كما يقول المثل الحب كالموت يغير كل شيء
فما قلت في رد على موضوع آخر إن الحب شعور جميل جمالا ً لا يستطيع أن يتخيله عقل
فالحب شعور رائع وأجمل ما فيه أن ترى صورة حبيبك في أي شيء تراه أمامك فيؤثر عليك أكبر تأثير منبعه العضلة الرقيقة األا وهي القلب حيث لا تتسارع نبضاته إلا عندما تشعر بحبيبك ولم أجد كلمات غزل أكتبها أجمل من هذه الكلمات:
اقترب أكثر ليبتهج ثوبي بذكرى ثوبك , لأقول لك ما لم يقله الماء للماء , ما تتردد الريح في قوله وتجهله المرايا وما ليس في خلد النار , لأقول لك أنّ الشوارع من قار وغياب , أنّ الحدائق أرائك من شجن .
هذا جسدي صنيعك أو بعض صنيعك , وأنا أستحلفك على حزني وشعري وأمطاري , أستحلفك على أكبر الحبات في قلادتي , أستحلفك على صفرة أساوري وابيضاض اللحم تحت خاتمي .
أنا نخلتك التي تهزّها إن جعت وتحرق حفيفها في الشتاء , أنا خادمتك ووصيفتك على جواريك .
ترى من اصطحب لهذا الليل وكل خشبة في سريري تسألني عنك ؟ لئن أتيت لأفرشنّ لك سعفا الأرض ولأصبغنّ قوادم فرسك آسا وزعترا . ترى في أي قميص سأعثر على ذراعك ؟ فأنا جسد تمزّقه الرغبات , وروح ينهشها الشجن .
أردت أن يفرح الجسد بأنوثته , أن يبتهج الماء بعبوره على الماء , الاّ تشعر الأرائك بوحدتها . فجئتك في أول يوم من صباي فرحةً بوردتي الأولى , بوريقاتها الحمر التي بقّعت ردائي , بكفّي المليئة بالرز وأساوري الشاحبات .
ليلة بكى القمر في حجري وقفت بين ذراعيك حتى آخر النجوم , لا إزار عليّ سوى عينيك ولا أعرف عن جسدي الا ما علمّتني , ولا أفقه من القبل الاّ ما تضعه في شفتي , في تلك الليلة البعيدة عن الشجر أحتسب الجسد يسوعا على صليبك . أيقضت أرنبيّ الدافئين إذ كان عصفورك يأنس عندي , رسمت سهوبا على كتفيك , قاسية مخالبي وتفزعني هدأة النمور , لكنك دائما تأتي في ضحى الأيام أو في خريفها البارد .
كنت أصعد بالزهر إلى عرشها فمن أشعل النار في السلالم ؟ من أودى بربيع هذه الأسماء ؟ أين نخبئ شمسنا والى بطن أي حوت خامل يأخذون قمر الليله ؟ أين نودع ضفائرنا وجناحا طائر على كفن الغيب ؟
كوّمنا الثياب على الرمل وكوّمنا الصبا على الثياب , والكل في تفرّد الجسد , سماء ما في حمرة الشفق .
