منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   المنتدى الاسلامي (https://www.liilas.com/vb3/f3/)
-   -   زوجات النبى صلى الله عليه وسلم:وفضائل كل منهن (https://www.liilas.com/vb3/t57611.html)

الريحانه 02-11-07 08:13 PM

زوجات النبى صلى الله عليه وسلم:وفضائل كل منهن
 
--------------------------------------------------------------------------------

زوجات النبي صلى الله عليه وسلم ( الفضائل الخاصة بكل واحدة منهن )

(1) خديجة بنت خويلد

بن أسد بن عبد العزى بن قٌصي. وقُصي جد النبي صلى الله عليه وسلم، وهي ثاني أقرب أمهات المؤمنين إليه نسباً من جهة الأب، ولم يتزوج غيرها من ذرية قُصي إلا أم حبيبة بنت أبي سفيان .
وتُعتبر خديجة أوسط نساء قريش نسباً، وأعظمهن شرفاً، وأكثرهن مالاً، تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ابن خمس وعشرين سنة بعد أبي هالة بن النباش بن زرارة التميمي حليف بني عبد الدار.
آمنت به صلى الله عليه وسلم ونصرته، فكان يفضّلها على جميع النساء.، وأنجبت له أولاده إلا إبراهيم فإنه من السيدة مارية رضي الله عنها، ولم يتزوج عليها الرسول صلى الله عليه وسلم حتى توفيت قبل الهجرة بثلاث سنين.
- ولها فضائل جليلة ومناقب عظيمة منها:

1- إنها من السابقين الأولين إلي الإسلام: فهي أول الناس إيماناً بما أنزل الله، فكان لها أجرها وأجر من آمن بعدها.

2- لم يتزوج عليها صلى الله عليه وسلم حتى فارقت الحياة الدنيا فانفردت بخمس وعشرين سنة من ثمانية وثلاثين سنة هي حياته الزوجية صلى الله عليه وسلم (حوالي الثلثين).
3- كان حب الرسول صلى الله عليه وسلم لها رزقاً من الله رزقه إياه فحبها فضيلة.

4- كان صلى الله عليه وسلم يكثر من ذكرها والثناء عليها والمدح لها وصلة ودها.

قالت عائشة رضي الله عنها: "ما غرت للنبي صلى الله عليه وسلم على امرأة من نسائه ما غرت على خديجة؛ لكثرة ذكره إياها وما رأيتها قط" .

5- كانت خير نساء أمة محمد صلى الله عليه وسلم. روى البخاري بإسناده إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "خير نسائها مريم وخير نسائها خديجة".

6- سلام الله عليها وبشارتها ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب. روى الشيخان بإسناديهما إلى أبي هريرة رضي الله عنه قال: "أتى جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله هذه خديجة قد أتت معها إناء فيه إدام أو طعام أو شراب، فإذا هي أتتك فاقرأ عليها السلام من ربها ومنى وبشرِّها ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب" .

7- رزقه الله تعالى منها من الولد ولم يرزقه صلى الله عليه وسلم من غيرها. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ورزقني الله منها الولد إذ لم يرزقني من غيرها".


(2) سودة بنت زمعة


بن قيس بن عبد شمس بن عبدُ وُدّ بن نصر بن مالك بن حِسْل بن عامر بن لؤي بن غالب بن فهر. أمها: الشموس بنت زيد بن عمرو الأنصارية، وكانت قبل النبي صلى الله عليه وسلم عند السكران بن عمرو، روت عن النبي صلى الله عليه وسلم وعنها ابن عباس ويحيى بن عبد الله بن عبد الرحمن بن سعد بن زرارة.

أسلمت بمكة قديماً وهاجرت هي وزوجها إلى الحبشة الهجرة الثانية، مات زوجها هناك، وهي أول امرأة تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد خديجة، وكان ذلك بمكة، وانفردت به نحواً من أربع سنين، وهي سيدة جليلة ونبيلة. توفيت سنة خمس وخمسين على الأرجح في آخر خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه.


- ومن مناقبها: 1- حرصها على البقاء في عصمة النبي صلى الله عليه وسلم، فقد وهبت يومها في القَسْم لعائشة تقرباً إليه صلى الله عليه وسلم وحباً له، ولتكون من زوجات النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة.
ذكر ابن سعد في الطبقات أن سودة قالت النبي صلى الله عليه وسلم أنشدك بالله أما راجعتني، وقد كبرتُ ولا حاجة لي في الرجال ولكني أحب أن أبعث في نسائك يوم القيامة فراجعها النبي صلى الله عليه وسلم .
وروى البخاري بإسناده إلى عائشة رضي الله عنها: (أنّ سودة بنت زمعة وهبت يومها لعائشة وكان النبي صلى الله عليه وسلم يَقْسم لعائشة بيومها ويوم سودة" .

2- تمنيت عائشة رضى الله عنها أن تكون مثل هديها وطريقتها.
روى مسلم بإسناده إلى عائشة رضي الله عنها قالت: "ما رأيتُ امرأة أحب إليّ أن أكون في مسلاخها من سودة بنت زمعة... ".

(3) عائشة بنت أبي بكر الصديق

، وهو عبد الله بن عثمان التيمي القُرشي، تُكنى بأم عبد الله، فقد سألت النبي صلى الله عليه وسلم أن تكتنى فقال اكتني بابن أختك فاكتنت بأم عبد الله، وهو عبد الله بن الزبير بن العوام، وأمه أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهم جمعياً.
وأمها: أم رومان بنت عامر بن عويمر الكنانية، ولدت بعد البعثة بأربع سنوات، وتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي بنت ست ودخل بها وهي بنت تسع سنين، ولم يتزوج بكراً غيرها، وقد نزلت براءتها من فوق سبع سموات، وكانت أحب أزواجه إليه من بعد خديجة، وأفقه نساء الأمة يستفتيها أكابر الصحابة .

توفي عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي في الثامنة عشرة من عمرها وكانت وفاتها في 17 من رمضان سنة 58ه- وصلى عليها أبو هريرة رضي الله عنه ودفُنت ليلاً في البقيع رضي الله عنها.
- وانفردت عائشة رضي الله عنها بمجموعة من المناقب التي ذكرتها كتب السنة منها:

1- كانت أحب الأزواج إلى النبي صلى الله عليه وسلم، من بعد خديجة رضي الله عنها.
روى البخاري بسنده عن عمرو بن العاص رضي الله عنه" أن النبي صلى الله عليه وسلم بعثه على جيش ذات السلاسل قال: فأتيته فقلت أي الناس أحب إليك؟ قال: عائشة، فقلت: فمن الرجال؟ قال أبوها.." .

2- جاء جبريل عليه السلام بصورتها إلى الرسول الله صلى الله عليه وسلم في قطعة من الحرير قبل زواجها.
روى الشيخان بإسناديهما إلى عائشة رضي الله عنه أنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أريتك في المنام ثلاث ليال جاءني بك الملك في سرَقَةٍ من حرير فيقول: هذه امرأتك، فأكشفُ عن وجهك فإذا أنتِ هي فأقول إن يكُ هذا من عند الله يُمضه" .

3- أرسل لها جبريل السلام مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
روى البخاري بإسناده إلى عائشة "فقالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً يا عائش، هذا جبريل يقرئُك السلام" فقلت: وعليه السلام ورحمة الله وبركاته، تَرى ما لا أرى - تريد رسول الله صلى الله عليه وسلم " .

4- أُنزل الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في لحافها دون غيرها من أمهات المؤمنين.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ".. يا أم سلمة لا تؤذيني في عائشة فإنه والله ما نزل عليّ الوحي في لحاف امرأة منكن غيرها"

5- أول من بدأها النبي صلى الله عليه وسلم بالتخيير عند نزول آية التخيير، وهي قوله تعالى: ((يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلاً. وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الآَخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا)) [الأحزاب:28ـ29].
وقرن ذلك بموافقة أبويها فاختارت رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن تستشيرهما فاستن بها بقية أمهات المؤمنين.
روى الشيخان بإسناديهما إلى عائشة قالت: ".. ففي أيّ هذا استأمر أبوي؟ فإني أريد الله ورسوله والدار الآخرة، قالت: ثم فعل أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل ما فعلت"

6- نزلت آيات من القرآن الكريم بسببها منها ما هو بشأنها ومنها ما هو للأمة، فمن الخاص بها.
- أن شهد الله لها بالبراءة مما رميت به من الإفك والبهتان.
((إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ)) [النور:11] إلى قوله تعالى: ((الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُولَئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ)) [النور:26].
- أما ما نزل بسببها وهو عام للأمة:
- آية التيمم التي كانت رحمة وتسهيلاً للأمة.
روى الشيخان بإسناديهما إلى عائشة " أنها استعارت من أسماء قلادة فهلكت، فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم ناساً من أصحابه في طلبها فأدركتهم الصلاة فصلوا بغير وضوء فلما أتوا النبي صلى الله عليه وسلم شكوا ذلك إليه فنـزلت آية التيمم فقال أُسيد بن حضير جزاك الله خيراً فوالله ما نزل بك أمر تكرهينه إلا جعل الله لك منه مخرجاً وجعل للمسلمين فيه بركة"

7- حرص النبي صلى الله عليه وسلم أن يُمرَّض في بيتها، فكانت وفاته بين سحرها ونحرها في يومها، وجمع الله ريقيهما في آخر ساعة له من الدنيا وأول ساعة له من الآخرة، ودفن في بيتها، فقد روى البخاري بسنده عن عائشة رضي الله عنها، قالت: دخل عبد الرحمن بن أبي بكر على النبي صلى الله عليه وسلم وأنا مسندته إلى صدري، ومع عبد الرحمن سِواك رَطبٌ يستنُّ به فأيدّه رسول الله صلى الله عليه وسلم بصره، فأخذتُ السواك فقضمتُه ونقضتُه وطيبّه ثم دفعته إلى النبي صلى الله عليه وسلم فاستنَّ به.." .

8- أخبر صلى الله عليه وسلم بأنها من أصحاب الجنة.
روى البخاري بإسناده إلى القاسم بن محمد "أن عائشة اشتكت فجاء ابن عباس فقال: يا أم المؤمنين، تقدمين على فرط صِدْقٍ، على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى أبى بكر" ، فقطع ابن عباس لها بدخول الجنة لا يكون إلا بتوقيف.
كما روى البخاري والترمذي وصححه عن عبد الله بن زياد الأسدي قال: "سمعتُ عماراً يقول: هي زوجته في الدنيا والآخرة" .

9- هي أعلم نساء هذه الأمة، إذا روت عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث كثيرة تجاوزت الألفين. ، إضافة إلى أن كبار الصحابة كانوا يرجعون إليها ويستفتونها.


(4) حفصة بنت عمر بن الخطاب العدوي القرشي،

وهي أخت عبد الله لأبيه، وأمها: زينب بنت مظعون أخت عثمان بن مظعون بن حبيب بن وهب بن حذافة، تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم سنة ثلاث للهجرة بعد زوجها خنيس بن حذافة البدري المتوفي بالمدينة، وكانت صوّامة قوّامة، وُلدت قبل البعثة بخمس سنين، وتُوفيت في شبعان سنة 45هـ رضي الله عنها.
- ومن مناقبها:
1- شرفت بالهجرة مع زوجها، روى ابن سعد بإسناده إلى أبي الحويرث، قال: "تزوج خنيس بن حذاقة، من حفصة بنت عمر فكانت عنده وهاجرت معه إلى المدينة" .

2- كثرة الصيام والقيام وهي زوجة المصطفى صلى الله عليه وسلم في الجنة.
روى الطبراني بإسناده إلى قيس بن زيد "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم طلق حفصة تطليقة.. فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فدخل فتجلببت فقال النبي صلى الله عليه وسلم أتاني جبريل عليه السلام فقال: راجع حفصة فإنها صوامة قوامة وإنها زوجتك في الجنة" .
3- لما جُمع المصحف على عهد أبي بكر رضي الله عنه ظل عنده حتى وفاته عند عمر في خلافته ثم صار عند حفصة، ثم استعانوا به عندما جمعه عثمان رضي الله عنه وأعادوه لها حتى توفيت سنة خمس وأربعين بالمدينة

(5) زينب بنت خزيمة

بن عبد الله بن عمرو بن عبد مناف بن هلال بن عامر بن صعصعة الهلالية، كان يقال لها أم المساكين لإطعامها إياهم والتصدق عليهم، استشهد زوجها عبد الله بن جحش بأحد الغزوات فتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان دخوله بها بعد حفصة ولم تلبث معه إلا شهرين أو ثلاثة، توفيت سنة أربع للهجرة، وإن كانت لم تذكر لها مناقب على الخصوص فيكفيها ما جاء في حقهن على العموم، وكذلك صلاة رسول الله عليها لما ماتت، فتلك فضيلة اختصت بها؛ لأنه لم يمت في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم من زوجاته إلا خديجة وهي، وصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم رحمة واجبة للمؤمنين.



(6) أم سلمة هند بنت أبي أمية

(حذيفة) المخزومية القرشية، كان أبوها يلقب (زاد الركب) لجوده، فالمسافر معه لا يحمل زاداً، وأمها: عاتكة بنت عامر كنانية من بني فراس، تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد موت زوجها أبي سلمة بن عبد الأسد وهو ابن عمها ، الذي هاجرت معه إلى الحبشة ثم إلى المدينة، وقيل إنها أول ظعينة، دخلت المدينة، وكانت من أجمل النساء وأشرفهن نسباً، وكانت آخر زوجات النبي صلى الله عليه وسلم وفاةً فقد توفيت على الأرجح سنة واحد وستين من المهجرة.


- ومن مناقبها:

1- زواج النبي صلى الله عليه وسلم منها ودعاؤه لها، وروى مسلم بإسناده إلى أم سلمة " قالت: أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم حاطب بن أبي بلتعة يخطبني له فقلت: إنّ لي بنتاً وأنا غيور، فقال: أما ابنتها فندعو الله أن يغنيها عنها، وأدعو الله إن يذهب بالغيرة.

2- أخبر صلى الله عليه وسلم بأنها من أهل الجنة، روى أحمد بإسناده إلى أم سلمة رضي الله عنها قالت: أغدف (غطى) رسول الله صلى الله عليه وسلم على علي وفاطمة والحسن والحسين رضي الله تعالى عنهم خميصة سوداء ثم قال: اللهم إليك لا إلى النار أنا وأهل بيتي، قالت: قلت: وأنا رسول الله، قال: وأنتِ.

3- وتظهر حكمتها جلية يوم الحديبية، لما دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم الصحابة فقال: " يا أيها الناس أنحروا واحلقوا. قال: فما قام أحد قال: ثم عاد بمثلها فما قام رجل حتى عاد بمثلها فما قام رجل. فرجع رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل على أم سلمة فقال: " يا أم سلمة: ما شأن الناس؟ قالت: يا رسول الله قد دخلهم ما قد رأيت، فلا تكلمن منهم إنساناً، واعمد إلى هديك حيث كان فانحره واحلق فلو قد فعلت ذلك فعل الناس ذلك، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يكلم أحداً حتى أتى هديه فنحره ثم جلس فحلق، فقام الناس ينحرون ويحلقون، قال حتى إذا كان بين مكة والمدينة وسط الطريق فنـزلت سورة الفتح .
وتلك المشورة دالة بوضوح على ما أوتيت من عقل وحسن تدبير.




(7) زينب بنت جحش

بن رباب بن يعمر الأسدي حليف بني عبد شمس، من المهاجرات الأول، وأمها: أميمة بنت عبد المطلب بن هاشم، عمته صلى الله عليه وسلم، تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم سنة ثلاث أو خمس بعد ما كانت زوجة لزيد بن حارثة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذي كان يدعى ابن محمد وفي ذلك بيان حكم الزواج من زوجة الابن المتبني فقد تبنى رسول الله صلى الله عليه وسلم زيد بن حارثة رضي الله عنه قبل النبوة فكان يُقال له زيد بن محمد، فقطع الله تعالى هذه النسبة بقوله: (( ادْعُوهُمْ لآَبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّه )) )) [الأحزاب:5] ، ثم زاد ذلك بياناً وتأكيداً بوقوع تزويج رسول الله صلى الله عليه وسلم بزينب بنت جحش رضي الله عنها" حتى نزلت الآية: ((ادْعُوهُمْ لآَبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّه)) وفيها نزلت ((فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا)) [الأحزاب:37] .

كانت زينب رضي الله عنها من سادات النساء ديناً وورعاً وجوداً، وهي أول الأمهات لحوقاً بالنبي صلى الله عليه وسلم حيث كانت وفاتها سنة عشرين.

- ومن مناقبها:

- زوجها الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم من فوق سبع سموات: ((وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولاً)) [الأحزاب:37].

وكانت تفتخر على الزوجات فتقول: "زوجكن أهاليكنَّ وزوجني الله تعالى من فوق سبع سموات"
2- كان زواجها سبباً لنزول آية الحجاب.
روى البخاري بإسناده إلى أنس بن مالك رضي الله عنه قال: "... لما أهديت زينب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت معه في البيت، صنع طعاماً ودعا القوم فقعدوا يتحدثون، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يخرج ثم يرجع وهم قعود يتحدثون، فأنزل الله تعالى: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَاللَّهُ لا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمًا)) [الأحزاب:53] .فضُرب الحجاب، وقام القوم" .

3 - ثناء النبي صلى الله عليه وسلم عليها بين أزواجه بتصدقها وإنفاقها في سبيل الله. روى مسلم بإسناده إلى عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أسرعكن لحاقاً بي أطولكن يداً، قالت: فكن يتطاولن أيتهن أطول يداً. قالت: فكانت أطولنا يداً زينب؛ لأنها كانت تعمل بيدها وتتصدق .

4- ومن فضائلها رضي الله عنها أنّ عائشة رضي الله عنها قالت: " لم أر امرأة خيراً في الدين من زينب وأتقى لله وأصدق حديثاً أو أوصل للرحم وأعظم صدقة وأشد ابتذالاً لنفسها في العمل الذي تصدّق به وتقرّب به إلى الله تعالى .




(8) حويرية بنت الحارث بن ضرار

بن حبيب بن خزيمة الخزاعية المصطلقية، سبيت في غزاة بني المصطلق (المُريْسيع) ، سنة خمس أو ست من الهجرة، فوقعت في سهم ثابت بن قيس فكاتبها . فقضى رسول الله صلى الله عليه وسلم كتابتها، وتزوجها بعد ما كانت تحت مسافع بن صفوان المقتول في المعركة نفسها، وأعتق المسلمون بسببها مئة أهل بيت من السبي فكانت بركتها على قومها عظيمة، توفيت سنة خمسين للهجرة.

- ومن مناقبها:

- كانت من المكثرات للعبادة الذاكرات الله كثيراً.
روى مسلم بإسناده إلى عبد الله بن عباس عن جويرية رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج من عندنا بكرة حين صلى الصبح وهي في مسجدها ثم رجع بعد أن أضحى وهي جالسة فقال: مازلت على الحال التي فارقتك عليها؟ قالت: نعم قال النبي صلى الله عليه وسلم: لقد قُلتُ بعدك أربع كلمات ثلاث مرات لو وزنت بما قُلتِ منذ اليوم لوزنتهن.. سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته.

2- سمّاها النبي صلى الله عليه وسلم جويرية بعد ما كان أسمها برة .



(9) أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان

صخر بن حرب بن أمية عبد شمس بن عبد مناف الأموية، أمها: صفية بنت أبي العاص بن أمية، ولدت قبل البعثة بسبعة عشر عاماً وأسلمت مع زوجها عُبيد الله بن جحش الأسدي وهاجر إلى الحبشة فولدت حبيبة، وتمسكت بدينها ثم هاجرت وتنصّر زوجها.، وأبدلها الله زوجاً خيراً منه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهي أقرب نسائه إليه نسباً، تلتقي معه في عبد مناف، توفيت سنة 44هـ.

- ومن مناقبها:

1- إكرامها فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم من أن يجلس عليه أبوها وهو مشرك لما قدم لتمديد الهدنة بين المسلمين وقريش.
2- هاجرت الهجرة الثانية إلى الحبشة.



(10) صفية بنت حُيي بن أخطب

بن سعية من بني النضير من ذرية هارون بن عمران، كانت تحت سلام بن مشكم قبل إسلامها ثم خلف عليها كنانة بن أبي الحقيق فقتل يوم خَيْبَر ثم صارت مع السبي فأخذها دحية الكلبي وكاتبها، وقد وفَّى النبي صلى الله عليه وسلم كتابتها فأعتقها وتزوجها وجعل عتقها صداقها، توفيت سنة اثنين وخمسين من الهجرة.

- ومن مناقبها:

1- زوجة نبي وابنة نبي وعمها نبي.
روى الترمذي عن أنس رضي الله عنه قال: بلغ صفية أنّ حفصة قالت: بنت يهودي، فبكت فدخل عليها النبي صلى الله عليه وسلم وهي تبكي فقال: ما يبكيك؟ قالت: لي حفصة: إني ابنة يهودي. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: وإنك لابنة نبي، وإنّ عمك لنبي، وإنك لتحت نبي، ففيم تفتخر عليك؟ ثم قال: اتقي الله يا حفصة .
2- وصفها النبي صلى الله عليه وسلم بالصدق لما قالت له في مرضه (أما والله يا نبي الله لوددت أنّ الذي بك بي، فتغامز بها أزواج النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم أعبتنها فوالذي نفسي بيده إنها لصادقة" .



(11) ميمونة بنت الحارث بن حزن بن عامر بن صعصعة الهلالية، وأمها: هند بنت عوف، تزوجت مسعود بن عوف الثقفي ثم خلف عليها أبو رهم بن عبد العزي، فمات عنها، فزوجها العباس- وكيلها- النبي صلى الله عليه وسلم، وبني بها بسرف قرب مكة، وكانت آخر امرأة تزوجها سنة سبعة في عمرة القضاء.

- من مناقبها:

1- شهادة النبي صلى الله عليه وسلم لها بالإيمان.
عن ابن عباس رضي الله عنه قال: "قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الأخوات مؤمنات ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم وأختها أم الفضل بنت الحارث وأختها سلمى بنت الحارث امرأة حمزة وأسماء بنت عميس أختهن لأمهن .
2- سماها رسول الله صلى الله عليه وسلم ميمونة.
روى البخاري بإسناده إلى ابن عباس رضي الله عنه: "كان اسم خالتي ميمونة برّة فسماها رسول الله ميمونة" .

ودمتم بكل خير

نبع الحب 02-11-07 08:31 PM

جزاك الله كل خير الريحانه

على موضوع الرائع

يعطيكـ العافيهـ

دمتي بحفظ الرحمن

المحرومه من الحنان 02-11-07 10:10 PM

جزاك الله كل خير
وجعلها في ميزان حسناتك
الله يعطيك العافية

الريحانه 04-12-07 07:50 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نبع الحب (المشاركة 1053441)
جزاك الله كل خير الريحانه

على موضوع الرائع

يعطيكـ العافيهـ

دمتي بحفظ الرحمن

مشكوووووووووووووووورة
على المروووووووووووووووور

الريحانه 04-12-07 07:51 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المحرومه من الحنان (المشاركة 1053680)
جزاك الله كل خير
وجعلها في ميزان حسناتك
الله يعطيك العافية

مشكوووووووووووووووورة
على المروووووووووووووووور

همس الشرق 05-12-07 03:49 PM

موضوع رائع ومفيد
بارك الله فيكى

الريحانه 06-12-07 06:43 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة همس الشرق (المشاركة 1107361)
موضوع رائع ومفيد
بارك الله فيكى

مشكوووووورةعلى المروووور
http://www.hammss.net/vip/uploads/21137d29ab.gif

hend 27-01-09 09:12 PM

عائشة بنت أبى بكر
 

أم المؤمنين
هي عائشـة بنت أبي بكر الصديـق، عبد الله بن أبي قحافـة عثمان بن عامر من ولد تيـم بن مرة، ولدت السيـدة عائشـة بعد البعثة بأربع سنين، وعقد عليها رسـول اللـه -صلى الله عليه وسلم- قبل الهجرة بسنة، ودخـل عليها بعد الهجرة بسنة أو سنتيـن... وقُبِضَ عنها الرسول الكريم وهي بنـت ثمان عشرة سنة، وعاشت ست وستين سنة، وحفظت القرآن الكريم في حياة الرسول وروت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ألفي حديث ومائي وعشرة أحاديث...




الرؤيا المباركة
قال الرسـول -صلى الله عليه وسلم-: (أُريتُـكِ -وهو يخاطب عائشـة- في المنام ثلاث ليالٍ، جاءني بك الملك في سَرَقةٍ من حرير، وهو الحرير الأبيض، فيقول: (هذه إمرأتك)... فاكشف عن وجهك فإذا أنت هي؟... فأقول: (إن يكُ هذا من عند الله يُمضِهِ)...




الخِطبة

عندما ذكرت خولة بنت حكيـم لرسـول الله -صلى الله عليه وسلم- اسم عائشة لتخطبها له، تهلل وجهه الشريف لتحقق الرؤيا المباركة، ولرباط المصاهـرة الذي سيقرب بينه وبين أحـب الناس إليه... دخلت خولة إلى بيت أبي بكر، فوجدت أم عائشة فقالت لها: (ماذا أدخل الله عليكم من الخير و البركة؟)... قالت أم عائشة: (وما ذاك؟)... أجابت: (أرسلني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أخطبُ له عائشة)... فقالت: (ودِدْتُ، انتظري أبا بكر فإنه آتٍ)...

وجاء أبو بكر فقالت له: (يا أبا بكر، ماذا أدخل الله عليك من الخير والبركة؟! أرسلني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أخطبُ عائشـة)... فذكر أبو بكر موضعـه من الرسـول -صلى الله عليه وسلم- وقال: (وهل تصلح له؟... إنما هـي ابنة أخيه؟)... فرجعت خولة إلى الرسول -صلى الله عليه وسلم- فقالت له ذلك، فقال: (ارجعي إليه فقولي: أنت أخي في الإسلام، وأنا أخوك، وبنتك تصلحُ لي)...

فذكرت ذلك لأبي بكر فقال: (انتظريني حتى أرجع)... فذهب ليتحلل من عِدَةٍ للمطعم بن عدي، كان ذكرها على ابنه، فلما عاد أبو بكر قال: (قد أذهبَ الله العِدَة التي كانت في نفسـه من عدِتِه التي وعدها إيّـاه، ادْعي لي رسـول الله -صلى الله عليه وسلم-)... فدعتْه وجاء، فأنكحه، فحصلت قرابة النسب بعد قرابة الدين...





العروس المباركة

وبعد أن هاجر الرسول -صلى الله عليه وسلم- والمؤمنين إلى المدينة، وحين أتى الميعاد أسرع الأصحاب من الأنصار وزوجاتهم إلى منزل الصديق حيث كانت تقوم فيه العروس المباركة، فاجتمعت النسوة إلى آل الصديق يهيئن العروس لتزفّ إلى زوجها (سيد الخلق)، وبعد أن هيَّئْنَها وزفَفْنها، دخلت (أم الرومان) أم عائشة بصحبة ابنتها العروس إلى منزل الرسول -صلى الله عليه وسلم- من دار أبي بكر.

وقالت: (هؤلاء أهلك، فبارك الله لك فيهنّ، وبارك لهن فيك)... وتنقضي ليلة الزفاف في دار أبي بكر (في بني الحارث بن الخزرج)... ثم يتحوّل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بأهله إلى البيت الجديد... وهو حجرة من الحجرات التي شُيّدت حول المسجد...





حديث الإفك
حديث الإفك خطير أفظع الخطر في مضمونه ومحتواه... فمضمونه: العداء للإسلام والمسلمين، ومحتواه: قذف عرض النبي -صلى الله عليه وسلم- وإشاعة مقالة السوء في أهله الأطهار، وأغراضه: إكراه الرسول -صلى الله عليه وسلم- والمهاجرين على الخروج من المدينة، وأهدافه: إزالة آثار الإسلام والإيمان من قلوب الأنصار...




الحادثة

وفي غزوة المصطلق سنة ست للهجرة، تقول السيدة عائشة: (فلما فرغ الرسول -صلى الله عليه وسلم- من سفره ذلك وجّه قافلا حتى إذا كان قريبا من المدينة نزل منزلا فبات به بعض الليل، ثم أذّن في الناس بالرحيل، فارتحل الناس، وخرجت لبعض حاجاتي وفي عنقي عقد لي، فلما فرغت أنسل من عنقي ولا أدري.

فلما رجعت إلى الرحل ذهبت ألتمسه في عنقي فلم أجده، وقد أخذ الناس في الرحيل، فرجعت إلى مكاني الذي ذهبت إليه، فالتمسته حتى وجدته، وجاء القوم خلافي، الذين كانوا يُرَحِّلون لي البعير، وقد فرغوا من رحلته، فأخذوا الهودج وهم يظنون أني فيه كما كنت أصنع، فاحتملوه فشدوه على البعير، ولم يشكوا أني فيه، ثم أخذوا برأس البعير فانطلقوا به، فرجعت إلى العسكر وما فيه من داع ولا مجيب، قد انطلق الناس...

فتلففت بجلبابي ثم اضطجعت في مكاني، وعرفت أن لو قد افتقدت لرُجع إلي، فوالله إني لمضطجعة إذ مر بي صفوان بن المعطّل السُّلَمي، وقد كان تخلف عن العسكر لبعض حاجته، فلم يبت مع الناس، فرأى سوادي فأقبل حتى وقف علي، وقد كان يراني قبل أن يضرب علينا الحجاب.

فلما رآني قال: (إنا لله وإنا إليه راجعون، ظعينة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-)... وأنا متلففة في ثيابي، قال: (ما خلّفك يرحمك الله؟)... فما كلمته، ثم قرب البعير فقال: (اركبي)... واستأخر عني، فركبت وأخذ برأس البعير فانطلق سريعاً يطلب الناس، فوالله ما أدركنا الناس وما افتُقدت حتى أصبحت، ونزل الناس، فلما أطمأنوا طلع الرجل يقود بي، فقال أهل الإفك ما قالوا، فارتعج العسكر، ووالله ما أعلم بشيء من ذلك)...





مرض عائشة

وفي المدينة مرضت السيـدة عائشـة مرضاً شديداً، ولم تعلم بالحديـث الذي وصل للرسـول -صلى الله عليه وسلم- وأبويها، إلا أنها قد أنكرت من الرسول -صلى الله عليه وسلم- بعض لطفه بها، وحين رأت جفائه لها استأذنت بالانتقال إلى أمها لتمرضها فأذن لها...

وبعد مرور بضع وعشرين ليلة خرجت مع أم مِسْطح بنت أبي رُهْم بن المطلب بن عبد مناف، فعلمت بحديث الإفك، وعادت الى البيت تبكي وقالت لأمها: (يغفر الله لك، تحدّث الناس بما تحدّثوا به وبلغك ما بلغك، ولا تذكرين لي من ذلك شيئاً)... قالت: (أي بُنَيَّة خفِّضي الشأن، فوالله قلّما كانت امرأة حسناء عند رجل يُحبها لها ضرائر إلا كثّرن وكثّر الناس عليها)...





الأوس والخزرج

وقد قام الرسول -صلى الله عليه وسلم- في الناس يخطبهم، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: (أيها الناس، ما بال رجال يؤذونني في أهلي، ويقولون عليهم غير الحق؟... والله ما علمت منهم إلا خيراً، ويقولون ذلك لرجلِ والله ما علمت منه إلا خيراً، وما دخل بيتاً من بيوتي إلا وهو معي)... فلمّا قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تلك المقالة، قال أسيْد بن حُضَيْر: (يا رسول الله، إن يكونوا من الأوس نكفكهم، وإن يكونوا من إخواننا من الخزرج فمُرْنا بأمرك، فوالله إنهم لأهل أن تضرب أعناقهم)...

فقام سعد بن عُبادة فقال: (كذبت لعمر الله لا تُضرَب أعناقهم، أما والله ما قلت هذه المقالة إلا أنك قد عرفت أنهم من الخزرج، ولو كانوا من قومك ما قلت هذا)... قال أسيد: (كذبت لعمر الله، ولكنك منافق تجادل عن المنافقين)... وتساور الناس حتى كاد أن يكون بين هذين الحيّين من الأوس والخزرج شرّ، ونزل الرسول -صلى الله عليه وسلم- فدخل على عائشة...





الإستشارة
ودعا الرسول -صلى الله عليه وسلم- علي بن أبي طالب وأسامة بن زيد، فاستشارهما، فأما أسامة فأثنى خيراً وقال: (يا رسول الله، أهلك، ولا نعلم عليهن إلا خيراً، وهذا الكذب و الباطل)... وأما علي فإنه قال: (يا رسول الله، إنّ النساء لكثير، وإنك لقادر على أن تستخلف، وسلِ الجارية تصدُقك)... فدعا الرسول -صلى الله عليه وسلم- (بريرة) ليسألها، فقام إليها علي فضربها ضربا شديداً وهو يقول: (اصدقي رسول الله)... فقالت: (والله ما أعلم إلا خيراً، وما كنت أعيب على عائشة إلا أني كنت أعجن عجيني، فآمرها أن تحفظه فتنام عنه، فيأتي الداجن فيأكله)...




الرسول وعائشة

تقول السيدة عائشة: (ثم دخل علي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وعندي أبواي، وعندي امرأة من الأنصار، وأنا أبكي وهي تبكي معي، فجلس فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: (يا عائشة، إنه قد كان ما قد بلغك من قول الناس، فاتّقي الله وإن كنت قارفت سوءاً مما يقول الناس فتوبي الى الله، فإن الله يقبل التوبة من عباده)...

قالت: (فوالله ما هو إلا أن قال ذلك، فقلص دمعي، حتى ما أحس منه شيئاً، وانتظرت أبَوَيّ أن يجيبا عني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فلم يتكلما... فقلت لهما: (ألا تجيبان رسول الله؟)... فقالا لي: (والله ما ندري بماذا نجيبه)...

قالت: (فلما أن استعجما عليّ استعبرت فبكيت ثم قلت: (والله لا أتوب إلى الله مما ذكرت أبداً، والله إني لأعلم لئن أقررت بما يقول الناس، والله يعلم أنّي منه بريئة، لأقولن ما لم يكن، ولئن أنا أنكرت ما تقولون لا تُصدِّقونني، ولكني أقول كما قال أبو يوسف: (فصبرٌ جميلٌ والله المستعان على ما تصفون)...




البراءة

قالت السيدة عائشة: (فوالله ما بَرِحَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مجلسه حتى تغشاه من الله ما كان يتغشاه، فسُجِّي بثوبه، ووضِعت له وسادة من أدم تحت رأسه، فأما أنا حين رأيت من ذلك ما رأيت، فوالله ما فزعت كثيرا ولا باليت، قد عرفت أني بريئة، وإن الله غير ظالمي، وأما أبواي فوالذي نفس عائشة بيده ما سُرّيَ عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حتى ظننت لتخرجن أنفسهما فَرَقاً أن يأتي من الله تحقيق ما قال الناس...

ثم سُرِّيَ عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فجلس وإنه ليتحدّر منه مثل الجُمان في يومٍ شاتٍ، فجعل يمسح العرق عن جبينه ويقول: (أبشري يا عائشة، فقد أنزل الله براءتـك)... فقالت: (بحمـد الله وذمّكم)... ثم خرج إلى الناس فخطبهم، وتلا عليهم ما أنزل اللـه عز وجل من القرآن... سورة النور (11-19)... وبدايتها...

قال تعالى: {إنَّ الذين جَاؤُوا بالإفكِ عُصْبَةُ منكم، لا تحسبوه شراً لكم بلْ هو خيرُ لكم، لكل امرئ منهم ما اكتسبَ من الإثم، والذي تولَّى كِبْرَهُ منهم له عذابٌ عظيمٌ، لولا إذ سمعتُموه ظنَّ المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيراً}...



إقامة الحد
ثم أمر الرسول -صلى الله عليه وسلم- بمسطح بن أثاثه، وحسان بن ثابت، وحمنة بنت جحش وكانوا ممن أفصح بالفاحشة فضربوا حدَّهم...




حبيبة الحبيب

قالت السيدة عائشة لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-:(يا رسول الله، كيف حبّك لي؟)... قال -صلى الله عليه وسلم-: (كعقد الحبل)... فكانت تقول له: (كيف العُقدةُ يا رسول الله؟)... فيقول: (هي على حالها)... كما أن فاطمة -رضي الله عنها- ذهبت إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تذكر عائشة عنده فقال: (يا بُنية: حبيبة أبيك)...

قال ابن عباس -رضي الله عنهما- لأم المؤمنين عائشة: (كنتِ أحبَّ نساء النبي-صلى الله عليه وسلم- إليه، ولم يكن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يُحبُّ إلا طيّباً)... وقال: (هلكت قلادتُك بالأبواء، فأصبح رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يلتقطها فلم يجدوا ماءً، فأنزل الله عزّ وجل: قال تعالى: {فتيمموا صعيداً طيباً}... فكان ذلك بسببكِ وبركتك ما أنزل الله تعالى لهذه الأمة من الرخصة)...

وقال: (وأنزل الله براءتك من فوق سبع سمواته، فليس مسجد يُذكر الله فيه إلاّ وشأنك يُتلى فيه آناء الليل وأطراف النهار)... فقالت: (يا ابن عباس دعني منك ومن تزكيتك، فوالله لوددت أني كنت نسياً مِنسياً)...





رؤية جبريل
قالت السيـدة عائشـة: (رأيتك يا رسـول الله واضعاً يدك على معرفة فرسٍ، وأنت قائم تكلِّم دِحيـة الكلبي)... قال -صلى الله عليه وسلم-: (أوَقدْ رأيته؟)... قالت: (نعم!)... قال: (فإنه جبريل، وهو يقرئك السلام)... قالت: (وعليه السلام ورحمة الله وجزاه الله خيراً من زائر، فنعم الصاحب ونعم الداخل)...




زهدها
قال عروة: (أن معاوية بعث الى عائشة -رضي الله عنها- بمائة ألف، فوالله ما غابت الشمس عن ذلك اليوم حتى فرّقتها... قالت لها مولاتها: (لو اشتريت لنا من هذه الدراهم بدرهمٍ لحماً!)... فقالت: (لو قلت قبل أن أفرقها لفعلت)...




فضلها العلمي

كانت السيدة عائشة صغيرة السن حين صحبت الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وهذا السن يكون الإنسان فيه أفرغ بالا، وأشد استعداداً لتلقي العلم، وقد كانت السيدة عائشة -رضي الله عنها- متوقدة الذهن، نيّرة الفكر، شديدة الملاحظة، فهي وإن كانت صغيرة السن كانت كبيرة العقل... قال الإمام الزهري: (لو جمع علم عائشة الى علم جميع أمهات المؤمنين، وعلم جميع النساء، لكان علم عائشة أفضل)... وقال أبو موسى الأشعري: (ما أشكل علينا أمرٌ فسألنا عنه عائشة إلا وجدنا عندها فيه علماً)...

وكان عروة يقول للسيدة عائشة: (يا أمتاه لا أعجب من فقهك؟ أقول زوجة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وابنة أبي بكر، ولا أعجب من علمك بالشعر وأيام العرب، أقول بنية أبي بكر -وكان أعلم الناس- ولكن أعجب من علمك بالطب فكيف هو؟ ومن أين هو؟ وما هو؟)... قال: فضربت على منكبي ثم قالت: (أيْ عُريّة -تصغير عروة وكانت خالته- إنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يسقم في آخر عمره، فكانت تقدم عليه الوفود من كل وجه فتنعت له فكنت أعالجه، فمن ثَمَّ)...





اعتزال النبي لنسائه

اعتزل النبي -صلى الله عليه وسلم- نساءه شهراً، وشاع الخبر أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قد طلّق نساءه، ولم يكن أحد من الصحابة يجرؤ على الكلام معه في ذلك، واستأذن عمر عدّة مرات للدخول على الرسول -صلى الله عليه وسلم- فلم يؤذن له...

ثم ذهب ثالثة يستأذن في الدخول على الرسول -صلى الله عليه وسلم- فأذِنَ له، فدخل عمر والنبي -صلى الله عليه وسلم- متكئ على حصير قد أثر في جنبه، فقال عمر: (أطلقت يا رسول الله نساءك؟)... فرفع -صلى الله عليه وسلم- رأسه وقال: (لا)... فقال عمر: (الله أكبر)... ثم أخذ عمر وهو مسرور يهوّن على النبـي -صلى الله عليه وسلم- ما لاقى من نسائـه.

فقال عمر: (الله أكبر! لو رأيتنا يا رسـول اللـه وكنّا معشر قريش قوماً نغلِبُ النساء، فلما قدمنا المدينة وجدنا قوماً تغلبهم نساؤهم فطفق نساؤنا يتعلّمن من نسائهم، فغضبتُ على امرأتي يوماً، فإذا هي تراجعني، فأنكرت أن تراجعني، فقالت: (ما تُنْكِر أن راجعتك؟ فوالله إن أزواج النبي -صلى الله عليه وسلم- ليراجعْنَهُ، وتهجره إحداهنّ اليوم الى الليل)... فقلت: (قد خاب من فعل ذلك منكنّ وخسِرَتْ، أفتأمَنُ إحداكنّ أن يغضب الله عليها لغضب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فإذاً هي قد هلكت؟)... فتبسّم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-...

فقال عمر: (يا رسول الله، قد دخلت على حفصة فقلت: (لا يغرنّك أن كانت جاريتك -يعني عائشة- هي أوْسَم وأحبُّ إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- منك)... فتبسّم الرسول -صلى الله عليه وسلم- ثانية، فاستأذن عمر -رضي الله عنه- بالجلوس فأذن له...

وكان -صلى الله عليه وسلم- أقسم أن لا يدخل على نسائه شهراً من شدّة مَوْجدَتِهِ عليهنّ، حتى عاتبه الله تعالى ونزلت هذه الآية في عائشة وحفصة لأنهما البادئتان في مظاهرة النبي -صلى الله عليه وسلم-... والآية التي تليها في أمهات المؤمنين...

قال تعالى: {إِن تَتُوبَا إلى اللهِ فقد صَغَتْ قُلُوبُكُما وإن تَظَاهرا عَلَيه فإنّ اللهَ هوَ مَوْلاهُ وجِبريلُ وَصَالِحُ المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهيرٌ ** عسى رَبُّهُ إن طلَّقَكُنَّ أن يُبْدِلَهُ أزواجاً خَيْراً منكُنَّ مُسْلِماتٍ مُؤْمِناتٍ قانتاتٍ تائباتٍ عابداتٍ سائِحاتٍ ثَيَّباتٍ وأبكاراً}... سورة التحريم آية (4-5)...

فما كان منهن وآيات الله تتلى على مسامعهن إلا أن قلنَ ... قال تعالى: {سمعنا وأطعنا غفرانك ربّنا وإليك المصير}..





السيدة عائشة والإمام علي


لم يكن يوم الجمل لعلي بن أبي طالب، والسيدة عائشة، وطلحة والزبير قصد في القتال، ولكن وقع الاقتتال بغير اختيارهم، وكان علي -رضي الله عنه- يوقر أم المؤمنين عائشة ويُجلّها فهو يقول: (إنها لزوجة نبينا -صلى الله عليه وسلم- في الدنيا والآخرة)...

وكذا السيدة عائشة كانت تُجِلّ علياً و توقره، فإنها -رضي الله عنها- حين خرجت، لم تخرج لقتال، وإنما خرجت بقصد الإصلاح بين المسلمين، وظنّت أن في خروجها مصلحة للمسلمين ثم تبيـن لها فيما بعد أن ترك الخروج كان أولى، فكانـت إذا ذكرت خروجها تبكي حتى تبلّ خمارها...

فعندما أقبلت السيدة عائشة وبلغت مياه بني عامر ليلاً، نبحت الكلاب، فقالت: (أيُّ ماءٍ هذا؟)... قالوا: (ماء الحوْأب)... قالت: (ما أظنني إلا راجعة)... قال بعض من كان معها: (بل تقدمين فيراك المسلمون، فيُصلحُ الله ذات بينهم)... قالت: (إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال ذات يوم: (كيف بإحداكُنّ تنبُحُ عليها كلاب الحَوْأب)...

وبعـد أن انتهى القتال وقـف علي -رضي اللـه عنه- على خِباء عائشـة يلومها على مسيرها فقالت: (يا ابن أبي طالب، ملكْتَ فأسْجِحْ -أي أحسن العفو-)... فجهَّزها إلى المدينة وأعطاها اثني عشر ألفاً -رضي الله عنهم أجمعين-...





معاوية والسيدة عائشة

لمّا قدِم معاوية المدينة يريد الحج دخل على أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- ومولاها ذكوان أبو عامر عندها فقالت له عائشة: (أمِنتَ أن أخبِّئ لك رجلاً يقتلك بقتلك أخي محمداً؟)... قال معاوية: (صدقتِ)... فكلّمها معاوية فلمّا قضى كلامه، تشهدت عائشة ثم ذكرت ما بعث الله به نبيه من الهدى ودين الحق، والذي سنّ الخلفاء بعده، وحضّتْ معاوية على إتباع أمرهم، فقالت في ذلك، فلم تترِك...

فلمّا قضت مقالتها قال لها معاوية: (أنتِ والله العالمة بأمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم-المناصحة المشفقة، البليغة الموعظة، حَضَضْتِ على الخير وأمرت به، ولم تأمرينا إلا بالذي هو لنا، وأنتِ أهلٌ أن تطاعي)... فتكلّمت هي ومعاوية كلاماً كثيراً، فلمّا قدم معاوية اتكأ على ذكوان، قال: (والله ما سمعت خطيباً ليس رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أبلغ من عائشة)...





وفاتها
توفيت سنة ثمان وخمسين في شهر رمضان لسبع عشرة ليلة خلت منه، ودُفنت في البقيع...

wsae4 27-01-09 11:02 PM

جزاكي الله خيرا علي موضوعك الرائع


الساعة الآن 02:46 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية