منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   خواطر بقلم الاعضاء (https://www.liilas.com/vb3/f725/)
-   -   اغتيال مواطن ...مهداة لروح محمد الأشقر شهيد النقب (https://www.liilas.com/vb3/t62650.html)

حلوش2 06-12-07 04:28 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ربيع عقب الباب (المشاركة 1108342)
اغتيال مواطن ....!!
مهداة إلى روح الشهيد " محمد الأشقر "من طولكرم
الذي اغتيل بسجن النقب قبل الإفراج عنه بأيام
مشهد ( 1 )
وحيدا كان ..
في عتمةِ زنزانتِهِ الرطبةْ ،
يداعبُ قفصَ عصافيرهْ ،
وبإصبُعِه جذبَ البابَ المغلقْ
كي تتسربَ منه ،
فتخفَ حمولتُها المثقلةُ
بروحِه ،
وتشغلَ كلَّ فراغٍ حولهْ ..
بلها تتسلقُ هيكلَهُ ..
وتدمِيهِ شجنا وحنينا ،
فيطاردُها ؛
حين الدمعُ غزيرٌ يغتالُ رجولَتَهُ ،
ويدخلها ثانية..
تهجع ..
فتثورُ عليه ،
تتأبى ، وتنقرُ وحشتَهُ إليه ..
فتصرخُ أوصالُهْ ..
يسرعُ بالعَدْوِ ،
فتحاصرُه ..
وعلى زغبِ الشوقِ تنادمُهُ ..
وتصليهِ !
همستْ : هانتْ ..محمد ..فلمَ أنتَ حزينْ ؟
ضاقت زنزانتك ،
ما عاد سوى شبرٍ فيها يحتجزُك ،
وما بقى سوى بضعةِ ساعاتٍ ..
وتلفظُكَ رطوبتُها إلى شمسِ الأرضِ ..
ونورِ الأرضِ .. ورائحةِ البلدةْ !

خانتُهُ الرَّجفةْ ..
حين الزوجةُ شقتْ ثوبَ العتمةْ
: محمد ..
حنتْ كلُّ عوارفِ روحي إلى ضمتِكَ الحلوةْ ..
إلى كلمتِكَ العذبةْ ..
إلى شفتيكَ تتدغدغُ نشوتي إليكِ ..
وتصليني !
محمدُ .. لا تبحرْ في بعدى ..
فأنا هيأتُ الغرفةْ ..
وفرشتُ عناقيدَ الشوقِ ..
وخلايا الروحِ كي تعبرنى إليكِ !
خلصتُ الجسدَ الحيَّ من أدرانِ الفرقةِ والإهمالْ ،
وصحنتُ أشجارَ الشوكِ
النابتِ فى أوتاري حباتٍ من سكرْ ،
تذوِّبُهُ لمساتُك !
وغاب الطيفُ كما جاء !
فارَ الوجدُ
وبقبضته ..
لطمَ جدارَ زنزانتهِ ،
وتحركَ صوبَ البابْ ..
كانت أمُّه ..
والبسمةُ ملءُ الوجهْ
: يابن الأشقر .. يابن الصقرِ الجامح ،
ياعوضَ الأيامِ السود ،
يامن نشقَ عبيرَ الحناءِ ،
وزفيرَ أبيهِ وأمهْ ،
يا وجعَ الروحِ ..
وتفجرَ أحلامِ النرجسِ فيَّ .. أمانى عِذابٍ ،
وآيات قدسية !
أزهرتْ الياسمينةُ أسفلَ نافذتِكْ ،
والنخلاتُ اختلجتْ فى موسمِها ،
تنتظرُ يديك الحانيةَ لترفع عنها ..
خريفا ظلَ يلازمُها !
هذا مازنُ .. ولدُك ،
صقرٌ مثلك ..
عرَّكْتُه بين طيورِ الوادي ،
خلصتُهُ من أبيضِ قلبهْ ،
وزرعتُ الحنظلةَ ..
مابينَ الروحِ وبينَ الأرض !
مازنُ عُلِّمَ كلَّ غناءِ الطيرْ ،
يرددها نشيدا للفجرِ ..
فيطلعُ دوما !

ابتسمَ محمدْ ،
قَبَّلَ وجَهَ الأمِّ مسحورا ،
وربَّتَ فوقَ جبيِن الولدِ الصقرْ .
وعلتْ خطواتٌ فجأة ..
فابتعدَ الطيفُ ،
وهو يلاحقُهُ ..
لكن .. هيهاتْ !

حدَّثَ نفسَهُ : هانت يابن الأشقر ..
يومان .. ما بقى سواها ..
وتعبرُ هذى ..
ليعودَ الدفقُ لشريانِكَ بعدَ الموت !

مشهد2
فى ساعات القيظ الملعونة
والشمس تبث سموما حمراء
فى كل الأنحاء
كانوا هناك
كتل تتدحرج كجيوش النمل
محنية رغم الأنف
بالسوط وبالآلية والنزف
كان أنين يصاعد
وبكاء يتكتم بين ثنايا الكف
وآهة وجع تنفذ من ضلع محطوم
أو قدم مبتورة
وذؤبان مخالبها حادة
ترتع كيف تشاء
وتمضغ أحزان النقب الشوهاء
وحين الشمس تغادر كوكب نقمتها
غادرت الأرواح جموع السجناء
تساق إلى المبنى
شجر يساقط فرعا أوراقا
فيدميه الحارس سحلا
يتحول نتفا .. مزقا شاردة الأنفاس
وفى مزبلة المبنى / الموت
يضيق العالم عن ثقب خياط
وينام وقوفا
بين أنين وبكاء
وحناجر كافرة بالرب
وبالإنسان
بكل الأجناس
ماذا لو كانت مهرا للهمجي
أو كلبا القاتل
أو حتى إطارا للعربة
أمنية خرقاء
والغضب يكبله ضعف
وشرود .. فى اللاجدوى
وتمزقه جيوش الحرس المأفون

وقوفا ناموا
وقاموا
كل تسحقه حساباته
ويمنى النفس بدنو خلاصه
يستحضر صور الأولاد ..الأحباب
الرفقة ..والأصحاب
زوجته .. محبوبة قلبه ..رفيقاته
بينا الآ مر يتقلب فوق سريره
وشقوق المخدع محراب مقطوع الأنفاس
تخرقه أنفاس الحراس
هذا يحمل كابه
وذا أدوات التجميل
وآخر ماتت إصبعه وهو يرفع مروحة
ورابع بالحلة يزهو
وخامس يحتضن أوامر قادته
حتى يصحو السيد من رقدته

يقوم الآمر
يجرع كأسا تلو الأخرى
ويهمس فى أذن الحارس
مزاجي الليلة معوج .. مكدور
أريد جديدا .. فى هذا الجزء المنسي من العالم
رغبات حمقى تسكنني
وعطشى لا يرويه سواهم
عطشى أبيد .. لا ينفض
هيا إلى المزبلة الآن
دس عيونك بين الحيوانات الهلكى
أمامك لحظة
لأسمع رعد السجناء
أحن للون وطعم ورائحة
دماء.. أولاد ال**** !!
هيا ..
فهم الحارس فورا ما أوحى إليه
ومن فوره اتخذ طريقه

كان هياج يتشكل
بين الكتل البشرية
حين حطت عين الحارس
فى مجمرة الفوهة الحية
تذكى أوار الغيظ والحنق المتصاعد
وتسارع بالغضبة تقذفها جناحرهم
تذبح صمت الجدران
والكتل الخرسانية
وتميت خواء النقب الهاجع
فى الوثنية والخذلان
هنيهة واصطف الجند
وبكامل هيئتهم
أعطاهم ملك الموت
إشارته
وفى الحال
تلونت الجدران
وبلاط المزبلة الصهدان
لا باستيل .. و لا الواحات
ولا حتى تلك المزعومة إبان السيد هتلر
شهدت هذا النهر الدفاق
بدماء الشجر الأعزل
إلا من جمر الوجد بخلاص
الأوطان




مشد ( 3 )


كانت كالعادةْ ،
وكما ألفتْهَا الأيامُ
بجوارِ البابْ..
كمسمارِ الدارِ ..
على حجرٍ تقبعْ !
بين أصابعها غصنٌ من شجرةِ زيتونْ ،
يخدشُ صمتَ الأرضِ ،
ويرسمُ ، وبعقلٍ شاردْ ..
نخلةْ ،
أعلاها حفرتْ بعضَ خطوطٍ ..
وبعضَ ملامحَ يسكنُها فارس !

ابيضَ اللونُ بعينيها فجأةْ ،
فانكسرتْ نظرتُها !
دخلتْ شمسُ اللهِ الدارْ ،
نبشتْ أروقةَ البيتِ ،
وجاستْ عبرَ الحجراتْ ،
زغزغتْ الصمتَ الكامنَ ..
منذُ ثلاثةِ سنواتْ ...
تهللَ سقفُ الدارِ ،
تهالكَ ضحكا ،
فاهتزتْ كلُّ الجدرانْ !

أسرعَ مازنُ صوبَ الجدةْ ،
وحلَّقَ بين ذراعيها ؛
فاعتصرتُه عروقُ الوقتِ ،
وحطتْ فوقَ الخدِّ القبلةْ !
يالشجنِ المتفجرِ بين ثناياها ،
يتناثرُ حباتٍ و لآلىءَ ،
فوقَ الوجهِ الطفلِ ..
كقطعٍ من جمرٍ ..
تُلهبُهُ ..
فيهتفُ :" مالكِ يا جدة ؟
لم تبكين ..
قولي .. هل بولتِ ..
أم أغضبتِ الوالدةَ عليكِ ؟
نثرتْ ضحكتَها ..
فراشاتٍ دغدغتْ الهمَ الزاحفَ صوب الطفلْ ،
وبكمِ الجلبابِ تزيحُ الدمعاتِ ..
وهى تلملمه ،
وتردد :" أبدا مازن ..
مابلتُ .. و ما أغضبتُ الأم ..
لكنى أنتظرُ أباك ..
قلبي اليومَ حزينْ ..
وصورتُهُ لا تبرحُ رأسي ..
لا أدرى ..
دمُّه يناديني ..
يا أمي ..
وأنا عاجزةٌ ..
يقتلني حنيني إليه .. ويبكينى ".

وعلا صوتٌ في حضنِ البهو
:" مازنُ ..
لا تثقلْ ..
لا تتعبْ جدتَك حبيبي ".
واقتربتْ منها ،
وثنتْ الغصنَ تقبلُها !
:" مالكِ يا أمي ..
ومالي أرى دمعاتِك تهمي ..
هل من أخبارٍ جاءتْ ..؟ ".
رفعتْ جذعَ النبتةِ ،
وضعتْها بين ذراعي الأمْ
:" مازنُ جائعْ..
خذيه الآن ؛ ليغسلَ وجْهَهْ !! ".
العشبُ اختلجَ ماءً ودموعا ،
وهى تراقبُ شمسَ الله ..
تنفلتُ من بحرِ سمواته ،
وتلقى القرصَ القاني ،
منتحرا في بحرِ رمالٍ صفراء !
هناك بعيدا
وإذا شيءٌ دافىءٌ يخمشُ جلدَ القدمين ..
ارتاعتْ ، جفلتْ ، نظرتْ ..
كانت قطراتٌ مرجانيةْ ..
تزحفُ ..
لا تتوقفْ !!
فزعتْ ..
انتفضتْ من جلستِها ،
انبطحتْ ..
صرختْ :" ولدى ..
لثمتْ قطراتِ الدمِ الزاحفِ شفتاها!!
ثم التقطت من خلف الباب عصاها
تترنح شجرة سنط
أدمتها فصول الوقت
نزفا ، وأنينا ، وهى تطارد تلك القطرات
إليه !!




حاشية : الآمر : هو حكمدار أو مدير السجن


ربيع عقب الباب



أي حرقة تجدد إشعالها في قلبي في هذا اليوم الماطر العاصف؟!
أين هم هؤلاء .. كيف تسفك دماؤهم سدى .. وكيف نحن نعجل في حفر قبورهم !
كيف لا يرى البعض منا أي قيمة لدمعة أم عجوز أو تساؤلات طفل بريء ..؟!
كيف نقتلهم مرارا بعد حتى أن يموتوا ؟!

آه كم خشيت أن تكون من عرب ( الاعتلال).. أو الاعتدال كما يسمون أنفسهم!
وآه كم تخونني اللغة لأصل إلى قول فيما قرأت
ساحر ومبدع وخالد

لا تحرمنا
سلاماتي
حللوش

اهازيج 06-12-07 08:46 PM

ربيع .....ايها الفارس النبيل ...ايها الرجل في زمن عز فيه اشباه الرجال .....ايها القابض على الجمرؤ في زمن عز فيه من يقبض على الرماد ....

آلمني جدا ولدرجة كبيرة عدم اهتمام الزملاء هنا في المنتدى بقطرات الدم التي تضرج نصك ...ان القصيدة تحكي عن شهيد ابن 29 ربيعا مهندس ...وهب روحة على مذبح الحرية ..واجه اعداء الشمس بجسده العاري الا من الايمان العميق بحتمية الانتصار وعدالة قضية شعب يرنو نحو الحرية ...


ولكن لا بأس هو درس وانا لن تكون لي اي مواضيع ثورية هنا ...او اي قصائد عن فلسطين او القدس او الاقصى او الثوار .....
وفقط وللتاريخ ليس الا هاكم تفاصيل استشهاد الشهيد محمد الاشقر رحمه الله .....


ماذا حدث ليلة 22/10/2007 في سجن 'كتسيعوت'؟( النقب الصحراوي ) جنوب فلسطين

الأخ لؤي، جمع شهادات الأسرى الذين في السجن، وهي مطابقة للتصاريح التي جمعها أعضاء 'اللجنة الشعبية ضد التعذيب'، من 4 أسرى. حيث يتبين من شهاداتهم الصورة التالية:
'فجأة وفي الساعة الثانية ليلا، سمعنا أصوات أناس يصرخون، وإطلاق نار، فخرجنا لنرى ما يحدث'. ويقول الأسير عمر صلاح. 'كل من خرج أطلقوا النار عليه من وراء الجدار. بعد ذلك انتقلت القوات إلى داخل الجدار، وأطلقوا النار على كل من صادفوه أمامهم'.

'لقد القوا بالقنابل الصوتية صوب جناح الأسرى'، وقال الأسير مجدي سليط.'عندما شاهدونا طلبوا منا الدخول الى الجناح، عارضنا. وانهالوا علينا ... عندما أطلقوا النار علينا، بدأنا برمي أشياء تجاه القوات...واستمروا في إطلاق النار، حتى زجوا بنا في زاوية الجناح... جرح 30 أسيرا.. خرجنا جميعنا نزحف على بطوننا، ومنعنا من أن ننظر إلى القوات. لأن رؤوسنا كانت تجاه الأرض. كل مرة اختاروا 10 أشخاص، وانهالوا عليهم بالضرب – بعصي ضخمة، وبعدها أدخلوهم إلى الأقسام. عندما جاء دوري قلت لهم باني جريح، فأخذوني جانبا وانهالوا علي بالضرب في العصي. كانوا يدفعونني من الخلف وأدخلوني إلى غرفة الانتظار مع 400 أسير ... جلسنا هناك ساعتين وكنا ننزف دما ... وفي طريقنا من المضمد إلى سيارة الإسعاف، كانوا يضربوننا، حتى عندما كنت داخل سيارة الإسعاف – ضربونا بالعصي!

حسب أقوال الأسرى، فقد حرقت الخيام نتيجة لإطلاق النار من قبل السجانين، وفي غرفة الانتظار حيث زج بمئات الأسرى، اضطر الأسرى إلى كسر النافذة لكي يتنفسوا، هذا ما قاله الأسير عمر صلاح: 'القوات جاءت وأطلقت النار داخل الغرفة'. وبالنسبة للذخيرة أفاد الأسير سفيان جمجوم: 'من بعد متر أطلق سجان النار على رجلي، عندما كنت أتحدث معه. أطلق علي النار من سلاح يشبه بندقية الصيد. هذه أول مرة أشاهد فيها مثل هذا النوع من الذخيرة. رصاصة بحجم بيضة. وبداخلها، مائتي كرة من حديد ... تركوني في الخيمة رغم إني كنت انزف دما، وبعد ذلك نقلوني رغم إنني كنت انزف دما، إلى غرفة الانتظار مع 400 أسير. غرفة ضيقة ومغلقة وبدون نوافذ. في نفس اللحظة فقدت الوعي'.

عن ملابسات مقتل محمد أشقر، أفاد الأسير عمر صلاح: 'لقد هرب الشهيد ودخل إلى خيمته، القريبة من السياج. ودخل الجنود إلى داخل الخيام. محمد، وقف إلى جانب فتحة الخيمة رقم 3 من الداخل، ووقف الجندي على بعد متر تقريبا ... عندما أطلق النار على الشهيد وسقط.. كان يقف قبالة الجندي، أنا رايته'.

سليط: 'هو وقف بجانب باب الجناح الذي كنا فيه، ينظر إلى ما يحدث. وصل رجل قوات الأمن، وقد غطى وجهه. ومن مسافة اقل من متر، صوب المسدس إلى رأسه وأطلق النار عليه. هو سقط. باقي الأسرى طلبوا نقله إلى المستشفى، وبدأوا بالصياح. هو استلقى على الأرض. نقلوه فقط بعد أن أحرقت الخيام.

في 23/10 اتصلوا إلى بيت ذويه، من مكاتب الصليب الأحمر الدولي وقالوا: 'محمد أصيب بإصابة بالغة في السجن، وهو متواجد في مستشفى 'سوروكا' في بئر السبع، حاولوا أن تنظموا زيارة. سافرت العائلة إلى مكاتب الصليب الأحمر في طولكرم، وهناك قيل لهم، بأنه لا يسمح للأب وللأخ لؤي، من دخول إسرائيل. والدة محمد، زوجته وأمها مع رئيس المجلس السابق للبلدة، قاموا بالسفر في سيارة المنظمة إلى بئر السبع، وقد أعيقوا حوالي الساعتين في حاجز الطيبة.

باب غرفة محمد، في المستشفى كانت مغلقة، وقام بحراستها شرطيان، كل واحد من أبناء العائلة سمح له بالزيارة 5 دقائق. الأم دخلت ألاولى. لقد روت بان محمد كان يتلقى تنفسا اصطناعيا، فاقدا الوعي وجسمه بارد. وقد لفت يده ورأسه،و يداه ورجلاه كانتا مكبلتين بأصفاد حديد.

هجر، روت بأنها بدأت ترتجف وتصرخ: 'لماذا يكبل؟ لما هذه الأصفاد. هل تؤمنون حقا بأنه سيقوم ويهاجمكم'؟ وقد قالت بان رجال الشرطة أسكتوها وقالوا لها بأنها تضر بابنها. بعد الزيارة توسلت الأم بان يسمحوا لها بالبقاء، 'ربما يستيقظ، أو يتحرك فانا أساعده'، ولكن رجال الشرطة قالوا لها بأن عليها أن تنصرف. وبعد أن غادروا المستشفى بساعة وصلهم هاتف يخبرهم: محمد مات.

وماذا بعد وفاة محمد الأشقر؟

لم يسلموا الجثة للعائلة، لأنهم سيقومون بإجراء تشريحها، ولكن العائلة عارضت ذلك وطلبوا بتسليمها الجثة. لكن اخبروها بان التشريح قد تم.

وحسب تقرير معهد الطب العدلي في جامعة القدس. حيث أن مندوبا من قبلهم حضر التشريح الذي قام به بروفيسور يهودا هيس، في معهد الطب العدلي في أبو كبير، يصف: '... جرح مدور، قطره 3 سم ... في وسط الجبين، فوق الحاجب من جهة اليسار... كدمات وحولها لون احمر على الجبين من اليمين، هذا اللون الأحمر يعتبر من إحدى درجات الحروق. وذلك نتيجة لجسم معدني ذي حرارة عالية'.

د. بوعز ساجيه، متخصص في الجراحة، كتب لجمعية أطباء من اجل حقوق الإنسان، والتي بدورها تحقق في أحداث السجن: '... نتائج التشريح هي مؤكدة. سبب الوفاة هي إصابة حادة في الرأس، بدون جرح عميق. سبب الجرح كما يبدو ناتج عن جسم، ذي شكل مبروم تسبب في كسر لعظم الجبهة من اليسار. معنى ذلك إصابة جاءت من الإمام'.

وحسب صور الفيديو في حاسوب لؤي المتنقل: جثة محمد، مخاطه، مخاطه لكل طولها، جرحان في مقدمة جمجمته، جرح في يده، عيناه وفمه مفغوران، شاب نحيف ابن 29 سنة. لقد دفنوه في المقبرة مقابل البيت، في قسيمة الشهداء – في صيدا،حيث يسكنها 3000 مواطن استشهد منهم خلال الانتفاضة الحالية 23، كما يبدو، اكبر نسبة في المناطق المحتلة.

سقط القناع عن القناع عن القناع وبقيت وحدك يا ابن امي .........................
ربيع لن يفوتني شكرك وتقبيل يديك التي كتبت نصا يواسينا ويؤزرنا ويقف معنا ويقول لنا منك الدم ومن الكلم على الاقل ......
سامحك الله يا ربيع
اهازيج

المحرومه من الحنان 06-12-07 10:58 PM

كلمات رائعة
أسلوب متميز
الله يعطيك العافية

همس الخيال 07-12-07 12:15 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ربيع عقب الباب (المشاركة 1108342)
اغتيال مواطن ....!!
مهداة إلى روح الشهيد " محمد الأشقر "من طولكرم

الذي اغتيل بسجن النقب قبل الإفراج عنه بأيام
مشهد ( 1 )
وحيدا كان ..
في عتمةِ زنزانتِهِ الرطبةْ ،
يداعبُ قفصَ عصافيرهْ ،
وبإصبُعِه جذبَ البابَ المغلقْ
كي تتسربَ منه ،
فتخفَ حمولتُها المثقلةُ
بروحِه ،
وتشغلَ كلَّ فراغٍ حولهْ ..
بلها تتسلقُ هيكلَهُ ..
وتدمِيهِ شجنا وحنينا ،
فيطاردُها ؛
حين الدمعُ غزيرٌ يغتالُ رجولَتَهُ ،
ويدخلها ثانية..
تهجع ..
فتثورُ عليه ،
تتأبى ، وتنقرُ وحشتَهُ إليه ..
فتصرخُ أوصالُهْ ..
يسرعُ بالعَدْوِ ،
فتحاصرُه ..
وعلى زغبِ الشوقِ تنادمُهُ ..
وتصليهِ !
همستْ : هانتْ ..محمد ..فلمَ أنتَ حزينْ ؟
ضاقت زنزانتك ،
ما عاد سوى شبرٍ فيها يحتجزُك ،
وما بقى سوى بضعةِ ساعاتٍ ..
وتلفظُكَ رطوبتُها إلى شمسِ الأرضِ ..
ونورِ الأرضِ .. ورائحةِ البلدةْ !

خانتُهُ الرَّجفةْ ..
حين الزوجةُ شقتْ ثوبَ العتمةْ
: محمد ..
حنتْ كلُّ عوارفِ روحي إلى ضمتِكَ الحلوةْ ..
إلى كلمتِكَ العذبةْ ..
إلى شفتيكَ تتدغدغُ نشوتي إليكِ ..
وتصليني !
محمدُ .. لا تبحرْ في بعدى ..
فأنا هيأتُ الغرفةْ ..
وفرشتُ عناقيدَ الشوقِ ..
وخلايا الروحِ كي تعبرنى إليكِ !
خلصتُ الجسدَ الحيَّ من أدرانِ الفرقةِ والإهمالْ ،
وصحنتُ أشجارَ الشوكِ
النابتِ فى أوتاري حباتٍ من سكرْ ،
تذوِّبُهُ لمساتُك !
وغاب الطيفُ كما جاء !
فارَ الوجدُ
وبقبضته ..
لطمَ جدارَ زنزانتهِ ،
وتحركَ صوبَ البابْ ..
كانت أمُّه ..
والبسمةُ ملءُ الوجهْ
: يابن الأشقر .. يابن الصقرِ الجامح ،
ياعوضَ الأيامِ السود ،
يامن نشقَ عبيرَ الحناءِ ،
وزفيرَ أبيهِ وأمهْ ،
يا وجعَ الروحِ ..
وتفجرَ أحلامِ النرجسِ فيَّ .. أمانى عِذابٍ ،
وآيات قدسية !
أزهرتْ الياسمينةُ أسفلَ نافذتِكْ ،
والنخلاتُ اختلجتْ فى موسمِها ،
تنتظرُ يديك الحانيةَ لترفع عنها ..
خريفا ظلَ يلازمُها !
هذا مازنُ .. ولدُك ،
صقرٌ مثلك ..
عرَّكْتُه بين طيورِ الوادي ،
خلصتُهُ من أبيضِ قلبهْ ،
وزرعتُ الحنظلةَ ..
مابينَ الروحِ وبينَ الأرض !
مازنُ عُلِّمَ كلَّ غناءِ الطيرْ ،
يرددها نشيدا للفجرِ ..
فيطلعُ دوما !

ابتسمَ محمدْ ،
قَبَّلَ وجَهَ الأمِّ مسحورا ،
وربَّتَ فوقَ جبيِن الولدِ الصقرْ .
وعلتْ خطواتٌ فجأة ..
فابتعدَ الطيفُ ،
وهو يلاحقُهُ ..
لكن .. هيهاتْ !

حدَّثَ نفسَهُ : هانت يابن الأشقر ..
يومان .. ما بقى سواها ..
وتعبرُ هذى ..
ليعودَ الدفقُ لشريانِكَ بعدَ الموت !

مشهد2

فى ساعات القيظ الملعونة

والشمس تبث سموما حمراء
فى كل الأنحاء
كانوا هناك
كتل تتدحرج كجيوش النمل
محنية رغم الأنف
بالسوط وبالآلية والنزف
كان أنين يصاعد
وبكاء يتكتم بين ثنايا الكف
وآهة وجع تنفذ من ضلع محطوم
أو قدم مبتورة
وذؤبان مخالبها حادة
ترتع كيف تشاء
وتمضغ أحزان النقب الشوهاء
وحين الشمس تغادر كوكب نقمتها
غادرت الأرواح جموع السجناء
تساق إلى المبنى
شجر يساقط فرعا أوراقا
فيدميه الحارس سحلا
يتحول نتفا .. مزقا شاردة الأنفاس
وفى مزبلة المبنى / الموت
يضيق العالم عن ثقب خياط
وينام وقوفا
بين أنين وبكاء
وحناجر كافرة بالرب
وبالإنسان
بكل الأجناس
ماذا لو كانت مهرا للهمجي
أو كلبا القاتل
أو حتى إطارا للعربة
أمنية خرقاء
والغضب يكبله ضعف
وشرود .. فى اللاجدوى
وتمزقه جيوش الحرس المأفون

وقوفا ناموا
وقاموا
كل تسحقه حساباته
ويمنى النفس بدنو خلاصه
يستحضر صور الأولاد ..الأحباب
الرفقة ..والأصحاب
زوجته .. محبوبة قلبه ..رفيقاته
بينا الآ مر يتقلب فوق سريره
وشقوق المخدع محراب مقطوع الأنفاس
تخرقه أنفاس الحراس
هذا يحمل كابه
وذا أدوات التجميل
وآخر ماتت إصبعه وهو يرفع مروحة
ورابع بالحلة يزهو
وخامس يحتضن أوامر قادته
حتى يصحو السيد من رقدته

يقوم الآمر
يجرع كأسا تلو الأخرى
ويهمس فى أذن الحارس
مزاجي الليلة معوج .. مكدور
أريد جديدا .. فى هذا الجزء المنسي من العالم
رغبات حمقى تسكنني
وعطشى لا يرويه سواهم
عطشى أبيد .. لا ينفض
هيا إلى المزبلة الآن
دس عيونك بين الحيوانات الهلكى
أمامك لحظة
لأسمع رعد السجناء
أحن للون وطعم ورائحة
دماء.. أولاد ال**** !!
هيا ..
فهم الحارس فورا ما أوحى إليه
ومن فوره اتخذ طريقه

كان هياج يتشكل
بين الكتل البشرية
حين حطت عين الحارس
فى مجمرة الفوهة الحية
تذكى أوار الغيظ والحنق المتصاعد
وتسارع بالغضبة تقذفها جناحرهم
تذبح صمت الجدران
والكتل الخرسانية
وتميت خواء النقب الهاجع
فى الوثنية والخذلان
هنيهة واصطف الجند
وبكامل هيئتهم
أعطاهم ملك الموت
إشارته
وفى الحال
تلونت الجدران
وبلاط المزبلة الصهدان
لا باستيل .. و لا الواحات
ولا حتى تلك المزعومة إبان السيد هتلر
شهدت هذا النهر الدفاق
بدماء الشجر الأعزل
إلا من جمر الوجد بخلاص
الأوطان




مشد ( 3 )


كانت كالعادةْ ،
وكما ألفتْهَا الأيامُ
بجوارِ البابْ..
كمسمارِ الدارِ ..
على حجرٍ تقبعْ !
بين أصابعها غصنٌ من شجرةِ زيتونْ ،
يخدشُ صمتَ الأرضِ ،
ويرسمُ ، وبعقلٍ شاردْ ..
نخلةْ ،
أعلاها حفرتْ بعضَ خطوطٍ ..
وبعضَ ملامحَ يسكنُها فارس !

ابيضَ اللونُ بعينيها فجأةْ ،
فانكسرتْ نظرتُها !
دخلتْ شمسُ اللهِ الدارْ ،
نبشتْ أروقةَ البيتِ ،
وجاستْ عبرَ الحجراتْ ،
زغزغتْ الصمتَ الكامنَ ..
منذُ ثلاثةِ سنواتْ ...
تهللَ سقفُ الدارِ ،
تهالكَ ضحكا ،
فاهتزتْ كلُّ الجدرانْ !

أسرعَ مازنُ صوبَ الجدةْ ،
وحلَّقَ بين ذراعيها ؛
فاعتصرتُه عروقُ الوقتِ ،
وحطتْ فوقَ الخدِّ القبلةْ !
يالشجنِ المتفجرِ بين ثناياها ،
يتناثرُ حباتٍ و لآلىءَ ،
فوقَ الوجهِ الطفلِ ..
كقطعٍ من جمرٍ ..
تُلهبُهُ ..
فيهتفُ :" مالكِ يا جدة ؟
لم تبكين ..
قولي .. هل بولتِ ..
أم أغضبتِ الوالدةَ عليكِ ؟
نثرتْ ضحكتَها ..
فراشاتٍ دغدغتْ الهمَ الزاحفَ صوب الطفلْ ،
وبكمِ الجلبابِ تزيحُ الدمعاتِ ..
وهى تلملمه ،
وتردد :" أبدا مازن ..
مابلتُ .. و ما أغضبتُ الأم ..
لكنى أنتظرُ أباك ..
قلبي اليومَ حزينْ ..
وصورتُهُ لا تبرحُ رأسي ..
لا أدرى ..
دمُّه يناديني ..
يا أمي ..
وأنا عاجزةٌ ..
يقتلني حنيني إليه .. ويبكينى ".

وعلا صوتٌ في حضنِ البهو
:" مازنُ ..
لا تثقلْ ..
لا تتعبْ جدتَك حبيبي ".
واقتربتْ منها ،
وثنتْ الغصنَ تقبلُها !
:" مالكِ يا أمي ..
ومالي أرى دمعاتِك تهمي ..
هل من أخبارٍ جاءتْ ..؟ ".
رفعتْ جذعَ النبتةِ ،
وضعتْها بين ذراعي الأمْ
:" مازنُ جائعْ..
خذيه الآن ؛ ليغسلَ وجْهَهْ !! ".
العشبُ اختلجَ ماءً ودموعا ،
وهى تراقبُ شمسَ الله ..
تنفلتُ من بحرِ سمواته ،
وتلقى القرصَ القاني ،
منتحرا في بحرِ رمالٍ صفراء !
هناك بعيدا
وإذا شيءٌ دافىءٌ يخمشُ جلدَ القدمين ..
ارتاعتْ ، جفلتْ ، نظرتْ ..
كانت قطراتٌ مرجانيةْ ..
تزحفُ ..
لا تتوقفْ !!
فزعتْ ..
انتفضتْ من جلستِها ،
انبطحتْ ..
صرختْ :" ولدى ..
لثمتْ قطراتِ الدمِ الزاحفِ شفتاها!!
ثم التقطت من خلف الباب عصاها
تترنح شجرة سنط
أدمتها فصول الوقت
نزفا ، وأنينا ، وهى تطارد تلك القطرات
إليه !!




حاشية : الآمر : هو حكمدار أو مدير السجن


ربيع عقب الباب

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .....كيفك اخ ربيع .....اعذرني لتاخري بالرد
لكن جهازي كان بعافية شوي ....وماكنت قادرة اكتب حاجه فكنت بس اتصفح واقرى
بصراحه انقهرت اني ماقدرت ارد بدري....بس ملحوقة........حيكون ردي بأجزاء
1- احساسك العالي ياربيع وانتمائك الواضح من اعماقك للوطن الاغلى فلسطين
وتعاطفك معهم ....جعلني اشعر بك كما لم اشعر تجاه شخص اخر لم اره بحياتي
جعلتني احس بك تنزف وقلوبنا تنزف معك ...تغذي قلمك المبدع حبرا ليملأ هذه الصفحات
صور من واقعنا المرير ....الذي نعايشه وكاننا ادْمَنّا الالم والذل ...اصبحنا نندهش عند النصر
ونتقبل الهزيمة......والله يا اخ ربيع لا ادري ما اقول
2- رحم الله الشهيد وكل شهداء الدين وشهداء قضية الحق....ربما نحن لا ندري ما يقاسيه
الاسرى في سجون الاعتقال ...لكننا نعلم انهم سُلبوا اعز مايملكون حريتهم وكرامتهم
اعداء الله سرقوا حياتهم وحرقوا مستقبلهم حرموهم من الابوة ويتموا ابناءهم....والله قلبي يتمزق وانا افكر كيف يعيشون داخل سجن يقبع في سجن اكبر....كان الله بعونهم ونصرنا واياهم ليُعلي كلمه الحق
اللهم ااااامين
3- اخي الغالي....اشكرك واشكرك جزيل الشكر لابداعك ....اتمنى ان تبقى دائما هنا معنا
فنحن نفتقد روحك العاليه فلا تحرمنا منها....لك كل حبي وتقديري:flowers2:

black rose 07-12-07 01:49 AM

ربيع

هؤلاء الابطال يعانون الامرين في كل لحظة يحاطون بالاذلال من كل جانب وبكل خطوة وبكل لحظة حتى ييأسو لكنهم لا يرضخو فهم اقوى من ذلك الجبروت الظالم بوقع قلمك اعدت وقع ذكرى لم تلتئم ولا تنسى ليالي سوداء ساعات لا تنتهي واذلال ومحاولت تركيع ولكن كما اسلفت ليس الركوع سوى للخالق
و بطلنا محمد هو قصة تعاد وتزاد مرارا ولكن مشيئة الخالق انتقائه قريبا حبيبا شهيدا كانت فاضحه لامرهم ولكن من يكترث فهناك منهم الكثير داخل المشافي بسبب العذاب ولكن بعد المشفى الى اين الى ذلك العذاب من جديد
دعني اشكرك من صميم قلبي لنبل مشاعرك وروعة حرفك
رحمة الله جميع شهدائنا الابرار

دمت بكل ود و خير

تحياتي


الساعة الآن 03:59 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية