عصافير للفضاء .. عصافير للأقفاص
عصافير للفضاء 00عصافير للأقفاص حين أخذ محمد القفص الملون من والده ، واندفع به صوب بيت عمه ؛ كان قلبه يخفق بشدة ، ويحس أن له جناحين يحلقان به ، وأن ثمة شيئا غريبا كان يتحكم في خطوه ، ورأى النجوم فى السماء أكثر تلألؤا علي غير العادة بش العم فى وجهه ، وهش لحضوره غير المفاجئ ؛ فبيت عمه كان دائما البيت المحبب إليه 0 وعندما أبصر العم القفص يتدلى بين أصابعه الرقيقة تذكر وعده لمحمد :" عندما يفقس البيض ، لك منها عصفوران 0 هتف العم قائلا :" هيا اختر ما تشاء منها "0 تهدجت أنفاس محمد من الفرح ، وحدق بعناية وتركيز في القفص ، وراح يتابع العصافير ، كان بعضها يحلق ، وينتقل في فضائه مغردا ، وبعضها إما ساكنا يقف معلقا أو مختبئا فى الحجرات الداخلية 0 لوح محمد قائلا :"أريد هذه "0 ضحك العم وقال :" تريدها كلها 00 سم ما تريد !!"0 ارتبك محمد ، ولكنه تماسك ، وعاد يحدق بعناية وتركيز، ليحدد من جد يد أيها يريد ، والعم ينظر إليه ، فرحا به ، وهو يتوقع أن يعلو صوت محمد فى أي وقت ،وبالفعل لم ينتظر كثيرا ، فقد وقف محمد،وهو يردد :"هذه يا عم 00 تلك التي تتحرك هنا وهناك!!"0 حين كان محمد يقطع الطريق إلى البيت كان عقله مشغولا بأفكار مدهشة تخص العصافير ، وكان يردد:"العصافير للفضاء ، سوف أطلب من أبى قفصا أكبر حتى يكون لها فضاء أرحب و أوسع "0 وبالفعل استجاب الوالد لرغبة محمد ، مع إبداء دهشته ، لكنه انتظر حتى يرى ما وراء هذه الرغبة 0 كان محمد ينفق الساعات أمام قفص العصافير ، يقدم لها الماء والحب ، والأطعمة الشهية التي لم تكن تقربها ، كان يشهد حركتها الدائمة في فضاء القفص الكبير ،ويتمنى لو غنت ، ولكنها لم تكن تستجيب له ،فظن أن القفص الكبير ليس كبيرا ، وأنها لا تحس بالحرية الكافية ، فطلب من والده أ ن يشترى له قفصا أكبر ، مما أثار عجب والده ، فقال له :"ماذا تريد أن تفعل ؟"0 قال محمد وهو زائغ العينين :"إنها لا تحس بالحرية ، إنها حزينة "0 ابتسم الوالد،وقال:"هذه العصافير للأقفاص 00ليست مثل الأخرى الطليقة "0 هتف محمد بصوت مختنق :"أليست عصافير يا أبى ولها جناحان ،وتستطيع الطيران "0 أجاب الوالد:"نعم هي عصافير ولها جناحان وتستطيع الطيران ولكنها للأقفاص وليست للفضاء "0 تحرك محمد وهو يحس بحصار والده:"ولكنها حزينة لا تغنى مثل الأخرى 00 لن تغنى إلا في قفص أكبر وأوسع "0 أمام إصراره لبى الوالد طلبه ،وأحضر له القفص الكبير ، وأعاد الأصغر للبائع ،وانتظر محمد ليرى فرحة العصافير بالقفص ،بالفعل زادت حركتها ، وراح صوتها يتردد بالغناء لأوقات طويلة ممتدة ،ولكن محمدا كان يردد :"هذه العصافير فى القفص أجمل وأروع ومع ذلك لا تتمتع بالحرية مثلما تتمتع هذه التي تحلق فى الفضاء "0 حين نثر بعض الحب حوله ،استجابت العصافير الطائرة لدعوته الكريمة ، وحطت عليها تلتقطها ،وتنط، ثم تطير ،وتعود لتحلق قريبا منه ، لكنه فشل في الإمساك بإحداها ، لاعبته ،وداورته ،وانطلقت مبتعدة ،وهى تصوصو،وتغنى بفرح ،قال فى نفسه :"لم لا أطلق هذه العصافير ، إن الله خلقها حرة ،ولم يخلقها فى قفص ،في الفضاء سوف تكون أجمل و أروع ، سوف تكون سعيدة بالحرية ،وسوف تسعد الأطفال ،ولكنها قد تطير ولا تعود !! "0 فكر كثيرا ،قلب الأمر في رأسه الصغيرة ، ثم أسرع بفتح باب القفص ، ودفعها لكي تخرج ، فتختبئ منه فى الحجرات الداخلية ، لكنه يستمر في تحريضها على الخروج0 مر وقت طويل قبل أن تفهم العصافير ما يريد لها محمد، فانطلقت خارجة، تتمطى ،وتهز ريشها الجميل ، الملون ،وتنتقل هنا وهناك، لكنها لا تطير ، فأسرع خلفها يهشها ، ويحثها على الطيران ،جرت على الأرض ، حلقت على ارتفاع منخفض جدا ،وعادت تجرى على الأرض ، فطاردها ، وطاردها دجاج والدته ،وراحت تنقرها ،فزاد محمد من تحريضها،وهو يكاد يبكى :"هيا طيري00إن لك جناحين جميلين00 هيا طيري مثل بقية العصافير 00 هيا إنك أجمل وأرشق "0 لكنها لم تستجب ،وحين حاصرها الدجاج كان يسرع فينتشلها قبل أن تقضى عليها ، ثم يعيدها إلى القفص ،وهو يشعر بالفشل !! ظل محمد يفعل هذا لأيام،وكل مرة كان يرفعها بين أصابعه،ثم يتركها لتطير ، أول الأمر كانت تسقط على الأرض ، ثم بعد ذلك حلقت قليلا ،وحطت على الأرض ،وفى المرة الثالثة كانت أكثر تحليقا ،وسرعان ما أصابها التعب ،وحطت على الأرض 0 لم ييأس محمد، كان مصرا ،أعاد المحاولة مرات ومرات ،وفى كل مرة كانت تتقدم، وتحرز نجاحا باهرا ،وفى المرة الأخيرة ارتفعت كثيرا فى الفضاء ، بينما عينا محمد تتابعنها فى فرح ،حتى اختفت تماما عن ناظريه ، وهو مفعم بالفرح والانتصار ، هلل وتشقلب ، ثم طوى الدرج إلى أسفل ، ووقف أمام والده وهو يردد:"ليس هناك عصافير للأقفاص وعصافير للفضاء 00كلها للفضاء يا أبى! "0 |
اقتباس:
...ليثبت انها خلقت للفضاء .....جميلة واستمتعت بها جدا.....الله يعطيك العافية :flowers2: |
كلام رائع
أحساس صادق اسلوب مبدع الله يعطيك العافية |
اخي ربيع مااجمل براءة هذى الطفل محمد وعقله الاكبر من سنه وفهمه للامور التى قد يجهلها الكبار منا قصه واضحه وجميله لكني اشعر ان بك من محمد هذى بعض الشبه وهو حبك لصراحه ووزنك للامور كذلك تأملك للاشياء كان هذى التصرف دليل على عدم انانية محمد واظن اننا جميعا" سنحبه ونتمنى رؤيته حتى نطبع قبلات الاعجاب على خدوده واتركني اضيف اننا نشبه هذه العصافير فنحن في الغالب في اقفاص نتطلع للفضاء يعطيك العافيه ربيع وتقبل مروري |
الحرية هي حلم ، تحقيه بحاجة الى اصرار و ارادة
بشكرك على القصة التي تبعد كل البعد عن كونها مجرد قصة عادية ، فهي مليئة بالعبر اكيد ما في شي الله خلقه على وجه الارض ما بيستحق الحرية ، الله خلقنا احرار و هيك لازم نبقى شكرا مرة تانية سلام |
يعطيك العافيه
ودمت بحب |
lمن يعلم من ؟؟؟
الطفل ام الأب...؟؟ اليس الطفل رجل صعير...؟؟ كما يقول: التربويون؟؟؟ اقصوصة بسيطة بجميع مكوناتها...في الأسلوب وفي المضمون قصيصة للتامل. للتدبر...مناسبة لكل الأعمار ....الصغار والكبار.. حتما تروم الصغار... درجت على اسلوب روسو...دعه يكتشف لوحده...دعه يتعلم ... وكان ذلك.. استنتاج (1) المكان الضيق يضيق نفس التغريد... كبر ... بعدما لبىالوالد الأمر...فازداد الحيز وازداد التغريد... ـ المنهج التجريبي ناجح.ـ..به يستنتج ايضا كلما كان الحيز كبير كان الغناء اوفر استنتاج (2 ) اتت الحرية المطلقة. أخيرا...واصبح الصيصان في الهواء الطلق.. وهم اكثر نشاطا وتغريدا..فكان : الاستنتاج الكبير ومغزى الدرس... الطيور :جنس واحد لا فرق بينها في الشكل....فلتكن إذا في التصرف تمنح لها جميعا الحرية المطلقة ... حرية الطيران... والكبار يتعلمون .... الطير انواع ....والطيران ايضا انواع....لكل من واحد اجنحة...غالبيتها لا تظهر... وكلنا يرغب في مساحة اوسع... قصةبسيطة....جدا ولكن اليس الأشياء البسيطة هي اساس المركبات..طرا اردتها ان تكون كذلك فكانت... معلم يعلم.... تحياتي الخالصة مصطفى العبدي |
اقتباس:
هذه القصة البديعة .. |
أخي ربيع أعذرني على تأخري فالرد قصتك القصيرة من أروع ماقرأت الكل يحلم بالحرية وهذا الطفل محمد كان يعلم معنى الحرية ولكن والده لايفهمه فأبى الا أن يعلم والده ان ليس هناك حرية وسط قيود
دمت مبدعا |
اقتباس:
وهو أحبك همس ، وانتظر أن تراه عيناك ، و بالفعل لم يطل انتظاره ، فقد جئت على عجل ، وربتِ على كتفه ، تربيتة حب أمومية ، و طالعت ما أراد أن يبوح به لك ، وفرح أيما فرح حين رأى بسمتك الحلوة تعلو وجهك ، حين أطلق عصافيره للفضاء ، وكأنه كان ينتظر منك أن تغضبى لهذا التصرف الأهوج ......الذى تعلمه من مدرس اللغة العربية بمدرسته التى يرتادها !!! شكرا لك محبتك لمحمد الجميل ، وأتمنى أن نقرأ لك هنا مغامرة جديدة لهذا الولد الذى أحببتيه!!! ربيع عقب الباب |
اقتباس:
كونى بخير ربيع عقب الباب |
اقتباس:
أهلا بك أختى .. إننا حين نكتب عملا قصصيا سواء كان للطفل أو للكبار ، نتمثل الأمر ، ما نحب أن نعلم أولادنا عليه ، لا نقوم بنقل الواقع ، بل نستوعبه ، و نعيد بناءه من جديد، حسب رؤيتنا للعالم ، و ما نرجو من أطفالنا أو كبارنا فى المستقبل ... نعم كان ذكيا ، و والله سراب جلست الأسبوع الماضى إلى طفل ، كنا فى مسابقة الطفولة ، طفل فى الروضة ، حدثنى بلباقة ماعهدتها فى الرجال ، حتى أنى كنت أبعد وجهى عن مراقبته ، مخافة أن تكون نظراتى سيئة .. أولادنا أذكياء سراب ، لو تربو ا بطريقة صحيحة ، و خرجوا دون خوف للحياة ، لكننا للأسف الشديد من نكل بهم ، و نكل بالمستقبل !!! شكرا لك أختى ... أحبى محمد ، وهيا اكتبى له قصة حلوة من بنات أفكارك !!! ربيع عقب الباب |
اقتباس:
أحببت تواجدك هنا " ليان " الرائعة ، وحديثك عن الحرية التى نرنو ، ونحب ، أن يتعلمها أطفالنا قبل شبابنا ، حرية الفرد هى كل حرية الأوطان ، وحين تغيب الحرية الفردية لا حرية للوطن .. نسأل الله تعالى أن نستطيع بناء قامة حرة ، تأخذ حريتها بقوة المواجهة من أنياب أسود الغاب من ذويهم ، حتى نستحق أو نكون قادرين على حمايتها من أعدائنا !!! شكرا لك ليان محبتك لمحمد الجميل !! ربيع عقب الباب |
اقتباس:
كنت أتمنى لو تحدثت قليلا عن القصة ، و أنا أطلب منك ذلك الآن ، ما الذى أعجبك فيها ، و ما الذى لم يعجبك .. لا تخشى شيئا .. قولى كل ماتحبين فى انتظارك نهى حبيبتى ربيع عقب الباب |
اقتباس:
ماذا أقول أيها العملاق القادم من بلاد السحر و الجن ؟!!!! عجز اللسان ، و اعجزت الأصابع أن تجاريك فى سحرك هذا ، و ربما فى مرة قادمة أستعين بأحد السحرة أو السيمائيين الكبار ليعيننى على تعليق بسيط على مداخلاتك المعلمة !!! كن بخير صديقى اللدود !!!! ربيع عقب الباب |
اقتباس:
أليس ساحرا " همس " هذا الرجل ؟ منه نتعلم ، و نعرف .. كلنا ..وأنا مازلت فى انتظارك ، وقصة جديدة يكون بطلها محمد المحبوب معك ربيع عقب الباب |
كلها بالتالي عصافير أيها الربيع... وسوف تتمرد يوماً على الأقفاص وتلتحق ببنات جنسها من العصافير مالكة الجو والهواء... فترسم لنا صورة جميلة في قلب السماء عنوانها الحرية...
رائعة هذه المقطوعة التي عزف فكرك ربيع كن بخير نارة |
اقتباس:
شكرا لك ربيع عقب الباب |
استاذي عقاب كل القصه عجبتني اناماعرف احكي كثير لكن وجدت نفسي فيها وبين اسطرها انا تره اطفل وانا تاره العصفور في القفص
مادري فهمت عليه ودمت بحب نهى |
ياستاذي ربيع غلطت بسمك سموحه
ودمت بحب نهي |
فكر محمد-الطفل- بما عجز عنه الكثيير من البالغين
ان الكل سواسيه اذ اتيحت الفرص ان الحرية هي السعادة ان المحاولة والتجربه خير برهان فسلمت اناملك ودام عطاءك |
اقتباس:
سعيد بمرورك على محمد الصغير ، وقراءتك له ، وإحساسك به ، وبما أراد ، وفعل شكرا لك كونى بخيرصديقتى ربيع عقب الباب |
اقتباس:
أهلا بك sweet-flower طفلى أختى لا يقل عمره عن 12 اثنا عشر عاما ، وهو طفل أربيه أنا بنفسى ، وأصطنعه على عينى لأقول ما أريد ، فالأطفال عندنا فى هذه السن يبدون قساة القلوب حسب ماتمت تربيتهم عليه إنهم قد يخنقون العصافير ، قد يمزقونها شر ممزق ، وحلمى أن أراهم يحبونها ، و يرحمون ضعفها ، ويتعاملون معها بإنسانية أرادها الله فى خلقه شكرا لك ربيع عقب الباب |
الحرية تنادي عصفوري فهما معا خلقا للفضاء محمد الصغير طفلا .. لكن في قلبه رجلا يدرك معنى الطيران يداعبه حلم كبير أن تغني عصافيره يوماً أنشودة السماء لكن التغريد يحتاج أفقاً فالغناء سر الوجود والحياة فأطلق طفلي عصافيره وإذ بالكون كله يحتضن صغاره ويحثها على الانطلاق فكان محمد طفلا لكن علمنا أن الحرية لاتتقيد بمفاهيم وأنواع فالحرية فضاء والفضاء هو ملاذ كل الأطيار شكرا لهذه القصة القصيرة بسردها والعميقة بمضمونها .. فكانت علما لي بأن الأفق لايتحدد بالعمر فهو دوما لايرتضي الا الانطلاق .. فكن كبيرا بعشقك للحرية .. فالحرية هي مجد الحياة |
اذن سيدي ـ وعذراً على التأخر ـ فنحن ما خلقنا للأقفاص
ولكن يبدوا اننا نحتاج الى الطفل محمد (عامل خارجي) ونحتاج الى الإرادة والاصرار (عامل داخلي) وعندها نحلق في سماء الحرية دمت مبدعاً لنا وتقبل مروري |
اقتباس:
بالتأكيد سيدتى للغناء شأن آخر ، وللطيور آية أخرى لها رجع الحلم فى أفئدة السجين الذى يحن لحريته المسلوبة ليعود يغرد ، ويملأ رئتيه هواء وندى و الطيور التى يقهرها الأحبة تحلق فزعا فى فضاء نكبتها ألما ووجعا ودرسا لن يمحى ، بله يحتفر فى الذاكرة نبتة اسمها القهر !! شكرا على مداخلتك الأكثر من رائعة ربيع عقب الباب |
اقتباس:
مداخلتك لها مذاق خاص ، من نوع حميم ،أحسك قريبا قرب رفيق ، التحمت كفينا ، فى شوارع هذه المدينة الغافية .... على وجعها ،على نبض أحذية بوليسها ... نستخف بكل نواصيها المرهقة، ونرتحل فى أحلامنا التى لا ننقطع عنها ، فى دفاترنا التى رسمت لها حدود المدى و السماء !!!! شكرا صديقى القريب على مداخلة لها طعم ، ورائحة القرنفل !! ربيع عقب الباب |
الساعة الآن 03:19 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية