منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   الارشيف (https://www.liilas.com/vb3/f183/)
-   -   عودة الذئب..... قصة مسلسلة....(مميزة ) (https://www.liilas.com/vb3/t65941.html)

saaamyaaa 04-01-08 12:01 AM

عودة الذئب..... قصة مسلسلة....(مميزة )
 
:besm8dg4:



عودة الذئب


عاصفة هوجاء تهبّ، فيخاف منها الناس والحيوانات، فتدمّر العاصفة كلّ شيء حتى لا يجد الناس مكانًا يجتمعون فيه، فالشجر قد اقتلع من جذوره، والبيوت قد تهدّمت،
ويبقى ذئب وحيدا يقف بشموخ على صخرة ناظرًا إلى العاصفة، فيتشبث الذئب بمكانه دون حراك، حتى عندما ينسلخ جلده يبقى صامدًا لا يتحرّك ، ولا يصرخ عند الموت, ويبقى محدقًا بعدوّه إلى أن يموت.
هكذا نحن.....
سنبقى على الجبل, ننظر إلى الموت المحيط بنا دون أن نخاف منه


(1)
جلس شاردا على حافة صخرة كبيرة يتأمل قطرات الماء التى تسيل ببطء وانتظام من أوراق شجرة قريبة معلنه انتهاء الشتاء القارص وبداية الربيع
كانت الشجرة الفتيه تحاول جاهدة ان تنفض عن أوراقها بياض الشتاء الباهت , وتستبدله بخضرة الربيع الزاهى , لتلون الحياة بالبهجة بعد شهور طويلة من القتامه
تتبعت عيناه قطرات الماء التى انزلقت من الجليد النائم فوق الأوراق لتهوى سريعا الى الأرض وتستقر عند الجذع الضخم .
زهرة صغيرة...
جذبت عيناه اليها ومنعتهما من الصعود مجددا الى قمة الشجرة
زهرة تسكن عند الجذع , يحيط بها بيت من ثلج زجاجى تطل منه على العالم , تترقب عودة الربيع ليذيب قضبان سجنها الزجاجى , لتخرج للحياة من جديد
تمنى لو يمد يديه اليها , يكسر السجن الجليدى من حولها , يعيد اليها الحياة .
لكنه تذكر ان الأوان لم يحن بعد.
رفع عينيه الى السماء . ومد بصره بعيدا.....
خلف قمم الجبال التى تغطيها الثلوج ...
هناك ...
حيث ترك قلبه
عاوده الحنين والشوق للعوده الى هناك...اليها...
اصطدم الهواء البارد بوجهه فاستنشقه بعمق وكأنما وبرغم البعد يجد فيه رائحتها ..تمنى لو يتشبث بأنفاسه...ببقايا عطرها الذى يدفئ قلبه
أيها القائد.....
غادر شروده وحنينه وكتم شوقه بين ضلوعه والتفت الى محدثه الذى قال : لقد عاد الشابين من المهمه التى أرسلتهما فيها
كرر الجندى عندما لم يتلق ردا : أيها القائد .انهما بانتظارك
قال القائد ببطء وبعد صمت : أنا قادم
عادت عيناه تنجذب من جديد للزهرة الصغيرة السجينه , ثم امتدت بعيدا خلف قمم الجبال , ألقى بنظرة حانية أخيرة اليها هناك...
زفر بقوه وعزم....ولمعت عيناه ببريق قوى وهو يهمس :
سأعود............
....................................................
دخل القائد الى الحجره التى ينتظره فيها الشابين وقال بجديه واقتضاب : السلام عليكم
رد الشابان الذان دخلا العشرينات منذ شهور قليلة السلام وهما يقفان أمام القائد باعتدال وعلى وجه أحدهما استقرت ابتسامة ثقة كبيرة لفتت انتباه القائد وجعلته يتأمله قليلا قبل أن يقول : اجلسا
جلس الثلاثة حول منضده صغيرة فى وسط الحجره , وأصغى الشابين باهتمام الى القائد الذى قال مباشرة:
كيف كانت المهمه ؟ وما آخر الأخبار؟
قال الأول بجديه : لقد جمعنا كل المعلومات اللازمه عنه ..ولكن...
يبدو أن المهمه ستكون شديدة الصعوبه
شبك القائد أصابعه فوق المنضده وقال بهدوء: لكن الأمر يستحق , فلاتنسى أنه شديد الأهميه بالنسبة لنا ..
قال الثانى وابتسامته الدائمه تضفى بريقا غريبا على وجهه مما جعل القائد ينظر فى وجهه طويلا وهو يستمع اليه :
قد يكون الأمر صعبا لكنه ليس بمستحيل , وبقليل من التفكير يمكن أن نرسم خطه محكمه للإيقاع به
تنحنح الأول وقال بتردد : ولكن المسافه طويله للغايه , والأمر شديد الخطوره وقد نتعرض للكشف فى أى وقت
لن نستطيع انجاز المهمه
رماه القائد بنظرة قوية وقال بعزم : لابد من انجاز المهمه مهما كانت التضحيات , سنحضره الى هنا مهما كان الثمن
ثم أردف بلهجة واثقه : لدى خطه محكمه
أخذ القائد يشرح خطته للشابين وبعد أن انتهى
الأول بدهشه : حقا , خطه شديدة الإحكام , ولكن؟ألن يشك فى الأمر؟
قال الثانى وابتسامته تتسع لتشمل كل وجهه وهو يقول بحماس كبير :الطعم أقوى بكثير من أن يدع له فرصه للشك...
قال القائد ونظرة شديدة الدهاء تطل من عينيه :
هذا صحيح .انه شديد الطمع , وأنا أستغل هذا جيدا , لن يفوت مثل هذه الفرصه أبدا , حتى لو كانت لديه نسبة شك بسيطه
قال الأول : ولكنه شديد الدهاء , أخشى أن يفاجئنا بحركه غادره.
القائد بثقه : لن يدرك الأمر الا بعد أن يكون بين أيدينا
وقريبا جدا , سيكون بين أيدينا
قال الجمله الأخيره وهو يطبق قبضته بقوه وعيناه تشعان ببريق شرس , يجعلهما أشبه بعينى ذئب
...............................................
أطلت شمس الصباح الدافئه تقبل وجه النهر الجميل وتنثر حبات اللؤلؤ والماس فوق مياهه الصافية لتزيده جمالا وبهاءا فى أحد أيام الربيع الدافئ الذى يلقى بثوبه الأخضر الزاهى على الأشجار لترقص فرحة على أغنيات الطيور الشجية
ملأ محمد عينيه بذلك المشهد الرائع الذى يخلب القلوب والألباب وهو يقود سيارته المستأجرة عابرا فوق كوبرى قصر النيل فى وسط القاهرة والذكريات تأتى اليه من كل مكان
ذكريات الفتوة والشباب .
أيام عديده قضاها فى أحضان ذلك البلد الدافئ الحنون, بين جامعة الأزهر العريقه , وحى الدراسه , ومدينة البعوث
قطع ذكرياته عندما وصل الى وجهته.
الى شارع محمد على الشهير.
أوقف سيارته واتجه الى شارع المغربلين الضيق سيرا على قدميه
وفى هذا الشارع الضيق العريق الذى يقبع فى آخره أحد الأبواب الأثريه للقاهرة الإسلامية , جلس على مقهى صغير ليشرب كوبا من الشاى المصرى المعطر بالنعناع الذكى الذى اشتاق اليه طويلا , أثار وجوده فضول أهل المنطقه , فهو غريب عن أهل الحى الذى يعرف بعضهم بعضا جيدا, كما ان مظهره لا يبدو كسائح أتى لرؤية المعالم الأثريه للقاهرة القديمة , أخذوا يتأملونه بوسامته الشديده ووجهه الأبيض المشرب بحمره والذى يختفى أغلبه تحت لحيته المستديره الناعمة الشديدة السواد الا من بعض شعيرات بيضاء تناثرت فوقها
قام بعض رواد المقهى باستثارة فضول صاحب المقهى (الحاج جاد الله) ليعرف من هذا الضيف الغريب وما الذى اتى به فى ذلك الشارع الشعبى الضيق
اتجه الحاج جاد الله الى الطاوله التى يجلس اليها الغريب
وخاطبه بود قائلا : السلام عليكم
التفت اليه محمد وقال بابتسامة شديدة الوقار : وعليكم السلام ورحمة الله , تفضل بالجلوس
جلس صاحب المقهى وهو يقول بابتسامة ودودة :
يا مرحب يا مرحب....حضرتك مش من هنا؟
محمد بود مماثل : أنا من بلاد بعيده
جاد الله : يا أهلا وسهلا ...حضرتك أول مره تيجى مصر؟
محمد باقتضاب : أنا أزهرى ...
جاد الله : واسم الكريم ايه؟
محمد : محمد..
جاد الله : يا مرحب يا شيخ محمد ..أى خدمه؟
محمد : أبحث عن السيده فتحيه أم سلطان
جاد الله: مراة الأسطى بسيونى؟ أهه ..بيتها فى الزقاق اللى على يمينك ده.... البيت التالت
محمد : جزاك الله كل خير..سأذهب اليهم بعد أن أنتهى من الشاى
جاد الله بفضول : انما لامؤاخذه يعنى..أنا مش حشرى ولا حاجه..
هو حضرتك تعرفها منين؟..وعاوز منها ايه؟
التفت اليه محمد ببطء ورماه بنظره قويه أخجلته بشده
فضحك بخجل : ها هأ ..لا مؤاخذه..البيت أهه ..هما ساكنين فى الأرضى
يا اسطى بسيووووووونى . يا أبو سلطان, يا اسطى بيسووو
يلتفت الجميع صوب الصوت فيقابلهم فتى وسيم يدخل الحاره بصخب غير عادى مشاكسا بيديه فى مرح كل من فى طريقه
جاد الله بتأفف : يافتاح ياعليم ..ايه اللى حدفه علينا ده؟ ما كنا مرتاحين من وشه بقالنا اسبوع
ربنا يعدى اليوم ده على خير
يتأمل محمد الفتى باهتمام شديد ويركز نظراته عليه وهو يشرب كوب الشاى ببطء
كان يبدو من هيئته أنه شاب مستهتر , طويل. يرتدى ملابس ضيقه ذات ألوان صارخه , وشعره الفاحم طويل ومصفف بعنايه ولامع بفعل مثبتات الشعر الكيميائيه
يقترب الفتى من المقهى وهو يقبل أصابع يده بصوت ملحوظ: صباح الفل يا عم جاد
جاد الله بضيق : ما كنا مرتاحين...ياترى أنهى مصيبه حدفتك علينا
استرها يارب
الفتى : الله الله ..جرى ايه ياعم جاد؟ هو أنا كنت جوز أمك؟مالك كده واخدنى عالحامى؟
جاد الله : اطّرّق يله من هنا لحسن أقوم أمسح بيك الشارع
الفتى : ليه كده بس ؟ دانا كنت جايبلك طلبيه جديده ...وبسعر مهاود
جاد الله : تغور من وشك...ربنا يكفينا شرّك
ينظر الفتى تجاه محل الميكانيكى المواجه للمقهى ويشير بيديه بالتحيه : صباحك قشطه ياعم فرغلى
يظهر على وجه فرغلى الإشمئزاز ويدير ظهره له ولا يرد
يعود الفتى لجاد الله : بالراحه شويه عليا يا عم جاد..مش كفايه أبا بسيونى ...طردنى من البيت و مش عاوز يبص فى وشى؟
جاد الله : من عمايلك السوده..كفايه البهدله اللى اتبهدلها بسببك جرجروه عالقسم وسين وجيم.....مخدرات يابن ال...ولا بلاش
انت يله مش هاتبطل شغل الشياطين ده
يلاحظ الفتى أن محمد لم يحول عينيه عنه منذ بداية الحوارفيركز نظراته عليه وهو يقول مخاطبا جاد بمسكنه :
طب والله برئ ..دول حتتين حشيش عمى الواد قطوشه هو اللى دبسنى فيهم
يا عمر ...يا عمر ..
يلتفت الجميع الى صوت الفتاه التى تطل من شرفة بيت فتحيه وهى تقول : تعالى أمى عاوزاك
يشير الفتى بيده وهو يقول : ماشى ..جى على طول
جاد الله : يالله يله غور من هنا ...وبطل شغل اللبط بتاعك ده
الفتى : ماشى يا معلم...أنا رايح أشوف أمى
يتابعه محمد بعينيه وهو يتمايل مختالا فى مشيته حتى يغيب داخل بيت فتحيه أم سلطان ثم يلتفت الى جاد الله ويسأله باهتمام : ابنها؟
جاد الله بانفعال : ابنها مين؟ الله يحرقه...دا واد ابن حرام
يلتفت اليه محمد ويرميه بنظره قاسيه
فيرتبك جاد الله ثم يستعيد هدوءه : ولا مؤاخذه..أصله مش ابنها ....هى مربياه بس ....بيقولوا انه ابن الدكتور صابر اللى كانت بتشتغل عنده من 17 سنه
يكمل جاد الله باهتمام من وجد مستمع جيد : الدكتور ده كان بيسافر كتير ..وهو اللى اداها الواد ده ...جالها بيه فى ليله ووصاها عليه واداها فلوس ..وقالها ان اسمه عمر الديب
ضحك جاد الله بسخريه : أهه حاجه كده زى الأفلام العربى
يظهر ان الواد ده ابنه من ...أستغفر الله...أصله ماكانش متجوز...ومالوش قرايب...ولما جوزها بسيونى عرف...شال الواد وراح على بيت الدكتور علشان يرجعهوله..لكن مالقاهوش...
البواب قاله ان البوليس قبض عليه ولحد النهارده محدش يعرف راح فين
الأسطى بسيونى ومراته ما هانش عليهم يرموا الواد فى الشارع..ربوه وسط عيالهم ورضعته على بنتها زينب ...البت اللى كانت بتنادى عليه من شويه
عارف يا حضرة !
كل ما كنت بشوفه وهو صغير, كنت أقول لنفسى : الواد ده يا اما يطلع حاجه كبيرة قوى, يا اما يطلع حرامى
من صغره والذكاوة والنباهه بتنط من وشه
كان واد حلانجى كده, بس دمه خفيف, والحارة كلها تحبه
ده حتى الأسطى بسيونى كان بيحبه قوى, وكان بيفضله على عياله اللى من دمه ولحمه
لكن تقول ايه...بلوه واتحدفت عليهم
محمد بهدوء : لا يمكن أن نحاسب انسان على خطأ ارتكبه غيره
جاد الله : انت أصلك راجل طيب,ما تعرفش اللى عمله
الواد ماتمرش فيه اللقمه الحلال اللى كالها فى بيت الأسطى بسيونى. ..اتلموا عليه شوية عيال صايعه ومشى فى كل السكك البطاله, اشى سرقه على نصب على مخدرات....ياساتر ..عامل زى المنشار...همه يجيب فلوس وبس
دا حتى المدرسه..مافلحش فيها ...كان بيسرق العيال ..وطردوه منها بفضيحه
مش بقولك...دا واد ابن حرام
نهض محمد بحده ووضع بضعة ورقات نقديه على الطاوله وهو يقول متجهما باقتضاب : شكرا على الشاى ...السلام عليكم
ورحل بخطوات سريعه مودعا بنظرات العجب والدهشه من جاد الله.
..................................................

MALAK 04-01-08 12:25 AM

السلام عليكم...
الرواية من اولها جمييلة...
واشعر ان موضوعها جديد...
ومشوق...
ان شاء اكون من المتابعين..
بالتوفيق..

اقدار 04-01-08 08:21 AM

سوسو ياقمر

روعه روعه روعه
اعجبتني اللهجة المصريه ودمجها من خلال الحوارات
اسلوبك وبصراحه خيااال ماشاء الله تبارك الله
وواضح التمكن من كتابة الروايه ..


عارفه ..؟

لمن قرأت الجزء تذكرت روايات الكاتب الكبير نجيب محفوظ ..

يالله ياقلبي موفقه وان شاء الله تكون رواية مميزة زي كاتبتها

frasha_moslema 04-01-08 01:23 PM

واضح انها قصة تحفة. مستنية علي احر من الجمر الجزء الجاي

brune 04-01-08 05:26 PM

Salaaam
ya ahlan wa sahlan
al7amdo li'Allah 3ala salamtek
bidaaya momtaaza nestanna elbaa9i bichaw9


الساعة الآن 04:55 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية