قطار الألم لا زال يقطع جسده
هو ُممداً ساكناً ينظر للاشيء
هنا فقط اتت هي
ابتسم ساخراً
هي وفي أولى مناوشاته مع المرض


يراها تهتز أمامه كورقة خريف ربيعية
اصابعها النحيلة كانت تتبع آثاراً نحتها هو في نحرها العاري
دموعها متحجرة .. شفاها متورمة ترتجف
الآن فقط استيقظت على توقيع صك برائتها في ميدانه هو
ثملت تلك الليلة بمجون فائض .. ثملت حتى الهذيان وهي التي لم تفعل قبلاً
ثملت بجميع مبادئها وقيمها.. ثملت حتى الهذيان لترمي أحلامها في واقع النسيان


أما هو فيعتبرها غبية .. غبية هي غبية
أترفضه ؟
ترفضه وهو خبير في عالم النساء لا يحتمل رفضهم
تكسره وهو دكتور في هندسة الغواية
يكاد يجزم ان هذه الهندسة تكون ألذ في عالم الذكور من ارتعاشات فراشهم الكبرى

لم تصرخ قط ... لم تكلمه حتى وكأنها رضت بواقعها وسخريته المرّة
انتبه حديثاً ان اعتدادها بنفسها أكثر مما يمكن له مواكبته

هنا فقط وفي قعر دارها انتهت أولى جلساته
انتهى بأنها تذكره بلبؤة جنوبية شرسة تريد نشب أظافرها في عنقه




وسيعود من جديد