منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   الادباء والكتاب العرب (https://www.liilas.com/vb3/f202/)
-   -   خيري شلبي , لحس العتب , الهيئة المصرية للكتاب , 2005 (https://www.liilas.com/vb3/t62533.html)

kuraiem 05-12-07 01:38 AM

خيري شلبي , لحس العتب , الهيئة المصرية للكتاب , 2005
 
:Supercool::Supercool:

هذه أول مشاركة لي في هذا المنتدى الجميل أتمنى أن تكون موفقة باذن الله

رابط التحميل



" لحس العتب " وسلطة العنوان ( الجزء الأول )


دراسة تحليلية لرواية " لحس العتب " للروائى خيرى شلبى


دراسة : عبدالجواد خفاجى




إن سلطة عنوان العمل الروائى عمومًا تنبع من مركزيته ، بمعنى ارتباطه دلاليًّا بكافة جوانب الأبنية السردية ومستوياتها ، وهذا من شأنه أن يعطى للعنوان قيمته الجوهرية ، ويجعل منه عمدة فى عملية التلقى ، كما يجعل منه بوابة لازمة للولوج إلى العالم السردى ، وهو فى الغالب بوابة ضوئية مركزية ، تنبثق منها خيوط كثيرة تمتد ؛ لتضىء كافة ما يمكن أن يطأه ذهن المتلقى ، ومن ثم ليس بمستغرب أن ترتكز مثل هذه الدراسة على العنوان بصفة رئيسة ، وقد لاحظت أثناء قراءتى الأولية للرواية أن عنوانها يتمتع بحضور دائم أينما اتجهت ، سواء بقدرته على إثارة الأسئلة ، أو بتجسُّده الحى كفعل يرقى إلى مستوى الحدث الجوهرى غنى الدلالة ، أو بتخفيه كمعنى تحتى لكل ما يتراكم على السطح .

والأمر على هذا النحو جعلنى أتوقف عند سلطة هذا العنوان وإمكانية استثمار سلطته لصالح هذه الدراسة التى تسعى إلى تحصيل الدلالة بصفة كلية .
" لحس العتب " مفردتان تحيلان اجتماعيًّا فى اجتماعهما إلى طقس عجائبى مفارق ؛ فأولاهما مصدر للفعل " لَحَسَ " بمعنى لعق ، واللعق يكون بالإصبع أو اللسان ، وهى مفردة شائعة فى القاموس الشعبى المصرى بنفس دلالتها المعجمية هذه ، وإن كانت تتسع عن ذلك لتشمل دلالات أخرى كثيرة .
" والعتب " جمع عتبة ، وهى ما يوطأ عليه فى مداخل البيوت والأبنية ، غير أن التركيب النحوى على هذه الشاكلة يعطى اللحس للعتب ، ويعطى للعتب إمكانية اللحس ، وهو استخدام مثير للتساؤل : لماذا يُلحَسُ العتبُ ، وأى عتب يمكن أن يُلحَس ، وكيف يكون اللحس مقبولاً للعتب .. وما دوافعه ؟ ! .
أسئلة محيِّرة .. فالعملية يمكن أن تتم لو كان العتب مدهونًا بما هو مقبول طعمًا ، وهذا مستبعد ، ومن ثم فهى عملية مفارقة لإمكانية أن يكون ما تطأه الأقدام مدهونُا بغير القاذورات ، والأوساخ والأتربة .

ومن هنا فكل ممكنات الإجابة تبدو مجافية للعقل ، ومولدة للحيرة والدهشة ، ومن هنا يمكننى التوقع أننى بصدد معاينة طقس روائى مجافٍ للعقل ، ومثير للدهشة ، بقدر إثارته للأسئلة . أيضًا يمكننى أن أتوقف مع هذا العنوان باعتباره مثيرًا لشهية القراءة ؛ ولعل هذه هى الخصيصة الفنية الأولى لهذا العنوان المثير والمحفز ، والذى يسلمنا لبراح سرد لا يقدم أية أجوبة عن أية أسئلة ، وحتى قرب منتصف الرواية ، وقد فاجأنا السارد بذلك الحدث العجيب البعيد فى طفولته ، وقد استبد به وبأخيه الأصغر مرض عضال ، فى وقت كان يستبد فيه الفقر بأسرته ، حتى لأنها عجزت عن حملهما من قريتهما إلى البندر ( مركز دسوق ) لعرضهما على ( ألبير فهمى ) الطبيب أو ـ كما كان يسمى قديمًا " الحكيم " الذى يذهب إليه المرضى القادرون على دفع أجر كشفه عليهم ، وشراء الدواء .
وقد عبر والد السارد ( الحاج عبد الودود زعلوك ) عن عجزه صراحة عن دفع تكاليف علاج ولديه ، فى معرض حديثه مع نفر من أصحابه الذين يشاركونه السهر كل ليلة ، كانوا قد أشاروا عليه بضرورة أن يذهب بالولدين إلى الطبيب .. قال الوالد : " يا أسيادنا هو الحكيم ده مش هياخد فلوس ؟ ولا حيكشف عليهم لوجه الله ؟ " صـ 16 ، وعلى الرغم من أن أربعة من الصحب كان بإمكان أى منهم إغاثة صديقهم وإقراضه مبلغًا يعالج به ولديه ، إلا أن واحدًا منهم لم يفعلها ، بل نصحه أحدهم ( عبدالفتاح الزيات ) بضرورة بيع الترابيزة العتيقة (المنضدة) وهى ترابيزة قديمة من مقتنيات والد السارد التى ورثها بدوره عن أبيه ، وهى الوحيدة الباقية من ذلك الماضى البعيد الذى كانت فيه عائلة " الزعالكة " تعيش فى العز والثراء ، لذلك هو يرفض فكرة بيعها ، ومهما يكن الأمر .. فكل ما قدمه السارد منذ بداية الرواية عن هذه الترابيزة يبرر هذا الرفض ويؤكده ، فالتربيزة التى يريدونه أن يبيعها ـ ورغم كونها تكوينًا خشبيًّا باليًا مهملاً فى أحد أركان الخزنة ( الغرفة الخلفية للمندرة ) ـ بدت كما لو كانت شخصية محورية من شخوص الرواية ، ويمكن أن يثار حولها الحكى ، وبإمكانها أن تتحكم فى مصير الشخوص الآخرين ، ومن ثم تفرض أحداثًا ومواقف ، ويدور حولها النقاش ، وتتجه إليها الأنظار ، وتتفتح باتجاهها شهية التملك ، وهى رمز للعراقة والبغددة التى كانت .
لم يستجيب الأب لمقترح عبد الفتاح الزيات ببيع الترابيزة ذلك لأنه يعتقد أن عبدالفتاح الزيات وأمثاله طامعون فى تربيزتة هذه ؛ ليكملوا بها وجاهتهم ، ويسلبوه من ثم دلائل مجده التليد ، فالترابيزة تمثل للأب قيمة معنوية عظمى لا تتساوى مع قيمتها المادية مطلقًا ، فهى معلم تاريخى ، وأثر حى من آثار الجد "زعلوك"صاحب الأطيان وتاجر الغلال الذى كان يعيش كالبرنس . ومهما يقال إن هذا العز والثراء قد انمحى إلا أن الترابيزة هذه شاهدة عليه ، ولهذا يرفض والد السارد التفريط فيها بأى ثمن .
فى مثل هذه الظروف التى يمر بها السارد وأسرته مع الفقر والمرض والعجز عن الذهاب إلى حكيم البندر ، وبعد ما فشل "حلاق الصحة " الذى يطبب المرضى فى القرية ، وأمام سلبية أصحاب الوالد وجلسائة فى قعدة المساء ، الذين بدوا طامعين فى الترابيزة أكثر من كونهم معنيين بصاحبهم وولديه ، كان لابد أن يستمر الطفلان فى المرض .
وفيما بدا الأب مستسلمًا لفقره وسطوة وَهْمِه بأنه ابن عـزٍّ و مجد تليد ، كان لابد أن تتصرف الأم ، خاصة بعدما استفحل المرض ، وساءت حالة ولديها ، وانتفخت بطناهما ، وصارا جِلْدًا على عظم .

وتصرفُ الأمِّ كان بدايةً فى حدود تنفيذ النصيحة التى تلقتها من الشيخ " على بقُّوش " الشهير " كعْبِلْهَا " وهو شيخ ضرير من جلساء الأب فى قعدة المساء ، وكانت نصيحة الشيخ " كعبلها " هى لَحْسُ عتب أضرحة الأولياء ، وقد نصح الشيخ كعبلها بهذا الأمر الذى رأى فيه شفاء الصبيين بناء على ما سمعه من واحد من الأعيان فى أحد النجوع ، حيث مرض ابن له وفشل حكماء البندر فى تطبيبه ، بيد أنه شفى بتقربه للأولياء ، بعدما رأى الرجل فى منامه إلهامًا يوجه أنظاره إلى بيوت أولياء الله الصالحين . وعلى الرغم من أن رواية الشيخ " كعبلها "هذه ـ ولو صحت ـ لم تحدد الكيفية التى يتم بها استرضاء الأولياء ، وطلب وساطتهم بين الله وعباده ، إلا أن الشيخ كعبلها أفتى ـ من عندياته ـ بأن الأمر يمكن أن يتم بلحس عتب أضرحة الأولياء .
وبناء على ذلك قررت الأم أن تفعلها ؛ فركبت الطفلين على حمار ، وأردفتهما بأحد صبيان العائلة ، وأردفت هى نفسها خلف صبيين آخرين على ظهر حمار آخر ؛ ومضت ميممة وجهها صوب الأضرحة ، ضريحًا ضريحًا ، وعتبة عتبة فى مركز دسوق ، والمراكز الأخرى المجاورة .. يفتح لها خادم الضريح الباب ؛ تدلف إلى صندوق النذور ، تفك عقدة فى نهاية ضفيرة شعرها .. تُخرج منها مليمين أو أكثر .. تضعهما فى صندوق النذور ، ثم تطلب من الخادم حَلَّة ماء .. تغسل عتبة الضريح جيدًا بالماء ، ثم تأمر الصبيين بلحسها .. هى عملية شاقة ومرهقة ، ورغم تنفيذها بدقة وحرص ، إلا أنها لم تؤتِ ثمرة مرجوَّة ، ولم يُشفَ الصبيان ، وظلا على مرضهما إلى أن راجعت الأم الشيخ " كعبلها " فى الأمر ؛ فطلب منها أن تقص عليه تفاصيل ما كانت تفعله .. وبينما هى تحكى تفاصيل ما حدث اكتشف الشيخ كعبلها سر فشل المحاولة ، وبادرها بالقول : " بس .. هى دى الغلطة .. إزاى تغسلى عتبة مطهَّرة ؟! .. لازم تتلحس على وضعها ! .. علشان الولى ما ينجرحش شعوره !! " صـ 41 .

وهكذا كان على الأم أن تعيد الكرَّة مرة أخرى ، وكان على الصبيين هذه المرة أن يلحسوا أعتاب الأضرحة بقاذوراتها ، وترابها ؛ حتى لا تنجرح مشاعر الأولياء ! .. وهكذا وبعد أن أضحت أعتاب الأولياء نظيفة كالفل ، يموت أحد الولدين ، ويظل ( السارد ) الولد الآخر أكبرهما .. يظل حيًّا وإن لم يشف بعد .
وهكذا كان علينا فى معرض بحثنا عن الإجابات المرجأة للأسئلة التى تولدت حول غرابة العنوان ، وغرابة الحدث الذى ينطوى عليه .. أقول كان علينا أن نتابع القراءة ، وكان علينا أن نخوض غمار النص دونما كلل أو ملل ، مشمولين برغبة الوصول إلى لذة الكشف ، التى تقف دافعًا وراء كل فعل قرائى حرٍّ .






تم تجديد الرابط بوصلة دائمة وسريعة على مركز تحميل المنتدى ، كما تم توفير دراسة نقدية تحليلية للرواية
من قبل المشرف معرفتي

verocchio 06-12-07 01:00 PM

تحياتي وتشجيعاتي

meshomasray 04-05-08 01:10 PM

ياصحبى الوصلة بايظة

معرفتي 04-06-08 10:52 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


تم تجديد الرابط بوصلة دائمة وسريعة على مركز تحميل المنتدى ، كما تم توفير دراسة نقدية تحليلية للرواية

الطبري 05-06-08 01:15 AM

[QUOTE=kuraiem;1106524][CENTER]:Supercool::Supercool:

هذه أول مشاركة لي في هذا المنتدى الجميل أتمنى أن تكون موفقة باذن الله

رابط التحميل



" لحس العتب " وسلطة العنوان ( الجزء الأول )


دراسة تحليلية لرواية " لحس العتب " للروائى خيرى شلبى


دراسة : عبدالجواد خفاجى




إن سلطة عنوان العمل الروائى عمومًا تنبع من مركزيته ، بمعنى ارتباطه دلاليًّا بكافة جوانب الأبنية السردية ومستوياتها ، وهذا من شأنه أن يعطى للعنوان قيمته الجوهرية ، ويجعل منه عمدة فى عملية التلقى ، كما يجعل منه بوابة لازمة للولوج إلى العالم السردى ، وهو فى الغالب بوابة ضوئية مركزية ، تنبثق منها خيوط كثيرة تمتد ؛ لتضىء كافة ما يمكن أن يطأه ذهن المتلقى ، ومن ثم ليس بمستغرب أن ترتكز مثل هذه الدراسة على العنوان بصفة رئيسة ، وقد لاحظت أثناء قراءتى الأولية للرواية أن عنوانها يتمتع بحضور دائم أينما اتجهت ، سواء بقدرته على إثارة الأسئلة ، أو بتجسُّده الحى كفعل يرقى إلى مستوى الحدث الجوهرى غنى الدلالة ، أو بتخفيه كمعنى تحتى لكل ما يتراكم على السطح .
.


ليت الأخ بدر يشرح لى هذه الفقرة
وهل عدم فهمي لها يفسر عجزي الشديد في اكمال رواية للأخ خيري شلبي هذا ....
وهل بيننا من قرأ رواية وكالة عطية ...حتى يفسرها لي
بيني وبين خيري شلبي تار قديم لعلي احكي ذات مرة ماحدث بينه وبين عمي (رده الله من منفاه) في أحد أشهر الشتاء في الستينيات في القاهرة
وليسامحني د.على طبيب العائلة المثقف المتيم بخيري شلبي والذي يصر على دائما أن أقرأ له وتحت اصراره قرات اولنا ولد ..وثانينا الكومي وثالثا موش فاكر وهالني قد التزيف الذي يصنعه خيري هذا وخصوصا في الجزء الاخير ...
واشتريت أعماله الكاملة ووضعتها امامي وحاولت قراء اي من رواياته طيب قصصه القصيرة ...تقريبا لدي مشكلة معه
ماعلينا ..
هذه مشاغبة لأخي بدر
ومداعبة أيضا


الساعة الآن 11:21 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية