منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   خواطر بقلم الاعضاء (https://www.liilas.com/vb3/f725/)
-   -   ساحر النهر1 (https://www.liilas.com/vb3/t74877.html)

ربيع عقب الباب 31-03-08 09:25 PM

ساحر النهر1
 
ساحر النهر
( 1 ) أميرة النهر
فى ذلك المساء البعيد ، كان "حسينة " يبلغ العاشرة من عمره ، وبمناسبة بلوغه هذه السن سمح له أبوه "مجيد " بمرافقته فى رحلة صيده اليومية ، فحمل الشبكة ، وجرى نحو النهر ، وهو يغنى ، ويصفر ، ويطوى المسافة طولا وعرضا 0
كم من مرة بكى كى يسمح له أبوه بمرافقته ، وكم من مرة شكا لأمه الطيبة ، لترجو أباه ، وتستعطفه حتى يرضى ، ويقبل مرافقته ، ولكن محاولاته باءت بالفشل ؛ فإصرار أبيه على بلوغه العاشرة أولا كان أقوى من أى إلحاح ، وأية دموع ، ودائما كان يردد :" النهر لا يحترم الضعفاء و لا الصغار "0
فى ذلك المساء رأى جنية النهر ، رآها تلعب على الجسر ، طفلة جميلة فى مثل عمره ، لها شعر فاحم كالليل ، ووجه كريم ، وغمازتان تدلان على أصل طيب عريق ، وثغر بسام ، ينثر البهجة فى أرجاء المكان 0
ابتسم " حسينة " بإعجاب وانبهار ، ودنا منها أكثر ، فشم رائحة زكية هفهافة ، لا هى رائحة الورد ، ولا هى الياسمين ، ولا الفل والنرجس ، ولا البرتقال ، إنها مزيج من كل هذا 0
انسحر بها ، فتحركت قدماه بضع خطوات ، وبلسان رقيق كان يقول :" من أنت ؟ أنا لم أرك فى مدرسة البلدة ، ولا فى الحارة 00 فمن أنت ؟ "0
قالت" أميرة النهر " بخفة وطفولة :" هيا نتسابق ، وإذا ماسبقتنى ، قلت لك من أنا "0
وافقها على شرطها الصغير ؛ فقد كان فعلا يتمنى معرفة من هى ، واستعد للسباق ، فوضع طرف جلبابه بين أسنانه ، ووقف فى وضع تحفز ، ثم أخذ نفسا عميقا ، وانتظر 0
قالت البنية التى هى أميرة النهر :" هل أنت مستعد ؟ "0
غمغم قائلا:" نعم 00 وأنت ؟ "0
تأهبت هى الأخرى ، وقالت بجدة :" سوف أعد من واحد إلى ثلاثة 00 واحد 00 اثنان 00 ثلاثة "0
بدأ السباق 0 انطلق حسينة كحمامة ، ولكنه توقف ، وراح يتابع البنية ، وهى تحلق فى المكان ، تحلق كعصفور 0 كانت قد أصبحت بعيدة ، وغابت عن ناظريه تماما ، فنادى بأعلى صوته :" لقد خدعت 00 لقد خدعت "0 وقعد على الأرض مبهور الأنفاس ، حين عادت ضاحكة قال :" أنت سريعة جدا 00 أنت ترفرفين كعصفور 00 هاها 00 وأنا أمشى كسلحفاة 00 لقد خدعتنى ياماكرة "0
كركرت بصوتها العذب ، وقالت:" إذن حزر فزر00من أنا ؟ "0
قهقه قائلا:" أنت ساحرة النهر 00 أنت ساحرة النهر "0
قالت مباشرة :" نعم أنا ساحرة النهر 00 أبى ملك الأنهار الطويلة والقصيرة 00 وقد سمح لى ببعض اللعب 00 هيا 00 هيا نلعب "0
قال " حسينة " :" أريد التحليق فى الهواء ، وأعلو فوق المدينة ، فأرى كم هى جميلة ، ثم ألمس النجوم ، وأعود أمشى على الأرض "0
أجابت "أميرة النهر":" تريد تصبح طائرا00أليس كذلك ؟ "0
قبيل إجابتها، دنت منه ، وأخذت ذراعيه ، ثم طارت به ، فإذا به يسمع صوت أبيه ، ينادى عليه ، ويستحثه ، فاهتز ، وكاد يقع على الأرض ، وقال حزينا :" ليكن هذا فى ليلة أخرى "0 أنزلته فورا ، وودعته ، ومضت ، ومضى ، وحين تلفت وراءه لم يجد شيئا !!
كان الرزق وفيرا كما وعدته،وكأنما فعلا همست للأسماك ، فارتمت فى شباكهم ،واشترى له أبوه حلة جديدة ، وكتبا كثيرة ، ونام ليلته ، وقد شاركته " أميرة النهر " فى أحلامه ، وراحت تلاطفه ، يطير معها عاليا ، فيلمس السحاب ، ويرى كائنات كثيرة تملأ الفضاء العالي ، بعضها بأجنحة زاهية ، وألوان غاية في الروعة 00 هام معها ، وهو يتشقلب في الجو ، ويهرب مع أميرة النهر ، خارج حدود الجاذبية الأرضية 0غفا في الفضاء فأدركته الأميرة ، وبأصابعها الرقيقة كانت توقظه ، فقد آن وقت العودة ، فصحا من نومه سعيدا ، يتمطى بملء ساعديه ، وفتح عينيه ليجد أمه فى انتظاره ، تتعجله ليفطر مع أبيه قبل ذهابه إلى مدرسته 0
كان كل ليلة يسارع بالذهاب ، جاعلا النهر نصب عينيه ، وهو يلف حول نفسه ، ويدور فرحا ، وكلما سأله أحد إلى أين أنت ذاهب ياحسينة ؟ يقول ، وهو ينط ويتشقلب :" النهر فى انتظارى00النهر فى انتظارى ،ويجب ألا أجعله ينتظر كثيرا "0
حين حاول الفتيان تأخيره ، وسدوا عليه الطريق كان يرجوهم إفساح الطريق ، فالنهر ينتظره ، وقد وعده بعدم التخلف 00 كل ليلة كان يحدث هذا ، حتى أطلق عليه الكبار " عاشق النهر "، وسماه الصغار " القرموط المسحور "0

سدن 01-04-08 07:59 AM

استاذي ربيع,,,,

رائعه تلك القصه

تسللت اليهم خلسه واعجبني حبهم الطفولي

دمت مميز

سلمت على الطرح

دمت بخير

حنان

ربيع عقب الباب 02-04-08 12:12 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نهى12 (المشاركة 1315200)
استاذي ربيع,,,,

رائعه تلك القصه

تسللت اليهم خلسه واعجبني حبهم الطفولي

دمت مميز

سلمت على الطرح

دمت بخير

حنان

جميلة " حنان " كما أنت دائما .. تغرسين الأمل فى حقولى .. تأتين كالربيع عليها .. فتبعثين فيها الحياة ..
وربما بعض من صخب الوجود !!!!

هى رواية قصيرة .. و لكننى لن أكمل .. !!!!!

شكرا لك على هذا المرور الطيب و الحنون

تحيتى و احترامى

همس الخيال 02-04-08 01:01 PM

اعجبني النص كثيرا ياربيع .. وسأعلق عليه بتفصيل .. اتمنى أن تستحملني قليلا
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ربيع عقب الباب (المشاركة 1314334)
ساحر النهر
( 1 ) أميرة النهر
فى ذلك المساء البعيد ، كان "حسينة " يبلغ العاشرة من عمره ، وبمناسبة بلوغه هذه السن سمح له أبوه "مجيد " بمرافقته فى رحلة صيده اليومية ، فحمل الشبكة ، وجرى نحو النهر ، وهو يغنى ، ويصفر ، ويطوى المسافة طولا وعرضا 0
حسينة طفل يحمل قلبا من ذهب.. تخيلته نحيلا قصير القامة عالي الهمة

كم من مرة بكى كى يسمح له أبوه بمرافقته ، وكم من مرة شكا لأمه الطيبة ، لترجو أباه ، وتستعطفه حتى يرضى ، ويقبل مرافقته ، ولكن محاولاته باءت بالفشل ؛ فإصرار أبيه على بلوغه العاشرة أولا كان أقوى من أى إلحاح ، وأية دموع ، ودائما كان يردد :" النهر لا يحترم الضعفاء و لا الصغار "0
مجيد والد حسينة .. رجل حكيم .. جرب الحياة ومناكبها .. وعرف ان لامكان فيها للضعفاء ,, رغم قسوته الظاهرة هو حنون رحيم القلب
فى ذلك المساء رأى جنية النهر ، رآها تلعب على الجسر ، طفلة جميلة فى مثل عمره ، لها شعر فاحم كالليل ، ووجه كريم ، وغمازتان تدلان على أصل طيب عريق ، وثغر بسام ، ينثر البهجة فى أرجاء المكان 0
جنية النهر .. سر من أسرار الجمال
ابتسم " حسينة " بإعجاب وانبهار ، ودنا منها أكثر ، فشم رائحة زكية هفهافة ، لا هى رائحة الورد ، ولا هى الياسمين ، ولا الفل والنرجس ، ولا البرتقال ، إنها مزيج من كل هذا 0
اشتممت رائحتها .. وكأنني ببهاءها يملأ الدنيا نورا .. حورية من حوريات
الجنة
انسحر بها ، فتحركت قدماه بضع خطوات ، وبلسان رقيق كان يقول :" من أنت ؟ أنا لم أرك فى مدرسة البلدة ، ولا فى الحارة 00 فمن أنت ؟ "0 بداية ترسم مسار باقي اللوحة
قالت" أميرة النهر " بخفة وطفولة :" هيا نتسابق ، وإذا ماسبقتنى ، قلت لك من أنا "0
وافقها على شرطها الصغير ؛ فقد كان فعلا يتمنى معرفة من هى ، واستعد للسباق ، فوضع طرف جلبابه بين أسنانه ، ووقف فى وضع تحفز ، ثم أخذ نفسا عميقا ، وانتظر 0
قالت البنية التى هى أميرة النهر :" هل أنت مستعد ؟ "0
غمغم قائلا:" نعم 00 وأنت ؟ "0
تأهبت هى الأخرى ، وقالت بجدة :" سوف أعد من واحد إلى ثلاثة 00 واحد 00 اثنان 00 ثلاثة "0 خدعة بريئة ونقية كبرأة ارواحهم
بدأ السباق 0 انطلق حسينة كحمامة ، ولكنه توقف ، وراح يتابع البنية ، وهى تحلق فى المكان ، تحلق كعصفور 0 كانت قد أصبحت بعيدة ، وغابت عن ناظريه تماما ، فنادى بأعلى صوته :" لقد خدعت 00 لقد خدعت "0 وقعد على الأرض مبهور الأنفاس ، حين عادت ضاحكة قال :" أنت سريعة جدا 00 أنت ترفرفين كعصفور 00 هاها 00 وأنا أمشى كسلحفاة 00 لقد خدعتنى ياماكرة "0 رائع جدا .. بل اكثر ماجذبني هنا بالقصة هو هذا الموقف
كركرت بصوتها العذب ، وقالت:" إذن حزر فزر00من أنا ؟ "0
قهقه قائلا:" أنت ساحرة النهر 00 أنت ساحرة النهر "0
قالت مباشرة :" نعم أنا ساحرة النهر 00 أبى ملك الأنهار الطويلة والقصيرة 00 وقد سمح لى ببعض اللعب 00 هيا 00 هيا نلعب "0
قال " حسينة " :" أريد التحليق فى الهواء ، وأعلو فوق المدينة ، فأرى كم هى جميلة ، ثم ألمس النجوم ، وأعود أمشى على الأرض "0
أجابت "أميرة النهر":" تريد تصبح طائرا00أليس كذلك ؟ "0
حتى الاحلام .. بعزيمة منه تتحول لواقع يلامس يديه بحنو ولهفة
قبيل إجابتها، دنت منه ، وأخذت ذراعيه ، ثم طارت به ، فإذا به يسمع صوت أبيه ، ينادى عليه ، ويستحثه ، فاهتز ، وكاد يقع على الأرض ، وقال حزينا :" ليكن هذا فى ليلة أخرى "0 أنزلته فورا ، وودعته ، ومضت ، ومضى ، وحين تلفت وراءه لم يجد شيئا !!
هي حلم .. فراشة وحورية من صنع خيال معجز .. لاتوجد
الا بالاساطير
كان الرزق وفيرا كما وعدته،وكأنما فعلا همست للأسماك ، فارتمت فى شباكهم ،واشترى له أبوه حلة جديدة ، وكتبا كثيرة ، ونام ليلته ، وقد شاركته " أميرة النهر " فى أحلامه ، وراحت تلاطفه ، يطير معها عاليا ، فيلمس السحاب ، ويرى كائنات كثيرة تملأ الفضاء العالي ، بعضها بأجنحة زاهية ، وألوان غاية في الروعة 00 هام معها ، وهو يتشقلب في الجو ، ويهرب مع أميرة النهر ، خارج حدود الجاذبية الأرضية 0غفا في الفضاء فأدركته الأميرة ، وبأصابعها الرقيقة كانت توقظه ، فقد آن وقت العودة ، فصحا من نومه سعيدا ، يتمطى بملء ساعديه ، وفتح عينيه ليجد أمه فى انتظاره ، تتعجله ليفطر مع أبيه قبل ذهابه إلى مدرسته 0
كان كل ليلة يسارع بالذهاب ، جاعلا النهر نصب عينيه ، وهو يلف حول نفسه ، ويدور فرحا ، وكلما سأله أحد إلى أين أنت ذاهب ياحسينة ؟ يقول ، وهو ينط ويتشقلب :" النهر فى انتظارى00النهر فى انتظارى ،ويجب ألا أجعله ينتظر كثيرا "0
حين حاول الفتيان تأخيره ، وسدوا عليه الطريق كان يرجوهم إفساح الطريق ، فالنهر ينتظره ، وقد وعده بعدم التخلف 00 كل ليلة كان يحدث هذا ، حتى أطلق عليه الكبار " عاشق النهر "، وسماه الصغار " القرموط المسحور "0
لا يجب له ان يتاخر .. فمن يتاخر عن الفرح والسعادة لايستحقهما

هذه ياربيع من اجمل ماقرات في حياتي
استمتعت بها كثيرا .. يعطيك ربي العافية
دمت بخير وود:friends:

جلاد الليل 02-04-08 03:58 PM

ما هذه الروعة استاذ ربيع
وكأنك عدت طفلا لترسم لوحتك بحرية دون قيود
وبالفعل ما احلاها من قلم برئ براءة الطفولة
لكنه عميق كعمالقة الأدب

تحياتي لقلمك الرائع وانت بالفعل مثل أعلى رائع لي
ولا أعلم لماذا همست عيوني بالدموع وانا اكتب كلماتي

تحياتي لك مرة اخرى

انسان من طين 05-04-08 07:07 PM

ساحر النهر
( 1 ) أميرة النهر
فى ذلك المساء البعيد ، كان "حسينة " يبلغ العاشرة من عمره ، وبمناسبة بلوغه هذه السن سمح له أبوه "مجيد " بمرافقته فى رحلة صيده اليومية ، فحمل الشبكة ، وجرى نحو النهر ، وهو يغنى ، ويصفر ، ويطوى المسافة طولا وعرضا 0


صورة اسرية رائعة جو اجتماعي محبب وعائلة دخل فيها ربيع وصفر وغنى
كم من مرة بكى كى يسمح له أبوه بمرافقته ، وكم من مرة شكا لأمه الطيبة ، لترجو أباه ، وتستعطفه حتى يرضى ، ويقبل مرافقته ، ولكن محاولاته باءت بالفشل ؛ فإصرار أبيه على بلوغه العاشرة أولا كان أقوى من أى إلحاح ، وأية دموع ، ودائما كان يردد :" النهر لا يحترم الضعفاء و لا الصغار "
النهر لايحترم ..............هل هو نهر الكاتب ام نهر الكلمات ام نهرالحب الصادق0
فى ذلك المساء رأى جنية النهر ، رآها تلعب على الجسر ، طفلة جميلة فى مثل عمره ، لها شعر فاحم كالليل ، ووجه كريم ، وغمازتان تدلان على أصل طيب عريق ، وثغر بسام ، ينثر البهجة فى أرجاء المكان

الجنية ... لقد جعل المحبوبة جنية لكن هل اراد بها الحب ام انها الاحلامربيع يقف في زاوية بعيدة ليشاهد الجنية الجميلة التي فتنت بطله في هذه الكلمات
كريم ..عريق ...اصالة في جنية ربيع فتتميز بانوثة طفلة
0
ابتسم " حسينة " بإعجاب وانبهار ، ودنا منها أكثر ، فشم رائحة زكية هفهافة ، لا هى رائحة الورد ، ولا هى الياسمين ، ولا الفل والنرجس ، ولا البرتقال ، إنها مزيج من كل هذا 0

رائحة لقد جعل لتلك الجنية سمة مميزة فكانه واحة العالم العذب
واول مرة اقراء ان جنية لها رائحة عذبة لتدم مبدعا ياربيع

انسحر بها ، فتحركت قدماه بضع خطوات ، وبلسان رقيق كان يقول :" من أنت ؟ أنا لم أرك فى مدرسة البلدة ، ولا فى الحارة 00 فمن أنت ؟ "0
عالم البساطة البلدة والحارة فربيع اليوم في قرية بها جنيات وطفل مميز
هل ذلك الطفل هو جنون الحب في قلوب البشر ؟؟؟؟

قالت" أميرة النهر " بخفة وطفولة :" هيا نتسابق ، وإذا ماسبقتنى ، قلت لك من أنا "0
وافقها على شرطها الصغير ؛ فقد كان فعلا يتمنى معرفة من هى ، واستعد للسباق ، فوضع طرف جلبابه بين أسنانه ، ووقف فى وضع تحفز ، ثم أخذ نفسا عميقا ، وانتظر 0
قالت البنية التى هى أميرة النهر :" هل أنت مستعد ؟ "0
غمغم قائلا:" نعم 00 وأنت ؟ "0
تأهبت هى الأخرى ، وقالت بجدة :" سوف أعد من واحد إلى ثلاثة 00 واحد 00 اثنان 00 ثلاثة "0

صورة طفولية رائعة امتزج ربيع بنفس الطفولة فمن لم يتسابق ليثبت ذاته في طفولته
واحد.........................صورة معبره شفافه

بدأ السباق 0 انطلق حسينة كحمامة ، ولكنه توقف ، وراح يتابع البنية ، وهى تحلق فى المكان ، تحلق كعصفور 0 كانت قد أصبحت بعيدة ، وغابت عن ناظريه تماما ، فنادى بأعلى صوته :" لقد خدعت 00 لقد خدعت "0 وقعد على الأرض مبهور الأنفاس ، حين عادت ضاحكة قال :" أنت سريعة جدا 00 أنت ترفرفين كعصفور 00 هاها 00 وأنا أمشى كسلحفاة 00 لقد خدعتنى ياماكرة "0
كركرت بصوتها العذب ، وقالت:" إذن حزر فزر00من أنا ؟ "0
قهقه قائلا:" أنت ساحرة النهر 00 أنت ساحرة النهر "0
قالت مباشرة :" نعم أنا ساحرة النهر 00 أبى ملك الأنهار الطويلة والقصيرة 00 وقد سمح لى ببعض اللعب 00 هيا 00 هيا نلعب "0

صداقة الأطفال ,,,وعذوبة موقفهم فهم لايحتاجون للمظاهر الخارقة والا لقياس من يصادقون والا لتوقع درجات نجاح وفوائد هذه الصداقة

قال " حسينة " :" أريد التحليق فى الهواء ، وأعلو فوق المدينة ، فأرى كم هى جميلة ، ثم ألمس النجوم ، وأعود أمشى على الأرض "0
أجابت "أميرة النهر":" تريد تصبح طائرا00أليس كذلك ؟ "0
قبيل إجابتها، دنت منه ، وأخذت ذراعيه ، ثم طارت به ، فإذا به يسمع صوت أبيه ، ينادى عليه ، ويستحثه ، فاهتز ، وكاد يقع على الأرض ، وقال حزينا :" ليكن هذا فى ليلة أخرى "0 أنزلته فورا ، وودعته ، ومضت ، ومضى ، وحين تلفت وراءه لم يجد شيئا !!

لم يجد شيئا
كثير ما نلتفت والا نجد شيء
لكن طفل ربيع مالذي سيجني بعد ذلك

كان الرزق وفيرا كما وعدته،وكأنما فعلا همست للأسماك ، فارتمت فى شباكهم ،واشترى له أبوه حلة جديدة ، وكتبا كثيرة ، ونام ليلته ، وقد شاركته " أميرة النهر " فى أحلامه ، وراحت تلاطفه ، يطير معها عاليا ، فيلمس السحاب ، ويرى كائنات كثيرة تملأ الفضاء العالي ، بعضها بأجنحة زاهية ، وألوان غاية في الروعة 00 هام معها ، وهو يتشقلب في الجو ، ويهرب مع أميرة النهر ، خارج حدود الجاذبية الأرضية

كم نتمنى ان تدوم الاحلام0

غفا في الفضاء فأدركته الأميرة ، وبأصابعها الرقيقة كانت توقظه ، فقد آن وقت العودة ، فصحا من نومه سعيدا ، يتمطى بملء ساعديه ، وفتح عينيه ليجد أمه فى انتظاره ، تتعجله ليفطر مع أبيه قبل ذهابه إلى مدرسته 0
عودة لارض واقعية صلبه

كان كل ليلة يسارع بالذهاب ، جاعلا النهر نصب عينيه ، وهو يلف حول نفسه ، ويدور فرحا ، وكلما سأله أحد إلى أين أنت ذاهب ياحسينة ؟ يقول ، وهو ينط ويتشقلب :" النهر فى انتظارى00النهر فى انتظارى ،ويجب ألا أجعله ينتظر كثيرا "0

عشق الطفل وشرب كاس الحب لكن عسى ان يكون خيرا
حين حاول الفتيان تأخيره ، وسدوا عليه الطريق كان يرجوهم إفساح الطريق ، فالنهر ينتظره ، وقد وعده بعدم التخلف 00 كل ليلة كان يحدث هذا ، حتى أطلق عليه الكبار " عاشق النهر "، وسماه الصغار " القرموط المسحور "0



لوم العاشق سيبقى حتى تنتهي كلمة الخيانة وجنون العاشق سيبقى مادام الحب


عاد ربيع الى قرية وتجول فيها وعلمنا كيف تمضي ايامها وعند ما توقف في زاوية النهر
ثارة قريحة الكاتب لديه بقصة سحرة القارئ فكيف هو الكاتب ياترى !!!

********************************
هل هي ذكريات الطفولة ام الطفولة ذاتها
كنت اخشى ان تموت
او ان تكون غير حقيقية اواان تغدربه في زورق اخر

لكنها مرت بسلام
ماأروع ما كتبته ياربيع
لانها تدفع البهجة والأمل

فماذا بقي ياساحر النهر؟؟؟
اياك وان يغدر الزورق براكبه فيغرقه فمازال القدر محتاج للبهجة وان كانت عبر ازرار الحاسوب

..........................................اخوك من طين

سراب 06-04-08 02:10 PM

كيف لايعشق النهر وقد وجد حلمه متمثل هناك

نحن نركض وراء الاحلام في المنام

نسابقها ....وقد نسبقها


احببت حسينه بسنواته العشر...واصبحت اتشوق حتى اقابله على ضفة النهر

حتى يعلمني كيف فعلها !!!

كيف وجد حلمه في واقعه

لن اعلق بالكثير فنصوصك شهادتي بها دوما" مجروحه

يعطيك العافيه ربيع وتقبل مروري

ربيع عقب الباب 06-04-08 04:13 PM

ساحر النهر (( 2 ))
 
كل ليلة يذهب فيها كان يجدها فى انتظاره ،فتأخذه من يده ، وينطلقان سويا بين الحقول الواسعة ، فيسمع مناجاة الزروع لبعضها البعض ، وعذوبة حديثها ، يسمع نقيق الضفادع الغريب ، وعواء الذئاب الجائعة ، هسيس الحقول ، ويشهد الحقول واسعة ، تتناثر على أديمها أشجار ضخمة طويلة وقصيرة كأشباح مخيفة ، والنهر ساكن مملوء بالغموض والسحر والقوة ، فأحبه 00 أحب النهر فمنه جاءت 00 أليست جنية النهر ، وأحب الصيد فقد رآها أثناء صيده مع أبيه ، أحب كل شيء كان له صلة بها ، كما أحب ذلك الطائر الليلى يصدح بصوت تردده السماء كترانيم الملائكة ، فيدغدغ المشاعر ، ويسحر القلوب 0
كانت تكبر معه 00 يوما بيوم ، ويزداد بها تعلقا ، قرأت له من كتب المعرفة الكثير حتى أصبح الفصيح الأول فى مدرسته ، وبلدته ، قرأت له الأشعار القديمة لأبى الطيب ، والفرزدق ، وأبى تمام ، والحديثة لأحمد شوقي وحافظ إبراهيم وببرم التونسي وأمل دنقل ، وقرأ معها قصصا جميلة 00 جميلة لكامل كيلاني وأحمد نجيب ويعقوب الشارونى وفريد معوض !!
الآن أصبح في الثالثة والعشرين من عمره 00 الآن هو ينتظرها على الجسر ، الجسر يصل الضفتين ، لكنها لم تأت 0 راح يتحدث إلى نفسه :" ترى أي شيء ألم بها 00
لم تخلف موعدا من قبل 00 ماذا جرى ؟ "0
قعد مهموما ينتظر ، تنتابه الوساوس والأراجيف ، يخترق بدنه البرد ، والقارب تحت الجسر مباشرة 0 كانت الشباك مملوءة بالأسماك من كل صنف 0 لم يعد أبوه يخرج معه ؛ فقد بلغ من الكبر عتيا 0
انتظرها " حسينة " كثيرا00 كثيرا ، فلم تأت ، خاب فأله ، وقبل الفجر بقليل انسحب حزينا بائسا 00 باكيا ، وحمل شباكه ، ومضى إلى بيته ، فوجد أباه وأمه وأخوته فى انتظاره على أحر من الجمر 0 سألوه عن سبب تأخيره ؛ فاختلق سببا 00 أي سبب ، ودخل البيت وسط فرحة الأهل بوصوله سالما ، لكنه ظل على حزنه ، قدمت له الأم عشاء شهيا فلم يقربه ، ولم يسترح حتى أخذته سنة من النوم فنام 00 نام ودموع حارة على خديه ، وطوال الليل كان صوته يسمع يتردد فى حجرته ، وهو يحادث شخصا ما قائلا :" لم تخلفت عن موعدنا ؟ أنت قاسية القلب 00 هل أصابك أذى 00 حمدا لله أنك بخير 00 أراك غدا 00 غدا "0
قامت الأم لأكثر من مرة ، دنت منه ، ووضعت كفها على جبهته ، وكلما اطمأنت عادت إلى حجرتها 0
فى الصباح قام حسينة مبكرا ، ارتدى ملابسه ، وحمل كتبه ، وأسرع مدركا قطار السادسة ، مسافرا إلى جامعته 0 كان يشعر بالوهن والحزن كما كان يحس بألم من فقد عزيزا !
فى المساء كان يحمل الشباك ، ويسلك طريقه نحو النهر ، وعندما أصبح وسط النهر ، طرح شباكه ، وانتظر قليلا ، بعد قليل غاص فى الماء ، تماما كما يفعل كل مساء ، وحين أخرج الشباك لم يجد بها شيئا ، كانت خاوية إلا من أشياء سقطت من الناس ، أو ألقى بها بعضهم 0 كانت الدهشة ، وكان إحساسه المتزايد بضياع أميرة النهر 00 ماذا جرى ؟ هل فقد سحره ؟ وتركته أميرة النهر ؟ لم يقدم إساءة لها ، لم يحدثها بخشونة أو قلة ذوق 00 لم 00 لم00 فأي شيء أخرها ، ولماذا ابتعدت الأسماك عن شباكه ؟ هناك أمر خطير على وشك الوقوع !!

ربيع عقب الباب 06-04-08 06:49 PM

سعيد بمروركم من هنا أصدقائى و سيداتى الأعزاء .. كلماتكم فاضت .. و زانتنى حروفكم .. و غالى إحساسكم طال أبطالى هنا .. حسينة و أميرة النهر !!

هى رواية كما ذكرت .. قصيرة للغاية .. نشرت فى مجلة ماجد مسلسلة منذ عشرسنين أو تزيد .. فاختصرت لمرة أخرى .. وها أنا أنشر هنا المنشور فقط .. أما أعز ما كان فيها فقد ضاع بين طرقات الوقت

كونوا بألف خير

تحيتى و تقديرى

ربيع عقب الباب

سراب 06-04-08 11:32 PM

هناك تكمله سوف انتظرها

اكيد هناك تكمله لن تدعنا تأهين هكذا مع حسينة!!

اعدتني لي حماس الطفوله ياربيع ...شكرا" لك على ذلك

انتظرك

يعطيك العافيه وتقبل مروري

انسان من طين 07-04-08 06:15 AM

لتدم ربيع ياربيع

وليدم نبض الاوراق تحت يديك
وحبر قلمك ليمد لنا ماخلفه من روح
وماذ ا سيحدث لساحر النهر واين جنيته
سااصرخ كعديم صبر اوكما كنت طفلا:
لاتطل انتظارنا يااستاذ.............

انسان من طين 07-04-08 06:30 AM

عرفتك الأن سيدي.............
نعم عرفتك وعرفت لماذا كنت اشعرباني اعرفك كثيرا، من قبل واستطيع رؤيتك................
مجلة ماجد!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
كنت ناشئ على يديها ومجنون بجمع اعدادها ...قبل سن القراءة تقراء لي خالتي ...
وبعد سن القراءة اقرائها بمجرد شرائها .............
لكن هل تعرف قبل سنوات وهبتها لأطفال صغار...
وكنت اخذ بعض الاعداد لهم احياناً واعتقد الأن اني قراءة حسينة ...
مع اني ربما لم اشترى ماجد منذسنوات لكن ...............
ولكن متعة القراءة لك جعلتني اقراء وكاني لم اقرئها .............اه ياسيدي
اتذكر :
كم ارى تلك الصور المضافة مع النص
وتثير جنوني كنت اتمنى دائما ان تكون حالمة
رومانسية او يبقى بلاصور.................اه ياسيدي


كنت اقرائها مرة واحدة واتحف طلاب الصف بقصصها خاصة وانهم لايستطيعون القراءة ...........
انت ثروة في الأدب........سيدي الأستاذ هنياء لك بعالمك وهنياء لك بقلمك ...........
.
اعز ما فيها انك سكنت قلوبنا اطفال وارواحنا شباباً وبعد ذاك السن التقينا بك فكم نحن سعداء
اعتقد انك كنت توقعها بنفس الاسم
كم جعلتني مجنون ابحث من اين اعرفك وكيف.,...
سجلت في ذلك المنتدى لان فتاتي تحب الروايات وربما تقراء سخطي عليها في رسائلي
لكن الأن اعتقد انها اهدتني ثروة بالعثور عليك ..............
ولتذهب هي الى جحيم لارجعت منه ...........
مع كل الود ....
وليدم ربيعك ربيع يا :

أخي الصغير العزيز..........عرفت اين هذا الجانب من شخصك
أخي الكبير المحترم ...........عرفت اين ذلك من روحك


من طين

همس الخيال 07-04-08 06:04 PM

بانتظار البقية ايها الربيع المعطاء.. ابدعت واجدت .. تحمست كما بالقصة الاولى
دمت بخير وود

ربيع عقب الباب 07-04-08 10:40 PM

ســـــاحر النهر (( 3 ))
 
النهر الحزين
تأهب " حسينة " لطرح الشباك مرة أخرى ، قال بسم الله ، وهو يدفع الشباك على امتداد ساعده ، بكل قوة .. وحين كان يسحبها تأكد له خواؤها، فأعاد المحاولة ، لكنه لم يكن بأسعد حظا من المرات السابقة ، فأسلم أمره لله ، وصعد على الجسر ، ينتظر وصول أميرة النهر ، يحدق فى صفحة القمر البيضاء ، و يخاطبه بانكسار ، و يرجوه أن يخبره عن سبب تخلفها عن موعده .. مر من فوقه الطائر الليلى ، فناداه ، وراح يسأله عنها ، لكنه ابتعد عنه ، و لم يرد عليه ؛ فقد كان مشغولا بالتسبيح .
وفجأة أرعدت السماء ، و برقت ، وهطل المطر رذاذا أول الأمر ، ثم أرسل سيلا . وحسينة على حاله ، لم يتزحزح قيد أنملة .. راح ينادى أميرة النهر :" ياأميرة النهر .. أين أنت ؟ لماذا تحاولين إيلامى ؟ أنا لم أقدم لك أذى .. وقد مضى زمن طويل لم نفترق ليلة واحدة ، منذ رأيتك لأول مرة .. تعالى يا أميرة النهر .
لكن أميرة النهر لم تأت .. والمطر يهطل ، وحسينة يعطس .. ويرتجف من البرد .. لكنه لم يتحرك عن موضعه . وقبيل الفجر بقليل كانت الحمى تسرى فى جسده ، وحرارته ترتفع بشكل مخيف .. كان يهذى .. أى ذنب جنيت ؟ أنت جميلة جدا يا أميرة .. هل تتزوجينني ؟ لم لا تردين ؟ أستطيع أنا الآخر أن أكون عصفورا ، و أحلق مثلك فى الفضاء .
ظل على هذه الحال حتى أدركه أبوه وأخوته ، وحملوه إلى البيت .. وأسنانه تصطك .. وتصر .. وجسده يرتعد .. وحرارته فى أعلى معدل لها . بسرعة كانوا ينزعون عنه ثيابه المبتلة ، ويستدعون طبيبا على وجه السرعة .
حين تماثل للشفاء كان يحمل المخلاة ، و الشباك ، ويندفع فى اتجاه النهر ، تصحبه وصايا أبيه بعدم التخلف ، و ألا يجعل النهر يضيق به ؛ فالنهر له أيضا مايهمه ، ولا بد من تركه وحيدا بعض الوقت .
هناك على الجسر ظل جالسا ، ينتظر أميرته ، وحين حل الليل ، ونامت الكائنات ، انشطر الماء ، و انبثق شيء كعمود نور خالص ، ثم حوم فى الفضاء ، وحط أخيرا إلى جوار حسينة على الأرض .
كانت هى .. أميرة النهر .. استقبلها هاشا باشا ، وردت عليه بكبرياء وحزن :" كنت أراك كل ليلة .. أراك تتألم وتتوجع .. وتشكو وحدتك .. لكم ناديت عليك .. وكم فى الليل أعطيتك الدواء .. لكنك ما شعرت بى .. كنت تهذى باسمى .. فتجرى دموعى نهرا يغسل وجعك !!
قال حسينة :" كنت أحس بك تحومين حول فراشى ، وكنت أسير مرضى .. لم تبتعدين عنى ؟

سراب 07-04-08 11:17 PM

مااقساها ياربيع

كيف استطاعت ان تراه متألما" ولم تظهر له !!!

لم جعلته يعيش هذا إن كان في إمكانها ان تجنبه ذلك

لايكفى ان تسهر معه بعد مرضه طبيعي ان لايشعر بها وكم من الروعه انه استطاع ان يشعر بها

لكن هل سنعرف سبب ابتعادها ام انه سيظل مبهم مثل امور عدة في حياتنا!!

يعطيك العافيه ياربيع وتقبل مروي

همس الخيال 08-04-08 12:40 AM


هذه الرحلة في أعماق حسينة وأميرة النهر
وهذا الحاجز بينهما .. يشدني ويقلقني
لا احب النهايات الحزينة .. ربما لا بأس
ببعض العذاب..لكن ليس بؤس النهاية مانبغي
نحن متابعي حسينة واميرته .. بشوق ننتظر
تقبل مروري:friends:

جلاد الليل 09-04-08 09:26 PM

مع تتابع الأحداث و نمو الأقدار والأعمار مازلت ارى نفس الروعة الطفولية فيها
متابع بكل جوارحي


الساعة الآن 12:45 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية