منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء (https://www.liilas.com/vb3/f498/)
-   -   متاهة قلوب (https://www.liilas.com/vb3/t52177.html)

زوغدانة 21-09-07 06:30 AM

متاهة قلوب
 
يارب حد تعجبة القصة واللى مش هتعجبة وعايز يقول نقد يقول بس بالراحة ، انا هعرض جزء منها عشان اشوف ردود فعلكوا ولو القصة عجبتكو هكمل الباقى .
_(رؤى) الى اين ذهبت ؟ انى اتحدث اليك منذ مدة .ولكنك لست معى بالمرة
استفاقت (رؤى) من ذكرياتها البعيدة على صوت صديقتها (ولاء) التى كانتا تجلسان فى بيتها، انهما صديقاتان منذ ان كانتا معا فى المدرسة الثانوية ، ومازالتا صديقتان حتى بعد ان تزوجت (ولاء) واصبح لها بيتها وزوجها وقريبا طفلها ايضا الذين تنشغل بهم كثيرا ومع ذلك ظلت محتفظة بجمالها وبنضارة بشرتها الخمرية وبجمال شعرها البنى الغامق القصير الذى يغطى رقبتها والمتناسق بشدة مع عينيها البنيتان االواسعتان ، و ظلت هى و (رؤى) تحافظان على مقابلتهما بين كل حين واخر،وعلى الرغم من الاختلاف الكبير فى بين شكليهما وطباعهما الا انهما ظلتا صديقتان فكان يبدو انهما كما الاقطاب المختلفة التى تتجاذب الى بعضها البعض، فكانت (ولاء) متقدة دائما وسريعة الانفعال وذات خفة ظل، وروح ممازحة كبيرة ، بينما (رؤى)ذات الشعر الاسود الطويل و البشرة البيضاء اما عيناها فكانتا بلونهما الازرق النادر تعكس دائما براءة وقوة فى نفس الوقت، وكانت هادئة جدا وفى اعقد المواقف وهذا ما تتعجب لة (ولاء) بشدة ، ولذلك كانت (رؤى) تبدو هادئة وهى ترد على (ولاء) على الرغم من انها بدأت تتوتر بسبب الذكريات التى احيتها (ولاء) :
_انا اسفة يا (ولاء) لم اكن مركزة فقد سرحت فى ذكريات الكلية عندما ذكرت انك قابلت احد زملاءنا القدامى ... قلت من ؟
_(أدهم).. (أدهم فؤاد) ألا تتذكرينة ؟لقد كان يدرس لنا كمعيد فى الكلية وكان اخوة معنا فى نفس السنة الدراسية وكان من اعز اصدقائنا ، لا اصدق انك لا تتذكرية .
قالت (ولاء) ذلك وهى تعلم انة لم يكن هكذا فقط بالنسبة ل(رؤى)، وتعمدت ان تنسى الصفة الاهم التى كانت تميز (أدهم) عند(رؤى) وفضلت ان تنتظر لترى اذا كانت هى ستذكرها ام لا،
وكانت(رؤى)تتذكرة بالفعل ولكنها لم تستوعب انة هو (أدهم)الذى تعرفة ، فهى لم تكن تتخيل انها ستسمع هذا الاسم مرة ثانية اصلا خاصة بعد مرور ما يقرب من الخمس سنوات .
_ حسنا ...حسنا لقد تذكرتة الان ، هيا ... قولى كيف قابلتية ؟

ابتسمت (ولاء) فهى تعلم ان صديقتها لا تريد ان تتحدث فى اى شىء يخص (أدهم) حتى لو كانت تدارى ذلك فدائما ما كانت عيناها البريئتان الزرقاوتان بلون البحر تفضحان ما تريد ان تخفية امام (ولاء) والتى فضلت ان تحكى لها ما حدث وألا تتطرق الى الموضوع القديم الا اذا احست ان (رؤى) تريد ذلك فقالت لها بعد ان اخفت ابتسامتها حتى لا تغتاظ منها (رؤى) :
_ انت تعرفين ان (هانى) زوجى يعمل فى السياحة وانة يدير شركة والدة الذى اراد ان يبتعد عن العمل ويترك كل شىء ل(هانى) ، ودون الدخول فى تفاصيل كثيرة استعان (هانى) بمكتب محاسبة جديد للشركة وكان صاحب هذا المكتب ومديرة هو (ادهم) ، أما انا فقد قابلت(ادهم) فى عشاء العمل الذى اقامة زوجى للتعرف على (ادهم)و التحدث معة فى تفاصيل العمل ،ولن احدثك طبعا عن دهشتى حينما رايت (ادهم) وعلمت انة هو الرجل الذى سوف يعمل معة (هانى) ، وكذلك دهشة (هانى)و(أدهم) الذى قال ان الدنيا صغيرة جدا؛ ثم جلسنا وتحدثنا فى امور
كثيرة واتفق (هانى)و(أدهم) على امور العمل بينهم وانصرفا بعد ان دعوناهم على حفلة عيد زواجى انا و(هانى) .
_دعوتوهم ! من هم ؟
_اة.. ألم اقل لكى ، (أدهم)كان معة صديقة (أحمد)الذى يعمل معة ايضا .
_حسنا الم تحضرى لى شىء ام ان منزلك اصبح فارغ .
_ياة .. هذا صحيح لقد اخذنى الكلام ونسيت تماما ؛ ثوانى لن اتأخر .
لم تكن (رؤى)تريد شىء ولكنها ارادت ان تنفرد بنفسها قليلا بعد الذى سمعتة من (ولاء)فمعنى ذلك انها سترى (أدهم) فى حفلةعيد زواج (ولاء)
وهذا بالتأكيد شىء لا تفضلة ابدا ، وطبعا لا تستطيع الا تحضر ف(ولاء) لن تسمح بحدوث ذلك ابدا ثم انها لا ......
قاطع افكرها عودة (ولاء)بما لذ وطاب .
_ما كل هذا يا(ولاء) امازلت تعتبريننى ضيفة ؟
قالت (ولاء)وهى تقلد طريقة (رؤى) :
_ما كل هذا يا(ولاء) ..لقد كدت تفضحيننى منذ قليل ؛ تفضلى، انا التى صنعت هذا الكعك واريد رأيك لكى اقرر اذا كنت سأجعل (هانى) يراة اصلا ام لافاذا كان سىء لن يراة ،فأنا لا اريدة ان يعلم انى اعمل اى شىء سىء.
ضحكت (رؤى)قائلة :
_حقا.. لو لم اكن هنا ماذا كنت سنفعلين ؟
_لا شىء كنت سأنتظر حتى تأتى لكى اصنعة.
_يااة يا(ولاء)ألهذة الدرجة.. ؟
نظرت اليها (ولاء) وعلى شفتيها الجميلتين ابتسامة متعجبة :
_الى هذة الدرجة ماذا ؟
رق صوت (رؤى) وهى تقول :
_الى هذة الدرجة تحبين (هانى) ؟
ابتسمت (ولاء)ابتسامة عذبة ونظرت بعيدا وبدت كأنها تستعيد كل لحظاتها مع (هانى) منذ ان تمت خطبتها علية الى الأن ثم نظرت الى (هايا) وبدا فى عينيها الجميلتين كل الحب قائلة :
_كلمة الحب هذة اصبحت قليلة على ما نشعر بة انا و(هانى)تجاة بعضنا ف(هانى)ليس زوجى وابو بنتى اوابنى القادم فقط ولكنة اصبح كل ما يملىء حياتى وما يذيد من حبى لة انة يفعل كل ما بوسعة لكى يثبت لى اننى ايضا كل شىء فى حياتة .
ثم استعادت نبرة صوتها المرح بعد الحالم الهائم قائلة :
_ وطبعا ليست الحياة كلها بمبى بمبى وحب فى حب لابد من مواجهة بعض المشاكل والحياة تسير ، المهم قولى انت ما اخبارك مع (أيمن)؟
تلاشت الابتسامة قليلا من على الشفتين الرقيقتين وخفضت (رؤى) عينيها الى اسفل حتى تخفى كل الحيرة التى تشعر بها على الرغم من ان هذة الحيرة ظهرت فى صوتها عندما قالت :
_لا اعرف ماذا اقول لك يا(ولاء) فأنا نفسى اعجز عن تفسير مشاعرى تجاة(ايمن) ففى بداية خطبتنا كنت اعتقد اننى سوف احبة مع الوقت ولكن ها هى خطبتنا تكاد تقترب من الستة اشهروانا لا استطيع معرفة مشاعرى وايضا لا استطيع ان اجزم بأننى لا احبه .
نظرت اليها (ولاء) وهى لا تعرف هل تقول لها ما تريد قولة ام لا ولكنها سرعان ما حزمت امرها وقالت بسرعة قبل ان تتراجع :
_هل هذا لة علاقة ب(أدهم) ؟
رفعت (رؤى) رأسها بعنف لدرجة ان شعرها الجميل تناثر حول وجهها وقالت بحزم :
_ (ولاء) اتنى تعرفى جيدا انى لا اريد ان اتحدث فى هذا الموضوع .
_وانا لا اتحدث فى اى موضوع ، لقد سألتك سؤال محدد لة علاقة بالمستقبل وليس بالماضى.
_وما علاقة (أدهم) بمستقبلى .
_هذا ما اسألك اياة هل سوء علاقتك ب(ايمن) سببة (أدهم) ،فأنا اعرف ان (ايمن) انسان جيد جدا ولكنة ليس مثل (أدهم) اليس هذا ما تشعرى بة ؟
_لا يا(ولاء) لا يمكن ان يكون ما تقولية صحيح
_ هل هذا النفى تقولية لتقنعينى بة ام لتقنعى بة نفسك .
تخللت اصابع (رؤى) الطويلة الرفيعة داخل شعرها لتعيدة الى الوراء بحركة عفوية وهى تقول :
_انا لست فى حاجة لان اقنعك او اقنع نفسى بأى شىء لان هذة هى الحقيقة الواقعة ف(أدهم) لم يعد لة اى وجود فى حياتى فكفانى ما حدث نتيجة تواجدة فيها لأول مرة وانا طبعا لا افضل تكرار هذا مرة ثانية ، ومن فضلك لا تعيدى كلام فى هذا الموضوع ثانية وتأكدى من اننى نسيت (أدهم) تماما ولم يعد لة اى تأثير على .
قالت (ولاء) فى جدية تامة :
_حسنا انا اردت فقط الأ طمئنان ؛ ولكن عليك ان تتكلمى مع(ايمن) بشأن مشاعرك وانا متأكدة من انك ستستريحى بعد ذلك ف(ايمن) انسان متفتح وسيتفهم مشاعرك وانا متأكدة من انة سيساعدك على تجاوزها .
_ انا فعلا كنت انوى فعل ذلك ولكنى كنت خائفة من ان يفهم مشاعرى هذة بطريقة خاطئة ،ولكن حتى وان حدث ذلك فلن اكون نادمة لأنى على الأقل سأكون تحدثت معة بصراحة ، فأنا لا اريدة ان يعتقد انى احبة وانا لم اصل لهذا الاحساس بعد خاصة واننى اشعرانه يحبنى بالفعل .... ولكن كفانا من هذة الأحاديث الموجعة للعقل .
واستعادت لهجتها المرحة مرة اخرى وقالت :
_قولى لى الست بحاجة الى اى مساعدة للحفل ،تعلمين انى متاحة دائما اذا احتجت لى ام اننى بحاجة الى تذكيرك .
لا تعرف (ولاء) اذا كان هذا الحديث موجع للقلب ام للعقل كما تقول (رؤى) ولكنها ستتوقف عن التفكير فيما تعتقد انها مشاكل صديقتها المقربة الى ان ترى اللقاء المرتقب فى الحفل ، وستكتفى الأن بالتفكير فى ترتيبات الحفل مع (رؤى) .
كان اقتراح (رؤى) بأن تقام حفلة عيد زواج (هانى)و(ولاء) فى حديقة فيلا والدا (هانى) اقتراح موفق جدا وقوبل بالترحاب من قبل الجميع ، و من الجدير بالذكر ان عائلة (ولاء) تعرف (هايا) معرفة وثيقة ويعتبرونها اخت ل(ولاء)التى هى وحيدة ابويها .
ولذلك كانت (ولاء)مسرورة للغاية وهى تقف فى الحديقة التى تم اعدادها بمنتهى البراعة - من قبل المتخصصين الذين اتفق معهم والد (هانى) كهدية للزوجين - لتكون مكانا للحفل حيث الأضواء الجليةالتى علقت فى كل مكان كما تم تنسيقهاعلى اشجار الحديقة والتى تم تهذيبها هى الأخرى لتبدو على شكل قلوب متلئلئة فى هذا اليل البديع من ليالى الربيع الرائعة ، بالأضافة الى المائدة الكبيرة التى وضع عليها العديد من اصناف الطعام الشهية .
_هل يعجبك الحفل يا حبيبتى .
قاطع تأملات (ولاء) صوت زوجها والذى احاط بكتفيها عندما قالت لة وفى عينيها كل الحب :
_بالطبع تعجبنى يا حبيبى لدرجة انى كلما رأيت والدك او والدتك اشكرهما الف مرة .
_اة انا اعلم ان والداى اقاما الحفل هنا وعلى نفقتهم الخاصة كهدية لنا ، ولكن اسمحى لى بسؤال بسيط ، ايستحقا الشكر وحدهما ؟
قالت (ولاء) بدلال وكأنها لم تفهم قصدة :
_ومن غيرهما يستحق الشكر فى رأيك ؟اة ... عرفت انت تقصد دادا عزيزة ،اليس كذلك ؟
_دادا عزيزة ! حسنا يا .......
_اتريد شىء منى يا بنى ؟ وكانت هذة دادا عزيزة والتى كانت تمر بجوارهما فسمعت اسمها فأعتقدت ان (هانى) يريد شىء ، فوجىء (هانى)بوجودها فلم يرها قريبة على الاطلاق ولم يعرف ماذا يقول لها ولكنة تدارك الموقف بسرعة وقال :
_لا يا دادا اشكرك لا اريد شىء .
_حسنا يا بنى ، وانصرفت المربية دون ان ترى محولات (ولاء) الفاشلة لكتم ضحكاتهاوما ان رأها (هانى)حتى استغرق معها فى الضحك وفى هذة اللحظة وصلت (رؤى) الى الحفل ومعا اختها (هنا) التى تضغرها باربع سنوات وخطيبها (ايمن) والذى اصبح هو و(هانى)اصدقاء ، وما ان رأتهم (ولاء)حتى اشارت لهم وعندمارأوها ذهبوا اليهم وتبادلواالتحيات ثم باركوا ل(ولاء)و(هانى) بمناسبة عيد زواجهم الاول ، نظرت (ولاء)الى (ايمن)بطرف عينيها وهى تقول ل(رؤى) بصدق:
_ما اجملك اليوم يا عزيزتى ؟ هذا الفستان يبدو كأنة صنع من اجلك .
وبالفعل كان الفستان رائعا ، فلونة الازرق بدرجاتة يلائم (رؤى) كثيرا ويبرز لون عينيها الزرقاوان ،وكان قماشة الشيفونى ينساب بنعومة على جسدها مبرزا تناسقةورشاقتة .
ابتسمت (رؤى) وقالت بتواضع وصدق :
_ليس الى هذة الدرجة يا(ولاء) ،انت التى تبدين متألقة للغاية ولا يبدو انك فى الشهور الاخيرة من الحمل .
_احم .. احم وانا ليس لى جانب قليل من هذا المديح الكثير .
كانت هذة (هنا) اخت (رؤى)والتى قالت ذلك بشقاوتها المعهودة ، ولم تكن (هنا) تشبة اختها كثيرا ، فكانت بشعرها البنى الذى يميل الى الذهبى والذى تميل دائما الى جعلة متموجا حول وجهها الصغير وعيناها الغامقتان تختلف عن اختها ، ولكن كان بينهما ذلك الشبة البسيط فى الملامح والذى يحتاج الى تدقيق كبير لملاحظتة .
ردت عليها (ولاء) ممازحة وهى تضحك وتشير الى (ايمن):
_ ليس لك خطيب كى امدح فيك امامة يا عزيزتى ، ومع ذلك فأنت تبدين جميلة جدا ولكنى سأخيب ظنك فلا يوجد عذاب بالحفل .
برقت عينا (هنا) الغامقتين دليل على بدء النقار المثير بينها وبين (ولاء) كما كان يحلو ل(رؤى)ان تسمية دائما ولكنها ما لبثت ان تراجعت قائلة :
_حسنا يا (ولاء) ، انا سأتركك اليوم فقط لانة عيد زواجك ،ولكن عليك ان تعلمى اننى لن انساها لكى،كما ان (ايمن) لا يحتاج ان تمدحى (رؤى) امامة لكى يمدحها فهو بالفعل بدء يتغزل فيها منذ ان اتى ليأخذنا من البيت حتى وصلنا الى هنا .
نظرت (ولاء)الى زوجها ولكزتة فى كتفة قائلة :
_اترى يا استاذ !
_ارى ماذا ؟ دعونى اقول لكم اخر مرة حاولت مغازلتها فيها كانت ستحضر دادا عزيزة بدلا منها .
ضحك الجميع ثم قال (ايمن) عندما لاحظ النظرات الصامتة بين (ولاء) و (رؤى):
_ (هانى) تعال معى لاحضار بعض المشروبات.
كان (ايمن) يتكلم وهو يأخذ (هانى) من زراعة بالفعل قبل حتى ان يعرف ردة ،
كما ذهبت (هنا) لتسلم على بعض صديقاتها من اقارب (ولاء) وعندما اصبحا بمفردهما قالت (ولاء) ل(رؤى) :
_اعتقد ان (ايمن) فهم اننا نريد ان نتحدث بمفردنا ، المهم قولى لى هل تحدثت معة ؟
_لا ،لم اجد الفرصة المناسبة بعد ، ففى الفترة السابقة كنت انا مشغولة معك دائما وهو ايضا كان دائما مشغول فى المستشفى وبالكاد كنا نتكلم لنطمئن على بعضنا ونعرف اخبار بعض ، فأسرت الصمت حتى اجد الوقت الملائم .
توقف كلامهما فى هذا الموضوع عند هذا الحد ، وتكلما بعد ذلك فى شكل الحديقة الرائع وتنسيقها الجذاب ، كما تحدثوا فى مواضيع اخرى الى ان قالت (ولاء) بعد قليل :
_ على فكرة لقد وصل (أدهم)و(احمد) شريكة .
كان ظهر (رؤى)لمدخل الحديقة التى يدخل منها المدعوين لذلك كانت (ولاء)تقوم بدور المعلق بمهارة على الرغم من ان (رؤى)ام تطلب منها ذلك ،لكنها تعلم انة ان لم يكن الحب فانة الفضول الذى يجعل اى انثى تريد معرفة اخبار حبيبها السابق حتى وان انكرت ذلك ، ولذلك ايضا لم تتفوة (رؤى) سوى بكلمة واحدة قالتها بهدوء شديد وكأن الامر لا يعنيها :
_حقا .
تابعت (ولاء) سرد خط سير (أدهم) بطريقة فكاهية غير مبالية بعدم اهتمام (رؤى) :
_نعم ،وتقريبا يتجة (أدهم) ناحية (هانى) ، اة .. ويبدو ان زوجى العزيز يقوم بدور المضيف على اكمل وجة فها هو يعرف (أدهم) و(احمد) ب(ايمن)خطيبك ، ويبدو ان (هانى) مصر على عيش دور المضيف الرائع فهو اخذ الثلاث رجال - ويؤسفنى قول ذلك بشدة - ولكنة يسير بهم الينا .
اتسعت عينا (رؤى) للحظة وازداد بريقهما ونقلت نظراتها المضطربة الى الارض، كما ازدادت دقات قلبها بشدة وهذا بالنسبة اليها نذير بالخطر فاذا كان حالها هكذا قبل ان تراة فكيف سيكون اذا تحدثت معة ؟ لقد كانت متأكدة انها ستضطر ان تتكلم معة ولكن الان عندما اصبح على بعد خطوات منها لا تعرف كيف ستنظر الية حتى ، تقول انها نسيتة ! فلماذا اذا يحدث لها هذا الأضطراب ، ولكن عليها ان تتمالك نفسها فهى لا تريد ان يلاحظ اى احد ذلك حتى (ولاء) نفسها، ولم يأخذ تفكيرها وضبطها لنفسها الكثير من الوقت واستطاعت ان تقول ل(ولاء) بجذل على الرغم مما تشعر بة :
_ حسنا دعينا نستعد لمشاهدة العرض يا عزيزتى .


زوغدانة 21-09-07 07:25 AM

معلش يا جماعة انا عارفة ان الخط صغير بس غصب عنى والله دى اول مرة اعرض موضوع على المنتدى ومش عارفى ازاى اكبر الخط معلش استحملونى ........... وياريت اتلقى ردوركم

نــــا نـــو 21-09-07 09:24 AM

راااااااااااااائعه زوغدانه

طريقتكي في السرد راائعه ومشوقه

إستمري ونحن بإنتظار باقي الرواايه


الله يعطيكي العافيه

زوغدانة 21-09-07 05:20 PM

مرسىىىىىىىىىىىىىىىى جداااااااااااااااااا ليكى يا نانو انتى والله رفعتى من روحى المعنويه جامد وان شاء الله هنزل الجزء التانى عشان خاطرك يا قمر

سعود2001 21-09-07 05:42 PM

رائعه زوغدانه على فكرة (غريب اسم معرفك ممكن أعرف معناه )

و بالنسبه لتكبير الخط اضغطي على تعديل و راح يجيكي مربع الكتابه
راح تشوفين الخطوط و بجنبها الأحجام و أختاري الحجم 3 أو 4
موفقة

زوغدانة 21-09-07 06:58 PM

زوغدانة دة كان اسم فوازير من زمان ،الفوازير كان اسمها زوغدانة وفيركيكو وكانت كاريكاتير ولو الاسم مضايقك ممكن تقوليلى مشمش ،واللى عاجبة مشمش اكتر يناديلى بية

بحر الندى 21-09-07 07:11 PM

زوغدانة
بدايهـ موافقهـ باذن الله
و تسلمـ الايادي
ونتتظر بوح قلمكـ الكريمـ
ملاحظة
تمـ تكبير النص
و موفقهـ يارب
^_^

MALAK 21-09-07 07:16 PM

مرحبا زوغدانة....
بداية جميلة...متابعين ان شاء الله...
بالتوفيق....

سعود2001 21-09-07 09:29 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زوغدانة (المشاركة 977883)
زوغدانة دة كان اسم فوازير من زمان ،الفوازير كان اسمها زوغدانة وفيركيكو وكانت كاريكاتير ولو الاسم مضايقك ممكن تقوليلى مشمش ،واللى عاجبة مشمش اكتر يناديلى بية

لا مضايقني و لا شي بس أستغربته و نورتينا بذكرك لمعناه
و يالله يا مشمش شوفي شغلك و كملي القصة

زوغدانة 21-09-07 11:18 PM

ميرسى جدااااااااااااااااااااااااااااا على تكبير الخط وميرسى كمان لكل اللى شجعونى وان شاء الله هنزل الجزء التانى اليوم

زوغدانة 22-09-07 03:04 AM

لم تجد (ولاء) الفرصة لتتعجب من سخرية (رؤى)حيث كانو قد اقتربوا بالفعل ؛
قال (هانى) عندما اقتربوا من زوجتة و(هايا) بصوت مرح :
_ (ولاء) ها (أدهم) قد وصل ، (أدهم) (أحمد) احب ان اعرفكما ب(رؤى) خطيبة (ايمن) ،وصديقة (ولاء) المقربة جدا وهى بمثابة فرد من العائلة ،
سلم (أدهم) على(ولاء) وقال لها وعلى وجة ابتسامة هادئة :
_ عيد زواج سعيد يا (ولاء) .
_ شكرا يا (أدهم) .
وسلم (احمد)صديق (أدهم)على (ولاء) ايضا قائلا :
_اتمنى لك عيد زواج سعيد يا مدام (ولاء) .
وشكرتة (ولاء) ايضا ، ثم قام (احمد) بتحية (رؤى) وسلم عليها ، بينما
التفت (أدهم) اليها كأنها لم تكن واقفة من قبل قائلا وعلى وجة ابتسامة ساخرة ماددا يدة نحوها :
_اة .. (رؤى الدالى ) ، كما توقعت تماما .
سلمت (رؤى)علية وبمجرد ان نظرت فى عينية ولمست يدة يدها كادت تشعر انها ستحترق كما كان يحدث لها دائما وشعرت وكأن تيار كهربى يسرى بها سحبت يدها من يدة سريعا ومع ذلك شعرت ان وجنتاها ساخنتان دليل على احمرارهما و قالت فى نفسها ان ماتشعر بة هذا مجرد سخافة ليس اكثر، هكذا اقنعت نفسها ومع ذلك لاحظت كل شىء فى (أدهم) فقد تغير قليلا اصبح اكثر طولا وعرضا كما كانت عضلاتة بارزة اكثر من تحت قميصة الأبيض والذى يظهر اسمرار بشرتة عن اخر مرة رأتة فيها ... منذ خمس سنوات ، ملامح وجة لم تتغير فهو مازال وسيما وجذابا كما كان دائما بشعرة الأسود الناعم الذى يصففة الى الخلف و عيناة الغامقتان اللاتان ازدادتا عمقا وحدة وتشعر بنظراتهما تخترقا نها كأنة بذلك يحاول رؤية ما فى اعماقها ، قابلت نظراتة بهدوء محاولة تجاهل سخرية صوتة وجرأة نظراتة الفاحصة قائلة بجرأة وسخرية مماثلتين :
_ وما هذا الذى توقعتة يا (أدهم) ؟
لم يكلف (أدهم) نفسة عناء الرد واتسعت ابتسامتة الساخرة والتى لا تنبىء عما يشعر بة من جراء رؤيتها ، لكن (هانى)هو الذى تولى ذلك والذى لم يلاحظ بالطبع عدم نية (أدهم)فى الرد ،فقال بمرح وهو يضم زوجتة الية فى حركة طبيعية :
_ لقد توقع انة يعرفك لأنى عندما عرفتة ب(ايمن) ذكرت ان خطيبتة صديقة (ولاء)فبدا متأكد من معرفتة لك .
قالت (رؤى) ساخرةوقد بدأت تسترد قوتها من نظرات (أدهم) الجريئة المستفزة:
_حقا ، يشرفنى كثيرا انك مازلت تذكرنى .
_ طبعا يا(رؤى) من الصعب نسيان طالبة مطيعة ومتميزة مثلك .
شعرت (رؤى) انةيقصد العكس من كلمة مطيعة هذة فهو لم يكن يرها مطيعة ابدا ، وكادت ان ترد علية ولكنها سمعت (ايمن) يقول بتعجب :
_طالبة ،هل كنت تدرس ل(رؤى)يا استاذ (أدهم)؟
_(أدهم) فقط بدون استاذ يا(ايمن) ، ونعم كنت ادرس ل(رؤى)و(ولاء) فى الكلية عندما كنت اعمل بها معيد .
فى هذة الحظة اتت (هنا) - وذلك ما حمدت (هايا) ربها علية قبل ان تتدفق المعلومات اكثر من ذلك - محدثة ذوبعة بقدومها كالعادة قائلة :
_انا لم اصدق عينى واتيت لأتحقق بنفسى ، هل ما اراة صحيح؟
ثم وجهت كلامها ل(أدهم) قائلة بطريقة تمثيلية وهى عاقدة حاجبيها:
_ من فضلك يا حضرت هل انت استاذ (أدهم فؤاد) ام ان بصرى يخدعنى ؟
رد عليها (أدهم)بنفس الطريقة وهو يكتم ضحكاتة :
_اينعم انا هو ،ولكنى لا اعتقد اننى اعرفك فأنت انسة جميلة جدا ،على الرغم من انك تشبهين واحدة كنت اعرفها ولكنها كانت بضفائر عندما رأيتها اخر مرة فلا اعتقد انك هى .
تظاهرت (هنا) بالزعر ووضعت يديها فى شعرها لتحركة قائلة :
_ضفائر ، ضفائر ماذا ؟ لا، لا يوجد اى ضفائر ؟ انا لا اعرفها بالتأكيد ؛ صمتت قليلا ثم نظرت الية قائلةكأنها تعنفة : ثم ان هذة الضفائر منذ ست سنوات أمازلت تتذكرها ؟
قال (أدهم) بخبث :
_خمس سنوات فقط لا تحاولى ان تزيدى من عمرك فأنت فى التاسعة عشر ولست فى العشرين .
تظاهرت (هنا) بالاستسلام والضعف قائلة :
_حسنا .. حسنا ارى انك مازلت تتمتع بذاكرة قوية ،ولكن الا تتهاون معى قليلا من فضلك، ارجوك .
ضحك الجميع من طريقة (هنا) ؛بينما لاحظت (رؤى)سكوت (ايمن)وادركت طبعا انة لا يعرف ما علاقة (هنا) بالمعيد الذى كان يدرس لها هى، والتى تجعلهما يتحدثان معا بكل هذة العفوية والود؛وادركت ايضا انها اذا لم تتكلم معة الان لتوضح لة ، فانها لا تحب ان تتخيل ما الذى سيأتى فى بالة ، ولذلك بادرتة هامسة :
_اعتقد اننا يجب ان نتحدث .
_انا متأكد من ضرورة ذلك .
ثم نظر الى الجميع قائلا :
_اعذرانا يا جماعة سنترككم انا و(رؤى) قليلا .
وعندما وضع يدة فى يد (رؤى) لم يلاحظا نظرات (أدهم) على يدهما وكأنة يريد ان يحرق يدة التى لمست يدها بنظراتة، واخذها (ايمن) بعيدا قليلا عن التجمعات وعندها قال بحذر اكثر منة هدوء :
_حسنا انا مصغى لك تماما .
نظرت (رؤى) الى الارض واخذت نفسا عميقا وحاولت ترتيب افكارها ،ثم نظرت فى عينى (ايمن) مباشرة وقالت :
_تذكر طبعا عندما قلت لك فى بداية خطبتنا اننى كنت مخطوبة من قبل .
قال (ايمن) وقد بدا يفهم:
_نعم ، وقلت ايضا انة كان معيد فى الكلية .
استعدت (رؤى)لردة فعلة وهى تقول :
_بالضبط وهذا المعيد هو (أدهم) الذى تعرفت علية منذ قليل .
وضع يدية فى جيب سروالة ونظر الى الارض فترة طويلة ظنت (رؤى) انها دهرا من الزمان وكانت تحترق شوقا لمعرفة ما الذى يفكر فية ، فهى لا ترى اى مشكلة فى انها قابلت خطيبها السابق صدفة ، ولكن الم تكن تعلم بمجيئة اى صدفة اذن التى تتحدث عنها ، ولكن ما حدث بينها وبين (أدهم) قبل خمس سنوات مات وانتهى وهى لا تريدة ان يحيا مرة اخرى وهذا ما ستأكدة ل(ايمن) ،اخيرا نظر اليها قائلا بهدوء شديد :
_انا لن اسألك اذا كنت تعلمين بقدومة اليوم ام لا،ولكنى سأحاول ان اهتم فقط بأجابة سؤال واحد .
سكت ليرى وقع كلامة عليها ،وكان هذا السؤال هو ما تخشى منة (رؤى) او للدقة تخشى من اجابتها علية ،ومع ذلك تمتمت قائلة :
_وما هو هذا السؤال ؟
اخذ نفسا عميقا ثم قال :
_هل تحبينى ؟
تمكنت من ان تدارى اى تعبير يظهر على وجهها وحمدت اللة على ان المكان الذى يقفا فية ليس مضيئا للدرجة ،واعترفت انها لم تكن تتوقع هذا السؤال اطلاقا، بماذا سترد فقد كانت تريد ان تتحدث معة بصراحة فى هذا الموضوع ولكن اى كلمة الان من الذى كانت تريد قولة ستجعلة يعتقد ان ظهور (أدهم)السبب فيها ،اثناء حيرتها سمعت جرس تليفون (ايمن) الخليوى، قال لها بعد ان انهى المحادثة :
_كما سمعت على الذهاب الى المستشفى يقولوا انها حالة ولادة مستعجلة ، اعتذرى كثيرا ل(هانى)و(ولاء) وبلغى تحياتى للجميع ، وعندما يقترب الحفل من الانتهاء اعلمينى حتى احضر واعيدك انت و(هنا) للمنزل.
_لاتتعب نفسك سنتصرف نحن .
_حسنا سأتركك على راحتك ، واعتقد اننى لست بحاجة لأن اعلمك ان لحديثنا هذا بقية،سأكلمك غدا ،سلام .
وانصرف على الفور ولكنة توقف فجأة كأنة تذكر شى والتفت اليها قائلا:
_ اة وعلى فكرة لو كانت اجابتك بنعم لما ترددتى ابدا فى قولها .
شحب وجة (رؤى)ولم تقوى على الرد ،وهو ايضا انصرف على الفور فهو لم يكن ينتظر منها رد ، يريدها ان تفكر وتأخذ وقتها،او يمكن انة لايريد ان يسمع منها الاجابة الذى يتوقعها ،يريد ان يسمع منها تأكيدا لحبها لة وليس عبارة اريدان نكون اصحاب ،هذا ما كان يفكر فية وهو فى طريقة الى المستشفى ،اما هى فكانت تفكر انها لم تكن تضع هذا الحديث الذى دار بينها وبين (ايمن) فى حسابها ابدا وبالاخص السؤال الذى وجة (ايمن) اليها ،لقد ظلت ترجىء حديثها معة فى هذا الموضوع وتعللت بأنشغالها مع (ولاء)، ولو كانت تعلم ان هذا سيحدث اليوم لكانت استجمعت شجاعتها وتحدثت معة ، ولكن الان لن يفيد البكاء على اللبن المسكوب ، وكل هذا بسبب (هنا) ، لا لن تضع اللوم على اختها ،
فهى لم تكن تعلم ان (أدهم) سيكون فى الحفل ورد فعلها جاء تلقائيا فقد كانت علاقتها ب(أدهم) هكذا دائما وكانت تحبة وتعتبرة اخيها الاكبرولم يتغير رأيها فية بعد الذى حدث بينة وبين (رؤى) بل كانت على العكس تدافع عنة دائما وترى ان (رؤى) هى المخطئة ،فلو عليها ان تلوم احد سيكون هى نفسها .... وفجأة تذكرت كلام (أدهم)معها والتلميحات التى كانت تملأ كلامة وانها لم تستطع ان ترد علية كما يجب ...........
_ولماذا تقفى بمفردك ، كان من الممكن ان تأتى لتقفى معى وانا كنت سأرحب طبعا بكل هذا الجمال.
آة لقد جاء فى وقتة تماما ، استدارت الية وفى عينيها وميض الغضب قائلة :
_بهذة الطريقة التى تتكلم بها لن استطع ان اعتبر هذا الكلام مدحا .
اقترب منها لدرجة اشعرتها بأنة اطول منها بكثير على الرغم من الكعب العالى الذى ترتدية وما كان هذا ليهم لو لم يشعرها ذلك برجولتة القوية وجاذبيتة الشديدة ،ويبدو انة عرف ما تفكر بة - كما كان دائما - لانة قال هامسا وساخرا فى نفس الوقت:
_ ارى ان تأثيرى عليك كما كان دائما ،فهذا الوميض الازرق الذى يشع من هذة العيون الساحرة يدل على ذلك .
ابتلعت ريقها وابعدت احدى قدميها فقط الى الوراء لتتوازن فى وقفتها ولا تصبح قريبة منة لهذة الدرجة وفى نفس الوقت لا تؤكد لة انها خائفة وتريد ان تبتعد وقالت وهى لا تعرف لماذا كانت تهمس غاضبة :
_ يالك من مغرور، ولكن لاتكن واثقا هكذا فأنا لم اعد تلك الصديقة التى كانت تفرح كثيرا عندما تراك وتطير من الفرحة عندما تتحدث معها ، ولا تلك التلميذة الصغيرة التى كانت تذوب مثل الثلج عندما تبتسم لها .
نظر اليها بتحد قائلا:
_ اعتقد ان ثقتى فى محلها فما اراة فى عينيك عكس ما تنطق بة شفتاك الجميلتان .
عقدت زراعيها امام صدرهاونظرت الية بتحد مماثل قائلة وهى تعلم انها تكذب :
_يؤسفنى ان اضيع عليك ثقتك هذة وانصحك بأن تستشير طبيب عيون .
نظر اليهاهذة النظرة التى طالما اسرتها قائلا بصوتة الهادىء العميق:
_ حسنا ولكن بشرط ان تكونى معى .
ثم استعاد صوتة الساخر قائلا:
_ ولكن اين (ايمن) أتركك وغادر بهذة السرعة ؟
_ هو لم يتركنى لقد طلبوة فى المستشفى .
_(ايمن) سألك عن كيفية معرفتى الوثيقة لك ول(هنا) ، اليس كذلك؟
تمالكت (رؤى)نفسها قبل ان يقفز على شفتيها كيف عرفت وقالت وهى تنصرف :
_ليس هذا من شأنك .
امسك مرفقها بقوة اعاقتها عن التحرك قائلا بصرامة :
_عندما اتحدث اليك لا تتركينى وتنصرفى ، واعتقد انك مازلت تتذكرى ان هذا التصرف يضايقنى .
استشاط غضبها لقد تجاوز حدودة بالمرةوهى لن تسمح لة بأكثر من ذلك قالت وهى تجذب زراعها من يدة وخفضت صوتها حتى لا يلاحظ احد هذا الجدال :
_انا لا اتذكر اى شىء يخصك ولااريد ،عليك ان تعلم جيدا انى نسيتك ونسيت كل ما يتعلق بك ،انا الان مخطوبة وخطيبى يحبنى وانا احب ان اعيش معة بقية حياتى ، والان اعذرنى لا اريد ان يتصور احد اننى اقف معك اكثر من الازم .
وانصرفت وهى تشعر انها بحالة جيدة بعد ان قالت لة ما تريد وتعتقد انة لن يتحدث معها بعد ذلك او على الاقل سيلزم حدودة معها ،والان اين تجد (ولاء) و(هنا) اين اختفيا انها تقف فى منتصف الحديقة تقريبا وتنظر حولها ولكن لا اثر لهما ، وفجأة سمعت صوتة يهمس فى اذنها :
_(ولاء) و (هنا) اتجها منذ قليل الى داخل الفيلا اذا كنت تبحثين عنهم .
انتفضت قليلا ولكنها لم تنظر الية وانصرفت على الفور وخيل اليها انها تسمع صوت ضحكتة تجلجل خلفها انها واثقة من انة فعل ذلك ليغيظها ,والشىء المؤكد انة نجح فى ذلك، نفضتة عن ذهنها وتوجهت مباشرة الى الداخل لترى (ولاء) و (هنا) يجلسان على الاريكة الكبيرة الفخمة الموجودة بالصالة والمفروشة بأفخم الاثاث مثل باقى الفيلا ،وعندما رأتها (هنا) بادرتها قائلة بمرح :
_ها هى العاشقة الصغيرة قادمة ، هيا قصى على كل ما قالة لكى (ايمن) من كلمات الحب.
لاحظت (ولاء)عبوس صديقتها فوضعت يدها على يد (رؤى) التى جلست بجوارهما قائلة :
_ماذا بك ، لما كل هذا العبوس ،هل تشاجرت مع (ايمن)؟
تمتمت (هنا) بخفوت :
_لااعتقد ذلك .
تناقلت نظرات (ولاء) عليهما ثم قالت ل(رؤى) :
_ ها ما بك ، واين (ايمن) ؟
حاولت (رؤى) ان تدارى عبوسها والذى لا تعرف ما سببة الحاضرام الماضى وقالت محاولة ان تبدو طبيعية :
_(ايمن)طلبوة فى المستشفى وهو يعتذر لكى كثيرا انتى و(هانى) ، ولكى تطمأنا لم يحدث شىء بيننا ، ولكنى كنت منشغلة بالتفكير فى من سيعيدنا الى المنزل فبابا مسافر وامى لا تعرف السواقة كما تعلمين .
قالت (هنا) وهى مندفعة الى الخارج :
_ لا تحملى اى هم انا سأتصرف ، وعندى من سيفرح كثيرا بتوصيلنا .
سمعا نهاية جملتها بالكاد حيث كانت خرجت بالفعل من الصالة وحاولت (رؤى) مناداتها للاستفسار :
_انتظرى يا (هنا) ، من الذى .........
وطبعا لم تجد حاجة لتكملة جملتها فبأى حال لم تكن (هنا) لتسمعها ، والتفتت الى (ولاء)قائلة بقلق :
_ربنا يستر احيانا لا اثق بتصرفاتها ،واخشى عليها من هذة التصرفات .
قالت (ولاء) بثقة :
_لا تخشى شيىء انها احيانا طائشة ولكن قرارتها النهائية تكون حكيمة دائما .
_ ولكن لماذا تركتما الحفل واتيتما الى الداخل .
مررت (ولاء) يدها على بطنها المنتفخ قائلة وعلى شفتيها ابتسامة مرحة وحنونة فى نفس الوقت :
_حبيبى الصغير هذا كان يتحرك بشدة مما اوجعنى قليلا فأردت ان اجلس ريثما استريح فعرضت (هنا) ان تأتى معى .
ثم التفتت الى (رؤى)وقالت كانها تذكرت :
_اة قولى لى بالحق ماذا حدث مع (ايمن) ، لاتتخيلى طبعا ان ردك هذا فد اقنعنى ،كان من الواضح جدا انك متضايقة .
زفرت (رؤى) قائلة :
_حسنا ..لا اعرف عمن اخبرك (أدهم) المرعب ام (ايمن) المسالم ، والذى لا اعرف حتى اذا كان سيظل هكذا ام لا ؟
ضحكت (ولاء) من تشبيهات (رؤى) قائلة من وسط ضحكاتها :
_يا الهى الى هذة الدرجة ،وانت ماذا كنت (رؤى) السامة
ثم استطردت بعدما انتهت من ضحكها قائلة بجدية :
_ لقد لاحظت من طريقة كلام (أدهم) انة لن يكتفى بمجرد حديث هادىء معك ؟
_ حسنا من الواضح ان ما ينوى عليةلن استطيع تخيلة حتى فى ابشع كوابيسى .
_ لا، ليس لهذة الدرجة يا (رؤى) ،ف(أدهم)على الرغم من انة عنيد جدا ومتصلب الرأى ولا يقبل بقطرة ماء على كرامتة ،الا انة لن يضايقك بأى شكل من الاشكال .
_ انا لا اتوقع ان يضايقنى فهذة ليست اخلاقة ، ولكنة لن يكتفى بحوار هادى كما قلتى .
_ هذا جيد جدا ،وبما انك تعلمين اخلاقة جيدا لما تركتما بعض من البداية؟
_ انتى اكثر الناس علما بأننى لم اكن السبب فى ذلك .
ولاح فى عينيها نظرة حزن اختفت بسرعة وهى تقول:
_ ثم دعينا من هذا الموضوع برمتة فأنا لن اجعل (أدهم) يمثل مشكلة ل... ثم اطلقت تنهيدة حارة قبل ان تستطرد : لقلبى ، لن ادعة يفعل ذلك مرة اخرى وقد اكدت لة ذلك منذ قليل .
_ رائع ، وماذا كان ردة .
_ ها ، فى الحقيقة فهو لم يبدى اى اهتمام بما اقول وانا لم انتظر منة رد اساسا وتركتة على الفور .
ضحكت (ولاء) من ذلك وقالت :
_ حسنا هذا كان بالنسبة ل(أدهم) ، ماذا عن (ايمن) ؟
نظرت (رؤى) فى ساعتها قبل ان تقول :
_ اة هذا موضوع يطول شرحة كما انة لم يكتمل بعد ، وانا اعتقد اننا تأخرنا يجب ان اذهب انا و (هنا) قبل ان يتاخر الوقت بنا اكثر من ذلك ، كما اننى لا اعلم اين (هنا) والبحث عنها سيأخرنى اكثر.
_ولكننالم نجلس معا , كما انك لم تأكلى شىء .
_لا تنسى الطبق الملىء بالحلوى الذى احضرة (هانى) لى مع علمة بالحمية التى قوم بها .
_حسنا ولكن الا تجلسى قليلا معى وتستمتعى بجو الحفل .
_اعذرينى يا عزيزتى انت تعلمين القواعد فلا يمكننا التأخر عن ذلك ونحن وحدنا بدون (ايمن) او ابى .
قالت (ولاء) مستسلمة وهى تستند على ظهر الكنبة الكبيرة لتقف :
_ اعلم انة لا فائدة من الجدال معك .
ابتسمت (رؤى)ووقفت قائلة :
_حسنا سأذهب لاجرى عملية البحث عن (هنا) .
_ انتظرى سأتى معك فقد مللت الجلوس .
قالت (رؤى) ضاحكة :
_طبعا فالحمل جاء تهذيب واصلاح لكى وانتى التى لم تكن تجلس خمس دقائق كاملة .
ضحكا معا وهما يخرجان للحديقة لتواجة (رؤى) مفاجئة لم تكن تتوقعها .
كانا يضحكان ، عندما كانت (رؤى) تدور بعينيها حولها علها ترى (هنا) فى اى مكان ، خفق قلبها بشدة عندما وجدتها واقفة مع (أدهم) وسمعت (ولاء) تقول :
_ ها هى هناك تقف مع (أدهم) و (احمد) صديقة .
تعجبت (رؤى)بداخلها ، فهى راتهما بالفعل ولكنها لم ترى سوى (أدهم)لم تلاحظ (احمد) ابدا ، تظاهرت بأن ذلك لم يحدث حتى بداخلها وقالت ل (ولاء) :
_ اه.. نعم ، لقد رأيتها .
_ حسنا .. هيا نذهب اليهما فانا اريد ان اتحدث مع (أدهم) ايضا .
لم تسمع (رؤى)الجزءالاخير من الجملة فهى كانت تحاول ان تسيطر على نفسها حتى لا تنفعل امام استفزاز (أدهم) وان تتجاهل رجولتة التى تشعر بها تسرى فى الجو عندما يكون على بعد ليس بقليل، كان وجودة فى المكان الذى تتواجد بة يكفى لتشعر بها ،لم تكن هكذا مع احد قط ، فقط امامة هو تفقد كل سيطرة على نفسها وفقط هو الذى تشعر بقوة حضورة ، مررت يدها فى شعرها علها بلمس رأسها تستطيع ان تمحوة منها ، وتذكرت (ايمن) ، يجب ان تتحدث معة فى اقرب فرصة ، لم تحاول ان تنظر الية ، فقط نظرت الى (هنا) وقالت لها :
_ هيا يا (هنا)سنذهب .
شعرت ان صوتها خرج منها غريب، ارجعت ذلك الى شعورها الشديد بعيون (أدهم) تخترقها لاتنظر اليها ، حاولت تجاهل ذلك تماما ، وسمعت (هنا) تقول بمرح :
_انا كنت اعلم انك ستأتى الان ،مع انك تأخرت قليلا عما توقعت ، حسنا انا جاهزة ،ولكن انتظرانى قليلا لأحضر حقيبتى .
لم تلاحظ (رؤى) صيغة المثنى فى حوار (هنا) ،ولكنها لاحظت اكثر ما قالة (احمد) :
_ انتظرى يا (هنا) سأتى معك ، اذا لم يضايقك ذلك بالطبع .
ترددت (هنا) قليلا على عكس عادتها والاكثر غرابة - من وجهة نظر (رؤى) - انها لاحظت حمرة خفيفة تظهر على وجهة اختها التى قالت بخفوت متمنية الا يسمعها احد :
_ لا هذا لن يضايقنى بالطبع .
وانصرفا سويا ، واكدت (رؤى) على نفسها ان تسأل اختها فيما رأتة ،ومع اصراف (هنا) و (أحمد) قال (أدهم) بطريقة حاول ان يجعلها هادئة ولكن ظهر فيها الحدة اكثر من الهدوء :
_ وما اخبار (اسلام) ؟
كان السؤال مبهم مما جعل (رؤى) تحدق قليلا في (أدهم) قبل ان تستوعب عمن يسأل ، فقد كانت مشاجرتهما الاخيرة بسبب (اسلام) زميلها فى نفس السنة الدراسية ، وتعجبت بشدة من ان (أدهم) مازال يتذكرة منذ.. ، فضلت ان تؤجل افكارها الخاصة لما بعد وقالت بهدوء متعمدة تجاهل طريقتة الحادة فى السؤال وردت كأنة سألها عن احوال الطقس غدا :
_ اة ..(اسلام) ،اعتقد انة يعمل كمحاسب فى شركة ادوية كبيرة .
_ تعتقدى ... لقد ظننت ان عندك كل اخبارة ،وتعجبت بشدة عندما لم اجدة مكان (ايمن) .
هذة الجملة كانت صدمة بالنسبة لها ،هذا المخبول كيف يفكر فى ذلك ،الان فقط عرفت سبب ثورتة الشديدة فى اخر مشاحنة بينهما ، كان يعتقد انها تحب (اسلام) شحب وجهها بشدة عندما توصلت لهذة النتيجة ،وهو ما فسرة (أدهم) بشكل خاطىء حيث قال بسخرية :
_ يااة لم اكن اعلم ان هذا الموضوع يسبب لك كل هذا الالم .
لم تعرف كيف ترد علية ، ماذا تقول لة ، كل ما ارادتة الان ان تدق عنقة بيديها وتفنى هذة الابتسامة الساخرة ، شعرت (ولاء) بما يعتمل داخلها ولكنها لم تعلم كيف تنهى هذا الموقف الشائك كل ما استطاعت ان تقولة :
_(ادهم) من فضلك هذا كلام فات اوانة .
_ انت كما انت لم تتغيرى يا (ولاء) تدافعين عنها دائما حتى لو كان ما تفعلة خطأ بين.
_ ومن الذى اعطاك الحق لتقيم افعالى على اساس خيالك المريض هذا الذى يصور لك اشياء ليست موجودة فى اى مكان غير رأسك .
كانت هذة (رؤى) التى اندفعت تدافع عن نفسها ، ورأت بريق القسوة فى عينية كما شعرت ب(ولاء) تمسك يدها لدهدئها ،علمت ان صوتها كان اعلى من المفروض ولكن ذلك لم يهمها فكانت تنتظر رد (أدهم) الذى قال بجفاء واضح :
_خيالى المريض ، لم يكن هذا رأيك عندما كنت تقولى ......
قطع كلامة ونظر خلفها فعرفت ان (هنا) و(احمد) قادمان وتاكدت عندما سمعت (هنا) تقول بصوتها المرح المعتاد :
_ هيا انا جاهزة للذهاب .
ولتذداد صدمتها - كما لو ان ما قالة (أدهم) غير كافى – رد الاخير عليها وقال بهدوء ظاهرى :
_ وانا ايضا ، سأذهب لأسخن السيارة ريثما تستعد (رؤى) ، (احمد) هل تأتى معى؟
_ نعم بالطبع.
وبما ان السيارة ليست محتاجة الى تسخين لانة الربيع ، ففهمت (رؤى) انة فعل ذلك حتى يسمح لها لتتشاجر بحرية مع اختها التى تعجبت هى الاخرى من قولة حيث انة يعلم ان (رؤى) جاهزة بالفعل وقبل ان تعترض على ذلك علنا امسكتها (ولاء)من يدها واشارت لها بالصمت حتى مضى (أدهم) و (احمد) ، وعندها قالت (هنا) التى لاحظت العبوس الظاهر على اختها وصديقتها :
_ ماذا حدث ل ....
وقبل ان تكمل كلامها قاطعتها اختها التى قالت بهدوء شديد عرفت منة (هنا) انة الذى يسبق عاصفة اتية لا محال :
_ من الذى سمح لك بأن تتصرفى هكذا وتجعلى (أدهم) هو الذى يوصلنا الى البيت ؟ ما الذى صورة عقلك فى وقتها ليجعلكى تظنى انى سافرح كثيرا بهذا؟ ها .
_ انا لم اتوقع انك ستفرحى ولا اى شىء كل ما فى الامر ان (أدهم) هو اول شخص اثق بة جاء على بالى فقط لا غير .
_ تثقى بة، واول شحص جاء على بالك، وتحبية جدا ، كل هذا عادى وجميل اذا كان سيوصلك بمفردك لا اذا كنت انا معك .
_ انا لا ارى اى مشكلة فى ذلك .
_ حقا واذا رانى (ايمن) معة ماذا سيكون الوضع فى رايك .
تدخلت (ولاء) فى هذة اللحظة حتى لا تسمح ل(رؤى) بأن تفرغ جام غضبها على اختها وقالت بسرعة قبل ان تسترسل احداهما :
_ (رؤى) من فضلك لا داعى لكل هذا الان ، (أدهم) ينتظر فى السيارة و(هنا) لم تكن تعلم بما يجرى بينكما من مشاحنات .
ونظرت الى (هنا) مكملة :
_ وهى تعلم انة كان عليها ان تسألك اولا قبل ان تتصرف من نفسها فى شىء كهذا .
قالت (رؤى) بخفوت ساخر :
_ اتمنى ذلك .
ادارت (هنا) وجهها بعيدا، فكما هو واضح انة حدث شىء سىء بين اختها وخطيبها السابق ومن الافضل لها الان الا تدخل فى جدال مع اختها الان حتى لا تثيرها اكثروقالت بخفوت هى الاخرى كأنها تخشى ايقاظ الوحش النائم داخل اختها ثانية :
_ حسنا ، هلا ذهبنا .
سارت (رؤى) امامها دون ان تتكلم او حتى تودع (ولاء) التى لم تتضايق من ذلك لمعرفتها بما تمر بة صديقتها فى الوقت الحالى ، وسارت (هنا) خلفها بعد ان ودعت (ولاء) والتى طلبت منها ان تطمأنها لاحقا .

زوغدانة 22-09-07 03:08 AM

منتظرة ردودكم وتعليقاتكم على هذا الجزء وياااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا رب ينال رضاكم واعجابكم

زوغدانة 22-09-07 05:33 PM

انا نزلت الجزء التانى يا جماعه انتوا مش عايزين تقروا ولا ايه انا كده هيجيلى احباط يارب تقروه ويعجبكوا

نــــا نـــو 23-09-07 01:28 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زوغدانة (المشاركة 977824)
مرسىىىىىىىىىىىىىىىى جداااااااااااااااااا ليكى يا نانو انتى والله رفعتى من روحى المعنويه جامد وان شاء الله هنزل الجزء التانى عشان خاطرك يا قمر



ومرسيي لك بعد حبيبتي

لأنك أمتعتيني بهالقصه الروووووووووووووووعه بجد وأعترف لك عمري ماحاولت اقرا قصه ما تكملت لأني أخاف ماتكملها وأنقهرر إلا روايتك قريت بدايتها وماإنتبهت إلا وأنا منتهيه من جزئها الأول ههههههههههههه بجدد تسلميييييييين على القصه الحلوه يااقمر

وبإنتظااااااااااااااااارك

زوغدانة 23-09-07 03:20 AM

انا مش عارفة اقولك اية بجد يا نانو على الكلام الجميل دة ، انا نزلت الجزء التانى بس مش عارفة محدش شافة ولا الية ، انا مستنية رايك فية انتى بالذات يا نانو ماشى يا جميل

بحر الندى 23-09-07 03:49 AM

يسلموووو

ويعيطكـ العافيهـ يا قمر

ومتاابعين معااكـ بشووق للمزيد من قلمكـ الممتع

موفقهـ يارب

^_^

http://up.arabsgate.com/u/3250/2003/15193.gif

زوغدانة 23-09-07 06:08 AM

ميرسىىىىىىىىىىىى ليكى كتيييييييييييييير قوى يا بحر الندى ، ماتتاخريش عليا فى ابداء رايك و تشجيعك ، وان شاء الله هنزل الجزء التالت قريب عشان هو لسة فى طور الكتابة ، وميرسى مرة تانية على تشجيعك الرائع ليا

lwesa 23-09-07 12:41 PM

مستنيينك من زمان يللا استعجلي ونزليها باه قبل ما نزهق

زوغدانة 23-09-07 04:43 PM

اتمنى ان ينال هذا الجزء رضاكم واعجابكم واتمنى ايضا ان ارى ردودكم وتعليقاتكم علية بسرعة


الفصل الثانى
استيقظت (رؤى) فى اليوم التالى على طرقات الباب ودخول اختها(هنا) بهدوء ودون اى ازعاج على غير المعتاد منها وقالت لها :
_ (ايمن )على الهاتف ويريد ان يتحدث معك ، اتصل اكثر من مرة وكل مرة اقول لة انك نائمة وفى النهاية طلب منى ان اوقظك .
قالت فى نفسها ما كل هذا الالحاح ، ثم تذكرت ليلة الامس بدا لها حوارها مع (ايمن)كان منذ اسابيع مضت وليس الامس فقط وتذكرت ايضا سبب هدوء اختها فهما لم تتكلما معا منذ ان تركتا الحفل الى سيارة (أدهم) وحتى نامت (رؤى) دون اى كلمة.
قالت بصوت نائم :
_كم الساعة الان .
_ الواحدة ظهرا .
_ ياااة كل هذا ، حسنا اعطنى الهاتف .
ناولتها اختها الهاتف الموضوع بجوار سريرها وخرجت من الحجرة واغلقت الباب خلفها ،قالت وهى تعتدل فى جلستها على السرير وتنحنحت لتنفض اثار النوم عن صوتها قبل ان تقول :
_ الو .
جائها صوت (ايمن) على الجانب الاخر هادىء ومعاتب :
_ما كل هذا النوم ، كيف حالك اولا ؟
_الحمد لله بخير ،وانت؟
_ الحمد لله ، متى عدتى من الحفل؟
_ لا اتذكر، اعتقد انها كانت الحادية عشر.
_ اريد ان اراكى ،هل انت متفرغة اليوم ؟
وكان هذا ما تخشاة ، قالت محاولة ان تبدو طبيعية ومقنعة :
_ انا متفرغة اليوم ولكنى اشعر بصداع شديد وبضجة كبيرة فى رأسى ،
ثم اضافت بنعومة حتى لا يتضايق :
_ هل من الممكن ان نتقابل غدا حتى استطيع على الاقل ان اكون افكار صافية.
لا يستطيع (ايمن) ان ينكر انة كان يتوقع شىء مثل هذا ، ولانة لا يريد ان يضغط عليها قال بصبر:
_ حسنا كما تحبين سأمر عليك غدا فى السابعة ،هل يناسبك ذلك ؟
_ نعم اعتقد انة مناسب تماما .
_ حسنا الى القاء ، وارجو ارسال سلامى للجميع .
_ اكيد، الى القاء .
ووضعت سماعة الهاتف ، واطلقت تنهيدة حارة كأنها كانت فى امتحان وخرجت منة سالمة ، ولكن اى امتحان هذا ، الامتحان الكبير سيكون غدا فى السابعة وتدعو الله ان تخرج منة بأقل خسائر ممكنة ، لم تستطع ان تمنع نفسها من التفكير فيما حدث بالامس مع (أدهم) على الرغم من المشكلة القائمة مع (ايمن) ،كانت الذكرى تتسلل الى افكارها بدون ارادة منها،تذكرت انها عندما ركبت سيارتة لم تفتح فمها ببنت شفة،ركبت فى المقعد الخلفى وانتظرت حتى انتهى (أدهم)و(هنا) من توديع(احمد) صديقة، وركبت اختها بجوار (أدهم) ،كانا يتحدثان ولكنها لم تسمع اى من حديثهما كانت تفكر كما تفكر الان ، هل بالفعل يعنى ما قال ، هل كان يعتقد انها على علاقة ب(اسلام) زميلها فى الدفعة لقد لمح لمثل هذا فى مشاحنتهما الاخيرة قبل ان يتركها ويذهب ويقول ان عليها ان توضح موقفها وان تعرف ماذا تريد ولكن عليها ان تعلم قبل فوات الاوان ،كان هذا كلامة وهى لم تكن تعلم اى موقف عليها ان تحددة انها تحبة ووهو يعلم ذلك، ولم تفهم وقتها ان تلميحة لعلاقتها الوثيقة ب(اسلام) معناة انة يشك فى حبها لة او انة غير واثق من انها تريدة هو لا اى رجل اخر، لم تفهم ذلك ابدا الا الامس فقط عندما قال ما قالة ، هى لا تنكر ان الفترة الاخيرة من خطبتهما كانت متوترة للغاية فلم يكونا يريا بعضهما كثيرا فكان هو مشغول بشدة فى تحضير رسالة الدكتراة الخاصة بة ،وهى كانت مشغولة ايضا فى امتحاناتها التى كانت على الابواب ،وكانت هناك مشكلة (اسلام) الذى كان يواجهة انفصال والدية بضعف شديد ولم يثق بأحد غيرها كى يحكى لة ،لم تكن تستطع ان تتركة فى مثل هذا الوقت فقد كان يعانى بشدة ولولاها ماكان ادى امتحاناتة لهذا العام،كانت تعتبرة اخيها الصغير الذى يحتاج الى رعاية ولكن( أدهم) لم يفهم ذلك قط ومع ذلك فهو لم يلمح لها ابدا بضيقة من علاقتها ب(اسلام) الا فى المشاجرة الاخيرة ، حيث اتاها بنتيجة امتحاناتها فى السنة الثانية وعندما سألتة عن نتيجة (اسلام) ثار بشدة وقال كلام كثير لم تفهم ما يريدة منة، وهى تتذكر الان انة كان متوتر للغاية عندما اتاها ولكنها لم تلاحظ ذلك فى وقتها لقلقها على النتيجة ، وعلى الرغم من عصبيتة الشديدة فى هذا اليوم الا انها حاولت ان تبدو صبورة ولكن يبدو ان هذا كان يزيدة عنف وتوتر وفى النهاية كانا يصيحان فى وجة بعضهما هى لا تتذكر حتى لما وقبل ان يذهب قال لها ما قال ، ومع ذلك فقد .........
انتفضت بشدة عندما فتح الباب واخرجها من ذكرياتها البعيدة ، وكانت هذة (هنا) التى دخلت عابسة وقالت بجفاء:
_ ماما تقول لك انهضى وكفاكى نوم حتى الان وهى تعد لك افطار بسيط لان موعد الغداء اقترب.
_ قبل ان انزل للافطار، اللا تجلسى قليلا لنفك هذة التكشيرة من على وجهك .
جلست (هنا )كأنها مرغمة على ذلك وتكلمت مباشرةكأنها كانت تنتظر هذة المبادرة :
_ هذة التكشيرة لانى لا اعلم سبب غضبك بالامس ،من الواضح انك تشاجرت مع (أدهم) وانا كنت كبش الفداء، البردعة التى تستعرضين شطارتك عليها ،اليس كذلك؟
_ لا، ليس كذلك ، لماذا لا تفهمين، لا يمكن ان تكون علاقتى ب(أدهم) علاقة صداقة ،كما اننى لا يمكن ان اعود لة كما تتمنى ، فانا لم استطع ان انس انة لم يفكرحتى ان يرد على الرسالة التى ارسلتها لة على هاتفة الخليوى بعد اخر مشاحنة بيننا وتركنى اسابيع دون ان يسأل عنى، وعندما ارسلت لة دبلتى والشبكة مع ابى لم يعترض واخذها كما لو كان ينتظر ان افعل ذلك ،كما اتضح لى بالامس فقط انة كان يشك فى ان لى علاقة بشخص اخر ،انا لا استطع ان اقف وابتسم فى وجهة كأن شيئا لم يكن يا (هنا) ولا ان اتواجد فى مكان يضمة حتى .
_ الم تفكرى ابدا ان مشاعرك هذة قد تكون لانك مازلت تحبية.
_ لا، لايمكن ان تكون كذلك لانى اعرف جيدا ان افرق بين مشاعر الحب ومشاعر النفور التى قد تصل الى الكراهية .
_ ولكن لاتنسى ان الحب والكراهية وجهان لعملة واحدة ولايفصل بينهما غير شعرة رفيعة جدا .
قالت (رؤى)بلهجة من تستمع الى حكمة او موعظة من جدتها :
_ حسنا يا (هنا) سأحاول الاانسى ذلك .
على الرغم من ان (رؤى) حاولت ألا يظهر ذلك بوضوح على صوتها الا ان اختها لاحظته وقالت نتيجة لتلك الملاحظة :
_ انت كالعادة تأخذين كلامى على انة كلام طفلة لاتفهم شىء وتسخرين منى.
كتمت (رؤى)ضحكاتها البريئة وقالت :
_ لا تغضبى منى فأنا لااستطيع ان اتخيلك تنصحينى ، ومع ذلك فأنا قلت لن انسى كلامك ولم اقل اننى سأمحوه من ذاكرتى .
تنهدت (هنا) وقالت مستسلمة:
_ حسنا انا كنت اريد ان اقول لكى ما بداخلى وها قد قولته والامر كلة يرجع لك وحدك .
ثم استطردت بطريقتها المرحة المعتادة :
_ اما انا سأذهب الان الى الكلية الا تريدين شيئا.
ابتسمت (رؤى) لها وقالت بحب :
_ لا يا عزيزتى اشكرك ، خذى بالك على نفسك .
_ لا تقلقى يا....ماما .
ثم اطلقت ضحكة صغيرة وانطلقت للخارج ، نهضت (رؤى) من فوق سريرها وهمت بالذهاب الى الحمام ثم غيرت ملابسها وتوجهت الى المطبخ الذى تعلم ان والدتها ستكون موجودة بة ، توجهت اليها من الخلف على اطراف اصابعها واقتربت منها بهدوء وقبلت وجنتها ، فزعت الام واطلقت صرخة صغيرةوالتفتت اليها قائلة :
_ لقد افزعتنى الن توقفى هذة الحركة ابدا .
_ مع اننى افعلها كل يوم الا انك كل يوم ايضا تفزعى مثل اليوم الاول تماما ،الن تعتادى عليها ابدا .
_ لا، لن اعتاد يكفى ما تفعلة اختك هى الاخرى، فى نهاية المطاف ستجدوننى انهكت بسبب هذة الفزعات المتكررة .
_ ابعد الله الشر عنك يا حبيبتى ، هيا ماذا اعدت لنا اليوم على الغداء .
_ الغداء مرة واحدة ، اسألى اولا عن الفطار الذى عليك ان تتناولية اولا ،هيا لقد اعدت لكى شيئا بسيطا افطرى ثم تعلى لتساعدينى فأ..........
_ نعم.. نعم، فأنا الان فتاة كبيرة وناضجة وعلى ان اساعدك فى كل شىء بل وان اقوم بة نيابة عنك ايضا ، لقد حفظت الجملة يا امى اليس هذا الغرض من ترديدك لها كل يوم .
_ لا ليس هذا الغرض ، هيا افطرى وتعالى حتى اريك ما هو الغرض، هيا .
ضحكت (رؤى) وجلست على المائدة المتوسطة الحجم التى توجد بالمطبخ وكانت تتأمل والدتها وهى تعمل ،لم تكن تريد ان تعلم امها بما يعتمل بداخلها الان تريد ان تستقر اولا على قرار ثم تأخذ رأيها به،ولم تكن(رؤى) تشبه والدتها كثيرا وانما كانت تشبه جدتها من امها التى كانت لها عيون (رؤى) ولون شعر (هنا)، وهذة الاخيرة كانت تشبة والدتها اكثر ، وكانت امها ذات ملامح رقيقة وشعر بنى بدأت تتخللة بعض الشعيرات البيضاء وعيون داكنة عميقة تدل على جمال كبير اثناء شبابها، وفجأة سمعت (رؤى) جرس الهاتف يرن فى الصالة فتوجهت اليه ، رفعت سماعة الهاتف قائلة :
_ الو
_ صباح الخير ام اقول مساء الخير فنحن الان فى الثانية ظهرا تقريبا .
هل ماتسمعة اذنها صحيح ام انها تحتاج للذهاب الى طبيب ليؤكد لها انها لاتسمع جيدا وان هذا الصوت ليس ما تعتقد ان يكون .
_ هل اسكتتك المفاجأه ام انك هكذا منذ الامس وللتحديد منذ ان ركبتى معى السيارة .
تجاهلت سخريتة الواضحة وقالت ببرود :
_ اعتقد ان سكوتى افضل بكثير من الحديث معك .
اطلق (أدهم) ضحكة ساخرة وقال :
_ لهذة الدرجة ، لم اتصور ابدا اننى سأحقق مثل هذا النصر العظيم ، تفضلين السكوت على الحديث معى هذا شىء يستحق الفخر .
_ حسنا تستطيع ان تضيف فخر اخر فأنا لا اريد ان اراك ايضا .
_ ومن قال لك اننى اريد ان اراك، استريحى فهذا شىء مستبعد جدا .
امسكت (رؤى) غضبها حتى لا تقفل فى وجة سماعة التليفون، هذا كثير عليها مرتين فى اقل من ثمانية واربعين ساعة هذا كثير فعلا، وقالت محاولة ان يبدو صوتها هادىء ولا يظهر بة غضبها :
_ لماذا تتصل يا(أدهم) ؟ ماذا تريد ؟
قال بصوت خالى من الى تعبير:
_ اريد ان .....لا شىء ، وداعا .
ثم اغلق سماعة الهاتف قبل ان يعطيها الفرصة لتوبخة على هذا الاتصال الفارغ ، وضعت السماعة وجلست على اقرب كرسى لها وقبل ان تبحر فى افكارها سمعت والدتها تنادى من المطبخ :
_ من المتصل يا (رؤى) ؟
ترددت قليلا ثم قالت :
_ لا احد، النمرة خاطئة .
_ حسنا ، هيا اقبلى لتساعدينى .
_ حسنا انا قادمة ، حالا .

just girl 23-09-07 06:59 PM

اسلبوك تحفه
منتظرة باقى الموضوع يا جميل

زوغدانة 23-09-07 08:10 PM

انا نزلتلك جزء جديد اهو يا لويزا وان شاء الله هحاول اخلص الفصل التانى وانزلة بسرعة وميرسى ليكى كتير انتى و juste girl

بحر الندى 24-09-07 12:34 AM

( `•.¸
×´¨) (¨`×
¸.•´¸.•´¨) (¨`•.¸`•.¸
(¸.•´ ( * يسلمووووو .. وتسلمـ الايااديـ
بارتـ جميل و ممتع
موفقهـ ياربـ

* ) `•.¸)
) (¸.•´¸.• •.¸`•.¸
×´¨) (¨`×
(.•´

زوغدانة 24-09-07 06:27 AM

ميرسى ليكى يا بحر الندى ودايم تشجيعك ليا يارب

lwesa 24-09-07 05:28 PM

شكرا وانا الفت قصه اسمها قدرنا معا واتمنى تقراي الملخص وتعطيني رايك بسرعه فوتي شوفيها مستنياكي

هامة 24-09-07 05:53 PM

ما شاء الله قصتك تجنن .. وسردج للاحداث ممتع ومشوق .. وانا استانست كثير بالاجزاء الماضية
ترى قصتج رووعة وننتظر التكملة يالجمييل

زوغدانة 24-09-07 07:22 PM

ميرسى ليكى يا هامه كتييييييير على كلامك الجميل دة ، واحب اقول للويز انك هتلاقى ردى فى قصتك لما تفتحيها ، وفى حاجة تانية عايزة اعتزر عنها بشدة لو لاحظتو فى قصتى ان اسم هايا اتكرر ثلاث مرات تقريبا انا اسفة جدا على الغلطة واللخبطة دى بس المقصود بهايا انها تكون رؤى البطلة اسفة جداااااااااااااااااااااااااااااااا على اللخبطة دى

MALAK 25-09-07 04:36 AM

قصة جميلة ...لا زلت اتابع ....
موفقة...

نــــا نـــو 25-09-07 05:38 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زوغدانة (المشاركة 979600)
انا مش عارفة اقولك اية بجد يا نانو على الكلام الجميل دة ، انا نزلت الجزء التانى بس مش عارفة محدش شافة ولا الية ، انا مستنية رايك فية انتى بالذات يا نانو ماشى يا جميل


الله يسعدكي ياشيخه أنتي وكلامك اللي زي العسل

بجدد الروايه رووعه وكل جزء أحلى من اللي قبله لكن الشئ الأهم إنتي بجدد أخلااق وذووق وبتقدري قرائك حبيتك والله كسبناكي بأخلاقك اللي أحلى من العسل وكسبنا معاكي الروايه المشوووقه والحلوووه زيك


بإنتظاارك تكمليها وربي يوفقكي

lwesa 25-09-07 05:05 PM

انت فين انا كل يوم افوت عشر مرات هنا وملقيش حاجه جديده دنا زهقت ومستنياكي على نار حطي جزء جديد خلاص باه بسسسرعه قبل منزهق
باااي

lwesa 25-09-07 05:07 PM

اوكي جاوبيني مستنياكي

زوغدانة 25-09-07 08:51 PM

انا مش عارفة اقولك اية بردو يا نانو يا عسل انتى كل مرة بتفاجأينى بكلامك وبذوقك وبجد ميرسى ، معلش والله اويزا انا بحاول اخلص الجزء التانى بس عشان بنزل الكلية وبرجع هلكانة فبتأخر فى الكتابة شوية بس والله هحاول انزلها قريب انشاء الله عشان ماتزهقيش يا قمر

زوغدانة 25-09-07 08:52 PM

ميرسى ليك يا موسى وموفق انت كمان باذن الله ومنتظرة روايتك فى الاسواق

نــــا نـــو 26-09-07 02:25 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زوغدانة (المشاركة 982491)
انا مش عارفة اقولك اية بردو يا نانو يا عسل انتى كل مرة بتفاجأينى بكلامك وبذوقك وبجد ميرسى ، معلش والله اويزا انا بحاول اخلص الجزء التانى بس عشان بنزل الكلية وبرجع هلكانة فبتأخر فى الكتابة شوية بس والله هحاول انزلها قريب انشاء الله عشان ماتزهقيش يا قمر



تسلمين يالغاليه من ذوقك والله

وحنا بإنتظاااااااااارك ومقدرين تعبك والله حااولي بس لاتعبين نفسك صحتك ودراستك أهم

الله يعطيكي العاااافيه

زوغدانة 27-09-07 11:00 PM

ميرسى يكى يا نانو يا اكتر عسل فى الدنيا كلهااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااا:Thanx:

هامة 28-09-07 05:38 PM

خذي راحتج ومتى ما فضيتي نزلي الجزء الجديد .. نجن مستنينك على طول .. وتسلمين

زوغدانة 28-09-07 11:09 PM

ربنا يخليكى يا هامة وميرسىىىىىىىىىىىىىى كتير يا قمر :friends:

زوغدانة 29-09-07 03:43 PM

اتمنى ان ينال هذا الجزء ايضا رضاكم واعجابكم واتمنى ان ارى تعليقاتكم ورأيكم فيه وفى الاحداث فى اقرب واسرع وقت



على الرغم من الجو الربيعى الجميل الذى لا يماثل سقيع الشتاءولا يقترب من حرارة الصيف ،الا انة كانت توجد برودة بسيطة فى الجو تسللت الى جسد (رؤى) لتشعرها بقشعريرة طفيفة ،ولكنها لم تهتم فقد كانت تحب هذا الهواء ذو البرودة النسبية وهو يعبث بشعرها الاسود الناعم ويجعلة يتطاير حولها، فقد كان هذا الهواء ينعشها ويريحها وكلما ازادت من سرعة السيارة التى اقنعت والدتها بمعجزة ان تخرج بها وتسوقها بنفسها ، كلما ازادت من سرعتها زاد الهواء الجميل المنعش ليخفف من توترها، وصلت اخيرا الى وجهتها حيث كافيتريا من الموجودين بكثرة على النيل ،ركنت السيارة ونزلت ، كانت الكافيتريا يتكون من طابقين صعدت الى الطابق العلوى واتجهت الى اخر طاولة فى ركن منعزل بجوار النافذة العملاقة التى تحتل الجدار بأكملة ، اختارت هذة الكافيتريا لانها باضائتها الخافتها والوان حوائطها الحمراء والتى يخفف من حدتها الطاولات البيضاء والارائك المريحة البيضاء ايضا ،كل هذا كان يساعدها على التركيز والتفكير بعمق والتوصل الى القرار اللذى تراه صحيح ومناسب ، جاء النادل ليأخذ طلبها فطلبت عصير موز بالبن الذى تحبة كثيرا ، كان لابد ان تخلو بنفسها وان تبتعد قليلا عن جو البيت، ان تتواجد بمفردها فى مكان لا يعرفها فية احد هذا اقصى واجمل امانيها الان،انسابت الكلمات الى عقلها وهى تتحدث مع نفسها ..... ان ظهور (أدهم) المفاجىء اربكنى بشدة، ولكننى كنت انوى ان اتحدث مع(ايمن) بشأن مشاعرى قبل ظهور (أدهم) ، اى ان (أدهم) ليس السبب الوحيد لهذة الربكه ، صحيح اننى لم اكن واثقة من مشاعرى تجاه (ايمن) ولكننى كنت ومازالت واثقة من مشاعره نحوى وهذا اكثر ما يهمنى مادمت افعل ما فى وسعى لأسعدة ولأحبه، ولكن ظهور (أدهم) ذكرنى بمشاعر قديمة كانت مدفونة تحت انقاض حبى القديم له وكرامتى الجريحة بسببه، ولكن لماذا اشعر دائما بحضوره الشديد وجاذبيتة الطاغية،ردت على نفسها ان هذا طبيعى لان (ادهم) شخصية جذابة واى فتاه او امرأه سوف تشعر بجاذبيتة ايضا ،انا اتذكر عندما كان معيد يدرس لدفعتى كانت كل فتيات الدفعة معجبات به، نعم مايحدث لى طبيعى وسينتهى مع الوقت، كما اننى لا استطيع ان انكر اننى معجبة بشدة ايضا بشخصية (ايمن) ، ولكن لماذا اعقد مقارنة بينهما انا لااستطيع ان اقارن هدوء وحب وحكمة (ايمن) بوحشية وكراهية وتسلط (أدهم) ، ابعدت نظرها عن النافذة الى المائدة التى امامها ووجد امامها كوب العصير الذى طلبتة ، متى احضرة النادل ،هل كانت مستغرقة فى افكارها لهذة الدرجة التى لا تجعلها تشعر بالنادل وهو يحضر كوب العصير ، استعادت افكارها مرة اخرى بعد ان تجاوزت عن عدم شعورها بقدوم النادل وكانت تشرب من العصيروهى تفكر، لا يمكننى ان اتخلى عن (ايمن) او اتركة لمجرد هواجس عابرة فى رأسى انا فقط ،لا وفى رأس (هنا) ايضا ولكن هواجس اختى من نوع اخر وما علي منها الان، المهم ان هذا ما اريده، ان اكمل طريقى مع (ايمن)وطالما ان هذا ما اريدة فمن المؤكد انه سيشعر بذلك لأن المشاعر الصادقة تجد دائما طريقها الى القلب ، شعرت بتحسن كبير بعد ان توصلت لهذة النتيجة، وشعرت انها اخذت فعلا القرار الصحيح، انهت عصيرها ودفعت الحساب الذى احضره لها النادل وتوجهت الى الاسفل ، خرجت من الكافيتريا وتوجهت الى سيارتها وقبل ان تضع المفتاح لتفتح باب السائق ............
_ لا يمكن ان يكون ما اراه صحيح ، هل انت (رؤى) ؟
نظرت (رؤى) الى مصدر الصوت، وجدت شاب من نفس عمرها تقريبا يقف على الرصيف اى من الناحية الاخرى لسيارتها، نعم انها تعرف هذة الملامح جيدا التى لم تتغير، لم يذد عليها الا النضوج الذى اضافته السنوات الثلاث اللاتى لم تره فيهما ، قالت بمرح شديد لرؤيته :
_ نعم انا هى ، الم تكن تتخيل انك سترانى ،ألأننا انهينا الدراسة تدعو الله الا ترانى ولا تسأل عنى حتى ، يالك من جاحد يا (اسلام).
توجه (اسلام) ناحيتها وهو يقول بصوته الرفيع :
_ لا والله كيف تقولين هذا لقد كنت مشغول جدا فى البحث عن عمل كما ان اختى كانت تتزوج وكنت انا الذى يقوم بكل تجهيزات ماقبل الفرح لأن خطيبها يعمل فى بلد عربى ولا يأتى الا فى اجازات قليلة .
_ لالا، لا تحاول ان تبرر لنفسك انا لن اسامحك ابدا .
_ وانا لن اتركك الا اذا سامحتينى ، ما رايك امى واختى يجلسان فى هذا المطعم على اخر الناصية، تعالى معى لتسلمى عليهما وطبعا ستتعشين معنا ،هل هذا يكفر عن ذنوبى .
_ اشعر انك تقوم برشوتى الان ،ولكنى مع ذلك سأتى معك ليس من اجلك ولكن لكى اسلم على والدتك واختك لقد اوحشونى كثيرا ولى زمن لم ارهما ،ولكن لا استطيع ان اعدك بأن اجلس كثيرا فقد تأخرت كما ترى .
_ حسنا سأقبل بذلك مؤقتا .
توجهت معه الى ذلك المطعم وسالتة وهما يدخلان :
_ ولكن انت ماذا كنت تفعل حين رأيتنى الم تكن مع والدتك واختك ؟
_ لا لقد كنت فى عملى واتفقت معهما على ان يسبقانى هما الى ذلك المطعم على ان اتيهما لاحقا.
_ عرفت انك تعمل فى شركة ادوية، اليس كذلك ؟
_ نعم .... عن طريق واسطة من صديق لوالدى .
اضاف الجملة الاخيرة كأنه لا يعجبة ذلك ولا يحب الاعتراف بة ، ارادت ان تسألة عما شعرت بة من كلامه ولكنهما
كانا قد وصلا الى الطاولة التى تجلس عليها والدة (اسلام) واخته تفاجأا لرويه (رؤى) التى لم يرونها منذ ان تخرج (اسلام) ورحبا بها بشده ،لم تجلس معهم طويلا حيث اعتذرت حتى لا تتأخر اكثر من ذلك، وعلى الرغم من انهم كانو يريدوها ان تجلس معهم اكثر لكنهم لم يضغطوا عليها لمعرفتهم بموعيدها فى البيت ، وعرض عليها (اسلام) ان يوصلها لسيارتها ، وهما عند سيارتها سألته :
_ ما اخبارك مع والدك ؟
_ الحمد لله ،لا اراه كثيرا فأنت كما تعلمى منذ ان تزوج اصبح مشغول بشدةمع زوجته الاخرى. ثم خفض رأسة قليلا واضاف بعد ان رفعها : ولكنه الان احسن كثيرا فهو على الاقل يسأل عنا .
ثم اطلق تنهيدة حارة وقال :
_ وانت ما اخبارك مع خطيبك ؟
_ الحمد لله ،( ايمن) انسان رائع .
ثم قالت وهى تبتسم اسفا :
_ انا مضطرة ان اغادر ، انت تعلم، وانا سعيدة جدا لانى رايتك اليوم انت واوالدتك واختك ارسل لهم سلامى مرة اخرى.
_ حسنا ونا ايضا فرحت كثيرا لرؤيتك اليوم ، مع السلامة.
_ الله يسلمك .
انطلقت بالسيارة دون ان تدرى بالعيون الحادة التى كانت تتابعها .
********** ********************************

سمعت (رؤى) صوت بوق سيارة (ايمن)الذى يستعجلها ، كانت قد انهت ارتداء ملابسها وتلقى نظرة اخيرة على نفسها فى المرأة التى توجد بحجرتها هى واختها كانت ترتدى جيبة شانيل بيج وعليها جاكيت احمر جابونيز واسفلة بادى بلون الجيبة،كما كانت تسريحة شعرها جميلة جدا وتظهر جمال شعرها الثقيل دو اللون اليلى، وبالاضافة الى بعض المكياج الرقيق اصبحت جاهزة تماما وراضية عن شكلها العام ، اختطفت حقيبتها وخرجت سريعا من حجرتها متوجهة الى الصالة لكى تأخذ رأى والدتها واختها فى شكلها ، قالت بطريقة سريعة :
_ هيا ،اخبرانى بسرعة هل ابدو جيدة ؟
قالت الام وفى عينيها الحنان والحب :
_ جيدة فقط ، انت جميلة جدا يابنيتى .
ابتسمت الى امها وقبل ان ترد سمعت جرس هاتفها الخلوى يرن بالنغمة الخاصة ب(ايمن) قفالت وهى متجهة ناحية باب الخروج :
_ اشكرك كثيرا يا امى ، سلام.
قالت (هنا) ممازحة اختها :
_ اذهبى سريعا لا تجعلية ينكوى اكثر على نار الشوق .
ضحكت (رؤى) وقبل ان تتقفل الباب خلفها سمعت امها تقول :
_ (رؤى) عودى مبكرا عن ميعادك المعتاد لان والدك سيعود من السفر هذا المساء .
_ حسنا ، حسنا .
نزلت سريعا لقد تأخرت على (ايمن) ربع الساعة تقريبا ولكن لا بأس فالوقت مازال امامهما فالساعة الان حوالى السابعة والنصف تقريبا ، كانت قد اخذت كل يوم امس ترتب افكارها ،ومحت من رأسها تماما هذة الشخصية المسماة (أدهم) وكل ما يهمها الان ان تسعد (ايمن) وان تكون سعيدة معة ، ركبت السيارة وقالت على الفور قبل ان يبدى (ايمن) تأففه لتأخرها علية :
_ اعلم اننى تأخرت ولكن انت ايضا اتيت متأخر قليلا، ولكنى بالطبع لا اعترض على ذلك .
_ لا تعترضى حتى لا اعترض انا ايضا على تاخرك ،ولكن لتعلمى اننى تعمدت ان اتى متأخرا ممنيا نفسى اننى سأجدك جاهزة، ولكن ماذا وجدت !
ابتسمت ابتسامه خجلى قائلة :
_ حسنا حسنا ، هل سنظل جالسين هنا طوال الليل تعاتبنى على تأخرى .
نظر اليها بعينيه البنيتان قائلا :
_ لا طبعا .
ثم ادار السيارة وانطلق بها ،لم يتكلما كثيرا اثناء الطريق ولكن من بعض الكلمات التى تبادلاها شعرت (رؤى) ان (ايمن) كاد ان ينفد صبره وانة يريد ان بنتهى الطريق سريعا ليجلسا ويتحدثا ، وصلا الى احدى الكافيتريات فى احد المولات المفضلة لديهما ، وما ان جلسا حتى بادرها (ايمن) قائلا بهدوء تشوبه بعض الحدة:
_ اعتقد ان بيننا حديت لم يكتمل بعد .
قالت (رؤى) وقد فضلت ان تدخل فى الموضوع على الفور وبمنتهى الصراحة :
_ نعم، انا اعلم ذلك ولكن قبل ان نسكمل ذلك الحديث عليك ان تعدنى بأنك ستبعد (أدهم) تماما عن رأسك وسنتحدث اليوم كأننا لم نره .
قبل ان يرد عليها بحدة بدت واضحة فى ملامحه جاء النادل ليأخذ طلباتهما فطلب (ايمن) قهوة وهى طلبت عصير مانجو، وبعد ان ابتعد النادل قال (ايمن) بهدوء وكأن قدوم النادل قداعطاه فرصة ليلاحظ حدته ويتراجع فيها :
_ وهل تعتقدى ان هذا سهل ؟
_ اعلم انه ليس سهلا ولكن لو استمعت الي سترى انة ليس صعب ابدا .
_ حسنا تكلمى .
وحكت له كل شىء منذ ان رأت (أدهم) وانجذابهما الشديد لبعض وحتى تمت خطبتهما الى ان تركا بعضهما وفى النهاية قالت بهدوء كأنها تتحدث عن احد اخر لا عن نفسها :
_ وكان هذا ما حدث فى اخر مرة رأيته فيها، بعدها بشهر تقريبا اتصل هو بوالدى وقال له انه فهم الرساله التى اريد ان اوصلها له وانه يريد ان ينهى كل شىءبنائا على رغبتى انا ............ وقطعت كلامها بسب قدوم النادل ليقدم الطلبات واستطردت بعد ان ابتعد قائلة : وطبعا عندما سمعت ذلك ارسلت له كل شىء مع والدى ولم اقل لاى احد على الرسالة التى ارسلتها له. ثم اطرقت وهى تبتسم ابتسامة شاحبة واضافت: تستطيع ان تعتبره نوع من الاشفاق على كرامتى حتى لا تجرح اكثر بشفقة الاخرين ، لكن (هنا) و(ولاء) كانتا تعلمان بالرسالة لانهما هما اللاتى اقنعانى ان ارسلها له ،
بعد كل هذا اى نوع من الشاعر تعتقد اننى ممكن ان احملها ل(أدهم) !
اطرق ( ايمن) لحظات ثم نظر اليها مباشرة ووضع كفيه بحنان على يديها الرقيقتين قائلا وفى عينيه حب كبير لها فشل فى ان يداريه كما الحزن الذى فى صوته :
_ حسنا ان واثقا جدا من انه لا يوجد احد فى قلبك، ولا حتى انا .
قال الجملة الاخيرة وهو يحول وجهه بعيداعن عينيها اللاتى يفقدانه كل سيطرة على نفسة ، نظرت اليه بحنان وهى لا تصدق انها كان من الممكن ان تجرحه واخرجت احدى يديها من تحت يديه ووضعتها على يده قائله :
_ انظر الي يا (ايمن) من فضلك .
وانتظرت حتى نظر اليها ثم قالت بخفوت ونعومه:
_ لماذا تقول ذلك، انا لم اكن لأوافق عليك واستمر معك كل هذة المدة ما لم تكن فى قلبى ، ولكن كل المشكلة ان مكانك فى قلبى يحتاج الى تكبير وانا احتاج اليك كى تساعدنى على ذلك وانا واثقة من نجاحنا ان شاء الله .
ماذا تعتقد ان اقول لها ، كان هذا تفكير (ليمن)،انا احبها ولكن هل للدرجة التى تجعلنى اتحمل ان اسمع منها انها لا تحبنى مثلما احبها، احيانا افكر انة من الممكن ان يأتى حبها بعد الزواج لكننى لست متأكد من صدق هذة النظرية ، رفع عينيه اليها عندما اضافت بمرح حتى تخفف من جو التوتر الذى شعرت بتسربة الى مجلسهما :
_ لا ، لا وقت لدينا لهذا الصمت علي ان اعود البيت بدرى لان بابا سيعود اليوم من السفر .
نطر اليها وقد استعاد صوته نبرته الطبيعية :
_ حقا حمدالله على سلامته ،حسنا اعتقد انه علينا ان نمشى الان حتى نصل فى وقت مناسب فأنتى تعرفى زحمة القاهرة .
_ ولكنك لم ترد على كلامى بعد .
نظر اليها مطولا ثم قال :
_ (رؤى) هل من الممكن ان نتزوج فى اقرب وقت ممكن ، ان كل شىء جاهز تقريبا لم يبق الا اشياء بسيطة من الممكن ان تنتهى فى اسابيع قليلة وبالكلام الذى سمعتة منك اليوم اعتقد ان افضل شىء نقوم به هو الاسراع بالزواج ، ما رايك؟
حاولت (رؤى) ان تتمالك نفسها حتى لا تظهر الدهشة جلية على ملامحها، لم تحاول ان تفكر فى مدى صحة ومناسبة كلامة بالنسبة لها ، انما قالت على الفور :
_ نعم اعتقد ان ما تقوله صحيح ، فى اقرب فرصة تكلم مع بابا واتفق معه على كل شىء .
قال لها بفرح ظاهر فى صوته :
_ انا سأتى غدا لأسلم عليه بعد عودته من السفر وسأفتح معه الموضوع وننهى كل شىء .
ننهى كل شىء، هل هذة الكلمة تقال لبداية زواج ، اخرجت افكارها هذة من راسها بالقوة، لا تعلم لماذا لم تحاول ان تفكر ، ولكن هل تفكيرها هذا كان سيمنع ما سيحدث ، لا احد يعلم ، اوصلها (ايمن) الى بيتها واتفق معها انه سيأتى غدا ليسلم على والدها ويتفق معه على كل شىء ، ودعته ودخلت الى البيت لتواجه عائلتها بالخبر الجديد .

زوغدانة 30-09-07 02:58 PM

اية ياجماعة انا نزلت الجزء الجديد اهة ادخلوا اقروه بسرعة قبل ما يجيلى احباط واحس انكوا مش عايزين تقروه

نــــا نـــو 02-10-07 02:05 PM

الجزء رااااائع كما تعودنا

الله يعطيكي العافيه ياارب


بإنتظاار تكملة الروايه بس ياليت ياقمر الأجزاء تكون أطول

بحر الندى 03-10-07 01:13 AM

http://www.alamuae.com/up/Folder-009...U21TgTmnKs.gif

ومازلناا ننتظر المزيد من ابداع انامكـ متجدد
جزاكـ الله كل خير
موفقـهـ يارب
^_



http://www.alamuae.com/up/Folder-009...00e937180b.gif

زوغدانة 05-10-07 03:41 AM

مرسى ليكى يا نانو كتير وانا نزلت جزء صغير عشان كنت عايزه انزلكوا حاجه بسرعه بس المره الجايه ان شاء الله هنزل حبه كتار
مرسى بحر الندى ودايم تشجيعك ليا

عصبيه زياده 08-10-07 04:48 AM

لو بالعامي كان احلا اما الفصحى ما احبها

نــــا نـــو 08-10-07 03:01 PM

وييينك زوغدانه حبيبتي عسى ماشر ... طولتي الغيبه ...

إن شاء الله المانع خير يارب

ام عمرو 09-10-07 11:17 PM

:friends:بررررررررررررررررررررررررافو يا زوغدانة بس ممكن تطولي البارت شويتين

زوغدانة 10-10-07 08:53 PM

سورى لو انتى بتحبى العميه اكتر بس مش كل الناس هتفهم العاميه المصريه لكن كلهم هيفهموا الفصحى وميرسىىىىىىىىىىى كتير على مرورك

زوغدانة 10-10-07 08:55 PM

المانع خير يانانو يا حبيبتى انا بس لسه بكتب القصة وعايزة لما انزل انزل بارت كبير شويه ، وان شاء الله هنزله قريب وعيزاكى تقوليلى رايك فيه بسرعه

زوغدانة 10-10-07 08:57 PM

من عنيا الاتنين ام عمر انا فعلا فى نيتى ان البارت الجاى يكون طويل واتمنى انك تقوليلى رايك فيه بردو وميرسىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىكتيييييييييييييييييير على مرورك

سعود2001 17-10-07 08:47 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عصبيه زياده (المشاركة 1000904)
لو بالعامي كان احلا اما الفصحى ما احبها

مو لازم تعلقين و تعلمين الاعضاء انك ما تحبين الفصحى
و كل موهوب حر بعرض موهبته على الشكل اللي يرتاح عليه
أتمنى أنك المرة الثانيه تنتقين كلماتك أختي

سعود2001 17-10-07 08:49 PM

يالله يا زوغدانه
ننتظرررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررر
و تسلم ايديكي مقدما

delicate rose 18-10-07 12:43 PM

لا بجد قصه رائعه

بجد بجد اهنئك عليها

وفى انتظار البقيه

ياريت تنزلها بسرررررررررررررعه

زوغدانة 18-10-07 08:50 PM

ميرسى بجد يا سعود ومتشكره جدااااااااااااااااااااااااااا على الانقاذ ده وسأظل منتظره ارائك فى باقى الاجزاء

زوغدانة 18-10-07 08:52 PM

ميرسىىىىىىىىىىىىىىىىىكتير على مرورك delicat roseويشرفنى مرورك وابداء رايك دائما

زوغدانة 18-10-07 10:28 PM

الفصل الثالث
تلاحقت الايام بعد ذلك ما بين نزول (رؤى) المتكرر مع والدتها او مع (ايمن)واحيانا مع اختها- التى كانت تستعد لأمتحاناتها- لتكملة الاشياء الناقصة فى شقة (رؤى) و (ايمن)، وما بين بحثهم عن القاعة التى سيتم فيها الزفاف ، فرح الكل كثيرا لمعرفة خبر تقديم موعد الزواج بغض النظر عن ثلاثة كانت تعبيراتهم غريبة بعض الشىء، اولهما كانت (هنا) التى تقبلت الخبر بهدوء وهنأت اختها ولم تقل اى شىء اخر وكأنها خائفة او متوجسة من وقوع حدث خطير، وكان ذلك متوقعا قليلا من (هنا)، بينما الموقف الاعجب كان موقف (ولاء) التى تسمرت قليلا عند سماعها الخبر من على شفتى (رؤى)، وصمتت عدة دقائق قبل ان تظهر فرحتها بزواج اعز صديقة لديها ،اما (رؤى) نفسها وهى ثالث، واغرب تعيبر يصدر من عروس منتظرة ليله عرسها بفروغ الصبر، كما هو المفروض، ولكن ذلك لم يكن حالها كانت هادئة جدا اكثر من المعتاد ولا تعجل من شراء اى شىء، بل على العكس كانت ترى انة لا ضرورة للاستعجال لأنه مازال امامها وقت طويل، وطبعا لم يكن هذا الوقت الطويل امامهما اطلاقا فقد كانا فى منتصف ابريل والزواج تم تحديدة فى اولئل شهر يونية اى بعد انتهاء (هنا) من امتحاناتها ، وكان اى شىء تشترية(رؤى) تأخذ راى من حولها فية كأنه لا يخصها، وكانت (هنا) ترى ان اختها اشترت الكثير من الاشياء بناء على رغبات اخرين وليست هذة الاشياء من زوقها الخاص او النوع المفضل لديها وسألتها (هنا) فى مرة عن ذلك ولكنها ضحكت قائلة لو لم تكن هذة الاشياء تعجبنى لما اشتريتها حتى لو كنت وقفتى على رأسك ،الان لم يبق على موعد الزفاف سوى اربعة اسابيع، كان الكل يرى ان عصبية وتوتر العروس قبل اسابيع من زفافها شىء طبيعى للغاية، ولكن (رؤى)اخلفت كل التوقعات، وكان يوجد شىء غريب فى عينيها الواسعتان وشفاتاها الرقيقتان التى كانتا مزمومتان معظم الوقت كأنهما يودان الاحتجاج على شىء ما ولكنهما امرا بالسكوت والصمت، وكان الكل يرجع ذلك الهدوء الى قدرة (رؤى)الطبيعية على السيطرة على اعصابها ،كما كانوا يرجعوه الى براعة(ايمن)فى طمأنتها وازالة اى ضيق فى نفسها لان (ايمن)كان يحدثها هاتفيا ما يقارب العشر مرات فى اليوم الواحد تقريبا، وكان هو ايضا هادىء جدا، كان يذهب الى (رؤى) فى اى وقت تحتاج اليه فيه لتكملة احتياجاتهما ، وكان اليوم حيث اتفقت (هنا) و(رؤى) ان يتسوقا سويا لشراء بعض الملابس التى تحتاج اليها (رؤى) ، حيث كانت (هنا) انتهت من اول امتحان لها وتريد الترفيهه عن نفسها قليلا ،نزلا فى ذلك اليوم من اول النهاراى بعد انتهاء وقت امتحان(هنا)، واعلما والداهما انهما سيتناولا غدائهما بالخارج ،كان الجو صحوا ويشجع على التسوق، تسوقا فى عدة مولات وكانت الملابس هى الشىء الوحيد الذى تدقق (رؤى) فى شرائة وتختارة بنفسها وعلى ذوقها الخاص، حيث كان التسوق اكثر شىء تحبة، وفى الثالثة والنصف تقريبا توجها الى احد مطاعم الوجبات السريعة لتناول غدائهما ،كانتا تدخلان المطعم ضاحكتان، ونست (رؤى) انها عروس مقبلة على اهم خطوة فى حياتها ،كانت تضحك من قلبها بدون اى تكلف وهذا ما لم تفعلة منذ فترة،كانتا تضحكان على البائع الغريب الذى كان يحاول ان يبيع لهما المحل بأكملة، كانت لة طريقة غريبة فى العرض والكلام لدرجة انهما ما ان خرجتا من المحل حتى انفجرتا فى الضحك الذى كانتا تحاولان كتمة امام هذا البائع الغريب ، دخلا المطعم والذى لا يبعد كثيرا عن محل هذا البائع، وهما تضحكان لم يلا حظا انتباه احد الاشخاص فى المطعم على صوت ضحكاتهما ،كما لم يلاحظا انهما تعرفان هذا الشخص معرفة وثيقة وانة اخر انسان تتمنى (رؤى) رؤيتة الان او حتى فى اى وقت اخر ، ذهبت (رؤى) لتغسل يدها وعندما عادت ذهبت (هنا) حيث كانتا لا تؤيدان ترك اشيائهما وحدها، وعندما عادت (رؤى) وما ان جلست حتى سمعت صوت يأتى من خلفها تماما يقول ساخرا :
_ اعتقد ان صدفنا معا اصبحت اكثر من ان تصدق .
التفتت الية بقوة من هول دهشتها لرؤيتة هنا والان ، حتى ان شعرها الاسود التف حول وجهها ليشكل لوحة رائعة مع بياضها الناصع وزرقة عينيها التى اظلمت قليلا وهى تقول بحدة طفيفة:
_ انت ؟
ابتسم (أدهم) كأنها رحبت به و دعتة الى الجلوس وبالفعل تعامل كأنة يلبى الدعوة المستبعد حدوثها، فقد التف حول المائدة وجلس فى الكرسى المقابل لها بكل هدوء ورزانة وفى نفس الوقت بخفة ورشاقة ملفتة قائلا وعلى شفتية ابتسامة رائعة وفى عينية سخرية واضحة :
_ كما انت دائما، تبدين كأجمل لوحة قد يرسمها اعظم فنان عندما تغضبى وتشتعل هذة الزرقة فى عينيك .
_ وانت ايضا كما انت دائما، تعتقد ان من حقك فعل اى شىء تريدة وانه لا احد يستحق ان يفعل ذلك غيرك .
كانت تلمح الى جلوسة معها على المائدة بدون اى وجه حق وطبعا مع علمة بعدم رغبتها فى ذلك، فهم الى ما تلمح ولم يقل لها انة راى (هنا) وانها هى التى دعتة من باب المجاملة ولكنة مان ان ذهب ليحضر اشيائة من على المائدة الاخرى حتى عاد ووجدها وكان هذا ما يريدة فهو لم يكن فى نيتة ان يجلس معهما ولكنة كان يريد ان يعلمها بما شاهدها علية منذ فترة وتجاهل الى ما تلمح تماما واكتفى بأن يرد على جملتها بجدية تامة :
_ انا لا افعل ذلك الا عندما اكون واثقا مما افعل وواثقا ايضا ان الذى اريدة يستحق ان ابذل كل ما فى وسعى للحصول عليه .
نظرة التحدى والاعتداد بالنفس التى فى عينية اثارتها بشدة ارادت ان تجد اى خطأ فى كلامة حتى تهدم هذة النظرات ولذلك قالت بخبث كأنها اكتشفت اكتشاف عبقرى:
_ ولكن ما هذة الصدف الكثيرة التى تتحدث عنها ،انا لا ارى سوى الان ، انها صدفة غريبة بالفعل وغير محببة طبعا،و اذا كنت تقصد حفل عيد زواج (ولاء) ايضا فهذة لم تكن صدفة كنت اعلم انك ستأتى من (ولاء) .
_ وانا كنت اعلم انها ستخبرك ولكن ليست هذة الصدفة التى اقصدها .......
قطع كلامة عندما لمح يديها التى تضعها فوق المائدة، قال وقد ارتفع حاجبية عن تعجب واضح وعلت شفيتة ابتسامة مبهمة تؤكد هذا التعجب :
_ ارى ان دبلة (ايمن) لا تزال فى اصبعك ؟
تعجبت من سؤالة وعلى الرغم من ذلك اجابت :
_ طبعا فى اصبعى ولماذا لا تكون كذلك!
_ نعم لماذا لا تكون كذلك وهى ستتزوجه بعد اسابيع قليله ؟
كانت هذة (هنا)، اتت اخيرا، قالت هذة الجملة كأنها تقول ولماذا لا تكون كذلك اذا كانت ستسجن نفسها بعد اسابيع قليله، لاحظ كل من (رؤى) و(أدهم) هذة النبرة فى صوتها ،وجهت (رؤى) الى اختها نظرة عتاب نارية، وطبعا لن يفوت (أدهم) هذة الفرصة ليسخر ما يشاء ، ولكن رد فعلة كان اغرب ما يكون بل قد تكون كلمة غريب لا تضاهى رد فعل (أدهم) ، حيث اشتعلت عيناة الغامقتان ونظر الى (رؤى) نظرة القت الرعب فى اوصالها على الرغم منها، وبدا انة يبذل مجهود كبير ليسيطر على انفعالاتة وظهر ذلك جليا فى عضلات فكية المتوترة، وقال بصرامة شديده وصوت خافت بعد ان شبك اصابع يدية امامة على المنضدة كأنة بذلك يقيدها حتى لا تفعل ما يدور بعقلة:
_ كيف تجرؤين على فعل ذلك؟ انت ماذا افعى سامة لن يسلم اى رجل من سمك ابدا ؟
كلمة زهول كانت تبسيط شديد لما ظهر على ملامح (رؤى)و(هنا) ،حيث وضعت (هنا) يدها على فمها لتمنع البقية الباقية من الشهقة التى اصدرتها بالفعل ،اما (رؤى) فقد فغرت فاها واتسعت عيناها بشدة حتى ان لونهما ظهر فاتحا عن الطبيعى من شدة اتساعهما وزهولهما،ما الذى يقولة هل يوجة هذا الكلام اليها هى لم تفكر كثيرا بل للدقة لم تستطع ان تفكر مطولا وتنتظر دون ان ترد على هذا الكلام المهين ووجدت نفسها تقول لة بذهول اكثر مما هو هدوء:
_ هل جننت... ما هذا الكلام الذى تقول؟
اشتدت صرامة صوته وقوته دون ان يعلو، وهو يقول:
_سأكون مجنون بالفعل اذا لم امنعك عما تفعلين ، وصدقينى يا(رؤى) انا قادرعلى منعك وعليك ان تأخذى حذرك وتنتظرينى منذ الان.
لم يزد كلمة اخرى، وللحق هو لم يكن فى حاجة الى ذلك ليزداد زهولهما وتعجبهما مما قال وغضبهما ايضا ،وللادق غضب (رؤى) التى ما ان ابتعد حتى ظلت متسمرةلعدة دقائق تحدق فى مكان (أدهم) الخالى وفى النهاية نقلت بصرها الى اختها التى كانت تجلس بجور (أدهم) وقالت وهى تعيد شعرها خلف اذنها بيدها المرتعشة :
_ ما الذى كان يتحدث عنه؟ وما هذا الدى سيمنعنى من فعلة؟ لقد جن بالفعل .
اجابت (هنا) وهى اكثر حيرة من اختها:
_ انا لا اعلم، لم اكن اتخيل اننى سأرى (أدهم) يتحدث معك بمثل هذة الطريقة او يقول مثل هذا الكلام .
قالت (رؤى) وقد بدأت تستعيد رشدها بعد غيابه من هول كلام (أدهم) :
_ ارأيت ، هذا الذى كنت تدافعين عنه باستمرار وتقولين اننى لا افهمة واننى المخطأة، اليس كذلك؟ ياترى ما هو رايك الان ؟
لم تحاول اختها ان تجيب الان وفضلت ان تبعد نظرها عن عينى (رؤى) المتسائلتين بل واللتى تتهماها ايضا بتهمة حسن الظن ب(أدهم).
_ حسنا ... ماذا ستطلبين للغداء؟
كان هذا سؤال (رؤى)، القتة بصوت تشوبه بعض الحدة كأنها تريد ان تنتهى من شىء ضرورى ولابد منه ، تعجبت (هنا)من قدرة اختها على متابعة اليوم وكأن شيئا لم يكن وحدثتها بما تفكر فيه قائلة:
_ الديك اى رغبة فى الطعام بعد هذا الكلام الذى سمعتيه ؟
نظرت اليها اختها ببطىء قائلة بصوت قوى :
_ ولماذا لايكون لدى هذة الرغبة، انا لن اجعل انسان مثل (أدهم) يتحكم بحياتى لمجرد انة قال كلام سخيف مثل الذى قاله ،وتأكدى ان ماقالة ليس سوى مجرد كلام فقط، وانا لن افكر فى هذا الكلام ابدا ولن اجعلة يؤرقنى ، هيا لم تقولى ماذا ستطلبين؟
تعجبت (هنا) بشدة من موقفها هذا ، ولكنها تخالف اختها فى الراى ف(أدهم) لم يكن ابدا من الاشخاص الذين يلقون كلام فى الهواء ، ولا من الذين يوزعون التهديدات هباءا، عجلتها اختها فى طلب طعامها مرة ثالثة ،ولذلك قررت ان تنحى التفكير فى هذا الموضوع مؤقتا .
**************************************

_ من فضلك اريد مقابلة الاستاذ (أدهم) ، لى ميعاد معه .
_ اخبره من؟
_ (رؤى)... (رؤى الدالى).
_ حسنا انتظرينى لحظات .
وتركتها السكرتيرة الحسناء وتوجهت الى مكتب (أدهم) الذى يوجد فى اخر الرواق جلست على المقعد المريح الذى يوجد امام مكتب السكرتيرة ضمن مجموعة من المقاعد المشابه له ،على الرغم من ان المقعد مريح الا انها كانت ابعد ما تكون عن هذة الراحة فمكالمة (أدهم) لها بعد ثانى يوم من الكلام الغريب الذى قالة لها فى ذلك اليوم فى المطعم ،كانت هذة المكالمة لا تبعث على الراحة بأى شكل من الاشكال ، انها تتذكر عندما هاتفها هذا الصباح لم تكن تتوقع هذة المكالمة، ولكنه (أدهم) دائما يفعل ما لا تستطيع ان تتوقعه ابدا ، حتى طريقتة فى الكلام كانت غير المعتاد منه مؤخرا كان مهذب قليلا على الرغم من برودة الشديد وطلب منها ان تأتى الى مكتبة لكى يوضح لها لماذا قال لها هذا الكلام فى المطعم ،انها لا تستطيع ان تنكر انها تريد ان تعلم لما قال هذا الكلام ورغبتها فى هذة المعرفة شديدة جدا، ولكن..... ولكنها تشعر انه يوجد شىء اخر دفعها الى الموافقة على الذهاب الية، الى مكتبة ،شىء فى اعماق اعماق قلبها ،شىء بعيد جدا لا تستطيع ان تدرك كنه ،حدثها هذا الشىء بأنها لابد ان تذهب، شعرت ان هذة المقابلة من الطبيعى والمنطقى جدا ان تتم ،حاولت ان تتجاهل هذا الشىء وتغلفة برغبتها فى معرفة السبب وراء كلامه المهين فى المطعم، شعرت انه القدر الذى..............
_ تفضلى يا انسة (رؤى) استاذ (أدهم) فى انتظارك .
قامت من مجلسها وتوجهت الى مكتبة تحت عيون السكرتيرة الفاحصة والفضولية ، طرقت على الباب ثم فتحته ودخلت الى قدرها، وجدت هذة الكلمة تنساب الى عقلها ولم تكن تعلم فى وقتها انها مناسبة تماما لما سيحدث لها ، لم تجده على المكتب المواجة لباب الحجرة اجالت بنظرها فى انحاء الحجرة الرجالية الاثاث بشكل بحت لايوجد بالحجرة اناء زهور واحد ولا حتى لوحة زهورعلى سبيل المثال ،اللوحات المعلقة والتى ليست كثيرة كلها لخيول عربية والتى تعلم ان (أدهم) يحبها كثيرا وتعتبر هوايتة المفضلة والتى تأخذ معظم وقته بعد العمل ، يوجد ايضا مكتبة ضخمة تحتل جدار بأكملة وهى واثقة ان(أدهم) قرأ معظم هذة الكتب والا ما كان وضعها، كما يوجد ايضا اريكة كبيرة وعلى جانبيها مقعدان يوحيا بالراحة اذا جلست عليهما ، وهناك بجوارهما وجدتة يقف امام النافذة المتوسطة التى توجد بجوار الاريكة الكبيرة، ظهرة لها ، كان طويل و كما تعودتة دائما رأسة مرتفع على كتفيه العريضين ذوى العضلات القويه، كان واضعا يدية فى جيوب سرواله الكحلى، لم يكن يرتدى جاكت البذلة، كما تتذكر فقد رأت هذا الجاكت فى مكان ما بالحجرة، تقريبا معلقا على كرسى مكتبة، كانت تقف الان فى منتصف الحجرة تقريبا قريبة قليلا من مكتبة لكنها بعيدة عنه هو وهذا ما يهم الان على الاقل ، التفت اليها اخيرا لا تعلم اذا كان التفت لانة شعر بوجودها الان فقط، ام لانةكان متعمد ان يتركها كل هذا واكيد ليس لتتامل جمال حجرة مكتبة ، كانت ازرار قميصة اللبنى العلوية مفتوحة لتكشف عن جزء من صدرة القوى الخمرى وكانت الكرافتة موضوعة بأهمال حول رقبتة ، كانت اكمام قميصة مفكوكة الازرار ايضا ولكنها لم تصل بعد لمرحلة الرفع ،عندما التفت اليها تقدم قليلا تجاهها ببطىء اتاح لها الفرصه لتكبت اعجابها الشديد برشاقته الواضحه ورجولته الطاغيه ،كان ينظر اليها بجدية تامة وتفحص بنظراتة الجريئة قوامها الممشوق الذى يظهر فى التنورة الطويله البنية اللون والبلوزه الخضراء المتناقضه بشدة مع لون عينيها ، ثبت نظراته على وجهها مما جعل الاحمرار يرتفع الى وجنتيها بشده ودفعها الى ادارة عينها بعيدا، ومضت عينية العميقتان بشىء سرعان ما اختفى تحت ستار الجليد الذى يلف به وجه وملامحه الوسيمة ، قال لها وهو مازال واضعا يدية فى جيوبة وبنبرة محايدة وهادئة :
_ لماذا انت واقفة؟ اجلسى لان وجودك هنا سيطول واذا قضيتية واقفة ستتعبى كثيرا .
ابتلعت ريقها قائله:
_ لا اطمان انا لا انوى ان ابقى هنا طويلا.
_ اذا كان هذا ماتعتقدين فمن الافضل ان تغيري اعتقادك هذا الان قبل ان تضطرك الظروف لتغيرة بدون ارادتك .
كان الان قريبا منها كانت تشعر برجولته وسيطرته ، كما تشعر ايضا بعطره ، مازال يضع هذا العطرالرجولى الرائع، لم تدر بما بدى عليها الا عندما قال :
_ لماذا هذة الرجفة التى اراها عليك؟
قال عبارتة بصوت الاب الذى يريد ان يطمأن على طفلته الصغيره،ابتعدت عنه بحجة الجلوس ،جلست على المقعد الذى يوجد امام مكتبة وقالت وهى تنظر اليه بثبات :
_ انا لا ارتجف ،ومن فضلك قل لى ما تريد قولة حتى اغادر .
_ لماذا وافقتى على المجىء الى هنا يا (رؤى) ؟
كان صوته متسائل بالفعل لم يكن يسخر، ولكن لماذا هذا السؤال لماذا لا يقول وينتهى الامر، قالت له محاولة قدر الامكان المحافظة على ثباتها امام نظراته الماحقه:
_ لاننى اريد ان اعلم ما وراء هذا الكلام الذى قلتة فى المطعم ولانك لم ترد ان تقول اى شىء فى الهاتف ، والان علمت لماذا اتيت هلا قلت لى ما اتيت من اجله .
اقترب منها وقال وهو يستند باحدى يدية على ظهر مقعدها وباليد الاخرى على حافة المكتب :
_ هكذا، على الفور، دون اى مقابل؟
كانت تشعر بانفاسة تلفح وجهها وتحرقة، ادارت وجهها بعيدا حتى لا يتشتت تفكيرها فى ملامحة الجذابة ، قالت بتماسك ظاهرى :
_ ما عندك لا يستحق اى مقابل لأقدمه .
ابتعد اخيرا مطلقا ضحكه خالتها هى انها متوترة ، ولكنها عدلت عن ذلك فاذا كان يوجد هنا احد متوتر فهى هذا الشخص ، جلس على المقعد المقابل لها بمنتهى الاسترخاء وقال وهو ينظر اليها مباشرة :
_ لا يا صغيرتى ما لدى يستحق بل يجبرك على الموافقة على ما ساطلبه منك .
قالت ساخرة :
_ صغيرتك ، امازلت تعتقدنى صغيرة ، انا عمرى الان 23 عاما وانت لا تكبرنى سوى بثمانى سنوات فقط .
ارتفع جانب فمه عن ابتسامة ساخرة وقال بهدوء ساخر :
_ جميل انك مازلت متذكرة ذلك ، ولكنك لم تسالى ما هو الذى ساطلبة منك .
_ حسنا ...ما هو الذى تطلبه منى؟
نظر الي عينيها مباشرة وقال وقد استاعد وجهه ملامحة الجدية الجليدية :
_ ان تتزوجينى .

************************************************
الفصل الرابع :

للمرة الثانية تعتقد انها تحتاج لطبيب ليؤكد لها وجود مشاكل فى اذنها تجعلها تسمع كلمات غير صحيحة ، نظرت اليه غير مستوعبة ما يقول وانتفضت واقفة قائله بحدة :
_ حسنا.. اسخر قدر ما تشاء، أنا لن الومك، فانا المخطئة لانى وافقت
ان اتى الى هنا بمحض ارادتى لأتيح لك الفرصة لتمارس سخريتك وساديتك علي ، ولكنى سأحرمك من هذة الفرصة سريعا .
واتجهت من فورها الى الباب وقبل ان تلمس المقبض بيدها لتفتح الباب وتتحرر ،كانت يد (أدهم) سابقة لذلك حيث اصبح خلفها فجأه وانقضت يده القويه الدافئه لتقبض على زراعها وتعيدها للوقوف امامه بعنف حتى ان شعرها الطويل تطاير حولها محدثا تأثيرخطيرعلى (أدهم) ولم تكن تدرى ذلك بالطبع، لا يوجد مفر لها الان فلا يوجد غير الحائط خلفها وهى لم تتوصل بعد الى القدرة على اختراقه للهرب من الوحش الكامن امامها ، حاصرها حيث استند بيده اليسرى على الحائط الذى خلفها بينما يدة الاخرى كان يضعها على خصره وهو يهمس بصوته العميق :
_ انا لا اسخر منك انا بالفعل ارغب بالزواج منك، وارى نفس هذه الرغبة فى عينيك.
قال جملته الاخيرة وهو يحرر يدة اليمنى لتقترب من عينيها ويشير عليها بأصبعة، بينما اجابت هى:
_ اخبرتك من قبل ان عليك استشارة طبيب عيون ليصحح لك ما تراه .
_ وانا ايضا اخبرتك اننى لن اذهب بدونك .
بدأت تشعر باليأس ،سألت بخضوع :
_ (أدهم) ماذا تريد منى ؟
هل مايفعلة الان هو الواقع ام هذا محض خيال منها ،كان (أدهم) يتلاعب بشعرها الاسود البراق بين يده وهو يقول بهمس وعيناه تطوفان على وجهها :
_ لقد اخبرتك .
اجابت بانفاس متقطعة مبهورة :
_ وهل المطلوب منى تصديق ما تقول !
_ نعم هذا هو المطلوب منك تحديدا .
ما الذى يفعلة بى ، كانت (رؤى) تحدث نفسها لم تكن تفهم بالفعل ما الذى يفعلة (أدهم) بها، لمجرد اقترابه منها تشعر انها ضائعة وهى القوية المتماسكة دائما ،كل هذا لانه ترك خصلة شعرها وتحركت يدة على جبهتها يتلاعب بالخصلات القصيرة التى تنساب عليها .........
_ انا اريد ان اغادر الان ، اتركنى .
كانت يدة مستمرة فى التنقل عبر ملامح وجهها كلة بكل الرقة والنعومة التى ممكن ان تلامس بها يد رجل وجه فتاته ، حرك يده على جانب وجهها ثم انتقل الى عنقها قائلا:
_ انت لن ترحلى من هنا قبل ان اتأكد من ان ما اريد سيتحقق .
صوته العميق كان يمزقها ولن تتحدث عن عينيه الاسرتان كانتا تحيطان بها ولا تتركا لها اى فرصة للهرب او الابتعاد عن وجهه ،لا بد ان يتركها الان قبل ان تجد نفسها بين زراعية ،حاولت ان تتحرك ولكنه اوقفها بقوة بجسده القوى حيث التصق بها ليمنعها عن اى حركه كان قريب منها جدا لدرجه اشعرتها بدفء جسده ومن المؤكد انه يشعر بمطارق قلبها على صدره كما تشعر هى الاخرى بخفقات قلبه، زادت الحراره التى تغمرها منذ ان اقترب بهذا الشكل عندما امال وجهه قليلا امام وجهها ،كان خصرها يعتصر بين يديه، لم تكن تشعر باى شىء كانت تشعر انها فى حلم رائع والاسوء انها لم تكن تريد ان تستيقظ منه اغمضت عينيها ،هذا كثير على مشاعرها الممزقة التائهه، لماذا هى ضعيفه امامه هكذا على الرغم من كل الكلام اللازع الذى يلقيه على مسامعها ،شعرت بأنفاسه على شفتيها ضغطت بيدها على صدره متصوره انها ستتمكن من ابعادة عنها فى اللحظة الاخيرة ولكن من كان يبحث عن الابتعاد الان ،تراخت يدها التى كانت تحثة على الاقتراب اكثروهمست بأسمه................
فجأه اختفى كل شىء لم تشعر الا بأبتعاد (أدهم) عنها ليتركها اكثر ضياعا، كانت ماتزال مغمضة عينيها وعلى الرغم من ابتعاده كانت تشعر بجسده ملاصق لجسدها وسمعته يقول :
_ انت من سمح لك بالدخول الى هنا ؟
هل يحدثها ام يحدث شخص اخر،ولكنها لم تشعر بدخول احد، فتحت عينيها لتتأكد ولكن قبل ان ترى اى شىء سمعت شخص يقول بزهول :
_ (رؤى) ؟
تمكنت اخيرا من النظر الى (ايمن) الذى لا تعلم من اين اتى ولا متى جاء، ولكن كما هو واضح من لهجته وملامحه انه راى ما لا يجب ان يراه ، حاولت ان تتكلم فتحت فمها لكن صوتها لم يطعها ، اخيرا تمكنت من اخراج كلمات بصوت غير مفهوم تقريبا :
_ (ايمن) انا ..........
لم تتمكن من اتمام جملتها غير المفهومه لأن (ايمن) القى بدبلته فى وجهها وانصرف على الفور، وضعت يدها على جبهتها علها تفيق مما يحدث ، اخذها (أدهم) الى الاريكه الكبيرة واجلسها عليها بحنان كبير لم تشعر به وهى فى هذه الحاله،احضر لها كوب ماء بارد، شربت منه القليل ونظرت امامها مزهوله جلس هو على حافة المنضدة التى توجد امام الاريكة ، ابعدت شعرها عن وجهها بكلتا يديها ثم استقامت واقفة ،انها تريد ان تخرج من هذا المكان بأسرع وقت ممكن تحركت من مكانها واجالت نظرها عبر الحجرة تبحث عن حقيبة يدها علم (أدهم) فيما تفكر فقال:
_ هل تبحثين عن هذه ؟
التفتت اليه واخذت الحقيبه ثم ابتعدت على الفور متجه الى الباب اللعين هذا ،ولكن فجأه ومضت فكرة فى عقلها التفتت الى (أدهم) متسائله وفى صوتها وعينيها الاتهام :
_ كيف علم (ايمن) اننى هنا ؟
اجاب بأقتضاب :
_ منى.
دارت الدنيا امام عينها ، هل كل هذا كان خدعة كل هذة المشاعر فقط لكى يجعل (ايمن) يراهما على هذا الوضع لكى يحقق فى النهاية ما يريد وهو كما قال ان يتزوجها ولكن
_ لماذا؟
خرج تفكيرها الى صوتها دون ان تشعر القت سؤالها بصوت واهن ،لاول مرة تشعر انها عاجزة هكذا،لاول مرة تشعر بهذا الضعف ،ولكن عن اى ضعف تتحدث ضعف تفكيرها ام ضعف مقاومتها سحره ، سمعته يجيب بهدوء كأنه يحدثها عن اخر فيلم شاهده :
_ اليس هذا واضح، لانى اريدك ان تصبحى زوجتى انا .
ياالهى كأنه يقول لانى اريدك ان تصبحى تحت رحمتى انا ،سألته مرة اخرى :
_ لماذا؟
اقدم عليها بجسده الفارع الرياضى مجيبا بصوت قاسى :
_ انا حذرت من قبل واعلمتك اننى سأمنعك مما تفعلين ولكن من الواضح انك لم تأخذى تحذيرى مأخذ الجد ، وتستطيعى ان تقولى اننى اردت ان ارحمه من غرورك وغدرك .
تذكرت هذا التحذير الذى القاه عليها بالامس فى المطعم ،قالت وهى لا تدرى من اين يأتيها الكلام ولا ماذا تقول :
_ اتعنى بذلك انك لا تحبنى.
ابتسم ابتسامه ساخرة وظهر بريق انتصار فى عينيه الاسرتان مجيبا:
_ ومن اتى على ذكر الحب .
_ ولكن ما حدث من لحظات........
لم تعرف بما تكمل جملتها وفهم هو قصدها على الفور واجاب:
_ انا لا انكره بالطبع ،وكما قلت لكى ان رغبتى بك تفوق رغبتى فى اى شىء اخر.
رغبته بها هكذا، هل هذا السبب الوحيد الذى يجعله يريد ان يتزوجها فقط الرغبه نظرت اليه وعيناها تقدحان كرها :
_ ايها السادى المتوحش هل هذا ما كنت تبحث عنه انا اتعجب كيف لم اعرفك على حقيقتك من قبل ولكن الاوان لم يفت بعد فاذا كنت تتصور اننى سأخضع لرغباتك هذة اذا فأنت واهم .
التفت يده حول زراعها لتؤلمها وقال بقسوة واحتقار :
_ اذا كان يوجد احد يتوهم هنا فهو انت يا عزيزتى ، لان ما حدث منذ لحظات اثبت انك مازلت مدله وغارقه فى حبى ام اننى مخطأ والتى كانت زائبه بين زراعى كانت واحدة اخرى .
قالت على الرغم من معرفتها بصحه كلامه :
_ انا اكرهك ،اكرهك واذا كنت متخيل اننى سأوافق على الزواج بك فعليك ان تفيق من هذ الحلم .
اشتدت يده على زراعها اكثر لتؤلمها بشده وهو يقول :
_ مازلت سازجة يا حبيبتى فبعد الذى حدث اليوم امام (ايمن) لن يمكنك رفض الزواج منى ،فاذا هو لم يخبر والديك بما راه وهذا ما اشك به ، فانا الذى سيخبرهم وفى هذة الحاله ستضطرى للموافقه فمن يدرى علهما لن يقتنعا بأن ما حدث اليوم هو الذى بيننا فقط .
كان من الواضح جدا انه يلمح لها بأنه لن يسمح بأن يفهموا ان هذا ما بينهم فقط ،هل هى فى كابوس ما الذى جلبت على نفسها هى التى فعلت ذلك بنفسها لا احد ملام غيرها كرهت نفسها لذلك هى التى سمحت لمشاعرها تجاهه ان تتغلب عليها الى هذة الدرجة واذا وافقت على الزواج منه فسيكون ذلك لتعاقب نفسها اكثر من اى شىء اخر،
كانت لا تزال تنظر اليه غير مصدقة ما يحدث ترك زراعها اخيرا كم تمنت ان يكون الم زراعها هو كل الامها ولكنها لا تعتبرة الما فى الواقع، فكان يوجد الام نزف كرامتها الجريحه وقلبها الممزق بكل ما فى الكلمه من معان ،قالت فى محاوله اخيرة :
_ ولكنك دمرت حياتى مع (ايمن) بالفعل لماذا اذا انت مصر على الزواج بى ؟
_ حتى اضمن انك لن تكونى مصدر عذاب لأى رجل اخر بعيناك هاتان التى لا يمكن للمرأ اداره ناظريه عنهما وملامحك البريئه الملائكيه وشفتاك اللاتى تثيران دائما الرغبه فى لمسهما، لن اسمح لك باستخدام جمالك كاسلحة لادارة عقول الرجال.
_ انا لا اصدق كلمه واحدة مما تقول، انت لا تريد ان تتزوج بى لأجل اى سبب من هذة الاسباب، السبب الوحيد هو انك تحبنى وتريدنى لك.
اطلق ضحكه ساخرة قائلا:
_ لا تغترى كثيرا يا عزيزتى، انا اريدك نعم، ارغب بك هذا مؤكد، لكن احبك فهذا هو المستحيل بعينه، ان لك الفضل الاعظم فى جعلى لا اؤمن بهذا الشىء المسمى الحب ولكى ارد لك الجميل ساجعلك تتذوقى ما فعلت .
_ لماذ ؟ انا لم افعل لك اى شىء لأستحق كل هذا و لتكن متأكد فانت لن تجبرنى على الزواج منك بأى حال من الاحوال.
_ حقا.... هل تريدين ان نقوم بتجربة الان .
وقبل ان تستوعب ما يقصد بقوله جذبها الية بقوة من خصرها حتى ان حقيبه يدها افلتت منها حاولت ان تبتعد عنه وظلت تضرب بيديها الصغيرتين على صدرة القوى ولكنه استطاع ان يثنى زراعيها خلف ظهرها ويكبلهما معا بيد واحدة ويده الاخرى كانت تعبث بشعرها ظلت تقاومه ولكنه كان اقوى منها بمراحل وحتى اذا لم يملك هذة القوة فاذا استمر اكثر من ذلك ستنهار كل دفاعاتها وستستسلم له مره اخرى ،ولكن فجأه لم يفعل ما كنت تتوقع تركها بعنف حتى انها كادت تقع على ارضية الحجرة وقال لها بصوت مبحوح مديرا ظهره اليها :
_ اظنك تعلمى الان اننى قادر على اجبارك على اى شىء، اخبرى والدك اننى سأتى اليوم لكى اتحدث معه ونحدد موعد زفافنا .
فكرت انها لن تخبره باى شىء، واتسعت عيناها عندما سمعته يقول وقد استعاد صوته العميق القوى:
_ ومن الافضل لك ان تخبريه بنفسك، فلا اعتقد انه سيكون سعيد اذا علم بهذة التطورات منى ودون ان تكون عنده خلفيه مسبقه عنها منك انت ..
صمت قليلا ثم قال بصوت اجش :
_ اما الان فأنصرفى قبل ان افقد سيطرتى على نفسى.
اختطفت حقيبتها من فوق الارضيه المفروشه بالسجاد واندفعت خارج هذه الحجرة اللعينه ، لاتعرف كيف وصلت الى الشارع ولا كيف اوقفت السيارة الاجره لم تشعر الا وهى داخل حجرتها ملقيه بنفسها فوق سريرها، ولا تعلم حتى كيف وجدت القوة لتواجه والدتها وتقول لها انها تريد ان تنام ولا تريد ان يوقظها احد حتى تستيقظ من نفسها ودخلت حجرتها عل الفور قبل ان تواجه اعتراضات امها، حاولت ان تصفى زهنها لكى تفكر فى هذه الكارثه ، ولكن عن اى كارثه تتحدث زواجها مجبره من رجل لايكن لها سوى الكره والاحتقار،ام اكتشافها انها مازالت غارقه فى حبه حتى النخاع وبعد كل ما فعله لا تستطيع سوى ان تتذكر اللحظات التى ضمها فيها ، لماذا تحبه؟ لماذا تتعذب كلما فكرت انه لا يحبها ؟ تتعذب! كلمه العذاب ضئيله بجوار هذه القبضه البارده التى تعتصر قلبها وتذبحه كلما فكرت فى كلامه وانه يرغبها فقط ولا يحبها ،انها تعلم بقدرة الحب على التغلغل الى اعماق اشد القلوب قسوه وتحويلها الى اكثر القلوب هياما وحبا ولكن مع كل هذا هل كانت تعلم بقدرة هذا الحب على المساس بشغاف قلبها واختراق دفاعاته التى كانت تخالها قويه ومنيعه خاصة بعد خروجها محطمة القلب والمشاعر من خطبتها الاولى ل(أدهم) بعدها بنت اسوار حصينه حول قلبها حتى لا تفتح له ثانيه وبنت دفاعاتها على انقاض قلبها الضعيف والذى ما ان شعر باقتراب همسات قلب (أدهم) حتى انهارت كل دفاعاته وسلم كل حصونه عن طيب خاطرودون اى مقاومه تذكر ، وهذا ما ادهشها ...ادهشها انها لا تعرف حجم الحب الذى تريدة وتنتظره ، ادهشها انها لا تعرف مقدار الحب الذى يحمله هذا القلب الضعيف الذى يبدو الان كالحصون المشيده من زجاج ينكسر من ارق لمسه ، فهى تعلم انه اذا اقترب(أدهم) منها ثانيه مثلما فعل اليوم فلن تقدر سوى ان ترتمى مرة اخرى بين زراعيه ، انها مازلت مدله فى حبه كما قال ، تعشق كل حركه تصدر عنه ،كل كلمه يقولها كل تصرف يتصرفه حتى وهو ساكن لا يتحرك تجد نفسها غارقه فى تأمل ملامحه الوسيمه القويه التى ظلت تاسرها وتلين اى مقاومه لها ولكن وتسائلت لماذا تفعل ذلك بنفسها وفى نفس الوقت وجدت الاجابه على الفورتتردد فى اعماقها فهى تفعل ما تريده ، تريد ان تشعر بخوفه عليها وحبه لها وقوته ورجولته وتريد ان تشعربقربه وبدفء لمساته حتى لو كانت هذه اللمسات بدافع الرغبه ، كل هذا يشعرها ان كبريائها تحطم وانهار واختفى صوته من داخلها ولكنها دائما تحاول استدعائه لانه بقلبها الذى احتله هذا الحب اليائس لابدمن تواجد كبريائها الذى ان لم يساعدها على تحرير قلبها الدامى فهو على الاقل سيساعدها على الحفاظ على ماء وجهها ،فهل ستستطيع ان تستمر هكذا وهى الان واثقه من عدم حبه لها واذا نفذ تهديده - وهذا ما هى واثقه منه- وتزوجها هل تستطيع ان تمنع عنه حقوقه والتى بالتأكيد سيطالب بها ،ياالهى ماذا فعلت بنفسى ،لابد وان تجد مخرجا من هذة الورطه ،لابد من وجود حل اخر يتيح لها عدم الزواج به ،ولكن متى ستفكر فى هذا الحل العبقرى فان (أدهم) قال لها انه سيأتى اليوم ليتحدث مع والدها اى ان عليها ان تذهب الان الى والدها وتخبره بما حدث ولكن الساعه الان مازالت الثانيه والنصف ظهرا ووالدها لا يعود الا فى الثالثه والنصف تقريبا ، مازال امامها وقت ، ولكن ماذا ستخبره هذه اول مرة تلاحظ فيها انها لن تستطيع ان تخبر والدها بما حدث وبما شاهده (ايمن) ،ماذا ستقول لتبرر هذه الزيجه الغير متوقعه ابدا هل تدعى انها و(أدهم) مازالا متحابان وانها تركت (ايمن) من اجله ،ومن يدريها ان (ايمن) لم يخبر والدها بما حدث، ولكن لا اى شىء يهون غير ان يعلم والداها بما حدث اذا كانت هى ستتحمل هذه الاهانه فلا تريدهما ان يعلما بها حتى، لن تستطيع ان تصدمهم فى ابنتهم الكبرى ولن تتحمل عذابهم من اجلها اذا علما بحقيقه هذا الزواج ، كما انها لا تعلم ما الذى سيقوله (أدهم) لهما ليوحى لهما باكثر مما حدث اليوم كما فهمت من كلامه ، حسنا سيكون هذاهو الطلب الذى ستطلبه من (أدهم) فاذا لم تصل الى حل يخرجها من هذا المأذق وهذا الزواج بأكمله فسيكون عليها ان تجبر (أدهم) على الموافقه بألا يخبر والداها بحقيقه زواجه منها ،ولكن هل ستستطيع ان تجبره على فعل اى شىء لابد لها من المجازفه والاسراع بمكالمته قبل ان يكلم (ايمن) والدها ، اختطفت الهاتف وبحثت عن الرقم الذى هاتفها منه(أدهم) فى الصباح ، وجدته واعادت طلبه مره اخرى ،كان هذا رقم هاتفه الخليوى ، جائها صوته الساخر عبر الاسلاك يقول :
_ كنت اعلم انك لن تستطعى الانتظار حتى اتى هذا المساء .
استجمعت شجاعتها لتقول له ما تنوى عليه حتى تحافظ على البقيه الباقيه من كرامتها فلا يمكن ان يعلم انها تحبه كل هذا الحب لذلك قالت محاوله ان يدل صوتها على كلامها:
_ انا اكرهك واذا كان غرورك يصور لك غير ذلك فانت واهم .
اطلق ضحكه رائعه وقال بسخريه:
_ هذه اعذب كلمات حب سمعتها فى حياتى،ولكن هلا اخبرتنى من هى التى كانت بين زراعى اليوم تهمس بأسمى .
صرت على اسنانها وشعرت بانها تجلس على نار موقد عندما تذكرت هذا المشهد قائله :
_ كانت هذه لحظه ......المهم انها لن تتكرر ثانية .
لم تكن تريد ان تقول انها كانت لحظة ضعف ولكنه فهم ذلك اكيد ، سمعته يقول:
_ اعتقد ان هذة اللحظه ستتكرر كثيرا فى المستقبل القريب .
ها هو ذا يلمح لأتمام ذلك الزواج اللعين ، قالت :
_ من الجيد انك وصلت الى هذه النقطه لأن لى شرط حتى اوافق على وجود هذا المستقبل القريب بيننا .
_ اعتقد ان وضعك لا يسمح لك باملاء شروط على .
_ من فضلك يا(أدهم)، انت لن تكسب شىء اذا اخبرت والدي بحقيقه ما حدث اليوم و بحقيقه زواجنا .
قال متشككا:
_ هل هذا ما تريدين حقا ، افهم من ذلك انك وافقت على الزواج .
_ وهل لى خيار اخر ، انا مضطره .
_ ستثبت لك الايام انك ابعد ما يكون عن الاضطرار.
_ تجاهلت سخريته التى تلمح الى هيامها به، وقالت متعجله لتحقيق ما تريد:
_ لم تقل لى هل مازلت مصر على اعلام والدى بالامر ؟
قال بجديه ، حدثت نفسها حتى وهو جاد يكون رائع :
_ هل تعلمى عواقب ما تطلبين ، سيكون علينا التظاهر بالحب امامهم طيله الوقت .
كادت ان تقول سيكون عليك وحدك لانى لا احتاج لهذا التظاهر ، واعترفت انها لم تكن تضع ذلك فى حسبانها ومع ذلك قالت بجرأه :
_ اعلم ذلك، اعتقد انه بعدما حدث اليوم لن يصعب علينا تمثيل بعض المشاعر البسيطه.
سكت قليلا ثم قال :
_ وما ادراك ان (ايمن) لن يخبر والدك بما راى .
تنحنحت لتنفض عنها الاحراج الذى شعرت به حينما تذكرت ما راى (ايمن) على الرغم من جراتها السابقه:
_ هذا هو الطلب الثانى الذى اطلبه منك ، فكما اخبرت (ايمن) بمكانى اليوم فعليك ان تخبره ايضا الا يقول اى شىء لوالدي، فانا لن اقوى على ان اريه وجهى بعدما شاهدهه اليوم.
صمت مرة اخرى ولكن هذه المرة كانت اطول من السابقه،بينما كانت هى تدهو الله ان يوافق، ثم قال بصوت يملؤه الاحترام :
_ انت تحبين والديك كثيرا،وانا ايضا احبهما واحترمهما وسأفعل ذلك من اجلهما فقط .
ابتلعت ريقها وابتلعت معه هذه الاهانه الغيرمباشره وقالت :
_ اشكرك لأجلهما على الاقل .
_ حسنا ، موعد الليله مازال قائما واعتقد ان عليك المهمه الاكبر لأخبارهما بحركه التنقلات هذه .
_ نعم ، وعليك ان تعلم انه لن يتم اى شىء قبل انتهاء (هنا) من امتحاناتها .
اطلق ضحكه ساخرة وجريئه كما كلامه :
_ اعلم يا عزيزتى سيكون على الانتظار من دونك كل هذه الليالى الطوال .
لا تعلم كيف ترد على مثل هذا الكلام ، ومع ذلك قالت بحده :
_ لا من هذه الناحيه اطمئن فسيكون عليك انتظار ليالى طويله جدا .
_ اكيد سنجد الوقت الكافى لمناقشه هذا الموضوع ولكن ليس الان ، الى اللقاء الليله .
واغلق الخط كما فعلت هى الاخرى ،وضعت سماعه الهاتف على الفور كأنها تخشى ان يخرج منها ليوضح لها ما الذى سيحدث فى هذه الليالى،حاولت الا تفكر فى ذلك فهذه مشكله ستحاول معالجتها لاحقا ،تبدو هذه الليله قريبه جدا على الرغم من ان الشمس مازالت ساطعه فى كبد السماء ، ما الذى يحدث لها هل ستوافق على الزواج منه، كما هو واضح لقد وافقت وانتهى الامر وسيأتى الليله ليتكلم مع والدها وهى عليها ان تتحرك الان لتخبر والداها بما يجرى ، ولكن ما يثير جنونها بالفعل انها بعد كل ما حدث مازالت تشعر تجاهه بما يزلزل كيانها هل يعقل بعد كل ما فعله ان تظل على حبه لو بيدها ان تنزع قلبها من بين ضلوعها لفعلت حتى لا تسمع خفقاته الهاتفه باسم (أدهم)ولكن ما حدث اليوم لن يتكرر ابدا وهذا كل ما تستطيع ان تعد نفسها به بما انها لا تستطع ان تعد نفسها بالتوقف عن حبه ،هذا يكفى من الان فصاعد ستحاول تجاهل هتافات هذا القلب التى تسبب لها كل هذه المراره والالام ، اعادت الهاتف الى مكانه ثم خرجت من حجرتها من الاصوات التى تسمعها تعلم ان والدها قد اتى من عمله فى مكتبه الهندسى الكبير ، وسمعت ضحكاته مع والدتها ، (هنا) لم تعد بعد من الجامعه ولكنها على وصول تقريبا ،فكرت كيف ستستطيع ان تمثل على اختها ازاحت هذه الفكره من عقلها الان ورسمت ابتسامه مشرقه على شفتيها ودخلت الى حجره المعيشه قال ابيها على الفور عندما راها:
_ ها هى ذى التى تقولين انها نائمه .
قالت (رؤى) بمرح تعجبت من نفسها على اتقانه:
_ انا التى اخبرتها بذلك ولكن النوم لم يداعب جفونى ، وسمعت صوتك فعلمت انك اتيت من العمل فقلت لابد ان اخرج لأرى ابى الحبيب.
قالت ذلك وهى تمسك زراعه وتقبل وجنتيه فهى تحب والدها بشده وتعتبره مثلها الاعلى ورجلها الاوحد، رأت نظره حزن تعلو وجه والدتها وقالت بنفس المرح:
_ لما كل هذا الحزن يا امى هل تغيرين؟
قال الاب :
_ ياليتها كانت كذلك ،
ثم اضاف الجديه الى صوته وهو يستكمل:
_ ولكنها قلقه عليك يا بنيتى .
اه من الواضح ان مهمتها ستكون اصعب مما تصورت ظلت متمسكه بالمرح الذى فى صوتها وملامحها وقالت:
_ ولما هذا القلق؟
هنا اندفعت الام قائله :
_ انت لست سعيده يا حبيبتى انا اشعر بذلك ولكنى لا اعلم لما فانت ستتزوجى بعد اسابيع من شاب رائع ولكنى لا ارى فى عينيك فرحه العروس .
وجدت فرصتها الان لتقول ما اتت لتقوله لذلك قالت بهدوء شديد وبطىء وهى تنقل نظراتها بين وجهيهما لترى تأثير ماستقول :
_ ان ما تقولين صحيح يا امى وللحق فقد سهلت على ما كنت انوى ان اخبركما به، فانا لن اتزوج (ايمن) فقد تركنا بعضنا اليوم ...
توقفت لترى تأثير كلماتها ثم استطردت قائله :
_ يوجد شخص اخر وهو يريد ان يأتى اليوم ليتكلم معك يا ابى.
لم تقوى الام على الحديث من شده وقع الخبر عليها بينما قال والدها بتماسك كبير :
_ ومن هو؟
قالت على الفور :
_ (أدهم)
_ خطيبك السابق ؟
كانت هذه امها التى كانت الدهشه متجليه فى صوتها وملامحها بمنتهى الوضوح، بينما اجابت (رؤى) متجاهله هذه الدهشه :
_ نعم خطيبى السابق .
قال والدها وهو يعتدل فى جلسته ليواجهها تماما :
_ هل من الممكن ان ترهقى نفسك قليلا لتقصى علينا كل شىء بالتفصيل .
وبالفعل اسردت عليهما كل ما حدث منذ ان رات (أدهم) ولكن طبعا استبدلت العدائيه التى كانت بينهما بمشاعر حب وهيام واشتياق كما اوضحت انها لم تكن تريد ان تجرح (ايمن) وقالت له ذلك واتفقا على ترك بعضهما بهدوء وعندما علم (أدهم) ذلك اصر على ان يتقدم لخطبتها مرة ثانيه، وبعد ان انتهت سألها ابيها :
_ وهل قال لك انه يريد ان يقابلنى اليوم ؟
_ نعم .
احتلهما الصمت لم يستطع اى منهما ان يبوح بافكاره للاخر ، لم تقو (رؤى) على ان تسأل ما هو رأيهما وما اذا كانا موافقان ام لا ، ارادت ان تترك لهما كل الوقت اللازم للتفكير فى مستقبل وهناء ابنتهما الكبرى......... قطع هذا الصمت صوت رنين الهاتف الذى قطع تفكيرها ايضا، اتنفضت (رؤى) من فورها لترد،خرجت من غرفه المعيشه لتجيب من الهاتف المتواجد بالصاله على الرغم من وجود هاتف بغرقه المعيشه ،علها بذلك تهرب من هذا الصمت المحرج وكذلك تترك لهما الفرصه ليتحدثا معا بمفردهما ، رفعت سماعه الهاتف :
_ الو، من معى ؟
_ انا (أدهم) يا (رؤى) .
لم تقوى على الرد من شدة ارتجاج قلبها بين ضلوعها ، قال هو ساخرا :
_ هل اصابك الصمت مرة اخرى .
صمت ليسمح لها بالرد تنحنحت ليخرج صوتها خالى من اى تعبير :
_ انت لاتعرف مدى الصدمه التى انا فيها من جراء سماع صوتك اكثر من مرة فى يوم واحد هذا اكثر مما استطيع تحمله .
قال بحزم :
_ حقا.. عليك ان تعتادى على ذلك اذن ،لاننى لن اسمح بان ارى هذه الصدمه ، والان هل من الممكن ان تعطى الهاتف لوالدك فانا اريد ان اتحدث معه .
_ لماذا الست قادما فى المساء ؟
تجاهل سؤالها واجاب بسؤال اخر :
_ افهم من ذلك انك اخبرته بأننى قادم هذا المساء ؟
اجابت على مضض:
_ نعم .
_ كنت متوقعا ذلك عندما تذكرت موعد عودته من عمله، ولان هل يوجد ما يمنع ان اتحدث معه ؟
_ لا انتظر معى لحظات .
عادت الى حجرة المعيشه وقالت لوالدها عندما دخلت :
_ ابى هذا (أدهم) يريد التحدث معك .
نهض والدها على الفور دون ان يظهر على وجهه اى تعبير وكما فعلت خرج هو ايضا ليتكلم من هاتف الصاله ولكنه اغلق خلفه باب حجره المعيشه وكان ذلك اعلانا لرغبته فى التحدث منفردا الى (أدهم) وهنا وجدت والده (رؤى) الفرصه لتنفرد بأبنتها ولذلك قالت بلهجه الواثقه من صحة كلامها :
_ هيا اخبرينى بكل الذى لم تقوليه فى وجود والدك .
ابتسمت محاوله اخفاء توترها الذى سيؤكد كلام والدتها :
_ انا اخبرتكما بكل شىء ولا يوجد ما يخجلنى فلا اتحدث به امام والدى .
_ انا لم اقل ذلك ولكننى واثقه فى نفس الوقت من انه يوجد اشياء ظاهره فى عيناك هاتان ولا تبوح بهما شفتاك .
ما هذا المأزق كان لابد ان تعلم ان امها ستشعر بهذا الشىء الخفى بداخلها فهى كانت دائما تعلم بمكنونات صدور بناتها ،وهى واختها ايضا لم تعتادا على اخفاء اى شىء عنها ولكن الان لا يمكنها ذلك ، اضطرت فى النهايه لتقول جزء من الحقيقه :
_ حسنا كل ما فى الامر اننى اخشى الا يقبل والدى ب(أدهم) ولم اكن اعلم كيف سأقنعكما برفضى ل(ايمن) .....
صمتت لا تعلم بما ستكمل جملتها وانقذها من ذلك تفهم والدتها لأرتباكها ولكنها سألتها سؤال اخر اضاف اطنانا الى هذا الارتباك :
_ هل انت واثقه فى (أدهم) ، اعنى بعد ما تركتما بعد بهذة الطريقه الغامضه هل انت واثقه من انه باقى عليك؟
تعلثمت قليلا محاوله عدم اظهار ذلك اخفضت عينيها متمنيه ان يختفى هذا التعلثم والارتباك الزائد وراء اهدابها الثقيله ،قالت بهدوء يخفى ما يعتمل بداخلها :
_ انا واثقه من انه يريدنى وان لا شىء سيمنع زواجنا هذه المره او يفرق بيننا.
على الاقل هى واثقه من ذلك فعلا فهو لن يسمح بغير اتمام هذا الزواج وياللعجب فهو سيتزوج بها لينتقم منها على اللاشىء الذى فعلته - من نظرها على الاقل- على الرغم من ان كلامها لوالدتها يوحى بكل معانى الحب والغرام ، فكرت للحظه ان تخبر والدتها بما يحدث وتنقذ نفسها ولكن هذه الفكره ضاعت عندماا سألتها امها وفى عينيها كل الحنان و يدها تؤكد ذلك الحنان بوضعها على كتف ابنتها:
_ انظرى الي يا بنيتى وقولى لى هل هذا ما تريدين حقا ؟
شعرت بمشاعر عميقه تجتاحها تجاه امها مما اكد لها ان ماتفعله صحيح بعدم اخبارها ما يحدث ،وعلمت انها لو فى ظروف اخرى لكانت الان تطير من السعاده لأتمام زواجها ب(أدهم)، اجابت والدتها متفاجئه هى نفسها بما تقول :
_ نعم يا امى هذا ما اريد حقا،اريد ان اعيش معه واناشعر بحبه لى وابثه كل حبى .
اغرورقت عينا والدتها العاطفيه بالدموع الفرحه لوجود كل هذا الحب فى قلب ابنتها وقالت :
_ الان انا مطمئنه عليك فانا لم اسمعك ابدا تتحدثين هكذا عن (ايمن) ومنذ خطبتك عليه وانا اشعر انك ابعد ما تكونين عن الحب حتى عندما كنت تؤكدين ذلك ولكنى كنت اقول لنفسى علها اوهام منى ولكننى الان اعلم ان (أدهم) هو اللانسان الوحيد القادر على اسعادك ولطالما كان كذلك .
ثم احتضنتها قائله:
_ الف مبروك يا بنيتى .
مع كل هذه المشاعر كادت ان تعترف بكل شىء وحتى تمنع نفسها استقامت قائله وهى تحاول كبح انفعالاتها والتى اعتقدتها امها مشاعر مليئه بالحب وغامره بالسعاده :
_ بارك الله فيك ياامى ،انا سأذهب لأستريح قليلا قبل ان ياتى (أدهم) .
هتفت والدتها:
_ الن تأكلى شىء ؟
كذبت قائله:
_ اكلت ياامى لا تخافى علي .
واندفعت خارجه، لم تجد والدها بالصاله وهذا ما حمدت ربها عليه كثيرا، ومن الانوار الظاهره من باب حجرة المكتب علمت ان والدها بها يحدث (أدهم) ، توجهت الى الردهه الطويله والتى توجد حجرتها فى نهايتها ، ولاذت اليها كما يلوذالطفل الى احضان امه ، استبدلت ملابسها التى ظلت بها منذ ان عادت من مكتب (أدهم) بأخرى مريحه تنام بها ، واطفأت كل الانوار امله فى النعاس بمجرد وضع رأسها على الوساده الوثيره ، علها عندما تستيقظ تجد ان كل هذا مجرد حلم سخيف ومخيف ، ولكن قبل ان تنام تذكرت ان تضبط هاتفها ليوقظها فى السابعه اى قبل الموعد الذى تتوقع قدوم (ادهم) فيه بساعه .
ارجو ان يبال البارت اعجابكم وانتظر ردودكم بفارغ الصبر

زوغدانة 18-10-07 10:31 PM

ارجو من الاداره تكبير الخط لانى كبرته بالفعل بس مش عارفه ايه الى حصل عند العرض

ام عمرو 19-10-07 04:00 AM

:dancingmonkeyff8:القصة جميلة جدا وننتظر الباقي على احر من الجمر

بحر الندى 19-10-07 04:07 AM

http://www.alamuae.com/up/Folder-010..._123456789.gif


يسلموو
بارتـ جميل
واحداثـ تزداد جمال و تشويق
فسال الله لك كل التوفيق
و ننتظر بكل شوق ما يسطرهـ قلمكـ المميز من مواقف و احداثـ مثيرهـ
وموفقهـ ياربـ
^_^
http://www.alamuae.com/up/Folder-010...66633_8888.gif

زوغدانة 20-10-07 08:10 PM

ميرسىىىىىىىىىىىىىىىىى ليكى كتير ام عمر على متابعتك ورايك المشجع اللى يشرفنى وسلميلى على عمر كتيييييييييييييييييير






ميرسىىىىىىىىىى بحر الندى على الكلام الجميل ده

teena200 21-10-07 07:24 AM

عنجد الروايه حلوى كتير و بتمنا تكمليها بسرعه لو سمحتي
شكرا الك كتير

زوغدانة 23-10-07 06:46 PM

من عنيا teenaادعيلى بس الالهام ينزل عليا ميرسىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىعلى مرورك يا قمر

لحظه تأمل 23-10-07 10:37 PM

الاول احب احيكى على مجهودك ..واحلى تحيه لالهام اللى مش بتيجى فى اى وقت..اولا انا مكملتش القصه بس حبيت اقولك راى فى الجزئين اللى قريتهم..مبدائيا ..بدايه موفقه..خلى بالك من الغلطات الاملائيه اللى بتخرجنا من جو القصه ..اما عن الاسلوب لذيذ ولكن يحتاج لتهذيب اللغه اكثر..انا عارفه انى بقول كلام كبييير ..بس كفايه عليكى كدا..
الناقده البتنجانيه/ زيرو

دودو99 26-10-07 10:44 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
هايله يا مشمشه هو انا اه عنيا وجعتنى عشان قراتها مره واحده بس ولا يهمك يا جميل
اسلوبك شيق وبرافو على انها اول مره
على فكره انا زعلانه من رؤى اوى وعلى فكره انا اعرف ناس ليهم نفس شخصيتها بس يا ريت ما يعملوش زيها ويكونو اقوى من كده فليس كل ما يتمناه المرء يدركه ولو كل حد فكر زى ادهم الدنيا هتبقى غابه معلش طولت عليكى بس دا تعليق بسيط على القصه ما تخلص
استودعكى الله الذى لا تضيع ودائعه

زوغدانة 27-10-07 02:11 PM

ربنا يخليكى يا دودو يا حبيبتى وسلامة عنيك الحلوه ، وانا عارفه ان ادهم اتصرف بعنف بس هو ليه دوافعه اللى هنعرفها بعدين ، وميرسىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى كتير على مرورك ويارب تتابعى دايما









احب كمان اشكر لحظه تأمل على مرورها واتمنى انها تدخل تكمل الاجزاء اللى ما كملتهاش وتقولى رايها بردو

mero2007 27-10-07 02:22 PM

اولا احب اشكرك يا مشمش عالقصه الجامده دى وبجد اسلوبك جميل جدا بالنسبه لانها تكون اول قصه
. وانا مش هعلق على الشخصيات ورايى بالتفصيل فيها غير لما تكملى القصه للاخر :dancingmonkeyff8:

hena 27-10-07 03:57 PM


أهو يا ستى فى حدود كتير دخلوا يقروها

الفففففف مبروك على القصـــــة

وعلى فكرة عاجبنى إسم البطل لأنه فعلا يوحى بالرجولة و إسم البطلة بالرقة مش عارفة بس
دة إحساسى

و شايفة كمان تفاعل مشجع
وكمان ليكى محامين طبعا الأخ سعود فى رده على الأخت عصبية زيادة


اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سعود2001 (المشاركة 1017056)
مو لازم تعلقين و تعلمين الاعضاء انك ما تحبين الفصحى
و كل موهوب حر بعرض موهبته على الشكل اللي يرتاح عليه
أتمنى أنك المرة الثانيه تنتقين كلماتك أختي

خايفة والله تغير إسمك لعصبى موووووت خد بالك دة هزار ياعم أنا مش أدك

لية بس تعليقات بسيطة على طريقة الكتابة:

1 - بلاش اللون الأخضر بليييييز

2 - تستعملى حرف ال ( ه ) فمكانه بدل ال ( ة )

3 - تكبرى الخط و تسيبى مسافة بين السطور أما بالنسبة للحجم فبعد الكتابة تهشرى المكتوب و تروحى لقايمة الأحجام وتختارى اللى يعجبك و بعدين تدوسى على معاينة ( اللى تحت ) قبل ماتعتمدى الكتابة و أى مساعدة إحنا حاضرين للحلوين

ام عمرو 29-10-07 11:23 AM

ازيك يا زوزو انتى فين معقول لسة الهام مجتلكيش لية الموصلات وحشة اوي ولا اية وحشتينا ويلا شدي حيلك قبل متيجي الامتحنات ومنعرفش نشوفك

hena 29-10-07 04:29 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام عمرو (المشاركة 1043281)
ازيك يا زوزو انتى فين معقول لسة الهام مجتلكيش لية الموصلات وحشة اوي ولا اية وحشتينا ويلا شدي حيلك قبل متيجي الامتحنات ومنعرفش نشوفك

ههههههههههههههههههههههههههههة

أمانة عليكى ياأم عمر لو تعرفى إلهام و شكلك عرفاها وصيها تروح بسرعة

زوغدانة 29-10-07 10:28 PM

احب الاول اشكر ميرو على كلامها الرائع بجد ميرسىىىىىىىىىىىىىى ليكى بس لو هتستنى عشان تقولى رايك باتفصيل بعد نهاية القصه يبقى هتستنى كتير قوى وربنا يستر







اما بالنسبه لألهام فهى بتيجى وتروح بس انا مستنيه عشان انزل جزء كبييييييييييييير





وكمان احب اعلق على كلام هنا ملاحظاتك كلها سليمه جدا وده كان قصدى بأسم ادهم ورؤى ، وانا ساعات بتلخبط بين ال(ه) وال(ة) من سرعة الكتابه واحيانا لما اراجع اللى كتبته مش باخد بالى ، وساعات تانيه اكون حاطه كل واحده فى مكانها الصحيح ، وبالنسبه للون الاخضر اكيد مش هحاول اكتب بيه تانى وهكبر الخط اكبر بس ماوعدكيش بالمسافات اللى بين السطور ماشى يا قمر وبجد ميرسىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىكتي ر على تعليقك ومرورك وفى انتظارك دائما بدون زهق من تطويلى انتى وام عمر

زوغدانة 29-10-07 10:33 PM

اه نسيت اقول حاجه لأم عمر : بلييييييييييييييييييز سلميلى على عمر كتيييييييييييييييير سلام فى لقاء قريب يا قمر

ام عمرو 30-10-07 08:23 AM

:Welcome2:
ازيك يا زوزو احنا ما ازهقناش بس قلقنا عليكي ويستى عمرو بيسلم عليكى قوي شكلك عوزة تخطبيه مني هههههههههههههههههههههههههيلا شدى حيلك وجهزى المهر

hena 31-10-07 06:12 AM



يا خير أبيض زوغدانة .....................
هية لسة إلهام مجتش عندك؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
طب حد يقوللى أعمل فيها إيه دلوقتى

hena 31-10-07 06:59 PM

وبعدين زوغدانة إرحمينا إنتى و صدى

زوغدانة 02-11-07 12:58 AM

معلش يا جماعه والله اصبروا عليا شويه عشان انا عايزه اخلص اللى باقى من القصه وبعدين انزلها كلها كامله بس لو لقيت اننى طولت قوى هنزل البارت اللى خلصته وخلاص معلش استحملونى

امضاء
مشمش الشهيره بزوغدانه

سوار العسل 02-11-07 09:07 PM

هلا حبيبتي

قصة راااااااااااااااااااااااااااائعة جدااااااااااااااا

انت مبدعة جدا متميزة

اسلوبك مميز جدا بالكتابة

والله ادهم شرير اوي ويا حرام رؤى

ومنتظرين الفصل الجديد بتلهف وشوق

مشكورة حبيبتي

سلمت يداك

دمت بود

hena 04-11-07 11:33 AM

هاه ياأستاذة زوزو
طبعا إتأخرتى لكن نقول إيه صابرين.......................
وبعدين فى سؤال متأخر
ليه أدهم إنتظر المدة دى كلها 5 سنين مش شوية؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

زوغدانة 05-11-07 12:38 AM

يرسىىىىىىىىىىىىىىى كتير اوى ياسوار العسل انتى بصراحه اسم على مسمى عسل وانت عسل ميرسى بجد على زوقك .










معلش يا هنا تعبينك معانا ومخلياكى تستنى كتير بس مش احسن ماانزل بارت مايعجبكيش او قصير ، وبالنسبه لسؤالك لو اخدتى بالك ادهم اصلا شاف رؤى بالصدفه فى حفله ولاء وماكانش ناوى يتجوزها ولا حاجه لحد لما شافها تانى فى المطعم ، اما بقى عن السبب اللى خلاه يبقى عاوز يتجوزها فده انا نوهت عنه بس لسه هيتضح اكتر بعد كده . واى سؤال تانى انا تحت امرك ياجميل بس انت اصبر علينا شويه

hena 05-11-07 07:28 AM

ياسلاااااااااااام ياست زوغدانة
شاطرة بس تردى على المشاركات بس جزء جديد مفيش
على العموم ميرسى على الرد
بس تعرفى غريبة يكون أدهم بيحبها وماحاولش لمدة خمس سنين يتأكد من ظنونه بس يمكن كرامته ورجولته منعته إنما الأغرب إن سبب الفراق موجود و مع ذللك ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

teena200 05-11-07 03:17 PM

زوغدانه حراااااااااااااااااام عليكي دبحتينا .... .............. عنجد شوقتينا .......... يلا ارجوكي كملي القصه

زوغدانة 05-11-07 09:49 PM

الحمد لله اخيرا هنزل الجزء الجديد انا اسفه بجد على التاخير ده بس كان غصب عنى والله واتمنى انكوا تردوا عليه بسرعه ويعجبكم
الفصل الخامس:

_ استيقظى يا حبيبتى انها السادسه والنصف .
تسللت هذه العباره الهامسه الى اذن (رؤى) الغارقه فى النعاس لم تستطع ان تميز الصوت واعتقدت انها تحلم فتقلبت وحاولت العوده الى النوم مره اخرى لولا ان هتفت اختها بصوت اعلى هذه المرة:
_ هل ستنامى مرة اخرى، استيقظى هيا كى تقصى لى كل شىء .
استفاقت قليلا وتمطعت ثم ابتسمت لأختها (هنا) وهى تعدل من وضعها و تستند الى ظهر الفراش وقالت بصوت لم تفارقه اثار النوم بعد :
_ اقص عليك ماذا؟
قالت اختها بكل الحماس :
_ تقصى علي كيف اصبحت خطيبه ل(أدهم) بدلا من (ايمن) بين ليله وضحاها ، هكذا اعود من الجامعه لأجد كل شىء مقلوبا راسا على عقب.
استعادت (رؤى) كل شىء وعلمت ان امنيتها فى ان يكون كل هذا مجرد حلم انتهت ولن تتحقق ، بدلا من البكاء على هذه الامنيه الغاليه فضلت ان تسأل اختها :
_ وكيف علمتى بذلك ؟
قالت (هنا) متعجبه من السؤال:
_ كيف علمت! ان والديك ليس لديهما اى سيرة غير هذا ،كما اننى استفسرت من امى اكثر عندما كان ابى يتحدث مع (ايمن) .
_ ماذا ؟هل اتصل (ايمن) ؟متى ؟وماذا قال ؟
_ اهدئى قليلا كيف سأتحدث وانت لا تصمتى .
قالت (رؤى) بنفاد صبر:
_ حسنا هيا قولى ،انا صامته تماما .
_ لقد اتصل (ايمن) بابى على هاتفه الخليوى وقال له انكما اتفقتما على ترك بعضكما وانك اتفقت معه على ان تعيدى اليه كل اشايائه .
وطبعا لم يحدث هذا الاتفاق ابد ولكنها فهمت ان(أدهم) نفذ ما اتفقا عليه وعلى اكمل وحه كعادته دائما ولكنها تتعجب كيف استطاع اقناع (ايمن) بذلك فكرت بأن تذكر نفسها بأن تسأله على ذلك لاحقا.............
_ حسنا كلى اذان مصغيه .
قالت (هنا) عبارتها بصبر مصطنع يخفى شوقها الشديد لمعرفه سبب هذا التغير المفاجىء وايضا تعجبها وصدمتها لمعرفتها بما حدث مؤخرا بين (أدهم) و(رؤى) مما يمنع حدوث اى ارتباط بينهما ،ولاحظت (رؤى) ان اختها تنظر اليها بأهتمام وتركيز شديدين وعلمت (رؤى) انها تحاول سبر اغوارها فى محاوله للتوصل الى الحقيقه .
_ لا يوجد شىء اقوله لكي غير ما سمعت من ابى وامى .
_ حقا... لكن لا تنسى اننى كنت متواجده فى اول لقاء لك مع (أدهم) فى حفل (ولاء) وما رأيته يختلف تماما عما ترويه امى .
ماذا تفعل الان هل تقول لها الحقيقه التى اخفتها عن والديها ولكن ان لم تفعل فما هو البديل امامها غير ذلك فكما قالت (هنا) انها كانت متواجده فى حفل (ولاء) وايضا فى كل مره كانت ترى فيها(أدهم) كانت (هنا) موجوده ، ذكرت نفسها ماعدا المره الاخيره، كما انها لا تعلم ماذا ستكون ردة فعل (هنا) او للدقه لا تطمأن لها كما لايمكنها ان تشوه صورة (أدهم) امامها ولذلك نظرت فى عينى اختها مباشرة قائله برصانه :
_ عندما يحين الوقت المناسب سأخبرك بكل شىء .
قالت (هنا) وبوادر احتجاج كبير ظاهره على ملامحها الجميله :
_ ولكن.........
قاطعتها (رؤى) قائله بطريقه توضح لأختها انه لا مجال للمناقشه فى هذا الامر :
_ لا يوجد لكن ، ارجوك يا(هنا) ،لن استطيع ان اخبرك بأى شىء الان ،ولا ارى اى سبب لنظرة القلق هذه فكل شىء جيد ويسير على ما يرام .
ثم اسرعت واقفه وتوجهت الى الحمام وهى تقول :
_ اعتقد اننى تأخرت فعلى ان اكون جاهزه قبل الثامنه فمواعيد (أدهم) فى غاية الانضباط .
***************
ها قد اتى فى سيارته ذات اللون الازرق البراق ، اندفعت (رؤى) الى المراه مره اخرى بعد ان ابتعدت عن الشرفه التى رأت منها (أدهم) وهو يركن سيارته امام بوابه العماره التى يقطنوا بها، القت على نفسها نظره راضيه تماما بما ترى كانت ترتدى فستان وردى اللون يظهر ساقيها الجميلتين وله اكمام طويله وشفافه وواسعه عند نهايتها، كان يبرز جمال بشرتها البيضاء ،وكان شعرها الجميل ينسدل عليه بنعومه فائقه حيث صففته بحيث يرتفع جزء منه عن جانب وجهها وينسدل الجزء الاخر على كتفيها وكانت الخصلات القصيره الثقيله الناعمه على جبهتها تبرز جمالها ذو التأثير الرائع ،اما الظل الوردى الذى وضعته فوق عينيها كان يجعل عيناها تتوهجان كجمره زرقاء رائعه ،وتسائلت اذا كان سيعجب بها(أدهم) كما كان دائما ام لا ........
انطلق رنين جرس الباب لينبهها الى عودة هذه المشاعر مره اخرى فتراجعت ووبخت نفسها بعنف فهى بعد الان لن تستسلم لهذه المشاعر ولن تسمح له ان يستولى على قلبها فكل ما يفعله هو جرحها اكثر فى كل مره من المره السابقه ، الحمام الدافىء الذى اخذته منذ قليل اتاح لها فرصه الاسترخاء الهدوء وترتيب افكارها وظبط مشاعرها بعد كل هذا التوتر والشد العصبى الذى عانت منهما هذا النهار، وخرجت بنتيجه واحده فقط انها ستفعل كل ما فى وسعها لتخرج (أدهم) من قلبها كما انها ستوافق بكل سرور على هذه الزيجه وستجعله يندم الف مره على اليوم الذى فكر فيه فى هذه الفكره الحمقاء وهى زواجه منها ، اخيرا خرجت من غرفتها متوجهه مباشرة الى حجرة استقبال الضيوف ، طرقت على الباب ثم دخلت مباشرة كانت تبذل مجهود كبير لتركز عينيها حتى لا تبحث عن (أدهم) ولكنها لم تكن تحتاج الى ذلك لأنها عندما دخلت فوجئت بترحاب شديد وزراعان ممدودتان نحوها وصوت يهتف :
_ (رؤى) لقد اوحشتنى كثيرا يا حبيبتى .
اخذتها (اميره) اخت (أدهم) بين زراعيها تمدها بكل الحب الذى كانت دائما تحمله لها وكذلك فعلت (رؤى) ،ازال دفء وحب(اميره) التوتر الداخلى الناتج عن مقابله (أدهم) لمعرفتها بضيقه منها واحتقاره لها الذى فعل كل ما بوسعه ليعلمها به ،واستراحت كثيرا لأنها اتت معه ولم يأت (أدهم) وحده .
قالت (رؤى) وعلى وجهها ابتسامه مشرقه بعد ان عانقت (اميره) :
_ انت ايضا اوحشتنى كثيرا ما اسعدنى بوجودك يا(اميره) اليوم معى .
_ لم اكن استطع فعل شىء غير ان اتى اليك، لا تعرفى مدى سعادتى عندما اخبرنى (أدهم) بعودتكما الى بعض بعد كل هذه السنوات ،وقلت له ان هذا احسن شىء فعله منذ ان تركتما بعضكما فانت الوحيده المناسبه له والتى ستتحميليه دون ان يقودك الى الجنون فى النهايه .
كانت تقول كلامها ووهى تنظر الى اخيها لتغيظه ، ونظر اليها (أدهم) مبتسما بأشراق قائلا :
_ احترسى يا(اميره) كلامك هذا قد يجعلها تصرف نظر عن الموضوع بأكمله وبذلك لن تتخلصى منى بسهوله ولن اجد احد اقوده الى الجنون غيرك انت .
ضحكت (اميره) وقالت :
_ لا انا واثقه ان (رؤى) لن تتخلى عنك بسهوله ، اليس كذلك يا عزيزتى؟
ان الكل ينظر اليها منتظرين ردها ، عرفت ان عليها تمثيل دور العاشقه ودون اراده منها نظرت الى (أدهم) وجدت فى عينيه دفء غريب ولو لم تكن متأكده مما حدث فى مكتبه لقالت ان فى عينيه شىء اخر ايضا ،احمرت وجنتاها بشده عندما ركز عينيه على عينيها ولكنها تمكنت من ان تنقذ نفسها من سحر ودفء نظراته ونظرت الى ارضيه الغرفه هاربه بذلك من الرد على سؤال (اميره) ومن شخص اخر ايضا ،ولشدة عجبها سمعت (أدهم) يقول لأخته بهمس مسموع حيث كان يقف بجانبها :
_ ارأيت نتيجه اسألتك يا(اميره) اتركيها ولا تنهالى عليها بهذه الاسئله على مراه ومسمع من الجميع .
ضحك الجميع فى حين نظرت (اميره) الى (رؤى)وكأنها تقول ارأيت كم يحبك، ولكنها لا تعلم ان هذا ضمن الاتفاق الذى اتفقا عليه ان يمثل كل الحب والخوف عليها امام عائلتها ، جلسا اخيرا ولسوء حظها جلست بجوار (أدهم) وعلى جانبها الاخر كانت (اميره) التى رتبت لجلوسها بهذه الطريقه ،وبدأت (اميره) بكلام قائله :
_ امى كانت تود ان تأتى معنا ولكن الطبيب امرها بأن تلزم الفراش ،كما ان ابى و(هيثم) اخى مسافران وسيعودان فى نهايه الاسبوع باذن الله وابى يبلغكم مباركته ويعدك يا عمى انه سيتحدث اليك فور وصوله .........
ثم نظرت الى (رؤى) مكمله:
_ كما ان (هيثم) اوصانى بشده ان ابلغك سلامه الحار الى ان يراكى .
قالت (رؤى) التى تذكرت (هيثم) الذى لم يكن اخ لخطيبها فقط بل كان زميل لها فى نفس الدفعه فى الجامعه وكان هو سبب تعارفها ب(أدهم) :
_ عندما يتحدث اليك ثانية ابلغيه كل سلامى .
بعد ذلك تحدث(أدهم) مع والدها فى كل ترتيبات الزواج واتفقا على ان يتم بعد امتحانات (هنا) التى لم تقبل بغير ذلك وقالت انه لم يبق امامها سوى اقل من ثلاث اسابيع ، كما اتفقا على ان يكون حفل الزفاف صغيرعلى الرغم من اعتراضات والدة (رؤى) ، ولكن عندما اقترح (أدهم) انه يود ان يسافرا الى شرم الشيخ لقضاء شهر العسل ،تناست تماما حفل الزفاف الصغير ، وهنا لم تستطع (رؤى) ان تظل جالسه بجواره فتعللت بأحضار المشروبات التى نست ان تحضرها منذ ان قدما .
يتحدث عن شهر العسل ياله من وقح، واين؟ فى شرم الشيخ التى يعلم انها من اكثر البلاد التى تحبها ،نعم يعلم ذلك فقد كانت دائما تخبره عن حبها وانبهارها بهذه البلد العظيمه ،وشوقها الشديد لزيارتها معه بعد ان زارتها مع عائلتها ،كان ذلك فى السابق، اما الان يريدها ان تذهب الى شرم الشيخ ومعه واثناء شهر العسل المزيف هذا ، كانت تتحرك بتوتر وعصبيه داخل المطبخ لم تكن تعلم ولا ترى ماذا تفعل بالاطباق والاكواب ،كان تفكيرها فيما يحدث يستغرق عليها كل حواسها حتى انها كادت ان توقع الاطباق بالحلوى التى عليها وهنا انتبهت الى ما تفعله استندت قليلا على الحائط وحاولت ايقاف رعشة يدها ، حسنا اذا كان يريدها ان تذهب معه الى شرم الشيخ فليكن ولكن على طريقتها هى وليذكر انه هو الذى ابتدأ ذلك ، حاولت استعادة هدوئها وتركيزها حتى تنتهى من تحضير صينية الحلوى التى ستقدمها لهم .
_ تفضلى يا(اميره) .
_ لما كل هذا التعب يا (رؤى) .
_ هذا اقل من الواجب يا عزيزتى .
ثم انتقلت الى (أدهم) ونظرت اليه مبتسمه بكل رقه لأنها تعلم ان (اميره)ترصد تحركاتها ونظراتها له ، ورد لها هذه النظره بنظره ساخره كأنه يقول مارايك بهذا العرض ،وعندما امتدت يده لكى يتناول منها طبق الحلوى تجمدت نظرته على الصينيه ، ولنصف دقيقه لم يتحرك ولكنه تمالك نفسه سريعا حتى لا يلحظ احد ذلك ولم ينس ان يوجه لها نظره ناريه اضائت مصباح الخظر فى اعماقها ،وتسائلت داخلها لما هذة النظره، هل علم اخيرا برغبتها فى ان تضع له مبيد حشرات بدلا من الحلوى، وبعد ان انتهت من تقديم الحلوى وقبل ان تجلس استقام (أدهم) بكل هدوء قائلا :
_ هل تسمح لى ياعمى بأن اتحدث مع (رؤى) قليلا على انفراد .
تفاجئت بشده وظلت متسمره فى مكانها دون حراك منتظره رد والدها والذى كانت تتمنى ان يكون بالسلب ،ولكن لحظها الغابر قال ابيها:
_ بالطبع يا(أدهم) ، تستطيعا ان تجلسا بالشرفه ان الجو بها رائع .
انه لم يوافق فقط بل امن لهما جو شاعرى ايضا ولكن على الاقل يوجد حولهما عمائر اخرى فلن يتمكن (أدهم) من ان يتصرف معها اى تصرف غير لائق ،كانت تفكر مع نفسها اثناء اتجاهها معه الى الشرفه الكبيره بمنزلها والتى تطل على اجمل منظر للنيل الرائع وتخشى ان يتشوه هذا المنظر بما سيحدث بعد قليل فنظرات (أدهم) غير مريحه على الاطلاق وكانت تشعر بعيونه موجهه الى ظهرهها كانت تود لو تجرى الى الشرفه او تذهب اليها خلفه حتى تتفادا الطلقات الصادره من عينه ولكن الطلقات الحقيقيه ستأتى بعد قليل عندما يصبحا وجها لوجه ،ومع شعورها القوى بوجود شىء فعلته ضايق (أدهم) بشده الا انها لم تكن تعرف ما هو ،واتاها الجواب بعد اقل من الثانيه حيث ما ان دخلا الى الشرفه امسكها (أدهم) من رصغها الايمن ورفع يدها امام عبنيها قائلا بصرامه شديده والعنف تتقاذفه عيناه على الرغم من خفوت صوته:
_ هل استطيع ان اعلم ماذا تفعل هذه فى اصبعك ؟
للوهله الاولى لم تعرف عما يتكلم ولكن حين نظرت الى يدها وجدت دبله (ايمن) لا تزال فى اصبعها ،فهمت الان لم تتجمد نظرته على الصينيه بل على يدها ، ياالهى كيف لم تنتبه لذلك حتى امها وابيها واختها لم بنتبها اليها ،فأمها وابيها لم يلاحظاها لتركيزهما الشديد فيما تقوله عن خطبتها الجديده واثناء حديثها مع اختها كانت طوال الوقت تضع يدها اسفل الغطاء استفاقت من زعرها على هزه عنيفه وجهها (أدهم) اليها ارتج لها جسدها كله وهو يقول :
_ انظرى الي هنا ولا تتظاهرى بأنك ترينها لأول مره .
_ انا بالفعل اراها لأول مره ولكنى لا اتوقع منك ان تصدقنى .
_ وانا لن اخيب توقعاتك فأنا لا اصدقك بالفعل .
التمعت عيناها بالدموع ، الن يتنهى هذا اليوم ابدا ،كل دقيقه تمر تشعرها بأن الاسوء مازال فى الطريق ،ولكن ماذا سيكون اسوء من هذا ،حاولت ان تفلت يدها منه لتستدير بعديدا حتى لا يرى دموعها التى قد تفقد السيطره عليها فى اى وقت لتنهمر كفيضان مغرق ، ولكن يده كانت قابضه على معصمها كقبضه من الحديد نظرت اليه من خلف دموعها والتى جعلت ملامحه تبدو مهتزه، قالت محاوله الا يظهرصوتها مرتعشا متهدجا :
_اترك يدى انك تؤلمنى .
القى بيدها كأنها كميه من المهملات لايريدها ولكن بعد ان انتزع منها الدبله بعنف والقى بها على الطاوله المجاوره التى توجد فى الشرفه الكبيره، وقال بتهكم وهو يستدير مبتعدا ليستند بكلتا يديه على الشرفه :
_ نعم واعتقد ان الم يدك هو الذى سبب هذه الدموع التى اراها فى عينيك ، ولكن احترسى من انهمار هذه الدموع، حتى لا يراها والداك .........
ثم التفت اليها قائلا بتهكم اكبر :
_ اليس كذلك ؟
عضت على شفتيها السفلى بشده واقسمت الا تظهر له دموع قهرها ،وقالت وهى تتجنب النظر اليه :
_ من فضلك يا(أدهم) كفاك تهكم وسخريه ، انا بالفعل نسيت ان انزع الدبله من يدى واعتقد ان وجودها يشكل احراج لى امام والداى اكثر مما هو لك ، واذا لم تصدق ما اقول فهذا ليس ذنبى .
لم ينظر اليها ثناء حديثها ولا حتى بعد ان انتهت منه ، كانت تود لو تعلم فيما يفكر الان، كانت ملامحه جامده لا تعبر عن اى شىء ، اتاح لها صمته وعدم رؤيته لها ان تتأمل ملامحه وتستعيد زكرياتهما معا والتى على الرغم من مرور خمس سنوات عليها الا انها تتذكرها كما لو كانت بأمس ، وهذا مايثير ضيقها اكثر،تذكرت انه لم يكن هكذا ابدا كان دائما رقيق وواضح ومحب وهى لن تحاول ان تساله عن سبب هذا التغير حتى لا تعطيه فرصه للسخريه منها وحتى لا يعتقد انها مهتمه به وبأحواله ،كما انها تنأى بنفسها عن ان تسأله حتى عن السبب الذى يجعله يفكر بها على انها افعى كما قال ،لن تسأله لن تفعل ذلك ابدا ، وتذكرت انها كنت تريد ان تسأله عن شىء اخر فقالت وهى تستند بجواره على الشرفه باذله كل الجهد لتستعيد هدوءها وثقتها بنفسها ،وكان شكلهما يوحى بكل الحب والوفاق :
_ (أدهم) ما الذى قلته ل(ايمن) ليقتنع بالا يقول لوالدى اى شىء .
غير وضعه فشبك اصابع يديه واستند بمرفقه على السور العريض قائلا ببرود :
_ لا يهم ما الذى قلته له المهم ان ما اردته حدث .
_ تقصد ما اردته انا .
التفت اليها بوجهه فقط قائلا بصرامه :
_ لا ، بل ما اردته انا، فأنا لن افعل اى شىء تقوليه لمجرد انك تريدينه فاذا لم اكن اريده انا ايضا وارى انه اصواب فتأكدى اننى لن افعله ، ولا تنسى اننى ايضا لم اكن اريد لوالديك ان يحرجا من تصرفات ابنتهما المشينه .
علا صوتها وهى تقول له بحده :
_ افعالى انا هى المشينه وانت الملاك الطاهر ذو الجناحين ، اليس كذلك ؟
لم ينظر اليها ولكن صوته كان يكفى ليجمد الدم فى عروقها :
_ (رؤى) اخفضى صوتك ، ولا تتكلمى معى بهذا الشكل لأنى لن اسمح بذلك ،لا امام احد ولا حتى ونحن بمفردنا .
احمرت وجنتاها غضبا كيف يجرؤ على ان يأمرها ويتحدث معها هكذا قالت له بحده كأنها لم تتأثر بقوله ولكن بخفوت هذه المره :
_ حسنا لا اريد ان اعلم ماذا قلت ل(ايمن)، ولكن هل لى ان اعلم لماذا الذهاب الى شرم الشيخ، انا لاارى اى داعى لذلك .
_ هذا لأنك لاترى جيدا يا عزيزتى ، فبما اننا لن نقيم حفل زفاف كبير فكان لابد ان نفعل شىء اخر يقنع والدتك بأهدار مصاريف الزفاف الكبير فيه، كما يفرح أبنتها الكبرى .
قال ابنتها الكبرى بسخريه واضحه تجاهلتها ،قائله ورغبتها فى مضايقته تزداد :
_ ولم تجد امامك سوى شرم الشيخ انت تعلم جيدا اننى احب هذا البلد وكم اتمنى ان ازورها مره اخرى، ولا اريد ان اكرهها لمجرد ان زيارتى لها ستتم معك .
لم يرد عليها وانما تسعت ابتسامته الساخره بينما استرسلت هى :
_ حسنا ولم لا نقيم حفل زفاف كبير بدلا من السفر .
_ لان لدى اشغال مهمه فى شرم الشيخ وعلى الانتهاء منها فى اقرب واسرع وقت .
_ ماذا؟
ولم يكن هذا سؤالا وانما كانت صرخه احتجاج وصدمه ، نظر اليها محذرا حتى لا يعلو صوتها ، قائلا بتهكمه المعهود :
_ وماذا كنت تتوقعين، رحله شهر عسل حقيقيه ، لا ياعزيزتى .
حاولت ان تهدأ ووعدت نفسها ان تحاول استفزازه الى اقصى درجه ممكنه حتى تثأر لنفسها الجريحه ،ثم عقدت ساعديها قائله بتمالك وهدوء تحسد عليهما :
_ لا لم اكن اتوقع ذلك ، ولكن انت ايضا لا تتوقع منى ان اقف صاغره لأوامرك ولا تتوقع منى ايضا ان انطوى على نفسى واحزن على ما تفعله معى ،فأنا سأستمتع بكل لحظه من هذه الرحله ،واذا كنت انت ذاهب فى عمل فأنا متفرغه ولن يشغلنى شىء سوى التمتع بهذه الرحله وافسادها عليك .
استقام فى وقفته وقد لاحظ لهجتها الجاده الهادئه وقطب حاجبيه ثم اتجه اليها ببطء وظلت هى متماسكه لا تتحرك من مكانها على الرغم من ارتعاشها الداخلى ، وحبست انفاسها عندما اقترب وشعرت بقلبها يكاد ينفجر من كثره نبضاته ولكنها مع ذلك لم تظهر ذلك بشجاعه نادره الى ان رفع يده وداعب وجنتها برقه شديده قائلا بهمس ساخر:
_ وانا كلى شوق للتمتع بما ستفعلين .
عندما لمسها انتفضت كأن شىء لسعها وابتعدت عنه مرغمه لأنها كانت تريد ان تظل ثابته لتثبت له قوتها وعدم تأثرها به كما فى المره السابقه ، ولكنها لم تستطع ان تظل ثابته خوفا من العواقب ، بينما هو عندما رأى انتفاضتها هذه رفع يده على الفورعن وجنتها وثبتها لحظه فى الهواء كأنه يقول انا بعيد تماما و لم افعل بعد شىء يستحق ذلك ، ثم رفع احدى يديه مقتربا بها منها ،حبست هى انفاسها ظنا منها انه سيضع يده عليها ولكنه بدلا من ذلك وضعها على سور الشرفه الذى تلتصق هى به املا فى الاحتماء ، بينما قال مؤكدا حركته الاولى وقد بدى أنه يحاول اخفاء ابتسامه تجاهد للظهور على شفتيه :
_ انا لم افعل اى شىء يدعوك للابتعاد .
_ عليك ان تعلم اننى لا اطيق لمساتك .
حدق كل منهما بتحدى فى عينى الاخر حاولت ان تظل متماسكه وثابته امام قربه منها هكذا ،كما حاولت جاهده الا تهرب بعينيها بعيدا عن نيران عيناه العميقتان، مرت لحظة صمت خالتها الدهر كله وهما يحدقان ببعضهما ، شعرت انها طفله لا يهتم بما تقول او تفعل كما اقرت ثقته الكبيره بنفسه والتى تزلزل كيانها كما رجولته العفويه تماما ، ظلا يحدقان ببعضهما بصمت يملؤه التحدى ،الى ان قطع صمتهما نحنحه اتيه من الداخل نظر (أدهم) بهدوء الى مصدرها ،بينما انتفضت هى كأنها استفاقت من بحر عينيه ، وقالت محاوله مداراة انتفاضتها :
_ (هنا) لقد اخفتنى .
شعرت به كما سمعته فى نفس الوقت ، شعرت بيده توضع على كتفها بكل الدفء والرقه ،كما سمعته يقول وهو ينظر اليها وفى عينيه نظره دفء رائعه لا تتوقع ان تراها وهما وحدهما :
_ لا مجال للخوف وانا معك يا حبيبتى .
هل هذه النظره مجرد تمثيل امام اختها اقنعت نفسها بذلك حتى لا تتمسك بسراب ، قالت ردا عليه وهى سابحه فى دفء وحنان نظراته تاركه نفسها لهذه اللحظات القليله من اهتمامه :
_ لا ،لا يمكننى ذلك .
_ كفى ارجوكما انا لااستطيع تحمل كل هذه المشاعر مره واحده .
قال (أدهم) وعلى شفتيه ابتسامه مريحه للغايه :
_ اعتقد اننا تأخرنا هنا ، اليس هذا ما اتيت من اجله ؟
قالت (هنا) بحرج طفيف :
_ نعم يا (أدهم) ، كما ان (اميره) تريد الانصراف لانها تأخرت على (سامر) و(سهر) ، فهى تقول انهما لن يناما من دونها كما ان (شريف) زوجها لن يستطع ان يتصرف معهما من دونها اكثر من ذلك .
_ حسنا ان ابنائها شياطين صغيره بالفعل ،كان الله فى عونها هى و(شريف) .
قال (أدهم) ذلك بمرح ثم نظر الى (رؤى) وهو ممسك بيدها يداعب اصابعها مما جعلها ترتجف ،وقال بابتسامه حانيه :
_ حسنا يا حبيبتى نكمل حديثنا الليله على الهاتف فأنا لن اتمكن من النوم دون سماع صوتك ..........
ثم اضاف وقد استبدلت ابتسامته الحانيه بابتسامه جزل :
_ وانا واثق من انك ستوافقين على رأي فى اول عشر دقائق من المكالمه .
ارتسمت معالم الجهل على وجهها بوضوح لم تلاحظه سوى عينى (أدهم) الذى اتسعت ابتسامته الجزلى لذلك ، بينما سألت (هنا) بفضول :
_ توافق على ماذا ؟هل لى ان اعلم ؟
قال (أدهم) بغموض على الرغم من وضوح كلامه :
_ توافق على ان نسافر شرم الشيخ على متن الباخره السياحيه عايدا .
شهقت (هنا) قائله :
_ ماذا، ومن يرفض شىء كهذا !
لم تعرف بما ترد عليها كان عقلها مشوش بدرجه كبيره لا تفهم ما الذى يريده (أدهم) ولا ما يفعله ،انه لم يأت ابدا على ذكر هذه الباخره ،كما انه يعلم كم تخشى البحر، تحب شكله وتحب ان تقف امامه ، لكن تخشاه بشده، كيف يتوقع منها مجاراته فى ذلك لا يوجد مزاح فى مثل هذا ، تمالكت نفسها بسرعه نسبيه محاوله اخفاء الدهشه التى علت وجهها سابقا، حاولت نسيان يديه الدافئه التى تعبث بيدها بكل نعومه، وقالت محاوله ان يعلو صوتها على صوت خفقات قلبها :
_ انت تعلم جيدا اننى اخشى البحر ولا استطيع السفر عن طريقه .
_ انت قلت انك تريدين ان تستمتعى بشهر عسلنا الى اقصى درجه ، وثقى بى يا عزيزتى فلا يوجد اى شىء يدعو للخوف ونحن معا .
لقد فهمت الان ، انه يشير الى ما قالته سابقا بأنها ستستمتع بالرحله وتفسدها عليه ، لقد بدأ هو اولا ليعلمها انه هو الذى سيفسد عليها الرحله كما افسد حياتها كلها ، لم تحاول ان تفكر اكثر من ذلك كان لابد ان توافق بما قاله حتى لا يظهرا غير متفقان امام عائلتها ،وفى النهايه ستكون النتيجه واحده وكما يريدها هو ، ففضلت ان توافق بكرامتها وبارادتها على ان توافق مجبره بعد ذلك ، كما انها ستثبت له انها تستطيع مواجه التحدى الذى وجهه اليها ، ولذلك نظرت اليه وقالت بنعومه :
_ معك حق يا حبيبى طالما نحن معا فلا شىء يدعو لخوف ، ولذلك سأوافق على اقتراحك لأنى اثق بك ثقه عمياء .
صاحت (هنا) قائله بحماس :
_هائل ، هيا بنا نذهب ونخبرهم ، وكما اعتقد فان (اميره) ستكون بانتظارنا على الباب .
وتقدمتهم (هنا) الى الامام وهنا انتهز (أدهم) الفرصه ليقول ل(رؤى) وهو يترك يدها بسرعه :
_ لا يوجد داعى لتتخشبى هكذا اثناء لمساتى ، فبلا شك سيجعلهم هذا يرتابوا فى امرنا .

***************

انطلق رنين الهاتف الخليوى فى الواحده صباحا من نفس هذه الليله الطويله ، فى حجرة المعيشه التى تجلس بها (رؤى) و(هنا) حيث كانت الاولى تقرأ كتاب تاريخى مثير للغايه وعلمت ذلك من خلال صفحته الاولى فقط والتى لم تتجاوز غيرها ،اما الثانيه فكانت تذاكر للاستعداد لامتحان الماده القادمه ، استمر رنين الهاتف و(رؤى) لا تنظر اليه حتى ، الى ان قالت لها(هنا) :
_ (رؤى) انه هاتفك الذى ينطلق رنينه ،الا تسمعيه ؟
_ حقا ، بالفعل لم اسمعه ، فقد استغرقنى الكتاب الذى معى فهو شيق جدا .
ولكنها كانت تعلم انه هاتفها الذى ينطلق رنينه وكذلك تعلم انه (أدهم) الذى يتصل بها ولكنها تخشى ولا تريد الرد امام (هنا) .......
_ الن تردى ؟عله يكون (أدهم) .
_ نعم معك حق سأرد بالفعل .
ولكن ما ان لمست يدها الهاتف حتى انقطع الرنين ،اغمضت عينيها تشكر ربها على ذلك ولكنها ما ان تركته حتى انطلق الرنين مره اخرى ، كادت ان تلقى به بعيدا ولكنها تداركت نفسها فى اللحظه الاخيره وحاولت ان تبدو طبيعيه والا ترتعش يدها وهى تجيب :
_ اهلا يا (أدهم) امازلت مستيقظا ؟
_ بهذه الرقه التى تتحدثين بها استطيع ان احزم بوجود احد الى جوارك .
ضحكت ضحكه ناعمه ، وقالت محاوله الا تظهر من ردها على اى شىء يدور حديثهما :
_ كان عليك ان تتوقع ذلك ، فانا ايضا لن استطع النوم الا اذا سمعت صوتك .
_ ان مواهبك متعدده يا عزيزتى فلا تقتصر على التمثيل فقط ولكن تاليف الحوارات ايضا .
لم تعرف كيف ترد على ذلك ونظرت الى اختها فلاحظت انها كانت تتابع الحوار والتى ما ان وجدتها تنظر اليها حتى قالت بمرح وهى تلملم اشيائها :
_ حسنا حسنا انا ذاهبه دون الحاجه الى ان تقولى ذلك ،فعلى كل حال لقد انتهيت من المذاكره اليوم ،تصبحين على خير انت و(أدهم) .
انتظرت (رؤى) الى ان خرجت اختها ثم قالت بحده :
_ نعم ،ماذا تريد ؟ واى تمثيل وتأليف هذان الذى تتحدث عنهما ؟
اطلق ضحكه كبيره قائلا بسخريه :
_ افهم من ذلك ان من كان يجلس بجانبك قد ذهب اعتقد انها كانت (هنا) فقد سمعت صوتها .
_ نعم كانت هى .
ثم اضافت بتهكم واضح :
_ وقد اخبرتنى ان القى عليك تحيتها قبل ان تذهب لتترك للعاشقين كل الحريه فى بث حبهما لبعض .
قال بجديه مفاجئه :
_ ان (هنا) رقيقه وحساسه جدا ، ان لك اخت رائعه .
_ وانت ايضا لك اخت واخ رائعان ،وبهذه المناسبه اخبرنى كيف اصبح ابناء (اميره) فأنا لم ارهما منذ ان كانا فى عامهما الاول .
_ لقد اصبحا فى الصف الاول الابتدائى ولكن لهما هما الاثنان عقليه متسائله جباره انا نفسى اعجز احيانا عن مجارتهما .
كان يتحدث بصدق وحب شديدين لدرجه صورت لها انه نسى تماما انه يتحدث معها ، وما ان اتاها هذا الخاطر حتى قال هو ليعيده ادراجه جريا:
_ من المؤكد انه ستتاح لك الفرصه لرؤيتهما كثيرا ف(اميره) تنوى ان تحتفل بعودتك الي احتفال رائع ومن المؤكد انها ستدعوك عندها فى اقرب فرصه .
_ حقا ، وهل هذا فبل سفرنا او بعد عودتنا .
فهم الى ماذا تلمح ولذلك قال مباشرا:
_ لامجال للنقاش فيما تريدينه يا(رؤى) سنسافر بالباخره كما قلت ولن اتراجع عن ذلك .
_ لماذا اذا كنت تعلم جيدا اننى اخشى البحار هل تريد ان تقودنى الى حتفى .
_ ليس الى هذه الدرجه يا صغيرتى فأنا متواجد دائما للأعتناء بك وابعادك عن اى مخاطر .
_ انت ! اذا كنت اتوقع الحمايه من اى شخص ، فأنا لا اتوقعها منك انت .
صمت لحظات ثم قال بصوت جاد وحازم ولا يقبل المناقشه :
_ مهما قلت فلن تغيرى من شىء ، ومن الافضل ان تذهبى للنوم الان فأنت مرهقه منذ الصباح وتحتاجين للراحه وتصفيه ذهنك تماما لأن امامك اسابيع قليله لأعداد اشياء كثيره .
_ انت ....انت تعلم جيدا اننى اخشى البحر ،انا لا اتصور نفسى فى باخره فى عرض البحر ولا ارى امامى سوى الماء العميق .....وفى الليل ايضا........ياالهى
ثم ألم تقل ان لديك اعمال هناك ،السفر بالباخره سيؤخرنا كثيرا .
استعاد لهجته الساخره قائلا :
_ لكى تعلمى ياعزيزتى اننى اضحى بالكثير من اجل سعادتك ، وتستطيعى اعتبارها هدية زواجنا السعيد .
_ انت متوحش انا اكرهك اكرهك .
_ ليس بقدر ما افعل انا وصدقينى يا(رؤى) انا مستعد لفعل اى شىء لأعاده تهذيب اخلاقك ، تصبحين على خير نامى جيدا، واحلام سعيده .

*******************************************************

الفصل السادس :

لم يمر على (رؤى) اكثر من اسبوع وهى بهذا الوضع مع(أدهم)، عندما يزورهم فى المنزل يكون فى غاية الرقه والحنان وهى ايضا تضطر لتتعامل معه بنفس الطريقه فلا يمكنها ان تنسى ان هذا كان شرطها هى ،وكانا مضطران ايضا لتمثيل ذلك احيانا امام عائله (أدهم) ولكنه لم يكن يهتم كثيرا بذلك ، لم تستطع ان تتحمل هذا التناقض الرهيب فى المشاعر تشعر ان اعصابها ما عادت تتحمل المزيد ، احيانا كان يأتى عليها وقت تريد ان تكون وحدها فى هذا العالم بدون اى انسان اخر واحيانا اكثر تود لو تستطع ان تصرخ فى وجه (أدهم) المتكبر المعاند المتصلب ،تصرخ احتجاجا على كل ما يفعله ويقوله ، تصرخ احتجاجا على حبها له وعلى المشاعر التى تكنها له ،احيانا تعتقد انها تكرهه بالفعل وانها لاتريد ان ترى وجه هذا مره ثانيه بتهكمه القاسى ولامبالاته بها ،تشعر انها تقف فى صحراء قاحله من المشاعر ، تكاد تجزم انها احيانا كثيره تشعر كأنها الارض التى كان بها نهر عظيم وفجأه جف هذا النهر ونضب بما فيه من ماء، تشعر فعلا بذلك، بجفاف كبير وفراغ لا محدود يقتلها من الداخل ويمزق روحها ، واذا كان هذا حالها الان ماذا اذا فى شهر العسل هذا ،او بعد عودتهما منه متى سينتهى هذا العذاب ، وهى تجلس الان فى غرفتها، ومن المرات القليله جدا التى تكون فيها بمفردها، تشعر انها لا تستطيع التنفس من كثرة ما يحمله صدرها ،تريد ان تزيح هذا الحمل الثقيل عن كاهلها ، وتذكرت ان ذلك كان شعورها دائما فى الفتره الاخيره حتى فكرت فى ان تتحدث الى (ؤلاء) وتقول لها كل شىء علها ترتاح ولو قليلا ، كانت قد اعلمت صديقتها بنبأ خطبتها الى (أدهم) وطبعا سألتها الاخيره عن سبب هذا التحول المفاجىء ولكنها فعلت كما فعلت مع اختها اذ اخبرتها بلهجه لا تقبل المناقشه ان كل شىء على ما يرام ، كما اوحت لها بانه لا يوجد اى داعى للقلق او لألقاء الاسئله حتى ، وكانت تفكر اكثر من مره فى ان تتحدث مع (ولاء) وتقول لها كل شىء ولكنها تأتى فى النهايه وتمتنع عن ذلك ، واكثر من مره كانت تلتقط سماعه الهاتف وتحدثها ولكن عندما تسمع صوتها وتتحدث معها ينعقد لسانها عن قول اى شىء وتكتفى فقط بسماعها تتحدث عن موعد وضعها لمولودها وعن احوالها الصحيه وهكذا ، وكان موعد وضع (ولاء) لطفلها قد اقترب للغايه وتتمنى (رؤى) ان ترى المولود قبل ان تسافر هى و(أدهم) .
منذ ان استيقظت هذا الصباح وقلبها مقبوض بطريقه غريبه ولا تدرى لماذا، ولم يكن هذا غريبا فى الايام الاخيره هذه ولكن اليوم كان هذا الانقباض يؤلمها ، قد يكون ذلك بسبب الدعوه التى وجهتها لها (اميره) لتتعشى فى منزلها اليوم هى واختها والتى وافقت بعد ان رتبت اليوم مع (اميره) ليناسبها من حيث المذاكره ، كانت تعلم ان (أدهم) سياتى الى منزلها ويؤدوا فقرة تمثيل الحب المعتاده ثم يذهبوا الى (اميره) ،ولكن اليوم سيستمر هذا العرض الى ما لا نهايه بسبب وجود (هنا) معهما وهذا اكثر ما تخشى منه ،كانت كل هذه الافكار تدور فى عقلها اثناء ارتدائها لملابسها استعدادا لحضور (أدهم) ليأخذهما الى منزل (اميره) بينما كانت (هنا) مختفيه لا تعلم اين، علها تبحث عن اشيائها الضائعه فى كل مكان كالعاده ، لقد ادت امتحان اخر اليوم ولم يتبق امامها سوى امتحان واحد وتنتهى ، لا تعلم (هنا) كم اختها ممتنه لأمتحاناتها هذه التى اوقفت زواجها المزيف ولو لفتره مؤقته .
وقفت امام خزانة ملابسها حائره لا تعلم ماذا ترتدى ، اخرجت من الخزانه احدى الاطقم التى تفضلها وتبدو فيها رائعه، فعلى الاقل يوجد شىء ترتاح اليه وتفضله فى هذه السهره التى لا تعتقد وجود اى راحه فيها على الاطلاق ، بعد ان انهت ارتداء ملابسها عزمت على تصفيف شعرها ووضع زينه بسيطه على وجهها ، عندما دخلت (هنا) قائله :
_ اعقد اننى متأخره قليلا .
_ قليلا فقط ، من الافضل لك ان تنتهى سريعا قبل ان ياتى (ادهم) .
_ حسنا سأحاول .
_ ماذا كنت تفعلين كل هذا واين كنت ؟
ردت (هنا) بارتباك واضح كانت اختها لتلاحظه لو كان زهنها خالى :
_ اذاكر..... كنت اذاكر.
قالت (رؤى) بتعجب :
_ تذاكرى ..... حسنا حاولى الانتهاء سريعا .
_ اكيد ،لاتقلقى .
لم تجد ما ترد به عليها ،كيف لا تقلق وهى مقبله على ليله من اصعب ما سيكون.
كانت قد انهت كل شىء عندما سمعت رنين جرس الباب، هرعت لتفتح له فهذا ما تفعله دائما لتبرهن على الحب الرائع الذى يجمعهما ، فتحت له الباب وكان رائعا كالعاده وسيما وجذابا الى اقصى درجه وايضا واثقا ومعتدا بنفسه وساخرا ،اه لو يتوقف عن هذه السخريه الدائمه، لو كان وضعهما مختلف لكانت فخوره جدا بزوج المستقبل وحبيب القلب وكانت لتتمنى ان تصرخ بأعلى صوت معلنه حبها له ،ولكن هذا ليس هو الوضع الحالى، ولذلك فهى مضطره لأن ترد على ابتسامته الساخره هذه بواحده مثلها قائله :
_ مرحبا بزوج المستقبل ،تفضل .
رفع حاجبيه دهشا وقال :
_ ادام الله عليك هذه الروح المرحه ، وابعد عنى نزوات لسانك اللازع .
ابتسمت كأنه يمدحها قائله وهى تغلق الباب خلفه :
_ لسانى انا اللازع ،عامة هذا اللسان يضطر اسفا للظهور عندما يراك ، فهو لا يستطيع ان يراك ويظل بعيدا ،عليك ان تلوم نفسك لأنك انت الذى علقته بك منذ البدايه .
ضحك من قلبه قائلا :
_ هذه هى (رؤى) التى اعرفها ، اصارحك القول اننى كنت قد بدأت اقلق من عدم ظهورها .
ابتسمت ابتسامه رائعه تخفى توترها لقربه :
_ لم يكن عليك سوى ان تطلبها فقط .
وجهه اليها نظره ساحره ملأت عليها قلبها تماسكت وانتظرت حتى قال :
_ وهل يمكننى ان اطلب شىء اخر .
_ وما هو؟
سألته هادئه جدا ولامباليه ، ولكن عندما رأت هذه النظره فى عينيه فهمت ما يريد ، كان دائما يمكنه ان يقول لها اى شىء بعينيه وهى كانت تفهمه على الفور، وفعل الان ما كانا معتادان على فعله دائما ، ولكن نظرة عينيه هى التى اختلفت لم تكن نظرة حب مثل الايام الخوالى، ولكنها كانت نظرة مغازله يقول لها انه يريدها ، عرف من تغير ملامحها انها فهمت ما يريد واتسعت ابتسامته وهو يقول :
_ اعتقد انك علمت ما اريد .
لم تقوى على الرد ،لماذا هو مصر على ان تكره، لما يصر على ان يحتقرها ويعاملها على انها مجرد فتاه يتزوجها ليشبع رغباته وغرائزه فقط ، وجهت اليه نظره قاتله ثم انصرفت من امامه ، ولكنه استطاع ان يلتقط زراعها ويديرها اليه قائلا :
_ ماذا ألم تفهمى ؟
_ انا اصلى كل يوم وادعو الله ان يريحنى منك .
_ لن تكون دعواتك مخلصه يا عزيزتى لأنك تعلمين جيدا انك لم تحبى احد فى حياتك مثلما احببتنى ، استطيع ان ادرك هذا من مجرد النظر اليك .
تمالكت نفسها لتقول :
_ اتركنى يا (أدهم) على ان اتعجل (هنا) حتى لا نتأخر على اختك .
تركها بالفعل دون ان يعلق سوى بابتسامته المتهكمه ، وهى متوجهه الى الحجره لترى اختها ،سمعت والديها يخرجان للترحيب به كما سمعته يتحدث معهما بكل الوداعه والرقه والتهذيب .
وصلا الى بيت (اميره)و(شريف) فى وقت مناسب على التأخر الذى كانت (هنا) سببه ، استقبلتهما (اميره) وزوجها بحفاوه كبيره ، ورأت (رؤى) و(هنا) ابناء (اميره) لأول مره منذ ان كانا فى عامهما الاول ،فعند دخولهما وقفا مترقبين الموقف ،ولكن عندما رأيا (أدهم) اندفع التوئمان ناحيته مهللان قائلان فى وقت واحد :
_ خالو (أدهم) .
نزل (أدهم) على احدى قدميه ليكون فى مستواهما وتلقاهما بين زراعيه قائلا :
_ مرحبا يااحبائى، كيف حالكما ؟
قالت (سهر) بمرح وحب:
_ بخير، وانت كيف حالك ؟
قبل ان يجيب اندفع (سامر) قائلا بعتاب :
_ ولكن لما تأخرت كل هذا ، قالت امى ان موعد نومنا فى التاسعه ولقد سألتها منذ قليل قالت انها الثامنه اى انه لم يعد هناك وقت لنجلس معك فلا يوجد رقم اخر بين الثامنه والتاسعه .
ضحك الجميع على تفكير صبى السادسه بينما ابتسم (أدهم) قائلا وهو يلمس على شعر (سامر) الناعم :
_ ولكن عقارب الساعه بطيئه وليست سريعه مثلك فى العد وستأخذ وقت طويل حتى تصل الى رقم تسعه وحتى يحين ذلك ستظل معنا انت و(سهر) لتتعرفا الى صديقتين جديدتين .
نظرت (سهر) اليهما بفضول واشارت عليهما بيدها الصغيره قائله :
_ هاتان .
ثم اقتربت من (رؤى) وقالت بانبهار :
_ ان لون عيناك زرقاوان ، انا اعلم انك تريننى كما انا ولست بلون ازرق ، هكذا قالت لى المعلمه .
ضحكت (رؤى) ونزلت الى مستواها كما فعل (أدهم) :
_ نعم يا عزيزتى انا اراك كما تريننى تماما ، كما اننى اريد ان اعتذر منك انت و(سامر) لأننى انا واختى سبب تأخر خالكما ، فقد اضطر لأن يأتى الى منزلنا ليأخذنا الى هنا وهكذا تأخر .
قال (سامر) :
_ ولماذا ,الا ترضى امكما ان تسيرا فى الشارع بمفردكما مثلنا .
وهنا قال (شريف) باسما:
_ اعتقد ان هذا يكفى ، لن نظل اليوم كله تنحدث هنا ، تفضلا الى الداخل .
وقبل ان تتقدم (رؤى) الى الداخل مع الجميع شعرت بيد (أدهم) تستوقفها كما اقترب منها كثيرا لدرجه اشعرتها بانفاسه الحاره تلفح جانب وجهها ،لم تحاول ان تستدير لتواجهه كما علمت انه لا ينوى ذلك ايضا ، سمعته يقول وهو يجز على اسنانه :
_ فى المره القادمه اذا اردت التحدث الى طفل حاولى ارتداء تنوره اطول من هذه .
ثم تركها مذهوله واتجهه الى الداخل وعندما شعر انها مازالت متسمره فى مكانها التفت اليها قائلا :
_ ألن تأتى ؟
اندفعت فى اتجاهه وقالت بخفوت حتى لاتثير انتباه الاخرين لما يحدث :
_انتظر هنا ، ليس لك اى حق فى التعليق على ما ارتديه وما لاارتديه .
نظر اليها ببرود وبريق ابتسامه ساخره يلمح للظهور على شفتيه :
_ انا لى الحق فى ان اعلق على كل شىء يخصك ،خاصة ما ترتدين، طالما وافقت ان تكونى زوجتى .
_ انا لا ارى اى عيب فى هذه التنوره .
_ (رؤى) ارجوك، هذه التنوره اقصر من ان ترتديها (سهر) .
_ (أدهم) انا لن اسمح لك بأنتقا..........
_ ليس لك الحق فى ان تسمحى لى او لا تسمحى ،بل عليك ان تنصاعى صاغره لكل ما اقوله لك .
هل يقصد بالفعل كل مايقوله اوالاصح كل مايأمره بها ،تركها وتوجهه الى الداخل وهذه المره دون ان يلتفت اليها ، وقفت والغضب يملأ اعماقها ، هذا المستبد يفعل كل ما فى وسعه ليتحكم بها ويسيرها حسبما يريد كما الدميه ، توجهت الى الداخل حتى لا يثير غيابها التساؤلات ولم تنس وهى تدخل ان توجه الى (أدهم) نظره قاتله ولكنه تقبلها بابتسامه رائعه وكأنه يرد على نظرة حب منها.
وبعد قليل انطلق رنين الباب مما يدل على قدوم مدعو جديد وقبل ان يذهب (شريف) ليستقبل القادم قال :
_ من المؤكد ان هذا (احمد) .
تسائلت (رؤى) :
_ (احمد) من ؟
قالت (هنا) على الفور :
_ صديق (أدهم) والذى يعمل معه .
ومن نظرات (رؤى) المتعجبه علمت انها تسرعت فى الاجابه فقالت علها تصلح من ذلك على الرغم من ان حمرة الخجل التى علت وجهها لن تساعدها فى ذلك ابدا :
_ لقد تعرفنا عليه فى حفله (ولاء) .
_ نعم ...نعم ، اذكر ذلك .
تذكرت ايضا انها شاهدت هذا الارتباك من قبل على اختها ، كما لاحظت انه عندما حياهما (احمد) دعى (هنا) بأسمها دون القاب على الرغم من انه لم يفعل ذلك مع (رؤى)، اما(اميره) فكان من الواضح انه معتاد عليها هى و(شريف) كثيرا .
بعد ذلك تحدثا فى مواضيع عامه، وكان اهتمام (أدهم) موجه معظمه للطفلان فقط ، وفى وقت لاحق اقتربت (سهر) من (رؤى) وقالت والبراءه مرتسمه بأجلى معالمها على وجهها الجميل :
_ (رؤى) هل انت تعملين مع خالو فى مكتبه ، لقد ذهبنا اليه من قبل ولكننى لم اراك حينها .
كانت (رؤى) هى التى طلبت من الطفلين ان ينطقان اسمها مجردا ،وكانت هذه اجمل مره تسمع فيها اسمها ، اجلستها على قدميها وقالت باسمه :
_ لأننى لا اعمل معه ياعزيزتى .
_ اذن ، هل انت قريبه لنا .
فهمت (رؤى) من هذا السؤال انها تريد ان تعلم سبب تواجد (رؤى) هنا ، فقالت موضحه :
_ لا يا عزيزتى، ولكننى سأصبح قريبا ، فخالك وانا سنتزوج عن قريب .
_ هذا ما قالته لى امى ايضا ولكن خالو قال انه سيتزوجنى انا وهو لا يكذب على ابدا .
ضحكت (رؤى) لهذه البراءه الطفوليه الرائعه وحب هذه الطفله وتعلقها بخالها ، فقالت لها :
_ انا لم اكن اعلم اى شىء عن ذلك واذا اردت سأتركه لك .
_ بهذه البساطه تتخلين عنى يا حبيبتى .
كان (أدهم) الذى جلس بجوارهما بعد ان انهى لعبه مع (سامر) وتركه يتوجه الى والده ليغمره بأسئلته التى لا تنتهى ، قالت له ضاحكه وقد نسيت تماما العلاقه السيئه بينهما :
_ اعتقد انك توافقنى اذا كنت سأتركك مع فتاه بهذه الروعه.
قالت الطفله وهى تلعب بشعر (رؤى) قبل ان يتمكن(أدهم) من الرد :
_ انا احب خالو جدا لكنه اطول منى بكثير ولكن انت جميله وطويله واذا استمريت فى شرب اللبن ستصبحين مماثله لطول خالو (أدهم) ، اليس كذلك ؟
عندما انهت جملتها لم يتمكن (أدهم) سوى ان يأخذها بين يديه ويرفعا الى اعلى بطول زراعيه ويدور بها ، ظلت الطفله تضحك من كل قلبها، ضحكاتها كانت رائعه فى منتهى البراءه والجمال ، عندما انزلها اندفعت تجرى وضحكها وصراخها هى واخيها يملأن المنزل.
قال (أدهم) بعد ان هدأت انفاسه :
_ هذه الطفله تأخذ قلبى معها ، ما رأيك بهما ؟
_ انهما رائعان انا لم ارى ابدا طفلان مثلهما .
_ نعم ،عليك ان تنتظرى حتى يعتادا عليك اكثر وقتها سينهالا عليك بوابل من الاسئله التى لن تعرفى كيف تصوغى اجابتها ابدا لتناسب مرحلتهم العمريه ،وكلما تجحت فى سؤال ستفجأى بالاخر والذى سيجعلك تندمى على الاجابه السابقه التى قلتها وكانت سببا فى سؤال جديد .
ضحكت (رؤى) من قلبها ، ثم لا حظت عدم تواجد (هنا) بنفس الغرفه وعندما سألت (أدهم) عن ذلك قال لها بهدوء :
_ اكيد ستكون مع (اميره) فى المطبخ .
ولكنها اجالت نظرها فى جميع انحاء الغرفه ولم تجد شخص اخر فقالت :
_ و(احمد) معهما فى المطبخ ايضا .
ابتسم بهدوء وحنان قائلا :
_ ان (احمد) معجب ب(هنا) كثيرا ويريد ان يتقدم لخطبتها .
_ هل قال لك ذلك ، ثم انت لاتعلم رأيها هى الاخرى .
_ اعتقد ان لدى ذكاء كافى لأعرف ان هذا هو الحب عندما اراه فى عيون الاخرين
قالت بعصبيه غير مهتمه بما قال :
_ حسنا هل يمكنك ان تخبره ان اختى ليست مثل الفتيات اللاتى.............
قاطعها قائلا وقد انعقد جبينه وبدأالغضب يغزو ملامحه :
_ (رؤى) ،(احمد) و(هنا) ليسا حقلا لممارسة تسلطك عليهما ، هل هذا واضح ؟
لم تتمكن من الرد عليه بالرد المناسب اللازع الذى كانت تعده ،لان (اميره) اتت طالبه منهما الاتجاه الى غرفه الطعام لتناول العشاء ، استقام واقفا واشار اليها لتتقدمه ، فخطت امامه برأس مرفوع وخطوات ثابته محاوله تناسى عيونه الراشقه فى ظهرها، وفكرت ،يقول عنها متسلطه من الواضح انه لا يعرف عن نفسه الكثير ، جلسا على المائده ،وعرفت (رؤى) من ترتيب جلوسهما ان (اميره) لها كل اليد فى ذلك ، حيث جلس (شريف) على رأس المائده و(اميره) فى الجهه المقابله له بينما كان (أدهم) على يمين (شريف) وبجواره (رؤى) و(احمد) على يساره وبجواره(هنا) كما جلس الطفلان معهما على المائده بجوار امهما بعد ان توسلا اليها كثيرا لتوافق على ان يسهرا اليوم مع خالهما و(رؤى) و(هنا) وعمو(احمد) كما يدعونه ،واضطر(سامر) لأحضار (أدهم) لكى يؤثر على والدته بالموافقه ، وكانت امتع لحظات (رؤى) وهى تراقب (أدهم) مع الطفلين كان بعيد كل البعد عن (أدهم) القاسى المتصلب الرأى الساخر ،بل كان طفل مثلهما تماما رقيق وحانى ويجيب عن اسألتهما الكثيره بصبر وحكمه رائعان،وعلمت عندما رأته معهما كم تحبه ،وكم هى على استعداد ان تنسى تسلطه وقسوته عليها وتذوب بين يديه اذا قال لها الكلمه التى تتمنى سماعها منه .
كان الطعام رائعا ونالت (اميره) كل الثناء على ما صنعت يداها ، مرت فترة تناولهم الطعام بهدوء فلم يحاول (أدهم) مضايقه (رؤى) او الاقتراب منها عله لم يرد ان تختنق بأحتباس الطعام فى حلقها ، بعد انتهائهم من تناول الطعام قامت الفتاتان بمساعدة (اميره) فى نقل الاطباق الى المطبخ ، ووقفا معها يساعداها فى الانتهاء من جلى الصحون ، كان حديثهما ممتعا وتحدثا عن كل ما حدث خلال الخمس سنوات التى لم يروا بعضهما بها ، بينما كان الطفلان مازالا مستيقظان ويتجولا فى انحاء المنزل بضحكهما ولعبهما ،احيانا عندهما فى المطبخ واحيانا اخرى فى غرفة الاستقبال مع الرجال الثلاث ، وبعد فتره نادى الطفلان على (هنا) لكى تلعب معهما اللعبه الجديده التى علمتهم اياها ، وتوجهت اليهما فرحه بعد ان اخبرتهم بأنذار والدتهم بانها ما ان تنتهى من الجلى ستأتى اليهم ليتوجها الى غرفهم استعدادا للنوم ، وما ان خرجت (هنا) حتى ساد الصمت ، وبعد برهه قطعته (اميره) قائله :
_ لقد نحفت كثيرا يا(رؤى)، عليك ان تأخذى حذرك حتى لا تضعفى .
تذكرت (رؤى) انها لم تكن تأكل بالفعل فى الفتره الاخيره لم تكن تشعر بالجوع كان الطعام بالنسبه لها مجرد واجب حتى لا تشعر امها بذلك ، ومع ذلك نظرت اليها باسمه وقالت بمرح :
_ لا تخشى علي ،فأنا اريد ان يكون جسدى رشيق حتى لا ينظر (أدهم) لأى فتاه غيرى .
على الرغم من ان(اميره) ضحكت الا انه بدا عليها انها تريد ان تقول شىء ولا تعرف كيف تصوغه ، مرت فتره اخرى من الصمت انهت خلالها (اميره) جلى الاطباق وما ان انتهت حتى التفتت الى (رؤى) قائله وهى تشير الى المائده الصغيره الموجوده بالمطبخ :
_ (رؤى) اجلسى اريد ان اتحدث معك قليلا .
نظرت اليها (رؤى) تحثها على نبذ ترددها والتحدث فيما تريد مما جعل (اميره) تتنهد قائله:
_ حسنا ، اعلم انه لايحق لى التدخل فيما بينك انت و اخى ولكننى لا استطيع ، واعلم ايضا ان(أدهم) لن يعجبه ما سأقوله لك ،ولكن..........
وصمتت لا تعرف بما تكمل جملتها ،ولكن (رؤى) فهمت ما تريد قوله ،فاذا لم تقل ما تريد فلن تكون (اميره) التى تعرفها ، ولذلك قالت لها :
_ هذا الحديث سيكون بينى وبينك ولن يعرف (أدهم) عنه اى شىء ، كما انك تعلمين جيدا اننى ارحب بكل ما تقوليه ولا اعتبره تدخل اطلاقا .
اطلقت زفرة ارتياح وقالت :
_ انا لن اسألك عن السبب الذى جعلكما تتركا بعضكما فى السابق ، ولكنى اريدك ان تعلمى ان (أدهم) كان يرفض اى عروس ، فى الواقع هو كان يرفض التقرب حتى من اى فتاه .
نعم هى تعلم ذلك ،وياليته لم يرفض وتزوج ،على الاقل كانت ستتضمن انها لن تتحمل غطرسته وتحكمه بها .
_ نعم لقد اخبرنى بشىء مثل هذا .
اخبرها انه كره شىء اسمه الحب بسببها ، ولم تجرؤ طبعا على التصريح بهذه العباره التى قفزت الى ذهنها
_ هذا جيد ، انا فقط اريدك ان تعلمى انه يحبك حبا جما ، انا اعرف اخى جيدا وهو من النوع الذى يحب بجنون او يكره بجنون .....
فكرت مع نفسها ان حالتها من النوع الثانى ، بينما (اميره) تستكمل :
_ واذا قرر ان يتزوج بك فهو يحبك بجنون ، ف(أدهم) رجل شرقى جدا وينظر للزواج على انه شىء مقدس للغايه .
فكرت ساخره، هذا واضح جدا ,بينما اكملت (اميره) دون ان تتوقع اى مقاطعه:
_ (أدهم) كانت حالته النفسيه سيئه للغايه بعد ان تركتما بعض فكان غاضبا وعنيفا طوال الوقت، ولم يكن يتحدث مع اى احد سوى بالقليل، واصبح اكثر كلامه سخريه على اى شىء وكل شىء ،كان يعمل ليل نهار دون توقف حتى لمع اسم مكتبه بشده كأمهر مكتب محاسبه بين الشركات الكبرى داخل مصر وخارجها ، اللحظات الوحيده التى كان يعود فيها الى (أدهم) الذى اعرفه عندما يكون مع(سامر) و(سهر) وامى ، ولكن منذ ان عدتما لبعضكما مره اخرى شعرت انه بدأ يستعيد انسانيته التى ظننت انه فقدها .
ما معنى هذا الكلام ولما لا تراه هى ايضا ، ام ان وحشيته ظلت مقتصره عليها هى فقط ، قالت بينما عقلها يعمل لتكذيب ما قالته (اميره) :
_ انا ايضا احبه بشده يا(اميره) ........
لم تقوى على اكمال عبارتها ، لما شعرت به من مشاعر تجتاحها وتقتحمها عنوه ، على الرغم من انها كانت تعلم انها تحبه ولكن عندما قالت ذلك شعرت بالخوف الشديد ،شعرت بالخوف على هذا الشىء النابض فى صدرها ،خافت من هذا الحب الذى يملأه ،خافت حتى تمنت لو لم يكن موجودا ، شعرت ان حرارتها ازدادت وان وجهها اشتعل نارا وليس احمرارا عندما قالت (اميره) بحماس صادق :
_ اعلم هذا يا عزيزتى اراه دائما فى نظراتك له كما اراه بوضوح ايضا فى نظراته اليك وتصرفاته معك .
نظرت فى الفراغ لم تعرف بماذا تجيب ،هل تقول لها ان هذا الحب مزيف وكله خداع ،وانه يحتقرها لسبب تجهله ،كما تحبه هى لسبب تجهله ايضا ............
_ (رؤى) يوجد من يحاول الاتصال بك على هاتفك الخليوى .
كان هذا (أدهم) ظهر امامها فجأه حاملا هاتفها الذى توقف رنينه ، نظرت اليه غير مدركه متى جاء وكأنه فارس اسطورى هبط عليها فجأه بهيئه زريه غريبه ، انتفضت عندما سمعت رنين هاتفها مره ثانيه وسألته :
_ هل هذا نفس الاسم الذى حاول الاتصال من قبل ؟
_ نعم .
اجابت على الفور :
_ الو .
_ (رؤى) يا بنيتى اغيثينى ، يبدو ان (ولاء) ستلد ولكنها متألمه بشكل مقلق للغايه انا خائفه عليها بشده ، وزوجها مسافر ولم اجد اقرب منك لأستنجد به .
_ حسنا... حسنا ،اهدئى ارجوك ، هل هى فى منزل زوجها ام عند حضرتك ؟
قالت الام الملتاعه :
_ لا فى بيتى ، هل ستأتى يا ابنتى .
_ طبعا ..طبعا انا لن اتأخر سأكون عندكم فى ثوانى ، اعدى كل شىء لننقلها الى المستشفى على الفور ،كما اريدك ان تكونى هادئه كل شىء سيسير على ما يرام بأذن الله ، اتفقنا .
_ بأذن الله يابنيتى ،بأذن الله ، نحن فى انتظارك لا تتأخرى .
_ سأبذل قصارى جهدى الى اللقاء .
وما ان انهت المحادثه حتى نظرت الى (أدهم) الذى فهم على الفور ما يحدث ، وقال متجها الى الخارج :
_ حسنا ،هيا بنا، لنأمل ان يكون لدينا الوقت الكافى .
جرت (اميره) خلفهما متسائله :
_ ماذا حدث من الذى ستنقلونه الى المستشفى ؟
قالت (رؤى) وهى تلملم حاجياتها :
_ انها (ولاء) صديقتى ......
قاطعها (أدهم) على عجل مصدرا اوامره فى كل اتجاه :
_ (اميره) لا وقت لدينا لهذا ، (احمد) من فضلك عليك ان توصل (هنا) الى المنزل
احتجت (هنا) :
_ ولما لا اتى معكم ،انا ايضا اريد ان اطمئن على (ولاء) .
قالت (رؤى) محاوله الا ينفذ صبرها :
_ لا يمكن يا(هنا) وجودك سيعيق (ولاء) بالتأكيد اثناء جلوسها هى ووالدتها .
_ ولكن......
قاطعهما (أدهم) قائلا وهو يدفع (رؤى) الى الخارج :
_ حسنا هذا يكفى ،يمكنك ان تأتى بها الينا فى المستشفى يا(احمد) ....
ثم نظر الى (هنا) قائلا :
_ ولكن بعد ان تعلمى ابواك بألامر، مع السلامه .
خرج هو و(رؤى) مسرعان وما ان تحرك (أدهم) بالسياره حتى سألها :
_ هل حالتها خطيره ؟
اجابت بصوت يملأه التوتر و الرعب :
_ لا اعلم ،والدتها كانت متوتره وخائفه للغايه ولم تخبرنى بشىء ،كل ما قالته انها على وشك الوضع وانها متألمه للغايه ، كما ان زوجها مسافر لذلك اتصلت بى على اعتقاد منها اننى بمنزلى لان منزل ابوي (ولاء) قريب من منزل ابواى .
_ حسنا ، اهدئى سنصل اليها فى الوقت المناسب بأذن الله ، ولكن عندما نصل حاولى ان تهدئى من روعها وان تظهرى امامها متماسكه فذلك سيفيدها اكثر من الخوف والقلق .
ثم ربت على يدها بحنان كما كان صوته ، رقدت يدها ونفسها كلها مطمأنه تحت جناح يديه ، وحاولت بالفعل العمل بنصيحته ، وبعد حوالى ربع الساعه كانت خلالها يد (أدهم) تحتويان يدا (رؤى) ، وصلا الى منزل والدا(ولاء) ،واستعدت(رؤى) للنزول على الفور لكى تصعد اليهما وقبل ان تنزل من السياره قال (أدهم) :
_ انتظرى سأتى معك .
_ لماذا ؟
قال بحزم لا يقبل المناقشه :
_ لا اعتقد ان فتاه مثلك وسيده كبيره فى السن قادرتان على حمل امرأه حامل متعبه
لم تحاول (رؤى) مجادلته فكلامه صحيح خاصة انه لا يوجد مصعد بالبنايه ، وبالفعل صعد معها وهو الذى تولى انزال (ولاء) التى لم تكن تدرى او تهتم بما حولها من شدة تعبها وتألمها .

******************

اوقات عصيبه كانت المسمى الوحيد للساعات التى مرت عليهما اثناء وجود (ولاء) داخل حجرة العمليات، كانت عملية وضعها صعبه كما اخبرهما الطبيب وذلك لأن وضع الجنين لم يكن بالوضع الصحيح ، كانت والدة (ولاء) فى حاله يرثى لها فهى خائفه على ابنتها وفى نفس الوقت على اول حفيد لها ، لم تجلس ابدا ظلت واقفه رغم توسلات (أدهم) و(رؤى) لها بأن تجلس حتى حضر والد ووالدة (هانى) زوج (ولاء) ، ما ان رأت الوالدتان بعضهما حتى ارتميتا فى احضان بعضهما منفجرتان فى البكاء وداعيتان الله ان تخرج (ولاء) ومولودها بسلام .
ولم يكن حال (رؤى) بأقل منهما على الرغم من انها لم تظهر ذلك امام والدة (ولاء) ،ولكن ما ان حضر والدا (هانى) وشعرت انه لم يعد يشعر بها احد وان والدة (ولاء) وجدت من يواسيها ، حتى بدأ خوفها وقلقها فى الظهور ، لم تكن (ولاء) بالنسه لها مجرد صديقه فقط بل كانت اكثر من اخت لها ، كانت كل منهما للأخرى الوساده الناعمه التى تستلقى عليها عندما يشتد بها الضيق ، كان اكثر ما يرعبها ان تفقد صديقه طفولتها وصباها وشبابها ، صديقه عمرها بأكمله ، عندما تكتلت افكارها ،عند هذا الحد بدأت تشعر بتعرق شديد فى جسدها كله ، تجمع امامها كل توتر وضغط وخوف الايام الماضيه ،رأت كراهيه (أدهم) ،وحبها له ،وصديقتها الوحيده فى هذه الحياه والتى تخشى ان تسحب منها ، كما رات الطفل الجديد الذى من المحتمل الا يرى نور هذه الدنيا ، حاولت ان تتماسك ولكن عيناها كانتا زائغتان ، تشبثت بزراع (أدهم) الواقف بجوارها والذى ربت على يدها ليطمئنها ............
وفجأه انطلقت صرخه تشق صمت النفوس الخائفه وهمس الدعوات المرجوه ، كانت صرخه طفل يعلن اخيرا وبعد عذاب وكفاح شديد مع الحياه عن وصوله ، وتبع ذلك خروج الطبيب من حجرة العمليات ، رأت الكل يندفع نحوه للأطمئنان على (ولاء) ،كانت خائفه بل مرعوبه من سماع ماسيقول،هل سيكون خيرا ، ومع ذلك حاولت ان تتجه اليه معهما ولكن قدماها تمردتا اخيرا واعلنتا عصيانهما على صاحبتهما التى لم تشعر بأى شىء سوى بزراعان يتلقانها ونداء مذعور، لم تقدر على اجابته .

زوغدانة 07-11-07 01:21 PM

ايه ياست هنا فلحه بس تزعقيلى عشان مابانزلش واول لما انزل مااشوفش ردك ، ملشى ياهانم بس لما تيجى

hena 07-11-07 04:04 PM

لالالالالالالالالالالالالالالالا

معقولة زوزو هانم زعلانة ياناس إلحقونى!!!!!!!!!!!!!!

معلش حبيبتى الله يقطع الشغل وسنينه منعنى يومين عن النت

بس تصدقى حلوة برضه أغيب و ألاقى جزء نازل أهو تغيير

عموما الجزء جميل بس أحداثه قليلة و أعتقد إن شغل الأكشن هيبتدى بعد جواز أدهم و رؤى

وياريت متتأخريش فالباقى وتكملى القصة بسرعة وتبتدى فقصة جديدة ممكن؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

ذروة غنج 07-11-07 04:13 PM

يعطيكي العافيه
ومشكووووووره

ام عمرو 07-11-07 09:37 PM

كلالالالالالالالالالامجميييل مادرش ااول حاجة عنووووووووووووووووو اد

اد هم بيغير على رؤى وبيحبها وهيطلعها شهر عسل "ربنا يستر ميكنش بصل" ؟ ا
متتاخريش علينا يا زوزوووو

سوار العسل 07-11-07 10:07 PM

واووووووووووووووووو فصلين رااااااااااااااااائعين جداااااااااااااااااااا

مشكورة يا عسل

والله روعة ومسكينة رؤى والله من ادهم بعاملها بسخرية بس شاكة انا انو بحبها

فعلا انت مبدعة عزيزتي

واصلي تميزك

دمت بود

وبانتظار الفصل الجديد

teena200 08-11-07 09:09 AM

زوغدانه مرسي كتير الك على الجزء الحلو كتير بس بليــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــز ما تتأخري بالجزء الجديد

hena 08-11-07 05:14 PM

زوزو و بعدين معاكى ....... لازم التأخير ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟




اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سوار العسل (المشاركة 1063241)
واووووووووووووووووو فصلين رااااااااااااااااائعين جداااااااااااااااااااا

مشكورة يا عسل

والله روعة ومسكينة رؤى والله من ادهم بعاملها بسخرية بس شاكة انا انو بحبها

فعلا انت مبدعة عزيزتي

واصلي تميزك

دمت بود

وبانتظار الفصل الجديد

أختى سوار أنا متأكدة إن أدهم بيموت فى رؤى وإقرى الحوار اللى بين رؤى و أخت أدهم تانى وهتتأكدى زيى

سوار العسل 10-11-07 05:15 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة hena (المشاركة 1064626)
زوزو و بعدين معاكى ....... لازم التأخير ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟






أختى سوار أنا متأكدة إن أدهم بيموت فى رؤى وإقرى الحوار اللى بين رؤى و أخت أدهم تانى وهتتأكدى زيى

اه والله فعلا انا حاسة انو بموت فيها :flowers2:

dew 14-11-07 04:00 AM

زوز .....زوزو,..............زوزو .....ماهذه الموهبة المذهلة ياعزيزتي ؟؟؟ اسلوب رائع وسرد مذهل وشخصيات متنوعة خاطفة للأنفاس باختصار ...................الرواية المثلى .........واصلي جهودك ياعزيزتي وتأكدي بأننا بانتظارك ...............أختك dew

waxengirl 15-11-07 01:55 AM

انا معجبه جدا بالقصه وبالاسلوب والحوار ووصف مشاعر رؤى كمان عجبانى شخصيه ولاء وصداقتها النادره مع رؤى انا متاكده ان القصه لسه فيها مفاجات استمرى فى ابداعك

بليز ماتتاخريش علينا عايزين نعرف ايه اللى هيحصل بعد كده ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

hena 17-11-07 10:02 AM

إيه يا زوزو فينك؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

ام عمرو 17-11-07 02:25 PM

وحشتتتتتتتتتتتتتتتتتتيييينا انت ففففين:asd:

زوغدانة 18-11-07 11:24 PM

انا موجوده والله ياجماعه بس ماكنتش عايزه ارد الا بجزء جديد بس اظاهر لسه حبه
وعايزه اشكر كل اللى عجبهم الجزء اللى فات ( هنا وسوار العسل وام عمر )
وكل اللى قروا القصه وعجبتهم بجد كلامهم كان جميل جدا وفرحت قوى مش هتقدروا تتخيلوا قد ايه
وبجد عايزه اشكر (زروة غنج dew & waxengril )بجد كلامهم كان اكثر من رائع ميرسىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى ليهم كتييييييييييييييييير وان شاء الله يكملوا القصه للاخر ويقولولى رايهم لاخر نفس
وطبعا حبايبى اللى معايا من الاول مش محتاجين عزومه

dew 21-11-07 11:11 PM

زوزو الحلوة ، احنا اللي نتشرف نقرأ مثل هذا العمل الرائع المليء بالتشويق ....وأعرف أن الأعضاء راح يشاركوني رأيي ودعواتي في استمرار مثل هذه الموهبة المذهلة ....:flowers2::flowers2: ..........ومنتظرين على أحر من الجمر :dancingmonkeyff8::YkE04454::YkE04454:

سوار العسل 22-11-07 02:09 PM

حبيبتي احنا الي بنتشرف تقرأ هالابداع والتميز يا عسل

وبانتظار الفصل الجديد

سوار العسل 26-11-07 04:18 PM

وينك يا عسل والله اتأخرتي علينا

hena 27-11-07 07:44 PM

وحشتينااااااااااااااااااااااااااااااااا

mero2007 27-11-07 11:25 PM

ايه يا ست زوغدانه ولا مشمش ولا اقولك ايه بالظبط؟
يا بنتى حراااااااااااااااااااااااام عليكى الامتحانات قربت
نزلى الجزء الجديد وخلصى القصه علشان اذاكر بنفس راضيه :52:

teena200 28-11-07 08:49 AM

يا زوغدانه يا حبيبتي و الله حرام عليكي، يعني كل يوم بدخل عالهصفحه عأمل تكوني كاتبيتلنا جزء جديد ، بس للأسف كل مره بيخيب ظني، بليز مشمش ماتتأخري أكتر حرام ، ارحمي مشاعرنا

JOMANA 28-11-07 04:36 PM

جامدة موت
 
:dancingmonkeyff8::dancingmonkeyff8:انا عارفة انك مستنيه تعرفي رضي علي هنا والله العظيم القصة جميلة جدا لحد ما انا وصلت وحرام عليكي الناس اللي مستنية
جااااااااااااااااااااااااااااااااااااامدة ممممممممممممممممموووووووووووووووووووتتتتتتتتتتتتتتتتت

JOMANA 28-11-07 09:30 PM

القصة فظيعة والله انا مش لقية كلام اوصف بيه جمال الجزء اللي قرائتهوالله رفعتي رسنا SUPER WAWA كمليها عشان خاطري وبسرعة:flowers2:

hena 29-11-07 06:29 AM

إيه العظمة دى يا زوزو
البارت راائع .. يجنن .. يهوس.. أوووووبس شفتى عملتى فية إيه؟؟؟ .. قمت أحلم بالبارت الجديد من قبل ماتنزليه .. عالعموم بشرة خير وتفسير الحلم معروف .. ولا إيه؟؟

زوغدانة 29-11-07 09:19 PM

انا بجد بجد بجد اسفه جدا على التأخير ده وميرسىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى كتيييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييى لكل اللى مستنينى ومشجعنى بالشكل ده وبالتحديد TEENA200 & MERO2007 &DEW & واللى احب اوجهلها شكر مخصوص هى JOMANAعلى انضمامها لينا ويارب تستمر للاخر وميرسى جدا على الكلام الرائع قوى جدا خالص ده، وطبعا سوار العسل وهنا اجمل شكر واجمل تحيه ،واهه يا هنا حققتلك الحلم اخيرا
ويارب البارت ده يعجبكوا هو يمكن يكون قصير بس انا قولت انزله عشان مااتاخرش عليكوا اكتر من كده، واتمنى انه يعجبكوا واتلقى تعليقاتكم وردودكم فى اقرب وقت ، باااااااااااااااااااااااااى مؤقتا


الفصل السابع :

_ هل انت متأكده ،يمكننا تأجيل السفر ان اردت .
قال (أدهم) هذه العباره بهدوء خالى من اى تعبير، وهو جالس مع (رؤى) فى منزل والدي هذه الاخيره بعد ثلاث ايام من فقدها الوعى بالمستشفى ، كانت قد استعادت صحتها بعد قضاء ليله واحده بالمستشفى ، واخبرها الطبيب ان لديها انيميا هى التى سببت لها هذا الهبوط الحاد والانخفاض فى ضغط دمها .
قالت بهدوء يملؤه الكبرياء :
_ انا بحاله جيده جدا يا(أدهم)، ولا تحاول ان تشفق علي، فلن اصدق بأنك لن تسعد بأى مكروه يقع لى ، ام ان هذه ليست شفقه ...... فى هذه الحاله ستجعلنى اتسأل من كنت تقصد بالممثلين الجيدين .
نظر اليها ببرود شديد ، وتجاهل ما قالته تماما قائلا بنفس البرود الذى يغلف ملامحه :
_ هل انتهت (هنا) من امتحاناتها ؟
_ اليوم كان الاخير .
_ حسنا ، سأرتب كل شىء مع والدك ليكون زواجنا ليله السفر تماما .
ثم نهض واقفا وعندما وصل الى باب الشرفه التى يجلسان بها كالعاده ، استدار اليها قائلا بجديه :
_ بالمناسبه حاولى ان ترتاحى جيدا لأنه يبدو ان بعض اجزاء جسمك بحاجه الى راحه اضافيه حتى تصمت عن كلام لا تعرف معناه..........
ثم اضاف بسخريه :
_ فأنا لا اريد معى عروس مريضه .
كادت ان تمسك بالمقعد الذى كان يجلس عليه وتقذفه به علها تستريح من هذا الرأس المليىء بالتهكمات القاسيه ،ولكنها حاولت ان تبدو متماسكه وغير متاثره بهذه التهكمات ،وقالت له ببرود قريب من الاستخفاف :
_ كنت مريضه لخوفى على صديقتى وليست مشكلتى انك لا تعرف معنى هذه المشاعر.
قالتها وهى تنظر اليه غير عابئه بنظراته الغاضبه ، ظلا بعض الوقت ينظرات الى بعضهما بتحد وثبات ، حتى لم تعد هى تتحمل هذه النظرات الكريهه التى تطل عليها من عينيه، فابعدت وجهها الجميل بعيدا عنه محاوله اظهار اكبر قدر من الترفع ،سمعت خطواته وهى تبتعد ، حاولت الاسترخاء فى مقعدها والتمتع بمنظر النيل الرائع وبهواء المساء العليل ، تذكرت انها يوم فقدت وعيها كانت بحاجه للقليل من هذا الهواء ، ومع ذلك لم يخفف هذا النسيم المنعش من توترها وخوفها المستمر من المستقبل المجهول لها مع (أدهم) ، وياليته كان مجهول فقط وانما تتخيله مماثل- ان لم يتفوق- ابشع الافلام المرعبه التى شاهدتها على الاطلاق ، لكم تضايقت من نفسها لسقوطها بهذا الشكل الضعيف ، وعندما استفاقت وادركت ما حدث لها عمدت ان تبدو قويه ومتماسكه امام (أدهم) على وجه الخصوص ، واول شىء سألت عنه عندما استفاقت هو صحه (ولاء) اعز صديقه لها فى الوجود وعن مولودها ، هذا الصغير الرائع الذى عذب الكل حتى يصل اليهم سالما ، كان المولود طفله صغيره وضئيله للغايه ولكن رائعه جدا كانت تأسر قلب من ينظر اليها على الفور على الرغم من عمرها الذى لم يتجاوز ايام قليله ، و(ولاء) كانت ضعيفه نوعا ما ولكنها استطاعت ان ترضع هذه الصغيره والتى اسمتها (هدوى) ، علمت من اختها بعد ذلك ان (أدهم) كان قلقا عليها للغايه عندما سقطت بين زراعيه والغريب انه هو وامها اللذان سهرا معها الليله التى قضتها بالمستشفى،وذلك بعد عناء حتى يسمح لهم الطبيب بذلك، لم تستطع ان تمنع نفسها من التفكير فى هذا منذ ان استعادت وعيها وخاصة فى اللحظات التى تكون فيها بمفردها كانت تتخيل انه يحبها ويرتعب من الخوف عليها وانه على استعداد دائم لحمايتها من اى شىء فى الوجود ،على استعداد دائم ان يأخذها بين زراعيه وينسيها العلم بأجمعه كما كانت هى على استعدا ان ترتمى بين زراعيه لمجرد ان يبتسم لها ، ولكنه لم يفعل ذلك فما ان عاد اليها وعيها واستردت صحتها حتى عاد لمعاملته الاولى معها بل اكثر سوءا ، حقا انه كان يتعامل بحذر شديد فيما يتعلق بصحتها ،ولكن غير ذلك كان فى شدة القسوه معها وتصورت هى انه فقط كان قلق عليها لأحساسه بالذنب او شفقه منه على حالها، وهى ايضا لم تفوت اى فرصه الا وقالت له من الكلام ما تعلم انه سيضايقه ، كانت بذلك تخدعه لا تخدع نفسها ، تخدعه حتى لايشك فى انها تحبه ، على الرغم من ادراكها التام انها تستنشق هذا الحب فى كل نفس لها ،وانه فى كل مره تنظق فيها اسمه يكون اعتراف صريح وواضح بهذا الحب ، حاولت ان تمسح صورته من خيالها ولكن هيهات ظلت صورته معلقه فى خيالها تتبعها اينما غدت او راحت، نهضت من مقعدها بعنف راغبه فى نفض افكارها بعيدا ، سمعت صوت ضحكات اختها بالداخل مع (أدهم) ،تذكرت الحوار الذى دار بينهما واعتراف اختها بالحب الذى يجمعها ب(احمد) صديق (أدهم) ، كما طمأنتها بأنه شاب جاد جدا وانه سوف يأتى فى اقرب فرصه للتقدم لها وذلك بعد عودتها هى و(أدهم) من السفر، فرحت لأختها ولكن يبدو ان الخوف المسيطر عليها لن يجعلها تفرح ابدا كما كانت فى السابق ، لم تكن تريد ان تتعلق بسراب لن يصل بها الى اى شىء سوى انهيار مشاعرها مره اخرى ووقتها لن تستطع البناء ثانية على انقاض قلبها المهدوم .
وبعد طوال ترقب كأن ما يحدث لا يخصها ، تم الزواج بالفعل كان عائلى للغايه حتى (ولاء) لم تأت لأن (هدوى) كانت تحتاج منها كل رعايه فكانت الصغيره ضعيفه جدا ، تم الزواج فى منزل ابويها باحتفال بسيط للغايه، وبعد ذلك كان يتعين على كل منهما البقاء فى منزل والديه على ان يأتى (أدهم) فى الصباح لأصطحاب (رؤى) الى السويس حيث ستقلع الباخره ، ووقف الجميع عندما وجدت عائلة (أدهم) ان الوقت حان للانصراف، وفجأه وجدت (رؤى) نفسها واقفه وحيده مع (أدهم) وقد انسحب الجميع بهدوء الى الصاله تاركين اياهم فى حجرة استقبال الضيوف، ليفسحا المجال للعروسين للتحدث على انفراد وقول كلمات الحب
المعهوده ، واقترب منها (أدهم) سامحا ليده بالتسلل الى يدها ليساعدها على النهوض وتصبح واقفه قبالته تماما قائلا لها :
_ مبروك ياعروستى العزيزه .
كادت تتوسل اليه حتى يتركها تهرب من امامه الان ، لم تقدر على النطق غطت عينيها برموشها الثقيله لتمنعهما من البوح بمشاعرها ، بينما استطرد هو :
_ يدك بارده للغايه ماذا كنت ستفعلين اذن لو كنا سنقضى هذه اليله فى بيتنا .....
ثم اضاف بسخريته الدائمه :
_ لقد انقذك منى تلكأ مهندس الديكور ولولاه ما كنا هنا الان نقف لنودع بعضنا للألتقاء غدا .
انقذها منه ، انه دائما يفسد اى لحظه قد تكون جيده بينهما ، قالت له بقوه :
_ اما انا فعلي ان ابعث له بباقات ورد شاكره له لأنه اعطانى وقت قبل الذهاب الى سجنك هذا ،وقد اتمكن من التخلص منك فى هذا الوقت .
_ حقا ... ذكرينى اذن ان اعرفك عليه حتى تتمكنى من شكره بنفسك .
ثم لوى زراعها خلف ظهرها ليتمكن من جذبها اليه وضمان عدم افلاتها ،ولم تحاول هى مقاومته بل ظلت ثابته محاوله اظهار اكبر قدر من عدم التأثر والامبالاه والضيق، بينما قرب هو وجهه من وجهها للغايه هامسا :
_ ولكنك لن تتخلصى منى بسهوله .
حاولت ان تحبس انفاسها حتى لا يسمع نبضات قلبها القويه ، فى حين ابتعد عنها قليلا ، ثم ضم شفتيه لتطير انفاسه الخصله من الشعرها والتى كانت قريبه من وجهها ، ثم قال :
_ الى اللقاء .
سقطت على المقعد الذى خلفها ، وحمدت ربها على انصرافه بدون اى خسائر اخرى ، قضت ليلتها دون نوم تقريبا والذى ابى ان يأتيها منهيا مشاعرها المعذبه،
وفى الصباح الباكر اتى (أدهم) ليأخذها ، وقبل ذهابهما اوقفتها امها التى قالت وهى تجاهد لكبت دموعها وظهر ذلك واضحا فى صوتها :
_ الف مبروك يابنيتى ،كم كنت اتمنى ان ارى هذا اليوم الذى اوصلك فيه الى زوجك .
ابتسمت (رؤى) ابتسامه مرهقه للغايه لم تلاحظها الام من كثرة الدموع المتجمعه امام عينيها ،احتضنتها امها بشده متشبثه بها ، اغمضت (رؤى) عينيها بشده علها تمنع هذا الالم الرهيب من الزحف اكثر من ذلك الى قلبها وعقلها المنهكين ، وتمسكت هى الاخرى بأمها علها تجد الراحه ولو لدقائق قليله على كتفها الحانى دائما .
_ كفى يا(ناديه) اتركيها حتى لا تتأخر هى وزوجها امامهما طريق سفروموعد باخره عليهما اللحاق به .
تمتم (أدهم) قائلا لوالد (رؤى) :
_ لا بأس يا عمى ، مازال امامنا وقت .
لم تعر الام اى اهميه لتعجيل زوجها لها ، فعاطفة الامومه لا تعرف مثل هذا الكلام كل مايهمها الاطمئنان على ابنتها ،قالت لها كأنهما بمفردهما :
_ لا تنسى الكلام الذى قلته لك يا حبيبتى اهتمى بنفسك دائما وافعلى كل شىء لأسعاد زوجك و...................
لن تتركها (رؤى) لتكمل بأكثر من ذلك على مرأى ومسمع من الجميع خاصة وانها بدات تشعر بسخونة وجهها من الخجل ، فقاطعتها قائله بخجل رقيق :
_ كفى ياامى نحن لسنا بمفردنا ، واعدك اننى سأتذكر كل ماقلتيه لى .
فهى لن تستطع ان تعدها بأكثر من تذكر هذا الكلام فقط ، ابتسمت الام ثم التفتت الى (أدهم) الذى كان يقف هو الاخر مع والديه واخته واخيه بقربهما ،وقالت له :
_ وانت يا(أدهم) اهتم بها جيدا وضعها فى عيناك .
_ لا تخافى ياامى فهى بالفعل فى عيناى وسأخاف عليها واحميها بروحى .
انهى جملته ناظرا الى (رؤى) التى شعرت بتيار كهربى يسرى فى جسدها باكمله لهذا التشابك بين اعينهما شعرت انه يجذبها اليه بنظراته،احست بالفعل بوجود قوى عجيبه تدفعها نحوه وتدفعه نحوها كأنهما بمفردهما فى هذا العالم بأكمله ، ولكن فجأه اختفى كل شىء واصبحت عيناه خاليه من اى تعبير جامده كما الثلج تماما ، وابعد ناظريه عنها سريعا كما فعلت هى الاخرى، ملتفتا الى والدتها مودعا اياها ابتسامه رائعه تمحو اى قلق من داخلها .
وبعد ذلك اقتربت (رؤى) من اختها وقالت هامسه محاوله الا يشعر بهما احد :
_ ابلغى (احمد) تحياتى وارجو منك الاقلال من المذاكره معه عبر الهاتف .
كانت تشير الى يوم زيارتهما ل(اميره) عندما تأخرت (هنا) بحجه المذاكره ،والتى اعترفت لأختها بعد ذلك انها لم تكن تذاكر وانما تتحدث الى (احمد) هاتفيا ،تصاعدت الدماء الى وجنتى (هنا) وقبل ان تتكلم قالت (رؤى) بحنان :
_ كما اريد منك ان تخبر ى امى بكل شىء ولا يوجد اى داعى لأنتظار عودتى و(أدهم) من السفر .
وعانقتها،وعندما ابتعدتا عن بعضهما شعرت بزراع (أدهم) تلتف حول خصرها قائلا :
_ هيا يا حبيبتى حتى لا نتاخر .

****************
حاولت ان تبدو مرتاحه وهى تجلس بجوار (أدهم) فى سيارته الذى انطلق بها بسرعه وسلاسه كبيره ، وقالت بهدوء لتقطع الصمت الذى استمر طويلا :
_ استطيع ان اشعر الان بالراحه والاسترخاء بعد انتهاء وقت التمثيل اليومى .
نظر اليها نظره خاطفه مانحا اياها ابتسامه ساخره ، فكرت انه لا يحتاج ليسترخى مثلها ، فلا يوجد شىء يقلقه ويقلل من راحته كما انه يبدو هادئا بالفعل لا مجال للتوتر فى ملامحه ولا فى قيادته، راقبته قليلا ثم قالت بجفاف :
_ هل يمكننى ان اعلم لما هذه الابتسامه الساخره على وجهك ؟
كان نظره مركزا على الطريق امامه ،استراح اكثر فى مقعده وكأنه يستعد لمشاهده فيلم جديد فى دار عرض مكيفه ، قال لها بصوت يحمل نفس استرخاء جسده :
_ لأنك بعيده كل البعد عن الاسترخاء والراحه يا عزيزتى ، استطيع ان اشعر بذلك.
وقبل ان تفتح فمها لتتكلم قال :
_ كما ان وقت التمثيل لم ينتهى بعد ، بل لن ابالغ اذا قلت انه سيبدأ .
قالت ساخره وهى تعقد يديها على صدرها :
_ لماذا هل ستجبرنى على تمثيل الحب عليك .
_ لا ياعزيزتى ، هذا يفوق قدرتى على التحمل .....
_ وقدرتى انا ايضا ، والتى اقصاها تحملى التواجد معك .
قالتها بحده موجهه اليه نظره مميته، كل التأثير الذى فعلته ان جعلت ابتسامته الساخره تتسع اكثر ، ادارت نظرها بعيدا عنه ، من الافضل لها الا تتحدث معه قد يريح هذا اعصابها بدلا من هذه المجادلات العقيمه الدائمه ، حاولت ان تشغل نفسها بأى شىء اخر عدا التفكير به وبتصرفاته التى ستقودها للجنون ،اخذت من حقيبة يدها كتاب التاريخ الشيق الذى لم تتجاوز صفحاته الاولى بعد ، حاولت التركيز على ما تقرأه ولكن وجود (أدهم) بجوارها لم يساعد فى ذلك ابدا ، ظل عقلها مشغول بما ينتظرها فى الايام القادمه ، حاولت الاتفكر فى البحر الذى تخشاه والذى ستضطر للمكوث به على سطح الباخره عدة ايام ، كما جاهدت حتى لا تفكر فيما سيفعله (أدهم) معها وكيف ستكون هذه الايام التى ستقضيها معه، بمفردهما ، وفى مثل هذا الجو الذى يوقظ كل المشاعر الدفينه فى ثنايا قلبها الحائر التائه و....المعذب بشده .........
ومن الواضح ان افكارها نجحت فى الهائها وانهاكها ايضا حتى لم تشعر بنفسها الا و(أدهم) يوقظها مع نسمات الصباح الاولى، كانت منزعجه فى البدايه بسبب نومها غير المريح كما افكارها واعصابها ، وتفاجأت بشده لوجود كل هذا الحشد من الناس عند الباخر، وبعد الكثير من الاجراءات اقلعت الباخره اخيرا وعلى سطحها الكثيرمن الاجناس والاشكال ، لم يسبق ل(رؤى) السفر فى باخره من قبل قط لذلك كان مجرد الصعود على سطح واحده وفكره المعيشه بها لأسبوع تقريبا كانت مثيره للغايه، ومما اضاف اطنانا الى هذه الاثاره الشكل الداخلى والخارجى للسفينه كانت بحق تحفه فنيه رائعه لم يسبق لها رؤيه شىء بهذا الجمال والروعه ،لو لم تكن تخشى البحر كثيرا لفضلت العيش بها الى بقية حياتها ،كان سطح السفينه كبير جدا، ويصطف على الجانبين مقاعد خوصيه عليها وسائد بيضاء وثيره ،كادت (رؤى) ان تتعثر اثناء سيرها لشدة تحديقها بما حولها وانبهارها به ،وعندما توجهت مع (أدهم) الى الغرفه التى سيقيمان بها وقفت مزهوله محدقه بالغرفه الرائعه ،كانت كلها من الخشب لا تعرف نوعه ولكنه كان رائع المنظر، اكثر شىء لفت انتباهها بالغرفه كان طاولة الزينه كانت اكثر من رائعه حيث كانت المراه محاطه من كل جانب بتمثال كيوبيد كان التمثال منحوت بحيث يبدو جانب واحد منه فقط بوجهه الملائكى وجناحيه الجميلين ،كانت غرفه كامله تحتوى على كل الكماليات التى قد تتخيلها اى عروس ، رنت الكلمه فى عقلها كأنها صدى يأتى من بعيد... بعيد جدا ،التفتت حولها فوجدت (أدهم) يدير وجهه بعيدا عنها فظنت انه قد كان يسترق النظر اليها ولكن هذا الخاطر سرعان ما تبخر كما اتى عندما قال(أدهم) بكياسه وعيناه كالمعتاد لا تظهران ما بداخله ، ويداه فى جيب سرواله :
_ اعتقد انها جيده .
استفاقت من خواطرها واستعادت انبهارها بالغرفه قائله بحماس وفرح :
_ جيده فقط انها رائعه لو لم تكن على ظهر باخره لتمنيت العيش بها دائما .
ظهر على وجهه ابتسامه نادرا ما تراها :
_ من المفرح انها اعجبتك .
ثم استطرد قائلا مستعيدا كياسته :
_ حسنا.... ان الغداء سيكون فى الواحده ظهرا تقريبا، وفى المساء حفل الاستقبال والذى سيبدا فى السابعه ، انا الان سأصعد الى ظهر الباخره وسأعود لأغير ملابسى فى وقت لاحق ......... بأمكانك الصعود ايضا، ان اردت .
_ سأحاول ، انا لا اشعر الان بحركة الباخره واخشى ان صعدت اشعر بها .
_ حسنا ..كما تشائين ، ولكن حاولى ان تتغلبى على خوفك ،فأنت لن تظلى حبيسة الغرفه طوال يوم ونصف تقريبا .
_ يوم ونصف فقط هل سنصل الى شرم الشيخ فى يوم ونصف !
_ ومن قال لك اننا سنصل الى شرم .
قالت له بسخريه :
_ واين سنصل ايها العبقرى ،الى المريخ .
علا جانب فمه عن ابتسامه متهكمه قائلا :
_ لا ايتها العبقريه بل الى نويبع .
قالت بتعجب شديد :
_ نويبع !
قال لها بسخريه لازعه :
_ اذا كنت راغبه فى الذهاب الى المريخ ليس لدى اى مانع .
_ حقا .... لقد افرحتى بالفعل ، ولماذا اذن التوجه الى نويبع ؟
_ اذا لم يكن لدى سعادتك خلفيه فنحن لا يمكننا التوجهه الى شرم بالباخره ولذلك سنتوجهه الى نويبع ومنها برا الى شرم ، الا اذا كان لديك افكار اخرى .
_ لن تسرك افكارى فى الواقع ، واشكرك مستر (ابن بطوطه) على هذه المعلومات الرائعه.
_ على الرحب والسعه دائما ياعزيزتى ، ومن المشجع انك تريننى مثل هذا الرحاله العظيم .
_ انت واهم ، فأنا اراك لا شىء .
_ من الواضح انك لا تتعلمين من اخطائك ،هل لابد من تجربه اخرى مثل التى كانت فى مكتبى لتتذكرى كيف تريننى .
اشتعلت عيناها واتضح لونها الازرق اكثر قائله بتوعد :
_ حاول ان تقترب منى وسترى اشد كوابيسك سوءا تتحقق على يدى .
اطلق ضحكه كانت لطالما تذوب معها ، وتقدم نحوها قائلا بسخريه شديده و كأنه يتحدث مع طفل صغير لا يدرك حقائق الحياه :
_ ياعزيزتى نحن سنتشارك نفس الغرفه بل نفس الفراش ايضا ويمكنك انت ان تتخيلى ابشع كوابيسك هذه بين زراعي .
جاء دورها هى لتطلق ضحكتها قائله :
_ سيكون عليك اذن ان تفسر للركاب لما العروس الجديده تصرخ هاربه من غرفتها .
تمعن فيها قليلا ، ثم قال بتهكم واضح :
_ فى الحقيقه ليس لدى اى مشكله مع ذلك ، ولكن المشكله الاكبر هى اذا كنت مزعجه فى نومك ، تتحركين كثيرا مثلا ،تتكلمى اثناء نومك ، هكذا .
انه يغيظها هذا واضح من نظرة الجزل التى تتراقص فى عينيه ، ماذا تفعل الان ، وضعت رأسها بين يديها حتى تحميها من الاصابه بالجنون ، وقالت له وقد احمر وجهها غضبا :
_ انت بالفعل مثير للأعصاب ، ولمعلوماتك انا افعل كل ما قلت عليه واضافه الى ذلك اننى اتحرك وانا نائمه وقد اتسبب لك فى كارثه او اقضى عليك دون ان اشعر.
قال بسخريه ورغبته فى ان يراها تتخلى اخيرا عن هدوئها الشديد تتصاعد بقوه :
_ فى هذه الحاله سأضطر لأتحملك فأنت زوجتى ،وعلي ان احميك من نفسك .
لم تشعر بنفسها الا وهى تنقض عليه لتفعل ما كانت تتمنى دائما وكانت تمسك نفسها عنه، انهالت عليه بالضربات ولم تشعر ان يديها الرقيقتان لم تؤثرا به على الاطلاق كل ما كانت تريده ان تفرغ هذه الشحنه التى بداخلها ،واندهش هو كثيرا لانه نجح اخيرا فى ان يجعلها تخرج عن لامبالتها لما يفعله معها ، لكنه لم يتوقع ان تفعل ابدا مثل هذه الافعال الصبيانيه ،وما ادهشه اكثر انه تمكن ان يمسك يديها ويوقفها عما تفعل بصعوبه نوعا ما ، وفى النهايه تمكن اخيرا من رفعها على كتفه وهى مازالت تركل وتضرب ،وما ان القى بها فوق الفراش حتى توقفت عن الضرب ، وهو لم يعطى لها الفرصه لتحاول لأنه على الفورثبت يديها بكلتا يديه الى ما فوق رأسها، لم تتمكن من الحركه لأنه ثبت يدها بقوه ، وبقربه منها بهذا الشكل لن تتمكن من الحركه حتى لا تقترب او تحتك به اكثر، كانت تلهث بشده وهو ايضا ، ومع هذا التقارب الشديد بينهما لم يعد تلاحق انفاسها بسبب المجهود الذى بذلته فى الضرب والركل فقط ، بدأت انفاسهما تهدأ محاولان السيطره على المشاعر التى عرف كلا منهما انها تتدفق بينهما بغزاره ،نظرا الى بعضهما البعض لم تقدر ان ترفع عينها عن عينيه كانت توجد نفس القوى التى تمنعها من ذلك كما حدث فى منزل والديها بعد ان تزوجا مباشرة ، تسللت الى انفها رائحة العطر الذى يضعه ،و حاولت ان تسيطر على نفسها وتبقى ذهنها حاضرا حتى لا تنسى نفسها وتفضحها نظراتها ، لم يحاول ان يقترب منها لأكثر من ذلك كانت عيناها رائعتان من هذه المسافه الصغيره التى تفصلهما ،كانت تشعر بحرارة يديه على رسغها، لم تعرف ابدا ما يريد قوله بهذه النظرات التى يوجهها اليها والتى تمذقها من الداخل ، وللغريب انه تكلم هامسا بصوته العميق :
_ ياالهى .... احيانا انظر الى عينيك واجزم اننى من خلالها استطيع ان اعرف فيما تفكرين ،واحيانا اخرى انظر اليها واعتقد اننى اضيع وسط امواج رائعة الزرقه .
وتركها خارجا على الفور دون اى كلمه اخرى ،ظلت ثابته فى مكانها كما تركها لم تتحرك لعدة دقائق تفكر فيما قاله وما حدث بينهما منذ قليل، اذا كان مجرد النظر فى اعماق عينيه يسبب كل هذا ماذا سيحدث اذا تشاركا فى نفس ال........... لا... لا تستطيع حتى ان تفكر فى ذلك ستقتله اذا اقترب منها لن تسمح له ابدا بأستغلال مشاعرها لأرضاء رغباته ،قامت لترتب اغراضها علها تنشغل بهم وتنسى التفكير فى (أدهم) .
كانت الباخره رائعه ولكن مع الوقت بدأت (رؤى) تشعر بالزعر، ولم يبارح زهنها اسطورة السفينه الشهيره التى غرقت وكان يقال عنها انها لا تغرق ابدا ،فما حال هذه اذن ،حاولت ابعاد هذه الافكار عن زهنها ،نظرت الى حقيبة (أدهم) لا تقدر على لمسها حتى ،ستتركها له يفعل ذلك بنفسه فى وقت لاحق ،ما معنى هذه الجمله التى قالها قبل ان يخرج من الغرفه ماذا يقصد بها ، ومتى كانت هى غامضه بالنسبه اليه ،ماعدا طبعا فكرته عن انها تتلاعب بالرجال والتى لا تعرف من اين اتته ، كيف يفكر بها بهذا الشكل المهين لن تنسى ابدا عندما قال لها انها افعى ، سارت بالغرفه واعصابها ثائره ان افكارها فى النهايه تقودها اليه .
مر عليها وقت طويل وهى تجلس بمفردها فى الغرفه لم يفكر ان يأتى ليرى ماذا تفعل حتى، كانت احيانا تشعر بغثيان عندما تلاحظ تمايل الباخره والتى كانت تخشى الصعود الى سطحها حتى لا تشعر بتمايلها اكثر ، حاولت ان تقف ثابته وترمى مخاوفها وراء ظهرها لتصعد للأعلى لن تظل هكذا حبيسة غرفتها طوال الوقت ، وقفت امام المرأه تعدل من ملابسها وشعرها واضافت القليل من الزينه ثم توجهت ناحية الباب والذى ما ان فتحته حتى وجدت (أدهم) خلفه ، كان يبدو متفاجأ لرؤيتها وقال دون ان يخفى هذه الدهشه:
_ اذن قررت الصعود اخيرا ، كنت اعد نفسى لمجموعه اخرى من القذائف قبل ان توافقى للصعود معى .
لم تقوى على الرد بدأت ترتجف بالفعل سيطرت على نفسها حتى لا يلاحظ ارتجافها وقالت بزعر حاولت ان تجعله يبدو مرح :
_ حسنا.... انا ..انا جاهزه للصعود .
نظر اليها غير واثق مما تقول ابدا عيناها الرائعتان الزرقه تكشفاها الان بوضوح، مد لها يده لتتمسك بها قائلا ببساطه :
_ حسنا ، هيا بنا .
تمسكت بيده كما الطفله ،وهى لاتعرف ماذا الذى تفعله به عندما تكون ضعيفه هكذا ، ابعدت عن عينيها الخصلات القصيره من شعرها وسارت محاوله ان تبدو شامخه وغير مباليه ، وقفت بجواره بعد ان صعدا السلم المؤدى الى ظهر الباخره كان الجو رائعا والشمس اللطيفه تشع بالدفء بين الركاب ومع ذلك بدأت تلاحظ تمايل الباخره وتشعر به ، تمسكت بيده اكثر غير مهتمه بما قد يظنه ، ربت على يدها قائلا عندما وجدها متسمره فى مكانها :
_ سأعرفك على اصدقاء لى ، تعالى .
لم تقوى على قول كلمه وبدأت تشعر بالغثيان اكثر ، شعرت بالباخره تنقلب مع كل خطوه تخطوها ، رأت مجموعه من الاشخاص يلوحوا لهماوعرفت انهم اصدقاء (أدهم) اللذين ستتعرف عليهم ،ولرعبها كانوا يقفوا عند سور الباخره والذى يطل على الماء مباشرة ، قال (أدهم) وهو يشير الى رجل فى منتصف الخمسينات على الرغم من مظهره المرح الا انها شعرت بهاله من الوقار تحيط به :
_ (ماهر) بك ، وهو صاحب الفضل فى حصولنا على تذاكر هذه الباخره ،وهو مالكها ايضا .
حرك(ماهر) ملامحه بأمتعاض مصطنع قائلا :
_ قلت لك من قبل يا(أدهم) (ماهر) فقط ....نحن فى عطله يارجل .........
ثم نظر الى (رؤى) قائلا كأنه يحدثها عن سر خطير:
_ زوجك هذا متعب للغايه كان الله فى عونك .
ضحكا جميعا ثم قال (أدهم) مشيرا الى السيده التى تقف بجوار (ماهر) وكانت فى منتصف الاربعينات :
_ اما هذه فهى صديقتى الاعز دائما ،(عايدا) زوجة (ماهر).....
ثم غمز بعينيه الى (رؤى) قائلا :
_ والتى سميت الباخره بأسمها .
قالت (عايدا) ببشاشه محاوله اخفاء خجلها اثر تعليق (أدهم):
_ مرحبا بك والف مبروك على الزواج ، ولا تصدقى (ماهر) فان زوجك رجل رائع .
قال (ماهر)وهو يعبر عن كل كلمه يقولها بجسده كله :
_ لقد اتفقتما علي كالعاده اذن ، علي اجدك حليفتى يا(رؤى) ضد هؤلاء .
ضحكت، ولم تقوى سوى على الضحك فقط، وتمسكت اكثر ب(أدهم) كان الدوار والغثيان يجتاحاها بشده وكانت تبذل مجهود كبير للتركيز فيما يحدث حولها .
_ وهؤلاء ابناء (ماهر) و(عايدا)، (كريم) فى العام الثانى اقتصاد وعلوم سياسيه و(نسمه) فى الصف الثالث الثانوى و (كاميليا) فى الصف الثالث الاعدادى ، اما هذه فهى (نسرين) اخت (عايدا) .
كانت(نسرين) الاقل ترحيبا بها بين الجميع كانت تكبرها قليلا ، على الاقل استطاعت ان تلاحظ ذلك من بين عيناها الزائغتان ، لم تحاول ان تنظر الى البحر بجوارها فنظره واحده كفيله بأستدعاء الدوار الذى تقاوم حضوره ،لم تسمع ما يقال حولها ،لماذا يأتيها هذا الدوار ثانية واضافه اليه الغثيان ايضا كأنه لا يكفيها الدوار وحده ، لم تعد قادره على مقاومة هذا الغثيان اكثر من ذلك ارتمت على السور بجوارها لتفرغ ما بجوفها شعرت بالباخره لا تتحمل ثقل جسدها فمالت وهى تميل معها ثم اختفى كل شىء .............
ولم تشعر الا وأحد يدفع فى فمها قرص دواء صغير وتبعه بكوب ماء، ابتلعت القرص والروئيه امامها مشوشه ومع ذلك تعتقد ان (أدهم) هو الذى اعطاها هذا القرص ، بدأ الدوار يخف شيئا فشيئا وكذلك الشعور بالغثيان انتهى تقريبا سمعت من يسألها بقلق:
_ هل انت بخير ؟
وتبعها من قال :
_ من المؤكد انها ستكون بخير ،هذا دوار البحر ليس الا يا (عايدا).
نظرت اليها (عايدا) محاوله التأكد من انها بخير حقا ثم نظرت الى (أدهم) قائله :
_ (أدهم) من الافضل ان تأخذها لترتاح فى غرفتها .
تمتمت (رؤى) وقد اسعدها هذا الاقتراح :
_ نعم اعتقد اننى احتاج لقليل من الراحه .
قالت (نسرين) بلا مبالاه غريبه :
_ خذى اكبر قسط من النوم والراحه، طالما انك ضعيفه هكذا .
نظرت اليها (رؤى) ورأت على الفور النظره العدائيه التى وجهتها اليها والتى لم يلاحظها احد ، هذه الوقحه ، لو كانت بحاله جيده لاستطاعت ان تريها حجمها استقامت واقفه وقالت ل(أدهم) :
_ من فضلك اعدنى الى غرفتى .
طوق زراعها مبتسما :
_ بالطبع يا عزيزتى ، عن اذنكم .
وانصرفا ولكن ما ان ابتعدوا قليلا حتى حدث ما لم تستبعده (رؤى) :
_ (أدهم) انتظر .
كانت تلك (نسرين) تنادى (أدهم) وسارت اليه تستعرض رشاقتها بشكل واضح للغايه او هو كذلك ل(رؤى) فقط كما يبدو، نظر(أدهم) الى (رؤى) قائلا وكأنه يعتذر عن ذلك النداء العاجل من (نسرين):
_ عن اذنك ارى ماذا تريد واعود على الفور، اعلم انك متعبه، لن اتأخر .
هزت رأسها غير معترضه على مضض لم تحاول اظهاره ، واتاح لها ذهابه اليها الفرصه لتتامل هذه الانسه الفخوره بنفسها للغايه ، كانت جميله ملامحها جذابه للغايه ومما يزيد هذه الجاذبيه انها تعرف جيدا كيف تستخدمها لتعطى التاثير المطلوب ، كان شعرها المصبوغ اشقر طويل مموج من الاطراف ومصفف على احدث موضه ، وعلى الرغم من ان شعرها مصبوغ الا انه يليق ببشرتها البيضاء كثيرا وعيناها العسليتان ،كانت تقارب (أدهم) فى الطول عكس (رؤى) التى تصل الى اعلى كتفيه بمعجزه وذلك فى حالات نادره عندما يكون كعب حذائها عالى للغايه ، اتسعت عينا (رؤى) عندما رأت ما تفعله (نسرين) هذه الوقحه تغازل زوجها على مرأى منها ، فقد كانت تضحك متمايله وهى تحرك يدها على زراع (أدهم) والذى لم يكن يغطيه بلوفر ثقيل وانما قميص صيفى خفيف لا يتعدى طول اكمامه ربع الكم ، لم ترى (رؤى) تعبيرات وجهه (أدهم) ولكنها استطاعت ان تراه يمسك يدها التى تتحرك بكل حريه على زراعه ويربت عليها قليلا ثم يتركها متجها الى (رؤى) والتى ما ان رأته يلتفت اليها حتى ادارت وجهها بعيدا ووضعت يدها على رقبتها لتدلكها وكأنها منشغله بفعل شىء اخر غير مراقبته ، اخذها بعد ذلك الى حجرتها دونما كلمه وما ان وصلا اليها ، حتى اندفعت (رؤى) الى الداخل وجلست على طرف الفراش الكبير فى مواجهة (أدهم) الذى قال مبتسما برقه :
_ اعتقد انك بخير الان .
قالت بحده وصورة (نسرين) تتراقص امامها :
_ نعم انا بخير يمكنك الصعود الى الاعلى لا تجعل منى عائق يقيد استمتاعك باليوم.
قال بتعجب وهو يحرك يده فى الهواء :
_ يالهى ، ما بال هذه الكلمه اليوم ، من قال لك انك تقيدينى ،انت لا تعرفى كيف تفعلى هذا حتى .
_ حقا ، اذن لن اقول اقيدك سأقول اذهب الى حبيبة قلبك الوقحه حتى لا تتأخر عليها فتقلق او تعتقد اننى تعديت على حقوقها وتقاسمتك معها .
انطلق الغضب من عينيه فيضانا واتجه نحوها ببطء حتى اصبح قريبا منها بدرجه ارعبتها وجعلتها تتمنى لو لم تكن قالت ما قالته ، قال لها بصوت عميق محذر:
_ انا لست قالب حلوى لتتقاسميه مع احد يا(رؤى) ، كما انه ليس لأى احد حقوق في وعلي غير زوجتى وفى الحدود التى سأسمح بها انا ايضا .
هذا المتغطرس ، ويقول زوجتى ، رنت الكلمه فى اذنها كالمطرقه ، انها حتى الان مازالت تشعر انهما اى شىء غير زوج وزوجه ،تحركت من امامه واتجهت الى اخر الغرفه تقريبا علها تضمن بذلك ان تكون فى مأمن بعيدا عن نظراته الغاضبه،و قالت بثبات كأن شيئا لم يؤثر بها:
_ليتك تعرف اذن ان لهذه الزوجه كرامه تجعلها لا تريد ان ترى واحده اخرى تغازل زوجها الذى يتجاوب معها على مرأى منها ومن جميع من حولنا ، انا لا اريد ان اكون الحكايه التى يتغنى بها الركاب على اعتبار اننى العروس التى يخونها زوجها فى شهر العسل ، او يختلط على احد الامر ويظن ان الانسه (نسرين) هى زوجتك .
كان (أدهم) يستمع اليها وهو مستند على احد القوائم الاربعه رائعه التصميم التى تحيط بالفراش الكبير ،عاقدا يديه على صدره وعيناه شاخصتان اليها والغضب مازال يتطاير منهما قائلا :
_ اذن فقد رأيتنا .......
ثم اضاف بقوه منهيا ذلك النقاش :
_ اتركى الحديث عن الخيانه لأحد غيرك يا(رؤى) ، واذا قلت لى هذا الكلام مره اخرى لن يتمكن احد من منعى عن نزع لسانك هذا الذى يتفوه بالحماقات ،كما انه لا يمكنك ان تطلبى منى الحفاظ على كرامتك ، فهذا شىء متحقق بالفعل لأن كرامتك من كرامتى ،ليس الا .
وبعد ذلك اخذ يتحرك بالغرفه وكأنها ليست موجوده بالمره ، كان يرتب اغراضه ويضعها بخزانة الملابس ،وطبعا لاحظ انها فعلت المثل بأغراضها دون ان تلمس اشيائه ولكنه لم يقل اى شىء ، لم تستطع هى تحمل المزيد من الصمت والتجاهل كما انها لن تصمت وستقول ماتريد والا ستنفجر فى النهايه :
_ انت ...... انت وقح لأننى لا اتفوه بالحماقات كما اننى سأتحدث عن اى شىء اريد وفى اى وقت اشاء ، وما حدث اليوم اذا تكرر مره اخرى فأنا لن اكون مسئوله عن رد فعلى .
التفت اليها تاركا ما كان بيده قائلا بحده:
_ واذا فعلت اى شىء يهينها او يهين (ماهر) و(عايدا) او يحرجنى فلن اكون انا ايضا مسئولا عن رد فعلى ..... كما اننى لست مسئولا عن شعورك بالغيره .
اتسعت عيناها زعرا هل هى الغيره فعلا التى تفعل بها هذا ، كيف كانت بهذا الوضوح و الغباء ، حاولت ان تفكر فى اى كلام تقوله حتى تمحو هذا التصور من عقله ، وبالفعل قالت مهنئه نفسها على هذه القوه التى تتحدث بها :
_ غيره ، ان غرورك هو الذى صور لك ذلك ، واذا كان الحفاظ على كرامتى سيجعلك تتصور اننى اغير عليك ، فأنا افضل ان اقدمها لك على طبق من ذهب لتدوس عليها كما تشاء ، ولتمرح مع تلك ال(نسرين) كيفما اردت .
_ حقا .... كما تريدين ، ولكن لا تلومى الا نفسك فى النهايه .
ثم اطلق تنهيده مطلقا معها كل غضبه ، قائلا ورماد الغضب مازال عالقا فى صوته:
_ اعتقد انه مازال امامنا بعض الوقت قبل موعد الغداء ،سأدخل الحمام لأغتسل واغير ملابسى وسيبقى امامك وقت لتدخلى انت ايضا .
ودخل تاركا اياها فى غضب شديد ، وعندما خرج كان يدلك شعره المبلل بالمنشفه حتى يجف ، ودخلت هى على الفور دون اى كلمه ، واستمرا صامتان حتى وصلا الى قاعة الطعام الكبيره ، كانت هى الاخرى رائعه ، كانت تتمنى الا تجلس معه بمفردها ، سئمت من هذا الصمت والتجاهل والشجار الدائم ،تريد اناس تتحدث معهم وتشعر انهم يفضلوا الحديث معها ، وما ان دخلا قاعة الطعام حتى وجدا (ماهر) ينادى عليهما بشتى الطرق حتى لاحظ ذلك معظم الجالسين بالقاعه ،وكانت (عايدا) بجواره تشير اليهما بهدوء وهى تبتسم ، اخذها (أدهم) اليهما قائلا بهدوء :
_ اذا اردت الا نجلس معهما بأمكانى ان اعتذر .
قالت بفظاظه :
_ لا اشكرك ،الجلوس معهما ارحم بكثير من الجلوس معك بمفردى .
نظر اليها رافعا حاجبيه ،ثم قال بسخريه :
_ ظننتك لن تريدى الجلوس معهم بسبب (نسرين) ، عامة انت حره .
وكانا قد وصلا لم تقدر ان ترد عليه ولكن ماذا كانت ستقول، انها لم تكن لتجلس معهم بسبب (نسرين) بالفعل ،ولكن (رؤى) نسيت ذلك لأن (نسرين) ليست جالسه معهم الان على المائده ، علها لن تأتى ابدا، سيكون هذا مريح للغايه لأن هذه الاسره كلها رائعه من اكبرها (ماهر) حتى اصغرها (كاميليا) ،مرت فتره قصيره قبل ان تاتى ( نسرين) دخلت من باب القاعه بطريقة من تقول انظرا الي لقد اتيت ، وكانت ترن بكعب حذائها بقوه حتى يلتفت اليها كل من تمر بجوارهم ،وبعد ان غطت رائحة العطر الذى تضعه على رائحه الاطعمه ،جلست اخيرا ولكن من الواضح انها لم تكن تريد ان تجلس بجوار (عايدا) بل بجوار (أدهم) ، حاولت (رؤى) الا تنظر اليها ولكن كان ذلك صعب قليلا لأنها كانت تجلس فى مواجهتها تقريبا ، كان كل افراد هذه الاسره رائعون ويحبون (أدهم) للغايه واحبوها هى الاخرى منذ ان تعرفا عليها ،هكذا قالت لها (عايدا) كما قالت لها ايضا انهما يعرفا (أدهم) منذ سنوات حيث كان (ماهر) اول رجل اعمال يثق فى (أدهم) كمدير لمكتب محاسبه جديد، ومهارة (أدهم) ونجاحه مع (ماهر) كانت اسباب دخوله هذا العالم وتربعه على عرشه ، انسجمت (رؤى) كثيرا مع احاديث (كريم) الشيقه ،ولم يكن ذلك صعبا فقد كانت كل كلمه يقولها تضحكها تقريبا وكانت له ولأخواته البنات طريقه فى الحديث مع بعضهم تجعل من الممتع رؤيتهم وهم يتكلموا سويا او وهم يمازحوا بعضهم او يتباروا فيمن الافضل ليقص هذه الحكايه على (رؤى) وقالت لها (نسمه) انه من الممتع انضمام صديقه جديده وجميله مثلها اليهم وفى نفس الوقت تحب ان تتكلم معهم وتستمع الى مغامراتهم معا كما يسمياها واقتربت منها وهى ترمق (نسرين) قائله :
_ على الرغم من ان (نسرين) لا تكبرك بكثير الا انها لم تكن تحب ان تجلس وتتحدث معنا مثلما تفعلين .
وقالت (كاميليا) على الفور :
_ نعم انها لم تكن تفضل ان تتحدث مع احد الا عمو (أدهم) هو الوحيد الذى كانت تتحدث معه .
لكز (كريم) اخته بقوه ، كما نظرت اليها (نسمه) نظره قاتله بمعنى ماهذا الذى قلتيه، وعندما تنبهت (كاميليا) بالفعل الى انها لم يكن من الجيد ان تقول هذا امام (رؤى) احمر وجهها للغايه ،و كان اخيها يقول برصانه محببه :
_ انها تعتبر (أدهم) صديق عزيز عليها للغايه ولكنه الان اصبح متزوج من اجمل فتاه رأيتها فى حياتى ، وانا متأكد من انها ستتفهم ذلك .
ابتسمت له(رؤى) تشكره على وصفه لها بأجمل فتاه وان كنت هى الاخرى متأكده بأن خالته غير متفهمه لأى شىء ، وفكرت انها اخيرا وجدت لها اصدقاء جدد اصغر منها بكثير ولكن لدرجه كافيه ليتسليا معا ويبعداها عن نظرات (أدهم) المتقلبه ، بعد الغداء جلسا على سطح الباخره يتمتعا بالشمس الدافئه والتى كان يخفف من حرارتها هواء البحر المنعش ، لم تعد تشعر بالدوار الان ،وكل شىء كان على ما يرام، جلسا جميعا على مائده كبيره من المتواجدين بكثره على ظهر الباخره كانت المائده من الخوص ودائريه ساعدها (أدهم) على الجلوس مانحا اياها بتسامه نصف متهكمه ،كما ساعد (نسرين) التى جلست بجواره من الجانب الاخركما تمنت، وبجوارها (عايدا) و(ماهر) وبجوار(رؤى) كان يجلس (كريم) و(كاميليا) و(نسمه) على الترتيب ، تحدثا كثيرا كما ضحكا ،كان هذا المجلس كله رائعا، بغض النظر عن نظرات (نسرين) العدائيه لها وعدم توجيه اى حديث اليها ، الا ان باقى افراد الاسره الصغيره كانوا يتعاملوا معها بود وحب كبيرين ، ضحكا وتحدثا كثيرا ووجدت (رؤى) ان(أدهم) كان على طبيعته لأول مره منذ ان تقابلا من جديد كان هذا (أدهم) الذى عرفته من قبل ونسى كل منهما العلاقه المتوتره التى تجمعهما ضحكا معا بعفويه شديده كما الايام الخوالى تماما ولاحظت هى ان (أدهم) يعرف كل فرد من افراد هذه العائله معرفه وثيقه وكان له مع كل فرد منهم سر صغير يمازحا بعضهما به او نادره يضحكا عليها ، وعندما كان يتكلم ليقص موقف حدث معه هو و(ماهر) او يروى شىء فعله مع (كريم) مثلا كانت تنظر اليه مدركه الحب الهائل الذى يسكن قلبها كانت جالسه بجواره ناسيه كل الضغائن بينهما متذكره فقط المشاعر الرائعه التى جمعتهما والتى تعيش بها ومعها ، اتت لحظات كانت عيونهما تلتقى فتشعر كأنهما انتقلا الى عالم اخر بمفردهما علمت وهى تنظر فى عينيه انه هو الاخر يشعر بكل هذا الحب وانه لم ينساه لحظه واحده ، وان هذه المشاعر امتلكت عليه قلبه كما فعلت بها ،ومع ذلك كان يدير عينيه سريعا كأن نيران عينيها الزرقاء ستحرقه اذا استمر فى النظر اليها اكثر من ذلك ، مر الوقت سريعا وكان عليهما جميعا ان يتوجها الى غرفهم للاستعداد لحفل الاستقبال ،لم تعرف كيف ولا متى سكنت يدها فى يده وهما متوجهان معا الى غرفتهما ، ومنحها (أدهم) ابتسامه مطمئنه دافئه خافت كثيرا ان تصدقها حتى لا تجرح اكثر اذا منعها عنها ولذلك سارعت بسحب يدها من بين يده بسرعه حتى انه التفت اليها ليرى ما جرى ، فتظاهرت بتحريك شعرها ثم عقدت يديها على صدرها حتى تكون فى مأمن من حدوث اى تلامس اخر،لم تنظر اليه ولكنها شعرت بعودة التوتر بينهما مره اخرى وقالت فى نفسها ان هذا افضل من ان تمنح نفسها امال كاذبه او تمنحه دلائل اكثر على حبها ، واتفقا دون كلام على ان ترتدى هى ملابسها داخل الحمام ويظل هو بالغرفه لأنه اذا حدث العكس قد ينهى هو ارتداء ملابسه قبلها وقد يخرج اليها فى وقت لم تكن هى قد انتهت بعد من ارتداء ملابسها،وتعجبت لأنه لم يحاول مضايقتها ولا حتى بكلمات ،ولكنهما ما ان جلسا مع اسرة (ماهر) حتى تأكدت ان ذلك لم يكن كرم اخلاق مفاجىء من جانبه ، حيث انه كان موليا شطر كبير من اهتمامه الى (نسرين) ،على الرغم من انها كانت تتحدث مع (كريم) والذى كان يحدثها عن شغفه بدراسته ورغبته فى ان يكون له مستقبل سياسى باهر، الا انها كانت تسمع ضحكاتهما تخترق حديثها معه وكثيرا ما تشتت انتباهها عن كلامه ،وبعد قليل نهض (أدهم) و(نسرين) للرقص على انغام الموسيقى الهادئه التى تعزفها الفرقه الموسيقيه ، وما ان نهضا حتى ابتسم لها (كريم) قائلا بمرحه اللامتناهى :
_ هل لى انا الاخر ان ارقص مع اجمل فتاه فى هذا الحفل .
_ ياالهى انت مجامل كبير يا (كريم) انا واثقه ان لديك قائمه من الفتيات يحاولن جذب انتباهك .
ضحك قائلا :
_ سأخبرك سر ، انا الذى احاول لفت انظارهم .
لمعت عيناها ببريق المرح قائله :
_ وما هى الطريقه المثلى لذلك ياترى ؟
_ لن اجيب ، الا اذا رقصت معى .
ضحكت قائله :
_ حسنا وانا موافقه .
وحدثت نفسها ، فليتمتع (أدهم) بصحبة (نسرين) ، اضحكها (كريم) كثيرا ، واثناء مراقصة (كريم) لها تلاقت عيناها بعين(أدهم) وكان من الواضح انه كان يظنها تجلس فى مكانها بائسه اثناء استمتاعه هو بمراقصة هذه الشقراء الذائفه، فقد دهش عندما رأها امامه ترقص مع (كريم) وادار (نسرين) حتى يوجهه الى (رؤى) نظرات حانقه وحرك شفتيه قائلا :
_ سأنال منك .
اطلقت (رؤى) اعلى ضحكه مرحه لديها متظاهره انها تضحك على ما قاله (كريم)،
وما ان انتهت الرقصه وكادت (رؤى) تعود مع (كريم) الى المائده ، حتى وجدت (أدهم) يجذبها من خصرها ليراقصها على المقطوعه الجديده وابتسم (كريم) عندما رأهما معا وقال :
_ انا سأذهب لمراقصة (نسمه) حتى لا تقتلنى .
ابتسمت له (رؤى) ، واخذت نفس عميق استعدادا للهجوم الساحق الذى تتوقعه ،واستعدادا ايضا لمقاومة سحر لمساته ونظراته، ابتسمت ل(أدهم) محاوله ان تخفى توترها بأدارة عينيها بعيدا عن جهه ، وشعرت به يقربها اكثر اليه هامسا فى اذنها وانفاسه تلفحها :
_ لما انت متوتره ياعزيزتى ! انها رقصتنا الاولى وعليك ان تظهرى حبا اكثر لزوجك العزيز ،اليس كذلك ؟
نظرت اليه بقوه ، وقالت كاذبه :
_ متوتره لأنك تهمس فى اذنى وتلف زراعيك حولى كما الثعبان .
ضحك قائلا :
_ الا ترى كم نحن مناسبان لبعضنا ، افعى وثعبان ، اعتقد اننا افضل ثنائى على الاطلاق .
قالت ساخره :
_ من فضلك يا (أدهم)، انت تدرك جيدا اننا بعيدان كل البعد عن ان نكون مناسبين لبعضنا .
شعرت بيده تتصلب على ظهرها وصمت قليلا ، وشعرت انها ترى لمحه من الحزن فى عينيه الغامقتان، لم تعرف السبب لذلك، بينما بدا كأنه استعاد توازنه ثانية وصفاء عينيه وهو يقول بقسوه :
_ كنت دائما تقولين اننا مناسبان لبعضنا للغايه وانك ما كنت تتخيلى نفسك مع اى احد غيرى ، اما ان نلتقى ونحب بعضنا كان هذا اقصى احلامك .
خفضت اهدابها الطويله الكثيفه قائله وهى تحاول حبس الحزن حتى لايظهر فى صوتها :
_ كان هذا من الماضى .
_ بالطبع الماضى الاليم الذى تشمئزين حتى من مجرد ذكره ،اليس كذلك ؟
حركت وجهها بحده قائله :
_ نعم اشمئز منه لسزاجتى التى جعلتنى اصدقك واقع فى هواك، بالتأكيد كنت تسخر من هذه الصغيره التى صدقتك من اول ابتسامه .
_ ياالهى .. انت بالفعل غير معقوله .
ثم تركها وانصرف، تركها فى وسط حلبة الرقص وتوجه الى ظهر الباخره ، انها لن تقف صامته بعد كل هذا ، هى الغير معقوله ياله من.......من..... حاولت ان تجد صفه مناسبه ولكن بدلا من ذلك فضلت ان تتوجهه خلفه ،هذا الحوار لن ينتهى حتى يتوقف عن مناداتها بالافعى ، اندفعت خلفه غير عابئه بالاشخاص الذين تخبطت بهم .
كان الهواء بارد وشعرت بذلك البرد اكثر لأن فستانها الاسود الملتصق بجسدها كان قصير وحمالاته رفيعه ، حاولت الا تفكر فى هذا الان وتوجهت ناحيته مباشرة ،كان يقف عند صور الباخره وظهره لها ، قالت له بعصبيه واضحه :
_ انا الغير معقوله وانت ماذا، اظنك العقل بعينه ، استمع الي يا(أدهم) انا لم اعد اتحمل هذا الوضع ولن استمر اكثر من ذلك فى هذه التمثيليه البشعه ولن اسألك الان عن السبب الذى من اجله تعاملنى بهذه الطريقه على الرغم من انك انت الذى تركنى لمجرد مشاجره تافهه، ولكننى اقسم لك بأنك اذا .............
ولم تتمكن من اكمال تهديدها ، حيث وجدت (أدهم) ينقض عليها وينشب اصابعه فى زراعيها المكشوفان قائلا بقسوه وغضب :
_ انا الذى تركتك ! هل تجرؤين على قول ذلك ! بعد كل ما فعلتيه، لقد مزقت كرامتى بيدى من اجلك ، وتأتى الان لتقولى اننى تركتك ومن اجل مشاجره تافهه ما حدث كان تافها فى نظرك .............
قاطعته وقد اشتعل غضبها للغايه وهى لا تفهم شىء مما يتحدث عنه :
_ ما هو هذا الذى حدث وكيف مزقت كرامتك كما تقول انت حتى لم تكلف نفسك عناء الرد على رسالتى.....
شعرت بيده تتجمد على زراعيها كما تظراته ، ولكنها لم تهتم كما لم تهتم للألم الذى سببته اصابعه بها ، واكملت قائله والغضب يعصف بداخلها :
_ بل والادهى انك ذهبت لوالدى تطلب منه ان ننفصل بناء على رغبتى ، حقا بالفعل ان كرامتك تمزقت يالك من مسكين تعانى بشده .
_ اى رساله ؟
_ عفوا .
_ اى رساله؟ سألتك اى رساله هذه التى ارسلتيها الي .
كان يسألها بجديه شديده وعصبيه واضحه ، تعجبت مما قال وخرج ردها على الفور دون تفكير:
_ (أدهم) لا تقنعنى انك ........
قال بصرامه ارعبتها :
_ (رؤى) اى رساله ؟
زفرت بقوه نافضه زراعيها من يديه ،واستدارت مبتعده عنه قليلا مطوقه نفسها بزراعيها علها تمنع هذا البرد من التدخل فى حديثها بأستكاك شفتيها ، وقالت بحنق شديد :
_ الرساله التى ارسلتها اليك على هاتفك الجوال ، ولاتتظاهر انك لاتعلم عنها شيئا .
_ وماذا قلت فيها ؟
وعندما لم يتلق رد ،اقترب منها مديرا اياها لتواجهه و سألها مره اخرى بعصبيه وحده :
_ ماذا قلتى فيها يا (رؤى) ، انا لن اتحايل عليك لتتكلمى ، ماذا قلتى فيها ؟
وقبل ان تفتح شفتيها وجدت من تقول بطريقه مثيره للاعصاب :
_ (أدهم) هل انت هنا لقد كنت ابحث عنك بالداخل .
وعندما لاحظت (نسرين) اخيرا وجود (رؤى) قالت :
_ اه انت هنا ايضا يا(رؤى) ، ارجو الا اكون قاطعت العروسين ، سأشعر اننى ثقيله للغايه .
وجهت لها (رؤى) ابتسامه سمجه تظهر كل ضيقها من هذا الظهور الغير مرحب به على الاطلاق :
_ لا ابدا، انت خفيفه كالريشه يا (نسرين) ، وعلى اى حال لقد كنت على وشك الذهاب الى غرفتى .
وقبل ان تتحرك قال (أدهم) بلهفه :
_ (رؤى)...........
ولكن من الواضح ان (نسرين) عازمه على افساد كل شىء ،حيث قاطعته قائله بصوتها المثير للملل كما هذه الابتسامه المرتسمه عل وجهها :
_ الن تكملى الحفل ؟
نظرت الى (أدهم) عالمه انه سيفهم مغزى كلامها :
_ لا سأتركه لك لتستمتعى به .
وقبل ان يتفوه اى احد بكلمه اخرى زائده، اندفعت هى الى الداخل جريا الى غرفتها واغلقت خلفها الباب كما حاولت ان تفعل نفس الشىء مع عقلها و قلبها.

dew 30-11-07 12:54 AM

أهنئك على هذا الجزء الرائع ,,,زوزو أنت مذهلة .
أتوقع تكون نسرين هي اللي مسحت الرسالة ,,,,حلوة مرة لا تخلينا ننتظر كثير ,,,
تحياتي

waxengirl 30-11-07 04:56 AM

اخيرا يازوزو نزلتى البارت بس مش هنتكلم معاكى علشان البارت جميل
تصدقى زى ما قالت dewممكن تكون نسرين مسحت الرساله
بس لغايه دلوقتى عايزين نعرف الاسباب الحقيقيه اللى خلت ادهم يسيب رؤى خصوصا وده رايى ان ادهم حواليه بعض الغموض فى النقطه ديه بالذات
ومش هاطول سلامى يازوزو ومستنين البارت الجديد

hena 30-11-07 06:57 AM

أخيرا زوزو
وااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااو الجزء رائع
و الاجمل إن إسلويك بينضج و يحلوو أكثر
و أتوقع إن النهاية قربت.. و يا ريت بسرعة علشان تتفرغى لقصتك الجديدة اللى أكيد هتكون أحلى

teena200 04-12-07 07:49 AM

زوزو مرسي كتير الك ، عنجد هالجزء حلو كتير، و بتمنى انك ما تطولي علينا لو سمحتي ، وشكرا الك مره تانيه

فنان الفلاش 04-12-07 08:08 AM

زوزو مرسي كتير الك ، عنجد هالجزء حلو كتير، و بتمنى انك ما تطولي علينا لو سمحتي ، وشكرا الك مره تانيه

hena 04-12-07 05:11 PM

زوزو
أين أنتى؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

زوغدانة 04-12-07 06:55 PM

انا هنا يا هنا وميرسى ليكوا كلكوا على الردود الجميله دى وبجد يا هنا انا مبسوطه قوى عشان لاحظتى ان اسلوبى نضج
وان شاء الله هحاول اخلص القصه قريب بس لو اتاخرت ماتقلقوش عشان عندى امتحانات وربنا يستر
ميرسى كمان لفنان الفلاش على مرورك بس انا كنت عايزه اعرف انت ليه ناقل نفس التعليق اللى قبلك كان ممكن تكتب حاجه تانيه او ماتكتبش خالص وواضح انك ماقريتش القصه
وفى جميع الاحوال ميرسى على مرورك بردو

بحر الندى 04-12-07 10:36 PM

يسلمو يا قمر
و ربي يوفقكـ و يسعدكـ

^_^

hena 05-12-07 05:35 PM

أهلا زوزو
موفقة إنشاءالله فى إمتحاناتك
ونصيحة من وحدة جربت امتحانات نظرى و عملى وكل الى يخطر ببالك ركزى شوية على المادة اللى إسمها متاهة قلوب اللى فى آخر الجدول سمعت إن دكتورها اللى إسمه أدهم لذيذ ومعيدة المادة دكتورة منى طيبة
مبرووووووووك مقدما

سوار العسل 05-12-07 10:19 PM

هلا حبيبتي زوزو

واووووووووو فصل رائع جدا

واسلوبك كل مرة يزداد تميزا وجمالا ووصفك رائع جدا للأحداث

الله يوفقك يا عسل بامتحاناتك

وبانتظارك يا عسل

سلمت يداكِ

دمتِ بود

نسائم الايمان 11-12-07 09:23 PM

باارت راائع جداا وننتظر البارت الجديد

نــــا نـــو 12-12-07 09:43 PM

بارت راااائع يازوزو بجد كاتبه متميييزه

الله يعطيكي العافيه يااارب

بإنتظاار البارت الجاي ياقمر

زوغدانة 14-12-07 12:38 PM

ميرسىىىىىىىىىىىىى ليكى كتيييييييير سوار العسل على التشجيع الرائع
انتو كمان وحشتونى هنا وteena2000 وwaxen gril بس والله مش عارفه هخلص البارت الجديد امتى
وميرسىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى كتيييييييير لبحر الغموض ونسائم الايمان ونانو على مروركم المتميز
ومعلش اعزرونى كلكوا على التاخير
سلالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالال ام

سوار العسل 14-12-07 09:45 PM

اوكي حبيبتي احنا راح ننتظرك يا عسل
وما تعتذري يا عسل
العفو حبيبتي والله انتي بتستاهلي اكتر من هيك

hena 15-12-07 06:14 PM

هاااااااااااااااااااااى زوزو
اخبار الامتحانات ايه؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
شوقتينا للبارت الجديد

نسائم الايمان 17-12-07 08:58 PM

متي راح تنزلين البارت :-(

waxengirl 18-12-07 12:50 PM

كل عام وانتم بخير

زوغدانة 18-12-07 03:20 PM

وانت بكل خير waxen girl وميرسىىىىىىىىىىىىى على انك فاكرانى وبتعيدى عليا


ومعلش والله نسائم الايمان انا كان نفسى انزل البارت على العيد وكمان قبل امتحاناتى بس لسه فاضل عليه حبه


وكل سنه وانتوا طيبييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييين

dew 19-12-07 02:20 AM

مرحبا زوزو ....تفتكريني ؟؟؟؟كيفك يا قمر ..والله اشتقنا لك واشتقنا لأدهم ورؤى كثيير ...أخبار الامتحانات ايه ؟ أتمنى لك التوفيق..وادعي لي أنا كمان علشان عندي امتحانات بعد العيد .....كل عام وانت بخير يا زوزو .......

JOMANA 19-12-07 03:43 AM

والله العظيم فظيع كملي اللي باقي بسرعه والنبي اساوبك رائع ومغري ومشجع للقراءه وربنا معاكي في الامتحنات

hena 20-12-07 08:46 AM

كل عيد اضحى و انتى طيبة يا احلى زوزو
اشتقنا للقصة .. فى انتظارك

doly 20-12-07 04:44 PM

شكرررررررررررا ليكي علي روايتك الرائعةواحنا في انتظار الباقي بشووووووووووق
وكل سنة وانتي طيبة

رنين الوتر .. 21-12-07 02:24 AM

http://www.3rb2.net/get-1176818457.gif

Emomsa 21-12-07 03:30 AM

روايتك رائعة كبداية وسوف انتظر ان تكمليها حتى اقراءها كلها مرة واحدة لان البداية جميلة جدا ولا اريد ان اتعلق بها واتعذب لذلك سوف انتظر لحين النهاية ثم اقراءها
وكل عام وانتم بخير

زوغدانة 21-12-07 04:44 PM

كل علم انتى طيبه يا dew وطبعا فكراكى ده سؤال تسأليه بردو ، وربنا يوفقك فى امتحاناتك انتى كمان وننجح كلنا يارب




jomana العسل ميرسىىىىىى كتير على الكلام الفظيع ده ويارب اكون على حسن ظنك دايما




وانتى طيبه يااحلى hena وانا عارفه انى طولت عليكوا بس انا قربت انزل البارت الجديد ربنا يسهل



شكرا ليكى انتى ياdoly كتييييييييييييييييييييييير على مرورك وعلى كلامك وتشجيعك الرائع ده وان شاء الله اشوف ردودك على الباقى ....... وكل عيد وانتى طيبه ياقمر



ميرسىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىكتييييير رنين الوتر على مرورك والشكر ليكى ياقمر



ميرسىىىىىىىىىىىىىىىى كتييييييييييييييير Emomsa على الكلام الرائع ده بجد مش عارفه اقولك ايه والنهايه قربت وعايزه اشوف رايك اوعى تنسى ياعسل


وكل عيد وانتوا بخييييييييييييييييييييييييير كولكووووووووووووووووووووووووا

زوغدانة 22-12-07 12:32 AM

اخيرا الحمد لله هنزل البارت الجديد بس للأسف مش الاخير اتمنى ارى تعليقاتكم وردوركم فى اسرع فرصه



الفصل الثامن :

تردد (أدهم) كثيرا قبل ان يطرق باب الغرفه ،الوقت مازال باكرا للغايه فهذا اول شعاع ترسله الشمس لأحياء يوم جديد ،ويتوقع ان يجدها نائمه ،لا يريد ان يوقظها ،ولكنه اذا انتظر اكثر من ذلك سيجن بالتأكيد ، كان قد قضى ليلته فى استعادة احداث كثيره مرت امام عينيه كأنها كانت بالامس فقط ،لم يتمكن منه النوم، ومتى استطاع ان يتمكن منه، منذ ان قابلها مره اخرى وهو يأبى الاقتراب منه، لا بل منذ تركها وهو لا يعرف طعم لأى شىء .
اسند رأسه المنهك على الباب واغمض عينيه فى الم ، حسم امره اخيرا سيوقظها ويحدث ما يحدث لابد ان يتكلما لابد ان يعلم منها الحقيقه كامله ولكن حتى هذه الحقيقه لن تغير واقع انها احبت غيره وخانت حبه لها واستغلته، وهنا لم يقدر ان يتحمل اكثر من ذلك، طرق الباب بعصبيه ، طرقه عدة مرات ولكن لم يجب احد ، فتحه بحذر فعلى كل حال هى زوجته ، ولدهشته لم يجد احد بالغرفه لم يجدها ، حال الفراش يدل على حدوث معركه فوقه، ولكن اين هى ، خرج من الغرفه متجها الى ظهر الباخره ، وهناك وجدها كانت تقف عند الصور الاقصى للباخره وقفت كأنها حوريه خارجه من البحر كانت فاتنه بالفعل ،و كان يعلم انها مهما فعلت سيظل مفتونا بها ،حاول ان ينسى هتاف عقله الذى يصرخ به محذرا ، كان تأثيرها عليه اكثر مما يمكنه تحمله ولكن يظن انه تمكن من مداراة ذلك حتى الان على الاقل،كان الهواء المنعش يداعب شعرها ويحركه يمينا ويسارا ،كم تمنى لو كان هو هذا الهواء حتى يتمكن من التواجد حولها هكذا دون ان توقفه الام كرامته الجريحه ولا رجولته الغاضبه ، كان يتمنى لو يمكنه التخلل بين خصلات شعرها الطويل والذى كان يتطاير فى عذوبه متناغما مع ثوبها الشيفونى الرقيق المتعدد الالوان اقترب منها ببطء واستند بجوارها على صور الباخره ، لم تلتفت اليه ولم تبدر منها اى بادره على انها شعرت حتى بوجوده ، وبعد فتره من الصمت الملىء بالرهبه والترقب قالت (رؤى) بخفوت كأنها تخشى ايقاظ امواج البحر او اشعة الشمس الذهبيه :
_ اين قضيت ليلتك بالامس ؟
ضبط مشاعره بقوه يحسد عليها مجيبا بنفس الخفوت :
_ على ظهر المركب ، انا لم انم فى الواقع .
_ هذا واضح من ملابسك ، يبدو ان الحفل كان اكثر من رائع .
_ انا لم اكن بالحفل يا(رؤى) .
قالت ساخره :
_ نعم ،نعم ، يمكننى تصديق ذلك .
_ ان عليك تصديقه لأنه الحقيقه .
قالت وسخريتها تتعاظم :
_ لا يمكنك اقناعى انك استطعت مقاومة سحر (نسرين) .
تجمد فى مكانه اكثر مما هو ، ثم قال ببرود يخفى ما يعتمل بداخله :
_ ان لم اتمكن من مقاومة سحر (نسرين) فأنا على الاقل لم اوهمك بحبى لك ، كما فعلت .
كان يتوقع منها ردود فعل عديده غيرهذا الصمت المطبق الذى صدر منها ، نظر اليها فوجد كل ملامح الالم متجسده على وجهها الرقيق ، استدار مبتعدا عنها لأنه اذا استمر فى النظر اليها وهى على هذا الحال بالتأكيد سيأخذها بين زراعيه ويرجوها ان تنسى ما قال .
ولم يكن يتصور انه قتلها بما قال فلو كان لها ذره من الامل فقد طحطمت هذه الذره الان ، لم تكن تتصور ابدا انها ستشعر بمثل هذا الالم الرهيب بداخلها ، لهذه الدرجه لم يكن يعرفها ، لهذه الدرجه لم يكن يثق بها ، تمسكت بصور الباخره الحديدى حتى لا تسقط فى بحر العذاب ومتاهة التفكير التى تجذبها بقوه .
قالت بشرود :
_ نعم بالفعل معك حق ...........
قالت ما قالته ثم انطلقت بعيدا عنه متوجهه الى السلم المؤدى الى الغرف ، اندفع خلفها قائلا وهو ممسك بزراعها ليوقفها :
_ انتظرى يا(رؤى) انا لم انهى كلامى معك بعد .
نفضت زراعها من يده بعنف شديد وقالت بصرامه غاضبه :
_ (أدهم) اعدنى الى القاهره على الفور ، وليس هذا فقط وانما ستطلقنى ايضا .
نظر اليها مذهول ، قائلا :
_ هل جننت .
_ لا ان هذه هى اكثر مره اكون عاقله بها ، انا لن اقف هنا لأبرر لك اشياء لم افعلها ، اذا كانت غيرتك المجنونه صورت لك اشياء غبيه فهذه ليست مشكلتى على الاطلاق .
واندفعت مره اخرى فى طريقها والذى قطعه عليها موقفا اياها قائلا بغضب رهيب:
_ لا يوجد احد يدهشنى كما تفعلين ، بعد كل هذا مازلت مصره على الاستمرار فى الكذب ، لقد اخبرنى بكل شىء وانت مصره على لعب دور البريئه .
_ حقا ، اذهب اليه اذا عله يقص عليك شىء اخر ، واتركنى لأذهب باحثه عن دور اخر يليق بى غير دور البريئه .
واندفعت مره اخرى تاركه اياه فى حيره قاتله ، وفكره مجنونه تقتحم عقله وترجوه ليصدقها ويعمل بها .

***********************

ما ان دخلت (رؤى) الى غرفتها حتى اخذت الحقيبه الكبيره وبدأت بوضع كل اشيائها بداخلها ، كانت تضع كل شىء تقع عليه عيناها ويخصها بعنف شديد وبدون ترتيب حتى ، لم تكن ترى امامها وكانت ثائره للغايه ، ولم يكن عندها اى استعداد للتحدث معه عندما دخل الغرفه وقال بغضب :
_ من الجيد انك تحزمى اغراضك لأن السفينه سترسو قريبا فى ميناء نويبع ولست فى حاجه الى ان اخبرك اننا سنتوجه فورا الى شرم و لن نعود منها الا فى الوقت المقرر لنا العوده فيه .
_ حسنا ، حاول اجبارى على المجىء معك وستجد نفسك مضطر لتفسير اسباب صراخى امام اصدقائك .
_ اخبرتك من قبل انه ليس لدى اى مشكله فى ذلك .
حدقت به برهه ثم قالت :
_ حسنا ، سأعود بمفردى اذا .
حدق بها هو الاخربغضب ليس له حدود، وبدا عليه انه يريد تحطيم رأسها العنيد هذا ، استدار عنها مستندا بكلتا يديه على الباب ثم ضم احدى قبضتيه ولكم الباب بقوه حتى خالت انه سينكسر بالفعل ، ثم استدار اليها صائحا بغضب :
_ ايتها الحمقاء .. ماذا سيقول الناس عن عروس تعود بمفردها بعد اقل من يومين من زفافها .
قالت له بتحد :
_ لن يهمنى كلام الناس ، كل مايهمنى هو التخلص منك .
_ ولن يهمك ابويك ايضا .
تسمرت فى مكانها كيف لم تفكر فى ذلك وهى قامت بكل هذا من اجلهما ادارت له ظهرها مقاومه دموعها ، ولم تتكلم، لن يمكنها ان تعلن انتصاره عليها مره اخرى بدأت دموع قهرها وحزنها تحرق مقلتيها متوسله للخروج منهما ، وعندما شعرت به يفتح الباب ويندفع خارجا مغلقا الباب خلفه بعنف حتى كاد الباب المسكين ينتزع من مكانه ،سمحت اخيرا لدموعها بالانحدار على وجنتيها الملتهبتين وارتمت بجسدها المنهك الاعصاب فوق الفراش سامحه لكل مشاعرها الحزينه بالظهور، كان ضيقها الشديد من انه امضى الليله السابقه مع (نسرين) انساها تماما كل شىء حول الرساله .
لم يمر عليها بالغرفه سوى ساعات قليله حتى اتاها (أدهم) وجمع هو الاخر الاشياء البسيطه التى اخرجها من حقيبته ، ولم يتكلم وهو ينقل الحقيبتان الى ظهر الباخره وسارت هى خلفه محاوله ان تبدو غير مباليه وكأن شيئا لم يكن ولكن عيناها الحمراوان فضحا امرها ، ومن ملامحهما هما الاثنين علمت اسرة (ماهر) بوجود خلل ما ، ولذلك لم يحاول اى منهما التكلم ،حتى (نسرين) عندما حاولت الاقتراب من (أدهم) والتحدث اليه لأستغلال الموقف الواضح انه اكثر من سىء بينه وبين (رؤى) اعادتها الى مكانها ردوده القصيره الفاتره للغايه .
وما ان رست الباخره حتى انتقل كل الافراد الذين كانوا على ظهر الباخره الى حافلات كبيره تتولى نقلهم الى شرم الشيخ ثم الى الفندق الذى ستتم الاقامه به .

***********************
كان الفندق متربع فوق ربوه عاليه ومن حوله تتهادى الازهار والورود بجميع انواعها واشكالها وكان عبقها ينشر فى الجو عطر رائع ومميز يثير البهجه ويشيع جو من الرومانسيه المحببه ، كان الفندق به كل الوسائل الترفيهيه التى يتمنى المرء الحصول عليها بينما معظم الغرف لم تكن به وانما كانت كلها تطل على البحر اسفل الربوه العاليه على هيئة شاليهات،وصل كل فرد الى غرفته ، وهذا ما لم تكن تتمناه (رؤى) او تود حدوثه ،حتى لا تضطر لمواجهة (أدهم) مره اخرى او الاحتكاك به حتى ولو بالنظر،ولم تكن تتخيل العاصفه الهوجاء التى ستواجهها حيث انهما ما ان دخلا حتى القى (أدهم) بالحقائب على الارض بعنف وقال مخاطبا (رؤى) بلهجه حاده جامده :
_ استمعى الي جيدا، امامنا هنا اسبوع علينا تحمله بأى وسيله ، وما حدث فى الباخره لن اسمح بحدوثه هنا ،وما اقصده طبعا هو جنونك المفاجىء بالعوده الى القاهره و طريقة نومنا .
كادت ان تفتح شفتيها لتتكلم عندما قاطعها قائلا بسخريه حاده عاقدا زراعيه على صدره:
_ ولا داعى للصياح او الزعر فأنا لا اريد حتى ان اقترب منك .
وتحرك تجاه الباب ليخرج عندما قالت بحده :
_ على اساس انك تجرؤ على هذا.
ضحك ساخرا ثم قال لها :
_ ياعزيزتى انت تعلمى جيدا اننى متى اردتك سأتمكن من الحصول عليك .
اشتعل وجهها غضبا وخجلا حدقت به محاوله البحث عن اى شىء تتمكن من جرحه به كما فعل، واظلمت عيناها عندما قالت بغضب :
_ ان كنت تقبل على كرامتك ان تأخذ فتاه لا تتحمل مجرد لمساتك ،رغما عنها ،فأرنى كيف ستفعل ذلك ؟
اخيرا وجدت مرادها لمحت طيف من الحزن يغرق عينيه وتوتر عضلات فكيه كان ابلغ دليل على ذلك ،علت ابتسامة النصر شفتيها لتغمر قلبها بدموع من دم عندما رأت ملامحه وكادت ان تتراجع عما قالت وتعتذر له وترتمى بين زراعيه ،ولكنها تماسكت واستعادت كلماته الجارحه مما اعطاها القوه للوقوف امامه بثبات محتفظه بأبتسامتها المتحديه وذلك لم يستمر طويلا لأنه سرعان ما ادار وجهه بعيدا خارجا من الغرفه ، وما ان اغلق الباب خلفه حتى سمحت لدموع قلبها بالأنحدار على وجهها ملهبه اياه، جلست على اقرب مقعد اليها تزرف دموعها بهدوء وحسره ،تشعر ان كل امورها منذ ان التقته تخرج من يدها وتتلاعب بها، لم تعد تعلم حتى ماتريد هى ، لم تكن تريد ان تجرحه ولكنها فعلت واكثر ما يبكيها شعورها الشديد بالضيق والحزن عندما رات ملامحه الحزينه المكتئبه نتيجة ما قالت .
استمرت فتره على هذا الوضع تحاول ان تلملم شتات نفسها وكرهت نفسها بسبب هذا البكاء المتواصل، سمعت طرقات على باب الغرفه ، مسحت دموعها بسرعه وعنف ونظرت الى المرأه لتتأكد من عدم ظهور اثار بكائها، وعلى الرغم من ان النتيجه لم تكن مشجعه الا انها اظطرت لفتح الباب ، وعندما فتحته وجدت (نسمه) و(كاميليا) تقولان فى صوت واحد :
_ مفاجأه .
ولكن ما ان رأيا اثاراحمرار وجهها وانتفاخ عينيها صمتا ونظرا الى بعضهما وسألتها (نسمه) :
_ ماذا بك ؟
منحتهما ابتسامه كبيره وقالت :
_ لا شىء انا بخير ولكننى لااتحمل هذا الحر الشديد دائما ابدو منتفخه كحبة الطماطم ، هيا اخبرانى ما هى المفاجأه؟
ابتسما وقد استراحا لهذا التفسير قالت (كاميليا) بمرح كبير :
_ نحن فى الغرفه المجاوره لكما ما رأيك فى هذه المفاجأه ؟
ردت (رؤى) محاوله الاندماج مع سرورهما :
_ مفاجاه جميله طبعا .
قالت (كاميليا) :
_ بالفعل حتى نتمكن من الخروج معا وقتما نشاء .
اضافت (نسمه) :
_ نعم، هيا تعالى الان معنا ان (كريم) ينتظرنا لنخرج كلنا معا ،هيا .
_ لا يمكننى يا عزيزتى .
ظهرت ملامح الحزن على وجهيهما وقالت (كاميليا) :
_ لماذا ألا تحبين الخروج معنا .
سارعت (رؤى) بالبحث عن سبب مقنع فهى لا تريد الان صحبة اى احد ، وقالت بهدوء محاوله قدر الامكان ان يكون هدوئها مقنع :
_ لا تقولى هذا ياعزيزتى انا احب التواجد معكم دائما، ولكن (أدهم) ليس موجود الان وعلي ان اعلمه قبل ان اخرج .
قالت (نسمه) كأن عقل (رؤى) ضيق ومحدود :
_ هل هذه هى المشكله، لا تقلقى ان (كريم) يقف مع عمو (أدهم) عند البحر ومن المؤكد انه سيخبره .
واضافت (كاميليا) كأنها اكتشفت اكتشاف عبقرى :
_ وماذا ننتظر هيا نذهب اليهما ونعلم ماذا قال وانا متأكده ان عمو (أدهم) لن يرفض لك طلب .
سخرت (رؤى) فى نفسها مما قالت فهو ان لم يرفض فذلك حتى لا يحرج نفسه امامهما ، وبعد الحاحهما اظطرت للذهاب معهما الى المكان الذى يقف فيه (أدهم) و(كريم) على البحروالذى لم يبعد كثيرا عن غرفتها وما ان اقتربا حتى رأت (نسرين) تقف معهما وصوت ضحكاتها المائعه عالى للغايه ، وعندما رأت (رؤى) قادمه ،اقتربت من (أدهم) اكثر ووجهت اليه اروع ابتساماتها ، بينما قالت (كاميليا) فور اقترابهم :
_ عمو(أدهم) نحن سنخرج ونريد (رؤى) معنا ، وهى لا تريد ان تأتى معنا بدون اعلامك ، وانا اخبرتها انك لن ترفض لها اى طلب ، اليس كذلك ؟
نظر (أدهم) الى (رؤى) متعجب من انها ارادت اعلامه اولا ، بينما ادارت هى وجهها بعيدا فهذا ما ينقصها ان يظنها تخشاه او تعمل له حساب ، وسمعته يسألها بهدوء ولطف لم يتمكن من كبحه عندما لاحظ اثار دموعها :
_ هل تريدين الخروج حقا ؟
_ نعم ،هل فى ذلك مشكله ؟
_ لا اذا لم تكونى متعبه ......... من السفر .
فهمت على الفور انه يشير الى اثار دموعها ، تضايقت بشده لذلك فأرتدت نظارتها الشمسيه والتى لا تعلم لما لم ترتديها منذ البدايه ،وقالت :
_ لا انا بحاله جيده جدا .
_ حسنا وانا موافق .
وعلت وجهه ابتسامه ساحره ،علمت انه بهذه الكلمه يريد ان يعلمها بسلطته عليها ، بينما قالت (نسمه) بحماس :
_ ما رايك ان تأتى معنا انت ايضا .
_ لا يمكننى ياحبيبتى فأنا علي عمل لابد ان انهيه قبل عودتكما .
قالت (نسرين) بخبث :
_ عمل فى شهر العسل ، كيف يمكنك السكوت على هذا يا (رؤى) .........
ثم نظرت الى (أدهم) قائله بدلال :
_ لو كنت انا ما كنت جعلتك تخرج من غرفتنا ابدا .
نظر (أدهم) الى (رؤى) مشيرا اليها بعينيه ان تتفضل هى بالرد وتريه ماذا ستفعل ، نظرت اليه متحديه ثم وجهت نظرها الى (نسرين) وعلى وجهها اروع ابتسامه لديها ثم تحركت لتقف بين هذه الاخيره وبين (أدهم) وشبكت يديها فى زراعه قائله بأكبر قدر من الدلال والنعومه التى يسمح بها وجود احد معهما :
_ من حسن الحظ انك لست مكانى يا (نسرين) والا كان (أدهم) خسر كل ما بناه.
لم يتمكن (أدهم) من كتم ضحكته وقال من بينها :
_ هذا اجمل شىء فيك يا حبيبتى ، انك تقدرين عملى للغايه .
_ بالطبع يا حبيبى .
ثم نظرت الى (نسرين) لترى على وجهها تجسيد لأكبر صور الحسره والغيظ .
وسارع (كريم) قائلا ليتدارك الموقف حتى لا ينتهى بتجاذب (رؤى) و(نسرين) شعور بعضهما :
_ مارايك ان تاتى معنا يا(نسرين) ؟
تغلبت (نسرين) بسرعه على مشاعرها وقالت باسمه استعدادا لبداية جوله جديده :
_ لا انا سأظل هنا مع (أدهم) عله يحتاج الى شىء .
تولى(أدهم) الرد هذه المره قائلا برصانه وهدوء :
_ اشكرك يا (نسرين) انا لن احتاج لشىء ،لا تتقيدى بى .
اطلقت ضحكه عاليه وقالت بغموض كبير متعمده الا يفهم احد عما تتكلم :
_ انت لم تنسى اذا ، هذا يحملنى اكثر على البقاء معك لأنسيك ما حدث .
سارعت (كاميليا) لتقول والتى كانت تتلهف على التنزه بشده :
_ حسنا هيا بنا نحن اذا حتى لا نتأخر، ونقضى اكبر قدر فى التنزه ،هيا .
كانت تقول ذلك وهى تشد كل من (كريم) و(رؤى) وتشير الى اختها ان تتبعهما ، لمست يد (أدهم) اصابع (رؤى) بعد ان تركت زراعه وربت عليهما قائلا :
_ لا تتأخرا .
_ حسنا .
ثم ابتسمت ابتسامه متوتره والقت نظره سريعه على (نسرين) والتى من المؤكد لن تترك هذه العطله تمر دون الفوز ب(أدهم) ، انتفض قلبها بين ضلوعها وشعرت بأنزعاج وانقباض شديد فور ورود مثل هذه الفكره على بالها ، ان قلبها الغبى مازال ينبض .

الفصل التاسع :

كانت النزهه جميله للغايه وحاولت (رؤى) الاستمتاع بها ولكن فكرها كان مشغول وقلبها منقبض وحاولت هى ان تتجاهل السبب وراء ذلك الانقباض ، وعندما عادوا الى الفندق كانت الفتاتان مليئتان نشاط وحيويه اكثر وارادتا التجول بالفندق ودخول كل الصالات الترفيهيه به واتفقوا على ان يغيروا ملابسهم ويتقابلوا بعد ذلك عند المصعد الزجاجى اسفل الربوه للصعود به الى بهو الفندق ، وهى لم تعترض على ذلك ووافقت على الذهاب معهما لتشغل وقتها اكثر وتنسى التفكير فى (أدهم) و(نسرين) والتى من المؤكد تملأ الدنيا بضحكتها المائعه ،دخلت الغرفه ولم يكن (أدهم) بها، اعدت ملابسها لتأخذ حماما سريعا ، وما ان لمست يدها مقبض الباب حتى تراجعت عن فتحه ، فقد سمعت صوت المياه بالداخل ، هل عاد (أدهم) هذا يبدو واضح وضعت ملابسها على الفراش وتوجهت الى الشرفه لتطالع منظر الغروب الرائع ، المياه النائمه على نصف قرص الشمس اللامع والاشعه برتقالية اللون التى ترسل ضوء خفيف فى الافق الهادىء الذى يستعد لأستقبال نسمات الليل ،كل هذا سحرها بشده وافقدها القدره على الاحساس بأى شىء حولها حتى انها لم تشعر ب(أدهم) عندما اتى يقف خلفها مستندا على الباب الزجاجى المؤدى الى الشرفه عاقدا زراعيه، لم يتكلم هو الاخر اكتفى بالنظر الى هذا المنظر الرائع ومراقبة ذوبان الشمس ، وكان يكفيه كثيرا ان يقف هكذا ينظر الى (رؤى) وسط هذا الجوالذى يشع هدوء وسلام دون ان تشعر به، على ان تشعر به وتراه ولكن ضمن معركه من المعارك التى تحدث بينهما دائما كلما تحدثا، واستمرا هكذا كل منهما سابحا فى افكاره حتى التفتت (رؤى) بعد وقت ليس بطويل لتجد (أدهم) يقف هكذا خلفها لا يفصلهما سوى عرض الشرفه الضيق ،لم تجد حتى القدره على ايجاد الكلمات غير كلمة ياالهى التى انطلقت من بين شفتيها على الفورما ان رأته ، بينما ضيق هو ما بين حاجبيه قائلا :
_ تبدين كما لو رأيتى مصاص دماء ، لا اظننى اشبه احداهما لهذه الدرجه .
لم تقدر سوى ان تبتسم لممازحته ، واعترفت بينها وبين نفسها انه ابعد ما يكون عن هذا التشبيه ،فمن هذه المسافه القريبه نسبيا كان يبدو كأحد ابطال الاساطير اليونانيه فى طوله وجسده الرياضى ووسامته الجذابه ، تغاضت عن افكارها وقالت :
_ لا اعتقد انك تشبه احداهما فى الحقيقه ولكنك ذكرتنى بشخص اعرفه كان يصرخ علي فى الصباح .
_ نعم ، نعم، لقد رأيته وهو يحاول ترويض اشرس لبؤه رأيتها فى حياتى .
استعاد وجهها ملامحه الجديه ووجهت نظرها الى ارضية الشرفه ، لا تريد ان تتطرق الى اى حوار جدى، لابد ان تكتفى بهذا المزاح البسيط ، لا تريد ان تعلم لما يتظاهر بعدم معرفة اى شىء عن رسالتها كما لا تريد ان تعلم اين وكيف قضى الفتره التى كانت فيها مع ابناء (ماهر)، ولا ماالذى حدث بينه وبين (نسرين) وتريد ان تنسيه اياه كما قالت هذه الاخيره .
ومن الواضح انه لاحظ ذلك فقال ببساطه وكبرياء مغيرا الموضوع :
_ متى عدت لم اسمعك عندما دخلت ، هل كانت النزهه جيده ؟
_ عدت عندما كنت فى الحمام ،والنزهه كانت جيده للغايه .
قالت ذلك وتوجهت الى الداخل حتى تأخذ هى الاخرى حمامها وتنتهى منه سريعا لانها ستتأخر على الفتاتان بشده ، وسمعته يقول عندما بدأت تلملم فى ملابسها وتتوجه الى الحمام :
_ هل ستخرجين مره اخرى ؟
ردت لتعلمه ان وجوده ادى الى تغير خططتها :
_ نعم ، كنت انوى ان اخذ حماما وابدل ملابسى لملاقاة الفتاتان عند المصعد والتوجه الى الفندق ، ومن الواضح اننى ساتأخر عليهما كثيرا .
_ الفتاتان فقط ،واين (كريم) ؟
_ (كريم) قال ان لديه خطط اخرى افضل من التجوال فى الفندق.
ابتسم (أدهم) ولم يعلق بشىء ،انما قال :
_ حسنا ، يمكننى الذهاب لملاقاة الفتاتان، واخذهم الى صالة استقبال الفندق ،وعندما تنتهى انت يمكنك القدوم الينا ، ايناسبك ذلك ؟
تعجبت للغايه لأنه فكر اخيرا ان يأخذ رأيها فى شىء ، ولأنها تعبت من الجدال وتريد ان تقف امامه اقصر فتره ممكنه فقد قالت بسرعه :
_ نعم ... نعم يناسبنى كثيرا .
واندفعت داخل الحمام مغلقه بابه احتماءا به كما لو كان هذا الباب يفصل بينها وبين مشاعرها المتدفقه تجاه (أدهم) .
حاولت ان تنتهى سريعا وعندما خرجت من الحمام لم يكن هو بالغرفه جففت شعرها جيدا بالمجفف الكهربائى، ووجدت نفسها تهتم كثيرا بزينتها وتصفيفة شعرها لم تكن تدرى لماذا على الاقل لتخفى شحوب وجهها والارهاق الواضح على عينيها ، وجدت نفسها تهتم بكل شىء تضعه على وجهها وتحاول ابراز كل شىء بجمال رائع ،كانت تريد ان ترى عينى (نسرين) تتسعان عندما تريان زينتها و جمالها وبهائها .
تعجبت بشده عندما تذكرت اعتدال مزاج (أدهم) بعد مشاجرتهما الاخيره ،من الواضح ان تأثير (نسرين) على جروح القلب افضل من تأثير صبغة اليود على جروح الجسد .
وعندما كانت ترتدى حزائها العالى سمعت طرقات على الباب فدعت الطارق الى الدخول ، كانت (كاميليا) اتت لتتعجلها ، واثنت بشده على ثياب وزينة (رؤى) وطلبت منها ان تعلمها كيف تفعل ذلك بأدوات الزينه عندما تسمح لها امها بأستخدامها ،ووافقت (رؤى) على ذلك ضاحكه .
وعندما وصلا الى المكان الذى يجلس به (أدهم) و(نسمه) لم يتمكن (أدهم) من منع التصفيره التى انطلقت من بين شفتيه تعبيرا عن اعجابه الشديد ب(رؤى) ، بينما قالت هى متجاهله اعجابه بمظهرها :
_ اسفه اذا كنت تأخرت .
ابتسم اخذا يدها برقه حتى تتعلق بزراعه، قائلا بصوته الذى يسحرها :
_ انا على استعداد للانتظار سنوات اذا كانت النتيجه دائما هكذا .
لم تتمكن من منع ابتسامتها الخجوله من الظهور على شفتيها خاصة عندما سمعت هتافات (نسمه) و(كاميليا) ،كما لم تتمكن من اللحاق بيدها قبل ان تتعلق بزراعه كما الطفل ،و لم تقوى على النظر اليه حتى لا تتأثر اكثر من ذلك بجاذبيته المدمره وحضوره الذى يسلبها من كل ماحولها ،وقالت له شاعره ان وجنتاها تحترقان :
_ شكرا لك .
تعتقد هذه الكلمات لم تتعدى شفتيها ولكنه همس فى اذنها قائلا :
_ ولك يا ملاكى .
توقف قلبها عن النبض بين ضلوعها حتى انها حاولت عبثا البحث عن انفاسها فلم تجدها الا بصعوبه ، هل مازال يذكرهذه الجمله التى قالها لها الان،هى لم تنسى على الاطلاق ،هذا ماتدركه الان جيدا، كان دائما يقول لها لا تشكرينى عندما اعبر لك عن مدى روعتك فى نظرى فأنا الذى علي شكرك لوجودك دائما بجوارى ومعى،لماذا يقولها الان، لماذا يتعمد تذكيرها، لماذا هو بهذه الرقه ، كانت اكثر راحه وهو يعاملها بقسوه على الاقل كان يعطيها دائما الدافع للنفور من حبه المحتل كيانها ولكن وهو بكل هذه الرقه والدفء لا يمكنها المقاومه او الاستمرار قويه ومتماسكه ،سرعان ماسيظهر ضعفها وتنهار كل مقاومه لها ............
_ (رؤى) ما بك ياعزيزتى انى اتحدث اليك ؟
قالت متعلثمه :
_ اسفه..... ماذا كنت تقول .
_ كنت اسألك عن رأيك فى الذهاب الى خيمه من خيام البدو التى تقام فى الصحراء.
استعادت تماسكها بسرعه وقالت ساخره لتخفى ما يعتمل بداخلها :
_ وكيف سنذهب الى الصحراء ،جريا !
جز على اسنانه قائلا بسخريه هو الاخر :
_ لا ياعزيزتى طيرانا ،برأيك كيف سنذهب، بالسياره طبعا .
_ ومن اين لك بسياره؟ ومن الذى سيقودها ؟
قالت (نسمه) بحماس :
_ سنستأجر سياره من الفندق وعمو(أدهم) الذى سيقودها لقد ذهب بنا من قبل فى العام السابق وكان الطريق رائع والجلوس فى هذه الخيام اكثر روعه .
ثم همست فى اذن (أدهم) قائله :
_ لماذا لم تأخذ رأى قبل التطوع بهذا الاقتراح الرائع .
_ اعتقد ان هذا ما كنت افعله منذ قليل .
ارتفع صوتها قليلا وهى تقول :
_ اقصد قبل ان تعلم به الفتاتان .
ابتسم للفتاتان وجذبها بعيدا عنهما قائلا :
_ (رؤى) كان من الواضح انك لست معنا بالمره ، اذا كان الاقتراح لا يعجبك فلن يمكننا الان ان نقول ذلك للفتاتان بعد ان فرحا به للغايه .
صمتت لان ما يقوله صحيح فهى بالفعل لم تكن معهم بالمره ، ومع ذلك قالت مجادله لأخر قطره :
_ وكيف سنصل الى هناك ، اشك فى انك ستعرف الطريق فى هذا الليل .
ابتسم عالما انها انما تقول ذلك لمجرد البحث عن ثغره تبعدهم عن هذه النزهه المجهوله بالنسبه اليها :
_ انا اعلم الطريق جيدا وكما اخبرتك (نسمه) فقد ذهبت وعدت منه اكثر من مره ، ولم اكن لأقترح هذا الاقتراح منذ البدايه اذا شعرت بوجود احتمال حتى لو ضعيف للغايه ان نضيع فى الصحراء ، هلا تتفضلين الان بالكف عن التزمر، وتبتسمى حتى لا نقلق الفتاتان فلا ذنب لهما فى عدم ثقتك بى .
قالت بحده :
_ حسنا .
وانطلقا بالسياره ، كانت فى ضيق شديد لأنها مضطره لتحمل هذه النزه الغريبه وكيف سيكون الجلوس وسط الصحراء رائع ثم ان وجودهما هناك سيزيد من تواجدها مع (أدهم) بمفردهما فبأمكان الفتاتان الاستمتاع بوقتهما تماما بعيدا عنهما ، ووجودها معه بمفردها بل مجرد النظر اليه وسماع صوته يزيد من اوجاع قلبها ، استرخت اكثر فى مقعد السياره المكشوفة الظهر ونظرت الى السماء ،تفاجئت بشده لم تكن تتوقع هذه الروعه اوهذا الابداع ،كانت النجوم الفضيه منثوره فى السماء بشكل بديع لا يوجد اى فراغ الا وتوجد به نجمه متلألأه يخطف ضوئها الابصار ظلت عيناها متعلقه بهذا المشهد لفتره طويله وكذلك الفتاتان الى ان وصلا للمكان المنشود .
كانت اضواء النيران تلمع وتضىء المكان باكمله ،والخيام منصوبه ،خيام كبيره مربعة الشكل فقدت احدى اضلاعها ليدخل منه الزوار الجدد ،وكان يوجد الكثير من الاجانب والعرب ، وكانت توجد خيمه بها احدى فتيات القبيله تدق على الدف وحولها كثير من الفتيات تتمايلن على انغامه ، وفجأه وبدون اى مقدمات هبطت عليهم من السماء ساعقه تدعى (نسرين) لا تعرف (رؤى) من اين سقطت عليهم ولا كيف وفى نفس وقت هبوطها كانت الفتاتان تصيحان عندما رأيا ابويهما و(كريم) الذى كان يمرح مع مجموعه من الفتيات .
_ كنت متاكده انك ستأتى كما طلبت منك .
كانت هذه (نسرين) قالت ذلك بفرحه غامره لا يمكنها السيطره عليها ،او لعلها فرحة الانتصار ، فكانت تنظر الى (رؤى) وفى عينيها اجلى صور التشفى والانتصار، وجهت لها (رؤى) نظرة احتقار ولا مبالاه عندما سمعت (أدهم) يقول:
_ (نسرين) انا لم .........
ولم تسمع (رؤى) ما تبقى من الجمله حيث اندفعت مبتعده عنهما ،متوجهه الى (نسمه) و(كاميليا) واللاتى كانتا تتمايلان مع باقى الفتيات على دقات الدفوف الجميله، حاولت (رؤى) الاندماج معهما وعدم النظر خلفها لترى ماالذى يفعله (أدهم) مع (نسرين) ولكنها لم تتمكن من ذلك ابدا ، صدمت بشده عندما علمت انه انما اقترح هذا الاقتراح حتى يلتقى بهذه ال(نسرين) ، وستجعله يندم اشد الندم على احضارها الى هنا ليلتقى بالاخرى .
وفجأه كالعاده من حيث لا تدرى هبطت عليها (نسرين) مره اخرى قائله بخبث :
_ ما رأيك بالمكان يا(رؤى) ،هل انت تستمتعين بوقتك ؟
قالت (رؤى) ببرود :
_ نعم للغايه .
_ اشك فى ذلك ياعزيزتى ، هل تظنى اننى لا اعرف عن علاقتك السيئه ب(أدهم) ، ولكن اطمأنى لن اخبر احد فقد وعدته بذلك ،ولا تقلقى فسرعان ما سيمل منك ويعود الي مره اخرى ولكن هذه المره سيكون لى للابد .
التفتت اليها (رؤى) ولم تشعر الا وهى تصفع هذه الوقحه على وجهها ، وعندما استفاقت (نسرين) من هول المفاجأه وكادت ان ترد الصفعه ل(رؤى) تفادتها هذه الاخيره وجائت يد (نسرين) فى وجهه فتاه اخرى وما ان حدث ذلك حتى توقف كل شىء وابتعدت كل الفتيات من حول (نسرين) و(رؤى) تاركين الساحه خاليه للشجارولكن (رؤى) كانت قد اختفت واندفعت (نسرين) خلفها قبل ان تنال منها كان (كريم) يقف بينهما وامسك ب(نسرين) قائلا :
_ اهدئى يا(نسرين) لا يمكنكما تبادل الضرب هكذا كما الاطفال .
قالت (رؤى) :
_ بالفعل يا(كريم) لا يمكننا تبادل الضربات لأن صفعتى لها كانت ردا على كلامها الوقح وهكذا نصبح متعادلتان .
صاحت (نسرين) وهى فى قمة غضبها :
_ ستدفعى ثمن هذه الصفعه غاليا ايتها الح......
_ (نسرين) اعتقد انك لا تودى اضافة كلمه اخرى فيكفى ما حدث حتى الان.........
كان هذا (أدهم) الذى التفت الى (رؤى) جاذبا اياها من معصمها بقوه قائلا :
_ هيا يا (رؤى) معى .
ردت (رؤى) صارخه حتى يعلو صوتها على صوت الدفوف والطبول التى عادت الى القرع مره اخرى وكأن شيئا لم يكن :
_ انا لن اتى معك فى اى مكان اجلس انت هنا بجوار حبيبتك التى اتيت من اجلها لتواسيها لما حدث لها.
واندفعت من بينهم ولم تبال حتى بنظرات (عايدا) و(ماهر) والفتاتان المتعجبه والغاضبه فى نفس الوقت ، بينما تكلم (أدهم) بصوت منخفض مع (ماهر) ومن ثم اندفع خلف (رؤى) وجذبها بقوه من زراعها ليجبرها على الالتفات اليه قائلا بصرامه مخيفه :
_ (رؤى) ، ستأتى معى الان برغبتك حتى لا نثير فضائح اكثر من ذلك ، هيا.
_ انا لن اتى معك فى اى مكان انا اكرهك ،ولا اريد ان اراك ،الا تفهم اكرهك .
_ حسنا ولكن تذكرى انك انت التى اجبرتنى على ذلك .
ثم انخفض قليلا وطوق زراعها خلف رقبته وحملها على احدى كتفيه ، لم يبالى بصراخها ولا ركلاتها المستمره ، التى كانت توجهها له امله فى ان يتعب وينزلها، هذا المتوحش ،ظلت تصرخ امره اياه ان يتركها ولكن لا حياة لمن تنادى ،وحمدت ربها على انها ارتدت سروالها الجينز وليس تنوره، واخيرا القى بها فى السياره التى حضروا بها وما ان تحررت منه حتى فتحت باب السياره وكادت تخرج ولكنه كان لها بالمرصاد فأغلق الباب بقوه، ولكنها لم تستسلم حاولت القفز من السياره المكشوفه ، وعندما كانت احدى اقدامها بالفعل خارج السياره كانت السياره قد انطلقت بقوه مما اوقع بها على المقعد واصطدمت رأسها بكتف (أدهم) ولم تتمكن من الاعتدال فى جلستها بسسب سرعته الشديده الا عندما اوقف (أدهم) السياره على جانب الطريق ، وبعد برهه قال :
_ اربطى حزام الامان .
وعندما وجدها لم تتحرك ، اندفع نحوها ووجذب الحزام بعنف وتوتر ، كانت تشعر بتوتره من هذه المسافه الضئيله بينهما واسعدها ان قربه منها هو سبب ذلك التوتر وقالت لتستفزه :
_ ابتعد عنى ولا تربطه لى فأنا لن اتى معك ،كما انك تعلم جيدا اننى لا اتحمل اقترابك منى ... ابتعد .
لم يتمكن من ربط حزامها بسسب تمردها ومقاومتها ونفورها منه ، فأبتعد عنها، ونظر اليها بعينيه القويتان العميقتان كانت نظراته مزيج بين التوتر والغضب،تأثرت بنظراته كما يحدث لها دائما وتراجعت فى اخر لحظه حتى لا تتحسس شعره الداكن وتهدىء من توتره ، تذكرت كلمات (نسرين) فوجهت اليه نظرات كارهه عندما قال :
_ لا تثيرى اعصابى اكثر من ذلك حتى لا افعل ما سيجعلك تندمى بقوه على اثارتى .
_ حقا ...... ارنى ما هو ذلك الذى سأندم عليه .
اسند رأسه على مقعده قائلا :
_ ابتعدى عنى الان يا(رؤى) .
هزته بيدها قائله :
_ لا حقا اخبرنى ما هذا الشىء الذى سأندم عليه اكثر من زواجى منك .
_ حسنا انت التى اردت .
وبسرعة البرق جذبها نحوه بقوه وعنف ، التصق بها بشده كان واضحا للغايه من ملامحه انه يريدها لأقصى درجه شعرت بذلك كما شعرت انه يسيطر على اعصابه ومشاعره بصعوبه وحاولت ان تتجاهل مشاعره ومشاعرها ، كانت عيناه مصوبتان نحوها لم تعرف اذا كان مابهما حب ام شىء اخر ، لن تفهمه ابدا، حاولت ان تبعده عنها وفى عينيها نظرات الخوف ، وبدا كأن تحركها انتشله من عاصفه المشاعر الهوجاء التى كانت تحتله بعنف ، تبدلت ملامحه تماما عندما راى نظراتها اغلق عينيه بشده مبتعدا عنها وتنهد بقوه مخرجا كل توتره تمسك بمقود السياره بيديه بقوه حتى ظنت ان المقود سيتلاشى تحت قوة يديه ، بينما قال هو بصوت مبحوح :
_ من الافضل ان تربطى حزام الامان .
وادار السياره منطلقا بها بأكبر سرعه ، لم تتمكن هى من النطق باى كلمه ،اللحظات السابقه الجمت لسانها و جعلتها لاترغب فى اضافة اى كلمه معه ولكنها لن تتحرك من داخل السياره الا اذا عرفت الى اين هما متوجهان، واخيرا اوقف (أدهم) السياره وفوجئت (رؤى) انهما امام المطار ،لم تتحرك من مكانها وهى تراه يخرج من السياره ويدور حولها ليفتح لها الباب لم تنظر اليه، انه مدين لها بالتفسير ولن يحركها كما الدميه ،بينما قال هو بعصبيه :
_ هيا يا (رؤى) انزلى .
وعندما لم تحرك ساكنا كرر :
_ (رؤى) هيا .
نظرت اليه شزرا ثم ادارت وجهها مره اخرى ، وعندما وجدها هكذا قال وهو يغلق بابها بقوه :
_ حسنا ..... حسنا .
ثم دار حول السياره وجلس فى مقعده والتفت اليها قائلا :
_ نحن هنا بالمطار لنلحق بالطائره المتوجهه الى القاهره .
نظرت اليه وتكلمت اخيرا ساخره :
_ حقا ... ظننت اننا عائدان الى الفندق بطائرتك الخاصه التى تسمح لهم بأن يضعوها ضمن الطائرات الاخرى بالمطار ، يالى من غبيه كيف لم اتخيل اننا عائدان الى القاهره .
نظر اليها محاولا كتم غيظه الذى سينفجر فى اى لحظه ، وكان واضحا عليه انه اكتفى من تهكمها وعنادها فقالت وهى تعتدل على المقعد لتلتفت اليه بجسدها :
_ السؤال هنا هو لماذا نحن متوجهان للقاهره من المؤكد انك تريدنى ان ارى البحر الاحمر من نافذة طائرتك الخاصه ،اليس كذلك .
_ لا ، بل لكى اريكى (اسلام) .
تمالكت نفسها لتقول بتوجس :
_ وما الذى اوحى اليك اننى اريد ان اراه .
_ لا شىء اوحى الي بذلك ، اعتقد ان هذا ما يجب فعله بل ما كان يجب فعله منذ البدايه .
ثم اضاف قائلا بهدوء :
_ والان هل يمكننا التوجه الى الداخل لللحاق بالطائره .
هزت رأسها ايجابا وهى متعجبه للغايه ولكن هى الاخرى تعتقد ان هذه المقابله ضروريه اذا كان يغير من (أسلام) لهذه الدرجه فلابد بالفعل من حدوث هذه المواجهه حتى تعرف سبب تلميحات (أدهم) الدائمه والى توحى ان الموضوع يحمل اكثر من مجرد غيره ، ولكن الكارثه المتحركه التى تدعى (نسرين) كما قالت اخبرها هو بكل شىء عن حقيقة زواجهما ولا يمكنه ان يخبر اى احد بهذا الوضع بينهما ،الا اذا كان يوجد بينه وبين من اخبره شىء خاص جدا كالحب مثلا ، وفى الطائره وبعد ان اقلعت بقليل ، حاولت ان تصيغ سؤال تسأله به لماذا يقول ل(نسرين) عن حقيقة زواجهما وكانت كل صيغه تحاول ان تضعه بها تكون عدوانيه للغايه ولكنه يستحق ذلك بالفعل بل انه يستحق الصفعه التى هبطت على وجه (نسرين)، وعندما تكلمت كان هو الاخر يتكلم فى نفس الوقت فضحكا ناظرين الى بعضهما ،ودعاها للكلام اولا فقالت :
_ فى الحقيقه اريد ان اخبرك بشىء ، كان علي ان اصفعك انت بدلا من (نسرين).
قال متهكما :
_ ولماذا لم تفعلى هل خفتى منى ؟
_ لماذا اخبرتها بحقيقة زواجنا .
التفت اليه متسائلا :
_ اى حقيقه تلك .
_ الحقيقه..... كل الحقيقه ، علاقتنا السيئه ببعضنا البعض و كيفيه زواجنا و كل شىء .
_ هى التى قالت لك ذلك .
_ واسوا ولماذا تتخيلنى صفعتها اذن بدافع التسليه والمرح مثلا .
_ لقد كانت تتلاعب بك ياعزيزتى .
بهتت مما قال ورددت قوله :
_ تتلاعب بى !
_ نعم ... انا لم اخبرها اى شىء مما اوحت لك به وانما هى خمنت علاقتنا السيئه مما ترى بعينيها ،فنحن لم نكن عصافير حب طائره خلال الايام السابقه على ما اعتقد، وانا متأكد انها لم تخبرك بأكثر من ذلك، اى لم تقل لك تفاصيل حدثت بالفعل.
اطرقت برأسها مما اوضح له ان كلامه صحيح ، اقترب منها ووضع اصبعيه السبابه والوسطى اسفل ذقنها ولمس ذقنها بالابهام بكل رقه رافعا رأسها لتواجهه وتطل عليه بعينيها الرائعتان ولم يدرك انها تحاول مقاومة رغبتها القويه فى ان تترك وجهها كله بين يديه ، وبعد ان تمكن من ابعاد ناظريه عن شلال عينيها الجارف قال بخفوت :
_ اريدان اخبرك ايضا اننى لم اقترح الذهاب الى الخيمه بسببها ، ولكن لكى اترك الفتاتان مع والديهما عندما اخذك الى القاهره .
صمت قليلا ولم يلاحظ انها كادت ان تتكلم عندما اضاف :
_ اخشى ان تكون عدم ثقتنا ببعض سبب كل ما نعانيه حتى الان .
اصبح الان تأثيره عليها خطر للغايه ، فقالت محاوله ان تتناسى هذا الخطر :
_ ماذا تقصد .
_ لماذا كنت تقابلين (اسلام) اثناء خطبتك على (ايمن) .
ابتعدت عنه على الفور ملتصقه ومحتميه بالنافذه وبمقعدها ،وقالت دون ان تنظر اليه :
_ يوجد شعره رفيعه للغايه تفصل بين عدم الثقه والشك يا(أدهم) .
لم يتكلم اسند ظهره الى مقعده وجلس يفكرفة كلامها و فيما قد يحدث فى الساعات القادمه .
وبعد اقل من ساعه وصلا الى القاهره ، وجدا سيارة (أدهم) تقف امام المطار فتعجبت (رؤى) قائله :
_ انها سيارتك من احضرها ؟
ابتسم (أدهم) قائلا :
_ انه (احمد) دائما عمله كامل .
تسائلت اكثر تعجب :
_ (احمد) كيف ؟
فتح لها الباب الايمن قائلا :
_ عندما كنت انت وابناء (ماهر) فى نزهتكما حدثته هاتفيا وطلبت منه ذلك كما طلبت منه ان يحضر لى رقم هاتف (اسلام) .
كان يتكلم وهو يدور حول السياره ليأخذ مكانه على مقعد السائق وينطلق بها،بينما قالت هى ساخره :
_ اعتقدت انك كنت فى عمل ام ان (نسرين) الهتك عنه بمواضيعها الهامه .
ابتسم قائلا :
_ انا بالفعل ذهبت الى احدى فنادق (ماهر) لأراجع حساباتها التى كان بها بعض المشاكل ، وبعد ذلك تحدثت هاتفيا الى (احمد) ، اما بالنسبه ل(نسرين) فقد كانت مشكله وحللتها .
قالت بكياسه حتى لا تبدى غيرتها :
_ من الواضح انها مشكله تريد اخفائها .
_ ابدا ولكنك ستغضبى عندما تعلمى بها .
_ قل وانا سأحاول ان اتمالك نفسى من الغضب .
ضحك قائلا :
_ عندما جائك دوار البحر فى الباخره ، نادت (نسرين) علي وقالت لى ان ادعك تستريحى واتى فورا ولا اتقيد بك ،فأنبتها على ما قالت ، وعندما طلب منها (كريم) ان تأتى معكم فى النزهه وقالت انها ستبقى معى رددت لها الكلمه حتى لا تضايقك بأفعالها اكثر ، ولكن من الواضح اننى عندما صددتها بقوه جائت لتخبرك بهذا الكلام فى الخيمه البدويه ، هذا كل ما فى الامر .
ابتسمت فرحه من داخلها لمدافعته عنها وصده لهذه الفتاه ،و شعرت بحبه يتذايد داخلها مما اخافها للغايه .
واثناء قيادته تحدث الى (اسلام) كانت لهجته جافه وحازمه وكان من الواضح ان (اسلام) يرفض ان يقابله ولكن لهجة (أدهم) لم تكن تقبل اى مجال للنقاش ،واخبره (أدهم) بأسم مطعم على النيل سيقابله به بعد نصف الساعه تقريبا .
وعندما وصلا الى المطعم لم يكن (اسلام) قد وصل بعد فتسائلت (رؤى) :
_ هل كنا سنقوم بهذه المقابله حتى لو لم تحدث تلك المشكله مع (نسرين) .
_ نعم ياعزيزتى، بينما كنت انت تصفعين تلك المسكينه كنت انا اتحدث الى المطار واقوم بالحجز .
قالت مستنكره :
_ مسكينه ..........
وبعد برهه تسائلت :
_ (أدهم) لماذا تريدنا ان نقابل (اسلام) الان ،ما الذى جعلك تفكر فى ذلك فجأه ؟
تمعن فيها برهه قبل ان يقول وهو يضع يده على يدها بحنان :
_ هل يمكنك ان تصبرى على اجابة هذا السؤال الى ان يحين الوقت المناسب .
_ اعتقد اننى صبرت على الكثير مما تفعل .
_ اعلم ياعزيزتى ، لن يضيرك القليل منه ايضا،اشعر بأن كل هذا شارف على الانتهاء، وسيتضح امامك الكثير .
فضلت الصمت وعدم التعليق على ما قال ، لا يمكنها ان تفهم كيف سيتضح سبب ما فعله معها منذ البدايه وسبب عدوانيته واحتقاره لها وايضا سبب تحوله المفاجى بهذا الشكل .
واخيرا اتى (اسلام) ولكن بعد تأخير كبير بدا مترددا للغايه وهو يدخل المطعم وكان من الواضح انه سيخرج على الفور اذا لم يلمحهما ،ولكن (ادهم) رأه واشار اليه وعندما شاهد (رؤى) هرب الدم من وجهه تماما واخيرا جلس معهما .
وبعد ان طلب (أدهم) قهوه لنفسه وماء ل(رؤى) والتى لم تكن تريد اكثر من ذلك وليمون ل(اسلام) ليخفف من زعره الواضح تكلم (أدهم) بصرامه شديده قائلا :
_ لماذا لم تتزوج ب(رؤى) يا (اسلام) .
اتسعت عينا الاثنان ،(رؤى) و(اسلام) من سؤال (أدهم) السافر ، بينما اكمل هذا الاخير قائلا :
_ الم تقل انك ستفعل ذلك واننى اقف فى طريق حبكما .
ارتشف (اسلام) من عصير الليمون بيد مرتعشه ثم قال :
_ لماذا تتحدث فى هذا ، الستما متزوجان الان ، ماذا تريد، لما تعيد فتح صفحات قديمه .
_ لأنها لم تغلق فى الواقع، الصفحه التى فتحتها بنفسك لم تغلق بعد يا(اسلام) ، ويبدو انه لن يغلقها احد الا انت .... للأسف .
كانت (رؤى) مزهوله من هذا الحوار الدائر بينهما اذا كان سؤال (أدهم) عجيب فجواب (اسلام) اعجب وهو الذى لم تتوقعه بتاتا وقالت ل(اسلام) :
_ أأفهم من ذلك انك اخبرت (أدهم) بهذا الكلام حقا .
نظر اليها (اسلام) مبهوت وارتشف من العصير مره اخرى بينما قال (أدهم) :
_ ارجو منك ان تتكرم وتخبرها ما حدث بيننا منذ خمس سنوات فاذا كنت انا كونت فكره عما فعلت بنا فهى ليس لديها ادنى فكره وانا ايضا اريد ان اعلم لماذا فعلت كل هذا منذ البدايه .
نهرتهما (رؤى) قائله :
_ عما تتكلمان ،اى احد منكما يخبرنى ،انا لن اجلس بينكما هكذا مثل الحمقاء التى لا تعلم اى شىء .
قال (اسلام) ناظرا اليها :
_ انت ابدا لم تكونى حمقاء يا(رؤى)........
ثم ابعد ناظريه عنها مكملا :
_ بل كنت انا الاحمق الذى لم يتمكن من كسب قلبك ابدا .
قالت مزهوله من هذا الكلام الذى تسمعه لأول مره :
_ (اسلام) انت كنت دائما اعز صديق لدى ، كنت اعتبرك دائما اخى الاصغر .
قال بعصبيه :
_ هذه هى المشكله، كنت دائما تعتبريننى اخيكى الاصغر الذى يحتاج لعنايه ورعايه ، وانا ابدا لم اكن كذلك فعلت المستحيل لأفهمك العكس واعلمك بحبى ولكنك لم ترى ابدا غيره هو .
قال (أدهم) :
_ اخبرها ما هو هذا المستحيل الذى فعلته ايها العاشق .
وجهه اليه (اسلام) نظره كارهه قائلا :
_ ما تقصده كان اخر شىء لجأت اليه كنت بالفعل فعلت كل شىء لأجذب اعجابها لى انا لم اكن افهم ماذا يجذبها اليك لماذا انت وليس انا ...........
ثم التفت الى (رؤى) مستطردا :
_ لم اكن افكر الا فى نفسى فقط وكنت متخبط للغايه فى هذه الفتره خيل لى اننى لن اتحمل فقدك كما فقدت عائلتى ، وانت الانسانه الوحيده التى تهتم لى وتفهمنى و... واحبها ، كنت اريدك لى انا .
تسائلت (رؤى) وهى خائفه مما سيقول ردا على سؤالها :
_ ماذا فعلت يا(اسلام) ، ماذا فعلت ؟
ارتشف (اسلام) جرعه اخرى من عصير الليمون عله يبلل الصحراء التى يشعر بها، ثم قال بخفوت كانه لا يريد ان يسمعه احد يقول هذا الكلام المخجل :
_ اوحيت ل(أدهم) بوجود علاقة حب بينى وبينك وانك لا تحبيه بل تحبينى انا وانك لا تستمرى معه فقط الا لكى يساعدنا فى الامتحانات وانك كنت تأملى بأن يذكيك عند المحاضرين الذين يدرسون لك حتى تحصلى على درجات اعلى ولكنك كنت تعلمين انه سيرفض ذلك فلم تطلبيه منه حتى لا يشك بك ، اوحيت اليه انك تحبينى انا بينما تستغليه هو .
قال (أدهم) بصرامه :
_ هل ما فعلته كان مجرد ايحاء ، انت تقلل من قدراتك فى الواقع .
كانت صدمة (رؤى) فاجعه لم تقوى على التحرك او الكلام لم ترمش حتى عندما هبطت عليها هذه الكارثه ،شعرت بيد (أدهم) تحيط بيدها ليمنحها الامان والهدوء ، ولكنها ابعدت يدها عنه فورا لا تريد حتى النظر اليه اذا كان (اسلام) مخطىء وكذب بهذا الشكل ،ف(أدهم) من صدق كذبته هذه ، كانت صدمتها فى الاثنين رهيبه ، تكلم (اسلام) مره اخرى وهو يشاهد شحوب وجهها الذى يحاكى وجوه الموتى:
_ (رؤى) ارجوك انا لم اكن اريد سوى حبك ،اعلم اننى كنت انانى وتافهه ولكننى لم اكن اريد سواك .
لم تنظر اليه لا تستطع بذل هذا المجهود الجبار هذا فوق طاقتها على التحمل ، كل ما تمكنت من فعله هو الشعور بما يحدث حولها حينما سمعت (أدهم) يقول :
_ ولماذا لم تستفد بما فعلت ،لماذا لم تنتهز الفرصه وتعرض عليها حبك ،لماذا فعلت كل هذا منذ البدايه طالما انك لن تستفيد منه .
قال (اسلام) بحده :
_ كان هذا ما نويت فعله ان اهرع اليها واخبرها بحبى واحاول كسب ودها بعد ان تركتها انت وخاصة انك لم ترد على رسالتها فلم يكن هناك اى امل فى ان تفكر بك مره اخرى ، ولكن..............
لم يتمكن (أدهم) من انتظاره ليكمل ما يريد ، فقال بصرامه مخيفه وعيناه الغامقتان تحدقان فى (اسلام) الذى تراجع فى مقعده خوفا مما قد يفعله به (أدهم) :
_ كيف علمت بأمر الرساله تلك ، لا تقل انك انت الذى مسحها عندما وجدتك بمكتبى ، تكلم .
رد (اسلام) متعلثما :
_ ن......نعم ، كنت انا الذى اقنع (رؤى) بارسالها لك ......و.... وساعدنى فى ذلك اختها و(ولاء) دون ان يعلما ان هذا ما اريد ، ولكنها ظلت متردده ،و...ولكننى ...اقنعتها بأرسالها عندما حدثتها هاتفيا فى نفس الوقت الذى كنت اعلم انك نسيت هاتفك فى مكتبك ،اخذته معى حتى وصلت الرساله ومسحتها ، ثم....... اعدته مره اخرى ووقتها دخلت انت على وتمكنت من الهرب من غضبك وقتها بمعجزه .
كان غضب (أدهم) غير محدود كانت كل عضلاته متشنجه للغايه ووجهه مشدود من شدة محاولته السيطره على اعصابه الهائجه ، على الرغم من ان صوته لم يكن عالى الا انه كان مرعب وهادرا عندما قال وهو يضرب على المائده بقبضته حتى ان الاكواب اهتزت من عنف الضربه :
_ ايها الحقير ، انت انذل انسان رأيته بحياتى ولن يرحمك منى احد غير اننى لا اريد ان الوث يدى بأنسان مثلك ، حتى اننى اجد كلمة انسان غريبه عليك واسمى من ان تتصف بها .
كان خوف (اسلام) واضح وحاول ان يهدىء نفسه وان يقنع نفسه بأن (أدهم) لن يتهور ، وكان الهروب من امامه هو الفكره المسيطره عليه الان ولكنه اراد ان يقول كل شىء ل(رؤى) قبل ان يذهب ولا يحاول ان يريها وجهه مره اخرى ، فقال وهو ينظر اليها ويلتفت الى (أدهم) بين الحين والاخر ليرى متى سينقض عليه :
_ (رؤى) ارجوك انا كنت انوى ان اخبرك بكل شىء عندما عدت من السفر، نعم، فبعد التخرج اجبرنى والدى على السفر معه على الفور وهذا ما منعنى من البوح لك بحبى ، وعندما كنت بالخارج مع كل استبداد والدى والمشاكل الكثيره التى واجهتنى علمت كيف كنت انانيا وتافها ،وخجلت من نفسى كثيرا وقتها ولا تتخيلى الندم الذى كان يلاحقنى عندما كنت اتذكر حزنك ، وعندما عدت علمت انك خطبت فقررت ان اغلق هذه الصفحه تماما ، صدقينى يا(رؤى) انا نادم بالفعل على كل ما فعلت معك ولولا ذلك ما كنت قد اخبرتك بكل هذا ،انا اريد ان اريحك واريح ضميرى .
ثم اطرق قليلا وعاد يقول :
_ هل تسامحينى يا(رؤى) ، هل ستسمحين لى بالحصول على سماحك بعد كل ما فعلت ، هل يا(رؤى) ؟
كانت عيناها دامعتان وملامحها كلها متألمه ولكن مايبدو عليها لا يعادل ابدا ما تشعر به ،قبضه بارده تعتصر قلبها تشعر كأن احدا امسك بها كما الدميه وادارها فى الجو بعنف ثم القى بها فوق ارض صلبه جامده لا تقدر على تحمل صلابتها، فأنكسرت ، لا يمكنها ان تفكر او حتى تتحرك هاربه من امامهما ،لم تشعر الا و(اسلام) ينهض من مكانه ويتركهما بعد ان يأس من ردها ، وبعد برهه سمعت (أدهم) يقول بحنان ولوعه :
_ (رؤى) ارجوك تكلمى قولى اى شىء ،لماذا انت شاحبه هكذا .
قالت ببرود رهيب ناظره اليه بعينان باردتان كالثلج :
_ لماذا تزوجتنى يا(أدهم) ،هل لتنتقم منى على ما ظننت اننى فعلت بك ؟
_ لا يا (رؤى) ، لقد كنت على استعداد ان انسى كل ما قاله لى (اسلام) وابدأ معك من جديد كنت احبك بشده لم اكن اتصور حياتى بدون حبيبتى الصغيره ، وحينما تقابلنا فى اخر مشاجره لنا قلت لك انه عليك ان تختارى وتحددى موقفك ، كنت اريدك ان تقولى لى انك تريدينى انا وانك تحبيننى بصدق وليس كما قال (اسلام) ، انتظرت كثيرا كان رنين الهاتف عذاب بالنسبه لى ، رؤية اى فتاه ذات شعر اسود وطويل مثلك كانت تثير حنونى حتى اعرف انها ليست انت ،وبعد وقت طويل من الانتظار المعذب فهمت ان هذا هو ردك وانك لا تريدينى بالفعل وكلمت والدك وانفصلنا ، ولم اكن انوى ان اسلم قلبى لك او لغيرك ابدا كنت اشعر بكرامتى الجريحه كما لو كان الجرح ينزف طوال الوقت دون توقف فمع كل ما قاله (اسلام) قررت مسامحتك ومع ذلك فقد رفضتنى، كانت محاولة نسيانك تمثل عذاب دائم واضطراب مستمر، وانغمست فى العمل بشده كنت مجرد اله تتحرك فقط ولا تشعر بأى شىء ، هل تعرفين ذلك الاحساس الرهيب الذى يمزقك من الداخل ولا تعرفى ماذا تفعلى لتوقفى هذا الالم لا تستطيعى السيطره عليه ولا يمكنك فعل اى شىء لتوقفيه حتى تستسلمى اخيرا ولا يبقى لديك سوى القدره على الشعور الدائم به ، لم اكن احاول ان اسمع اى اخبار عنك حتى قابلت (ولاء) وزوجها ،علمت اننى سأراك فى الحفل وعاد الجرح القديم ينزف مره اخرى وكنت قد ظننته اندمل كنت اكرهنفسى الف مره فى اليوم الواحد لأننى مازلت احبك واريدك ، حاولت بكل الطرق ان اثبت لك اننى لا اريدك واننى نسيتك تماما حتى اتناسى كرامتى التى مزقتها من اجلك وانت وبكل بساطه اجهزت على البقيه الباقيه منها ، ولكن الضربه القاضيه كانت عندما رأيتك مع (اسلام) تدخلان هذا المطعم الذى نجلس به الان ، ظننت وقتها انك تركت (ايمن) من اجل (اسلام) حبك القديم الذى تركتنى من اجله _ كما كنت اظن طبعا _ وعندما رأيتك بعدها انت و(هنا) وعلمت انك ستتزوجى ب(ايمن) ومع ذلك كنت تقابلين (اسلام) ، اردت ان احرمك منه واعذبك كما فعلت ،ولم اكن افهم هل انت بالفعل سيئه لهذه الدرجه ، هل خدعت فيك لهذه الدرجه ،كنت تحيريننى بشده ،احيانا فى منتهى البراءه واحيان اخرى فى قمة الشراسه .
ثم اطلق زفره حاره منفسا عن توتره الناتج عن برود (رؤى) التام حيال مايقول ثم قرر ان يستمر فقال محاولا ان يبدو اكثر هدوءا وقد نجح فى ذلك حين تكلم قائلا :
_ ولكن مناقشاتنا الاخيره اشعرتنى انك لا تعرفى اى شىء مما قال (اسلام) ،كان احساس قوى للغايه يخبرنى انك لاتعرفى اى شىء عن ذلك فكلما تحدثنا فى ذلك الموضوع يتضح لى جهلك التام به وليس مجرد انكار، كنت افكر كثيرا لم اكن انام تقريبا من كثرة التفكير، واخيرا قررت ان انهى ذلك العذاب المستمر لك ولى ففكرت ان افضل شىء ان نتكلم سويا مع (اسلام) ، وهذا ما حدث بالفعل ، وحتى الان انا عاجز للغايه عن تصديق ان هذا ما حدث لنا وتسبب فى كل هذه الفرقه .
قالت هى بصوت خالى من اى تعبير :
_ بالفعل فأنت كنت تميل الى تصديق اننى خائنه ، هذا هو الدور الذى كنت تراه يليق بى اليس كذلك ،ولا تقل ان هذا حدث لنا ،فما حدث حدث لى وحدى ، (اسلام) رسم حولك كل هذا المخطط وانت صدقته ،اما الاهانه والعذاب والذل الذى رأيته على يديك كان من نصيبى انا وحدى ، تجلس الان وتحدثنى عن عذابك فى ليالى الوحده ولم تفكر لحظه فيما سببته لى بسسب شكك وعدم ثقتك بى ، انت كنت المخطىء فى كل هذا وليس (اسلام)، انت يا(أدهم) .
كان هذا دور (أدهم) ليتلقى صدمه عملاقه من جراء كلامها هذا ، قال محاولا الدفاع عن نفسه :
_ (رؤى) انا لم اكن ...........
قاطعته بحده قائله :
_ انا لا اريد منك اى تبريرات ،كل ما اريده هو شهران فقط على الاقل حتى احافظ على سمعتى ثم تطلقنى بعدها ، والان سنعود الى شرم وكأن شيئا لم يكن ، ولا تفكر ان تكلمنى او تتحدث الي فأنا مستعده ان اصرخ فى وجهك فى اى وقت واى مكان.
ثم نهضت واقفه من مكانها امام زهوله مما تقول ، وقبل ان تتركه متوجهه الى السياره قالت :
_ وحتى تكتمل ثقتك فأنا لم اكن على موعد مع (اسلام) وانما قابلته صدفه ودخلت معه لاحيى اخته ووالدته وخرجت بعدها على الفور...........
ثم اضافت ساخره :
_ اخبرك بذلك لأننى اعلم انك لن تتمكن من النوم وانك ستتعذب بشده اذا لم اخبرك بذلك وقد تحتاج الى دليل على كلامى ،ماذا افعل ياترى، يمكننى ان اخذك لوالدة (اسلام) لتؤكد لك ذلك ، او علك ستظنها كاذبه واننى اتفقت معها مسبقا .............
قاطعها عندما نهض من مكانه ممسكا بمعصمها قائلا بغضب :
_ كفى يا(رؤى) كفى .
_ لا هذا لا يكفى ،لا يكفى ابدا .
ثم تركته على الفور خارجه من المطعم بخطوات سريعه ، وخرج هو خلفها بعد ان حاسب النادل ، وكان الغضب يملؤه مما قالت ، ولكنه سيبذل كل مافى وسعه ليعيدها اليه مره اخرى ولن يسمح بأبتعادها عنه ابدا .

الى اللقاء مع البارت القادم باذن الله

waxengirl 22-12-07 12:49 AM

زووووووووووووووووززززززززززوووووووووووووووو
انا اول من رديت هاروح اقرا البارت وليينا عوده

hena 22-12-07 10:41 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة waxengirl (المشاركة 1134985)
زووووووووووووووووززززززززززوووووووووووووووو
انا اول من رديت هاروح اقرا البارت وليينا عوده

ياسلام.. طب مش لاعبة.. الاول اللى يقرى و يعلق.... يعنى ياماما أنا الاولى هههههة

زوزو الجزئين يجننوا .. بالاضافة للتطور الواضح فى الاسلوب ووصف المشاعر بين ادهم ر رؤى فعلا أستاذة
بس حسيت إن الجزء الثامن احلى و أجمل و تستحقى عليه درجة الدكتوراة عن الجزء التاسع
وميرسى أوى على العيدية الحلوة دى
و فى إنتظار النهاية اللى متاكدة إنها هتكون أبدع أجزائك


ام عمرو 22-12-07 12:12 PM

:rdd12tf:ازيك يازوزززززززززززززززززززززززوووووووووووووووووو
اولا احب اقولك كل سنة وانت طيبة
ثانيا انا من زمان معلقتش على الاجزاء السابقة على الرغم من انى بقراها اول باول
بس المرادى بصراحة انت بدعتى
الاحاسيس الكتيرة الموجودة بين ادهم ورؤى خلتى عاوزة ارد عليكى واقولك بصراحة انت بدعتى المرادى
وطبعا عند رؤى كل الحق عشان تزعل من ادهم
لان مش معقول مل ما واحد يقول لواحد عن خطيبتو حاجة يسدقها على طول
على الاقل يقولها يحاورها مش ينهى الموضوع على طول كدة من غير مناقشة
وننتظر الجزء الجديد بفارغ الصبر بس من غير ما تقصري في امتحانتك وربنا معاكى

زوغدانة 22-12-07 12:12 PM

هههههههههههههههه العبوا مع بعض ماتتخانقوش ياجماعه
وميرسىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى قوى ياhena على الكلام الفظيع ده
بس كنت عايزاك تقوليلى ايه بالظبط اللى احلى فى التامن من التاسع او ايه اللى موجود فى التامن ومالقيتهوش فى التاسع وبجد ميرسىىىىىىىىىىىىى ليكى كتييير ياحبى على الكلام ده


waxen girl تتعوض المره الجايه ان شاء الله انا لسه مستنيه تعليقك انتى روحتى فين كل ده راحه وجايه تانى يلا ياقمر بسررررررررررررررررررررررررررررررررررعه

teena200 22-12-07 04:43 PM

مساء الفل على احلى زوزو، شكرا يا حلو عالجزء اللي زي العسل، و مرسي الك كتير، و بليز ما تطولي علينا بالجزء الأخير

سوار العسل 22-12-07 07:30 PM

شكرا حبيبتي على الفصل الرااااااااااااائع جدا

سلمت يداك يا عسل

وكل عام وانتي بخير

dew 23-12-07 01:52 AM

يعجز لساني عن الكلام أمام هذا الإبداع ............فعلا مذهل يا عزيزتي :flowers2::flowers2:

نسائم الايمان 23-12-07 06:17 PM

بارت راائع جدااا
ونسره تستاهل الضربه على خدها ههه
ننتظرك ياعسل

زوغدانة 23-12-07 10:19 PM

مساء العسل ياteena200 يا قمر وميرسىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى ليكى انتى على الكلام الجميل ده اما بالنسبه لانى مااطولش عليكوا فى البارت الجديد فربنا يستر لان امتحاناتى خلاص هتبدا ومش عارفه هقدر انزل بارت جديد اثنائها ولا لأ



العفو يا سوار وميرسىىىىىىىىىىى جدا على ردك ياقمر



والله انت اللى مبدعه ياdew بجد مش مجامله وميرسىىىىىىىىىىىى بجد على كلامك اللى دايما يرفع من معنوياتى يخليها فى السما يا حبى



ميرسىىىىىىىىىىىىىىى كتييييييييييييييييير نسائم الايمان على ردك الجميل وانا مبسوته انك علقت هلى الاحداث لما قولت نسرين تستاهل ميرسى ياقمر

teena200 24-12-07 04:23 PM

شكرا الك كتير حبيبتي على ردك ، و الله يوفقك يارب بالإمتحانات ، بس ما تنسينا بالجزء الاخير ، و موفقه إن شاء الله

ام عمرو 24-12-07 10:41 PM

كده يا زو زو
انا زعلانه منك جدا :52:
وخلاص انا:asd::asd::asd::Taj52::Taj52:
علشان انت رديتى على الناس كلها الا انا



اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام عمرو (المشاركة 1135492)
:rdd12tf:ازيك
يازوزززززززززززززززززززززززوووووووووووووووووو
اولا احب اقولك كل سنة وانت طيبة
ثانيا انا من زمان معلقتش على الاجزاء السابقة على الرغم من انى بقراها اول باول
بس المرادى بصراحة انت بدعتى
الاحاسيس الكتيرة الموجودة بين ادهم ورؤى خلتى عاوزة ارد عليكى واقولك بصراحة انت بدعتى المرادى
وطبعا عند رؤى كل الحق عشان تزعل من ادهم
لان مش معقول مل ما واحد يقول لواحد عن خطيبتو حاجة يسدقها على طول
على الاقل يقولها يحاورها مش ينهى الموضوع على طول كدة من غير مناقشة
وننتظر الجزء الجديد بفارغ الصبر بس من غير ما تقصري في امتحانتك وربنا معاكى


زوغدانة 24-12-07 11:09 PM

والله والله والله والله والله والله والله والله يا ام عمر ماشوفت المشاركه بتعتك خاااااااااااااااااااااااااالصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصص مش عارفه ازاى والله مع انى بفتح على طول عشان اشوف الردود الجديده
وانا اقدر بردو ماردش عليكى ده انا حتى كنت لسه عماله اقول انك بقالك كتير مادخلتيش واول ماشوفت اسمك فى اخر رد امام اسم القصه قولت بنت حلال عشان كنت لسه فكراكى
والله ماتزعليش ابدا اوك
وكل سنه وانتى طيبه ياقمر وميرسىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىعلى الكلام الفظيع ده بجد مش عارفه اقولك ايه رفعتى من روحى المعنويه جدااااااااااااااااااااااااا
وانا مبسوته اوى عشان قولتى رايك فى الاحداث وانا معاكى فى ان رؤى معاها حق بس هو كمان مع انه صدق الكلام ده عنها بس كان مستعد يسامحها و اداها فرصه بس رسالتها موصلتوش والموقف كله سوء تفاهم جامد جدا
وميرسى على مرورك ياحبى

waxengirl 25-12-07 01:36 AM

يازوزو ياعسل التاخير غصب عنى:flowers2:

وعلى فكره hena انا كنت قاعده مستنيه البارت يعنى انا الاولى برضه:xx504868::xx504868:


--الاحداث روعه يازوزو المشاعر واضحه وشفافه تعبيرك عنها كان قمه فى الابداع وانا رايى ان المشاعر اى كانت حب كره غضب غيره امتلاك انانيه صداقه اخوه قوه ضعف الم وجع هو ابداع بحد ذاته وبيعطى اللى وصفه ابداع وتميز وانتى ابدعتى بوصف المشاعر يازوزو .
--الصراع المرير بين قلب وعقل ادهم فى البدايه كسب تعاطفى معاه وكنت عايزاه يكشف الحقيقه بسرعه _ بس لما عرفتها قلبت عليه 360 درجه _المهم انه بيحبها و برغم شكه فيها الا انه بيحاول من غير ما يحس انه يثبت باى طريقه انها كانت مظلومه وبرغم ان الحقيقه جت فى الاخر الا انه خد صدمه عمره من حوار رؤى معاه لما عرفت بالحقيقه كامله واسمحيلى مااقدرش التمس له العذر مجرد ان واحد يقول كلام يصدقه ليه ما كلمهاش ليه ما تمسكش بيها ليه كان مقتنع انها خاينه وانتهازيه واستغلته الشعور الوحيد اللى ممكن تكون حست بيه رؤى انه ما حبهاش لان ما وثقش فيها وصدق بسرعه من غير يقولها ويواجهها كل حاجه يسسسسسستاااااااااااااههههههههههههل كل اللى هيحصله بعد كده عايزاكى يازوزو بليز انك تعرفيه انه غلط فى حق رؤى غلطه كبيره ولازم يحس فى اوقات كتير انها بتضيع من ايديه وتصالحيهم فى الاخر بس بعد ما تطلعى عينه شريره انا صح ؟؟:mad:

--متوقعه ان رؤى بتكون بارده مع نسرين واشد برود مع ادهم وكفايه نظره منها تحسسه بالجرم اللى عمله .
نسرين وقحه تستاهل الصفعه من رؤى بس اعتقد انه لسه لدورها باقى هى هتسكت على القلم ده.وعلى فكره اللى نسرين فيه هو انها عايزه تمتلكه مش بتحبه.
المهم حوار رؤى الاخير قوه ممزوجه بالم ووجع عجبنى الحوار قوى قوى تستاهل ياادهم.


استمرى فى ابداعك يازوووووووووووززززززززززووووووووو و ربنا يوفقك

زوغدانة 25-12-07 01:18 PM

waxen girl ياقمر ولا يهمك كل اكلام اللى قولتيه ضيع اى اثر للتاخير ياجميل
وميرسىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى
بجد على الكلام الرائع ده وانا بكتب مابقاش متوقعه الاستقبال الرائع ده والتفاعل ده كله بجد ببقى مبسوته قوى اكتر من قوى كمان
واجمل حاجه ان اكتر من حد بدا يعلق عن الاحداث وده اجمل تفاعل كنت بتمناه
المهم خلينا معاكلى ياعسل توقعاتك فى محلها اكيد رؤى هطلع عين ادهم بس بردو هى عايشه صراع بين قلبها وعقلها
ومش عيزاكى تقلبى على ادهم ده البطل ولازم كل البنات تحبه ههههههههههههههههههه
وميرسىىىىىىىىىىى على مرورك اللى زى العسل ياحبى

doly 27-12-07 08:13 AM

ما شاء الله عليكي حقيقي قلبتي الاحداث
بطريقة رائعة وكالعادة وقفتي في حتة جميلة جدا
شوقتينا يالله خلصي بسرعة بانتظارك حبيبتي

زوغدانة 29-12-07 01:32 AM

مرسىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى ليكى كتير doly مش عارفه اقول ايه ادام الكلام الجميل ده







معلش يا نسائم الايمان هتاخر عليكوا شويه

mero2007 30-12-07 10:47 PM

برافوووووووووووووووووو يا قمر عالاحداث الجميله والاسلوب الشيق.
وعجبنى فعلا الفصل التامن اوى و خصوصا لانك اول مره تعبرى عن مشاعر واحساس ادهم وفعلا قدرتى توصلى احساسه بطريقه هايله بجد .
لكن كان ليا تعليق على رد فعل رؤى ..... هو انا ممكن اكون عزراها بس برضو ادهم مالهوش ذنب ده الكدبه وصلتو محبوكه اوى ( وانتى السبب فى ده ) وكمان هو اداها فرصه انها تكلمه لكن هى اكتفت بانها تبعت رساله بالرغم من ان مشكله زى دى مش المفروض انها تتحل بمجرد رساله المفروض تعرف سبب زعله منها ( بس طبعا مؤلفتنا عايزه كدا والا مكنش هيكون فى قصه اساسا ).
وللمره التانيه اسلوبك فى عرض مشاعر ادهم كانت تحفه.

زوغدانة 02-01-08 06:51 PM

mero ياعسل ايه بس الكلام الجميل ده انا مقدرشعلى كده والحمد لله اخيرا فى حد فى صف ادهم ، بس رؤى بعتتله رساله بس عشان وقتها ماكنتش تعرف هو اتخانق معاها ليه اصلا وكانت شايفه انه مدام هو زعلان منها يقولها الاول وبعدين يتخانق براحته ، وطبعا هو عشان كان شايط جدا عشان بيحبها ماكانش مستحمل انه يسألها ليه بتحبى واحد تانى
ومستنيه تعليقاتك على الشخصيات والاحداث فى اخر القصه ذى ما قلتى قبل كده ياقمر

hena 03-01-08 07:12 PM

زوزو وحشتينى مووووووووووووت

يا ستى الجزء التاسع كانت احداثه سريعة اوى لدرجة اللهاث مع انه لايخلو من الروعة.. تعرفى تحللى اللغز دة

مش عارفة.. يمكن توقعت لحظة كشف الحقيقة ( اللغز الغامض لعلاقتهم ) غير كدة و سرد اسلام للوقائع و توقعه لرسالة رؤى و تعامله مع الوضع بهذه الطريقة ؟؟؟؟؟؟؟

دة رأيى يمكن مش عارفة اترجم احساسى بالجزء دة وهذا لا ينفى إستمتاعى

يالله واصلى الابداع و متتاخريش


mero2007 04-01-08 03:17 PM


زوغدانة mero ياعسل ايه بس الكلام الجميل ده انا مقدرشعلى كده والحمد لله اخيرا فى حد فى صف ادهم ، بس رؤى بعتتله رساله بس عشان وقتها ماكنتش تعرف هو اتخانق معاها ليه اصلا وكانت شايفه انه مدام هو زعلان منها يقولها الاول وبعدين يتخانق براحته ، وطبعا هو عشان كان شايط جدا عشان بيحبها ماكانش مستحمل انه يسألها ليه بتحبى واحد تانى
ومستنيه تعليقاتك على الشخصيات والاحداث فى اخر القصه ذى ما قلتى قبل كده




اى خدعه يا باشا :party0033:

نسائم الايمان 12-01-08 02:17 PM

زوغدانه ويييييييييييييييييييييننننننننك
اتاخرتي علينا كثيررررررر:(

بوسي 18-01-08 02:29 AM

:flowers2::flowers2::flowers2::flowers2:
عزيزتي زغدانه....قصتك جميله جدا
واحداثها مثيره ومشوقه جعلتني لا استطيع فعل اي شئ
قبل انهاء قراءة جميع الأجزاء ...اسلوبك سهل سلس التعبير
وألأجمل قدرتك علي التعبير عن المشاعر الرومانسية الجياشه
الرجاء... الاسراع بباقي اجزاء القصه والتي اتمني ان تكون طويلة
وكثيره كي ( تطلع ) البطله عين البطل براحتها
بعد الي عمله فيها ....
واخيرا اتمني ان تقبليني صديقه لك.......ولكي جزيل الشكر علي
هذا المجهود الرائع:Thanx:

زوغدانة 18-01-08 02:48 PM

ميرسىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى
ليكى كتير جداااااااااااااااااااااااااا يابوسى على الكلام الرائع ده بجد مش عارفه اقول ايه واكيد طبعا ويشرفنى انك تكونى صديقه لى
ومعلش هطول عليكى شويه يا نسائم الايمان ياقمر عقبال ما اظبط البارت الجاى
وميرسىىىىىىىىىى على كلامك يا هنا يا عسل وهحاول اخد بالى من حتة تسريع الاحداث دى
ويارب يكون البارت الجاى عند حسن ظنكوا

mero2007 28-01-08 12:20 AM

ايه يا زوغدانه انتى بتزلينا يعنى علشان قلنالك القصه جامده ومستنيين الباقى؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
طيب انا هديكى فرصه واذا منزلتيهاش.............................




هضطر استنى برضو .... يعنى هعمل ايه

hena 28-01-08 03:42 PM

زوزو فيييييييييييييييييييييييييييينك

waxengirl 29-01-08 02:34 AM

زوزو الامتحانات اكيد خلصت انتى فيييييييييييييين؟؟ يلا وحشتينا

mero2007 06-02-08 01:31 AM

على فكره زوزو مخلصه امتحانات من 15 -1 ونتيجتها كمان طلعت ونجحت وشكلها كدا بتتقل علينا علشان قلنلها القصه حلوه.

hena 07-02-08 07:18 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mero2007 (المشاركة 1207385)
على فكره زوزو مخلصه امتحانات من 15 -1 ونتيجتها كمان طلعت ونجحت وشكلها كدا بتتقل علينا علشان قلنلها القصه حلوه.

ههههههههههههههههههههههههههههههههههة

حرام عليكى زوزو إرحمى mero2007 و إرحمينى و طمنينا عليكى
لحسن أنا بدأت أتوغوش عليكى ..... بالله بس ادخلى و ردى و قولى إنك كويسة و بخير و بس

.. حلا .. 08-02-08 01:18 AM

روايه رائعه

اسجل اعجابي بها :)

waxengirl 19-02-08 03:26 AM

زوغدانه انتى فين ؟؟ قلقتينا كتير ياريت اى حد من الاعضاء الاعزاء يعرف عنها حاجه يقولنا لان غيبتها طولت وما حدش يعرف حاجه عنها.

زوغدانة 23-02-08 12:27 AM

انا بجد اسفه جدا يا جماعه على التأخير ده ومش عارفه اوريكوا وشى ازاى بعد الغيبه دى كلها وكمان من غير اى بارت انا فى الاول ماكنتش عايزه ارد الا لما اخلص البارت الاخير لكن اعمل ايه بقى اتأخرت فيه قوى والهام كان مش عايز يجى خالص ولما حبيت ارد المنتدى مش بيفتح عندى عشان جهازى كان عليه فايرس ومن غير مااطول عليكوا اخيرا صلحت الجهاز لأن الفايرس بهدله خالص .......... انا بجد سورى عشان التاخير ده كله وان شاء الله البارت هيكون نازل قريب جدا
وميرسىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى
لmero & waxen gril& hena بجد مش عارفه اشكوركوا ازاى على الرغم من ان ميرو فتنت عليه بس يلا مش مشكله .....................سلام مؤقت ولقاء قريب جدااااااااااااااااااااااااااااااا ان شاء الله

waxengirl 23-02-08 12:35 AM

زوزو وحشتينىىىىىىىىىىىىىىى:flowers2: حمد الله على سلامتك ما يهمكيش ان ما فيش بارت المهم انك طمنتينا عليكى

زوغدانة 26-02-08 01:18 AM

ميرسىىىىىىىىىىىىىىىكتيييييييييييييييييييييييييييييييييييير لحلا وطبعا waxen girl
واخيرا الحمدلله هنزل اخر بارتين وسورىىىىىىىىىىىىىىىىبجد على التاخير ده كله ويارب يكونوا عند حسن ظنكوا واتمنى اشوف ردودكوا فى اقرب وقت ان شاء الله


الفصل العاشر :

منذ ان تركا المطعم وعادا الى المطار للعوده الى شرم لم تكن (رؤى) تتكلم وانما كانت تصرخ كل كلامها كان صراخا هذا ان تكلمت، وكانت عصبيتها واضحه للغايه وهى التى كانت دائما هادئه ومسيطره على نفسها ، حتى عندما حاول (أدهم) مساعدتها للصعود الى الطائره نفضت يدها من يده بعنف ومنذ ذلك وهو لا يحاول الاقتراب منها او التصدى لعصبيتها تركها تصرخ و تفعل ما تشاء، كم كانت اعصابها ثائره مما سمعت للتو لم تكن تتخيل ابدا ان تكون الحقيقه على هذا النحو لم تكن تتخيل على الاطلاق ان ما سمعته منذ قليل هو سبب كل ماعانت منذ ان تركها (أدهم) الى ان تزوجت به ،شعرت انه لايستحق كل هذا الحب الذى تحمله له فى قلبها ووعدت نفسها ان تذيقه مما اذاقها اضعافا ، وعندما عادا الى الفندق وصعدا الى غرفتيهما توجهت على الفور الى الفراش ونزعت منه غطاء ووساده والقت بهم على الاريكه ونظرت له بتحدى ان يعترض على ما تفعل ثم توجهت الى خزانة الملابس واحضرت منها منامه وروب طويل وهى تقول بحده :
_ اظن اننى لا احتاج لتوضيح انك ستنام هنا على هذه الاريكه .
ثم دخلت الى الحمام دون كلمه زائده ولكن بعنف وعصبيه زائده ، ومما ازاد عصبيتها انها عندما خرجت من الحمام وبعد ان مشطت شعرها وجدت ان الغطاء والوساده عادا الى مكانهما على الفراش فتوجهت الى صوب باب الحمام كالقذيفه والذى توجه (أدهم) اليه لتوه وصرخت قائله :
_ انا لن انام بجوارك ، انت تحلم بذلك .
لم يتكلم هو كانت تسمع صوت المياه ثم صوت استعماله لفرشاة الاسنان فقط ،لم يرد عليها ، اعصابها ثائره بقوه ولن تتحمل بروده هذا ، فتحت الباب بقوه وقبل ان تتكلم اطلقت صرخه عندما وجدته لا يرتدى سوى سروال منامته فقط وادارت ظهرها له على الفور قائله بتوتر وهى تعتصر يديها :
_ لماذا لا ترد علي انا لا اتحدث مع نفسى هنا .
لم ينظر اليها كان يحاول التركيز على ما يفعل متجاهلا غضبها واعصابها الثائره منذ ان تركا المطعم، وعندما لم يرد عليها التفتت اليه غاضبه محاوله التركيز على كلامها فقط متناسيه قلبها الصارخ حبا :
_ لماذا انت بارد هكذا يا(أدهم) انا لن انم بهذا الشكل ابدا .
فكر فى انه قد حان الوقت للحد من عصبيتها هذه والبدء فى محاولة استمالتها اليه فخرج من الحمام واقترب منها محاولا ضمها اليه وتهدئتها ولكنها انتفضت مبتعده لن تتمكن من تحمل اقترابه ستلبى نداء قلبها وترتمى بين زراعيه باكيه مرتجفه حبا ، بينما خفض هو زراعيه يائسا ،فكل ما يريده هو ضمها الى صدره فقط هل لهذه الدرجه لا تتحمل لمساته ، وقال دون ان يتحرك اليها مره اخرى بصوت يملؤه الحب والعذاب :
_ (رؤى) حبيبتى ،لماذا هذا العذاب ، لماذا تعذبين نفسك بهذا الشكل وتقتليننى بهذا الشكل ؟
_ الان حبيبتك ، الان فقط بعد ان عرفت الحقيقه وتأكدت بنفسك .........
ثم استدارت اليه قائله بصوت يشوبه الغضب والحزن :
_ لم تكتشف اننى حبيبتك الا بعد ان واجهتنى ب(اسلام) ، افترض ان (اسلام) كذب عليك للمره الثانيه ولم يقل الحقيقه ، ماذا كان سيحدث وقتها اذن .
تخللت يده شعره الفاحم قائلا بألم :
_ ولماذا نفترض شىء لم يحدث ، ثم ان وقتها كنت سأقرأ كل الحقيقه فى عينيك، لم تكذبا على مطلقا .
كشف فمها عن ابتسامه ساخره ومعذبه ايضا ،واتجهت الى الفراش اخذه منه الوساده والغطاء وقبل ان تستدير لتلقى بهما اليه كان هو خلفها تماما نازعا كل شىء من يدها برقه واعادهما الى الفراش ، التفتت اليه واللهب الازرق يتطاير من عينيها الواسعتان .
كانت تلك لحظه عاصفه التى التقت فيها عيونهما شعرت بماس كهربى يسرى الى اعماقها كانت تقاوم قلبها بشده والذى كان يصرخ طالبا الانسان الوحيد المتربع به ، نظرات الحب والحنان فى عينيه القويه كانت تعذبها خفضت اهدابها الكثيفه حتى تمنع عيناها من قول الكثير ،وهذا كل مااستطاعت فعله لم تطاوعها قدماها على الحركه ومع انها لا تنظر اليه الا انها شعرت به ، وجوده كان يملؤها رائحة عطره الرائع حتى انفاسه التى تلفح وجهها كانت تقول الكثير، رفع وجهها اليه متاملا كل شىء فيه كما لو كان يرسم ملامحها الحبيبه الى قلبه فى خياله ،لا بل كان يضيف صوره اخرى الى العديد من صورها التى لاتفارق زهنه ،ابعد خصلات شعرها عن جبينها هامسا بحب :
_ لما لا تنسى كل شىء ونبدأمن جديد ، انا لن اتحمل ان اظل بعيدا عنك اكثر من ذلك .
نظرت اليه بقوه غير عابئه بملامحه المتدفقه حبا ولا بقلبها المعترض قائله :
_ ولكننى انا سأتحمل .
وابعدته عنها متجهه الى الاريكه التى توجد فى منتصف الغرفه جلست عليها رافعه ركبتيها مستنده عليهما بذقنها مشبكه يديها حولهما، لا تعرف من اين اتتها كل هذه القسوه ولا كيف طاوعت عقلها على قول ذلك ،لم تحاول ان تنظر اليه كانت تعلم انه يتألم مما قالت ،والنظر اليه وهو فى هذه الحاله كان يكفى لذبح قلبها ، وازداد عذابها عندما سمعته يقول بلوعه :
_ ياالهى ، لماذا انت قاسيه لهذه الدرجه .
كانت ترفض ان تنصاع لأوامر قلبها الملتاع ، فأبت الا تقول بهدوء شديد :
_ تعلمت هذه القسوه منك .
وفجأه وجدته فوقها، حملها بكل قوه قائلا :
_ حقا ...اليك بعضا منها اذا .
كانت ترتجف بين زراعيه صارخه عليه بأن يتركها ، بينما كانت ملامحه جامده ولم يتركها الا ليلقى بها فوق الفراش ، وكانت هى بين شقى الرحى لم يلمسها ولكنه اتكأ بيديه على جانبيها فلم تتمكن سوى من ان ترتفع قليلا وتستند على ظهر الفراش وتمنت لو لم تفعل ذلك فقد اصبحت فى مستوى وجهه واقرب بكثير اليه ،بينما قال هو بحزم :
_ استمعى الي جيدا يا (رؤى) ، لقد اضعت الكثير وانا اتعذب لفراقك ولن اسمح بأضاعة الاكثر ونحن بعيدان عن بعضنا ،اعلم انك غاضبه منى بشده ، ولك كل الوقت حتى تهدئى ، وحتى يحين هذا الوقت سنتعامل كأى زوجين يحترما بعضهما و سننام نحن الاثنان هنا ، فأنا لن انام على الاريكه .........
كادت ان تفتح فمها لتقول له انها هى ستفعل لتبتعد عنه ، وكأنه قرأ افكارها اذ اكمل قائلا :
_ ولن اسمح لك انت الاخرى بفعل ذلك ، ولك ان تكونى متأكده اننى لن اقترب منك ابدا الا اذا شعرت انك انت الاخرى تريدين ذلك .
_ ستنتظر طويلا اذن لأنك لن تشعر بذلك ابدا .
قال بنظرات جريئه :
_ هذا ما تتحدث به شفتاك الجميلتان ولكن عيناك لهما رأى اخر.
كانت نظرة عينيه جامحه جريئه زلزلت كيانها ، بينما ضحك هو ممازحا :
_ ارأيت ، انك ترتجفين حبا لى .....
ثم اضاف بحنان بالغ :
_ حبيبتى هل علي تذكيرك دائما اننا زوجان .
اجابت بتحد :
_ لا بل عليك تذكير نفسك اننا سنترك بعضنا عما قريب .
لمع بريق الغضب فى عينيه قائلا :
_ تذكرى هذا بمفردك لأننى لا اوافق عليه وليس علي ان اتذكره فى الواقع .
ثم اضاف قبل ان تفتح فمها ونظرة جزل تطل من عينيه :
_ ولكن ما اتذكره هو تصرفات الاطفال التى تقومين بها الان لئلا تنامى بجوارى ،هل انت خائفه من مشاعرك لهذه الدرجه !
تغلبت على نظراتها المذهوله واستبدلتها بالغاضبه قائله :
_ خائفه من مشاعرى ..... نعم ... حقا ... قد اكون خائفه من عدم السيطره على مشاعرى وانقض عليك بينما انت نائم وا.....
قاطعها قائلا بتهكم مازح :
_ وترتمى بين زراعى نائمه بكل وداعه طالبه حبى، اليس كذلك ؟
_ قد تكون الوداعه اخر صفه يمكن ان تصف بها ما سأفعله .
قال وهو يبدأ فى الابتعاد متجاهلا ما قالت ولكن ابتسامته الجزله الساخره قالت ما لم يقل :
_ تصبحين على خير يا حبيبتى .
ودار حول الفراش لينام وينهى هذا اليوم الطويل عالما انها لن تتمكن من المعارضه بعد الان حتى لا تظهرخائفه من مشاعرها كما قال ، وقبل ان يلقى بالغطاء حوله وجد وساده وغطاء يسقطان فوقه ابعدهما والتفت اليها صائحا :
_ ما هذا .
قالت بجديه وبرود :
_ لا يوجد وسائد كافيه لأضعها بيننا ، لذا ستتغطى انت بغطاء وانا بغطاء اخر، ولا تتحرك وانت نائم لأننى اذا شعرت بأى اقتراب منك لن تجد الا الصفعه التى تلقتها (نسرين) فى انتظارك .
القى برأسه فوق الوساده هاتفا :
_ يا للنساء ، انت مجنونه تماما .
قالت والسخريه تقطر من صوتها وكلامها :
_ نعم ... اعذرنى يازوجى العزيز فقد جننت من مشاعرى الخائفه .
ارتسمت على شفتيه ابتسامه رائقه وهو يغمض عينيه ،بينما نامت هى على مضض مرتعبه ودعت ربها الا يحدث شىء ، لم تفكر ابدا انه زوجها كل ما فكرت به انها لا تريد ان تنهار مشاعرها مره اخرى امام حبها له كما حدث من قبل ، ولكن لما الخوف هى لن تتمكن من ذلك ابدا فبعد معرفتها لحقيقة ما حدث لن تتمكن من ان تغفر له شكه وعدم ثقته بها ، لن تتمكن من ذلك ابدا .

***************************

كان نومها متقلب جدا ومتقطع للغايه وعامر بالاحلام المتقطعه والتى لابد ان يظهر بها وجه (أدهم) ،فرؤيته نائم بجوارها كانت تثير فى نفسها الخوف والرهبه هذا غير الافكار الحزينه التى تفضى مضجعها، على الرغم من انه كان نائم بكل هدوء ووداعه ، وعندما استسلمت لعجزها اخيرا عن النوم كانت الساعه الثامنه تقريبا جلست على الفراش مستنده بمرفقها متأمله هذا الوجه القوى الوسيم، كان كما الاطفال ملامحه هادئه وناعمه ،كم ودت لو تتخلل شعره بأصابعها و تلامس بشرة وجهه الحليق ولكن سرعان ما طردت عن رأسها هذه الافكار، ثم لاحظت انه نائم على ظهره لم يتحرك بالفعل، هل هذا لكى لا يضايقها ام بفعل الارهاق فهو لم ينم تقريبا منذ ان حضرا الى شرم ، هل يشعر بها الان وهى تتامله هكذا ،كم تود لو تنام بين زراعيه ولكنها خائفه ... خائفه لدرجة تجعلها قادره على الابتعاد عنه ، كانت قريبه منه للغايه ومع ذلك تشعر بوجود حاجز عملاق مقام بينهما وعلى الرغم من حبها الكبير له الا انها تشعر ان هذا الحب اصغر بكثير من ان يتحمل الاهانه التى الحقها بها ، سرحت مع افكارها ومشاعرها للغايه حتى انها لم تشعر به وهو يتحرك حركه بسيطه مالبث بعدها ان فتح عينيه ببطء وقبل ان تدرك انه استيقظ بالفعل كان قد رأها جالسه هكذا بجواره قريبه منه على هذا النحو ، ابتسم لها بطريقه سحرتها وجعلتها تتسمر فى مكانها ، وعندما تحرك لكى يتكأ على ظهر الفراش انتفضت مبتعده كأنه كان سيهاجمها بينما ضحك هو قائلا :
_ لا تنتفضى هكذا انا اعتدل فقط ، كما اننى لم انس ما قلته لك بالامس .
ثم استطرد قائلا بحب :
_ ما اجمل ان استيقظ كل يوم واجدك قريبه منى لهذه الدرجه .
قالت ببرود لكى تنفى عنها تأمله :
_ لا تعتاد على ذلك حتى لا تتعذب فيما بعد ،ثم اننى كنت اهم بأن اوقظك .
وقفزت من الفراش، كانت هادئه للغايه وايضا متعبه ومرهقه جدا وبدا هذا واضحا على ملامحها الرقيقه ، بدا هو قلقا عندما رأها هكذا ولولا هذا ما كان تركها حتى تبدل جملتها البارده هذه فقال بهدوء يشوبه بعض القلق :
_ (رؤى) ألم تنامى جيدا ، الارهاق يبدو واضحا عليك .
_ لا... انا بخير .
نظر اليها غير مصدق ما تقول ولكنه لن يجادلها اكثر فى ذلك حتى لا يسبب لها الاحراج لأنها لن تقول له ببساطه انها لم تتمكن من النوم وهو بجوارها ابتسم بداخله ساخرا فهو لم يتمكن من النوم الا عندما تأكد انها بجواره حتى لو لم يكن قادرا على الاقتراب منها ،وهذا ما لن يتمكن من تحمله كثيرا فسرعان ما سيتعذب من اقترابه منها وابتعاده عنها فى نفس الوقت ،حاول الا يفكر فى هذا الان فقال بهدوء مرح ناهضا من الفراش هو الاخر:
_ حسنا ... انا سأنهض الان ،يوجد بعض الاعمال علي الانتهاء منها اليوم ،وسأعود عند الظهيره تقريبا .........
وامام نظراتها الدهشه حركها كما الدميه الصغيره لكى تتمدد على الفراش فى وضع النوم قائلا وهو يغطيها :
_ وانت عليك ان تنامى حتى اعود ، لنتناول الافطار سويا .
تشعر انه يعاملها كما الاطفال، وعلمت انه تبين عدم مقدرتها على النوم بجواره وما يطلب منها الان انما لكى تتمكن هى من النوم اثناء غيابه واخذ قسط من الراحه ،اه كم تحبه ،ومع ذلك كانت غاضبه من طريقته هذه كانت غاضبه منه ومن كل شىء يتعلق به وحاولت ان تعترض ولكنه وضع اصبعيه السبابه والوسطى على شفتيها قائلا بخفوت :
_ ارجوك ،مره واحده افعلى ما اقول دون اعتراض .
ارتجفت شفتاها تحت ملمس اصبعيه الدافئان اغمضت عيناها وتدثرت بالغطاء سريعا لا لشىء الا لتهرب من محاصرة عينيه .
وبعد اقل من نصف الساعه المليئه بالتوتر شعرت بخروج (أدهم) من الغرفه ،وشعرت اخيرا بالاسترخاء وايضا بالفراغ الكبير الذى تركه (أدهم) بعد خروجه ، انها تحبه حتى غضبها الشديد لم يغير ذلك وعلى الرغم من عذابات قلبها الا انها تشعر بكبر هذا الحاجز القائم بينهما والذى لن تتمكن من ان تتخطاه ابدا ، فكيف يمكنها ان تثق به ،كيف يمكنها ان تسلمه قلبها مره اخرى بكل هدوء وارتياح وكأن شيئا لم يكن .

*****************************

جلست (رؤى) بكل هدوء فى مطعم الفندق تحتسى فنجان من القهوه بعد ان انهت افطارها، الساعه الان الثانية عشروالنصف ظهرا و(أدهم) لم يأت بعد ،هذا افضل لها كانت تريد ان تنهى افطارها قبل ان يأتى ، فهى لن تجلس معه لتناول الافطار سويا كما قال وتنصاع لأوامره ناسيه كل شىء وكأنهما عاشقان فى شهر عسلهما بالفعل .
هاهو اتى اخيرا واراح عيناها من الدوران تجاه باب المطعم كلما دخل احد ،تراه يدخل المطعم وعيناه تدوران فى كل مكان بحثا عنها امسكت بالمجله التى احضرتها معها سريعا لتدفن وجهها بها، لم تكن ترى السطور ولا الكلمات حالة الترقب التى كانت تجلس بها منتظره قدومه منعتها من ذلك ، قلبها ينبض بسرعه جنونيه ،لماذا يحدث كل هذا معها لماذا لا تمحا صورته من قلبها وتنتهى من هذا العذاب بكل سهوله ، وفجأه وجدت المجله التى بيدها تقلب رأسا على عقب و(أدهم) يقول بتهكم :
_ ارى ان قدراتك الخاصه تطورت ياعزيزتى واصبحت تقراين بالمقلوب .
ضغطت على شفتيها غيظا ، وارتشفت قليلا من قهوتها ثم قالت :
_ كثرة التواجد معك تصنع المعجزات .
ابتسم ساخرا وهو يجلس قبالتها ، ثم قال بهدوء :
_ ارى انك انهيت افطارك ، متى استيقظت ؟
اجابت ببرود :
_ فى وقت من الاوقات .
نظر اليها بطرف عينيه وهو يشير الى النادل ، وبعد ان طلب ما يريد قال لها بهدوء حازم :
_ (رؤى) الن ننتهى من هذا ابدا.
_ نعم... سننتهى منه .... عندما تتركنى وشأنى .
_ هل يمكنك على الاقل التحدث معى قد ترتاحى من هذا الغضب بداخلك عندما تفرغيه بوجهى .
_ وهل تحدثت انت معى فى السابق ،لا تطلب منى ما لم تتمكن انت من فعله يا (أدهم) .
قال بكبرياء وعيناه مركزتان على عينيها :
_ هل يرضيك ان اعترف لك اننى اخطأت فى ذلك .
لا تعرف لما ثارت فجأه عندما قال ما قال وبدا ذلك عليها وهى تقول :
_ لا يا(أدهم) لن يرضينى انك اضعت خمس سنوات من حياتى فى محاولة نسيانك ولن يرضينى الطريقه التى جعلتنى اتزوجك بها والكارثه الكبرى ان سبب كل هذا لن يرضى حتى طفل صغير .
اندفعت خارجه من المطعم ، وتوجهت على الفور الى المصعد الذى يؤدى الى الشاطىء وذلك قبل ان يلحق بها (أدهم) .
سلكت طريقها الى غرفتها بخطوات غاضبه، ثم سمعت من ينادى عليها لم يكن هذا (أدهم) ،التفتت لتجد انها (عايدا) ، لقد نسيت كل شىء عن هذه العائله حتى (نسرين) ، هى حتى لم تتوقع ان تتكلم معها (عايدا) مره اخرى بعد ان صفعت اختها ولكنها توقفت وابتسمت اليها ابتسامه متوتره فغضبها من (أدهم) مازالت ناره تحرقها ،وجدت ان(عايدا) هى الاخرى تقترب مبتسمه حتى اصبحت امامها مباشرة وقالت بهدوء :
_ هل يمكننا ان نجلس فى مكان ونتحدث ؟
_ طبعا يا(عايدا) ....... طبعا .
اخذتها (عايدا) الى خليج نعمه اشهرمنطقه بشرم الشيخ وذلك بعد ان احضرت (رؤى) حقيبة يدها من غرفتها ،وجلستا فى احدى الكافتريات المنتشره به، المنطقه كلها تثير الراحه و البهجه بمحلاتها التجاريه التى تعرض منتجات البدو بشرم بكل الالوان الرائعه الخلابه التى تصر النظر وتخلب لب السائحين هذا بالاضافه الى وجه عايدا البشوش الباسم وبعد ان جلستا وطلبتا ماتريدان من النادل بادرتها عايدا قائله :
_ انا سأتحدث معك بصراحه ووضوح ، لن ادعى ان ما حدث بينك وبين (نسرين) لم يضايقنى ولكننى .........
ثم صمتت قليلا وبدا كأنها شردت ثم اكملت وعيناها تنظران بعيدا :
_ ولكننى كنت اتوقعه منذ ان علمت بزواج (أدهم) ، كنت اتوقع ثوره شديده وعدم استسلام من اختى وايضا لم اتخيل ان زوجته لن ترد على هذه الثوره ........
ثم نظرت الى (رؤى) قالت وفى عينيها رجاء :
_ ولكننى عندما تعرفت عليك املت فى ان تتفهمى ذلك ............
بدا ل(رؤى) ان (عايدا) لم تجد ما تكمل به جملتها لذلك بترتها واطرقت برأسها قليلا ، اشفقت عليها (رؤى) من افعال اختها ، وقالت لها بصوت حانى :
_ (عايدا) انا اسفه للغايه لما حدث بينى وبين (نسرين) ، لم اكن اريد لهاذا ان يحدث خاصة وان لها اخت رائعه مثلك ولكن كما قلتى لم يكن بأمكانى ان اصبر على افعالها ولكننى سأعدك بان احاول ذلك .
وابتسمت ابتسامه اشرق لها وجه (عايدا) .
عادت (رؤى) و(عايدا) الى الفندق- بعد قضاء اغلب النهار فى التسوق والتنزهه بين الشوارع - فى انسجام تام وبداية صداقه جديده سعد كل منهما بها ، ودعت (عايدا) (رؤى) الى رحلة سافارى اشترك بها (كريم) ابنها ،والخبر الجيد الذى استراحت له (رؤى) كثيرا ان (نسرين) لن تأتى الى هذه الرحله فهى تخشى على نفسها وعلى زينتها اكثر بكثير من ان تترك نفسها لتستمتع برحله كهذه وسط جبال البحر الاحمر الرائعه، ولكن كان فى انتظار(رؤى) الاسوأ وهو زوجها العزيز بالطبع ،وبالفعل كان يجلس مع (ماهر) و(كريم) فى صالة استقبال الفندق عندما وصلت هى و(عايدا) فى حوالى الخامسه والنصف، استقبلها وعلى شفتيه ابتسامه وفى عينيه غضب عارم لم تبالى به بل وجهت ابتسامه جذابه للجميع وقبل ان تجلس امسكها (أدهم) من مرفقها قائلا بهدوء :
_ ارجو ان تكونى استمتعت بيومك .
وبعد ان حيا الجميع همس فى اذنها وهو يجذبها عندما لاحظ منها مقاومه :
_ تعالى .... انا لن اكلك .
اشفقت (رؤى) بالفعل على هذا الباب المسكين الذى بفرغ (أدهم) فيه جام غضبه عندما اغلقه خلفه بقوه وهو يدخل بها الى غرفتهما ، كانت تعلم انه غاضب لأنه لم يكن يعلم اين هى طوال اليوم هذا بالاضافه الى هاتفها المغلق منذ الصباح وبالفعل قال لها والسخريه تمتزج بالغضب فى كلماته :
_ هل لسعادتك ان تتكرمى وتتعطفى اخيرا وتخبرينى اين كنت طوال اليوم .
قالت محاوله ان تبدو هادئه ولا تتأثر بغضبه :
_ كنت اتسوق ....الا ترى هذه المشتروات التى احملها .
_ نعم ... لا يمكنك تخيلى مدى سعادتى عندما اخبرنى (ماهر) انك مع زوجته والتى حدثته هاتفيا لتخبره انها ستتناول طعام الغداء بالخارج مع جنابك .
_ حسنا ... لقد علمت ... لا يهم كيف ولكنك علمت .
اقترب منها ببطء وقبض بيد قويه جامده على زراعها لا تقارن باليد الحانيه التى حاولت ان تضمها بالامس ، هكذا فكرت عندما شعرت بيده تؤلمها ، بينما قال هو بصرامه وغضب :
_ كررى ما فعلت اليوم مره ثانيه وانا اؤكد لك انك ستواجهى رد فعل لن تعجبى به ابدا.
لم تحاول ان تفلت زراعها من يده القاسيه بل قالت ببرود لا يظهر الم زراعها ويخفى الام قلبها وهى تنظر اليه بنفس القوه التى ينظر بها اليها :
_ انا لا افهم ما العيب فى التسوق .
افلت زراعها وابتعد قليلا قائلا بحزم ومازال الغضب يستعر بداخله :
_ عيبه اننى لم اكن اعلم به .
دلكت بيدها مكان اصابعه التى تركت علامه واضحه على زراعها وقالت بهدوء ساخر :
_ هذا فقط ... حسنا فى المره القادمه سأعلمك .
وادارت له ظهرها ،اغمضت عينيها على عذابها المرير، كم من المعذب ان تكون مدركه تماما انها تجرح احب انسان الى قلبها ، شعرت به وهو يقترب منها حتى اصبح خلفها تماما ، رفع يده محاولا وضعها على زراعها التى تؤلمها بسببه ولكنه وجد ان يده ترتجف من مجرد فكرة لمسها ، مررها فى شعره عوضا عن ذلك ، واستدار هو الاخر مديرا ظهره لها ، وشعر بها تتحرك وتشرع فى ترتيب الاغراض التى اشترتها ، حاول ان يهدىء من اعصابه الثائره عليه ان يصبر كثيرا على افعالها فعلى اى حال هو السبب فى كل هذا وهو ايضا من عليه اصلاح ما تسبب به ، اطلق تنهيده حاره لا تقارن بما يجيش به صدره، استدار اليها فوجدها تغلق خزانة الملابس وتستدير هى الاخرى ابتسم لها فابتسمت هى الاخرى مما اراحه كثيرا يكفيه فقط التطلع الى هذه الابتسامه لينسى العالم كله ، لم يكن يعلم ان هذه البسمه انطلقت اليه تلقائيا بدون اراده من صاحبتها ،ورأته (رؤى) يأتى نحوها ووقف قبالتها تماما ابعد خصلات شعرها عن كتفيها واراح يده على زراعها قائلا :
_ هل زراعك تؤلمك ؟
لماذا هو رائع وحانى دائما هكذا ،هذا صعب عليها كثيرا ، حبها له كان يعيش بداخلها وتتنفسه وينمو ويتفتح كل يوم اكثر من الذى يسبقه كما ورود الربيع الخلابه
ولذلك انطلقت الكلمات تخرج من بين شفتيها دون ان تتمكن من اللحاق بها لمنعها حيث تمتمت بأضطراب :
_ لا...لا.. انها جيده الان .
_ من فضلك يا (رؤى) لا تتغيبى بهذا الشكل مره اخرى دون ان تعليمينى بمكانك لان هذا كفيل بقتلى .
كانت تعلم ذلك ،كانت تعلم ان كل هذا الغضب نتيجه لقلقه وخوفه عليها ، فهو ابدا لم يكن متحكم او مستبد ولكنه كان يخاف عليها كثيرا حتى من نفسه ، ولذلك لم تتمكن من النطق بأى كلمه حتى الكلمات القاسيه التى يمكنها قولها لا تريد ان تخرج وحبها ليس افضل حالا فهو ايضا يأبى الخروج والطفو على السطح ،كان هو ينظر اليها ولمست اصابعه وجنتها الحمراء الساخنه ممازحا اياها قائلا :
_ هل افهم من صمتك هذا انك ستكونى سعيده بموتى قلقا عليك .
_ (أدهم) لا تقل هذا ........
اندفعت الكلمات منها مع نبرة الزعر فى صوتها كما اندفعت يدها الى شفتيه لتمنعهما من الاسترسال وقبل ان تدرك ما فعلت كان قد امسك يدها قائلا وهو يضحك و يقرب وجهه من وجهها محاولا قدر الامكان التحكم بمشاعره حتى لا يفعل ما يريد ،كما وعدها :
_ لا تخافى يا حبيبتى اعلم انك لن تتمكنى من العيش بدونى .
انهى كلامه طابعا قبله رقيقه فى كفها الناعمه والتى سحبتها سريعا وتجاوزت (أدهم) حتى تدارى احمرار وجنتيها اثر لمسته وقالت بأضطراب طفيف نجحت نوعا ما فى السيطره عليه :
_ (عايدا) دعتنا الى رحلة سافارى اشترك بها (كريم) ... من المؤكد ان (كريم) اخبرك .... انا اخبرتها اننى ارحب بالذهاب معهم .
ابتسم (أدهم) لتهربها من مغازلته لها ومن مشاعرها ايضا وعلم انه بدأ يجد طريقا مزدهرا الى قلبها مره اخرى ، وضع يديه فى جيب سرواله وقال بهدوء واثق :
_ كنت اعلم انك ستحبى ذلك فأخبرت (كريم) اننا اتيان معهم .
التفتت اليه وقالت متعجبه :
_ وكيف علمت اننى سأحب ذلك ؟
هز كتفيه وقال ببساطه :
_ علمت .... فقط ... بدون كيف .
ثم اطرق وبدا كأنه انهى جملته ثم عاد ونظر اليها واخرج احدى يديه من جيبه واشار بها اليها قائلا بجديه شديده وكأن الامر خطير:
_ انت مدعوه اليوم على العشاء ..... ولا يوجد اى عذر يجعلك تتنصلى من هذه الدعوه .
تسائلت بتعجب بالغ لطريقته :
_ انا .. ومن الذى يدعونى ؟
واعاد يده الى جيبه وقال باسما بخفوت وهو يعاود الاقتراب منها :
_ انا .
رددت هامسه :
_ انت !!!
_ نعم ...انا ....
ثم اضاف بنعومه :
_ هل تمانعين ؟
تعلثمت قائله :
_ لا ... ولكن .....
قاطعها قائلا برقه :
_ هل تريدين ان ادعو معك جيش اخر من المدعوين .
تطلعت اليه متسائله فقال باسما :
_ حتى لا تخافى من التواجد معى بمفردك .
لم يكن فى وسعها سوى ان تبتسم وتأوهت بداخلها كم تحبه ، ولكنها مازالت خائفه من منحه ثقتها مره اخرى، هل ستتمكن فى يوم من نسيان كل ماحدث... لا تعلم ، وعندما شاهد ترددها قال بهدوء :
_ يمكننا تأجيل هذه الدعوه ليوم اخر ونكتفى اليوم بمشاهدة العرض الجديد الذى سيتم فى ملهى الفندق .
اندفعت قائله :
_ نعم هذا افضل .
لاحظت غيوم الحزن التى علت وجهه عقب جملتها ، ولكن سرعان ما اختفى كل هذا وقال محاولا اغتصاب ابتسامه مرحه :
_ حسنا … انا ايضا تسوقت وابتعت هذا .
وتوجه الى خزانة ملابسه واخرج منها علبه كبيره وضعها فوق الفراش وقال ل(رؤى) :
_ هيا … افتحيها .
كان بها فستان جميل للغايه ابيض اللون ضيق عند الخصر وينتشر عليه التطريز الفضى البراق ويقل هذا التطريز الى اسفل الفستان حتى يبدو وكأنه كما النجوم الصغيره التى تخطف الابصار، امسكت الفستان بين يديها وقالت بأنبهار :
_ انه رائع للغايه ....
ثم اضافت ضاحكه :
_ هل هو لك .......
ضحك قائلا :
_ فى الواقع لم اجد منه ما يناسب قوامى ... ففضلت احضاره لك والاكتفاء برؤيته عليك فقط .
ثم اضاف وهو ينظر فى اعماق عينيها الرائعتان :
_ عندما رأيته تخيلتك على الفور وانت ترتدينه ، كما اننى اعلم ان اللون الابيض هو لونك المفضل فلم اتردد فى شرائه .
تاثرت (رؤى) للغايه لأنه مازال متذكر لونها المفضل ، وقالت عندما رات قياس الفستان :
_ ومازلت تذكر قياسى ايضا .
_ لا يمكننى ان انسى اى شىء يخصك يا حبيبتى .
شعرت فجأه كأنها استفاقت من حلم صغير وانبت نفسها على انغماسها فبه،فأستقامت وجمدت ملامحها فجأه وقالت ببرود :
_ يبدو ان كل منا يتمتع بذاكره قويه فانا ايضا اجد صعوبه كبيره فى النسيان .
فهم ماتشير اليه ووجدها تبتعد متوجهه الى الحمام لتبدأبأرتداء ملابسها استعدادا للتوجه الى ملهى الفندق .
شعرت ان عيناه تريد ان تأخذها بعيدا لتعبر لها عن كل ما بداخله من حب ، راودها هذا الشعور عندما احتوتها زراعاه وهما يرقصان على النغمات الناعمه فى ملهى الفندق من نفس الليله على الرغم من انها تمنعت اكثر من مره وحاولت التهرب من محاولاته المستمره لمراقصتها ولكنه فى النهايه تمكن من الحصول على موافقتها بالتحايل على ردودها فذكائه كان يمكنه من فعل ذلك بكل سهوله ويسر، كانت الان تشعر بكل خلجه من خلجاته تعبر عن شىء, كل حركه تصدر عنه كان لها معنى خاص ، شعرت انه يقربها منه اكثر ويزيد من ضمها اليه لم تقاومه كانت هى الاخرى تريد ان تشعر به وتلمس الامان الذى لا تشعر به مع سواه ولكنها كانت تظهر البرود بين زراعيه حتى لا يشعر بمشاعرها هذه وقد نجحت فى ذلك الى حد كبير جدا، كم تريد ان تنسى كل شىء وتبدأ معه من جديد ولكنها تحتاج الى وقت اكبر ولكن كيف يتوفر لها هذا الوقت وهو دائما قربها يبثها حبه ويحاصرها هكذا، لا لن تتمكن ابدا من ذلك ، شعرت به يبعدها عنه قليلا ويهمس لها قائلا :
_ هل اخبرتك من قبل كم ان قصة شعرك هذه جميله ؟
_ لا ..لم تخبرنى .
_ حسنا .... انها جميله للغايه .
قالت بطريقه عاديه حاولت ان تودعها اكبر قدر من الامبالاه :
_ لم اظن انك لاحظتها فهى تختلف قليلا عما كانت عليه ايام كنت فى الجامعه.
_ فى الواقع لقد لاحظتها منذ ان رأيتك فى حفل (ولاء) .
وضع يده فى شعرها وتأملها مضيفا :
_ انها تعجبنى للغايه ........
ثم اضاف بحب جارف :
_ عندما رأيتك فى حفل (ولاء) لاحظت على الفور انك غيرت من طريقة تصفيف شعرك ،وما قادنى للجنون غير نظرات (ايمن) لك بالطبع يقينى بانك ستظلى تسلبى عقلى كما سلبتى منى قلبى منذ ان رايتك اول مره .
ارادت ان تلقى اليه برد لازع عندما اتى على ذكر(ايمن) ولكن فجأه انطلق رنين هاتفه الجوال مما افزع (رؤى) وشعر هو بأنتفاضتها الطفيفه بين يديه فأبتسم قائلا وهو يخرج هاتفه من جيب سرواله :
_ اعذرينى ياحبيبتى علي ان اتلقى هذا الاتصال ، يمكنك العوده الى مائدتنا لحين انتهى منه .
وبالفعل عادت الى المائده وهى تحاول جاهده ان تبعد عن خيالها صورة (ايمن) وهو يلقى الدبله بوجهها وفى عينيه كل الالم والكره، وبعد فتره ليست طويله جائها النادل يحمل عصير مانجو قائلا :
_ سيدتى لقد طلب منى الاستاذ (أدهم) ان ارسل لك هذا حالما تنتظريه .
ابتسمت بتهالك وشكرته وبدأت فى ارتشاف العصير المنعش حالما يعود (أدهم) لتعطيه نصيبه من غضب ذكرياتها .
انهى (أدهم) اتصاله الذى اتاه من مكتبه المسئول عن حسابات مشروعات (ماهر) فى شرم ثم عاود الاتصال بمكتبه فى القاهره وقبل ان يشرع فى ذلك وجد من يربت على كتفه فالتفت ليجدها (نسرين) تفاجأ بوجودها بينما قالت هى بتمايل ودلال :
_ ماذا تفعل هنا .
ثم اضافت بنبره ذات معنى :
_ ولماذا انت بمفردك !!
نظر اليها من رأسها حتى اخمص قدميها ،كانت ترتدى ملابس تفضح اكثر مما تخفى ،ابتسم ساخرا ، من الواضح انها لن تستسلم ابدا ، ويبدو انها فهمت ابتسامته هذه بالطريقه التى ترضيها اذ قالت بنعومه ودلال :
_ انا ارحب جدا بأن انضم اليك ...
ثم اضافت بنبره هازئه :
_ فيبدو ان زوجتك تلك ..........
انقض عليها ممسكا بكتفيها بقوه يهزها بعنف وهو يقول :
_ (نسرين) اذا تعرضتى ل(رؤى) مره اخرى بالفعل او بالكلام او حتى بالنظرات، فسأضعك فى اقرب طائره متوجهه الى القاهره ، وصدقينى انا قادر على فعل ذلك ولن يمنعنى اى احد .... هل تفهمى ذلك .. اى احد .
نظرت اليه بقسوه وحده ثم اندفعت الى داخل الملهى ، ولم يبالى هو بها وقام بأجراء المحادثه التى كان ينوى القيام بها قبل ان تقتحمه (نسرين) ثم توجه الى الملهى كان الصخب عند حلبة الرقص عالى للغايه وتوجه(أدهم) الى المائده التى من المفترض ان تجلس بها (رؤى) ولكنه لم يجدها وبلمحه خاطفه نظر تجاه حلبة الرقص ولكنه ما لبث ان اعاد النظر اليها مره اخرى متفاجاا بوجود (رؤى) ترقص مع شخص لا يعرفه ، تسائل ماالذى تسعى اليه .... توجه الى حلبة الرقص وازداد غضبه عندما سمع ضحكة زوجته العاليه وتمايلها الرقيع بين زراعي هذا الشاب،وطبعا اعترض رقصتهما قائلا بتهكم غاضب :
_ اشكرك على تسلية زوجتى اثناء غيابى ... هل تسمح .
وتنحى الشاب على الفور، وجدت (رؤى) نفسها بين زراعى (أدهم) الذى تفاجأ عندما وجدها تقول وهى تتمايل بين يديه :
_ لماذا انت متجهم هكذا ... هيا راقصنى .
قال (أدهم) بزهول عندما سمع طريقتها المائعه فى الكلام :
_ (رؤى) هل انت ثمله ؟
اطلقت ضحكه عاليه للغايه وقالت :
_ لقد شربت عصير المانجو الذى ارسلته لى ... لقد كان رائعا جدا .
ثم ابتعدت عنه ودارت عائده اليه بطول زراعه وزراعها ثم ابتعدت مره اخرى و دارت حول نفسها ولكنه جذبها اليه حتى لا تقع فى النهايه بسسب تطوحها الواضح فأطلقت ضحكه عاليه اقل ما يقال عنها انها خليعه وهى تميل الى الخلف مستنده على زراعه حتى لا تقع من تأثير الخمر والضحك فقال لها (أدهم) بقوه :
_ انا لم ارسل لك عصير مانجو ، ثم من فضلك لا تضحكى هكذا .
_ لماذا .. هذا الشاب ... أ.. لا اذكر اسمه .... ولكن لا يهم ...المهم انه اخبرنى ان ضحكتى رائعه .
_ لا بد ان تكون رائعه بالنسبه له ، هيا يجب ان نعود الى غرفتنا وانت فى مثل هذه الحاله .
ظلت متشبثه به وقربت وجهها منه اكثر حتى اصبحت المسافه بين وجهيهما لا تتعدى عرض الاصبع الواحد قائله :
_ وما بها حالتى .. انا اريد ان ارقص اكثر .
_ لا هيا بنا.. سوف ترقصى فيما بعد .
ظلت معلقه احدى زراعيها على رقبته وبيدها الاخرى كانت تفك له زرار قميصه الاول وقالت بجرأه ودلال اكثر من العادى :
_ اه ...
_ هيا ... هيا .
_ الى اين ؟
كانت هذه (نسرين) فكر (أدهم) بداخله ان هذه الفتاه دائما تهبط عليهم كالكارثه وتواجدها الان لا يريحه على الاطلاق ، نفض عنه افكاره هذه وقال وهو يتحرك :
_ (نسرين) لا وقت لنا لك الان ابتعدى .
_ لماذا لأن زوجتك ثمله .
اضائت الفكره فى عقله على الفور وقال لها والشرر يتطاير من عينيه :
_ انت التى ارسلت لها هذا العصير .. اضفت اليه خمرا يا(نسرين) .
ضحكت قائله :
_ هذا اقل واجب افعله معها ، ومع ذلك مازال يوجد دين علي لها لم اوفه بعد .
وقبل ان يستوعب (أدهم) ماذا تقصد اوماذا تريد ان تفعل كانت قد جذبت (رؤى)- التى لم تكن تشعر بالحديث الدائر بينهما وكانت منشغله بدندنة اغنيه بصوت عالى- من بين زراعيه وصفعتها صفعه كانت من القوه بحيث اعادتها مره الخرى الى زراعى (ادهم) فاقده الوعى .
وقبل ان تهرب من امامه جذبها من زراعها بيده الحره وهزها بعنف قائلا بغصب بالغ اخافها وجعلها تتمنى لو لم تفعل ذلك :
_ انا اسف للغايه لأنى قلت لك لو تعرضتى لزوجتى مره اخرى سأضعك فى الطائره ، كان على ان اقول لواحده مثلك اننى سألقى بك فى اقرب سلة مهملات.
ثم تركها بعنف كادت ان تقع معه ولكنها تمالكت نفسها فى اللحظه الاخيره وانطلقت هاربه من امامه ، بينما حمل (أدهم) (رؤى) بين زراعيه وعاد بها الى غرفتهما واقسم ان يجعل (نسرين) تدفع ثمن ذلك غاليا .

****************
استيقظت (رؤى) على صوت مطارق تدق بقوه فى رأسها وصداع شديد للغايه للوهله الاولى لم تعرف اين هى ولكنها مالبثت ان تذكرت انها فى الفندق الذى تقضى به هى و(أدهم) شهر عسلهما المزعوم ، لم يكن (أدهم) بالغرفه حاولت ان تنهض من الفراش ولكنها لم تتمكن من ذلك ، كانت تشعر بتعب بالغ فى جميع انحاء جسدها ، حاولت تذكر احداث الامس والتى قد تجعلها متعبه هكذا ، وبعد عناء كان اخر شىء تتذكره انها كانت تجلس بأنتظار (أدهم) حالما يتنهى من المكالمه التى اتته ولكن بعد ذلك لم تكن تذكر اى شىء .
فتح باب الحجره واطل عليها (أدهم) منه ابتسم عندما رأها مستيقظه وقال :
_ صباح الخير .
وبدون ان تعرف ماذا ينوى ان يفعل كان قد اقترب منها فابعد خصلات شعرها القصيره الناعمه عن جبهتها البضه طابعا عليها قبله رقيقه للغايه كادت ان تذوب معها ولكن جرح قلبها مازال ينزف مؤلما فسرعان ما استفاقت وابعدته عنها قائله :
_ قلت انك لن تلمسنى .
قال ممازحا :
_ هذه مجرد لمسه ابويه يا (رؤى) .
ابعدت ناظريها عنه متجاهله ما قال ،وقالت وهى تنهض من الفارش :
_ ما الذى حدث بالامس انا لا اذكر اى شىء ولا حتى كيف اتيت الى الغرفه لا اعرف لما.....
قطعت جملتها وهى تتأوه عندما ازدادت المطارق دقا فى رأسها نتيجة حركتها واسندها هو وقال وهو يساعدها على العوده الى الفراش مره اخرى :
_ لابد ان تتناولى فطورك اولا ثم نتحدث عما تريدين ان تعرفيه .
ثم توجه الى الهاتف الموجود بالغرفه وطلب من الاستعلامات احضار فطور (رؤى) الى الغرفه وما ان وضع السماعه حتى عادت تسأله :
_ هل لك ان تخبرنى بالسبب الذى يجعل مطارق الدنيا كلها تقرع بداخل رأسى .
وعندما كاد ان يتكلم قالت له رافعه يدها امامها :
_ ولا تقل لى عندما انتهى من تناول افطارى .
_ بل سأقول لك هذا يا(رؤى) فأنت بأى حال متعبه ولن تتمكنى من سماعى جيدا بهذا الصداع المؤلم برأسك .
لم تجادله كثيرا لان رأسها يؤلمها بالفعل ، ولم يتأخر الافطار وبعد الحاحات كثيره من (أدهم) تناولت النذر اليسير منه فكانت شهيتها مفقوده للغايه ، ثم عادت تسأله مره اخرى وهى ترتشف كوب القهوه باللبن :
_ هل لك ان تخبرنى الان بما فاتنى من احداث الامس .
قال مباشرة وبجديه لا تسمح بأى مجال للشك فيما يقول :
_ حسنا .. لقد تناولت كميه كبيره من الخمر بالامس مما جعلك تتصرفى تصرفات ...... طائشه ، وبعد ذلك .....
لم يكن يرغب فى ان يقول لها ان (نسرين) اعادت اليها الصفعه وان ذلك هو الذى تسبب فى فقدها لوعيها بالاضافه الى انها كانت ثمله ، حتى لا يزيد من ضيقها فأسترسل بهدوء :
_ وبعد ذلك فقدت الوعى وعدت بك الى الغرفه ، ولذلك فانت تشعرى بهذا الصداع وايضا لا تذكرى ما حدث بعد ان تناولت الخمر .
اتسعت عيناها بزهول فعلى الرغم من انه يصعب عليها تصديق ما يقول الا انه يتكلم بجديه وثقه تامه ،ارتعشت يدها التى تحمل كوب القهوه باللبن وقالت له وهى تناوله الكوب :
_ هل لك ان تأخذ منى هذا ، ثم تخبرنى ان كل ما قلت مجرد مزحه سخيفه .
ابتسم اخذا منها الكوب وقال بحنان بعد ان وضعه فى صينية الافطار :
_ نعم يمكننى ان اخبرك ان كل ما قلت مجرد مزحه سخيفه اذا كان هذا ما تريدين.
_ لا يمكننى تصديق ما تقول فانا لم اشرب الخمر فى حياتى ابدا فكيف شربته بالامس ولا اذكر ايضا .
_ هل تذكرى اى شىء بخصوص عصير مانجو .
صمتت برهه ثم عادت تنظر اليه وتقول كأنها تستعيد افكارها من بعيد :
_ نعم اذكر ... تقريبا ان نادل ما احضره وقال انك ارسلته لى .
_ حسنا ... انا لم ارسل لك شىء وانما كانت ...( نسرين).. هى التى ارسلته لك وتقريبا قالت للنادل ان يقول لك هذا حتى تضمن ان تشربيه دون ان ترتابى ، وكانت قد وضعت به كميه ليست بالقليله ابدا من الخمر .
_ ياللهى ... لا يمكننى تصديق ذلك .... لا يمكننى .
اسندت رأسها الى الفراش واغمضت عينيها بحزن وغضب ، ثم فجأه فتحتهما مره اخرى وقالت له :
_ اذا كنت قد فقدت الوعى كما تقول فمن بدل لى ملابسى فأنا الان ارتدى منامة نومى وليس فستان الامس .
هز(أدهم) كتفيه ولم يحر جوابا ، قفزت من الفراش وصرخت به :
_ يااللهى يا(أدهم) .. انت من بدل لى ملابسى ، كيف فعلت ذلك ؟
كان يعلم انها ستثور،ولكنه لم يفكر حتى ان يهتم لذلك كل ما كان يهمه ان يعطيها اكبر قدر من الراحه والتى كانت تحتاج الى كل زره منها والتى لن تتوفر ايضا بنومها بفستان سهره ، لذلك ظل جالسا كما هو على طرف الفراش وتطلع اليها قائلا بهدوء :
_كما ابدل ملابسى تماما ، الم تعلمى اننى تعلمت ذلك منذ كنت فى الصف الاول الابتدائى .
قالت بعصبيه شديده تحاول ان تدارى بها خجلها البالغ مما حدث :
_ هل تمزح !! من الذى اعطاك الحق لتفعل ذلك .
وهنا وقف هو الاخر وقال بغضب لأنها تركت كل ماحدث بالامس وتضايقت بسسب الشىء الاقل اهميه على الاطلاق :
_ الذى اعطانى الحق هو اننى زوجك ام انك نسيتى ذلك .
_ لا بل من الواضح انك انت الذى نسى اننا ستنرك بعضنا فى اقرب وقت وان زواجنا هذا على الورق فقط .
_ لا تجبرينى على تحويله الى زواج حقيقى يا(رؤى).
_ انت لا تجرؤ على ذلك بدون ارادتى .
_ انت لا تريدين حقا ان اريك اذا كنت قادرا على ذلك ام لا.
نظرا الى بعضهما بتحد وعلمت (رؤى) انه قادر على تنفيذ ذلك بالفعل لأنه اقوى منها بمراحل جسديا على الاقل ،فتركته واندفعت الى خزانة ملابسها واخذت منها سروال قطنى ابيض قصير وبلوزه حريريه صفراء اللون، واندفعت الى الحمام لتغتسل وتغير ثيابها ، كانت تتحرك بمنتهى الانفعال كان الغضب يغلى بداخلها ، خرجت من الحمام بعاصفه بينما كان هو يقف عند مدخل الشرفه متطلعا الى البحر ، وقفت امام طاولة الزينه لتمشط شعرها وتكلمت بعصبيه :
_ وطبعا (نسرين) الان تجلس امام الشاطىء مستمتعه بدفء الشمس وبما فعلته بى ، بينما انت وقفت امام كل هذا مكتوف الايدى .........
ثم القت بالمشط على الطاوله بعنف والتفتت اليه بقوه جعلت شعرها يتطاير حولها معبرا عن هول العاصفه التى تثيرها وقالت بعصبيه زائده وهى تلوح بزراعيها فى الهواء :
_ لم تفعل شىء ل(نسرين) هانم حتى لا تفقد وظيفتك ومرتبك الضخم عند (ماهر)،اليس كذلك ؟
اندفع اليها وهو يحاول السيطره على غضبه اذاء كلماتها الجارحه ، وامسكها من كلتا زراعيها يهزها بقوه حتى تصمت قائلا :
_ هل تدركى جيدا ماذا كنت سأفعل بأحد غيرك لو كان جرؤ على قول مثل هذا الكلام لى، لقد القيت ب(نسرين) فى اول طائره عادت الى القاهره فجر هذا اليوم امام عينى (ماهر) و(عايدا) .
ثم تركها لخجلها من ظنها السىء به واندفع خارجا من الغرفه ، ومره اخرى اشفقت (رؤى) على هذا الباب .
********************************

الفصل الحادى عشر :

_ صباح الخير ياصاحبة العيون الزرقاء .
كانت (رؤى) متمدده على احدى مقاعد الشاطىء امام البحر بعد هذه المشاحنه التى حدثت مع (أدهم) ولم يكن ينقصها ابدا تطفل اى احد، ولذلك لم تحاول حتى ان تنظر الى الرجل الذى القى هذه العباره لترى من هو بل قالت ببرود وفروغ صبر:
_ من فضلك .. انا اعانى من صداع اكثر من رهيب ومزاجى ليس فى احسن حالاته على الاطلاق ، لذلك يمكنك الذهاب ومعاكسة فتاه اخرى ،لأنك لو اضفت كلمه زائده فأقل شىء سأفعله اننى سأنادى امن الفندق .
قال الفتى وهو يجلس على طرف مقعد من مقاعد الشاطىء بجوار (رؤى) المتمدده على احداهما :
_ مهلا ...مهلا ، انا لا اغازلك او اتطفل عليك، لقد تعرفنا بالامس ، الا تذكريننى .. انا (ماجد) المرشد السياحى .
نظرت اليه بغضب لأنه تجاهل تهديدها فوجدت شاب لا تعرفه يصغر(أدهم) بقليل بهى الطلعه كان يبتسم فى وجهها ،وقالت له وهى معتقده انه يفعل ذلك انما ليذكر لها اسمه فقط وليس لأنهم تعارفا على الاطلاق :
_ حقا.. تشرفت كثيرا، والان هل يمكنك تركى بمفردى .
تجاهل قولها مره اخرى ،وقال بطريقة من يعلم جيدا عما يتكلم :
_ من الواضح ان الامس كانت المره الاولى لك فى احتساء الخمر ، اليس كذلك ؟
تفاجأت (رؤى) بشده مما قال فألتفتت اليه نازعه نظارتها بتلقائيه نتيجة دهشتها وقالت :
_ كيف علمت ذلك ؟
_ ياااه... ان لك اجمل عيون رأيتها على الاطلاق .
اخفضت نظرها عقب مديحه هذا وتصاعدت الدماء الى وجنتيها خجلا وتذكرت (أدهم) عندما كان يغازلها بمزاحه المحببب وقت كان معيد فى الكليه وشقيق زميل لها هذا غير كلمات الحب الصريحه اثناء خطبتهما، حاولت ابعاد صورته من زهنها وقالت وهى تعاود ارتداء نظارتها مره اخرى :
_ اشكرك على هذه المجامله ، ولكن حقا كيف علمت اننى ... اننى...
وصمتت غير عالمه كيف تكمل جملتها فأبتسم هو وقال لها بمرح وشقاوه :
_ سأقول لك بشرط ان تنزعى هذه النظاره التى تخفى جمال عينيك .
حاولت اخفاء ابتسامتها لطريقته العفويه والمرحه فى الحديث و قالت بهدوء :
_ حسنا.. انا لا اريد ان اعلم .
وعادت تنظر مره اخرى فى الكتاب الذى كان بيدها فسمعته يقول بطريقه مسرحيه خائفه :
_ يااللهى ..لا.. لا تحكمى علي بهذا الحكم القاسى سأخبرك كيف علمت واسلم امرى الى الله .
ابتسمت من طريقته وهى لاتعلم لماذا شعرت انها ترحب بالتحدث معه ،ولذلك نظرت اليه قائله :
_ هل تعرفت عليك بالامس حقا اعذرنى فانا لا اذكر اننى رأيتك من قبل قط .
_ فى الحقيقه نعم لقد تعرفنا بالامس ، فانا ابدا لم اكن افوت على نفسى فرصة التعرف الى اجمل فتاه رأيتها فى حياتى فعرضت عليك مراقصتى فوافقت ولكنك كنت ثمله للغايه ،ومع ذلك كنت اجمل ثمله اراقصها فى حياتى .
ضحكت من عبارته قائله :
_ لك ان تعلم اننى لو كنت فى كامل وعى ما كنت وافقت على مراقصتك لى ابدا .
ضحك قائلا :
_ هذا من حسن حظى ، ولكن الحظ لم يستمر بجانبى طويلا فسرعان ما اتى زوجك واخذك ، ولكن من هذه الفتاه التى كانت معكما لقد رأيتها وهى .....
ثم قطع كلامه واطرق قليلا ،فقالت هى لتحثه على الاسترسال لأنها تظن انه يقصد (نسرين) :
_ وهى ماذا ؟
_ وهى تصفعك.. من المؤكد انك علمت بذلك ،اليس كذلك ؟
وعندما رأى الحزن يرتسم على وجهها وشرودها المغلف بالضيق قال :
_ اعذرينى ما كان علي ان اسألك او حتى اذكر ذلك ............
لم تستمع الى الباقى من اعتذاره فقد كانت مستاءه للغايه مما سمعت لتوها لماذا لم يخبرها (أدهم) بذلك لماذا ...
_ (رؤى) انا على استعداد ان اعتذر لك لباقى عمرى ولكن لا اريد ان ارى هذا الحزن على وجهك الجميل .
كان هذا (ماجد) ، نظرت اليه مره اخرى وقالت باسمه وهى تعتدل:
_ وتعرف اسمى ايضا ، حسنا اعذرنى الان فأنا .........
كانت تريد ان تقول له انها سترحل الان ولكنها لمحت (ادهم) قادما من بعيد فعدلت عن الرحيل وعادت تتمدد مره اخرى على مقعد الشاطىء وبحثت سريعا عما تكمل به جملتها فقالت بمرح ذائد :
_ فانا لن ارتدى نظارتى الشمسيه اكثر من ذلك .
كانت (رؤى) تضحك على كلمات (ماجد) لأنها تعلم فقط ان (أدهم) سيرى ذلك جيدا فتوترها وانتباهها الشديد لقدوم ورد فعل (أدهم) عندما يراها جالسه مع (ماجد) منعاها من سماع معظم ما يقوله (ماجد) ومع ذلك كانت تعلم انه خفيف الظل للغايه، حاولت التركيز معه حتى لا يلاحظ (أدهم) انها منتبهه لقدومه وعلمت منه انه يعمل فى شرم كمرشد سياحى منذ ان انهى دراسته الجامعيه ولخبرته الطويله فى هذا المجال علم انها كانت اول مره لها فى احتساء الخمر لأنه من كثرة مصاحبته للأجانب بحكم عمله اصبح يعلم كيف يبدو مدمن الخمر من الذى يشربه اول مره او الذى يشربه فى المناسبات والاحتفالات فقط وهكذا، وعلم انها تقضى مع زوجها (أدهم) شهر عسلهما هنا فى هذا الفندق ، وعلى الرغم من كل هذا الحوار الا انه لم ينجح فى الهائها عن اقتراب (أدهم) فقد شعرت تماما بأقترابه وبحضوره المسيطر على الاجواء ووجدت رغما عنها قلبها الاحمق يخفق بعنف لن يمكنها تحمله اذا استمر اكثر من ذلك ،لم تنظر اليه عندما اقترب منهم ووقف قليلا يحدق بهما ثم عندما دار ليقف امام (ماجد) ويقول-قاطعا حديثهما- بهدوء بارد كالثلج الذى ارتسم على ملامحه :
_ انت مره اخرى .. اخشى ان تكون قد تسلمت مهنة التسريه عن زوجتى اثناء غيابى بشكل نهائى .
وقف (ماجد) وتجاهل ما قال (أدهم) وقال بهدوء لا يخفى مغزى كلماته :
_ مرحبا يا أستاذ (أدهم) ان زوجتك رائعه حقا فلا تتركها بمفردها كثيرا .
ثم مد يده ليسلم على (رؤى) ولكن يده قابلت يد زوجها بدلا من يدها والذى قال ايضا :
_ فرصه سعيده .. واشكرك على النصيحه على الرغم من اننى اعلم جيدا ان زوجتى اكثر من رائعه واعدك اننى لن اتركها بمفردها ابدا .
ابتسم له (ماجد) وفهم ما يشير اليه (ادهم) ثم التفت الى (رؤى) والتى اكتفت بأتخاذ موقف المشاهده فقط وقال لها مبتسما :
_ الى لقاء جديد .
وقبل ان ينصرف وجد (أدهم) يقول له :
_ عليك ان تدعو الله كثيرا من اجل ذلك .
_ اطمئن سأفعل .
وبعد ان ابتعد بشكل كاف قالت (رؤى) بحده تخفى بها توترها وخفقان قلبها :
_ لما كل هذا العداء الذى عاملته به انه لم يفعل لك اى شىء يستحق عليه ذلك .
قال بحده وهو يجلس مكان (ماجد) :
_ يكفى ان اعلم انه يسعى وراء زوجتى بكل وقاحه لاعامله بهذا العداء واكثر منه.
_ يسعى وراء من!!.... انا لست نعجه ليسعى خلفى .
_ المشكله انك لست نعجه يا عزيزتى .
انتفضت واقفه وقالت :
_ يااللهى انت لا تحتمل ، انت فى اقل من اسبوع افقدتى عقلى وجعلتنى اصرخ كالحمقاء من اقل شىء ، هل تظن ان بامكانى تحمل المزيد .
انتصب هو الاخر واقفا وقال فى غضب مماثل لغضبها :
_ انت التى تفعل كل هذا وانت التى تصرخ منذ اول الامس قلت لك اكثر من مره اننى احبك و اريدك ولكنك لا تستمعى الى اى شىء مما اقول وتثيرين مشكله على اى شىء حتى لو كان لا يستحق ذلك .
_ حقا وهل عدم ابلاغك لى بأننى رقصت مع (ماجد) بالامس لا يستحق وعدم ابلاغك لى ان (نسرين) صفعتنى وان هذه الصفعه كانت السبب فى فقدانى الوعى لا يستحق .
ادار لها ظهره ليخفى المه مما وصل اليه حالهما وتمتم قائلا بعصبيه :
_ يااللهى يا(رؤى) انت ابدا لم تكونى هكذا.. ابدا لم تكونى هكذا.
ادارته اليها من معصمه قائله او للدقه صارخه :
_ لماذا لم تخبرنى ..لماذا ؟
صاح فيها بقوه لأن صبره اوشك على النفاذ من افعالها وعنادها :
_ لم اكن اريد ان اجرحك اكثر ،لم اكن اريدك ان تعرفى شىء لن يفيد وانما سيزيد من ضيقك وحزنك وغضبك الذى بدأ يخرج عن السيطره تماما ،لم اكن اعلم ان الفارس المغوار (ماجد) سيأتى ويخبرك بكل شىء .
عقدت زراعيها على صدرها وقالت عالمه بوجود بعض الخطأ فى كلامها،وكانت عيناها تشعان بلهيب ازرق غاضب ورهيب :
_ (ماجد) الذى تسخر منه وعلى الرغم من معرفتى القليله به لم يكن ابدا يصدق عنى اى شىء كما فعلت انت ، و(ايمن) الذى تسببت انت بأبتعاده عنى وتسببت انا الاخرى بابتعاده عنى بسبب حماقتى والتى كنت اطلق عليها اسم حبك لم يكن هو الاخر ليصدق عنى اى شىء مما صدقت انت ،ولم يكن يفعل بى اى شىء مما فعلت انت بى .
هذا كثير للغايه ولن يتحمل منها كلمه واحده زائده ، فأقترب حتى اصبح على بعد انمله منها ونظر الى عينيها بغضب وصرامه اخافاها قائلا بصوت خافت اخافها اكثر من صوته العالى الغاضب :
_ الحماقه الوحيده التى يمكنك التحدث عنها هو ما قلتيه الان و اذا كنت ترين ان حبك لى حماقه سأكون سعيد للغايه لأبعادك عنها وتوصيلك بنفسى الى (اي............
قاطع كلامه انطلاق جرس هاتفها الجوال فأخذته من جيب سروالها ووجد ان المتصل والدتها ، اطلقت زفره حاده تخرج معها توترها وغضبها حتى تتمكن من الرد على والدتها دون اثارة اى شكوك لديها بينما ابتعد هو مديرا ظهره لها جاعلا يده تتخلل شعره الفاحم كعادته عندما يبدأ التوتر بأجتياح نفسه وسمعها تقول بمرح لا يخفى عليه انه زائف :
_ مرحبا ياامى .
حاولت هى بقدر امكانها ان تكون هادئه وسعيده كما هو المفترض من عروس فى اول ايام زواجها تحدثت الى والدها ايضا والى (هنا) اختها كما تحدث (أدهم) اليهم هو الاخر، وبعد انتهاء المحادثه اعاد (أدهم) الى (رؤى) هاتفها حيث امسك معصمها ووضعه فى يدها ثم تركها وابتعد ،كان غاضبا للغايه من افعالها ،عندما وجدها مع (ماجد) هذا كاد يسحقه خاصة عندما وجد طريقته فى الحديث معها والادهى انها كانت تضحك معه وكأن ليس على بالها اى شىء، انها تتعمد مضايقته وكم هو ابله لأنه كان ذاهبا لمصالحتها كم تألم لأنها وضعته فى مقارنه مع (ايمن) لم يتخيل ابدا ان مشاجرتهما المستمره قد تصل بهما الى هذه الدرجه من الالم والجرح، لم يكن يدرى انها الان تعنف نفسها على ما قالته له منذ قليل، هى الاخرى لم تعد تدرى ماذا عليها ان تفعل احيانا تشعر انها تريد ان تنسى كل شىء وفى لحظه تعود مره اخرى الى غضبها ونفورها منه انها مشوشه للغايه لم تعد تعلم ماذا تريد هل تسلم له قلبها مره اخرى ام تبتعد عنه للابد اخذها التفكير بعيدا جدا حتى انها لم تشعر بغروب الشمس، كانت تسير على الشاطىء تراقب الامواج المتلاحقه وتشعر بملمسها على قدميها وتحاول ان تصفى عقلها لتعلم ايهما اعظم بداخلها حبها ل(أدهم) ام غضبها منه ومما فعل وحاولت تحليل كل كلمه قالها ويقولها حتى تتمكن من.............
_ هل يمكننى الانضمام اليك ؟
التفتت الى مصدر الصوت خلفها لتجد انه (ماهر) يبتسم لها فى وقاره المرح المعتاد ابتسمت هى الاخرى وقالت :
_ بالطبع يمكنك ذلك .
سار فى اتجاهها وتابعا المسير معا وبعد برهه من الصمت وانغماس (رؤى) مره اخرى بدون ارادتها فى افكارها عن (أدهم) وجدته يقول :
_ هل تعلمى اننى اعرف (أدهم) منذ مده طويله للغايه، منذ اكثر من خمس سنوات تقريبا ، يمكنك ان تقولى اننى انا الذى اقنعته بأن يترك التدريس بالجامعه ويفتح مكتب محاسبه خاص به...
ثم اضاف بلهجة فخر شديد :
_ كنت اعلم انه سينجح فى ذلك... خاصة وانه لم يكن يريد ان يذهب الى الجامعه وكان يتغيب كثيرا وقتها .
فكرت (رؤى) فى نفسها انه من المؤكد ان هذا بعد ان تركا بعضهما وقالت بهدوء كان شيئا لم يات على بالها غير ما تنطق به شفتاها :
_ هل كنت تثق به لهذه الدرجه ،لقد اخبرتنى (عايدا) انك اول من اعطاه حسابات شركاتك ونجاحه معك كان سبب نجاحه بعد ذلك واقبال اكثر من رجل اعمال على العمل معه .
_ نعم كنت اثق به للغايه ان لى نظره معينه فى الناس من كثرة ما رأيت ،و(ادهم) منذ ان رأيته علمت انه رجل اهل للثقه صلب وقوى يتمسك بالحق ولذكائه الشديد يتمكن من الدفاع عنه واظهاره مهما كانت الصعاب و بأمكانه ان يفعل اى شىء اذا اراده وامن به واحبه ، كما انه كان خارجا لتوه من صدمه عاطفيه وكان يحتاج لأى شىء ينسيه ويضع به كل طاقته .
_ هو الذى اخبرك بذلك .
_ هذا شىء كان واضحا للغايه لم يكن بحاجه لأخبار اى احد به حزن (أدهم) وقتها كان يفوق اى شىء وكان لابد من توجيه غضبه وحزنه الى شىء ايجابى كالعمل وبناء مستقبله الجديد .
_ من الواضح انك تحبه للغايه .
_ انا اتمنى ان يصبح (كريم) ابنى مثله ،ولكن ذلك لا يعنى ان (أدهم) لا يخطىء ..فهو بشر... ولكن الحب يمكن ان يغفر كل شىء .
هل لكلامه هذا مغذى ام انها تتخيل ذلك ، ووجدت نفسها تنساق معه وقالت :
_ ولكن احيانا تكون الاخطاء اكبر من ان نتمكن من مسامحتها او نسيانها .
_ فى هذا الوقت علينا ان نفكر جيدا الى اى درجه هذا الانسان غالى علينا وهل يمكننا تحمل العيش بعيد عنه او بدونه الى الابد وهل هذا الشخص ندم على اخطاءه هذه ام انه سيكررها ويستمر فى جرحنا مرات اخرى وهل هو يستحق المغفره ام لا، واذا امكنك الاجابه عن هذه الاسئله ستعرفى هل يمكنك مسامحته ام لا .
نظر اليها باسما كأنه يقول انا اعلم كل شىء واحاول ان انصحك ، ابعدت ناظريها عنه مفكره فيما قال وعندما عادت بعد فتره تنظر بجوارها لم تجده، حتى انها تصورت ان تواجده كان محض اوهام منها ولكنها عادت ونفضت رأسها بقوه حتى تبعد عنها هذه الفكره، وعلمت انه اراد ان يتركها بمفردها ...تفكر و...... تغفر .
******************************
كانت رحلة السافارى التى اشترك بها (كريم) فى فجراليوم الثانى من حديث (ماهر) مع (رؤى) ،واستعد لها الجميع وتقابلا عند مكان معين سينطلقا منه ،كانت العلاقه بينها هى و(أدهم) مازالت متوتره فهو مازال غاضبا من كلامها فى اخر شجار لهما والذى لم يكن الاخير ابدا وكل هذا فى اقل من يوم وكانت تخشى كثيرا من الايام التى سيقضياها معا فى رحلة السافارى هذه فوق قمم احد الجبال على الرغم من انها كانت متحمسه لها فى البدايه وتمنت لو لم تكن وافقت عليها،وعندما نظرت الى (أدهم) وجدته يتحدث مع (ماهر) بكل هدوء ومرح ظلت تنظر اليه كان وسيما للغايه فى سرواله الجينز وقميصه البنى الذى يظهر بنيته الرياضيه ، وبدون ان تشعر كانت تبتسم عندما تراه يبتسم ويضحك ، لم تكن تدرى بوجود من يراقبها هى الاخرى ويرى نظراتها الشغوفه بزوجها ،فقد كانت (عايدا) هى التى تراقب هذا الحب مرتسم على وجه (رؤى)وهى مقبله عليها والتردد يبدو فى كل خطوه تتخذها وعندما اصبحت بجوارها قالت بصوتها المبحوح بطبيعته :
_ كل هذا الحب الذى اراه على وجهك وانت تنظرى الى (أدهم) يستحق منك الا تتحدثى معى ثانية ابدا .
ابتسمت (رؤى) وقد تفاجأت من حقيقة ما قالته (عايدا) ولكنها تداركت ذلك وعضت على شفتيها حتى تمنعهما من سؤال (عايدا) اذا كان هذا الحب واضحا لهذه الدرجه على محياها ،وقالت لها باسمه ومعاتبه :
_ لما تقولى هذا يا (عايدا) لقد اتفقنا على ان نكون اصدقاء ام انك عدت فى اتفاقك معى .
ابتسم (عايدا) وقالت فى حزن :
_ كان هذا قبل ان تقوم اختى بفعلتها الاخيره .
_ انا اعلم جيدا انك وزوجك وابنائك تختلفوا عن (نسرين) تماما وان اى منكم لن يضرنى او يمسنى بسوء على الاطلاق ،اليس كذلك ام اننى مخطئه .
قالت جملتها الاخيره بمزاح متوعد ، فضحكت (عايدا) قائله :
_ هذا اخر ما افكر به صدقينى فزوجك على استعداد لمحاربه دوله باكملها اذا مس احد منها طرفك بسوء ...........
ثم اضافت بجديه بالغه :
_ واعدك يا (رؤى) انك لن ترى (نسرين) بعد ذلك ابدا وانها لن تكون مصدر ازعاج لك على الاطلاق .
ابتسمت (رؤى) فهى لم تجد القدره لأخفاء سعادتها بهذا،و اكدت ل(عايدا) مره اخرى انها ترحب كثيرا بصداقتها ،ولكن الادهى انها لم تجد القدره على منع قلبها من الخفقان بسرعه شديده عندما اتت (عايدا) على ذكر (أدهم) ومدافعته عنها وانبت نفسها مره اخرى لأنها تصورت انه لم يدافع عنها، وقاطع افكارها وكلامها مع (عايدا) صوت جدال الفتاتان (نسمه) و(كاميليا) مع (كريم) فقد كانتا مصرتان على ان تركبا بمفردهما على الدراجه البخاريه والتى هى الوسيله التى ستنقل جميع افراد المجموعه الى اعلى جبل للتخيم به والاستمتاع بهذا الجو الرائع وهذه الرحله المثيره الشيقه ، ولكن بعد عناء اقنعهما (أدهم) ان يركبا خلف (كريم) وفى وسط الرحله يتبادلا قيادة الدراجه معه .
لم يقتصر افراد الرحله على عائلة (ماهر) و(أدهم) و(رؤى) فقط وانما كانت تضم كثير من السائحين من بلدان مختلفه وايضا عرب ،وكان لابد من وجود مرشد لهذه الرحله الجبليه ليعرف الطرق جيدا وسط جبال البحر الاحمر وتفاجئت (رؤى) كثيرا عندما وجدت (ماجد) يقف على رأس المجموعه فى المقدمه ويطلب من الجميع ركوب الدراجات والسير خلفه فقد كان هو هذا المرشد الذى سيقودهم وسط الجبال، بينما كانت ردة فعل (أدهم) تكاد تقارب الصدمه والضيق اكثر منه تفاجىء حيث انه كان يتكأ على الدراجه وعندما سمع ورأى (ماجد) يتحدث انتصب واقفا ورأت (رؤى) اصابع يده وهى تقبض بقوه على زراع الدراجه حتى كادت يده تحطمها ولكنه مع ذلك لم يتكلم او يعلن عن ضيقه هذا حيث سرعان ما اكتسى الجليد ملامحه مره اخرى،بينما اعلن (ماجد) انه راها وعلم بوجودها فى هذه الرحله بأن اشار اليها بيده قبل ان يستدير ليركب دراجته وامامه فتاه يبدو انها ليست عربيه ، وطبعا ركبت هى خلف (ادهم) ، لم تحاول الامساك به ولكنها لاحظت انه يدير الدراجه بعصبيه وسمعته يقول لها بصوت عالى حتى يعلو على اصوات محركات الدراجات التى حولهما :
_ تشبثى بى جيدا .
ولم ينتظر حتى ردها والذى كانت تنوى ان تجعله رفضا ، انما اندفع على الفور وبسرعه كبيره اضطرتها للتمسك بخصره بشده حتى لا تقع وقالت له والهواء يعبث بشعرها بقوه من شدة سرعته :
_ لماذا كل هذه السرعه ، كدت ان اقع .
_ لقد حذرتك وطلبت منك التشبث بى .....
ثم ضحك ضحكه خالتها متوتره قليلا وقال :
_ وخيرا ما فعلت .... سيكون من الصعب ان اخفف سرعتى حتى لا افقد تشبثك بى لهذه الدرجه .
عندما قال هذا شعرت انها ملتصقه به كثيرا فأرخت زراعيها قليلا حول خصره وعندما فعلت ذلك زاد هو من سرعته مما جعلها تطلق صرخه صغيره وتتمسك به بقوه مره ثانيه وقالت :
_ ماذا تحاول ان تفعل هنا ، هل تحاول التسبب فى ايقاعى من فوق الدراجه .
ضحك قائلا وقد بدأ ينسى توتره من جراء ممازحته التلقائيه لها :
_ هذا اخر ما احاول فعله ياحبيبتى .
خففت ضغط زراعيها مره اخرى وابتسمت سعيده بانه لم يرى هذه الابتسامه لانه كان سيدرك على الفور انها ابتسامة سعاده لمغازلته الواضحه لها وحب كبير بداخلها حتى لو حاولت اخفاءه عنه وعن نفسها ،على الرغم من انها ليست اول مره يحاول التقرب فيها اليها ولكنها اول مره تتمكن من اظهار شعورها بالسعاده مما قال لها ، وفكرت انها لم تكن تشعر بمثل هذا الاحساس عندما كان يظهر لها (ايمن) مشاعره ، ثم عادت لتذكر نفسها مره اخرى انها كانت تغضب من اى كلمه يقولها (أدهم) وان هذه هى اول مره يراودها هذا الشعور منذ ان التقته عند (ولاء) على الرغم من ان هذا الشعور لم يكن يفارقها عندما كانت مخطوبه له قبل خمس سنوات ، قاطع افكارها صوت الفتاتان (نسمه) و(كاميليا) وهما تهللان وتصيحان عندما مرا بجوارهما وابتسم(كريم) الذى كان يقود الدراجه وغمز ل(أدهم) وسبقه فأطلق (أدهم) ضحكه مرحه للغايه لم تسمعها (رؤى) منه منذ وقت طويل ، وزاد سرعته حتى تمكن من اللحاق ب(كريم) واصبح فى محازاته وقال له :
_ انا سأرأف بحالك واجعلك تفوز فى هذا السباق .
ضحك (كريم) قائلا :
_ نعم فيكفيك فوزك فى سباق الخيول فى العام السابق .
ابتسم (أدهم) بينما قالت (رؤى) بحماس :
_ ولاننى لم ارى سباق الخيول هذا سيضطر (أدهم) لأحباط امالك يا(كريم) ويفوز هذه المره ايضا لأننى معه .
وفى فورة حماسها ضغطت بزراعيها على خصر (أدهم) لتحثه على الموافقه على ما قالت و الاسراع قائله :
_ اليس كذلك ياحبيبى ؟
اندهش (أدهم) كثيرا للعفويه التى نطقت بها كلمة حبيبى واندهش اكثر لانها لم تنقبض كعادتها عندما تظهر مشاعرها له فيبدو انها لم تلاحظ ان القيود التى كانت تحيط بها قلبها ومشاعرها تجاه قد تكسرت بدون حتى ان تشعر بذلك او حتى تظن انه شىء غريب فبدا انه من الغريب حقا الا تقول له هذه الكلمه، كلمة حبيبى ،امسك (أدهم) بيد (رؤى) الرقيقه بأحدى يديه وظل ممسكا بمقود الدراجه باليد الاخرى وقال وهو يربت على يدها بحب وحنان :
_ طبعا يا حبيبتى .
ثم نظر الى (كريم) باسما وقال ليغيظه :
_ (كريم) لا تحاول ان تتعدى المرشد او تتعدانى لأنك لاتعرف الطريق جيدا على عكسى .
ثم غمز له واسرع بالدراجه البخاريه حتى تخطاه وضحك هو و(رؤى) للغايه عندما سمعا صراخ وتهاليل الفتاتان ونظرت (رؤى) خلفها واشارت للفتاتان بيدها، وعلى الرغم من انهما كانا فى اخر المجموعه الا انهما وصلا فى وقت قليل الى دراجة (ماجد) التى كانت فى المقدمه ، وهذا ما لم يكن يريده (أدهم) ولكنه كان قد نسى ذلك فى غمرة مزاحه مع (كريم) والاكثر انه كان سعيد للغايه لحماس (رؤى) وتجاوبها معه وهذا كفيل بأن ينسيه العالم اجمع ،يكفى انها لم تحاول سحب يدها من يده عندما امسكها منذ قليل وظلت ضاحكه وباسمه وتشجعه على الاسراع فيبدو انها وسط هذا الجو الرائع الممتلأ مرحا وسعاده نسيت غضبها منه ، لم يكن يريد ان يعكر صفو الجو برؤية (ماجد) لأنه لو شاهده يتحدث الى (رؤى) بأكثر مما يراه هو مناسب فلن يتوان عن تحطيم وجهه بقبضة يده، ولكن على اى حال كان لابد من حدوث هذا التصادم بينهما لأنه عندما اصبحت دراجة (أدهم) قريبه لهذه الدرجه من دراجة(ماجد) توقف هذا الاخير عن محادثة صديقته الاجنبيه ونظر اليهما قائلا :
_ مرحبا (رؤى) مرحبا (أدهم) ...يبدو ان الله استجاب لدعواتى بالفعل .
نظر اليه (أدهم) نظره صارمه مخيفه يحذره فيها ان يرتجع عما يحاول فعله ورأت (رؤى) (ماجد) يرتبك قليلا ويدير وجهه بعيدا فهو كان يظن ان العلاقه بين (رؤى) وزوجها متوتره ولكن ما يراه عليهما الان عكس ذلك تماما ، لذلك سيصمت قليلا حتى يعاود استمالتة (رؤى) مره اخرى ، ولكنه لم يتمكن من السكوت عندما حانت له الفرصه لمضايقة (أدهم) وذلك عندما لاحظ التقدم الطفيف لدراجة (أدهم) عليه فقال :
_ لا تتقدمنى لأنى لن اتحمل مسئولية ضياعك وسط الجبال .
_ اننى اسير وسط هذه الجبال قبل ان تمتهن انت هذه المهنه واذا حدث وضعنا وسطها لن يتمكن شاب مثلك من تحمل مسئوليتى ، فأنت اقل من ذلك .
ثم اندفع قبل ان يجد (ماجد) الفرصه او حتى الكلام المناسب ليرد به على ما قاله (أدهم) ،بينما قالت له (رؤى) بقلق :
_ هل حقا تعرف هذه الجبال جيدا ام ستضطر فى النهايه الى الاعتذار ل(ماجد) ؟
اطلق (أدهم) ضحكه ساخره وقال :
_ لا تخافى ياعزيزتى انا لن ابتعد عن المجموعه كثيرا حتى لا يبتعد (كريم) ايضا، ولكننى بالفعل اعرف الطريق بين هذه الجبال على الاقل اعرف طريق العوده منها هذا فى حال ان ضللنا منهم .
ثم ربت على يدها التى تحيط بخصره قائلا بحنان :
_ لا تخافى انا لن اغامر بأثارة زعرك وقلقك .
سحبت يدها مما جعل قلبه ينقبض وقالت :
_ حسنا ... ولكن لاتحاول اثارة مشاكل مع (ماجد) .
_ لن اتمكن من ان اعدك بذلك يا عزيزتى فمجرد تواجده امامى يثير فى نفسى الشوق الى افتعال مشاكل .
ضحكت (رؤى) وقررت ترك هذا الموضوع لوقته فحين تشعر بأقتراب حدوث تصادم بينهما ستحاول ابعاد (أدهم) على الفور وتهدئته ، الهواء المنعش الناتج عن سرعة (أدهم) جعل الحماس يغزوها مره اخرى فسحبت زراعيها من حول (أدهم) وتمسكت بكتفيه قائله :
_ لا تحاول ان تزيد السرعه لاننى اريد ان اقف خلفك وانت طائر هكذا ولا اريد ان اقع بسبب مزاحك .
اطلق ضحكه رائعه اوحشتها كثيرا ، فى البدايه وقفت بحذر وهى متمسكه يكتفيه ولكن بعد ذلك شعرت انها طائره بالفعل ولا تحتاج ان تتشبث به كانت سعيده للغايه مما جعلها تفكر كم ارادت ان يكون هذا شهر عسل حقيقى ولأول مره منذ وقت طويل للغايه تشعر انها تريد ان ترتمى بين زراعى(أدهم) وتخبره كم تحبه وكم تشتاق اليه بدون ان تفكر فى اى شىء اخر او فى غضبها منه .
وصلا اخيرا الى المنطقه التى سيتم التخييم بها وكان النهار قد انتصف عندما اتم الجميع نصب خيامهم ، دخلت (رؤى) الى الخيمه بعد ان نصبها (أدهم) بمساعده (كريم) وقليل من مساعدتها لأنها كانت تمرح كثيرا هى والفتاتان لا تساعدهما ،كانت تشعر انها عادت طفله صغيره لا يشغل بالها اى شىء ،غيرت ملابسها بينما كان (أدهم) يساعد كريم وماهر فى نصب خيامهم ،وعندما انتهت وقفت فى وسط الخيمه تتأملها وجدت ان الخيمه ليست كبيره من الداخل فهى بالكاد تتسع لشخصين وقبل ان تسترسل فى افكارها سمعت (أدهم) من الخارج يطلب منها بمرح ومزاح ان تأذن له بالدخول وعندما دخل بسطت زراعيها وقالت ضاحكه:
_ كم هى رائعه .
اقترب (أدهم) من خلفها واحاط خصرها بزراعيه وقربها اليه قائلا :
_ انت هى الرائعه يا حبيبتى .
دق قلبها بسرعه جنونيه حتى انها وضعت يدها عليه علها بذلك تهدىء من سرعته قليلا وتلاحقت انفاسها عندما ادارها اليه قائلا بصوته العميق الحانى :
_ على الرغم من كل ما تفعلين وكل الكلمات الجارحه التى تلقيها بوجهى وكل هذا العناد والغضب الذى يملؤك ليس فى وسعى سوى ان انسى كل هذا عندما انظر اليك او اراك تتكلمين او تضحكين او تلوحين بيدك فى سعاده كما الاطفال او حتى تلوحين بها فى غضب ،عندما ارى شرارة الغضب الزرقاء تلتمع بعينيك مما قلت او فعلت لا يسعنى سوى ان اقول لنفسى كم هى رائعه حتى وهى غاضبه ،عندما تتحدثين لااتمكن من منع نفسى من مراقبتك ومتابعه كل حركاتك،عندما ارى خصلات شعرك متهدله على جبينك لا يسعنى سوى ان اقترب منك وابعدها بيدى ،عندما تنظرين الي بحب تحاولين اخفاؤه بأسدال اهدابك الكثيفه على اجمل عيون رأيتها بعمرى كله لا يسعنى سوى ان ارفع وجهك الى كى ارى هذا الحب الذى يختفى خلف غضب زائف .
كان يقرن كلامه بأفعال فكان يبعد خصلات شعرها ، ثم يرفع وجهها اليه ، ثم استطرد قائلا وهو ينظر اليها بشغف وحب :
_ عندما ارى وجهك يتخضب خجلا من نظرات شوقى اليك لا يسعنى سوى ان انسى كل عنادك هذا ، عندما تفهمين ما اريد دون ان انطق به وعندما تنظرين الي عالمه اننى سافهم ما تريدين دون ان تكونى بحاجه الى اى شرح او تفسير لا يمكننى سوى ان احبك اكثر واتمنى من كل قلبى ان تبادلينى نفس الشعور .
شعرت ان قدماها لن تتمكنا من حملها اكثر من ذلك وقال بصوت مخنوق والدموع تلتمع بعينيها :
_ يااللهى يا(أدهم)..... انت لست بحاجه الى كل هذا الكلام ....لست بحاجه اليه ابدا.
ثم اندفعت مبتعده عنه ،حاول ان يلحق بها لكنه ادرك انها بحاجه الى ان تكون بمفردها بعيدا عن كل الضغوط التى حولها ، ولكن كان اكثر ما يخشاه ان تكون بحاجه الى ان تبتعد عنه هو ...الى الابد .
ظلت تجرى بكل ما اوتيت من قوه لا تعرف هل كانت تهرب منه ام من نفسها ،
كل ماحدث منذ ان عرفت (أدهم) كان يمر امامها كصور متقطعه
حبهما الذى ولد بينهما فى صمت
واهتمامه البالغ بها وخوفه عليها وحبها الذى سكن قلبه حتى لم يتمكن من الانتظار لحين انتهاءها من امتحانات السنه الدراسيه الاولى واسرع يصارحها بحبه والتوجهه الى والدها لخطبتها منه على الفور
دمعت عيناها اكثرلا تعرف من الهواء الذى يقتحمها وهى تجرى ام من ذكرى مشاجرتهما الاخيره قبل خمس سنوات والتى كانت الاولى تقريبا
بكائها المرير فى ساعات الليل المتاخره لأن قلبه تحجر عليها و لم يحدثها هاتفيا قبل نومهما كما كان يفعل دائما
زعرها عندما اكتشفت انها مازالت تحمل له نفس المشاعر التى كانت تحملها له من قبل وبنفس القوه .... لا بل اكثر مئات المرات
قفز زهنها مره واحده الى زيارتها له فى مكتبه و استسلامها المهين له
وتذكرت حبها الشديد له وشوقها المدمر اليه
الحقيقه التى اكتشفتها مؤخرا والسبب الذى جعله يعاملها بهذه الطريقه
وهنا توقفت بل انها وقعت على الرمال الناعمه لم تتمكن من الجرى اكثر من ذلك ،كما لم تتمكن ابدا من نسيان كل هذا
تشعر انها تفعل كل ذلك لمعاقبة نفسها
حتى رفضها العوده الى (أدهم) ايضا لمعاقبة نفسها
وتذكرت (ايمن) المسكين الذى جرحته للغايه
ولكنها لم تكن تريد ان تفعل به هذا لم تكن تريد ذلك ابدا
تعجبت من نفسها للغايه لماذا تلقى عليه اللوم فى كل هذا هى مخطأه بقدره تماما ، هى التى ذهبت بمحض ارادتها الى مكتبه لماذا تلومه اذا ، كبحت جماح عبراتها بقوه لا تريد ان تبكى فلن يفيد البكاء على اللبن المسكوب ،اغمضت عينيها بقوه فى محاوله للسيطره على هذا الالم الذى يجتاحها ويخترق قلبها كالسهم المسموم
لاتعرف كم من الوقت مر عليها وهى تجلس هكذا امامها البحر مباشرة ، لا تعرف حتى كم الساعه الان، حاولت النهوض والتوجه الى مكان التخييم ولكن لم يكن لديها القوه ولا حتى الرغبه فى فعل ذلك ، ظلت بمكانها متمنيه ان تجد حل اخر غير الذى تفكر به
متمنيه لو تراه حتى لو من بعيد ولكنها اكتفت فقط بهذه الامنيه واستسلمت لصورته التى تحتل خيالها بأكمله واسمه الذى ينساب على شفتيها بدون اراده منها


*******************************

_ هل اخطأت فى حقها كثيرا .
اخفض (ادهم) راسه قائلا بحزن مرير :
_ نعم كثيرا ......كثيرا جدا .
ربت (ماهر) على كتفه قائلا :
_ الا تعلم اين هى الان .
_ لا ....
ثم نهض واقفا عن الصخره التى وجده عليها (ماهر)بعد وقت قليل من ابتعاد (رؤى)، ليرى البحر الازرق ممتدا امامه بلونه الرائع ،ارتسمت على شفتيه ابتسامه تلقائيه حزينه قائلا كما لو كان بمفرده :
_ لون البحر يذكرنى بلون عينيها ، ارى عيونها تطل علي من صفحة الماء الرائقه ،اشعر انها متعبه للغايه .... اشعر بذلك بشده كما لو كانت روحى تسحب منى ، ولا اعلم ماذا افعل حيال ذلك الشعور، ابغض ان اقف هكذا عاجزا عن مساعدتها وهى معذبه بهذاالشكل .
وقف (ماهر) بجواره محاولا ايجاد الكلمات لمواساته ولنصحه على الرغم من انه لا يعلم اى شىء عن الخلاف الدائر بينهما سوى مجرد تخمينات منحتها اياه (عايدا)، وبعد فتره قال :
_ (أدهم) تكلم معها حاول ان تفهم افكارها ومشاعرها ،عليك ان تستعيد ثقتها بك مره اخرى ،اثبت حبك لها بكل الوسائل حتى تتمكن من محو عذابها هذا .
ثم تركه (ماهر) وانصرف تاركا اياه بمفرده حتى يتمكن من التفكير جيدا ، ظل واقفا هكذا لا يعلم كم مر عليه من الوقت وهو يقف هكذا يفكر كيف يمكنه استعادتها وايجادها ،تلفت حوله متوترا ثم لمح ورده زرقاء تخرج من بين الصخور كان لون الورده قريب للغايه من لون عيون (رؤى)اخذها بين يديه بحرص شديد كما لو كان يحمل حبيبته نفسها بين يديه وفجأه شعر بها ، لا يستطيع شرح الامر ولكنه يشعر به ، يسمع اسمه على شفتيها تناديه بيأس ولوعه تحرك من مكانه بعد ان وضع الزهره الزرقاء فى جيب سرواله بحرص ،وانطلق الى حيث يهديه قلبه ، ظل يجرى شاعرا انه يقترب منها مع كل خطوه ، كان يشعر بالامها ، لا يعرف حتى اذا كان ما يشعر به له وجود ام لاولكنه لا يعلم لما هذا الشعور قوى للغايه .
اخيرا وجدها كانت تبعد عن مكان تخيمهم كثيرا ،لم يتمكن من التفكير اكثر فى اى شىء اخر رؤياها واقفه هكذا احتلته تماما ،كانت واقفه امام البحر كما اميرات الاساطير مياه الشاطىء تسيل على قدميها ،شالها اللبنى متطايرا حول جسدها بحريه تامه سامحا للهواء بأن يحركه كما يشاء ،بينما ثوبها الابيض اسفله ذو الحمالات الرفيعه الذى يلامس الرمال يظهر روعة تكوينها بجاذبيه جعلته يتحرك اليها حتى وقف امامها قليلا وجدها مغمضه عينيها ،ابتسم .... فقد كانت دائما تحب ان تقف امام البحر مغمضه عينيها لتسمع صوت الامواج تنساب الى عقلها وتهدئها وتريحها ،كان وجهها ملائكى للغايه وكانت تطوق شعرها بقطعه رفيعه حريريه ناصعة البياض بينما تركت اطرافها تطير بحريه مع شعرها الغزير ، ابتلع ريقه محاولا السيطره على مشاعره ونطق اسمها ،فتحت عينيها ببطء لتطيل عذابه بدون ان تقصد وعندما تحركت اهدابها الكثيفه كاشفه عن عيونها المعبره الجميله كانت عملية سيطرته على مشاعره اصبحت اصعب بكثير، اما هى فقد رفعت رأسها ناظره اليه متسائله هل هو هنا بجوارها ، هل علم كم تريده وتحتاج اليه على الرغم من كل الوعود التى وعدت بها نفسها بأن تتركه، كم تريد ان تضع رأسها على صدره وتنسى كل شىء ،كم تريد ان تشعر بزراعيه تحيطها وتحتويها وتخفيها عن كل ما حولها الا هو، فعلى الرغم من كل شىء ، لا يمكنها الا ان تفكر به وهى فى ضيقها وحزنها ، وتتمنى رؤيته حتى ولو لدقائق قصيره تحتفظ بها فى ايام الوحده القادمه ، ابتعدت عنه قليلا حتى تتمكن من اخراج الكلمات من شفتيها وقالت :
_ كيف علمت اننى هنا ؟
_ قلبك دلنى عليك .
التفتت اليه متسائله :
_ قلبى ... تقصد قلبك .
اقترب منها قائلا برقه وحب غامر:
_ لا بل قلبك فلا يوجد لدى غيره اما قلبى فلا اعلم اين ذهبت به .
كلامه هذا يجعل مهمتها اصعب ،ولكنها اطرقت قليلا ثم قالت بهدوء :
_ لم يكن علي ان الومك واحملك كل الذنب فيما حدث بيننا فأنا ايضا مخطئه مثلك تماما .
لم يتكلم حتى لا تربكها مقاطعته فضل ان يتركها تفرغ كل ما بداخلها ، وبالفعل اكملت هى قائله :
_ انا ايضا اشتركت معك لنتزوج بهذه الطريقه فانا التى اتيت الى مكتبك بمحض ارادتى وانا التى ..............
لم تتمكن من قول انها ايضا استسلمت له بكل مشاعرها ..........
فهم ما تريد قوله وحاول ان يوفر عليها هذه المعاناه فقال بصوته العميق المحب :
_ عن ماذا اسفرت محاولتك ؟
_ نعم !!!!!!!!!
اقترب منها اكثر قائلا بحب بالغ :
_ قلت منذ ايام انك قضيت خمس سنوات فى محاولة نسيانى ، وانا اتسائل عن ماذا اسفرت هذه المحاوله ؟
ارتبكت بشده ظهر هذا فى عينيها بالاضافه الى التوتر الطبيعى بهما منذ ان تكلمت وضع يديه على زراعيها وشعر بها ترتجف تحت لمسته، كم يتعذب بسببها ولكنه حاول ان يركز على كلامه فقط قائلا :
_انا محاولتى اسفرت عن لاشىء حتى استسلمت فى النهايه واعتبرت ذكراك وحبى لكى جزء منى ومن حياتى ،ولم اتزوجك للاسباب التى قلتها لك فى مكتبى انا نفسى كنت متصورا ذلك فى البدايه ولكن ما ان ضممتك الي وتيقنت من حبك لى علمت ان كل غضبى منك لن يمحى صورتك التى تسرى بدمى وروحى كما حبك تماما ،كنت اعلم اننى ما ان اخذك بين زراعى لن اتمكن من الابتعاد عنك ولأصدقك القول كان الابتعاد صعب للغايه .....
صمت قليلا ثم اطلق تنهيده حاره تعبر عن قليل مما يجيش به صدره قال بعدها :
_ هذه كانت نتيجة محاولتى ،ماذا عنك؟
كانت عيناه اكبر تجسيد للصدق والحب، مشاعره كانت تغمرها ،لم تتمكن غير ان تفكر كم هو رائع ، الا يرى نتيجة محاولاتها واضحه كما الشمس فى كبد السماء فى عينيها الا يعلم انها منذ ان ركبت خلفه على الدراجه البخاريه وهى تريد ان تصرخ بأعلى صوتها معلنه انها تحبه، وانها نسيت كل شىء بمجرد ان دخل عليها الخيمه وضمها اليه بكل هذا الحنان والحب، ومع ذلك قالت له حتى تريح قلبها من اى شك اخر فى حبه لها او فى حبها له وتقول كل ما تريد قوله وتنتهى من هذا الامر :
_ ولكن كل ما فعلته وقلته وقتها مازال يمزقنى اشعر ان كرامتى جرحت وانا ساهمت فى السير عليها و(ايمن) المسكين الذى لم يكن يستحق منى ذلك ابدا ،ناهيك عن تصديقك لكل كلام (اسلام ) عنى كما لوكنت معتاد منى على هذا .
قالت هذا وابتعدت عنه بدا هو مصدوم للغايه مما قالت سمعته يتمتم :
_ ياالهى ..... ياالهى .
ثم اضاف بصوت مبحوح :
_ لا تقولى هذا يا(رؤى) لا تقولى هذا انا ابدا لم افكر بك هكذا ابدا كما اننى لست ابله لأصدق كلام (اسلام ) هكذا دونما اى دليل .
صاحت قائله :
_ دليل على خيانتى يا(أدهم) ...... تبحث عن دليل لخيانتى .
_ لا بل دليل على صحة كلامه ، لماذا لا تحاولى ان تفهمى ما اقول .
_ لأن كل ما تقول لا يساعدنى على ذلك ابدا .
نظر اليها غاضبا ثم ابتعد مديرا ظهره لها ووقف امام البحر واضعا يديه فى خصره استدارت هى ايضا بعنف ثم مالبثت ان عادت اليه مره اخرى واقفه امامه صارخه بعصبيه شديده :
_ وما هذا الدليل اذن الذى جعلك تتأكد من هذا ؟
وجه اليها نظره غاضبه ثم تجاوزها مقتربا اكثرمن الشاطىء عاقدا زراعيه على صدره ،استنشق هواء البحر البارد محاولا ان يتسع له صدره كما يحاول ان يتسع لغضبها الجامح ، شعر بها تقترب مره اخرى قائله وهى تلوح بيديها فى الهواء :
_ حسنا يا(أدهم) .... انا هادئه تماما ولن اصرخ .... هل لك ان تخبرنى اذن ؟
قال بهدوء يشوبه غضب اللحظه التى يتذكرها :
_ اخذت هاتف (اسلام) بنفسى وبحثت عن رقم هاتفك به وضغطت زر الاتصال بيدى واعطيته الهاتف ليثبت لى كلامه امامى ومن خلال صوتك، وكنت اكيدا من انه يكذب وان هذه الكذبه ستنكشف اذا ما تحدث اليك بدون سابق ترتيب منه ولكننى بدلا من ان اكتشف خداعه اسمعنى هو صوتك وانت تخبريه انك ستظلى بجواره دائما وتدعمينه على الدوام ،وتطلبين منه الا يثور بوجهى حتى يمر كل هذا بسلام، وينجح هذا العام .
اتسعت عيناها بشده وقالت على الفور :
_ كنت اقصد ..............
_ والده اعلم يا(رؤى) .... اعلم انك كنت تقصدين والده وليس انا .
_ ولماذا لم تخبرنى بهذا يوم اتيت باسلام ؟
_ لان مجرد التحدث فى هذا الامرسيكون معناه اتهام جديد لك ، ظننت انك قد تكتفين بما سمعت منه وتتأكدين من اننى لم اتركك واتهمك كل هذه الاتهامات جزافا ولم يأت ببالى مطلاقا ان اقص عليك كيف خدعت بهذه الطريقه ولم اكن اريد ذلك حتى ،كما اننى لم اكن بحاجه الى اى تفسيرات اخرى كنت متأكد من حبك لى وعدم خيانتك لى قبل ان نجتمع ب(اسلام) والسبب الذى جعلنى اجمعك مع (اسلام) ليس لأتأكد كما تعتقدى ولكن لكى تعلمى اى مؤامره حيكت علي وان تحاولى ان تلتمسى لى العذر فيما فعلته معك ، اما بالنسبه ل(ايمن) فهو لم يتالم ابدا ولم يشعر بأى ضيق او جرح سوى وقت ان رأنا معا فهو كان يعلم جيدا ان قلبك مع شخص اخر واخبرنى بنفسه انه ان يدرك تماما ان موافقتك على الزواج به انما كانت لتريحيه وليست نابعه من اى رغبه لك انت فى ذلك وعلى الرغم من ذلك اعد لكل ترتيبات الزواج ،وكان هذا خطأه كما قال لى .
تصاعدت دماء الخجل الى وجنتيها وخفضت رأسها لا تعلم ماذا تقول ، تحمل كل هذا منها طوال هذه المده حتى لا يوجهه اليها اتهام جديد ،لو يعلم كم تحبه كان وفر عليهما وقت طويل للغايه ،رفعت رأسها ناظره اليه قائله بخفوت خجل دون ان تفكر فيما تقول بل تركت الكلمات تنساب من روحها وقلبها الى شفتيها :
_ هل تعلم لماذا لم تكن بحاجه الى كل الكلام الذى قلته لى بالخيمه وايضا الى ما قلته الان .
التفت اليها متسائلا ، فاكملت قائله بخفوت :
_ لأننى ادركت الان فقط اننى سامحتك منذ ان رأيتك فى حفل ولاء واننى تمنيت ان اكون زوجتك حتى لو اجبرتنى انت على ذلك واننى ..........
لم تتمكن من اكمال جملتها فقد جذبها اليه بقوه، لم يتحمل اكثر من ذلك لا يعرف اذا كان جذبها اليه بقوه محتضنا جسدها الرقيق ام ارتمى هو بين زراعيها الرقيقين على جسده ، كم هى رائعه وفاتنه ،كانت ترتجف بشده بين يديه تمسكت به ، التصقت به متمنيه لو تذوب بداخله لتظل جزء منه الى الابد ، تنسم عبير شعرها الكثيف الحريرى ،حاول ان يبعدها قليلا ليرى وجهها ويلمس كل جزء به ليشعر بقربها اكثر ،ولكنها تمسكت به اكثرذائبه بين زراعيه ،تشعر الان انها كانت تائهه ووجدت اخيرا مكانها بين زراعيه وبعد فترة عناق طويل ابعدها عنه قليلا مخرجا من جيبه الورده الزرقاء وادخلها بشعرها كانت فاتنه تماما حيث انها تضاهى لون عينيها الرائعتان، فأبتسمت هى شاعره بسعاده غامره بينما قال هو هامسا بنظرات ملتهبه شغوفه بها :
_ انها مثلك تماما مثاليه ونادره وتنير حياتى الى الابد .
احتضنته بقوه مطوقه رقبته بزراعيها لم تكن تريد ان تبتعد عنه ابدا ولكنها اضطرت لذلك عندما ابعدها هو قائلا :
_ اعلم جيدا كم يتوق كل منا الى هذه اللحظه وصدقينى بمجرد ان انهى ما اريد قوله سأعود بك الى الفندق فى لحظات لنكون بمفردنا تماما ....
ثم اطلق زفره قويه واضاف :
_ ولكننى اريد ان اتأكد من انك سامحتنى على سماحى بأنطلاء هذه الخدعه علي وسماحى ايضا لأننى عرضتك لموقف مهين مع واحده مثل (نسرين) واريدك ان تعلمى اننى رددت لك كرامتك واخذت حقك كاملا ولم انتظر على ذلك طلوع النهار حتى .
ابتسمت ابتسامه حانيه وداعبت وجنته بأصابعها الرقيقه قائله بصوت عذب حنون:
_ لايمكننى مسامحتك على كل هذا .... لأننى لا الومك عليه اصلا ،بعد كل هذه المده وكل هذا العذاب وعلى الرغم من تصميمى فى كل دقيقه فى اليوم على ان اخرج حبك من قلبى الا انه فى كل مره اصمم فيها على نسيانك يزداد حبك فى قلبى اضعاف .
ابتسم بالطريقه التى تجعل قلبها يقفز طربا وحبا ولم يتمكن غير ان يقول بهيام هامسا:
_ احبك .
كانت سعادتها الغامره ظاهره جليه على محياها الجميل ووجنتاها الحمراوان ونظرة عينيها كانتا اسمى دليل على خجلها وحبها له ، ولكن كل ذلك لم يمنعها من ان تقول هى الاخرى :
_ احبك .
ثم غرقا معا فى عناق طويل يفتتحا به بداية حياه لم يكن اى منهم يتصور انها ستتحقق بمثل هذه الروعه ، وكانت هذه اخر مره يتحدثا فى هذا الموضوع وعندما كانا يتذكرا هذه الحادثه لاحقا كانا يضحكان معا من افعالهما واعتقداتهما فى وقتها وكانا يتذكرا هذه الفتره بأنها مجرد فتره جعلتهما يزدادا حبا وتعلقا وشغفا ببعضهما البعض .


تمت بحمد الله

بوسي 26-02-08 02:47 AM

جميله جدا

تسلم اديكي علي الابداع

وننتظر بفارغ صبر قصتك القادمه

دمعه حب 26-02-08 03:32 AM

زوزو يا عسل ايه الحلاوه دى يابنت تسلم ايدك يابنت بلدى رفعتى رسنا انا كنت متابعه ليكى من البدايه بس فى صمت وكنت مستنيه لحد ماتخلص علشان ارد عليكى وكنت متعصبه عليكى جدا بسبب التاخير بس بعد ما قريت البارت الاخير بجد ابداع دى لانى حسيت بجد ان اسلوبك اختلف ووصفك للمشاهد اقوى اكتير يعنى تعيشى الواحد فى المشاهد بجد حاسه ان موهبتك فى نضوج وانا عن نفسى كنت حاسه اوى المواقف يارب متكونش دى اخر قصصك وان شاء الله نستنى القصه الجديده بتعتك وانا حاجزه مكانى كمشاهد فيها من دلوقتى وربنا يوفقك صحيح نسيت اباركلك على النجاح الف الف الف مبروك وعقبال التخارج نعمل ايه بقى ادهم ورؤى نسونا معلش

زوغدانة 26-02-08 04:06 AM

بجد انا مش عارفه اقول ايه على الردود الجميله قوى دى ميرسىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى كتييييييييييييييييير ليكى يا بوسى ياعسل
اما بقى دمعة حب فانا مش لاقيه كلام اشكرك بيه ميرسىىىىىىىىىىىىىىىىىىجدا لانك كنت متابعه القصه وتعليقك بجد حسسنى انى عملت حاجه حلوه فعلا زى ما كنت بتمنى كفايه انى قدرت اوصلك احاسيس الابطال ده شرف كبير ليه بجد وسورى عشان التاخير والله كان غصب عنى ان شاء الله القصه الجايه تتابعيها معايا بس المره دى من غير صمت بس اعذرينى لو اتاخرت شويه فى تنزيل قصه جديده انتى عارفه ظروف الالهام عندى عامله ايه
والله يبارك فيكى وميرسىىىىىىىىىىىىىىىىىى كتييييييييييييييييييييير ياقمر

دمعه حب 26-02-08 04:18 AM

يا زوزو متشكرنيش بجد انا مقلتش غير الحقيقه بلعكس انا حاسه انى مقدرتش اديكى حقك وانا فعلا فخوره بيكى لانى من زمان نفسى القى مصريات ليهم قصص على النت كد مع احترامى طبعا لاخوتنا التانين وانا مش بقلل من ايمتهم بلعكس بس يسعدنى القى من بلدى بنت زيك وبتكتب فى نفس مستواهم وبالنسبه للقصه الاجيه خدى رحتك بس اهم منها انك تاخدى بالك من دراستك وانها متتاثرش وربنا يوفقك

waxengirl 26-02-08 11:44 PM

زوزو عامله ايه ياجميل ؟
ايه البارتين الرائعين دول بس زعلت ان القصه خلصت ليه وقلت ليه نهيتها بدرى وبعد شويه قلت ما هو ده الطبيعى ماكانش فى دماغى اى احداث تانيه ممكن تحصل ولو كنتى طولتى فيها كان ادهم ورؤى اتطلقوا .
المهم رائع رائع البارت والنهايه جميله جدا بالرغم ان النهايه متوقعه الا نك اضفتى لمساتك وخلتيها اجمل واحلى من اى توقع .
الجرح من شخص عابر فى حياتك او ماكانش عندك بالاهميه اللى تذكر بيعدى وبيتنسى لكن الجرح من انسان عزيز على قلبك بينحفر فى القلب وبيبقى صعب انه يتنسى بسهوله وديه كانت رؤى مجروحه من شخص حبيته بكل كيانها وممزوج بجرحها حبها ليه اللى مش عايز ينمحى بسهوله وكل ده ممزوج بالغضب والثوره عليه لما عرفت انه مش بيثق فيها وانه سابها لانه اعتقد انها بتحب انسان تانى رؤى كانت كوكتيل مشاعر بس الحب غلب وظهر فى اكتر من موقف مع ادهم.
ادهم برغم انى اتضايقت انه ظن فى رؤى الا انى احترمته لما تقبل ثوره رؤى وغضبها وما ضايقهاش واهم شعوره بالندم وانه مسئول عن اللى حصل انتى اظهرتى ببراعه حبه ليها فى كل الاحداث اللى حصلت حتى لما كانت بتضايقه او بتعامله ببرود وحتى وهو غضبان وغيران عليها حبه ليها كان باين وماحاولش زيها انه يخفيه.
نسرين انسانه بكل بساطه ضيعت كرامتها ادهم مش بيحبها ومع ذللك ما ياستش لا وراه وكمان تخلى رؤى تشرب خمر لالاوقحه نسرين قوى .
طبعا رؤى لما شربت العصير كانت حالتها حاله وصعبت عليا لما نسرين ضربتها بس ادهم شحنها على اول طياره للقاهره خلصنا منها .
ماجد المرشد السياحى من الواضح انه ماكانش عايز انه يكتفى بمجرد اللى حصل وهى مش فى حالتها لالا زى ما بنقول عندنا بيصطاد فى الميه العكره شاف بعد ادهم ورؤى وحب يستغله فى صالحه الله يسامحه مستفز لو ماكانش ادهم عامله بعدائيه كنت زمانى ضربته.
من امتع الكلمات اللى عجبتنى قوى كلام ماهر لرؤى مشكلتها انها عارفه بس كانت محتاجه حد يقولها عليه :::::اعتقد ان الكلام ده هو مغزى روايتك
اقتباس:

ولكن احيانا تكون الاخطاء اكبر من ان نتمكن من مسامحتها او نسيانها .
_ فى هذا الوقت علينا ان نفكر جيدا الى اى درجه هذا الانسان غالى علينا وهل يمكننا تحمل العيش بعيد عنه او بدونه الى الابد وهل هذا الشخص ندم على اخطاءه هذه ام انه سيكررها ويستمر فى جرحنا مرات اخرى وهل هو يستحق المغفره ام لا، واذا امكنك الاجابه عن هذه الاسئله ستعرفى هل يمكنك مسامحته ام لا
ورجعت وما احلى الرجوع اليه احلى ما فى رجوعهم الورده الزرقا -سبحان الله-عينى كانت هتطلع عليها اصلى بحب الحاجات الغريبه.
تسلم ايديكى على قصتك الجميله الرائعه وخدى الوقت اللى انتى عايزه علشان تخرجى تحفه تانيه من قصصك واتمنى انى اشوفك بخير دايما واطمن عليكى على طول سلامى ياجميل
.

زوغدانة 28-02-08 03:54 AM

waxen girl ايه ياعم التحليل الرائع ده بجد كلامك حلو جدا وفرحت قوى عشان عجبتك الورده الزرقا بس بجد تحليلك رائع جدا وسليم جدا جداااااااااااااااااااااااااااا وبجد مش عارفه اقول ايه ادام الكلام الجميل ده
اخجلتم تواضعنا يا قمر ويارب ان شاء الله نفضل نطمن على بعض دايما ياقمر
وميرسىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى كتيييييييييييييييييييييييييييييييييير

dew 28-02-08 04:05 PM

:55::55::55::55::55::55::55::55::55::55:


رااااااااااااااااااااااااااااااااااااااائعة جداا يا زوزو ,,,عن جد مذهلة ,,,,,ما أجمل هذين الجزءين

وعرفت كيف تنهينها

اقتباس:

_ ولكن احيانا تكون الاخطاء اكبر من ان نتمكن من مسامحتها او نسيانها .
_ فى هذا الوقت علينا ان نفكر جيدا الى اى درجه هذا الانسان غالى علينا وهل يمكننا تحمل العيش بعيد عنه او بدونه الى الابد وهل هذا الشخص ندم على اخطاءه هذه ام انه سيكررها ويستمر فى جرحنا مرات اخرى وهل هو يستحق المغفره ام لا، واذا امكنك الاجابه عن هذه الاسئله ستعرفى هل يمكنك مسامحته ام لا .
أعجبني هذا الحوار كثيييييييييييرا ,,,,مؤثر جدا


.......لا أعرف ماذا أكتب من كثرة روعة النهاية ,,,,,لا أقدر أن أصف لك الجمال الذي تمثل في قصتك

راااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااائعة جدااااااااااااااااا

:55::55::55::55::55::55::55:


أنتظر إبداعك القادم بشوق ,,,,,

زوغدانة 28-02-08 05:20 PM

dew يا قمر ميرسىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىكتييييييييييييييييي ييير على الكلام الحلو والتشجيع الرائع بجد ميرسىىىى جدااااااااااااااااااااااااا
وطبعا انا كمان مستنيه ابداعك بفارغ الصبر

hena 29-02-08 09:55 AM

زوزو حبيبتى
ابدعتى ابدعتى ابدعتى
قدرتك على وصف مشاعر ادهم مذهلة عيشتينا مشاعره ووصفتيها باقتدار........ياااااه ولا وصفك للمكان و ربطها بحالة ادهم و رؤى يجنن

اسعدتينا برغم الغيبة الطويلة و بجد مستنيين قلمك يتحفنا بقصة تانية تكون اروع و اجمل
ممكن متتاخريش

ننتظرك بشوق

JOMANA 29-02-08 04:04 PM

انا عارفة انك زعلانه عشان ماقولتش رأيي في الجزء الاخير (فظيع جدا حلو جدا I SWEAR مكنتش عايزه القصه تخلص ) اسلوبك فظيع مشوق جدا مش قادره اقولك ان كنت فرحانه إزاي وانا بقرأ القصة ربنا معاكي وعايزين نشوف الانتاج الجديد وربنا ينجحك في الامتحانات AND GO AHEAD:55::party0007:القصة اكثر من رائعة ابدعتي رررررااااااااائعععععععععععععععععععهههههههههههه

زوغدانة 29-02-08 06:58 PM

حبيبتى jomana وحبيبة قلبى hena ايه بس المديح الرائع ده انا كده هتغر بس والله الحمد لله انها عجبتكوا ماتقدروش تعرفوا فرحتى اد ايه وانا بقرا كلامكوا المشجع ده ميرسىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى كتييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييرررررر رررررررررررررررررررر
وان شاء الله هحاول ماتأخرش فى تنزيل قصه جديده

ام عمرو 29-02-08 11:00 PM

بصراحة نهاية رائعة لقصة اروع
تسلم ايدك
وعوزين قصة جديدة علطول
متريحيش ماشي وانا هوصي الهام تجيلك
هههههههههههههههههههههههه
http://www.smiles.hawi1.com/smiles/30/0033.gif

زوغدانة 29-02-08 11:46 PM

ام عمر انتى فين من زمان ياحبى
انا عارفه انك متابعه بس اظاهر عمر واخد ك مننا المهم سلميلى عليه كتييييييييييييير لحد لما ارجع تانى بقصه جديده
وميرسىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىكتيييييييييييييييييييييييييي رررررررررررعلى الكلام الجميل اللى قولتيه والاهم على متابعتك

الحلو اللاذع 01-03-08 02:38 AM

زوزو اي الجمال دا كله صراحة ابداع ماحصلش تسلم ايدك :dancingmonkeyff8:
اه اه اه من ادهم ورؤى قصة حب ولا مسلسل مكسيكي :lol:
رمرة تانية رووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووعة
:55::55::55::55::55::55::55::55::55::55::55::55::55::55::55: :55::55:

mero2007 01-03-08 11:06 PM

برافو عليكى يا مشمش القصه جااااااااااااااااااااااااااااااااامده ومالهاش حل :55:.
ومستنيه قصتك الجايه اللى ان شاء الله هتكون احلى من دى كمان .
وبالنسبه لرؤى مخبيش عليكى انها كانت فرسانى وقت كبير لان انا اساسا كنت مقتنعه من البدايه ان ملهاش حق انها تتضايق وقلت ده قبل كدا بس رجعت فى الاخر ( رضيت عنها ):spG05120: لما بدات تلوم نفسها وتحس والحمدلله انها هى برضو غلطانه.
وبالنسبه لادهم موقفو كان كويس لما محبش انو يجرح رؤى باتهام تانى مع انو كان ممكن يعرفها اللى حصل ده بدون اى طريقة اتهام ونخلص القصه من قبل ماتبتدى :53:.
بس عموما برافو عليكى بجد والقصه كلها على بعض هايله .

زوغدانة 04-03-08 09:29 PM

احب اشكر الحلواللازع كتيييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييير وميرسىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى خالص على تعليقك الجميل
اما بقى ميرو الجميل فانا بحمد ربنا انك رضيتى عن رؤى فى الاخر بس انتى كروتنينى فى التعليق لانك كنتى قايله انك عتحللى الشخصيات فى اخر القصه بس يلا مش مشكله هسامحك
وبجد بجد انا مبسوطه جداااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا جدااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا جداااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ان القصه عجباكى

rozta 10-03-08 06:30 PM

القصة بجد رائعة وأسلوبك جميل جدا .
أنا كتبه قصة وياريت تقرأيها وتقوليلى رأيك بصراحة ،هى باسم حيرة قلب
حيرة قلب .... يارب حد يقرأها ويقول رأيه بصراحة
:55::55::55::55:

زوغدانة 15-03-08 03:03 PM

ميرسيىىىىىىىىىىىىىىليكى كتييييييييييييييييير روزتا وان شاء الله هقرا قصتك

lastpharon 19-03-08 08:03 AM

برافو ...... قصة كويسة
كنت متابع من بعيد .... لما أشوف نهايتها
شدي حيلك في اللي جاية

زوغدانة 27-03-08 01:49 AM

ميرسىىىىىىىىى كتيييييييييييييييييييييير لتعليقك lastpharon وادعيلى فعلا اشد حيللا فى التانيه

rozta 29-03-08 10:49 AM

ازيك يازوزو ؟ ايه مش ناويه تنزللنا قصة جديدة قريب ، وان شاء الله تكون كمان أحسن من القصة الاولى ، بس حاولى متتأخريش عليا

همسة حزينة 11-01-11 10:12 PM

رواية رائعة ..

شكرا حبيبتي ..

وفي انتظارا لمزيد من ابداعاتك

احلام 2 28-03-13 10:25 PM

رد: متاهة قلوب
 
القصة رائعة وجميلة جدا

ندى ندى 12-05-13 01:50 AM

رد: متاهة قلوب
 
قمة الابداع والروعه والتميز

ماشاء الله ووفقك الله

وتسلم ايدك حبيبتي على

المتعه اللي قدمتيها لنا

فلورنسيا 22-03-15 03:31 AM

رد: متاهة قلوب
 
حلووووووة شكرااااااااااااااااااااا

دلع الماسه 23-03-15 06:09 PM

رد: متاهة قلوب
 
روايه جميله جدا سلمت يداك

ادريانى 07-04-15 11:08 PM

رد: متاهة قلوب
 
very lovley story i love it


الساعة الآن 02:37 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية