|
لقيط فى مجتمع مقيت ......
بينما اتجول فى شوارع مدينتى ...... بينما اسير كأسير فى طرقاتها الهادئه ...... رأيت طفلة يلعب .... ورأيت من يتربصها بنظرات تعلب ....... تساءلت من يتربص بطفله صغيره ......من الذى يرميها بنظرات ناريه ...... من الذى يراقبها كذئب ينتظر فريسته ....
اقتربت من الفتاة وانا اختلس النظر لهذا المتربص ..... ارتبك المتربص من نظراتى ...... تراجع حذرا ........ انطلق مسرعا كقطرة من الماء القذر وذاب وسط طوفان من البشر ...... وغاب عن النظر ....... سألت الفتاة من انتى ؟ ...... من أسرتك ؟ ....... ابتسمت ببراءة الملائكه وقالت مرحبا ..... ثم سكتت فبكت ..... وقالت جمله مألوفه بطريقه غريبه : اعطنى وامنحنى رجاء لاتتجاهلنى ان كنت مسلما فأنا منك وانت منى اعطنى وارضنى وارجم رجاء صغر سنى ان لم اكن ابنتك فهذا وربى رغما عنى اعطنى ولاتتكبر وتأخذ رزقى وتحرمنى اشتاق كطفلة لمن يرعانى ويكفلنى لاتتركنى حزينه فيتساقط الدمع من عينى صغيرة واخشى ان ينال متربص منى يرانى ضعيفة فيسرقنى ويقتلنى ويقتل براءتى ولايدرى انه يظلمنى اعطنى وربك ولاتدير وجهك عنى تعجبت مما قالته الفتاه ..... طفلة فى مثل سنها ...... يخرج كل هذا على لسانها ؟! ....... تعجبت كثيرا ووجدتنى بينى وبين نفسى اقول : عجبا من دنيا لم يعد بها اى نوع من الرحمات سجن كبير ضحاياه اطفال من البنين والبنات ذى طفلة تبكى بألم تحتاج الى لحظة سبات تخشى ان تغفو لحظة فتصير فى عداد الاموات سألتها من اين انتى قالت العلم لرب السماوات اين ابوكى وامك قالت باعونى انا واخواتى بكيت وقلت سأكفلك ركضت وخافت من نظراتى ناديتها لاتخافى .... ركضت برعب الدنيا ..... راقبتها من بعيد ..... اريد رؤية مسكنها .... نظرت من بعيد ...... ووجدت مشهد هالنى ..... تلك الصغيره ذهبت الى ملاك فى مثل سنها ...... ملاك فى صورة بشر....طفل صغير قعيد .... لايستطيع السير ..... يجلس بعيد ..... والطفله اتته برغيف او مايزيد ...... اعطته الرغيف ...... اكله وهو سعيد ...... كان المسكين جوعان ..... هذا اكيد ..... اقتربت منهما ....اقتربت بمزيج من السعادة والحزن والقهر والفخر ...... اماهما ..... فأحتضنا بعضهما وسط المطر ..... وكأنه يحميها من كل خطر ...... ولايسترهما من المطر سوى ملابس باليه ...... ولكنهما لم يشعرا بالبرد القاتل ..... فدفء حبهما انساهما المطر الهاطل ....... سألت الطفل من انت ؟ ...... قال انا اخوها .... قلت له من اهلك ..... ماسمك ....... قال صدقنى لااعلم .....قلت له اين تعيش .....قال انا ابن طرقات .... بين الاحياء والاموات ...... ثم بكى فصرخ فقال .... اشكو وارثى حالى فقط لربى ..... هو العليم الخبير بما فى صدرى هو من جعلنى فى مثل حالتى ..... ورضيت وشكرت واعلم هذا قدرى ولا يهمنى من دنيتى اى شئ ...... فمكانى فى الحياة فى مثل حجم قبرى وعزائى ان معى اختى حبيبتى ..... فهى دنيتى هى شمسى وقمرى ان جئت بالمعروف فلك شكرى .... وسأدعو لك الباقى من عمرى وان جئت بالسر فالافضل لك ........ ان ترحل من هنا وتغرب عن وجهى لاتستغل عجزى وقلة حيلتى ....... فأنتقام المولى يأتى من حيث لاتدرى تأثرت وبكيت .... وطلبت منه ان يأتى معى هو وخته فأكفلهما ..... فضحك وقال لسنا وحدنا معنا اخواننا واخواتنا .... ومن ركن قريب خرج عشرات الاطفال المشردين ..... وأثق تمام الثقه ان صدقتى لن تكفى لأسعادهم .... فتعجبت ..... كيف يعيشون فى هذا المجتمع المقيت ..... وكل واحد منهم يحمل لقب واحد ..... اللقيط ....... |
صباح الخير
واااااااااااااااااو رائع جدا .....ماحسيت الا وانا اغالب دموعي,مالهم ذنب والله مساكين ,, لايدري الانسان مابيده ليفعله لهم ,,فلا اهل ولا مأوى اخي الكريم ...جميل منك تطرقك لهذا الموضوع وملامسته بهذه الشفافية |
اختى العزيزه
شكرا جزيلا لردك واتمنى ان ينتبه الجميع لهؤلاء المساكين |
اهلين......
الخاطرة اكثر من راااااااائعة........فعلا مذهلة..... شردت من عيني دمعة... وانا أستشعر معانيها.. لا اعلم ما اقول؟؟.... فانت صورت المشهد.. وعشناه معك بأرواحنا.... ووصفت فيض من المشاعر.....المؤلمة... استمر في الابداع... تحياتي |
حسبنا الله ونعم الوكيل لقد ترقرقت الدموع في عيني وانا اتخيل المشهد المحزن
سلمت يداك عبدالله وجزاك الله الخير على إهتمامك الصادق بمثل هؤلاء المساكين |
فتاة الجليد الاحمر
اشكر لكى حسن كلماتك لى وتحياتى لكى وشكرا على تشجيعك الدائم لى تحياتى |
فقدت قلبى
لااعلبم ماذا اقول لكى فدائما مااسمع منكى كلمات التشجيع التى تحمسنى لان اثبت اننى عند حسن ظنكم شكرا لكى اختى |
اخوي الرومانسي مازلت احيي فيك روحك الرائعه في تفهم حاجات الاخرين وخصوصا" الاطفال اخي كم هو فخر لنا اخوتك ومشاعرك الرائعه التي تصورها لنا في كلمات نتمتع برؤيتها رغم حزننا بما حملته من قصص يعطيك العافيه وتقبل مروري |
بصراحه
ماراح اقول حلو وسكت بس بجد تملك............. اسلوب رائع فى الكتابه وطريقت عرض جميله........... وعلشان كذا اتمنى انك تنزل قصه ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ولاتخاف راح تكون حلوه مثل خاطرتك ان شاء الله |
بخ .. بخ .. ذكرتنى بشاعر الملاحم ، فى الموالد و الأذكار .... لك الله " الرومانسى الحزين "
وفورا كان سيف بم زى يزن وعنترة و ذات الهمة و السيرة الهلالية .. المشكلة هنا " صديقى العزيز "أنك تكتب بوعى تام ، كأنك تكتب مقالة ، يتخللها بعض أبيات الشعر !! أنت تكتب بمهارة بالفعل ، و لكن لم تستطع أن تدهشنى ، تستخرج منى لفظة الدهشة التى ننفعل بها " الله يابن الإيه " موضوعك من المواضيع الإنسانية الرهيفة ، الذى يدر سواقى دموعنا دون أن ندرى شكرا لك أخى وصديقى " رومانسى " كن يخير ربيع |
خاطرة رائعة
أبداع جميل أحساس صادق الله يعطيك العافية |
اقتباس:
اشكر لكى حسن كلماتك واتمنى حقا ان ينال كل مااكتب رضاكم تحياتى لكى ولكل اخوانى واخواتى وشكرا لكى |
اقتباس:
مرورك حقا اسعدنى وكلماتك فرحتنى اتمنى ان انال دوما رضاكى اما عن القصص فأنا احاول محاوله بسيطه فى قهوة ليلاس اقرأيها وشرفينى .... هى موضوع مثبت هناك واسمها ( مغامرات ايوب المصرى ) اتمنى ان تنال رضاكى هى الاخرى |
اقتباس:
شرفنى استاذى بالمرور بخاطرتى والتعليق عليها صدقنى يااستاذى شرف لاى عضو هنا ان تعلق على خاطرته حتى وان كنت تنبهه الى بعض الاخطاء استاذى ربما لم ابدع الى اكبر الحدود فى خاطرتى ولكنك علقت وهذا دليل كافى على ان لدى الموهبه حتى وان كنت مبتدئا اعدك ان احاول تلافى اخطائى وذلك بفضل الله اولا ثم بفضل ارشاداتك تحياتى |
اقتباس:
تحياتى |
اقتباس:
عبد الله .. لا تقل هذا أنت موهبة فى طريقها للتحقق .. إياك وأنا مثلك أتعلم معك .. و أرجوك أنا ربيع وفقط فنحن أسرة واحدة هنا ، لا فرق أبدا بين كبير وصغير سوف يكبر يوما !! كن بخير ربيع |
ينقل للارشيف
|
| الساعة الآن 03:06 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية