منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   الخواطر والكلام العذب (https://www.liilas.com/vb3/f15/)
-   -   جواد أبيض / قصة قصيرة (https://www.liilas.com/vb3/t73323.html)

عمرحمّش 14-03-08 12:20 PM

جواد أبيض / قصة قصيرة
 
جواد أبيض

قصة قصيرة / بقلم عمر حمّش
مهداه إلى أخي الشهيد جهاد العمرين

بعد الجري خلف نعوش المقتولين؛ قررت الفوز بساعة غفلة , أقفل فيها عقلي , وأطفئ حيرة عينيّ، ساعة سفر في بحر النوم المسروق !
تقاتل بعضي مع بعضي ! وتلاطمت، فلف ّسريري ,لفّ بطيئا ثمّ دار كترس مسنون, فاشتعلت مخدتي ثمّ استعرت , تمنيت القفز فلم أقو، كنت جثة ممتثلة للنار، حلقي ملجوم لا يزعق، وناري تأكلني، وعقلي يعمل ,أنا رماد هش، تابوت تفحم، فيه عقل ينشط !
قلت :أهــّز رمادي، فيسقط عقلي!
قلت: هـزّة وأنهـي أمـري!
وقلت : فرصـة العمر تأتيني في أخر لحـظات العمر! عزمت واستقويت بالله ثـمّ بأولياء الدهـر!
وصحت صيحة، لأفقـش غلافـي المسودّ !
لكنّ صيحتي تراقصت صامتة كذبالة قنديل، وأدركت أني لن أهنـأ حتى في مـوتي, فأرسل جوفـي دمعـا يغلـي!
لحظـتها جـاء!
كــان, غبشا في البدء وكاد يلمسني، فارعا يشهر قامته، - ذات قامتـه ـ وعينيه الضيقتين، وكنزة ناعمة من الحرير الأبيض مزمزمة الظـهر!
وكعادته قال: يلعن شيطانك!
فانفرج حلقي:
أنت ميت!
فنطق من شفتيه - ذات شفتيه -:
وهل الشهداء يموتون ؟
صحت : أطفئ ناري !
فأطفأني فقمت خفيفا عجبا مزهوا , ثمّ تداركت وأنا أتفحصه:
ولكن آخر مـرة كنت قطـعا, خـرجت من بطنك كليتاك , ورأسك علي الإسفلت تدحرج , يدك هذه , يدك كانت مرمية !
فرشقني بشذاه , فعبق الشارع .وهز ذراعيه, وشتم شيطاني !
قلت : حدثني يا رجـل !
ورجفت من وميض طارئ في عينيه!
قال: لا شيء, وكان ذالك أهون من وخـز إبرة!
قلت : إبرة !
فشرح: بعد الانفجار تناثـرت, فنظرت من عيني رأسي إلى أعضائي المتناثرة، فاستدعيتها، فتكاملت، ثمّ جاءني
من أصعدني ألي ما بعد الشمس , التي رأيتها حورية تتشكل!
وهمست: وكومة اللحم التي دفناها؟
فهّز كتفيه , وأشاح عنى, وتصبب عرقي وهو يرفع كنزته إلى أعلى كتفيه.
صورة, فقط صورة !
ورأيت لحمه بلا خدش، ونورا لمع محل التقطيع, ففركت مقلتيّ, وهرولت خلفه, فإذا بى على ربوة خضراء امتطاها جواد أبيض، لم أر مثله من قبل ولا من بعد، واقترب الجواد، بنظرة ناعمة، من صاحبي , ففهمت نيته .
فصرخت : خذني !
وأكملت جاريا : خذني خادما!
وانفرد للجواد جناحان ثلجيان , وصهل كما لم يصهل جواد، وصاحبي نظر ليودعني:
وهل أمسكتم بواضع العبوة ؟
فاقشعرّ بدني وانخفض جفناي!
قال: عد لأزقتنا وقبّلها باسمي .
فصحت : تتوق إليها !!
وصعد الجواد بفارسه الأمير , وأنا أرمقهما مبهورا" , ولمّا اخترقا غيمة ظللتهما , لطمت خدي لطمة , جعلتني أقفز ,لأتحسس صدغي المخلوع من على سريري المنطلق كترس مسنون أسرع من البرق.

Omar-(تم حذف الإيميل لأن عرضه مخالف لشروط المنتدى)

همس الخيال 14-03-08 12:56 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عمرحمّش (المشاركة 1280649)
جواد أبيض

قصة قصيرة / بقلم عمر حمّش
مهداه إلى أخي الشهيد جهاد العمرين

بعد الجري خلف نعوش المقتولين؛ قررت الفوز بساعة غفلة , أقفل فيها عقلي , وأطفئ حيرة عينيّ، ساعة سفر في بحر النوم المسروق !
تقاتل بعضي مع بعضي ! وتلاطمت، فلف ّسريري ,لفّ بطيئا ثمّ دار كترس مسنون, فاشتعلت مخدتي ثمّ استعرت , تمنيت القفز فلم أقو، كنت جثة ممتثلة للنار، حلقي ملجوم لا يزعق، وناري تأكلني، وعقلي يعمل ,أنا رماد هش، تابوت تفحم، فيه عقل ينشط !
قلت :أهــّز رمادي، فيسقط عقلي!
قلت: هـزّة وأنهـي أمـري!
وقلت : فرصـة العمر تأتيني في أخر لحـظات العمر! عزمت واستقويت بالله ثـمّ بأولياء الدهـر!
وصحت صيحة، لأفقـش غلافـي المسودّ !
لكنّ صيحتي تراقصت صامتة كذبالة قنديل، وأدركت أني لن أهنـأ حتى في مـوتي, فأرسل جوفـي دمعـا يغلـي!
لحظـتها جـاء!
كــان, غبشا في البدء وكاد يلمسني، فارعا يشهر قامته، - ذات قامتـه ـ وعينيه الضيقتين، وكنزة ناعمة من الحرير الأبيض مزمزمة الظـهر!
وكعادته قال: يلعن شيطانك!
فانفرج حلقي:
أنت ميت!
فنطق من شفتيه - ذات شفتيه -:
وهل الشهداء يموتون ؟
صحت : أطفئ ناري !
فأطفأني فقمت خفيفا عجبا مزهوا , ثمّ تداركت وأنا أتفحصه:
ولكن آخر مـرة كنت قطـعا, خـرجت من بطنك كليتاك , ورأسك علي الإسفلت تدحرج , يدك هذه , يدك كانت مرمية !
فرشقني بشذاه , فعبق الشارع .وهز ذراعيه, وشتم شيطاني !
قلت : حدثني يا رجـل !
ورجفت من وميض طارئ في عينيه!
قال: لا شيء, وكان ذالك أهون من وخـز إبرة!
قلت : إبرة !
فشرح: بعد الانفجار تناثـرت, فنظرت من عيني رأسي إلى أعضائي المتناثرة، فاستدعيتها، فتكاملت، ثمّ جاءني
من أصعدني ألي ما بعد الشمس , التي رأيتها حورية تتشكل!
وهمست: وكومة اللحم التي دفناها؟
فهّز كتفيه , وأشاح عنى, وتصبب عرقي وهو يرفع كنزته إلى أعلى كتفيه.
صورة, فقط صورة !
ورأيت لحمه بلا خدش، ونورا لمع محل التقطيع, ففركت مقلتيّ, وهرولت خلفه, فإذا بى على ربوة خضراء امتطاها جواد أبيض، لم أر مثله من قبل ولا من بعد، واقترب الجواد، بنظرة ناعمة، من صاحبي , ففهمت نيته .
فصرخت : خذني !
وأكملت جاريا : خذني خادما!
وانفرد للجواد جناحان ثلجيان , وصهل كما لم يصهل جواد، وصاحبي نظر ليودعني:
وهل أمسكتم بواضع العبوة ؟
فاقشعرّ بدني وانخفض جفناي!
قال: عد لأزقتنا وقبّلها باسمي .
فصحت : تتوق إليها !!
وصعد الجواد بفارسه الأمير , وأنا أرمقهما مبهورا" , ولمّا اخترقا غيمة ظللتهما , لطمت خدي لطمة , جعلتني أقفز ,لأتحسس صدغي المخلوع من على سريري المنطلق كترس مسنون أسرع من البرق.

Omar-(تم حذف الإيميل لأن عرضه مخالف لشروط المنتدى)

جسمي اقشعر وانا اتخيل ماتحكيه امام عيني
رحمه الله ورحم جميع شهداءنا في كل مكان
هو حي عن رب العباد في حياة اسعد وافضل من عالمنا
المليء بالشقاء العذابات.. سلمت يداك التي كتبت لنا
هذه المزهوّة بقوة الايمان .. تقبل احترامي وتقديري:friends:

سراب 14-03-08 01:22 PM

مرحبا" من جديد عمرحمّش

كنت هنا نازفا" مقهورا" مسروق النوم

و كان ماتحكيه لنا رؤيه رأيتها وانت مابين الصحو والمنام

لم يكن خيالا" اخي مارأيته هنا بل كان محض واقع احسست به

فنيالو من فارس استحق الشهاده في سبيل مايؤمن به

رحم الله شهدائنا جميعا"

ويلعن شيطانك.... على هالكلمات التى اثرت بي حتى الصميم

برحب دايم فيك هنا اخي الفاضل

يعطيك العافيه وتقبل مروري

ربيع عقب الباب 14-03-08 11:38 PM

جواد أبيض

أيها الجواد الأبيض ، ذا الجناحين ، الطائر إلى أفلاك بعيدة ، مزركشة ، ترفرف حولك ملائكة بيض .. أى هذا السحر الذى جئت به إلى هنا .. من أى غرف الروح اجتزأته ، و ألقيت به على هذه الورقة ، خائضا وحدك فى نهر أنت أجريته ، فكنت فيضه - نبعه و مصبه – المضمخ بأريج زهور حمراء ، تغذت و تشربت بدماء الشهداء عبر رحلة لم تنته بعد

عمر .. ها أنت أنت .. بلغتك الحميمة .. بسحرك الخاص .. بنزفك الدامى المرتقب مع كل عمل جديد .. برسالتك التى وعيتها .. بمشروعك الذى تخطو فى بنائه بخطى ثابتة قوية !!

عمر .. صديقى .. لا تتخل عما تنتهج .. ظل قابضا كما أنت .. قصك عال حد الروعة .. ومدرسة تنتهج حين تراكمها !!

محبتى لك .. فنا و شخصا كريما .. أرنو إلى معرفته .. و التعايش معه نتاجا و حياة !!!

عمرحمّش 15-03-08 08:21 PM

همس الخيال
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة همس الخيال (المشاركة 1280677)
جسمي اقشعر وانا اتخيل ماتحكيه امام عيني
رحمه الله ورحم جميع شهداءنا في كل مكان
هو حي عن رب العباد في حياة اسعد وافضل من عالمنا
المليء بالشقاء العذابات.. سلمت يداك التي كتبت لنا
هذه المزهوّة بقوة الايمان .. تقبل احترامي وتقديري:friends:

الاخت الكريمة همس
يالوجع الحروف القادمة من وجع القلوب!
والوجع صار شيمتنا
ما العمل ايتها العزيزة
لا جواب سوى من عند الله!
اسفي كبير لازعاجك بنصي الدامي
وشكري اكبر لثنائك الكريم عليه
مودتي


الساعة الآن 05:06 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية