منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   الخواطر والكلام العذب (https://www.liilas.com/vb3/f15/)
-   -   قصيدةقطرة الندى نزار قباني (https://www.liilas.com/vb3/t67043.html)

سدن 14-01-08 06:50 PM

قصيدةقطرة الندى نزار قباني
 
الاسم : نزار توفيق قباني

تاريخ الميلاد : 21 مارس 1923 .

محل الميلاد : حي مئذنة الشحم ..أحد أحياء دمشق القديمة .

حصل على البكالوريا من مدرسة الكلية العلمية الوطنية بدمشق ، ثم التحق بكلية الحقوق بالجامعة السورية وتخرّج فيها عام 1945 .

عمل فور تخرجه بالسلك الدبلوماسي بوزارة الخارجية السورية ، وتنقل في سفاراتها بين مدن عديدة ، خاصة القاهرة ولندن وبيروت ومدريد ، وبعد إتمام الوحدة بين مصر وسوريا عام 1959 ، تم تعيينه سكرتيراً ثانياً للجمهورية المتحدة في سفارتها بالصين .

وظل نزار متمسكاً بعمله الدبلوماسي حتى استقال منه عام 1966 .

طالب رجال الدين في سوريا بطرده من الخارجية وفصله من العمل الدبلوماسي في منتصف الخمسينات ، بعد نشر قصيدة الشهيرة " خبز وحشيش وقمر " التي أثارت ضده عاصفة شديدة وصلت إلى البرلمان .

كان يتقن اللغة الإنجليزية ، خاصة وأنه تعلّم تلك اللغة على أصولها ، عندما عمل سفيراً لسوريا في لندن بين عامي 1952- 1955.

الحالة الاجتماعية :
تزوّج مرتين .. الأولى من سورية تدعى " زهرة " وانجب منها " هدباء " وتوفيق " وزهراء .

وقد توفي توفيق بمرض القلب وعمره 17 سنة ، وكان طالباً بكلية الطب جامعة القاهرة .. ورثاه نزار بقصيدة شهيرة عنوانها " الأمير الخرافي توفيق قباني " وأوصى نزار بأن يدفن بجواره بعد موته .وأما ابنته هدباء فهي متزوجة الآن من طبيب في إحدى بلدان الخليج .

والمرة الثانية من " بلقيس الراوي ، العراقية .. التي قُتلت في انفجار السفارة العراقية ببيروت عام 1982 ، وترك رحيلها أثراً نفسياً سيئاً عند نزار ورثاها بقصيدة شهيرة تحمل اسمها ، حمّل الوطن العربي كله مسؤولية قتلها ..

ولنزار من بلقيس ولد اسمه عُمر وبنت اسمها زينب . وبعد وفاة بلقيس رفض نزار أن يتزوج .

وعاش سنوات حياته الأخيرة في شقة بالعاصمة الإنجليزية وحيداً .

قصته مع الشعر :
بدأ نزار يكتب الشعر وعمره 16 سنة ، وأصدر أول دواوينه " قالت لي السمراء " عام 1944 وكان طالبا بكلية الحقوق ، وطبعه على نفقته الخاصة .

له عدد كبير من دواوين الشعر ، تصل إلى 35 ديواناً ، كتبها على مدار ما يزيد على نصف قرن أهمها " طفولة نهد ، الرسم بالكلمات ، قصائد ، سامبا ، أنت لي " .

لنزار عدد كبير من الكتب النثرية أهمها : " قصتي مع الشعر ، ما هو الشعر ، 100 رسالة حب " .

أسس دار نشر لأعماله في بيروت تحمل اسم " منشورات نزار قباني " .

يقول عن نفسه : "ولدت في دمشق في آذار (مارس) 1923 بيت وسيع، كثير الماء والزهر، من منازل دمشق القديمة، والدي توفيق القباني، تاجر وجيه في حيه، عمل في الحركة الوطنية ووهب حياته وماله لها. تميز أبي بحساسية نادرة وبحبه للشعر ولكل ما هو جميل. ورث الحس الفني المرهف بدوره عن عمه أبي خليل القباني الشاعر والمؤلف والملحن والممثل وباذر أول بذرة في نهضة المسرح المصري.

امتازت طفولتي بحب عجيب للاكتشاف وتفكيك الأشياء وردها إلى أجزائها ومطاردة الأشكال النادرة وتحطيم الجميل من الألعاب بحثا عن المجهول الأجمل. عنيت في بداية حياتي بالرسم. فمن الخامسة إلى الثانية عشرة من عمري كنت أعيش في بحر من الألوان. أرسم على الأرض وعلى الجدران وألطخ كل ما تقع عليه يدي بحثا عن أشكال جديدة. ثم انتقلت بعدها إلى الموسيقى ولكن مشاكل الدراسة الثانوية أبعدتني عن هذه الهواية.

وكان الرسم والموسيقى عاملين مهمين في تهيئتي للمرحلة الثالثة وهي الشعر. في عام 1939، كنت في السادسة عشرة. توضح مصيري كشاعر حين كنت وأنا مبحر إلى إيطاليا في رحلة مدرسية. كتبت أول قصيدة في الحنين إلى بلادي وأذعتها من راديو روما. ثم عدت إلى استكمال دراسة الحقوق

تخرج نزار قباني 1923 دمشق - 1998 لندن في كلية الحقوق بدمشق 1944 ، ثم التحق بالعمل الدبلوماسي ، وتنقل خلاله بين القاهرة ، وأنقرة ، ولندن ، ومدريد ، وبكين ، ولندن.

وفي ربيع 1966 ، ترك نزار العمل الدبلوماسي وأسس في بيروت دارا للنشر تحمل اسمه ، وتفرغ للشعر. وكانت ثمرة مسيرته الشعرية إحدى وأربعين مجموعة شعرية ونثرية، كانت أولاها " قالت لي السمراء " 1944 ، وكانت آخر مجموعاته " أنا رجل واحد وأنت قبيلة من النساء " 1993 .

نقلت هزيمة 1967 شعر نزار قباني نقلة نوعية : من شعر الحب إلى شعر السياسة والرفض والمقاومة ؛ فكانت قصيدته " هوامش على دفتر النكسة " 1967 التي كانت نقدا ذاتيا جارحا للتقصير العربي ، مما آثار عليه غضب اليمين واليسار معا.

في الثلاثنين من أبريل/ نيسان 1999 يمر عام كامل على اختفاء واحد من أكبر شعراء العربية المعاصرين: نزار قباني.

وقد طبعت جميع دواوين نزار قباني ضمن مجلدات تحمل اسم ( المجموعة الكاملة لنزار قباني ) ، وقد أثار شعر نزار قباني الكثير من الآراء النقدية والإصلاحية حوله، لأنه كان يحمل كثيرا من الآراء التغريبية للمجتمع وبنية الثقافة ، وألفت حوله العديد من الدراسات والبحوث الأكاديمية وكتبت عنه كثير من المقالات النقدية .





قصيدة *****قطرة الندى*****

قطر الندى

لم أعد داريا إلى أين أنهب

كل يوم أحس أنك أقرب

كل يوم يصير وجهك جزءا

من … و يصبح العمر أخصب

و تصير الأشكال أجمل شكلا

و تصير الأشياء أحلى و أطيب

قد تسربت في مسامات جلدي

مثلما قطرة الندى تتسرب

اعتيادي على غيابك صعب

و اعتيادي على حضورك أصعب

كم أنا … كم أحبك … حتى

أن نفسي من نفسها تتعجب

يسكن الشعر في حدائق عينيك

فلولا عينيك لا شعر يكتب

منذ أحببتك الشموس استدارت

و السماوات صرن انقى و أرحب

منذ أحببتك … البحار جميعا

أصبحت من مياه عينيك تشرب

أتمنى لو كنت بؤبؤ عيني

أتراني طلبت ما ليس يطلب ؟


"""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""" "
اشاعات الهوى
أقول أمام الناس … لست حبيبتي

وأعرف في الأعماق كم كنت كاذبا

و أزعم أن لاشيء يجمع بيننا

لأبعد عن نفسي و عنك المتاعبا

و أنفي إشاعات الهوى و هي حلوة

و أجعل تاريخي الجميل خرائبا

و أعلن في شكل غبي براءتي

و أذبح شهواتي أصبح راهبا

و أقتل عطري عامدا متعمدا

و أخرج من جنات عينيك هاربا

أقوم بدور مضحك يا حبيبتي

و أرجع من تمثيل دوري خائبا

فلا الليل لو أراد نجومه

و لا البحر يخفي لو أراد المراكبا


""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""

اختارى
اني خيرتك .. فاختاري
مابين الموت على صدري
او فوق دفاتر اشعاري
اختاري الحب .. او اللاحب
فجبن ان لا تختاري
لا توجد منطقه وسطى
مابين الجنه والنار
ارمي اوراقك كامله وسارضي عن اي قرار
انفعلي
انفجري
لا تفعلي مثل المسمار
لا يمكن ان ابقى ابداً
كالقشه تحت الامطار
مرهقه انتي .. وخائفة
وطويل جداً .. مشواري
غوصي في البحر .. او ابتعدي
لا بحر من غير دوار
الحب .. مواجهه كبرى
ابحار ضد التيار
صلب بين الاقمار
يقتلني جبنك .. يا امراة
تتسلي من خلق ستار
اني لا اؤمن في حب
لا يحمل نزق الثوار
لا يكسر كل الاسوار
لا يضرب مثل الاعصار
اهـ لو حبك يبلعني
يقلعني .. مثل الاعصار
اني خيرتك فاختاري
مابين الموت على صدري
او فوق دفاتر اشعاري
لا توجد منطقى وسطى
ما بين الجنه والنار


"""""""""""""""""""""""""""""""""""""""
اسالك الرحيلا
متصل الآن لنفترق قليلا..

لخيرِ هذا الحُبِّ يا حبيبي

وخيرنا..

لنفترق قليلا

لأنني أريدُ أن تزيدَ في محبتي

أريدُ أن تكرهني قليلا



بحقِّ ما لدينا..

من ذِكَرٍ غاليةٍ كانت على كِلَينا..

بحقِّ حُبٍّ رائعٍ..

ما زالَ منقوشاً على فمينا

ما زالَ محفوراً على يدينا..

بحقِّ ما كتبتَهُ.. إليَّ من رسائلِ..

ووجهُكَ المزروعُ مثلَ وردةٍ في داخلي..

وحبكَ الباقي على شَعري على أناملي

بحقِّ ذكرياتنا

وحزننا الجميلِ وابتسامنا

وحبنا الذي غدا أكبرَ من كلامنا

أكبرَ من شفاهنا..

بحقِّ أحلى قصةِ للحبِّ في حياتنا

أسألكَ الرحيلا



لنفترق أحبابا..

فالطيرُ في كلِّ موسمٍ..

تفارقُ الهضابا..

والشمسُ يا حبيبي..

تكونُ أحلى عندما تحاولُ الغيابا

كُن في حياتي الشكَّ والعذابا

كُن مرَّةً أسطورةً..

كُن مرةً سرابا..

وكُن سؤالاً في فمي

لا يعرفُ الجوابا

من أجلِ حبٍّ رائعٍ

يسكنُ منّا القلبَ والأهدابا

وكي أكونَ دائماً جميلةً

وكي تكونَ أكثر اقترابا

أسألكَ الذهابا..



لنفترق.. ونحنُ عاشقان..

لنفترق برغمِ كلِّ الحبِّ والحنان

فمن خلالِ الدمعِ يا حبيبي

أريدُ أن تراني

ومن خلالِ النارِ والدُخانِ

أريدُ أن تراني..

لنحترق.. لنبكِ يا حبيبي

فقد نسينا

نعمةَ البكاءِ من زمانِ

لنفترق..

كي لا يصيرَ حبُّنا اعتيادا

وشوقنا رمادا..

وتذبلَ الأزهارُ في الأواني..



كُن مطمئنَّ النفسِ يا صغيري

فلم يزَل حُبُّكَ ملء العينِ والضمير

ولم أزل مأخوذةً بحبكَ الكبير

ولم أزل أحلمُ أن تكونَ لي..

يا فارسي أنتَ ويا أميري

لكنني.. لكنني..

أخافُ من عاطفتي

أخافُ من شعوري

أخافُ أن نسأمَ من أشواقنا

أخاف من وِصالنا..

أخافُ من عناقنا..

فباسمِ حبٍّ رائعٍ

أزهرَ كالربيعِ في أعماقنا..

أضاءَ مثلَ الشمسِ في أحداقنا

وباسم أحلى قصةٍ للحبِّ في زماننا

أسألك الرحيلا..

حتى يظلَّ حبنا جميلا..

حتى يكون عمرُهُ طويلا..

أسألكَ الرحيلا..


"""""""""""""""""""""""""""""""""""""
التحديات
أتحدّى..

من إلى عينيكِ، يا سيّدتي، قد سبقوني

يحملونَ الشمسَ في راحاتهمْ

وعقودَ الياسمينِ..

أتحدّى كلَّ من عاشترتِهمْ

من مجانينَ، ومفقودينَ في بحرِ الحنينِ

أن يحبّوكِ بأسلوبي، وطيشي، وجنوني..



أتحدّى..

كتبَ العشقِ ومخطوطاتهِ

منذُ آلافِ القرونِ..

أن ترَيْ فيها كتاباً واحداً

فيهِ، يا سيّدتي، ما ذكروني

أتحدّاكِ أنا.. أنْ تجدي

وطناً مثلَ فمي..

وسريراً دافئاً.. مثلَ عيوني



أتحدّاهُم جميعاً..

أن يخطّوا لكِ مكتوبَ هوىً

كمكاتيبِ غرامي..

أو يجيؤوكِ –على كثرتهم-

بحروفٍ كحروفي، وكلامٍ ككلامي..



أتحداكِ أنا أن تذكُري

رجلاً من بينِ من أحببتهم

أفرغَ الصيفَ بعينيكِ.. وفيروزَ البحورْ

أتحدّى..

مفرداتِ الحبِّ في شتّى العصورْ

والكتاباتِ على جدرانِ صيدونَ وصورْ

فاقرأي أقدمَ أوراقَ الهوى..

تجديني دائماً بينَ السطورْ

إنني أسكنُ في الحبّ..

فما من قبلةٍ..

أُخذتْ.. أو أُعطيتْ

ليسَ لي فيها حلولٌ أو حضورْ...



أتحدّى أشجعَ الفرسانِ.. يا سيّدتي

وبواريدَ القبيلهْ..

أتحدّى من أحبُّوكِ ومن أحببتِهمْ

منذُ ميلادكِ.. حتّى صرتِ كالنخلِ العراقيِّ.. طويلهْ

أتحدّاهم جميعاً..

أن يكونوا قطرةً صُغرى ببحري..

أو يكونوا أطفأوا أعمارَهمْ

مثلما أطفأتُ في عينيكِ عُمري..

أتحدّاكِ أنا.. أن تجدي

عاشقاً مثلي..

وعصراً ذهبياً.. مثلَ عصري



فارحلي، حيثُ تريدينَ.. ارحلي..

واضحكي،

وابكي،

وجوعي،

فأنا أعرفُ أنْ لنْ تجدي

موطناً فيهِ تنامينَ كصدري..

""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""

يوميات امرأة
لماذا في مدينتنا ؟
نعيش الحب تهريباً وتزويراً ؟
ونسرق من شقوق الباب موعدنا
ونستعطي الرسائل
والمشاويرا
لماذا في مدينتنا ؟
يصيدون العواطف والعصافيرا
لماذا نحن قصديرا ؟
وما يبقى من الإنسان
حين يصير قصديرا ؟
لماذا نحن مزدوجون
إحساسا وتفكيرا ؟
لماذا نحن ارضيون ..
تحتيون .. نخشى الشمس والنورا ؟
لماذا أهل بلدتنا ؟
يمزقهم تناقضهم
ففي ساعات يقظتهم
يسبون الضفائر والتنانيرا
وحين الليل يطويهم
يضمون التصاويرا
أسائل نفسي دائماً
لماذا لا يكون الحب في الدنيا ؟
لكل الناس
كل الناس
مثل أشعة الفجر
لماذا لا يكون الحب مثل الخبز والخمر ؟
ومثل الماء في النهر
ومثل الغيم ، والأمطار ،
والأعشاب والزهر
أليس الحب للإنسان
عمراً داخل العمر ؟
لماذا لايكون الحب في بلدي ؟
طبيعياً
كلقيا الثغر بالثغر
ومنساباً
كما شعري على ظهري
لماذا لا يحب الناس في لين ويسر ؟
كما الأسماك في البحر
كما الأقمار في أفلاكها تجري
لماذا لا يكون الحب في بلدي
ضرورياً
كديوان من الشعر
انا نهدي في صدري
كعصفورين
قد ماتا من الحر
كقديسين شرقيين متهمين بالكفر
كم اضطهدا
وكم رقدا على الجمر
وكم رفضا مصيرهما
وكم ثارا على القهر
وكم قطعا لجامهما
وكم هربا من القبر
متى سيفك قيدهما
متى ؟
يا ليتني ادري
نزلت إلى حديقتنا
ازور ربيعها الراجع
عجنت ترابها بيدي
حضنت حشيشها الطالع
رأيت شجيرة الدراق
تلبس ثوبها الفاقع
رأيت الطير محتفلاً
بعودة طيره الساجع
رأيت المقعد الخشبي
مثل الناسك الراجع
سقطت عليه باكية
كأني مركب ضائع
احتى الأرض ياربي ؟
تعبر عن مشاعرها
بشكل بارع ... بارع
احتى الأرض ياربي
لها يوم .. تحب فيه ..
تبوح به ..
تضم حبيبها الراجع
وفوق العشب من حولي
لها سبب .. لها الدافع
فليس الزنبق الفارع
وليس الحقل ، ليس النحل
ليس الجدول النابع
سوى كلمات هذى الأرض ..
غير حديثها الرائع
أحس بداخلي بعثاً
يمزق قشرتي عني
ويدفعني لان أعدو
مع الأطفال في الشارع
أريد..
أريد..
كايه زهرة في الروض
تفتح جفنها الدامع
كايه نحله في الحقل
تمنح شهدها النافع
أريد..
أريد أن أحيا
بكل خليه مني
مفاتن هذه الدنيا
بمخمل ليلها الواسع
وبرد شتائها اللاذع
أريد..
أريد أن أحيا
بكل حرارة الواقع
بكل حماقة الواقع
يعود أخي من الماخور ...
عند الفجر سكرانا ...
يعود .. كأنه السلطان ..
من سماه سلطانا ؟
ويبقى في عيون الأهل
أجملنا ... وأغلانا ..
ويبقى في ثياب العهر
اطهرنا ... وأنقانا
يعود أخي من الماخور
مثل الديك .. نشوانا
فسبحان الذي سواه من ضوء
ومن فحم رخيص نحن سوانا
وسبحان الذي يمحو خطاياه
ولا يمحو خطايانا
تخيف أبي مراهقتي
يدق لها
طبول الذعر والخطر
يقاومها
يقاوم رغوة الخلجان
يلعن جراة المطر
يقاوم دونما جدوى
مرور النسغ في الذهر
أبي يشقى
إذا سالت رياح الصيف عن شعري
ويشقى إن رأى نهداي
يرتفحان في كبر
ويغتسلان كالأطفال
تحت أشعه القمر
فما ذنبي وذنبهما
هما مني هما قدري
متى يأتي ترى بطلي
لقد خبأت في صدري
له ، زوجا من الحجل
وقد خبأت في ثغري
له ، كوزا من العسل متى يأتي على فرس
له ، مجدولة الخصل
ليخطفني
ليكسر باب معتقلي
فمنذ طفولتي وأنا
أمد على شبابيكي
حبال الشوق والأمل
واجدل شعري الذهبي كي يصعد
على خصلاته .. بطلي
يروعني ..
شحوب شقيقتي الكبرى
هي الأخرى
تعاني ما أعانيه
تعيش الساعة الصفرا
تعاني عقده سوداء
تعصر قلبها عصرا
قطار الحسن مر بها
ولم يترك سوى الذكرى
ولم يترك من النهدين
إلا الليف والقشرا
لقد بدأت سفينتها
تغوص .. وتلمس القعرا
أراقبها وقد جلست
بركن ، تصلح الشعرا
تصففه .. وتخربه
وترسل زفرة حرى
تلوب .. تلوب .. في الردهات
مثل ذبابة حيرى
وتقبح في محارتها
كنهر .. لم يجد مجرى
سأكتب عن صديقاتي
فقصه كل واحده
أرى فيها .. أرى ذاتي
ومأساة كمأساتي
سأكتب عن صديقاتي
عن السجن الذي يمتص أعمار السجينات
عند الزمن الذي أكلته أعمدة المجلات
عن الأبواب لا تفتح
عن الرغبات وهي بمهدها تذبح
عن الحلمات تحت حريرها تنبح
عن الزنزانة الكبرى
وعن جدارنها السود
وعن آلاف .. آلاف الشهيداتِ
دفن بغير أسماء
بمقبرة التقاليد
صديقاتي دمى ملفوفة بالقطن
داخل متحف مغلق
نقود صكها التاريخ ، لا تهدى ولا تنفق
مجاميع من الأسماك في أحواضها تخنق
وأوعيه من البلور مات فراشها الأزرق
بلا خوف
سأكتب عن صديقاتي
عن الأغلال دامية بأقدام الجميلات
عن الهذيان .. والغثيان .. عن ليل الضرعات
عن الأشواق تدفن في المخدات
عن الدوران في اللاشيء
عن موت الهنيهات
صديقاتي
رهائن تشترى وتباع في سوق الخرافات
سبايا في حريم الشرق
موتى غير أموات
يعشن ، يمتن مثل الفطر في جوف الزجاجات
صديقاتي
طيور في مغائرها
تموت بغير أصوات
خلوت اليوم ساعات
إلى جسدي
أفكر في قضاياه
أليس هوالثاني قضاياه ؟
وجنته وحماه ؟
لقد أهملته زمنا
ولم اعبا بشكواه
نظرت إليه في شغف
نظرت إليه من أحلى زواياه
لمست قبابه البيضاء
غابته ومرعاه
إن لوني حليبي
كان الفجر قطره وصفاه
أسفت لا نه جسدي
أسفت على ملاسته
وثرت على مصممه ، وعاجنه وناحته
رثيت له
لهذا الوحش يأكل من وسادته
لهذا الطفل ليس تنام عيناه
نزعت غلالتي عني
رأيت الظل يخرج من مراياه
رأيت النهر كالعصفور ... لم يتعب جناحاه
تحرر من قطيفته
ومزق عنه " تفتاه "
حزنت انا لمرآه
لماذا الله كوره ودوره .. وسواه ؟
لماذا الله أشقاني
بفتنته .. وأشقاه ؟
وعلقه بأعلى الصدر
جرحاً .. لست أنساه
لماذا يستبد ابي ؟
ويرهقني بسلطته .. وينظر لي كانيه
كسطر في جريدته
ويحرص على أن أظل له
كأني بعض ثروته
وان أبقى بجانبه
ككرسي بحجرته
أيكفي أنني ابنته
أني من سلالته
أيطعمني أبي خبزاً ؟
أيغمرني بنعمته ؟
كفرت انا .. بمال أبي
بلؤلؤة ... بفضته
أبي لم ينتبه يوماً
إلى جسدي .. وثورته
أبي رجل أناني
مريض في محبته
مريض في تعنته
يثور إذا رأى صدري
تمادى في استدارته
يثور إذا رأى رجلاً
يقرب من حديقته
أبي ...
لن يمنع التفاح عن إكمال دورته
سيأتي ألف عصفور
ليسرق من حديقته
على كراستي الزرقاء .. استلقي يمريه
وابسط فوقها في فرح وعفوية
أمشط فوقها شعري
وارمي كل أثوابي الحريرية
أنام , أفيق , عارية ..
أسير .. أسير حافية
على صفحات أوراقي السماوية
على كراستي الزرقاء
استرخي على كيواهرب من أفاعي الجنس
والإرهاب ..
والخوف ..
واصرخ ملء حنجرتي
انا امرأة .. انا امرأة
انا انسانة حية
أيا مدن التوابيت الرخامية
على كراستي الزرقاء
تسقط كل أقنعتي الحضارية
ولا يبقى سوى نهدي
تكوم فوق أغطيتي
كشمس استوائية
ولا يبقى سوى جسدي
يعبر عن مشاعره
بلهجته البدائية
ولا يبقى .. ولا يبقى ..
سوى الأنثى الحقيقة
صباح اليوم فاجأني
دليل أنوثتي الأول
كتمت تمزقي
وأخذت ارقب روعة الجدول
واتبع موجه الذهبي
اتبعه ولا أسال
هنا .. أحجار ياقوت
وكنز لألي مهمل
هنا .. نافورة جذلى
هنا .. جسر من المخمل
..هنا
سفن من التوليب
ترجوا الأجمل الأجمل
هنا .. حبر بغير يد
هنا .. جرح ولا مقتل
أأخجل منه ..
هل بحر بعزة موجه يخجل ؟
انا للخصب مصدره وأنا يده
وأنا المغزل ...


""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""
تلومنى الدنيا
تلومني الدنيا إذا أحببتهُ

كأنني.. أنا خلقتُ الحبَّ واخترعتُهُ

كأنني أنا على خدودِ الوردِ قد رسمتهُ

كأنني أنا التي..

للطيرِ في السماءِ قد علّمتهُ

وفي حقولِ القمحِ قد زرعتهُ

وفي مياهِ البحرِ قد ذوّبتهُ..

كأنني.. أنا التي

كالقمرِ الجميلِ في السماءِ..

قد علّقتُه..

تلومُني الدنيا إذا..

سمّيتُ منْ أحبُّ.. أو ذكرتُهُ..

كأنني أنا الهوى..

وأمُّهُ.. وأختُهُ..



هذا الهوى الذي أتى..

من حيثُ ما انتظرتهُ

مختلفٌ عن كلِّ ما عرفتهُ

مختلفٌ عن كلِّ ما قرأتهُ

وكلِّ ما سمعتهُ

لو كنتُ أدري أنهُ..

نوعٌ منَ الإدمانِ.. ما أدمنتهُ

لو كنتُ أدري أنهُ..

بابٌ كثيرُ الريحِ.. ما فتحتهُ

لو كنتُ أدري أنهُ..

عودٌ من الكبريتِ.. ما أشعلتهُ

هذا الهوى.. أعنفُ حبٍّ عشتهُ

فليتني حينَ أتاني فاتحاً

يديهِ لي.. رددْتُهُ

وليتني من قبلِ أن يقتلَني.. قتلتُهُ..



هذا الهوى الذي أراهُ في الليلِ..

على ستائري..

أراهُ.. في ثوبي..
"""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""" "


هل عندك شك أنك أحلى امرأةٍ في الدنيا ؟

و أهم امرأة في الدنيا ؟

هل عندك شك أني حين عثرت عليك

ملكت مفاتيح الدنيا ؟

هل عندك شك أني حين لمست يديك

تغير تكوين الدنيا ؟

هل عندك شك أن دخولك في قلبي

هو أعظم يوم في التاريخ

وأجمل خبر في الدنيا ؟



هل عندك شك في من أنت ؟

يا من تحتـل بعينيها أجزاء الوقت

يا امرأة تكسر حين تمر جدار الصوت

لا أدري ماذا يحدث لي ؟

فكأنك أنثاي الأولى

و كأني قبلك ما أحببت

و كأني ما مارست الحب

ميلادي أنت و قبلك لا أتذكر أني كنت

و غطائي أنت وقبل حنانك لا أتذكر أني عشت

و كأني أيتها الملكة

من بطنك كالعصفور خرجت



هل عندك شك أنك أحلى جزء من ذاتي

و بأني من عينيك سرقت النار

و قمت بأخطر ثوراتي

أيتها الوردة

و الياقوتة

و الريحانة

و السلطانة

و الشعبية

و الشرعية بين جميع الملكات

يا سمكاً يسبح في ماء حياتي

يا قمراً يطلع كل مساء من نافذة الكلمات

يا أعظم فتح بين جميع فتوحاتي

يا آخر وطن أولد فيه

و أدفن فيه

و أنشر فيه كتاباتي



يا امرأة الدهشة

يا امرأتي

لا أدري كيف رماني الموج على قدميك

لا أدري كيف مشيت إلي

و كيف مشيت إليك

كم كان كبيراً حظي حين عثرت عليك

يا امرأة تدخل في تركيب الشِعر

دافئة أنت كرمل البحر

رائعة أنت كليلة قَدَر

من يوم طرقت الباب علي

ابتدأ العمر

كم صار جميلاً شِعري

حين تثقف بين يديك

كم صرت غنياً

و قوياً

لمّا أهداك الله إلي

هل عندك شك أنك قبس من عيني

و يداك هما استمرار ضوء ليدي

هل عندك شك

أنّ كلامك يخرج من شفتي؟



يا ناراً تجتاح كياني

يا ثمراً يملأ أغصاني

يا جسداً يقطِعُ مثل السيف

و يضرب مثل البركان

: قولي لي

كيف سأنقذ نفسي من أمواج الطوفان

يا ذات الأنف الإغريقي

و ذات الشعر الإسباني

يا امرأة لا تكرر في ألاف الأزمان

يا امرأة ترقص حافية القدمين بمدخل شرياني

من أين أتيت ؟ و كيف أتيت ؟

و كيف عصفت بوجداني ؟

يا إحدى نعم الله عليّ

و غيمة حب و حنان

يا أغلى لؤلؤة بيدي

آه كم ربي أعطاني


""""""""""""""""""""""""""""""""""""

ماذا اقول
ماذا اقول له ان جاء يسالنى.....
ان كنت اكرهه او كنت اهواه
ماذا اقول له اذا راحت اصابعه
تلملم الليل عن شعرى وترعاه
وكيف اسمح ان يدنو بمقعده
وان تنام على خصرى ذراعاه
غدا اذا جاء اعطيه رسائله
ونطعم النار احلى ما كتبناه
حبيبتى! هل انا حقا حبيبته ؟
وهل اصدق بعد الهجر دعواه؟
اما انتهت من سنين قصتى معه؟
الم تمت كخيوط الشمس ذكراه؟
اما كسرنا كؤس الحب من زمن
فكيف نبكى على كأس كسرناه؟
رباه اشياؤه الصغرى تعذبنى
فكيف انجو من الاشياء رباه؟
هنا جريد ته فى الركن مهمله
هنا كتاب معا كنا قرأناه
على المقاعد بعض من سجائره
وفى الزوايا بقايا من بقاياه
مالى احد ق فى المرآه اسألها
بأى ثوب من الاثواب القاه
أأدعى انى اصبحت اكرهه؟
وكيف اكره من فى الجفن سكناه؟
وكيف اهرب منه ؟ انه قدرى
هل يملك النهر تغييرا لمجراه
احبه.. لا ادرى ماذا احب به
حتى خطاياه ماعادت خطاياه
الجب فى الارض بعض من تخيلنا
لو لم نجده عليها لاخترعناه
ماذا اقول له لو جاء سسالنى
ان كنت اهواه . انى الف اهواه....

"""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""" "

اندفاع
اريدك
اعرف اني اريد المحال
وانك فوق ادعاء الخيال
وفوق الحيازة... وفوق النوال
واطيب ما في الطيوب
واجمل ما في الجمال
اريدك
اعرف انك ..لا شيء غير احتمال
وغير افتراض
وغير سؤال ينادي سؤال
ووعد ببال العناقيد
بال الدوال
اريدك
اعلم ان النجوم
اروم
ودون هوانا تقوم
تخوم
طوال ....طوال
كلون المحال
كرجع المواويل بين الجبال
ولكن ...على الرغم مماهو
واسطورة الجاه والمستوى
اجوب عليك الذرى والتلال
وافتح عنك عيون الكوى
وامشي ...لعلي ذات زوال
اراك ,على شقرة الملتوى
ويوم تلوحين لي
على لوحه المغرب المخملي
تباشير شال
يجر نجوما
يجر كروما
يجر غلال
ساعرف انك اصبحت لي
واني لمست حدود المحال

""""""""""""""""""""""""""""""""""""
قدرٌ أنتِ .. بشكل إمرأةٍ

وأنا مقتنع جداً بهذا القدرِ

إنني بعضكِ يا سيدتي

مثلما الأخضر بعض الشجرِ

وأنا صوتكِ يا سيدتي

مثلما الآه امتداد الوَترِ

مطرٌ يغسلني أنتِ فلا

تحرميني من سقوط المطرِ

بصري أنتِ .. وهل يمكنها

أن ترى العينانِ دونَ البصرِ؟

"""""""""""""""""""""""""""""""""""""""

أيظن
ايظن انى لعبه بيديه؟
انا لا افكر فى الرجوع اليه
اليوم عاد كأن شيئا لم يكن
وبراءه الاطفال فى عينيه
ليقول لى انى رفيقه دربه
وبأننى الحب الوحيد لد يه
حمل الزهور الىّ كيف ارده
وصباى مرسوم على شفتيه
ما عدت اذكر والحرائق فى دمى
كيف التجأت انا الى زنديه؟
خبأت رأسى عنده وكأننى
طفل اعادوه الى ابويه
حتى فساتينى التى اهملتها
فرحت به رقصت على قدميه
سامحته وسألت عن اخباره
وبكيت ساعات على كتفيه
وبدون ان ادرى تركت له يدى
لتنام كالعصفور بين يديه
ونسيت حقدى كله فى لحظه
من قال انى قد حقدت عليه
كم قلت انى غير عائده له
ورجعت ما احلى الرجوع اليه

"""""""""""""""""""""""""""""""""""

كم اعشق كلمات نزار قباني

حنان

ربيع عقب الباب 14-01-08 06:59 PM

اعتيادي على غيابك صعب

و اعتيادي على حضورك أصعب

كم أنا … كم أحبك … حتى

أن نفسي من نفسها تتعجب

يسكن الشعر في حدائق عينيك

فلولا عينيك لا شعر يكتب

منذ أحببتك الشموس استدارت

و السماوات صرن انقى و أرحب

منذ أحببتك … البحار جميعا

أصبحت من مياه عينيك تشرب

أتمنى لو كنت بؤبؤ عيني

أتراني طلبت ما ليس يطلب ؟


رائعة أنت نهى .........................سوف أنزل ما طرحت لأعيد قراءته .. فأنا أيضا من عشاق نزار


شكرا لك على حديث القصائد النزارية !!!!


ربيع عقب الباب

سدن 14-01-08 10:32 PM

أنا محرومة

لا أمه لانت ... ولا أمي
وحبه ينام في عظمي
إن خبأت أمي بصندوقها
شالي . فلى شال من الغيم
أو أوصدوا الشباك كي لا أرى
فتحت شباكا من الوهم
أحب عطر الجرح من أجله
فهل تراهم عطروا همي
قوافل الأقمار من رسمه
وما تبقى كله من رسمي
وقبلنا لا شال شال .. ولا
أدرك خصر نعمه الضم
من فضلنا ، من بعض أفضالنا
إنا اخترعنا عالم الحلم



اندفاع

أريدك
اعرف أني أريد المحال
وأنك فوق إدعاء الخيال
وفوق الحيازه ، فوق النوال
وأطيب مافي الطيوب
وأجمل مافي الجمال
أريدك
أعرف أن النجوم
أروم
ودون هاونا تقوم
تخوم
طوال طوال
كلون المحال
كرجع المواويل بين الجبال
ولكن على الرغم مماهو
وأسطورة الجاه والمستوى
أجوب عليك الذرى والتلال
وأفتح عنك عيون الكوى
وأمشي
لعلي ذات زوال
أراك على شقرة الملتوى
ويوم تلوحين لي
على لوحه المغرب المخملي
تباشير شال
يجر نجوما
يجر كروما
يجر غلال
سأعرف أنك أصبحت لي ...
وأني لمست حدود المحال
نزار قباني

أعنف حب عشته

تلومني الدنيا إذا أحببته
كأني .. أنا خلقت الحب واخترعته
كأنني أنا على خدود الورد قد رسمته
كأنني أنا التي
للطير في السماء قد علمته
وفي حقول القمح قد زرعته
وفي مياه البحر قد ذوبته
كأنني .. أنا التي
كالقمر الجميل في السماء
قد علقته
تلومني الدنيا إذا
سميت من أحب .. أو ذكرته
كأنني أنا أهوى
وأمه .. وأخته
هذا الهوى الذي أتى
من حيث ما انتظرته
مختلف عن كل ما عرفته
مختلف عن كل ما قرأته
وكل ما سمعته
لو كنت أدري أنه
نوع من الإدمان .. ما أدمنته
لو كنت أدري أنه
باب كثير الريح .. ما فتحته
لو كنت أدري أنه
عود من الكبريت .. ما أشعلته
هذا الهوى . أعنف حب عشته
فليتني حين أتاني فاتحاً
يديه لي .. رددته
وليتني من قبل أن يقتلني .. قتلته
هذا الهوى الذي أراه في الليل
على ستائري
أراه .. في ثوبي
وفي عطري .. وفي أساوري
أراه .. مرسوماً على وجه يدي
أراه .. منقوشاً على مشاعري
لو أخبروني أنه
طفل كثير اللهو والضوضاء ما أدخلته
وأنه سيكسر الزجاج في قلبي لما تركته
لو أخبروني أنه
سيضرم النيران في دقائق
ويقلب الأشياء في دقائق
ويصبغ الجدران بالأحمر والأزرق في دقائق
لكنت قد طردته
يا أيها الغالي الذي
أرضيت عني الله .. إذا أحببته
هذا الهوى أجمل حب عشته
أروع حب عشته
فليتني حين أتاني زائراً
بالورد قد طوقته
وليتني حين أتاني باكياً
فتحت أبوابي له .. وبسته
وبسته .. وبسته
انا القصيدة التي اعجبتني كثير هي بلقيس

نزار قباني

بلقيس

شكراً لكم
شكراً لكم
فحبيبتي قتلت وصار بوسعكم
أن تشربوا كأساً على قبر الشهيدة
وقصيدتي اغتيلت…
وهل من أمة في الأرض
- إلا نحن - تغتال القصيدة ؟

بلقيس …
كانت أجمل الملكات في تاريخ بابل
بلقيس
كانت أطول النخلات في أرض العراق
كانت إذا تمشي ..
ترافقها طواويس
وتتبعها أيائل
بلقيس يا وجعي
ويا وجع القصيدة حين تلمسها الأنامل
هل يا ترى
من بعد شعرك سوف ترتفع السنابل ؟
يا نينوى الخضراء
يا غجريتي الشقراء
يا أمواج دجلة
تلبس في الربيع بساقها
أحلى الخلاخل
قتلوك يا بلقيس
أية أمة عربية
تلك التي
تغتال أصوات البلابل ؟
أين السموأل ؟
والمهلهل ؟
والغطاريف الأوائل ؟
فقبائل أكلت قبائل
وثعالب قتلت ثعالب
وعناكب قتلت عناكب
قسماً بعينيك اللتين إليهما
تأوي ملايين الكواكب
سأقول ، يا قمري ، عن العرب العجائب
فهل البطولة كذبة عربية ؟
أم مثلنا التاريخ كاذب ؟

بلقيس
لا تتغيبي عني
فإن الشمس بعدك
لا تضيئ على السواحل
سأقول في التحقيق :
إن اللص أصبح يرتدي ثوب المقاتل
سأقول في التحقيق :
إن القائد الموهوب أصبح كالمقاول
وأقول :
إن حكاية الإشعاع ، أسخف نكتة قيلت
فنحن قبيلة بين القبائل
هذا هو التاريخ يا بلقيس
كيف يفرق الإنسان
ما بين الحدائق والمزابل
بلقيس
أيتها الشهيدة والقصيدة
والمعطرة النقية
سبأ تفتش عن مليكتها
فردي للجماهير التحية
يا أعظم الملكات
يا امرأة تجسد كل أمجاد العصور السومرية
بلقيس
يا عصفورتي الأحلى
ويا أيقونتي الأغلى
ويا دمعاً تناثر فوق خد المجدلية
أترى ظلمتك إذ نقلتك
ذات يوم من ضفاف الأعظمية
بيروت تقتل كل يوم واحد منا
وتبحث كل يوم عن ضحية
والموت في فنجان قهوتنا
وفي مفتاح شقتنا
وفي أزهار شرفتنا
وفي أوراق الجرائد
والحروف الأبجدية …
هانحن يا بلقيس
ندخل مرة أخرى لعصر الجاهلية
هانحن ندخل في التوحش
والتخلف والبشاعة والوضاعة
ندخل مرة أخرى عصور البربرية
حيث الكتابة رحلة
بين الشظية والشظية
حيث اغتيال فراشة في حقلها
صار القضية
هل تعرفون حبيبتي بلقيس ؟
فهي أهم ما كتبوه في كتب الغرام
كانت مزيجا رائعاً
بين القطيفة والرخام
كان البنفسج بين أعينها
ينام ولا ينام
بلقيس
يا عطراً بذاكرتي
ويا قبراً يسافر في الغمام
قتلوك ، في بيروت ، مثل أي غزالة
من بعدما قتلوا الكلام
بلقيس
ليست هذه مرثية
لكن
على العرب السلام
بلقيس
مشتاقون مشتاقون مشتاقون
والبيت الصغير
يسأل عن أميرته المعطرة الذيول
نصغي إلى الأخبار والأخبار غامضة
ولا تروي فضول

بلقيس
مذبوحون حتى العظم
والأولاد لا يدرون ما يجري
ولا أدري أنا ماذا أقول ؟
هل تقرعين الباب بعد دقائق ؟
هل تخلعين المعطف الشتوي ؟
هل تأتين باسمة
وناضرة
ومشرقة كأزهار الحقول ؟

بلقيس
إن زروعك الخضراء
مازالت على الحيطان باكية
ووجهك لم يزل متنقلاً
بين المرايا والستائر
حتى سجارتك التي أشعلتها
لم تنطفئ
ودخانها
مازال يرفض أن يسافر

بلقيس
مطعونون مطعونون في الأعماق
والأحداق يسكنها الذهول
بلقيس
كيف أخذت أيامي وأحلامي
وألغيت الحدائق والفصول

يا زوجتي
وحبيبتي وقصيدتي وضياء عيني
قد كنت عصفوري الجميل
فكيف هربت يا بلقيس مني ؟

بلقيس
هذا موعد الشاي العراقي المعطر
والمعتق كالسلافة
فمن الذي سيوزع الأقداح أيتها الزرافة ؟
زمن الذي نقل الفرات لبيتنا
وورود دجلة والرصافة ؟

بلقيس
إن الحزن يثقبني
وبيروت التي قتلتك لا تدري جريمتها
وبيروت التي عشقتك
تجهل أنها قتلت عشيقتها
وأطفأت القمر
بلقيس
يا بلقيس
يا بلقيس
كل غمامة تبكي عليك
فمن ترى يبكي عليا
بلقيس كيف رحلت صامتة
ولم تضعي يديك على يديا ؟

بلقيس
كيف تركتنا في الريح
نرجف مثل أوراق الشجر ؟
وتركتنا - نحن الثلاثة- ضائعين
كريشة تحت المطر
أتراك ما فكرت بي ؟
وأنا الذي يحتاج حبك مثل (زينب)أو (عمر)

بلقيس
يا كنزاً خرافياً
ويا رمحاً عراقياً
وغابة خيزران
يا من تحديت النجوم ترفعاً
من أين جئت بكل هذا العنفوان ؟

بلقيس
تذبحني التفاصيل الصغيرة في علا قتنا
وتجلدني الدقائق والثواني
فلكل دبوس صغير .. قصة

ولكل عقد من عقودك قصتان
حتى ملاقط شعرك الذهبي
تغمرني كعادتها ، بأمطار المنان
ويعرش الصوت العراقي الجميل
على الستائر
والمقاعد
والأواني
ومن المرايا تطلعين
من الخواتم تطلعين
من القصيدة تطلعين
من الشموع
من الكؤوس
من النبيذ الأرجواني


بلقيس
يا بلقيس
لو تدرين ما وجع المكان
في كل ركن .. أنت حائمة كعصفور
وعابقة كغابة بيلسان
فهناك .. كنت تدخنين
هناك .. كنت تطالعين
هناك .. كنت كنخلة تتمشطين
وتدخلين على الضيوف
كأنك السيف اليماني

بلقيس
أين زجاجة ( الغيلان ) ؟.
والولاعة الزرقاء
أين سجارة الـ (الكنت ) التي
ما فارقت شفتيك ؟
أين (الهاشمي ) مغنياً
فوق القوام المهرجان
تتذكر الأمشاط ماضيها
فيكرج دمعها
هل يا ترى الأمشاط من أشواقها أيضاً تعاني ؟
بلقيس : صعب أن أهاجر من دمي
وأنا المحاصر بين ألسنة اللهيب
وبين ألسنه الدخان …

بلقيس : أيتها الأميرة
هاأنت تحترقين .. في حرب العشيرة والعشيرة
ماذا سأكتب عن رحيل مليكتي ؟
إن الكلام فضيحتي
هانحن نبحث بين أكوام الضحايا
عن نجمة سقطت
وعن جسد تناثر كالمرايا
هانحن نسأل يا حبيبة
إن كان هذا القبر قبرك أنت
أم قبر العروبة
بلقيس :
يا صفصافة أرحت ضفائرها عليّ
ويا زرافة كبرياء

بلقيس :
إن قضاءنا العربي أن يغتالنا عرب
ويأكل لحمنا عرب
ويفتح قبرنا عرب
فكيف نفر من هذا القضاء ؟
فالخنجر العربي .. ليس يقيم فرقاً
بين أعناق الرجال
وبين أعناق النساء

بلقيس :
إن هم فجروك .. فعندنا
كل الجنائز تبتدي في كربلاء
وتنتهي في كربلاء
لن أقراء التاريخ بعد اليوم
إن أصابعي اشتعلت
وأثوابي تغطيها الدماء
هانحن ندخل عصرنا الحجري
نرجع كل يوم ، ألف عام للوراء …


البحر في بيروت
بعد رحيل عينيك استقال
والشعر .. يسأل عن قصيدته
التي لم تكتمل كلماتها
ولا أحد .. يجيب على السؤال
الحزن يا بلقيس
يعصر مهجتي كالبرتقال
الآن .. أعرف مأزق الكلمات
أعرف ورطة اللغة المحالة
وأنا الذي اخترع الرسائل
لست أدري .. كيف أبتدئ الرسالة
السيف يدخل لحم خاصرتي
وخاصرة العبارة
كل الحضارة ، أنت يا بلقيس ، والأنثى حضارة
بلقيس : أنت بشارتي الكبرى
فمن سرق البشارة ؟
أنت الكتابة قبلما كانت كتابة
أنت الجزيرة والمنارة

بلقيس :
يا قمري الذي طمروه ما بين الحجارة
الآن ترتفع الستارة
الآن ترتفع الستارة
سأقول في التحقيق
إني أعرف الأسماء .. والأشياء .. والسجناء
والشهداء .. والفقراء .. والمستضعفين
وأقول إني أرف السياف قاتل زوجتي
ووجوه كل المخبرين
وأقول : إن عفافنا عهر
وتقوانا قذارة
وأقول : إن نضالنا كذب
وأن لا فرق
ما بين السياسة والدعارة !!
سأقول في التحقيق :
إني قد عرفت القاتلين
وأقول :
إن زماننا العربي مختص بذبح الياسمين
وبقتل كل الأنبياء
وقتل كل المرسلين
حتى العيون الخضر
يأكلها العرب
حتى الضفائر والخواتم
والأساور والمرايا .. واللعب
حتى النجوم تخاف من وطني
ولا أدري السبب
حتى الطيور تفر من وطني
و لا أدري السبب
حتى الكواكب .. والمراكب .. والسحب
حتى الدفاتر .. والكتب
وجميع أشياء الجمال
جميعها .. ضد العرب

لما تناثر جسمك الضوئي
يا بلقيس ،
لؤلؤة كريمة
فكرت : هل قتل النساء هواية عربية
أم أننا في الأصل ، محترفو جريمة ؟
بلقيس
يا فرسي الجميلة .. إنني
من كل تاريخي خجول
هذي بلاد يقتلون بها الخيول
هذي بلاد يقتلون بها الخيول
من يوم أن نحروك
يا بلقيس
يا أحلى وطن
لا يعرف الإنسان كيف يعيش في هذا الوطن
لا يعرف الإنسان كيف يموت في هذا الوطن
مازلت أدفع من دمي
أعلى جزاء
كي أسعد الدنيا ولكن السماء
شاءت بأن أبقى وحيداً
مثل أوراق الشتاء
هل يولد الشعراء من رحم الشقاء ؟
وهل القصيدة طعنة
في القلب ليس لها شفاء ؟
أم أنني وحدي الذي
عيناه تختصران تاريخ البكاء ؟


سأقول في التحقيق :
كيف غزالتي ماتت بسيف أبي لهب
كل للصوص من الخليج إلى المحيط
يدمرون .. ويحرقون ..
وينهبون .. ويرتشون
ويعتدون على النساء
كما يريد أبو لهب
كل الكلاب موظفون
ويأكلون
ويسكرون
على حساب أبي لهب
لا قمحة في الأرض
تنبت دون رأي أبي لهب
لا طفل يولد عندنا
إلا وزارت أمه يوماً
فراش أبي لهب !!
لا سجن يفتح
دون رأي أبي لهب
لا رأس يقطع
دون أمر أبي لهب

سأقول في التحقيق :
كيف أميرتي اغتصبت
وكيف تقاسموا فيروز عينيها

وخاتم عرسها
وأقول كيف تقاسموا الشعر الذي
يجري كأنهار الذهب

سأقول في التحقيق :
كيف سطوا على آيات مصحفها الشريف
وأضرموا فيه اللهب
سأقول كيف استنزفوا دمها
وكيف استملكوا فمها
فما تركوا به ورداً ولا تركوا عنب
هل موت بلقيس
هو النصر الوحيد

بكل تاريخ العرب ؟
بلقيس
يا معشوقتي حتى الثمالة
الأنبياء الكاذبون
يقرفصون
ويكذبون على الشعوب
ولا رسالة
لو أنهم حملوا إلينا
من فلسطين الحزينة
نجمة
أو برتقالة
لو أنهم حملوا إلينا

من شواطئ غزة
حجراً صغيراً
أو محارة
لو أنهم من ربع قرن حرروا
زيتونه
أو أرجعوا ليمونة
ومحوا عن التاريخ عاره
لشكرت من قتلوك يا بلقيس
يا معبودتي حتى الثمالة
لكنهم تركوا فلسطيناً
ليغتالوا غزالة !!

ماذا يقول الشعر يا بلقيس
في هذا الزمان ؟

ماذا يقول الشعر ؟
في العصر الشعوبي
المجوسي
الجبان
والعالم العربي
مسحوق ومقموع
ومقطوع اللسان
نحن الجريمة في تفوقها
فما ( العقد الفريد ) وما ( الأغاني ) ؟؟
أخذوك أيتها الحبيبة من يدي
أخذوا القصيدة من فمي
أخذوا الكتابة والقراءة
والطفولة والأماني


بلقيس يا بلقيس
يا دمعاً ينقط فوق أهداب الكمان
علمت مت قتلوك أسرار الهوى
لكنهم قبل انتهاء الشوط
قد قتلوا حصاني

بلقيس :
أسألك السماح ، فربما
كانت حياتك فدية لحياتي
إني لأعرف جيداً
أن الذين تورطوا في القتل ، كان مرادهم
أن يقتلوا كلماتي !!!
نامي بحفظ الله أيتها الجميلة
فالشعر بعدك مستحيل
والأنوثة مستحيلة
ستظل أجيال من الأطفال
تسأل عن ضفائرك الطويلة
وتظل أجيال من العشاق
تقرأ عنك أيتها المعلمة الأصيلة
وسيعرف الأعراب يوماً
أنهم قتلوا الرسولة
قتلوا الرسولة
ق ت ل و ا
ال ر س و ل ه

///////////////////////////////////////////


حبيبتى
أنا هنا الأن
أطوف بروحى حولك
أسمعك تنادينى
أقرأ شفتيك تنطق بأسمى
أرى حنان دموعك
حبيبى
هل إلى الأن لم ترانى
هل لأنى رحلت من الدنيا
تفتقد حنانى
لا حبيبى أنا هنا
سأظل حبك الأول والأخير
وسيظل قلبى بقلبك أسير
وساظل أزورك بالأحلام
وأضيئ ليلك بالأنغام
وأمنحك الحب على الدوام
فلا فرق بين وجودى على قيد الحياه
أو وفاتى وإبتعادى عن الحياه
سأظل أنا كما كنت
حبيبك يا حبيبتى

حنان

سدن 14-01-08 10:43 PM

جِسمُكِ خارطتي.. ما عادت
خارطةُ العالمِ تعنيني..
أنا أقدمُ عاصمةٍ للحبّ
وجُرحي نقشٌ فرعوني
وجعي.. يمتدُّ كبقعةِ زيتٍ
من بيروتَ.. إلى الصِّينِ
وجعي قافلةٌ.. أرسلها
خلفاءُ الشامِ.. إلى الصينِ
في القرنِ السَّابعِ للميلاد
وضاعت في فم تَنّين ---------


تلومني الدنيا إذا أحببتهُ
كأنني.. أنا خلقتُ الحبَّ واخترعتُهُ
كأنني أنا على خدودِ الوردِ قد رسمتهُ
كأنني أنا التي..
للطيرِ في السماءِ قد علّمتهُ
وفي حقولِ القمحِ قد زرعتهُ
وفي مياهِ البحرِ قد ذوّبتهُ..
كأنني.. أنا التي
كالقمرِ الجميلِ في السماءِ..
قد علّقتُه..
تلومُني الدنيا إذا..
سمّيتُ منْ أحبُّ.. أو ذكرتُهُ..
كأنني أنا الهوى..
وأمُّهُ.. وأختُهُ.. -----------



أنا.. كالطفلـةِ في يـدهِ
كالريشةِ تحملها النسمـات

يحمـلُ لي سبعـةَ أقمـارٍ
بيديـهِ وحُزمـةَ أغنيـات

يهديني شمسـاً.. يهـديني
صيفاً.. وقطيـعَ سنونوَّات

يخـبرني.. أني تحفتـهُ
وأساوي آلافَ النجمات

و بأنـي كنـزٌ... وبأني
أجملُ ما شاهدَ من لوحات

يروي أشيـاءَ تدوخـني
تنسيني المرقصَ والخطوات

كلماتٍ تقلـبُ تاريخي
تجعلني امرأةً في لحظـات

يبني لي قصـراً من وهـمٍ
لا أسكنُ فيهِ سوى لحظات

وأعودُ.. أعودُ لطـاولـتي
لا شيءَ معي.. إلا كلمات------------


بحياتك يا ولدي امرأةٌ

عيناها، سبحانَ المعبود

فمُها مرسومٌ كالعنقود

ضحكتُها موسيقى و ورود

لكنَّ سماءكَ ممطرةٌ..

وطريقكَ مسدودٌ.. مسدود

فحبيبةُ قلبكَ.. يا ولدي

نائمةٌ في قصرٍ مرصود

والقصرُ كبيرٌ يا ولدي

وكلابٌ تحرسُهُ.. وجنود

وأميرةُ قلبكَ نائمةٌ..

من يدخُلُ حُجرتها مفقود..

من يطلبُ يَدَها..

من يَدنو من سورِ حديقتها.. مفقود

من حاولَ فكَّ ضفائرها..

يا ولدي..

مفقودٌ.. مفقود
من ديوان " أشهدُ أن لا امرأة ً إلا أنتِ "

شُكْرَاً لَكُمْ
شُكْرَاً لَكُمْ
فحبيبتي قُتِلَتْ وصارَ بوسْعِكُم
أن تشربوا كأساً على قبرِ الشهيدة
وقصيدتي اغتيلت ..
وهَلْ من أُمَّةٍ في الأرضِ ..
- إلاَّ نحنُ - تغتالُ القصيدة ؟
بلقيسُ ...
كانتْ أجملَ المَلِكَاتِ في تاريخ بابِِلْ
بلقيسُ ..
كانت أطولَ النَخْلاتِ في أرض العراقْ
كانتْ إذا تمشي ..
ترافقُها طواويسٌ ..
وتتبعُها أيائِلْ ..
بلقيسُ .. يا وَجَعِي ..
ويا وَجَعَ القصيدةِ حين تلمَسُهَا الأناملْ
هل يا تُرى ..
من بعد شَعْرِكِ سوفَ ترتفعُ السنابلْ ؟
يا نَيْنَوَى الخضراء ..
يا غجريَّتي الشقراء ..
يا أمواجَ دجلةَ . .
تلبسُ في الربيعِ بساقِهِا
أحلى الخلاخِلْ ..
قتلوكِ يا بلقيسُ ..
أيَّةُ أُمَّةٍ عربيةٍ ..
تلكَ التي
تغتالُ أصواتَ البلابِلْ ؟
أين السَّمَوْأَلُ ؟
والمُهَلْهَلُ ؟
والغطاريفُ الأوائِلْ ؟
فقبائلٌ أَكَلَتْ قبائلْ ..
وثعالبٌ قتلتْ ثعالبْ ..
وعناكبٌ قتلتْ عناكبْ ..
قَسَمَاً بعينيكِ اللتينِ إليهما ..
تأوي ملايينُ الكواكبْ ..
سأقُولُ ، يا قَمَرِي ، عن العَرَبِ العجائبْ
فهل البطولةُ كِذْبَةٌ عربيةٌ ؟
أم مثلنا التاريخُ كاذبْ ؟.

بلقيسُ
لا تتغيَّبِي عنّي
فإنَّ الشمسَ بعدكِ
لا تُضيءُ على السواحِلْ . .
سأقول في التحقيق :
إنَّ اللصَّ أصبحَ يرتدي ثوبَ المُقاتِلْ
وأقول في التحقيق :
إنَّ القائدَ الموهوبَ أصبحَ كالمُقَاوِلْ ..
وأقولُ :
إن حكايةَ الإشعاع ، أسخفُ نُكْتَةٍ قِيلَتْ ..
فنحنُ قبيلةٌ بين القبائِلْ
هذا هو التاريخُ . . يا بلقيسُ ..
كيف يُفَرِّقُ الإنسانُ ..
ما بين الحدائقِ والمزابلْ
بلقيسُ ..
أيَّتها الشهيدةُ .. والقصيدةُ ..
والمُطَهَّرَةُ النقيَّةْ ..
سبأٌ تفتِّشُ عن مَلِيكَتِهَا
فرُدِّي للجماهيرِ التحيَّةْ ..
يا أعظمَ المَلِكَاتِ ..
يا امرأةً تُجَسِّدُ كلَّ أمجادِ العصورِ السُومَرِيَّةْ
بلقيسُ ..
يا عصفورتي الأحلى ..
ويا أَيْقُونتي الأَغْلَى
ويا دَمْعَاً تناثرَ فوقَ خَدِّ المجدليَّةْ
أَتُرى ظَلَمْتُكِ إذْ نَقَلْتُكِ
ذاتَ يومٍ .. من ضفافِ الأعظميَّةْ
بيروتُ .. تقتُلُ كلَّ يومٍ واحداً مِنَّا ..
وتبحثُ كلَّ يومٍ عن ضحيَّةْ
والموتُ .. في فِنْجَانِ قَهْوَتِنَا ..
وفي مفتاح شِقَّتِنَا ..
وفي أزهارِ شُرْفَتِنَا ..
وفي وَرَقِ الجرائدِ ..
والحروفِ الأبجديَّةْ ...
ها نحنُ .. يا بلقيسُ ..
ندخُلُ مرةً أُخرى لعصرِ الجاهليَّةْ ..
ها نحنُ ندخُلُ في التَوَحُّشِ ..
والتخلّفِ .. والبشاعةِ .. والوَضَاعةِ ..
ندخُلُ مرةً أُخرى .. عُصُورَ البربريَّةْ ..
حيثُ الكتابةُ رِحْلَةٌ
بينِ الشَّظيّةِ .. والشَّظيَّةْ
حيثُ اغتيالُ فراشةٍ في حقلِهَا ..
صارَ القضيَّةْ ..
هل تعرفونَ حبيبتي بلقيسَ ؟
فهي أهمُّ ما كَتَبُوهُ في كُتُبِ الغرامْ
كانتْ مزيجاً رائِعَاً
بين القَطِيفَةِ والرُّخَامْ ..
كان البَنَفْسَجُ بينَ عَيْنَيْهَا
ينامُ ولا ينامْ ..

بلقيسُ ..
يا عِطْرَاً بذاكرتي ..
ويا قبراً يسافرُ في الغمام ..
قتلوكِ ، في بيروتَ ، مثلَ أيِّ غزالةٍ
من بعدما .. قَتَلُوا الكلامْ ..
بلقيسُ ..
ليستْ هذهِ مرثيَّةً
لكنْ ..
على العَرَبِ السلامْ

بلقيسُ ..
مُشْتَاقُونَ .. مُشْتَاقُونَ .. مُشْتَاقُونَ ..
والبيتُ الصغيرُ ..
يُسائِلُ عن أميرته المعطَّرةِ الذُيُولْ
نُصْغِي إلى الأخبار .. والأخبارُ غامضةٌ
ولا تروي فُضُولْ ..

بلقيسُ ..
مذبوحونَ حتى العَظْم ..
والأولادُ لا يدرونَ ما يجري ..
ولا أدري أنا .. ماذا أقُولْ ؟
هل تقرعينَ البابَ بعد دقائقٍ ؟
هل تخلعينَ المعطفَ الشَّتَوِيَّ ؟
هل تأتينَ باسمةً ..
وناضرةً ..
ومُشْرِقَةً كأزهارِ الحُقُولْ ؟

بلقيسُ ..
إنَّ زُرُوعَكِ الخضراءَ ..
ما زالتْ على الحيطانِ باكيةً ..
وَوَجْهَكِ لم يزلْ مُتَنَقِّلاً ..
بينَ المرايا والستائرْ
حتى سجارتُكِ التي أشعلتِها
لم تنطفئْ ..
ودخانُهَا
ما زالَ يرفضُ أن يسافرْ

بلقيسُ ..
مطعونونَ .. مطعونونَ في الأعماقِ ..
والأحداقُ يسكنُها الذُهُولْ
بلقيسُ ..
كيف أخذتِ أيَّامي .. وأحلامي ..
وألغيتِ الحدائقَ والفُصُولْ ..
يا زوجتي ..
وحبيبتي .. وقصيدتي .. وضياءَ عيني ..
قد كنتِ عصفوري الجميلَ ..
فكيف هربتِ يا بلقيسُ منّي ؟..
بلقيسُ ..
هذا موعدُ الشَاي العراقيِّ المُعَطَّرِ ..
والمُعَتَّق كالسُّلافَةْ ..
فَمَنِ الذي سيوزّعُ الأقداحَ .. أيّتها الزُرافَةْ ؟
ومَنِ الذي نَقَلَ الفراتَ لِبَيتنا ..
وورودَ دَجْلَةَ والرَّصَافَةْ ؟

بلقيسُ ..
إنَّ الحُزْنَ يثقُبُنِي ..
وبيروتُ التي قَتَلَتْكِ .. لا تدري جريمتَها
وبيروتُ التي عَشقَتْكِ ..
تجهلُ أنّها قَتَلَتْ عشيقتَها ..
وأطفأتِ القَمَرْ ..

بلقيسُ ..
يا بلقيسُ ..
يا بلقيسُ
كلُّ غمامةٍ تبكي عليكِ ..
فَمَنْ تُرى يبكي عليَّا ..
بلقيسُ .. كيف رَحَلْتِ صامتةً
ولم تَضَعي يديْكِ .. على يَدَيَّا ؟

بلقيسُ ..
كيفَ تركتِنا في الريح ..
نرجِفُ مثلَ أوراق الشَّجَرْ ؟
وتركتِنا - نحنُ الثلاثةَ - ضائعينَ
كريشةٍ تحتَ المَطَرْ ..
أتُرَاكِ ما فَكَّرْتِ بي ؟
وأنا الذي يحتاجُ حبَّكِ .. مثلَ (زينبَ) أو (عُمَرْ)

بلقيسُ ..
يا كَنْزَاً خُرَافيّاً ..
ويا رُمْحَاً عِرَاقيّاً ..
وغابَةَ خَيْزُرَانْ ..
يا مَنْ تحدَّيتِ النجُومَ ترفُّعاً ..
مِنْ أينَ جئتِ بكلِّ هذا العُنْفُوانْ ؟
بلقيسُ ..
أيتها الصديقةُ .. والرفيقةُ ..
والرقيقةُ مثلَ زَهْرةِ أُقْحُوَانْ ..
ضاقتْ بنا بيروتُ .. ضاقَ البحرُ ..
ضاقَ بنا المكانْ ..
بلقيسُ : ما أنتِ التي تَتَكَرَّرِينَ ..
فما لبلقيسَ اثْنَتَانْ ..

بلقيسُ ..
تذبحُني التفاصيلُ الصغيرةُ في علاقتِنَا ..
وتجلُدني الدقائقُ والثواني ..
فلكُلِّ دبّوسٍ صغيرٍ .. قصَّةٌ
ولكُلِّ عِقْدٍ من عُقُودِكِ قِصَّتانِ
حتى ملاقطُ شَعْرِكِ الذَّهَبِيِّ ..
تغمُرُني ،كعادتِها ، بأمطار الحنانِ
ويُعَرِّشُ الصوتُ العراقيُّ الجميلُ ..
على الستائرِ ..
والمقاعدِ ..
والأوَاني ..
ومن المَرَايَا تطْلَعِينَ ..
من الخواتم تطْلَعِينَ ..
من القصيدة تطْلَعِينَ ..
من الشُّمُوعِ ..
من الكُؤُوسِ ..
من النبيذ الأُرْجُواني ..

بلقيسُ ..
يا بلقيسُ .. يا بلقيسُ ..
لو تدرينَ ما وَجَعُ المكانِ ..
في كُلِّ ركنٍ .. أنتِ حائمةٌ كعصفورٍ ..
وعابقةٌ كغابةِ بَيْلَسَانِ ..
فهناكَ .. كنتِ تُدَخِّنِينَ ..
هناكَ .. كنتِ تُطالعينَ ..
هناكَ .. كنتِ كنخلةٍ تَتَمَشَّطِينَ ..
وتدخُلينَ على الضيوفِ ..
كأنَّكِ السَّيْفُ اليَمَاني ..

بلقيسُ ..
أين زجَاجَةُ ( الغِيرلاَنِ ) ؟
والوَلاّعةُ الزرقاءُ ..
أينَ سِجَارةُ الـ (الكَنْتِ ) التي
ما فارقَتْ شَفَتَيْكِ ؟
أين (الهاشميُّ ) مُغَنِّيَاً ..
فوقَ القوامِ المَهْرَجَانِ ..
تتذكَّرُ الأمْشَاطُ ماضيها ..
فَيَكْرُجُ دَمْعُهَا ..
هل يا تُرى الأمْشَاطُ من أشواقها أيضاً تُعاني ؟
بلقيسُ : صَعْبٌ أنْ أهاجرَ من دمي ..
وأنا المُحَاصَرُ بين ألسنَةِ اللهيبِ ..
وبين ألسنَةِ الدُخَانِ ...
بلقيسُ : أيتَّهُا الأميرَةْ
ها أنتِ تحترقينَ .. في حربِ العشيرةِ والعشيرَةْ
ماذا سأكتُبُ عن رحيل مليكتي ؟
إنَ الكلامَ فضيحتي ..
ها نحنُ نبحثُ بين أكوامِ الضحايا ..
عن نجمةٍ سَقَطَتْ ..
وعن جَسَدٍ تناثَرَ كالمَرَايَا ..
ها نحنُ نسألُ يا حَبِيبَةْ ..
إنْ كانَ هذا القبرُ قَبْرَكِ أنتِ
أم قَبْرَ العُرُوبَةْ ..
بلقيسُ :
يا صَفْصَافَةً أَرْخَتْ ضفائرَها عليَّ ..
ويا زُرَافَةَ كبرياءْ
بلقيسُ :
إنَّ قَضَاءَنَا العربيَّ أن يغتالَنا عَرَبٌ ..



*****************

القرار ,,,,,,,

أني عشقتكي واتخذت قراري
فلمن اقدم يا ترى أعذاري
لا سلطه في الحب
تعلو سلطتي
فالرأي رائي والخيار خياري
هذه أحاسيسي فلا تتدخلي أرجوكي
بين البحر والبحاري
ماذا أخاف ... ماذا أخاف
وأنا المحيط .... وأنتي
من انهاري
وأنا النساء جعلتهن خواتم لأصابعي
وكواكب لمداري
خليكي صامته ولا تتكلمي
فأنا أدير مع النساء حواري
وأنا الذي أعطي مراسيم الهوى
للواقفات أمام باب مزاري
وأنا أرتب دولتي وخرائطي
وأنا الذي اختار لون بحاري
انا في الهوى متحكماً متسلطاً
في كل عشقاً نكهة استعماري
ف استسلمي لئرادتي ومشيئتي
واستقبلي بطفولة امطاري
إن كان عندي ما أقول
فسأقوله للواحد القهاري
عيناكي وحدهما هما شرعيتي
ومراكبي وصديقتي ومساري
إن كان لي وطنا فوجهك موطني
أو كان لي داراً فحبك داري
يا أنتي يا سلطانتي ومليكتي
يا كوكبي البحرية يا عشتاري
أنى احبكي دون أي تحفظاً
أعيش فيكي ولادتي ودماري
أني اقترفتكي عامداً متعمداً
وان كنتي عاراً
يا لروعت عاري
ماذا أخاف ...ومن أخاف
انا الذي نام الزمان على صدى أوتاري
وأنا مفاتيح القصيدة في يدي
من قبل بشاراً ومن مهيارِ
وأنا جعلت الشعر خبزاً ساخناً
وجعلته ثمراً على الأشجارِ
سافرت في بحر النساء
ولم أزل من يومها مقطوعة أخباري
من ذا يقاضيني
وأنتي قضيتي
ورصيف أحلامي ... وضوء نهاري
من ذا يهددني وأنتي حضارتي... وثقافتي
وكتابتي ... ومناري
أني استقلت من القبائل كلها
وتركت خلفي خيمتي وغباري
هم يرفضون طفولتي
وأنا ارفض مدائن الفخاري
كل القبائل لا تريد نسائها
إن يكتشفً الحب في أشعاري
كل السلاطين الذين عرفتهم
قطعو يديا وصادرو أشعاري
لكنني قاتلتهم وقتلتهم
ومررت بالتاريخ كالإعصاري
أسقطت بالكلمات آلف خليفة
وحفرت بالكلمات آلف جداري
يا صغيرتي إن السفينة أبحرت
فتكوني كا حمامة بجواري
ما عاد ينفعكي البكاء والأسى
فقد عشقتكي واتخذت قراري

******************

[®][اختــاري][®]

إني خيرتكِ .. فاختاري
ما بين الموتِ على صدري ..
أو فوقَ دفاترِ أشعاري ..
اختاري الحبَ أو الاحب
فجبنٌ أن لا تختاري ..
لا توجدُ منطقةٌ وسطى
ما بين الجنةِ و النارِ ..
إرمي أوراقكِ كاملةً ..
و سأرضى عن أي قرارِ ..
قُولي . إنفعلي . إنفجري
لا تقفي مثلَ المسمارِ ..
لا يمكنُ أن أبقى أبداً
كالقشةِ تحتَ الأمطارِ
إختاري قدراً بين اثنينِ
و ما أعنفها أقداري ..
**
مرهقةٌ أنتِ .. و خائفةٌ
و طويلٌ جداً .. مشواري
غُوصي في البحرِ .. أو ابتعدي
لا بحرٌ من غير دوارِ ..
الحبُ .. مواجهةٌ كبرى
إبحارٌ ضدَ التيارِ
صلبٌ .. و عذابٌ .. و دموعٌ
و رحيلٌ بين الأقمارِ ..
**

يقتلني جبنكِ .. يا امرأةً
تتسلى من خلفِ ستارِ ..
إني لا أؤمنُ في حبٍ
لا يحمل نَزَقَ الثوارِ ..
لا يكسرُ كلَ الأسوارِ
لا يضربُ مثلَ الإعصارِ ..
**
إني خيرتكِ .. فاختاري
ما بين الموتِ على صدري ..
أو فوقَ دفاترِ أشعاري ..
اختاري الحبَ أو الاحب
فجبنٌ أن لا تختاري ..
لا توجدُ منطقةٌ وسطى
ما بين الجنةِ و النارِ


قال نزار قباني

قصائدي قبلكِ يا حُلوتي
كانت كلاماً مثل كُل الكلاْم
وحين أحببتُكِ صار الذي
أكتبهُ للناس أحلى الكلاْم

حنان

سراب 14-01-08 10:44 PM

حنان حبيبتي

يال ذوقك الراقي والسامي

ومااختيارك لنزار قباني الا اكبر دليل على ذلك

يعطيك الف عافيه غاليتي

تقبلي مروري

سدن 15-01-08 05:58 AM

نزار قباني وقصيدة في مدح الرسول عليه الصلاة والسلام

--------------------------------------------------------------------------------


اليكم اعزائي
قصيدة نزار قباني
في مديح نبينناالرسول محمد
صلى الله عليه وسلم
كتبها اثناء زيارته للحرم المدني


عز الـورود.. وطـال فيـك أوامُ
وأرقـت وحدي والأنـام نيـامُ

ورد الجميع ومن سناك تـزودوا
وطردت عن نبع السنى وأقاموا
ومُنعتُ حتى أن أحومَ ولـم أكـدْ
وتقطعت نفسي عليك وحاموا

قصدوك وامتدحواودوني اغلقـت
أبواب مدحك فالحـروف عقـامُ

أدنـوا فأذكرمـا جنيـت فأنثنـي
خجلاً تضيق بحملـي الأقـدامُ

أمن الحضيض أريد لمسا للـذرى
جل المقام فـلا يطـال مقـامُ

وزري يكبلني ويخرسني الأسـى
فيموت في طرف اللسان كلامُ

يممت نحوك يـا حبيـب الله فـي
شوق تقض مضاجعي الآثـامُ

أرجوالوصول فليل عمري غابـة
أشواكـهـا الأوزار والآلامُ

يا من ولدت فأشرقـت بربوعنـا
نفحات نورك وانجلى الإظـلامُ

أأعود ظمئآنـا وغيـري يرتـوي
أيرد عن حوض النبي هيـامُ

كيف الدخول إلى رحاب المصطفى
والنفس حيرى والذنوب جسـامُ

أو كلمـا حاولـت إلمـام بــه
أزف البـلاء فيصعـب الإلمـامُ

ماذا أقول وألـف ألـف قصيـدة
عصماء قبلي سطـرت أقـلامُ

مدحوك ما بلغوا برغـم ولائهـم
أسوار مجـدك فالدنـو لمـامُ

ودنوت مذهـولا أسيـرا لاأرى
حيران يلجم شعـري الإحجـامُ

وتمزقـت نفسـي كطفـل حائـر
قد عاقه عمن يحب زحـامُ

حتى وقفـت أمـام قبـرك باكيـا
فتدفق الإحسـاس والإلهـامُ

وتوالت الصور المضيئة كالـرؤى
وطوى الفـؤاد سكينـة وسـلامُ

يا ملءروحي وهج حبك في دمي
قبس يضيء سريرتي وزمـامُ

أنت الحبيب وأنت من أروى لنـا
حتـى أضـاء قلوبنا الإسـلامُ

حوربت لم تخضع ولم تخشـى العـدى
من يحمه الرحمن كيف يضـامُ

وملأت هذا الكون نورا فأختفـت
صور الظلام وقوضـت أصنـامُ

الحزن يملأ يا حبيـب جوارحـي
فالمسلمون عن الطريق تعامـوا

والـذل خيـم فالنفـوس كئيبـة
وعلى الكبـار تطـاول الأقـزامُ

الحزن أصبح خبزنـا فمساؤنـا
شجـن وطعـم صباحنا أسقـامُ

واليـأس ألقـى ظلـه بنفوسنـا
فكـأن وجـه النيريـن ظـلام

أنى اتجهت ففي العيون غشـاوة
وعلىالقلوب من الظلام ركـامُ

الكـرب أرقنـا وسهـد ليلـنـا
من مهده الأشواك كيـف ينـامُ

يا طيبة الخيـرات ذل المسلمـون
ولا مجيـر وضيعـت أحـلامُ

يغضون ان سلب الغريب ديارهـم
وعلى القريب شذى التراب حرامُ

باتـوا أسـارى حيرة وتمزقـا
فكأنهـم بيـن الورى أغنـامُ

ناموا فنام الـذل فـوق جفونهـم
لاغرو ضاع الحـزم والإقـدامُ

يا هادي الثقلين هل مـن دعـوة
تدعى بهـا يستيقـظ الـنـوام ُ



حنان

سدن 15-01-08 06:23 AM

أطفال الحجارة



بهروا الدنيا
وما في يدهم إلا الحجارة
وأضاءوا كالقناديل
وجاءوا كالبشارة
قاوموا
وانفجروا
واستشهدوا
وبقينا دببا قطبية
صفحت أجسادها ضد الحرارة
قاتلوا عنا
إلى أن قتلوا
وبقينا في مقاهينا
كبصاق المحارة
واحد
يبحث منا عن تجارة
واحد
يطلب مليارا جديدا
وزواجا رابعا
ونهودا صقلتهن الحضارة
واحد
يبحث في لندن عن قصر منيف
واحد
يعمل سمسار سلاح
واحد
يطلب في البارات ثاره
واحد
يبحث عن عرش وجيش
وامارة
آه يا جيل الخيانات
ويا جيل العمولات
ويا جيل النفايات
ويا جيل الدعارة

2

سوف يجتاحك مهما أبطأ التاريخ
أطفال الحجارة
يا تلاميذ غزة
علمونا
بعض ما عندكم
فنحن نسينا
علمونا
بأن نكون رجالا
فلدينا الرجال
صاروا عجينا
علمونا
كيف الحجارة تغدو
بين أيدي الأطفال
ماسا ثمينا
كيف تغدو
دراجة الطفل لغما
وشريط الحرير
يغدو كمينا
كيف مصاصة الحليب
إذا ما اعتقلوها
تحولت سكينا
يا تلاميذ غزة
لا تبالوا
بأذاعاتنا
ولا تسمعونا
اضربوا
اضربوا
بكل قواكم
واحزموا أمركم
ولا تسألونا
نحن أهل الحساب
والجمع



3

والطرح
فخوضوا حروبكم
واتركونا
إننا الهاربون
من خدمة الجيش
فهاتوا حبالكم
واشنقونا
نحن موتى
لا يملكون ضريحا
ويتامى
لا يملكون عيونا
قد لزمنا جحورنا
وطلبنا منكم
أن تقاتلوا التنينا
قد صغرنا أمامكم
ألف قرن
وكبرتم
خلال شهر قرونا
يا تلاميذ غزة
لا تعودوا
لكتاباتنا ولا تقرأونا
نحن آباؤكم
فلا تشبهونا
نحن أصنامكم
فلا تعبدونا
نتعاطى
القات السياسي
والقمع
ونبني مقابرا
وسجونا
حررونا
من عقدة الخوف في



4

واطردوا
من رؤوسنا الافيونا
علمونا
فن التشبث بالأرض
ولا تتركوا
المسيح حزينا
يا أحباءنا الصغار
سلاما
جعل الله يومكم
ياسمينا
من شقوق الأرض الخراب
طلعتم
وزرعتم جراحنا
نسرينا
هذه ثورة الدفاتر
والحبر
فكونوا على الشفاه
لحونا
أمطرونا
بطولة وشموخا
واغسلونا من قبحنا
اغسلونا
لا تخافوا موسى
ولا سحر موسى
واستعدوا
لتقطفوا الزيتونا
إن هذا العصر اليهودي
وهم
سوف ينهار
لو ملكنا اليقينا
يا مجانين غزة
ألف أهلا



5

بالمجانين
إن هم حررونا
إن عصر العقل السياسي
ولى من زمان
فعلمونا الجنونا
يرمي حجرا
أو حجرين
يقطع افعى اسرائيل الى نصفين
يمضغ لحم الدبابات
ويأتينا
من غير يدين
في لحظات
تظهر ارض فوق الغيم
ويولد وطن في العينين
في لحظات
تظهر حيفا
تظهر يافا
تأتي غزة في أمواج البحر
تضيء القدس
كمئذنة بين الشفتين
يرسم فرسا
من ياقوت الفجر
ويدخل
كالاسكندر ذي القرنين
يخلع أبواب التاريخ
وينهي عصر الحشاشين
ويقفل سوق القوادين
ويقطع أيدي المرتزقين
ويلقي تركة اهل الكهف
عن الكتفين
في لحظات
تحبل أشجار الزيتون



6

يدر حليب في الثديين
يرسم أرضا في طبريا
يزرع فيها سنبلتين
يرسم بيتا فوق الكرمل
يرسم أما تطحن عند الباب
وفنجانين
في لحظات تهجم رائحة الليمون
ويولد وطن في العينين
يرمي قمرا من عينيه السوداوين
وقد يرمي قمرين
يرمي قلما
يرمي كتبا
يرمي حبرا
يرمي صمغا
يرمي كراسات الرسم
وفرشاة الألوان
تصرخ مريم يا ولداه
وتأخذه بين الأحضان
يسقط ولد
في لحظات
يولد آلاف الصبيان
يكسف قمر غزاوي
في لحظات
يطلع قمر من بيسان
يدخل وطن للزنزانة
يولد وطن في العينين
ينفض عن نعليه الرمل
ويدخل في مملكة الماء
يفتح أفقا آخر
يبدع زمنا آخر
يكتب نصا آخر
يكسر ذاكرة الصحراء



7

يقتل لغة مستهلكة
منذ الهمزة حتى الياء
يفتح ثقبا في القاموس
ويعلن موت النحو
وموت قصائدنا العصماء
يرمي حجرا
يبدأ وجه فلسطين
يتشكل مثل قصيدة شعر
يرمي الحجر الثاني
تطفو عكا فوق الماء قصيدة شعر
يرمي الحجر الثالث
تطلع رام الله بنفسجة من ليل القهر
يرمي الحجر العاشر
حتى يظهر وجه الله
ويظهر نور الفجر
يرمي حجر الثورة
حتى يسقط آخر فاشستي
من فاشست العصر
يرمي
يرمي
يرمي
حتى يقلع نجمة داوود
بيديه
ويرميها في البحر
تسأل عن الصحف الكبرى
أي نبي هذا القادم من كنعان ؟
أي صبي
هذا الخارج من رحم الأحزان ؟
أي نبات أسطوري
هذا الطالع من بين الجدران ؟
أي نهور من ياقوت
فاضت من ورق القران ؟



8

يسأل عنه العرافون
ويسأل عنه الصوفيون
ويسأل عنه البوذيون
ويسأل عنه ملوك الجان
من هو الولد الطالع
مثل الخوخ الأحمر
من شجر النسيان ؟
من هو هذا الولد الطافش
من صور الأجداد
ومن كذب الأحفاد
ومن سروال بني قحطان ؟
من هو هذا الباحث
عن أزهار الحب
وعن شمس الإنسان ؟
ومن هو هذا الولد المشتعل العينين
كآلهة اليونان ؟
يسأل عنه المضطهدون
ويسأل عنه المقموعون
ويسأل عنه المنفيون
وتسأل عنه عصافير خلف القضبان
من هو هذا آلاتي
من أوجاع الشمع
ومن كتب الرهبان ؟
من هو هذا الولد
التبدأ في عينيه
بدايات الأكوان ؟
من هو
هذا الولد الزارع
قمح الثورة
في كل مكان ؟؟
يكتب عنه القصصيون
ويروي قصته الركبان



9

من هو هذا الطفل الهارب من شلل الأطفال
ومن سوس الكلمات ؟
من هو ؟
هذا الطافش من مزبلة الصبر
ومن لغة الأموات ؟
تسأل صحف العالم
كيف صبي مثل الوردة
يمحو العالم بالممحاة ؟
تسأل صحف في أمريكا
كيف صبي غزاوي
حيفاوي
عكاوي
نابلسي
يقلب شاحنة التاريخ
ويكسر بللور التوراة ؟؟


حنان

سدن 16-01-08 08:30 AM

قصيدة أنا مع الإرهاب


متهمون نحن بالإرهاب ...
إن نحن دافعنا عن الوردة ... و المرأة ...
والقصيدة العصماء ...
وزرقة السماء ...
عن وطن لم يبق في أرجائه ...
ماء ... و لا هواء ...
لم تبق فيه خيمة ... أو ناقة ...
أو قهوة سوداء ...

**********


متهمون نحن بالإرهاب ...
إن نحن دافعنا بكل جرأة
عن شعر بلقيس ..
وعن شفاه ميسون ...
وعن هند ... وعن دعد ...
وعن لبنى ... وعن رباب ...
عن مطر الكحل الذي
ينزل كالوحي من الأهداب !!


**********


لن تجدوا في حوزتي
قصيدة سرية ...
أو لغة سرية ...
أو كتبا سرية أسجنها في داخل الأبواب
وليس عندي أبدا قصيدة واحدة ...
تسير في الشارع .. وهى ترتدي الحجاب

**********


متهمون نحن بالإرهاب ...
إذا كتبنا عن بقايا وطن ...
مخلع .. مفكك مهترئ
أشلاؤه تناثرت أشلاء ...
عن وطن يبحث عن عنوانه ...
وأمة ليس لها أسماء !


**********


عن وطن .. لم يبق من أشعاره العظيمة الأولى
سوى قصائد الخنساء !!


**********


عن وطن لم يبق في آفاقه
حرية حمراء .. أو زرقاء .. أو صفراء ..


**********


عن وطن .. يمنعنا أن نشترى الجريدة
أو نسمع الأنباء ...


**********


عن وطن كل العصافير به
ممنوعة دوما من الغناء ...


**********


عن وطن ...
كتابه تعودوا أن يكتبوا ...
من شدة الرعب ..
على الهواء !!


**********


عن وطن ..
يشبه حال الشعر في بلادنا
فهو كلام سائب ...
مرتجل ...
مستورد ...
وأعجمي الوجه واللسان ...
فما له بداية ...
ولا له نهاية
ولا له علاقة بالناس ... أو بالأرض ..
أو بمأزق الإنسان !!


**********


عن وطن ...
يمشى إلى مفاوضات السلم ..
دونما كرامة ...
ودونما حذاء !!!


**********


عن وطن ...
رجاله بالوا على أنفسهم خوفا ...
ولم يبق سوى النساء !!

**********


الملح في عيوننا ..
والملح .. في شفاهنا ...
والملح .. في كلامنا
فهل يكون القحط في نفوسنا ...
إرثا أتانا من بنى قحطان ؟؟
لم يبق في أمتنا معاوية ...
ولا أبو سفيان ...


**********


لم يبق من يقول (لا) ...
في وجه من تنازلوا
عن بيتنا ... وخبزنا ... وزيتنا ...
وحولوا تاريخنا الزاهي ...
إلى دكان !!...


**********


لم يبق في حياتنا قصيدة ...
ما فقدت عفافها ...
في مضجع السلطان !!


**********


لقد تعودنا على هواننا ...
ماذا من الإنسان يبقى ...
حين يعتاد على الهوان؟؟


**********


ابحث في دفاتر التاريخ ...
عن أسامة بن منقذ ...
وعقبة بن نافع ...
عن عمر ... عن حمزة ...
عن خالد يزحف نحو الشام ...


**********


أبحث عن معتصم بالله ...
حتى ينقذ النساء من وحشية السبي ...
ومن ألسنة النيران !!


**********


أبحث عن رجال أخر الزمان ..
فلا أرى في الليل إلا قططا مذعورة ...
تخشى على أرواحها ...
من سلطة الفئران !!...


**********


هل العمى القومي ... قد أصابنا؟
أم نحن نشكو من عمى الألوان ؟؟


**********

متهمون نحن بالإرهاب ...
إذا رفضنا موتنا ...
بجرا فات إسرائيل ...
تنكش في ترابنا ...
تنكش في تاريخنا ...
تنكش في إنجيلنا ...
تنكش في قرآننا! ...
تنكش في تراب أنبيائنا ...

**********


إن كان هذا ذنبنا
ما أجمل الإرهاب ...

**********


متهمون نحن بالإرهاب ...
... إذا رفضنا محونا
على يد المغول .. واليهود .. والبرابرة ...
إذا رمينا حجرا ...
على زجاج مجلس الأمن الذي
استولى عليه قيصر القياصرة ...


**********


.... متهمون نحن بالإرهاب
.. إذا رفضنا أن نفاوض الذئب
.. وأن نمد كفنا لـ..
أميركا ...
ضد ثقافات البشر ..
وهى بلا ثقافة ...


**********


ضد حضارات الحضر ...
وهى بلا حضارة ..


**********


أميركا ..
بناية عملاقة
ليس لها حيطان ...

**********


متهمون نحن بالإرهاب
إذا رفضنا زمنا
صارت به أميركا
المغرورة ... الغنية ... القوية
مترجما محلفا ...
للغة العبرية ...

**********


متهمون نحن بالإرهاب ...
وإذا رمينا وردة ..
للقدس ..
للخليل ..
أو لغزة ..
والناصرة ..


**********


إذا حملنا الخبز والماء ...
إلى طروادة المحاصرة...

**********


متهمون نحن بالإرهاب...
إذا رفعنا صوتنا ..
ضد الشعوبيين من قادتنا ..
وكل من غيروا سروجهم ..
وانتقلوا من وحدويين إلى سماسرة..

**********


متهمون نحن بالإرهاب ..
إذا اقترفنا مهنة الثقافة ...
إذا قرأنا كتابا في الفقه والسياسة ...
إذا ذكرنا ربنا تعالى ..
إذا تلونا ( سورة الفتح) ..
وأصغينا إلى خطبة الجمعة ..
فنحن ضالعون في الإرهاب

**********


متهمون نحن بالإرهاب
إن نحن دافعنا عن الأرض ..
وعن كرامــــــة التــراب ...
إذا تمردنا على اغتصاب الشعب ..
واغتصابنا ...
إذا حمينا آخر النخيل في صحرائنا ...
وآخر النجوم في سمائنا ...
وآخر الحروف في أسمائنا ...
وآخر الحليب في أثداء أمهاتنا ..

**********


إن كان هذا ذنبنا ....
فما أروع الإرهاب!!

**********


أنا مع الإرهاب ...
إن كان يستطيع أن ينقذني
من المهاجرين من روسيا ..
ورومانيا، وهنغاريا، وبولونيا ..
وحطوا في فلسطين على أكتافنا ...
ليسرقوا مآذن القدس ...
وباب المسجد الأقصى ...
ويسرقوا النقوش .. والقباب ...


**********


أنا مع الإرهاب ..
إن كان يستطيع أن يحرر المسيح ..
و مريم العذراء .. والمدينة المقدسة ..
من سفراء الموت والخراب ..


**********


بالأمس
كان الشارع القومي في بلادنا
يصهل كالحصان ...
وكانت الساحات أنهارا تفيض عنفوان ...
... وبعد أوسلو
لم يعد في فمنا أسنان ...


**********


فهل تحولنا إلى شعب من العميان و الخرسان؟؟

**********


أنا مع الإرهاب ..
إذا كان يستطيع أن يحرر الشعب ..
من الطغاة والطغيان ..
وينقذ الإنسان من وحشية الإنسان ..
أنا مع الإرهاب ..
إن كان يستطيع أن ينقذني ..
من قيصر اليهود ..
أو من قيصر الرومان ..

**********


أنا مع الإرهاب ..
ما دام هذا العالم الجديد ..
مقتسما ما بين أمريكا .. وإسرائيل ..
بالمناصفة !!!

**********


أنا مع الإرهاب ..
.. بكل ما املك من شعر ومن نثر ومن أنياب
ما دام هذا العالم الجديـــد!!

بيـن يدي قصــــــاب

**********


أنا مع الإرهاب ..
ما دام هذا العالم الجديد
قد صنفنا
من فئة الذئاب !!

**********


أنا مع الإرهاب ..
إن كان مجلس الشيوخ في أميركا ..
هو الذي في يده الحساب ...
وهو الذي يقرر الثواب والعقـــــــاب

**********


أنا مع الإرهاب ..
مادام هذا العـالم الجديد ..
يكــــره في أعمـاقه ..
رائحــة الأعــراب ...

**********


أنا مع الإرهاب ..
مادام هذا العالم الجديد ..
يريد ذبح أطفالي ..
ويرميهم للكلاب ...

**********


من أجل هذا كله ..
أرفــــع صوتـي عاليا ...
أنا مع الإرهاب ..
أنا مع الإرهاب .. أنا مع الإرهاب ..



**********

نزار قباني

ro7ana_27 16-01-08 09:08 AM

ما كل هذا يا حنان.... مهلاً فقد سكرنا بطعم الكلام..... يااااااااااااااااه كم جميل هذا النزار والاجمل منه ذائقتك المتألقة....


دومي بحب
نارة

سدن 16-01-08 08:34 PM

الــــــــوصـــــــيــــــة


ـ 1 ـ

أفتح صندوق أب

أمزق الوصية

أبيع في المزاد ما ورثته

مجموعة المسابح العاجية

طربوشه التركي ، و الجوارب الصوفية

و علبة النشوق ، و السماور العتيق، و الشمسية

أسحب سيفي غاضبا

و أقطع الرؤوس ، و المفاصل المرخية

و أهدم الشرق على أصحابه

تكية .. تكية ..



ـ 2 ـ

أفتح صندوق أبي

فلا أرى ..

إلا دراويش و مولوية

و العود ، و القانون ، و البشارفَ الشرقية

وقصة الزير على حصانه ..

و عاطلين يشربون القهوة التركية

أسحب سيفي غاضبا

و أقتل المعلقات العشر ..و الألفية

و أقتل الكهوف ، و الدفوف

و الأضرحة الغبية .



ـ 3 ـ

أفتح تاريخ أبي

و أفتح أيام أبي

أرى الذي ليس يرى :

أدعية ، مدائح دينية

أوعية ، حشائش طبية

أدوية للقدرة الجنسية

أبحث عن معرفة تنفعني

أبحث عن كتابة

تخص هذا العصر .. أو تخصني

فلا أرى حولي سوى ..

رمل وجاهلية ..



ـ 4 ـ

أرفض ميراث أبي ..

و أرفض الثوب الذي ألبسني

و أرفض العلم الذي علمني

و كل ما أورثني ..

من عقد جنسية

أرفض ألف ليلة

و القمقم العجيب ، و المسارد،

و السجادة السحرية ..

أرفض سيف الدولة المغرور

و القصائد الذليلة ، الغبية

أحرق رسم أسرتي

أحرق أبجديتي

و من فلسطين ومن صمودها

ومن طلقات النار في جُرُودها

من قمحها المغموس بالدمع

و من وردها

أصنع أبجدية ..



ـ 5 ـ

أدخل مثل البرق من نافذة الخليفة

أراه لا يزال مثلما تركته

منذ قرون سبعة

مضاجعا جارية رومية

أقرأ آيات من القرآن فوق رأسه

مكتوبة بأحرف كوفية

عن الجهاد في سبيل الله ، و الرسول

و الشريعة الحنيفة

أقول في سريرتي :

" تبارك الجهاد في النحور ، و الأثداء

و المعصم الطرية "

يا حضرة الخليفة

اعبر من من سُرادق الحريم كالمنية

أمشي على الأبدان ، و الغلمان

و الأساور المرمية

أمشي على ..

توجع الحرير و القطيفة

أدخل مثل الموت من نافذة الخليفة

يحسبني مرتزقا

دَبَّجْتُ في مديحه قصيدة همزيّة

يأمر لي

من بيت مال المؤمنين .كل ما أطلبه

عباءة مكن قصب

وساعة من ذهب

و من نساء قصره مَحْضِيَّة

أبصق فوق وجهه

وفوق وجه الدولة العلية

من أنت ؟

يا سيّافُ .. اقطع رأسه

وهات لي الرأس على صينية

يا ملك الزمان .. إن قتلتني

فمستحيل تقتل الحرية.



ـ 6 ـ

قم يا طويل العمر ..

من حجرتك الوردية

و افتح شبابيكك

للشمس ، و للعدل ، و للرعية

فما رآك الشعب من آخر أيام بني أمية

اخرج إلى الشارع يا أميرنا

و اقرأ ...

و لو صحيفة يومية

اقرأ ...

عن السويس ، و الأردن ، و الجولان

و المآذن السبية

عن الذين يعبرون النهر ..

نحو الضفة الغربية

هل يا طويل العمر .. في بلاطكم

خريطة صغيرة
حنان


الساعة الآن 03:43 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية