منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات زهور (https://www.liilas.com/vb3/f246/)
-   -   لمسة حب (https://www.liilas.com/vb3/t68102.html)

ام عمرو 19-02-08 11:50 AM

- احس الكلب بصلابه الشخص الذى يتصدى له فتراجعالى الوراء وهو مستمر فى النباح ثم ما لبث ان انطلق مبتعدا من حيث جاء
- وتنفس سامح الصعداء حينما راى الكلب يعود الى الحقل
- ثم التفت اليها قائلا بحده:ارايت نتيجه حماقتك ان ركضك على هذا النحو جعل الكلب يطاردك وكان من الممكن ان يمزقك بانيابه واظافره الآن
- لم تجبه بل استسلمت ليده وهى تقبض على ذراعها ليعيدها الى السياره وكانها مخدره
- لكن ما ان استقرت داخل السياره حتى انتبهت لنفسها وادركت بانه اذا كان خطر الكلب قد زال فان خطر الذئب الذى تيصحبها لم يزل بعد
- قالت له وقد عاودها خوفها:كنت افضل ان اتعرض لانياب الكلب عن البقاء معك فى هذه السياره
- نظر اليها فى غضب قائلا:هكذا؟
- وقام بفتح باب السياره الذى يجاورها وهو يستطرد قائلا :حسن يمكنك أن تغادرى سيارتي وتذهبي حيثما شئت لو اردتى ولكن يجب أن تعلمي اننى لن أحاول إنقاذك من أي خطر يمكن أن تتعرضى له
- همت يسرا بمغادره السيارة .........لكنها تذكرت كلاب الحقول وما يمكن ان يلحقوه بها من اذى فترددت قليلا ثم ما لبثت ان تغلب عليها خوفها فآثرت البقاء
- عاد ليقول لها:ماذا تظنين انى فاعل بك؟اننى لا أحاول ان أخدعك والسيارة معطله فعلا وبحاجه إلى إصلاح
- قالت له بصوت مرتجف:إذن هل تعدني بأنك لن تحاول إلحاق الأذى بي؟
-
- لم يجيبها بل أطلق زفره قصيرة وهو يعاود إغلاق الباب ثم أغلق النوافذ تاركا فجوه صغيرة في النافذة التي تجاوره
- وغادر السيارة وهو يغلق بابها خلفه بعنف قائلا :سأذهب لأبحث عمن يصلح السيارة وبعدها أوصلك إلى موقف السيارات أو أعيدك من حيث جئت حيثما تشائين
- ثم القى لها بمفاتيح السيارة من خلال النافذة وهو يردف قائلا:هذه هى المفاتيح حتى تكوني مطمئنة احتفظي بالأبواب مغلقه عليك حتى أعود واذا فكرت فى المغادرة السيارة فانا لن أكون سؤلا عنك عما يمكن ان تتعرضي له من خطر
- ثم ابتعد عن السيارة حتى اختفى امام عينيها
- ظلت واجمة فى مكانها وهى تقلب المفاتيح بين يديها وانبت نفسها قا ئلة :يبدو اننى كنت مخطئة في حق هذا الرجل وأظن أنة أهل للثقة
- أرخت رأسها فوق مسند السيارة وهى تشعر بإرهاق وتعب شديدين
- وأخذت تستعيد ما حدث لها منذ أن سافرت وتذكرت ما قاله لها صلاح والموقف المهين الذى تعرضت له وكلمات أبيه معها التي كانت أشبه بالطرد ثم ما آل اليه حالها
- إنسانه مهانة مصدومة فى حبها ومشاعرها مجروحة فى كبريائها وهاهي ذي جالسه فى سيارة شخص غريب لا تعرفه فى مكان مقفر ومظلم معرضه لشتى أنواع المخاطر والمتاعب
- وتنهدت بعمق وقد انحدرت عبره فوق وجنتها قائله لنفسها :ما كان يتعين على السفر منذ البداية اننى استحق كل ما جرى لي

ام عمرو 19-02-08 11:51 AM

- احس الكلب بصلابه الشخص الذى يتصدى له فتراجعالى الوراء وهو مستمر فى النباح ثم ما لبث ان انطلق مبتعدا من حيث جاء
- وتنفس سامح الصعداء حينما راى الكلب يعود الى الحقل
- ثم التفت اليها قائلا بحده:ارايت نتيجه حماقتك ان ركضك على هذا النحو جعل الكلب يطاردك وكان من الممكن ان يمزقك بانيابه واظافره الآن
- لم تجبه بل استسلمت ليده وهى تقبض على ذراعها ليعيدها الى السياره وكانها مخدره
- لكن ما ان استقرت داخل السياره حتى انتبهت لنفسها وادركت بانه اذا كان خطر الكلب قد زال فان خطر الذئب الذى تيصحبها لم يزل بعد
- قالت له وقد عاودها خوفها:كنت افضل ان اتعرض لانياب الكلب عن البقاء معك فى هذه السياره
- نظر اليها فى غضب قائلا:هكذا؟
- وقام بفتح باب السياره الذى يجاورها وهو يستطرد قائلا :حسن يمكنك أن تغادرى سيارتي وتذهبي حيثما شئت لو اردتى ولكن يجب أن تعلمي اننى لن أحاول إنقاذك من أي خطر يمكن أن تتعرضى له
- همت يسرا بمغادره السيارة .........لكنها تذكرت كلاب الحقول وما يمكن ان يلحقوه بها من اذى فترددت قليلا ثم ما لبثت ان تغلب عليها خوفها فآثرت البقاء
- عاد ليقول لها:ماذا تظنين انى فاعل بك؟اننى لا أحاول ان أخدعك والسيارة معطله فعلا وبحاجه إلى إصلاح
- قالت له بصوت مرتجف:إذن هل تعدني بأنك لن تحاول إلحاق الأذى بي؟
-
- لم يجيبها بل أطلق زفره قصيرة وهو يعاود إغلاق الباب ثم أغلق النوافذ تاركا فجوه صغيرة في النافذة التي تجاوره
- وغادر السيارة وهو يغلق بابها خلفه بعنف قائلا :سأذهب لأبحث عمن يصلح السيارة وبعدها أوصلك إلى موقف السيارات أو أعيدك من حيث جئت حيثما تشائين
- ثم القى لها بمفاتيح السيارة من خلال النافذة وهو يردف قائلا:هذه هى المفاتيح حتى تكوني مطمئنة احتفظي بالأبواب مغلقه عليك حتى أعود واذا فكرت فى المغادرة السيارة فانا لن أكون سؤلا عنك عما يمكن ان تتعرضي له من خطر
- ثم ابتعد عن السيارة حتى اختفى امام عينيها
- ظلت واجمة فى مكانها وهى تقلب المفاتيح بين يديها وانبت نفسها قا ئلة :يبدو اننى كنت مخطئة في حق هذا الرجل وأظن أنة أهل للثقة
- أرخت رأسها فوق مسند السيارة وهى تشعر بإرهاق وتعب شديدين
- وأخذت تستعيد ما حدث لها منذ أن سافرت وتذكرت ما قاله لها صلاح والموقف المهين الذى تعرضت له وكلمات أبيه معها التي كانت أشبه بالطرد ثم ما آل اليه حالها
- إنسانه مهانة مصدومة فى حبها ومشاعرها مجروحة فى كبريائها وهاهي ذي جالسه فى سيارة شخص غريب لا تعرفه فى مكان مقفر ومظلم معرضه لشتى أنواع المخاطر والمتاعب
- وتنهدت بعمق وقد انحدرت عبره فوق وجنتها قائله لنفسها :ما كان يتعين على السفر منذ البداية اننى استحق كل ما جرى لي

ام عمرو 19-02-08 11:53 AM

- 4-جــــــــــــراح نـــــــــــــــــــــفـــــــــــــــــس- استسلمت يسرا لغفوة قصيرة استيقظت منها على صوت دقات على الزجاج نافذة السيارة
- كان الليل حالك الظلام فلم تستطيع أن تتبين صاحب الدقات فقالت في فزع:من؟
- سمعت صوته يقول لها :اعطني مفاتيح السيارة
- أضاءت أنوار السيارة الداخلية وقد أحست هذة المرة بالطمأنينة لسماع صوته
- فقد مرت عليها الدقائق التى تلت ابتعاده ثقيلة وذات رهبة ولولا تعبها الشديد لما استسلمت للنوم وسط هذا الجو المقبض وأخذت تبحث عن مفاتيح السيارة وهى لا تدرى أين وضعتها يداها
- فقال لها بصوت نافذ الصبر :هل أضعتها؟
- قالت وهى تخشى ان تغضبه:كلا لقد تركتها فى مكان ما هنا هاهي ذي
- وعثرت عليها ثم فتحت زجاج نافذة السيارة لتقدمها له قائلة:هل عثرت على احد لإصلاح السيارة؟
- لكنه لم يجيبها .واستطاعت ان ترى ملامح التجهم على وجهه وهو يفتح باب السيارة ليجلس أمام عجلة القيادة ويضئ أنوار كاشفاتها الأمامية
- وتمكنت من ان ترى احد الأشخاص واقفا أمام مقدمتها على ضوء هذه الكاشفات حيث هتف له قائلا وهو يرفع غطاء مقدمه السيارة:
- هذا حسن
- وغادر السيارة مرة أخرى ليقف بجوار ذلك الشخص وهو يتفحصها
- بينما نظرت يسرا فى ساعتها لتتبين انه قد مر عليها ساعة كاملة منذ غادر سامح ليحضر من يصلح السيارة
- وعاد سامح ليجلس امام عجلة القيادة ويدير محرك السيارة وهو يتجاهلها تماما
- بينما نادى عليه الميكانيكي قائلا:حسن...أوقف المحرك الآن
- ظلت يسرا قابعة فى مكانها وهى تتابع اصلاح السيارة دون ان تنبس بكلمة فكل ما يعنيها الآن هو ان تجد حلا لمشكلتها وتبتعد عن هذا المكان الموحش
- وهى لا تريد ان تغضب سامح بأي استفسار او جدال
- فقد أحست بان اى كلمة ستصدر منها ستجعله ينفجر وهو على هذه الحالة من التجهم والغضب
- وأخيرا انتهى الرجل من إصلاح السيارة حيث توجه الى سامح قائلا:إنها الآن بحاله جيدة
- انقده سامح اجره وهو يشكره حيث عاد الرجل من حيث اتى بواسطة دراجته البخارية
- ونظر اليها سامح قائلا:هل تاكدتى الآن ان السيارة كانت معطله فعلا؟
- قالت وهى تنكس رأسها بخجل
- أنا آسفة لكن يجب ان تقدر موقفي اننى لم اعتد ركوب سيارات الآخرين دون سابق معرفة ولولا المأزق الذى وجدت نفسي فيه لما فعلت لذا فقد شككت ..............
- قاطعها قائلا:والآن اين تريدين الذهاب ؟هل أعيدك من حيث جئت ام اذهب بك الى موقف السيارات؟
- قالت وهى تنظر الى ساعتها باضطراب
- لست أدرى .ان الوقت تأخر بى .وأخشى من السفر فى هذا الوقت
- سألها قائلا:إذن هل اعود بك الى منزل الحاج إبراهيم؟
- قالت له بتردد:كلا لا أفضل ذلك
- ثم قالت بعد برهه من الصمت:لا باس اعتقد انه لا مناص من السفر الى القاهرة فى هذا الوقت المتأخر من الليل
- لدى حل آخر
- وما هو؟
- أخشى لو قلته لك ان يعاودك ارتيابك نحوى وتظنين فى الظنون
- ابتسمت برغمها قائلة:لا أظن اننى سأفعل فانا الآن أكثر ثقة فيك
- حسن ان منزلنا قريب من هنا على مسافة عشرين دقيقة فقط ما رايك لتمضية الليلة عندنا؟وقبل ان تقولي شيئا يجب ان تعرفي ان هذا المنزل يضم والدي و اختى ورجلا وسيدة يعملان فى خدمتنا
- وان منزلنا يضم سبع غرف أي انك ستكونين على راحتك وفى امان تام
- قالت له وهى مترددة:لا أدرى ماذا اقول لك؟
- اذا كنت تثقين فيّ حقا لن تقولي شيئا وإنما ستأتين معى
- ولكن ماذا سيقول والدك وأختك عندما يرونك تأتى الى المنزل فى هذه السلعة المتأخرة من الليل وأنت تصطحب معك فتاة لا يعرفانها؟وماذا ستكون نظرتهما لى؟
- ان والدي ليس رجلا رجعيا كما تتخيلين بل هو رجل مثقف ومتفتح وكذلك اختى فهى فتاة جامعية ولماحة
وعندما اشرح لهما الأمر فانهما سيتفهمانه
حسن ما دمت ترى ذلك
وأدار سامح محرك السيارة متجها بها ال منزله وابتعد عن الحقول حيث بدأت الأنوار تظهر على الطريق العمومي مرة أخرى
وارتاح لها هذا ان تلقى نظرة على وجه سامح بعد ان حال الظلام الدامس بينها وبين ذلك
كانت نظراته مركزة على الطريق أمامه ومرة أخرى اكتشفت انه يتمتع بوجه وسيم وملامح رجولية محببة وأحست بالخجل من نفسها لأنها لم تمنحه ثقتها منذ البداية

ام عمرو 19-02-08 11:58 AM




كانت نظراته مركزة على الطريق أمامه ومرة أخرى اكتشفت انه يتمتع بوجه وسيم وملامح رجولية محببة وأحست بالخجل من نفسها لأنها لم تمنحه ثقتها منذ البداية
لكنها عادت لتقول لنفسها :يتعين على الا أتسرع في إصدار حكمي قبل ان أرى كيف ستنقضي هذه الليلة فمن يدرى؟كيف سيكون تصرفه معي لو ذهبت إلى منزله؟وهل سأكون في رعاية والده وأخته حقا كما ادعى ام انه يحاول فقط اكتساب ثقتي لغرض ما في نفسه
وسرعان ما انبت نفسها بشدة على هذا التفكير قائلة لنفسها:ألن تتوقفي عن شكوكك هذه ؟اهذا هو جزاء المساعدة التى قدمها لك منذ ان التقى بك حتى الآن؟انه لم يرتكب أي فعل حتى الآن يبرر ارتيابك فيه عدا ان مظهره يوحى بالفعل بالثقة ولا أدرى كيف لم أتبين ذلك من قبل
نعم يمكنني أن أثق بهذا الرجل بل ويتعين على ان اعتذر له عن شكوكى نحوه واشكره على ما قدمه لى ولاحت من بعيد أنوار قرية صغيرة فقال لها دون ان ينظر اليها:لقد اقتربنا من المزرعة
هل يقع منزلكم وسط المزرعة؟
على اطرافها انها ثلاثون فدانا من الموالح وحظيرة للماشية واخرى للدواجن ومنجل .هذه هى كل حياة ابى
ولكن عما قريب سيتغير كل ذلك
نظرت اليه بدهشة دون ان تدرى مغزى كلمته هذه لكنها سألته قائلة:وهل تقيم هنا بصفة دائمة؟
ان لي منزلا فى الإسكندرية وانا أتنقل ما بين المزرعة وبين الاسكندريه وان كنت لا أخفى عليك اننى أفضل الاسكندريه عن هذه القرية وتلك المزرعة كثيراولولا ارتباطى بوالدى واختى لما اتيت هنا مطلقا
تقول هذا مع انك مهندس زراعى
هذا ما تقرره الشهادة التى حصلت عليها اما ميولى فهى مختلفه تماما
مرت برهه من الصمت بينهما قبل ان تقول:اننى أسفه
التفت إليها قائلا:اسفه على ماذا؟
وعندما التقى وجهه بوجهها أيقنت هذه المرة على نحو أكثر مدى الجاذبية التى يتمتع بها فأحست بالارتباك لمنها سرعان ما سيطرت على ارتباكها وهى تقول له :على تصرفى تجاهك
نظر الى الطريق أمامه قائلا:لقد اعتذرت عن ذلك من قبل فلا داعى لتكرار الاعتذار
إذن فأنت الآن لست غاضبا منىّ
نظر إليها وقد لاحت على وجهه شبه ابتسامة دون ان يعلق بشئ
وما لبث ان توقف بالسيارة امام باب خشبي كبير حيث اخذ ينادى قائلا:جعفر.جعفر
وتساءل قائلا:اين ذهب هذا الغفير؟
وسرعان ما لمحت يسرا احد الأشخاص وهو ياتى مهرولا ليفتح البوابة أمام السيارة حيث سال سامح قائلا":أين كنت؟
اجاب الرجل قائلا:كنت احضر لى كوبا من الشاى
ان مكانك هو هنا امام البوابة وانت تتقاضى اجرا من اجل ذلك
عندما تريد ان تشرب شايا فاطلب من احد ان يحضره لك
قال له الرجل وهو يرفع يده محييا :أسف يا باش مهندس
لكن يده سرعان ما تراخت بجواره عندما ألقى نظرة داخل السيارة ورأى يسرا جالسة الى جوار ساح
وسأله سامح قائلا:هل الحاج عبد الفضيل مستيقظ ام نائم؟
لكن الغفير لم يجبه فقد كان مشغولا عنه بالتحديق فى الفتاة وهو فاغر فاه
وصاح فيه سامح قائلا:لماذا تبدو مشدوها هكذا؟لقد سالت :اذا كان الحاج عبد الفضيل مستيقظا ام نائم؟
قال له الغفير وهو يعدل من وضع البندقية على كتفه :لا اعرف يا بك.اننى لم اذهب الى المنزل منذ ان استلمت ورديتي
كان من الواضح ان يمتلك شخصيه قويه تفرض احترامها على الجميع
وسرعان ما توقف بسيارته امام المنزل الذى كانت بعض حجراته مضاءة قائلا لها تفضلي
قالت له حينما غادرت السيارة :اننى أشم رائحة عطرة هنا
نعم ان هذا من اثر الزهور الموجودة فى الحديقة المحيطة بالمنزل
من المؤسف لن المكان مظلم على نحو لا يجعلني أراها جيدا هل أنت الذي أشرفت على زراعتها؟
لقد شاركت فى ذلك هل تحبين زهرة البنفسج؟
انه زهري المفضل؟
اذن .فنحن متفقان فى ذلك
ودعاها الى الدخول حيث كانت الردهه مضاءة بمصباح خافت يرسل إشعاعه على المكان
وأسرعت إحدى السيدات الى الردهة وقد بدا انها مستيقظة لتوها من النوم قائلة فى انزعاج:من .من بالردهة؟
أجابها سامح :انه انا يا ام إبراهيم
أضاءت السيدة أنوار الردهة لتغمر المكان قائلة:سامح بك !
وارتسمت على ملامحها وهى تنظر الى يسرا وفى عينيها تساؤل وفضول قوى
سالها سامح قائلا:اين الحاج؟
أجابته المرآة دون ان تتخلى عن فضولها:نام بعد صلاة العشاء
ونجوى؟
أجابته قائلة:لقد نامت هى الأخرى
حسن......أعدى بعض الطعام للآنسة واصحبيها الى غرفة الضيوف فهى ستبيت الليلة عندنا
وصاح فيها قائلا عندما رآها لا تتحرك:لماذا انت واقفة كالتمثال هكذا ؟افعلي ما طلبته منك وتذكرت يسرا إنها لم تاكل شيئا منذ الصباح كانت صدمتها فى موقف صلاح منها والتعب والارهلق وخوفها من رفيقها فى السيارة قد جعلها لا تشعر بذلك
اما الآن وقد ذكر سامح الطعام أمامها فإنها أحست بجوع شديد وأنها تكاد تسقط من الإعياء لشدة جوعها
سألها سامح قائلا:أتفضلين ان تتناولي طعامك هنا ام فى حجرة الضيوف؟
سألته قائلة فى حياء:الن تتناول الطعام معي؟
نعم .لقد كنت جائعا للغاية فتناولت قطعة من الجبن وبعض ثمرات الطماطم لدى الميكانيكي الذي أحضرته لإصلاح السيارة
وتأملها برهة من الوقت وقد تبدلت نبرات صوته لتكون اكثر حنوا وهو يقول لها:اعتقد انه من الافضل ان تتناولي الطعام فى الحجرة حتى يمكنك الاغتسال أولا وتكوني براحتك بالمناسبة ان الحجرة مزودة بحمام وتستطيعين ان تخذى دشا لو اردت
قالت له يسرا فى امتنان:أشكرك هذا كرم بالغ
نادى سامح السيدة فاتت مهرولة وهى زائغة العينين بينه وبين يسرا التى ادهشها حضورها معه فى هذه الساعة








قال لها سامح :ماذا تفعلين؟
أجابته المراة اعد الطعام للهانم
اصحبيها إلى الحجرة أولا وانتظري قليلا حتى تغتسل ثم احملي لها صينية الطعام الى الحجرة.بدا شديد الاهتمام بها وقد عاد ليسال المراة مر أخرى:ان حجرة الضيوف نظيفة ومرتبة أليس كذلك؟
أجابته السيدة :بلى انا اتولى تنظيفها بنفسي كل يوم
حسن اصحبي الآنسة يسرا إليها
ثم غادر الردهة وانصرف دون ان يعقب شيئا
ودت لو تشكره مرة اخرى لكنه لم يمنحها فرصه لذلك
وبقيت واجمة للحظة أحست بتأثير غيابه عنها وقد خلف وراءه فراغا كبيرا
تفضلي يا هانم
وتقدمتها الى السلم تتبعتها يسرا حيث قادتها الى الحجرة المخصصة للضيوف
كانت غرفة فسيحة ونظيفة ومرتبة على نحو جيد وبالنسبة لها وفى ظل هذة الظروف التى مرت بها طوال اليوم وما حل بها من تعب وإرهاق فقد كانت هذة الغرفة تبدو كما لو كانت جناحا فاخر ا فى ارقى فنادق العالم
وأشارت لها المراة على إحدى الأبواب المغلقة داخل الحجرة قائلة:هذا هو الحمام انة مزود بماء دافئ لو أردت ان تستحمي
ابتسمت يسرا قائلة:أشكرك يا ام إبراهيم اننى احتاج بالفعل الى حمام دافئ فى هذة اللحظة
قالت لها المراة وهى تقاوم فضولها ورغبتها فى سؤالها عن قصتها وعن سر اصطحاب سامح لها الى المنزل ريثما تنتهين من استحمامك أكون قد أعددت لك الطعام
انتظرت يسرا برهة بعد مغادرة المراة الحجرة واندفعت لتنعم بحمام دافئ يزيح عنها كل تعب اليوم ولكن بينما هى تستقبل الماء الدافئ فوق جسدها لتزيح به إرهاق السفر وتراب الطريق كانت تعرف ان ماء العالم كله لا يمكن ان يزيح عنها الآم نفسها التى أقسى من متاعب الجسد

ام عمرو 19-02-08 12:08 PM

5-الضــــــــــيــــــــــــفــــــــــــــــــــــة الـــــــــــــــغـــــــــــــامــــــــــــــــــــضــــــ ـــــــــــــــــة
غادرت الحمام منتعشة حيث وقفت تمشط شعرها ثم ألقت بنفسها فوق الفراش الوثير
كانت متعبة للغاية وبدا دفء الفراش يسرى فى جسدها على نحو كاد يسلمها للنوم سريعا لولا ذلك الجوع القارص الذى ينهش أمعاءها الخاوية
وبالفعل لم تقو على المقاومة كثيرا فبدا جفناها يستسلمان للنعاس ثم ما لبثت ان غطت فى نوم عميق
وعندما حضرت ام ابراهيم وهى تحمل صينيه الطعام وجدت ان من العسير عليها ان توقظها من الوم فقد بقيت واقعة تحت سلطانه تماما
حجرته متجها الى حجرة المكتبة حيث التقى بام ابراهيم وهى تهبط درجات السلم فسالها قائلا:هل تناولت العشاء؟
اجابته قائلة:لقد وجدتها مستغرقة فى النوم وحاولت ان اجعلها تستيقظ كى تتناول الطعام لكنها ابت ذلك
حسن اعتقد انها بحاجة للنوم اكثر من اى شئ اخر لا توقظيها حتى تستيقظ بنفسها
حسن .يا بك
ووقفت ام ابراهيم امامه مترددة برهة من الوقت وقد بدا انها تهم بسؤاله عن شئ ما
نظر الى عينيها قائلا:هل تريدين ان تقولى شيئا؟
لقد كنت اتساءل ماذا اقول للحاج عبد الفضيل لو سالنى اقصد لو راى تلك الفتاة غدا ؟او سال عمن يشغل حجرة الضيوف
ابتسم سامح قائلا :ماذا تقولين للحاج عبد الفضيل ؟ام انك تريدين إشباع فضولك؟
حسن .هذة فتاة كانت عائدة الى القاهرة وتأخرت فى السفر ولما كان الوقت ليلا ولا أحبذ سفر فتاة مثلها فى مثل هذا الوقت فقد عرضت عليها ان تمضى الليلة فى منزلنا وتسافر صباحا.هل اراحك هذا ام ان لديك المزيد من الاسئلة والاستفسارت؟
ولماذا لم تبت لدى من كانت لديهم؟بل لماذا سمحوا لها بالسفر فى مثل هذا الوقت المتاخر من الليل؟
لن اجيب على هذا.اذهبى واعدى لى فنجان من الشاى .ثم آوى الى فراشك ولا تزعجينى باسالتك هذة
هل ستقرا هذة الليلة؟
نعم احضرى لى الشاى فى حجرة المكتب
ولكن الست متعب من السفر؟
انت تعرفين اننىلا أستطيع النوم قبل ان أطالع احد الكتب هيا احضري الشاي وتوقفي عن الثرثرة
وتناول سامح احد الكتب من فوق ارفف المكتبة وجلس يطالعه.لكنه وجد نفسه عاجزا عن التركيز فيما يقرا كما اعتاد ان يفعل كل ليلة،كانت صورتها ماثلة امامه فوق صفحات الكتاب واخذ يسترجع ملامحه الدقيقة ووجهها الجميل الذى يضاهى فى جماله الزهرة المتفتحة.انه لا يستطيع ان ينكر ان هذه الفتاة قد أحدثت فى نفسه أثرا ما.لكنه لا يستطيع ان يفهم سر هذة النظرة الحزينة التي رآها فى عينيها .لقد بدت وكأنها تخفي فى
نفسها آثار جرح عميق .وأغمض عينيه ثم اعاد الكتاب الى مكانه قائلا لنفسه:ربما أكون مبالغا فيما أتخيله عنها وقرر ان ينحيها عن عقله ويركز تفكيره فيما يقرا ونجح هذة المرة فى ذلك
استيقظ سامح مبكرا ليجد والده واخته جالسين امام مائدة الإفطار فى انتظاره
وحياهما قائلا :صباح الخير يا حاج صباح الخير يا نجوى
سأله ابوه قائلا:ما الذي أخرك هكذا بالامس ؟
ابتسم سامح قائلا وهو يجلس الى المقعد:الا نتناول فطورنا اولا؟
تحدثت إليه ام إبراهيم وهى تضع الخبز أمامهم قائلة:ان الهانم لم تصح من نومها بعد
قال الاب فى دهشة:هانم .اى هانم؟
ارتبك سامح وهو ينظر إلى أم إبراهيم ممتعضا قائلا:قلت لك دعيها نائمة حتى تستيقظ بنفسها
صاح الأب قائلا:حدثني انا من هذة الهانم التى تتحدث عنها ام إبراهيم؟
عندما عدت من بلدة (بحطيط)بالأمس وجدت فتاة تقف فى انتظار سيارة المكروباص تنقلها الى محطة القطار ولما كانت السيارات التى تقوم بنقل الركاب لا تمر فى هذا الوقت من البلد الى المحطة فقد تطوعت لنقلها بنفسي.لكن السيارة أصيبت بعطب فى الطريق مما اضطرني الى البحث عن ميكانيكي والانتظار حتى انتهى من إصلاحها.وكان من الصعب ان تسافر فى وقت متاخر كهذا الى القاهرة خاصة بعد ان غادر آخر قطار المحطة ولم يعد متبقيا سوى سيارات الأجرة .وانت تعرف مخاطر السفر فى مثل هذا الوقت بالنسبة لفتاة بمفردها لذا أحضرتها الى منزلنا وجعلتها تبيت فى غرفة الضيوف هذا كل شئ وهذا هو سبب تاخيرى بلامس
قال له الاب بعد برهة من الصمت:ولماذا لم توقظني لدى حضورك؟
لم اشا ان أزعجك
حسن اعتقد انك قد فعلت الصواب فلم يكن من اللائق ان تتركها تسافر بمفردها بالفعل فى هذا الوقت المتأخر ولكن ماذا عن أهلها ؟ان يقلقوا لعدم عودتها بالأمس؟
عندما تستيقظ عليها ان تدبر ذلك بنفسها
ابتسمت نجوى قائلة:إذن لدينا فتاة فى حجرة الضيوف هل هى جميلة؟
صاح الاب في ابنته قائلة :بنت ما شاننا نحن اذا كانت جميلة او غير جميلة
لكن سامح ابتسم قائلا لأخته دون ان يأبه لاعتراض الأب:نعم إنها جميلة للغاية
قال الأب فى خشونة مصطنعة:سامح انك بذلك تعطيني إيحاء غير طيب عنك
ابتسم سامح لأبيه قائلا:لماذا؟لقد سالت نجوى عما كانت الفتاة جميلة ام لا .فأخبرتها الحقيقة
سألته أخته قائلة :ما اسمها
يسرا


الساعة الآن 01:23 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية