صرخت عليها سارة :: عذا ابوي مات خلاص ... يعني ما بيقوم مرة ثانية ما بيقوم ؟؟ افهمي ويكفي لاتعيشين نفسك في وهم ؟؟ الغالي راح وماعاد بنشوفه ؟؟
اضطرب تنفس عذا وعينها مركزة على سارة ... إذا اختها القوية في نظرها منهارة بهالشكل وتقول ان ابوهم مات ؟؟؟ معقولة هالكلام يكون صدق ؟؟؟
و صبت عيونها بالدموع من دون لاتحس ..
تقدمت للطبيبة ومسكتها مع جاكيتها : انتي ليه تسوين كذا ؟؟ ليه تكذبين على أهلي ؟؟ ليه تخلين سارة بهالشكل ؟؟ قولي لها انك تكذبين بسرعة خليها تسكت ...
مسكها اسامة وابعدها عن الطبيبة :: عذا اهدي ...
بعدته عنها وهي تصرخ :: ابعد عني اتركني خلني افهمها انها ما تستحق تكون طبيبة ؟؟
شد اسامة قبضته عليها :: عذا خلاص اهدي وابوي الله يرحمه ...
شافت عذا الدكتورة وهي ترجع تغطي وجه ابو عبدالله وعمال الثلاجة وصلوا بيشيلونه ...
صرخت عذا واسامة يحاول يمسكها :: اتركوه لاتآخذونه .. هذي كذابة ابوي ما مات .. هو قال انه بيكون معي في كل وقت .. هو قال بيعوضني عن كل شي .. مو على كيفكم تآخذونه وتحرموني منه ..
كانت تحاول تفك من سام وهي تصيح بألم :: فكني وروح امسكهم لايودونه روح بسرعة ..
لكن اسامة ضعفت قوته وهو يحس بهم من وراه ويحاولون يشيلون جثة الغالي الهامدة وبيطلعونه ...
فكت عذا من يد اسامة اللي انهار يصيح ..
وراحت تركض للعامل الهندي اللي واقف عند سرير ابوها ..
مسكته وهي تصيح :: اتركه قلت لك اتركه ..
كانت تبعد يديهم عن ابوها والعمال متأففين من تصرفها ؟؟
تعودوا على هالحالات اللي تجيهم .. وما تت قلوبهم من كثر الأموات اللي يشيلونهم ؟؟
..........: مدام روح بعيد ...
حاول يبعدها عنه لكنها هي متشبثة في ابوها :: اتركوه اتركوه يا حيوانات يا كذابين لاتآخذونه هذا ابوي .. ابوي ..؟
حاولت تبعدها الدكتورة اللي تأثرت من موقفهم لكنها ما قدرت ..
بس يديه هو هي الوحيدة اللي قوتها ..
مسكها مع معصمها وحاول يبعدها ..
صرخت عليه :: لا تمسكوني انا امسكوهم هم ؟؟ وش فيكم ؟؟ بيآخذون ابوي وانتم ساكتين ؟؟
قربها منه وقرب وجهه لها :: عذا اصحي لنفسك وللي تسوينه ...
طالعته بصمت وعقدت حواجبها وفلتت يديها منه لما حست ان قبضته ارتخت ...
كانت بتلحقهم لكنه لحق عليها ومسكها بقوة أكبر من قبل ...
صاحت عذا وانهارت :: اتركني الله يخليك بروح له ... اتركني .. وكانت تضرب برجولها على الأرض بعصبية وتحاول تفلت منه لكنها ما قدرت لأنه ماسكها بقوته ..
ومن خارت قواها وماعاد قدرت تقاومه رفعت عينها له بضعف وألم والتقت بعيونه ...
انتبهت له و شافته يصيح ... وعيونه فيها دموع ؟؟
مسك وجهها بيديه وطالعها من دون لايتكلم ...
كانت عيونه تعزيها وتواسيها ... وعيونها تطالعه بألم وتشكي له ضعف حالها بعده وبعد ابوها ؟؟؟
وبهمس وسط دموعها :: ابوي راح يا زياد ؟؟؟ سارة تقول انه مابيقوم ولا بيرجع معنا ؟؟؟
بلع غصته اللي ذبحته وكتمت نفسه وهز راسه :: انا بصير ابوك واخوك واللي تبين لكن انتي هدي نفسك ؟؟
توجهت عيونها للسرير اللي كان متمدد عليه اغلى انسان عندها قبل دقايق وشافته فاضي إلا من بقايا الفراش الأبيض المتبعثر من عقبه واشبه ما يكون ببعثرة حياتها اللي بتكون من عقب رحيله ...
رجعت نظرها لزياد اللي لازال يطالعها بألم وحزن ورفعت يدها ومسكت يديه المحوطة وجهها بقوة :: لا يآخذونك مثل ما اخذوه وتروح تتركني ؟؟
كسرت قلبه كلماتها القاسية وبدون شعور سحبها لحضنه وشد من قبضته عليه ...
ومن حست هي باللي حولها ووعت لنفسها وللي حاضنها ..؟؟
انفجرت بالصياح المؤلم ...
تمسكت في زياد أكثر كأنها ماتبي تخسره هو بعد ...
تمسكت فيه كأنها بتمنع القدر انه يبعده عنها من جديد ...
تمسكت فيه بقوتها ... وكأنها بتلقى عنده ابوها اللي ماتبي تفقده ..
ولاتحس برحيله المؤلم ؟؟؟
---------------------------------------------------------------------------------------

.
.
.
.
.



سحاب الحزن مغيم على بيتهم ... واللي يمر من حارتهم يشوف السواد والكآبة تسيطر عليها ...
راح نورهم وراح حسهم في الدينا ..
راح ابو عبدالله اللي الكل يشهد له بالطيبة والخير والأخلاق الكريمة ...
راح ابو عبدالله وترك اهله وراه في مشاكلهم وحوستهم ..
تركهم وارتاح من غثا هالدنيا اللي اتعبته وما تركت احد في حاله ...!!
اليوم هو اليوم الثالث من عزاه .. رحمة الله عليه ...
كان الكل مجتمع في بيته يعزون اهله ويوقفون جنبهم ... ويواسونهم ..
ام عبدالله كانت ساكتة وهادية ... لكن الأرق وقلة النوم مبينه على عيونها ...
واضح انها مرهقة وتعبانه من فراقه ؟؟
كيف ما تتعب وهي خسرت اكثر واحد عاشرته وعاشت معه تقريبا نصف عمرها ؟؟؟
آآخ يا دنيا ما أقساك ...!!
اما اللي كانت منهارة بالفعل فـ هي ندى ...
لأنها ولأول مرة تفقد ابوها وهي كبيرة وفاهمة ؟؟
ايه نعم ابو عبدالله هو ابوها .. اللي من طلعت على الدنيا ماشافت حنان الأبوة الا عنده ؟؟؟
صدق كان عمها اقرب لهم بالنسب .. لكن زوج عمتها اقرب لهم بالمشاعر والحناان الأبوي اللي الكل يحسد عائلته عليه ...
كان اب بكل ماتحمله الكلمة من معنى ...
ولما كانت تسمع حنان الأب في صغرها ... كانت تتمثل صورة ابو عبدالله قدام عيونها ...
وام عبدالرحمن ... كانت انسانة مؤمنة بالقضاء والقدر ..!!
إنسانة الإيمان يعتمر قلبها ... فما جزعت على فراق ولدها ...
ولكنها كانت تدعي له في كل حركاتها وسكنتها ... وتذكر الحاضرين يدعون له بالثبات والرحمة ..
.
.
.
دخلت عليها الغرفة من دون لاتدق الباب ..
شافتها منسدحة على السرير مثل العادة .. وغرقانة في صمتها وما تناجي غير صورة ابوها اللي منومتها جنبها على المخدة ...
تنهدت لمياء وهي تترك مقبض الباب وماتدري تلقاها من وين والا من وين ؟؟
هي امها اللي كل شوي يغمى عليها من انخفاض السكر ؟؟؟ والا هالعذا اللي ماتآكل ولا تشرب وعايشة في صمت قاتل ؟؟ أو سارة اللي طول وقتها تصيح ومهملة نفسها وحيوانتها اللي شارفت على الموت ؟؟؟
تقدمت لها بهدوء :: عذا نايمة ؟؟
اصدرت صوت خفيف توضح لأختها انها لازالت صاحية ومانامت ؟؟ وكيف يجيها النوم والغالي تحت الثرى ؟؟؟
وقفت لمياء على راسها :: طيب ما بتنزلين تحت ؟؟
رفعت عذا عينها للمياء بتعب وأشرت لها بـ لا ..
تنهدت لمياء وعقدت يديها على صدرها :: عذا ترى امي نورة تسأل عنك ؟؟؟ وبعدين ثلاث أيام العزا ما نزلتي ولا أحد شافك ؟؟؟
شهقت ودمعتها نزلت غصب عنها :: ما ابي انزل ..
تنفست لمياء بعمق :: وش أقول لأمي نورة ؟؟
سكتت شوي وهي تمسح بيدها على الصورة وتصيح :: قولي لها يوم يروحون الناس بنزل ...
لمياء :: عذا ترى اللي تسوينه مو زين لا لك ولا لأبوي ...؟؟؟
غطت وجهها بالمفرش وغاصت في نوبة بكاء شديدة ...
حاولت لمياء توقفها وتخليها تسكت لكنها ما قدرت عليها .. وفي الأخير استسلمت وتركتها طالعة من الغرفة ...
هذي هي عذا من توفى ابوهم هذاك اليوم .. تجلس بالساعات تهوجس .. وما تصيح
لكن يوم تسمح لدموعها تنزل ماعاد تسكت .. وتستمر تصيح لحد ما يطلع اللي بقلبها كله ...
والله يكون في عون الجميع ..........!!
.
.
.
في مجلس الرجال ماكان الحزن أقل ...
بالعكس .. يبدو لي انه كان أقوى ... وخصوصا لما تشوف ملامح أسامة الذبلانة والحزينة ...
وقوة عبدالله الضعيفة اللي يحاول يتلبسها علشان يوقف مع امه واخواته ...
كانوا واقفين وماسكين العزا في أبوهم لكنهم للحين مو مصدقين انهم شالوه بيديهم ونزلوه القبر وغطوه بالتراب ؟؟؟
مو مصدقين انهم هم الإثنين نزلوه من النعش للحد ؟؟؟
كان الموقف رهيب ومؤلم ... وما أدري كيف تحملوه هالشابين ؟؟؟
زياد ما كان في حال أحسن منهم .. ويمكن بالعكس هو يحس بمشاعر الفقد الرهيبة اقوى منهم ؟؟
خسر امه وابوه وهو صغير ؟؟ وهذا هو يخسر ابوه مرة ثانية وهو كبير ...!!
تنهد بألم وانتبه لعبدالعزيز اللي وقف قدامه يسلم عليه ويودعه :: احسن الله عزاكم زياد والله يثبته ان شاء الله ويجعل الجنة مثواه ...!!
هز زياد راسه وهو يحارب غصته :: الله يجزاك خير ...
كان عبدالعزيز بيفلت يده ويمشي لكن زياد شد قبضته عليه وانتبه له عزيز وطالعه ..
تردد زياد وبعدها سأله :: نواف كيف حاله ؟؟
ابتسم عبدالعزيز بسعادة وهو يشوف ان زياد ما نسى نواف حتى في محنته :: يسلم عليك ؟؟ كان وده لو أنه أجل زواجه ؟؟ لكن انت الله يهديك ؟؟
تنهد زياد :: ولو أجله بيرجع عمي للحياة ؟؟؟ يالله الله يوفقه يا رب ؟؟
هز زياد راسه مبتسم :: آمين .. وأمس تم كل شي بهدوء وكان زواجه سكاتي ...
ابتسم زياد وهو يتنفس بصعوبة من الحزن ...
ومشى بعدها عبد الزيز متوجه لعبدالله وسام يعزيهم وبيطلع ...
أما زياد وقبل لايجلس انتبه لأبو عبدالرحمن اللي كان واقف جنبه :: وين ولد عمك ما شفته اليوم ؟؟؟
تلفت زياد حوله وهو يطالع في الوجوه :: ما ادري عنه يمكن جاء و راح ؟؟
هز ابوعبدالرحمن راسه :: لا اليوم ما شفته ؟؟ ولا هي من عادته ما يمسك العزا ؟؟ يعني من اول يوم وهو معنا ...!!
عقد زياد حواجبه وهو يحس بالقلق :: ابتصل عليه واشوفه وين ؟؟
ابتسم ابو عبدالرحمن اللي ثبتته قوة إيمانه في خسارة ولده .. وربت على كتف زياد ورجع يجلس بعد ماسلم على الرجال اللي دخلوا ...
طلع زياد جواله بيتصل على مشاري اللي استفقده بعد ما نبهه ابو عبدالرحمن ...
رفع السماعة لأذنه .. ووقتها طاحت عينه على سام وهو يطالع فيه ...!!
اسامة تغير من ناحيته ... ونظراته عقب وفاة ابوه تقول كلام خطير لزياد ...
والأخير ما عاد صار يحب يحط عينه بعينه خايف من الكلام اللي يشوفه ..
ما رد مشاري على مكالمة زياد .. والأخير قلقه بدأ يزيد ..
هو مو خايف من شي معين ... لكن الدنيا صارت تخوفه عقب اللي صار ...
رجع يتصل عليه مرة ثانية ولكنه ما رد ...
تنفس بعمق وغير الرقم واتصل على ندى اخته يستفسر منها عنه ...
والأخيرة ردت عليه من أول رنه ...
.......:: مرحبا ام ابراهيم ..
بلعت ندى ريقها بتعب :: هلا زياد ...
زياد مبتسم :: كيف حالك ان شاء الله اليوم احسن ؟؟
تنفست بعمق :: إن شاء الله .. ربي كريم ..!

تردد زياد في سؤاله وخاف لا يقلق اخته .. لكنه ما لقى حل الا انه يسألها :: ندى مشاري هو اللي موصلك لبيت عمتي ؟؟
ندى :: ايه وصلني وراح ... ما دخل عندكم ؟؟
تردد زياد وزاد خوفه :: انا ماشفته لكن ابو عبدالرحمن يسأل عنه ...
سكتت ندى شوي وسكت زياد معها وهو محتار ... يسكر الخط ويخلي اخته تخاف .. والا وش يسوي ..
انقذته ندى لما قالت :: انت ما اتصلت عليه ؟؟؟
بلع ريقه :: اتصلت وما يرد ...
سكتت ندى شوي :: ولا اتصل عليك هو ولا سحر ؟؟
عقد زيا حواجبه بخوف أكبر :: فيهم شي ؟؟؟
غمضت ندى عينها وهي تسب روحها في قلبها .. طول عمرها هالشكل ؟؟؟ ما ينقل الأخبار الشينة لأخوها الا هي ؟؟ ولا يسبب له مشاكل الا هي ؟؟ متى بتتغير يارب ؟؟
بعد تردد :: مو شي كايد .. بس سحر تعبت ووداها للمستشفى ؟؟
حاول زياد يتماسك :: وليش المستشفى ؟؟ يعني وش صار لها ؟؟
ردت عليه بعتاب :: يعني يا زياد من يوم توفى عمي محمد ما كلمتها ولاتدري وش مسوية ببيت اهلها ؟
توتر زياد وحس بنفسه خايف من جد :: ندى مو وقت هالكلام ؟؟ ووش فيها سحر ؟؟
ندى :: ما صار لها شي ..بس تعبت عليهم شوي واغمى عليها وهي تنزل الدرج .. فطاحت وتعورت على خفيف ؟؟
وقف زياد وهو يصلب طوله :: وش صار لها ؟؟
تداركت ندى الموقف :: ماصار لها شي لكنهم بينومونها الحين عندهم ويمكن ما تطول .. بس علشان يتأكدون ..
تنفس بعمق وهو يطلع من المجلس :: زين مع السلامة الحين ..
ندى بنبرة تردد :: بتروح لهم الحين ؟؟
طالع زياد في الساعة :: ايه بروح لهم قبل لايأذن المغرب ... علشان يمدني ارجع مرة ثانية ..
هزت ندى راسها :: زين تسوي .. يالله مع السلامة ..
سكر منها زياد وطلع من بيت عمته متوجه لسيارته ...
بيروح يشوف وش صاير عندهم .. وليش مشاري ما يرد على الجوال ؟؟
هل معقولة سحر فيها شي قوي وما يبي يعلمه ؟؟؟


كانت متمدةة على السرير الأبيض والهم والحزن في عيونها ...!
عقب الموقف اللي جمعها بزياد يوم العزيمة ماعاد شافته ولاعاد كلمها ..
حتى يوم جت لبيت اهلها ماعاد سأل عنها ... هي ماتلومه لأنه يمكن واقف مع عذا في محنتها وهذا من حقه وحقها ... لكن مو من حقه انه يهملها ومايعبرها طول هالفترة ...!؟
انتبهت لأمها اللي تحوس في الكومدينو اللي جنبها :: وش عندك يمه ؟؟
رفعت ام مشاري راسها :: ادور على شاحن اشحن جوالك ... يمكن يتصل زياد ..!!
ابتسمت بغصة وهي تلف بوجهها :: ما عليك يمه لاتتعبين نفسك ... اتصال ماراح يتصل ؟؟ يعني هو ما فكر فيني يوم السراء بيفكر في الضراء ..؟
تنهدت ام مشاري بضيقة :: سحر وش هالكلام ؟؟؟ انتي المفروض توقفين جنبه وتواسينه ؟؟ مو تقولين هالحكي ؟؟
سكتت سحر وهي مو مقتنعة بكلام امها ... لأنها هي الوحيدة اللي فاهمة طبيعة علاقتها مع زياد ...
ومحد بيفهمه كثرها ...
راحت ام مشاري وشبكت الجوال في الكهرب ورجعت بتجلس جنب بنتها ..
لكنهم سمعوا صوته يتنحنح ...
واستبشرت ام مشاري خير ...
اما سحر فانقبض قلبها وحست بشي يدور في معدتها وكأنها مو مصدقه انه جاي وهذا صوته ؟؟؟
طل عليهم بوجهه الأصفر وملامحه الذبلانة .. لكنه كان مثل ما هو ..
زياد اللي ينضح بالرجولة .. وملامحه الحادة اللي قدرت بأعجوبة تجذب سحر ... وتخليها تنسى اللي في قلبها عليه كله .. لكن هذا لايعني التنازل عن القرار اللي اتخذته مهما كان ...!!
..........:: السلام عليكم ...!!
قالها وهو يبتسم ابتسامة صفراء ..
ردو عليه السلام مبتسمات ... وتقدم زياد من السرير يسلم عليها ...!!
لكنه تفاجأ لما شاف الشاش الأبيض على طرف جبهتها الأيسر .. فعقد حواجبه :: سلامات سلامات ؟؟ وش منه كل هذا ؟؟
وتقرب منها يطالع الأضرار المرسومة على وجهها ...
اما هي فحست بحرارة شديدة تطلع من جسمها بسبب قربه منها ..؟
ياربي ليته يبعد ما ابغاه يأثر علي أكثر .....
ابتسمت ام مشاري :: ما عليك منها تتدلع عليك شوي ..!
ابتسم زياد وهو لازال على قربه وحاس بتوتر عضلاتها لكنه ماتراجع ... وفي نفس الوقت ما سلم عليها بالطريقة اللي هي كانت متوقعته ؟؟
اكتفى لما قال :: ما تشوفين شر ...!!
وابتعد عنها وجلس على الكرسي اللي جنبها ..!!
وهنا انصدمت سحر اللي كانت في لحظة بتغير قرارها ..
لكن عقب اللي سواه من دقائق .. لايمكن يطلع من الغرفة قبل لاينفذ طلبها ...
توجهت عينها له من دون شعور وشافته يضحك مع امها ..؟؟
لكنها ما انتبهت للي قالوه ...
فالتفتت لأمها اللي قالت لها :: اكلتي حبتك ؟؟
عضت على شفايفها وهي من جد متفشلة من نفسها ... وابتسمت بخجل لأمها ..
تنهدت ام مشاري :: كنت متوقعة ... وتوني قاعده اقول لزياد انك اكيد مو مآكلتها ..؟
قامت ام مشاري وراحت للطاولة خذت لها حبة وصبت مويه في الكاس ورجعت لبنتها ..
لكن شافت نظرتها حزينة على زياد ... و رجعت هالشي يمكن لأنها متأثرة منه ومن وفاة زوج عمته ...
مدت لها اللي في يدها وخذته منها سحر وأكلته ...
ابتسم لها :: الله يجعل فيه العافية ...
كانت بترد لكن لسانها ما اسعفها ... تبي تقوله الله يسلمك لكن ما قدرت فيه غصة في حلقها مانعتها ..؟؟ يا ربي وش منه هالغصة ..؟
سكتوا شوي وبعدها قررت سحر تستجمع قوتها وتتلكم ... خصوصا لما شافت الساعة وحست انه بيأذن و معناتها ان زياد يمكن يروح ..!
وبعد مجهود مضني تكلمت :: وش اخبارها عذا الحين ؟؟؟
رفع حاجبه متفاجأ من سؤالها الغير متوقع ؟؟؟ واللي في الحقيقة وعاه لشي هو نساه ..؟؟
فعلا عذا وش اخبارها ؟؟؟ هو عقب يوم انهم كانوا في المستشفى ماعاد شافها ؟؟؟؟
ايه بس هو حاول لكن سام هو اللي واقف مثل الحصن المنيع ورافض انه يقابلها ؟؟
ولما توسله بكلمتين قال له عذا في حالة ما تسمح لك انك تشوفها ؟؟
انتبهت سحر لسرحانه وتشتت افكاره وضح في عيونه ... ابتسمت ابتسامة صفراء :: كان ما تركتها وجيت .. هي محتاجتك اكثر مني ..؟
انتبه زياد لكلام سحر :: ثنتينكم محتاجات لي ...
وابتسم ..
نزلت سحر نظرها لحجرها وهي تلعب بسللك جهاز قياس ضربات القلب الموصول بيدها :: بس أنا يمكن اطول في المستشفى ... وما أظن انها حلوة تتردد علي وتترك اللي أهم مني ..
سكت زياد وما حب يرد عليها ...
وش يقول اصلا لو بيرد ؟؟؟ بيكذب عليها ويقول انتي اهم ؟؟
مستحيل لأن هالشي لايمكن يصير .. مهما طالت الدنيا والا قصرت ..!
انقهرت ام مشاري من كلام بنتها لكنها ما ردت عليها ..
والي قهرها زود ان زياد حتى ما جبر خاطرها بكلمتين ..؟
ومن شدة قهرها وقفت وعينها على سحر :: عن أذنكم شوي ..
ومشت لكن سحر وقفتها :: على وين يمه ؟؟
تنفست ام مشاري بعمق وعينها مركزة على سحر :: ابروح اغسل للصلاة .. تراه الحين بيأذن ..؟
رفع زياد معصمه وطالع ساعته وابتسم :: اي والله الحين بيأذن ...؟؟
تركتهم ام مشاري وراحت لدورة المياره في النصف الثاني من الجناح ...
ووقف بعدها زياد على طول وكأنه هو الثاني ينتظر هالصلاة علشان يطلع ؟؟ واللي يشوفه يقول جالس على جمر ...!
..........:: توصين شي سحر ؟؟
رفعت عينها له وهي حلفت وخلاص انها بتتشجع وتقول له اللي في خاطرها لأنها ماعاد تقدر تتحمل اكثر .. :: سلامتك ... لكن بترجع لي مرة ثانية ؟؟
انحرج من سؤالها :: أكيد برجع ... (( وابتسم يأكد لها )) يالله انا رايح ...
عطاها ظهره بيطلع لكنها وقفته واطرافها تنتفض ومتوتره حدها وحتى ريقها نشف وماتدري وشلون بتتكلم لكنها بتنطق مهما كانت الوسيلة ...
...........:: زيــــــــــــــــــــاد ...!
التفت لها من دون لايرد عليها ..
أما هي فنزلت عيونها لحضنها مرة ثانية وسكتت شوي ...
حاول هو يحثها تتكلم :: وش بغيتي سحر ؟؟
بلعت ريقها والدموع تجمعت في عيونها :: زيــاد .. انا يوم كنت في بيت اهلي وانت بعيد عني فكرت بتروي وأناة .. وحاولت اقيس الموضوع من كل الجوانب ... وأخيرا وصلت لشي يريحني من العذاب ويريحك من الهم ؟؟
عقد حواجبه مستغرب ومو فاهم شي :: وش تقصدين ؟؟ ووش موضوعه ؟؟
رفعت عينها له بتحدي :: زيـــاد .. انا ابي الطلاق ...!!
سكت شوي وعيونه طارت في وجهها ؟؟
" الظاهر الضربة أثرت على راسك " هذي هي الكلمة الوحيدة اللي طلعت من فمه ..
نزلت دمعتها غصب لكنها بسرعة مسحتها وهي تنشق :: لا زياد انا اكلمك وانا في كامل قواي العقلية ... زواجنا لا يمكن يستمر على هالحال ؟؟؟ والحل الوحيد هو الإنفصال ..؟
ضحك بسخرية :: هذا اللي قدرتي تفكرين فيه بس ؟؟
بادلته نفس الابتسامة :: لاتخاف .. فكرت في الكل .. وانت اولهم ؟؟ ولا يكون لك فكر ترى مركزك وحلالك واختك بيستمرون على ماهم عليه ... وهذي كلمة خذها مني ؟؟
طالعها منصدم وغصب عنه اقدامه مشته وواجهها ومن دون لا يتكلم طالعها بنظرة غضب ...
حس في كلامها نوع من الإهانة له ولأخته ؟؟؟
أو حس ان فيه جرح لكبريائه كرجل ...
او يمكن حركت مكامنه ....!
خافت سحر من نظرته لها لكنها حاولت تتحلى بالصبر والقوة ::زياد لا تنكر ان اللي اقوله صح ..؟
رفعت عينها له وشافته لازال يطالعها بنظرة غريبة ...
صاحت غصب عنها وتوسلته :: زياد الله يخليك وافق على اللي قلته .. وأوعدك انه ما فيه شي بيتغير في حياتكم لا انت ولا ندى .. لكن تكفى لا تعذبني فوق عذابي وتعيشني في جحيم ..
تنهد وهو يحاول يبعثر نظراته ؟؟؟
وش فيك يا زياد ضعفت ؟؟
وش فيك انصدمت من كلامها ؟؟
مو انت اللي كنت تتمنى انها تطلب هالطلب منك ؟؟
مو انت اللي سعيت في بداية زواجك علشان تنفصلون ..؟
هذي فرصتك ... لاتفوتها ؟؟؟
ابتسم في وجهها بدون شعور وقال :: مو وقت هالكلام وانتي تعبانة ؟؟
قالها بهدوء قاتل .. يعكس النار الشابه في اعصابه وتفكيره ومايدري كيف طلعت من فمه هالحروف ...!
هز راسه برضى وتركها وراه تصيح ..؟؟
وهو حاير في مشاعره ؟؟ ما يدري هل هو فعلا يبي يطلقها اولا ؟؟
واول ما وصل للباب ومسك مقبضه ... سمعها تصرخ عليه ..
........:: زيــاد لاعاد تجي مرة ثانية ولا عاد اشوفك لأني مصره على قراري .. وخل انفصالنا يتم بهدوء من دون شوشرة ؟؟؟
ابتسم وهو قلبه يتقطع على حاله ؟؟؟
وش سوى في حياته علشان اللي يحبها ينحرم منها .. واللي تحبه تضحي علشانه ؟؟؟
تنهد بألم وطلع وسكر الباب وراه من دون لايرد عليها ..
-------------------------------------------------------------------------------------------
طلعت من غرفت امها بعد ما تطمنت عليها وانها نامت اخيرا بعد ما كلت الحبوب المريحة للأعصاب واللي بالموت رضت تآخذها ...
سكرت الباب وراها وقلبها يتقطع من الألم ؟؟ ليت امها ترضى وتطلع من هالغرفة ؟؟
على الأقل بيخف عليها الألم شوي وماعاد تذكره كلما لفت بعيونها او تنفست وشمت ريحته ؟؟؟
مسحت الدمعة اللي نزلت من زاوية عينها ...
كملوا اسبوع الحين من وفاة ابوهم .. والأوضاع مثل ماهي وما اختلف شي ..
غير ان الناس ماعاد صاروا يجونهم بالكثرة السابقة ...!
وصلت للصالة ومثل ما تركت سارة كانت نفسها ماتغيرت وضعيتها ...
متمددة على الكنب وحاضنة المخده وعيونها مركزة في اللاشي ...
تنهدت لمياء وفي خاطرها تدور أفكار كيف تترك اهلها وهم للحين ولا احد منهم تقوى وصلب طوله ؟؟؟ حتى سام منهار وللحين أعصابه متوترة وعصبي وبسرعة ينرفز ..
وعبدالله يحاول انه يتماسك لكن الألم والضعف واضحين في عيونه بمجرد ما يشوف امه ويخطر على باله ابوه ... في هالحالة ما يقدر يمسك دموعه ...!
شافت ريم جالسة في الصالة مع سارة لكنها تطالع التلفزيون ..
حاولت لمياء تبتسم ومشت وجلست معهم ...
...............:: السلام عليكم ؟؟
ردت عليها ريم مبتسمة والتفتت لها :: نامت خالتي ؟؟
هزت لمياء راسها :: وأخيراً ..
خفتت الإبتسامة على وجه ريم :: الله يكون في عونها ..!!
التفتت لمياء لسارة :: سارونة طلعتي لأرانبك وتطمنتي عليهم ؟؟؟
سارة ساكتة وما ترد ؟؟
تنهدت لمياء :: ســــــــــــــارة ؟؟
وعت سارة اخيرا من سرحانها وطالعت اختها وهي تبلع غصتها :: نـعـــم ..!!
ابتسمت لها لمياء غصب عنها :: ارانبك وحيواناتك .. ترى انا طلعت لهم من شوي لكن ما ادري وش يبون ؟؟ رحتي لهم ؟؟
هزت راسها بالنفي ونزلت عيونها للأرض :: ما ابيهم خلاص ..؟؟
رفعت لمياء حاجبها :: وش اللي ماتبينهم ؟؟
صاحت سارة وما قدرت تتماسك :: ابي ابيعهم واتخلص منهم ؟؟
عورها قلبها لمياء على اللي قاعده تمر فيه اختها :: سارة ...!!
شهقت سارة بالصياح :: والله لمياء خلاص عفتهم .. وبعدين ما عاد فيه احد يهتم بهم ولا يناظرهم ؟؟ وشو له اخليهم عندي ؟؟
قامت لمياء من مكانها وراحت تجلس جنب اختها .. مسكتها مع يدها وهي تحاول تشجعها :: سارة واحنا وين رحنا ؟؟؟ انا وعبدالله وسام ؟؟ كلنا معك وبناظرهم ونهتم فيهم ؟؟
كانت لمياء عارفة بتعلق سارة بحيواناتها .. وما قالت هالكلام اللي من شوي الا من الألم اللي يعصر قلبها على فراق ابوها .. وهالأرانب بتضل تذكرها فيه ...
تعدلت سارة في جلستها وحضنت لمياء بقوة وهي تصيح :: لمياء الله يخليك لاتروحين مع فهد خليك عندنا هاليومين .. الله يخليك ..؟
بلعت لمياء ريقها بقلق وعينها راحت لريم " اكيد هي اللي قالت لها "
حاولت لمياء تهديها :: واذا رحت مع فهد يا سارة يعني ما بجيكم مرة ثانية ؟؟
ابتعدت سارة شوي :: بس ابغاك معنا في البيت ...؟
ابتسمت لها لمياء :: انا بطل عليكم كل يوم وهذا اكيد ... وانتم لازم تناظرون امي وتنبهون لها مو تهملونها وتهملون انفسكم ؟؟؟
صاحت سارة أكثر وقامت بسرعة وتركت الصالة بمن فيها وطلعت الدرج للدور الثاني ...
تنهدت لمياء بألم على اخواتها المتأثرات وعلى حالها اللي تعبت منه وهي تداريهم وتمنع حزنها ...
التفتت للريم بتقولها ليش تعلم سارة بسالفة روحتها لكن قبل لاتتكلم دخل عبدالله عليهم وهو يبتسم وشكله توه صاحي من النوم ..
ابتسمت له ريم :: صباح المغرب ؟؟
ابتسم للجميع :: صباح النور ...
سلم عليهم وجلس جنبها وعينه على لمياء :: امي نايمة ؟؟
هزت لمياء راسها :: نامت قبل شوي .. عقب ما صلت المغرب ..
تنهد :: زين خلها ترتاح شوي ..!
طالعته ريم :: احط لك غداء ؟؟
هز راسه بالنفي ويده على معدته :: مو مشتهي شي الحين .. بس سوي لي كوب شاهي ؟؟
ابتسمت وقامت من مكانها متوجهه للمطبخ ...
والتفت عبدالله للمياء :: اجل بترجعين مع فهد ؟
ابتسمت له لمياء وتنهدت : إن شاء الله اليوم ...!
ابتسم لها عبدالله :: الله يرزقكم ويهدي سركم ؟؟
ضحكت لمياء هالمرة من قلبها :: عجبتني يهدي سركم ؟؟
ابتسم لها :: مادري من وين طلعت ...
سكت شوي لكن واضح في عيونه كلام ..
وقفت لمياء بتطلع لكنه وقفها :: ما تقدرين تجلسين عندنا كم يوم ؟؟
رفعت حاجبها في وجهه :: يا ربي ادري اني مهمة بس مو لدرجة ان كل واحد يطلبني اجلس معه ؟؟
رفع حاجبه في وجهها باستنكار ؟؟:: ومن اللي طلبك ؟؟
ضحكت لمياء وهي تمشي وتعطيه ظهرها :: محد طلبني اجلس .. لكني بحاول مع فهد يخليني عندكم كم يوم ...؟
سمعته يصرخ عليها بعد ما طلعت من الصالة :: ارحميني يا واثقة من عمرك ؟؟؟
ابتسمت وتنفست بعمق وراحت بتطلع الدور الثاني تشوف سارة وعذا وش صار عليهم ...
لكنها شافت باب الصالة اللي يودي للساحة الخارجية مفتوح ...
راحت له بلقافة والحمدلله انها راحت هناك ...
وشافت ألعن اثنين جالسين على الدرج ...
وعذا معها ارنب في حضنها ..
أما سام فجالس جنبها و كلهم ساكتين ؟؟
طلعت لهم وحاولت تنكت معهم :: يعني بتسوون جو رومانسي ؟؟
التفت لها سام يبتسم ومتفاجأ من طلعتها :: نحاول بس ما قدرنا ..
ابتسمت له :: تنتظروني اطلع ؟؟
ابتسم هو يهز راسه ...وعيونه للأرض ..
اما عذا فما شاركتهم الحديث بحتى كلمة ...
جلست جنبهم لمياء وهي ساكتة ...
ولما ملت :: الحين وش جالسين تسوون ؟؟؟
ارتبك اسامة وطالعها :: يعني وش بنسوي .. نسولف ..؟
رفعت لمياء حاجبها والتفتت لعذا :: وش يسمم افكارك فيه ؟؟؟
رفعت عذا عينها للمياء وبعدها حولت نظرها لسام وهي ساكتة ما تكلمت ...
نزلت عينها للأرنب وهي تمسح عليه ..
ضربتها لمياء على يدها :: انتي من ماكل لسانك ؟؟؟
التفتت لها بألم :: آآآآآآي يا دوبا يعور ؟؟؟
ضحكت لمياء :: واخيرا تكلمتي يا الخايسة .. اسبوع وانتي ملتزمة الصمت كأنك ذا الراهبات ؟؟
ابتسمت عذا وتنهدت :: وليه نتكلم ؟؟؟ وليه نسولف ؟؟؟
طالعها سام بغضب :: نتكلم علشان نعيش ونسولف علشان ننبسط بالحياة ؟؟
طالعته بنظرة غضب :: تبينا نستانس يا سام ؟؟؟
لف بوجهه عنها وهو يداري دمعته ...
وانتبهت لمياء لتوتر الجو بينهم ؟؟؟ الظاهر كان فيه نقاش وكلام قبل لاهي تجيهم :: هدوا اللعب شوي وش فيكم وش صاير ؟؟
التفتت عذا للمياء :: سلامتك ...
ورجع الصمت من جديد ....
لكن لمياء قتلته بكلام مهم لازم يعرفونه :: تراني اليوم بروح .. يعني لازم تدارون امي وتنتبهون لها وتستفقدونها كل شوي ؟؟
التفتت لها عذا بصدمة :: وين بتروحين ؟؟
ابتسمت لمياء :: برجع مع فهد لبيتي ؟؟
شهقت عذا وحطت يدها على فمها :: اليوم ؟؟
هزت راسها بالإيجاب اما عذا فقامت تطالعها بنظرات حزن غريبة :: ليه يالمياء ؟؟
ابتسمت :: وش اللي ليه ؟؟
بلعت عذا غصتها : يعني ليش بترجعين له ؟؟
تنهدت لمياء :: لأنه طلبني ارجع معه ...
طالعها سام :: تصالحتوا تصالح نهائي ؟؟
ابتسمت بتعب :: خلاص نهائي .. الدنيا ماتسوى .. وآخر كلمة قالها لي ابوي أنه يتمنى رجعتي لفهد لأنه ما يستاهل اللي يصير له ولا انا استاهل ؟؟ وانا هالشي اعتبره وصية الغالي ..
ونزلت لمياء عينها بألم تداري تعب عيونها المرهقة ...
صاحت عذا غصب عنها :: طيب اجلسي عندنا هاليومين وبعدها روحي ؟؟
سكتت لمياء شوي :: بروح اليوم واكيد برجع لكم كل يوم وبمركم ..
هزت راسها عذا بصمت وهي تحاول تحبس دموعها ..
حظها لمياء .. رزقها ربي بواحد يقدر قيمتها وواقف معها وقت الشدة ؟؟
رجال واخلاقه كريمة ؟؟
مو انت يا زياد .. من وفاة ابوي وما دريت عنك ؟؟؟ ولا حتى سألت عني انا بخير والا اشكي من شي ؟؟
الله يسامحك يالغالي ؟؟
خنقتها الغصة بعذاب وشالت ارنبها وتركتهم وهي تسرع بخطواتها ...
ومباشرة توجهت للدرج وصعدت لغرفتها ... ملاذها الوحيد بعد كل اللي صار لها ...
-----------------------------------------------------------------------------------------
نزلت ام مشاري من الدور الثاني وهي تصطلي من الغضب على بنتها ..واعصابها منرفزة ومو طايقة تشوف أحد ...
قابلها مشاري ولدها وهو داخل البيت ومعه ندى لابسه عبايتها ...
ابتسم لها لكنها تنهدت في وجهه وحاولت تتجمل وتبتسم ...
عقد مشاري حواجبه في قلق :: وش فيك يمه ؟؟
تقدم منها وصافحها وعقب هوى على يدها يحبها ...
ابتسمت له ام مشاري بحزن وما قدرت تمسك دمعتها اكثر ونزلت قطرات دموعها من زاوية عينها ..
خافت هالمرة ندى وتقدمت :: خالتي وش فيك ؟؟
حطت ام مشاري يدها على فمها :: أختك يا مشاري بتعذبني في حياتي ...
سكت شوي مشاري وعقبها تنهد :: وش فيها هالمرة بعد ؟؟
تنفست ام مشاري بعمق وقلبت نظرها من ندى لمشاري :: طالبه الطلاق ورافضة تغير رأيها ؟؟
انصدم مشاري :: وش طالبه ؟؟؟
سكتت ام مشاري وهي تهز راسها بالإيجاب ..
عصب مشاري من كلام امه :: هذي انجنت ؟؟ توها ما كملت شهرين وتبي تتطلق ؟؟؟ واصلا ليش من البداية هي وافقت ؟؟؟
عند هالكلمة غمضت ندى عيونها بألم ؟؟؟
ليه وافقت ؟؟ لأني انا الغبية طاوعت عمي واقنعتها ؟؟
أنا الي فهمتها غلط ان زياد مو لهناك مع عذا ؟؟؟
انا اللي اصريت عليها توافق وهي اصلا مو محتاجة احد يصر عليها ؟؟؟
انتبهت لمشاري اللي كان شاد قبضته :: وابوي وش رايه ؟؟
مشت ام مشاري وأنها بتجلس على الكنب :: ابوك ما عنده رأي .. يقول راحت سحر هي الأهم وما يهمني كلام الناس ؟؟
تنفس مشاري بصوت مسوع :: هذا هو ابوي ؟؟؟ يسوي الشي وما يفكر في عواقبه ؟؟
اعتدلت ام مشاري في جلستها وهي تحاول تضبط نفسها :: مشاري وش اسوي باختك ؟؟ من اسبوع ومن طلعت من المستشفى وهي مصرة على قرارها ؟؟؟ وكلما احاول اكلمها تقولي لاتحاولين انا قررت وانتهيت ... وما احد يعرف بحياتي مع زياد واللي يصلح لي كثري ؟؟
تنهد مشاري وكأنه يفكر بشي وهو يتمتم :: أبشوف لها حل ... قريب .!
التفت لندى اللي ارتبكت منه وكأنها مسوية شي غلط ؟؟؟
طالعها :: تبينا نمر على زياد قبل لانروح نمشي ؟؟؟
بلعت ريقها :: بتتفاهم معه يعني ؟؟
هز راسه وهو لاف بيمشي للباب :: ايه .. بشوف وش رايه ووش يقول ووش اللي خلا سحر توصل لهالمرحلة ؟؟
لحقته ندى بهدوء :: مشاري لاتضغط عليهم ؟؟
التفت لها بغضب مكتوم :: أنا كل شي ولا أغصب احد ..!!
ابتسمت ندى تلطف الجو مع انها في داخلها تنتفض من الخوف من نظرته ..
لف مشاري لأمه وكأنه ذكر شي :: يمه انا وندى كنا جايين بنسلم عليك ونشوف لو كنتي بتروحين معنا نمشي شوي ؟؟ عسى هالهانم تولد (( وابتسم وهو يطالعها ))
ضحكت ام مشاري :: الله يقومها بالسلامة ويبلغك عيال عيالك قول آمين ...
ابتسم مشاري وعينه لازالت على ندى :: في حياتك يمه ...!!
استحت ندى من نظرته ومسكت يده تحاول تضيع مشاعرها ...
مسكها وطلع هو واياها من البيت ..
وفي قلبه عزم على انه يمر زياد يستفسر منه عن الموضوع ويصلحون اللي يتصلح ؟؟
---------------------------------------------------------------------------------------
جلسته كان واضح عليها التوتر ..
ونظرات عبدالله الموجهة له مخليته ما يقدر يتنفس ولا يلقى أكسجين ؟؟؟
رفع عينه وشاف عبدالله لازال يطالعه ..
تنهد زياد وهو يرخي عضلات فكه :: عبدالله أرجوك .. هالمرة بس ثق فيني وخلني أشوفها ؟؟
فرك عبدالله جبهته بقلق :: زياد عذا ماتبي تشوفك ؟؟ وانا ما ابي اضغط عليها وخصوصا انت عارف بالظروف الحين ؟؟
عصب زياد :: بسبب هالظروف انا ابي اشوفها ؟؟ يا عبدالله انا من توفى ابوك ماعاد شفتها ؟؟ يا اخي بسلم عليها اعزيها ابي اكون قريب منها ؟؟ حرام عليكم هالضغط اللي تمارسونه علي ؟؟
تنهد عبدالله وهو يفرك كفوفه ببعض .. وبعدها وقف وعطى زياد ظهره بيطلع ...
وقبل لا يتركه التفت له :: زياد خف عليها شوي .. تراها هاليومين حساسة ؟؟
ابتسم زياد :: واختك من متى وهي مو حساسة ؟؟
ابتسم له عبدالله وهز راسه وطلع وترك زياد وراه يحترق في مكانه ...
خايف وقلق من المواجهة ؟؟
الحين هو في بيتهم وهي بتكون قدامه ؟؟
من زمان ما شافها اشتاق لها بالحيل ؟؟؟
غمض عيونه دقايق يتخيل مشهد لقائهم ؟؟
يا ترى بتضحك في وجهه ؟؟ بتبتسم له بخجل وتحمر وتورد خدودها ؟؟
بتقول له بصوتها الناعم " اشتقت لك "
لو قالتها ما بقدر اتحمل بحضنها وبقولها " أنا بموت من الشوق " ...
عذا .. من انخلقتي وانتي سبب عذابي ...
تنهد بتعب ورجع يفتح عيونه وهو يتخيلها داخله عليه من الباب ...
ابتسم غصب عنه .. وشفايفه تحركت بهمس " أحبك " من دون لايحس بحركتها ..
فز لما اهتز جواله اللي في جيبه وبحركة سريعة طلعه .. وشافه مشاري ..
تنهد وراحت عينه للباب ؟؟
معقولة بتدخل عليه وهو يكلم ؟؟
وش هالإستقبال الزفت يا زياد ؟؟ بتبين كأنك مومهتم لها ؟؟
سفه جواله وما رد عليه ...
لكنه رجع يتصل مرة ثانية .. وكذلك سفهه ؟؟
لكن عذا للحين ما شرفت ؟؟
كانت الوساوس تلعب في راسه وخوفه زاد لاتكون عذا رفضت ؟؟
رن جواله مرة ثالثة وحس زياد انه لازم يرد ؟؟ يمكن ندى فيها شي ؟؟؟
خاف من هالطاري ورد بسرعة ..
........:: وينك يا اخي ؟؟ كل هذا تغلي ؟؟
ابتسم زياد :: كان سايلنت وما انتبهت له ..
مشاري :: زين عذرناك ... بس ما قلتي انت وين الحين ؟؟
زياد:: ليه وش عندك ؟؟
ابتسم مشاري لندى اللي تقول له لا تخوفه :: سلامتك .. بس ابغاك في موضوع ضروري ومريتك البيت وما لقيتك ؟؟
رد زياد وعينه لازالت على الباب :: ايه والله مو موجود ..
استغرب مشاري ردود زياد وتوقع انه مشغول والا عنده احد ومن كذا يرد باقتضاب ...:: زين ترى انا وندى دخلنا البيت وهذا هي تسوي لي شاهي وبننتظرك لحد ما تجي بس انت لاتبطي علينا ..
ابتسم زياد وهو وده يسكر بسرعة :: خلاص ولا يهمك .. ساعة بالكثير وانا عندكم ...
سلم عليه مشاري وسكر الخط منه ...
اما زياد فرجع الجوال في جيبه وما حاول يشوش على تفكيره ويبي يركز في عذا وبس .!
.
.
.
.
هب واقف من مكانه لحد ما واجه عبدالله :: عبدالله ما لك حق تغصبها تطلع له ..
التفت عبدالله له :: وانت ما له داعي تشب نار الفتنة ؟؟؟
صر اسامة على اسنانه :: انا اسوي اللي عذا تبغاه .. مو مثلك ؟؟
بلع عبدالله ريقه :: وانا اسوي اللي في مصلحتها ..
التفت وشاف عذا واقفة بجمود وملامحها من دون مشاعر .. وجه اصفر وعيون ذبلانة وكأنها جسد بلا روح ...
ابتسم عبدالله :: عذا ان كنت تعزيني ... اطلعي له وقابليه ؟؟ يمكن يقول لك شي انتي لازم تسمعينه ؟؟
اطالت عذا النظر في عيون عبدالله وكأنها تعاتبه والا تتوسله ..
تنهد عبدالله :: يا عذا ترى موغصب لو ماتبين بكيفك ؟؟
ضحك اسامة باستهزاء :: توك تذكرت ؟؟
وقفتهم امهم عند حدهم :: خلاص انت واياه ؟؟ يعني بتتهاوشون قدامي ؟؟
التفت سام لأمه :: حقك علي يمه بس ولدك يقهر ؟؟
طالعته امه بنظرات غضب :: هذا اخوك الكبير اسامة ..!!
تأفف اسامة وتركهم وصعد لغرفته ...
ونزلت ام عبدالله عينها للأرض وهي تتنفس بصعوبة وتعاند دمعتها ..
حاول عبدالله يغير الموضوع والتفت لعذا :: هاه عذاي وش قلتي ؟؟
هزت عذا راسها بالموافقة ومشت عذا متعديته بتطلع للمجلس .. لكنه وقفها :: وين بتروحين ؟؟
التفتت له ببرود وعدم مبالاة :: مو تبيني اقابله ؟؟؟
طالعها عبدالله :: بلبسك هذا ؟؟
شافت عذا نفسها من فوق لتحت وكانت لابسة بنطلون جنز وتي شيرت ابيض ..
رفعت عينها له :: وش فيه ؟؟
رفع عبدالله حاجبه مستغرب :: وشعرك ؟؟ ما بتنزلينه ؟؟
مسكت شعرها وكانت رافعته بذيل حصان ...
انقهرت عذا من اخوها :: انا هذا هو شكلي ؟؟ وبعدين انا نفسيتي ماتسمح لي اتعدل لواحد مثله ؟؟
تبيني اطلع له كذا اوكي .. ما تبي احسن ؟؟
ومشت بتروح للدرج لكنه لحق عليها :: لالا خلاص .. اطلعي بالشكل اللي تبين ...
التفتت له والعبرة خانقتها بس تقاومها ..
تنهدت ومشت للمجلس الخارجي .. وتبعها عبدالله ..
ولما وقفت مواجه للباب خافت وارتعشت اطرافها ..
مجرد التفكير ان زياد وراء هالباب يخليها تتوتر وعيونها تحرقها تبي تصيح ..
لفت بتتراجع لكن عبدالله كان واقف لها بالمرصاد ويبتسم :: يالله ادخلي وانا معك ؟؟
حاول يمسح على خدها ومسكت هي يده :: عبدالله ما ابي ؟؟
بلع عبدالله ريقه :: انت ما بتخسرين شي ؟؟ بس تكلمي معه وشوفي وش عنده ؟؟
طالعت عيونه بتوسل :: خايفة ؟؟
ضحك عليها يلطف الجو :: لاتخافين .. لو سوا لك شي صرخي وانا بسمعك واجي لك ..
بلعت ريقها وهي مو قادرة تتنفس ...
توكلت على الله وشافت عبدالله يفتح الباب ويدخل ..
كانت بتنحاش .. بس هو لف لها ومسك يدها علشان تدخل ...
ومن شافها هو .. وقف قلبه عن الخفقان ... وارتعشت عظامه واطرافه ..؟؟
وأخيــــــــــــــــــــــراً يا عذا شفتك ؟؟؟
اشتقت لك والله العظيم مشتاق بالحيل ؟؟
هذا هو الكلام اللي تحكيه عيونه ... لكن عذا للأسف ما قرته لأنها منزلة عيونها للأرض .!
ابتسم عبدالله في وجه زياد اللي عينه مركزة على مكان عذا وبس :: زين انا اترككم الحين شوي .. ويا زياد مثل ما وصيتك ؟؟
التفت زياد بسرعة وكأنه يستعجل عبدالله علشان يطلع ::: ولا يهمك عبدالله ... تطمن من ناحيتي .
تنفس عبدالله بأريحية وترك يد عذا اللي شدت عليه تبيه يجلس لكن هو سحبها بعنف وطلع ؟؟
مهما كان هو مو قاسي بس يتمنى الخير لأخته ورفيق عمره ..!
طلع عبدالله وهو يدعي في سره .. وسكر الباب وراه ...
----------------------------------------------------------------------------

هب واقف من مكانه لحد ما واجه عبدالله :: عبدالله ما لك حق تغصبها تطلع له ..
التفت عبدالله له :: وانت ما له داعي تشب نار الفتنة ؟؟؟
صر اسامة على اسنانه :: انا اسوي اللي عذا تبغاه .. مو مثلك ؟؟
بلع عبدالله ريقه :: وانا اسوي اللي في مصلحتها ..
التفت وشاف عذا واقفة بجمود وملامحها من دون مشاعر .. وجه اصفر وعيون ذبلانة وكأنها جسد بلا روح ...
ابتسم عبدالله :: عذا ان كنت تعزيني ... اطلعي له وقابليه ؟؟ يمكن يقول لك شي انتي لازم تسمعينه ؟؟
اطالت عذا النظر في عيون عبدالله وكأنها تعاتبه والا تتوسله ..
تنهد عبدالله :: يا عذا ترى موغصب لو ماتبين بكيفك ؟؟
ضحك اسامة باستهزاء :: توك تذكرت ؟؟
وقفتهم امهم عند حدهم :: خلاص انت واياه ؟؟ يعني بتتهاوشون قدامي ؟؟
التفت سام لأمه :: حقك علي يمه بس ولدك يقهر ؟؟
طالعته امه بنظرات غضب :: هذا اخوك الكبير اسامة ..!!
تأفف اسامة وتركهم وصعد لغرفته ...
ونزلت ام عبدالله عينها للأرض وهي تتنفس بصعوبة وتعاند دمعتها ..
حاول عبدالله يغير الموضوع والتفت لعذا :: هاه عذاي وش قلتي ؟؟
هزت عذا راسها بالموافقة ومشت عذا متعديته بتطلع للمجلس .. لكنه وقفها :: وين بتروحين ؟؟
التفتت له ببرود وعدم مبالاة :: مو تبيني اقابله ؟؟؟
طالعها عبدالله :: بلبسك هذا ؟؟
شافت عذا نفسها من فوق لتحت وكانت لابسة بنطلون جنز وتي شيرت ابيض ..
رفعت عينها له :: وش فيه ؟؟
رفع عبدالله حاجبه مستغرب :: وشعرك ؟؟ ما بتنزلينه ؟؟
مسكت شعرها وكانت رافعته بذيل حصان ...
انقهرت عذا من اخوها :: انا هذا هو شكلي ؟؟ وبعدين انا نفسيتي ماتسمح لي اتعدل لواحد مثله ؟؟
تبيني اطلع له كذا اوكي .. ما تبي احسن ؟؟
ومشت بتروح للدرج لكنه لحق عليها :: لالا خلاص .. اطلعي بالشكل اللي تبين ...
التفتت له والعبرة خانقتها بس تقاومها ..
تنهدت ومشت للمجلس الخارجي .. وتبعها عبدالله ..
ولما وقفت مواجه للباب خافت وارتعشت اطرافها ..
مجرد التفكير ان زياد وراء هالباب يخليها تتوتر وعيونها تحرقها تبي تصيح ..
لفت بتتراجع لكن عبدالله كان واقف لها بالمرصاد ويبتسم :: يالله ادخلي وانا معك ؟؟
حاول يمسح على خدها ومسكت هي يده :: عبدالله ما ابي ؟؟
بلع عبدالله ريقه :: انت ما بتخسرين شي ؟؟ بس تكلمي معه وشوفي وش عنده ؟؟
طالعت عيونه بتوسل :: خايفة ؟؟
ضحك عليها يلطف الجو :: لاتخافين .. لو سوا لك شي صرخي وانا بسمعك واجي لك ..
بلعت ريقها وهي مو قادرة تتنفس ...
توكلت على الله وشافت عبدالله يفتح الباب ويدخل ..
كانت بتنحاش .. بس هو لف لها ومسك يدها علشان تدخل ...
ومن شافها هو .. وقف قلبه عن الخفقان ... وارتعشت عظامه واطرافه ..؟؟
وأخيــــــــــــــــــــــراً يا عذا شفتك ؟؟؟
اشتقت لك والله العظيم مشتاق بالحيل ؟؟
هذا هو الكلام اللي تحكيه عيونه ... لكن عذا للأسف ما قرته لأنها منزلة عيونها للأرض .!
ابتسم عبدالله في وجه زياد اللي عينه مركزة على مكان عذا وبس :: زين انا اترككم الحين شوي .. ويا زياد مثل ما وصيتك ؟؟
التفت زياد بسرعة وكأنه يستعجل عبدالله علشان يطلع ::: ولا يهمك عبدالله ... تطمن من ناحيتي .
تنفس عبدالله بأريحية وترك يد عذا اللي شدت عليه تبيه يجلس لكن هو سحبها بعنف وطلع ؟؟
مهما كان هو مو قاسي بس يتمنى الخير لأخته ورفيق عمره ..!
طلع عبدالله وهو يدعي في سره .. وسكر الباب وراه ...
وقف زياد بعده دقايق وهو بس يطالع في عذا اللي لازالت منزلة عيونها للأرض وما تحركت من مكانها ...
تنهد زياد بهدوء ومشى متقدم منها ... ومن حست به عذا يمشي ..
شهقت بالدموع من دون لاتحس ورفعت يدها لفمها تخفي صوتها المبحوح من كثر الصياح ..
تقطع قلبه عليها ومشى بسرعة لها لحد ما وقف يواجهها ..
دخل اصابعه الكبيرة بالنسبة لوجهها الصغير تحت لحيتها ورفع وجهها له ..
لكن غمضت عذا عينها عنه لأنها ماتبي تشوفه ؟؟ تخاف تضعف ؟؟
قرب لها وحب بين عيونها ...
ومن الصدمة فتحت عذا عينها له والتقت بعيونه ووجهه الباسم ؟؟؟
هذا هو زياد ؟؟؟
هذا هو اللي قاض مضجعي ومنسيني طعم النوم واقف قدامي وقريب مني ؟؟
أشم ريحة عطره واحس بحرارة انفاسه ؟؟؟
بصوته الهامس :: اشتقت لك .......!!
راحت تبعثر نظراتها في وجهه ؟؟ وهي بعد اشتاقت له بس ماتقدر تقول ؟؟
شي يمنعها تتكلم بهالكلام ؟؟ جرحها منه ما يسمح لها تقوله له " وانا بعد بموت وانت بعيد عني "
أحاط وجهها بيديه وهو لازال يطالعها :: عذا وش فيك ؟؟ ليه وجهك ذبلان وحالك ضعف ؟؟
تقوس فمها بحزن وألم وقهر منه وبصوت مبحوح هامس :: حتى نسيت وش صار في بيتنا ؟؟؟
طالعها مصدوم :: واللي صار شي ممكن احد ينساه ؟؟
نزلت دمعتها وهي تمسك يده بشوق :: لكني اشوفك نسيت تعزيني ؟؟
تذكر زياد انه فعلا ما عزاها في وفاة ابوها .. سب نفسه على بلادته وخباله ؟؟
سكت شوي ونزل عينه للأرض ...
ابتسمت عذا بقهر وبعدت يديه عن وجهها وتراجعت شوي عنه .. ماتبي تصير قريبه منه ..
تنهد زياد لما حس بحركتها ورفع عينه :: احسن الله عزا......
قاطعته وهي تصيح :: العزا مو كلام ؟؟ العزا فعل ؟؟ تعزيني يعني تواسيني وتوقف جنبي
قاطعها بصوت متوسل :: حاولت يا عذا بس اخوك ما سمح لي ؟؟ أسامة كان واقف في وجهي وما يبي اقابلك ؟؟ وكلما قلت له شي قال لي انك انت رافضة ؟؟
سكتت شوي وعقبها تشجعت :: وانا معي العذر لو رفضت ؟؟
ابتسم لها بألم : اجل لاتلوميني ؟؟
عطتها ظهرها ما تبيه يشوف ضعفها لكنها حست به يتقرب منها
شعرت به قريب من ظهرها ؟؟
وفي لحظة حست انها ملتصقة في صدره ..
حاولت تتقدم وتبتعد لكنه مسكه مع خصرها ...
زاد نحيبها وصياحها ::زياد أرجوك ابعد عني ؟؟
غمض عينه بألم وهو يتنفس بسرعة غير منتظمة ...
قربها منه بهالصورة وتره ؟؟
حاولت تتملص من يديه لكنه هو لف بوجهها له :: عذا اسمعيني ... انا احبك ومااقدر اكمل باقي حياتي بدونك ؟؟؟
سكتت وماردت عليه ..
أصلا ما تدري وش يقول ؟؟
هو قريب منها بقوة لدرجة انها فقدت تركيزها ...
كمل كلامه :: عذا ابيك ترجعين لي ... ابي حياتنا ترجع مثل قبل ؟؟ احنا الحين محتاجين بعض اكثر من أول ....!
رفعت عينها له بعذاب :: مستحيل زياد ؟؟ انت الحين زوج سحر بنت عمك ؟؟
تنرفز من هالطاري :: بالإسم ؟؟ لكن في الحقيقة انا زوجك انتي وبس
قاطعته :: لاتظلمها معك ؟؟؟ وانا راضية بانك تكون لها بروحها ..
ونزلت عينها للأرض تداري دمعتها ..
رفع وجهها علشان تشوف عيونه وبنظرات حزينه ونبرة مكسورة:: عفتيني يالغالية ؟؟؟
غطت وجهها بيديها :: أشم منك ريحة الخيانة والكذب ... وما اقدر اعيش في هالجو زياد ؟؟ ما اقدر ..!؟
غاصت في نوبة بكاء صامتة مكتومة ...
اما هو فنزل يديه عنها وابتعد شوي ..
ارتعشت عظامها برد لما تركتها لمسته الدافية ..
حست بالخوف يتملكها لما ابتعدت ريحة عطره وماعاد صارت تشمها ...
مشاعر الفقد والألم اعترشت قلبها من جديد وهي تحس ببروده الجو حولها وانفاسه اللي ابتعدت ..
شالت يديها وبنظراتها الملهوفة المجنونة راحت تدور عليه ..
حصلته واقف ومعطيها ظهره ويطالع الصورة الكبيرة المرتكزة على الطاولة ... وكانت صورة ابو عبدالله وعبدالله يوم تخرجه ..
تنهدت براحة لأنه ما طلع ..
مجنونة انتي يا عذا .. تبينه وما تبينه ؟؟
انتبهت له لما قال :: عذا لو اسامة اخوك في مشكلة ... ومساعدتك له تقتضي اضرار بسيطة لعبدالله .. ساعتها وش بتسوين ؟؟
سكتت وما ردت ..
رجع يلتفت لها :: وش بتسوين ؟؟
وطالعها بنظرة متلهفة لجوابها ؟؟
لكنها طالعته ببرود :: وش مناسبة هالسؤال ؟؟
تنهد :: انتي جاوبيني ؟؟
تنفست بعمق :: مستحيل اساعد واحد على حساب الثاني .. الإثنين احبهم ويعنون لي الكثير ؟
طالعها بخيبة أمل :: يعني بتتخلين عن سام ؟؟
ابتسمت :: سام اصلا ما بيسمح لي اساعده على حساب عبدالله ..
سكت عنها زياد وردها افحمه ..
فرك جبهته وانتبه لعذا اللي استرسلت :: بس يمكن عبدالله بعد ما يرضى يسكت وهو يقدر يساعد سام .. وكل شي بيتم بالتفاهم .. مو المفاجآت ؟؟
وطالعته بنظرة غضب و تنغيز ...
سكت هو وتنفس باضطراب ..
تقدمت منه وبنظرة رقيقة وصوت خافت :: زياد ليه تزوجت علي ؟؟؟
رفع عينه بتوتر لها وبلع ريقه ..
وملامح وجهه فضحت اسباب سؤاله ..
كان بيتهرب لكنها مسكته مع يده ؟؟
وقف شعره من لمستها له ... كانت تضغط على يده بهدوء ..؟؟
اشتاق لها والله ...!
تسمر في مكانه وطالعها ...
شافته بنظرات توسل :: انا برتاح لو جاوبتني ؟؟ لاتعيشني في عذاب يكفيني اللي فيني ؟؟
سكت شوي ونزل راسه للأرض وعينه تطالع في رجوله ..
وعذا لازالت شادة على قبضتها .. وكانها تمنعه يتحرك من مكانه اليوم قبل لايقول ؟
بلع ريقه بحزن وشريط ذكريات الأيام السوداء الماضية يرجع له ...
غمض عينه وهو يتذكر دوامة الأحداث اللي عاشها ..
كانت ايام عصيبة .. ما يدري وشلون تعداها ؟؟
تعداها ؟؟
وش هالنكتة ؟؟
هو ماتعداها هو خسر فيها أشياء كثيرة وتهيئ له انه تعداها ..
رفع عينه لها بنظرة تطلب العفو :: قالوا لي اختك بتخسر حياتها ؟؟؟ وولدها بيعيش بين اب وام مطلقين .. ولما يكبر بيقولون له خالك زياد هو السبب ،، وهالأخت نفسها تجيني وهي منهارة وتلومني على اللي سويته ؟؟؟؟ تقول انت دمرتني وعلقتني فيه ؟؟ ريح قلبي ...!!
ركز عينه في عينها وهو يحس بقبضتها ترتخي وتركز معه ..
كمل زياد وهو يبعد عيونه عنها :: ولما يقول لك عمك انك خسرت حلالك وفوق هذا مديون واختك خسرت حلالها بسبب غبائك ساعتها وش بترد على الناس ؟؟ ووش بتقول لأختك ؟؟ ضيعت فلوسك لأني ما كنت افكر ساعتها ؟؟؟
تنهد وهو يسترسل بغضب وفمه يهتز بسخرية ::ولما تشوف وحده يقولون بتموت بسببــك ... والمشكلة اني عارف بانها تحبني من قبل ... لكن قلبي مو ملكي .... و يوم تخطبها يرجع اخوها لأختك وتنصلح أحوالهم وحلالك و حلال اختك يرجع لك وديونك تختفي ....!!...
سكت شوي وطالعها بعيون متألمة وحزينة ...
عيون تحكي معانته وندمه ...
همس لها وهو يشوفها تطالع في الفراغ ومتألمة ...
......:: قولي لي كيف ارتاح وانا ادري ان اللي في بنتهم بسببي .. واللي في اختي بسببي ...
قاطعته بصراخ .. خلاااااص اسكت ...!! اسكت لا تكمل ...
بلع ريقه بألم وفرك جبهته قبل لايرفع عينه لها ...
وبعد ثواني من الصمت ..
طالعها بجرأة و لكنه انصدم لما شافها غرقانة في دموعها ...
ما طاوعه قلبه حاول يمسكها لكنها سحبت يدها منه بغضب ..:: اتركني ...!!
شهقت وغصت بدموعها ..
جلست على الكنب القريب منها وهي مصدومة وتصيح ..
مشى لها وقلبه يضرب بسرعة جنونية خايف من ردة فعلها ..
جلس على ركبه قدامها ومسك يديها وهي مو حاسة بالدنيا ولا حاسه فيه ...
رفع يده ومسح دموعها ومسك وجهها وقابلها :: مو انتي تبين تعرفين الأسباب ؟؟
رفعت عينها له وابعدت يديه عنها :: بس ما قلت لك طلعني برا حساباتك ؟؟
انصدم منها :: ومن قال هالكلام ؟؟
صرخت في وجهه وهي تهب واقفه :: انت قلت ؟؟ انت فكرت فيهم كلهم الا انا يا زياد الا انا ؟؟
وقف وهو قريب منها حد الإلتصاق :: أنا ما فكرت فيك ؟؟ انا يا عذا ما كنت انام كله اهوجس بك ؟؟
ضربته على صدره بألم :: كذاب كذاب .. انت قررت وانتهيت ولا حتى شاورتني ؟؟ اهتميت لندى ومنصبك ونفسك وحتى هي اهتميت لها وخفت عليها؟؟؟؟ لكن انا ..! ضيعتني في زحمة اولوياتك ؟؟.. كملت صياحها وبصوت هامس (( وانت اللي كنت تقول اني نفسك ))
قرب وجهه لها :: وانتي لازالتي أنا ...
رمت نفسها على صدره من دون شعور وتعلقت فيه وصاحت حد الموت ..
كلامه اغضبها .. اشعل نار الغيرة في صدرها ؟؟؟
كل هذا يصير له بسبب هالسحر ؟؟
كل هذا يحصل له لأنه ما تزوجها ؟؟
يعني كانت بتموت لأنه ما صار عريسها هي ؟؟؟
زاد نحيبها والأفكار تلعب في راسها ...
شدت يدها وتعلقت في زياد أكثر وكأنها تقول انت لي انا وبس وهالسحر اتركها تموت بكيفها ..!
والفلوس تضيع ... وولد ندى يعيش مع امه بسلامته ..
لكن انت لا تبتعد عني .. لأني ما لي عيشة وانت بعيد ؟؟
مالقى بد زياد من انه يطوقها بيديه وحبها على راسها ...
دقايق مرت وعذا على نفس وضعها متعلقة في زياد ومتمسكة فيه بخوف من الفقد ...
ما انتبهت للوقت ولا للساعة طالما انها مرتاحة في وضعها هذا .
لكنها فجأة وعت لعمرها وانتبهت لنفسها ..
لملمت شتات روحها اللي ضاعت وحاولت تبتعد عنه ..
لكنه ما سمح لها ...
ابعدها شوي عن صدره وخلاها تقابله شاف بحور الهم والحزن في عيونها ؟؟
شافها تتألم بصمت وهو قاعد يتفرج عليها ...
همس لها بصوته الرجولي :: انتي لازم ترجعين لي عذا ،،، لازم ؟؟
هزت راسها بالنفي :: انا ما ابيك .. ولا ابي ارجع لك
انصدم لكنه ماحاول يوضح .. نزل يديه لكتوفها ومسكها بشدة :: عذا حرام عليك ..انا محتاجك وانتي محتاجتني ..
بلعت ريقها : انا مو محتاجة واحد ما يفكر فيني الا آخر العالم والناس ؟؟
تنهد :: اللي تقولينه في حقي ما يجوز يا عذا ؟؟؟ انا زياد ؟؟ نسيتي وش يكون
نزلت عيونها للأرض :: زياد اللي حبيته راح .. وما بقى منه الا انت
كان بيتكلم لكنها قاطعته وهي تمسح دموعها بظهر كفها :: انت بقاياه السيئة ؟؟ اللي عمري ما فكرت ارتبط معها ؟؟
حاول يسكتها و يتكلم .. كان بيعصب لكنه مسك نفسه ...
صدمته بكلامها وردها .. توقع انها لانت وصارت تمام وانها مشتاقة له بحجم شوقه هو لها ؟؟
لكن الظاهر عذا لازال في قلبها الكثير عليه ...
هو يعرف هالشخصيات ..
تسامح لآخر نقطة ..
لكن الشي اللي يجيها من الغالين ويهز أركانها لايمكن تسامحه او تتغاضى عنه ..!
انتبه لها وهي متوجهه للباب بتطلع ..
وقفها لما قال :: انا لو مت يا عذا .. ترى ذنبي في رقبتك ...
التفتت له بخوف من هالطاري لكن ما تكلمت .. بس عيونها فضحت رعبها اللي هز قلبها للمرة الثاينة من بعد وفاة ابوها ...!!
كمل وهو يبتسم من خوفها عليه :: بس تذكري ان زياد كان ولا زال ما يحب في هالوجود من البنات الا انتي ؟؟؟
كانت بتصيح لكنها نزلت عيونها للأرض وكملت طريقها طالعه ..
وقبل ما تختفي عن نظره التفتت له وطالعته بنظرة ثانية هو اشتاق لها ..
توه بيتكلم لكنها ما عطته فرصة ..
نزلت دمعتها وراحت بحركة سريعة واختفت من قدامه ...
صحاه صوت جواله يرن ...
بلع غصته وطالع الرقم وشافه مشاري. ..؟
تذكر انهم ينتظرونه في بيته ...
وطلع هو الثاني من المجلس بحركة بطيئة توضح خيبة الأمل اللي تعرض لها ..
لكن قبل لايترك هالمجلس ..
توجه نظرة للزاوية اللي كان واقف فيها مع عذاه ؟؟
على الأقل .. قدر في دقيقتين يخمد نار الشوق اللي في قلبه ..
والحمدلله انها ماقاومته ..
وهي الظاهر كانت مشتاقة له اكثر لكنها ما تقدر تسامحه ..!!
-------------------------------------------------------------------------------------------
كان كتلة نار تشتعل على كرسي السيارة ؟؟
مو قادر يسيطر على اعصابه وهو يسوق ..!!
متوتر وكفوفه تنتفض على المقود ...
ما فيه قدام عيونه غير صورتها وهي رامية نفسها على صدره بحزن ..
ما يسمع غير صوتها وهي تعاتبه وتقول فكرت فيهم الاأنا ؟؟
معقولة انا انسى من هي روحي وحياتي ..
انسى اللي عشت طول عمري استمتع بحلم الإرتباط فيها ...؟؟
على الرغم من ان الأيام اللي قضيتها معها كانت متوترة ومابين مد وجزر الا انها كانت احلى ايامي ؟؟؟
يكفي اني ارجع من الدوام واشوفها جالسة في الصالة تتنظرني ؟؟
مشاعر ما اقدر اوصفها لكم لما اجلس على سفرة الغداء وهي معي وقدامي ؟؟؟
قبل كنت احس بالحرمان والتعطش للمشاعر الحلوة ..
لكن من ارتبطت فيها وانا احس اني مغمور سعادة وحب ..!!
هي تعني لي كل شي حلو في هالحياة ...
تعني الحب والصداقة ..
تعني لي أمي وابوي واهلي كلهم ؟؟؟ وفي هذي ما كذبت ..!!
ليتك تحسين ياعذا بالنار اللي تحرقني هاللحظة لأني تركتك في بيتكم وطلعت من دونك
ليتك تحسين بالألم اللي واقف في مجرى التنفس وبيخنقني لأنك كنت بين يديني من دقائق لكنك للحين متضايقة مني ؟؟؟
انا ما يهون علي أزعل أحد .. وشلون وانتي اللي زعلانة مني الحين ؟؟؟
مشكلتي اني احبك بهالقدر .. وليت حبك في قلبي يخف ؟؟ يمكن حياتي بتكون أفضل ..!
دخل الحارة اللي فيها بيته .. بيته الجديد اللي سكنت معه سحر فيه ..!!
مشى بهدوء في الحارة لحد ما وصل لباب البيت ...
مو قادر يحرك رجوله وينزل ...
ماعنده طاقة يقابل أحد ..
يبي يروح يرمي نفسه على السرير ويطلق العنان لأفكاره وأحلامه ..
يبي يروح يناجي نفسه ويرتب أموره ...
يبي أمه أو ابوه المهم واحد منهم يشيل عنه شي من همومه ..!!
وليتها امه اللي كانت على قيد الحياة ..!!
كانت بتآخذه في حضنها وتواسيه ... تآزره وتمسح على راسه وتهدي اللي في قلبه ..!
والا ليته على الأقل ابوه هو اللي موجود ..
لو كان ... فـ عمه مستحيل بيدوس لهم على طرف ..
مستحيل يهدد بفلوس ..!!
مستحيل بيجبر ندى على الزواج من مشاري ...
كان ابوه هواللي بيكون في وجه المدفع وهو اللي بيوقف في وجه اخوه ..!
تنهد بألم على الأحلام اللي راودته ...!!
وضعه ماعاد ينطاق ..
وحاله ما تسر عدو ولا صديق ...!!
نزل راسه على المقود وهو يتنفس بسرعة ...
يحس بنقص اكسجين فضيع ..
يحس بضيق تنفس وألم ينغز صدره ...!!
تعدل في جلسته وحاول يمسد صدره يمكن يقدر يفتح المجال للهواء ويدخل ...
بعد دقائق حس فيها انه تحسن ..
فتح الباب ونزل ...
حس بالدنيا تلف به لكنه تماسك ... وتسند على الباب لحد ما اتضحت الصور قدامه ..
وعقبها تنهد بتعب وسكر بابه ولف للسيارة يقفلها ..!
وبعدها طاحت عينه على سيارة مشاري الواقفة قدام باب البيت ..
عقد حواجبه وهو يحاول يخمن أسباب الزيارة ؟؟؟
ولما ما قدر ..
تنفس بعمق ومشى لباب البيت ...
صعد الدرجات بخفة واضحة ... تبين حركته الرياضية ..!
طلع مفاتيح البيت من جيبه .. وبيدخل المفتاح في مكانه ...
لكن للأسف زياد ...!!
دائما الأقدار أسرع من حركتنا ...
ودائما ما نعمل حسابنا لأشياء ممكن تصير لنا مثل ما صارت لغيرنا ...
سمعهم ينادونه باسمه ...!!
التفت باستغراب وحاجبه مرفوع يدور عليهم ... لكن اللي وصله كان اسرع من لمح البصر ...
واسرع من نظرته اللي ما قدرت تشوفهم او تميزهم ...!!
خمس رصاصات و استقرت اخيرا في جسم زيــــــــــاد بعد ما شقت عنان الهواء متوجهه لصدره ...
والفاعل ..؟؟ مجهول ؟؟
خمس رصاصات هزت جسد زياد المنهك وطيحته من على درجات البيت ؟؟
وتركته غرقان في دمه اللي تكون في شكل بركة ؟؟؟
غرقان في الدم اللي كان مشتعل في عروقه ... بسبب عذاه ؟؟؟
وما سمع مشاري الا صوت احتكاك الكفرات بسفلت الشارع من بعد صوت الطلقات ؟؟؟
طلع يركض من الخيمة الخارجية متوجه بسرعة جنونية لباب البيت الخارجي ..؟؟
اما ندى .... فلا تعليق ..!!
.
.
.
.
.
قربت الساعة لأذان الفجر وهي لازالت تتلوى على السرير بألم وعذاب ومرارة ..
كيف طاوعها قلبها تترك زياد يقول هالكلام اللي يغث وتطلع عنه ؟؟
ليه ما رجعت ليه ؟
ليه ما قالت له انااحبك واموت فيك و مشتاقة لك وبيدك اقدر اسامحك ؟؟
ليه تهورت ؟؟
ليه ما صارحته ؟؟
لكن هو صدمها ..
صدمها لما قال لها اسبابه ؟؟
معه عذره وما تلومه ... لكن حز في خاطرها انه يقول انتي سبب حزني ؟؟
هو ما قالها مباشرة لكنه لمح بها ؟؟
يقول انه من تزوج وكل شي ضاع منه ..
اخته فقدت زوجها وهو فقد حلاله ومنصبه ...
وبنت عمه كانت بتفقد حياتها ؟؟
يعني لهالدرجة وجودي بيسبب كارثة لحياتهم ؟؟
حركت كفها تمسح دموعها وهي حاضنة مخدتها ومتلحفة بالبطانية وتحس برجفة برد شديدة تعصر خلاياها ...!
شافت جوالها يأشر وانتبهت انه وصلها رسالة ..
مالها خلق تشوف شي ولا تقرأ شي ..
أصلا ما عاد شي يهمها ولا يونسها عقب اللي يصير لها كله ..؟؟
" يا رب أموت و ارتاح من هالهم اللي في صدري "
" ليتني أموت في سريري متجمدة وافتك "
كانت هذي هي الكلمات اللي ترددها بصوت هامس ..
رفعت يدها لجوالها ومسكته وفتحته ...
شافته مسج جميل يذكرها بالصبر في الشدائد ..
وكان من هناء صديقة طفولتها اللي للأسف سافرت برا مع اهلها وتركت عذا في محنتها ؟؟
لكن مع ذلك مانستها بالرسايل والتليفونات ...!!
تنهدت عذا وهي كل شي تجمع عليها ؟؟
كل حبايبها بعاد عنها وهي مشتاقة لهم ؟؟
يارب وش تسوي ؟؟ ووش الحيلة ؟؟
غصب عنها يدها راحت للملفات اللي في جوالها ...
الحركة كانت لا شعورية ...!!
فتحت الملف اللي فيها صوره هو وبس ...
راحت تنتقل من صورة لثانية وهي تزيد من دموعها وشهقاتها ...
هذا ابوها وظهرها في الدنيا راح وتركها ..
شافته يوم حفلة اسامة وتخرجه من الثانوي ؟؟
شافته وهو يضحك لها وفي يده قطوة يهددها بها ..
فتحت مقطع الفيديو وشافت ابوها يتحرك قدامها ... كانوا في مزرعتهم وفي الزراعة الخضراء .. اجمل منطقة في المزرعة كلها ..
كان يسمد شجرة التين وهي واقفة تطالعه وتعلق عليه وهو متلثم بشماغه ...
التفت لها وهو يضحك ورمى عليها من الطين والوسخ اللي في يده وشهقت هي بقوة ..
واستمر ابوها يحذفها باللي في يده ويصرخ عليها علشان تسكر التصوير ؟؟؟
شهقت عذا وحطت يدها على فمها من شدة الألم اللي عصر قلبها ..
مرت عل كل المقاطع واللي آلم قلبها وخلاها بتموت هو مشهد لأبوها وزياد لما كانوا في مكة قبل لا يسافر ابوها للأمانيا و يوم كانت توها عروس ؟؟؟!!
كانوا ابوها وزياد طالعين من بوابة الحرم ويتكلمون بعصبية وكأنهم يتناقشون في شي حاد ..
وهي تصورهم وتسمع صوت امها ولمياء وهم يسولفون عن الشي اللي ممكن يخلي هالأثنين يتهاوشون بهالصورة ؟؟
بعدها ابوها ضرب زياد على كتفه وهو يبتسم .. وزياد ضحك من كل قلبه ووقف في نص طريقه وهو مستسلم للضحك ..؟؟؟
من دون شعورها راحت تناجي صورته اللي انفتحت بعد المشهد هذا ؟؟؟
كان زياد هو الموجود قدامها ...
زياد يبتسم ... وكانوا في بيتهم ؟؟؟
.......... آسفة زياد ... آسفة لكن سامحني ؟؟؟ انا ما أقدر ارجع مثل أول ؟؟؟
ما أقدر اتغاضى عن خيانتك ولا أقدر انسى اليوم اللي تركتني فيه علشانها وفوق هذا طفلي اللي راح بسببك ..؟؟ ما اقدر انسى اسبابك اللي صعقتني بها ؟؟؟ ما اقدر ............!
ما كنت متخيلة في يوم انك تواجهني وتقول لي عذا انا اهتم لندى وسحر أكثر منك لأنهم هم القريبات مني ؟؟؟؟ ما كنت متوقعة في يوم انك بتتركني علشان فلوس او منصب .. او علشان ندى وسحر ؟؟؟؟ الله يسامحك يا زياد ليتني ما قابلتك ليت ؟؟؟
انهارت تصيح مرة ثانية ورمت الجوال اللي في يدها على السرير وهي خلاص تحس بأحشائها تتقطع من شهقات الصياح ...!
وصدح صوت الأذان بالتكبيرات وتسبيح الله العظيم ...
ووصلت لمسامع عذا المسكينة .. اللي حالها من سيئ لأسوأ ...
مسحت دموعها بطرف كمها ونامت على ظهرها وعيونها للسقف ..
الدنيا ظلام لكن نور الشارع الخفيف الواصل من الشباك يخليها تشوف محتويات سقفها ...!
كان فمها بيتقوس بحزن جديد لكنها حاولت تمسك نفسها وسكرت وجهها بيديها ...!!
وبسرعة قامت من على السرير ...
تنهدت وهي تجلس وراحت تردد وراء الإمام ...
وأول ما خلصت رفعت يديها في توسل ودعت ربي ...
... مو هذا من أوقات إجابة الدعوة ...؟
وبعد ما خلصت راحت للحمام تغسلت وتوضت وطلعت ...
وقبل لاتفرش السجادة وتصلي قررت تنزل لأمها وتمر على اللي في البيت تصحيهم ...
خصوصا امها علشان هي الوحيدة اللي تقدر على أسامة وتقومه لصلاة الفجر غصب عنه ..!
شافت شكلها في المراية وكان واضح عليها انها كانت ميتة من الصياح ...
ما اهتمت بس رتبت شعرها وطلعت من الغرفة ...
ونزلت تحت بحكم ان غرفة امها صارت تحت ...
لكن الجلبة والأصوات كانت مستغربة ؟؟؟
مو عادتهم هالوقت يكونون صاحين ؟؟؟
رفعت حاجبها بخوف وهي تسمع صوت اسامة يتكلم ؟؟؟
اسامة صــــــــــــــــــــــاحي ؟؟؟
شهقت وحطت يدها على صدرها خافت لايكون في أمها شي بعد ؟؟
نزلت بخطوات سريعة وركضت للصالة ودخلت عليهم ؟؟؟
كانت تتنفس بسرعة وحواجبها معقودة فوق عيونها اللوزية ؟؟؟
بلعت ريقها وهي تشوف امها جالسة على الكرسي وعيونها ملزقة في عبدالله اللي واقف وجواله في أذنه ...
التفتت لأمها برعب :: يمه وش فيكم ؟؟
انتبهت لها ام عبدالله وطالعتها بنظرة وما ردت عليها ؟؟
ورجعت تطالع في عبدالله وهي تهز رجلها وكل شوي تبلع ريقها وتمنع دمعتها ويدها مسكرة بها فمها وكأنها ما تبي يوضح عليها العبرة...!
خافت عذا ورجعت نظرها لعبدالله الي لفت انتباهها لما قال بصوته العالي :: هلا مشـاري هلا ... نعم ؟؟؟ ايه ايه كلمني مصعب بس ما قال لي التفاصيل بالضبط ؟؟ .............. طيب انتم وين الحين ؟؟؟ ............... وهو كيف حاله ؟؟؟ ......... أفاااااااااااااااا ؟؟ لاتقول ؟؟؟ لاحول ولا قوة الا بالله ؟؟
.................... وندى ؟؟؟ ....... زين حنا جايينك الحين دقائق وبنكون موجودين ؟؟؟ يالله تآمر بشي .. مع السلامة ؟؟؟
سكر عبدالله وانتبه للست عيون اللي تراقبه ؟؟؟
امه وعذا واسامة ؟؟؟
كانت عذا تطالع فيه ببلاهة ويدها على فمها من الخوف ؟؟
بلع عبدالله ريقه وعموما عذا من شافت لون وجه اخوها اللي انقلب اسود وهي حاسة ان فيه شي ..
لكنها بالمكابرة ما تبي تتوقعه ... مع ان كلمته ترن في أذنها ولا زال صداها يتردد داخلها لكنها تتجاهلها قد ما تقدر ...
تقدمت منه بخطوات بطيئة وسمعت امها اللي قالت بعجز:: هاه بشرني وش يقول ؟؟؟
التفت عبدالله لأمه :: في غرفة العمليات الحين وما بعد طلعوه ؟؟
صاحت ام عبدالله غصب ويدها على خدها :: طيب وش فيه وش قالوا عنه ؟؟
فرك عبدالله جبهته وهو يحاول يقاوم دمعته :: خمس رصاصات دخلت جسمه ثنتين في الكتف ووحده على القلب وثنتين في رجله ؟؟؟
صاحت ام عبدالله وحوقل أسامة بخوف وقلق ..
اما هو فحس بيدها ومسكتها الضعيفة على يده ..
ولما رفع عينه لها تنهد وحاله يقول " عذا انتي مو ناقصة "
بلعت ريقها وعيونها مليانة دموع :: زياد وينه ؟؟؟
مسك عبدالله يدها :: عذا
قاطعته بصراخ :: عبدالله لاتكذب علي وقول الحق .. زياد وينه ؟؟
وقف اسامة وتقدم منها :: زياد في المستشفى ..!
التفت عليه عبدالله بغضب اسود :: انت ما عندك رحمة ؟؟
التفت له سام :: هذا شي لازم تعرفه اليوم والا بكره ..؟
التفتت عذا لسام وهي مو مصدقة :: وش قلت ؟؟
رد عليها سام كلامه وهو يتقدم منها اكثر وخايف عليها من ردة الفعل :: في المستشفى وبيقوم بالسلامة ؟؟
هزت راسها بالنفي وعيونها تطالع في وجه سام :: كذاب ... زياد مات ؟؟؟ صح ؟؟ مات هو بعد وتركني ؟؟ راح وخلاني مرة ثانية وهو يقول انه بيوقف معي ؟؟ كلهم راحوا يمه كلهم (( والتفتت لأمها الي تنتحب في مكانها وتدعي ))
مسكها سام :: عذا تماسكي
صرخت في وجهه :: شفت قلت لك انت كذاب وزياد مات وتركني .. راح وهو يقول ان ذنبه في رقبتي ... راح وهو يطلبني ارجع معه وانا رفضت لأني حمارة ...!
ضربت على وجهها بألم وجلست على ركبها :: كله مني انا السبب انا اللي ذبحت ابوي وانا اللي بتسبب في موت زياد .. كان حاس انها نهايته وانا اللي تخليت عنه ،،، أنا اللي دست على قلبي وعلى بالي أكابر ولفيت وجهي عنه وكأنه ما همني ...!! يا حسرة قلبي علي ..... يا رب موتني يارب لاترحمني يارب ؟؟
جلس عبدالله قريب منها ومسكها مع يديها :: عذا اللي تسوينه حرام .. وبعدين زياد ما ندري عنه للحين وهو في غرفة العمليات .. ادعي له لأن حالته خطيرة ؟؟ مو تقعدين تفاولين عليه ؟؟
رفعت عذا عينها لعبدالله وهي تحس بصورته تتموج وعبدالله كل ماله وينقسم أكثر وأكثر لحد ما صار اكثر من واحد ...
وما عاد شافت شي عقبها ... لكنها حست بيديه يمسكها لا تطيح على الأرض ..!
---------------------------------------------------------------------------------------

فتحت عيونها ببطئ شديد وهي تحس بصداع غريب خطر يفتك بخلايا مخها ...!!
شافت نفسها في مكان غريب وحولها انابيب والوضع مختلف ؟؟؟
حاولت تقوم بس الإبرة في يدها منعتها ورجعت تضم كفها لصدرها بسبب الوخزة اللي عورتها ...
انتبهت لها لمياء وقامت لها :: الحمدلله على السلامة ؟؟
انتبهت عذا لأختها والتفتت عليها بنظرات متعجبة :: أنا وين ؟؟
ابتسمت لها رغم الوضع اللي هم فيه :: في غرفتك ؟؟ يعني وينك فيه في المستشفى ..!!
والكلمة الأخيرة كانت كفيلة أنها ترجع كل شريط الأحداث قدام عيون عذا ؟؟
كل شي قام يمر قدامها بسرعة ...
وما وقفت الصور الا على شكل عبدالله وهو يقولها ان حالته خطيرة ومحتاج الدعاء ..!!
طولت وهي تناظر لمياء لدرجة ان الأخيرة شكت في ان اختها في وعيها ..
هزتها مع كتفها :: عذا انتي معي ؟؟؟
انتبهت عذا لنفسها وهزت راسها والدموع تجمعت :: زياد وينه الحين ؟؟
تنهدت لمياء : إن شاء الله انه بخير ..؟
بلعت عذا ريقها :: والعملية ؟؟
سكتت لمياء شوي وبعدين ردت عليها :: طلع منها لكنه في العناية ؟؟
شهقت عذا وحطت يدها على فمها ..
وفي لمح البصر شالت المفرش اللي يغطيها ونزلت رجولها بتنزل من على السرير
وقفتها لمياء :: وين بتروحين ؟؟
ردت من دون لاتطالعها :: بروح لزياد ..!!
مسكتها لمياء :: ايه بس شوفي اللي في يدك طيب ؟؟
تذكرت عذا الإبرة اللي وخزتها في يدها ورفعت تطالعها .. وعقبها نزعتها وهي تتألم لكنها ما اهتمت ...! نزل دم من بعد الإبرة ... وبعد ما اهتمت عذا ..!!
وش سالفتك قوى قلبك يا حلوة ؟؟؟
كانت بتمشي للباب لكن حست بدوخه مرة ثانية والدنيا اسودت قدامها ...
مدت يدها بتتمسك في الجدار لكنه كان بعيد عنها ..
فلحقت عليها لمياء تمسكها ..
ومشت معها وجلستها على الكرسي ...
جلست عذا وهي تتنفس بسرعة وترمش بعيونها ..
خلتها لمياء تتسند :: انتي اللي فيك كافيك .. الحين انتبهي لنفسك وبعدين نروح لزياد ؟؟
التفتت لها عذا بتعب :: هو هنا في المستشفى ؟؟
هزت لمياء راسها وهي تقوم :: ايه .. وصلك عبدالله هنا للطوارئ وهو طلع فوق لزياد ...
رجعت لمياء لمكان اختها بعد ما جابت لها كاس مويه ..
خذته عذا وشربت رشفتين ..
وبعدها رفعت عينها للمياء :: ابي اشوفه لمياء تكفين ؟؟؟
ابتسمت لها :: بتشوفنيه .. بس انتي قبل قومي واغسلي واقضي صلواتك اللي فاتتك ؟؟
ما صليتي لا الفجر ولا الظهر ولا العصر ولا المغرب اللي توه أذن ؟؟
انصدمت عذا :: من الفجر وانا طايحه ؟؟
طالعتها لمياء بنظرة :: ولا حاسة في اللي حولك ...!!
نزلت عذا الكاس من يدها وحاولت تساعد نفسها علشان تقوم ...
وفعلا لما اعتدلت في وقفتها مشت متوجهه لدورة المياه تغسل ...
لكن لمياء قالت لها :: لا تسكرين الباب خليه مفتوح ؟؟؟
هزت عذا راسها وراحت ..
تغسلت وتنشطت وبعدها رجعت للغرفة وفرشت السجادة تصلي ...
سمعت جوال لمياء يرن والأخيرة ردت عليه ...
الظاهر كانت امها ...
...............:: ايه صحت من شوي ..... لا ماعليها الا العافية والحين تصلي ...... وانتي ما اتصلتي عليه ؟؟؟ ............... ما ادري يمكن المكان اللي هو فيه ما فيه ارسال ؟؟؟ .........
ولا حتى ندى ما اتصلت عليها لكن مشاري نقلها للمستشفى اللي فيه دكتورتها ..... خلاص انتي اتصلي عليهم وطمنيني ... إن شاء الله فمان الله ...
سلمت عذا منتهية من صلاة العصر والتفتت للمياء :: هذي أمي ؟؟
هزت لمياء راسها وهي تحوس في الجوال ...
كملت عذا :: ندى وش فيها ؟؟؟
رفعت لمياء عينها :: اغمى عليها وجاها نزيف وكانت هنا في المستشفى لكن مشاري شالها اليوم العصر ونقلها . عاد للحين مادري وش صار عليها ؟؟؟
رفعت عذا حاجبها وهي توقف :: ما اتصلتي عليها ؟؟؟
تنهدت لمياء :: جهازها مقفل ولا اعرف رقم مشاري ...
هزت عذا راسها وكبرت تصلي المغرب ...
.
.
.
.
.

في الجهة الثانية من المستشفى ...
كان هو مستلقي على السرير الأبيض من دون وعي ...
مو حاس بالدنيا اللي حوله
ولا حاس بالعالم الخايفة عليه وتنتظره يفتح عيونه ..!
كانت نظرات ابو مشاري اللي متعلقة فيه نظرات حزينة ومتألمة ...
مو قادر يكابر والا يقول انه قاسي وخالي من المشاعر ... مع انه يظهر هالشي لكن داخله مختلف تماما ...
تنهد بتعب وتمتم وهو يحب زياد على جبهته :: الله يقومك بالسلامة ..!!
ربت على يده وطلع بعدها من غرفة العناية وكان قدامه عبدالله ...
سلم عليه وشد على قبضة يده :: وش قال لكم الطبيب عنه ؟؟
تنهد عبدالله :: العملية نجحت مع انه خسر كمية دم كبيرة الا ان التبرع سد مكانها ... لكنهم خايفين من عملية نقل الدم وخايفين من سالفة انخفاض الضغط وضعف التنفس عنده ؟؟؟
سكت ابو مشاري شوي وكأن هموم الدنيا على راسه وبعدها قال :: طيب والرصاصات طلعوها ؟؟
هز عبدالله راسه ::الحمدلله ... لكن اللي في رجله سوت له تمزق أربطة وعضلات .. اما اللي في صدره فالحمددلله ما تجاوزت القفص الصدري لكنها كسرت ضلع له بس ...!
بلع ابو مشاري ريقه :: الله يقومه بالسلامة ...
هز عبدالله راسه وهو يداري دمعته :: آمين .. بس انتم ادعوا له ..!
لف ابو مشاري براسه لباب غرفة زياد وطالع من القزاز أشكال المرضى وانرسمت في مخيلته صورة زياد وهو طايح على الفراش من دون حيل ولا قوة ...!
... " يحس انه ظلم هالولد "
دارت في مخيلته كل الذكريات القديمة ؟؟
أيام ما كان زياد طفل وهو ( ابو مشاري ) ما يطالعه ولا يعتبره شي ....
مع انه كان يرحمه في بعض الأحيان ... لكن فجأة يقسى قلبه عليه لأنه ولد سلطان ؟؟ وبس ..!
تذكره وهو مراهق وهالسن اللي الشباب فيه يكونون في قمة طيشهم ..
لكن زياد كان مختلف .. والسبب ابو مشاري
كان يضغط عليه لدرجة الإنفجار ..
ما يبيه يطلع ولا يدخل الا بإذنه ..
ما يعطيه مصروف كثير لأنه يخاف انه ينحرف ويلتم على شلة خربانة تعطيه من هالسموم مهما كانت ...!!
ولما كبر وصار شاب وسلمه حلاله اجبره يتزوج بنته ...!!
وهذي هي الكارثة ... إنه ظلم الإثنين ...
تذكر فرحته وسعادته لما كان متزوج بنت عمته ...!!
تذكر كيف كان يشوفه كل يوم والفرحة باينه في عيونه والسعادة واضحة من راحته النفسية ..!!
وهذا كله لأنه حس بالإستقرارا وانه كون عائلة ...!
لكن كل شي انهد بسبب أنانية ابو مشاري ...!
لكنه مو قادر يلوم نفسه ... لأنهه عارف ان بنته متعلقة في ولد عمها !! و مؤمن انها هي أولى به ..!
تنهد على الحال وقلبه يقول والله انك قاسيت وعانيت يا زياد في حياتك مالله به عليم ....
كنت تفرح بأي شي وأي مناسبة سعيدة تصير لك ؟؟؟ وهذا الظاهر من شدة حرمانك للسعادة الروحية الحقيقية ؟؟ اللي يكون فيها اهل ام واب واخوان واخوات ؟؟؟
الله يكون في عيونك ويقومك بالسلامة يا رب ...!
استأذن منهم ابو مشاري ومشى طالع من المستشفى ...
وفي المقابل دخل مصعب ولده ومعه وحده تمشي بسرعة جنونية ولو ان مصعب ما يجاريها ومو ماسكها كان صقعت في كل خلايق الله ...
لكن الحمدلله مصعب مسيطر على الوضع تماما ومراعي ظروف اخته وصدمتها لما سمعت باللي صار كله ...!
حصلوا سام وعبدالله واقفين عند الغرفة ومعهم عبدالعزيز صديق زياد ...
التفت لهم مصعب رفع يده وكأنه يسلم عليهم ودخل مع اخته لغرفة العناية ...!!
مستحيل يتركها بروحها تدخل لأنه مو عارف وش ممكن تكون ردة فعلها وأثارها عليها !!
انقهر اسامة من الحرمة اللي دخلت عليه وعرف من تكون ؟؟
حس بالدم يغلي في عروقه وبيحرقه وكأنه نسى وضعهم اللي هم فيه وانه ما يستدعي التفكير بأمور تافهة ؟؟
لكن غصب عنه شد قبضة يده وصر على فكه لحد ما ابيض ..
ومع ذلك فكرة الخروج من المستشفى والتخلي عن زياد ما طرت على باله ابدا ...
جلسوا كلهم على الكراسي المقابلة لغرفة العناية وكأنهم بجلستهم هذي بيعيدون له الحياة أو بيشفونه ؟؟
لكن وش حيلة قليل الحيلة ؟؟
كان الكل متوجه لربي يدعي له وانه يقوم بالسلامة ... فمهما صار وبدر من زياد يضل محبوب من قبل الكل لأخلاقه وطيبته اللي الكل يشهد له بها ... ولا أحد ينكرها عليه ...!
اسامة محترم نفسه ومو مركز عينه على الباب لأنه يخاف تطلع نفس البنت فينقض عليها ويذبحها ..!
أما عبدالله فجالس بهدوء وسكينة وجواله ما وقف من الإتصالات يا اما من امه والا من ريم يسألون عنه وعن زياد ..!!
اما عبدالعزيز فكان هو المتأثر الوحيد وبشدة ..
من جلس وهو بس يصيح ويدعي ..؟؟
زياد يعني له أكثر من صديق ..!
وبصدمة وقف عبدالله بتوتر وهو يشوف اللي مقبلين عليه ...
وعشوائيا التفت لأسامة اخوه اللي ما انتبه له ..
لكنه رفع عينه له لما حس بنظرته عليه ...
بلع عبدالله ريقه ولف بوجهه عن سام ومشى للبنتين اللي متوجهات لغرفة العناية ...
انتبه اسامة لهم ؟؟؟ وعرف من يكونون ..؟؟
عقد حاجبه وهو يوقف :: عـــذا ؟؟؟
تقدم لهم عبدالله وضربات قلبه ترجف ..
ما يبي اخته تشوف سحر ولا يبيها تتقابل معها ؟؟
يتذكر زين وش سوت لما رجعت من العزيمة ؟؟؟
وهو يشوف وضعها الحين ومو متحملة شي .. على الدقة تصيح وتنهار ؟؟
والدكتور حذرهم من الإنهيار العصبي .. لأنها عرضة له وأشد خطر عليها كون بنيتها ضعيفة وفقيرة دم وضغطها في انخفاض مستمر ...!
...........:: ليه نزلتي من الغرفة ؟؟؟
ردت عذا وهي تطالع وراه موجهه نظرها للعناية :: ابشوف زياد ..!
حولت نظرها له بتوسل :: الله يخليك عبدالله بدخل ... ابي اشوفه ؟؟
تنهد عبدالله وابتسم :: عذا .. زياد ما عليه الا العافية والحين هو مرتاح في غرفة العناية .. انتي اللي شوفي نفسك وانتبهي لعمرك ؟؟
طالعته بنظرات غبية وبعدها سفهته ومشت متخطيته ؟؟
الحين هي متضاربة مع لمياء فوق في الغرفة وشالعه إبرة المغذي ويدها تنزف والممرضة بغت تنهار لما شافتها طالعة والحين يجي عبدالله ويقول لها لا ؟؟؟
مستحيل ..!
مشت وتنهدت بقهر لما شافت اسامة الثاني متوجه لها ويوقف بوجهها ..
أسامة ....: عــــ ـ ـ ـ
قاطعته وصوتها يتهدج :: أنا بشوف زياد .. يعني بشوفه ؟؟
مشت بتتخطاه لكنه مسكها :: لكن الزيارة ممـــ..
توه بيكمل لكن سحر طلعت من الغرفة ومعها مصعب وتصيح منهارة من اللي شافته ؟؟
عمرها ما تخيلت زياد في هالموقف الضعيف ؟؟؟
طلعت ويدين مصعب ماسكتها مع كتوفها ..!!
وهالمشهد الجم لسان اسامة اللي نزل يده عن يد اخته ...
وعذا ما صدقت خبر وراحت منطلقة لغرفة العناية ...!
وما انتبهت لا لسحر ولا لغيرها ...
أصلا ما كانت تشوف الا باب غرفة زياد وبس ...
صرخت لمياء على اسامة :: الحقها لاتدخل عليه بروحها ...
انتبه اسامة لنفسه ومشى وراها مسرع ...
هم ما يضمنون عذا ولا يدرون وش ممكن تسوي ..!
لحقها ووقفها قبل لاتدخل :: عذا ...
حست به يمسكها بقوة مع يدها فصاحت وانهارت :: اســـــــــــــــامة فكني ابدخل اشوفه .. حرام عليك ... انا مو ناقصة
عصب اسامة غصب عنه من الألم والقهر :: الزيارة ممنوعة يا بنت الناس وش حصل لك ؟؟ تبين تسوين لنا مشكلة ؟؟
التفتت لمياء لعبدالله مستغربة لكنه رد عليها بصوت واطي :: مو ممنوعة بس وضعه ما يسر وشكله يخرع ،،، واللي يشوفه يقول نهايته قربت ؟؟؟
شهقت لمياء ويدها على فمها :: من صدقك ؟؟
تنفس عبدالله بعمق :: شكله وهو بالشاش الأبيض والأجهزة حوله يخليك تتوهم اشياء وعذا مو قدها ...!
انتبهوا لمكان عذا وأسامة وكانوا مختفين عن الأنظار ...!!
مما يعني انهم دخلوا ..!
.
.
تمشي في الممر من غير هدى ...!!
قلبها يدق بسرعة مثل القطار ...!
مو قادرة تسيطر على رجفة يديها والمغص اللي ضرب بطنها من الخوف ...!!
ماتدري وش بيكون وضع زياد ؟؟
ما تدري وش تكون حالته ؟؟؟
يا ترى هو بخير والا اخوانها يخدعونها ..!!
أسامة كان يسرع بخطواته علشان يلحقها .... ويكون وراها اول ما تشوف زياد ...!!
لكنه توقف فجأة لما شاف الطبيب طالع من عنده ومعه ضابط الشرطة ..!!
كانت عذا بتضرب فيهم لكن في اللحظة الأخيرة ابتعدعنها الضابط وهو مستغرب اندفاعها وكأنها عمياء وما تشوف شي ..!! يعني طوله بعرضه معقولة ماشافته ؟؟؟
وقف معهم اسامة بسبب طلب الطبيب وبالمرة يستفسر من الضابط وش صار على القضية ويشوف وش سالفة الدكتور وكيف وضع زياد الحين ؟؟؟
أما هي فمو حاسة بشي أبدا ... وما قدامها غير صورة زياد وبس ...!
مرت بمريضين ...
والثالث تجاوزته ...!!
لكن خلصت الغرف وما عاد فيه باقي مرضى ...!؟
وقفت في مكانها ولفت على نفسها .. " يعني وين زياد ؟؟؟ "
بلعت ريقها وقفلت راجعة ...
توجهت للمكتب الموجود في المنتصف وطالعت الممرضة وهي تلهث :: زياد ..؟
رفعت الممرضة حاجبها :: وش تفضلتي اختي ؟؟
نزلت دموع عذا بألم :: زياد سلطان ... و .. و ينـ ـ ـه ؟؟
ابتسمت الممرضة وهزت راسها ضربت بزر على الكومبيوتر وبعدها اشرت لها :: قدامك عزيزتي ..!
هزت عذا راسها ومشت تركض .. وهنا انتبه لها سام وانها تلف على المرضى كأنها مجنونة وهي مو عارفة وين تروح او وش تسوي او حتى زياد وينه ؟؟؟
لحقها ومسكها مع زندها يوقفها :: عذا اذكري الله وطمني نفسك ...
التفتت له وهي منهارة لكنها تحاول تتماسك :: زياد ما لقيته يا سام والله ...!!
ابتسم لها بألم وحاله يقول " وحتى لو شفتيه ما بتعرفينه " ؟؟
هز راسه ومسكها وهو يقرأ عليها في سره ... من قلبه خايف لا يصير لها إنهيار لو شافته ..
لكن ما بيده حيلة لازم تشوفه والا لو صار له شي ساعتها بتلومهم لأنهم ما سمحوا لها تدخل عليه وتشبع نظرها ...!
وقف هو واياها قدام سريره ...!!
ووقفت ساعة الزمن ..!!
ووقفت الأرض عن الدوران ...!!
شهقت وغطت يدها بفمها وهي تطالعه ...!!
مرت عليه من شوي لكنها ما عرفته ؟؟؟؟؟؟!! ويحق لها ماتعرفه ...!
لفت لأسامة وشافته منزل عيونه للأرض ويداري حزنه وقلقه ...
ضغطت على يده وهمست بصوت متقطع :: هـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـذا هو .....................................!
هز راسه وهو يتنهد ...!
لازالت حاطه يدها على فمها ... من الخوف والصدمة .....!!
زياد في هالوضع ..؟ مستحيل ...
زياد قوي ورجل بكل معنى الكلمة ؟؟
لا يمكن يكون بهالضعف وهالحالة ...؟؟
نزلت يد اسامة من على كتفها ومشت له وهي تسحب رجولها على الأرض سحب ..
مو قادر عقلها يترجم الحالة اللي يشوفها
مو قادر يقول لها ان هذا هو زياد
رافض الواقع بتاتا ..
ولا زالت دمعتها لازقة على اهدابها وما نزلت ...
سكت سام وتركها على حالها ... وتسوي اللي تسويه ..!
وقفت قريبه منه وراحت عيونها تتفحص وجهه ..!
تتأكد هل هو زياد الحبيب والا واحد ثاني ..؟
هل هو زوجها وحبيبها والغالي في حياتها والا لا ؟؟؟
هذا هو زياد سندها بعد وفاة الغالي ابوها ؟؟
كان عاري الصدر اي نعم ...
لكنه مغطى بشي أبشع من الفراش الأبيض ...!!
كان صدره ملفوف بشاش عريض وسميك يمنع الهواء حتى يدخل من المسام ...
ممتد من الصدر للكتف ...!!
كان وجهه ازرق من نقص الأكسجين في الدم و من الكدمات اللي حصلت له بسبب طيحته من على الدرج ...
صوت جهاز القلب يوتر ...!!
وفوق هذا أنبوب الأكسجين ممدود لفمه وخشمه ..!! وأنابيب كثيرة ملتفة حوله مسوية أشبه ما يكون بالشبكة أو كأنه ملغم ؟؟؟؟
وجهاز دعم القلب مثبت على صدره اللي مو ناقص شي ...!!
راسه ملفوف بشاش ..
يده ملفوفه ومثبته على جنبه ...!!
مـــــــــــــــــــــــــــــــستحيــــــــــــــ ـــــــــل ...!! كل هذا يكون في زياد وانا ما دري عنه ؟؟
وهنا نزلت دمعتها اللي عجزت تداريها !!!
نزلت حارة ومؤلمة حرقت خدها الوردي وعورته ...!
والدمعة تتلوها الدمعة وتتلوها الدمعة ... لحد ما صارت دموع وسيول اغرقتها ....؟
نزلت يدها و مسحت على خدها بهدوء وهي مو في وعيها ....!!
نزلت يدها و مسكته مع يده ..!
و ما اكتفت بهالشي ..
خللت اصابعها في اصابعه وقربت وجهها له ...
شافت الألم والتعب في عيونه المغمضة وتنفسه السريع ...!
همست له بضعف وقلة حيلة :: زيـ ـ ـ ـ ـ (( وغاص صوته مع صوت صياحها المؤلم .. )
ضغطت على يده بيديها الثنتين :: زياد قوم ... زياد الله يخليك رد علي لو تسمعني ؟؟؟
سكتت تنتظره يرد وما رد ..
زاد صياحها :: زيــاد لاتتركني .... يكفيني غياب ابوي ....! خليك انت وعوضني عنه ..!
مسحت دموعها بسرعة بظهر كفها وابتسمت :: ايه صح .....! هاه شوف خلاص مسحت دموعي يالله كلمني ..!
وانتظرته وما رد ...
رجعت تصيح مرة ثانية ونزلت على رجولها وهي لازالت متمسكة فيه ::: مو انت تقول ما أتكلم معك وانتي تصيحين ؟؟؟؟؟ هاه هذا انا مسحتهم ؟؟
وزياد جثة هامدة على السرير وما اصدر اي حركة ...!

شهقت بتوسل :: زياد حرام عليك رد علي انا ما ابي اعيش بدونك ؟؟؟ زياد يكفيني هم ومصايب لا تتركني الله يخليك انا محتاجتك ....!
تقدم اسامة وحاول يقومها من مكانها لكنها التفتت له وكأنها في حالة هستيرية :: زياد ما يرد علي يا سام ؟؟؟؟ قول له اني ما اصيح ... قول له اني مسحت دموعي خلاص خله يكلمني !!قل له انه هو ظهري في الدنيا ..!
تنهد سام وهو يرفعها بيديه :: عذا
قاطعته وهي ترجع تتمسك في زياد وقلبها مو راضي يطاوعها على اللي سوته فيه ...
مو راضية تشوفه بهالوضع وتقتنع فيه ..
زياد كبير وقوي في عينها ؟؟؟ ليه يضعف
ليه يطيح ويصير على السرير الأبيض اللي كرهته ..!ليه ؟؟؟
وقفت وحطت يدها على جبهته تمسح على مقدمة شعره .... قربت وجهها له ... وتكلمت معه بهمس :: زياد تكلم مع عذا علشان ما تموت من بعدك ... رد عليها وطمنها لاتنهار من اللي فيك ... ترى انت حياتها لو ما كنت تدري ..!
وما فيه استجابة ...
طاحت دمعتها على عينه ونزلت يدها بسرعة ومسحتها وابتسمت :: آسفة حتى دموعي وصلت لك ..!
جلست على طرف السرير قريب من راسه ....
ويدها لازالت متخلله أصابع يده ....
رفعت يده لفمها وهي تحاول تقاوم دمعتها وحبتها
ومن حست بجمودها وموت الحياة فيها .... انهارت وطاحت على صدره تصيح ...
تصيح بصوت مؤلم هز اسامة واتعب قلبه ... اللي يصير قدامه شي كبير هو مو قده ..
ليت عبدالله هو اللي دخل معها كان قلبه بيكون اقوى ..!
تقدم لها وهو يتنهد :: ومسك كتفها :: خلاص عذا خلينا نطلع ....!!
رفعت راسها عن صدره ومسحت دموعها ..
طالعت وجهه لدقائق ..
تبي ترسم صورته في عيونها قبل لاتتركه ..
وهالها منظره ووجهه ازرق و متورم ..!
كانت يدها لاتزال متشكبه مع يده في منظر رائع ...
اعجب اسامة اللي ابتسم غصب عنه ... ودعى في قلبه ان الله يهديهم ..
ويرزقه وحده تعامله مثل مايسوون عذا وزياد ...!!
بس والله ما بيعرس عليها ...! << اسامة مو وقت افكارك يا اخي ...!
ابتسمت عذا وسط دموعها وشهقاتها المتواصلة في وجه زياد واسامة لايزال واقف وراها وهمست لحبيبها الوحيد :: زياد انا بروح لكن برجع لك ... اقسم لك اني برجع ... لأني محتاجة ارجع لك ...!! تصبح على خير يا عيون عذاك ..!!
حبت يده وهي ما تبي تتركه لكن وش تسوي ...!!
قلبها معورها وناغزها ومو متطمنه تتركه ...
قامت من على السرير وقفت ....
بتمشي مع اسامة يطلعون ...
وابعدت يدها عن يد زياد ...! وهي تبتسم ورفعت طرحتها على وجهها ..
ارتفع صوت جهاز القلب وكأنه يعلن شي خطير ...
التفتوا الإثنين كلهم عليه بقلق وعيونهم توجهت لجهاز القلب المسنود جنبه .....!!
رجعت عذا مسكت يده بخوف واضح في عيونها ومسموع في دقات قلبها اللي تسارعت ...!
همست له وشفايفها بيضاء :: زيـ ـ ـ ـاد ؟؟؟؟
وصلتهم الممرضة نفسها اللي سألتها عذا وطالعتهم :: لو سمحتوا المريض ما يتحمل ... تقدرون تطلعون بعد ما تطمنتوا عليه ..!
التفتت لها عذا وطالعتها وبعدها نزلت يد زياد بهدوء:: يعني هو بخير ؟؟؟
تقدمت له الممرضة تتبعها الممرضة الثانية متوجهين لزياد :: إن شاء الله بخير لكن انتم تفضلوا ...
لفت بعينها له وشفايفها تهمس له بأني راجعة لك ..!!
ومشت مع اسامة طالعين ....
و طول الطريق و حديثهم كان الصمت لحد ما وصلوا للباب اللي يطلعهم من العناية...
التفت لها سام وابتسم :: هاه الحين ارتحتي ..؟
رفعت عينها له وهزت راسها وعقب سألته :: الممرضة هذي هي المشرفة على زياد ؟؟؟
ما قدر اسامة ما يضحك بقوة ضحك وضحك وعين عذا عليه مستغربته ..:: وش فيك تضحك ؟؟
طالعها وهو يمسح دموعه من شدة الضحك على شي مايدري وشو بس يمكن من الضغط :: تغارين عليه وهو مريض وفوق هذا متزوج ؟؟؟؟؟ انسي الغيرة عليه عذا ؟؟
وفتق اسامة جرحها الملموم ... ورجع ينزف مرة ثانية ...!!
صح زياد متزوج وحده ثانية ومو انا اللي في قلبه ...! كيف نسيت هالشي ؟
لكن يا ترى جت وزارته ؟؟؟
طيب وش صار بينهم ؟؟؟
غمضت عينها بألم وهي مو قادرة تتخيل الوضع ومشت مع سام متوجهين للمياء اللي انزوت في مكان بعيد شوي كون الزوار بدو ينهالون على زياد ... والأغلبية كانوا رجال وشباب ...!
خذوها ومشوا مع بعض بيطلعون من المستشفى ..
الله لايردهم له إن شاء الله على خير ..!!
-------------------------------------------------------------------------------------
اجتمعوا في الصالة كلهم لكن ملامح الحزن حاطة رحالها بينهم ...
سكرت سارة الخط والتفتت لأهلها الجالسين معها ..
تنهدت بحزن وملامحها لازالت يسكوها الألم :: يمه خلاص خالد ولد عمي بيشتري الحيوانات ؟؟
التفتت لها ام عبدالله :: وانتي خلاص بتبيعينها ؟؟
هزت راسها وهي تقاوم رغبة قوية في الصياح :: ايه ..! ولميس قالت لخالد وهو قال انه بيشتريهم مني ...!
تنهدت ام عبدالله وقلبها يتفطر على هالبنت اللي للحين مو راضية تسلي نفسها :: سارونة حبيبتي .. متأكدة ماعاد تبينهم ؟؟؟
هزت سارة راسها بألم ورفعت طرف اصبعها تمسح دمعتها ...!!
خلاص ماعاد تبي تصيح أكثر من كذا ...!
تنهدت ام عبدالله :: الله يقدم اللي فيه الخير ...!!
دخلت عليهم عذا هاللحظة وهي تكلم بجوالها ..
تقدمت لأمها ومدته لها :: يمه هذي ندى ..!
خذت ام عبدالله السماعة بسرعة ولهفة ردت عليها :: هلا ندو هلا حبيبتي ..
ابتسمت ندى بتعب :: هلا عمة ...
بلعت ام عبدالله غصتها :: وش اخبارك الحين يمه ... ووش قالوا لك ؟؟
حست ندى ان ودها تصيح لكن مشاري كان مساندها ومانعها :: انا تو اني دخلت السابع وما يبون يولدوني الحين ... وبيتركوني عندهم في المستشفى لحد ما يخف النزيف ...
سكتت ام عبدالله شوي وكأنها خافت من ان الزمن يعيد نفسه :: ندى انتبهي لنفسك وللي في بطنك ولا تعبين عمرك بالتفكير ...
وانهارت ندى عند هالكلمة :: وشلون ياعمة ماتبيني افكر وانا ما شفته الا وهو غرقان في دمه ؟؟
عمه تمنيت الموت ساعتها ولا اشوف اخوي طايح على السفلت ودمه الغالي منتثر في كل مكان ؟؟؟ الله لا يوفقهم ويحرمهم الجنة الله يوريني فيهم يوم واتشفى منهم على اللي سـ ـ
قاطعتها ام عبدالله والدمعة شقت طريقها لخدها :: احمدي ربك يا ندى ولا تدعين على احد ... اخوك الحين بصحة زينة والحمدلله اللي ربي ستر عليه ...
سكتت ندى لكنها لازالت تصيح .. وعرفت ام عبدالله انها لازم تنهي هالمكالمة مهما كان ... على الأقل علشان تصيح البنت وترتاح :: طيب حبيبتي انا الحين بسكر وانتي ارتاحي .. زين ..؟؟
وبصوت متقطع ردت :: إن شاء الله .. بس ادعي لي ياعمة وادعي له ..
هزت ام عبدالله راسها وهي ضامة شفايفها بحزن :: ادعي لكم حبيبتي من كل قلبي ...!
توادعوا الثنتين وسكروا ..
انتبهت ام عبدالله لريم :: كيف حالها ندى ياخالة ؟؟
بلعت ام عبدالله غصتها وابتسمت :: إن شاء الله انها بخير ...
تنهدت ريم وهي تصب قهوة :: يا قلبي عليها ما تستاهل .. الله يخلي لها اللي في بطنها لو صار له شي خالتي ومشاري مادري وش بيسوون ؟؟
تنهدت ام عبدالله : كله بأمر ربي ... ومالنا مفر عن المكتوب ..
وفجأة طرى على بال عذا الطفل اللي خسرته في لمح البصر ..
الطفل اللي كانت تحلم به وتحلم بممارسة الأمومة معه ...
طفلها هي وزياد اللي ياما حبته من كل قلبها ... وللحين تحبه ...
نزلت يدها لبطنها عشوائيا ومن دون شعور ...!!
" متى بتصير أم مرة ثانية ؟؟؟ "هذا السؤال اللي كان يدور في خاطرها ...
وعتها امها لما قالت :: عذا شفتي زياد ؟؟؟
رفعت عينها لأمها واحتقنت عيونها دموع وهي تتذكره وهزت راسها بس ...
تنهدت ام عبدالله :: وش حاله ؟؟ طيب والا ...
مسكت عذا صدغها بيديها وهي تحس ببدايات الصداع الفتاكة ..
والسبب هو اختلاط الصور في مخيلتها ...
زياد القوي الرجل بعينها ...!!
و زياد اللي بلا حيل ولا قوة متمدد على السرير ولا حتى يقدر يهمس باسمها ...!!
خافت ام عبدالله :: عذا ؟؟
بلعت عذا ريقها وطالعت امها مشدوهة وكأنها وحده مجنونة .... ودقايق وانتبهت لنفسها ..
.......:: إن شاء الله انه بخير ...
وغمضت عينها وتنفسها يزيد ... وصاحت ...
مسكت سارة يدها بحزن وهي حاسة بمشاعر اختها ؟؟ إذا ابوهم ما بعد نسوه ؟؟
وشلون عذا اللي طاحت في مصيبتين وراء بعض ؟؟
والله يستر من الثالثة ؟؟
تنكدت ام عبدالله وتمنت انها ما سألت لكنها سكتت وما عقبت ...
انتبهوا لريم :: والله يا خالة انا بقولك وانتي احكمي ... هذا وضع عذا .. وسحر بنت عمي مو اقل عنها .. يعني من جت من عنده وهي طايحة عليهم واخوي راشد توه طالع من عندهم لأنها ما تقدر تمشي وتروح للمستشفى ..!!
وعرفت ام عبدالله مقصد ريم وما عجبها مطلقا وحبت تنهيه :: الله يكون في عون الجميع ...!!
لكن ريم استمرت وكأنها تتقصد هالشي ::من جد يعني ما قدرت تتحمل وضعه ؟؟؟ الله يحفظه لها ويقومه بالسلامة ..!!
انهت هالكلمة وعيون عذا مسلطة عليها بحقد وألم ؟؟؟؟؟؟؟!!!!
وكأن نظرتها تقول "" حاسبي على كلامك ""
كانت بتتكلم بتنطق لكن وش تقول ؟؟؟ تتهاوش معها وتصارخ في وجهها ؟؟؟
وبعدين يجي عبدالله وهم على هالوضع ويعصب ويتنرفز ؟؟؟
هو يحبها ويبيها وهي تحبه وحياتهم مع بعض مستقرة ؟؟ فـ ليه تخربها ؟؟؟
مويكفي انها خربت علاقة زياد مع امها وسام وحتى ابوها الله يرحمه ؟؟
بعد الحين بتخرب العلاقة الحلوة اللي تجمع عبدالله وريم ...!!
وعبدالله وزياد ...؟؟؟
الصمت أفضل حل ...
وعمر الشخص ما يندم على السكوت قد ما يندم على انه تكلم ...!
نزلت الفنجال من يدها بتقوم لكنها ما تشوف اصلا وين الطاولة ... وطاح الفنجال ...
سمت عليها امها بألم وهي ودها بعد ترد على ريم لكنهم كلهم ساكتين إكراما لعبدالله وبس ...!
مشت عذا من دون هدى تبي بس توصل لغرفتها بأي طريقة ...!
هناك وبس تقدر ترتاح من الكلام اللي يعور القلب ..
وتقدر تفرغ الكبت اللي في قلبها من دون لا أحد يستاء منها ..!
ولو ام عبدالله مو موجودة وسارة كانت في قوتها ما كانت بتسكت أبدا ...
لكن نظرات امها وصمت عذا هم اللي خلوها تحجم عن الكلام ... وتتجرع غثاثة ريم الزايدة هاليومين ...!!
-------------------------------------------------------------------------------------
نزلت ام مشاري وراشد معها للدور الأرضي ...
وتوجهوا الإثنين للصالة وكان مصعب موجود ..
ابتسم له راشد وسلم عليه ومصعب متفاجأ من وجوده في قعر البيت لا ونازل من فوق بعد ...؟
كان التساؤل باين في عيونه لدرجة انتبهت لها امه ::/ اختك سحر تعبت شوي وراشد ما قصر وجاء يطمنا عليها ..!
ترك مصعب المهم للأهم ::/ وش فيها سحر ؟؟
تنهدت ام عبدالله وهي تجلس :: من جيت انت واياها من المستشفى وهي حابسة نفسها في الغرفة وما كلت علاجها ولا طاعت تآكل شي ومن قامت وهي على لحم بطنها ... وما دريت الا وهي طايحة علي في الصالة اللي فوق يوم قامت تصلي العشاء
قاطعها مصعب :: وليه اماتصلتي علي ؟؟
كملت :: البنت مو راضية تتحرك أقولك مغمى عليها تماما .. وبعدين راشد كان مكلمني على اساس بيمرني فكلمته انا وقلت له يستعجل علشان يشوف سحر ...!!
تنهد مصعب وحاول ما يسوي حزازات بينه وبين ولد خالته خصوصا انه شاف الإحراج في عيونه .. وفوق هذا هو ما قصر ومهنته تحتم عليه ينسى أي علاقة تربطه بالمريض .. والمهم عنده انه يتطمن عليه وبس ...!
جلسوا كلهم في الصالة وجابت الخدامة القهوة وبدوا يتقهوون ...
وكأن مصعب انتبه لنفسه وسأل ::: وش اخبارها طيب الحين ؟؟
رفع راشد عينه وكأنه بيتأكد هل مصعب يسأله او يسأل امه .. لكن لما شاف نظراته عليه ابتسم :: إن شاء الله انها بتكون احسن لكن محتاجة تهتم بنفسها أكثر .. وأنا ما احس انها تداري عمرها ؟؟
قال الكلمة الأخير مستقصدها ... وكأنه بيقول من زواجها من زياد وبنتكم ماشافت خير ...!
تنهدت ام مشاري :: تعبت منها يا راشد والله .. هالبنت ماعاد صارت تسمع الكلام .. وزاد عليها طيحة ولد عمها الله يقومه بالسلامة ...!!
مجرد ذكر طاريه خلا الدم يشتعل في عروقه ...
" الحين هذا كله من شدة محبتها له ؟؟؟ اشوفه منتبه لها والا داري عنها " كلام يدور في بال راشد ..!
قطع عليه مصعب :: وش تنصح به يا راشد ؟؟؟
سكت شوي وهو ما يدري وش ينصح به ؟؟ يقولهم طلقوها وعطوني ايها وانا أضمن لكم ان حياتها بتتغير ؟؟؟ والا وش اقول ...
وكأنه يفكر فـ رد وقال :: الطبيب الكندي اللي راجعت عنده الصيفية الماضية كان ممتاز وانا اشوف حالتها تحسنت من بعده للنصف ... صح ؟؟
هزت ام مشاري راسها :: ايه والله الحمدلله .. يعني ما شفنا مثل هالمضاعفات لمدة طويلة ...!
ابتسم راشد :: خلاص اجل نروح له يكشف عليها مرة ثانية ...!
سكتوا مصعب وامه وكأنهم يقلبون الفكرة بروسهم ..
رد مصعب :: وأكيد عاد بنلقى نفس الطبيب ؟؟
تنفس راشد بعمق :: عطوني اوراقها ا اللي من المستشفى الكندي وانا بتصل عليهم واتفاهم معهم اذا هو موجود او لا وبشوف وين نلقاه فيه وعقبها نروح له ... وبنثبت لهم انها مريضة عنده وانه هو الوحيد اللي فاهم حالتها ...!
التفت مصعب لأمه يبي ردها وشافها سرحانة :: وش قلتي يمه ؟؟؟؟
رفعت ام مشاري عينها لهم وبتردد :: ما اظنها بتوافق وولد عمك على هالوضع ؟؟
وعصب راشد عند هالنقطة غصب عنه :: يعني حياته اهم من حياتها ؟؟؟
كان عاقد حواجبه والشياطين تنطط قدامه ...
رد مصعب :: طيب على بال ما انت تخلص اجراءاتها إن شاء الله نكون حنا تطمنا على زياد وساعتها انا اللي بجبرها تروح ؟؟
وقف راشد بعصبية :: ولو ماقدرت انا اللي بجبرها ...
استأذن منهم وطلع وهو مو قادر يرد نفسه ..؟؟؟
ليت حبها راح للناس اللي تستاهلها ولا ضيعته هدر ...!!
-----------------------------------------------------------------------------------------
اليوم التالي ...
وقريب من صلاة العشاء ...
نزلت عذا من غرفتها ومعها مهند ولد لمياء يآكل آيس كريم ..!
التفت عليها ومد يده :: خاله تبين ؟؟
ابتسمت له :: بعد ما خلصته تعطيني ؟؟
هز كتوفه :: اجل آكله ..!
ضربته عذا بخفيف على ظهره :: ما صدقت خبر ...!
ونزلت معاه وهي تتنهد بألم ...
وين ابوها يشوف مهند وشلون صار شرير وطماع ؟؟؟
حصلت سام وامها جالسين في الصالة وريم جالسة بعيد شوي ومتغطية وجنبها عبدالله ...
ابتسمت وسلمت عليهم وجلست جنب اسامة ..
كان الأخير رافع راسه على الكنب ومغطي عيونه بيديه ...
تقربت منه عذا شوي وهمست له بصوت واطي :: قلت لأبوي ؟؟
فتح عينه متفاجأ انها موجودة وعقد حواجبه مستغرب ...
كملت عذا متسائلة :: مو زرته اليوم في المقبرة ؟؟؟
تنهد اسامة وهز راسه :: إلا ...
وبتوسل سألته :: قلت له عن زياد ؟؟؟
ابتسم :: كل يوم اقول له الأحداث اللي تصير عندنا ...
ابتسمت له :: قلت له اننا مشتاقين له ؟؟
رد عليها بحزن :: يقول موعدنا الجنة ..!
غصب عنها تقوس فمها بحزن :: انا بعد قلت له اليوم في الحلم ان زياد تعبان ..
سكتت شوي وكملت وهي تطالعه :: وقال لي بيروح يزوره ؟؟
سكتوا الإثنين وكل واحد باله مشغول على شي ...!!
لكن عذا كملت بألم :: اسامة لو صار شي لزياد روح لأبوي وقول له يجي يآخذني انا بعد ؟؟؟
التفت عليها وهو يصرخ بعصبية نافذة:: عذا ...................!! هالكلام ما احبه لاتقعدين كل شوي تعيدينه علي ..!!
غمضت عينها بألم من صوته العالي وبلعت غصتها وسكتت ..
طالعهم عبدالله :: وش فيك تصارخ ؟؟؟
زفر اسامة بتعب ومسح على شعره :: و لاشي ...!
لف بعينه لعذا ولمحها ترفع يدها وتمسح دمعتها ومنزلة راسها ..
أنبه ضميره :: آسف عذا ... ما .... ماكنت اقصد اصـ ـ
التفتت له وهي تحاول تبتسم :: ماصار شي سام ..
سكت هو ومارد ولا سوى شي غير انه تنهد ..
التفتت عذا لعبدالله :: عبادي توديني لزياد الحين ؟؟؟
طالعها عبدالله متعجب :: انتهت الزيارة ؟؟ وبعدين انا توني جاي من عنده وحالته ماتغيرت لكنها مستقرة ...!
طالعته بعين مفتوحة :: يعني ما بتوديني ؟؟
تنهد عبدالله :: وليه مارحتي معي العصر ؟؟
سكتت شوي وقالت :: كيف اطلع وامي بروحها في البيت ؟؟؟ حتى مهند ماعنده أحد ؟؟
التفت سام لأمه :: سارة ولمياء وينهم ؟؟
ام عبدالله :: ارسلتهم لندى يقعدون عندها ويونسونها ...
نزلت عذا عينها وهي بتصيح :: وريم كانت عند اهلها ؟؟؟
سكت عبدالله شوي وهو راحم اخته :: بكره اوديك له ان شاء الله من العصر ولايهمك ..
كملت ريم وكأنها مقهورة من عذا على اللي قالته :: وبعدين اليوم مافيه الا العافية على كلام عبدالله وسحر بنت خالتي ...!
"" وش قصتها هذي ؟؟؟ "" نظرة عذا تعبر عن هالكلام ؟؟
لكنها سكتت وما ردت ..
شالت عمرها وطلعت من الصالة ...
وما حصلت ريم من عبدالله غير نظرة سكتتها وقالت لها لو استمريتي على هالحال بيكون لي تصرف ثاني معك ...!
اسامة اللي انقرف من روحه طلع من الصالة ..
وده يكسر راس هالريم ...
على اللي سمعه منها اليوم صدّق كلام سارة اللي تقوله له ..
وانها مقهورة منها بسبب تنغيزاتها وطنازتها على عذا ؟؟
وهو مابيسمح لأحد ابد يتعرض لأهله لو مهما كان ؟؟؟
ولو هالريم ما اعتدلت ولا وقفها عبدالله عند حدها بيكون له تصرف ثاني معها ...!
-------------------------------------------------------------------------------------------

dali2000 13-03-10 03:01 PM

اليوم الثاني . وبعد العصر بوقت
نزلت تركض من الدرج وهي تسمع صوت سيارة عبدالله يدق لها علشان يستعجلها ...
انتبهت لها امها اللي طلعت من المطبخ وضحكت لها بحزن واضح :: شوي شوي على عمرك لاتطيحين وتتكسرين ..؟
ابتسمت عذا ولفت لأمها وراحته لها وحبت راسها :: انا بروح له الحين .. تبين شي ؟؟
تنهدت ام عبدالله بحزن :: سلامتك .. لكن سلمي لي عليه ..
هزت عذا راسها بالإيجاب ..
وعطت امها ظهرها وطلعت ..!!
طول الطريق وهم في السيارة كانوا ساكتين ..
وعبدالله مشغل المسجل على قراءة الشيخ السديس ..
اما عذا فكانت خايفة وتحس بقلبها يعورها ...
وقاعده تجهز كلام تسولف فيه على زياد ..
وش بتقول له ووش بتسمعه ..
بتعلمه انها دعت له .. وان ابوها بشرها بالخير يوم حلمت فيه ..
بتقوله انها مسامحته .. وانها مستعده تعيش معه باقي العمر حتى لو تزوج غيرها ثلاث ..
المهم يثبت لها انه يحبها وشاريها ..!
انتبهت لعبدالله اللي قصر على الصوت وطالعها ...
عقدت حواجبها مستغربة لكنه ابتسم لها :: ماتبين تنزلين يعني ؟؟
التفتت للشباك وعرفت انهم وصلوا ..
تفشلت من عمرها وانها سرحانة ومو مركزة وفتحت الباب ونزلت ..
ولحقها عبدالله بعد ما قفل السيارة ..
دخلوا للمستشفى ومن شمت عذا ريحة المعقمات فيه عورها قلبها ..
شي غريب في هالريحة يخليك تخاف زود على قلقك ..!
وكردة فعل مفاجئة ..
تقربت عذا من عبدالله ومسكت يده ...
يمكن تلقى عنده الراحة النفسية اللي تدور عليها ..!
انتبه لها عبدالله وشد على يدها وابتسم :: ادعي ان مايكون عنده زوار ..
رفعت عينها له وتنفست بعمق :: آمين .. وحتى لو عنده انا بدخل ..
ضحك عبدالله : بتدخلين لكن ما بتطولين ..!
وانفتح لحظتها الأصانصير وركبوا ..
ووصلوا للطابق المطلوب ..
و مشى عبدالله بخطوات رجولية ثابتة وعلى يمينه عذا متشبثة فيه وكأن رجولها ممكن تتجمد في أي لحظة وتنشل حركتها .!
دخلوا القسم المطلوب ..
ومن تخطوا بوابته ... حست عذا بمسكة عبدالله تشتد على يدها .. وبعدها ارتخت ..
رفعت عينها بتشوف وش فيه لكنها انتبهت للمقبلين ناحيتهم ..!
كانت هي ...
ولو على عذا فبتقسم لكم انها هي سحر ..؟؟
مو هذا مصعب اخوها ؟؟
مو هذي هي وهذا شكلها في العباية ؟؟
حست بشي غريب انولد في صدرها ..
شي اشبه مايكون بالحقد اللي ما عمرها عرفت عنه شي الا بالإسم ..
اشبه مايكون بالغيرة العمياء لأنها فكرت فيها وهي جالسة مع زياد بروحها ؟؟؟
أصلا مو من حقها تجي تزوره وهي السبب في مشاكله ؟؟؟
هي السبب الرئيسي في اللي قاعد يصير لزياد ...
واول ما يقوم بالسلامة بتصارحه عذا بهالكلام ..
وتفهمه انه لولاها ولولا غرورها .. ماكان وصل هو لهالمرحلة ..!
(( عذاوي لو تفتح عمل الشيطان فاستغفري ))
كانت بتتملص من يد اخوها وتتهور وتقابل سحر وتفهمها غلطها ..
لكن الأخير مسكها بشدة وضيق نظرته ..
بمعنى مو وقته واحنا ماجينا نتضارب...
انصاعت لأمره باقتناع..
وسكتت وهي تتجرع العلقم لكنها نزلت نظرها علشان ماتشوفها ..
مشوا وتخطوهم ...
لكنها سمعت تمتمات من عبدالله أشبه ما يكون وكأنه يسلم على مصعب ...
تنفست بعمق بعد ما تركوهم ..
ومشت مع عبدالله لحد ما وقفها عند باب الغرفة ..
والتفت عليها :: يالله ادخلي بروحك ..
رفعت عذا عينها له :: وانت ؟؟
ابتسم لها بمغزى :: بنتظرك هنا .. علشان لو جاء احد من الجماعة مايدخل عليك ..!!
هزت راسها وهي خايفة ... وتركها عبدالله وراح يجلس على كراسي الإنتظار ..
ضربات قلبها تسارعت ..
والأدرينالين بدأ يفرز عندها ...
تنفسها صار ساخن ومميت ..
سمت بسم الله بعد ما ملت رئتيها بالهواء المعقم ..
وحطت يدها على الباب وفتحته برجفة واضحة ؟؟
خايفة تدخل عليه وتشوفه ..
تحس انها هي السبب ..!
دخلت الغرفة وهي تحس ببرودة شديدة تخلخلت عظامها ...
تقدمت بخطوات مهزوزة وسمعت الباب يتسكر من وراها ..
حطت يدها على قلبها ومشت ...
وشافته ...
الحين طلعوه من العناية ...
وحطوه في غرفة الملاحظة ...
لكن وضعه مثل ماهو مع تغير بسيط ..
شافته ممد على السرير والأجهزة حوله ...
لكن هالمرة بشكل خفيف ...
تقدمت منه اكثر لحد ما صارت مواجهته .. وغصب عنها دموعها تجمعت في عيونها ..
شافته بالشاش الأبيض على صدره وكتفه ..
وانبوب التنفس على خشمه ..
شافته نايم بهدوء وسلام ومو حاس باللي حوله ..؟؟
ليته يفتح عينه ويشوفها ويدري انها جاية علشان خاطره ..
كان وجهه أصفر لكن أحسن من المرة الأولى اللي شافته فيها ...
بس ما يزال وسيم ...
وما يزال هو أحلى شاب في عيونها ..
وأحب شاب على قلبها ..
جلست جنبه على السرير و على وجهها ابتسامة رضا عن حالته ..
مسكت يده وحطتها في حضن يدها وراحت تلعب في أصابعه ..؟
تبي تتكلم معه وتسولف لكن الدمعة والعبرة خانقينها ..
وهي ماتبي تصيح علشان مايتنكد ..
وفجأة ضحكت والتفتت له :: تدري انك تخوف حتى وانت ما تتكلم ؟؟
سكتت وراحت تتأمل ملامحه ..
وبصوت هامس وفم متقوس بحزن :: حتى دموعي ماعاد ترضى تنزل كله خايفة لاتضايقك ؟؟؟
شفت وش كثر انت تهمني ؟؟
ومسحت على خده بأطراف اصابعها وكأنها مشتاقة لصوته ..
انتبهت لنفسها وحست انها جالسة قريب منه بالحيل فوقفت وهي تبتسم وكأنها تتخيله يشوفها ويسمعها ... :: شكلي ضايقتك في نومك صح ؟؟ خلني اروح اجيب كرسي واجلس قدامك .. علشان اشبع منك ..
ابتسمت له وراحت للطرف الثاني من الغرفة وخذت لها كرسي وحطته قريب من سريره وجلست ..
ورجعت تمسك يده و هالمرة حطتها على خدها ..
مشتاقة لدفا لمسته ..
وكأنها تذكرت شي :: صح ترى امي تسلم عليك ...!!
سكتت شوي وتنهدت :: ولا يهمك بوصل لها سلامك .. اعرفك تحبها ولايمكن ما تسلم عليها ..!
انتظرته يرد لكن مافيه اي استجابة ..
ونزلت دمعتها غصب وبصوت متهدج :: زياد تكفى كلمني ..!
سكتت شوي وعينها مانزلت من عليه ..
تنتظر منه لو إشارة تدل انه واعي ويسمعها ..!!
وبعد فترة من الإنتظار تنهدت ومسكت يده بقوة ... :: ما اشتقت تكلمني ؟؟؟
طالعت في وجهه وشافته نايم بهدوء ومو حاس ...
تأملته وكأنها تتذكر وهي مبتسمة :: تتذكر لما كنا في فرنسا ؟؟؟ يوم كنت زعلانة عليك وما أكلمك ؟؟
سكتت شوي وضحكت بخفه :: تتذكر وشلون كنت تكلمني فجأة وكأنك معصب وانا يا قلبي علي أرد عليك من المفاجأة ؟؟؟
تنفست بعمق وسكتت وكأن الذكريات الحلوة رجعت لها من جديد وحنت لها ..
ضغطت على يده :: كنت مجنونة لأني ما أكلمك ......!!غبية وهبلا ..!!
وكأن عذا تحمست في سوالفها .. وكأنها لقت الفرصة المناسبة علشان تسولف مع زياد حتى وان مارد عليها المهم هي ترجع تسوي معه زي أول ..
تقدمت بكرسيها لحد ما صارت ملاصقة للسرير ..
مدت يدها تمسح على شعره بينما الثانية ماسكة يده ..:: تتذكر لما ضحكت لك يومها وقلت لك خلاص أنا ما اقوى على زعلك ..! وش سويت انت ؟؟
نزلت يدها تمسح على خده :: كنت مجنون وخوفتني عليك ... !! من شفتك متوجه للمنصة اللي عليها الساحر وانا قلبي بدت تتسارع ضرباته وكأنه قطار ..؟؟
رفعت يده وحبتها :: من جد خفت عليك ...!! لكنك فاجأتني لما عطاك هو الوردة وانت نزلت تعطيني اياها ...!!
ضحكت من قلبها بهدوء :: لو تبي الصراحة .. ساعتها خفت آخذ الوردة ؟؟ مادري وش تصير عقب هالساحر ..؟؟
تنهدت :: لكني ما قدرت افشلك وخذتها ...!! وللحين عندي ... والصورة اللي اخذنها في هذاك البارك ما زالت عندي ...!
هز الجوال في جيب البنطلون حقها وانتبهت له وقطع عليها سوالفها مع زياد مما خلاها متنرفزة ..
طلعته وحصلت الإتصال من عبدالله ...
ردت عليه بهدوء لاتزعج زياد وقال لها تستعجل وتطلع لأن فيه زوار لزياد .!!
تنكدت من هالخبر وهي ماودها تطلع من عنده ..
تبي تجلس معه اطول فترة ممكنة ..
لكن يالله ما بـ اليد حيلة ..
وقفت على حيلها وضبطت عبايتها وطالعت في وجه زياد تودعه ...
ما تبي هالشي لكن غصب ..
نزلت شوي وحبته على جبهته :: مع السلامة ليلو ...
وغصب عنها صاحت ...
ودمعتها نزلت على خده وتداركت هي نفسها وبسرعة مسحتها .. : آسفة زياد ..!
سكتت شوي وهي تتأمله وبعدها ابتسمت :: يالله عاد يكفي دلع .. المرة الجاية يوم ازورك ابغاك تكون واعي وتسولف معي ؟؟؟ زين .!
سكتت شوي تنتظره وبعدين كملت :: اوعدني زياد ؟؟؟
لكنه مارد عليها ...
والجوال رجع يهز مرة ثانية في جيبها ...
ربتت على يده :: يالله انا بروح ... وبعتبرك وعدتني ... لاتنسى .!
توها بتشيل يدها وتمشي لكن شي غريب وقفها ...
حست بضغط خفيف على يدها ...!!
هو زياد ماسكها وما يبيها تروح ...!!
هو زياد حاس فيها وعارف انها جنبه وتكلمه ولا يبيها تطلع من عنده ...!!
تفاجأت عذا وتجمعت الدموع في عينها ..
رجعت عذا لمكانها وضغطت على يد زياد :: أنا معك زياد ما بتركك ..!!
حست بضغطته تزيد لكن ملامحه ماتحرك منها ساكن ...
لكنه واعي لها ...
دخل هاللحظة عبدالله وهو عاقد حواجبه :: يالله عذا الرجال واقف برا ..
التفتت عذا وهي مو قادرة تتكلم :: زياد و .. و اعـ ـ ـي .. ياعبدالله
طالعها عبدالله مستغرب وتقدم من السرير لكنه ماشاف من ولد خاله اي اشارة ..
ابتسم لها :: عذا خلينا نمشي ..
رفعت عذا صوتها :: اقسم لك عبدالله انه صاحي ومسك يدي مايبيني اطلع ؟؟
طالعها عبدالله بنظرة وكأنها مصدقة ومشكك ..!!
وبعدها ابتسم :: طيب تعالي نطلع وانا بروح اقول للطبيب يجي يشوفه ...
هزت عذا راسها بفرح والتفتت لزياد وهي لاتزال ماسكة يده :: زياد بروح الحين لكن برجع لك ...
وهالضيف لو قدرت تهاوشه لاتقصر ... زين ؟؟
ضحك عبدالله وهو يمد يده لها :: طيب يالله نمشي وانا اللي هاوشت الضيف وانتهينا..!
هزت عذا راسها وطلعت مع عبدالله ...
و روح زياد هناك تتألم من فراقها ..
وهي اللي ماصدقت انها تسمع صوتها وهي تسولف عليه ... وتقول له انها مشتاقة له ؟؟!!
------------------------------------------------------------------------------------
مات وذكراه على البال حيه ** ودموع عيني لا طرا لي شدايد
وافراقه للقلب من غير نية ** وانا اشهد ان فراق الاحباب كايد
عفت الهوى عفت الليالي الهنية**عفت الغزل حتى منام الوسايد

قالوا بتنسى وتسلى عنه ... لكن الظاهر هالشي مستحيل ..!!
ايه نعم ثابتة ومتماسكة ... لكن داخلها مكسور ومتحطم ...
كيف لا وشريك حياتها وروحها وحبها الوحيد مات وتركها تتخبط في هالدنيا ومو عارفة وش تسوي ؟؟؟
كيف ماتحزن ويتفطر قلبها وهي تتذكر ايامها معه والحلو والمر اللي عاشوه مع بعض ...!!
الله يرحمك يا محمد ... كنت اب وزوج وولد ... ونعم الرجل بصراحة !!
دخلت لمياء بهدوء على امها في الغرفة ...!!
وحست بقلبها ينقبض وهي تشوفها متمددة على السرير وتقرأ في مصحف ابوها الله يرحمها ..!!
كان كل شي مثل ماتركه ابو عبدالله ... نظارته .. وكتابه الأخير اللي كان يقرأ فيه كلهم محطوطين على الكومدينو جنب السرير ومصفوفين بترتيب ..
وآخر شي يخصه هو مصحفه القديم اللي عنده من ايام تخرجه من الجامعة ... وكان هدية من ابوه ..
لازال محتفظ فيه ولا يقرأ الا فيه ..
كله علشان ابوه يناله من الأجر نصيب ..
وهذا إن دل على شئ .. فـ هو بر محمد بوالديه ..
والله يجعله في ميزان حسناته ..!
تقدمت لمياء وهي تحارب دمعتها وتبتسم ...
وانتبهت ام عبدالله في هاللحظة للمياء مقبله عليها ..
بادلتها الإبتسام وهي تحارب غصتها ...
وسكرت المصحف ونزلته جنبه ...
تنهدت لمياء وجلست جنب امها وهي ساكتة ؟؟؟
امها عظيمة ووحده نادرة هالأيام ...
للحين وهي تقاوم حزنها على ابوهم كله علشان مايتضايقون هم ...!!
ولما طال الصمت ...
ابتسمت ام عبدالله لبنتها :: وش فيك ساكتة ؟؟؟
بلعت لمياء غصتها والفتت لأمها :: ولا شي بس ...........
ونزلت عينها تداري دمعتها ... وهي تحاول تبتسم تمويه قدام امها ...
لكن ام عبدالله اكبر من هالشي وفاهمة عيالها واحد واحد ..
ابتسمت :: تذكرتيه ...................؟
وعند هالكلمة زاد نحيب لمياء اللي ماتوقعت هالسؤال ...
وغصب عنها صاحت وماقدرت تمنع دمعتها ...
بالفعل تذكرته وحنت له ومشتاقة له موت ..
تمنت في لحظة انه يطلع من قبره يسلمون عليه ويحبون راسه ويضحك لهم وبعدين يرجع ..
المهم يطفي نار الشوق اللي في قلوبهم له ..
ابوهم ماتعودوا يفارقونه لا في سراءهم ولا ضراءهم ..
دائما معهم .. وحولهم في كل امورهم ...
تنهدت ام عبدالله بحزن هي الثانية وماقدرت تمنع نفسها تصيح ...
وتحركت لمياء من مكانها وحطت راسها على كتف امها بألم ..
وام عبدالله راحت تمسح على شعرها وبصوت متهدج :: ادعي له حبيبتي كلما تذكرتيه واشتقتي له .. هذا هو المفروض و مو نصيح عليه ..
مسحت لمياء دموعها بحزن :: ما اقدر يمه غصب عني
حاولت ام عبدالله تمسح دموعها هي بعد :: المهم انك تدعين له ...
سكتت لمياء شوي :: في كل وقت يمه ...!!
سكتوا شوي وكأنهم يستعيدون ذكرياتهم في لحظة صمت ..
وبعدها اعتدلت لمياء في جلستها وطالعت امها ...
وشافتها لازالت على هواجيسها وتفكر ..
حاولت لمياء تطلعها من اللي هي فيه :: يمه ..!!
التفتت ام عبدالله بسرعة تبتسم :: سمي ..!!
ابتسمت لمياء بخداع :: سم الله عدوك بس انا جاية بستأذنك ..
عقدت ام عبدالله حواجبها :: في ايش ؟؟
لعبت لمياء بأظافرها في حيرة وماتدري وشلون تقول ..
مستحية وخايفة ومشاعر غريبة تحس بها ...
مسكت ام عبدالله يدها في خوف :: لمو وش فيك ؟؟
رفعت لمياء عينها لأمها وشافتها خايفة ... فعلى طول تكلمت :: يمه لاتخافين ما فيه شي
بلعت ام عبدالله ريقها :: اجل وش بتشاوريني فيه ؟؟
ابتسمت لمياء :: الدكتورة اللي اراجع عندها قالت لي ان فيه طبيب كويس وممتاز بيجي المملكة قريب .. لكنه بيروح في جدة .. وقالت لي انها بتدبر لي موعد معه ..
سكتت لمياء وام عبدالله استحثتها :: طيب ..؟؟
طالعت لمياء في عيون امها :: واليوم اتصلت علي وقالت لي اروح لجدة لأن الموعد يوم الخميس ..!!
ابتسمت ام عبدالله :: وانتي جاية تستأذنين مني ؟؟
مسكت لمياء يد امها :: اخافك تحتاجيني في شي .. وانتي اهم عندي يمه ..
ابتسمت له اامها :: روحي حبيبتي والله ييسر امرك .. وانا عندي اخوانك واخواتك مو محتاجة شي
طالعتها لمياء بنظرة :: أكيد يمه ؟؟
ابتسمت ام عبدالله :: اكيد ... ولو بغيت شي ابتصل عليك يا قلبي ..
تنهدت لمياء وحبت امها على راسها :: ادعي لي يمه تكفين
ضغطت ام عبدالله على يد لمياء :: ادعي لكم كلكم من كل قلبي ...!!
ابتسمت لها لمياء :: طيب قومي معي .. فهد بيسلم عليك ..
هزت ام عبدالله راسها بالموافقة ...
وقامت من على السرير وعيونها تراقب لمياء اللي بانت الفرحة في عيونها وهي تطلع من الغرفة وكأنها بتبشر فهد ...!!
ونزلت ام عبدالله متوجهة للتسريحة ترتب نفسها وشعرها ...
وعلى وجهها ابتسامة غريبة كأنها تشوف محمد قدامها يبتسم هو الثاني وفرحان علشان لمياء ..!!
" ليتك موجود وتشوف هالفرحة في عيون لمياء ورجعتها لفهد " كلام كان يدور في بال ام عبدالله اللي ماسكه دمعتها بالقوة ..!
فاجأها دخول مهند المندفع وهو ماسك بيده شي ..
التفتت له خايف عليه :: وش فيك مهند ؟؟
راح يركض وتوزى وراها :: يمه جوجو شوفي تارونة ...
دخلت سارة هاللحظة وهي شايلة الشبشب في يدها ..
عصبت عليها امها :: خير ان شاء الله وش بتسوين ؟؟
زفرت سارة بغضب :: سارق السنكرس حقي اللي في الثلاجة ومآكله ..
طالعتها امها :: حلاله ... ومايستاهل اللي سواه ذا كله ؟؟
تخصرت سارة منصدمة :: تعينينه على الشر ؟؟
ضحكت ام عبدالله :: لا بس افهمك ..
ونزلت لمهند اللي مغمض عيونه وعلى باله سارة ماتشوفه :: مهند ليه تاكل حلاوها ؟؟
فتح عينه وقلب نظره بين سارة وجدته :: خالي سام يقول معليش ؟
صرخت سارة :: شفتي كلهم مجرمين ؟؟؟ ومشتركين بعد ..!!
طالعتها امها وهي تشيل مهند :: روحي تفاهمي مع سام وخليه يجيب لك شوكلاتة .. مهند ماله دخل في السالفة ...!!
وابتسمت لها امها بخبث ومرت من جنبها وطلعت هي واياه ..
اما سارة فتبعتهم بنظراتها المغتاظة ..
وتفكر في طريقة توري اسامة فيها الشغل السنع ؟؟
اكيد عارف انه سنكرسها علشان كذا سمح لمهند يآكله ..؟؟
" بيشوف " وكانت هذي هي كلمتها قبل لاتطلع من غرفة امها وتسكر الباب ..
والله يديم عليهم راحة البال ..
ويبدو لي ان حياتهم بترجع مثل قبل ...
لكن بالتدريج وحبة حبة ...!!
------------------------------------------------------------------------------

مرت باقي ايام الأسبوع هادئة ..
ورياحها ساكنة من دون اي عواصف تذكر ...
عذا لازالت تروح وتجي للمستشفى تتطمن على زياد ...!!
وام عبدالله تقضي عدتها في بيتها ... ولسانها لازال يلهج بالدعاء بالرحمة لأبو عبدالله ..
والشفاء العاجل لزياد ...!! وان الله يقومه بالسلامة !
كانت تصلي العشاء في غرفتها بهدوء ومسكرة الباب عليها ...
وفي آخر ركعة لها وصل لمسامعها صوت عبدالله يناديها بصوت عالي وكان متحمس ويردد اسمها بسرعة ...
انقبض قلبها وغمضت عينها بخوف ...
وغصب عنها تحرك لسانها بالدعاء بالستر وعقبها رفعت من الركوع تشهدت وسلمت ..
وما امداها تذكر الأذكار حتى ... قامت مرعوبة مفزوعة وطلعت من الغرفة بسرعة وحتى جلال الصلاة ماشالته ..!!
راحت تتبع صوت عبدالله ممايعني انها توجهت للدرج لأن صوته جاي من تحت ...
نزلت بخطوات مهزوزة خايفة ومرتعبة ...!!
وقفت في نص الدرج وهي تشوف عبدالله واقف في نهايته وجواله في يده ..
وبصوت مرتعب :: خير عبدالله ..!!
رفع عينه الأخير وهو يبتسم بفرح ... اطال نظرته في عيونها وعقب :: عندي لك خبر يفرحك ؟؟؟
رفعت حاجبها وضربات قلبها زادت :: خير ان شاء الله ؟؟؟
ضحك عبدالله على وضعها وخوفها :: زيـــــــاد ..!!
طارت عيونها في وجه اخوها :: وش فيه ؟؟؟؟؟
ابتسم :: الحين اقول لك خبر حلو وزياد وانتي تخافين ؟؟
نزلت درجة وحدة بس :: عبدالله قول وش فيه زياد ؟؟
تنفس بعمق وهو محافظ على ابتسامته :: اليوم صحى من نفسه بالسلامة ...!! وكلمنا وتعرف علينا
شهقت عذا ورفعت يدها لفمها من الصدمة والفرحة ... وهالخبر شل لسانها عن الكلام ؟؟؟
سمعت صوت ريم طالعة من المطبخ ::مبرووووووووووك الف الحمدلله على سلامته ..!!
التفت لها عبدالله :: الله يسلمك ... ويقومه بالصحة والعافية ..
تقدمت منهم ريم :: عيال خالتي كانوا هناك ؟؟
عقد عبدالله حواجبه :: ليه وش تبين فيهم ؟؟
هزت ريم كتوفها :: بشوف سحر عندها خبر والا لا ؟؟؟
وبمرور ام عبدالله من الدرج سمعت كلام ريم .. وبابتسامة وهي تطالع عذا :: لاتخافين بتعرف .. او روحي كلميها لو بغيتي ... (( وجهت نظرها لعذا )) قرة عينك حبيبتي بقومته بالسلامة ؟؟
حانت التفاتة من عبدالله لريم .. ورمقها بنظرة غضب قوية وشديدة وفيها من الوعيد الشي المخيف ...
اما عذا فنزلت دموعها وهي لاتزال ساكتة ...
فرحانة بقومته بالسلامة ومو مصدقة انه و اخيرا وعى ؟؟؟
لها اكثر من اربع ايام وهي تتردد عليه في المستشفى لكنه كان مو في وعيه ومو صاحي بسبب المخدر اللي يعطونه اياه لأنه لو صحى مابيقدر يتحمل الألم ...!!
التفتت لأمها وهي تصيح :: يمه صحـ ـ ـ ى زيـــــــــاد ..!!
ابتسمت امها ::: وقلت لك قرة عينك
التفتت عذا بسرعة لعبدالله وهي تشيل الجلال :: طيب وديني له الحين ...!!
وعطته ظهرها بترجع غرفتها علشان تجيب عبايتها لكن صوت عبدالله وقفها :: لا الحين ما اقدر ..!!
رجعت تطالعه بتوسل فرد عليها يبتسم :: لا تزعلين على طول ..!! اول شي الزيارة انتهت ؟؟ ثاني شي يوم اجي من عنده وربعه مجتمعين حوله ... وما اظن انه وقتك تروحين الحين ...!!
طالعته :: وش تقصد ؟؟؟
تنهد :: بكرة من العصر بوصلك هناك ... وعد
سكتت شوي ووجهت نظرها لأمها علشان تساعدها لكن ام عبدالله غمضت لها بعينها مبتسمة وكأنها تأيد كلام عبدالله ...!!
هزت راسها بالموافقة ...
وابتسمت لهم وطلعت الدرج وهي تهرول ...
مبسوطة ..!
فرحانة والدنيا ماتوسعها من الوناسة ..!!
مشتاقة تسمع صوته ...!!
تبي تشوفه ...!!
هذي هي نوعية المشاعر اللي كانت تتحرك في قلب عذا المحب ..
وصلت لغرفتها بسهولة ماتوقعتها ..!
رمت الجلال على الكرسي وراحت تركض لسريرها ورمت نفسها عليه واطلقت العنان لدموع الفرح تنزل ...
وبعشوائية رفعت جوالها من على الكومدينو وراحت تطالع قائمة الأسماء ..!!
ولما وصلت لأسمه هو توقفت عليه ....
تتصل ؟؟؟ او لا ؟؟؟
تكلمه وتقول له الحمدلله على السلامة وخوفتني عليك ؟؟ أو تسكت وتتركها له مفاجأة وتروح له بكرة وتقول له خلاص زياد انا قررت ارجع لك لأني في مرضك اكتشفت اني احبك وما اقدر اعيش بدونك ...
صدق اني متضايقة منك وللحين في قلبي الغصة على اللي سويته ...
لكني متأكدة اني برضى عليك وهذا الشي بيدك .. وانا واثقة من تعاملك وانه بينسني ...!!
توها بتضغط على رقمه وتتصل لكنها تراجعت وقطعته بسرعة ...!!
خلاص قررت ماتكلمه ..
وبكره بتزوره ... وبتحل كل شي معه ...!!
ويا هي مشتاقة لبكرة من اسبوع ...!!
الله يقدم اللي فيه الخير لك ياعذا ...........!
------------------------------------------------------------------------------------
أما هو فكان متمدد في صمت على السرير ...
يحس بألم فظيع في كل جزء من جسمه ...!!
عظامه متكسرة ورجوله ثقيلة عليه ...
وحتى البلع ما يقوى يبلع ...
لكنه يتذكر كل شي صار له ..
يتذكر الرصاصات وألمها الفظيع لما اخترقت كتفه وصدره ...!!
يتذكر آخر شخص شافه هذاك اليوم .. وكانت عذا
يعني لوكان مات بيموت وهو مرتاح .. لأن عينه ما فيها غير صورتها ...!!
ولو سووا له تشريح ... بيعرفون انها هي سبب موته ..
وسبب العذاب اللي يعيشه ... وهالشي بتقوله لهم عيونه ...!
غمض عينه بتعب وسند راسه على المخده اللي وراه ...حس بوشوشه في أذنه وصوت الطلقات ورناتها لازال يخرم طبلته ..!!
نبهه نواف :: أمداك ترجع وتشتاق للنوم ؟؟؟
فتح عينه يبتسم بوهن :: لا و الله بس احس براسي يدور ..!!
ابتسم له عبدالعزيز :: من كثر النوم وانا اخوك ؟؟ لك اسبوع وانت مو واعي ..
التفت له زياد :: الظاهر ان اللي فيني عينك والا النوم ماخالف ..!!
رفع عزيز حاجبه :: يالله عاد بدأ يطلع اشاعات وان انا عيني حارة ؟؟
ضحك نواف :: طيب لاتكثر عليه الكلام ...
هز عبدالعزيز راسه :: احمد ربك شفع لك مرضك والا كان والله قمت عليك الحين ..!!
ضحك زياد لكنه شد على اسنانه واعتفست ملامحه لما حس بالجرح في صدره وكأنه انفتح ..
رفع يده يمسح عليه وانتبه له نواف فسأله بقلق :: زياد تحس بشي ؟؟
التفت عليه يبتسم بهدوء ويده على صدره :: سلامتك ...
سكتوا شوي وعقبها تكلم زياد :: ماشاء الله نواف ... صحتك متحسنة هذا كله من العرس ؟؟؟
ضحك نواف بخجل :: شفت شلون وانا اخوك ؟؟ مافيه احسن من راحة البال ..
طالعهم عبدالعزيز :: لو سمحتوا قدروا ان بينكم واحد اعزب ؟؟؟
ضحك نواف :: انت أشر بس ومن بكره تصير متزوج ..
طالعه عزيز بحاجب مرفوع :: الله اكبر عليك اللي يسمعك يقول خطابة والا مشروع ابن باز الخيري ..!
ضحكوا كلهم ... لكن نواف التفت على زياد بجدية :: زياد ..!!
التفت عليه الأخير :: سم ..
تنهد نواف بقلق :: ما عرفوا من السبب في اللي صار لك ؟؟؟
هز زياد كتوفه :: مادري والله نواف .. الضابط كان عندي من شوي لكنه ما سألني عن شي .. تحمد لي بالسلامة وقال انه بيرجع لي بكره الصبح ..
سكت نواف شوي لكن عيونه كانت تتكلم ..
رفع عينه لعبدالعزيز اللي عبس في وجهه وكأنه يقول له مو وقت كلامك ...
لكن زياد قطع عليهم :: وش فيكم ؟؟
ورد عليه نواف :: يعني انت ما شكيت في أحد ؟؟؟
رفع زياد حاجبه وعلى فمه نصف ابتسامة ..:: انت من شاك فيه ؟؟؟
سكت نواف وعينه على زياد ...
وبعدها ابتسم له ورد عليه :: يعني نفس الشخص اللي انا شاك فيه ؟؟؟
هز زياد راسه :: بالضبط ..
انقهر عبدالعزيز :: بيشوف هالمرة والله لأدخله السجن بيديني وما بطلع من المركز الا وانا متأكد من هالشي
التفت له زياد وبنبرة توسل :: لا عبدالعزيز لاتدخلنا وتدخل نفسك في مشاكل .. يكفي اللي صار لنا منه المرة الماضية ..
عصب عزيز:: يعني تبيني اسكت له .. مستحيل زياد ؟؟ كان تصرفه بينهي حياتك وهالشي مابسامحه عليه لو مهما كان ..
تنهد زياد يبتسم :: انا ولا أهلي ،،، عبدالعزيز ..!
مسك نواف يده بقلق وكأن الجرح انفتح في صدره من جديد من تذكر موقف الخسيس مع عبير :: وصلك منه شر ؟؟؟
التفت زياد يبتسم :: أقول لك الحمدلله فيني ولا فيهم ؟؟؟
طالعه عزيز مستغرب :: وش قصدك ؟؟
تنفس زياد بعمق وهو يحس بالدنيا مشوشة قدامه لكنه مع ذلك محترم ربعه اللي معه ويبون يعرفون السالفة :: مرة جاني للمكتب يبيني افصل نواف ... ورفضت .. ومرة ثانية جاني وقال لي يبي يشاركني في مشروع ثاني والا اني بخسر شي ثمين ولمح لي على الأهل وعلى اشياء كثيرة..!! عصبت عليه وتهاوشت معه ... وهالسالفة لها مده لكن اتوقع ان اللي صار بسببها ..!!
عقد نواف حواجبه :: طول عمري مسبب لك مشاكل زياد ..!
التفت له الأخير وفي عيونه عتب :: لاتقول هالكلام نواف ... وش دعوى مشاكل الا هو الخسيس ومحتاج احد يوقفه عند حده ..
رد عبدالعزيز بعصبية وحمية :: وانا اللي بوقفه وبتشوفون ما اكون انا ولد ابوي ..
ضحك نواف على حماسه :: ورنا شطارتك يا بطل ..
دق عزيز على صدره :: بتشوف اني بطل قول وفعل ..
تمدد زياد براحة على سريره اكثر وهو يغمض عيونه ومبتسم بضحك :: طيب ماودكم تفارقون ؟؟؟
التفت له عزيز وفاتح عينه بقوة :: بتنام ثانية يا اخي ؟؟
هز راسه بتعب وهو بالموت يبلع ريقه :: ابي ارتاااااااااااااااااااح .. احس بجبل رمل على عيوني وضباب اسود قدامي ..
وقف نواف :: زين نم الله يآخذ العدو والشرهة على اللي تاركين بيوتهم واهلهم علشان يونسونك ..
قم قم عبدالعزيز مشينا ..
ابتسم زياد وكأن في قلبه شي عوره من قال نواف جملته الأخيرة ...
ما يدري وش اسباب حساسيته لكنها آلمته ؟؟؟
يمكن لأنه ذكرته بحياته مع عذا ؟؟
أو لأنها ذكرته بجحيمه مع سحر ؟؟؟
السبب مجهول لكن الشعور بالألم موجود ...
ودقايق وكانت الغرفة فاضية عليه من جديد ..
وبهدوء الليل الصحراوي ... نام زياد بسلام ...
غمض عينه وجفنه ... وهو مايشوف شي ولايسمع شي ... ولا حتى واعي بشي ..!
------------------------------------------------------------------------------------------

كانت تلبس عبايتها بلهفة وفرحة ..
يديها ترتجف من الوناسة ومو عارفة كيف بتتقابل معه عقب مرضه ؟؟؟
بتقول له انها ماتركته ولا يوم وكانت معه وجنبه على طول ؟؟
والا بتسكت وما بتقول له والمهم انها هي عارفة انها ماتركته ولا لحظة ؟؟
أشياء كثيرة تدور في راسها وماتدري وشلون ترتبها وتنظمها ؟؟؟
اشياء بتقولها له .. واشياء بتسويها
وأشياء وأشياء ..؟؟ متى بس توصل للمستشفى وتدخل عليه غرفته ...!!
متى يا رب ؟؟
وقفت قدام المرايه بعد مالبست عبايتها وراحت تطالع انعكاس وجهها ..
شافت الحياة رجعت لها من جديد لأنها بس قررت ترجع له ؟؟
أجل شلون لو هي رجعت له صدق ...!
خدودها موردة من الفرحة والخجل من مقابلته مرة ثانية ؟؟؟
تعرف زياد وتعرف كيف يعبر عن شوقه وفرحته بشوفتها ؟؟
وهو أكيد بيفرح لأنها جت تزوره ؟؟
حطت يدها على قلبها اللي يضرب بدقات سريعة أسرع من لمح البصر ..!
وانتبهت لأصابعها الخالية من الخواتم ... ومعصمها الخالي من الساعة ؟؟؟
عقدت حواجبها في تفكير ومباشرة خطر في بالها خاطر ..
ركضت لدولابها وفتحته وطلعت منه العلبة ...
وشافت خاتم ( كاراتي ) اللي اشتراه لها زياد يوم كانوا في فرنسا ؟؟؟
ابتسمت بحياء وهي تتذكر الموقف اللي عطاها اياه فيه ...
وطلعته من علبته ولبسته ..
وعقبها راحت تطالع يدها وتضحك ... وتكلم نفسها :: بينجن عليك زياد اليوم .!
حضنت كفها وهي تعض شفتها السفلية ..
وراحت لسريرها شالت شنطتها وخذت نفس عميق وطلعت ...!!
نزلت على الدرج بخطوات هادئة وكأنها تهوجس وتفكر ...
لفت انتباهها الصالة واللي جالس فيها ..
كانت سارة بعبايتها جالسة على الكنب وتلعب في جوالها ؟؟
رفعت حاجبها مستغربة :: وش تسوين سارة ؟؟
التفتت لها الأخيرة تبتسم :: ولا شي ...!!
تقدمت لها عذا :: وين بتروحين ؟؟
هزت راسها بالنفي :: ما بروح مكان ...؟؟
رفعت حاجبها عذا :: تستهبلين ؟؟ اجل ليش العباية ؟؟
وقفت سارة بتملل :: ولد عمك المصون بيجي يتطمن على عياله ؟؟
سكتت عذا مستغربة :: من اللي بيجي ؟؟
ابتسمت سارة :: خالد ولميس ... بيجون علشان يتأكد خالد ان عياله طيبين ومافيهم الا العافية ؟؟
ابتسمت عذا :: الله يالدنيا .. الحين صاروا عياله من عقب ماكانوا عيالك ؟؟
عصبت سارة :: وعيالي بعد .. لازالت اراعيهم وانتبه لهم ؟؟ يعني عيالي ..
ضحكت عذا ضحكة بمغزى :: وخالد ؟؟
هزت كتفها بلامبالاة :: يتصنع ابوتهم ..!!
وهنا ضحكت عذا غصب :: يعني انتي امهم وخالد ابوهم ؟؟
التفتت لها سارة بعيون مفتوحة وهي ساكتة ... وعقبها انفجرت تضحك ...:: والله لقيتيها .!
انا اراعيهم ... وهو يصرف عليهم ؟؟
وعذا لازالت تضحك :: وكونتوا عائلة متماسكة ؟؟؟
تنهدت سارة براحة وعيونها توضح ألمها :: أهم شي ان عيالي عندي ..
تقدمت لها عذا وحطت يدها على كتف اختها :: وهذا هو كان قصد خالد ...!!
رفعت سارة عينها لعذا وهي مليانة دموع ... والأخيرة مو ناقصة دموع وهي فرحانة ..
سارة :: الله يعطيه العافية هو اللي فهمني بعد روحة الغالي ...!!
ابتسمت لها عذا :: مرتاحة لتصرفه ؟؟
هزت راسها بالإيجاب ..
وفجأة سمعوا صوت لميس تصرخ عليهم بصوت عالي وتنبههم انهم وصلوا ...
رفعت عذا طرحتها على وجهها وكذلك سوت سارة ..
ودخلوا لميس ووراها خالد منزل عيونه للأرض ...
ابتسمت لهم لميس :: السلام عليكم ..
ردوا عليها السلام ... وتكلمت عذا : كيفك لميس ؟؟
هزت راسها :: تمام وجاين نتطمن على حلالنا ..
ضحكت عذا :: حلالكم لاتخافون عليها مادام سارة وراه ..!!
انتبهت لخالد اللي كلمها :: الحمدلله على سلامة زياد عذا ..
بلعت ريقها عذا بفرحة والتفتت لخالد تطالعه بامتنان :: الله يسلمك يا رب ... كيف حالك خالد ؟؟
هز راسه مبتسم :: بخير الله يسلمك ..!! نسأل عنكم ..
عذا :: تسأل عنكم العافية يا رب ..
وبعدها استأذنت منهم :: يالله عن أذنكم أنا بروح لزياد الحين ...
خالد :: بحفظ الله وسلمي عليه .
ابتسمت للجميع وطلعت ..
و في طريقها تذكرت حركات لميس لسارة وهي تأشر لها على أذنها وأن خالد سمع كل كلامهم ؟؟؟
وسارة أشرت لعذا على رقبتها يعني بتقتلها ...!!
تنهدت بسعادة ولأول مرة تحس بها من اسبوعين ؟؟
يعني من وفاة ابوهم ...!!
وطلعت للسيارة رايحة للمستشفى ... تشوف زياد .!
-----------------------------------------------------------------------------------------
في السيارة كانت تطالع العالم في الشارع وهي بالها مو معها بتاتا ...
كان تفكيرها وعقلها وقلبها كلهم هناك ...
في المكان اللي يتمدد فيه زياد بضعف وألم ...
المكان اللي تقطعت فيه روحها وهي تشوف قطعة قلبها محاوط بالأجهزة و ماله حيل ولا قوة ...
شافته وهو يتألم ... ونايم ... ولاحاس فيها ولا في وجودها ...!!
تنهدت تنهيدة فرح تبعتها ابتسامة وهي تلف بوجهها وتطالع قدام من بعد ماكانت تطالع من الدريشة اللي جنبها ...!!
لاحظت انهم قربوا للمستشفى لكن ماسكتهم الإشارة ...
طالعت الساعة وشافتها قريب العشاء ...!!
وانتبهت لسوراج اللي تحرك من قدام الإشارة ...
ووقفته :: سوراج وقف عند محل الورد هذا ...!!
ابتسم لها ولف بالسيارة وقف عند المحل المطلوب ...
وبفرحة ما اقدر اوصفها نزلت عذا تسبقها دقات قلبها للمحل ...
دخلت وهي تحس برهبة أو خوف أو مشاعر غريبة ماتقدر توصفها ..
لكن فراشات بطنها تتراقص هذيك اللحظة بشكل هي ماقدرت تسيطر عليه ..
انتبه لها صاحب المحل وتقدم لها ...
وبمساعدة منه كونت عذا أحلى باقة ورد تقدر تسويها وترتبها ...
كانت كبيرة وحلوة ...
وأهم شي انها حطت لزياد ورد الياسمين اللي يعشق ريحته ...!!
وما نست الجوري الأحمر والتوليب الأبيض اللي يعني لها الكثير ...!!
كانت باقة رائعة ومكلفة ...
لكن الورد للي يستاهله ...
رجعت للسيارة ومشوا للمستشفى ...
ومن وقفوا عند البوابة الخاصة فيه بدت نوبة الإرتجاف تنتاب أطراف عذا ...
متوترة وشلون بتقابله ..
وكيف بتفاتحه في الموضوع وتقول له " انا برجع لك زياد وما راح اتركك مهما كانت الظروف " ؟
حست بحمرة الخجل كست خدودها وهي تفكر مجرد تفكير بأنها بتقول لزياد هالكلام ...
لأنها عارفة تبعاته ..
وعارفة زياد وش بتكون ردة فعله ...
بيحرجها فوق ماهي منحرجة ..
وبيطالعها بهذيك النظرات اللي تتعبها وتذوب قلبها ..!
تنفست بعمق وهي تمشي في السيب اللي يودي لغرفة الغالي " زيـــــــــــــــاد " ..
كانت الكلمات والعبارات متزاحمة في عقلها ..
وهي بصعوبة تحاول ترتبهم علشان تقدر تكون كلام تقوله لزياد ... وتوضح له من خلاله انها تبي ترجع له خلاص وإنها آسفة على كل اللي صار ...
وبعد ما جهزت الكلام ... ورتبته في جمل مفيدة ..
راحت عيونها تطالع أرقام الغرف وتدور على غرفته هو بالذات ..
الرقم اللي قال لها عبدالله عنه وهو اللي اعتذر انه يوصلها لإرتباطه بظروف عمله ...
وأول ما شافت ( 226 ) ... زياد سلطان ...!!
فز قلبها ...
وصارت تسمع دقاته في أذنها ...
لقائها هالمرة معه غير ومختلف ...
هالمرة بتقابله وهو مريض وهي مرتاحة نفسيا له ...
بتقابله وهي تحبه أكثر من قبل وبتقول له نرجع لبعض ...
بتقابله وتهمس له " أنا آسفة " حتى لو ماسويت لك شي ...!!
غمضت عينها بحب وكأنها تضبط أعصابها رتبت وقفتها والباقة اللي في يدها ...
لكنها في لحظة انتبهت لنفسها ...
الحين هي في قسم الرجال ...
يعني زياد ممكن يكون عنده احد من زملاءه ؟؟؟
وفشيلة بتدخل عليهم مع هالباقة لو عنده أحد ...
وبعدين هي أصلا تستحي ؟؟؟
يا ربي ليته كان معها عبدالله او اسامة ....!!
تلفتت عن يمينها وشمالها يمكن تشوف أحد أو تلمح أحد وتعرف من خلاله إذا كان عند زياد أحد او لا .. لكنها ما شافت أحد ...!!
حاولت تلقى حل ... وأخيرا حصلته ...!!
هي بتفتح الباب بهدوء ... وبتحاول ترقق سمعها وتشوف هل زياد يتكلم مع احد والا لا ؟؟؟
وإذا يكلم أحد بتشوف هي تعرفه والا لا ؟؟
وعلى هالقرار ..
مسكت الباقة في يد ...
واليد الثانية برجفه مسكت مقبض الباب ...
ودارت به بهدووووووووووووووووء ... علشان ما احد ينتبه ..
شافت السيب اللي يسبق غرفة زياد كونه منوم في جناح ..!!
تقدمت خطوة صغيرة لحد ماصارت قريبة من الباب لكنها داخل الممر ...
وتسمع اللي يسويه زياد ...!!
.
.
.
.
.
.............::/ قلت لك لا .. انا مو موافق على أي شي من اللي قلتوه ... والسفر سحر بتروح معي ..
تنهد مشاري وهو واقف جنبه وعند سريره ...
بينما سحر جالسة بهدوء على كرسيها ومعها ندى ...
التفت مشاري لزياد ::: يعني المطلوب ..؟؟
سكت زياد شوي وعقبها رد :: الموضوع منتهي خلاص ... أنا وهي بنروح لكندا سوا ومعنا مصعب ...
وأكد مشاري :: حتى راشد بيروح معكم
رفع زياد راسه وهو يحس بمشاعر غريبة مولودة في صدره ضد هالـ راشد. :: ما له داعي خلاص مصعب معي ......!!
التفت مشاري لسحر :: وش قلتي ؟؟؟
رفعت عينها لأخوها وشافت زياد يطالعها فبلعت ريقها بصعوبة والقرار صعب تتخذه هالوقت ..
كانت بتتكلم لكن زياد وقفها :: سحر انتي بتروحين معي بدون نقاش ..
لفت عينها له بهدوء وابتسمت :: محتاج أروح معك ؟؟؟
سكت شوي وعيونه ضاعت في الفراغ حاول يعدل جلسته لكنه ضيق عيونه بألم من الجرح اللي في صدره ... رفع يده بيمسح عليه لكن جهاز ضربات القلب فلت من أصبعه ...!!
وتنفس زياد بعمق وهو يشوف مشاري بيساعده فابتسم له :: انفك هالشي .. ومادري وشلون يركب ....
طالعه مشاري يشوف وشو وعرف انه جهاز قياس ضربات القلب ...
ما امداهم يتكلمون الا وسحر واقفه على راس زياد تبتسم :: هذي شغلتي وانا الخبيرة ...!!
ابتسم لها زياد وهو يشوفها قريبه منه بعنف وتركب له على اصبعه هالجهاز ...
وبعدها اقتربت منه أكثر وهي ترتب الأنابيب والأسلاك وراء ظهره ..
باين عليها المرح وهي تساعد زياد ..
أما هو فقال وعينه على يدها اللي تتحرك حوله :: سفرك معي مهم يا سحر وماراح اسافر بدونك ...!!
تنهدت سحر وهي تتنفس بعمق وعيونها لازالت عليه وهي قريبة منه ومن سريره ...
وحتى وجهها قريب لدرجة خلت زياد يقرأ ملامحها ويحس بالألم يفتت عظام ضلوعه ...
ابتسمت :: بس أنا ما ابي اروح ...!!
مسك يدها :: بتروحين .. لأني زوجك وآمرك أنك تروحين ...!
وهي لازالت تبتسم قريبة منه ويد زياد على معصمها:: وعــــــــــــذا ... وش بيكون موقفها ؟؟؟
وهذا الشي اللي ماتوقعه زياد ولا فكر فيه أصلا ...
فعلا وعذا وش بيقول لها ؟؟؟
لكن هو معه عذره في اصراره على سحر فرد عليها :: انتي وجودك معي في هالسفرة أهم من وجود عذا بكثير ...
وحس الجميع بوجودها في هاللحظة ووقفتها المهزوزة عند الباب ....!!
والعيون كلها توجهت للباب ...
اللي واقف عنده طيف أسود صغير .. وبين يديه باقة ورد كبيرة ..
هالطيف نسق هالباقة وصنعها بذوقه ... وبالورد اللي يحبه الغالي ...!
كانت جايه وهي كلها حماس ومشاعر حب وحنان ...
جايه تزوره وفي قلبها شي كبير لزياد ... وأهم شي تأنيب الضمير ناحيته ...
لكن كلامه هدم كل شي وخرب كل شي ..
وأصلا وجودها عنده ومعه حطم كل شي ..
قربها منه بهالصورة ... ويده اللي ماسكة معصمها قدام ندى ومشاري خلت قلبها يتقطع مليون مرة في الثانية ...
حست ان مشاعرها اعلنت الإنتحار والموت للأبد ...
" ليه يا زياد ..." كانت هي الكلمات اللي تقولها عيونها ...!!
انتبه مشاري لنفسه واستحى من وقفته ... وهو اللي عرف من تكون هالزائرة ..؟؟
راحت عينه لأخته بقلق وشافها منزله عينها للأرض وكأنها ماتبي تشوفها ولا توقعت حضورها أصلا ...
أستأذن منهم وانسل بنفسه وطلع ...
وقفت ندى مباشرة بتعب وراحت لعذا اللي تجمدت عند الباب وعينها على زياد النايم على السرير ..
.......... :: مرحبا عذاوي ...!!
لكن ما فيه استجابة ...
وعيونها لازالت معلقة على يد زياد الماسكة معصم سحر ...!!
نظراتها كانت تعكس ألمها اللي يفتك في عروق قلبها ..!
شوفتها له وهو ماسك معصم يدها كانت أشبه بالخنجر اللي انغرس في أعماق روحها وقطع معه كل عرق ينبض بالحياة فيها ...!!
سال دمها حار مؤلم ..
ونزلت دموعها غصب عنها وخارج ارادتها ..!
أما زيـــــاد ... فكانت عيونه متجمده على الكائن اللي قدامه ...
قلبه يدق بسرعة جنونية لدرجة انه نسى وين يده وسحر وينها اصلا ؟؟؟
ماكان منتبه لشي ولا حاس الابوجود الحبيبه قدام عيونه ...
شي تمناه من صحى وفتح عيونه ..
كان ينتظر جيتها على أحر من الجمر ...
لكن أكيد ماكان يبيها تجي هالوقت بالتحديد ...
قربت ندى من عذا تبي تسلم عليها وتتقدم معها لكن عذا ماتحركت واكتفت لما لفت بوجهها لندى ونزلت الطرحة من على وجهها ...!! وعيونها للأرض تداري دمعة الإنهزام والغيرة والقهر ..
كيف ماتغار وحبيبها معه وحده ثانية وحلاله مثل ماهي حلاله ..؟؟
سمعت كل شي قاله ...
سمعته وهو يقول ان وجودها معه اهم من وجود "عذا "...
سمعته يلح عليها علشان تسافر معه ...
سمعته وهو يقطع عليها الخيارات ويقول لها ان القرار منتهي وان هالسفره هي بتروح معه ؟؟
أصلا متى قرر يسافر وهي ما تدري ؟؟
وكيف يقرر السفر وان سحر بتروح معه من دون ما يحط اعتبار لوجودها في حياته ..
وعذابها اللي كانت تعيشه لما كان طايح وحالته خطرة ليه مافكر فيها ؟؟
ليه يازيــــــــــــاد ؟؟؟
وعرفت عذا في هاللحظة انها بداية النهاية ...!!
وان كلام سارة لها هذيك الأيام فعلا حقيقي ...
وان حساسيتها ،،، وتعلقها في زياد هالكثر هو اللي بيذلها ويكسر الباقي من قلبها ..
صدقتي ياسارة وانا اللي كنت اقول بس زياد غير ومايستاهل اكون قاسية معه ...
لكنهم طلعوا نفس الطينة و نفس النوع ...
ومااحد يفرق عن الثاني مطلقا ...
وبصعوبة أليمة ...
قدرت تشيل رجولها من الأرض لكنها ماكانت تشوف الا زياد وهو نايم على السرير وهالمرة يده في حضنه ...!!
ماتنكر انها اشتاقت له لكن اللي سمعته وشافته قتلوا هالشعور فيها وخلوها تنظر لنفسها بازدراء ومهانة ؟؟
كيف تشتاق لشخص مادرى عن هوا دراها ..
تقدمت له وهي تحارب دمعتها ....
لحد ماوصلت طرف السرير ...
وعند رجوله نزلت الباقة بهدوء وبعدين رفعت عينها له وهي تحاول تبتسم ...
..........:: الحمدلله على السلامة ..
قالتها بصعوبة وصوت مخنوق ..
ولمعة الدموع ما خفت على زياد اللي يحس بقلبه وتنفسه يضيقون عليه ..؟؟
لا يا عذا انا ما ابي يكون لقائي معك بهالشكل ؟؟
ما ابيك تجين في هالوقت وتقولين لي هالكلمتين وتروحين ..
جيتك لي ابيها تكون مختلفة ...
ابيك تكونين قريبة مني اقرب من قربك الحين ...!!
لكن كل هالكلام اختصره وهو يطالعها :: الله يسلمك ...!!
لكن عيونه كانت تعبر عن مشاعره بدل الحروف اللي طلعت من فمه ...
تعبر عن الشوق والوله لوجودها معه في حياته ...
وهالشي ما خفا على سحر اللي درات عيونها بغيرة قاتلة بين زياد العاشق الولهان ،، وعذا الزوجة المتحطمة اللي خانها حبيبها في لحظة ضعف ...
اما ندى المتوترة من المشهد تكلمت :: وش اخباركم عذا وعمتي كيف حالها ؟؟؟
التفتت لها عذا وعلى وجهها نصف ابتسامة مصطنعة :: الحمدلله كلنا بخير وعافية ... انتي اللي كيفك الحين ؟؟
ابتسمت ندى بألم :: إن شاء الله بخير ... يوم يكون زياد بخير ...
ضحك زياد غصب عنه يمكن استحى من كلامها وهالشي ما غاب عن عين عذا اللي شافته يضحك بأريحية ويده على جرحه المؤلم على صدره ...
كان ودها تروح له وتتقرب منه وتسأل عنه لكنها ماتقدر ..
فيه صوت داخلها يمنعها ...
والظاهر هذي هي بداية الحواجز بين الإثنين ..
تكلم زياد وسط ضحكاته :: ندى لايسمعك مشاري ويفضحنا ..!
ضحكت ندى :: ماعليك منه عارف هالكلام قبل لاأقوله ..
انتبه زياد لنظرات عذا في هاللحظة واللي كانت مركزة عليه ..
ولما انتبهت عذا نزلت عينها على طول للأرض ...
وابتسم زياد غصب عنه .. والله مشتاق لها ... :: يعني وانا مافيه كيف الحال ؟؟؟
رفعت عينها عذا وانتبهت لسحر اللي تطالعها ,,
مايخفى عليكم ان سحر ودها لو تقوم وتطلع وتمنع هالمهزلة لاتصير قدام عيونها ...
لكنها ما قدرت تطلع وتتركهم بروحهم أبدا ...
معليش تتسمم من كلامهم ونظراتهم لكن ما يصير شي ثاني من وراها ..
انتبهت لعذا اللي قالت :: أنا جيت أسلم عليك وانا عارفة عن حالك وانك بخير ...!!
واشتدت اعصاب زياد من هالكلام ؟؟
الحين هالبنت ليه تعيش التناقض ؟؟
مو كانت معي يوم كنت تعبان وكل يوم احس بوجودها وبشوقها ؟؟
طيب ليه الحين جايه تناقض نفسها ؟
انتبه لها زياد وهي تمسح دموعها بظهر كفها وهي لازالت محافظة على ابتسامتها ..
كان بيتكلم لكنها سبقته :: اللي شفتك عليه اول ما دخلت كفيل انه يقول لي عن حالك ؟؟
تنهد زياد بتعب وغمض عينه بإنقطاع أمل ؟؟؟؟؟؟؟
الحين كيف بيتفاهم معها ؟؟؟
فتح عينه وطالعها :: عـــــــــــذا ..!!
قاطعته وهي تحاول تبتسم لكن فمها متقوس بالحزن والعبرة ودموعها تلمع داخل عيونها ..:: ماله داعي تبرر وتفسر ... سحر اهم مني انها تروح معك لسفرك ...
عارف ليش ؟؟ لأنها أكثر نفع وفايدة مني ؟؟؟؟ وإلا قل لي انا وش بسوي لك ؟؟؟
عقد زياد حواجبه في غضب من كلامها ::: عذا وش هالكلام ؟؟
كانت سحر بتتكلم :: لوسـ ـ ....
وقاطعتهم عذا لكن هالمرة وهي تصيح وتشهق من الصياح لأنها ماتحملت الفكرة :: مو محتاجة احد يكذب علي لأني اصدق اذاني اكثر من كلامكم ؟؟؟
والتفتت لزياد :: وانت ....!! إذا انا ماعرفت عن سفرك الا تو ؟؟؟ تبي تفهمني اني اهم منها عندك ؟؟؟؟ خسارة زياد
وسكرت فمها تمنع شهقة قوية تطلع ...
تقربت منها ندى بتفهمها وحطت يدها على كتفها لكن عذا نزلتها بقوة وطالعتهم :: انا مو محتاجة شفقة من احد ؟؟ ولا ابغى اكسر خاطر احد بعد اليوم ... وانت يا زياد انا بعيش بك والا بدونك عادي ؟؟؟؟ المهم انت ترتاح مع اللي تحبهم ويريحونك ... وندى بعد ترتاح ...
كان بيقاطعها لكنها كملت :: لاتحاول تبرر والا تعتذر ... سحر أهم مني زياد وهذا شي انت اعترفت به ..
صرخ عليها :: انتي مجنونة ...
طالعته بعيون يغشاها الضباب :: مجنونة لأني فكرت احبك وارجع لك مثل قبل ...!!
وكيف بيتحمل زياد هالكلام وهالدموع وهو منسدح لاحول له ولا قوة ...
يموت ولا يشوفها تصيح قدامه وبسببه وهو مايقدر يطوقها بيديه ويمسح دمعتها ...
كانت قريبة منه نوعا ما ..
يعني لو تلحلح من مكانه شوي ممكن يوصل يدها المتسندة بها على السرير كداعم لوقفتها المهزوزة ..
وفي لحظة نسى زياد كل شي قدامه عداها ...
مايهمه سحر او ندى او حتى جرحه ومرضه ...!!
حاول يتحرك من مكانه ...
وحارب الألم اللي يحس به في أعلى رجله المجبرة ....
والألم اللي يقطع أوردة كتفه وصدره وعظام ضلوعه كله علشان يمسك يدها ويفهمها انه يبيها تجي قريب منه ...
لكن الصدمة هي انها ابتعدت عنه اكثر ويدها على فمها تمنع شهقاتها لاتطلع ...
ابتعدت وعرف انها متوجهة للباب فناداها :: عذا لاتروحين ...!!
كانت بتطلع لكن وقفها صوت تألمه ...
التفتت عليه وشافت يده على رجله وعيونه متسكرة من التعب وكأنه كان يحاول ينزل من على السرير ...
كانت بتتقدم لكن لا ... ما تبي تضعف ...
وبعدين هذي سحر اللي فضل سفرها معه علي واقفة جنبه وتحاول تساعده يرجع لوضعه الطبيعي ..
قلب عذا الرقيق ما تحمل انها تشوف الغالي يتألم وهي ما تتطمن عليه ...
ولما شافته اعتدل في سريره تقدمت له وهي لازالت تصيح ..
وهو كان رافع راسه على المخده ويده على قلبه ويتنفس بسرعة ...
مسكت يده وفتح عيونه بسرعة لأنه عارف لمستها الناعمة اللي تريح قلبه ...
ابتسمت له وهي تصيح انهار :: يكفي تتعب نفسك اكثر ... ويكفي تحمل قلبك هموم اكثر ... هذي انا عذا و بريحك من همي ... وعيش باقي حياتك زياد ...
ضغط على يدها وهو يحاول يبتسم بحب :: انتي لازم تكونين معي علشانـ ـ ـ
وحطت يدها على فمه وهي تشهق وبهمس قربت فمها لأذنها :: لاتتهور وتقول كلام قدامها تندم عليه بعدين ... انا ببتعد وما ارضى ابتعادي يروح هباء ... على الأقل استفيد انها تكون معك وتضمن انت حياتك وحياة اختك ....
كلماتها صدمته والجمت لسانه ...
""" ببتعد """ ؟؟؟؟
طالعها ::: وبأي حق تقررين ؟؟
كان وجهها مقابل وجهه ... وماهمها أحد موجود في الغرفة لأنها خلاص هالمرة هي النهاية بينها وبين زياد وتبي تنهي كل شي وهي مرتاحة ومطفية شوقها :: الحق اللي خلاك تقرر كل اللي صار بيننا ... يعطيني الحق اقرر ابتعد ...
رفعت يده وحبتها بهدوء ...
اما هو فكانت ضربات قلبه تزيد خايف من كلامها ؟؟؟؟؟
وشلون تبي تبتعد عني وانا اللي ابيها ومحتاجها ؟؟؟؟
ليه ماتبي تفهم ان زياد مثل حبات الرمل اللي تنثرها الريح لو هي ابتعدت عنه ؟؟؟؟
زياد عاش يحبها من يومه صغير ؟؟
وشلون يوم كبر وتعلقت روحه فيها تجي وتقول له " ببتعد " ...
وبعيون مترجية وصوت متوسل :: عذا لا تعذبيني وانا تعبان ...!!
وكلماته ضربت الصميم في قلبها ....
زيـــــــــــــــــاد .. تعبان وهي تعذبه زود ؟؟؟
ياربي كيف قلبها الضعيف الرقيق ناحيته يتحمل هالكلام الكبير والقوي اللي بيضل يعذبها طول عمرها ...
ومن وسط دموعها :: انت لاتعذب نفسك وتخدعها ... حياتك مع سحر أهم مني ...!! ووجودها في حياتك مهم لكم كلكم ... اما انا فلا ..
بيتكلم لكنها قاطعته :: انا سمعتك بأذني تقوله ...
بيقولها شي لكنها حطت يدها على فمه :: هالمرة قراري ماقيه رجعة ... لأني عذا الجديدة زياد ...!
و ماقدرت تكابر وصاحت ...
حطت يدها على فمها وراحت بخطوات سريعة طالعه من الباب ..
خلاص كل شي انتهى ...
وهاليوم وهالمكان بيشهدون نهاية عذا وزياد للأبد ...
وهالقرار اتخذته عذا بقوة واصرار ...
هي خلاص قررت تتغير وتصير عذا الجديدة ..
عذا القاسية اللي ماتهزها دموع وتوسلات ..
تبي تكون قوية علشان تعيش مرتاحة ومايهمها أحد ...
لكن للأسف عذا ..
قرارك جاء بوقت متأخر ...
بوقت المفروض ماتكونين فيه قاسية ...
بالعكس تكونين أرق مما كنت عليه .. لأن هالمرة مواجهتك مع زياد اللي يحبك بكل جوارحه وحواسه ..
للأسف عذا ما حانت الفرصة لك تقسين الا على القلب المعذب المرهق من المشاكل ومحتاج للراحة والسلام ..
قسى قلبك على زياد وهو طايح وتعبان ومحتاجك ....
ليتك من قبل قسيتي قلبك وتركتيه يلين الحين على اللي حياته صعبة بدونك ..
طلعت من المستشفى واصوات كثيرة تدور في رااسها ...
ولأول مرة تحس انها قوية بالفعل وانها بتنفذ قراراتها ... وبشدة ومن دون تراجع ...!!
.
.
.
اما هو فكان تنفسه مضطرب ونبضاته متسارعة ؟؟
مو متوقع الكلام اللي انقال له ابد ..
ماكان متخيل مجرد خيال انها بتقول له بها لإصرار خلاص حياتنا مع بعض لازم تنتهي ؟؟؟
كان يسمعها منها قبل لكن هالمرة غير ...
لأنه شاف لمعة البراءة والضعف في عيونها خفتت وحل مكانها لمعت إصرار وعزم ...
أنه خلاص ... هو من طريق وهي من طريق ...
وكيف بتتحمل يا زياد تعيش من دون عذا .. وانت جربت تعيش معها ...................!!
لو انك من البداية ماتزوجتها ووافقت على عرض عمك كان الوقع بيكون أخف على قلبك المسكين ..
لأنك في النهاية ما جالست عذا هالوقت كله ولا شفتها وعرفتها عن قرب ...
.
.
.
وسحر جالسة على الكرسي تراقبها عيون ندى ...
كان كل شي فيها صامت ... حتى قلبها ينخاف من صمته ...
كل اللي صار قدامها شي مخيف ومريع ..
تدري انه يحبها لكن مو بهالصورة اللي تخليه يتكلم ويتعامل معها بهالطريقة وقدام عيونها ...!!
ليتها طلعت وتركتهم كان اريح لنفسها وقلبها ...
لكن اذا فات الفوت ما ينفع الصوت ..
وكل شي شافته وكل شي سمعته ...
وعرفت ان عذا بتعذب زياد باقي حياته وماراح ترجع له ...
وهي بتكون مثل قطعة الأثاث أكثر من قبل ...
يعني لو كان زياد يتكلم معها قبل فترة ويآخذ ويعطي ...
فهذا لأن عذا لازالت على ذمته وهو لازال على أمل انها ترجع له ...
لكن الحين وبعد هالقرار والإنفصال ..
اكيد حالة زياد ما بتكون سارّة ...
وما بيرتاح طول عمره ... لأنها شايفه الحب ينضح من كل حواسه ...
تنهدت بتعب وارتفع بصرها له ...
وشافت يده على رجله بألم وعيونه متسكرة ...
" أكيد يفكر فيها وفي حاله معها " نوع من الكلام اللي كان يدور في راس سحر المسكينة ...!!
----------------------------------------------------------------------------------------
تنهدت امها وهي تشوفها متحمسة وترتب ملابسها في الشنطة الخاصة فيها ...
انتبهت سحر للعيون اللي تراقبها فالتفتت لها وشافتها سرحانة ..
........:: ايوه ... ومن تفكرين فيه ؟؟؟
انتبهت ام مشاري لبنتها فرفعت عينها لها وابتسمت ..
وتلت الإبتسامة تنهيدة :: أفكر وش بسوي اذا رحتوا ؟؟؟
تقدمت لها سحر بحب :: ما عليك يمه ... هذي ندى عندك وحولك واكيد ما بتتركك ..؟؟
ابتسمت ام مشاري :: ندى ما تقصر بس بعد انتي وجودك غير ...!
جلست سحر جنب امها وفي يدها قطعة من ملابسها ...
حاولت تبتسم بمرارة وأخيرا قدرت :: يمه انا لازم أروح ...!!
مسكت امها يدها :: عارفة حبيبتي وانا اصلا ابغاك تروحين ..
لفت سحر بوجهها لأمها :: سفرتي كلها مو علشاني ... ولكن علشان زياد .... ابي اثبت له اني وحده خسارة يضيعها من يده علشان بنت دلوعة ماتعرف شي في الدنيا .... وحده تصرفاتها انفعالية وعشوائية وماتقدر النتائج ...
ضغطت امها على يدها :: لاتقولين هالكلام قدام زياد يا سحر ...
ضحكت الأخيرة باستهزاء :: علشان يذبحني ...!!
قامت وهي تداري دمعتها عن امها ورجعت ترتب ملابسها بهدوء ....
والأكيد ان قلب الأم ما فيه مثله ...
مما يعني انه حس بحرقة قلب سحر والنار اللي شابه فيه ...
وقفت لها أمها وما حست سحر إلا بأمها واقفه وراها ...
التفتت لها وام مشاري لازالت تبتسم :: سحر ...!! اهم شي لاتنسين نفسك .. ترى هالسفرة كانت لك ... وزياد هو اللي قرروا يسفرونه معك .. يعني حج وقضاء حاجة ... لاتهتمين في غيرك وتهملين نفسك ...
ابتسمت سحر :: مادام راشد معنا ماظنتي بيسمح لي افوت ولا حتى موعد واحد ...
تنهدت ام مشاري وهي تلف بتطلع :: يا ويل حالي من راشد وبس ....!!
وطلعت ام مشاري تاركة وراها سحر غايصة في افكارها وتخطيطاتها ..
تنهدت سحر وهي أشبه ماتكون عارفة بمقصد امها من هالكلمة اللي قالتها ...
وعارفة وش تبي تقول ووش تبي توصل له ...؟؟؟؟
لكنها ما اهتمت ورجعت لدوامة تفكيرها اللي تذكرها بمشهد لقاء زياد بعذا في المستشفى لكنها تحاول تشغل نفسها عنه بترتيب ملابسها ...
وكانت تستعجل في الخلاص علشان يمديها وتلحق ترتب ملابس زياد ...!!
وفي خاطرها متوعده انها تعلم زياد من هي سحر ؟؟
ووش حقيقة مشاعرها ناحيته ..؟؟؟
ومن تكون بنت عمه .....!
---------------------------------------------------------------------------------------
اسبوع كامل مر من قومت زياد بالسلامة ...
والكل عرف بسالفة سفره لكندا علشان يكمل علاجه هناك ...
ام عبدالله ماكانت تقدر تخفي دموعها وقلقها على ولد اخوها ...
عقب اللي صار لأبو عبدالله ووفاته المفاجأة خلى قلبها يخاف من كل شي وخلاها تتوقع كل شي واي شي ....!!
فهمتها ندى ان زياد بيسافر هناك علشان يشوفون رجله اللي هشمت الرصاصة عظمها ...
مما يعني انهم بيضطرون يحطون له أسياخ حديد مكان العظم ....
وأكيد بيحتاج علاج طبيعي ...
ومن ضلعه المكسور وملفوف مؤقتا بالجاكيت الداعم لحد ما يجبر ....
وعلى هالأساس قرروا يسافرون لكندا ... زياد ومعه سحر ومصعب ولد عمه .......!
أما عذا فطول هالأسبوع وهي تحاول تعيش بوجهين ...
في النهار تمثل القوة والجبروت وانه ولا شي هامها وانفصالها عن زياد قررته بعد تفكير واقتناع ... وبمجرد ما يسدل الليل ستاره ... تظهر عذا الحقيقية ...
عذا اللي تتألم لأنها ماعاد سمعت صوت زياد عقب هذاك اليوم ولاعاد راحت تشوفه او تزوره ..
كل يوم تسقي مخدتها من نهر دموعها وتروي شوقها وعطشها لوجود زياد جنبها ...
ومن تتذكر كلامه لسحر وانه يبيها تكون معه ... تزيد حرقة قلبها على حالها ؟؟؟
وليه يصير لها كل هذا ليه ؟؟؟
خسرت ابوها وسندها ...
وهذا زياد بيروح منها بعد ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ومن باقي بعد يا عذا ..!
.
.
.

بعد صلاة المغرب ...
نزلت عذا وفي يدها جوالها تحوس فيه ...
انتبهت لأمها اللي ماسكه أسامة وتتكلم معه ...
ابتسمت لهم ولاحظت سام اللي تنهد ورد لها الإبتسامة ...
التفتت ام عبدالله وشافت عذا واقفة على الدرج :: وانتي بتطلعين ؟؟؟
رفعت عذا حاجبها :: وين أروح ؟؟
تنهدت ام عبدالله :: يعني تستغبين ؟؟؟ ما بتسلمين على زياد قبل لايسافر ؟؟؟
وبصرامة وجزم ردت :: لا ............
طالعتها امها بتوسل لكن عذا لفت بوجهها عنها ومشت تاركتهم وقلبها يتقطع ،، وكأنها عرفت ان امها تقنع اسامة يطلع يسلم عليه ... وهي عارفة اخوها طالع مع امه برغبته لأنه مهما كان زياد ما يهون عليهم وهو بحسبة اخوهم ...
كانت عارفة بجيته لأمها اليوم وانه بيسلم عليها علشان تتطمن عليه ...
اليوم طلع من المستشفى وعلى طول بيسافر يعني ماراح يقعد في الرياض ..
وتقريبا رحلته بعد ساعتين من الآن ...
وعلى هالأساس هي نزلت من غرفتها وراحت للصالة ..
عارفة انها ممكن تتهور وتفتح شباكها المطل على قسم الرجال وتشوفه ...
وهي ماتبي هالشي يصير مهما كان .. لأنها عارفة نفسها كل شي بتتحمله الا هالشي ...
ممكن تنهار بعدها ويجيها انهيار عصبي ...
لأن ساعتها بتعرف انها بتفارقه مدة الله اعلم بها ... واللي بتروح معه شي يخليها تتوتر ..!!
دخلت الصالة وشافت سارة وريم جالسين هناك ...
فانضمت لهم بهدوووووء ... وما حبت تتكلم وودها تنتهي هالدقايق بسرعة علشان تطلع غرفتها تفرغ اللي في قلبها قبل لاتتكلم ريم بشي يعور مشاعرها ..
.
.
.
كان متفشل ومستحي وهم ينزلونه من السيارة بصعوبة ...
العجز أحاسيسه مؤلمة ...
وكيف بزياد اللي ماتعود انه يحس بها لأنه رجل بكل ماتحمله هالكلمة من معنى ..
اما الحين فهذا هو مشاري ومعه عبدالله يساعدونه ينزل من السيارة وهو على الكرسي المتحرك علشان يسلم على عمته ويودع الجميع ...!!
ومن شافته ام عبدالله ماقدرت ماتصيح وتنزل دموعها ...
تقربت منه أكثر بعد ما طلع مشاري وقال انه بينتظرهم في السيارة ...
و بصعوبة حظنت وجهه وحبته على جبهته :: الحمدلله على السلامة يا قلبي ..
ابتسم زياد :: الله يسلمك يا عمه ..
واجهته ام عبدالله وهي تحاول تمسك دموعها :: كيف حالك الحين يمه .. ووش تحس فيه ؟؟
هز زياد راسه برضا :: أنا بنعمة يا عمه ... والنعمة الكبيرة انك تشوفيني قدامك الحين واكلمك ..
ابتسمت ام عبدالله :: الله يقومك بالسلامة يا زياد قول آمين ..
رد هالمرة عبدالله:: آمين إن شاء الله .. ويرجع لنا زياد اللي نعرفه واحسن بعد ..
ونزل عبدالله يده وضغط بها على كتف زياد ..
ورفع الأخير راسه وهو الألم يحاصره من جميع الجهات ..
ألم نفسي وألم عضوي ...
نفسي من عمته وعائلتها اللي غمروه بحبهم وطيبتهم وهو اللي قابلها بخيانة بنتهم وتدميرها ...
وألم عضوي من الحرارة اللي يحس بها في صدره ورجله من الحركة الكثيرة اللي قام بهاا ليوم ..
تفاجأ لما شاف اسامة يبتسم له وتقدم منه وسلم عليه :: ترجع بالسلامة إن شاء الله ...!!
ابتسم له زياد :: الله يسلمك ...
حس اسامة بتأنيب الضمير فنزل عينه للأرض وعلى وجهه شبح ابتسامة حياء:: اعذرني زياد لأني مازرتك في المستشفى ....!
ابتسم له زياد بضحكة خفيفة :: بس حاس بوجودك معي وانا مو في وعيي ؟؟؟
رفع اسامة حاجبه في تعجب :: يا نصاااااااااااب ... انت تسمعنا و احنا ميتين خوف عليك ... طيب يا اخي كان قلت لنا شي عطيتنا اشارة علشان نرتاح ...
تنهد زياد :: لو عطيتكم اشارة كان ماعاد شفتكم .. مثل ماسويتوا يوم وعيت ..
هز اسامة راسه بأسف :: اعذرني زياد ....!
شد عبدالله على كتف زياد :: ماعليك يا ولد الخال ... شدة وتزول إن شاء الله ..
وفهم زياد كلام عبدالله فـ ابتسم وسكت ...
لكن عيونه كانت تدورها ..
وقلبه ينتظر طلعتها ...
محتاجها في هاللحظة تطلع له ويشوفها ....
على الأقل تتمنى له السلامة ...
على الأقل تكذب عليه وتقول له بشتاق لك ..
مثل ماهو الحين يحس ان قلبه بيتقطع ألم وشوق لأنه بيقارقها ؟؟
حقيقي فترة طويلة كانت هي بعيدة عنه ... لكنه على الأقل يحس بوجودها وانه هو واياها في نفس الديرة والمكان ...
لكن الحين هو بيبتعد وما يدري متى بيدوم ابتعاده ..
وفوق هذا سحر معه وجنبه ..
يعني ضغط وتوتر ماله حدود ......!!
انتبهت له ام عبدالله وهي عارفة باللي في قلبه وحاسة فيه ....!
تقدرون تقولون لأنها هي حاسة بنفس مشاعر الشوق والوله لأبو عبدالله ...!!
لكن هي ارحم من وضع زياد ...
لأن فراقها من محمد ما كان بيدها وكان حكم رب العالمين ...!!
مات ابو عبدالله وهي عارفة انها اول وآخر وحده في حياته ...!!
لكن وضع زياد أقوى منها ...!!
لأنه مشتاق لعذا بس مايقدر يشوفها ... والمؤلم بعنف انها قريبة منه وحوله لكنها صاده عنه برغبتها ومصارحته بأنها ماعاد تبيه ...!!
وهذا هو الأصعب ....!!
حاولت ام عبدالله تغير الموضوع للأهم منه :: وش صار على قضيتك زياد ؟؟
رفع عينه لها وشافت ام عبدالله فيها الراحة والرضا :: عبدالعزيز مو مقصر مع المباحث ...!!
أسامة : هو اللي ماسك قضيتك ؟؟
هز زياد راسه :: ايه .. أصر انه يمسكها ويقول أنه بيأدبه لنا فأنا ما حبيت اكسر خاطره ..!
رفع عبدالله حاجبه مشكك :: متأكد انه يقوى على قضية مثل هذي ؟؟؟
ضحك زياد وعيونه تضيق من الألم :: لايسمعك تكفى وعقبها يكسر راسك انت ...
ضحك عبدالله :: ومن قال لك ما بقوله ... له شهر لو ما قبضوا عليه باعلمه الشغل السنع ..
تنهد زياد :: لاتخاف لو سمحت الظروف فهم بيقبضون عليه في اسبوع ...!!
ابتسمت ام عبدالله :: الحمدلله انك شاك في أحد علشان يمدينا نآخذ حقك منه ..
ابتسم لها زياد وهو يتنهد :: انا متكل على الله ثم عليكم ... وروه الشغل السنع وعلموه ان زياد لحمه مر ...
ضحك عبدالله :: ابشر .. انت بس عطني الضوء الأخضر ..
ضحك اسامة :: الظاهر بتعطيه الضوء البنفسجي على هالضحكة ..!
انتبه عبدالله لرنة جواله وكان مشاري ...
التفت لزياد :: يالله الظاهر تأخرنا عليهم برا ...!!
ابتسم زياد في وجه عمته :: يالله عاد نشوفكم على خير وادعوا لي ...
ورفع راسه لعبدالله :: يالله ساعدني اطلع ؟؟
تقدمت منه ام عبدالله وحبته تودعه وقال لها :: حلليني ياعمه ولاتشيلين في خاطرك علي .. " وحب يدها بألم "
هزت ام عبدالله راسها وهي تعض على شفتها السفيه :: انا ما اشيل عليك يا روح عمتك ..
تقدم اسامة مع عبدالله بيساعدونه يطلع ..
تنهد عبدالله وغصب عنه حضنه :: ثق يا زياد اننا معك وندعي لك ..
وابتعد عنه شوي يواجهه :: ولو حصلت لي فرصة بجي اناوب عن مصعب ..
ابتسم له زياد:: لاتضغط على نفسك وأهلك في حاجتك أكثر مني .. لكن اللي ابيه منكم انكم تعذروني وتسامحوني ..
سكتوا كلهم ونزل عينه للأرض يتنهد :: واطلبوا من عذا تعذرني ..
مسكته عمته مع يده :: عذا قلبها كبير ومسامحتك وهالشي انا واثقة منه بس انت لاتشيل هم ....!! وما تدري يمكن اذا رجعت يصير شي ثاني ..
ابتسم بألم :: اتمنى والله ...
وبهمس قالت له :: كنت بغصبها تطلع وتسلم عليك ... لكني ابيها تجي بنفسها وتستقبلك وانت راجع بالسلامة .....!!
ابتسم وبعدها حرك يده اليمين في جيبه وطلع محفظته وبحركة صعبة قدر يطلع بطاقة صراف من الجيب ورفعها لعمته :: طيب يا عمة .... هذي عطيها عذا لأني مادري عن ظروف علاجي هناك وهل بتأخر والا لا ... فهذي فيها مصروف عذا لأطول فترة ممكنه ....!!
عصب اسامة منه ورجع يده :: ماهقيتها منك يا زياد واحنا وين رحنا ....
ابتسم زياد :: مو قصدي الإهانة اسامة .. لكن معليش انا برتاح اكثر لو عذا خذتها وحسستوني انها لازالت زوجتي وانا مسؤول عنها ...
ابتسمت له ام عبدالله وماودها تضيق صدره وخذت منه البطاقة .:: ابشر بوصلها لها ..
ابتسم زياد للجميع في وداع وساعده بعدها عبدالله واسامة علشان ينزلونه ويركبونه السيارة ...
ويسافر في رحلة علاجه اللي مايدرون متى بتنتهي ووش بيصير على زياد بعدها ....؟
.
.
.
..........:: انتي وحده بدون مشـــــــــــاعر أو تفكير .. وحده همجية غبيه وتفكيرها تفكير اطفال ومعاقين ....!!
كلماتها قوية وعنيفة هزت ريم واشعلت الغضب في عيونها ...
وبصوت عالي :: سارة انتبهي لكلامك ولا تضطريني اغلط عليك ..!
ضحكت سارة باستهزاء :: ليه للحين يعني انتي ماغلطتي ؟؟؟؟؟؟؟؟
تقدمت عذا وهي تحاول تمسك سارة :: خلاص سارونة اتركيها لايجي عبدالله ؟؟
التفتت سارة لأختها :: لا خليه يجي واعلمه عن سواياها الغبية .. خليه يعرف من هي ريم اللي ذابحنا فيها وما يشوف الا هي ؟؟
صرخت عليها ريم بضحكة تقهر :: ليه ؟؟ لايكون غايرة مني ؟؟؟
عضت سارة على شفايفها بقهر وعذا ماسكة يدها ...
عذا : خلاص سارة اكسري الشر لاتجي امي وتتضايق ..
تنهدت سارة :: استغفر الله العظيم ... وانتي اسمعيني ... والله لو مو علشان امي وعبدالله والا كان علمتك من تكونين ؟؟؟؟؟؟
رفعت حاجبها :: انا عارفة من اكون ؟؟؟؟
ابتسمت سارة تتهزأ :: صح عليك ... انتي اكبر طفلة شوارع غبية على وجه البسيطة ...!!
....................................:: ســـــــــــــــــــــــــــــــارة ....!!
انتفضت عظامها لما سمعت صوته .....!!
بلعت ريقها بصعوبة وخوف ...
مو قصدها تغلط على زوجته لكن هي اللي بدت بالشر ...
التفتت للباب وشافت امها وعبدالله واقفين عند الباب ..
لفت بعينها وراحت تطالع عذا ..
أما الأخيرة فحاولت قد ماتقدر انها تنقذ الموقف .... لكن محاولتها باءت بالفشل لأن اصلا فمها ما رضى ينفتح بأي حرف ..!
وريم طبعا استغلت ضعف الثنتين والتفتت لعبدالله بحاجب مرفوع وملامح مقهورة :: شفت ...!! وسمعت اخيرا ... علشان اذا قلت لك تصدقني وماتقول اني اكذب ..
طالعها عبدالله بنظرة تسكتها :: انتهينا ريم ..
هزت راسها بعنف :: لا ما انتهينا ... واللي سوته اختك شي ماينتهي لأن الوقاحة في عروقها وانا ماارضى على نفسي اني اسمع سخافاتها ...
صرخت سارة :: انا السخيفة والا انتي ؟؟؟
تقدمت ام عبدالله ومسكت سارة من كتفها :: خلاص ...
التفتت سارة لأمها ودموع القهر في عيونها :: لا مو خلاص خليها تسمع حقيقتها وخلي عبدالله يعرف وش تسوي ؟؟
كان عبدالله واقف بعيون مفتوحة والقلق والحيرة يشعون منها ؟؟
وش اللي صاير ومخلي الوضع بهالكهرب ..؟
انتبه لسارة اللي طالعته بنظرات غضب :: اسمعني يا عبدالله .. ترى إذا ريم ماتساعد امي في الشغل ومن تقوم لحد ما تنوم وهي تأكل وتشرب من دون أي مجهود فهذا معليش نتغاضى عنه ونقول حرام ماتعودت على شغل البيت ؟؟
قاطعتها ريم بحاجب مرفوع :: وهذا هو الواقع .. اني ما اعرف شغل البيت ..
طالعتها سارة بنظرة قهر لكنها كملت :: وانها ترمي حكي علي و على حركاتي وتصرفاتي وتغلط علي وانا اسكت علشانك وعلشان امي فهذا من كرم اخلاقي اللي هي ما تعرف لها طريق ....
وإذا هي تغلط على لمياء وتنغزها بالحكي ولمياء ساكتة فهذا لأن لمياء ما تتحسس بسرعة وعارفة ان كل شي قسمة رب العالمين .. وهذا كله يصير يا عبدالله وساكتين عنه علشانك انت وبس ومو علشانها هي .....!
قاطعها عبدالله بنظرة غضب وعيونه تقدح شرر موجه لريم ولكل الموجودين بالغرفة ..:: وين تبين توصلين له سارة ؟؟؟
مسكتها امها بعنف شديد :: خلاص يا سارة اسكتي ... اللي يصير شي عادي وريم وانتم مثل الأخوات ؟؟؟
التفتت سارة لأمها :: لا مو اخوات ؟؟ لأن الأخوات ما يسوون شي يقهر بعض .. ما يتصلون على سحر ويقولون لها (( انتبهي لزيــــــــــاد ... وانتبهي لنفسك ترى انتم مالكم الا بعض وزياد ماله الا انتي بعد والديه )) ... ماينغزون بالكلام في الطالعة والنازلة ..!!مايسوون اشياء ويتقصدونها علشان بس عذا تنقهر ..
كف ساخن سكت سارة عن الكلام وخلاها تلتفت لمصدره بغضب وألم وهي ماتوقعت اصلا مكانه ؟؟
كانت عذا واقفة قدامها وصدرها يرتفع وينزل بتنفس سريع ومتوتر ...
كانت ماسكة يدها بألم وهي ماتوقعت انها في يوم بتضرب سارة ابداً ..
لكن هالمرة خلاص لازم تسوي شي يوقف هالمهزلة عند حدها ؟؟؟؟
ماتبي عبدالله يزعل من ريم او يتضارب معها أو حتى يشيل في خاطره عليها وهي تشوف وش كثر هو يحبها وما يقدر في يوم يتخلى عنها ...
وهالمشاعر هي حاسة فيها وصعبة تخلي اخوها بعد يجربها ...
يكفي اللي يوصل عبدالله واللي يصير وهي السبب فيه ..؟؟
مو هي السبب في اللي حصل بينه وبين زياد ... وبعدين ما صدقت خبر انهم إن شاء الله رجعوا لبعض مثل ماكانوا ؟؟؟
مو يكفي انها السبب في اللي يسويه اسامة ضد زياد ؟؟؟؟؟؟
بعد الحين بتصير السبب في اللي ممكن يصير بين عبدالله وريم ؟؟؟
وحتى لو كانت كل تصرفات ريم لعينة ومو بس على عذا بروحها ..
ولكن ما ثارت سارة وقالت كل شي الا علشان عذا لما اتصلت ريم على سحر عندها وراحت تقول لها كلام ماله داعي ,,
انتبهت لسارة اللي كانت تطالعها بنظرات لوم وعتاب وانه " كيف تضربيني قدامها ؟؟ وأصلا ليه تسوين كذا ؟؟؟ "
لكن عذا ماقدرت ترد لأنها اصلا ماتدري وشلون تشجعت وسوت هالفعل ...
طالعت سارة الموجودين كلهم ...
ومشت وتركتهم وراها وهي تداري دمعة الضعف عنهم ؟؟؟
ماتوقعت اللي صار أبدا ...
اما عذا فرمت نفسها على الكنب متفاجأة من نفسها ومن اللي سوته ؟؟؟
هي اللي عمرها مارفعت صوتها ؟؟؟ هالمرة تضرب سارة ؟؟
لكن معها حق وهذا يكفيها ..؟؟
رفعت عينها وشافت امها مو موجودة ؟؟؟ اكيد راحت لسارة ؟
لكنها شافت عبدالله لازال واقف مكانه وعينه عليها ...
وريم جنبه ومنزله راسها ؟؟؟؟؟؟
تنهدت بعمق وغصب عنها صاحت ...
غطت وجهها بيديها وراحت تصيح بشراهة ...!!
كل شي مجتمع عليها هالمرة ...
ضربت سارة ..
وزياد سافر من دون لاتشوفه ...!!
وهي تعبت من تمثيل اللامبالاة ...!
كانت تصيح بصوت يقطع القلب ...
لكنها حست بوجوده جنبها ويديه على كتوفها ...
رمت نفسها على صدره وراحت تصيح بشراهة أكثر ..
مسح عبدالله راسها :: خلاص عاد اهدي وانا بحل الإشكال بينكم ...
ووسط شهقاتها :: انا ماكان قصدي والله ...!!
ابتسم عبدالله وهو يحاول يقومها :: عارف انه مو قصدك ...
حاول يمسح دموعها وريم لازالت تطالعهم ...
انتبهت عذا له وراحت هي تساعده تمسح دموعها ...
وبسرعة قالت له وهي تحس انها فرصتها :: عبدالله لاتصدق سارة تراها تحب تبالغ .. وانت تعرفها ...
سكتت شوي وشافته يطالعها من دون لايتكلم ..
فحبت تضغط عليه ومسكت يده :: عبدالله يعني والله انا ما ازعل من ريم ولا اتضايق لأني عارفة انه مو قصدها وبعدين هذي بنت خالتها يعني عادي لو كلمتها ما نقدر نقطعها منها !!
ابتسم عبدالله وهو يحاول يهز راسه انه مقتنع بكلامها وراضي ..
لكن عذا ما اقتنعت وحست انه يكذب عليها :: عبدالله ترى والله ريم طيبة وما تبي تسوي مشاكل لكن سارة الشريرة هي اللي فهمتها غلط ..
ضحك :: طيب خلاص مصدقك بس انتي هدي شوي ..
كملت وهي لازالت تحس انه يخدعها :: عبدالله لو سويت لريم شي او صار بينكم شي ترى بيكون لي تصرف ثاني مع سارة . , و و و و .... مع نفسي ...!!
ونزلت عينها عن عينه ...
لكن هو رفع راسها وملامحه جامدة ::: ماعليك عذا انا اعرف احل مشاكلي انتي لاتشيلين هم ؟؟
وصاحت غصب عنها :: بس ماابي شي يضرك انت وريم ...
تنهد عبدالله ورفع عينه لريم اللي كانت واقفة مكانها وابعدت عينها عنهم اول ماشافته يطالعها ...
رجع نظره لعذا :: يصير خير ...
تنهد وقام من مكانه تتبعه نظرات عذا الندمانة ...
وبسرعة لحقته ريم ....
ومن شافتهم عذا تمنت لهم الخير ....
والحين وش بيصالحها مع سارة ؟؟؟
-----------------------------------------------------------------------------------
صعد الدور الثاني وهو ساكت وما يتكلم ..
قد مايقدر يحاول يمسك اعصابه علشان ما يتهور ..
هو وعد عذا ان كل شي بينحل بالتفاهم ...
وصل لغرفته واعصابه مشدودة ... رمى نفسه على الكرسي بتعب وعقد يديه على صدره ..
يدري انها وراه والحين بتوصل للغرفة .. وهو دوره الحين انه يوقف هالمهزلة اللي كان يحس فيها من قبل لكنه ساكت برغبته ويحاول ان ريم تفهم غلطها من نفسها ومن نظراته وتلميحاته وبس ...!!
لكن الظاهر كان غلطان وكان لازم يوقف ريم عند حدها علشان ما يستفحل الموضوع ويصير هالشي اللي صار ..!
دخلت هاللحظة ريم عليه وهي تحاول ماتحط عينها في عينه ...
سكرت الباب من وراها وتقدمت للسرير بعيد عنه شوي وجلست عليه ...
حاسه بغلطها لكنها تكابر ...
وبعد فترة صمت ...
بدأ عبدالله الكلام :: عاجبك اللي صار ؟؟؟؟
انتظرها ترد لكنها كانت ساكتة ....
انتظرها اطول مدة وبعد ماردت ...
فقال :: يعني عاجبك ؟؟؟؟
تنهدت ورفعت عينها له :: انا ماكان قصدي ؟؟
ابتسم باستهزاء :: انا عبدالله مو عذا تلعبين عليها ؟؟؟
بلعت ريقها :: يعني تشك اني اقصد اقهر اخواتك ؟؟؟
هز كتوفه بلامبالاة :: مادري عنك .. لأنك صرتي غريبة وما افهمك ؟؟؟ يعني ماعدتي ريم اللي اعرفها ...!
طالعته بعيون مفتوحة :: ليه وش صار مني خلاك تقول هالكلام ؟؟؟
ابتسم بقهر :: واللي صار تحت عاجبك ؟؟
كانت تلعب في اصابعها وما ردت عليه ...؟
اما هو فكمل عنها :: والا هذا هو اللي كنت تبغينه ؟؟؟
تنفست بعمق :: انت ليه تظن فيني ظن السوء ؟؟
رفع حاجبه وهو يطالعها :: انا ؟؟؟؟؟؟
نزلت دموعها من المفاجأة :: اصلا انت ما تحبني قد ما تهتم لأهلك وتحبهم ....! من قبل كنت احسن بكثير من الحين ... يعني اول ايام زواجنا وايام الخطوبة كنت رائع ياعبدالله .. لكن من رجعنا من كندا وصرت قريب لأهلك وانت ماعدت عبدالله اللي اعرفه ؟؟؟؟
تنفس بأريحية :: لا أنا نفسه عبدالله ماتغير .. لكن انتي اللي تغيرتي .. انا عطيتك كل مشاعري واحاسيسي كزوج ورجل ... مع اني اشوفك تسيئين لأخواتي وما تهتمين لأمي ومع ذلك كنت اقول انك بتتغيرين ؟؟؟ لكن للأسف ماتبدل فيك شي ..
قاطعته :: وعلى هالأوهام انت تغيرت علي ؟؟
حس انه لازم يروح جنبها ويتفاهمون ...
بلغ السيل الزبى ولازم كل شي يوقف عند حد وينتهي ..
فز من مكانه وراح لها يجلس على طرف السرير جنبها وقريب منها ...
ومن استقر في مكانه سمع شهقة وحيدة طلعت منها ولما التفت لاحظها تصيح ...
وقلب عبدالله مايتحمل الدموع .....!!
مسك يدها وغصبها ترفع عينها وتواجهه ...
ومن طالعته استرسل :: ريم .... انتم كلكم اهلي فلا تعزلين نفسك عنهم وتقولين أهلك وانا ...!!
حاولت تمسك دمعتها :: لكني اشوفك تفضل اخواتك اكثر ..
سكت شوي وهو يطالعها مبتسم وعقب كمل :: لأني اشوفك تتمادين معهم وتغلطين عليهم وهم ساكتين ... مايردون عليك إكراما لي ولك ... لكن انتي ماعملتي لي حساب واحترمتيهم من احترامي ..
قاطعته :: قصدك اني ما احبك ولا احترمك ؟؟؟
ولازال مبتسم بهدوء مصطنع افتعله علشان يبتعد عن المشاكل:: واللي صار تحت وش تسمينه ؟؟
سكتت وهي ماتدري وش ترد ..
فضغط عبدالله على يده :: ادري ان كلام سارة قوي وهذا طبعها بس تراها ماتقوله لأحد الا وهو أكيد غلطان عليها بشي أو ماس لها طرف .... وانتي ياريم اكيد صدر منك شي او اشياء تراكمت في نفس سارة واضطرت الاتقولها ...!!
بعد ريم كانت ساكتة ...
تنهد عبدالله وضغط على يدها :: ريم .... انا ما ابي هالشي يتكرر مرة ثانية ولا ابغاه يصير ... ابي نكون عائلة وحده .. امي هي امك واخواتي هم اخواتك ... علشان انا ما اتعب ولا اعيش في تناقض وعذاب ...؟؟؟ يعني ترضينها لعبدالله يحتار وما يعرف وش الصح ؟؟؟
هزت راسها بالنفي وهي تحاول تبتسم ...
فابتسم هو لها وتقدم يحبها على جبهتها :: خلاص اجل .... من اليوم عيشي على انك وحده من هالبيت مو على انك تنتظرين الطلعة منه ...!! واعتبري اهلي واخواتي هم اهلك ... لأني ما ابي شي ثاني أكبر من اللي صار يصير ويجبرني على شي انا ما ابغاه ...
رفعت عينها له :: انا اعتبرهم اللي قلت ..
هز راسه :: ابي الفعل مو الكلام ... واللي صار اليوم انا بحله بينكم لكن رجاء لاتعيدونه ...
ابتسمت له برضا ..:: كم عندنا من عبدالله ..؟؟؟
ضحك عليها وقام من مكانه متوجه للباب بيطلع ...
اما هي فتنهدت وعينها على ظهر عبدالله ..
وفي لحظة كأن كلام سحر لها يوم زواجها يرن في اذنها ...!!
قالت لها ( لا تخلطين الأمور ولا تربطين اللي صار لي بأهل زوجك وعبدالله .. هذي حياتك وهي مستقلة عن حياتي ...) لكن الغبية ريم ماعرفت وشلون تصرف أمورها ..
كانت تحس انهم كلهم السبب في اللي صار لبنت خالتها وفي عذابها وتعبها ..
لأنها كانت تشوف وتعرف وش كثر سحر تحب زياد لكن الأخير فضل عليها عذا الدلوعة وتزوجها .......!!
ومن دون حكمة وتبصر .. حقدت على الجميع وحست انهم هم المسؤولين عن اللي صار ...
واعتقدت انها بهالأفعال بتكره عذا في زياد وتحسسها انه يحب سحر اكثر ..
فبالتالي بتطلب الطلاق وزياد بيكون لسحر ...
وبكذا تكون اسعدت بنت خالتها .... لكن على حساب غيرها ....
وهذا الشي اللي مايرضاه رب العالمين ...
ولاترضاها النفس البشرية الكريمة البعيدة تماما عن الأنانية والبشاعة ...
عيونها كانت معلقة في خيال عبدالله اللي طلع ...
الحين بس اكتشفت وش كثر كان متحملها مما يعني انه رجل في زمن قلوا فيه الرجال ...
تحملها وتحمل تنكيدها على اهله في محاولة منه انها تنتبه لنفسها وللي تسويه وتتركه ..
ومن كرم اخلاقه انه صبر عليها وما تهور واتخذ قراره ...
وابتسامة حب وشكر انرسمت على محيا ريم بمجرد ما خطرت على بالها صورة عبدالله ...
-----------------------------------------------------------------------------------

اليوم الثاني بعد المغرب ...
كانوا كلهم مجتمعين في الصالة ...
واللي قدر عليه عبدالله هو انه يصلح بين عذا وريم ...
مع ان عذا اكدت له انها ماشالت في خاطرها لكن مع ذلك عبدالله آثر انه يصلح بينهم وتتصافى النفوس ويعيشون في سلام ...!
دخلت عليهم سارة بملامح جامدة وبرود غريب ...
طلت براسها على الجلوس ووجهت نظرها لعبدالله :: عبدالله ترى خالد ولد عمي بيجي الحين ومعه أرنبين جدد .. خذهم منه بليز وطلعهم لبيتهم في السطح ..
رفع عبدالله حاجبه :: وانتي وين بتروحين ؟؟
هزت كتوفها وهي ما اتطالع الا في عبدالله :: مابروح مكان ..
ابتسم لها :: اجل انتي خذيهم مني وشوفيهم اذا عجبوك والا لا وعقب طلعيهم لبيتهم ..
تنهدت :: خلاص اذا وصلوا ناد علي ...
ومن دون لاتنتظر رده طلعت من الصالة وصعدت الدور الثاني ...
أما عذا فالتفتت لأمها وهي تداري دمعتها ...
من أمس وسارة ماتكلمها ولاتسولف معها ..
ومن تشوفها مقبلة على مكان قامت وتركته ..
انتبهت لأمها اللي قالت لها :: للحين ماتكلمتي معها ؟؟
التفت عليها :: هي مو راضية تكلمني ؟؟؟
ام عبدالله :: طيب اطلعي لها الحين وحاولي تتفاهمين معها ...!!؟؟
بلعت عذا ريقها :: ولو رفضت ؟؟؟
ابتسم عبدالله :: ناديني وانا اتفاهم معها ...!!
تنهدت ام عبدالله :: لا .. مااحد يدخل بينهم .. عذا هي اللي ضربت سارة وهي اللي لازم تحاول تعتذر منها ...!!
هزت عذا راسها في اسف وقامت من عندهم ..
والتفت عبدالله لريم وكأن عيونه تبي تفهمها ان لك يد في السالفة ومع ذلك امي ما تبي تجرحك ..!
نزلت ريم عينها في خجل من تصرفها ..
وكأنه الحين بس صحت من سباتها وعرفت الصح من الغلط ..؟؟
" ياليت عذا ضربت سارة من زمان ؟؟؟؟ " كان هذا هو اللي يدور في راسها ...!!
.
.
.
وعلى الدرج ..
تقابلت عذا مع اسامة الي كان شكله بيطلع ..
لكنها اكتفت بالإبتسام الحزين وكملت صعودها ...
وقفت لما حست بيده على معصمها والتفتت له ..
طالعها بحاجب مرفوع :: وش فيك لاسلام ولا كلام ؟؟
تنهدت :: اعصابي متوترة من اختك ؟؟؟
اعتدل في وقفته :: سارة ؟؟؟
هزت راسها بالإيجاب وعلى طول نزلت دمعتها ومسحتها بأصبعها ...
تنهد :: للحين ماتراضيتوا ؟؟
هزت راسها بالنفي :: أصلا مارضت تكلمني أمس ؟؟ وبالزود تلفظت علي ..
مسكها اسامة وطلع هو واياها الدرج ...
عارف ان عذا مو ناقصة اللي قاعد يصير ...؟؟؟؟
يكفي ابوه في البداية ..
وبعدين زياد ومشكلتها العويصة معه ..
والحين سارة ؟؟؟
وعذا ما تتحمل هالإنكسارات كلها ...!
وقف هو واياها على باب سارة ودقه بهدوء ..
وصلهم صوتها :: ميــن ؟؟
تنحنح اسامة وابتسم :: عمك سام ،،، افتحي ؟؟
دقيقة وانفتح الباب ... وطلت سارة براسها ..
ومن طاحت عينها على عذا رفعت حاجبها وعطتهم ظهرها ودخلت الغرفة ..
لحقوها سام وعذا ووقفوا في وسط الغرفة بينما سارة تمددت على السرير وفي يدها كتاب ..
تنهد سام والتفت لعذا وشافها منزلة عينها للأرض ..
تنهد وطالع سارة :: ترى اللي يصير مو حل أبداً ..؟
رفعت عينها له ومن بعدها توجهت نظرتها لعذا :: يعني اللي سوته هو الحل ؟؟؟
ابتسم اسامة :: الله اكبر عليك يالدلوعة ؟؟؟ كلها كف يعني مو شي كايد ؟؟
شهقت سارة ورمت اللي في يدها :: لا و الله ؟؟؟ تعال انا اعطيك مثل كفها وقدام عبدالله وريم وقل لي اذا هو كايد او لا ؟؟
ضحك وتقدم لها :: طيب لاتنفعلين ...
قاطعته :: الا بنفعل وابعصب بعد ...
تنفس بعمق :: طيب انتي عاجبك الوضع الحين ؟؟
هزت كتوفها :: عادي مايهمني ...!
طالعها بنظرة جامده :: بس امي يهمها ..
سكتت شوي وقالت :: امي مالها دخل بيننا ؟؟
طالعها متعجب وكلامها ما اعجبه :: وش قلتي ؟؟
تنهدت وهي تتعدل في الجلسة :: مو قصدي اللي قلته .. بس الغلط منها هي من البداية .. هي اللي خلتنا نسكت عن أغلاط ريم علشان عبدالله لحد ماتمادت وحنا ماعاد نتحملها ... ويوم ثرنا وانكشف كل شي صار اللي صار والحين بعد تبغانا نتراضى ؟؟؟
تكلمت عذا وهي تحاول تبتسم :: يعني انا مااستاهل انك ترضين ؟؟؟
سكتت سارة وماردت ...
ورد اسامة :: ردي على اختك ..؟؟
طالعته :: قل لها تسكت لأن صوتها بشع ..
ضحك سام :: انا عارف بس مضطرة تسمعينه هاليومين ..
طالعته عذا بغضب :: مسكين لأنك ماتسمع صوتك ..
التفت لها :: بس حرام عليك انا صوتي احلاكم كلكم ..
تخصرت له عذا :: قسم احس بالرحمة تجاهك ..؟؟؟
رفعت سارة حاجبها :: أرجوك يا العندليب ..
ضحك وطالعهم :: يالله عاد عطيتكم وجه.. وبعدين انا مو محتاج شهادة احد على صوتي
ضحكت سارة :: بس تعرف ان صوتك جميل جدا بصراحة ... يعني تعرف وش يشبه ..
مد يده يسكتها : عارف عارف ان محمد عبده متخرج من مدرسة الأصوات حقتي .. يعني مايحتاج تأكدين هالمعلومة ...
هزت راسها بالنفي :: غلط اخي الكريم .. انت ام كلثوم كانت تغار منك وتقول ما اطلع على المسرح الا واسامة ولد محمد مسكر اذانه علشان مايتطنز على صوتي ...
هز راسه :: عارف هالشي ومسكينة ماتت وانا ما حققت امنيتها ..
ضحكت عذا :: لالا بس والله لقيتها تعرف صوتك وش يشبه ؟؟
تنهد اسامة :: يالله لاتحرجوني رجاءً ..
ضحكت عذا :: لا والله من جد صوتك يشبه المسجل اللي فاضية بطاريته ...
وفي لحظة انفجروا كلهم من الضحك ...
وبعد دقائق من الهبال والضحك اللي تقريبا افتقدوه ..
تنفس اسامة بعمق وطالع في سارة :: يالله عاد ترى الدنيا ماتستاهل واللي صار مايسوى ... اكسروا الشر وفي النهاية انتم اخوات ..
تسندت سارة على السرير وطالعت في عذا :: انا برضى لكن بشرط ؟؟؟
طالعوها الإثنين ينتظرون شرطها ..
ولما شافتهم متحمسين ابتسمت لعذا :: ان عذا تآخذ البطاقة من امي وتصرف الفلوس اللي فيها ؟؟ وتدخل المعهد اللي قلت لها عنه علشان تقضي وقت فراغها وتبتعد عن الهواجيس والتفكير ...؟ لحد ما تبدا الدراسة السنة الجايه وتدخل الجامعة ..!
طالعتها عذا متفاجأة :: وانتي كيف عرفتي عن سالفة البطاقة ؟؟
ابتسمت :: صدق اني زعلانة وملتزمة غرفتي بس هذا لايعني اني ماازلت ملقوفة ؟؟
تنهدت عذا :: يمه منك ... بس معليش سارة انا ما اقدر اقبل بطاقة زياد ..
قامت سارة من مكانها بعصبية وضحك اسامة : يا ويلك منها قامت ..؟؟
ضحكت عذا وابتسمت سارة ..:: اسمعيني عذوه يالغبية .. انتي اقبليها ومو مهم تصرفين اللي فيها لكن ما ابي الغبية اللي مسافرة معه تعرف اننا ماعاد يهمنا زياد او انتي ماعاد بتصيرين زوجته ... يعني على الأقل خلينا نقهرها في سفرها مثل ماهي تقهرنا الحين ...
بلعت عذا ريقها لما رجعت لها الذكرى وانهم الحين مع بعض في شقتهم في كندا ...
بروحهم هي واياه ...
تداريه وتساعده في قومته ومشيته وحتى دخوله لدورة المياه ؟؟؟؟؟؟؟؟
غمضت عينها بتعب وهي خلاص قررت تنهي كل شي وتتحول لعذا اللبؤة الشرسة اللي ما تلدغ من جحرها مرتين ...
وابتسمت لسارة :: اقبل البطاقة وما اصرف منها شي ... لأن وقت الصرف بعده ما حان ...
وعطتهم ظهرها طالعة لغرفتها ...!!
هي بتسوي اللي قالته سارة وبتآخذ البطاقة لكن تعرف وش مصلحتها منها ..
فبتنتظر الوقت المناسب وتسوي كل شي ....
والله يجيب العواقب سليمة ...!!
----------------------------------------------------------------------------------------
وبعد ما يقارب العشرة أيام بالتمام ....!!
قررت عذا من الصباح تقوم بدري وتروح مع سام اخوها للمعهد اللي اتصلت عليهم واتفقت معهم انها تدرس فيه دورة كومبيوتر ...
منها تقضي وقتها المتعب وتتخلص من بقايا التفكير في زياد ووضعها ...
وتريح قلبها اللي ما ينشغل الا بأبوها اللي كلهم من دون استثناء ولهوا عليه واشتاقوا له ؟؟؟
الحين هي محتاجة له أكثر ..؟
محتاجة لحضنه وحبه وحنانه ؟؟؟
محتاجة لإبتسامته ويحسسها بالأمان وانه بيوقف جنبها ومحد بيقدر يوقف في وجهها والا يغصبها على شي ...!!
لكن يالله هذي هي ظروف الحياة ..
وإلا من كان يصدق ...
إن عذا اللي أجلت دراستها علشان زواجها من زياد وهذا كان في البداية ؟؟
وبعدين فوتت على نفسها الدراسة للفصل الثاني بسبب حملها ؟؟
أن كل شي بيضيع منها ...
زياد اللي قضت عمرها تنتظر ارتباطها فيه ...
والطفل اللي كان حلم حياتها تمارس الأمومة عليه ...
كانت تتمنى انها تكون عائلة تشبه عائلتهم ...
هي الأم الحنونة اللي تشابه امها ..
وزياد الأب الحنون اللي يحتوي عيالها ومشاكلهم بصدره الرحب ووجهه الباسم ...!!
لكن وش نسوي ..
دائما الأقدار ما تمشي على هوانا ..
ودائماً لازم نتنازل عن أشياء علشان نقدر نكمل باقي حياتنا مرتاحين ...!!!
وهذا هو الشي اللي قررت عذا تسويه ..
أنها تتنازل عن أشياء علشان تقدر ترتاح باقي حياتها ...
تعيش بعيدة عن المشاكل مثل ماتعودت من قبل ...
تعيش في سلام نفسي وروحي مع امها واخوانها ...!! وبس !
وهذي هي الصفحة تسكرت بنهاية تقول ..
إن عذا أصبحت عذا جديدة ...
عذا اللي بتنسى الدموع والألم ..
عذا صاحبة القلب القاسي اللي لايمكن يهزه شي بعد اليوم ...!!
عذا الجديدة اللي لايمكن احد كان يتوقع قرارها اللي قررت في النهاية تتخذه وعزمت على تنفيذه ...!!
والله يكون في عون الجميع ..!!
--------------------------------------------------------------------------------------
ومرت الأيام ...
يوم وراء يوم ..
وأسبوع يتلوه أسبوع ..
وخلصوا لحد الحين شهرين وأكثر من وفاة ابو عبدالله ...!!
ومن سفر زياد ...!!
مرت الأيام من دون لا أحد يحس بها ...!!
والوضع على حاله ...
والأمور ما استجد فيها شي ...
عذا مازالت في معهدها تروح وتجي ... وكأنها بدت تسلي نفسها وتنسى وتعيش حياتها ...
أما لمياء فما زالت في دوامة علاجها ... من دكتور لدكتور وكله تدور على احد يعطيها أمل بأنها بتحمل وتجيب اخو او اخت لضناها مهند ...!!
.
.
.
وفي يوم ..
كانت عذا توها واصلة من المعهد دخلت الصالة وشافت امها واخوانها وسارة والكل مجتمع على سفرة الغداء ...
ابتسمت لهم بخجل وهي عارفة انها تأخرت عليهم لأنها شافت الشرر ينطلق من عيون اسامة وسارة ...
ركض لها مهند وعلى طول رمى نفسه في حضنها ...
عارف ان خالته عذا مستحيل بتوصل البيت جايه من برا من دون لا تجيب له شي معها ؟؟
على الأقل علبة شوكولاتة صغيرة ...!!
وعذا أكيد هي اللي معودته ...
تحبه وماتقدر ماتسوي شي مايفرحه ..
لأنه على الأقل هي محرومه من الفرحة ؟؟ خلها تسوي شي يفرح غيرها ..
صرخ عليها سام :: يالله بسرعة رجاءً... شيلي عبايتك وتعالي ..
كملت سارة :: مو تروحين تبدلين ملابسك ؟؟؟ أول تعالي نتغدا و بعدين روحي ..
تقدمت عذا وفي يدها مهند وهي تضحك لهم :: لا عاد مالي وجه اناقشكم بصراحة ..
انتبهت لمياء لولدها وهي تحط الأكل في الصحن :: مهند اترك الشوكولاتة الحين .. وأول نتغدا
بوز مهند ومد فمه وهو يطالع عذا :: خالة شوفي ماما ..؟
تنهدت لمياء وراحت تطالع عبدالله :: شف وش سووا له ؟؟ يعني بكره لو الله رزقك عيال فنصيحة مني اطلع معهم ورح بعيد لأنهم بيحبون هالآدميتين أكثر منك ومن امهم ..!!
ضحك عبدالله بفرحة :: انتي بس خليهم يوصلون بالسلامة ...؟
طالعه اسامة :: لا من جد يعني متحمسين لولدك ... يعني من زمان ما عندنا احد صغير ولا احد ناداني عمي ..!
تنهدت ام عبدالله :: إن شاء الله بيوصل بالسلامة وبتشوفونه ... كلها ست شهور بس وتصيرون اعمام ...!لكن الله يهون على ريم ...!
رن عليهم التليفون وكلهم التفتوا ناحيته ..
وطبعا رجعوا يتبادلون النظرات من اللي رايق ويقوم يرد هالوقت ..
لكن ولا احد قام وكل واحد يرمي هالمهمة على غيره ...!
لحد ما انتبهت لهم ام عبدالله ورفعت حاجبها :: يعني محد بيقوم يرد ؟؟؟
ابتسمت سارة :: ولو ماما ... نقوم وانتي موجودة ؟؟
طالعتها امها ::: يعني يمه قومي ؟؟؟
ضحك عبدالله :: لا يا بعدهم انتي خليك انا بقوم ...!!
وراح عبدالله يرد على التليفون وام عبدالله تطالع في سارة اللي نزلت راسها وعلى وجهها ابتسامة مكتومة ...!!
رجعوا يتغدون لكن فاجأتهم صرخة عبدالله :: هلا والله ابو سلطااااااااااااان ..
ومن سمعت ام عبدالله الإسم فزت من مكانها وقامت تركض للمكان الواقف فيه عبدالله ويكلم ..
والبقية كلهم توجهت نظراتهم لمكان التليفون ..
عداها هي ..
تقاوم هالرغبة قد ماتقدر وعيونها استمرت متعلقة على صحنها ...
تآكل بشراهة وهي في الأصل ماتدري وش اللي يدخل جوفها ..
لكن من الهم والإرتباك والمشاعر الغريبة كانت تتصرف بعشوائية ...!
سكتت عنهم وتسارع نفسها يزيد ووضح عليها ...
صدق بعيدة عنه ..
صدق قررت قرار ماراح تتراجع عنه مهما كان ..
لكن انها تسمعهم يكلمونه وتعرف انه هو اللي على الخط الثاني من التليفون تتوتر عضلة قلبها وتنقبض ..
وقفت يدها على مدخل فمها وهي تحس ان امها سكتت عن الكلام ...
رفعت عينها وشافتها تطالعها بعيون عاتبه ومن تلاقت عيونهم ابتسمت لها امها وكملت كلامها ..
.......:: آسفة زياد لكن أكيد انت تبغاها تكلمك برغبتها صح ؟؟
فتحت عذا عيونها بقوة وهي خاطرها تصيح ...!!
اشتاقت للدموع الحين ...
ولما كملت ام عبدالله :: خلاص حبيبي ... انتظرها هي تكلمك ولا تخليني اغصبها ...!!
ليه امها تحكم عليها ان ماعندها رغبة ترد فيها على زياد ؟؟
ليه امها واخوانها مو راضين يفهمون انها هي تقاوم هالرغبة لأنها ماتبي ترجع عذا القديمة ..
ليه مايفهمون انها هي اللي تقمع الشوق والحنين لزياد علشان إذا رجع ماتلقى صعوبة في مواجهته بقرارها وتغيرها ؟؟؟
ليه يحكمون عليها انها ماتحبه ولا عاد تبي تكلمه ...؟؟؟
دارت عيونها المليانة دموع على الجالسين وشافت لمياء تطالعها مبتسمة بألم ..
بينما سارة فتنهدت في وجهها ورجعت عيونها للأرض ...
واسامة أصلا مارفع عينه عن صحنه يمكن لأنه مايبي يحرجها أو لانه فعلا مايبي يشوفها في هاللحظة ويحس انها لازالت عذا القديمة ..
مايبي تخيب ظنونه في أن اخته واخيرا اشتد عظمها وممكن تواجه اي شي يصير ..!!
وعلى طول ..
نزلت الملعقة وقامت من على السفرة ...
ابتسمت للي يطالعوونها وكأنها بتفهمهم انها ماتضايقت ولا حتى أثر في نفسها اللي صار ...
وعلى طول شالت عبايتها وشنطتها وطلعت الدرج وهي تبلع غصتها ...
لكن ماقدرت تمنع دمعاتها الحارة تنزل ..
شهقت ورفعت اصابعها الصغيرة تغطي بها فمها تمنع الباقي من الشهقات لا تطلع بصوت عالي ويسمعونها الموجودين تحت ...!!
اشتــــــــــــاقت له ... وهذا هو الواقع ..
لكنها ماتقدر تصرح بهالشي حتى لنفسها ..
لأنها قررت تكون وحده جديدة ..
وعذا الجديدة لازم ماتشتاق لزياد وتنساه بعد ..!!
وصلت غرفتها بسلام ..
واخيرا استقرت على سريرها بعد ماقفلت الباب وراها ...
وفي النهاية استقر راسها على المخده ...
واستقرت نظراتها على صورة زياد يوم زواجهم والمرتكزة على الكومدينو ....
كله في محاولة منها انها ما تشتاق له ويصير اي شي يخصه عادي عندها ...!
------------------------------------------------------------------------------------
بعد العصر ..
بقت ام عبدالله ولمياء هم الموجودين في الصالة ويتقهوون شاهي ...
ابتسمت ام عبدالله وهي تنزل سماعة الجوال :: وأخيرا الحمدلله على سلامتها ...!
التفتت لمياء لأمها تمد لها بيالة الشاهي :: مشاري هو اللي كلمك ؟؟؟
خذت ام عبدالله البيالة :: ايه الله يحفظه ... يقول جابت ولد
استقرت لمياء في جلستها :: متى ولدت ؟؟
ام عبدالله :: اليوم الصبح دخلوها ولا ولدت الا الظهر .. بعملية بعد والا لو عليها هي كان للحين ماولدت ..
ضحكت لمياء :: ايه هي تقوله .. لو عليها الظاهر بيعفن في بطنها ..!!
تنهدت ام عبدالله :: حبيبتي والله بس صوتها تعبان تو وانا اكلمها ..
طالعتها لمياء:: أكيد يمه .. بعد انتي الله يهديك اصريتي على مشاري تكلمينها .!
تنفست بعمق :: وش اسوي خفت عليها والله ...
جاهم مهند يركض ويضحك بهبل .. وفجأة رمى نفسه في حضن جدته ..
واستغربوه كلهم ..
لكن لما دخل اسامة وراه وهو الثاني يضحك وغرقان مويه فهموا ..
طالعت لمياء مهند :: هنودي وش مسوي بخالي سام ؟؟
رفع عينه ببطأ من حضن جدته :: اسأليه هو ..؟؟
التفتت لمياء على سام وكأنها معصبة:: وش سوى لك ولدي المشاغب ؟؟
التفت اسامة لمهند :: اقول لماما ؟؟
رفع مهند راسه وهو يفتح الحلاوة اللي في يده :: عادي قول لها ...
التفتت عليه امه وعيونها مفتوحة على الآخر :: مهند ....!؟
وضحك سام وهو يشوف امه تحضنه بقوة لها وكأنها بتمنع لمياء لا تضربه ..:: ماعليك أنا الغلطان لأني بغيت اسرق شوكولاتته .
التفت لها لمياء :: لاتكذب علشانه و تخربه ..؟
ابتسم وهو ينفض شعره :: لا والله من جد هو دخل المطبخ وشافني بفتحها .. بس تدارك الموقف ورشني بالرشاش اللي في يده ...
ضحكت ام عبدالله وهي تحب مهند على راسه :: إذا تستاهل .. حبيبي مهند انا عارفته مايغلط على أحد من دون سبب ..!!
وكأن لمياء انتبهت والتفتت لسام :: إلا مادريت ؟؟
طالعها وهو يصب له شاهي :: وش عنه ؟
ابتسمت :: ندى بنت خالي جاها ولد ...!!
ابتسم بفرح :: والله ... الحمدلله على سلامتها يمه ..
ابتسمت له امه :: الله يسلمك ..
رجع يطالع لمياء :: ومتى هالكلام ؟؟ على الغداء ماسمعنا شي؟
هزت لمياء راسها :: ايه تو كلمنا مشاري يقول لنا عنها ...!!
طلع سام جواله :: تتوقعون زياد عرف ؟؟
ضحوا عليه :: هذا إذا ماكان هو أول واحد اتصلوا عليه ؟؟
رجع يدخل جواله :: تمام يعني وفروا علي ...!
ورجعوا لجلستهم وشاهيهم يسولفون ويتسامرون ...
وما بقى شي ماتكلموا فيه .. لدرجة انهم كانوا على وشك يخربون سام ويقلب بنت معهم ...!
وعلى المغرب ..
انتشر خبر ولادة ندى في البيت .. الكل بلا استثناء فرح لها بعنف ..
لأنها كانت متأخرة عن موعد الولادة وكان الطبيب أكد لها أنه لو مر هالأسبوع وماولدت فمعناتها بيضطر يولدها بعملية ...!
--------------------------------------------------------------------------------------
في المستشفى كانت متمددة على السرير وهي تحس بالتعب بيفتك بخلاياها وعظام جسمها ..
حقيقي ماولدت إلا بعملية ... لكنها قبل العملية عانت الأمرين ...
يعني جربت الولادتين في ولادة وحده ...!!
دخل عليها مشاري هاللحظة يبتسم بحب ...
وهي بتعب واضح ردت له الإبتسامة بوهن وتعب ...
تقدم منها اكثر وجلس على طرف سريرها ...
اما هي فعقدت حواجبها :: وين البيبي ؟؟؟
ابتسم لها وهو يرفع يدها ويحبها :: في الطريق ... بس قلت لهم شوي يـتأخرون ؟؟
هزت راسها :: وليش ؟؟ أبي اشوفه وأهاوشه على اللي سواه ؟؟
ضحك مشاري عليها :: وهذا اللي خلاني اطلب منهم يأخرونه ؟؟ علشان تهدا اعصابك شوي.
غمضت عينها بإرهاق وهي تحس ان ودها تنام ...
لكنها فتحت عينها على صوت انفتاح الباب ..
وعقبها دخلت الفلبينية تبتسم وهي تدف السرير اللي ينام فيه ابراهيم الصغيرون ...
وكانت وراها ام مشاري تبتسم لهم ...
ردت ندى الإبتسامة لخالتها وحاولت تقوم لكن الألم اللي تحس به منعها ..
وتدارك مشاري الموقف وتقدم لها :: الله يهديك ندى شوي شوي على عمرك ..؟؟
وببساطة ساعدها بيديه القوية على انها تعتدل في جلستها ؟..
وبعد ما سند ظهرها على المخده ..
تقدمت ام مشاري وهي شايله البيبي بين يديها ...
وابتسمت لندى :: وأخيرا هذا هو بين يديك ...؟؟
وبكل حنان ومحبة .. مدت ندى يديها وهي تعض على شفايفها تمنع دمعتها لاتنزل ؟؟؟؟
ومن استقر البيبي بين يديها وقريب من صدرها وحضنها ...
ماقدرت ما تنزل دمعتها ..
وبهدوء وتعب نزلت راسها تبوسه على جبهته ...
شافته صغير بشكل فظيع ..
حتى لونه احمر وما بعد تغير من عقب ولادته ...
لكن ملامح ندى موجودة علاماتها في وجهها ..
وفي فتحة عينه الوسيعة ...!!
انتبهت لأم مشاري :: يتربى في عزكم حبيبتي ...!!
رفعت ندى عينها وهي تصيح وبصوت متقطع :: مـ ـ ـ ـشكورة يا خـ ـالة ..
التفت لها مشاري ومسك كتفها وهو عاقد حواجبه :: تحسين بتعب والا شي ؟؟؟
هزت راسها بالنفس وعيونها على ولدها ..
تنهد :: اجل وش سالفة هالدموع ؟؟
ضحكت ام مشاري عليه :: ماعليك يمه ... هالدموع تعاتب فيها ولدها على اللي سواه ؟؟
ابتسم مشاري ورجع يطالع ندى وهي تلعب مع الصغير :: وانتي على كل من هب ودب تتشرهين ..
تنهدت ندى وراحت تطالع ام مشاري :: خالة تكفين خلي ولدك عديم الإحساس يسكت ...!!
ضحكت ام مشاري وهي تتقدم من ندى :: هذا هو دور الأب ... أكلف ما عليه انه يبتسم ويقو لك الحمدلله على السلامة .. لا وياليته يوقف على كذا .. إلا يتطنز عليك اذا تشرهتي على ولدك ..!
وشالت ام مشاري الولد من بين يدين ندى علشان ترتاح ..
وهنا سمعوا صوت واحد يتنحنح وعرفوا انه ابو مشاري وصل ...
دخل الأخير وهو يبتسم ..
والفرحة تشع من عيونه ؟؟؟
كيف ما يفرح وهو يشوف أول أحفاده وصل للدنيا وبيشيل اسمه ...
دخل ومباشرة توجه لندى بوناسة يسلم عليها :: الحمدلله على السلامة وانا عمك ... ومبروك ما جبتي ..
ابتسمت ندى :: الله يسلمك يا عمي ...
تنهد ابو مشاري :: عسى ماتعبتي ؟؟؟
بلعت ندى ريقها وهي تطالع مشاري :: الحمدلله على كل حال يا عمي ...
وتقدم مشاري وكأنه فهم التنبيه وراح يساعد ندى علشان تتعدل في جلستها أكثر ويثبت المخده وراء ظهرها ...
وابو مشاري راح لأم مشاري اللي كانت جالسة على الكنب وابراهيم الصغيرون في حضنها ...
مو مصدقين كلهم ان مشاري واخيرا صار عنده ولد ..
وهم صار عندهم حفيد ...!!
التفتت ندى لمشاري :: امك وابوك فرحانين بهالولد بالحيل ؟؟
ابتسم لها وهو يتنهد :: وانا بموت من الفرحة عليه وعليك ؟؟؟
رفعت حاجبها :: وانا توك بتفرح بي ؟؟؟
ضحك وقرب لها أكثر :: لا ... بس تو اني بفرح بك وانتي ام عيالي ...
ابتسمت بخجل وضربته على كتفه :: من دون احراجات مشاري قدام امك وابوك ..
ضحك عليها وهو يحب يدها ..
والكل التموا يسولفون ويضحكون ... وابراهيم الصغير مشاركهم الجلسة بصياحه المتقطع كل دقيقة ..
وبعد ساعة ..
قرر الجميع انهم يتركون ندى ترتاح عقب هالتعب ...
وطلعت ام مشاري سابقة ابراهيم بناء على طلبه ...
ولما اختلت الغرفة الا من مشاري وابوه وندى ..
تقدم ابو مشاري لندى بعيون فيها لمعة حب .. وابتسامة اشبه ماتكون بابتسامة ندم ورضى في نفس الوقت ...
تقدم لندى وتنهد وهو يوقف قريب منها ...
طالع في مشاري شوي وعقبها رجع يطالع في بنت اخوه ..
وبعد فترة تكلم :: اعذروني ياعيال على اللي سويته ... صدق زواجكم من بعض كان فيه نوع من الإجبار ...
وقاطع مشاري ابوه بسرعة قبل لايكمل :: يبه مو وقته هالكلام .. لأن اللي فات مات .. والحين انا اللي المفروض اشكركم لأنكم اجبرتوا ندى تتزوجني وسمحتوا لي اكون معها عائلة إن شاء الله بتكون كبيرة ...!
طالع ابو مشاري في ولده وابتسم وهو يهز راسه بمعنى فهمت ...
وودع الجميع وعقبها طلع ...!!!
مانقدر نقول ندمان ..
لأنه مقتنع باللي سواه ...
بس يمكن كان يبي يقول الكلام اللي كان بيقوله علشان يسمع هالكلمتين من مشاري ويرتاح ....!
------------------------------------------------------------------------------------------
وقت الظهر من اليوم الثاني ..
كانت ام عبدالله واقفة في المطبخ ترتبه وتشوف غدا عيالها ...
هالفترة ضغط المطبخ زاد بحكم ان ماعندها شغالة ..
وأكثر الضغط يكون هالوقت لأن البنات مو عندها ... وهي مستحيل بتسمح لريم تساعدها لأنها توها في بدايات حملها ... وهالفترة خطرة على الحامل ...!
كانت مشغولة تحرك الموجود في القدر لما دق التليفون ...
تنهدت ام عبدالله وتركت اللي في يدها وتوجهت للتليفون ترد عليه ...
................:: مرحبــا ...!
....:: هلا يمه ... مساء الخير ..
توتر صوت ام عبدالله :: اهلين عذاوي ..؟؟وش عندك متصلة ؟
ابتسمت عذا :: لاتخافين يمه تكفين .. ترى ماله داعي كلما اتصلنا تخافين ؟
تنهدت ام عبدالله :: عذا مو وقت مصالتك ؟؟ بسرعة وش فيك ؟؟
ضحكت عذا :: مافيني شي ... بس بقولك اني ما راح اجي على الغداء..!
عقدت ام عبدالله حواجبها :: ليه وين بتروحين ؟؟؟
كملت عذا :: اتصلت تو على ندى وشكلها مكتأبة وماعندها أحد حتى مشاري وعاد قالت لي اجيها الحين لأن خالتها مابتقدر تجيها قبل المغرب وهي تخاف يوصلها زوار ..
تنهدت ام عبدالله :: زين والغداء يا حلوه ؟
ابتسمت عذا : مو مهم يمه بآكل اي تصبيرة لما اوصل للبيت ..
ام عبدالله :: يعني اعزل لك شوي ...!!
عذا :: ايه لو ماعليك امر ... ويالله مع السلامة يمه .. توصين شي ؟؟
ام عبدالله :: لا حبيبتي بس سلمي لي على بنت خالك ...
ردت عليها عذا السلام وسكرت منها ..
وبمجرد ما نزلت ام عبدالله السماعة من عذا نزلت دمعتها غصب عنها ...!!
تذكرت محمد الحنون ... وتمنته يكون موجود الآن و معهم ...!!
عذا محتاجته ... وهي بعد محتاجة لوقفته جنبها ويآزرها ...!
كلهم محتاجينه لكن ما يقدرون يغيرون الأقدار ...!
مسكينة عذا ...
وصدق من قال الطيب ماله نصيب في هالدنيا ..؟؟
تضغط على نفسها علشان تونس غيرها ...
تسامح اللي يغلط عليها بس لأن محبتهم في قلبها تشفع لهم ...
خسارتك كبيرة يا زياد لأن عذا تغيرت ناحيتك ...!!
وما أظن ممكن تخسر شي أكبر من فقدك لعذا ..
الله يعوضها عنك خير ..
ويصبرك على فراقها ...!!
تنهدت وهي تدعي للإثنين في خاطرها ..
ورجعت تكمل غداها لأن البقية على وجه وصول ...!
.
.
.
كانت طفشانة هالوقت ومنسدحة على السرير وتحوس في القنوات ...
من ساعة كان مشاري معها لكن بعد الصلاة استأذن انه عنده اجتماع وما يقدر يفوته ...
وهي طبعا عذرته وماتقدر تضغط عليه وعموما هو ماقصر معها من امس وهو ماتركها ..!
بس يالله هذي هي تنتظر عذا توصل وأكيد بتغير عليها جو ..
حست بوجود احد عندها في الغرفة ..
ولما لفت بوجهها فتحت عيونها من الفرحة والوناسة :: أريـــــــــــــــــــــــــــــــــــــج ؟؟
ابتسمت لها الأخيرة وهي تتقدم لسريرها :: بشحمها ولحمها ...
ضحكت ندى وكذلك أريج ونزلت تحبها وتسلم عليها :: الحمدلله على السلامة ندوش .. قسم بالله من قريت رسالتك وانا بس اتخيل شكلك ومعك بيبي ..؟
ضحكت ندى :: ما يركب صح ..؟
هزت راسها بالنفي :: أبدا ولا في الخيال ...!!
ضحكوا الثنتين ...
أريج .: وش اخباره النونو ؟؟؟ يشبه لك والا يشبه لأبوه ؟؟
تنهدت ندى :: شفتي على هالتعب كله ..؟؟ حتى ماهنت عليه يشبهني وراح يشبه خاله ..
طارت عيونها أريج :: يشبه زياد اخوك ؟
هزت راسها وهي ترفع سماعة التليفون :: تخيلتي .. خليني اطلبهم يجيبونه علشان تشوفينه ..
ضحكت اريج :: احمدي ربك انه زياد ... وبعدين انتي واخوك فيكم من اشباه بعض ..
ابتسمت ندى وماردت عليها لأنها تكلم الفلبينية في الحاضنة ..
وبعد ماخلصت التفتت لأريج :: يالله عساه يصير يشبه لزياد على الأقل لحد مايرجع .. يمكن اذا شفته انسى شوقي له ..
ابتسمت اريج وكأنها تذكرت شي :: إلا ماقلتي لي وش اخباره الحين ؟؟
تنهدت ندى بتعب :: الله يكون في عونه .. ادعوا له اريج تكفون ..
ابتسمت لها اريج وهي تضغط على يدها :: والله ندعي له يا ندى ..؟ بس للحين ماصار له شي ؟؟
ابتسمت ندى :: لاعاد الكذب خيبة .. يعني الحمدلله على كلام سحر انه يقدر يمشي على رجله بالعكاز .. لكن اللي للحين يتأذى منها هي يده .. مايحركها كثير لأن مفصل الكتف عنده متعبه ..
ابتسمت اريج :: اللي شافى رجله وخلاه يقدر يمشي عليها بيشافي يده ..
هزت ندى راسها :: الله كريم ..
كملت اريج :: وسحر وش اخبارها ؟؟
ضحكت ندى بحرقة واضحة في عيونها وقلبها على اخوها ...:: قصدك مواعيدها والا مع زياد ؟
طالعتها اريج بعيون حزينة :: الثنتين ..؟
تنهدت ندى وهي تتعدل في جلستها :: مواعيدها كل شي تقول انه اوكي وانها خلصت تقريبا ... لكنها مابترجع الا مع زياد ..
ابتسمت اريج :: يعني مرتاحة هناك ؟
ابتسمت ندى بألم :: ما أظن اريج ... زياد اخوي وانا عارفته
قاطعتها اريج :: للحين هو واياها في مد وجرز ؟؟
تنهدت ندى والدمعة فلتت من عينها :: حبيبي اخوي حياته مذبذبة لا مع سحر ولا مع عذا وهو اللي ضاع بينهم ؟؟؟؟
وصاحت ندى تحت مرأى اريج ..
ماقدرت الأخيرة تتحمل وقامت من مكانها وتقدمت لندى ..
مسكتها من يدها وانتبهت ندى لنفسها فراحت تمسح دموعها وابتسمت ..
بادلتها أريج الإبتسام وضغطت على يدها :: ندى انا ما ودي اقسى عليك أو يمكن هذا مو وقته .. لكن لازم انبهك ولازم اقول لك اني فاهمتك .. وان انتي السبب في اللي يصير لزياد ..؟
تسارعت ضربات قلب ندى وكأن اريج تقول لها الحقيقة اللي الكل ماواجهها بها ..
لكنها تبي تدافع عن نفسها :: مستحيل أريج .. تتوقعين انا ما كنت ابي اخوي يعيش مبسوط ومتهني ؟
ومازالت اريج تبتسم :: تنكرين انك انتي اللي سعيتي وراه لحد مازوجتيه بسحر ؟؟ والسبب لأنك كنت تغارين من عذا ؟؟ تنكرين انك كنت تنقهرين منها ياندى لأنها عايشة في بيت مثل بيت عمتك واللي هم عائلتها ؟؟ تقدرين تقولين انك ماكنت تلمحين بأنك تغارين منها لأن زياد يحبها بهالجنون و لاحظتي هالشي أكثر لما عشتي معهم .... !! لا وفوق هذا هي عايشة مع عمتك الحنونة وزوج عمتك الطيب واخوانها المتكاتفين في زمن قليل فيه تشوفين الأخوان بهالتماسك ؟؟؟
تقدرين يا ندى تنفين الكلام اللي قلتيه لي يوم شكيتي ان سحر هي السبب في تخلي مشاري عنك ولما عرفتي بالحقيقة ما قلتي لزياد عنها .... فسري لي سببك وعطيني شي يقنعني غير انك استغليتي الفرصة وقلتي تمام خلي زياد على عماه وتأنيب ضميره من كلامي اللي قلته له وخله يتزوج سحر اللي خطبها في نفس يوم رجعتك لمشاري ..؟كنتي مقهورة وغايرة ...! صح ؟
نزلت ندى راسها بتعب وألم وهي تسمع حقائق هي عارفتها لكنها مخفيتها عن نفسها علشان ماتطيح من عين روحها ...
تنهدت اريج :: حتى سحر كنت تغارين منها ... واقنعتيها تتزوج زياد علشان تذوق التعب والحرمان لأنك ميقنة بأن زياد لايمكن يحب سحر ...!!
قاطعتها ندى باندفاعية :: لا هذي أبدا ما طرت على بالي بالعكس .. انا كنت ارحم سحر واشفق عليها علشان كذا كنت ابغى زياد يآخذها لانها تستاهل الحب والحنان .. ولا يآخذ عذا اللي ابدا ماكانت في حاجة حبه بأي صورة من الصور ....!!
كملت اريج علشان تريح ضميرها :: مهما يكن يا ندى ما كان لك حق تحكمين اذا عذا محتاجة حب زياد أولا ...؟؟ لأن مالك دخل بهالموضوع ؟؟؟ وبعدين ترى الغيرة وباء ومرض لازم ما نسمح له يتفشى فينا ... والحين بما انك اكتشفتيه لازم تبترينه والغلط لازم تصلحينه ؟؟؟ علشان ماتندمين ؟؟ لأن في النهاية هذولا اخوك وبنت عمتك وبنت عمك ....!
وابتسمت أريج بألم وهي تتذكر كيف غيرتها وحسدها اعموها وفرقوا صديقتها عن الشخص اللي تمنته يكون زوجها ...
لكن اللي كانت متأكدة منه اريج أن ندى يمكن ماكانت تحب طلال بالشكل المطلوب ..
وإنما كانت تعوض نقص الغيرة من عذا معه ....
لكن مهما كان يا أريج مايحق لك تسوين اللي سويتيه ابداً ...!
دخلت عليهم هاللحظة الفلبينة وهي تدف السرير قدامها ...
ابتسمت اريج لها وتقدمت للبيبي بسرعة مبتعدة عن ندى المنزلة عيونها لحضنها ..
وأول ماشافته أريج بغت تنجن عليه ..
نزلت له وحبته على وجهه وراحت تلعب بيده باصابعها ..
ابتسمت أريج ولفت لندى :: تصدقين انه فعلا يشابه زياد ؟؟
تنهدت ندى ورفعت عينها لأريج :: قلت لك ... ولدي واصل حتى بخاله ..
ضحكت اريج ورجعت تحب ابراهيم الصغيرون مرة ثانية وبعدها رجعت وسلمت على ندى :: يالله حبيبتي عاد الحين انا مضطرة اروح ...
عقدت ندى حواجبها بقهر :: ليــــــــــــه ؟؟ تكفين اجلسي عندي وبعدين عذا الحين بتوصل ؟
ابتسمت لها اريج :: ودي والله اشوفها لكن وش اسوي راكان ينتظرني تحت وتراه بالموت رضى يجيبني ..
ابتسمت لها ندى :: الله يعطيه العافية .. المهم سلمي على خالتي وقولي لها هي بعد تدعي لزياد ..
ابتسمت اريج وهي بتطلع :: ولا يهمك ..
ودعتها وتركتها وراها وطلعت ..
وعند الباب قابلت عذا بتدخل ..
فابتسمت لها بفرح وسلمت عليها بحرارة وبعدها استأذنت منها وراحت ..
ودخلت عذا على ندى وهي تبتسم وخدودها حمراء من شدة الحر ..
ومن شافتها ندى حست بالهم يغشى قلبها .. وكلام اريج يرن في عقلها ؟؟
الحين بس صارت تشوف نفسها مجرمة في حق اخوها وعذا ؟؟؟؟؟؟
مهما كان ومهما صار اللي سوته مالها حق فيه ابداً ...
وتفريقها بين الإثنين بسبب الأوهام اللي خلقتها في نفس زياد وانه السبب في فرقاها عن مشاري...
كان قمة الإجرام والتخلف ...
كل الكلام رجع يدور في بالها لكن هالمرة وهي ندمانه وتتمنى لو ترجع الأيام شوي وتصلح اللي خربته ...!!
اضطرت ترسم الإبتسامة على وجهها وهذا اقل شي تقدر تعوض به عذا ..
وابتسمت لها الأخيرة :: الحمدلله على السلامة .. واعذريني والله كنت بجي مع اخواتي امس لكن كان عندي اختبار ..
ابتسمت لها ندى :: ماعليك الحين انا محتاجة لك اكثر من امس ...
ضحكت عذا :: والله وطلع لي قيمة ؟؟
ردت لها ندى الضحكة :: قيمتك محفوظة بنت عمتو .. ولو ؟؟
التفتت عذا لسرير البيبي ...
ومن شافت حجمه الصغير ...
ومن شافته متكور في نومته حست بعاصوف صحراوي شديد يعصف بقلبها ومشاعرها ؟؟
تذكرت كل شي ..
طفلها اللي المفروض الحين يكون موجود ؟؟؟
وزياد اللي المفروض الحين يكون ابو البيبي وموجود جنبها وحولها ...!
لكنها بصعوبة حاولت ترسم ابتسامة على شفايفها ..
ابتسامة جوفاء خالية من اي تعبير ومشاعر ...
وتقدمت للنونو أكثر ..
وأكثر ..
لحد ماصارت ملتصقة بسريره ...
لفت بعينها اللي بتجرحها الدمعة لندى :: هذا هو ابرهيم ؟؟
هزت ندى راسها وكأنها قرت فصول قصة حزن ومعاناة وهي العدو في هالقصة .. اللي ابطالها زياد وعذا والبيبي أول فرحتهم اللي فقدوه ... وهي لها يد في فقدهم ...!
رجعت نظرات عذا على اللي قدامها وبصعوبة قاومت دمعتها ونزلت له ...
حبته على جبهته بعمق ...
يا ما كانت تتمنى يكون ولدها عايش والحين هو في حضنها ...!
انتبهت لندى لما قالت :: من يشبه عذا ؟؟
بلعت عذا غصتها وضربات قلبها زادت ..
ومع هذا حاولت تبتسم لندى وهي تلتفت لها :: أنتم وش تقولون ؟؟؟
ابتسمت لها ندى :: اول شي قالوا انا ... وعقب قالوا زياد ؟؟
ضغطت عذا على مسكت يدها وابتسمت :: ولدك سرق اشباه ولدي .. يعني لو كان عايش كان اكيد بيآخذ أشباه ابوه ...
وانقرص قلبها ندى من كلام عذا ...
يا الهي البنت للحين تعاني من الفقد والألم ..
للحين تعاني من خسارتها لولدها وفوق هذا خسارتها لزوجها وروحها ...!!
ابتسمت لها ندى من وراء قلبها :: الا وانتي الصادقة ولدي طيب وبيعوضكم ...
ابتسمت عذا ورجعت تطالع البيبي وتلعب باصابعها الناعمة على وجهه الصغير ..
لكن عقلها ماكان معها ..
وهواجيسها مآخذتها هناك ...
للماضي ..
عند الساعة اللي تركها فيها زياد وهي حامل ..
وعند الساعة اللي رجعت شافت فيها زياد بعد ما فقدت ولدها ...
وعند الوقت اللي سمعت كلام زياد لسحر ...!
غمضت عينها تمنع دمعتها ...!
وانتبهت لندى لما قالت ..: عذاوي ودي اروح دورة المياه ... معليش تساعديني ..
التفتت عذا وابتسمت لها :: والله بليسي يقول لي ارفضي وبشوف وش تسوين ؟؟
ضحكت ندى :: ماشاء الله طلع عندك بليس ..
ضحكت عذا وراحت لها تساعدها تقوم ...
ومسكتها مع يدها ومشت معها تساعدها لحد ما دخلت هي واياها للحمام ..
ابتسمت لها وطلعت من عندها وسكرت الباب وراها ..
ومن اختلت بنفسها في الغرفة .. غمضت عينها و دموعها نزلت غصب ...
صعب ما تتذكر ولدها وهي المفروض انها تكون ولادتها مع ندى ومابينهم شي كثير سوى شهر ..!
تنهدت ورجعت لسرير ابراهيم ورجعت تطالعه بصمت قاتل ومؤلم ..
تتأمله بعيون غرقانة دموع وقلب يتقطع بألم الفقد والحرمان ...!!
صدق مازالت صغيرة .. والحياة قدامها ..
لكنها فقدت ولد زياد ...
واللي يمكن الحياة ماتعطيها فرصة تعوضه ...!
شافته يعبس بوجهه وكأنه متنرفز ..
ماقدرت ماتبتسم وسط دموعها وهي تحس ان اللي قدامها زياد ومو ولد ندى ..
نفس التعابير الي تنرسم على وجه زياد يوم تزعجه تبيه يقوم من النوم ...!!
ابتسمت وحركت خشمه بطرف اصبعها :: ترى ما اسمح لك تقلد خالك في كل شي ...!!
ورجع يصيح البيبي وحست عذا بتأنيب الضمير ..
وسمعت ندى تقول لها تشيله لأنه ازعج العالم ..
ابتسمت عذا وشالته من سريره وراحت وجلست هي واياه على طرف سرير ندى ..
كان ابراهيم صغينون بقوة ..
حتى وهو بين يدين عذا وفي حضنها تحس به صغير مرة ...
ما قدرت عذا وحضنته اكثر لصدرها .....!!!
تحس انه ولدها ... يعني شعور غريب انولد داخلها من شافته ؟؟
يمكن اشباهه لها دخل ...؟
دق التليفون وانتبهت له عذا بعد فترة ...
احتارت ترد او لا .. لكن ندى قالت لها تشوف مين ؟؟؟
تنفست بعمق وبهدوء عذا المعتاد نزلت النونو من يدها وقامت للتليفون ورفعت السماعة ...!
رفعت التليفون لكنها على طول ابعدت السماعة عنها وهي عاقدة حواجبها ..
كان الصوت يوشوش ومو واضح أبداً ...
رجعت السماعة لأذنها وسكرت الثانية بيدها علشان تقدر تسمع .. :: الــــــــــو ؟؟؟؟؟
انتظرت الرد لكن محد رد ..
رجعت مرة ثانية :: ألـــــــــو ... مرحبـا ؟؟
وانقطع الخط ؟؟؟
نزلت السماعة وهي تتعجب من هالصوت ؟؟
وقبل لاتتحرك رن مرة ثانية ...
ورجعت له والتقطت السماعة مباشرة ...
وبسرعة ردت :: الــــــــو ...!!
هدوء هالمرة ... لاصوت وشوشة ولا صوت أي شي ...
الهدوء الموجود على الطرف الثاني كان مقلق ...
قالت الو ثانية وتزامنت مع كلمته هو :: مرحبا .....................!!
وكل الاثنين تكلموا مع بعض فما ركزوا على كلامهم ...
ابتسمت عذا ورجعت ترد :: الو ..
.................................:: السلام عليكم ...!!
وانتفضت يدها الماسكة السماعة ...
وانشدت عضلاتها كلها وتسارعت دقات قلبها ..
عارفين المغص الشديد لما ينتقل من بطنك وتحس به انتشر في كل جسمك من دون رحمة ..
هذا هو وضع عذا من سمعت صوته ....؟؟؟
ماعرفت وش تقول ولا قدرت ترد ..
رجع لها صوته مرة ثانية :: الو .. تسمعوني زين ؟؟؟
بلعت ريقها وقاومت دمعتها وردت بصعوبة وصوت مبحوح :: مر ... مرحبـ ـ ـا ....!!
وسكت الطرف الثاني عن الكلام ...
آخر شي كان يتوقعه هو أنه يتصل على ندى وترد هي عليه ...
إنه يتصل يسأل عن أخته لكن اللي يرد عليه هي ... عذاه ....!!
تنهد بألم واضح ..
تنفس بحرارة حرقت وجه عذا في الطرف الثاني ....
وصلها صوته ولهان ومشتاق :: عـــــــذاي ؟؟؟؟
بلعت غصتها ودمعت عينها غصب من سمعته يقول اسمها بصوته الرجولي ..
لكنها قوت قلبها :: أنا عذا محمد ... مو عذا زياد ....!!
وكانت هالكلمة مثل الحديد الساخن اللي لسع قلب زياد ...
أو اشبه مايكون بطلقات الرصاص اللي اخترقت صدره وكسرت ضلعه ..
ويمكن ألم كلماتها كان أقوى من ألم الطلقات ...
رد عليها بألم وكأنه يبيها تفهمه :: كيفك عذا ؟؟؟؟؟
غمضت عينها وتنفسها يتسارع بعنف ... قست عليه بقوة لكن وش تسوي هذي هي عذا الجديدة اللي تغيرت ... :: أنا بخير ... وندى مشغولة الحين تقدر تتصل بعد ربع ساعة وأكيد بتحصلها ..
كانت بتسكر لكن اعتلاء صوته وقفها وخلاها تشد على سماعة التليفون ...
...............:: طيب مافيه على الأقل كيف حالك زياد ؟؟؟؟؟ تراني مسافر في رحلة علاج لو كنت نسيتي ؟؟؟
رفعت يدها لفمها تمنع شهقتها لاتطلع ولما قدرت تسيطر على مشاعرها ::أخبارك توصلني أول بأول ....
قاطعها :: توصلك أخبار صحة جسمي ؟؟ لكن مو صحة قلبي ؟؟؟
وهنا انهارت وماقدرت تتحمل ..
خلاص تبي تسكر لكن يدها ما تطاوعها ..
قلبها مانعها تتهور وتسكر السماعة في وجهه وهي تسمع نبرة صوته المحرومة ...!
لما ما سمعها ترد ... و حس بوجودها كمل :: عذا ترى قلبي يتشره عليك لأنك ما سألتي عنه وهو محتاج لك ....؟؟
ما قدرت عذا ترد عليه بعد ..
فالتزمت الصمت .. لكن صوت شهقتها الأخيرة وصلت لمسمع زياد اللي يده على صدره ويتألم من الجرح اللي فجأة بدأ يعصف به...
وما يدري هل هو فعلا ألم الجرح ؟؟؟ وإلا ألم فراقها ...!
وبصوته الحنون وهمسه اللي تعودت عليه :: قلب زياد لاتصيحين وانا بعيد عنك ؟ ترى اللي فيني يكفيني ؟؟؟
وكأنه يأمرها على طول رفعت عذا يدها ومسحت دمعاتها ...
وحاولت تبتسم ..
كانت تتخيله قدامها ويشوف وش تسوي ..
وهي ماهان عليها مهما حاولت تقسى انها ماتنفذ له طلبه وهو يطلبه منها بهالأسلوب ...
لفت انتباهها البيبي وهو يتحرك في مكانه وكأن شي مخرب عليه نومته ...
وانتبهت ان الغطاء مو عليه ..يعني يحس بالبرد ...
تحركت بهدوء له وحاولت تغطيه ...
وهنا تكلم زياد :: عذا وين رحتي ..؟ انتي معي؟؟؟
ابتسمت عذا غصب ودموعها رجعت لعيونها من جديد .. :: زيــاد عارف من قدامي الحين ؟؟؟
عقد حواجبه مستغرب :: من ؟؟؟
ووسط ابتسامتها ودموعها ::: انت ........!!
وصلها صوته مستغرب :: لهالدرجة مشتاقت لي وتتخيليني في كل مكان عذاوي ؟؟؟
ضحكت عليه لكنها ما كلمت الضحك وصاحت ..
وهذا اللي اقلق زياد وخوفه اكثر ؟؟؟
...........:: عذا وش فيك ؟؟؟
كملت عذا وعيونها على ابراهيم الصغير ::عارف ان ولد ندى نسخة كربونية منك ... وهذا هو منسدح قدامي ...
بلعت غصتها وهي تصيح ...
ابتسم زياد وهو الحين عرف سبب ألمها .. وكيف ما يحس به وهي عذاه ؟؟
........:: ولد اختي واصل وما حب بعد يكسر خواطركم وطلع علي ...؟
صاحت اكثر عذا وانهارت :: لا غلطان زياد ... مو هذا هو السبب أبدا ... ولد ندى طلع يشبه لك لأن المفروض ولدي انا هو الي يشبهك انت ... وانا المفروض كنت اولد قبل ندى لكن ربك ما اراد هالشي وعوضني بابراهيم ...
قاطعها بيهون عليها :: عــذا ...
اما هي فكملت من دون لاتسمعه :: زياد انا انحرمت من طفلي منك .. انحرمت من انك تكون ابو لعيالي ومن اني اكون ام عيالك .. انحرمنا احنا الإثنين من امنيتنا الي قلت لي انك تتمناها ليلة زواجنا ..!
قاطعها بصوت صارخ قوي :: يكفي تعذبين نفسك وانا معك ... عذا ...!! خلاص اللي صار انتهى ومات .. وانا وانتي للحين موجودين ... وبنجيب مو واحد بس إلا ...
وقاطعته :: هذا لو فعلا فيه انا وانت .............!!زياد ..... اتمنى لك الخير ... والصحة
وسكرت السماعة منهارة في وجهه ...
نزلت على ابراهيم باسته برقة وهي مسكرة عيونها تصيح ..
وقامت من مكانها بتروح لندى تنبهها انها بتطلع ..
لكنها تفاجأت منها لما شافتها قدامها ...
ابتسمت لها وهي تصيح وودعتها بسرعة من دون لاتسمح لها تستفسر أكثر وطلعت وتركتهم وراها ..
تركت ابراهيم اللي في لحظة ذكرها بزياد ..
وندى الألم يآكلها من سمعت مكالمة عذا وزياد .. وحست بفداحة الجرم اللي اتخذته في حق هالإثنين .

dali2000 13-03-10 03:02 PM

واليوم ...
كملت ام عبدالله أربعة شهور وعشرة ايام ...!!
بالتمام والساعة والدقيقة ...
اليوم بس .. انتهت عدتها من وفاة الغالي " ابو عبدالله " ...
وعلى بالكم انها بانتهاء العدة يعني نست الحزن ؟؟
أبدا .. وعلى العكس تماما ...
احزانها تجددت عليها ..
وجرحها اللي لملمته وطبطبت عليه ... رجع ينفتح مرة ثانية ...
والدم اللي نزل منه حار كحرارته أول ماسمعت خبر وفاته ...
لكنها طول الفترة الماضية وهي تحاول تداري هالمعاناة علشان عيالها ... ولا يتضايقون عليها .
وللحين مضطرة انها تداري حزنها عن عيالها علشان ماتتجدد الهموم عليهم ....!؟
ولا يتجدد حزنهم على خسارة ابوهم سندهم في هالدنيا ...!!
كانوا البنات شبه مبسوطين علشان امهم لأنها بهالطريقة بتقدر تروح وتجي وتطلع من قوقعة البيت ... يعني على الأقل تسلي نفسها عن فراق ابوهم وما تصير تتذكره في كل لحظة وثانية ..
.
.
.
كانت هي أول زائرة لهم من بعد طلعت ام عبدالله من الحداد ...
في البداية ام عبدالله ماتعرفت عليها ..
وحتى لآخر لحظة ام عبدالله ماعرفت من تكون ...
لكنها لما قالت انها زوجة صديق زياد وانها في نفس الوقت اخت صديقة ندى ...
رحبت فيها ام عبدالله بحرارة أكبر ...
مو من طرف عيال اخوها ؟؟؟؟ يعني خلاص ينحطون على الراس ...!
جلستها ام عبدالله في المجلس وتركت معها لمياء ...
ريم ماكانت موجودة.. لأنه وقت العصر ..
اما سارة ففي سابع نومه .... هالوقت بالذات ..!
و لأن الناس كانوا في وسط الإجازة الصيفية يعني السهرات دائما صباحية ...!!
وعذا ... المطلوبة من قبل الضيفة ...
صحتها امها بالموت من النوم .. وقالت لها ان عبير تنتظرها تحت تبي تقابلها وتسلم عليها ..
ملامح التعجب أكيد انرسمت على وجه عذا اللي للحين ماغيرته سوء الظروف ...
يعني من تكون عبير ؟؟؟؟
وعلى هالتساؤل قامت من سريرها وغسلت وعقب بدلت ملابسها ونزلت تسبقها دقات قلبها المتوترة والموجسة خيفه من زيارة هالشخص الغريب ..؟؟؟
شافت امها وهي طالعة من المطبخ ومتوجهه للمجلس ..:: يمه لحظة ادخل انا وانتي سوا ..؟
ابتسمت لها ام عبدالله :: يعني تحتاجين ازفك ؟؟
ابتسمت لها عذا ودخلت للمجلس تسبقها امها ...
قامت عبير من مكانها لما لمحت عذا داخله ..
ووقفت متوازنة وبطنها كان قدامها ...
يعني حامل واللي يشوفها يقول تقريبا في شهرها الرابع ...!!
ابتسمت لها عذا :: ليه تتعبين نفسك وتوقفين خليك مرتاحة ..
ردت لها عبير الإبتسامة : لا وش دعوى ... ترى تو اني شباب ..
ضحكوا على الموقف وراحت عذا تجلس جنب لمياء ...!!
كانوا يدرون ان عبير زوجة نواف زميل زياد لكن مايدرون وش سبب هالزيارة المفاجئة ..
واللي حتى ما اتصلت عليهم عبير وبلغتهم عنها ...
يعني دخلت عليهم وبس .!
قدرت عبير تقرأ ملامح الإستغراب والإستنكار في وجوههم ؟؟
وقدرت بعد تشوف التوتر والقلق في تنفس عذا اللي يصعد وينزل بسرعة جنونية ...!!
تنفست بعمق ولفت بوجهها ونظراتها لعذا اللي ارتبكت من شافتها تطالعها ..
ابتسمت عبير :: طبعا عذا انتي تعرفين نواف ؟؟ صديق زياد واللي يشتغل معه في مكتبه ؟؟
عقدت عذا حواجبها وكأنها بس الحين تذكرت نواف وسالفتها اللي قصها عليها زياد ..
فابتسمت بفرح وهي تتذكر :: ايه عرفته .... انتي زوجته عبير وبنت عمه ؟؟؟
هزت عبير راسها في خجل :: ايه انا هي ...!!
ابتسمت عذا :: سولف لي زياد عنه وعنك ... لكن مبروك الزواج ولو انها متأخرة ومبروك الحمل الجديد ...
تنهدت عبير :: الله يبارك فيك .. كان ودي اتعرف عليك في ظروف احسن لكن يالله ما كتب ربي ..
هزت عذا راسها :: لا من قال .. الظروف هذي أحسن ظروف ... تعرفتي علي وعلى أهلي بعد ..!
لفت عبير بنظرها على الجلوس وهي ماتدري ..؟
هل تبدأ الموضوع وهم موجودين والا تتركهم لحد مايطلعون او تطلب منهم انها تكون مع عذا بروحهم ..؟
وفي الأخير قررت تتكلم في وجود امها واختها احسن ؟؟
يمكن يدعمون موقفها ...
فالتفتت لعذا وهي تبتسم :: دريتوا عن زياد ونواف ؟؟؟؟؟
سكتت عذا ونزلت عينها للأرض ..؟؟ إلا هالموضوع ماتحب احد يجيب طاريه ؟؟
اما ام عبدالله فخافت وباندفاع :: وش فيهم ؟؟؟؟
ابتسمت عبير تطمنهم :: سلامتك يا خالة بس بكره وصولهم إن شاء الله ..
ابتسمت لها لمياء :: نواف مسافر مع زياد ؟؟
هزت راسها بالنفي:: مو من اول ما سافر لكن لاحقه من اسبوعين .. على اساس كان يبي يبشره باللي صار على مؤيد ... ويبي يرجع هو واياه مع بعض ..؟
طالعتها ام عبدالله :: يعني ماقلتوا له عن سجن مؤيد في ساعتها؟؟
ضحكت عبير :: أصلا كلنا ما انقال لنا شي ... أول من عرف الخبر عبدالعزيز ونواف ... وسكتوا عن الموضوع لحد ماسافر نواف وبشر زياد وبعدها نشروه علشان يسبقكم نواف بالبشارة ..
ابتسمت عذا :: طلع صدقي نواف ويعرف يلعبها صح ؟؟؟
ابتسمت عبير :: شفتي شلون ؟؟ " والتفتت لأم عبدالله " بس ماقلتوا لي ياخالة بتروحون تستقبلونه ؟؟ يعني انتي تقدرين تروحين ؟؟
ابتسمت ام عبدالله بحزن :: إن شاء الله انا اول وحده تروح للمطار ... اليوم خلصت العدة ..!
ابتسمت عبير ولفت لعذا :: وانتي عذا ؟؟؟
رفعت عينها الأخيرة بخوف :: وش فيني ؟؟
عبير :: بتروحين تستقبلينه ؟؟
هزت راسها بالنفي من دون لاترد .. لكنها انتبهت لأمها تؤنبها على تصرفها ولازم تحترم الضيفة ..
تنهدت عذا :: ما أظن اروح ..
ابتسمت لها عبير وهي وصلت للي تبيه :: ايه بس زياد يقول انه ما بينزل من الطيارة الا اذا عرف انك موجودة وبتستقبلينه ؟؟؟
وقفت عذا على حيلها وهي تحس بصداع شديد ودوار :: اذا بيعفن هناك ...!!
كانت بتمشي لكن وقفتها عبير :: عذا ... مهما صار بينك وبينه .. بس يضل زياد يبيك انتي وهذا هو الكلام اللي وصلني منه .. وهذا هو الشي اللي خلاني ازوركم اليوم بمفاجأة ..؟
طالعتها لمياء :: زياد مكلمك ؟؟؟
هزت راسها بالنفي :: كلمني شخصيا لا ... لكن نواف هو اللي قال لي وكل الإثنين توسلوني اجي لها واقول لها ...
التفتت عذا وعيونه غرقانة دموع :: ما اقدر اروح واستقبله والثانية متمسكة ذارعه ... جرحي ما التئم عبير .. ولا راح يلتئم ..
تنهدت عبير ووقفت لها :: عذا انتي اللي مصعبة الأمور .. وهذا اللي صار لكم واللي يصير الحين إثبات لكم انتم الإثنين .. هل فعلا كنتم تحبون بعض بقوة .. وإلا حبكم كان ينقصه حلقة ؟؟؟
طالعتها عذا :: ماعاد يهمني عبير ... والله زياد ماعاد يهمني .. اول كنت احبه لكن الحين
قاطعتها عبير :: لازالتي تحبينه عذا .. وهالشي مكتوب في عيونك والكل يقراه ؟؟
طالعتها عذا والدموع معمية عيونها وهزت راسها بالنفي :: الخيانة صعبة .. واني افقد طفلي بسببه هو وزوجته هذا هو اللي دمرني ؟؟
ابتسمت عبير بألم على حال هالبنت المسكينة .. وعلى حالها هي من قبل ..
كأن شريط ذكرياتها انفتح من جديد وصارت تشوف كل الأحداث فيه ..
من تهجم مؤيد عليها ..
إلى لعبة نواف من وراها علشان يتزوجها ...
وعلى هالأساس مسكت كتف عذا بقوة ورصت عليه :: عذا ... ترى اللي يسويه زياد دليل حبه لك ... عطيه فرصة ولاتكونين قاسية لايجي يوم وتندمين ... وانتي قلتي انك عارفة وش حصل لي من قبل ..؟؟؟
هزت عذا راسها بالإيجاب ..
ابتسمت لها عبير :: يعني المفروض تآخذين العظة والعبرة ... لأني كنت قاسية وماعطيت نواف فرصة وكابرت وما وضحت تعلقي فيه ..؟؟ لكن الحمدلله ان الوقت ماضاع واني سمحت لنواف بفرصة وحده يثبت لي فيها صدق نواياه .. اما انتي ياعذا للحين ماعطيتي زياد فرصة .. ومن تزوج وانتي صادته عنك ... اسمحي له يفهمك اسبابه وليه تزوج ؟؟؟ اسمحي له يثبت لك انه حتى بعد زواجه هو شاريك ومايبيعك بالرخيص ..؟؟
رفعت عذا يدها لفمها تمنع شهقتها لاتطلع ..
ودموعها انهار على خدها ..
قال إيش ؟؟ قالوا لها اسمعي اسبابه ..
مو هذا هو اللي حطمها ودمر آخر آمالها ... انها عرفت اسبابه وسمعته للنهاية ..
هذا هو اللي الحين يعور مشاعرها الرقيقة انه قال لها عن سحر وندى وانهم مهمين له اكثر منها ...!
طالعت في وجه عبير بتمعن وعقبها قالت :: آسفة .. لكن ما اقدر اسامحه ولا اقدر ارجع عذا اللي قبل ... عذا الضعيفة المكسورة ما اقدر .... وقولي له لايتهور و خله ينزل من الطيارة .. لأني ماراح اجي ولا بيشوفني مهما كانت الظروف ومهما حصل ومهما قدم لي من تنازلات ...!! وعن اذنك ..
ومشت عذا طالعة عنهم وهي تصيح ...
ياربي منهم هالعالم ليه كلما قربت تتغير رجعوا وفتحوا عليها جروحها ؟؟
ليه مايفهمون ان جرح الخيانة كبير وصعب وما تقدر تتغاضى عنه ..
مستعده تتحمل كذبه وعصبيته واندفاعيته معليش ..
لكن انه يخونها لا .. هذا هو الشي اللي للحين ألمه يعتصر قلبها ..
ويفتك بروحها على خفيف وشوي شوي .. لحد ما يقضي عليها بالموت البطئ ...!
----------------------------------------------------------------------------------------
وحطت الطيارة رحالها في مطار الملك خالد الدولي بالرياض ...
واصلة من تورنتو ... كندا ...
وأخيرا استنشق زياد هواء السعودية .. وهواء الرياض بالتحديد ...!!
مشتاق لشمسنا وحرنا ..
مشتاق لأهله وربعه وجماعته ...
مشتاق لتراب الديرة ... لصحاريها وقفارها ...
مشتاق لكل شبر فيها ..؟؟
له الحين ثلاث شهور وأكثر وهو محبوس في هالكندا ..
ومحبوس نَفسه بروائح المعقمات المنتشرة في مستشفياتهم ...
وأخيرا اصبح كالطير الحر .. اللي ماتعود انه يكون غيره !
الكل متواجد في صالة الإستقبال ..
كل من كان يحب زياد ويعني له شي موجود هناك وينتظر دخلته عليهم ...
العمة الجوهرة وعيالها الإثنين ... ومعها لمياء بس هي وفهد ..
أما سارة فامتنعت عن الجية لأنهم ما يبون يتركون عذا بروحها في البيت ..
والأخيرة راسها وألف سيف .. ماتروح له ولا تستقبله ...
كانت الجوهرة تنتظر طلعت زياد من البوابة لأنها مشتاقة له وتبي تشوفه وتمتع نظرها بسلامته ..
شافت ندى واقفة مع مشاري وبين يديها عربة ابراهيم الصغينون وعيونها معلقة على الباب وتنتظر طلعت اخوها ...
ابتسمت بينها وبين نفسها ... ودعت ان الله يخلي لها هالأخو اللي هو حيلتها في هالدنيا ..!
كانت العيون تترقب وصوله ...
اهل زياد اعصابهم متوترة ومشدودة ..؟؟؟ ومو عارفين كيف بيرجع لهم زياد ؟؟
هل هو طبيعي ويمشي زين من دون حاجة لعكاز ؟؟
أو ان آثار الحادث بتبقي أثرها عليه .... وتتغير أحواله القديمة ؟؟؟؟
ام عبدالله مو في وعيها وحاطة يدها على قلبها وتدعي وتقرأ في خاطرها ...!!
هذي أول طلعه لها من خلصت العدة ... فتمنت ان ربي ييسرها لها وتشوف اللي تمنته في زياد ...!!
وانفتحت بوابة الوصول ...
ودخلوا المسافرين اللي وصلوا اللديرة ...
والعيون تراقبهم بشغف ولهفة ... تنتظر شوفة واحد و بس ... هو زياد ؟؟
وأخيرا ...
طلع لهم من البوابة ... ببنطلونه الجينز وتي شيرته الأسود ....!!
كان متغير ولفحة السمار زايده عليه شوي ....!!
ناحف وهالشي واضح عليه ...
لكن الإبتسامة والفرحة كانوا يلمعون في عيونه ...
أقبل عليهم يمشي و جنبه عبدالعزيز اللي من شاف اهله ينتظرونه ودع زياد وتركه ...
كل الموجودين في المطار ... لاحظوا عرجه ...!!
كان يمشي بعرج خفيف جدا واضح من رجله اليمين ...!
أما يده اليسار فاللي بيدقق النظر ... يدري انه مايحركها ..
ولا يبيها اصلا تتحرك من مكانها ...!
لكن الحمدلله على كل حال والا من كان يصدق انه بيرجع لهم بهالوضع وهو اللي سافر عنهم وهو حتى ما يقدر يوقف على رجوله ولا يقدر يزحزح يده من مكانها .!
ومثل انه ما خفى عن عيونهم عرجه ...
بعد ما خفى عليهم نظراته المتلهفة والمتشوقة تدورها بين الحضور ..
ما خفت عليهم التفاتاته حولهم و دقات قلبه المتسارعة على أمل انه بيشوفها تستقبله وتتحمد له بالسلامة مثل ماوعدته عمته قبل لايسافر ......!!
لكنها للأسف ما حضرت .. ولا جت ... واعتكفت في بيتهم وبالتحديد في غرفتها ...!
وشافوا لمعة الحزن اللي فجأة حلت محل الفرحة ...
وشافو ابتسامته خفتت نوعا ما .. لأنه ماشافها وهو مشتاق لها ..!
سبقتهم كلهم وراحت رمت نفسها في حضنه ..
كانت تصيح بقوة وشراهة ..
دفنت وجهها في صدره وماهمها احد من اللي يشوفونها ..
المهم اخوها رجع بالسلامة وهذا هو واقف قدامها بصحة وعافية ...
ماقدر زياد ما يبتسم لها ويشتاق لها ...
لكنه انحرج من تصرفها فحاول يشيلها شوي من على صدره ويسلم عليها ...
انتبه له مشاري وانه ما يقدر يحرك يده ... فتقدم منهم ومسك ندى عنه ...
وسلم عليه بعد ما ترك ندى هادية ومرتاحة ...
سلم الجميع عليه .. والشوق كان واضح في عيونهم ...
عبدالله حضنه بقلبه قبل يديه ... كانت عيونه تبي تدمع لكن مارضاها تنزل ..
لأنه خلاص مل الدموع ومل الحزن ويبي يعبر عن سعادته بشي ثاني ...
استانس زياد منهم ومن لمتهم ...واستانس اكثر لما شاف ابراهيم الصغيرون شبيهه اللي ازعجوه به ..
شالته ندى له وقربته منه .. وهي تبتسم وتضحك وتصيح وكل المشاعر والإنفعالات تسويها ...
بصعوبة شاله زياد بين يديه وحبه على خده .. كان بدأ يكبر وعمره قريب من الشهرين ...!!
بس في الأخير خاف لا ينزل من يده لأنه حس بتعب شوي في عضلته ...
فتلاحقوا مشاري وندى ولدهم وشالوه من بين يديه ...!
وسط ضحكات الجميع وتعليقاتهم ....
تنهد زياد وبعدها عقد حواجبه ....!!
لحظة هو يتذكر انه شافها واقفة معهم ؟؟؟
إيه كانت واقفه حتى كان جنبها اسامة ؟؟؟
بس الحين ما شافها لا هي ولا سام ؟؟؟؟
التفت وراه وهو عاقد حواجبه ..:: عمتي وين هي ؟؟؟ مو كانت معكم ؟؟
وكأنهم فعلا توهم انتبهوا ...
والتفتت لمياء وراها وشافت اسامة جالس على واحد من الكراسي وامها جنبه ...
ابتسمت وطالعتهم :: مو هذولاك هم ؟؟؟
التفتوا كلهم للمكان وشافوا الجوهرة جالسة على الكرسي ويبين انها تصيح ..
أما أسامة فكان معها وكأنه يهديها ...
راحوا لها كلهم وهم خايفين وش صار لها ؟
تقدمت لها ندى :: خير ياعمة وش صاير ؟؟
بلعت ام عبدالله غصتها لما حست بهم خافوا عليها واجتمعوا حولها ...
لمحت اسامة يبتسم وقال :: شافت الأضواء كلها توجهت لزياد وغارت قالت خلني اسوي شي واجذب الأنظار ..؟
ضحكوا كلهم لكن زياد تقدمهم ونزل يحب راسها :: عمتي طول عمرها نورها يغطي على الجميع ..
ضحك عبدالله :: ايوه تكلم اللواق ..
جلس زياد جنبها وكلهم لاحظو صعوبة جلسته بس مااهتموا وحط يديه على كتوف الجوهرة وابتسم :: ماعليكم المهم اني عاجبها بلواقتي ... " لف بعيونه لها " والا ياعمة ؟؟؟
التفتت عليه ووجها قريب من وجهه ...
شافت خطوط التعب مرسومة على وجهه الجميل الوسيم واللي ماغيرته لفحة السمار ولا التعب ..
شافت الشوق ينضح من عيونه وهي ماقدرت تسوي له شي ..؟
لاساعدته ولا ساعدت بنتها ؟؟ وش هالعمة اللي مامنها فايدة ؟؟؟
رفعت يدها ومسحت على خده :: انتم كلكم عاجبيني ؟؟
ضحك اسامة :: ايووووه عاد جتك اللواقة صدق ...؟؟ والله ياهي بياعة حكي ؟؟
رفع عبدالله حاجبه في وجه اسامة :: احترم نفسك تراها امي ...
والتفتت له ندى :: وتراها عمتي بعد وجدة ولدي ..!
ضحك سام :: اوه اوه كثروا جماعتك يمه ..
تنهدت وطالعتهم :: الله لايخليني منهم ...
ابتسم لها زياد:: عاد قولي لي وش اللي خلاك تتركين استقبالي وتروحين بعيد وتصيحين ؟؟؟
وماقدرت ام عبدالله تمسك نفسها لما ذكرها زياد ...
ورجعت دموعها تنزل مرة ثانية ..
وهنا من جده زياد خاف :: عمه حلفتك تقولين لي وش صاير لكم ؟؟
انتبهت ام عبدالله انها خوفته وتداركت الموضوع :: لا يابعدي ما فينا شي .. بس ماقدرت اتحمل دخلتك علي عقب هالفترة كلها وعقب آخر وضع شفتك فيه ؟؟
ابتسم زياد بألم :: كنت متوقعة الأفضل ؟؟ اني ارجع من دون عرج ولا يد صعب تحريكها ؟؟؟
بلعت ام عبدالله غصتها بصعوبة وزياد فعلا يقول نصف الحقيقة لكنها ماقوت تجرحه وهو متأثر ..
فهزت راسها بالنفي وحست انها لازم تقول له نصف الحقيقة الثاني وتقنعه ان هذا هو اللي صيحها ..
فابتسمت له :: ضاق صدري لأنك مالقيتها معنا ... وانا عمتك اللي وعدتك انها بتكون موجودة مانفذت الوعد .. واخلفـ ـ ـ
سكتها لما وقف بألم وهو ما يبي أحد يعور قلبه فوق ما هو متعور وحاول يوقفها معه :: لو هذا سببك فمالك حق تضيقين صدري عليك .. لأني اصلا نازل وانا عارف انها مابتكون موجودة ...
قام معها وحاول انه يرسم على فمه ابتسامة قوية توضح لهم انه ما تأثر من عدم جيتها واستقبالها ..
يبي يوضح لهم انه خلاص عرف عذا وش تبي وفهم الرسالة منها ..
وانه خلاص حياتهم اصبحت مستحيلة ..
و من اليوم وطالع لا عاد يفكر فيها كزوجة أبدا ...!
مشوا كلهم طالعين من المطار ...
لكن شي غريب استوقف ام عبدالله ...
وخلاها فعلا تلتفت لندى متفاجأة وسألتها :: الا بنت عمك ما جت ؟؟
ابتسمت ندى لعمتها :: كانت بتجي لكنها تراجعت مادري وش صار عليها ؟؟؟
استغربت ام عبدالله :: ومن جلس عندها هناك ؟؟
رفعت ندى حاجبها :: هناك وين ؟؟
ابتسمت ام عبدالله في تعجب :: كندا ؟؟
والحين فهمت ندى :: آآآها قصدك كذا .. لا ياعمة هي جايه لها فترة يمكن بعد ولادتي باسبوع ...
ام عبدالله :: وتركت زياد ؟؟
ابتسمت ندى :: اصلا زياد ماكان محتاجها ... وهي رايحة معه علشان مواعيدها فبمجرد ما خلصت كانت بتجلس لكن ولادتي رجعتها ...
ابتسمت ام عبدالله وهي الحين توضحت لها الصورة ؟؟
تجاهلت الموضوع والتفتت لزياد :: يمه زياد ترى الحين الروحة لبيتنا .. اليوم لازم نحتفل بك ..
ابتسم زياد :: ولا يهمك يالغالية لكني ابروح لبيتي الحين واريح واسلم على عمي وعقبها ولا يهمك ...
والتفتت ام عبدالله لندى ومشاري :: وانتم بعد لازم تجون .. ترى بننتظركم على العشاء وبنسوي حفلة شواء ...
ضحك سام على امه :: يمه رجاء ياليتك ماتتطورين ؟؟
وضربته لمياء على كتفه :: اسامة انت موطبيعي اليوم .. احترمها يا اخي ؟؟؟
ابتسم مشاري وهو يطالعهم .. : ولا يهمك يا خالة بس ترى حتى انتم بعد معزومين بعد يومين على رحلة لشاليهاتي في الخبر بمناسبة رجعة زياد بالسلامة ...!
ابتسمت ندى وهي تطالع مشاري بفخر :: عمة ترى توه مفتتحهم ... يعني نضرب عصفورين بحجر .. تدخلونها ونعزم زياد فيها ...
مسك زياد يد عمته :: ما عليكم عمتي موافقة .. لأنها عارفة ان البركة مو حالة على شاليهاتكم الا بدخلة رجلها الكريمة ..
ابتسمت ام عبدالله وضربت زياد على صدره بخجل اما الأخير فمسك صدره وعبس بوجهه :: الله يصلحك عورتيني ؟؟
خافت ام عبدالله من صدقها ووقفت قدامه بخوف :: ياربي مني فاقده الذاكرة ونسيت .... وين يعورك ؟؟
وراحت بتشوف وين يعوره بس هو استحى وضحك عليها :: امزح عليك يالغالية ...
ابتسمت له براحة ...
وضحكوا كلهم على روعتها من اللي سوته ..
وركبوا السيارات وانطلقوا قافلين وراجعين لبيوتهم ...!
-------------------------------------------------------------------------------------------

كان رفضها قاطع وقرارها نافذ وغير قابل للنقاش ...
قالت لهم انها ما راح تروح يعني ما راح تروح ولا أحد له الحق بالمناقشة لا امها ولا اخوانها ...
بعد العشاء وبعد ما بتت في قرارها خلاص وتكنسل كل شي طلعت غرفتها بقهر والم ورمت نفسها على السرير وشالت في يدها كتاب روائي ؟؟؟ ماتدري وش مخطوط فيه لكن المهم تشغل يديها لا تكسر أشياءها الموجودة في الغرفة من القهر والتناقض المتعب اللي تعيشه ...
سمعت دق على الباب وسفهته ..
لكن لمياء ما اهتمت لها ودخلت من دون لاتنتظر الإذن ...
ومن شافت عذا على وضعها تقدمت لها بعصبية مغلفة وسحبت الكرسي حق التسريحة وجلست عليه قدامها وراحت تطالعها وتتأملها ...
كانت عيون عذا على الكتاب ...
لكنها توترت من نظرات لمياء عليها فالتفتت لها :: وش فيك تطالعيني ؟؟؟
رفعت لمياء حاجبها :: اشوف وامتع نظري بعذا الجديدة اللي حتى أمي ماعاد تهمها ؟؟؟
نزلت عذا الكتاب من يدها بعصبية :: إن صرت شديدة ماعجبكم وإن رجعت عذا القديمة بعد ماعجبكم ..؟؟ بالله انتم وش تبغون مني ؟؟
وزفرت بألم تداري دموعها اللي دقايق وتنزل ...
لكن لمياء ابتسمت لها وهي حاسة بمعاناتها ... :: انتي عاجبتنا شديدة ... لكن مانشوفك صرتي فعلا شديدة وقوية .. والدليل انك رفضتي السفر وقبول عزيمة ندى ومشاري ؟؟
ضحكت بقهر وسخرية :: انتي من جدك تتكلمين ..؟؟ تدرين من عازمنا ؟؟؟ مشاري يا حبيبتي ..؟؟ يعني تعرفين من هو مشاري ؟؟
هزت لمياء راسها :: اخو سحر ..
طالعتها عذا بعيون مفتوحة ::: يعني من بيحضر العزيمة ..؟؟
ضحكت لمياء :: مو قلتي انك تغيرتي ..؟؟ يعني مع تغيرك المفروض ماتهمك سحر ؟؟
تنهدت عذا وهي تعض على شفايفها تمنع عبرتها لا تتحول دموع :: مابعد وصلت لهالمرحلة ؟؟
سكتت لمياء شوي مراعاة لأختها ...
وبعدها حاولت تقنعها :: عذا انتي اذا جلستي امي بتجلس عندك وما بتروح وتتركك بروحك في البيت لو مهما كان ... وسارة لايمكن تروح وانتي جالسة وامي عندك ... وهالثنتين بالذات هم اكثر ناس محتاجين للسفر لا أمي اللي محتاجة تغير جو عقب الحداد .. ولا سارة اللي محتاجة تروح تشم هواء وتجدد نفسيتها علشان ثالث ثانوي ..
سكتت عذا وماردت ..
كانت منزلة عيونها لأظافرها وتلعب فيهم ...
كملت لمياء بإقناع :: إنك ما تنزلين للعزيمة ولا تسلمين على زياد مع انه واجب عليك هالشي فهذا شي عادي وراجع لك ومحد تدخل فيه ... لكن هالشي بالذات لازم نتدخل لأنه يخص امي مباشرة .. امي محتاجة تشم هواء البحر اللي ممكن ينسيها همها وحزنها شوي ...!
رفعت عينها اللي تنزف دم بدل الدموع وبشهقات مفاجأة :: لمياء انا ما اقدر اروح هناك افهموني ..؟ والله ماا قدر اروح واشوفها واشوفه ... ماابي اختلي بمكان هم الإثنين موجودين فيه .. بليز لمياء قدروا موقفي ...
وانهارت تصيح بألم وعذاب ..
ماهانت على لمياء فقامت لها ..:: عذاي اسمعيني طيب وانا بلقى حل ..
رفعت عينها للمياء وكأنها تنتظر الحل ..
ابتسمت لها لمياء :: شوفي مو مشاري هو صاحب الشاليهات ..؟؟؟
هزت راسها بالإيجاب ..
وكملت لمياء :: خلاص انا بقول لعبدالله اخوي يقول له يعطينا شاليه لنا بروحنا مع اني اتوقع انه هو اصلا عامل حسابه ومخلينا بروحنا ...
هزت عذا كتوفها :: ويعني ؟؟
ابتسمت لمياء :: يعني خلاص انتي بكذا تكونين بعيدة عن زياد وعن سحر .. وبدل لاتحبسين نفسك هنا في البيت احبسي نفسك في غرفة هناك على البحر .. يمكن تتجدد نفسيتك وتتحسنين ؟؟
طالعتها عذا شبه مقتنعة ...
وكملت لمياء :: وإن حبيتي لاتطلعين لهم أبد وخلك في شاليهنا وهم اصلا بيتفهمون ... وبكذا امي ترتاح عليك و تستانس أنها ما كسرت خاطر ندى و مشاري وفرحت مع زياد وفوق هذا وذاك غيرت جو ..!
مسحت عذا دموعها شبه مقتنعة ...
وتنهدت لمياء :: وش قلتي اقول لهم غيرتي رايك ؟؟؟
هزت راسها غصب عنها بالموافقة ...
وكيف ماتوافق وامها هي المستفيد الأول من هالسفرة ...!!
وهي عرفت وش كثر امها محتاجة تغيير جو .!
.
.
.
.
.
.
.

وبعد اشتراط عذا انها تعتكف في الشاليه ومايحرجونها كل شوي يقولون لها اطلعي ...
وصل الجميع هناك على وقت المغرب ...
وشافوا ان الكل سابقهم للموقع ..
كانت ندى وبيت عمها موجودين هناك ... واستقبلوا بيت ام عبدالله وهذا هو الشي اللي اقلق عذا ووترها ...
ومن شافها اسامة على هالوضع ابتسم لها :: لاتنزلين من السيارة ...
ابتسمت لها وهي حاسة انه فاهمها ...
وبحركة خفيفة دخل اسامة بالجيب حقه لحد ماوقفه قدام شاليههم ...
والتفت على اخته يضحك :: الحين تقدرين تنزلين من دون لا احد يشوفك ...
ابتسمت له عذا من وراء خاطرها :: مشكور سام ..
نزلت هي واياه مع بعض ...
هي دخلت الشاليه ..
أما هو فراح ينزل اغراض اهله من السيارة ...
دخلت الشاليه وهي تحس بالقهر والندم لأنها طاوعتهم وجت للجحيم برجليها ؟؟؟؟
بالله كيف بتقعد هنا اسبوع وفي وسط هالأجواء ...
راحت تتمشى وتستكشف المكان ..
عجبها الشاليه انه صغير وملموم وفوق هذا تبين عليه الفخامة ...
دارت في الدور الأرضي كله وبعدها طلعت الدور الثاني ...
كان فيه ثلاث غرف نوم ...
دارت فيهم بتشوف وش اكثر وحده تناسب اعتكافها علشان تستحوذ عليها ...
وأول وحده دخلتها هي اللي كانت انسبهم ...
لها شباك كبير يطل مباشرة على الشاطئ .. وهذا هو اللي تبيه ..
يوم تتضايق وتحس انها بتنفجر ومحتاجة تشكي لأحد ماعليها الا انها تفتح الشباك وترمي همومها هناك في قاع البحر ...
نزلت شنطتها من على كتفها ورتبت ملابسها بهدوء تام وقلب مشغول بالأحداث اللي تصير تحت ..
امها واخواتها ماطلعوا ولاسمعت صوتهم في الشاليه يعني مبسوطين باللمه هناك ..وهي حابسة نفسه هنا .. لكن يالله وش تسوي علشان راحتها وراحة امها ..
وبعد ماانتهت من كل شي التفتت بتتمدد على السرير ...
لكن شكل الشباك المفتوح أغراها ...
فابتسمت وقالت بتطل منه .. يمكن الجو برا ينعشها شوي .. وينعش قلبها اللي بيوقف من التعب ..
ومن طلعت لفحتها نسمة دافية خفيفة تحمل معها ريحة البحر ...
استنشقتها بعيون مغمضة ورئتين مفتوحة على الآخر ...
تسندت بيدها على الترابزين اللي قدامها وهي تتخيل حياة أحسن من هالحياة ...
وقلوب صافية أصفى من هالقلوب البشعة ...!!
فتحت عينها بعد فترة والإبتسامة لازالت مرسومة على وجهها ..
لكن شد انتباهها السيارة اللي وقفت قريب من شاليههم ...
لكنها قدام الشاليه اللي جنبهم ..
دققت النظر في السيارة وهي تشوف عبدالله اخوها وفهد زوج لمياء متوجهين لها ..؟؟؟؟
قربت شوي من جهة اليمين علشان يكون تركيزها اقوى ...
وبعد دقيقة ...
نزل هو من السيارة تعلو وجهه الإبتسامة ...
هو زياد بشحمه ولحمه توه واصل من المطار لأنه جاي بالطيارة كونه مايحتمل الطريق بالسيارة ..
وهذي أول مرة لعذا تشوفه من عقب يومهم هذاك في المستشفى ...
حتى لما جاهم عقب سفره هي ماشافته ولا حتى طلعت له ..
ولا حتى حظرت العزيمة واعتكفت في غرفتها لما نامت بتعبها ودموعها وألمها ...!
من شافته عذا هالمرة راحت تتلفت حواليها تبي أحد يأكد لها اللي تشوفه ؟؟؟؟
هل هذا هو زياد والا تقليد ؟؟؟
ليه نحف ؟؟
ليه تغير ؟؟
ليه الحزن صار ملامحه ؟؟؟
ومن شافته يسلم على الشباب ولمحت يده اليسار انه مايحركها شهقت و حطت يدها على فمها ؟؟؟
يا الهي يعني هذي وحده من نتايج الحادث ؟؟؟؟؟
كانت تمنع صرخة قوية لاتطلع من فمها ..
تمنع دعوة عنيفة لاتطلع منها على مؤيد ؟؟؟ وهي اللي ما تحب تدعي على أحد بالهلاك مهما كان وبعدين يكفي انه الحين مسجون ويذوق مرارة السجن والحبس ..
لكنها انهارت بقوة لما شافته يتحرك معهم بيدخل الشاليه وشافته يعرج ....؟؟؟؟؟؟؟
زياد يعرج وما يحرك يده ؟؟؟؟
كيف ووشلون هالأشياء ؟؟؟ تحتاج احد يشرحها لها ؟؟
لأن هالأشياء مو راضية تدخل راسها الصغير وتستوعبها ؟؟؟
ليه ماطاب ؟؟
ليه قال لنا انه اوكي واموره تمام ؟؟؟؟
ليه ماقال انه يعرج ويده ماتتحرك ؟؟؟
حست عذا بالذنب وتأنيب الضمير ..
حست انها في هاللحظة ممكن تتهور وتنزل له تحت وتحضنه ..
عارفته أكيد انه يتألم من اللي صار له ووصل له ؟؟؟
أكيد ان نفسيته متأثرة لأنه مارجع مثل زياد اللي قبل يمشي صح ويده سليمة ؟؟؟
يعني الحين يتعذب عذابين ...
عذاب فراقها ... وعذاب صحته اللي ماتحسنت بالشكل المطلوب .!
رجعت لغرفتها ورمت نفسها على السرير وعيونها تطالع السقف ...؟؟؟
زياد محتاجها بقوة هالفترة وهي محتاجته ... لكن الظروف واقفة بينهم مثل السد المنيع ؟؟؟
وهالظروف صار لها جذور قوية .. وصعب جدا انهم يقضون عليها ...!!
نزلت دموعها غصب عنها وصورة زياد تتهيأ لها في السقف وتقارنها بصورته القديمة ...!!
لكن الحمدلله على كل حال ...!
--------------------------------------------------------------------------------------
مر يومين للحين والأوضاع مثل ما هي ...
كانت عذا تشوف نظرات العتب والقهر من امها لكنها متجاهلتها ...
وام عبدالله ما تقدر تضغط عليها في اي شي ..!
في البداية طلبت منها بطريق مباشر انها تسلم على زياد ..
لكن رفض عذا القاطع وانهيارها خلاها تسحب كلمتها وماعاد ترجع تقولها مرة ثانية ...!
وللحين عذا معتكفة في شاليههم وماتطلع منه الا للساحة الخارجية للشاليه وبس ...!!
اما تطلع معهم في اجتماعهم على الشاطئ فلا ...
وزيــــاد .. آخ منه المسكين ...
يدري انها موجودة ...
ويدري انها حابسة نفسها في غرفتها لأنها ماتبي تقابله ولاتبي تسلم عليه ولا تبي عينها تجي في عينه مهما كان الظرف ...!
كان كل يوم يطالع شاليههم على أمل انها تغلط وتطلع ويشوفها ...
كل يوم في الليل وإذا نام الجميع يجلس هو قريب من الشاطئ يناجي البحر ويشكي له همه ..
يشكي له جفاء عذا وقسوتها عليها ...
يقسم للبحر انه ما عاد يبي من الدنيا شي بس يبي عذا تطلع الحين وتقول له الحمدلله على السلامة ..
لأن الكلمة هذي بس هي اللي ممكن ترجع له صحته مثل ماكانت ...
محتاج يشوف عذا علشان تطفى النار اللي مشتعلة في جوفه ...؟
هي الشخص الوحيد الي يحتاجه علشان تهدى أعصابه وثورتها اللي بدت من طلع من السعودية متوجه لكندا واللي جنبه كانت سحر ومو عذا ...
هناك كان يحتاج عذا أكثر ..
يحتاجها تواسيه بكلمة او لمسة أو حتى سؤال عن احواله ...
لكنها للأسف ماكانت تعطيه اللي يبي وتركت المجال لنفسه واعصابه وحتى قلبه انهم يثورون ويسوون انقلابة ضد زياد ويعيشونه في جو من القلق والهم والتفكير ..!
.
.
.
في اليوم الثالث ..
حست عذا انها مخنوقة ولو جلست دقيقة في الشاليه ممكن تموت ....!!
جربت تطلع من مكانها لكن عند الباب اللي يطلعها من الشاليه سمعت صوت امها تحاكي زياد وهو يستهبل عليها ويساعده اسامة ..!!
ابتسمت غصب عنها وهي تسمعه يدلع امها ويغنجها ويحرجها بكلام الغزل والكلام اللي احيانا يدور بين الشباب و يخجلون الأمهات منه ....!!
ورجعت مكان ما جت ...
الطلعة انحرمت منها وهي اللي رضت بهالشي ..
فخلاص الحين لاتجي تعترض ...
رجعت غرفتها ورمت عبايتها على السرير ...
ولفت بوجهها على الشباك .. وكان الوقت الغروب ..
ومحلاة الغروب على البحر ...
منظر يحلم به كل شخص ويتمناه كل رسام ...!
سكرت الشباك الكبير في غرفتها لأنها ماتبي تشوف الغروب لإنه يعني الإنهزام ...
ورجعت تمددت على سريرها ...
وفي بالها نية طلعة ... لكن لما العالم ينامون وما يبقى غيرها ...!
.
.
.
ومن تعشت هي وسارة اختها اللي تكرمت وجت تتعشى معها ...
طلعت غرفتها .. تنتظرهم ينامون ويهجعون ...
علشان تقدر تختلي بنفسها والبحر ...
تبوح بسرها العميق للبحر ...!
وقريب من 12.30الليل ...
حست بالهدوء يعم المكان ...
طلعت من غرفتها وجالت في الدور الثاني وبالفعل الكل كان نايم بسلام ...!!
امها وسارة ولمياء حتى سام وعبدالله ...
في البداية خافت تطلع بروحها ..
لكنها تشجعت لما شافت الناس مع انهم قليلين جدا كونهم جالسين على شاطئ خاص بالشاليهات لكن على الأقل لازال فيه ناس للحين يمشون على البحر ومتواجدين هناك يتسامرون قدامه ...
والعاشق يبوح بعشقه للمعشوق ..
والمُعاتب يرضي اللي يعاتبه ....!!
طلعت بخطوات لا تخلو من الخوف لكنها متشجعة للوقوف قدام البحر والكلام ...
مشت لحد ما قربت من الشاطئ ...
كانت ماتشوف غير البحر قدامها والناس اللي حولها والعالم مايهمونها ...
رفعة عبايتها شوي وشالت الشبشب من على رجولها وتقدمت للمويه ..
والأمواج الخفيفة راحت تضرب مواطيها ..
حست عذا بشعور ثاني ..شعور جميل وانتشاء بالسعادة ...
حست انها راحت لعالم ثاني عالم هادي ومافيه وحوش ولا فيه قساة همهم بس كسر الخواطر وتحطيم المشاعر ...
اجتمعت الدموع في عيونها وهي تتمنى من الله انه يرسلها للمكان اللي فيه ابوها ...
المكان اللي هي شافت ابوها فيه وهو متنعم ومتهني ويبتسم لها ...!
تبيه وتبي تروح له ..؟؟؟ أكيد بتلقى عنده ناس طيبة ورائعة ..
ناس اشباه ابوها ... ويمكن ترتاح هناك أكثر ... وتحصل ضالتها ..!
تنهدت ونزلت عينها من عالسماء ورمت الشبشب من يديها والتفتت وراها بتشوف لها كرسي والا صرفه تجلس عليه ....
لكن وقفتها تشجنت ...
وعيونها انفتحت على آخر شي ..؟؟
شافته واقف وراها بهدوء وفي يده عصاه ويبتسم لها ...!
بلعت ريقها بصعوبة وتلفتت عن يمينها وشمالها علها تشوف عبدالله والا سام ويتقذونها من الموقف ويصرفون زياد عنها ..
بس للأسف مالقت أحد ..!
حست به يتقدم فتراجعت شوي ...
طالعته وشافته مازال يمشي لها بعرجه الخفيف ويده الثابتة على جنبه ...!!
حست بدقات قلبها طبول ..
حست بالعرق ملى يديها وجبينها ..
تراجعت شوي لحد ما حست بالطين تحتها ...
يعني قربت من البحر اكثر ....!!
ابتسم لها ووقف مكانه :: لاتخافين ،،، أنا من يوم زواجنا أقول لك اني مو متوحش ياعذا ...!!
ومن تعشت هي وسارة اختها اللي تكرمت وجت تتعشى معها ...
طلعت غرفتها .. تنتظرهم ينامون ويهجعون ...
علشان تقدر تختلي بنفسها والبحر ...
تبوح بسرها العميق للبحر ...!
وقريب من 12.30الليل ...
حست بالهدوء يعم المكان ...
طلعت من غرفتها وجالت في الدور الثاني وبالفعل الكل كان نايم بسلام ...!!
امها وسارة ولمياء حتى سام وعبدالله ...
في البداية خافت تطلع بروحها ..
لكنها تشجعت لما شافت الناس مع انهم قليلين جدا كونهم جالسين على شاطئ خاص بالشاليهات لكن على الأقل لازال فيه ناس للحين يمشون على البحر ومتواجدين هناك يتسامرون قدامه ...
والعاشق يبوح بعشقه للمعشوق ..
والمُعاتب يرضي اللي يعاتبه ....!!
طلعت بخطوات لا تخلو من الخوف لكنها متشجعة للوقوف قدام البحر والكلام ...
مشت لحد ما قربت من الشاطئ ...
كانت ماتشوف غير البحر قدامها والناس اللي حولها والعالم مايهمونها ...
رفعة عبايتها شوي وشالت الشبشب من على رجولها وتقدمت للمويه ..
والأمواج الخفيفة راحت تضرب مواطيها ..
حست عذا بشعور ثاني ..شعور جميل وانتشاء بالسعادة ...
حست انها راحت لعالم ثاني عالم هادي ومافيه وحوش ولا فيه قساة همهم بس كسر الخواطر وتحطيم المشاعر ...
اجتمعت الدموع في عيونها وهي تتمنى من الله انه يرسلها للمكان اللي فيه ابوها ...
المكان اللي هي شافت ابوها فيه وهو متنعم ومتهني ويبتسم لها ...!
تبيه وتبي تروح له ..؟؟؟ أكيد بتلقى عنده ناس طيبة ورائعة ..
ناس اشباه ابوها ... ويمكن ترتاح هناك أكثر ... وتحصل ضالتها ..!
تنهدت ونزلت عينها من عالسماء ورمت الشبشب من يديها والتفتت وراها بتشوف لها كرسي والا صرفه تجلس عليه ....
لكن وقفتها تشجنت ...
وعيونها انفتحت على آخر شي ..؟؟
شافته واقف وراها بهدوء وفي يده عصاه ويبتسم لها ...!
بلعت ريقها بصعوبة وتلفتت عن يمينها وشمالها علها تشوف عبدالله والا سام ويتقذونها من الموقف ويصرفون زياد عنها ..
بس للأسف مالقت أحد ..!
حست به يتقدم فتراجعت شوي ...
طالعته وشافته مازال يمشي لها بعرجه الخفيف ويده الثابتة على جنبه ...!!
حست بدقات قلبها طبول ..
حست بالعرق ملى يديها وجبينها ..
تراجعت شوي لحد ما حست بالطين تحتها ...
يعني قربت من البحر اكثر ....!!
ابتسم لها ووقف مكانه :: لاتخافين ،،، أنا من يوم زواجنا أقول لك اني مو متوحش ياعذا ...!!
صوته رجع لها الذكرريات الحلوة ..
كلماته ورنة حروفه الطالعة من حنجرته خلت أطرافها ترتجف وعيونها تنغمر دموع ...
تنهد زياد ومسد على صدره :: لي ساعة واقف وراك انتظرك تلتفتين لما تعبت ...!!
وبعد عذا ماردت عليه ... كانت بس تطالعه وتشوف كيف يده تتحرك ببطأ وصعوبة على صدره ..
تنفس بعمق ورفع عينه لها وتقدم أكثر بس هالمرة عذا ماتحركت من مكانها وعينها مثبتة عليه ..
مشى من جنبها ووقف قريب منها ...
كانت تشوفه على جنب بس هو ما التفت عليها وعيونه تطالع البحر بعذاب ..!!
التفتت بوجهها له وراحت تتأمل قسمات وجهه ...
ولهت عليه ... واشتاقت له ..!
اطالت نظراتها عليه وعلى ملامحه ...
نحف وغارت عيونه ...
لكن لازال وسيم ورائع ...!
جميل لحد يوصلها للثمالة ...!!
التفت لها هاللحظة وهو يبتسم وحاس أنها تتأمله ..
شهقت هي وحطت يدها على فمها بسرعة وضحك عليها ..
...............:: طيب قولي لي الحمدلله على السلامة ...!!
نزلت عينها للأرض وسفهته بتمشي ...
لكنه مسكها مع يدها بيده المتعورة ..
فوقفت هي وعينها على يده ..
وبعدها رفعت راسها له :: ممكن تتركني ...؟
طالعها بنظرة توسل متألمة ...
وملامح جدية متعذبة :: عذا بس الحمدلله على السلامة وريحي قلبي .!
رفعت حاجبها :: اترك يدي ...!!
ابتسم وهو يحارب غصته :: آسف ..
ونزل يده عنها ..
وعطته ظهرها بتمشي ...
لكن ماهان عليها وهي تتذكر ملامحه ..
ما قدرت ماتغمض عيونها وتنزل الدمعة ..
مشت خطوتين وبعدها لفت وراها تشوف وش سوى ...
شافته واقف مكانه ويده اليمين على كتفه اليسار يمسده ...؟؟؟
الظاهر انه من جد يتألم ...؟؟
رجعت له بخطوات مهزوزة وغير واثقة ..!
تقدمت خطوتين صغار بس ..ووقفت وراه ...
وبصوت واطي هامس :: الحمدلله على السلامة ...!
التفت عليها بسرعة وهو ماتوقع رجعتها ابداً ..
ابتسم لها بفرحة واعتدل في وقفته ..!
أما هي فتقدمت له أكثر وهي خلاص ...
حست انها فرصتها والمفروض ماتضيعها من يدها ...
تقدمت له لما واجهته ...
وهو المسكين فرحان ... ومبسوط بالحيل انها رجعت له وفي باله انه تصرف جميل وبداية رضى ...
وقفت عذا مواجهته وابتسمت :: ارتاح قلبك ؟؟؟
رفع يده ومسك بها وجهها الدائري الصغير :: ارتاح شوي .. ومابيرتاح الا اذا رجعتي لي ..
حست بقشعريرة تسري في جسمها من لمسته ...
حاولت تبين ملامح الجدية في وجهها :: بس انا قلبي مو مرتاح ... ولازم تريحه ..؟؟
بانت عليه ملامح الجدية بعد :: اطلبي روحي فداك .. المهم يرتاح قلبك ...!!
هزت راسها بالنفي :: روحك ما تلزمني ..؟؟!
رفع حاجبه مستغرب اسلوبها وطريقتها " تغيرت " وهذا هو الشي اللي لاحظه ..!
كمل وهو يحاول يبتسم لها :: وش اللي يريحك ؟؟؟ طلاق بنت عمي ؟؟
ضحكت هنا عذا باستهزاء مع ان داخلها يتقطع ألم وبؤس :: وانت هذا انت تلعب بمشاعر البنات ؟؟؟
رفع حاجبه في وجهها بعيون غاضبة نوعا ما :: أنا العب في عواطفكم ؟؟؟ أجل انتم وش تسوون ؟؟
عقدت يديها على صدرها وطالعته بنظرة ألم غريبة :: طلاقها بعد ما ينفعني بشي ؟؟؟
حس زياد بالألم ينتشر في جسمه أكثر ...؟؟ الظاهرنسى المسكن وفوق هذا طول بالوقفة ...
تنفس بعمق وطالعها بنظرة تعبانة ووقفه مهزوزة :: اطلبي يا عذا اللي يريحك ... انا ما ابي الا الشي اللي يرضيك ....!!
وكأنها تذكرت شي :: ابقول لك كل شي .. لكن انتظرني هنا ...!!
هز راسه بالموافقة وهو يخفي تعبه ..
تركته عذا وراها وراحت تركض راجعة لشاليههم ..
دخلته وهي تصيح لكنها تمسح دموعها بسرعة وبمجرد ماتنزل على خدها ..!
طلعت غرفتها خذت حاجتها ونزلت تركض لكن بهدوء علشان محد يقوم ويخرب لحظتها مع زياد واللي انتظرتها طول فترة سفره وجهزت لها بكل قوة وجبروت ...!!
نزلت وراحت متوجهه لمكان اللي كانوا فيه من قبل ...
شافته جالس على كرسي وشكله جايبه من الشاليه ...
ومن قربت منه شافته يتنفس بسرعة ويسحب أكسجين من فمه ...
بصراحة هالمرة خافت عليه من كل قلبها ...
تقدمت ويدها على كتفه :: أنت بخير ...؟؟
رفع عينه لها وهو يحاول يبتسم :: انا تمام ...
وكان بيوقف لكنها ضغطت على كتفها مبتسمة :: خلك جالس ...
انصاع لأمرها ..
تقدمت عذا ووقفت قدامه ...
ومدت له بطاقتين وهي تبتسم ...
طالعهم ورفع عينه لها مستغرب :: وش هذولا ؟؟
ومن دون لاتبتسم وبحاجب مرفوع .:: بطاقتين .. وحده فيها اربعمائة الف والثانية مادري كم لكن هي اللي عطيتني اياها قبل سفرك ؟؟
وبعيون متعجبة ومتسائلة :: وش اسوي فيهم ؟؟؟
هزت كتوفها :: مادري عنك اللي تبي ؟؟
طالع البطاقة ورجع عينه لها :: اقصد وش مناسبتهم علشان اقبلهم ؟؟؟
سكتت شوي وعقبها تنفست بعمق :: ابوي الله يرحمه قبل لايموت رد لك اربعمائة الف ... وهذي اربعمائة الف ثانية ... يعني يبقى لك عندي مليون وميتين ألف ...؟؟
وقف زياد متفاجأ منها :: وهذولا وش يكونون ؟؟؟
وقفت بجمود والدمعة وصلت عينها لأنها تذكرت مناسبتهم :: هذولا المليونين اللي سددتهم عن ابوي علشان يقبل يزوجني اياك ....!!
دق قلبه بضربات متسارعة والذكريات رجعت له ...
مسك يدها الممدودة وتهتز وضغط عليها ::أصلا الاربعمائة انا عطيتك البطاقة اللي تخصهم .. هذولا لك عذا انا مالي شي منهم ...
هزت راسها بالنفي وقاطعته :: انا ماابي يكون بيني وبينك شي ...
تقرب منها اكثر : بس انا بيني وبينك شي أكبر من الفلوس ..
رفعت عينها له وهي بتصيح :: وهالشي بعد بينتهي ؟؟؟
طالعها وهو يتنفس بسرعة ومتفاجأ :: هذا هو استقبالك لي ؟؟؟
رفعت صوتها شوي عليه وعيونها فيها اصرار وعزم :: خلاص يكفي ترمي نفسك علي ويكفي اني اتحمل العذاب منك ... انا ماابيك ولا ابي شي يربطني فيك يا زياد افهم وريحني ...
كان بيقاطعها لكنها وقفته .:: ولدك وراح .. فلوسك وهذي هي بترجع لك ... والزواج ينهيه الطلاق ... وبكذا اصير انا عذا بنت عمتك وانت زياد ولد خالي وبس ....!!
مسكها مع كتفها وعيونه تصطلي غضب :: تبيني اطلقك ؟؟؟
هزت راسها في عزم ::: والحين ... هالساعة وهالدقيقة ..
رفع يده وشاف الساعة وابتسم :: آسف ما اقدر ... هالساعة هذي شهدت على حبي لك يا عذا وما أقدراشهدها على شي ثاني ؟؟؟.. والا نسيتي الساعة وحده ؟؟؟
ضحكت بعصبية وفمها متقوس بحزن وأشرت له على السماء :: لكن شف القمر ..؟؟ تراه كاسف .. يعني نهاية حبنا زياد ... مع انه قد حصل وشهد على حبي لك ؟؟؟؟ يعني متعادلين ؟؟
ابتسم لها بتحدي :: لكن ساعتي وحده ..؟؟
تقدمت له أكثر ولصقت وجهها قريب منه :: لكنها وحده بالليل ومو وحده الظهر ؟؟؟ شفت شلون كل شي عكسنا ؟؟؟؟
ابتعدت عنه شوي وهي تصيح بهدوء :: زياد البحر هو الشي الوحيد اللي لايمكن يتغير ... وهو اللي شهد زعلنا وفراقنا ...يعني طلقني قدامه خله يكون شاهد ثابت ؟؟
طالعها بعيون متألمه وصدر مضطرب بالتنفس ...
وبصوت هامس مهزوز :: لكني احبك وما اقدر اتخلى عنك بسهولة ..
صرخت عليه وهي ترمي البطاقات :: لكني ما ابغاك افهم يا زياد انا ما بغاك خلاص النفس عافتك ..
وغمض عينه على كلمتها الأخيرة ..؟؟
مثل السكين الحاد طعن صدره ...
فتح عيونه ولمعة الدمعة وضحت لكن عذا المجنونة ماشافتها
ابتسم لها :: عفتيني يالغالية ؟؟
غطت وجهها بيديها وهي تصيح منهارة :: من زمان زياد من اليوم اللي تركتني فيه وقلت انك بتتزوج سحر .. من اليوم اللي قال فيه الطبيب ان ولدي مات ...
حست بيديه الدافية على يديها ...
نزل يديها من على وجهها وانتبهت عذا انه رمى عصاه ...
مسك وجهها بيديه وابتسم بألم :: وانا ما تهونين علي اغصبك تعيشين معي وانتي عايفتني ومو مرتاحة في قربي منك ..
قاطعته :: طلقني زياد لو تحبني ؟؟
تنهد ورفع عينه للسماء ينشد من ربي القوة ..
نزل عينه لها وهو يداري دمعته لكنها حاسة باضطراب تنفسه وان العبرة خانقته ..
ابتسم لها وحبها على جبهتها ..
نزل يديه وتراجع شوي لكنها وقفته :: طلقني زياد ...
اعتدل في وقفته وعينه عليها ... لكن كتفه مرتخي وفمه متقوس بابتسامة حزينة ...
وبهدوء كسر الحجر واغضب البحر ...
بهدوء حرك الشجر و جمع السحاب يتراكم ..
ابتسم زياد :: انتي طــــــــــــــــــــــــــــــــــالق عذاي ....!!
بلع غصته والتفت عنها ومشى لعصاه رفعه من على الأرض واستند عليه ومشى إلى ان وصل للشاليه ... وعند بابه التفت للمكان وماشاف خيالها ..
ابتسم للمكان وابتسم للبحر يشهده على اللي صار ...
و دخل الشاليه اخذ اغراضه وطلع ...!
-------------------------------------------------------------------------------------------
الكل رجع للرياض مكتأب ومصدوم من اللي صار ...
قومتهم الصباح وانهم ماشافوا زياد ولا حصلوه خوفتهم ...
لكن اذا عرف السبب بطل العجب ..
وانتشر الخبر بسرعة البرق ...
وعرفوا ان حكاية زياد وعذا انتهت ..
وكل واحد راح في حاله ...
رجعوا للرياض مهمومين ومو متوقعين ان نهايتهم بتكون مسدودة ..
كانوا حاطين أمل أن هالرحلة تكون فاتحة خير على زياد اللي قرر ينهي حياته مع سحر بعد ما اتضح عنده اللبس ... وبعد ماعرف ان حياته معها بتجر عليه أشياء وتبعات تضره هو وسحر وحتى ندى اخته أكثر من انها تنفعهم ....!! وقرر انه بيرجع لعذاه ..
لكن الظاهر الله ما كتب هالشي ...
.
.
.
وصلت ندى لبيت اخوها ملهوفة وخايفة عليه ...
دخلته ومعها ابراهيم ومشاري ... صعدت على طول الدور الثاني لأنها ما لقت اخوها في الدور الأول .. وهي عارفة وين بتلقاه .. هناك في غرفته هو وعذا يعيش نفسه في جحيم الذكرى ..
فتحت الباب ودخلت وشافته جالس قدام الشباك الكبير في الغرفة وعلى كرسيه الهزاز ...
تقدمت له وشافته يطالع من الشباك في صمت مطبق وعيون ذبلانة ومركزة في الفراغ ...!
ضغطت على كتفه وهي تصيح بصمت وندم على اللي اقترفته في حق هالمسكين اللي ماقصر معها في شي ..
رفع عينه لها لما انتبه لوجودها وابتسم ابتسامة تكسر القلب ..
ابتسامة رجل مكسور واللي كسرته بنت يحبها من كل قلبه ...
تنهدت ندى :: ليه تسرعت زياد ..؟؟
ضحك باستهزاء ورجع الألم لوجهه :: انا زياد وما اقدر ما اسوي الشي اللي يريح عذاي ..؟؟
وقفت قدامه باندفاع :: بس هالشي يدمرك ..؟؟
طالعها ببرود :: لكنه يريحها .. وانا تهمني راحتها اكثر ..
رجع يطالع الشباك ويبتسم :: وبعدين انا لي الذكرى ... حياتي كلها عايشها على ذكرى اللي احبهم .. يعني وقفت على عذا ما راح اعيش على ذكراها ؟؟
وقف زياد من على الكرسي وتوجه للشباك ووقف قدامه مباشرة ...
لحقته ندى ووقفت وراه على طول .. :: زياد لا تعذبني معك ؟؟؟
وكأن زياد ماسمعها راح يسترسل في كلامه وذكرياته :: من هالشباك طليت عليها يوم وهي كانت تغسل سيارتي ... أول مادخلت مع باب البيت وشفتها مستعدة ومجهزة نفسها ضحكت عليها .. قلت لها يامجنونة خليها عنك وانا بروح اوديها للورشة .. بس تدرين وش ردت علي ...
والتفت زياد على ندى وهو يبتسم وكأنه توه يعيش اللحظة ...
ابتسمت ندى وهزت راسها ...
ضحك وهو يهز راسه ورجع يطالع الشباك ..:: رفعت حاجبها في وجهي وقالت انا اوريك .. تصدقين هددتها وقلت ترى ماراح اساعدك وما عندها مشكلة استقوت وبدت شغلها .. وانا طلعت الغرفة ابدل ملابس الدوام وراقبتها من الشباك وانا ابدل لأني خفت عليها لاتزلق والا تتعور من الصابون في الفترة اللي ابدل فيها ملابسي ...
تقدمت ندى وحطت يدها على كتفه وقلبها يتقطع ...
واسترسل زياد :: ولما نزلت جلست على كراسي الحديقة وانا اطلعها وكأني اتحداها تغسلها كلها من دون لايصير لها شي ... بس تدرين المجنونة لما التفت عليها وش كانت مسويه ؟؟
بلعت ندى غصتها وهي حابه تريح اخوها :: وش كانت مسويه ؟؟
كمل زياد :: طالعتها وكانت صاعده على كبوت السيارة بتغسل سقفها ... ولو ما تداركت الموضوع كانت بتزلق من عليها وتطيح على البلاط .. لكن الحمدلله قمت بسرعة ومسكتها ونزلتها بهدوء ... تدرين ندى ساعتها حسيت بقلبي يطلع من مكانه .. خفت لا يجيها جرح بس ...و ساعتها كنت مابسامح نفسي أبدا لأني اهملتها وماساعدتها وفوق هذا كنت جالس اتفرج عليها ...
ابتسمت ندى :: ونزلتها من على السيارة ؟؟؟
ضحك :: ايه .. بيديني هذولا نزلتها وحطيتها على الأرض وبعد اصرار منها تساعدت انا وهي وغسلنا الباقي ... صدق كانت تبي تساعدني لكني ما سمحت لها تسوي شي وخليتها بس ترش المويه من بعيد على السيارة ....
التفت زياد وعيونه غرقانة دموع لكنها مو راضية تنزل :: خفت حتى من الصابون لايعور يديها ..!
تنهد وهو يضحك باستهزاء ومشى تارك وراه الشباك :: والحين ماتبيني اطلقها وهالشي يريحها ؟؟ ماتبيني اطلقها وانا عارف انها تعاني لأني خنتها ..؟؟؟ وانا اللي فاهم وش يكون جرح الخيانة ...؟؟؟
مستحيل ندى ...
.
.
.
.
والحين مر اسبوع من آخر لقاء لها بزياد ...
مر أسبوع أليم و قاتم والسواد يلفه ..
كانت تتحرك مثل الآلة بلامشاعر أو احاسيس ...
إنه ينتهي الشي الجميل في حياتها هذا صعب عليها وفوق طاقتها ..
ولأنه فوق طاقتها فماعادت تحس ولاتشعر وكأنها شخص اجوف ..
شكل من دون مضمون ...
ومن يومها محد تجرأ يفتح معها الموضوع لأنها منهيه النقاش فيه ..
ولو احد تكلم معها تنهار وتثور واحيانا يغمى عليها من الألم ...
فخافوا عليها من الإنهيار العصبي لأنها معرضة له بسهولة ...
في يوم ..
سمعت سارة اختها تناديها من تحت ...
فطلعت من غرفتها متوجهه للدرج وطلت براسها عليها :: نعم وش عندك ؟؟
رفعت سارة راسها :: فيه ضيوف يبغونك ؟؟؟
استنكرتهم عذا :: من هم ؟؟
هزت سارة كتوفها :: انزلي وتشوفين ؟
تنهدت عذا ورجعت لغرفتها بدلت ملابسها بشي عادي ورفعت شعرها ونزلت تحت تشوف من اللي يبيها ...
وأول مادخلت المجلس تفاجأت من وجودهم ..؟؟؟
وهذي بكل وقاحة جايه بيتنا لا وتبيني بعد ؟؟
أكيد تتشمت ..
وعلى هالفكرة قررت عذا تبين انها مو مهتمة فسلمت عليهم ببرود وجلست قريب من امها ...
انتبهت لندى وشافت عيونها منتفخة يعني كانت تصيح أكيد ؟؟ وتشتكي على عمتها ..
طالعتهم عذا بنظرات جامده ولكنها متسائلة ...
وكانت سحر هي اللي بدت الكلام :: عذا آسفين لو ازعجناك ...
طالعتها الأخيرة بحاجب مرفوع :: عادي حبيبتي ... بس وش عندكم ؟؟
ورجعت تطالع ندى ...
هنا ندى ماقدرت تسكت وصوتها بدء يتهدج لكنها تكلمت :: عذا تكفين طلبتك قولي تم ..
تفاجأت عذا من ندى وخافت :: وش فيك ندى ؟؟
قامت ندى وجلست جنبها كل هذا وعذا خايفة ومتوترة ...
مسكت ندى يد عذا في توسل :: ارجعي لزياد .. كلميه قولي له انك تحبينه قولي له انك تبين ترجعين له بس لاتخلينه يسافر ولا تخلينه ينهار ويعيش في عذاب ؟؟؟
عقدت عذا حاجبها مستغربة والتفتت لأمها وشافتها الثانية تصيح ..
فرجعت تطالع ندى :: يسافر وين يروح ؟؟؟
بلعت ندى غصتها وحاولت توضح كلامها :: عذا زياد قرر يسافر للشرقية ويستقر هناك .. كل هذا لأنه ما يبي يعيش في الرياض وانتي مو معه ...
ابتسمت عذا وهي عارفة ليه قرر بالذات يروح للشرقية ...
تفاجأت منها ندى :: عذا ؟؟ وش قلتي ؟؟
هزت راسها بالنفي :: انا تطلقت منه خلاص ...
والتفتت لسحر :: قولي لبنت عمك تروح معه وبكذا ما بيعيش عزابي هناك ...
ابتسمت سحر :: لكن هو يبغاك انتي ...
رفعت عذا حاجبها :: توك تفهمين ؟؟ بعد ماطاح الفاس في الراس ؟؟
قاطعتهم ندى بتوسل :: عذا الله يخليك مو وقت هالكلام ؟؟ تكفين قولي لزياد ..
هزت راسها بلا :: آسفة ندى ما اقدر اكذب عليه ..
قاطعتها ندى :: وش تكذبين عليه فيه ؟؟
التفتت لها عذا تواجهها بعيونها :: ما اقدر اقول له برجع اعيش معك وانا ماصدقت خبر اتطلق منه ..
انصدمت ندى ووقفت بألم :: عذا يعني انا ما اهمك ولا زياد ولا حتى امك ؟؟
وقفت معها عذا والدموع وصلت حدها :: انا ما هميتكم من قبل .. وبعدين اخوك ما بيهاجر كلها الشرقية يعني اربع ساعات وانتي عنده والا هو عندك ...
وقفت سحر وتقدمت لعذا متفاجأة :: عذا الحين نقول لك زياد يحبك وانتي تقابيلنه بهالبرود ؟؟؟
هزت كتوفها لامبالاة مع ان داخلها يتقطع ..
ابتسمت سحر باستهزاء :: انا اتمنى بس نص محبة زياد لك .. وانتي ترفضينها كلها ..
التفتت لسحر تبتسم ببرود :: هو لك ... سوي اللي تقدرين عليه وخذي حبه لأني ماابيه ولا احتاجه .
واجهتها ندى بعيون متعجبة :: انتي متأكدة انك عذا ؟؟
هزت راسها :: عذا اللي مايهمها زياد ..
راحت سحر تفتش في شنطتها وكأنها فعلا حاسة باللي يصير ..
وتحت عيونهم كلهم طلعت كومة صور ومدتها لعذا بملامح غضب ..
وبصوت اجش وعيون تتقد نار :: تتوقعين ان زياد باعك لما تزوجني وما يحبك ؟؟ شوفي حبيبتي هذي هي صوره لما كنا في شهر العسل وحتى لما جينا للرياض ... طول وقته افكار وهواجيس ..
تتوقعين من يفكر فيه وانا معه ..؟؟ في امك مثلا والا فيني ..؟؟ كان مايفكر الا فيك وما يسولف الا عنك وما يخاف الا عليك ... طول سفرتنا وهو بس خايف لايصير لك شي من الحمل ويندم ... ولما اجهضتي جا وصب كل غضبه علي ... حس اني انا السبب .. كان مستعد يقتلني لو انتي صار لك شي .. كل هذا وتحسين انه ما يحبك .. ؟؟؟ عارفة اننا مقررين ننفصل انا وهو بمجرد ما يرجع من كندا علشان يرجع لك ... لأن يا حلوة طول ما احنا في كندا ما يسأل الا عنك وفي اليوم يتصل مليون مرة على اخوك يستفسر عن احوالك ... وعن اذا كنت رضيتي عليه ومشتاقة له والا لا ..؟؟ شفتي شلوون اسخف الأشياء منك كانت تفرحه ..وتقولين بعد انه باعك ومايحبك ؟؟؟؟ كان يقول ابيها بس تقول لي الحمدلله على السلامة علشان اعيش باقي حياتي مرتاح انها لازالت تهتم لأمري .. وانتي تقابلينه بهالقلب القاسي ؟؟؟؟
قاطعتها ندى بصوت مبحوح :: عذا هو طلقك لأنك تبين الطلاق .. هو قال لي ماا قدر ما اسوي الشي اللي يفرح عذاي ... عذا حرام عليك تعذبينه في حياته ...
مدت الصور لندى من دون لاتطالعهم :: طلاقي تم ... وزياد الآن حر نفسه ... يبي يعيش هنا او في الشرقية هذا شي راجع له ... يبي يكمل حياته مع سحر او لا هذا بعد شي راجع له ... اما اني ارجع له فـــــــــــــــــــــــــــــــــ لا ... و مستحيل ...! الخيانة ذنب ما اقدر اغفره ...
ابتسمت للجميع وبهدوء قالت :: عن إذنكم ...
طلعت وتركتهم وراها ..
طلعت وقلبها يقطر دم على زياد لكن ماتقدر ترجع له ..
وهذا هو زياد يعد العدة .. وبيسافر لآخر مكان جمعهم مع بعض ...
للمكان اللي شهد انفصاله عن عذا قلبه وروحه ...!
--------------------------------------------------------------------------------

وانطوت صفحة الحياة ...
ومرت سحابة الصيف بكل مافيها من عواصف وهدوء ومطر ...
واستمرت معزوفات الخريف تلحن لحد ماكلمت ست معزوفات بالتمام ...
ست سحابات صيفية مرت بهدوء وألم ...
وست عواصف شتوية باردة وبردها قارس مرت عليهم وهم يحاولون يتدفون فيها بالمشاعر الصادقة والأحاسيس الحلوة ...
واليوم هذا هو واحد من ايام الصيف الحار ..
صيف الرياض الجاف البعيد عن الرطوبة تماما ...
كان زياد يومها في السيارة مع سلطان الصغير اللي عمره ست سنوات بالتمام ...
اتصلت عليه ندى تستعجله :: يالله زياد مو معقولة من متى وانتم رايحين للحين مارجعتوا ؟؟ ضيوفك بيوصولون ؟؟
ابتسم زياد وهو يفتح علبة العصير لولده :: طيب والله حنا في الطريق جايين ..
ابتسمت ندى :: شاطرين .. بس ماقلت لي .. سلمت لي عليها ؟؟
تنهد زياد وهو يبتسم :: إيه سلمت لك عليها ...!
ابتسامة حزينة انرسمت على محيا ندى وقالت :: طيب لاتتأخرون ترى عمتي والباقين جايين ...!!
سمعت زياد يصرخ على سلطان وخافت :: وش فيكم ؟؟
وبصوت معصب :: كب علي العصير الله يهديه ..
ضحكت ندى :: طيب لاتهتم اذا وصلت غير ملابسك بس لاتهاوش الولد ..
سكرت منه وهي تبتسم ...
وأخيرا اخوها قرر يرجع يستقر في الرياض بعد ماكان عايش في الشرقية ست سنوات ...
واليوم هي مسوية له عزيمة كبيرة في المزرعة اللي اشتراها واللي علشانها قرر يرجع الرياض ..
.
.
.

dali2000 13-03-10 03:02 PM

وعلى وقت المغرب
وصلوا بيت عمتهم المزرعة ...
ومن نزلوا البنات حسوا بالألم يعصر قلبوهم بعنف ....!!
هذي هي المزرعة اللي جمعتهم أحلى ايام عمرهم ...
هذي هي المزرعة اللي كانت حياة ابوهم وباعها لحاجته ..
آخ من الدنيا وش كثر تظلم اهلها ...
هذي هي المزرعة رجعت لكن مالكها تغير ...
وأصبحت من المالك الأصلي محمد بن عبدالله ... لزياد بن سلطان ..
ومن كان يصدق هالشي ؟؟؟
دخلوا البنات كلهم للصالة الرئيسية وطبعا شافوها وش كثر مختلفة تماما عما كانت عليه من قبل ..
بينما العيال توجهوا كلهم لقسم الرجال الخاص ..
كان زياد في استقبالهم مبتسم ..
نزل سام متكشخ وداق الزين مما اضطر زياد انه يعلق ومايفوتها عليه :: ايوه وش عنده كاشخ المعرس ؟؟
رفع سام حاجبه :: انت قلتها معرس حبيبي مو اي كلام ؟؟
وتقدم يسلم عليه .. وشاف وراه مهند ولد لمياء وهو الثاني كاشخ مثل خاله ..
فضحك زياد :: لاتخرب الولد رجاء ..
ضحك اسامة :: الحين يوم انه كشخ كشختي يعني اني بخربه ؟؟
هز كتوفه زياد وهو رايح لعبدالله يستقبله :: والله ينخاف من اشياء ثانية ...!
نزل عبدالله من السيارة يبتسم ونزلت من الجهة الثانية الجوهرة الصغيرونة ...
ابتسم لها زياد .. وابتسم لعبدالله ...
تقدم لهم وسلم عليه ..
لكن ماقدر عبدالله ما يحضنه ... :: وأخيرا قررت ترجع وانا اخوك ...
ضحك زياد :: خلاص المهم قررت ...
ابتعد عنه عبدالله وضحك .. والجوهرة كانت لاصقة في ابوها ..
انتبه لها زياد :: وانتي يا مفعوصة وش يجيبك في بيت الرجال ؟؟
طالعته بحاجب مرفوع :: انا جايه مع بابا وبعدين شوف هناك فيه بنات بعد ...
عقد زياد حواجبه ورجع يطالع عبدالله :: نصيحة لك يا ولد العمة ابعدها عن سارة ...
ضحك زياد وهو يلم بنته :: اسكت لاتسمعك ...!! ترى سارة عندها بالدنيا كلها ...
اقبل عليهم نواف ومعه ريما و لاما ... وضحك عبدالله :: شف هذا نواف معه بناته وبنتي قالت الحق وش بلاك تهاوشها هي وتارك هذولا عنك ..
التفت زياد وعلى وجهه ابتسامة انقلبت لضحك على شكل نواف المستغرب نظراتهم عليه :: لا وانا اخوك هذولا حالة مسثتناة .. يكفي انهم ماجوا الا بعد موت ومضارب ... راح له اثنين وربي عوضه بهالتوأم الحلوات ..
وهنا تكلمت الجوهره :: بابا ليه هذولا زي بعض ؟
وصل نواف واضطر انه يبتسم :: اشوفكم من بعيد تطالعوني وتضحكون ؟ لايكون فيني شي غلط
قرب منه عبدالله يسلم عليه اما زياد فـ رد :: لا وش دعوى ... بس اشوفك انت والأخ ما تجون الا ببناتكم .. ومن تكلمت ردت علي ذي ام لسانين ..
رفع نواف حاجبه :: قل بناتنا ما عجبوك ؟
تهزأ به عبدالله :: لا بكره يجي يبي وحده منهم لسلطان وهو عارف وش نبي نرد عليه ؟
ضحكواكلهم على رفعة حاجب زياد القلقه ...
ورفع نواف ريما على كتفه لأنه شافها تعبت من الوقفه ..
بينما الجوهره ما صدقت خبر وانطلقت مع لاما ( الجريئة بطبعها )
ولما بغوا يمشون بيدخلون انتبه زياد وسأل عبدالله :: الا فهد وينه ماجاء ؟؟
ابتسم عبدالله :: مسافر
عقد زياد حواجبه :: مو كأني شفت مهند مع اسامة ؟
تنهد عبدالله :: الا بس السفرة هالمرة مو مع لمياء السفرة مع ام ريان ...
ابتسم زياد :: آآآآآآآآها .. الله يعينه ...
ومشى مع عبدالله متوجهين لصالة الرجال اللي قطعا تغيرت عن قبل ...

.
.
.

وعند الحريم ...
تحديدا في المطبخ ...
كانت عذا واقفه مع ندى يصلحون االشاهي في اللحظة اللي دخل فيها سلطان وهو مستحي من عذا ...
ابتسمت له الأخيرة تجرأه وكمل طريقه هو لعمته ..
ومن انتبهت له ندى ابتسمت :: وش تبغى حبيبي ؟؟
اشر لها تنزل له ..
ولما نزلت اذنها له وشوش لها بشي ...
وعذا تطالعهم وعلى وجهها ابتسامة رحمة وشفقة على هالمسكين ...
ابتسمت ندى وهزت راسها :: افا عليك سلطون وانا انسى شي مثل هذا ؟؟ رح فوق بتحصل شنطتي على الكنب اللي في الصالة خذها وبتلقى اللي تبغى فيها شفهم وبعدين رجعهم زين ؟؟
هز راسه بالموافقة ومشى بيطلع من عندهم ..
لكنه فجأة وقف والتفت لعمته ورجع يطالع عذا :: عمه ندى ..؟؟
التفتت له الأخيرة تبتسم :: لبيه ..
ابتسم لها بخجل :: معليش عمه عذا تروح معي ؟؟
ابتسمت ندى لعذا :: الله عليك مطلوبة من قبل سلطان بن زياد .. من قدك ..
ابتسمت عذا وهي تقوم من على الكرسي :: ايه عاد وين بنروح ؟؟؟
تنهدت ندى :: بيوريك شي خاص جدا .. طالبه مني من يوم كانوا في الشرقية وقايل لي اجيبه له .. وهذا هم اليوم وصلوا وهو ياحبي له من اسبوع مانساه ... ويبيك تشاركينه خصوصيته ... عاد انتي ادرى يا ام رياض الأطفال وش معناة طفل يبيك تشاركينه خصوصيته ؟؟؟
قامت عذا لسلطون ومسكت يده :: يوم انك تبيني اشاركك خصوصيتك والله اني ما اردك وانا اللي ما رديت اطفال روضتي كيف اردك انت وانت اغلى منهم ؟؟...
ضحكت عليهم ندى ومشوا عذا وسلطان للدور الثاني ...
وصلوا هناك وشاف سلطان شنطة عمته ..
فلت يد عذا وراح يركض لها ..
وبسرعة جنونية ومن غير تركيز فتحها ...
وطلع منها غرضه ...
تقدمت عذا وهي تبتسم وجلست جنبه ..
وانتبهت ان اللي في يده البوم صور ...
تنهدت وراحت تطالع في عيون سلطان الي تشبه لأبوه بشكل كبير ...
أصلا هو نسخة زياد لكنه مصغر ...
انتبهت له لما مد لها الصورة :: عمه عذا شوفي ..؟؟
مسكت عذا الألبوم تبتسم وشافت الصورة ...
وبسرعة البرق واسرع من لمح البصر خفتت الإبتسامة ...! وراحت تتمعن الصورة بدقات قلب تتسارع ...
نبهها صوت سلطان الحزين :: هذي ماما ....!!
رفعت عينها له وهي تبي تصيح بس ماتبي تجرح هالصغير ..!
تقرب منها سلطان أكثر لحد مادس راسه بين يديها وشاف الصورة معها ..
وبعدين رجع يطالعها يبتسم :: انا وبابا اليوم رحنا وزرناها ..
ابتسمت له عذا والعبرة خانقتها :: شفتها ؟؟؟
شهق سلطان بخوف :: لا مانشوفها ما يصلح .. عشان هي عند ربي .. وربي ما يسمح لها تطلع لنا لأنها صارت حقته خلاص ....
سكتت عذا وجمدت عيونها على عيونه ...
بلعت ريقها :: وش قلت لها طيب ..؟
ابتسم لعذا :: قلت لها اني قلت لعمه ندى تجيب الصور حقتها علشان اشوفها .. وقلت لها اني احبك كثير ...!!وان تصويرها حلو بالمرة وانا اذا كبرت ابي اصير مثلها ويصير تصويري حلو ..!
ومن دون شعور حضنته عذا بقوة ولأول مرة سلطان يقول لها هالكلام .. آخر مرة شافته فيها كان من اربع شهور بس ومع ذلك كانت تحس به خجول ومايتعدى ابوه في علاقاته وبس ...
كانت تتمنى انها تطلعه من قوقعته وانطوائيته ..
حاولت معه بالطرق اللي درستها انها تخليه على الأقل ينسجم معها هي لكن لاحياة لمن تنادي الولد من طلع على الدنيا وهو بعيد عنهم وساكن في الخبر مع ابوه والخدامات بروحه ... يعني منغلق تماما ...
حاول سلطان يبتعد عنها وبعدين طالعها يبتسم :: عارفة ان ربي يحب ماما كثير ..؟؟
هزت راسها بلإيجاب وهي تمسح دموعها ...
بس سلطان كمل وكأنه مو مقتنع بإجابتها :: وعلشان ربي يحبها سوا لها عزيمة وناداها ... وهي راحت له بعيد هناك في بيته ...
بلعت عذا غصتها وحبت تواسيه:: حتى انا ابوي ربي يحبه وسوا له عزيمة ...
نظرة خوف تملكت سلطان ورجفة سرت في اطرافه ..
نظرة غريبة وجهها لعذا وقال :: ايه بس انا ما ابغى ربي يحب بابا ... انا احبه وما ابيه يروح بعيد وبعدين ما القاه ؟؟؟ عمه عذا الله يخليك قولي لربي مايحبه ؟؟؟
عضت عذا على شفتها السفلية في غباء وياربي هي وش هببت ووش قالت ..
اصلا الفكرة اللي قالها سلطان خلت القشعريرة تسري في جسمها ...
انتبهت لسطان اللي صاح بصمت :: اذا راح بابا انا ماعندي احد ينام معي في الليل ولا احد يقول لي قصة .. ولا احد يركبني الخيل ولا يوديني لماما ؟؟
صاحت عذا وهي اللي قلبها ما يتحمل الدموع وشلون لو هي دموع طفل ..
حضنته بقوة وبعدين ابعدته عنها ومسكت يديه الصغار وبهمس قربت وجهها له ومسحت دمعته وهي تبتسم :: لو ربي حب بابا ... بنقول له يحبني انا بداله ...
طالعها سلطان :: بس انتي حلوة ما ابغى ربي يحبك ...
ابتسمت له :: بس بابا احلى وكلنا نحبه ... وانت تحبه ... صح ؟؟
هز راسه موافقة وهو يبتسم ..
فكلمت عذا :: اجل خلاص ... نقول لربي يحبني انا بدال بابا ... ويسوي لي حفلة قبله طيب ؟؟؟
ابتسم لها براحة :: يعني انتي ماتبين بابا يروح ؟؟
هزت راسه بالنفي :: لا انا اروح معليش بس بابا لا ...!!
ابتسم لها سلطان وكأنه شبه راضي ...
اما هي فأعجبت تماما بالطريقة اللي وصل له فيها زياد كيف انه امه ماتت من دون لايجرحه ..!!
اعجبها اسلوبه واثبت لها ان طول عمره حنون وما يحب احد يتضايق ...!! ولا يزعل .!
وسمعوا صوت ندى تناديهم ..
ولما ردوا عليها قالت لهم ان العيال مسوين سباق خيول وطلبت من سلطان ينزل بسرعة علشان يشوف ابوه " الكبير " على قولته ..!
نزلوا عذا وسلطان وانتبهت ندى لدموع عذا اللي نفخت عيونها ..
فتقدمت لها :: وش فيكم ؟؟؟
التفتت عذا تبتسم وهي تمسح دموعها بمنديل :: كسر قلبي وهو يتكلم عن امه ؟؟؟ يا قلبي عليه من طلع على الدنيا ماشافها ؟؟
ابتسمت ندى :: تراها ما اتكلت الا عليك .. وانتي للحين مو راضية تصيرين امه ؟؟؟
التفتت لها عذا وسكتتها بنظرتها ومشت مع اللي طلعوا كلهم بعد مالبسوا عباياتهم وراحوا للساحة الخارجية اللي فيها السباق ..
وقفوا الجميع وهم يشوفون زياد واسامة هم اللي على الخيول ...
كانوا منقسمين فرقتين ناس مع زياد وناس مع سام ...
وهنا التفتت ام عبدالله لأم مشاري تتنهد :: المزرعة مثل ماهي لكنها تغيرت كثير .. والا شفتي هالحلبة حقت السباق في يوم كانت زراعة خضراء وابو عبدالله يموت عليها ...
ابتسمت ام مشاري :: مايدوم الا وجهه يا ام عبدالله ... وسبحان اللي يغير الأحوال ..
ابتسمت ام عبدالله :: الله يثبت قلوبنا على الدين ولا يغيرها ..
أمنت وراها ام مشاري ..
وانتبهت ندى لعذا اللي مركزة مع امها وام مشاري فتقربت منها ...
::: عساك مبسوطة بالمزرعة الحين ..
فزت عذا بخوف وابتسمت :: صدق انها متغيرة لكن يكفي ريحة ماضينا فيها ...
ضحكت ندى :: علشان بس تعرفين ان زياد مهما صار ومهما كان عند كلمته اللي قالها وان الشي اللي فيه سعادة عذاه بيسويه حتى لو فيه شقاه ...
تنهدت عذا واحتدت نظرتها::ندى رجاء لو عدتي هالكلام برجع بيتنا ...
سمعوا سارة تضحك :: صياحك يا عذا هذاك اليوم كله بركة ومهند ولد لمياء اول مرة يسوي شي جميل في حياته ويروح يفضحك ويقول ان خالة عذا تشوف الصور وتصيح تقول ابي المزرعة ؟؟
طالعتها عذا :: يعني انتي اللي ما صحتي ؟
رفعت سارة حاجبها :: بس انا صياحي مو مثل صياحك عند بعض الناس ..
سفهتهم عذا وراحت للسياج تطالع السباق اللي بدأ ..
تحمسوا كلهم في البداية ...
ومع شدة الحماس بدوا يشجعون ويصارخون ...
وحمي الوطيس ...
وتقدم سلطان من عذا وتمسك فيها :: عمه عذا ارفعيني فوق ابي اشوف زين ..
ابتسمت عذا وبصعوبة شالته وحطته على السياج ...
ورجعوا يشجعون مرة ثانية ..
وفي طريق العودة ...
كان سام هو اللي سابق ..
فاشتد الصراخ والتشجيع والتصفير من الجهتين العيال والبنات ...
ومن قطع اسامة الخط اللي المفروض يوصلونه ..
نقزت سارة معها لميس من الفرحة ..
أما عذا فصرخت من قلبها لأخوها ...
ومشت مع الباقين رايحة لمكان الخيول ...
وقفوا هناك ..
وجاهم اسامة بكل فخر يتمخطر على خيله ويدور حولهم ..
لكنه من شاف لميس حسها فرصته ..
فقرب منها اكثر وبدأ يدور عليها وقريب منها على الخيل ...
جمدت اطرافها المسكينة وطالعته بتوسل :: سام انت عارف اني اخاف منه ..؟؟
ضحك :: وهذا هو اللي مخليني استمتع ...
تقدم منهم زياد يضحك :: امحق معرس ...!! ويدلع عروسه ..؟؟
عصبت لميس وطالعت اسامة :: شفته وش يقول مالت عليك ؟
رفع اسامة حاجبه :: هاه هاه لاتغلطين ترى اتهور ...؟؟
رفعت حاجبها وعقدت يديها :: وش بتسوي ..؟؟
ابتسم لها بحالمية احرجتها :: ما بسوي شي لأنك لميس .. !!
انحرجت منهم لكن ماامدها تستحي الا وسمعوا صوت صياح والتفتوا كلهم لمصدره ..
شافوا ام عبدالله وام مشاري ومعم لمياء وندى ملتمين حول شي ...
هنا شهقت عذا وكأنها تذكرت شي نسته تماما ..
راحوا كلهم يركضون هناك وزياد وسام على الخيول ...
ومن وصلوا شافوا سلطان جالس على الأرض ويصيح في حضن عمته ورجله تدمي ويده مليانة تراب ومتجرحه ..
نزل زياد مثل المجنون وشاله من حضن ندى لحضنه وطالعه بخوف :: بابا وش فيك ؟؟ وش يعورك ؟؟؟
ووسط دموعه :: بابا انا طحت من هنا ... عورني رجلي بابا قوة ...
تنهد زياد وتقدمت عذا وهي تحس بتأنيب الضمير ..:: آسفة سلطون والله نسيتك حبيبي انا غبية وما اعرف زين الحين بقول لربي يحبني ويسوي لي حفلة ...
التفت لها زياد على طول وهو فاهم وش تقصد ..
وعيونه ترجمت الخوف في قلبه عليها من هالكلام ...!
اما سلطان فطالعها وببراءة قال :: لالا بابا ما بيروح لربي يعني انتي لاتروحين ؟؟
التفت زياد لعذا في غضب :: انتي شلون تنسينه وش تهببين تقولين له كلام خرابيط ؟؟؟
عضت عذا على شفايفها وناسيه نفسها لكن عينها على سلطان :: والله مادري وشلون غاب عن بالي فرحت بفوز اسامة ونسيت ان سلطان كان على السياج ؟؟
رفع زياد حاجبه مصدوم :: ولدي طاح من على السياج بسبب اهمالك ؟؟؟
وصاحت عذا :: ايه بس الحمدلله ماصار له شي ..؟؟
رد بعصبية مغلفة :: والا تنتظرين يصير له ؟
وخافت عذا من نبرة صوته اللي ياماخوفتها وارعبتها لما كانت بنت الـ 18
بصوت واطي قلق بعبرة مخنوقة وعيون دامعة:: آسفة ماكان قصدي ...
مسك سلطان فك ابوه وخلاه يواجهه بالنظرات :: بابا لاتهاوشها ترى انا حبها وهي بعد تحبني ؟؟
طارت عيون زياد :: لا والله .. وعلاقات عاطفية بعد ؟؟ اشوفك مخربه الولد ؟؟؟
ضحك اسامة :: انت هيه سليطين .. لاتقعد تطلع على اختي اشاعات ؟؟؟
خاف سلطان منهم وعلى باله انهم يكذبونه لما شاف ضحكاتهم ...
فتقوس فمه بعبرة وعينه على عذا اللي احترق وجهها فشيلة وقهر وزادت عبرتها...
طالع ابوه :: بابا والله هي تحبني .. وبعد تحبنا كلناو تقول أنا وهي نحبك واذا ربي يبي يناديك بعيد بنقول له يناديها هي قبلك علشان انت أحلى منها ... واحنا نحبك كثير ومانبي ربي يحبك معنا ..
شهقت عذا وسدت فمها بيديها ...
ضحك زياد وهو يشوفها مثل ما هي ماتغيرت ... حتى دموعها مثل ماهي ... تنزل على قلبه مثل قطرات الملح اللي تعور الجرح ...!!
مايتحملها أبد ...!!
هذي هي عذاه الخجولة ... الحساسة ... اللي قلبها أرق من نسمة الصيف العليلة ...
وإلا كيف تقول لسلطان هالكلام ... وتواسيه بهالكلمتين الحلوات اللي اشعلوا فتيل الشوق لها في قلبه ...!
مشت وتركتهم والفشيلة تحرقها وتآكل وجهها ...
وش هبب سلطان ووش قال ...
وفي لحظة سمعت زياد يضحك بقوة ...
ويقول لولده :: حبيب ابوك .. اذا صار بينك وبين عمه عذا اسرار لاتجي تقولها لكل احد ولا حتى لبابا .. زين ؟؟؟؟
وسمعت سلطان يرد عليه بفرحة ويقول زين ..
دخلت البيت وهي تصيح من الفشيلة ..
اللي صار ماكان في الحسبان ...
احرجها سلطان بكلامه لو انه حقيقة .. لكن موقدام الكل وخصوصا ابوه ...
الحين وش بيقول ووش بيفهم ؟؟؟
وهي اصلا محترقة ومتوترة من نظراته عليها وشلون عاد وهو سامع هالكلام ؟؟؟
تنهدت وهي تجلس على الكنب في الصالة وتتذكر شكل زياد وهو خايف على ولده ...
تذكرت شكله وهو واقف قدامها ويعاتبها على اهمالها ... واللي ياما سمعته يعاتبها عليه ايام حملها ..
لكنه لازال رجل ... ولازالت جاذبيته مثل ماهي ..
حتى وإن كان عنده ولد عمره ست سنوات وبيتم السبع قريبا ....!
زياد يضل زياد الوسيم والرائع ...
زياد اللي عمره محد بيعوضها عن ابوها كثره ...
.
.
.
.
وقت الروحة ...
يعني قريب من بعد نصف الليل ...
طلعت سارة وعذا آخر ناس وركبوا السيارة ...
كانت امهم وعبدالله واقفين بعيد شوي مع زياد وندى وام مشاري وسلطان ..
الظاهر كانوا يتوادعون ...
ركبت عذا وراء امها مباشرة وجنبها ريم وسارة والجوهرة ..
بينما لمياء و عيالها مهند و نوف .. راكبين مع لميس واسامة ...
.
.
استوت عذا في جلستها ولفت وجهها للدريشة تطالع المزرعة عن كثب وتتذكر كل شي حلو مروا فيه ايامها ...
شكرت زياد في قلبها مليون مرة لأنه تعب على مالقى راعي المزرعة واشتراها منه بالسعر اللي طلبه ... المهم انها تكون له بأي شكل ..
انتبهت لأمها وعبدالله اللي اقبلوا يمشون يتبعهم زياد ..
كان العرج لايزال موجود في رجله لكنه اخف من قبل ...
ومن انتبهت له عذا راحت عينها على يده على طول ..
وفعلا شافتها مثبته على جنبه وما يحركها ..
في السنوات الأخيرة كانت تمام ويحركها عادي ..
لكن الحركة الكثيرة عليها وانه يشيل ثقيل او يحركها فجأة فهذي تضره وتخليه يتعب من مفصل الكتف و يضطر انه ما يحركها .. واليوم هو اضطر يشيل سلطان بسببها ..
وركب الخيل ..
يعني ارهق رجله ويده ..
ليتها كانت تجرأ عليه كانت ما بتسمح له يسوي هالأشياء كلها لأنها تضره وتأثر عليه وهي قلبها ما يتحمل ألمه ....
غصب عنها ابتسمت لما شافته يودعهم ...
وانتبهت لسارة :: لا كان جلستوا زود .. وش وراكم محد ينتظركم في السيارة ؟؟
ضحك عبدالله وامه وهو يحرك سيارته ماشي ...
ورفعت سارة حاجبها :: وش فيكم تضحون ؟؟؟ اقول نكتة ؟
ابتسمت أمها وعبدالله مازال صامت ..
واشتغلت ونانات اللقافة عند سارة وطلت بوجهها عليهم ..:: بتتكلمون والا والله اتصل على زيود واسأله ..
تنهدت ام عبدالله :: لا بنقول ... بنقول لك ان زياد جاء اليوم وللمرة الثالثة من وفاة زوجته وطلب من عندنا ... ووعدنا انا وعبدالله انه لو انرفض هالمرة فما رح يرجع يطلب مرة ثانية لأنه دائما يقول ان الأهم عذاه مو هو ....!!
التفتت سارة لعذا وشافتها مطيرة عيونها بصدمة ..
فرجعت تطالع امها :: ووش قلتوا له ؟؟
هزت ام عبدالله كتفها :: عرفت انه يفضل عذا على راحته وانه يهمها ترتاح ... فقلت بنشاورها واللي يريحها بترد علينا به وبنرد عليك ...
وهنا تكلم عبدالله :: وش قلتي عذا ؟؟؟
سكتت الأخيرة وماردت ...
متفاجأة أنه لازال يعرض الزواج عليها للمرة المليون ...
ومعقولة هي هالمرة بترفض ..
من بعد اللي شافته واللي سمعته من سلطان ترفض انها تعيش معه هو و ولده وتظفر بعائلة مثل هذي ؟؟؟
كملت ام عبدالله :: حتى ام مشاري كانت تخطب عذا لزياد ... واملهم انها توافق ...
ورد عليها عبدالله :: عذا وش ردك علينا ؟؟؟
استحت عذا وماعرفت وش تقول ..
فانقذتها ريم :: خلوها تفكر ياجماعة لاتضغطون عليها ..
رد عبدالله :: الموضوع مايحتاج تفكير يا ايه يا لا ...
سكتت عذا شوي وبعد فترة تنهدت :: انا لو بآخذ زياد فعلشان سلطان وبس .. مو علشان شي ثاني .. حرام الولد يعيش أهم فترات حياته بدون حضن ام ..!
الكل في السيارة ابتسم ...
كأنهم متوقعين ردها ..
ومتوقعين موافقتها ..
أصلا من دخلت اليوم المزرعة وباين عليها التغير ...؟؟
كيف ماتتغير وهي عارفة ان هالمزرعة تعب عليها زياد ومات على مالقى راعيها واشتراها منه ..
كان مستعد يدفع نصف ثروته لكن هالمرزعة ترجع مرة ثانية كله علشان خاطر عذا وبس اللي صاحت لما شافت صورتها ايام المزرعة وهي واقفة عند الزراعة وحست بالفعل انها مشتاقة لها ولأيامها فيها مع ابوها ...
تغيرت بعد ماشافت سلطان اللي تعلق فيها من ربي .. وكأن سحر اللي ماتت بعد ولادة عارفة وحاسة ان ولدها بيتعلق في عذا فطلبت من زياد انها هي اللي تكون مرت ابوه .... ويحاول معها لحد ماترضى ... خصوصا ان سحر نفسها شافت الألم في عيون عذا من خيانة زياد لها يوم راحت لها تبي تراضيهم ... لكن فيه شي يمنعها من الرضوخ وهو المكابرة اللي مالها داعي ...
فـ رضت سحر وكملت حياتها مع زياد ... وجابت منه سلطان ..
لكن الله ما كتب لها تكمل معه ...
وماقدرت تتحمل الولادة والحمل ...
فأراد الله انه يستوفيها بعد ولادة سلطان بيوم بس ...
وعاش زياد هناك في الشرقية مع ولده ..
لحد هاليوم اللي قرروا أخيرا يرجعون فيه للرياض ..
علشن هالمزرعة ..
وعلشان يرجع زياد لها ويصير بين اهله ... ويعيش فيها مع ولده وعذاه ...!!
.
.
.
.

وتبقى دموعنا هي حصاد همومنا
فـ بدموعنا تروى أهات جروحنا
لتولد الفرحة من رحم الأحزان
وتحلق في سماء السعادة
فمن دموعنا تزهر الإبتسامة !!

وبكذا
انتهت فصول قصتهم ...
وانطوت صفحة حياتهم بحلوها ومرها ...
الماضي أصبح ذكرى ..
والحاضر أضحى سعادة ...
والمستقبل مشرق ... مصبوغ باللون الأخضر ...
لون التفاؤل والأمل ...!!

وانتهت علمني حبك ... ان أحزن ...


النــهـــايـــة



احلام 2 23-01-12 06:07 AM

القصة جميلة جدا شكرا على النقل

fadi azar 30-01-12 09:53 PM

القص كتير روعة

ندى ندى 08-11-14 04:54 AM

رد: علمني حبك ان احزن .للكاتبة الـ مها
 
جميله جدا وقمة الروعه

شكرا على المجهود الرائع


الساعة الآن 03:30 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية