منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء (https://www.liilas.com/vb3/f484/)
-   -   عذراء حارتنا / قصة قصيرة (https://www.liilas.com/vb3/t72259.html)

عمرحمّش 07-03-08 06:01 PM

عذراء حارتنا / قصة قصيرة
 
عذراء حارتنا
قصة قصيرة
بقلم / عمر حمّش..
قاص وروائي من غزة
عذراء حارتنا ولدت ولدا!
نساؤنا في البدء تهامسن، وأشاح الرجال.
- فتاة تلد ولدا!
في بيت المخيم ولدته، بلا ترقب ولا انتظار،ولمّا حارت الناس، وسؤال الشكّ علا، خرجت عذراء حارتنا بثياب بيضاء إلى العتبة.
واثقة خرجت، ترفع ذراعيها وتطلبهم، فاقتربوا وربّما ارتجفوا، أمّا أنا فاندفعت، ورأيت لحية شيخ الحارة تهتزّ، وهو يصيح تحت عصاه المرتفعة:
منتدى ليلاس الثقافي- من أبوه؟
لم تتزعزع، وبعينيها الواسعتين رمته، زمّت شفتيها، ولم أدر أتعاتبه أم تغازله، ثمّ ضحكت وقالت:
- يا شيخ، هذا ابني بلا أب .
وتثنّت عذراء حارتنا وهيّ تفجر قنبلتها ..
- هوّ يا شيخ المهدي المنتظر .
ورقص شيخ الحارة، رأيت عصاه تحوم على عينيه، وساقيه تموجان في الدشداشة.
حارتنا انهلكت، النسوة ألغين الهمسّ، وبدأن يزغردن، ثم جرين ليعبرن الكوخ أليها، فدخلت لأراهنّ يلثمن يديها، ثمّ يلامسن لفافته .
في اليوم التالي زحف قطاع غزة،صار اللاجئون يجيئون إلى محرر البلاد، فيجدون أمّه أميرة تجلس في غرفتها، وتوزع على النسوة هدايا السماء.
هذا منديل من أمّنا عائشة، وذاك من السّيدة زينب، ومن مريم أمّ المسيح زجاجة عطر فوّاح.
ضجّ الناس، تصايحوا لكلّ منديل، وهزجوا، ثمّ في الأركان انعقدت حلقات الدبكات
أنا عقلي مني طار،وطرت صرصارا، في حارة اندفقت عليها الحارات.
شارعنا الترابيّ ظلّ يأتيه كلّ من هبّ ودبّ، حتى زمجرت فجأة موتوسيكلات تحوّط سيارة طويلة،فعفرتنا عجلاتهم بالتراب.
ولهثت أنا، رأيت رجلا هائلا نزل،وسمعت المتراجعين يقولون:
( الحاكم ) ولم يهدأ جسدي، تسللت ثائرا بين الأرجل المهمّة،وتقرّبت تقرّبت، حتى وقفت تحت ساقيّ الحاكم،ورأيت خديه الكبيرين يواجهان العذراء، والمهدي تمطّى لحظتها وماء كقطة .
تثنّت عذراء حارتنا،و ذراعاها ماجتا على خاصرتيها،لكنّ الحاكم المصريّ صاح، وشتم، ثمّ هدّد، وتوّعد، وقال كلاما عقلي لم يفهمه، ثمّ مضى مع موكبه.
ودهشت من أمّ المهدي التي أخذت تتطأطيء ساكنة.
وهدأت حارتنا، عادت بعد أيام خالية، إلا من أهلها، الرجال أقعوا تحت جدران الأكواخ فاغرين الأفواه واجمين، وبعض الشبان ظلوا ينّقلون عيونا مترصدة ما بين الأنحاء والعتبة، أمّا النسوة فعدنّ يرقعن ملابسنا، ويرقبن موعد استلام تموين الأمم المتحدة.
وأنا أتنطط، فرخ نسر مهاجما الرمل في النهار، وفي المساء أحلّق باحثا في الأفق عن قمربلادنا الهالك.


]


[/COLOR]

عمرحمّش 09-03-08 05:37 PM

عذراء حارتنا / قصة قصيرة
 
عذراء حارتنا
قصة قصيرة
بقلم / عمر حمّش..
قاص وروائي من غزة
منتدى ليلاس الثقافي
عذراء حارتنا ولدت ولدا!
نساؤنا في البدء تهامسن، وأشاح الرجال.
- فتاة تلد ولدا!
في بيت المخيم ولدته، بلا ترقب ولا انتظار،ولمّا حارت الناس، وسؤال الشكّ علا، خرجت عذراء حارتنا بثياب بيضاء إلى العتبة.
واثقة خرجت، ترفع ذراعيها وتطلبهم، فاقتربوا وربّما ارتجفوا، أمّا أنا فاندفعت، ورأيت لحية شيخ الحارة تهتزّ، وهو يصيح تحت عصاه المرتفعة:
- من أبوه؟
لم تتزعزع، وبعينيها الواسعتين رمته، زمّت شفتيها، ولم أدر أتعاتبه أم تغازله، ثمّ ضحكت وقالت:
- يا شيخ، هذا ابني بلا أب .
وتثنّت عذراء حارتنا وهيّ تفجر قنبلتها ..
- هوّ يا شيخ المهدي المنتظر .
ورقص شيخ الحارة، رأيت عصاه تحوم على عينيه، وساقيه تموجان في الدشداشة.
حارتنا انهلكت، النسوة ألغين الهمسّ، وبدأن يزغردن، ثم جرين ليعبرن الكوخ أليها، فدخلت لأراهنّ يلثمن يديها، ثمّ يلامسن لفافته .
في اليوم التالي زحف قطاع غزة،صار اللاجئون يجيئون إلى محرر البلاد، فيجدون أمّه أميرة تجلس في غرفتها، وتوزع على النسوة هدايا السماء.
هذا منديل من أمّنا عائشة، وذاك من السّيدة زينب، ومن مريم أمّ المسيح زجاجة عطر فوّاح.
ضجّ الناس، تصايحوا لكلّ منديل، وهزجوا، ثمّ في الأركان انعقدت حلقات الدبكات
أنا عقلي مني طار،وطرت صرصارا، في حارة اندفقت عليها الحارات.
شارعنا الترابيّ ظلّ يأتيه كلّ من هبّ ودبّ، حتى زمجرت فجأة موتوسيكلات تحوّط سيارة طويلة،فعفرتنا عجلاتهم بالتراب.
ولهثت أنا، رأيت رجلا هائلا نزل،وسمعت المتراجعين يقولون:
( الحاكم ) ولم يهدأ جسدي، تسللت ثائرا بين الأرجل المهمّة،وتقرّبت تقرّبت، حتى وقفت تحت ساقيّ الحاكم،ورأيت خديه الكبيرين يواجهان العذراء، والمهدي تمطّى لحظتها وماء كقطة .
تثنّت عذراء حارتنا،و ذراعاها ماجتا على خاصرتيها،لكنّ الحاكم المصريّ صاح، وشتم، ثمّ هدّد، وتوّعد، وقال كلاما عقلي لم يفهمه، ثمّ مضى مع موكبه.
ودهشت من أمّ المهدي التي أخذت تتطأطيء ساكنة.
وهدأت حارتنا، عادت بعد أيام خالية، إلا من أهلها، الرجال أقعوا تحت جدران الأكواخ فاغرين الأفواه واجمين، وبعض الشبان ظلوا ينّقلون عيونا مترصدة ما بين الأنحاء والعتبة، أمّا النسوة فعدنّ يرقعن ملابسنا، ويرقبن موعد استلام تموين الأمم المتحدة.
وأنا أتنطط، فرخ نسر مهاجما الرمل في النهار، وفي المساء أحلّق باحثا في الأفق عن قمربلادنا الهالك.



تم حذف الايميل من قبل الإدارة


[/COLOR]

¤©§هـــدى§©¤ 12-03-08 08:39 AM

بصراحة أسلوبك الرمز رائع جدًا

أثرت أمور كثيرة من خلال سرد أحداث القصة .

سلمت يمناك عمرحمّش على القصة الرائعة .

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

dali2000 27-03-08 04:43 PM

السلام عليكم

كسابقتها قصة لها معانيها ،اعجبتني الكلمات التى تستخدما في سردك للقصص

والله ممتاز عليك عزيزي

دمت بود وبحفظ الرحمن وإلى الامام ،احاول اقرأ ما تقع عليه عيناي من قصصك القصيرة وخواطرك


الساعة الآن 01:19 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية