منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   القصص المكتمله (https://www.liilas.com/vb3/f717/)
-   -   نصف عذراء في أحضان المجهول / للكاتبة : املٌ لاينتهي .. (https://www.liilas.com/vb3/t69537.html)

حبيبي الوحيد 10-03-08 05:13 PM

شكلها حلوة مرة مستنينك حبيبتي
وتسلم الايدين

احلي من القمر 14-03-08 06:10 AM

السلام عليكم
حبايبي أسفة أتأخرت عليكم كثير بس أنا ماحبيت أنكم تتحمسون فيها كثير ويمكن الكاتبة ماتكملها لكن اللحين هي رجعت وأنشاء الله تكملها............جحيم الواقع ....

...))الفصل الأول((...

أبو صالح....
رحمتك وسعت كل شيء يارب العالمين...رحمتك وسعت كل شي....
مر أكثر من شهر وأنا فاقد الأمل في إنها تصحى من هذه الغيبوبة..رغم كلام الدكاترة المطمن ليا في إن إستجاباتها الحيوية كويسة إلا إني كنت يائس من إن صباي ترجع لي من جديد ...واليوم بس رجعت لي الحياة... رجع لي الأمل...أحمدك يارب وأشكر فضلك..أحمدك يارب..
كنت جالس عند راسها أقرأ القرآن..وهذه حالتي من أكثر من شهر ..
أجلس عند راسها وأمسك يدها وأبدأ أقرأ ....وأقرأ ..و أقرأ...مالي ملجأ غيره...هو الوحيد العالم بحالي...هو الوحيد المطلع على إلي بقلبي...هو الوحيد إلي وكلته أمري وشكيت له همي....هو أرحم الراحمين..
وأثناء قراءتي..حسيت بيدها تضغط على يدي...وقفت قراءة..وإلتفت لها بسرعة..وقربت منها أكثر وناديتها بكل لهفة وخوف: صبا!!...صبا!!
رجعت ضغطت على يدي مرة ثانية...صرخت بكل صوتي من الفرحة: صالح!! صاااااااالح!!....
كلهم جو...وقلي صالح بخوف: خير يبا خير !! صبا جرالها شي؟؟
قتله بسرعة: صبا!! ..صبا تحركت ...تحركت!! ...حركت يدينها الحين !!
قرب مني بسرعة وسألني فرحة : من جد يبا!!.. من جد !!
من الفرحة ما عرفت إيش أسوي..كل إلي قدرت عليه إني قربت منها أكثر وقتلها وأنا أبكي: صبا !! حبيبتي ردي عليا ..!! تسمعيني !!
جاني منها صوت مو مفهوم... زي همهمة خفيفة : همممم....
حسيت الدنيا صغيرة صغيرة وماهي سايعاني من الفرحة ..صرخت فيهم مرة ثانية: نادو د. سليمان..صبا صحيت .!..نادوووووه!!
جانا الدكتور والممرضات في لمح البصر ..
أول ما شفت د. سليمان قتله بفرحة ما توصف: صبا تسمعنا !! ..ناديتها وردت عليا يا دكتور..!! بنتي رجعتلي ..حياتي رجعت لي..ماقدرت أكمل دموع الفرحة ألجمتني..
الغرفة كانت مرة رجة الكل كان فرحان ومبسوط..والاولاد جالسين يحضنو في بعض من الفرحة ...
طبعا الدكتور أنزعج وقلنا: لو سمحتو يا جماعة ممكن تستنو برى!! عشان نعرف نشوف شغلنا....من فضلكم!!....
أنا كنت أول من طلع من الغرفة وعلى طول رحت مصلى المستشفى صليت ركعتين شكر لله..بكيت من الفرحة..من فرحتي نزلت دموعي أضعاف ما نزلت عليها وهي في الغيبوبة..ماحسيت غير بيد تمسح دموعي كان صالح...
قرب مني وحب راسي وكتفي وقلي بفرح ممزوج بلوم: ليه الحين هذه الدموع الغالية يبا؟؟
قتله : هذه دموع الفرح يا صالح..الحمد لله يارب..اللهم أحمدك وأشكر فضلك ..اللهم لك الحمد كما يليق بجلال وجهك وعظيم سلطانك ..
قلي وهو يحب راسي مرة ثانية: تستاهل سلامتها يالغالي..وجو بقية الشباب وسو زيه..
ورجعنا لغرفة صبا ..ووقفنا ننتظر الدكتور عند الباب..
بعد شوية الطبيب طلع من عند صبا ..وما كان باين على وجهه أي تعبير ..
رحت لعنده وسألته بكل لهفة: بشرني يا دكتور!!
قلي بهدوء: الحمد لله البنت بدأت تسترد وعيها...
قلنا كلنا بصوت واحد: الحمد لله...
رجع الدكتور كمل: لكن بتاخذلها فترة على بال ماترجع لحالتها الطبيعية...
الحين تقدرو تدخلولها ..لكن واحد واحد وبهدوء..ولا تطولو عندها..ولا تحاولو تتكلمو معاها..لانها لسى ما استردت وعيها بشكل كامل..
وسكت شوية ورجع قلي:عم منصور ممكن تجي معي ..!!

رحت معاه وانا مو مطمن...كنت متأكد إن ورا هدوء د. سليمان شي كبير ..
دخلنا مكتبه وقلي وهو يجلس ورى المكتبك: تفضل يا عم ( الدكتور سليمان..إنسان بمعنى الكلمة متفاني ومخلص في مهنته...بالإضافه لكونه طبيب ممتاز..تحس إنه صديق مقرب لك..يحسسك بإهتمامه..متفهم متواضع..مو زي بعض الأطباء ..إلي يكلمك من طرف خشمه وما يكلف نفسه حتى إنه يطل في وجهك..بإختصار مثال مشرف للطبيب السعودي)جلست بهدوء وانا مركز نظري عليه..مترقب للكلام غلي بيقوله ..
مسك قلم وبدأ يحركه في يده..صرت عارف إن الدكتور سليمان لما يسوي هذه الحركة معناته إن في خبر سيء راح أسمعه الحين منه ...
سلمت أمري وجلست ساكت ..فضلت إنه يقلي هو الخبر إلي عنده بالطريقة إلي يشوفها هو مناسبة..وما طول سكوته..قلي : الحمد لله على سلامة صبا ..
قتله بصدق وإمتنان:الحمد لله..هذا كله بفضل الله ..ثم إهتمامكم بحالة صبا..جزاكم الله عني وعنها الف خير
قلي : ما سوينا غير واجبنا..
وسكت شوية...و رجع قلي:بالنسبة لحالة صبا ..الحمد لله تجاوزنا المرحلة الأصعب..
وهي الغيبوبة..
قتله: الحمد لله
قالي:لكن يا عم صالح البنت..تعرضت لكسور شديدة في العمود الفقري...ونتيجة لهذا..
قاطعته بيأس: صبا بتعيش طول حياتها مشولة؟؟
قلي:خل أملك في الله كبير... كل شي بيده..ومافي شي يصعب عليه سبحانه..
قلت بقنوع: والنعم بالله.
رجع قلي: إحنا مبدإيا راح نسويلها عملية...
قتله بسرعة: والعملية نتيجتها مضمونة..؟؟
قلي: كل شي بيد الله تعالى ..لكن ماراح نجري لها العملية الحين....بنستنى ونشوف مدى إستقرار حالتها ...وساعتها راح نتكلم أكثر في تفاصيل العملية..
سكت لكني شفت باقي في عيونه كلام ..
قتله بتسليم: د.سليمان قول كل إلي عندك مرة وحدة..أنا إنسان مؤمن بقضاء الله وقدره..
قلي :كنا خايفين من إحتمال حدوث فشل كلوي ..لكن الحمد لله ..قدرنا بأعجوبة نتدارك الموقف ...لكن ...كمية الدم إلي نزفته صبا..سبب لها إلتهابات في الكلى ..وراح..... تعيش بقية عمرها على الأدوية..
سلمت امري لله في حال بنتي الوحيدة: الحمد لله على كل حال..
من يوم طيحة صبا ..وانا حاط أسوا الإحتمالات في بالي...بالرغم من إن قلبي يتقطع على حال بنتي..إلا إني وكلت امري لله...وربنا تعالى قضاه كله فيه خير ..
خلصت كلامي مع الدكتور ورح وانا قلبي سابق خطاي عشان اشوف صبا..بالرغم من كل شي..إلا انها رجعتها لي تسوى الارض وما فيها...
شفتهم كلهم واقفين عند غرفتها ..اول ما شافوني ..أبتسمو ابتسامة ردت لعروقي الدم...ما قدرت أسألهم..تعديتهم بسرعة ودخلت عندها ...قربت منها ..ولميت كفوفها الصغير بيدي وبيدي الثانية مسدت على شعرها..
قتلها بحنية: الحمد لله على سلامتك يا صبا ..ووطيت عليها وبستها على جبينها ..حسيت بيدها تضغط على يدي بخفة..وفتحت عيونها ببطأ ..اول ما حركت عيونها..عرفت ان الدنيا من دون صبا ما تسوى عندي ولا شي..وإنه على شان نظرة من هذه العيون ..أسوي أي شي..وأستحمل أي شي....
جاني صوتها ضعيف مرة ويادوب قدرت اسمعه: بابا !!
دمعت عيوني ..كلمة بابا واحشاني منها ..آآآآآآآه ..مرت عليا ايام كنت اتخيل فيها هذه الكلمة من صبا..
رجعت لي الحياة بعد ما كنت روح من دون جسد..رجعتلي روحي برجعت صبا..بالقوة تماسكت نفسي وقتلها بحب: عيون بابا..روح بابا..
جاني صوتها الضعيف: انا فين ؟؟
قربت منها وملت عليها أكثر : إنتي في حظن بابا..
شفتها ملامحها ارتاحت اكثر ....وغمضت عيونها مرة ثانية...
............
سعود.......
اول ما سمعت نبرة صوته ..ارتحت..سبحان الله..فعلا ما بين طرفة عين وانتباهتها يغير الله من حال إلى حال...
قتله بفرحة: تستاهل والله قومة صبا بالسلامة..الف مبروك يا ابو صالح..الحمد لله على سلامتها..
قلي بصوت كله فرحة : الله يبارك فيك يا سعود..ولا يفجعك في عزيز عليك ابدا ..
حسيت من دعوته قد إيش قلبه كان محروق على إلي حصل لصبا
...وكيف ما ينحرق وهذه بينته الوحيدة...بنته إلي يشوف الدنيا بعيونها..
عمري ماشفت أب يخاف على بنته زي منصور..
صح إن منصور حنون..ويحب كل عياله..لكن حبه لصبا فوق الكل..
في يوم جلسنا نتكلم عن خوفه الزايد على صبا ..
قلي يومتها:لانك ما تعرف صبا إيش بالنسبة لي...كل العشق إلي عشقته لحلا ...تحول لصبا..جمعت حبي لها وحبي لأمها..صارت حياتي ودنيتي..
حبيتها لانها بنتي..وزاد حبي لها..لاني كل ما شفتها شفت حلا قدامي..والله ما اشوف الدنيا حلوة غير لان صباي فيها..هذه بنتي ودلوعتي ودنيتي..
سبحان الله...الراحة بانت في صوته...
لسى أذكر نبرة صوته يوم بلغني الخبر...والله حسيت بروحه راح تطلع مع كل حرف يطلعه...
يومها الخبر نزل عليا زي الصاعقة...على طول وقفت كل أشغالي ونزلت جدة..
كان لازم اوقف بجنب منصور..هذا أخوي الكبير..ولولا توفيق الله ثم وقفته معي ما وصلت للي أنا فيه الحين....
لما وصلت المستشفى ...انصدمت ..هذا مو منصور أخويا..القوي الصلد..إلي واقف قدامي إنسان ثاني..انسان لا حول له ولا قوة...والله ما الومه..إلي حصل هزه من الأعماق..إلي حصل هزنا كلنا..فكيف هو؟؟..
.......
خلصت مكالمة مع منصور وطلعت الصالة ..كانو خلود وخالد جالسين يتفرجو على فلم كرتون...وعلى ملامحهم بسمة الطفولة البريئة...وعرفت معنى كلمة منصور لما قال ..إنه مايشوف الدنيا غير بعيون صبا...فعلا عنده حق...لان خلود وخالد عندي بالدنيا وما فيها ...
جاني صوت سلمى: سعود يلا حبيبي الغدى جاهز !!
ابتسمت..مو بس خلود وخالد ..خلود وخالد وأمهم..
جاني صوتها مرة ثانية : إيش هذه الإبتسامة الحلوة؟؟فررحني معاااك؟؟
التفت عليها لقيتها مبتسمة لي وتطل عليا بنظرات حب..عمرها ما بدلتها من يوم صارت لي حليلة..قربت منها مرة وقتلها بلا مقدمات: أحبك
ضحكت ومدة يدها وحطتها على جبيني: هههههههههه وانا احبك
بس وش فيك اليوم؟؟ مسخن !!
سحبت يدها وبستها بحنية وقتلها بلوم مصطنع: يعني لما احبك اكون مريض؟..إذا كذا مستعد اكون طول حياتي مريض
قربت مني بسرعة ورفعت يدي وباستهم : بعيد الشر عنك!! عدوينك وإلي يكرهوك ...
قتلها : سوسو...تحبيني؟؟
رجعت ضحكت وقالت: ههههههههههه لا
كنت متأكد إنها تمزح بس حز في خاطري إنها قلت لي لا ...وكمان حبيت إنها تدلعني شوية ..
سحبت يدي من يدها ..
وقتلها وانا اعطيها ظهري: ما ابغى غدا ..إتغدي انتي وعيالك ..وانا سيبيني لوحدي ورحت غرفة المكتب..
دخلت المكتب وانا اضحك في قلبي عليها..المسكينة راح تفكر إني زعلت منها من جد...ههههههههههه أحسن ..عشان تحرم ...
دخلت الغرفة وجلست على المكتب ...وانا متأكد إنها راح تلحقني ..وفعلا لحقتني و اول ما حسيت بخطواتها سويت نفسي اني مشغول بالأوراق إلي قدامي ..
شفتها بنص عيني وهي تقرب من المكتب وبعدين وقفت قدامي وطولت الوقفة..رفعت راسي لها وشفتها تطل عليا بإبتسامة هادية..
رجعت نظري على الأوراق وقتلها : قتلك ما ابغى غدا ..روحي تغدي وسيبيني اشوف شغلي!!
تحركت من مكانها ولفات لغاية ما صارت واقفة بجنبي عند الكرسي وقالت لي: انا ابغى أتغدى بس انت مانعني
التفت لها وقتلها بإستغراب مفتعل: انا!!
ميلت عليا وقربت وجهها من وجهي وركزة عيونها على عيوني :وليه مستغرب !!ايوا... إنت تدري إن نظراتك تغديني وتعشني ..نظراتك زادي ..ومع هذا تبعدهم عني ..وحطت يدها على وجهي وقالتلي بدلع: ها مانعني ولا لا؟؟
يا ناس !!!!!.....إيش مسوية فيا..مجنناني ...وقفت وضميت يدها وبوستهم بحب وقتلها : سلمى احبك...
قالتلي: وانت عارف إني اموت فيك ..واحبك وأعشقك...بس تبغى تدلع عليا من وقت للثاني
ضحكت: هههههههههههه اتاريك كاشفاني
سلمى : هههههههههه من زماان
رجعت قالتلي: قلي من جد..ليه مبسوووط
ضربت بكفي على جبيني بحركة خفيفة : يووووووه نسيت!!
سألتني: إيييش؟؟
قتلها بفرح : صبا قامت من الغيبوبة !!....الحمد للله ...
لمتني بسرعة: الحمد لله حبيبي...الحمد لله على سلامتها
قلتلها: الله يسلمك من كل شر يا قلبي ..
سألتني: منصور كلمك؟؟
قتلها: ايوا الحين كلمني..وبشرني..
رفعت عيونها ليا...إنصدمت لما شفتها..كانت مليانة دموع ..
رفعت يدي ومسحتهم بسرعة و سألتها بعتب: سوسو حبيبي ليه الدموع ؟؟
قالت:صبا المسكينة مرت بتجربة قاسية مرة عليها..مدري كيف حالتها الحين؟؟
لميتها بحنان:ربك ثبتها وثبتنا كلنا …الحمد لله على كل حال
قالت لي : سعود أحبك…ربي لا يحرمني منك..
مسكت خدودها بيدي وقتلها بحب : ولا يحرمني من هذه الخدود الحمر
ضحكت: ههههههههههه....آآآآمين...
................................

صبا.....
كنت أسمع صوت رتيب عند إذني بإستمرار...هذا الصوت كان الشي الوحيد إلي شادني للواقع...
ولما ينقطع عني هذا الصوت كنت ارجع أهوي لعالم الغيبيات....
ما كنت مميزة إيش طبيعة الصوت هذا بالزبط..لكني كنت أرتاح كل ماتكرر..
الصوت هذا كان بمثابة اليد إلي أنتشلتني من السواد إلي كان حولي..
وبتدريج ...بدأت أميز الصوت أكثر صوت مألوف ..صوت أحب أسمعه...
بدأت المح إلى جانب الصوت..هالات من نور..تكسر الظلام الرهيب إلي كان حولي..
الصوت صار مسموع أكثر وواضح أكثر...
هذا صوت أبويا !!...أيوا صوته..لكن هو فينه؟؟...ليه ما اشوفه !!...ليه ما اشوف غير عتمة وسواد!!...
حاولت أناديه لكن ماقدرت...صوتي مكتوم...وكأن في أحد طابق على فمي...وجسمي...ثقيل ...مو قادرة أتحرك..
بالقوة حركت يدي..حسيت بدفء يتسرب لكل جسمي...ورجع صوت ابويا مرة ثانية..حسيت إنها فرصتي الأخيرة ....عشان أطلع من العتمة إلي أنا فيها...حاولت اناديه...لكن لك إلي طلع معايا همهمة مكتومة..ماقدرت أتكلم..بعد شوية الأصوات كثرت حولي ...وفجأة سكتت...ورجعت لعالمي الغيبي من جديد....
...............

أمل.....
دخلت غرفة أكرم ونغم..عشان اشوفهم..ياقلبي عليهم..يوحشوني كثير..
وقفت عند باب الغرفة...المنظر إلي شفته ..حرك كل شعرة في جسمي ..
أمي كانت شايلة نغم في حظنها وباليد الثانية تهز أكرم..وكانت تبكي بحرقة
والله حالتها تقطع القلب..قلبها مشطور بين حزنها على رحيم..وفراقها لتماضر إلي كسرها وكسرنا كلنا... تماضر إلي كانت ماتشوفها غير بنتها الثالثة ..وبين خوفها عن هارون إلي مر أكثر من شهر وإحنا مو عارفين عنه شي...تلفوناتنا مايرد عليها..ومحنا عارفين له طريق..حتى الشقة إلي أخذها من سنتين ما نعرف مكانها... من جد شي يخلي عقل الواحد يشت..الله يكون في عونك يا أمي...
قربت منها وبست راسها ..وجلست جنبها وشلت أكرم ..لانه بدأ يبكي بصوت عالي ..قتلها : وبعدين يالغالية !!..لغاية متى هذه الدموع!!
قالت لي بصوتها الباكي: لغاية ما يرجعولي عيالي..لغاية مايرجعلي هارون ورحيم زي زمان!!...
قتلها : يما فترة وبتعدي..لا تسوي بنفسك كذا!!...ترى صحتك أغلى علينا من كل شي ..
بدل ما اهديها بالكلام ذا...شفتها زادت ..وقالت بحرقة: لكن انا مافي أغلى عليا منكم!!...آآآه يا امل الهم إلي بقلبي مايعلمه غير الله سبحانه ..إيش يا امل تبغيني أسوي..وانا اشوف هارون ورحيم ...على هذه الحالة!!.
كيف أهدأ..وانا اشوفهم الإثنين بيضيعو مني!!..
سكتت ورجعت قالت بصوت يقطع القلب: يارب لك الحمد..انت ارحم الراحمين..يارب لك الحمد..
حظنتها وصرت أبكي معاها ..ماقدرت أكتم الغصة إلي بقلبي..هارون وااحشني كثير..جمعتنا كلنا مع بعض واحشااني مررررة..يارب متى نرجع نجتمع مرة ثانية...يارب أرؤف بحالنا..يا ارحم الراحمين ..
بعد شوية جانا صوت سراب المزززززعج مامااااااا!!..اماااااااال!!.. رحيييييييييم.. ..كلكمممم تعالو تعالو !!..
فجعتنا بصوتها ..البنت ذي متى راح تعقل!!
سألتني أمي بفزع: وش فيها سراب تصرخ كذا!!
قتلها: مدري عنها!ّ! بروح اشوف إيش عندها..وحطيت أكرم وجيت بقوم إلا وصوتها مرة ثانية: ماما !! مااامااا!!...هارون رجع ..هاااارون هنا...فينكم؟؟
ما كنت مصدقة إلي تقوله..إلتفت لأمي بفرحة: يما سمعتي؟؟
هارون رجع!!
أمي من الفرحة تخشبت مكانها...
هزيتها بيدي بخفة: يما يما !!هارون رجع!!
التفتت عليا بذهول..وكأنها مكذبة نفسها..
حظنتها بقوة وقتلتلها بفرحة: رجع يما رجع!!..
إعطتني نغم ..وقامت..طلعت من الغرفة وهي لسى ماهي مصدقة..والذهول لسى باين في ملامحها..
أنا على طول أعطيت نغم للمربية وجيت بطلع ..لكن رجعت وأخذت نغم وخليت المربية تاخذ أكرم ..جا ببالي إن هارون بيجي دقايق ويسلم علينا ويمشي..ففكرت إنه إمكن لو شاف أكرم ونغم يحن قلبه ويغير رأيه ويجلس معانا..
صح تفكير عبيط..لكنها محاولة ياائس..لانا صراحة تعبنا من هذا الشتات إلي عايشينه..
طلعت من الغرفة وانا أسترجع ملامح هارون ..لأكثر من سنتين وأنا ماشفته غير دقايق...وصلت للدرج وطليت بعيوني لقدام..وقفت مكاني..جسمي كله أرتعش..
هارون جالس علىنهاية الدرج على ركبه وماسك يد أمي..وأمي جنبه ماسكة بيدها الثانية وجه هارون ..كنت أسمع شهقاته وشهقات أمي في نفس الوقت
المنظر وصوت هارون وهو يبكي ويقول لامي بندم: سامحيني ..سامحيني يالغالية..
المنظر يخلي الحجر ينطق..
........................................

هارون...
يااااا الله ...وااااحشني هذا الوجه..وااحشني هذا الحظن الدافي...وااحشني لمتها الحنونة..كيف قدرت أبتعد عنهم!!
..قلتلها وانا ابوس راسها ويدينها
: واااحشاااني يما.. واااحشاااني !!..
طلت في وجهي وعيونها كانت تقول الكثير..شفت فيها حزن وزعل و...فرح..
حطت يدها على وجهي وقالت بصوت غلبته الفرحة والبكاء في نفس الوقت..
وكانت تشهق بين الكلمة والثانية: طولت عليا يما!!..تعبتني يا هارون ببعدك عندي؟؟
نزلت دموعي..ما قدرت أقاومها ..
جلست على ركبي قدامها ولميت يدينها وبستهم وقتلها وانا ابكي : ساامحيني يما!!...سامحيني يا أم هارون..ما راح ابعد عنكم ثاني..ما راح اسيبكم مرة ثانية..سااامحيني ..سامحيني يالغالية..
جلست أمي بجنبي ورجعت مسكت وجهي بيدها : وانا من متى زعلت عليك..يا حبيبي!!..قلبي راضي عنك..
سحبت يدها إلي كانت ماسكة وجهي ولميتها مع اليد الثانية وبستها بحب..وقتلها: الله لا يحرمني من هذا القلب الطيب ياااارب..
قمت من على الأرض وقومتها معي..
شفت أمل كانت واقفة وهي ماسكة طفل في يدها..واول ما شافتني أطل عليها أعطت الطفل إلي في يدها لسراب وجريت عليا وهي تبكي: هااارون...واااحشني..ورمت نفسها عليا..وهي تقول بصوت عالي: لا عاد تسيبنا ..الله يخليك يا هارون..لا تسيبنا...واااحشني..واااااحشني ..
لميتها بحنية وبستها على راسها وقتلها : وانتي واااحشاني يا امولة..والله كلكم واااحشني..
قالت لي وهي لسى في حظني: الحمد لله على رجعتك لنا بالسلامة..
قتلها وانا امد يدي الثانية لسراب إلي كانت واقفة قريب منا وتبكي : الله يسلمك يالغلا..
حسيت والثنتين في حظني بمدى الفراغ إلي كنت عايش فيه..حسيت بالدفء..إستحالة اسيبهم مرة ثانية بعد ما رجعت لهم..
وقبل ما أسأل عن بقية إخواني وأبويا جاني صوت....واااحشني كثييير: هااااااااارووووون
رفعت بنظري شفت رحيم واقف على بداية الدرج من فوق ..وفي لمح البصر صرنا في أحظان بعض...استمرينا حاضنين بعض مدة طويلة ..ما اعرف كم مر علينا...كل إلي كنت عارفه..إني من سابع المستحيلات إني ابعد عنهم مرة ثانية...
بعدين دفني من حضنه بخفه وقلي بلوم مخلوط بحزن ماعرفت سببه: يا نذل!!...كذا تتركنا وراك ولا تسأل عنا !!
شديت على يده بالقوة وقتله: خلاااااص...مااااا راح أفارقكم مرة ثااانية...
شفته ساكت ومبتسم نص إبتسامة..
اول ما طاحت عيني على رحيم حسيت بشي غريب..هذا مو رحيم أخويا إلي أعرفه..لا شكله ولا روحه..كانت حالته حاله..مرررة مبهذل..وطالعاله لحيه..مكبراه 20 سنه فوق عمره..
سألته بإندهاش: من متى ربيت هذه اللحيه..عهدي بك لحيتك صغيرة مرة..مو كذا؟؟
شفت الكل ملامحه تغيرت..رحيم نفسه..مزاجه تبدل ..
طليت على امي بإستغراب..ماني فاهم القصة ..
شفت رحيم راح شال الطفل إلي بيد سراب وتقد مني ومد لي الطفل وقلي بفرح مخلوط بحزن: شوف بنت أخوك؟؟....عروووسة صح!!
حسيت الدنيا مو سايعاني من الفرحة..هذه بنت رحيم!!..قتله وانا اشيلها بحرص..لانها كانت صغيرة مرة: اللهم صلي على النبي..بسم الله الرحمن الرحيم..
كان وجهها صغير مرة وأحمر مرة ..مسكت يدها..كانت صغيييرة مرة ..كأنها إصبع من أصابعي ...ما شاء الله عليها.. قتله وانا اقرب يدها الصغيرة من فمي: والعروسة إيش اسمها ؟؟
قلي : نغم..والعريس أخوها أكرم ..رفعت راسي له لقيته شايل طفل ثاني في يده..كأنه كربون من البيبي إلي بيدي..ورفعت عيوني فيه بدهشه: توم؟؟
هز راسه وابتسم بهدوء..
ضحكت من الفرحة: هههههههههههههه..الله يخليهم لكم يارب..ويفرحك وتماضر بهم ..آآآمين ..وتشوف توائمهم كمان هههههههه
ولا أحد ضحك بالعكس حسيت إن الجو توتر مرة ثانية..وكمان ملاح رحيم رجعت تغيرت ..حسيت بشي غلط في الموضوع ..
قربت مني أمي وشالت نغم من يدي: إدخل يا حبيبي وقفناك على الباب ..من الفرحة والله تربطنا وما عرفنا أيش نسوي ..
وطيت عليها وبست راسها: الله يخليكم لي يالغالية..
وجلسنا في الصالة ..سألت عن أبويا ويحيى..جاوبتني أمي إنه ماباقي شي على جيتهم ..
طبعا ما خليت أحد يقلهم ..بغيت أخليها مفاجأة..
بعد شوية قامت امي وشالت سراب وامل ..وجلسنا انا ورحيم لوحدنا..
قمت من مكاني ورحت جلست بجنب رحيم ..وحطيت يدي على كتفه وقلتله بفرحة: والله ولك وحشة يا بو أكرم..
شفت ساااكت ولا رفع راسه ليا حتى..إستغربت من حال رحيم..إيش الحكاية!!..
قربت منه وسألته: رحيم!!..إيش فيك..مالك متغير!!
رفع راسه وفاجأني منظر عيونه الحمرا إلي زي الدم وقلي بمرارة حسيتها من صوته: ما لحقت تفرح فيهم!!..مالحقت أفرح معاها!!..جابتهم ليا وراحت!!..تركتني لوحدي وراحت!!..ليتني رحت معاها..
إنصدمت..تماضر ماتت!!...لا حول ولا قوة إلا بالله ..الله يعينك يا رحيم..شفته ينتفض في مكانه ..وقبل ما أواسيه أو أقله ولا كلمه..إنتفض من مكانه وطلع يجي وهو يبكي..ناديته : رحيم!!..رحيم!!...ما رد عليا..
جيت بطلع وراه إلا وأسمع: فينه ؟؟...فينه!!!
.......................................

أرجوو إنه الجزء يعجبكم
وانتظروووني في الجزء القادم
هارون......
دخلت الغرفة...فتحت النور...ووقفت في مكاني أتاملها....مسحتها من شرقها لغربها..حتى السقف ...ما سبت قطعة غير وحسست عليها بنظري...باين إن أمي وأخواتي أخفو كل معالم الماضي...الماضي إلي غيبني عن حياتي...لأكثر من سنتين...لكن خلاص الماضي إندثر ..إختفى...قدرت المجهولة في ساعات على إلي ما قدر عليه اقرب المقربين لي في أكثر من سنتين ...
نستني الماضي المؤلم..نستني جرحي..طلعتني من غفلتي..من فسقي..لكنها دخلتني في دوامة ثانية..في دوامة خوفي عليها...صارت محتلة كل تفكيري...من هذاك اليوم وهي مستوطنة عقلي...معقولة إني تعلقت بها!!
هل يعقل إني أتعلق بإنسانة ما أعرف عنها ولا شي!!كل إلي أعرفه منها ظل جسمها الصغير وريحتها إلي أشمها كما لو كانت قدامي!!
وليه لا!!...ليه ما اعشقها وهي ملاكي المنقذ!!...كيف ما اعشقها وروحها الطاهرة أنقذتني من إثمي!!...كيف ما اعشقها وهي المنقذ الوحيد إلي أنتشلني من حزني ومن آلامي!!
آآآآآآآه ... كيف أوصلها !!...كيف الطريق لها !!...مين يدلني عليك يا ملاكي الطاهر!!..
طفيت النور ورحت ارتميت على سريري ...حاولت أنام لكن ما في فايدة...بدون قصد مني أفكاري تتجه نحوها....
عدلت نفسي وحطيت يدي تحت راسي ..وسرحت بخيالي..لقيت نفسي عندها ..بجنبها...ريحتها مالية المكان...غمضت عيوني وأستنشقت بقوة..شايفها قدامي..صح ماني شايف غير ظلها..لكن مايهمني..ظلها يكفيني..ريحتها تغنيني..ملمسها يدفيني..نعومتها تحيني..
وتخيلت نفسي في أحضانها ..واستنشق أكبر قدر من شذاها ...أنقطع الإحساس بكل شيء..ما صرت أحس غير نعومتها...
تجسدت قدامي..حتى إني تخيلت إني لو فتحت عيوني راح اشوفها ..صدقت نفسي..وبدأت أفتح عيوني ببطئ على أمل اشوفها قامي..
:ههههههههههههههههههههههه
كأني هويت من سابع سما لسابع أرض ..كسر مزاجي الله يكسر راس عدوه ...
دفيته من قدام وجهي وقمت أعتدلت على السرير وقتله وأنا اغلي من زعلي: وجع !!..إيش تبغى ..إنت ووجهك العكر ذا !!
قلي: ههههههههههههه ...سلامتك..بس دقيت عليك الباب مافتحت ...ولما فتحت عليك الغرفة لقيتك نايم ..جيت بطلع إلا واسمعك تتنشق (وسوى نفسه إنه يتنشق مثلي)..ههههههههههههه..قربت منك شفتك مقفل عيونك بشكل غريب....هههههههههه بس..
قلدت ضحكته بتريقه: ههههههههههه بس....تقوم تلصق بالشكل ذا !!..
ضحك: ههههههههههههه إكيد تمنيت تشوف خلقة أحسن من خلقتي ...(وغمض لي) صح؟
جابها على الجرح...قتله بحزن: يا ريتني أعرف ملامحها ..او حتى إسمها ..كل إلي أملكه ..ظل..خيال في خيال ...وبس!!
قلي بإستغراب: معقولة تكون حبيتها يا هارون؟؟
قتله: وليه ما أحبها...صدقني لو أملك شي أعظم من حبي لها منحتها هو من دون تفكير...
قلي: إنت تربط نفسك بخيال...كيف تحب إنسانة مجهولة!!...كيف تتعلق بأوهام !!
قتله بعتب: مهي أوهام يارحيم...هذه واقع...واقع جميل..أجمل شي مر بحياتي..لو أوهام..ما كنت شفتني قدامك هارون..اخوك..هارون إلي تعرفوه ..أنا من قبل شهر تقريبا ..ماكنت إنسان...كنت أي شي..وحش ..شبح..إلي تبغاه..لكن ماكنت إنسان...لغاية ماظهرت في حياتي رجعت لي إنسانيتي..رجعت لي هارون إلي أعرفه ..هارون إلي كلكم تعرفوه...وتقلي أوهام!!
قلي: لكن يا هارون حتى إسمها ما تعرفه!!
قتله : عارف يا رحيم...وعارف إني حتى ما املك أي يخيط يوصلني لها ...كل إلي املكه آمل وأحلام ...بقدرت الله تتحقق...ولو ظليت عمري كله مستنيها ..ماراح اتخلى عن أملي ..وحلمي معاها..
سكت ...وجلس يتأمل فيها..كاني كائن أسطوري قدامه!!
ضحكت من شكله كيف يطل عليا : هههههههههه..إيش فيك!!..كأنك شايف مخلق غريب قدامك!!
قلي :كأني!!..انا فعلا شايف مخلوق غريب..
ضحكت بتريقة: ههههههههههه..يلا الحين بلا مطرود...ابغى انام بكرة ورايا قومة من الصبح..
قلي وهو يقوم من على السرير: خير إيش راك؟؟
قتله :إن شاء الله برجع أمارس وظيفتي...وقدامي مشوار طويل..واوراق وإجرائات
إلتفت لي وقلي والفرح كان باين على صوته: تتكلم جد!!
قتله بنبرة جادة: أكيد جد
قلي بفرح وحماس: الف الف مبروك...بالصراحة ..الله يوفقك يارب
وسكت ورجع أبتسم بقوة وقلي:الله يخليها ويبارك لها في حياتها
قتله بإستغراب: مين ذي؟؟
قلي: حبيبتك!!
بكلمته حسيت بمشاعر غريبة..حسيت إنها قريبة مني ..كأننا نتكلم عن إنسانة معلومة..ارتعشت كل شعرة فيا ..وبان عليا..
حتى رحيم صفر بصوت عالي وقال : لاااااا حالتك ميؤس منها...شكلك غرقااان ههههههههههه
وسكت شوية وقلي بنبرة جادة: الله يسعدك يا هارون..ويكتب لك كل خير ..ويجمعك فيها ..ياارب العالمين
أمنت بصدق وبحرارة: آآآمين
طريقتي خلت رحيم يضحك مني.....وقلي : تصبح على خير
قتله : وإنت من أهله
وقف عن باب الغرفة وقال: مع إني متأكد إن الصباح بيطلع عليك وانت صاحي وتفكر وهيمان ههههههههههه
رميته بالمخدة إلي كانت بجنبي...لكن ما جات فيه..طلع بسرعة...
وعكس ما قال رحيم..رحت في نوم عميق..
السبب الأول..لأني كنت فرحان ..لان رحيم حالته تغيرت ..مع إني متأكد انه ما راح ينسى تماضر أبدا..وانه في قلبه حزن دفين عليها...بس على الأقل رضي بالامر الواقع وسلم بقضاء الله تعالى....
والسبب الثاني..إني مرتاح نفسيا وانا بين أهلي ..وما راح انام زي كل ليلة لوحدي..
والسبب الثالث.......إنها معايا..على الأقل في افكاري...طيفها بس ...يحسسني بالأمان....................................

الجزء الثالث....

ثريا.....
صـمـتي ودمـوعـي.........وعــجزي
أبـثـهـا إلـيك أنـت مـنـجـدي رحـمـاك
تجف دموعي ويبقى عجزي وصمتي
أأعذب لقدري وأجلد لعجزي!رحماك
رحماك ربي..مللت صمتي ومـلـنـي
ومالي في حياتي غير المشتكى وسواك

دق الباب ....قفلت مذكرتي الصغيرة وقمت فتحت له...شفته قدامي بإبتسامته....إبتسامته...إلي مخففة عني الكثير..لولا وجوده جنبي ..كنت أنا أنطحنت..كنت رحت في الرجلين...إبتسمت له
قلي: صباح الخير..على أحلى وجه
رديت عليه بطريقتي: صباح النور..على أحلى أخ
قلي بالإشارة: نمتي كويس !!
جاوبته بإبتسامة: تماام الحمد لله..
سألني بنفس الطريقة: لسى متضايقة من الــ...
قاطعته بيدي ما خليته يكمل و أشرت له : ما يهمني شي !!...مادامك موجود جنبي
أبتسم وقرب مني وحط يده على كتفي وطبطب عليا بحنان: الله يسعدك يا ثريا ولا يحرمني منك
أشرت له : ولا يحرمني منك يااارب..
قلي : طيب انا استناك تحت ....إجهزي وألحقيني..عشان ما تتأخري عن مركزك ..ولا أتأخر على الجامعة..
أشرتله على عيوني ..يعني من عيوني ...وقتله بالإشارة : ثواني وألحقك...
لولا وجود حاتم معي...وبجنبي..كنت انا الحين خدامة...تحت رحمة عمتي ..هو الوحيد إلي أخذ بيدي...هو إلي ساندني...لولاه ما كنت أنا الحين أكمل تعليمي....
صح عمتي ...وبنتها.. مهم سايبيني في حالي حتى مع وجود حاتم ...ولازم يحرقو بدني كل يوم على طريقتهم..لكن....كل شي يهون مادام حاتم ...أخويا واقف بجنبي وشادد من أزري...الله يخليه لي ولنفسه ولا يحرمني منه....يارب..
هو الوحيد...إلي واقف في وجه زوجة أبويا...هو الوحيد إلي حاميني منها...حتى أبويا..رغم حبه ليا..وعطفه عليا إلا إنه ما يقدر يوقف في وجهها..يحبها بطريقة غريبة..متحكمة فيه...مدري كيف قادرة توجهه على كيفها....رغم ان ابويا ..كان يحب امي الله يرحمها...لكن ..حبه لأمي ما يعادل نصف حبه لنوره...ما ادري كيف أستحوذت على قلبه بهذه الطريقة....
ولان سعادة أبويا تهمني... ما احب اعكر عليه وأجي كل شوية وأشتكي له من عمايل نورة فيني
الله يخليلي حاتم...هو إلي يعرف ياخذ حقي من عيونها وعيون بنتها..
تجهزت ونزلت ...وانا نازلة لقيت العلة غادة في وجهي ...اللهم طولك يا روح...
طبعا أنا بالنسبة لغادة في الحضيض...طااايحة من عيونها بالمرررة...
اول ما شافتني...رفعت حاجبها بعجرفة..هذه هي طريقة غادة لما تحتقر أحد..او تستهين بأحد ..وحطت يدها على عيونها وقالت بتصغير وتريقة: يا الله ما ابغى اشوف اليوم عاهات ومآسي...لا يا ربي ما ابغى مزاجي يتعكر..
هذه عينة من معاملة غادة ليا...
غادة تصير بنت عمي ...لما مات عمي الله يرحمه أبويا تزوج أمها..وإلي تصير بنت عمه ..يعني من لحمي ودمي وأمها ن لحمي ودمي...
تمنيت غادة تكون أخت ليا...لكن للأسف من يوم ما جات بيتنا وهي معتبراني عدوة...انا في اعتقادي....إن غادة تشوف كل الناس أعداء لها...
استغليت فرصة إنا واقفين لوحدنا واعطيتها ضربة على ساقها خليتها تروح تون زي البسة المدعوسة ههههههههههههههههههه...
الله يخليك يا حاتم..لولا دروس الكراتيه والجودو إلي يعطيني هي..كنت انا زماني تحت الرجلين..دايما يقلي..ان الإنسان لازم يعوض النقص إلي عنده ويعزز نقاط قوته...وعشان كذا درسني كاراته ..عشان اقدر ادافع عن نفسي بقوة اليد...إذا كانت فاقدة قوة اللسان ..
طبعا انا ما اعطي لغادة فرصة إنها تحقرني او تتريق عليا...صح انا فاقدة النطق..لكن ماني عبيطة او هبلة ...او ظعيفة...واعرف كويس كيف اوقفها عند حدها...لكن لما تتكالب عليا هي وأمها...اروح بينهم..وتنهد كل مقاوماتي الدفائية...وما يخلصني منهم غير حاتم...
وأحيانا قوتي..لكني ما أحب أستقوى على مرأة كبيرة...وأضطر إني أحشمها ...مع إنها ما تستاهل الحشيمة...
جاني صوت عمتي نورة يهز البيت هز: يا معوقة يا قليلة الحياء...كيف تسمحي لنفسك..إنك تمدي يدك علي غادة...والله انك ما تجي غير بالضرب...
وجات بتمد يدها عليا...كنت مضطرة إني استخدم القوة معاها..عشان انهي المسألة بسرعة..لانه ورايا مركز...والمسكين حاتم مستنيني..
فمسكت يدها إلي رفعتها بالقوة..وضغط عليها بقوة...حتى وجهها حمر من شدة المسكة..ونزلتها مكانها وطليت عليها بنظرة نارية..وكملت طريقي ومشيت...جاني صوت عمتي..يسب ويلعن ويتوعد..
سمعت غادة تقلها : ماعليكي منها يا ماما...تعالي معي اوريكي الفستان إلي بلبسة لما نروح نبارك لبيت عمي على رجعت هارون حبيبي لهم بالسلامة....
والله حسيت بإشمئزاز من غادة مو طبيعي..الحيا ممسوح من وجه البنت هذه بالمرة..
من جد حال غادة..يدعو للشفقة... استغفر الله العظيم..اللهم أهدي العاصي..وطلعت لحاتم إلي مستنيني برا....
.................

غازي...
صراخ ..صراخ ...ما عرفنا إيش نسوي.....
صراخها جاب كل المستشفى...جانا الدكتور..وطلعنا من الغرفة بعصبية...ماكان في أيدينا غير إنا نسمع كلامه....
عمي كان معصب...وثاير...كانت نظراته نار ..رصاص موجه لصالح...صرخ في وجهه...بكل غضب..كان زي البركان الثاير...
قله بكل غضب : عجيب حال أختك!!....انا كم مرة قلتلك مالك دخل فيها...ليه مصمم إنك تضيعها من يدي؟؟...ليه !!...انت ما تخاف ربك!!
قله صالح بصوت كان باين عليه الغضب..بس كان غضب مبطن..عشان لا يستفز عمي أكثر: ما توقعت إن هذا كله راح يحصل فيها ..لما تعرف إن ناصر مات!!....ما توقعت ردت فعلها....
كل إلي كنت أبغــ....
قاطعه عمي بغضب: إنت واحد أناني...لو تحس بإلي أحنا فيه...ماكنت تصرفت هذا التصرف الغير مسؤول...
اسمعني يا صالح...وهي كلمة وما راح أثنيها....والله والذي لا إله إلا هو..لو تصرفت مرة ثانية في أي شي يخص صبا..من دون علمي..لأحرمك ..وماتكون ولدي..من اليوم ليوم يبعثون..والمرة ذي أنا قاصد كل إلي جالس أقوله...
لانت ملامح صالح..وتجمع كل الحزن..وخيبة الأمل في وجهه..كلام عمي جرحه وأثر فيه..كان قوي عليه..
لكن عمي معذور..إلي حصل قبل شوي..خوفنا مرة..صبا كانت كأنها على وشك إنها تموت...كانت تصرخ وتسكت فجأة وجسمها كله يرتعش وترجع تصرخ بقوة...كانت زي إلي يلفظ أنفاسه الأخيرة...أنا في لحظتها سلمت إن صبا راح تموت..
: آسف يا أبويا...ما كنت قاصد إلي حصل لصبا...(هذا كان صوت صالح..كان باين عليه إنه على وشك إنه راح يبكي)..
قله عمي بجفأء: آسف!!...والله لو صبا جرالها شي ..ما راح اسامحك يا صالح...تسمعني!!...ما راح أسامحك!!
صالح ما نطق بولا حرف…كل إلي سواه…إنه راح ووطى على يد عمي وباسها
وقله …وهو يحاول يمسك نفسه بالقوة: سامحني يا بو صالح…وإلي يسلمك…وإلي يقوم صبا بالسلامة سامحني…
وطلع يجري بكل قوة…خفت لا يروح ..يسوي بنفسه شي..جريت وراه…
ركب السيارة وهو معصب..و….كان يبكي…ركبت معاه..
إلتفت لي بسرعة وقلي بعصبية: إنزل!!
قتله : لا ما راح انزل..
ضرب على مقود السيارة بعصبية: غاااااااااااااااازي!!!!
قتله بعناد وإصرار: ما راح أنزل …يا تسوق ..يا نجلس هنا لغاية بكرة …
صفق الباب بقوة ..وشخط بالسيارة….
حسيت إنا جالسين نطير مو في سيارة…تشهدت في داخلي
حاولت أهدي عليه …قتله: صالح..عمـ….
قاطعني بعصبية: غازي !!...ولا كلمة..
مالقيت قدامي غير إني أسكت…صالح طيب…لكن لو عصب … ما يعرف أحد ..يعني مو بعيدة ..إنه يرميني من شباك السيارة الحين..
السكوت ..وأنفاس صالح..هي إلي سادت على جو السيارة…أرتاحت نفسي..لان الطريق كان يوصل لبيت عمي..
وصلنا للبيت ووقفنا السيارة عند باب الفيلا…لكن صالح مانزل..فجلست في مكاني…طال الصمت ..وبعدين جاني صوت صالح: كانت بتموت!!....كنت بقتلها!!…
وارتفع صوته:والله ما قصدت أأذيها…كل إلي سويته ..إني اخذت خطوة ..الكل كان …خايف منها…ما توقعت هذه النتيجة…
:صبا لو حصلها شي..أنا ما راح أسامح نفسي..لو ما…غلبه البكا..ماقدر يكملها..كان يبكي زي الأطفال..
اول مرة أشوف صالح بالشكل هذا…طول الفترة ذي..كان هو أقوى واحد فينا..اليوم إنفجر…
رجع كمل: لو حصلها شي…ما راح أقدر أطل في وجه أبويا مرة ثانية..
قدرت إن هذه اللحظة صالح يفضل يقضيها لوحده...عشان كذا سبته…ينفس عن نفسه….ما حاولت أقاطعة…
كان يبكي ويدعي بكل صوته…إن ربي يقوم صبا بالسلامة وياخذ بيدها..ما كان بيدي غير إني أأمن في سري…
جلسنا في السيارة فترة لغاية ما هدي صالح..وبعدين طلب إنا نرجع للمستشفى...ورجعنا لانه كان مصمم..
رجعنا المستشفى…ووصلنا لغرفة صبا…كلهم كانو موجودين غير عمي..كان معاها داخل الغرفة
صالح سأل مؤيد:كيفها الحين صبا!!
قله مؤيد:الحمد لله الدكتور يقول حالتها مستقرة الحين..بس لازم نحاول نبعدها عن أي توتر…وإنفعال..
ووجه كلامه ليا: واحد دق ويقول إنه من طرفك
اكيد طلال…ماحد يعرف رقم تلفون المستشفى غيره…قتله بسرعة: طلال
هز براسه…يعني نعم
سألته بسرعة: عنده أخبار!!
قلي: في البداية ما رضي يقلي شي…ولما عرف إني ولد عمك ..قال..
قتله وصبري بينفذ: وإيش قلك!!
قلي: يقول….إنه فعلا في يوم الحادث …في رجال شاف بنت طالعة تجري من بيت ناصر…قبل ما ينقتل بدقايق..
على طول وجهت نظري لصالح….كان مركز عيونه على نافذة غرفة صبا…قريت فيها الكثير...وأثرت فيا الدمعة إلي نزلت على خده بسرعة ..
رجعت سألت مؤيد: طيب الرجال هذا جاب سيرة للشرطة!!
قلي مؤيد: هذا اول سؤال سألت للرجال ..والحمد لله ما جاب سيرة ..
تنهدت بارتياح…ما نبغى المسألة تكبر …نبغاها ملمومة …
سألت مؤيد: بلغت عمي ؟؟
قلي: بلغته…وما علق بأي شي…مجرد سكت وبس
ردت فعل عمي كانت متوقعة…وجودها عند ناصر ممكن يعرفنا مكان تواجد صبا ليلتها..ويأكد لنا هروبها مع ناصر…لكن أبدا ما يطمن…بالعكس كل الأحداث إلي حصلت في ذيك الليلة..والنية الي كان اناويها ناصر…تخلينا نتوه أكثر في بحر الخوف…والوحيدة إلي عندها الحقيقة..لا حول لها ولا قوة…رحمتك يا ارحم الراحمين صبا.....
تحولت عيني من صالح لأبويا....تمنيت إن ابويا يكذب كلام صالح... تجمعت الدموع فيها لما شفت ملامحهه ..يعني كلام صالح صح..ناصر مات!!..مات؟!
إيش أقول لهم!!...مين إلي أغتصبني!!..أنا ما اعرفه!!...حتى إسمه ما اعرفه ..إيش أسوي!!...لا يارب...ليه؟؟...خلاصي كان بيده.... هو الوحيد إلي عارف طريقه إستحالة يموت...كيف مات!!..إيش الحل إيش الحل..لا لا ..لااااااااااااااااااا...الدنيا ضاقت عليا...ضاقت..كيف المخرج من هذه المصيبة..لا يارب...لا يارب..الحين كيف اواجههم بالحقيقة..كيف المخرج!!...كيف الحل بعد ما مات!!..رحمتك يارب...خلاص انا مستقبلي ضاع...حياتي ضااعت
شرفي لعب فيه ناصروالغريب..حطموني..أبغى أموت ..لازم أموت
.ليتني أموت...آآآآآآآآآآآآآآآه...
الآه إلي طلعت مني تحولت لصراخ....صراخ بصوت عالي..وبالتدريج نفسي بدأ يضيق..وكأن في حبل مربوط حول رقبتي ..وينشد بالتدريج..ما قمت أتنفس..الهوا انعدم..روحي بتطلع.. كنت أسمع أصوات تناديني...بطلت أسمعها... انعدم إحساسي بكل من حولي..رجع السواد يتمثل قدام عيني...رجعت أهوي وأهوي وأهوي....
.................................
أمل...
اف ...يا ذا الخشم ...الله يجيبك يا طولة البال...
شوف كيف جالسة!!..ولا كأن في غيرها..يا أرض أنهدي ما عليك إلا أنا!!..
أصلا ما نشوفها غير ...لما يكون هارون هنا..حتى يوم ما كان هارون بعيد عنا..ما كنا نشوف وجهها ..يا دوب ..في المناسبات..وتجلس دقايق..كأنها يا لطيف جالسة على شوك!!..لكن يوم ..ما كان هارون عايش معانا...يووووووه كانت منقوعة في بيتنا..ههههههههه المسكينة كانت تجلس بالساعات..وهارون ولا عاطيها وجه ..أصلا ولا جايب خبرها ...
لا وأمي تقلي عيب..لازم أنزل أقابلها ..هذه أصلا تعرف العيب!! ...والله لولا زعل أمي ...ووجود ثريا..ما كنت نزلت ...سبحان الله خلق وفرق..عايشين في بيت واحد ..لكن هذه طبع...وهذه سبحان الله طبع ثاااني...سبحان الله..اللبن له دور هههههههههه...
: كيفك يا أموولة.....واحشاني!!
هذا كان صوتها..يا الله على المساخة ..
قتلها بطريقتها: والله لو كنتي تبغي تشوفيني...كنتي جيتي..محد ماسكك!!
ضحكت ضحكة تفقع المرارة: ههههه ههههه ههههه..معليش حبيبتي..لكن الجيات أكثر من الرايحات ...
أيوا أنا عارفة إلي في راسك لكن هين وقتلها بملل: إيه ومن اليوم ورايح ..الجيات كثري منها..خلاص..أكيد بنشوفك كل يوم..هههههههه مسمار جحا ههههه
طبعا ..ما كان في أحد غير أنا وغادة الغثة وسراب وثريا..وبقية بنات العيلة لسى ما جو..عشان كذا واخذه راحتي..ونازلة شرشحة في غادة ههههههه
رفعت حاجبها وقالت بزعل ما قدرت تخفيه: إيش قصدك!!
ضحكت ببرود: هههههه أمزح معك..
قالت بعجرفتها: طيب مرة ثانية ثمني مزحك!!
طبعا..مع أجناس غادة الواحد لازم يكون تلج قدامها..
وعشان كذا قتلها ببرود:والله إذا على المزح ..عادي نثمنه مو مشكلة ..بس المشكلة في بعض الناس..إلي مو قادرين يثمنو نفوسهم..
وجهها خلال ثانية تلون ألف لون..وقالت بعصبية : إنتي وحدة قليلة أدب..
وانا إلي أستاهل لاني جالسة معاكي!!...
قتلها بنفس برودي: ههههههه ومين قلك إنك جالسة معايا..إنتي جالسة في ملكوت لوحدك..ههههه الله يعينك بس ..
قالت بصوت عالي: لااااااا ...أنا سكت لك كثير..
حطيت رجل على رجل وبنفس البرود : إيش بتسوي يعني!!
هنا سراب قالت بصوت عالي: هههههههه والله انكم تحف...والله إلي يشوفكم يقول طباين ههههههه ...نهايتكم بتتزوجو رجال واحد...ومن الحين راح أترحم عليه..
عاد انا إستغليت كلمة سراب لصالحي: لا لا لا بهذه إنتي غلطانة ..إذا بنتزوج رجال واحد..يعني ما بيكون هارون..واعتقد إن غادة ناوية يا تعنس..يا تتزوج هارون..والإحتمال الأول للأسف هو إلي بيحصل..

مع إنها فاقدة النطق إلا إنها عندها عقل وحسن تصرف..أكثر من ألف واحد طبيعي وعادي..حتى أكثر مني..قالت طبعا بالإشارة:إستغفري الله يا أمل...لان الله هو إلي يقسم الأرزاق وما تعرفي نصيبها فين ..ولا نصيب أخوك فين..ولا هي تعرف ..
سكتتني بكلامها...
طبعا كانت سراب هي إلي تترجم إشارتها..سراب وثريا صديقات الروح بالروح وما يفترقو أبدا وعشان ثريا سراب اتعلمت تتكلم بلغة الإشارات..
ورجعت أشرت لي..فألتفت على سراب عشان تترجملي..قالت: تقلك,,, على فكرة..وصلت للدكتورة سؤالك...وأعطتني الجواب..وكتبته في ورقة..لانه طويل شوي..ذكريني بعدين أعطيك هو..
صح انا ما افهم لغة الإشارات بس في كم حركة لقطهم... وقتلها بالإشارة: شكرا يا قمر..
وكملتلها من دون إشارة: ربي يسلملي هذه العيون يارب..
أبتسمت بهدوء...
السؤال إلي طلبته من ثريا..هو إستشارة في الطب النفسي ..وهذا كان واجب مكلفانا فيه الدكتورة إلي تعطينا كورس الأمراض النفسية في الطب..وعرفت من سراب..إن المركز إلي فيه ثريا فيه دكتورة أمراض نفسية..عشان كذا طلبت منها تسألها لي..
جلسنا أنا وسراب وثريا داقين سوالف مع بعض..وغادة ما كانت حابة جلستها معانا ..وكل شوية تتملل وتتأفف..
انا ما أكره غادة...اصلا هذه من لحمي ودمي ...ما اقدر أكرها لكن هي مستفزة..وحركاتها ما تعجبني...وتثورني..حتى أحيانا احس من كثر ما اتجادل معهاها ..واجلس لها على الوحدة..إني صغيرة عقل..مع إني مو كذا أبدا..لكن غادة تخلي عقل الواحد يطير..بعجرفتها..وبرودها...انا عارفة إني مزيداها مع غادة حبتين..لكني معذورة..
انا تزاملت مع غادة أيام الثنوي..وللأسف..إكتشفت بالصدفة ..إنها مصاحبة واحد.. يعني واحد لتسلية وبس.. صح العلاقة ما تعدت بينهم غير التلفون ..بس في النهاية ..إسمها علاقة..من يومها وهي طايحة من نظري..لكني ما قلت لأحد ..
وعلى طول رحت و تكلمت معاها ونصحتها..لكن هي أنكرت وهزأتني...ومن يومها وهي شايلة في قلبها عليا..مع إني سترت عليها..سبحان الله
انا عارفة انها تحب هارون...وهذا باين عليها ..لكن ..إستحالة تناله..غادة ما تنفع له...أو بالأحرى ما تستاهله..وأنا إلي راح اوقف في وجهها..
بعد شوية..جو بقية العائلة..الكل عارف حكاية هارون...وبعده عنا...عشان كذا فرحو كثير لما رجع لنا... وجو يسلمو عليه...
المفاجأة إلي ما حد توقعها هو جدتي غالية ..جات من الشرقية..هي ساكنة هناك مع عمتي سعاد..بنتها الوحيدة..
كانت فرحتنا كبيرة مرة بجية جدتي غالية..لانها وااحشانا مرررة..يا دوب شفناها في جنازة تماضر الله يرحمها..وباتت عندنا بس يومين ورجعت الشرقية....لكن اليوم ..أكيد بتبات..أكيد.... هذا هارون حبيب قلبها...
طبعا جلسنا كلنا مع بعض..حول جدتي..نسمع كلامها وسوالفها..وفطستنا ضحك على سوالفها مع بنات عمتي سعاد..
وبعد شوية..جات أمي تقول إن هارون بيدخل يسلم على جدتي والبقية...كل البنات تغطو..عدا غادة..في العادة هي حجابها زي وجهها..مكشوف..لكن بالنسبة لهارون ما تغطي..ابدا..هو عادي بالنسبة له.. أصلا ما يشوفها غير أخته..سواء كشفت أو غطت..
ودخل هارون ..أول ما شاف غادة كاشفة..ارتد لورى
وقال بصوت عالي: لا حول ولا قوة إلا بالله...
وقال بصوت عالي: يما خلي إلي مو مغطى يتغطى!!..
كل إلي في الصالة ألتفت على غادة..
طبعا الموقف كان قمة في الإحراج لغادة وامها..غادة وجهها تلون بألوان الطيف..وحسيت إن عمتي نورة تمنت الأرض تنشق وتبلعها..
أنا نفسي إستغربت من حركة هارون..هو صح ما يفكر في غادة..بس كان ما يهتم..لحكاية غطاها...وكانت المسألة عادي بالنسبة له..اصلا أنا ملاحظة إنه متغير..بس مدري إيش إلي مغيرة..الشي الأكيد..إنه متغير للأحسن..وهذا إلي يهمنا...
غادة بحركته ذي إستحت على وجهها..ويادوب حطت الشيلة على راسها.. ومسكت طرف الشيلة وحطتها على فمها..ديكور يعني..ودخل هارون في وسط ضحكات البنات المكتومة..على الموقف المحرج إلي حصل لغادة..هههههههه بالصراحة كسفة معتبرة...
كون إن جدتي تجلس سنتين وأكثر ما تشوف هارون..ولا تسمع فيها حتى صوته..أو تعرف إيش أخباره..شي صعب عليها...
جدتي صح تحبنا كلنا لكن حبها لهارون..شي غير...هارون سمي جدي هارون الله يرحمه..و اول حفيد لهم..هذا بحد ذاته يعزز حبه في قلبها لانه فرحتها الأولى بأحفادها..
وعشان كذا...جدتي اول ما شافت هارون لمته لحظنها وبكت كثير..كانت محرموه منه سنتين..واكثر..بصراحة الموقف كان مأثر..الكل تأثر حتى غاة تأثرت..والله إني غريبة..أكيد بتتأثر ..ما هي بشر!!..
بعد ما سلم هارون على جتي ..سلم على عماتي وخالاتي ..ورجع جلس جنب جدتي..لف ذراعة اليمين حول جدتي وبدأ يتكلم معاها ويمازحها..وإحنا ميتين ضحك على منظرهم...
أكثر شي واحشني في جلست هارون مع جدتي..دلعه لها..هههههههههه والله يدلعها بطريقة تقول أنها بنت عشرين سنة...وطبعا الشي هذا يبسط جدتي..ويفطسنا ضحك..
هارون وهو لسى لافف ذراعه حول جدتي: تصدق يا عسل إنك أكثر واحد واشني فيي اللمة ذي كلها
كلنا: هههههههههههههههههههه
خبطته جدتي وقالتله بعتاب: ايه باين..مكسر عتبة بيتي بمغاديك عندي..
ضحك هارون: ههههههههه السموحة يما..لكن خلاص..ما بسيبك يا قمر..يا تجين تسكني عندنا يا اروح انا واسكن عندك في الشرقية..والله يعين عمتي عليا...
قالتله عمتي سعاد بصدق: والله لو ما شالتك الارض اشيلك في يوني...
قلها هارون: والنعم والله بأم عامر..ما تقصرين والله
جدتي إلي ما صدقت: خلاص ..أجل بترجع معي الشرقية..
قرب منها هارون وباسها على راسها: والله كان ودي يالغالية...لكن وش أسوي بشغلي...و ارتباطاتي!!
زعلت جدتي وقالت له:ايه..الحين بطلعلي حجج من الصخر..ودفته عنها...وقالت: قم قم عني...
ضحك هارون..ولصق فيها أكثر:ههههههههههههههه افا والله ما ازعل قمري ...لك على ذا الخشم (واشر على انفه) إنه لأزورك وما اقطعك أبدا يما.. بس ما ابغى اشوف هذا البوز الحلو ممدود..
كلنا : هههههههههههههههه
هذا كله وهارون ولا رفع عيونه على غادة..ولا معتبر لها وجود..كنت كل شوية أطلع في غادة..المسكينة كانت مركزة عينها على هارون..واحيانا تنزلها على يدها لكن مسرع ما ترجعهم على هارون...غادة هي إلي جايبة الكلام لنفسها ومخلية كل البنات يتريقو عليها...الله يهديها بس...
بعد شوية هارون وجهه كلامه لنا وقال: كيفكم يا بنات!!
كان الرد تمتمات بسيطة من فم البنات..إنهم بخير
الحق ..إنه مو بس غادة إلي حاطة عينها على هارون..بنات كثير من العيلة...بس ..ما عندهم الجرأة إلي عند غادة...ولا يقدرو يصرحو زيها..
طبعا غادة إستحالة تفوت فرصة زي ذي وقالت بدلع: تمااام بشوفتك..انت ايش اخبارك...والحمد لله على السلامة!!.
رد عليها هارون : الله يسلمك..
هارون عارف مدى تعلق غادة فيه..وعشان كذا يحاول إنه ما يعطيها وجه..عشان ما تتعلق فيه زيادة..
ورجع سأل البنات: ها؟؟ ما في وحدة من البنات ناوية تصير زميلة معي في المهنة!!
رديت عليه: إلا أنا هههههههههه
طلع ليا وقلي: أنا قلت من البنات..ما جبت سيرة العنز
مالت عليهم كلهم ضحكو ..حتى انا : هههههههههههههه
قالت له سراب: لا للأسف مافي دخاترة في العيلة غيرك إنت والعنز خخخخخخخخخخ
ضحك بتريقة : ههههههههههه فرحانة بخفة دمك !!ذاكري وافلحي وجيبي معدل عشان تدخلي طب.. وتصيري دختورة ولا ما تبغي!!
اشرت على نفسها وقالت بإستغراب مفتعل: انا سراب ..تبغاني اصير دختوووووورة !! لا لا لا نو وي... انا ان شاء الله بتخصص علم نفس زي توتي حبيبتي..
قلها بإستغراب: ومين توتي !!
سراب : ثريا بنت عمي جمال ..(وأشرت على ثريا لي كانت جالسة بجنبها)
شفت نظرات الإعجاب في عيون هارون..هو أصلا دايما معجب بطموح وإصرار ثريا...
سألها : وليه أخترتي علم النفس بالذات يا ثريا؟؟
ردت عليه وسراب كانت تترجم لها: تقول.... لانها تحب تعرف كل شي..يتعلق بنفسيات البشر..وطرق تفكيرهم .. و حتى لو ما فقدت النطق كان كمان ...إختارت هذا التخصص...
قال لها هارون: الله يوفقك يارب...ويوفققكم كلكم ..وسلم على جدتي والبقية وطلع...حسيت إن عيون غادة طلعت معاه..
وكملنا سهرتنا...وجدتي قررت إنها تقضي على الأقل أسبوع عندنا..قتلها بمزح: الله يا يما...عشان هارون ترضين تجلس معانا...وإحنا نحاول فيك..ما ترضي!!..ليش محنى أحفادك زيه!!
هههههههههههههههه..قالت : انت فاضية..احبكم كلكم..ولا تكثري هرج...
ههههههههههههههه كسرت عضمي وقامت.....
..................
غادة.......
ايش اسويله يعني...ولا كأنه شايفني قدامه...ليه ..يا هارون ما تحبني؟؟..ليه بس أنا إلي انكوي بحبك؟؟...انا غادة ..إلي عمري ما استنيت أحد...عمري ما تمنيت أحد بالعكس الكل يتمناني...وانا بايعة الكل ...ولا سائلة في أحد...كيف اغير نظرتك..كيف !! كيف أخليك تحبني!!
لكن ما راح أيأس....انت من نصيبي..وراح تكون ليا...مهما كان الثمن...
لا والمعوقة واخذه راحتها وجالسة تاخذ وتعطي معاه في الكلام...وتتفلسف كمان!....
انا اوريها دواها عندي...بطلع ضربة الصبح والي اليوم سوته عليها ثالث ومثلث...خلينا بس نوصل للبيت...

طبعا ماكان في البيت غير أنا وأمي...وعمي طلع على طول ينام وطلعت أمي معاه ..اول ما وصلنا...
هذه فرصتي...رحت لعندها وكانت واقفة في نص الصالة... دفيتها على الارض بقوة ...وقتلها وانا اطل عليها من مكاني بإحتقار: على بالك نسيت إلي حصل الصبح!!...انا يا معوقة تضربيني!!...لا وكمان..حاطة عينك على خطيبي!!...إنت ما تستحين !!..لكن اوريك..
كانت تسوي حركات وتأشر بيدها بعصبية...ما فهمت ..إيش تبغى تقول..وأصلا ما يهمني أفهم..خليها تأشر زي القرد...
جات تبغى تقوم لكن أنا رجعت دفيتها بقوة على الارض...سمعتها وهي تتأوه...
ابتسمت في شماته..خليها احسن...ورفعت رجلي ورفصتها بكعب الجزمة (الله يكرمكم) على ساقها...ههههههههههه صارت تون بصوت مكتوم...هههههههههه منظرها برد غليلي..
وقتلها: وش فيك..تتألمين!!...دافعي عن نفسك..وريني الكراتيه..حقك ..إيش بيسوي..ورفصتها مرة ثانية في نفس المكان...هههههههههه ..
المرة ذي..دمعت عيونها من الألم..والدم أحتقن في وجهها شكلي كسرتلها عظمها..خليها أحسن ..حلال فيها ووطيت عليها عشان أمسك شعرها...
لكن ما شفت نفسي ..غير وانا معلقة في الهوا من شعري...حسيت شعري راح يطلع من مكانه..
صرخت بألم: آآآه...سيبني يا حماار...كنت عارف ..إنه حاتم...
مسك شعري بقوة أكثر..وصار يرفعني ويوطني ..وانا أزيد صراخي: يا نذل..إتركني!!..
قرب مني وهو لسى شاد شعري وقلي بالحرف: والله..ثم والله..لو مرة ثانية..تطاولتي ومديتي يدك عليها....لأذبحك..وما راح يخلصك من يدي ولا أي مخلوق في الدنيا..فاااهمة !!.. وتأكدي إني قول فعل...
ودفني بقوة..حتى إني كنت بطيح... ورجع يقلي:وقد أعذر من أنذر...
بصراحة خفت..شكله كان ...يرعب...خوفني...انا اعرف حاتم كويس ...لو قال شي ينفذه...كل إالي سويته..اني ..طلعت لغرفتي أجري..وانا اسب والعن فيه.. وفي أخته..واتهدده...
أول مرة في حياتي..أحد يمد يده علي...وما راح أعديها له بالساهل..وبيشوف.......................

حاتم....
قربت منها...كان شكلها وهي مرمية على الأرض وشعرها منثور من حولها..يحنن قلب الواحد...منظرها..يحزن..يقطع القلب..جلست جنبها على الارض..ومديت يدي وحطيتها على كتفها وناديتها بحنية: ثريا!!...حبيبتي قومي ....ما جاني منها رد..قربت منها أكثر وشلت راسها وحطيته بين يدي ورفعته لجهتي...كانت عيونها حمر..حمر زي الدم..وملامحها متألمة..ما استحملت منظرها..ضميتها لصدري...حرام إلي يحصل لثريا هذا..ليه هذا العنف!!...جسمها كان يرتعش في يدي زي الورقة..حطيت يدي على راسها ومسدت عليه بحنان وقتلها: سامحيني يا ثريا..المفروض ما اتركك لوحك معاهم...لكن اوعدك مرة ثانية الزفت غادة ما راح تمسك بشعرة وانا إلي راح اوقف في وجهها...
رفعت وجهها ليا وقالت لي: انا ما سويت لها شي!!..هي دايما إلي تبدأ في المشاكل معي...
وحكتلي الكلام إلي قالته الزفت غادة...
هذه ما تخاف الله!!...ما تعرف إن هذا حكمه..استغفر الله العظيم!!...
حطيت يدي على ظهر ثريا وقتلها: تجاهليها يا ثريا..تجاهلي كل كلامها..وكل تعليقاتها..هذه وحدة متخلفة..مريضة نفسيا
أشرتلي: انا ما أحتك فيها..حتى اليوم لما..رمت عليا هذاك الكلام ..ضربتي لها كانت خفيفة..عشان بس ابعدها من طريقي..ما كنت أبغى أأذيها!!...مو زي...ضربتها!
تقلصت ملامح وجهها وحطت يدها على ساقها..
قربت من ساقها ورفعت التنورة عشان اشوف ساقها..انصدمت من المنظر..ساقها كان ينزف بغزارة..مالقيت غير إني أشيل الشماغ من على راسي ..واسد به النزيف...
كانت تتالم..الله يشيلك يا غادة..هذا مو قلب إلي بين ظلوعك...هذا حجر...
وقفت وشلتها...عشان ..أوديها المستشفى..خليتها تضغط مكان النزيف وإحنا في طريقنا للمستشفى..ولا دمها راح يتصفى!!..الشماغ ..لونه صار أحمر..الله لا يبارك فيك..يا غادة..لكن ..اوريك..أنا إلي بوقفك عند حدك..
في المستشفى..خيطولها الجرح..الجرح كان صعب..لانه كان ثقب مو شق..والطبيب قال..إنها ضربت في شي حاد ومسنن ...وأعطوها مرهم عشان الرضوض ..إلي أصابت العظم...
رجعت شلتها لغاية ما وصلتها السيارة..
حطيت يدي على كتفها وسألتها بحنية: كيفك الحين!!..لسى حاسة بألم..
هزت راسها يعني لا..
قتلها :ثريا..لازم..اوقف غادة ذي عند ..حدها..انا راح اكلم ..أبويا..لازم يشوف زوجته وبنت زوجته إيش جالسين يسو في بنته الوحيدة!!..
مسكت ذراعي بقوة..وأشرت بسرعة: لا يا حاتم..عشان خاطري...لا تنكد على أبونا..إنت شفت حالته من سنة ..كانت كيف؟...
ابويا ما عرف الفرح..غير لما دخلت نورة بيتنا..الله يخليك..لا تقله..عشان خاطري يا حاتم..لو تحبني..لا تجيب له سيرة!!..
قتلها : لكن يا ثريا..كذا أذية غادة وأمها راح تزيد عليك!!..وانا ما راح اكون معاك طول اليوم...
أشرت بسرعة: لا ..لا تخاف...هذه أول مرة غادة تمد يدها عليا ..وصدقني آخر مرة..لكن لا تجيب سيرة ..لابويا..الله يخليك ..يا حاتم..وشدت على ذراعي بالقوة...
ما قدرت غير أوافقها...لكن ؟..بيكون لي تصرف ثاني مع غادة...
وصلنا البيت ..
وكانت غادة في الصالة..مدري إيش كانت تسوي في الصالة لكن كويس ..عشان أقدر اتفاهم معاها..طبعا غادة ما تغطي مني..حتى الطرحة ما تكلف نفسها..إنها تحطها على راسها وجسمها..لا حول ولا قوة إلا بالله..الله يهديها...
شكلها انفجعت لما شافتنا..لكن رجعت تمالكت أعصابها و طلت عليا من فوق لتحت...وانا شايل ثريا
وسألت بتريقة: من فين جايين!...وليه شايلها كذا!!...
ما رديت عليها..و كملت طريقي وطلعت ثريا غرفتها..لانها ما تقدر تمشي على ساقها...
ونزلت بسرعة..وانا ادعي في سري..إن غادة تكون لسى في الصالة..والحمد لله لقيتها....
كانت جالسة...اول ما شافتني أقرب عليها..وقفت...
قربت منها..وقربت..لغاية ما صار يفصلنا عن بعض..أقل من نص متر...ومن دون مقدمات..اعطيتها كف خليتها..تترنح وتطيح على الارض...
قتلها وانا واقف مكاني وبصوت زي حد السيف: هذا عشان ثريا...ولو في أمك خير!! ...روحي إشكي لابوي...وانا اطربقها..على راسك...وعلى راس امك....ولثاني مرة أحذرك...ابعدي عن طريق ثريا...ولا بتندمين..
وسبتها مرمية على الارض وطلعت غرفتي...وانا ارغي وأزبد في داخلي..
عمري ما تصورت..إني..أضرب أحد...وخصوصا إمرأة...لكن هي ..إلي اجبرتني..لازم أدافع عن ثريا...ولو ما سويت كذا غادة وأموها راح يستوطو جانبها كل شوية...انا ضربت غادة...وماني ندمان..ومستعد اسوي أي شي...ولا اشوف ثريا تنهان..او تندعس وتروح في الرجلين...
وطول ما انا حي..ما راح أسمح لمخلوق يهينها او يظلمها....
………………..
يحيى....
آآآه..قد إيش عذبني..هذاك الوجه...كل يوم أتعلق فها...كل يوم..حبي لها يكبر...ويزيد...ابدا ما راح...انسى وجهها...كيف حبيتها...وليه ..ما ادري!!من دون أي مقدمات لقيتها ساكنة بفكري...طريقي معاها طويل..وصعب..لكن الحين...راح أكتفي بحبي الصامت لها...لغاية ما اوثق الحب هذا..بميثاق شرعي...متى!!..وكيف!!العلم عند الله...كل إلي أعرفه إني أبغاها..تكون ليا..ليا لوحدي وبس..

: هيييييييييييييييي!!..فين رحت..دورك..يلا إرمي..!!
طليت على الأوراق بيدي..وقلت لهم:ما أبغى ألعب..
وحطيت الأوراق..وقلت : خلي أحد يجي بلعب بدالي..وقمت وسبتهم..
طلعت من المجلس رحت وقفت قدام المسبح الخارجي جلست أتأمل سطح الموية الراكد..
نفس النقاء إلي في وجهها..لكن مو نفس الهدوء..حبيبتي جمالها جامح..عنيف..يأسر الواحد....
تنفست بقوة..أبغى أدخل أكبر كمية هوا لرئتي..كنت مخنوق...شوفتي لها...رجعت كل الماضي..هيجت كل المشاعر..لمتى بستمر أكتم!!..لمتى..أسكت..وأداري!!...
ليه هي الوحيدة من بين كل البنات إلي لمحتها؟؟...ولا لان عيوني ما تشوف غيرها...عشان كذا شفتهم كلهم..وفي نفس الوقت ما شفت غيرها!!
حسيت بيد أحد على كتفي..إلتفت لقيته..عامر..ولد عمتي سعاد..
ابتسمت له بالغصب وقتله: هلا عامر..إيش إلي مطلعك!!...الجو داخل ما عجبك!!
شال يده من على كتفي ووقف جنبي: لا بالعكس ..الشباب جمعتهم حلوة..بس الجلسة ناقصك!!
رجعت نظري للمسبح وقلت له بهدوء: شوية وراجع لكم..
قلي: يحيى!!..انا اعرفك..في شي إنت مخبيه عني!!...إيش فيك!!
إيش أقله!!...ما ينفع!!..التفت له وابتسمت ..وحاولت أصتنع المرح ..وقتله: ياخي طفشت منكم!!..ومن خلقكم العكرة..قلت أجي هنا..أغير المناظر
وما اعطيته فرصة..مسكته من كتفه..ورجعت دخلت معاه المجلس..
إلي في قلبي لازم يضل في قلبي..ما لازم يطلع منه..على الأقل الحين..
.......................
وداد.......
مر حوالي أسبوعين...وحالة صبا كل مالها تتحسن حتى إنها بدأت تتكلم أحسن من أول بكثير...
لكن خبر موت ناصر مأثر على نفسيتها ...من يوم عرفت بموته...وهي كل يوم تجيها كوابيس آخر الليل...وتنتهي بصراخ..يهز أركان المستشفى هز...
وفي يوم كنا جالسين أنا وهي بس ...ما كان في أحد...فاجأتني من دون أي مقدمات..
قالتلي بصوتها التعبان: مالي أحد غيرك أثق فيه..
انا تفاجأت من جملتها..وعلى طول رحت وقفت بجنبها وحطيت يدي على يدها عشان أهديها وقتلها: صبا حبيبي إحكيلي إيش في!!
قالت : اول شي روحي إقفلي الباب ..
ورحت سويت زي ما قالت..ورجعت وقفت عندها..
قالت: روحي جيبي المصحف وتعالي..
وسويت زي ما قالت وأنا مستغربة من طلبها..إمكن تبغاني أقري لها من القرآن!!..
لكن قرآءة القرآن ما تتطلب إنا نقفل باب الغرفة!!...الحين بنشوف..
قالت : طاهرة!!
هزيت لها راسي وقتلها: دوبني صليت قدامك!!
قالت: حطي يدك اليمين على المصحف..
تبغاني أحلف!!...على..إيش؟!...
قتلها بإنكار: على إيش تبغي تحلفيني يا صبا؟!
قالت بتعب..وشكلها تضايقت..إذا تبغيني أحكيلك..فنفذي ..إلي طلبته منك..وإذا ما تبغي..خلاص إنت حرة..ولفت بوجهها على الجهه الثانية..
مالقيت حل غير إني أنفذ إلي قالت عليه..لاني متأكدة إن الكلام راح ينفس عليها ..عشان كذا قلتلها بصوت عالي: خلاص يا صبا راح أحلف..
ألتفتت لي وقالت: حطي يدك اليمين على المصحف!!
وسويت زي ما قالت..
قالت لي: قولي..أقسم بالله العظيم..وأسمائه الحسنى..وصفاته العلى..إنك راح تكتمي ..كل كلمة..أقولها لك وتصونيها ..والله لا يسامحك..في دنيا و ينزل عليا غضبه في الآخرة..إذا خنتي الأمانة والعهد!!..
لا حول ولا قوة إلا بالله...اليمين صعب..لكن ...إن شاء الله أصون العهد وقلت بصدق: أقسم بالله العظيم ..وأسمائه الحسنى..وصفاته العلى..إني راح أكتم ..كل كلمة تقوليها وأصونها ..والله لا يسامحني في الدنيا ..وينزل عليا غضبه في الآخرة ..إذا خنت الأمانة والعهد..
أرتاحت ملامحها...وقالت: بيني وبينك عهد وذمة..مسؤولة عليها ليوم الدين!!..
هزيت راسي يعني نعم...وأنا خلاص قلبي طاح من ضلوعي..المسألة شكلها كبيرة..كبيرة مرة!!..

بدأت تحكي..ببطء وبتعب: يوم هربت ورحت بيت ناصر على أساس أقابل زوجته ....
وفعلا وداني بيته..وجلست في الصالة مستنياها وأستنيت واستنيت ...وبعدين ..جابلي كاسة عصير...و.........
مستحيل!!...إلي أسمعه هذا خيال..!!..مو لهذه الدرجة توصل النذالة والخسة...بالإنسان لهذه المواصيل..
كيف قدر!!..هذه عاره..أخته..شعر لحيته..مستحيل..إلي أسمعه ما يتصدق..صبا بدأ صوت بكاها يعلى بالتدريج...وجسمها كان ينتفض..ودموعها..كانت تنزل زي الشلال..لما وصلت لنهاية القصة..شهقت بقوة..الشحنة الي كانت داخلها فرغتها..ولا كانت على وشك إنها تنفجر...
حرااام والله حرام ...يحصل فيها كل ذا...في شرع مين!!...في شرع مين الأخ ينتهك شرف أخته..
قربت منها وحظنتها بقوة..لانها بدأت تصرخ..بطريقة عشوائية..حظنتها..عشان أحسسها باآمان..
ضميتها بقوة..وقتلها بحنان: صبا حبيبتي..إهدي...لا تخافي إنتي الحين عندي..ما في أحد راح يمسك بشعرة ..خلاص يا صبا..إهدي حبيبتي..إهدي ..أنا معاك وحولك راح أحميك..لا تخافي..لأا تخافي..صرت حاضناها زي ما الأم تحظن طفلها بالزبط...وصرت أمسد على شعرها ووجهها..وانا أقرأ عليها القرآن..
دموعي غرقتني وغرقتها..معقولة!!..صبا يحصل لها كل هذا!!..
ليه!!...حرام...ليه صبا!!...
ناصر الوحش..كيف سمح لنفسه ..إنه يقتل برآتها!!..كيف أفترس..طهرها!!..
الله لا يسامحك..يا ناصر..الله يجلدك..في جهنم..الله ينتقم منك..
إيش أسوي ياربي!!...إيش الحل!!..صبا ما حكتلي الحقيقة..غير لانها..ماهي قادرة تلاقي حل!!..
وإيش هو الحل في مصيبة زي ذي!!..استغفر الله العظيم ..
طليت عليها وهي كيف نايمة في حظني زي الأطفال..والدموع متجمعة في عيونها..مسحتهم لها..وانا دموعي..زادت..
آآآه يا صبا..حملتيني حمل ثقيل..ساعدني يارب..كيف الحل!!..أنجدني وأنجدها يارب!!...يا رب..خلصها من المحنة والكرب إلي هيا فيه..برحمتك يا أرحم الراحمين..
بعد شوية جا عمي ..وكان معاه..صالح وغازي...أول ما جات عيوني في عين صالح...عرفت ..إن صالح ما راح يسكت إلا لما يعرف كل الحقيقة ..آآآه يارب..إسترها..يا ستار..يا أرحم الراحمين...
وبعدين طليت لعمي...ملامحه كانت مسالمة..كان يطل على صبا وهي في حظني بحب وحنان...
قرب مني وقلي: كانت تنام في حظني زي كذا..واشر علينا ..وهو يغالب دموعه..لكن دمعة غلبته..ونزلت بسرعة على خده...
كان شكله مأثر مرة..بدأت دموعي تنزل من جديد...الله يصبرك يا عمي على ما بلاك..الله يصبرك...
عمي كانت في عيونه لمعة..لمعة فرح..إستبشرت خير قتله: خير يا عمي..وجهك يقول..في أخبار طيبة!!
راح وقف عند راس صبا من الجهة المقابلة وحط يده على راسها وقال بفرح باااين عليه: خير يا بينتي..الطبيب قال ...بعد ثلاث أسابيع راح نسافر..ألمانيا... عشان نسوي لصبا عملية ضهرها...والدكتور سليمان...بشرني ..بالخير!!
فرحت..لكن فرحة مكسورة....ما حبيت أبين لعمي حزني..عشان كذا ..دنيت على صبا مرة..وقتله..من بين دموعي: الحمد لله يا عمي..الله يبشرك بالخير..وبسلامة صبا يارب
قال بحرارة: يارب يا بنتي...يارب...

بعد دقايق من السكوت..إلتفتت لصالح..ملامحهه كانت جامدة...حسيت بشي مو مريحني...مدري ليه قلبي..إرتجف ..
في السيارة..كنت اتأمل ملامح غازي..كان باين إنه يفكر في شي..قتله..: غازي!!..إيش في!!..ملامحك تقول إنك مخبي شي؟؟...قول إيش عندك!!
التفت عليا بهدوء وقلي: في البيت راح أقلك شي
خفت..المسألة فيها حكايات..وروايات!!..الله يستر..

وصلنا أخيرا للبيت...خلاص أعصابي على آخرها..ماني حمل صدمات جديدة...ووجه غازي أبد ما يبشر بالخير...
قتله بنفاذ صبر: ها يا غازي...ايش فيه!!...ترى سقطت قلبي!!
جلس على الكنبة إلي مقابلة لي وقلي : صالح مدري كيف أكل عقل عمي..ومدري كيف أقنعه..بإنا نفتش صبا قبل السفر!!
سألته بإستغراب: كيف يعني تفتشوها!!
قلي بطولة بال: نكشف عليها!!
ماني فاهمة شي..سألته بتعجب مع خوف: ليه الطبيب قال إن صبا فيها شي ثاني!!
قال بصوت عالي: وداد إيش فيك إنتي؟؟ صالح بيخلي دكتورة نسا تكشف على صبا!!..
فهمت..ويا ريتني ما فهمت..يا ريتني ما سمعت شي أصلا...
إيش المصيبة ذي..دكتورة نساء..يعني..موت مستعجل...طامة كبرى!!....
لا لا..مو معقول...الله يسامحك يا صالح..ما راح يهدا غير لما ينبش كل الموضوع..
طبيبة نساء معناته إن صبا راح تروح في الرجلين....إيش الحل..إيش الحل!!..راح أجن..
ما عرفت أيش أقول لغازي...الحين مافي في بالي أي شي...تفكيري مشتت..وتركيزي ضايع..لازم أختلي بنفسي..
و على طول إستأذنت وطلعت غرفتي..أفكر في المصيبتين...إلي جات على راسي في يوم واحد...آآآآآآآآآآآآآآه يا صبا......والله ما راح تتحمل كل هذا...
وعمي كيف رضي بكذا!!....استغفر الله العظيم..حكمتك يارب..حكمتك يارب..لا إعتراض على حكمك ...
ما جاني نوم...سهرت الليل كله أفكر في حل..النوم طار من عيوني..الله يحرمك طعم النعميم يا ناصر إنت والغريب إلي معاك....ومن كثر التعب..نمت وأنا جالسة على المكتب..ومادريت بعمري...

ثريا..لمتى راح تستحمل أذى غادة وأمها؟؟
وغادة..كيف راح تنتقم من حاتم؟؟
ويحيى من هي حبيبته المجهولة؟؟شخصيات جديدة سوف اظهر
ووداد...هل راح تلاقي حل لمشكلة صبا؟؟

الأجزاء القادمة كفيلة بالرد...
إنتظروني ونوروني

شمس البادية 14-03-08 07:27 PM

حمدالله على السلامة يا أحلى من القمر . ومشكورة على القصة الرائعة . وأتمنى انك تنزلى الأجزاء بانتظام علشان نقدر نتابعها .. مع تحياتى شمس البادية

حبيبي الوحيد 21-03-08 10:32 AM

مستنينك ياقمر
لا تطولي علينا

احلي من القمر 21-03-08 07:40 PM

أسفة حبايبي علي التأخير
 
الجزء الرابع.....

سراب.....
قررو بيت عمي محمد وبيت عمتي سعاد إنهم يباتو..وبكرة العصر يرجعو الشرقية ...
كنا جالسين في غرفة أمل أنا وأمل وبتول بنت عمي محمد ونجوى وعبير بنات عمتي سعاد والبقية روحو بدري...أمل ونجوى وعبير دخلو ينامو بدري...عشان أمل وراها دوام..ونجوى وعبير..سهرانين من أمس...
..وإلهام ما رضيت تنام معانا..ما تقدر تنام غير في حظن ماما..طبعا يحقلها آخر العنقود...
إلهام عمرها10سنوات..لكنها متعلقة في عمتي سعاد مرة...وما تنام غير معاها في نفس الغرفة....فأضطرينا أنا و بتول إنا نوديها عند عمتي سعاد في الملحق....ونزلنا ورحنا وديناها...ورجعنا غرفتي...جلسنا أنا واهي سوالف...
قتلها: وإنتي ما تبغي تنخمدي زيهم !!
ضحكت وقالت: ليه شايفاني دجاجة زي أختك وبنات عمتك!!
ضحكت على تعليقها: ههههههههههههههه والله صادقة..هذه مشكلتي مع
أمل...يا أختي تعز النوم زي عيونها...ما شاء الله عليها منتظمة في نومها..
ضحكت :ههههههههههههه هاذولا هم الدكاترة ...ما يجي الساعة 9 المسا...إلا وهم منخمدين..
وجلسنا أنا وياها لغاية ما أذن الفجر...صلينا...لكن كمان ما جانا نوم...قلتلها: بوبو!!...ما نتي جيعانة....انا بموت جوع!!عصافر بطني تصوصو !!
ضحكت وقالت: أشهد أن لا إله إلا الله أخيرا نطقتي....أنا عصافير بطني ماتت ههههههههههههههههه
ضحكت عليها: هههههههههههه يالدلخة!! ..ليه ما تكلمتي من أول..لازم أعزم على جنابك يعني!!
رمشت بعيونها وقالت بدلع: أيوا تراني خجولة
قتلها: إيه خجولة مرة ..إلا وجهك مغسول بمرقة سمك...هههههههههه
خبطتني بشويش على كتفي: مرقة سمك في عينك...مشي قدامي لا أبلعك الحين
قتلها: يما!! تسوينها ...
بتول برغم كل الظروف إلي مرت فيها..إلا إنها إنسانة مرحة..ومتفائلة..وتحب الحياة ...عمري ما شفتا غير وهي تضحك...قلبها ابيض وطيب....ومع هذا عزيزة نفس ...وكرامتها عندها قبل كل شي ..وتعرف متى تثور لكرامتها وعزة نفسها في الوقت المناسب ...
نزلنا أنا وياها المطبخ....نلقط لنا كم لقمة من عشا أمس..
طلعنا الباقي من أكل أمس ...
قالتلي بتول : عارفة!! ما ابغى هذا كله ...
قتلها: وانا
قالت تدري أنا في إيش نفسي !!
قتلها وانا ارجع الأكل في التلاجة: في إيش!!
قالت بحماس: بيض مقلي وكوب حليب بالشوكولاته...يممممممم ..والله إني أسوي شوية بيض تاكلي أصابعك وراه
ضحكت على شكلها وهي تتكلم بحماس : هههههههههههه شهيتيني والله ..
وبدأنا نحظر الفطور....
بتول حظرت البيض وانا سويت شوكولاتة بالحليب..وحطيناهم على الطاولة وبدأنا ناكل...
البيض كان مررة طعم قتلها: اممممممم يسلم يدك..والله إنك طباخة جبارة
ضحكت وقالت: بالهنا يارب ...
بعدين قالت: سروبتي..فين الشوكولاتة إلي أمس ضيفتونا منها!!..ابغى قطعة !!
ضربت بيدي على جبيبني: يوووووووووه إنتي لسى تلغوصي في الأكل ...هههههههههه
ضحكت: هههههههههه إي والله...ما تشوفيني كيف قد الفيلة !!
قتلها وانا أقوم من مكاني: ههههههههه لا والله جسمك حلو..ما شاء الله...تنحسدي عليه..
ورحت للدولاب وطلعتلها الشوكولاتة إلي طلبتها وحطيتها قدامها وقتلها: تفضلي ... سبحان الله على طبعك!! ...مدري كيف تقدري تاكلي بالشكل ذا!!...
ضحكت : ههههههههه كل إلي يعجبك ...
قتلها: على قولتك..أصلا اللغوصة ..وراثة في العائلة..عامر كما...
وبترت كلمتي ..بتول وججها تلون وتغيرت ملامحها...
قتلها بصوت واطي : ما قصدي أجيــ...
قاطاعتني بصوت مضظرب: عااادي ...أدري إن عامر يحب يلغوص....
وسكتت شوية وكملت: مثلي ...
سكتنا وجلسنا نكمل أكلنا ..لكن بقابلية أقل من أول ..

بعد شوية جانا صوت أحد يتنحنح من برى...شكله واحد من الشباب ..نزلنا أنا وبتول الغطا على وجيهنا..وقلت للي واقف برى: تفضل !!
أول ما شفته وقف الدم في عروقي..مو وقته أبدا ...بحركة لا إرادية طليت على بتول...كانت منزلة راسها ....رجعت رفعت راسي له ووقفت وقتله: هلا عامر...تامر بشي!!
كان مثبت نظره على بتول... كان يطل عليها وكانه شايف كل قطعة فيها...عيونه كانت تلمع...وبعد شوية نزل نظره على الارض و قال بصوت مرتبك: ما يامر عليك ظالم ...لكن سامحيني....مين إلي تكلمني!!
طليت على بتول إلي لسى منزلة راسها: انا سراب
قال: هلا والله سراب.....كيفك ؟؟
قتله : الحمد لله بخير..وانت عساك طيب!!
رفع نظره ورجع ثبته على بتول وزادت لمعة عينه: الحمد لله تماام
قتله: دوم يارب
قلي: دمتي ودام راسك ...
ووجه كلامه لبتول : كيفك يا بنت خالي!!
معقولة عرفها!!...أكيد يعرفها مو كانت زوجته في يوم من الأيام!!
ردت عليه بتول بهدوء وبصوت واضح: الحمد لله يسرك الحال...
حسيت إنها شدت على كلمتها الأخيره..
قلها بحزن: جعله دوم يارب
رجع نزل نظره وقال:ياريت إذا ما عليكم كلافه تسولي فطور!!
قلت له: على أمرك...إيش تـــ...
ما خلتني أكمل وقفت وقالت بهدوء:المطبخ قدامك.... سوي لنفسك...
طل عليها وقال بتريقة: مشكورة..يجي منك أكثر..
طنشته وما ردت عليه
إرتبكت من الموقف ورد بتول وقتله بإرتباك: السموحة منك يا عامر .... أيش تبغى تفطر!!
أشر على طبق البيض وقال: زي ذا بالزبط...ورجع طل على ثريا
قتله عشان اصرفه: دقايق وارسله لك..
قال بتحدي: إذا ما عليك كلافه...سوي الحين وأنا واقف...
وبعدين!!...إيش هذه الورطة؟!...انا ما اعرف أسوي البيض زي كذا
قتله: إنت روح ارتاح وانا بسويه وبرسله لك
سحب كرسي وجلس عليه وطل على بتول: انا كذا مرتاح...ياريت تسوووه (وشد على كلمة تسووووه)بسرعة لاني جيعان
عجيب والله و يتشرط كمان!!...اف والله انه ثقيل
قالت له بتول :ايش فيك إنت ما تفهم!!...البنت قالت لك بترسله...يعني تفضل !!
واشرت على باب المطبخ إلي يودي للحوش
قلها بتريقة: لا والله...هيا كذا قصدها!!
قالت بتول بزهق: أف اللهم جيبك يا طولة البال ...وبعدين !!
قلها بحدة: لا تتأففي في وجهي...فاهمة!! سويلي البيض وإخلصي
قالت له بعصبية: كمااان!!..
أشر على بقية البيض والشوكولاتة إلي في صحن بتول وقال ببرود: ولا تنسي الشوكولاته!!
خلاص بتول الحين بتنفجر في وجهه قالت له:ترى زودتها!!... هي إنت لا تنسى نفسك!!
جلس يطل عليها بنظرات غريبة وبعدين قلها بصوت مجروح : انا نسيت نفسي من زمان....والبركة فيك!!
بتول صوتها إضطرب وقالت: لو سمحت....لا تبدأ ...تبغى فطور!!..الحين بيوصلك...لكن تفضل من هنا!!..
رجع لصوته العصبي: لا بتسويلي الفطور الحين..
قلت ببالي الحين بتول بتترك المطبخ ..اعرفها ما تحب أحد يتحداها...
أنصدمت لما شفتها راحت وفتحت باب التلاجة وطلعت منه البيض...يعني بتسويله!!....إستغربت من تصرفها...ووقفت مكاني اطل عليهم...
كانت تسوي البيض بعصبية..وتخبط بكل شي يجي بيدها...يعني معصبة..طيب ليه تسويله!!...غريبة!
ورجعت طليت على عامر...كان يطل عليها بحنية غريبة...وكانه مافي في المطبخ غيرهم...شكله مو جايب خبري
وسوتله البيض وحطت له من الحليب بالشوكولاته إلي سويته وحطته قدامه وقالت: تفضل ...
طل عليها وقلها:تسلم يدك يااارب...ليتني ما انحرم من هذا القلب الطيب..
إنصدمت لما شفته حط يده على يدها...إيش هذا تجنن؟؟
بتول دفت يده بالقوة وقالت له بجفاء: لا تنسى نفسك..تراني محرمة عليك !!
قلها بحتدي: وبتكوني محرمة على كل الرجال..لانك ما بتكوني لأحد لو ما رجعتي لي...فاهمة !!
قالت له بتحدي: انت تحلم...وما بيجمعني فيك سقف واحد مرة ثانية...
قلها بتحدي: بتول...لا تتحديني...ترا سكوتي عنك ماهو عجز ...وانتي عارفاني كويس..
قالت له بإستخفاف: عمري ما عرفتك كويس...
قال لها بصوت كله ضعف: ليه يا بتول تسوي فينا كذا!!...ليه تعقدي الأمور عليا وعليك!! مايكفي عذاب وبعد...سنة ...انكويت بنار الفراق والبعد..وانتي !!...قلبك ما رق!!....ما حن!!
قالت له بإرتباك: لا تعيد نفس الكلام...!!
قلها:حرام عليك يا بتول...انا مالي ذنب !!
قالت بصوت باكي: اجل ذنب مين!!
قلها: انتي عارفة ذنب مين؟؟
قالت له بصوت حاسم: إنتهى يا عامر إنتهى ...وطلعت من المطبخ تجري..

انا على طول طلعت وراها...لكني سمعت صوته وهو يقول بحسرة: حرام...والله حراااام ....
دخلت الغرفة ورمت نفسها على السرير...وكانت تبكي بحرقة: ليه تسوي فيا كذا!!...ليه كل ما أحاول انسى ألقاك في وجهي!!
رحت جلست بجنبها على السرير وحطيت يدي على ظهرها ومسدت عليه بهدوء: لا تسوي في نفسك كذا يا بتول...
قالت : ليه ما يبغى يرحمني!!
قتلها: إهدي...صلي على النبي....ورجعت امسد على ظهرها عشان الإرتباك يخف...
بعد ما هديت شوية جلست وصارت مقابلة لي وقالت لي بخجل: آسفة يا سراب على إلي حصل اليوم قدامك!!
شديت على يدها وقتلها: لا عادي حبيبتي..اهم شي إنتي لا تعصبي نفسك
وسكت وبعدين رجعت قتلها بحرج:ممكن أسألك سؤال؟
قالت وهي تمسح الدموع من وجهها: إسألي!!
قتلها: ما ني فاهمة ليه سويتيله البيض!!...مع إني عارفة إنك تموتي ولا توي شي بالغصب !!
وجهها حمر وقالت بخجل: بالصراحة نفسي ما طاوعتني..إني ما اسويه له.......وخصوصا إنه شافني وانا آكل منه...وهو يحبه بهذيك الطريقة...
قتلها: بتول إنتي لسى تحبيه...صح!!
رفعت عيونها فيا وقالت بحزن: ايوا لسى أحبه...لكن إلي حصلي.....منه (قالتها وهي تشهق من البكا) أكبر بكثير من حبي له
قتلها بعتب: حراام عليك يا بتول...هو مظلوم معاك في كل إلي حصل !!ليه تظلميه زيادة؟!
قالت بحزن: أظلمه!!....انا ما ظلمته...أنا إلي انظلمت !!أنا إلي أنكسرت فرحتي في أحلى ليلة في حياة أي وحدة منا...ما حد حس بالمرار زي ما حسيته انا ...وكل شي حصل قدام عيونكم !!
قتلها: خلاص يا بتول إنسي ...انتي كذا تتعبي نفسك....!!
قالت بقهر: وانا ابغى أنسى....وكل ما احاول انسى يظهر هو في حياتي يقلب كل المواجع!!
ورجعت تبكي ...جلست أتكلم وأحاول معاها لغاية ما سكتت ...وبالعافية غمضنا عيونا ونمنا...أنا عني نمت...لكن بتول..مدري عنها شكلها والله يعلم ما نامت...الله يجبر كسر قلبها ويريح عليها وعليه...لانهم الإثنين مظلومين..
.................................

بتول.....
آآآه يا عامر......ياعذابي....لو بيدي أنساك....لو بيدي أكرهك...لكن...كيف السبيل!!....دايما أوهم نفسي إنك صفحة وأنطوت من حياتي..إنك أختفيت من عالمي...وتطلع لي من جديد....عشان تهد كل السور الوهمي إلي أبنيه حولي..بنظرة حانية منك...او كلمة طيبة ...أتمنى بعدها إني ارتمي في حظنك ...واقلك إنه مافي في قلبي غيرك حبيب ...
لكن كبريائي يمنعني...فرحتي المجروحة تمنعني....لا يمكن أنسى ....
هذاك اليوم...كنت في قمة سعادتي...كنت...شايفة الدنيا من حولي بأحلى الألوان... كنت مهيئة نفسي..إني أعيش معاك طول العمر وجا وقت الزفة....
وشفتك زي الحلم ...يقرب ...ويقرب...ويقرب..الحلم أصبح حقيقة...ويدي فيدك...عاهدت نفسي في هذيك اللحظة إني امنحك الحب السعادة ...امنحك نفسي...امنحك كل شي ....إني أحبك...وأذوب في عشقك لغاية آخر العمر....وتمت الزفة..وفرحتي ما تعادلها فرحة....ونزلت من الكوشة لكن قلبك فضل معي...وانفاسك خالطت أنفاسي ....
وجو أهلي وأهلك...عشان يباركو هذا الحب...ويشهدو على فرحتي الأبدية....لكن فرحتي تدمرت...حلمي صار كابوس...
حريم كثير كثير لابسين أسود...قربو مني لغاية ما وصلو للكوشة ووراهم عروس ثانية غيري!! لابسة فستان فرح!!...
جروني من مكاني وجلسوها هي....وبعدين جاني الصوت من المكبرات الموجودة في الصالة حطم كل شي ...هدم كل الأحلام: هذه عروسه ..هذه بنت العرب...بنت عمه ..أما ذي دخيلة...لصقوها فيه أهلها بالغصب...سامية هي إلي في قلب عامر...
كنت أتلفت.... ماني فاهمة شي !!هذه إيش جالسة تقول...عروسة مين!!...طليت على العروسة إلي جالسة مكاني ... الوجه هذا انا اعرفه هذه سامية ...إي هيا سامية بنت عمه...إيش جالسة تسوي !!
قمت من كماني وقلت باعلى صوتي:إيش جالسة تسوي هنا !! إنتي مريضة مجنونة....إطلعي برى....وقربت منها وحاولت أجرها ...لكن حريم يخوفو...جروني من الكوشة وضربوني ...قطعو فستاني...حاولو أهلي يساعدوني...لكن كيف يوصلولي...وخمس حريم وحوش تحلقو حولي ونزلو فيا ضرب وبهذلة....ماقمت أسمع شي..ولا أشوف شي.....جاني صوت عامر زي الحلم...فتحت عيني عشان أشوفه...لكن
من كثر الضرب...وتأثير الصدمة أغمى عليا...
لغاية آخر لحظة كنت مكذبة كل شي...أول ما فتحت عيوني ناديته...كنت أبغاه جنبي...أبغاه يكذب كل الي حصل...يطمني...إني كنت في كابوس...
ناديته بصوتي التعبان...وبقلبي المجروح: عامر!!..
قرب مني وحط يدي بين يدينه الثنتين...
إلتفت له وقتله من وسط دموعي وتعبي : عامر!! قلي إن إلي حصل كذب...قلي إن كل إلي مر كابوس
كان ساكت...و وباين عليه الحزن ....
قتله بصوت مجروح: قلي إنك ما تزوجتها!!
قلي : بتول الموضوع مو زي ما انتي فاكرة!!
صرخت فيه: ما يهمني أي موضوع...قلي إنك مو متزوج من غيري؟؟
قلي بترجي: بتول خليني أشرحلك المـ.....
صرخت في وجهه: انت متزوج سااامية!!
قلي: بتول اسمعيني!
صرخت في وجهه : اسمع إيش !!....إطلع برا...ما ابغى اشوفك...ما ابغى اشووووفك...برا...إطلع من حياااتي!!
.................................
عامر.....
ترجيتهم يسمعوني...حلفتلهم إني مالي ذنب....إن كل شي تم بسرعة وغصب عني.....أقسمت لهم إنه ماكان في يدي حيلة...لكن ما حد سمعني...بتول هي أول من صد عني....ليه !!...ليه تعاقبني من دون ما تسمع دفاعي عن نفسي...
وجتني الضربة القاضية...بتول تبغى الطلاق!!رحت عندها...حاولت أكلمها ما رضيت حتى تقابلني!!....
كلمت خالي شرحت له ظروفي وقتله إني طلقت سامية في هذيك الليلة ...ترجيته يفهمها يقنعها...لكنها مازالت مصرة على الطلاق...
أجلت وأجلت...وحاولت أشرح...مافي أمل...ما زالت مصرة....طلقتها...غصب عني...كتبت شهادة وفاتي بيدي...وبتول وقعت عليها...ليه يا بتول بقدر ما انتي طيبة...بقدر ما انتي قاسية!!...ليه سمحتي لكبريائك انه يوقف حاجز بيني وبينك!!....ليه سويتي هذا وانتي عارفة إن ما في القلب غيرك ؟!.....
ليه ينغدر بنا من قبل أقرب الناس لنا!!....
ليه الطعنة إلي تجيك في ظهرك ما تيجيك غير من إنسان كنت تتخيل إنه هو إلي حامي ظهرك!!...
ليه يا عمي حطمتني!!...عشان أطماعك !!....
لسى ذكرى اليوم المشؤوم ساكنة بالي...
إتصال غريب جاني من سامية ....وكان باقي على زواجي بس 3 أيام....كان باين عليها إنها خايفة....كانت تكلمني من رقم غريب...وكانت تصرخ في التلفون: عامر !!!...إلحقني يا عامر ...إلحقني...!! أنا سامية
صوتها خوفني...كان باين إن في شي كبير حاصل سألتها بسرعة: إيش في !!...إيش حصل!!
قالت : أبويا !!...إلحق على أبويا!!
سألتها : إيش فيه عمي!!
قالتلي: ما في وقت يا عامر...تعال بسررررعة...أنا في حي ........
ووصفتلي الحي والعمارة ورقم الشقة.......
طلعت زي المجنون...صوتها يخوف ...الله يستر!!...
وصلت ..ودقيت الباب...على طول فتحتلي هي الباب ...من دون أي مقدمات دخلت وأنا أسأل : فينه عمي إيش حصل !!...
أشرت على غرفة...دخلتها ما شفت أحد
إلتفت لها أسألها بإستغراب: فين عمي!!...مافي أحد...
في لمح البصر قفلت سامية الباب وشالت المفتاح....وحطته في ملابسها الداخلية!!....
هذه إيش جالسة تسوي!!......
قتلها بحدة: إيش جالسة تسوي إنتي !!
ماردت...كل إلي سوته إنها فسخت العباية...وكانت لابسة ثياب نوم...شفافة...مبينة كل مفاتنها....انا وقفت في مكاني ...بهتت...في غلط في المسألة ....هذه إيش جالسة تسوي؟؟
وقبل لا أستوعب الموضوع...سمعت دق قوي قوي على باب الغرفة
و كان باين صوت عمي : إفتحو يا .......!!....
وفي نفس اللحظة ...سامية نطت عليا ...وسحبت الغترة ...ومسكت ياقة ثوبي...لكني مسكتها ودفيتها بقوة لغاية ما طاحت على الأرض...وكان صوت الدق على الغرفة يزيد...رحت لعندها ومسكتها من شعرها...شديتها وقتلها بغضب:إني تجننتي!!وصلت بك الوضاعة لهذه الدرجة!!
هاتي المفتاح يا كلبة....
مسكت في رجولي وصارت تصرخ بكل صوتها: عامر أنا أحبك...لا تتخلى عني!!....
إيش جالسة تقول ذي !!....رفستها بقوة وبعدتها عني
رجعت وقفت من الأرض ورمت نفسها في حظني بقوة...وأنكسر الباب....
ودخلو....
عمي وإثنين من أخوال سامية
شفت الدم في عيون عمي.....كان يطل عليا بنظرات...كلها إحتقار....وكل إلي سواه إنه قرب مني...وتفل ( الله يكرمكم) على وجهي....
كيف أرد عليه!!...كيف أدافع عن نفسي!!....في لحظتها...تفكيري توقف...
إيش هذه المصيبة إلي أنا فيها...كانت كل العيون تدينني بجرم...انا طاهر منه....لكن ...إيش أقلهم وبنتهم...او بنتنا في حظني!!...كيف أدافع!!...ومين راح يصدق !!....
جاني صوت عمي بلهجة حاسمة آمره :ما راح أقتلكم وأفظح نفسي...انتو إلي زيكم حرام اروح فيهم....لكن ما راح تطلع من هنا غير وانت عاقد عليها...ولا من شاف ولا من سمع....
أعقد على مين؟؟...انا ما سويت معاها شي !!
قتله بترجي: عمي أسمعني...والله إني ما سويت شي !! وبنتكم والله ...والذي لا إلاه إلا هو ما قربتها...ولا لمستها!!
جاني صوتها وهي تبكي : يا واطي!!...تغلط معي وتتخلى عني!!
قلت لعمي بسرعة: كذابة يا عمي!!
قلي عمي بكره: الحين تنكر غلطتك يا حقير؟؟ الحين تتنكر لها!!...كيف وهذه عرضك !!...بنت عمك!!
جلست أطل على عمي..وعلى إلي معانا في الغرفة من غير لا حول ولا قوة....
جاني صوت عمي زي الرعد: قسما بالله العظيم....لو ما عقدت الحين...لأقلب زواجك إلي راح يتم بعد ثلاث أيام لحزن...وصدقني....راح أطلع منها نظيف....
تحلقهم حولي...وتهديدات عمي...أجبرتني إني أنصاع لأوامرهم....
وفي خلال ساعة كانت سامية زوجتي...
وبعدين أنكشف لي المستور... لما جاني صوت عمي بإستهزاء: كذا لمينا فضيحة بنتنا...لكن....مين إلي بيلم فضيحتك!!
ما فهمت إيش قصده سألته وأنا منهار: إيش قصدك!!
قال بإستهزاء : عروسك !!...ما أظن إنك تبغى زوجتك تعرف بمدى وضاعة زوجها !!
قتله بخوف ما قدرت أخفيه: زوجتي إيش دخلها في الموضوع !!
ضحك وضحكو إلي معاه : ما راح ندخلها...لكن لكل شي ثمن!!
رفعت عيوني لسامية لقيتها واقفة وسط أخوالها وأبوها وعلى فمها إبتسامة نصر...
وأنجلى السواد من على عيوني ...خطة!!...رسمو خطة ...واوقعوني في الفخ...
قلت بغضب : آآآه يا عيال الكــ....
عمي قاطعني بصوت عالي: لا تقل عقلك وتطول لسانك...ترانا راسمينها صح...وألف من يشهد عليك...واولهم حارس العمارة...
خلاص بلعت الطعم وصرت في مصيدتهم ...ومافي قدامي غير أنفذ....قلت بإستسلام: طلباتكم؟؟
قلي عمي بتريقة: أيوا كذا....خليك عاقل!!
قلت بعصبية: خلصني إيش تبغى؟؟
أشر بيده وقال: خمس مليون ...ما أظنها كثيرة عليك...اللهم لا حسد ...هههههههه وضحك بأسلوب بغيض ...
قتله بعصبية : خمس مليون؟؟...أكيد جالس تخربط!!....
قال: لا بالعكس..ترى الخمس مليون ماهي كثيرة في سبيل سعادتك ؟؟
قتله بتحدي: ولو ما دفعت الخمسة مليون إيش بتسوي؟؟
ضحك وقال: بسيطة...بنسوي إعادة للمشهد إلي شفناه أول ...لكن مع إختلاف في وضعياتكم والمشاهدين ...والأدوات جاهزة...وأشر على واحد من أخوال سامية...شفته فتح شنطة وطلع منها إبرة مخدرة...
جاني صوت عمي : شفت إن الحل سهل !!
ما قدرت أتمالك نفسي...تفلت عليه( وانتو بكرامة ) وقتله بإحتقار: كيف ما كشفتك على حقيقتك من زمان!!...كيف كنت قادر تخفي حقيقتك..!!...انت مو بشر إنت إبليس..الله يلعنك...انت حقير..
ضحك ومسح وجهه وقال: بعديها لك بمزاجي...لكنك بتندم على حركتك ذي وبتشوف...
وأعطيتهم إلي يبغوه... وانا فاهم إن كل شي إنتهى...ما أدري إن تهديد عمي الأخير بيحققه أسرع من مل توقعت...
...........................
وداد...
فتحة عيوني..لقيت نفسي جالسة على مكتبي...يوووه هذه جلستي من أمس...حطيت يديني الإثنين على ظهري....آآآه يا عظمي..جسمي مرة مكسر...طليت على الساعة ...لقيتها ..سبع الصبح....مع إني هلكانة مرة بس لازم اروح الجامعة...ورايا بحث لازم أسلمه...ومحاظرات اليوم مهمة ما اقدر افوتها...استعنت بالله...دخلت الحمام(الله يكرمكم) مافي غير الموية الحارة..هيا إلي راح تنشطني..تروشت..وجددت وضوئي..وطلعت..قضيت الفجر...إستغفر الله العظيم نادرا ما افوت صلاة الفجر حاضر...

نزلت لقيت غازي جالس يفطر...جلست قباله وقتلت: صباح الخير
قلي : صباح النور..
وابتسم وقلي :ماهي عوايدك تتأخري!!
مسكت قطعة توست وقتله: تعبانة شوية..كنت سهرانة طول الليل..وسكت شوية ..ورجعت كملت: سهرانة أذاكر..
هز راسه وكمل فطوره..وانا فضلت ماسكة قطعة التوست..ومبحلقة فيه..لكني مو شايفاه... عقلي..جالس يلف لف..
كنت أفكر في كلامه وكلام صبا..والله إني في حيرة...إيش الحل!!..حتى في نومي كنت افكر فيها...لازم ارجع اسمع القصة مرة ثانية من صبا...سبحان الله ..امكن تكون نسيت شي ..يكون هو طريقنا للخلاص من هذه المصيبة!!...الله يكون بعونك يا صبا...فين كان متخبي لك هذا كله..والله ما تستاهلي إلي حصلك...قلبي معاك يا بنت عمي...
:هييييييييييييييي ناوية تتصوري معاها!!
إنتبت على صوته وقتله: مين ذي!!
قلي: ههههههههههه قطعة التوست...إلي من الصبح وانتي ماسكاها..
رفعتها لفمي بسرعة وقتله بارتباك:لا لا أبدا..جالسة آكل !!
قلي وكأنه يستجوبني : وداد..إيش فيك!!..ما انتي عاجباني!!...من امس وحالك مقلوب!!..
وكيف ما ينقلب وهذه المصايب كلها فوق راسي!!
وقفت وقتله: ابدا يا غازي...هم المذاكرة ..وانت عارف ...الإمتحانات قربت!!
فضل جالس في مكانه ومركز عيونه عليا وقلي: طول عمرك وانتي تختبري...ما عمري شفتك بالحال هذا!!
رجعت جلست قتله : طبيعي يا غازي...الظروف إللي نمر فيها..أثرت علينا كلنا..وشي طبيعي إني اقلق من الإختبارات وإحنا نمر بهذه الأزمة..الفترة إلي فاتت ما سويت كويس!!
شكله أقتنع..وقف وقلي: الله يعين.....يلا مشينا
شلت شنطتي والبالطو وطلعت وراه...

في الجامعة ما كنت طايقة أجلس مع أحد...كنت مهمومة...والله لو جلست في البيت كان أحسن...لاني ما ستوعبت ولا كلمة في كل المحاضرات..تركيزي ضايع..اووووف حاسة بجبل فوق صدري...
: انتي هنا وانا قالبة الكلية عليكي!!
هذه كانت نوال ...أعز صديقاتي..معايا من أيام الروضة....وأمها كانت صاحبة أمي الله يرحمها الروح بالروح وصاحبة عمتي حلا..الله يرحمها كمان...وجيرانا..بيتهم قريب مرة من بيتنا...وهي وحيدة أمها وأبوها....
قتلها بملل: طفشانة ...وابغى اجلس لوحدي....
جلست بجنبي وقالت بأسلوبها المرح: اجل بجلس على صدرك....انكد عليك زيادة
جاوبتها بتعب: الله يحيك..
قربت مني وقال بجد: وداد!!....إيش فيك!!....اليوم مو طبيعية أبدا..قوليلي!!
قتلها: ما في شي جديد...
قالت بحزن: صبا!!
هزيت راسي....وما قدرت أمسك نفسي..دمعت عيوني..خلاص تعبانة...ماني قادرة أستحمل..الهم أكبر مني...
قربت مني نوال..وضمتني لها..وقالت بحنان: وداد...إيش فيك حبيبتي!!...إهدي...في شي جديد حصل!!
سكت..ما اقدر اتكلم...قبل العهد...هذه بنت عمي..ما اقدر افضحها...صبا مني وفيني!!...ما اقدر افضح نفسي!!الرحمة يا رب...
سحبت نفسي منها بهدوء..ومسحت دموعي وقتلها: لا مافي جديد..بس حالتها كاسرة خاطري...
قالت لي: الحمد لله يا وداد...إحنا كنا فين وصرنا فين!!...الحين الحمد لله صارت تتكلم...وإن شاء الله..بالتدريج..ماتلقيها غير وصارت تمااام وصحتها عال العال...
قلت من قلبي: يارب يارب ..الله يسمع منك يا نوال..
قالت : آآآمين....
وقامت ...وقالت:راجعالك..
قتلها: فين رايحة!!
قالت: بروح أكلم ماما...عشان اذكرها تعدي عليا...اليوم بنروح نتغداااااا براااااااااا....
وبعدين قالت بسرعة: وش رايك تجي معانا؟؟
ابتسمت لها: تسلمي حبيبتي....ما اقدر ...غازي بيعدي عليا عشان نروح لصبا ...بالعافية يارب...
قالت: على راحتك حبيبتي...طيب ثواني وارجع لك....

جلست لوحدي أفكر في حال صبا وفجأة لمعت ببالي فكرة.... وكأن لمبة ولعت في عقلي...فين كانت تايهة عني!!...الله لو الفكرة إلي ببالي تزبط !! لو توافق ...وصبا توافق...بتنحل المشكلة في غمضة عين..لكن لازم أقنع الثنتين...بحاول..وإن شاء الله انجح...

إيش الخطة إلي تفكر فيها وداد؟؟
وإيش راح يصير بين بتول وعامر ؟؟
وغيرها من الأحداث في الأجزاء القادمة


هارون.....
سبتهم كلهم أمس سهرانين...ونمت أنا بدري...اليوم عندي مشوار...كان لازم أسويه...أول ماطلعت من السجن...
زي ما طيف ملاكي ملازمني...هو كمان كلامه ملازمني...ولاصق في بالي...إمكن كان عنيف معي... أمكن كان حاقد عليا...لكن ...ما أقدر أنسى إن لكلامه الأثر الكبير...في إني أصحى...وأفوق...وأرجع لنفسي...
قليل من الناس إلي تعيش معه ساعات والأثر إلي يبقى في نفسك منهم ...يعيش معاك لشهور...وإمكن يستمر طول العمر ...وسعد يعتبر من القلائل هذولا...وعشان كذا قررت إني أزوره اليوم....
أنا عارف إنه راح يرفض إنه يقابلني....لكن ...ما راح أيأس...راح أستمر في زيارتهم...
للأسف سعد الرجال الصح في الزمان الغلط والضروف الغلط...
: أخ هارون....تفضل معي
هذا كان صوت الضابط....رحت معاه ووصلني لغرفة صغيرة ...مافيها غير شباك صغير نوعا ما...عليه قضبان حديدية....رحت ووقفت ورى الشباك...
جاني بعد شوية ...خالد أخو سعد...كان يتقدم ببطء ويطل عليا بنظرات بارده...كان كل ما تقدم...أحس ببروده نظراته أكثر...لغاية ما وقف وصار مقابل لي...وما يفصل بينا غير القضبان الحديدية....
كنت أنا أول من بادر بالكلام...قتله : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رد عليا السلام ببطء: وعليكم السلام...
قتله: كيف أحوالكم...عساكم بخير!!
رد:الحين جاي عشان تسأل عن أحوالنا !!
إيش عليك بأحوالنا !!...إخلص إيش تبغى!!
كنت متوقف هذا الرد...عشان كذا...فضلت على هدوئي وقتله: ما ابغى غير سلامتكم...وما جيت غير أشوفكم وأسلم عليكم ....وبس!!
قلي بشك: تطمن...إحنا في أحسن ما يكون...ورجاء...لا عد تعيد الزيارة وتتعب نفسك...لانه المرة الثانية...ما راح نقابلك...
قتله: لكم حق...يكون هذا موقفكم مني...وما لومكم ...لو نظرتولي بنفس النظرة إلي كنتو تنظروها لناصر!!...أنا ما أنكر إني في فترة من الفترات...كنت زيه...وإمكن أفضع منه...لكني تبت إلى الله...واعترفت بذنبي...ومازلت ليل وأنهار...أبكي ندم..على كل لحظة قضيتها في معصية الله..
شفته كان ساكت ويطالعني بتأمل فيه نوع من التشكيك بكلامي...
كملت: دايما الناس تقول...إن الإنسان في السجن...ما يتعرف غير على المجرمين...حتى لو كان بريء او مظلوم...راح يطلع من السجن مجرم وجبار...
لكن أنا حصل معايا العكس...في هذا السجن...تعرفت على ثلاثة الشبان...كانو أحد الأسباب...في تحويل حياتي...من الأسوء للأحسن...
كلام أخوك سعد...أثر فيا كثير...وغيرني...إمكن إنتو كرهتوني...لكن...انا حبيتكم.... في وجه الله...وعلى هذا الأساس أنا جيتكم اليوم...وكنت أتمنى أشوف سعد...وأسلم عليه...لكن إن شاء الله أشوفه في المرة الجاية..واسلم عليه ...على العموم..إنت وصله ووصل لفيصل سلامي....
إختفت نظره البرود إلي كنت أشوفها في عيونه ..وقلي : الله يسلمك...يوصل...
قتله: توصيني على شي قبل ما أمشي!!
سكت شوية...حسيته يبغى يقول شي لكنه كان متردد....قتله:خالد!!...قول إلي عندك...انا تحت أمرك....
قلي: كنت أبغى ......كنت أبغى أطمن على الوالد....كان يزورنا فتره وبعدين قطع عنا...وماندري إيش إلي حصل!!...فإذا كنت تقـــ....
ما خليته يكمل...وقتله بسرعة: عطني العنوان...وإن شاء الله...بكره يكون عندكم الخبر...وربي يطمنكم عليه....
حسيت بإحراج في صوته....: الله يجزيك خير...
قتله: يجزيني وياك....
أخذت منه العنوان...وسلمت عليه...وطلعت من السجن...وتوجهت على طول على العنوان إلي وصفه لي....
الحي إلي كانو ساكنين فيه...كان حي متوسط...أغلبه بيوت شعبية...وسألت على بيت أبو سعد...ودلوني على بيت شعبي...قديم شوية....دقيت الباب...وبعد شوية جاني صوت كان باين عليه...إنه صوت حرمة كبيرة في السن: مين!!
قتلها بصوت عالي شوية: السلام عليكم...هذا بيت العم أبو سعد!!
ردت: وعليكم السلام....إي نعم هذا بيته...مين يبغاه!!
جاوبتها: أنا من طرف سعد....وأرسلني عشان..أطمن عليكم...وأشوف إذا محتاجين شي!!
ماجاني منها رد...وبعد شوية أنفتح الباب ...وقالت: حياك يا ولدي...تفضل!!...المجلس على يدك اليمين
وقفت عند الباب شوية...وبعدين دخلت...ورحت للمجلس....
كان عبارة عن مجلس أرضي...بسيط جدا...دخلت وجلست فيه...وبعد شوية ...دخل عليا ولد...تقريبا عمره 10 سنة او أقل...وكان ماسك دلة قهوه...ووراه حرمة عجوز وجها مغطى...سلمو ورديت عليهم السلام...
وقرب مني الولد..وصبلي قهوة وناولني : سم
مديت يدي وأخذتها : سم الله عدوك...وجلس في الجهة الثانية مقابلي...
كانت ملامح الولد حادة...لكن فيه وسامة.... يشبه كثير سعد...كان يطل عليا بنظرات ثاقبة كأني شايف سعد قدامي ....وبعد شوية سألني: تعرف أخوي سعد !!
جاوبته: أيه ...أنا صديقه....أرسلني...عشان أطمن على الوالد...يقول له فترة ما يزوره!!
شفت الولد سكت وطل على الحرمة العجوز...إلي جاني صوتها: إي والله يا ولدي...أبو سعد له أكثر من أسبوعين منوم في المستشفى...
لاحول ولا قوة إلي بالله...وسألتها: سلامات ...خير إن شاء الله!!
ردت عليا بصوت حزين: الحمد لله......طاح علينا...ووديناه المستشفى...وقالو إن عنده جلطة
قتلها بحزن: طهور إن شاء الله...وإن شاء الله يقوم بالسلامة...
ردت: الله يسمع منك ياولدي...الله العالم إنه مابقى لنا سند في هذه الدنيا غيره بعد الله....وانت اعلم بالحال!!
وأي حال!!...شباب زي الورد...ضاع مستقبلهم وخسرو حياتهم...عشان حقارة حيوان وضيع زي ناصر...الله واعلم كيف أستدرج بنتهم...وأي وسيلة حقيرة أستخدمها معاها...ورجال عاجز...أنكسر ظهره...بعد ما ضاع شرفه و هيبته...وخسر سنده في هذه الدنيا ....وحرمة عجوز...ضعيفة الحال...ضايعة بين قهرها على بنتها إلي ضاعت من بين يدها...وقهرها على زوجها ....وحزنا على عيالها...قوتها..وعكازها في هذه الدنيا... والله إنه هم يهد جبال....
قتلها: العم أبو سعد في أي مستشفى!!
أعطتني إسم المستشفى...والقسم ورقم الغرفة إلي منوم فيها....
وجلست شوية...وبعدين طلعت من جيبي كل المبلغ إلي كان معايا ....ما أعرف حتى هو كام بالضبط...وحطيته على المسند إلي جنبي...
وقبل ما ارفع يدي عن المسند جاني صوت العجوز....وكان فيه نوع من الحدة: وش ذا يا ولدي!!
قتلها: هذا يا خالة مبلغ كنت مستلفه من سعد...ورحت لعنده اليوم عشان ارجعها له...قلي وصله لامي....وهذه هي الأمانة وصلتك...والحين أنا أستأذن...وأمانة يا خالة إذا محتاجة شي أو قاصر عليك شي...إنك تتصلي عليا...وطلعت من جيبي كرت مكتوب عليه كل أرقامي...وحطيته فوق الفلوس....
جاني صوت العجوز: جزاك الله خير يا ولدي....وكثر من أمثالك..

وقفت ...ووقفو معي...العجوز ظلت في المجلس والولد وصلني لغاية باب البيت...وقلي قبل ما أمشي: حياك الله...
قتله: الله يحيك...لكن ما تعرفنا على الشيخ!!
حسيت إن الكلمة عجبته...بانت على ملامح وجهه أثار الإفتخار
قلي بنبرة رجولية كبيرة على سنه: معاك عيسى....
مديت يدي له: والنعم....
رد عليا: ينعم بحالك...وحياك الله مرة ثانية يا عم...
قتله: وانا هارون....
رد عليا: والنعم....
قتله: ينعم بحالك...إنت أخو سعد!!
قلي بإفتخار: إيه أخوه
قتله : ما شاء الله....وسنة كم يا عيسى!!
قلي:سنة خامس...
قتله: ما شاء الله .....ها وشاطر في المدرسة!!
قلي بإفتخار: انا الأول على سنة خامس
قتله: ما شاء الله....الله يوفقك يارب
ورجعت سألته: إنت أصغر واحد من أخوان سعد!!
شفت على وجهه ملامح إستغراب وشك....وقلي: كيف صاحب سعد...وجالس تسأل هذه الأسئلة كلها!!
عجبتني فصاحة الولد...وثقته في نفسه وهو يتكلم معي...وقتله: انا صاحبه....بس بغيت أسولف معك ....والحين في امان الله (لو جلست معاك أكثر بيكشف الموضوع كله) وزي ما قلت يا عيسى...إذا أحتجتو أي شي...تراني موجود...
رد عليا بنفس الصوت الرجولي: حياك ..
طلعت من عندهم وأنا راضي عن نفسي أكثر...ومتعذب على هال هذه الأسرة....
و حسيت إني صرت من الحين مسؤل عن هذي الأسرة البائسة..المنكوبة....
حكمتك يارب... كل يوم يظهرلي الخير...والحكمة من كل إلي حصل...وكل يوم يزيد تعلقي فيكي أكثر يا ملاكي الطاهر..
.....................
وداد.......
كنت أنا والممرضة لوحدنا في الغرفة نغير لصبا....وبعدين طلبت من الممرضة تطلع من الغرفة وما تخلي أحد يدخل......هذا هو الوقت المناسب إني أتفاهم مع صبا.....
جلست على السرير مواجهه لها وقتلها بهدوء: صبا أبغاكي تعيدي كل الي حصل لك في هذيك الليلة بالتفصيل...وحاولي تذكري أتفه الأشياء..
كانت تطل عليا بتعب وبعدين قالت بصوت واطي: كل إلي حصل قلتلك هو!!
قتلها : أكيد يا صبا!!...حاولي تسترجعي الأحداث...مانسيتي شي...وحتى صغير وفي نظرك مو مهم!!...إمكن يفيدنا يا صبا !!
حركت راسها بملل وتعب: ماني فاكرة شي أكثر من إلي حصل..!!
حطيت يدي على يدها وطبطبت عليها بحنية وانا اهز راسي...
وبعدين سألتي صبا وكان الخوف في صوتها: إيش الحل يا وداد؟!..ماني قادرة انام...كل ما احط راسي عشان أنام..ما اشوف غير كوابيس...كلها عن ناصر ..والغريب إلي معاه...وداد انا خايفة!!
كانت عيونها مليانة دموع...كل شي فيها عاجز عن الحركة ...إلا عيونها الخايفة...ودموعها إلي عرفت طريقها على خدودها...
قربت منها وحظنتها ...وقتلها : لا تخافي يا صبا...ما دام ...أنا معاكي...تأكدي إنه إن شاء الله...ما بيصيبك أي أذى...وإني راح أفديكي بعيوني...
حركت راسها يمين ويسار وقالت وهي تبكي: بس أنا خايفة من بابا!!...وصالح!!...صالح...يطل عليا بنظرات غريبة مخوفاني!!...
آآآآآه من صالح ...قتلها: ولا أي مخلوق يقدر يسويلك شي ..خليكي واثقة من كذا
و بعدت عنها وركزت عيوني على عيونها وقتلها بهدوء وانا آنتقي كلامي كلمة كلمة: إسمعيني يا صبا ....الحين راح اقلك على شي ...بس أبغاكي تكوني هادية ...وتستوعبي الكلام إلي راح أقوله ...طيب !!
هزت راسها ..يعني طيب
قتلها: أمس غازي كلمني وقلي ....إن عمي منصور وصالح....( ومسكت يدها أكثر) راح يكلمو الطبيبة تكشف عليك!!
كانت تطل عليا مستغربة ...باين إنها مافهمت..
رجعت قتلها بهدوء: طبيبة نساء....عشااان يتأكدو إنـ......
ما كملت لانها بدأت ترتعش وجسمها برد بشكل مو طبيعي...وكانت تتنفس بسرعة....(يارب ساعدني)....ووجهها شحب بشكل مخيف
قتلها: لا يا صبا...لا تسوي كذا!!....الله يخليك!!...لا تخافي...مافي حاد راح يكتشف الحقيقة....صدقيني ...أنا معاكي ...لكن أنا أبغاكي تكوني هادية ومتماسكة!!...
انا في بالي خطة...وعشان الخطة تتم بالشكل الصحيح...لازم تكوني شجاعة...
سامعاني يا صبا!!
كانت تطل عليا بخوف..
حطيت يدي على جبينها ومسحت العرق إلي عليه..وبدأت امسد بيدي على راسها: راح أطلب منك أشياء...وأبغاكي تنفذيها ...طيب!!
هزت راسها ...
قتلها: عارفة خالة..نجلاء...أمل نوال صديقتي!!
هزت راسها وقالت : ايوا عمة مريم ...قالت إنها جات زارتني لما كنت في الغيبوبة..وإنها دايما تسأل عني..
قتلها: تماااااااااااام ...خالة نجلاء لازم تعرف بالي حصل...
شهقت بقوة...حتى إن جسمها ارتفع مع شهقتها لفوق ...وجمدت نظراتها....وزاد حجم عينها....ورجع جسمها يرتعش بقوة....
قمت من مكاني بسرعة ورحت وقفت عند راسها وملت عليها ولفيت يدي اليسار حول جسمها بحنية وقتلها: صدقيني يا صبا..خالة نجلاء هيا حلنا الوحيد...إنتي عارفة إنها طبيبة نساء وولادة...وعارفة كمان إنها كانت صديقة ماما وخالتي حلا الله يرحمهم...وإنها تحبنا زي بنتها نوال تمااام....أنا فكرت فيها هي الوحيدة..لاني عارفة إنها الوحيدة إلي راح تصون سرنا...وما راح تفضحنا...هذا شي...والشي الثاني إن عمي منصور وكلهم عارفينها....وراح أقدر اقنعهم بسهولة إنها أنسب وحدة عشان تكشف عليك...وأنا متأكدة إنهم راح يوافقو....لانهم راح يفضلو إن وحدة قريبة منا... وتعتبر منا وفينا بحكم الصداقة والعشرة والجيرة...بدل ما يلجأو لطبيبة نساء غريبة..الله واعلم هي قد الأمانة ذي أو لا!!....وأول واحد راح يفكر بالمنطق ذا عمي...وهو إلي يهمنا رأيه!!... وانا قبل ما أقلها أي شي ...راح آخذ منها ميثاق قدام الله إنها ما تطلع شي من إلي راح يحصل بينا إحنا الثلاثة ....وما راح أقول بإسمك غير لمى ..توافق على الي راح أتفق عليه معاها ....ها موافقة!!
قالت لي بخوف:وعلى إيش راح تتفقي معاها!!...
حطيت يدي على يدها وقتلها: إنها تقول لعمي وصالح والبقية الكلام إلي يريح قلوبهم وقلبنا!!
سألتني: وراح توافق!!
قتلها: إن شاء الله راح توافق...وربك عالم إنك مظلمومة....وما راح يسيبنا...راح يوقف معانا!!
بكت زي الأطفال وقالت: أنا خايفة يا وداد؟؟.....لا تسيبيني!!..الله يخليك!!...مالي حد غيرك!!...
قلبي تقطع عليها....وملت عليها أكثر وبستها على جبينها: أنا معاك يا صبا!!...وما راح أسيبك أبدا...وصدقيني ..راح أظل معاك...لغاية ما نعرف طريق الكلب هذاك فين...وإن شاء الله راح نلقاه...لان الله ما يتخلى عن عبادة المظلومين...توكلي إنتي بس على الله..
حسيت إن الرعشة إلي صابتها خفت...وحتى ملامحها أرتاحت أكثر ...
والله صبا صغيرة..وما تتحمل هذا الهم كله...عمرها ما شالت الهم...حتى هم نفسها كان دايما في أحد ثاني يشيلو عنها...كيف الحين راح تقدر تشيل هم مصيبة زي كذا؟؟...رحمتك يا ارحم الراحمين...أوقف معانا..مالنا غيرك!!
قالت لي بصوت واطي: ومتى راح تكلميها!!
رجعت وجلست على السرير وقابلتها: اليوم إن شاء الله...راح أتأكد من نوال إنها في العيادة ....وراح اروح عندها وأكلمها...
ومديت يدي وحطيتها بحنية على خدها: ربك راح يسترها....وإن شاء الله كل شي يتم بهدوء...
رجعت نظرة الخوف في عيونها وقالت: وأبويا!!...وصالح!!...إلي كل شوية ويسألني إيش إلي حصل في بيت ناصر!!...إيش أقلهم!!
هذه أثقل نقطة في الموضوع...وراح تكون أثقل على صبا من أي شي...
قتلها وأنا متخوفة من ردت فعلها: صبا!!...عشان تقدري تطلعي من هذه القصة بسلام....لازم....لازم ناصر يطلع لهم إنه بطل!!
ردت فعل صبا أدهشتني....ما انفعلت ولا ثارت...كل إلي سوته إنها غمضت عيونها بقوة وتنهدت تنهيدة عميقة وقالت بعدها بصوت يقطر حزن وقهر وألم: طوال الإسبوعين إلي مرت..كنت أفكر....في الرد على سؤالهم ....ولقيت إن الحل الوحيد...إني أطلع ناصر شهم...وإنه هو إلي حمى عرضي...الجواب المنطقي لسؤال صالح..(ليه كنتي هربانة من بيت ناصر!!) الجواب المنطقي ..إني أقول ..إنه في هذيك الليلة لما هجمو علينا الثلاث رجال وكسرو الباب شافوني عنده....وإنهم فكرو في إنهم ينتقمو من ناصر بإنهم يغتصبوني....وقام ناصر ودافع عني وحماني بدمه وهربني وأنقتل ...وإني من خوفي منهم كنت أجري زي المجنونة من غير ما اشوف قدامي
ومن الطبيعي إن الشباب هاذولا ما راح يجيبو سيرة هذه القصة في التحقيق إلي تم معاهم وإنهم راح ينكرو القصة من أساسها ...يعني عشان أنجي أنا من العذاب إلي راح يستناني ...لازم أقلب الأحداث والحقير يطلع شريف والشريف يطلع نذل...
سكتت تنهدت بقوة وتجمعت الدموع في عيونها ورجعت قالت: آآآآآآآآآآآه صراع داير داخلي .....لكن ما في حل غير هذا...النذل يطلع شهم...والشريف يطلع حقير...معادلة غلط...لكن هي الحل الوحيد لخلاصي ...
أنصدمت منها!!..رتبت الأحداث بشكل مذهل ...وقلبت الحقائق كلها لصالحها .....طول الفترة إلي مرت كانت تفكر...صح جسمها كله أنشل عن الحركة لكن عقلها لسى زي ماهو...لسى عقلها هو نفس عقل صبا ...نفس ذكائها
وجلست أطل عليها بتأمل... عمري ما عرفت صبا غير قوية...وما زالت قوية...إمكن لو أي بنت ثانية كانت الحين لسى في الغيبوبة...وتعتبر في عداد الموتى...
أعترف إن عمي أفرط في دلعه لصبا...وفي دلاله لها....لكنه مع هذا عرف كيف يربي فيها ثقتها بنفسها...عرف كيف يخليها قوية...ما تنكسر بسهولة....أنا عني لو إلي حصل لصبا حصل لي... الله العالم كانت كيف نفسيتي الحين...
أرتحت...نفسية صبا مدتني بدفعة إضافية من القوة ...إن شاء الله انا وصبا راح نتخطى كل المصاعب بروح قوية...وبإيمان أقوى...وإلي غلط لازم يدفع ثمن غلطه بالكامل مهما طال الزمن أو قصر..
بستها على راسها وطلعت من الغرفة سبتها ترتاح ...اليوم بذلت مجهود كبير....
لقيت عمي واقف لوحده...أول ما شافني قرب مني بسرعة وسألني بلهفة: إيش فيها صبا؟؟...ليه كل هذا الوقت عندها؟؟
أبتسمت له ....عشان أطمنه وقتله: الحمد لله ما فيها شي !!....
وقربت منه أكثر وقلت له: بس قلت أجلس أتكلم معاها...أمكن تقلنا شي !!
قال بلهفة: وعرفتي حاجة؟؟
هزيت راسي بخيبة أمل....وقتله بصوت واطي: لا...لكني حاسة لو أصريت عليها شوية راح توافق...
شفته نزل راسه ...وقال بحزن: لا حولا ولا قوة إلا بالله...
بالصراحة..أشفقت على عمي...لكن ما في يدي حيلة...سلامة صبا الحين أمانة في يدي...ولازم ألتزم السكوت..
جاني غازي...ورجعنا للبيت.....وعلى طول طلعت على غرفتي....
ودقيت على نوال..
جاني صوتها: الو نعم!!
قتلها: نعم الله عليكي....كيفك يا حلوة؟؟
قالتلي: هلاااااااااا انا تمااام....خير إيش تبغي !!
قتلها: وجع لبليس!!....أحد يكلم الناس كذا!!!
قالت : أخلصي إيش عندك....انتي ما تدقي غير إذا تبغي شي!!
ضحكت: هههههههههههه دايما كاشفاني!!
ضحكت وقالتلي: شفتي!!...المهم كيفها صبا!!
قلتلها: الحمد لله أحسن من أول.....أقول نوال....محاضرات اليوم ما فهمت منها ولا شي...وابغاكي تشرحيها ليا....يمديكي!!
قالت: أكيد حبيبتي...
قتلها: اجل انا بعد ساعة بجيك أوكي !!
قالت : تمااام...وانا في إنتظارك...
قتلها:اوكي....
ورجعت سألتها : كيفها خالة نجلا!!
قالت: الحمد لله بخير...تسلم عليكي....
قتلها: الله يسلمك ويسلمها ....ها كيف اليوم الغدا!!..إن شاء الله أنبصتوا...
ضحكت : ههههههههههه والله انا انبسطت...لكن ماما...هههههههه أبدا...كل شوية وتطل على ساعتها....حسيتها شربت الأكل شرب ..هههههههه
ضحكت: ههههههههههه أكيد مشغولة..
قالت: مشغولة وبس!!.....يا دوب رمتني عند الباب...وخلت السواق يشخط بالسيارة شخط....تقول اليوم عندها شغل كثير في العيادة....
قتلها عشان أتأكد: يعني هيا الحين في العيادة!!
قالت: ايوا في العيادة
قتلها عشان أنهي المكالمة: الله يكون في عونها....والحين سلام...وأشوفك
قالت: اوكي سلاام....
وقفلت معاها... وأستنيت حوالي ربع ساعدة عند التلفون ورجعت دقيت عليها: الو نوال!!...اسمعي ما اقدر أجيكي اليوم....خليها في وقت ثاني..
سألتني: خير !!
قتلها: خير....لكن انا راجعة عند صبا....وما اعتقد يمديني أمرك...
قالت: خلاص على راحتك...
قتلها: طيب حبيبتي...توصيني شي!!
جاوبتني : سلامتك..
رديت: الله يسلمك ...سلاام...

وقفلت التلفون...وعلى طول رحت غرفة غازي...وانا ادعي إنه يكون في البيت...لانه الايام ذي...نادرا ما يجلس في البيت....
دقيت باب غرفته: غازي!!
ما جاني رد منه...لكن بعد ثواني....فتحلي الباب وكان لابس ..وباين عليه إنه يبغى يطلع ....
سألته بسرعة: طالع!!
قلي: أيوا....ليه تبغي شي؟؟
قتله: ايوا ...ابغاك توصلني في طريقك...
قلي: فين؟؟
قتله: عيادة خالتي نجلا ...عارفها صح!!
قلي: يووووه يا وداد...كذا بتأخريني!!
قتله بترجي: الله يخليك..والله المسألة مهمة !!
قلي بإهتمام : خير إيش في!!
قتله: مو وقته الحين لما أرجع أقلك...الله يخليييك!!
قلي: طيب طيب...يلا في ثواني تكوني جاهزة وانا بستناك ...بسرعة...إلا والله أروح واتركك
قتله وانا أنط من مكاني: لالا.....بس أجيب عبايتي...وثواني وراح تلقاني قبلك في السيارة....
وطرت على غرفتي وجبت عبايتي....وفي ثواني وأنا جالسة بجنب غازي في السيارة.....
سألني: يعني ما تبغي تقوليلي...إيش عندك...في عيادة خالة نجلاء!!
قتله: راح أقلك...لكن لما أرجع إن شاء الله ....
هز راسه وقال: طيب....
ووصلنا للعمارة إلي فيها العيادة ...
ونزل معايا غازي....ووصلي لغاية باب العيادة....
قتله: تعالي بعد ساعة...أو خلي أي أحد من أخواني يجي إذا ما تقدر...أوكي !!
قلي: ان شاء الله....في امان الله
قتله: الله يحفظك...ودقيت الباب ودخلت ....
كانت العيادة....ما شاء الله تبارك الله...مليانة حريم كثير....يووووه....متى راح أدخلها !!
ورحت لحرمة كانت جالسة على المكتب: السلام عليكم...
ردت عليا: وعليكم السلام..وأعطتني رقم وأشرتلي على كرسي فاضي: تفضلي لغاية ما يجي دورك...
قتلها: لو سمحتي يا أختي...ممكن تقولي للدكتورة نجلا..إن وداد تبغاك ضروري!!
وقفت وقالت : طيب لحظة لو سمحتي
ودخلت غرفة من الغرف...ورجعت بعد شوية وقالت لي: طيب تفضلي...هي الحين عندها مريضة ...لما تخلص منها راح أدخلك عليها..
قتلها: شكرا...........وجلست...
مرت ربع ساعة وأنا جالسة...وافكر في الكلام إلي راح أقلوله لها.....سااااعدني يارب...
وجاني صوت الحرمة: تفضلي...الدكتورة مستنياك...
ودخلت وانا أقدم خطوة...وأأخر خطوة......
............................

د.نجلاء...........
إستغربت لما عرفت إن وداد برا....في العادة لما تجيني ...تكون نوال قايلالي عشان...اكشف عليها بدري وما تضطر إنها تستنى كثير....سبحان الله ...إمكن نوال نسيت...
دق الباب: تفضل ..
أول ما دخلت قالت : السلام عليكم
رديت عليها السلام: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته....هلا حبيبتي وداد ...تفضلي!!...
دخلت وجلست ....
وقفت وقتلها: إستنيتي برى كثير!!...
قالت: لا ابدا...
رحت جلست قبالها على الكرسي الثاني: نوال الله يسامحها ما قالتلي إنك جاية....شكلها نسيت!!
جاني صوتها واطي: نوال ما تدري ....إني جايالك....وما ابغاها تدري
إستغربت من طلبها....وحسيت من نبرت صوتها إن في شي خطير ...
ملت لقدام شوية وقتلها: خير يا وداد!!!....حاسة إن فيك شي !!
قالت لي بخجل : خالة نجلا....أنا طالباك في خدمة ....وياريت ما ترديني!!
من جد خوفني أسلوبها...وقتلها بإهتمام: أكيد حبيبتي...إذا كان بمقدوري...من عيوني !!
تنفست وبعدين قالت: راح أحكيلك قصة ....لكن في البداية ...أبغى منك وعد وميثاق قدام الله ....إن الكلام إلي راح أقوله لك...ما راح يطلع لبرى أبدا!!
الموضوع شكله كبير مره .....قتلها:الموضوع يخص نوال؟؟
هزت راسها ...وقالت: الموضوع يخصني أنا
قتلها: وعد قدام الله أنسأل عنه يوم القيامة إن الكلام ما راح يطلع بينا...بس قولي إيش القصة...والله خوفتيني !!
قالت: أسمحيلي جرائتي يا خالة .....لكن انا جيتك اليوم....وانا طالبة معونتك....وما في عندي بعد الله أحد ألجأ له غيرك....والموضوع إلي راح أحكيه لك....يتعلق بشرف ومصير بنت بريئة...لقيت نفسها بين يوم وليلة...في هم ومصيبة ما يعلم حجمها غير الله
وما في إنسان يقدر يطلعها من همها غيرك!!
زاد خوفي .....قتلها: قولي يا وداد وانا أسمعك!!
وحكتلي الحكاية......ما كنت مستوعبة .....أبدا...صبا!!....صبا حصل لها كل هذا!!
ولا أحد يدري !!....ومن مين...من أخوها!!....لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ...وصلنا لآخر الزمن...اللهم أحمينا...وأستر عوراتنا وعورات جميع المسلمين ....
قتلها: طيب صبا تأكدت ...إنها .....
قالت: أنا عدت عليها السؤال هذا أكثر من مرة...وفي كل مرة كان جوابها...إنها شافت البقع بعيونها ...وكانت من غير ثياب ...لما صحيت من نومها!!
قتلها: طيب...في كذا سؤال لازم أسأله لصبا نفسها...
هزت براسها....
قتلها: طيب الولد إلي سوا المصيبة ذي...ما عرفتوله طريق!!
قالت لي: انا سمعت كلام من عمي لأخواني...إن يوم مقتل ناصر ماكان موجود في الشقة...غير الشباب إلي قتلو ناصر عشان أختهم....
وهذولك الشباب...صبا شافتهم قبل ما تهرب من الشقة بثواني....يعني...إلي سوا فعلته...شكله هرب بعد هروب صبا على طول!!....وناصر...هو كان الخيط الوحيد إلي كان راح يوصلنا له!!
قتلها: طيب يا وداد...قوليلي إيش بيدي وانا مستعدة أسويه!!
شفت وجهها تغير وملامحها بدأت ترجف....وقالت بصوت واطي: صالح أقنع عمي منصور....إن طبيبة نساء تكشف على صبا...وعمي وافق
لا حول ولا قوة إلا بالله....وقتلها:لكن هذا الشي راح يأثر على نفسيتها!!
قالت لي بسرعة: وعشان كذا أنا جيتك اليوم!!
قتلها بإستغراب: ما فهمت!!
قالت لي: خالة...أبغاك تسمعي كلامي من أوله لآخره...وتنظري لصبا...كما لو كانت بنتك!!
قتلها بصدق: والله يعلم يا وداد...إنكم سواء إنتي او صبا أو هالة ما أشوفكم غير بناتي!!
قالت لي: جزاك الله خير...ولولا عشمي...أنا ما كنت جيت !!
وسكتت شوية ورجعت كملت: إنتي جيتي كذا مرة المستشفى وشفتي حالتها الصحية.....لكن ...الله يعلم إن حالتها النفسية...متدهورة أكثر من حالتها الجسدية...صبا كل يوم تصحي كل إلي في المستشفى على صريخها بسبب الكوابيس إلي تشوفها....صبا كل يوم تموت خوف وقلق...من عمي...أو إخوانها...ومن نظراته المتسائلة لها...وإلي تشوف فيها...إتهامهم لها...وفعلا خوفها في محله...لان صالح مصر على حكاية الطبيبة...وعمي تحت إصراره وافق...وانا جيتك اليوم......جيتك عشان ....عشان!!
كانت خجلانة ...وخجلها مانعها إنها تكمل....
عشان كذا أنا كملت بدالها: عشان...اتظاهر قدامهم...إني كشفت على صبا...وانها سليمة ...!!
قالت: خالة نجلاء....إمكن الشي إلي إحنا نبغاه منك يخالف مبادأك...لكن راح ينقذ بنت بريئة...طاهرة...كل ذنبها إنها وثقة في أخ...للأسف طلع ذيب...وأول ما نهش نهش عرضه!!
انا جيتك اليوم...وانا طالبه..إنسانيتك..قبل علمك...وكل أملي ورجائي بعد الله...فيك...يا تنقذينا..من هذا الظلام...والضياع يا إما تسترينا...
كانت طول الوقت تتكلم وهي موطية راسها ولامة يدينه لصدرها...وفي آخر كلامها...رفعت عيونها ليا...وكانت مليانه دموع..ورجاء...
قدام دموعها...والرجاء إلي شفته في عيونها....ما عرفت إيش أرد عليها!!
وقفت ورحت جلست في مكاني وكانت عيونها تراقبني....وقتلها بعد ما طال السكوت بينا : ما ادري إيش اقلك يا وداد!!
قالت بسرعة: فكري يا خالة...انا ما ابغى ردك الحين ....لكن ...الله يخليك ...ردي عليا بسرعة....لان صبا وعمي منصور بيسافرو في خلال هذه الأسابيع على ألمانيا....وراح يكشفو عليها قبل السفر!!
هزيت راسي ببطء وقتلها: إن شاء الله يا وداد..
قامت من مكانها وأنا قمت ورحت وقفت عندها...حطت يدها على يدي وقالت لي:إنتي على وعدك يا خاله!!..إذا ما قدرتي تساعدينا...أسترينا
شديت على يدها بقوة: في أحد يفظح بناته!!
تجمعت الدموع من جديد في عيونها...وحظنتني بقوة....طبطبت على ظهرها بشويش وقتلها عشان أطمنها: أبشري خير يا وداد...وربك ما يظلم أحد!!
طلت عليا وقالت: انا عطلتك....أعذريني...
قتلها:ماعليك حبيبتي...وربي ييسر إلي فيه الخير...
سلمت عليا وطلت...
جلست بعدها فترة لوحدي... أفكر في الكلام إلي دار بيني وبين وداد....ما أستقبلت ولا حالة...وبعدين رجعت كملت شغلي...وصبا لسى ببالي
وداد حملتني مسؤلية كبيرة...خايفة ...أقول لأ...والبنت البريئة هذه يحصل لها شي!!...ساعتها ما راح أسامح نفسي..
كملت الشغل في وقت متأخر
ورجعت على البيت ...وأول شي سويته إني ...طلعت غرفت نوال...وفتحتها بهدوء...ودخلت الغرفة كانت نايمة ...رحت لعندها....وجلست واقفة على راسها ....ما أشوف منها غير ظل جسمها...قربت أكثر وفتحت الأبجورة...وجلست على السرير أتأمل ملامحها الصغيرة....وجا ببالي صبا..شفتها وهي طفلة رضيعة بنت يوم...وشفتها وهي تكبر ...وتكبر... بحكم صداقتي بحلا وأم غازي الله يرحمهم ...عمري ما شفت نفسي غير أم لصبا وهالة ووداد...ومسؤلة عنهم
يعني أنا الحين قدام نفسي مسؤالة عن صبا...البنات هذولا أنا عشت معاهم لحظات سعادتهم...وشاركتهم فيها....واليوم...انا مسؤالة قدام نفسي عن مستقبل وحدة منهم ...وقبل كل هذا...أنا طبيبة...وأقسمت قدام ربي...إني أحافظ على حياة الناس...وأصون أسرارهم..وأساعدهم...
أنا بمساعدتي لهذه البنت البريئة المغتصبة...راح أنقذ روح...روح بريئة...من الظلم...عند هذا الحد...وقفت أفكاري...وطلعت بنتيجة...ما راح أتخلى عن صبا....
قربت من نوال وبستها على جبينها وقفلت النور وطلعت من الغرفة...وعلى طول دقيت على وداد...
بعد أول رنة جاني صوتها: ألو....كان باين عليه اللهفة....مانامت...سهرانة جنب التلفون ....مسكينة يا وداد ...تحملتي أمانة عظيمة...من جد أفتخر...إن بنت زيك...هي صديقة لبنتي ...الله يسعدك ويعطيك على قد نيتك وقلبك الطيب...وقتلها: هلا وداد...أنا خالتك نجلا!!
قالت بلهفة: هلا خالة نجلاء.....
قتلها: مانمتي لغاية الحين!!...مستنياني!!
ماجاني منها رد....قتلها...عشان ابرد النار إلي في قلبها: وداد ....شوفي متى يناسبكم...وانا تحت أمركم
ما سمعت غير شهقات .....
قتلها: وداد..حبيبتي...ليه البكا الحين.....خلاص إن شاء الله ...كل شي يتم على خير....
أستمرت تشهق...وتبكي.....ياربي ...صوتها قطع قلبي...
قتلها: وداد ...خلاص حبيبتي...
وجاني صوتها: خالة نجلاء...الله يجزيك خير.....ولا يوريك في نوال مكروه...ويسعدك....يارب العالمين... ويستر عليك دنيا وآخره... زي ما سترتينا...
قدام كلامها...ونبرتها الصادقة...ما قدرت أحبس دموعي...صرت أبكي وأسمع صوت بكاها على الطرف الثاني...بكايا يزيد....أبدا ما تخيلت في عمري...إني ممكن أمر بموقف زي ذا....وحسيت لحظتها إن ربي سخرني ...عشان البنت البريئة ذي....وزدت إصرار على إني أساعدها....وأوقف بجنبها ...لغاية ما تنجلي هذه الغمة عنها....وفرج ربنا قريب إن شاء الله ...
...........................

غازي.....
حال وداد مهو عاجبني أبدا الأيام ذي....أغلب وقتها سرحانة....وتفكر....صحيح ...كلنا نمر هذه الأيام بحالة نفسية صعبة....ما يعلم فيها غير الله....لكن....ما كانت وداد في هذه الحالة من الشرود...وكل ما أسألها إيش فيك ...تقلي الإختبارات وصبا!!....وروحتها اليوم لعند خالة نجلاء....كمان غريبة!!تكون تعبانة أو عندها شي وانا ما اعرف!!....وقمت من على السرير وطلعت من غرفتي....أبغى أروح أفهم منها الموضوع...
لقيتها قدامي...وتطل عليا بإبتسامه ...وبعدين قالت: كنت عارفة إنك ما راح يجيك نوم...غير لما تعرف ليه كنت عند خالة نجلا!!
قلتلها بجدية: مو بس كذا!!....أبغى أعرف سبب الشرود...والسرحان إليه إنتي فيه من فتره!!
طلت عليا لفتره ...وبعدين نزلت راسها...ورجعت طلت عليا وقالت:راح أحكيلك على كل شي ...بس تعال غرفتك...
دخلنا الغرفة ...وجلست هيا على طرف السرير وجلست أنا على طرف المكتب وربعت يدي وقتلها: قولي أنا أسمعك !!
قالتلي:لو لاحظت التغير إلي حصل لي والشرود إلي كنت فيه..بدأ معي من يوم ما قلتلي على إلي صالح ناويه... يعني من ليلة أمس!! صح!!
هزيت راسي وقتلها: صح...
قالت :من أمس وانا أفكر في حال صبا...وتأثير الشي هذا على حالتها النفسية...
هذا شي....والشي الثاني....كلنا عارفين إيش كانت نوايا ناصر بالنسبة لصبا!!...وصبا كانت عنده!!...يعني إحتمال يكون ناصر قدر يسوي فيها شي!!....وهذا الشي هو إلي دفع صبا إنها تطلع قدام الشاحنة!!
ووقفت وقالت: أنا عارفة إن الكلام هذا إنت عارفه...وكلنا عارفينه....
لكن أنا عدت هذا الكلام ...عشان أحط كل الحقايق قدامنا...وعلى الاساس نتصرف....لكن صالح جالس يتصرف بطريقة عشؤائية!!
ما فهمت إيش قصدها...قتلها: وداد...إيش تبغي تقولي بالزبط !!
قالت: الحين كلنا ...سواء انا ..او انت او صالح...وبقية أخواتي..في في راسنا فكرة وحدة..وإلي هي إنه إحتمال...لا سمح الله ناصر...يكون نال صبا لا سمح الله بمكروه صح!!
قتلها ونا حاس أعصابي راح تفلت مني : صح!!...وبعدين!!
قالتلي: صلي على النبي!!...انا جاياك في الكلام!!
طيب ما دام هذا الشي إحنا متوقعينه...ليه ما نلم المسألة!!
قتلها بإستغراب:كيف يعني نلم المسألة!!
قالت: إن الكشف على صبا يكون في إيطار ضيق!!يعني..بدل ما تكون طبيبة..غريبة هي إلي تكشف عليها..والله يعلم إيش راح تكون نتيجة الكشف...والله كمان يعلم...هذه الطبيبة كيف أخلاقها..وهل عندها أمانة أو لا...نخلي وحدة منا وفينا...وعارفينها وعارفانا..وتعتبر وحدة منا وفينا..وأكيد ما راح تفضحنا...لو لا سمح الله...
قتلها: خالة نجلاء!!
جاوبتني: وانا اليوم كنت عندها...وكلمتها في الموضوع....وهي ما عندها مانع...ولا تنسى إنها صديقة أمي وخالة حلا الله يرحمهم..وتحبنا وتشوفنا زي نوال بالزبط...يعني...هيا خيارنا الأحسن!!
جلست أطل عليها...كيف ومتى لحقت تفكر في كل هذه الأمور!!فكرت في شي غاب عن بالنا كلنا...
لما طال تسكوتي...جاني صوتها: غاااازي!!...فين رحت!!
قتلها: متى لحقتي تفكري وتخططي!!
رجعت جلست وقالتلي: هذه صبا يا غازي!!....يعني أختي الثالثة...او بنتي الثانية...
وسكتت ورجعت كملت: المهم ...متى راح تكلم عمي منصور !!
قتلها: بكره إن شاء الله....راح اتكلم معاه...
وقفت وقالتلي: خير إن شاء الله...والحين اسيبك تنام...تصبح على خير
وقبل ما تطلع من الغرفة ناديتها: وداد!!
التفتت وكانت على فمها إبتسامة صغيرة....قتلها: الله لا يخلينا كلنا منك ومن قلبك الكبير....
زادت إبتسامتها ...وقالت لي: ربي لا يحرمني منكم يارب.....ويقوم صبا...بالسلامة وترجع زي أول وأحسن... تصبح على خير...
قتلها:وإنتي من أهله ...
هذه هي وداد...عقلها أكبر من عمرها....وقلبها أكبر من الدنيا كلها....دايما تحسسنا إنها أمنا..ما تحسسنا إنها أصغر منا في العمر...على العكس...دايما هي إلي شايلة همنا...لو واجهت أي واحد فينا مشكلة...ما نلقى أحن ...أو أكبر من قلبها...عشان يستحملنا...ويستحمل مشاكلنا..ربي يسعدها ويوفقها في حياتها...يارب العالمين..

وثاني يوم.....كان أول شيء سويته إني إتصلت بعمي...وطلبت منه إني أبغى أجتمع فيه هو وصالح ومحمد ومؤيد...
وأجتمعت فيهم...وعرضت عليهم الفكرة والكل وافق على وجهة نظر وداد...وأيدوها...وطبعا لان خالة نجلا تعتبر صديقة مقربة للعائلة ...وحتى زوجها صديق عمي...فما كان في إعتراض من أي شكل...بالعكس الكل كان شايف إن د. نجلاء هي أحسن وحدة....وأتفقنا على إن صبا هي إلي راح تمهد الموضوع لصبا...

ونقلت لوداد موافقت عمي والبقية....وإنها لازم تمهد لصبا في البداية..
وأتفقنا على إنا بعد المغرب نروح لصبا ...وتجلس وداد معاها ....وتفهمها على الموضوع..
..................
وداد........
كلنا كنا متواجدين عند صبا في الغرفة ....وكل العيون كانت مركزة عليا...متى أعطيهم الإشارة...عشان يسيبوني ...أنا وصبا...لوحدنا...
وفعلا أشرت لعمي...هو فهمني وطلع من الغرفة...والكل طلعو معاه...حتى هالة...غازي سحبها من الغرفة وطلعها معاهم....
رحت لعند صبا وجلست جنبها...على السرير
كان باين في عيونها القلق....قتلها بهدوء: امس كنت عند خالة نجلاء...وكلمتها في موضوعك...بعد ما أخذت منها الأمان والعهد قدام ربنا..ووافقت
كانت طول الوقت عيونها تهتز بشكل مهو طبيعي...من كثر القلق...
ولما قلتلها كلمتي الأخيرة...توتر عينها خف...وحل بداله لمعه غريبة ...تحولت لدموع...ووجهها صار لونه أحمر مثل الدم...
ملت عليها وقتلها بصوت حنون: ليه يا صبا ...هذه الدموع الحين!!
ردت عليا بصعوبة من بين دموعها: أنا عارفة إن إلي جالسين نسويه إحنا غلط ...وعارفة وتأكدة إني بالطريقة ذي راح أدخل في دوامة ما يعلم بنهايتها غير الله سبحانه وتعالى....لكن ما بيدي حل...وكشف الحقيقة...معناتة...نهايتي....او تقدري تقولي...نعي نهايتي...لاني انا كذا أصلا منتهية...وأشرت بعيونها على جسمها...بحرقة
حطيت يدي على يدها وقتلها وأنا أحاول أبان قدامها متماسكة: لا تكوني يائسة يا صبا من رحمة ربك....وان شاء الله الفرج قريب....وبالنسبة لموضوعنا.....
قاطعتني: قصدك موضوعي أنا....
قتلها بعتاب: إخس عليك يا صبا!!...ليه تقولي كذا!!
قالت بنبرة خجل: لاني دخلتك في هذا الموضوع....وحملتك مسؤليتي...وانتي مالك دخل ...ومالك ذنب!!
قتلها بعتب: كيف مالي ذنب!!...كيف وانتي بنتي وحبيبتي وصديقتي وبنت عمي وأختي!!...
وما قدرت أتحكم في مشاعري...ودمعت عيني...لكني مسحتها بسرعة وقتلها: وبعدين يا صبا...لو انا انحطيت في هذا.....
قاطعتني بسرعة : الله لا يقولها....بعيد الشر عنك!!
ملت عليها أكثر وحطيت يدي على خدها ...وقتلها وانا امسح الدموع إلي غرقت وجههاوسألتها: هل ساعتها راح تقولي...هذه مشكلتك إنتي يا وداد!!...ولا راح توقفي جنبي وتساعديني!!
بدأت تشهق بصوت عالي....سبتها تنفس عن نفسها....ولما هدأت ...قالت: وداد!!......احبك يا وداد....احبك.....ربي لا يحرمني منك يااارب....
طبطبت علي يدها: ولا منك ياااارب....
وكملت : والحين إسمعيني....الحين راح أطلع لعمي وأقله إنك رضيتي تتكلمي....وإنك راح تحكيلنا الحكاية من الأول...وطبعا .....راح تقوليلهم على الكلام إلي أتفقنا عليه...طيب يا صبا!!
ولا تجيبيلهم سيرة عفاف ...أو العصير...أحكيلهم القصة زي ما إتفقنا عليها بالزبط
هزت راسها ...يعني طيب...
قتلها : وحاولي تمسكي نفسك شوية ....ما نبغاهم يشكو في الموضوع ....طيب يا صبا!!
رجعت تبكي من جديد: لا تتركيني لوحدي يا وداد...الله يخليك!!
قربت منها مرة وحظنتها وقتلها: ومين قال إني راح أسيبك...انا معاك يا صبا...وما راح أتركك أبدا...وبستها على خدها.....
وطلعت ناديت عمي والبقية...وقتلهم ...إن صبا تبغاهم...

إنتظروني في الجزء القادم----->>
..*)) في أحضان المجهول من جديد((*..

مع أحداث جديدة....
ومرحلة إنتقالية...في حياة صبا...
وكل شخصيات هذه الرواية.....


في أحضان المجهول من جديد....

الجزء الاول....

صبا........
ساااامحني يارب....راح أظلم شباب أبرياء مالهم ذنب....لكن إنت عارف إني انا كمان مالي ذنب انت العالم بمدى المعاناه إلي جالسة اعانيها الحين!!..يارب لو في حل غير هذا الحل إهدني له!!...رحمتك يا أرحم الراحمين....

دخلت وداد ودخلو وراها....وجلسو وجات وداد ووقفت عن راسي ....
ومالت عليا وقالت لي بهدوء: صبا حبيبتي كلنا نسمع!!...
حسيت ببرودة تجتاح كل جسمي....حتى لساني قام يرجف....وداد كانت حاسة بيا...قربت مني وحطت يدها على يدي وطبطبت بهدوء....
حركت عيوني بينهم....صالح...غازي...مؤيد...عمتي مريم....بابا....
أول ما جات عيوني على أبويا ...تذكرت آخر موقف كان ليا معاه...كنت أمثل فيه دور المريضة....وكانت في عيونه لهفة وخوف عليا...والحين أنا ما افتعل المرض...انا مريضة فعلا...عفوك يارب... هذا إنتقام منك لاني كذبت علي أبويا....وعصيته!!
جاني صوت وداد: صبا حبيبتي ...تبغيني أرفعلك السرير !!
قتلها بصوت واطي: ياريت
ورفعتلي السرير.....كذا أحسن...عشان ما أطل في عيونهم مباشرة...
وكزت عيوني على حجري وبدأت أحكي ببطء: بعد ما هربت من البيت....(وسكت شوية.....عارفة إن وقع الجملة عليهم ثقيل وصعب ...لانه لولا هروبي...ما كان حصل شي من إلي حصل !!....)
وكملت: ركبت مع ناصر السيارة...ووصلنا لشقته...و
قاطعني صوت بابا بحزن: ليه هربتي يا صبا!!
ماقدرت أرفع نظري فيه...قتله بخجل...وأنا أبلع ريقي بين الكلمة والثانية :كنت أبغى أثبت لك إن ناصر أخويا وإنك تقدر ....تقدر تطمن عليا معاه....وإني معاه في أمان!!
قلي بعتب مخلوط بحزن: وأثبتي!!!
ساعدني يارب...قتله ببطء: أيوا يا بابا...لان ناصر...(حسيت بروحي راح تطلع قبل ما أطلع الكلمة...تنهدت بقوة وبعدين كملت له): ناصر حماني بعمره!!!
عارفة إن الكلمة قلبت كيان كل الموجودين في الغرفة...وأولهم أبويا ....
كملت وأنا لسى على وضعي: لما كنت عنده......فجأة إندق الباب....وبعدين تحول الدق لخبط قوي على الباب.....
قلي ناصر ساعتها بخوف: صبا !!...إدخلي الغرفة...ولا تطلعي منها غير ..لما أنا أقلك!!
وقبل ما أتحرك من مكاني أي خطوة ...إنكسر الباب...ودخلو علينا...ثلاثة ...مدري أربعة شباب...ناسية كم عددهم بالزبط !!....
ناصر أول شي سواه...إنه حماني وسحبني...وخلاني ورى ظهره...
كان باين عليهم إنهم هايجين....وإنهم يبغو ينتقمو من ناصر...وبعدين...حاولو إنهم يسحبوني ..وحاااولو...إنهم....إنهم.....لكن ناصر منعهم...و....و.....وتحارب معاهم....و....وهربني.....و....طلعت من البيت أجري ....وأنا في الشارع سمعت طلق نار...خفت أرجع....وجلست أجري وأجري ....وأجري....و....
ما قدرت أكمل ...مو لاني متأثر من الموقف....لا...لان الحين كل واحد فيهم...معتبر ناصر...بطل شجاع....خانتني دموعي...ونزلت...صارت تنزل زي المطر على وجهي ....وجسمي بدأ يرجف....فجأة حسيت بيد...على خدي...رفعت نظري ...كان بابا....نفس النظرة الحنونة...الخايفة....قلي : خلاص يا صبا ...إنتي الحين هنا معايا ....(قرب مني وحظني)....وكمل: في حظني.....ومافي مخلوق في الدنيا يقدر يمسك بسوء!!....
غمضت عيوني....وتنهدت بقوة.....كنت أبكي زي الأطفال...آآآآه قد إيش أنا محتاجة لحظنه!!....لحنانه...
طبطب عليا ...وقلي: خلاااص...إهدي حبيبتي....خلاص.....
قتله وبندم: سامحني يا بابا....سامحني!!....أنا......أنا...ماكنت ....أبغى أحطكم في هذا الموقف....سامحني يا بابا...سامحوني كلكم !!...الله يخليكم سامحوني!!
كنت أشهق بين كل كلمة والثانية....
قلي: خلاص يا بابا....كل شي راح لحاله....أهم شي إنك رجعتيلي!!...وما
أبغى شي أكثر من كذا!!
وجلس حاظني لفترة...لغاية ماهديت روحي وأستكانت....
وبعدين نادا وداد وطلعو برى...
..............................

وداد......
سألني عمي: كيف تشوفي حالتها!!
رديت عليه: لا أحسن من أول بكثير....ومادام قدرت إنها تتكلم وتحكي إلي حصل.....يعني نقدر نقول إنها بدأت تتماسك نفسها...
قلي بقلق: تعتقدي!!
جاوبته: صبا يا عمي قوية...وإن شاء الله راح تتخطى هذه المرحلة ...لكن يبغانا نوقف معاها...ونشد من أزرها!!
قالي بسرعة: والله يا وداد...مستعد أدفع عمري...وارجع اشوف صبا زي زمان!!
حطيت يدي على يده وقتله بحنان: إن شاء الله يا عمي...انت بس قول يارب!!
قال بخشوع وتضرع: يااااارب...
وقرب مني وقلي: طيب وموضوع الدكتورة نجلاء!!
قتله وانا احاول احافظ على هدوئي: تكلمت مع صبا....وقالتلي...إذا الشي هذا يريحكم...فهي موافقة.....
شفته سكت وهز راسه....وبعدين قال:أجل كلمي الدكتورة وشوفي متى يناسبها....
قتله: الحين أروح أكلمها....

ورحت بسرعة ودقيت على دكتورة نجلاء على عيادتها...وبعد رنتين جاني صوتها: الووووو
قلت وانا أحاول اتحكم في أنفاسي من فرط الإنفعال: الووو دكتورة نجلاء....أنا وداد!!
جاني صوتها: هلا وداد حبيبتي...كيفك!!
قتلها : بخير الحمد لله......
وسكت عشان ابلع ريقي ....ورجعت قلت: خالة نجلاء....كلمتهم ....ووافقو!!
جاني صوتها الهادي: تمااام...الحمد لله
قتلها: متى يناسبك!!
ردت عليا:أنا الحين ما ورايا شي.....أقدر أجي الحين إذا يناسبكم!!
قتلها بسرعة: أكيد يناسبنا.....أجل خلاص بنستناك....بروح أديهم خبر....
قالت: أجل على خير إن شاء الله....الحين بجيكم...في أمان الله
قتلها: وإحنا في الإنتظار...مع السلامة...

رحت عشان أقلهم....أخيرا...راح ينزاح جزء من الحمل.....يارب.....يارب....يسر هذا الأمر بسرعة.....واستر علينا يارب...إنت عالم بحالنا!!
وقلتلهم إن د.نجلاء بتجي الحين.....وجلسنا منتظرينها....كلهم كانو برى....ماكان في غيري مع صبا...كنت جالسة أهديها...وأطمنها....إني متفقة مع دكتورة نجلاء على كل شي......
قالت لي بخوف وعناد: ماراح أخليها تكشف عليا...فاهمة!!.....لا تحاول معي!!
قتلها عشان أطمنها: خلاص يا صبا....أنا متفقة معاها....والجلسة ما راح تتعدى كام سؤال راح تسألك هوا الدكتورة.....وراح تطلع تقول لهم إنك سليمة.....خليكي واثقة فيا!!
تجمعت الدموع في عيونها وقالت لي بإنكسار: انا خايفة يا وداد!!
قتلها بعتاب: يالله عليك يا صبا!!...قتلك مافي داعي للخوف!!
غمضت عيونها بقوة....وسالت دموعها...وقالت لي بألم: أنا خايفة...من بعدين...من بكرا.....كيف راح أعيش حياتي!!....هل الناس راح يسيبوني في حالي!!....أهلك راح يسيبوني في حالي!!...إيش أقلهم لو جو يبغو يزوجوني!!...أرفض!!.....لغاية متى!!
امكن إلي راح نسوية راح يريح بالهم...ويغظ عني انظارهم...لكنه راح يرميني في أحضان مستقبل موحش....مستقبل معالمه مشوهه....ليتني أموت في هذه اللحظة...ليتني أمووووت!!....
وبدأت بكي بحرقة....
حظنتها بقوة........وقتلها: لا تسوي في نفسك كذا يا صبا!!....ربنا عالم إنك بريئة ومظلومة.....وربنا ما يرضا الظلم....وإن شاء الله راح يفرج كربتك....وهمك....لكن إنتي إصبري وأحتسبي الأجر عند الله....
ربنا ما أختارك وأمتحنك هذا الإمتحان إلا لحكمة هو أعلم بها...أحتسبي الأجر يا صبا...وتوكلي على الله..
قالت بحرقة: حسبي الله ونعم الوكيل...حسبي الله ونعم الوكيل...

وجات اللحظة الحاسة......وقت الكشف......
ما كان في في الغرفة ...غير أنا ود. نجلاء...وصبا طبعا....
قربت د. نجلا من صبا......وحطت يدها على يد صبا بحنية....بدأت صبا ترتجف وتبكي ....قربت منها من الجهه الثانية وقتلها بحنية: إهدي يا صبا...إيش فيك!!
رفعت ليا عيونها...وكانت نظراتها ضايعة..متشتتة....قتلها عشان أهديها: د. نجلا تبغى تسلم عليك بس!!
وجانا صوت الدكتورى نجلاء: كيفك يا صبا!!......الحمد لله على سلامتك!!
ماردت عليها...لساتها ترتجف....ومثبته عيونها فيا.....
شات د.نجلاء يدها من عليها وقالتلها: وداد حكتلي على كل شي!!....مافي داعي يا صبا لهذا الخوف كله!!....ما راح أسويلك شي!!....بس أبغى أسألك كم سؤال...وبس!!
التفتت لها صبا وقالت لها بخوف: ما عندي شي أقوله...كل إلي حصل قلته لوداد!!
قالتلها د.نجلاء: لا في كم سؤال أبغى أسألك عنهم...أكيد وداد ما سألت عنهم!!
رجعت صبا طلت عليا بخوف ورجاء...قربت منها اكثر...وحظنتها وقتلها بهدوء: حاولي يا صبا...هذه بس مجرد أسئلة!!نزلت عيونها وهزت راسها...يعني طيب
وبدأت د.نجلاء ..تسأل أسئلتها على صبا.....سألتها أسئلة أبدا ما جات ببالي....يعني سألتها عن أشياء حساسة مرة!1....لكن للأسف...صبا ما أعطتها جواب شافي على ولا سؤال....
لا حول ولا قوة إلا بالله....الخوف كان مسيطر عليها مرة...معذورة...إلي شافته مو قليل ابدا!!
بعد ما عجزت منها الدكتورة ....قامت من مكانها وقالتلي : وداد تعالي شوية!!
ووقفنا أنا وياها في مكان بعيد صبية عن صبا...
طلعت من شنطتها ورقة وأعطتني إيها وقالت لي : الورقة ذي...حافضي عليها كويس..
أخذتها منها وقتلها بإستغراب: إيش الورقة ذي!!
قالت: الورقة ذي...إثبات حالة إغتصاب......
سألتها بفزع: إيش!!
قالت لي:إمكن الورقة هذه ما تكون مفيدة كثير...لكنها على الأقل تثبت إن صبا بريئة ومالها ذنب!!..و إحنا محنا عارفين بكرة إيش راح يحصل.....عشان كذا خلي هذه الورقة معاك...وإن شاء الله ما نحتاج لها أبدا.....ونقدر نوصل للي سوا فعلته!!
قربت منها ومسكت يدها وقتلها بحب: قد إيش إنتي عظيمة ...يا دكتورة نجلاء!!......مدري فين أروح من جميلك ووقفتك معانا!!...الله لا يوقعك في ضيقة...ولا يهزن قلبك أبدا في يوم من الأيام....وحضنتها بقوة...
وطلعت طمنتهم إنت صبا سليمة .........
طبعا الكل بانت على وجهه معالم الراحة وخصوصا صالح....ما عرفت ساعتها ألومهم أو أعذرهم....سبتهم ورجعت لصبا.....حضنتها بقوة....وجلست اهزها زي الرضع....خلاص من الحين صرنا أنا والهم وصبا في وادي...والبقية كلهم في وادي ثاني ....الحين هيا محتاجالي جنبها أكثر من أي وقت مضى!!....وانا ما راح اتركها ....راح أساندها بكل مافيا من قوة...
...............................

ثريا......
جالسة في غرفتي .....بين أوراقي ومشاعري إلي ما أقدر أعبر عنها إلا في الورق..
حتى الغدا...مانزلت أتغدى معاهم...ماني طايقة أشوف غادة...كفاية إلي سوته فيا أمس!!...أتغدى مع حاتم لما يجي إن شاء الله...
وبعد شوية دق الباب...وقمت وأنا أعرج ...لغاية ما وصلت للباب و فتحته ...كان أبويا ..
أشرت له بيدي: هلا يبا!!....
ووطيت على يده وبستها....
حط أبويا يده على راسي بحنية وقال: الله يبارك فيك....
وبعدين سألني:اليوم ما شفتك!!....حتى الغدا ما تغديتي معانا!!
قتله: ماكان لي نفس يبا!!....راح أتغدى مع حاتم لما يرجع إن شاء الله...
قلي بحنية: على راحتك حبيبتي....طيب تعالي إجلسي معانا تحت!!
أشرت له: إن شاء الله...راح ألحقك بعد شوية...
قلي: أجل أنا مستنيك تحت....وطلع....

بابا قلبه طيب وحنون...ويحبنا ...وما يرتاح غير لما يشوفنا أنا وحاتم حوله...لكن الله لا يسامحها...نورة...من يوم جات ...وهي قالبة راس بابا على حاتم...مدري إيش السم إلي صبته في إذنه من ناحية حاتم!!...حسبي الله عليها....والله كنا مرتاحين....وبيتنا مايعرف المشاكل...لغاية ما شرفت نورة وبنتها....
قفلت دفتر مذكراتي ونزلت....

كنت أنزل على الدرج ببطأ....وماسكة يدي بساقي وادفها على قدام بشويش..الجر في نص ساقي...وأي حركة...راح تفتح الجرح من جديد...وأستمريت أسحب ساقي لغاية ما وصلت للدرجة الثالثة....تفاجأت بصوت أبوي من نص الصالة بفزع: ثريا!!...إيش فيها رجلك!!
وقبل ما ارد عليه ..قال بسرعة: خليك مكانك!!.....وطلع الدرج ...بابا ما شاء الله تبارك الله...رياضي مرة ومحافظ على صحته....ويبان أصغر من عمره بكثير...و في لمح البصر كان واقف عندي...وما أعطاني فرصة إني أحتج او أعترض...مال عليا وشالني...ونزل بيا...وجلسني على الكنب وجلس قدامي وقال لي بخوف: وريني رجلك إيش فيها!!....إيش حصل!!..
كنت محرجة وفي نفس الوقت فرحانة.......محرجة من جلسة أبويا قدامي...كذا!!....وفرحانة لان بابا كان خايف عليا مرة...ولان الشي هذا حصل قدام العقربة وبنتها...عشان يعرفو مكانتنا في قلب بابا...وإنهم ما يقدرو مهما سو إنهم يبعدونا عن بعض....
رفعت نظري في غادة وأمها شفت فتحت عيونهم زي الفناجين هههههههههههه....خليني ألعب بأعصابهم شوية .....ووقفت ووقفت أبويا معايا وقتله: راح أحكيلك على كل شي بس إنت تفضل إجلس.....
وجلس وجلست معاه....قال بنفاذ صبر :إحكي إيش حصل!!
قالت نورة بسرعة : إيش حصل يعني...أكيد كانت تجري على الدرج...ومتصربعة زي عادتها وطاحت!!
قلها أبويا بحدة: إنتي عارفة إن هذه ماهي عادت ثريا!!....إسكتي خلي البنت تفهمني إيش إلي حصل!!
طليت على غادة بنظرات تعمدت إني أخليها ماكرة ....وبعدين ألتفت لبابا و أشرت له: أمس بعد ما رجعنا من بيت عمي حسن...جلسنا أنا وغادة في الصالة....وبعدين هيا دخلت المطبخ....وبعد شوية سمعت صوتها تصرخ وصوت قزاز يتكسر في الأرض...أنا نطيت من مكاني بسرعة....ودخلت المطبخ...عشان أشوف إيش فيها...وما انتبهت إن في موية مكبوبة على الأرض...وتزلحقت فيها...وغنجرحت بالقزاز إلي كان على الأرض....وكان حاتم دوبه راجع من بيت عمي....شالني ووداني المستشفى....وبس!!
والتفت أبويا على غادة وسألها: ليه كنتي تصرخي!!
هههههههههههههههه طبعا غادة زي الأطرش في الزفة...ماهي فاهمة شي من إلي جالسة أقوله....المسكينة نشف ريقها...على بالها إني حكيت لبابا على إلي حصل...لاني طول ما كنت أحكي الحكاية كنت أأشر عليها....
أشرت أنا على بابا وقتله: تخيل يا بابا.....غادة شافت تمرة طايحة في الأرض...على بالها صرصور....قامت صرخت....ههههههههههههههههه
ضحك بابا بصوت عالي: ههههههههههههههه...الله يقطع شيطانك يا غادة....تصرخي من تمرة!!....هههههههههههههههه
والتفت لها وقال : الحين ما تعرفي تميزي بين التمرة والصرصور....شكلك يبغالك نظارة!!
طلت عليا بحقد.....وقامت من المكان كأنه قرصها عقرب...ههههههههههه...أحسن حلال فيك حرقة الدم....
.................................
غادة.....
طلعت غرفتي وأنا أرغي وأزبد!!...والله عال!!....أمس أخوها الثور يمد يده عليا ...واليوم هيا البقرة تتريق عليا!!...أنا غادة...إلي عمرها ما أنهانت...ولا إنداس لها على طرف!!...يجي اليوم إلي ثريا وأخوها...يتطاولو عليا فيه!!
ما رضي يغمض لي جفن...وبت طول الليل وانا أفكر في طريقة أنتقم منها من أخوها ...وفي نفس الوقت تريحني منهم....
ولمعت في بالي فكرة...مافي غيرها.....هي إلي راح تقدر تفيدني ....إعتماد مافي غيرها....
وأخذت التلفون ودقيت عليها...
إعتماد : الو نعم!!
رديت عليها بتريقة: ما شاء الله لقيتيلك وظيفة بعد الثنوي!!...
ردت عليا إعتماد: هههههههههههه... وانتي الصادقة مالي شغلة ومشغلة غير هذا التلفون....الوقت يمر عليا من دون ما أحس هههههههههه
قالتلها: هههههههه وكيف الجو معاك!!
جاوبتني: مغلبني يا غادة....ما يعجبه العجب!!...ماني عارفة إيش أسوي معاه !!
رديت عليها : سوي إلي تبغيه....بس خليكي حذرة!!
ضحكت : هههههههههه لا كثر خيرك....ونعم النصيحة..هههههه
مالت عليك .... وقتلها : قوليلي....كيف حال أخوك خفيف الطينة!!
ردت عليا بطفش: حاله زي وجهه....مالت عليه...بس غريبة تسألي عنه!!
قتلها بإختصار:إسمعي أبغى من أخوك خدمة....
صفرت وقالت: وهو مستعد يخدمك بعيونه....وإنتي عارفة!!
اللهم طولك ياروح....قتلها بزهق: مقابل خدمته لي راح أعطيه فلوس...ولا يحلم بأكثر من كذا!!...فاهمة!!
قالتلي : إيش فيك عصبتي!!...فاهمة
قتلها: اجل فهمي أخوك.....
ردت عليا: اوكي .....أيش هيا الخدمة!!
قتلها : أبغى أخوك يدبرلي شوية فضايح مشكلة!!
جاني صوت ضحكها: ههههههههههه ...إنتي قلتي خدمة...ما قلتي ساندوش!!
قلت ضحكتها بتريقة:هههههههههه.....إنتي غبية...أخوك راح يفهمني...
قالت :طيب...أوامر ثانية!!
قتلها: أيوا... يجهزها ليا....وألقاكم عند المطعم إلي أجيبك فيه دايم...تعرفيه!!
قالت : أيوا أعرفه..
قتلها: أجل خلاص بكرة الساعة 9 الصبح ألقاكم هناك.....يلا سلام....
وقفلت معاها.....
وثاني يوم الصبح قمت من النوم....وأول شي سويته...إني دقيت على إعتماد عشان أأكد عليهم وعشان أعرف المبلغ إلي يبغاه أخوها ....وجع يوجعه...طلب خمس آلاف ريال....ما كان قدامي غير إني أوافق!!....طلعت من البيت....في البداية عديت على البنك...وسحبت الـ 5,000 ريال...وبعدين رحت قابلت إعتماد وأخوها.....أخذت منهم الأغراض.....وأعطيته الفلوس....ورجعت البيت....
المشوار ما أستغرق مني أكثر من نص ساعة...وماحد دقق على طلولي ....
وجلست مستنية اللحظة المناسبة.....وتسللت على غرفة حاتم...وحطيت الأشياء تحت سريرة...وشلت منهم كم قرص حبوب...وكيس بودرة وحطيتهم في جيب بلوزته...وحطيت البلوزة مع الثياب الوسخة....وطلعت من الغرفة...وبكذا.....صارت الأمانة في ذمة حاتم ههههههههههه....وبالعافية على قلبه.....
سراب.......
أول ما فتحتلي باب الغرفة....أرتمت في حظني...تبكي بصوت عالي...جسمها كان حار.. وجهها أحمر زي الدم....
دفيتها لقدام شوية...وسألتها بخوف : ثريا إيش فيك!!
ماردت ...بس صوت بكاها أرتفع زيادة....
سحبتها وجلستها على الكرسي وجلست قدامها...وقتلها: فهميني إيش الحكاية!!....الخدامة لما دقت عليا مافهمت منها شي!!...
ماجاني رد...قتلها بصراخ: ثريااا...تكلمي...إيش حاصل!!....وعمي ماله معصب!!
أشرتلي وهي تبكي: حاتم ...حاتم!!
قتلها بنفاذ صبر: إيش فيه حاتم!!فهميني
رجعت أشرت لي:اليوم بعد الغدا سمعت صوت كركبة وصوت بابا وهو يزعق ...طلعت من غرفتي...وشفت بابا ونورة في غرفة حاتم...قالبينها فوق تحت...وبابا شكله كان جالس يفتش على شي....وبعد شوية...شفت بابا مطلع من تحت سرير حاتم...كيس ....كانت فيه أشرطة...وسجاير...وحبوب وأشياء غيرها...
سكتت وهيا تنتفظ...مسكت يدها وقتلها: كملي...!!
قالت: طلع بابا من الغرفة...وهو يسب ويلعن في حاتم....ومتحلف إنه يطرده من البيت!!
وسكتت...وأنا جلست أطل فيها...لكن عقلي ماهو معايا بالمرة...مخدرات وأشرطة في غرفة حاتم!!....معقولة!!
وأنتبهت على ثريا وهي تمسك يدي بالقوة...وتأشرلي: أنا متأكدة إن حاتم مايعرف عن هذه الأشياء ولا شي...أنا متأكدة إن غادة...هي إلي حطت له هذه الأشياء في غرفته...حاتم يخاف من ربنا!!...ولايمكن يسوي شي غلط!!
وسكتت شوية ورجعت قالت: أنا خايفة على حاتم من أبويا!!...أبويا إستحالة يسمح بأشياء زي كذا تدخل البيت...ماراح يرحم حاتم...أنا خايفة عليه!!
قتلها بتردد: طيب معقولة غادة تقدر تسوي شي زي كذا!!
أشرت بعصبية: إنتي ما تعرفي غادة إيش ممكن تسوي!!
وجلست على السرير ورفعت التنورة....وكان في شاشة بيضة على نص ساقها...شالتها...وبان من تحتها جرح....كبير ...شكله يخوف...شعر جسمي كله وقف...إيش هذا الجرح!!...قربت منها وسألتها بخوف: إيش هذا!!
أشرت لي: غادة سوت فيا كذ أمس ...بعد ما رجعت من بيتكم!!
شهقت وحطيت يدي على صدري......معقولة...توصل فيها المواصيل لهذه الدرجة!!....
سألتها: غادة سوت كذا!!
هزت براسها وهي تبكي...وحكتلي على الحكاية كلها......أنا ماكنت مصدرقة!!...لا هذه ماهي بشر!!.....قلبها ميت!!
وسألتها: وعمي عرف بالحكاية!!
أشرتلي: لا...ماقتله لا أنا ولا حاتم....
قتلها بغضب: كان لازم يعرف!!...الحين غادة راح تنكر كل شي!!
هزت راسها بعصبية وأشرتلي: ما يهمني الحين ....غير حاتم...بابا إيش راح يسوي فيه!!
ماعرفت إيش أسوي!!....
مالقيت قدامي غير أدق على البيت...لازم يدخلو في الموضوع...ويتصرفو!!
وقلت لثريا: طيب أنا راح أكلم البيت ....لازم بابا يتفاهم مع عمي!!
أشرتلي براسها ..يعني طيب
رحنا لغرفة حاتم....ولقيناها مقفولة بالمفتاح...الله يستر عمي ناوي على الشر!!
نزلنا تحت ودقينا على البيت ...إلي رد عليا هو يحيى...قتله بسرعة: الو يحيى...بسرعة بسرعة أعطني بابا!!
أنفجع من نبرة صوتي وقلي بخوف: سراب!!...إيش حصل !!...
رديت عليه: يحيى وإلي يسلمك أعطني إياه !!
قلي بحدة: وبعدين معاك...قولي إيش في!!
حكيتله الحكاية .....كلها....
طال سكاته....ناديته: يحيى!!....يحيى!!
: ...............
صارخت بقوة: يحيى ىىىىى
تغيرت نبرة صوته وقلي: طيب أقفلي الحين!!
وماعطاني فرصة...قفل الخط......

حطيت السماعة ورجعنا لغرفة ثريا......ما كان في في يدنا شي غير إنا نستنى.....
وبعد أقل من ساعة...سمعنا صوت سيارة...طليت من الشباك....كانت سيارتنا .....نزل منها هارون ويحيى ورحيم وأبويا...أول ما شفت أبويا تنفست براحة......عمي يسمع كلام بابا....يعني إن شاء الله القصة راح تعدي بسلام.....ونزلت أنا وثريا تحت....

دخلو المجلس وجلسنا إحنا في الصالة والكلام كله كان يوصل لنا...لانهم كانو يتكلمو بصوت عالي...وعمي كان ثاير...ومتعصب مرة....
وأبويا يحاول يهديه...لكن عمي أبدا...
وبعدين سمعنا صوت سيارة ....وجانا صوت عمي بحدة: الضايع جا!!
جانا صوت أبوي: إهدى يا جمال...خلينا نفهم من الولد....إصرف عنك الشيطان!!
قال عمي بحدة: كيف!! والشيطان ساكن معي في البيت!!
إلتفت على نورة وغادة ...كانت ملامحهم باردة مرة ...وهادية مرة...وفي لمعان غريب في عيون غادة...لمعة فرح وشماتة....صادق عمي ..الشيطان ساكن مهاهم في نفس البيت ...لكن مهو حاتم الشيطان...هذه العقربة غادة هي الشيطان...حسبي الله عليها....لو كانت ناوية تأذي حاتم!!
............................
حاتم.........
رجعت على البيت تقريبا الساعة 9:30 الليل.....دخلت البيت شفت ثريا وغادة ..ووحدة جالسة ومتغطية شكلها سراب بنت عمي....ونورة
إستغربت من هذه الجمعة...نادرا ما يجلسو مع بعض....
وبعدين سيارة عمي واقفة برى...خير إن شاء الله!!
وطليت على ثريا...ملامحها كانت غريبة..شكلها كانت تبكي....وكانت لابسة طرحة وحاطة نقاب ومرفعاه على راسها...أول ما شافتني أنفجرت تبكي...قلبي أكلني...وحسيت إن في شي حاصل...نفسي أنقبضت!!
لكني قربت منهم وقلت: السلام عليكم!!ثريا!!..إيـ...
قاطعني صوت أبويا بعنف: لا سلام ولا رحمة على أمثالك!!
وجيت بلتفت لأبويا أشوف إيش الحكاية!!
ومن دون إي مقدمات...جاني كف ...من قوته ومع غفلتي طحت في وسط الصالة !!
وسمعت شهقات من الجالسين
وجاني صوت عمي حسن بعصبية :جمااااااااال!! مو كذا يا رجال!!
حطيت يدي على خدي..والتفت على أبوي....والدموع متجمعة في عيوني....ليه أبوي يضربني !!...عمره أبوي ما مد يده عليا!!...لا وأنا كبير...ولا وأنا صغير!!...ليه الحين يضربني..أنا إيش سويت!!...رجعت وقفت ....وقتله بصوت متألم...متسائل: ليه يبا!!...أنا إيش سويت!!
قلي بغضب: ولك عين تسأل كمان!!..
سألته بإصرار:إيش سويت يبا عشان تضربني!!
قلي بصراخ: مخدرات!!...هذه آخرتها يا حاتم...مخدرات...ونجاسة في بيتي!!!
كأن أحد صب عليا موية باردة....رددت نفس الكلمة بإستغراب: مخدرات!!
ورجعت قتله: أي مخدرات !!...عن إيش جالس تتكلم يبا!!!!
قلي بصوت عالي : لا تنكر!!.... ولا تسوي نفسك منت عارف شي!!
قتله بسرعة عشان أدافع عن نفسي: والله يبا....ما ني عارف شي!!....ولا أدري عن إيش جالس تتكلم!!...
رفع يده ...وكان ماسك كيس وقلي بغضب:عن هذا!!...
وفرغ كل محتويات الكيس على الأرض.....وهو يقلي بصوت عالي رج أركان البيت رج: هذه النجاسة....كيف جات غرفتك!!... طارت وحدها ....وجات على غرفتك!!....قول...تكلم!!
كنت واقف مكاني زي الصنم....أطل على الأشياء إلي كانت في الكيس أشرطة فديو...شكلها قديم....وحبوب..أشكال وألوان...وسجاير....وأكياس نايلون صغيرة...فيها بودرة بيضاء....إيش هذه الأشياء!!...كيف أبويا يقول إنها كانت في غرفتي!!
جاني صوت أبوي زي الصاعقة: رد....من فين جبيت هذه النجاسة ...يا كلب!!
رجع صوت عمي حسن: صل على النبي يا جمال....خلينا نسمع رد الولد!!
رفعت راسي لأبويا ....وقتله بقهر:تسألني أنا يبا!!..أنا ولدك!! تربيتك!!...تشك إني لي علاقة بأشياء زي ذي!!
قلي بصوت عالي وجاف: أجل أسأل مين!!
وجهت نظري لنورة وغادة...كنو يطلو عليا بنظرات باردة...وغادة معالم الشماتة باينة في وجهها
أشرت عليهم وقتله بعصبية: إسأل إلي جابها!!....إسأل زوجتك المصون...وبنتها التعبانة!!...إسألهم!!
قلي : يا حقير ....أنا شكلي ما عرفت أربيك.....
قتله بصوت عالي....ودموعي تسبق حروفي: للأسف يبا....أنت مو أبوي إلي رباني...
وأشرت عليهم مرة ثانية...وكملت بحرقة: قدرت الحية إلي جالسة ...أنها تغيرك...عليا...قدرت إنها تقلبك...وتقسي قلبك عليا...قدرت تلعب فيك!!
قلي عمي بحدة: عيب ياولد....
جاني الكف الثاني : أسكت يا كلب يا حقير....إنت خلاص فلت عيارك....أنقلع من بيتي ياكلب....مالك مكان بينا!!لا إنت ولدي ولا أعرفك!!
في هذه اللحظة ...شفت عمي حسن وهارون ويحيى ورحيم...كلهم طلعو من الغرفة...وجو وقفو بيني وبين أبويا..
وقله عمي حسن بعتب وغضب: إستهدي بالله...مهما حصل هذا ولدك!!
أذكر الله وإطرد الشيطان عنك!!
رد عليه أبوي بجفاء: هذا ماهو ولدي ولدي ما يطاول علي!!...ولا يعرف هذه النجاسة!!...هذا واحد تعبان!!...ضايع!!
قاله هارون: ياعمي...ماهو بهذه الطريقة.. نتعامل مع هذا الموضوع!!...لازم نتأكد !!
رد عليه أبوي: من إيش تتأكد!!.....كل شي قدامكم وقدامي!!...وجالس كمان يتهم الناس بالباطل عشان يبرئ نفسه!!ويطول لسانة كمان؟؟
ورجع قلي بصوت عنيف زي الطلق: إنقلع من بيتي...قسم بالله العظيم..ما تبات فيه ولا لحظة وحدة!!...إطلع ..لا بارك الله فيك يالخسيس!!
في هذه اللحظة ...جات ثريا ومسكت يدي بقوة...وكانت مغطية وجهها...وكانت تأشر بيدها بحركات سريعة..وهي تهمهم..وتشهق بصوت عالي...
قرب منها أبوي وسحبها عني بعنف وقال بحدة: أتركيه ينقلع من بيتي...هذا مو ولدي!!
وأشر على الباب:إنقلع يا كلب!!....
وطت ثريا على يد أبوي...وعلى رجوله وهي تبكي...وتشهق بصوت عالي.... شفت عيال عمي دارو بجسمهم...وعمي كان يطل عليها بحسرة وحزن...وقال لأبوي : حرام عليك يا رجال!!...إرحم هذه البنت!!
باعد عنها أبوي..وطلع على الدرج...ووقف قلي بحدة : لا أشوف وجهه...هنا...لاهو ولدي ولا أعرفه ..
طلعت وراه ثريا...ومسكت يده...وباستهم وهي تبكي...كانت تترجاه بدموعها...بهمهمتها...لكن مافي فايدة...أبوي سحب يده بالقوة منها وطلع فوق...
………………
هارون.....
كلنا عارفين حاتم كويس.....حاتم ما يعرف هذه الخرابيط....إنسان يخاف الله...ومحافظ على الصلاة......حتى الدخان ما يدخن...!!
قلبي مايل لكلام سراب ...ومصدقها.....أكيد غادة لها يد في الموضوع....لكن من فين لها غادة هذه الأشياء !!....من فين جابتها!!...لو فعلا هي إلي دبرت هذه الأشياء....فالمصيبة أكبر وأعظم من لو كانت هذه الأشياء فعلا تخص حاتم...لانه ...لو غادة هي إلي مدبراهم...يعني البنت ملتمة على مجرمين!!...
ومر على بالي منظر ثريا ....يا الله....مسكينة ثريا.....كان منظرها يخلي الحجر ينطق!!...الله يسامحك يا عمي....كان قاسي مرة مع حاتم....طيب حتى لو فعلا حاتم يملك الأشياء ذي...او مدمن...المفروض عمي يحتويه...ويحاول يساعدة...ما يطرده ويحرمه!!...
حتى منظر ثريا وصراخها المكتوم ...ماحرك قلبه!!....

بعد ما حلف عليه عمي إنه يطلع من البيت.....وما يبات فيه...طلع حاتم من البيت يجري...لحقناه...ومسكناه...كان شبه منهار ...كان يصرخ : ليه أبويا يسوي كذا!!.....والله إني مظلوم...والله أول مرة أشوف الأشياء هذه!!...والله حتى الدخان..عمري ما دخنت!!
قله رحيم: كلنا عارفينك يا حاتم!!....ما يحتاج تحلف...أصلا ...ما شكينا ولا لحظة فيك!!
قال بحرقة: وليه أبويا يشك!!...كيف يشك...وهو أكثر واحد عارفني!!
قتله: لحظة غضب وتعدي!!...وانت عارف عصبية عمي!!...بس هو محتاج إنه يهدا ...وكل شي راح يرجع ...إنت بس إهدا!!...وصل على النبي
قلي والدموع حايرة في عيونه: تتوقع!!
قتله بعتب : إيش فيك يا رجال!!...أكيد.....أنت ولده والظفر عمره ما يطلع من اللحم!!
جلسنا نهدي فيه ....ونخفف عنه ....
وبعد شوية طلع أبويا ...قرب منا وحظن حاتم...وطبطب على ظهره....وقله بحنان: شيطان يا ولدي...وراح ينصرف بإذن الله....!!....وراح تصفى النفوس....لكن إنت لازم تعذر أبوك ...وأنا عمك مالك غيره وماله غيرك!!
قله حاتم بصوت باكي: أبوي على عيني وراسي ...لو يقطعني...ما اشيل عليه...لو أفديه بعمري...مايكثر عليه!!
شد أبوي على يده: الله يبارك فيك....هذا الأبن الصالح...الله يهدي الأمور بينكم....ويلا الحين بتمشي معنا...
قله حاتم: بعد إذنك ياعمي...مخنوق....بلف بالسيارة شوية...حاس إني محتاج أجلس لوحدي شوية!!
قله أبوي : على راحتك....الله يهديك يا ولدي....
والتفت لنا وقال: أختكم اليوم راح تجلس مع ثريا....وبكرة يصير خير إن شاء الله...
شفت حاتم بان الحزن عليه...وقال وهو منزل راسه: وإلي يسلمك يا عمي... سراب لا تترك ثريا....الحين حالتها ...مايعلم فيها إلا الله!!
قله أبوي: من غير ماتقول يا حاتم....وثريا...شوية وراح تهدا...لا تشيل إنت هم!!
قال: جزاكم الله خير....والله ماني عارف إيش أقول!!
قله رحيم: لا تقول شي!!...إنت بس إمش معنا!!
قال : راح ألحقكم...لكن زي ما قلت لعمي....أبغى أجلس مع نفسي شوية..
قله أبوي: زي ماقتلك يا حاتم...لاتزعل ولا تاخذ على خاطرك...هذا أبوك!!...هو بس راح يجلس مع نفسه....ويهدأ ويعرف إنه غلطان!!
هز حاتم راسه .....
رجع قال أبوي: إحنا الحين راح نتركك لحالك...لكنا ما بنام...بنظل مستنينك ...خلاص وانا عمك!!
قله حاتم ببطء: إن شاء الله...
سلمنا عليه ومشينا.....لكن قلبي ما طاوعني نتركه لوحده...وقفت مكاني وناديته: حاتم أبغاك شوي!!....وأشرت على الباقي يروحو.....
ورجعت لعنده...ومديت يدي وقتله: هات مفتاح السيارة!!
قال بطفش: الله يخليك يا هارون...أبغى أكون....
قاطعته:حاتم...أنا عارفك!!...ما راح ترجع البيت....وانا ما راح أتركك لوحدك!!...إن شاء الله نبات الإثنين واقفين في مكانا!!...
ورجعت قتله بإصرار: هات المفتاح!!
مد يده في جيبه وطلع المفتاح وأعطاني هو وقال بزهق: خذ ....فكني يا شيخ!!
أخذت منه المفتاح وركبنا السيارة ومشينا وقتله: بالله قلي....كنت فين رايح تدج بعمرك!!
جاوبني وهو منزل راسه: كنت رايح أبات عند صديقي محمد...
جاوبته بإستنكار: يعني عندك إنك تروح تبات عند الناس...ولا إنك تجي بيت عمك؟؟...والله إنك.....إيش تبغاني أقول بس!!
جاوبني بسرعة:لا مو كذا يا هارون...اولا محمد أهله كلهم ماهم في البيت....في المستشفى!!....وثاني شي....
سكت ما كمل...
قتله : ثاني شي إيش!!
قال بحزن: ما أبغى أكون السبب في قطيعة بين أبوي وعمي!!
قتله بإنكار: لا ياشيخ...ما راح توصل لكذا إن شاء الله!!....يومين ...وكل شي يرجع لحاله!!
هز راسة بإستنكار: لا يا هارون....هذا أبوي....وأنا عارفة كويس....
قتله عشان اخفف عنه: مهما كان...عمي قلبه طيب!!..وإنت إبنه...وراح تشوف ...إنه يومين وراح يرضى...
قال بصوت واطي: الله كريم!!
.....
ماحبيت السكوت إلي عم السيارة...وقتله عشان اطلعه من الجوإلي هو فيه: قتلي إن أهل صديقك في المستشفى!!
جاوبني: إيه..
قتله: وعسى خير!!
قلي بحزن: لا والله ماهو خير!!
قتله:يا ساتر!!...ليه؟؟؟
قال: بنتهم حصل لها حادث...وجلست في غيبوبة لمدة شهر وهي الحين داخلة في الشهر الثاني....وماتقدر تتحرك!!
قلت بفزع: يالطيف اللطف!!....ليه إيش حصلها!!
قال : خبطت في شاحنة....
قلت بفزع: يا ساتر!!...شاحنة!!
هز راسه وكمل:وحصلها كسور في ظهرها ...ونزيف....تسبب لها ....بإلتهابات في الكلى!!....حالها والله يقطع القلب...والبنت صغيرة...يعني تقريبا عمرها 18 سنة ...حتى ما كملتها!!
يا الله....!!....الله يعين أهلها.....قلت بحزن: لا حول ولا قوة إلا بالله...الله يشفيها ويصبرها ويصبر أهلها يارب العالمين...
دخلت في عالمي.....نسيت حاتم إلي جالس جنبي...ونسيت الدنيا كلها....مدري ليه في هذه اللحظة...تذكرت ملاكي الطاهر!!...إمكن لان فكرة إنها الحين جالسة تعاني من إلي حصل لها مسيطرة عليا....عشان كذا لما سمعت عن معاناة هذه البنت ....جات ببالي ملاكي!!...أو أنا إلي أتذكرها في كل الأوقات وكل المناسبات!!...
الله يا حبي العذري....فين القاك!!...كيف القاك!!...
هل راح ألتقي فيك في يوم من الأيام!!....ولا راح أضل طول عمري...أصبر نفسي بذكراك...وخيالك...وريحتك وأحلامي فيك...في يقضتي ومنامي!!....يارب...يا أرحم الراحمين...أجمعني فيها!!...يارب....إجعلها من حظني ونصيبي...يارب...زي مادخلت حياتي فجأة من حيث لا أدري ولا أعلم...أجمعني بها مرة ثانية...من حيث لا أدري ولا أعلم...انت على كل شي قدير...
: هارون ...هارون!!
هذا كان صوت حاتم...إلي خرجني من بحر أفكاري...
قتله: هلا حاتم!!
قال: الحمد لله على السلامة!!...فين وصلت!!
حسيت بإحراج...بدل ما أخفف عليه همه...غطست أنا في همومي...قتله: أعذرني...ماكنت معاك!!
قال: أدري... فين كنت!!
وقفت السيارة عند مدخل العمارة وقتله عشان أنهي الموضوع: شوية مشاغل...يلا إنزل!!
جلس يتلفت وبعدين قلي بإستغراب: أنزل فين!!
نزلت من السيارة وقتله: أنزل أول!!
ونزل......ودخلنا الشقة...وقتله: حياك!!
وقف مكانة...يتفحص الشقة...وبعدين قلي: شقة مين هذه!!
جاوبته: هذه الشقة إلي كنت جالس فيها!!
جلس يتمشى في الشقة...وبعدين قال: تصدق إن ذوقك حلو!!..تحسس الواحد إنه مسافر وجالس في صالة الإنتظار في المطار..
له حق يتريق لان الشقة شبه فاضية من الأثاث: هههههههههههه...وهذه أصلا حالنا ...مسافرين..والدنيا بكبرها صالة إنتظار!!
قال مصدق على كلامي: عندك حق والله....
رحت لعنده وأعطيته مفتاح الشقة...تفضل...الشقة تحت تصرفك...
حسيته خجلان ومرتبك....مديت يدي وحطيت المفتاح في جيب ثوبه الي فوق...وقلتله:ماحبيت أغصبك..ترجع معنا على البيت...لاني عارف إن راسك أصلب من الحجر الصوان...
قال بصوت متأثر: والله ماني عارف إيش أقول!!...تعبتكم معي و...
قاطعته بسرعة: ولا كلمة....إحنا أهل...وعيال عم...يعني لحم ودم واحد...لا تحط في بالك إنا كذا جالسين نحملك جميلة..فاهم!!...وقفل على الموضوع...وانطق روح نام...وخلني أنام...
قلي بإستغراب: بتنام هنا!!
جاوبته: لا هناك!!...إيه هنا!!
قال لي بسرعة: انا الحين أحسن....وأقدر أجلس لوحدي لا تخاف عليا!!
قتله: ماني خايف عليك!!...لكن أبغى أونسك!!
قلي: لا إرجع لعمي وإعتذرلي منه...
وقفت وقتله بتأكيد: متأكد!!
هز راسه بحركة خفيفة....
مديت يدي وقتله : أجل هات مفتاح سيارتك...عشان ارجع!!
رجع قال: ولا أقلك أجلس أحسن....
سكتنا شوية وبعدين : ههههههههههههه....
وطلع المفتاح وقال: في أمان الله
أخذته منه : يلا تصبح على خير...الله معاك.....
وطلعت من الشقة...وأنا حزين على وضع حاتم....لكن إن شاء الله تنزال هذه الغمة عن قريب....
.....................

يحيى.........
حرام....ليه كل شي يلصقوها فيها!!....أي بلوة تحصل...غادة!!...أي شي غادة!!....أدري إنها فيها كل العبر...وإنه مافي أحد إلا وتأذا منها...لكن ما تصل لدرجة المخدرات!!....مهو معقول!!...مهما كانت عيوبها...ومساوئها الكثيرة.....المخدرات لا!!....من فين جابتها!!....منهو إلي مولها فيها!!...يا الله!!...لو فعلا غادة هي إلي سوت كذا!!....معناته إنها منتهية...وإني لازم...أمسحها من قاموسي...لالالالا... أنا أتوهم!!....إمكن البنت بريئة!!...إمكن كلهم يضلموها!!
: ولا إنت إيش رأيك يا يحيى!!
انتبهت:ها!!....مدري!!
قالتلي بإستغراب: إيش إلي مدري!!
قلتلها بتأفف:إيش تبغي الحين يا أمل!!
رد عليا رحيم: إيش فيك معصب!!
ارتبكت...لكني حاولت أخفي إرتباكي: مافيني شي!!
رجع رد عليا: طيب ليه ساكت...في العادة...إنت أول من يتكلم...ويقول رأيه!!
يا ذي البلشة...قلتله: أبدا..كنت أفكر في حال حاتم...إيش راح يسوي!!
قالت أمل بحزن: والله حرام ...حاتم..طيب وما يستاهل!!...غادة ذي....حية لدغتها والقبر...
جاوبها رحيم:عندك حق... إلي يشوفها...وما يعرفها..ينخدع فيها...إستغفر الله العظيم...على قد ما أعطاها الله جمال..إلا إن قلبها...مشوه...شيطان..في صورة ملاك!!....
خلاص خلاص...ما أقدر أتحمل أكثر...وقفت وقلت بعصبية: غادة...غادة...صدعتونا بسيرتها...ينعل غادة...على كل المصايب إلي تجينا من تحت راس غادة!!...خلاص قفلو على سيرتها!!
شفتهم يطلو عليا بإستغراب...أنا كنت معصب مرة...وفي نظرهم...عصبيتي هذه مبالغ فيها كثير.....ما يدرو إني معصب عشان خاطر غادة...مو منها!!
شفت رحيم طل على أمل وسألها بإستغراب: إيش فيه هاذا هاج مرة وحدة!!
رفعت أكتافها مع يدها لفوق..ولوت فمها دليل على إندهاشها...وقالت: أنا أدري عنه!!....
وبعدين قالت: والله يا يحيى ما كنت أعرف إنك تعز حاتم لهذه الدرجة!!....خلاص ولا يهمك...راح أطلعه من غادة مثنى وثلاث ورباع...أصلا أنا ليا شغلة..غير إني ألطش فيها!!
وضحكت وضحك معاها رحيم......وانا الدم ثار في عروقي أكثر...
لا هذه قاصدة تعاندني!!...قلت بصوت عالي: أف....والله أنكم.....إنكم...غجر!!
وسبتهم وطلعت من عندهم ...ورحت غرفتي وأنا ما أشوف قدامي...
ماقدرت أستحمل.إن رحيم جالس يتغزل فيها...وفي نفس الوقت يذمها!!..
ليه!!...ليه هي من بين كل البنات إلي حبيتها!!....إيش حبيت فيها!!...عمري ما سمعت أحد يجيب سيرتها بخير!!...الكل يكرها!!...الكل متضايق منها!!...
وضحكت بمرارة....وياريت المشكلة وقفت عند هذا الحد!!....لا...الكل عارف..إنها مجنونة بهارون...وإنها مسعده تسوي أي شي عشان ترضيه!!
ليه يحصل معي كذا...كيف أقدر أكرها!!....كيف أمحي حبها من عقلي!!...
هل هذا هو جنون الحب!!...إن الواحد يحب الإنسان بكل عيوبه!!...
أنا فعلا ماني قادر أكرها!!...رغم كل عيوبها...إلي إني أحبها!!..اعشقها!!...
يارب ساعدني...يارب إصرفها عني إذا كان في وجودها في حياتي شر ليا..أو للي حولي.....
و نمت وانا أفكر في غادة...وفي النار إلي ماهي حارقة أحد زي ماهي حارقة قلبي....
آآآآه يا غادة...ليتك تختفي من حياتي...ومايبقالك ذكرى...أو ذكر في حياتي كلها...
...................................

غادة......
دخلت غرفتي وأنا حاسة بنشوة الإنتصار...هههههههههههه...هذا هو ردي يا حاتم جاك.....عشان تعرف...من تكون غادة!!...ومين تكون إنت!!
ورحت رميت نفسي على السرير....وأنا أضحك....مبسووووطة حيل...
وجاني صوت دق على الباب.....:غادة!!....غادة!!
قمت من على السرير ورحت فتت الباب: هلا يما...
قالتلي: صحيتك من النوم!!
فتحت لها الباب أكثر وقتلها: لا...لسى مانمت!!
دخلت....وجلست...وقالتلي: قفلي الباب وتعالي إجلسي...أبغى أتكلم معاك
قفلت الباب ورحت جلست بجنبها....وقتلها: خير يما !!...إيش في!!
شفت ملامحها صارت صارمة...وقالتلي بنبرة حازمة...ماتعودتها منها: غادة!!...إنتي لك يد في إلي حصل اليوم!!
ملامحها ونبرة صوتها خلتني أقول: دخل كيف يعني!!
مسكت يدي بقوة...وقالت من بين أسنانها: إنتي إلي حطيتي المخدرات في غرفة حاتم!!
سحبت يدي منها...وقمت من عندها وقتلها بعصبية...عشان أخفي خوفي وتوتري: إيش فيك يما!!.....طبعا لا!!
قالت بحدة: والله يا غادة لو إكتشفت إنك لك دخل في هذا الموضوع...لا أطربق الدنيا على راسي وراسك......سامعاني!!
قتلها بصوت عالي: إيش فيك قايمة علي!!....قتلك مالي دخل!!
قامت من مكانها بسرعة....وحطت يدها على فمي...وقالت بصوت واطي: قصري صوتك!!....لاحد يسمعنا!!
سحبت يدها من على فمي وقتلها: له حق حاتم يشك فيا....إذا إنتي أمي وشكيتي فيا!!
قالت بصوت رقيق: أنا خايفة عليك يما!!....لا حاتم ..وأي احد في هذه الدنيا يهمني....ما يهمني أحد غيرك!!
رجعت جلست على سريري بطفش وقت : خايفة عليا من إيش!!
رجعت جلست جنبي وقالت: إحنا نضرب ممكن....نزعق ممكن...نكذب ممكن....لكن توصل المسألة للمخدرات...لا يا غادة!!....هذا طريق مليانة شوك....وراح تضري نفسك إنتي أول وحدة...قبل ما تضري أي أحد!!...كله إلا المخدرات يما!!
قتلها : الله يهديك يا ماما!!....أنا من فين لي المخدرات!!....مين إلي راح يجيبها ليا يعني!!....
قالت بتشكيك: غادة!!
قتلها: لا تطلي عليا كذا يما!!....أنا أصلا أخاف أروح أماكن زي كذا!!....مو أنا يما...احلفلك إنه مو أنا عشان تصدقيني يعني!!
قامت من مكانها وقالت : راح أصدقك يا غادة......لكن إسمعيني كويس!!...الأيام ذي خفي على ثريا شوية!!....ترى كل العيون...والشكوك حايمة حولك....سامعاني!!
قتلها بعصبية: عساهم في حريقة ...وأنا إيش لي فيهم!!
قالت بحدة: غااادة!!!
قلت بزهق: طيب...في شي غيره!!
قالت: تصبحي على خير...وطلعت من الغرفة...
رحت وقفلت الباب وراها ...ورجعت رميت نفسي على السرير....قال خايفة عليا قال....فين كان خوفك عليا....لما تخليني أسوي كل شي أبغاه...وكل شي يدور في راسي!!....فين راح خوفك عليا...وإنتي ماتعرفي مين مصادقة...ومع مين أجلس!!....جاية ذحين تحاسبيني وتعاقبيني!!...
ورفعت جسمي و يدي بالقوة وقلت: فكينا يا شيخة....أمهات آخر زمن....وضحكت على نفسي ههههههههههههه
ورجعت رميت نفسي على السرير .....

في أحظان المجهول من جديد....

الجزء الثاني.........

أيام مرت في حياة شخصيات هذه القصة.....حاملة بين ثوانيها ولحظاتها الفرح لقلوب.....والكآبه لقلوب ثانية......

فبعد....ماعانت.....وذاقت الأمرين....من غدر الأخ وظلم الغريب....تحمل لها الأقدار....لمحة من أمل....وسافرت على المانيا....سافرت لعلاج جسدها…وهي تدعي الله وتتضرع له…أن يتكفل بعلاج روحها المريضة ..!!
.................................
وداد......
الفرحة ألجمتني....كان ردت فعلي ......السكوت....
جاني صوت عمتي مريم الباكي الضاحك :ايوا يا وداد........العملية نجحت ....الحمد لله ...الحمد لله!!...
تجمعت الدموع في عيوني...كل إلي قلته: اللهم لك الحمد...اللهم لك الحمد...كما يليق بجلال وجهك وعظيم سلطانك....اللهم لك الحمد!!..
جاني صوت عمتي: ما تتخيلي يا وداد....كيف كانت حالتنا.....الحمد لله رب العالمين....
سألتها بلهفة: وصبا!!..... كيفها صبا يا عمتي!!
جاوبتني: هي الحين تحت الملاحظة.....والطبيب يقول إن مؤشراتها الحيوية ممتازة....وإنها خلال الثلاث السنوات الجاية....إن شاء الله راح تقدر تمشي...وتتحرك.....
يا الله ثلاث سنوات؟.....
ماقدرت اخبي نبرة الحزن....وخيبة الأمل في صوتي...لما قتلها: ثلاث سنوات!!
جاوبتني عمتي: الحمد لله يا وداد...إحنا كنا فين وصرنا فين!!....اصلا كنا فاقدين الأمل بالمرة....في إن صبا راح تقدر تمشي مرة ثانية...اللهم لك الحمد..
رديت عليها: اللهم لك الحمد....اللهم لك الحمد والشكر.....
رجعت سألت عمتي: فينه عمي منصور؟؟
جاوبتني: راح مع عمك سعود جامع قريب عشان يصلو...وأنا جالسة الحين مع عمتك سلمى..
سلمت على عمتي سلمى وباركتلي وباركتلها ...

بعد ما قفلت من عمتي مريم…طلعت أجري على الدرج زي المجنونة
: غازي!!.......هالة!!....فينكم!!
طلعو من غرفهم مفجوعين
غازي بخوف: إيش فيه!!
اول ما شفتهم: قووولو مبروووووووووووووووووووووك..نجحت عملية صبا!!.....نجحت العمليااااااااااااااااااااااااا!!....
جو وهجمو عليا وضموني بفرحة ....
يومها قضينا....اول ليلة من بعد فترة طويلة ....من دون حزن...

...................
سراب..........
: حرام يا بابا!!......إلي جالس يحصل.....ما يرضي أحد!!
جاوبني أبوي بقلة حيلة:إنتي شايفة إن بقي في يدي شي ما سويته!!
قلت بسخط: ليه عمي يسوي كذا ....ما اعرف عن عمي إنه ظالم!!
قلي ابوي بحدة: سراااااب.....عيب عليك.....هذا عمك!!
قتله بخجل وبصوت واطي:آسفة يبا!!....الله يخليك لاتزعل مني!!
لكن يبا...إنت شايف حال ثريا!!....قلبي يتقطع عليها....وكلامي معاها ما قام يهديها!!....ما راح يهديها غير إنها تشوف أخوها!!....ثلاثة شهور وهي بعيدة عنه.....لا قامت تاكل ولا تشرب!!....وماأشوفها غير وهي تبكي.....بحرقة وقهر!!....والله حرام!!....ثريا ما تقدر على هذا كله!!
جاوبني ابوي بحزن: لا حول ولا قوة إلا بالله .....والله هذا إلي يحصل ما يرضي ربنا!!
نطيت من مكاني....ورحت جلست بجنبه...ومسكت في ذراعة ...وقتله بترجي: والي يسلمك يبا....كلم عمي مرة ثانية....حاول معاه!!..سبحان الله!!..يمكن المرة ذي يسمع منك!!
كملت أمل بسرعة: إيه يبا!!.. ما اعتقد إن قلبه راح يفضل قاسي على حاتم طول العمر!!
كملت..... وأنا لسى ماسكة ذراع أبوي:ولو مارضي يسامحه....على الأقل يسمح لثريا تزوره...وتشوفه!!...مو كفاية إنه مانعها من إنا تجي عندنا....عشان ماتشوفه!!( وهزيت ذراعه بترجي)..وإلي يسلمك يبا إقنعه!! ....حاول معاه....إن شاء الله راح يرضى المرة ذي..عشان خاطر ثريا....الله يخليك !!
حط يده على راسي وقلي: إن شاء الله ...بكرة أروح وأكلمه....ويصير خير....
هزيت ذراعة أكثر....وقتله بترجي: وإلي يخليك يبا...اليوم...الله يخليك!!
الله يخليك!!
رد عليا بإستغراب: الحين!!...في ذا الوقت!!
ردت عليه أمي: إيش فيها يابو هارون!!....هذا أخوك!!....وبعدين لسا بدري!!...(ورفعت يدها وشافت ساعتها )...لسى الساعة 9:30 !!
قال ابويا بقلة حيلة : طيب طيب...خلاص اليوم اليوم...
وقفت وحبيت على راسه وقلت بسرعة:الله لا يحرمني منك ياغالي...
.... اجل بروح ابدل والبس عباتي....

دقيت عليها باب غرفتها...لكن ما جاني رد: ثريا...افتحي!!
بعد لحظات فتحتلي الباب....يا الله!!...في كل مرة أشوفها فيها أحس هالة السواد إلي حول عيونها تزيد....ياحبيبتي يا ثريا...ألله لا يسامح إلي كان السبب..
وبدون مقدمات حظنتني...وصارت تبكي بصوتها المكتوم....
طبطبت على ظهرها بشويش ...وقتلها: أبشري خير يا ثريا!!....بابا هنا....وهارون معاه.....وان شاء الله....راح يقدرو يقنعوه....على الأقل تروحي تشوفيه!!
بعدت عني.....و هزت راسها بالقوة وأشرتلي: كل مرة....تقولي نفس الكلام.....وكل مرة...يطلعو من عنده من دون فائدة.....أنا خلاص...ما اقدر أستحمل...حرام....3 أشهر ما اشوفه ولا حتى اسمع صوت!!....في شرع مين ذا!!.....ربنا مايرضى بالظلم!!...
مسكت يدها وقتلها بحنية: اصبري يا ثريا.....أكيد ربك راح يحلها!!...ربنا عارف إن حاتم مظلوم....وراح يوقف معاه...وينتقم له!...توكلي على الله...وأصبري!!...
أشرتلي بعصبية : أصبري...أصبري!!......ما تحسون بالي في قلبي!!...هذا حاتم!!....ما حد يعرف إيش حاتم عندي!!....النار في قلبي أنا !!...أنا وحدي....لاحد يقلي إصبري....ما راح أصبر أكثر من كذا!!
سألتها بخوف...إيش ناوية تسوي!!
طنشتني وراحة أخذت عباتها ونقابها وطلعت من الغرفة.....
لحقتها وناديتها : ثريا!!.....ثريا!!
لكن مافي...ولا كأنها تسمعني!!....
نزلت على الدرج وهي تلبس عباتها ونقابها.....ووقفت عند باب المجلس رحت ووقفت جنبها ....صوت عمي كان عالي مرة....وغضبان.......كانت منزلة راسها
حطيت يدي على كتفها بهدوء....وقتلها: ثريا!!...مو كذا...هدي..و....
ما خلتني أكمل!!..حركت نفسها لورا فجأة....حتى إن يدي هوت بقوة....وأشرتلي بعصبية
: أبوي ...خلاص...ما ينفع الكلام معاه....انا ما ابغى اجلس في بيته بعد اليوم من دون حاتم!! ...ما ابغى ما ابغى!!هذا مو أبو...في أب يتهم ولده من دون دليل!!....خلاص ....زي ما قال حاتم...نورة اكلت عقله!!....
وقفت مكاني مصدومة!!....هذه إيش جالسة تقول!!....أكيد مو عارفة إيش جالسة تقول...قسم بالله لو يشوفها عمي...ما راح يرحمها....عمي عصبي...وما يحب أحد يكسر كلمته...او يعصيه...وهذه جالسة تعيد نفس كلام حاتم!!......
قربت منها ومسكت يدينها الإثنين وقتلها بخوف وترجي: طيب إطلعي معايا فوق...خلينا....!!
ما اعطتني فرصة....فتحة الباب بقوة ودخلت ....كل إلي في الغرفة سكت والتفت لها.....
بدون أي مقدمات.....اندفعت على ابوي...ومسكت يده وباستهم...ووطت على رجله (الله يكرمكم) ...وهي تأشر بحركاتها...
أبوي في البداية تفاجأ... وبعدين جلس معاها على الارض.....ورفع راسها بيده بهدوء....وقلها بصوت يقطر حنان وحزن: الله يهديك يا ثريا....إيش جالسة تسوي يا بنتي!!
سحبت يده بسرعه...وجلست تبوسهم...وهي تأشر بحركاتها...وتهمهم بصوت عالي....
شفت معالم الحيرة بانت على وجه ابوي...لانه ما فهم هي ايش تبغى تقول..
التفت على عمي......وشفته منزل راسه....ليش منزل راسه !!...حاس بالذنبَ!!.....قدام إلي جالس يسويه في ثريا وحاتم!!الله يهديك ياعمي....ويصلح بالك ويرشدك لسواء السبيل...
رجعت التفت لأبويا... إلي كان يطل عليا في حيرة...
بدأت اترجم له...وانا احاول ما ابكي....لكن حال ثريا...يبكي الرضيع!!!...
.........................
ثريا.........
توسلت.....وغسلت وجهي...واقدامه بدموعي...عشان يسامح حاتم...لكن من دون جدوى.....كأن توسلاتي تزيد قلبه قسوة...وصلابه!!...ما كان في يدي حل...غير إني أدخل على عمي...استجير به...إمكن أبويا يحن على حالي...
امكن يقدر ضعفي...وأنكساري
أستجرت في عمي...لاني عارفه إن جيرتي فيه...راح تنصفني....على الأقل راح اقدر اشوف حاتم...مو لازم يرجع البيت...اهم شي اشوفه بعيوني!!...اسمع صوته... احظنه..... اشتكيله... ابكي له....أقله قد إيش هو وحشني...قد إيش أنا تعبانه من دونه!! ...
قلتله: الله يخليك يا عمي...ارحمني!!.....الله يخليلك أولادك...ويفرحك فيهم...خليه يرحمنا!!.....انا ما اقدر ابعد عن حاتم أكثر من كذا....حرام حاتم ينظلم!!....والله يا عمي هو ماله دخل!!....فهم أبوي!!....كلمه...إشرح له!!....ابوي مو راضي يسمعني!!....ما التفت لدموعي....خليه يرحم ضعفي!!....أبوي طرد حاتم وما التفت لي!!......ما التفت لوحدتي....ابات كل ليله ابكي في غرفتي.....وهو......دموعي آخر شي تهمه!!...
إسأله ليش صار بهذه القسوة؟!.....اسأله كيف قدر يستغنى عنا؟!
كيف قدر يستغنى عن جلستنا حوله؟!
عمتي نورة...وبنتها غنوه؟!!
وإحنا!!......مين يغنينا عنه!!.....مين يغنينا عن حنانه!!...لو قسي علينا...مين بيرحمنا!!.....
ورجعت بست يد عمي ...و أشرت له : الله يخليك يا عمي.....خليه يسمحلي بس أشوفه!!....بس اشوفه!!....قله يا عمي...إن هذا حاتم..إلي ياما شكيتله حزني!!...حاتم إلي ياما دافع عني....من ظلم غادة وأمها....ظلمهم وإفترائهم على حاتم ...قدر يقسي قلبه عليه...لكن قلبي...انا جالس يتقطع!!
رميت نفسي على الارض منهارة....تعبت من التأشير....وتعبت من التوسل....ليه ما يحن قلبه!!...ليه ما يرق!!
حسيت بيد ثقيله على اكتافي.....ارتعشت....التفت بسرعة ...
كانت يد أبوي....وجهه كان احمر....وعيونه كانت تلمع....هذا هو أبوي الي اعرفه....هو ابوي...هذه هي طريقة بكائه علينا...يبكي بكاء مكتوم...تلمع عيونه من دون ما تنزل ولا دمعة!!....
وقفني ووقفت معاه.....والتفت على هارون بهدوء....وقله بهدوء غريب: حاتم عندك!!
جاني صوت هارون: ايوا عندي يا عمي....
قله ابوي ...وانا مازلت مركزة عيوني عليه:ودها له...
وتركني وطلع من المجلس ببطء.....لحقته.... همهمتي له وقفته.....قربت منه...وصرت مقابله له....ووطيت على يده وبستها بالقوة...واشرت له: سامحني يبا؟!...انا قلبي مجروح على حاتم.....الله يخليك يبا لا تزعل مني!!.....انت عارف يبا...اني افديك بروحي.... ومستعده أضحي بكل شي...وارتمي تحت رجليك!!.....لكن هذا حاتم يبا!!....اخوي الوحيد...وسندك...ارحم حالنا!!
قربني منه أكثر....وباسني على راسي.....وطبطب بيده على خدي...وقلي بنبرة قطعتني: روحي شوفي أخوكي...وتطمني عليه.....
وسابني وكمل طريقه....

ماني مصدقة إني راح أشوفه!!......أخيرا!!.....يا الله ثلاث أشهر مرو عليا اطول من الدهر نفسه...آآآآآآه الله يعلم قد إيش ملهوفه عليه....
مدري إيش راح يسوي لما يشوفني !!....اكيد راح يطير من الفرحة ....
هوا الحين صاحي ولا نايم!!....رفعت ساعتي عشان اشوفها...الساعة كانت 11:00 أكيد نايم .....وتذكرت ايش كنت اسوي فيه عشان اصحيه من النوم......كنت...افتح باب الغرفة عليه واجري وارمي نفسي عليه بكل قوتي ..هههههههههههههههه....كان دايما يقوم من النوم مفجوع...ومتألم ....وبعدين يمسكني ويحشرني بين ذراعه.....ويضحك على شكلي...وانا اتوسل له انه يتركني....
أفففففففففف متى راح نوصل!!.....
شكلي اتأففت بصوت عالي.....
عشان كذا جاني صوت سراب بإستغراب: ليه الحين جالسة تتأففي!!
اشرت لها...وهي لفت بجسمها لجهتي عشان تشوفني: مو كأنا طولنا!!.خلي هارون يسرع شوي !!
قالت بتريقة: اقول انثبري بس.....تبغي الرجال يطير يعني !!....عشان تطير ارواحنا معاه....ويصير بدل ما تقابلي حاتم ...نقابل منكر ونكير!!
سمعت هارون يضحك بصوت عالي:ههههههههههههههههههههههههههههه خفي...على البنت...الله لا يبارك في لسانك!! هههههههههههه...
الله يسود وجهك يا سراب....يعني كان لازم هذا اللسان كله!!....كان قالت ان شاء الله وخرست وانا كمان راح اخرس...الله يفشلك...اوريها!!...
بعد شوية جاني صوت هارون: هذه سيارته...يعني في البيت
قلت في بالي: وصلنا!!
جاني صوت هارون: إنزلو
نزلت بسرعة ومشينا وراه....
فتح باب الشقة...ودخل ودخلنا وراه ....اشر على كنبه متوسطة في الصالة وقال: أجلسو هنا....وانا بدخل اصحيه...
انا مسكت ذراع سراب بالقوة....التفتت وقالت لي: ايش!!
أشرت لها: أنا أقدر أصحيه!!
ضحكت سراب: هههههههههههه الله يخلف عليك.....
والتفتت لهارون وقالت: تسألني إذا تقدر تصحيه!!
شفته ابتسم....وأشر على غرفه من الغرف.....وقال: اكيد تقدري...
سبتهم واقفين وتوجهت للغرفة زي السهم....وقفت عندها وتنفست بقوة....عشان احاول انظم نفسي....وفتحت باب الغرفة بهدوء ...وقلته ورايا ..كمان بهدوء...كانت الغرفة منورة....حسيت بإحساس غريب...بس ما قدرت أحدد طبيعته بالزبط...
ارسلت نظري على السرير الوحيد الموجود في الغرفة....شفته مغطي جسمه كله حتى راسه....شكله رايح في النوم....تخيلت ردت فعله....لو رميت نفسي عليه....زي كل مرة....وضحكت...على الفكرة بصوت واطي.....
وخلعت الطرحة والنقاب....وحطيتها على طاولة كانت جنب الباب
وعديت في داخلي...1 ....2....3....وفرررررررر بكل سرعتي ...ورميت بقوتي كلها على جسمه...هههههههههههههههههههه....المسكين تأوه بقوة....لكني صلبت مكاني فوقه....لما سمعت الصوت: يا حمار....يا غبـ...وسحب الغطا عن وجهه.....وبتر كلمته...وبهت....
أجزاء من الثانية مرت علينا....هو ممدد على السرير...وانا رامية عليه كل جسمي...ووجهي موازي لوجهه .....ونطل على بعض...بنظرات إستغراب...وانكار...شفت وجه....غير إلي توقعت أشوفه......هذا مو حاتم!!....مين هذا إلي أنا في حظنه....أو بالأحرى فوقه!!
وأستوعبت الموقف....وصرخت في وجهه....مدري هوا في إيش فكر لما مسكني من أكتافي بقوة!!....وجا بيقوم..لكن انا تحركت بعنف...
وطحنا الإثنين من فوق السرير...على الارض بقوة.....وأنعكست الصورة....صرت انا تحت...وهوا عليا بكل جسمه...حركت رجولي ويدي عشان ابعده عني.....وانا اصرخ بعنف...وقوة.. ..شكلي ضربته في أماكن حساسة.....لاني شفته....تكوم جنب رجولي ...ومسك على بطنه وهو يأن بألم...ويقلي كلام...لكني ما فهمت منه ولا شي...كنت خايفة وأصرخ...اصرخ ...اصرخ....لان ما بيدي شي غير الصراخ...سمعت صوت أنقذني من خوفي....صوت هارون...إلي جا زي الرعد: اتركها يا حيواااااااان!!....
وسحبه من عند رجولي..ورماه بعيد بكل قوته ...
ومسكني بيد وحدة وشدني ...وبحركة وحدة صرت ورى ظهره...
انا كنت واقفة في مكاني أرتجف من الخوف ومن الصدمة ...
وسأله بحدة: مين إنت وكيف دخلت هنا!!
انا كنت ورى ظهر هارون...وما اشوفه ....ماسمعت غير صوته....وهو يتكلم بسرعة: انا محمد صاحب حاتم!!
يا مصيــــــــــبتي!!!! تمنيت الارض تنشق وتبلعني...هذا صاحب ااخويا حاتم!!....يا سواد وجهي!!
تلفت اشوف فين حطيت شيلتي ونقابي.....شفتهم على الطاولة.....كويس يمديني آخذها من دون ما يشوفني....وعلى طول نطيت وأخذتهم...وطلعت من الغرفة ...إلا وحاتم في وجهي!!
..................
محمد.......
: أقسم لك بالله يا رجال إني محمد صديق حاتم !! وإني مالي دخل في إلي حصل!!
قلي بحدة: كيف يعني مالك دخل؟!....هيا يعني إلي رمت نفسها عليك!!!
قتله بسرعة: والله العظيم هذا إلي حصل!!...هي إلي رمت نفسها علي...أنا كنت نايم وما ادري عن شي!!
شد مسكته لياقتي وقال بصوت عالي يفلق الصخر: ياعديم الرجولة...يا جباااان!!
فجأة جانا صوت حاتم العالي: إيش في!!...إيش إلي حاصل !!..هارون سيب الرجال...هذا حاتم صديقي!!
ودخل بينا ...وحاول يفك قبضته من عليا
لكن مافي فايدة لسى ماسكني وقال بصوت عالي : هذا الحيوان!!...صديقك !!
سحبت نفسي عنه بعصبية...لانه بالصراحة زودها كثير وقتله: إحترم نفسك لو سمحت...وإفهم الموضوع الأول!!
وقبل لا يتحرك أي حركه...مسكه حاتم وقله: هارون صل على النبي!!...وخلوني أفهم إيش الموضوع!!
وحكيتلهم القصة زي ما حصلت ....ولما خلصت ألتفتت على حاتم وقتله: وتقدر تسأل البنت!!
حاتم كان ساكت ومركز بصره على هارون...بعدين قال بهدوء:
مافي داعي....انت صادق في كل كلمة قلتها..
سأله هارون بإنكار مخلوط بعصبية:إيش إلي صادق!!...بالله هذا كلام يدخل العقل؟!
جاوبه حاتم بهدوء: إيه صادق...لانها أختي وأنا عارف ليه سوت كذا..وخلاص إنتهى الموضوع!!
شفت هارون قام من مكانه بعصبية وقال: لا ما انتهى...ومن حقي أفهم !!
طل عليا حاتم حسيت بخجل وإحراج في نظراته نزل عيونه ورجع طل على هارون وقال: طيب إجلس وانا افهمكم...
بعد ماخلص حاتم شرح الموضوع....ساد السكوت....
وبعدين جاني صوت هارون يعتذر: حقك على راسي يا محمد...وأكيد إنت مقدر ..أنا ليه سويت كذا!!
قتله بتقدير : تكرم والله...والله مالمتك...لو كنت مكانك...ماكنت تصرفت غير نفس تصرفك!!
ابتسم وهز راسه بهدوء...قال: طيب ..انا الحين لازم أمشي..
قله حاتم : ليه جالسين!!
قام وقمنا معاه..وقال: إنت عارف يا حاتم..ورايا مناوبه..ولازم أمشي الحين..مرة ثانية...(والتفت لي وابتسم)..وإن شاء الله أشوفك في ظروف احسن من اليوم!!...وسعيد إني تعرفت عليك (ومد لي كفه)..
مديت كفي وقتله: أكيد...وأنا أسعد إني أتعرفت عليك!!
هارون له هيبة...ويقدر يفرض إحترامه على الي قدامة...أصلا أنا انعجبت فيه من كلام حاتم عنه...وزاد إعجابي فيه اليوم...
طلع هارون...وانا ما طولت كثير ...طلعت بعده بدقايق...
وفي الطريق..جلست أفكر في كل إلي حصل لي اليوم!!....
في بداية الأمر تخيلت إني أحلم....وأن الحورية إلي كانت في حظني راح تختفي....يااااه عيون مالها مثيل في الجمال والحزن!!..لكن لما شفت نظرات الفزع في عيونها وسمعت صراخها ...عرفت إنه مو حلم ...
يا الله كل هذا الجمال ...وخرساء!!...صادق حاتم ...العين إلي جاتها ما صلت على النبي...سبحان ربي إلي خلقها...خلق وابدع...
رجعت البيت وانا في عالم ثاني...شايف الدنيا كلها حلوة قدامي..شايف كل شي جميل بنفس مستوى جمال عيونها...لحظات سحرتني...ارتميت على السرير وحظنت المخدة...وغمضت عيوني ...ورحت في عالم ثاني...تخيلتها هي في حظني...خيالي مدري فين وداني!!..فتحت عيوني فجأة ورميت المخدة عني..واستغفرت ربنا...استغفر الله العظيم...حسيت بالخجل من نفسي...استغفرت ربنا من جديد...وقمت توضيت وصليت..ورجعت رميت نفسي على السرير..عشان أنام ..وانا أحاول أطرد طيفها من بالي.....
...........................

جمال..."أبو حاتم"........
رجعت ثريا من عند أخوها حوالي الساعة 6 الفجر ....كنت مستنيها في الصالة...ماقدرت انام...اول شي...بنتي بعيدة عن نظري...والشي الثاني كلامها إلي قالته امس الليل...طير النوم من عيوني...كان زي الكف إلي صحاني من غفلتي!!...
دخلت وأول ما شافتني وقفت في مكانها ما تحركت...كانت مركزة عيونها عليا وفيها مزيج من العتب والخوف ...
قربت منها بهدوء وسألتها: ليه تأخرتي كل ذا!!
ما جاني منها رد...
سألتها: أخوكي إلي وصلك!!
هزت راسها ...يعني أيوا
رجعت سألتها: كيفه؟...بخير؟
طليت عليا بإستغراب وهزت راسها بسرعة...يعني بخير
قلت : الحمد لله....
ورجعت قتلها: ثريا تعالي إجلسي أبغى أتكلم معاكي...

كان كل كلامي معاها عن أخوها حاتم...وعن إلي حصل ...وعن الكلام إلي قالته قدام عمها منصور...
حكتلي عن كل الأشياء إلي كانت تسويها فيها نورة وغادة...وعن موضوع الجرح الأخير...
يا الله...انا فين كنت عن أولادي؟...فين كنت عن ثريا ...وغادة ونورة يسو فيها كل ذا ؟؟
لازم كل شي حصل غلط في ذا البيت إنه يتصلح....
الحين تأكدت إن حاتم ماله دخل بكل الأشياء إلي شفناها عنده ...وفي النهاية توصلت لنتيجة....هذا البيت تزلزل من يوم مادخلت فيه نورة وبنتها...حتى علاقتي بأولادي تزلزلت !!....لازم اعدل كل شي...ما في شي في دنيتي ذي أغلى علي من أولادي....

وقررت شي في بالي ونويت إني انفذه ...
طلعت ثريا غرفتها وأنا عدى عليا الليل وأنا جالس في مكاني في الصالة....وطلع النهار...
وأخيرا نزلت نورة...اول ما شفتها ناديتها ودخلت معاها المكتب: نورة... إسمعيني كويس...طول عمري وأنا عايش حياتي وأولادي في حظني...ما عمرنا أفترقنا...او بعدنا عن بعض....طول حياتي كنت فرحان وأولادي الإثنين حولي...مالين عليا دنيتي....
لغاية مادخلتي إنتي وبنتك حياتنا...لا يجي ببالك إن إلي سويته في ثريا وحاتم...ما وصلني!!....
جات بتقاطعني ...لكني قتلها بحدة: إسمعيني!!...أنا الحين تأكدت إن حاتم ماله دخل بكل الأشياء إلي لقيتها في غرفته...ظلمت ولدي والسبب مين؟؟السبب إنتي وبنتك...لا بارك الله فيكم!! ..
قالت بصوت خايف ومرتجف: يا بو حاتم أ...
قاطعتها بصوت عالي: نورة!!!...وجودك في حياتي خربطها....وكان راح يخسرني ولدي الوحيد.....وأنا ما عندي أغلى من أولادي...
وقمت من مكاني وقتلها بحسم: عشان كذا....إنتي طالق...والله لا يسامحك على كل إلي سويتيه في عيالي...بدل ما تكوني أم لهم...صرتي عليهم عدوة...الله لا يسامحك ولا يسامح بنتك....
وسبتها وطلعت .........


وبكذا أختفى جرح من الجروح...ورجع حاتم لبيته..ولأخته وأبوه وظلل الحب على هذا البيت مرة ثانية .....لكن إيش مصير نورة وغادة ؟؟.
الأيام كفيلة بالرد...
...............................
ومرت الأشهر تطوي الأشهر.....
هارون........
انا اليوم بين أهلي وناسي وكل إلي يحبوني!!...وإنتي يا ملاكي ...صحيح ما اعرف عنك ولا شي!!..لكني على الأقل اتنفس نفس الهوا إلي تتنفسيه..وبعد 24 ساعة راح تفصلنا دول وبحار...وساعات وايام..لكن إنتي ساكنة في قلبي....في عقلي...مهما بعدت عنك أظل قريب منك....مهما فرقتنا الساعات...إلي أحمله في قلبي لك...أقوى من أي شي!!....5 سنوات...راح تكوني انتي ليا فيها الحبيبة والصديقة...وكل شي في حياتي...آآآآه يا عشقي المجهول...
كنت جالس على مكتبي وماسك الورقة إلي كتبت فيها الكلمات إلي كانت موجودة في سلسال ملاكي الطاهر... بالرغم من أن الكلمات انحفرت في ذاكرتي أول ما شفتها..إلا إني كتبتها...لاني حبيت أجسد أي شي متعلق فيها في أرض الواقع.....واظمه لصدري ...وإن كان مجرد حبر على ورق!!
جاني صوت دق على الباب:تفضل!!
كان رحيم...شايل بنته نغم ...دخل والتفت لبنته وقال بمرح: هذا هو خالك الدب جالس هنا!!
طويت الورقة وحطيتها في وسط كتاب من الكتب ...وقمت من مكاني..وشلت نغم منه..وبستها على يدها وقلت: ياا هلا بالقمر بنت الثور
ضحك: ههههههههههههههه الله يسود وجهك...بتخرب سمعتي قدام بنتي!!
ابتسمت ووجهت كلامي لنغم: شايفة إن ابوكي ثور!!
جلس على السرير وقال: ها كيف المعنويات!!
جاوبته ببرود: الحمد لله..
وجلست على طاولة المكتب وانا العب مع نغم...
جاني صوت رحيم مستغرب: وليه تقولها كذا !!...فيك شي؟!
جاوبته من دون ما ارفع نظري عليه : لا مافيني شي!!
رجع سال بإصرار: قلي إيش فيك!!
رفعت نظري عليه وقتله بحزن :إلي فيا!!...إني متعلق بوحدة ماني عارف عنها ولا شي !!...مجرد خيال..وكم كلمة... والمشكلة إني كل ما مر عليا الوقت أتعلق فيها أكثر ...والحين ...انا بكون في ديرة وهيا في ديرة..وخايف نضيع مني؟؟...او تكون أصلا ضاعت مني؟!
قالي بهدوء: انت جايب لنفسك الهم!!...إنساها يا هارون!!...لازم تنساها...لاتربط نفسك بوهم !!
قتله بحدة: الف مرة قتلك إنها مو وهم؟!
نغم كانت جالسة تحرك يدها الصغيرة على وجهي..وانا نسيت نفسي واحتديت..لما شافتني كذا..بحلقت فيا شوية..وبعدين فتحة البوابة وماعاد سكرتها!!
قام رحيم من مكانه بسرعة وشالها من يدي وقلي بزعل: حسبي الله عليك..بتجنني البنت!!..هاتها لا بارك الله فيك من عم!!
وجلس يهزها ويمسد على راسها ويدها عشان تسكت...ويالله يالله سكتت...
قلي رحيم: يالا الحين اسيبك ترتاح ....بكرة وراك سفر..
قمت من مكانه بسرعة وقتله: وين وين!!...إستنى ابغاك!!
ورحت وفتحت درج المكتب وطلعت منه ورقة ...ومديتها له...شالها مني وسألني:إيش ذي!!
قتله : هذا عنوان بيت أهل سعد...أعتقد تذكره!!
هز راسه وقلي: اكيد اذكره..
جاوبته: حلو...في غيابي يا رحيم ابغاك تحل محلي!!...كل اسبوع تزورهم وتشوف طلباتهم..وإيش ناقصهم...ماظل لهم أحد بعد الله غيري...تراهم أمانة عندك!!
ابتسم لي وقال : ولا يهمك يا هارون....ما راح اخلي شي يقصر عليهم...انت تطمن...واعتمد
قمت لعنده وحطيت يدي على كتفه وشديت عليه: كفو والله ابو اكرم...
قال: يلا الحين..تصبح على خير
رديت عليه: وانت من اهل الخير...
وطلع وسابني لوحدي ...ورجعت مرة ثانية اسبح في عالمي المجهول...
.....................
رحيم......
الله يهديك ويصلح حالك يا هارون!!...متعلق في خيال!!...
ليه ما ينساها!!...ينساها ويشوف حياته!!
وانت يا رحيم قدرت تنسى تماضر!!...قدرت تشوف حياتك!!..سنة مرت عليك...وانت في كل يوم تجدد حبك لها...مع إنك عارف إنه لايمكن ترجع لك في يوم من الأيام!!...لا تلوم هارون إذا تعلق في حبيبته المجهولة ..هيا على الأقل عايشة..وفي احتمال ...حتى لو قلنا جزء من المليون بالمية إنها تجتمع فيه ..لكن على الأقل في أمل!!...
إرحمه يارب...واجمعه فيها...وريح باله...يا ارحم الراحمين...
وأجبر كسري...والهمني الصبر ياااا رب...
...........................


الساعة الآن 12:17 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية