منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   القصص المكتمله (https://www.liilas.com/vb3/f717/)
-   -   قصة رومانسية تجمع الدموع في العين (https://www.liilas.com/vb3/t51149.html)

wrood 09-09-07 07:41 PM

قصة رومانسية تجمع الدموع في العين
 
• مذكرات العائلة :- هذه القصص الخمس الأولى هي من مسلسل مذكرات عائلة ولقد لاحظت أن هذه القصص هي من أجمل القصص الرومانسية في هذا المسلسل.
أسماء الأبطال الحقيقيين والأسماء المستعارة :-
سلوم حداد ـ جميل ، سلمى المصري ـ فدوى ، الأولاد :- شكيب ، كاريس بشّار ـ ريم ، سامي ، وأيضاً أصدقاء العائلة بشار إسماعيل ـ فايز ، ندى .
1.خيال طفل واسع .
2.ذلك الشتاء .
3.درس خصوصي جداً .
4.ذكرى الحب.
5.عيد اليأس .
__________________

wrood 09-09-07 07:46 PM

تابع
 
خيال طفل واسع



في أحد الأيام كان سامي في المدرسة البالغ من العمر 12 سنة ، وطلبت مدرسته من الطلاب أن يكتبوا موضوع إنشاء عن أي موضوع يريدونه فتردد سامي ماذا سيكتب وأخيرا خطرت له فكرة أن يكتب قصة عنه من تأليفه ، وبعد أن أنهوا الكتابة طلبت مدرستهم ندى أن تأخذ منهم دفاتر التعبير وتصحح لهم دفاترهم في بيتها وفي البيت من بين الدفاتر التي كانت تقرئها قرأت تعبير سامي الذي كتب فيها :-
أنت تعرفين حالي في المدرسة ولكن لا تعرفين ما هو حالي في البيت وكيف أعيش ، إني أعيش مع أمي كل يوم في حالة رعب وبؤس ، أمي تزوجت من أب شرير وأنجبت أولاد أشرار أخي الأكبر أسمه القرصان شكيب وأختي الكبرى أسمها الساحرة ريم وأبي المتوحش جميل وله كرش كبير عندما يأكلون هو و إخوتي لا يغسلون أيديهم وفوق ذلك أبي أظافره طويلة ويأكلون بشراهة ولا يدعونا نأكل أنا وأمي إلاّ بعد أن يشبعوا من الطعام ويتركوا لنا المتبقي منه ملطخة ً بلعابهم السائلة من فمهم الجائع الذي لا يعرف الشبع ، وبعد أن ننتهي من طعامنا تجعلني أختي الساحرة أن أجلي الصحون و تجعل أمي تنظف أرض البيت دون أن تعارض أوامرها ، وبعدها تجعلني أحمل أكياس الزبالة الكبيرة ثلاث أكياس في يدي اليمنى وثلاث أكياس في يدي اليسرى ، وإن لم أفعل كما تريد الساحرة أختي فسوف تعاقبني ، وفي أثناء نومي تأتي أختي وتخيفني وتقول لي من أجمل أنا أم أمك فأقول بخوف أنت رغم أن وجهها قبيح جدا ومرعب ، فتقول بصوتها المخيف أنت كاذب أمي أجمل مني أليس كذلك فأقول بخوف لا بل أنت الأجمل ، ثم تقول هل أنت خائف مني فأقول لا ثم غضبت فقلت لا نعم نعم.
وفجأة سمعت ندى صوت الرعد ورأت البرق في نفس الوقت وكان الوقت ليلا ومن قوة صوت الرعد فتحت النافذة وسقطت المطر بغزارة ودخلت عبر النافذة .
أغلقت ندى النافذة وهي تفكر في ذلك الولد التي تحسبه مسكين الذي يسمى سامي ، إن ندى تبلغ 30 من العمر ودخلت في مرحلة العنوسة وهي جميلة ولم تتزوج ولم تنجب أولاد ، وهي حالياً لم تفكر بالزواج بل تريد شيئاً أخر ، إن ندى تعيش مع أمها في البيت وفي ذلك الوقت كانت أمها تجلس في الصالون تنظر التلفاز وأتت إليها إبنتها ندى وقالت لها سوف أتكلم معك في موضوع حساس ، فقالت لها أمها أهو الزواج ؟ قالت لا بل أريد أن أتبنى طفلا أدرسه في المدرسة ؟ فردت عليها أمها هل جننت عندما تتزوجين تنجبين أطفالا كما شئت ، قالت لا هذا الولد يعيش في ظروف صعبة في البيت مع أمه وأريد أن أساعده وأبعده عن أمه لأنها لا تستطيع أن تعتني به جيداً ، فقالت لها أمها إفعلي ما شئت ففي النهاية أتمنى سعادتك .
في اليوم التالي طلبت ندى بعد نهاية الدوام من سامي أن تأتي أمه اليوم في الخامسة مساءً إلى بيتها وأعطته عنوانها ، وعندما قال سامي هذا الكلام لأمه جن جنونها وقالت له في غضب لابد أنك ضعف في كثير من المواد ومشاغب أيضاً ، فقال لها سامي لا يا أمي أنا لست بمشاغب فلو كنت كذلك لطلبتك منذ زمن ، أما المواد فأنا لست ضعيف فيها فلو كنت كذلك لكانت علاماتي سيئة جدا ، فقالت له أمه إذا ماذا هناك ، فقال لها سامي لا أدري ، فقالت له أمه سوف آخذك معي حتى أرى ملامح وجهك عندما تقول لي الحقيقة .
وفي الخامسة مساءً ذهبت مع إبنها إلى بيت مدرسته ندى فدقت جرس الباب وسلمت عليهم ندى وطلبت المعلمة من سامي أن يذهب ويلعب في الحديقة فذهب وأمه إستغربت وبان ذلك في ملامح وجهها ، فقالت ندى لـ فدوى تفضلي بالجلوس ، وعندما جلسوا قالت فدوى في تلبك هل إبني سامي علاماته سيئة قالت ندى وهي مبتسمة ، لا على العكس تماماً لقد كانت علاماته ممتازة وهو أذكى واحد في المدرسة وربما يصبح عالما ، قالت فدوى إذا هو مشاغب ، قالت ندى لا فهو مؤدب ولطيف جداً ، قالت فدوى إذا ما هو المشكلة لماذا أنا هنا ، فقالت ندى إن منزلي واسع وجميل أليس كذلك ، قالت فدوى نعم ولكن لماذا أنا هنا الآن ، قالت ندى حسنا سأقول لك ولكني محرجة لأن الموضوع حساس جداً ، فقالت فدوى قولي لقد أقلقتيني هل سامي حصل له شيء ؟ قالت ندى لا ولكنني سوف أربيه في هذا البيت الجميل الواسع ، قالت فدوى وقد شحب وجهها من هذا الكلام ، لماذا ماذا أفعل أنا فأنا أمه ، قالت ندى نعم ولكن أنتم تمرون في ظروف سيئة وقاسية لذلك سوف أربيه حتى تتوفر له ظروف الدراسة لأنك لا تستطيعين ذلك ، قالت فدوى ماذا أنا أستطيع أن أربيه أحسن منك أنا أمه أنت جئت بي إلى هنا حتى تخطفيه مني أنا ذاهبة ، وبعد أن خرجت أخذت سامي من الحديقة وأخذته إلى البيت .
وفي البيت قالت لزوجها القصة بكاملها وقال ماذا تريد أن تربي سامي هاهاهاها ، وقالت له الحمد لله الذي حصلت هذه القصة فمن خلالها إكتشفت أن إبني سامي ممتاز في المدرسة وربما سيصبح عالم ، فقال جميل في إستغراب واستهزاء ممتاز في المدرسة وسيسبح عالم هاهاهاها ، ولماذا تضحك فإذا كان سامي ذكي فلا تستغرب أنه سيصبح عالماً ، فقال جميل في إستغراب عالم هذه كبيرة جدا ، عالم ، قالت فدوى المهم ماذا سنفعل في مشكلة سامي ، قال نمنعه من الذهاب إلى تلك المدرسة طبعا ، وقال سامي والدراسة ، قال جميل ببساطة ، ننقلك إلى مدرسة أخرى ، قالت فدوى هذا جيد ، فقال جميل لسامي منذ الغد لا تذهب إلى المدرسة حتى ننقلك إلى مدرسة أخرى ، قال سامي حاضر يا أبي ، وقال جميل لزوجته فدوى ، منذ الغد سوف أتحرى عن هذه المدرسة التي تدعى ندى حتى أعرف سر تصرفها الغامض ، ومن هذه النقطة بدأت القصة الرومانسية .
وفي اليوم التالي قال جميل للأعز أصدقائه فايز الذي يعمل مدرس أما جميل فهو مديره ، يجب عليك يا فايز أن تتحرى عن هذه المرأة إنها تدعى ندى يجب أن أعرف سبب تصرفها الغريب والغامض هذا ، لقد كادت زوجتي فدوى أن تنهار من تصرفاتها ، قال فايز ، حسنا لا تقلق سوف أتحرى عنها وأعرف كل شيء .
ذهب فايز إلى المدرسة التي تعمل فيها ندى قبل أن تصل إليها ندى فدخل في غرفة المدرسات ولم توجد إلا مدرسة واحدة ، وقال هل أنت ندى قالت لا هل تريد منها شيئاً قال أنا أريد أن أعرف سلوكها ، قالت عفوا ، قال أقصد سلوكها مع الطلاب كيف تعاملهم ، قالت بغاية اللطف ، قال فايز حسنا شكرا لك ، وقام ليذهب فرأى ندى تدخل فنظر إلى عينيها وبدورها نظرت إلى عينيه ، فقالت المدرسة هذه هي ندى ، ولكن ولا أحد منها إهتم لكلامها وكأنهما لم يسمعا شيئا ، لأن هناك شيئاً يشدهما إلى بعضهما وهذا الشيء هو الحب ، صحيح أنهما صامتان ولكن كانا يتحدثان إلى بعضهما بلغة خاصة وهي لغة الأعين وكان عيني كل منهما يقولان للآخر أنا أحبك وأخيرا إلتقيت بفارس أحلامي أو بفارسة أحلامي ، كل هذا حصل بثواني ، ثم قال فايز عفوا ثم ذهب ، ودخلت ندى وقالت للمعلمة ماذا كان يريد ، فقالت المعلمة إنه كان يسأل عنك وربما كان عريس ، فقالت ندى وهي شاردة ومبتسمة ربما ، وفي نهاية الدوام دخلت إلى فصل سامي وقالت لأحد الطلاب في قلق أين سامي ، قال لقد غاب ، فقالت له إذهب إلى بيته وقل له لماذا لم تأتي ولكن لا تقل ذلك أمام أمه ثم تعال وأخبرني ، فقال نعم .
وفي مدرسة جميل قال له صديقه فايز كل شيء وقال أيضا لقد ذهبت لأسأل سبب تصرفاتها مع ولدك فوقعت بحبها لقد رأيتها إنها جميلة جدا وأسمها جميل ندى يذكرني بندى الصباح ، ضحك جميل وقال ألم تكلمها عن سبب تصرفها مع سامي ، قال فايز كيف أكلمها وأنا أخشى أن أفقد حبها ، قال جميل وهو يبتسم لقد خاب أملي فيك ، قال فايز لا سوف أفعل ما أمرت ولكن بطريقتي الخاصة .
وفي المنزل دق جرس الباب وفتحت فدوى الباب فرأت طالب بعمر سامي فدق قلبها في خوف وقالت له ماذا تريد ؟ قال أريد سامي ؟ قالت لماذا ؟ قال أريد أن أكلمه سر ، فجاء سامي وقال له ماذا هناك ، قال وهو ينظر إلى أم في تردد سامي تعال إلى الغرفة حتى أكلمك ،قالت فدوي في قلق لا تكلما هنا ، فقرّب الولد فمه نحو أذن سامي و فدوى تنظر إليهم وبدوره سامي فعل نفس الشيء ، ثم خرج الولد من البيت وقالت له أمه ماذا قال لك ، قال لا شيء ، فقالت بغضب لو لم تقل لي سوف أضربك ، فقال بخوف حسنا لقد قال لي لماذا لم تأتي إلى المدرسة ، فقالت أمه في غضب وماذا قلت له ، قال لأن أهلي سوف ينقلونني إلى مدرسة أخرى ، فقالت في استياء هذا يعني إذا علمت بالأمر سوف تأتي إلى هنا وتأخذك مني تعال معي ، قال سامي إلى أين ، قالت سنخرج من البيت لنتمشى حتى إذا أتت إلى هنا لا ترانا ، قال سامي حسنا .
وصل الولد إلى المدرسة وسألته ندى ماذا حصل ، قال سوف ينقلونه أهله إلى مدرسة أخرى ، فحزنت ندى كثيرا .
ذهب فايز إلى منزل ندى ودق الجرس وفتحت أمها الباب وقال فايز هل ندى موجودة ، قالت لا لم تأتي من عملها بعد ماذا تريد منها ، قال أريد أن أكلمك موضوع خاص عنها ، قالت له تفضل بالجلوس أولا ، وبعد الجلوس قال أنا أطلب منك يد ندى فهل تقبلين ، قالت يا بني الرأي رأيها وبصراحة لقد جاء لها خطاب كثيرين وهي ترفضهم الواحد تلو الآخر حتى أصبح عمرها ثلاثين ولم تتزوج وحتى في هذا العمر فهي ترفض لظروف خاصة وربما ترفضك أنت أيضا ، قال فايز حسنا يعجبني صراحتك لذلك سوف أكلمك بصراحة أنا أعرف الظرف الخاص الذي يمنعها من الزواج وهو سامي إبن الأستاذ جميل أنا صاحب والده ولقد كلفني أن أعرف سبب تصرفها الغامض الذي فعلته مع سامي وعندما قابلتها أحببتها لذلك أطلب يدها منك ولكن بما أن والد سامي كلفني بذلك فلا أريد أن أخيب أمله وأتمنى منك إذا كنت تعرفي سبب تصرفاتها قولي لي ، فقالت أم ندى تعجبني صراحتك أيضاً لذلك سوف أخبرك كل شيء ، وفي نفس الوقت دخلت ندى البيت ووقفت بجانب الباب وهي تسمع حديث أمها ، إن ندى طلبت من الطلاب موضوع تعبير أن يكتبوا أي موضوع يريدوه فكتب سامي قصة حياته مع أهله فتأثرت ندى كثيرا بموضوعه لأنه يعيش حياة يائسة تعيسة لذلك طلبت ندى من أمه أن تربيه حتى تنقذه من قسوة الحياة ، فضحك فايز وقال على العكس تماما إن سامي سعيد مع عائلته وأنا أعتقد أن عائلتهم أسعد عائلة بالعالم ثم أن أبوه لطيف جداً ، وهذه القصة الذي كتبها سامي هو من خيال طفل واسع وأتمنى أن تحضري لي الدفتر حتى يفهم أهله سبب تصرفاته ، وبعد أن سمعت ندى الكلام بكت وذهبت لإحضار الدفتر وأعطته لفايز وقالت له في حزن خذ الدفتر فهذا حقهم ، وأحسا الإثنان بحزنها .
ذهب فايز إلى بيت جميل على الفور وأعطى الدفتر لجميل وأولاده وكانت في ذلك الوقت فدوى وابنها سامي في الخارج وقرأها جميل لأولاده ، إني أعيش مع أمي كل يوم في حالة رعب وبؤس ، أمي تزوجت من أب شرير وأنجبت أولاد أشرار أخي الأكبر أسمه القرصان شكيب وأختي الكبرى أسمها الساحرة ريم وأبي المتوحش جميل وله كرش كبير عندما يأكلون هو و إخوتي لا يغسلون أيديهم وفوق ذلك أبي أظافره طويلة ويأكلون بشراهة ولا يدعونا نأكل أنا وأمي إلاّ بعد أن يشبعوا من الطعام ويتركوا لنا المتبقي منه ملطخة ً بلعابهم السائلة من فمهم الجائع الذي لا يعرف الشبع ، وضحك جميل وأولاده وأكملوا القصة .
وبعد ساعة دخلت فدوى وابنها سامي إلى البيت ورأى سامي نفس المناظر التي كانت موجودة في القصة وتشبث بأمه التي خافت هي الأخرى ، وكانوا كلهم يلبسون رداء أسود ، أبوه ركب أظافر طويلة وركب كرش كبير وقال في صوت خشن أنا المتوحش جميل هاهاهاها ، وقال شكيب في صوت خشن وهو يضع عصبة سوداء في عين واحدة وأنا القرصان شكيب هاهاهاها ، وقالت ريم في صوت خشن وأنا الساحرة ريم هاهاهاها .
وفي بيت ندى قال فايز لندى وأمها ما رأيك يا ندى أن نذهب إلى بيت جميل لتري سامي وتخبريه أن يذهب إلى المدرسة وأيضا أريد أن أريهم خطيبتي الجميلة ، فقالت في خجل حسنا.
وفي بيت جميل قالت فدوى في إرتياح وفرح وكأن كابوس وانزاح مني وأخيرا عرفت سبب تصرفاتها الغامضة مسكينة إن قلبها طيب وتحب المساعدة الأم لا تحس بقيمة إبنها إلاّ إذا أحست بفقدانه ، قال جميل ما رأيك أن تتصلي بها أنت لترى سامي لا بد أنها ستفرح كثيرا وأخبريها أيضا بإمكانه من الغد أن يذهب إلى مدرستها ، وفي نفس والوقت دق الجرس وفتح سامي الباب وقالا فايز وندى أهلا سامي ، قال تفضلا ، وعندما دخلا قالت فدوى كنا سنتصل بك الآن لكي تأتي وترى سامي ولكنك جئت الآن إن القلوب عند بعدها وأنا متأسفة لسوء فهمي لك ، قالت ندى لا بأس ، قالت فدوى هذا هو جميل الشرير ، فضحكت ندى ، وقال شكيب وأنا القرصان شكيب ، وقالت ريم وأنا الساحرة ريم ، فضحكوا جميعا ، وقال سامي وأنا سامي ، قالت ندى أنا أعرفك أنت أذكى طالب في المدرسة وأنا أحبك كثيرا ، قال لها فايز وهو يمزح لا تدعيني أغار ، على فكرة لقد خطبتها وأنا أعلن خطوبتي لها أمامكم وكل الفضل يعود لسامي ، قالت ندى في مزح أنا لا أعتبرك خطيبي حتى تأخذ رأي سامي ،فقال فايز ما رأيك يا أستاذ سامي ، قال سامي أنا موافق ، فضحكوا جميعا .
النهايــــة
هل رأيتم أن سامي هو سبب جمع شمل شخصين للزواج ، ليس لسبب أنه جعلهما يحبان بعضهما ، بل إنه الحب في النظرة الأولى ، فمهما حاول الشخص سواء كان ولد محبوب أو شخص كبير عزيز عليهم لا يستطيع أن يجمع شمل شخصين ، إلاّ بالنظرة الأولى ، إذا ذلك الولد هو سبب لقاءهما وليس سبب جمع شملهما مهما حاول ذلك ، دعونا من هذا الكلام ، هل سألتم أنفسكم كيف كانت أول لقاء بين فدوى وجميل ؟ وما هي قصة حبهما ؟ وهل قصة حبهما أجمل من قصة حب فايز الذي هو أعز أصحاب

wrood 09-09-07 07:57 PM

تابع
 
ذلك الشتاء


في أحد الأيام أحضر شكيب صندوق مصنوع من الكرتون فيها أشرطة كاسيت قديمة وأخذ يبحث من بينها على أحد الأشرطة ، وفي نفس الوقت جاءت أمه فدوى وسألته من أين جئت بهذا الصندوق ؟ قال من السقيفة ، قالت ألا تعلم أن هذه الأشرطة لأبوك لو علم بذلك لغضب منك ؟ قال شكيب سأتفاهم معه بذلك ، ثم قال وأخيرا وجدتها ، وبسرعة ذهب إلى المسجل ووضع الشريط ، وهذا الشريط فيها أغاني أجنبية راقصة من إحدى الفرق الأجنبية القديمة وفي إحدى الأغاني فيها أغنية أجنبية رومانسية راقصة ، وبعد أن وضعها أصبح يرقص وأمه تراه يرقص في فرح وفي نفس الوقت … جاء أبوه .
ولكن المفاجئة لم يكن غاضبا بل سعيداً وأصبح يرقص في هذه الأغنية بفرح وأشار لفدوى أن ترقص معه في البداية رفضت ولكنها رقصت ثم جاءا ريم وسامي ورقصا أيضاً ، وفجأة وقفت أمه من الرقص وقال لها جميل هيا أرقصي قالت لا أريد هذا يكفي ، ثم سأل إبنه شكيب من أين جئت به ؟ قال شكيب من السقيفة ؟ قال جميل في هدوء ألا تعلم أنه لي قل لي لماذا أخرجته ؟ قال شكيب إن أحد أصدقائي راهنني بأن هذه الفرقة الغنائية أغانيها الجديدة جميلة أما القديمة فلا فقبلت الرهان وقلت له يوجد في منزلي شريط لهذه الفرقة قديمة وجميلة وهذا هو ؟ قال جميل لقد أحسنت ، ثم قال يا الله من زمن طويل ولم أسمع تلك الأغنية ؟ فقالت له فدوى لا تقل لهم ؟ قال جميل معقول أن لا أقول لأولادي عن قصة حبنا وخطوبتنا ؟ قال شكيب هل تقصد أنكم أحببتم بعضكما بسبب هذه الأغنية ؟ قال جميل لولا هذه الأغنية لما إلتقيت بها ولا أحببتها ولا تزوجتها ولم تكونوا أنتم هنا أو بمعنى آخر لم أكون أنا أبوكم ؟ قالت ريم أخبرنا عن قصتكما ؟ وقال سامي هيا أبي ؟ قال جميل حسنا .
إن قصتنا كانت في ذلك الشتاء كنت معزوم في عيد ميلاد في بيت أعز أصدقائي أنتم تعرفونه إنه فايز كان ذلك منذ عشرين سنة كنت شابا وسيما وكان عندي شعر كثيف لونه أسود وكنت حالق قصة الخنفساء وكانت دارجة في هذه الأيام ، كانوا الشباب والفتيات يرقصون بهذه الأغنية وأنا الوحيد كنت جالسا لوحدي ولكني كنت سعيداً ، وبعد قليل رأيت فتاة شابة جميلة دخلت مع شاب ، الشاب ذهب ليرقص مع إحدى الفتيات أما الفتاة فبقيت جالسة وهذه الفتاة كانت أمكم فدوى ، أصبحت أنظر إليها وهي ترقص وهي جالسة ، ثم قمت وجلست بجانبها ، وسألتها ما أسمك قالت فدوى ، وقالت وأنت ؟ قلت جميل ، ثم سألتها لماذا لم تقومي وترقصي ؟ قالت أنا لا أعرف ، ثم قالت وأنت ؟ قلت حذائي ضيق ، ثم ضحكنا ورقصنا ونحن جالسان ، وأخيراً سألتها من هذا الشاب الذي كان معك ؟ قالت أي شاب ؟ قال الذي جاء معك ؟ قالت نعم هذا أخي ، ثم تابعا رقصهما .
وبعد ذلك اليوم أصبحت كل يوم أنتظرها أمام منزلها وهي تخرج لتذهب إلى المدرسة وكذلك عندما تخرج من المدرسة لدرجة أنني قد ألفتّ أنظار زملائها وزميلاتها وأصبحوا يلقبونني ( مجنون فدوى ) ، ذهب مجنون فدوى وأتى مجنون فدوى هاهاهاها ، وفي ذات يوم لم أعد أراها تذهب إلى المدرسة فأصبحت أتسائل لنفسي لماذا ؟ وظللت أنتظر لساعات أمام المنزل ورأيتها تخرج مع أهلها ولا تنظر إلي فاستغربت ، فانتظرت حتى رجعت مع أهلها إلى البيت وكان بجانبها رجل قبيح المنظر وبعمر أبيها ولم تأبه بي أيضاً ، ثم ثار غضبي وذهبت أهدأ نفسي عند صديقي فايز .
كنت غاضب وحائر وكنت أمشي في أرجاء البيت في حيرة وكأنني أنتظر فايز أن ينطق ويساعدني ، وبالفعل تكلم فايز وقال لي ما بك تذهب يمينا وشمالا ما الذي تفكر به ، قلت فدوى ، قال من فدوى ؟ قلت جارتك ، قال ماذا ؟ أنت تأتي عندي إذا لكي تراها ليس لكي تراني وتقول لي أنت أعز أصدقائي أليس كذلك ؟ قلت أنا بالفعل أعز أصدقائك لذلك أنا هنا لكي تساعدني وتنقذني من ورطتي ، قال وما هي مشكلتك ؟ قلت أنا أحب فدوى ولكنها مخطوبة لرجل آخر وبعمر أبيها ، قال لو أعرف ما هو الحل لساعدتك ،قلت أنا سأهذب فخرجت من بيت فايز ورننت الجرس في بيت فدوى وفتح لي أبو فدوى ، وقال ماذا تريد وكان يرى جميل لأول مرة في حياته ، قلت هل هذا بيت فايز قال لا بل هذا وأشار بالبيت الذي بجانبه ، ثم قال هل ممكن أن أشرب ماء ، قال نعم ثم نادى فدوى وعندما جاءت فوجئت بوجودي مع أبوها ثم طلب منها أبوها كأس من الماء وأتت به وأخذت منها الماء وقلت لها لكن لماذا لم تعطيه لضيفكم قالت أنت أولى وفرحت كثيراً بكلامها وأحسست بأنها تحبني وشربت الماءو، وفجأءة فتح فايز الباب وقال فايز جميل أنت هنا قال والد فدوى إنه كان يسأل عن بيتك وقبل أن ينطق فايز بأي حرف تحرك جميل بسرعة وقلت لفايز هيا لندخل ثم قلت لأبو فدوى عن إذنك ثم دخلنا في بيت فايز وقلت له وأخيراً إكتشفت بأنها تحبني وأخيراً ، قال فايز مبروك ثم شغلت المسجل وأصبحت أرقص بنفس هذه الأغنية التي جمعتني مع فدوى لأول مرة ، وفي نفس الوقت دق جرس الباب وفتحت الباب وكانت الطارق والد فدوى وقال قللوا من الصوت ، قال فايز ماذا ؟ قال قللوا من الصوت ؟ قلت ماذا ؟ قال قلت قللوا من الصوت إن الصوت عالي ، ثم ذهبت وأطفأت المسجل ، وقال وهو يضحك أعرف أنكم شباب وفي بداية حياتكم وتحبون الأغاني ولكن عندنا ضيف ، قلت من هذا الضيف ، قال إنه خطيب فدوى وهو بقرب عمري تحديداً وغني أيضاً ، قلت عفوا ولكن لماذا قبلت به ألأنه غني ؟ قال لا أنا لم أقتنع بزواجه لبنتي حتى الآن رغم أنه صديقي ولكن إبنتي قبلت به وأنا لا أحب أن أرفض لها طلباً حتى تكون سعيدة في زواجها ولكن له عيبان انه ينزعج من الصوت العالي ويخاف أيضاً من الظلام ، ثم قال عن إذنكم ودخل ، أمّا أنا قلت لفايز يجب أن أذهب الآن ، ثم ذهبت لقد كنت حزيناً حينها لأنها قبلت به وفي نفس الوقت كنت حائراً لأنها قالت لي عندما قدمت لي كأس الماء أنت أولى بها وغبت عنها وعن صديقي فايز لمدة شهر وربيت شنبي وشعري كالفدائيين لأن الموضة في ذلك الزمان كانوا يربون شعرهم هذا عندما كان عندي شعر وفي حينها قررت الجهاد في فلسطين إمّا الإسشهاد أو النصر ، وقبل أن أذهب قررت أن أرى فدوى لآخر مرة في حياتي من بعيد ، وقبل أن أدخل العمارة رأيت خطيبها يدخل ثم دخل بعده بثواني وعندما كنت أصعد الدرج خطرت لي فكرة لقد تذكرت كلام أبوها عندما قال لي إنّ نقطة ضعفة سماع الموسيقى العالية والظلام ، وقررت أن أنتظر ولو لساعات طويلة حتى يخرج منها وكانت فرصة العمر ومن المستحيل أن أضيعها من يدي ، وانتظرت لمدة ساعتان كاملتان وأخيراً خرج من البيت ثم فصلت الكهرباء من الدرج ثم صرخ لا أنا أكره الظلام وأصبح يركد باتجاه الدرج دون أن يعرف ما الذي أمامه ثم وقع من الدرج وكسرت عظام وجهه وساقاه وذراعاه وحوضه ، ثم نقلوه إلى المستشفى ، وبعد يومان ذهب جميل لزيارته ودخل الغرفة ، وقال الرجل لجميل من أنت قلت بغضب لا يهم أن تعرف أسمي ، قال الرجل بخوف ماذا تريد قلت أريد أن أعرف لماذا تزوجت فدوى ، قال وما دخلك أنت في حياتي الخاصة ، قلت هذا ليس من شأنك ثم رفع رجل المريض ، قال المريض بألم لا أنزلها ، ثم أنزلتها وقلت له لقد أنزلتها ولكن إن لم تكن تريد أن تقول الحقيقة سوف أرفعها ، قال حسناً سوف أقول لأنني أحبها ، ثم رفعت رجله مرة أخرى وصرخ من الألم وقلت له قلت أريد الحقيقة ، قال حسناً سوف أقول لأن أبوها إقترض مني مالاً وقدره عشرين ألف ليرة وقلت لها إمّا أن تقبلي بي زوجاً أو أدخل أبوك السجن لأنه أطال مدة التسديد فقبلت ، قلت أين الوصل ، قال لن أخبرك ، فرفعت رجله فقال حسناً حسناً إنه تحت مخدتي ، فأخذت الوصل وخرجت ، فأصبح يصرخ حرامي حرامي ، وعندما سمعت صراخه ركدت بسرعة ولحق بي الممرضون والدكاترة ، وأخيراً خرجت من المستشفى بنجاح وسرقت سيارة الإسعاف وهربت بها إلى بيت فدوى ، وعندما وصلت أيقظت مساعد السائق لأنه كان نائماً ولا يعرف ما الذي كان حوله ، ثم خرجت من السيارة ودخلت العمارة ودققت الباب وفتحت لي فدوى ودخلت بسرعة في المنزل وكان لا يوجد أحد داخل البيت سواها ، وقلت لها خبئيني إن الشرطة تلاحقني وفي نفس الوقت دق الباب وقالت له إختبئ داخل البلكونة فدخلت واختبأت وكنّى حينها في فصل الشتاء وكان ذلك الشتاء قارصاً كانت وقتها ليلاً وسمعت صوت الرعد والبرق وأصبحت تمطر بغزارة .
فتحت فدوى الباب ورأت والدها أمامها ، ثم دخلا وقال والدها يقولون الشرطة أن مجرم خطير هرب منهم ودخل هذه البناية ونبهنا من أن يدخل شقتنا وقال لنا من باب الإحتياط أن نغلق الباب بالقفل والنوافذ والبلكونة ، وقالت لوالدها لا تغلق البلكونة فأنا أغلقتها ، قال ولماذا أغلقتيها هل علمت بخبر المجرم من قبل ؟ قالت لا بل عندما سمعت صوت الرعد فأحسست أن المطر سينزل ؟ قال حسناً سوف أغلق النوافذ ؟ وبعد ذلك قالت فدوى بعد أن أمّنا كل شيء سوف نتصرف داخل البيت بشكل طبيعي ثم شغلت المسجل وكانت تسمع نفس الأغنية التي إلتقت بجميل لأول مرة ، وفي نفس الوقت كان جميل في البلكونة يرتجف من شدة البرد القارص في تلك الليلة وكانت تمطر بغزارة ولكن عندما سمع تلك الأغنية نسي كل شيء حوله وفرح ثم رقص ، وفي الداخل ما زال والد فدوى قلق بالنسبة للمجرم بأن يقتحم المنزل في أية لحظة وقال لزوجته وابنته سوف أذهب إلى البلكونة لكي أستكشف في أي طابق هو فمعظم المجرمين يستخدمونها إمّا للدخول أو الهروب .
كان جميل في ذلك الوقت توقف عن الرقص وسمع الحوار الذي قاله ، إعترضت فدوى طريق أبوها وقالت له لا تذهب إلى هناك ، فسألها أبوها لماذا ؟! قالت في تردد ربما اقتحم المجرم البلكونة الآن وأنا خائة أن يهجم عليك ومن ثم يهجم علينا ، وفجأة .... اقتحم جميل البيت خارجاً من البلكونة فارتعبوا جميعاً حتى فدوى وكأنها كذّبت الكذبة ثم صدّ قتها ، قال والد فدوى أهذا أنت ؟! لقد عرفني رغم أنني طولت شعري وربيت شنبي وقلت في صوت عال شبيه بالغضب وأنا أتقدم نحوهم وكان صوت الرعد يملئ البيت كله ، نعم هذا أنا جميل الذي لاحقته الشرطة وظنوه مجرماً وكنت طول الوقت مختبئً في البلكونة ، قال والد فدوى بعد أن رجع إلى الوراء مع زوجته إذاً لماذا اختبأت فيها إذا ظنوك مجرماً ربما تكون بالفعل مجرم ، قال جميل في هدوء وهو يبتسم لا أنا لست بمجرم بل وأريد أن أقول لك أن إبنتك فدوى هي أجمل وأطهر وأنبل فتاة رأيتها في حياتي كلها ومضحية أيضاً ، قال والد فدوى في غضب كيف تجرئ على مغازلة إبنتي أمامي وما علاقتك بها ثم ما دخل إبنتي في هذا الموضوع ، قال جميل في هدوء إنّ إبنتكم هذه قد تحت بحياتها وحبها من أجلكم لقد طلب منها خطيبها قبل أن يخطبها أن تقبل به زوجاً وإلاّ زجّ بك في السجن لأنك لم تسد له ديونه وقدرها 20 ألف ليرة سورية وأراها الوصول حتى تصدق كلامه وتقبل به على الفور وأخفت الحقيقة عنكم حتى تقبلون به ولا تقعون في مشاكل ، قال والد فدوى هل هذا صحيح يا فدوى ، قالت نعم ، قال السافل ال[محذوف][محذوف][محذوف][محذوف] ، ثم قال لجميل وكيف عرفت كل ذلك ؟! قلت لقد ذهبت إليه إلى المستشفى لزيارة وحققت معه حتى أخذت منه كل المعلومات وسرقت منه الوصل وأتيت إلى هنا ولحقت بي الشرطة ، ثم سألني والد فدوى أين الوصول فأعطيتها إليه ثم مزقها ، وبعدها سألني ولماذا إهتمامك بكل ذلك مع أنه لا يخصك ، فجاوبت سؤاله بسؤال وقلت بلطف ، عمي هل تقبل بي أن أطلب منكم يد فدوى ؟! تقدم والد فدوى نحوي ووضع يده فوق كتفي وقال في هدوء يشرفني كثيراً أن أناسب رجل شجاع مثلك ، وفجأة .... دق الباب بقوة وقال والد فدوى من هناك ؟ رد عليه أحد الرجال أنا ضابط الشرطة إفتح لنا ، وقبل أن يفتح أشار والد فدوى إليهم أن يخبؤوني فمسكت أم فدوى يدي وقالت لي تعال معي ثم أخذتني إلى الحمام وعندما وصلنا قالت لي إفعل ما سأقوله لك ، ثم فتح والد فدوى الباب ودخل الضابط وكان معه شرطيان ويحملان في يديهما خطيب فدوى الذي هو على ناقل المرضى ثم قال الضابط لوالد فدوى سمعت أن مجرماً دخل البناية وربما إقتحم أحد المنازل وسوف نفتش منزلك فربما سيكون في الداخل قال لا أظن ذلك فلم نلاحظ أي شيء غريب في البيت ، فرد عليه خطيب فدوى بعد أن وضعوه الشرطيان على الأرض داخل البيت أنا أتهمك بأنك أرسلت المجرم إليّ حتى تأخذ الوصولات مني حتى لا تدفع لي المبلغ ، رد عليه والد فدوى أنا لم أرسل أي أحد ولم أعرف الموضوع إلاّ منك الآن وربما المجرم أخذها وهرب منك وبالنسبة للوصول التي فقدتها فأنا مستعد أن أكتب لك وصولاً أخرى وطلب من زوجته أن تأتيه بورقة وقلم وبعد أن أخذ منها كتب الوصول مرة أخرى وبينما هو يكتب قال الضابط لخطيب فدوى أرأيت أنت صديق سيء ولا تستحق أن تكون صديقه أو حتى نسيبه بعد أن علم بسرقة الوصول ها هو يكتب لك الآن وصولاً أخرى أمّا أنت فقد شككت به وهددته ، ثم أكمل والد فدوى وهو يعطي الوصول للضابط لقد قطعت صلتي بك منذ الآن كصديق ونسيب ولم يربط بيننا إلاّ الوصول ، قال الضابط الآن إسمح لنا أن نفتش البيت ، وقال تفضلوا ، وأمر الضابط الشرطيان أن يفتشا البيت وهو معهم لقد ذهب إلى غرفة النوم وفتحها ورأى جميل نائم على السرير وقال له والد فدوى إنّ المجرم كما قلتم شعره طويل وله شنب أمّا هذا النائم الذي أمامك شعره قصير وليس له شنب إنه ولد لقد جاء قبل قليل من السفر وهو متعب ، رد عليه الضابط أتمنى من الله أن يبقي لك إبنك ثم ذهب وأمر الشرطيان أن يحملا خطيب فدوى ويذهبا معه ، وبعد أن خرجوا من البيت فرحوا كثيراً وشغلت فدوى المسجل إلى نفس الأغنية وأصبحت ترقص ورقصى والداها أيضاً وفجأة جئت وأنا أبتسم ورقصت معهم ثم أطفئ أبو فدوى المسجل وقال له في غضب أما زلت هنا لماذا لم تخرج من هنا قلت حسناً ولكن نسيت أن أقول لك شيئاً أنا قطعت تيار الكهرباء من الدرج بعد أن قلت لي أن نقطة ضعفه الخوف من الظلام ، فقال له والد فدوى في غضب تعال ، ثم ترددت وقال لي مرة أخرى تعال فتقدمت وأنا خائف ثم وضع يداه على كتفي وهز كتفي في قوة وقال في جدية لقد أحسنت ، ثم إبتسم وضمني إلى صدره وقالت هذا هو نسيبي ، ثم شغّلت فدوى الأغنية نفسها ورقصنا جميعاً في فرح .
وهكذا يا أبنائي تزوجت أمكم فدوى بعد أن قمت بمغامرة وإن لم أغامر فستكون قد تزوجت أمكم بذلك الرجل وأنتم لم تكونوا أولادي ، قالت ريم الحمد لله أننا أولادكما ونحن فخوران بكما جداً ، وفي اليل وفي موعد النوم كانا فدوى وجميل على السرير وكان جميل متعب ويريد النوم أمّا فدوى فلم يأتها النوم لأنها ما زالت متأثرة بأيام الماضي الجميلة وسألت جميل محاولة إيقاذه جميل إذا رجع الماضي إلى الوراء فهل ستفعل ما فعلته في الماضي وتضحي من أجلي قال جميل في صوت خافت وهو مدير ظهره لها وكأنه يوحي لها بأنه نائم ، أكون مجنون لو فعلت ذلك ، فلم تسمعه جيداً وقالت ماذا قلت ؟! فلم يرد فملت ونامت ثم فتح عينيه قليلا وابتسم .
النهــايــــة
أرأيتم قوة هذا الحب بين جميل وفدوى إنه لشيئ جميل أن يغامر أحد من أجل حبيبته وأيضاً التضحية ولكن ليست التضحية في هذه القصة تأخذ مجال واسع مثل القصة التالية أتدرون من أقصد ، إنها ريم إبنة فدوى لقد طلعت البنت لأمها مثلما يقول المثل ولكن ما نوع هذه التضحية ومن حبيبها وهل قصتها أجمل من قصة أمها أم لا ، لأترك لكم قراءة درس خصوصي جداً واحكموا بأنفسكم لعل هذه التضحية تفيدكم في حياتكم وتعتبروا منها ، إلى اللقاء .

wrood 09-09-07 08:04 PM

تابع
 
درس خصوصي جداً


ضيف الحلقة جلال شموط .
ملاحظة :- إنّ جميل يعمل مدير مدرسة وفايز يعمل مدرس عنده في المدرسة .
جلس جميل وصديقه العزيز فايز في أحد المقاهي يشربون القهوة ، ضرب جميل قبضة يده على الطاولة وقال في غضب قلت لك لا ، لا أريد أن أدرس دروساً خصوصية ، قال له فايز لا يجب أن تفعل ذلك هذا درس خصوصي جداً سوف أظل وراءك حتى أقنعك ، قال جميل في غضب أنت تعرف أنني في حياتي كلها لا أدرس خصوصي ولن أفعل ذلك أبداً لماذا تفعل ذلك معي وليس مع غيري ، قال فايز أنا الذي أريد أن أعرف لماذا لا تريد أن تعطي دروساً خصوصية ، قال جميل في غضب أقل لأن كل طالب يستطيع أن يذهب إلى المدرسة ويجتهد في دروسه دون أن يحتاج لدفع المال في الدروس الخصوصية ، رد عليه فايز محاولاً إقناعه ولكن هذا الطالب يختلف عن بقية الطلاب حين تراه تحكم بنفسك ، قال جميل في غضب ولماذا لا تقل له أن يأتي إلى المدرسة وأدرسه مع الطلاب ، قال فايز قلت لك حين تراه تحكم بنفسك جربه ليوم واحد فقط وإن لم تقتنع به وبكلامي أتركه وأنا واثق بأنك ستغير رأيك موافق ، قال جميل حسناً موافق ، ولكن أنا مستغرب لماذا لم يطلب منك أن تدرسه ، قال فايز لقد سألته هذا السؤال وقال لي لسببان الأول لأنك قريبي وأنا متأكد أنك ستساعدني والثاني أريد مدرساً ليس قريبي ولن أعرفه من قبل ولن يدرس طالباً خصوصياً ن قبل ، وضع جميل يده على ذقنه وقال في شرود ، غريب لقد أثرت فضولي ، قال فايز وأسمه غريب أيضاً ، فضحك جميل .
دخل جميل إلى بيته ورأى الفوضى في البيت كانوا شكيب وريم وسامي يصرخون بصوت عالي ، ولكن لم يأبه لهم ثم ذهب إلى غرفته غاضباً فدخلت فدوى خلفه وقالت له لماذا أنت غاضب ، قال غاضباً وأنت أيضاً أين كنت طول المدة في البيت لماذا لم تحاولي إسكات أولادك ، قالت كالعادة كنت في المطبخ أحضر الغذاء لكم ولا أريد أن أتأخر في تحضيرها لكي يكون الغذاء جاهز عندما تأتي من العمل ، ثم أكملت ، ولكن لماذا أنت غاضب من أغضبك وأنت في العمل هذا ليس من عادتك ، قال جميل في شرود حزين لقد دبّر لي صديقي فايز طالباً أعلمه درساً خصوصياً ، قالت فدوى عظيم لقد جاءت لنا الرزقة ، قال ولكن أنت تعرفينني يا فدوى أنا لا أحب أن أدرس دروساً خصوصية ، قالت فدوى جرب ليوم واحد فقط ثم أحكم بنفسك ، قال لقد قال لي فايز هذا الكلام ولكنني لست مقتنع فمهما كان وضع الطالب المادي يستطع أن يذهب إلى المدرسة وينجح دون الحاجة لدروس خصوصية ، قالت فدوى لقد حيرتني لا أدري ما الذي أقوله لك ولكن أخاف أن تذهب وتعجب بفتاة هناك وتخطفك مني ، نظر إليها جميل في غضب وقال لها إذهبي وجهزي الغذاء .
دق جميل جرس باب طالبه وفتحت له أمه ، وقالت له أنت جميل قال لها نعم فقالت له أدخل فدخل ، إن هذا البيت ليس بيتاً عادياً إنه فيلا وعندما دخل أجلسته في الصالون وجلست بجانبه وكان صالوناً فخماً وكبيراً وجملاً وكان ينظر في إنبهار فقالت أم غريب إنّ صديقك فايز مدحك كثيراً وقال أنك من أعز أصحابه وأنك مدرس جيد ، قال جميل هذا من لطفك لقد بالغ كثيراً أنا لست إلا مدرساً عادياً ولكن أريد أن أسألك سؤال محرج ، قالت إسأل ، قال في هدوء أنت تملكون فيلا وهذا يعني أن حالتكم المادية جيدة فلماذا لا يأتي إبنك إلى مدرستي وأدرسه مع الطلاب بدلاً من الدروس الخصوصية ، قالت في حزن لا تقول هذا الكلام مرة أخرى قبل أن تراه واحكم بنفسك ، قال جميل عفواً هل أزعجك كلامي يا مدام .
لا لن تنزعجها نظر جميل إلى مصدر الصوت وصعق من المفاجئة لقد أحس بخطئه وأدرك أن كلام صديقه وزوجته وأم غريب صحيح وهو أن يرى ثم يحكم بنفسه لقد رأى أمامه طالبه غريب إنه .. إنه مقعد نعم مقعد وجالس على كرسي متحرك ، فقال غريب أنا غريب يا أستاذي طالبك فرفع غريب يده لكي يصافحه فصافحه جميل وفي هذه اللحظة بالذات أحس جميل بأنه تغير وكأنه قد سحر ، وأشار غريب إلى غرفة المكتبة وقال تفضل لنبدء الدرس ، فقال جميل حسناً ، فدخلا إلى المكتبة فقال غريب لنبدأ الآن ، قال جميل بهذه السرعة أنا أول مرة أرى طالب متحمس لهذه الدراسة ، قال غريب أنا طلبت مدرساً لكي أدرس ليس لأتهرب منه ثم تابع ، لقد كلمني صديقك فايز بأنك أغز صديق له وأنك مدرس ممتاز ونبيل ، قال جميل هذا كثير لم أتوقع أن يقول هذا عني ويمدحني إلى هذه الدرجة ولقد بالغ في مدحه ، قال غريب لا لن يبالغ إنها الحقيقة وقد أحسست بذلك وإحساسي لا يخيب وقال لي أيضاً أنك لم تدرس خصوصي من قبل لهذا السبب إخترتك ، قال جميل عفوا للذي سأقوله لو كنت أعرف بأنك مقعد لما ترددت في تدريسك وهو يعرف ذلك ولكني طلبت منه أن يقول لي سبب إصراره ولكنه لم يفعل ، قال غريب أنا طلبت منه أن لا يخبرك ، قال جميل لماذا ؟ قال غريب لأنني أريد أنا شخصياً أن أحس ردة فعلك هل هي صادقة أم لا ، قال جميل وماذا رأيت ؟ قال غريب لم أرى أستاذ أعظم منك من قبل ، فأحس جميل بأنّ دموعه ستنزل فحبسها ، فقال غريب هل نبدأ الدرس الآن ، قال جميل نعم .
ماذا هل هو أعمى أيضاً قالها جميل وهو يمشي بالشارع مع صديقه فايز ، قال فايز نعم ، قال جميل عجيب لماذا لم أنتبه لذلك آه لقد عرفت الآن لماذا يستعمل عبارة أحس بلد من عبارة أرى كيف لم أنتبه لهذا كيف ؟ لأنه قريبي أنا أعرفه جيداً إنه ذكي جداً ولا يريد أن يحسس الذين حوله أنه أعمى حتى ولو كانت أمه فهي تعرف بأنه أعمى ولكنها لا تحس بذلك لأنه يتصرف كالمبصرين ، قال جميل والله لقد أحببت هذا الرجل ، قال فايز ألم أقل لك بأنك ستحبه ، قال جميل أصبت لقد أحسست بصحة كلامك بعد أن رأيته أمامي فعرفت معنى قولك جرب بنفسك ثم أحكم أنت أعز صديق لي ولكن عتابي عليك أنك قد بالغت في مدحي أمامه ، قال فايز أنت تستحق هذا بالفعل ، قال جميل الغريب أنه قال لي نفس الكلام فضحك الإثنان .
دخل جميل إلى بيته ورأى الفوضى في البيت كانوا شكيب وريم وسامي يصرخون بصوت عالي ، قالت ريم أنت الطفل المدلل عند أمك لا نريد أن تجلس معنا ، قال سامي وأنا أريد أن أجلس معكم فأنا أخوكم وأنا أيضاً أذكى منكم فأي مشكلة تقعون بها دائماً أساعدكم وتشكرونني وأريد أن أجلس معكم الآن لأرى ما هي مشكلتكم وأساعدكم في حلها ، قال شكيب إذهب من هنا فنحن لسنا في حاجة إليك نستطيع أن نحل مشكلتنا بأنفسنا .
كفى قالها جميل في غضب وعم الصمت في البيت ثم تابع أنا أعمل لأجلكم كل يوم وأريد أن أدخل إلى البيت كي أرتاح وأرى الفوضى أمامي لأشياء تافهة ، قالت ريم في دلال هذه مشكلتنا تخصنا نحن الإثنين ونحن كبار ولا نريد للصغار أن يتدخلوا في ذلك ، قال جميل وأنتم تتشاجورن في أمور تافهة وأحس عقولكم كعقول الصغار ، فحزنت ريم على الكلام التي وجهت لها وأيضاً شكيب ، فضحك سامي وقال لهم هذا جزائكم ، فقال جميل وأنت مذنب أيضاً كان عليك أن تتركهم إذا لم يريدوك ليس أن تقلل من شأنك وتحاول أن تجلس معهم ، فحزن سامي أيضاً .
دخل جميل إلى غرفته غاضباً فدخلت فدوى خلفه وقالت له لماذا أنت غاضب ، قال غاضباً وأنت أيضاً أين كنت طول المدة في البيت لماذا لم تحاولي إسكات أولادك ، قالت فدوى كالعادة كنت في المطبخ أحضر الغذاء لكم ولا أريد أن أتأخر في تحضيرها لكي يكون الغذاء جاهز عندما تأتي من العمل ، ثم أكملت ، هل كنت مرتاحاً في الدرس الخصوصي ، قال جميل في هدوء نعم كنت في منتهى الفرحة ، قالت فدوى هذا واضح لقد تغيرت أنت لم تعارض الدرس الخصوصي كما في الأول ، ثم أكملت ، هل هي جميلة ، قال جميل نعم ، قالت فدوى في غضب أرئيت لقد كنت محقة بأن تكون هناك إمرأة تخطفك مني ، نظر إليها جميل في إستهزاء وقال لها جميل أنت وأولادك دائماً تحبون الشجار بأموراً تافهة إذهبي وجهزي الغذاء هيّا ، وبعد أن ذهبت قال لنفسه لقد حسبتها تقول هل هي جميلة عن الجلسة بيني وبينه وبالأخير إكتشفت أنها تفكر بأمور تافهة بصراحة بعد أن تعرفت على هذا الرجل إكتشفت أن حياة زوجتي وأولادي تافهة حتى أنا أحس نفسي تافه وحياتي تافهة ، لقد فتح لي غريب عيني بأشياء كنت أجهلها يجب أن نغير أسلوب حياتنا .
دق جميل جرس الباب في اليوم التالي وكان متحمسا لظهور يوم جديد للقاء غريب ففتحت أم غريب الباب وأدخلت جميل في الصالون ، فقالت له إجلس ، قال لها أريد أن أجلس في المكتب ، قالت مثلما تريد تفضل ، وبعد دخوله بثواني دخل غريب وسلم على جميل وقال له نعيماً ، فصعق جميل من قوة المفاجئة وقال له الله ينعم عليك ولكن كيف عرفت أنني حالق وأنت أعمى عفواً لهذا السؤال ؟!! قال غريب لا بأس لقد شممت رائحة رغوة الحلاقة ، ثم أكمل وعلى فكرة عندما كنت عندي أمس كنت لم تعرف بأنني أعمى ولقد أخبرك فايز بذلك أليس كذلك ؟ فصعق جميل مرة أخرى من المفاجئة وقال له وهو يتمتم و و لكن كيف عرفت بكل هذا ؟!! قال أمس لم أشعرك بأنني أعمى واليوم نفس الشيء كنت سأفعل ولكن بما أنّ فايز يعرفني ويعرفك إذن هو الذي أخبرك وأيضاً أحسست بردة فعلك أمس بأنني مقعد فقط وليس بأنني أعمى ، قال جميل هل ممكن أن أسألك سؤال خاص ؟ قال غريب نعم تفضل ، قال جميل هل العمى والشلل من الولادة أم هو حادث للأسف أنه حادث لقد كنت مع أبي وأمي في السيارة عندما كان عمري سنتين ووقع الحادث المشؤوم مات أبي وكسرت ساق أمي وأصبت بعاهة مستديمة ولقد سألت الكثير من الأطباء وأشهرهم وعملت تحاليل وكلهم أجمعوا بأن لا أمل لي بالشفاء ، قال جميل في حزن وندم شديدين أنا آسف لسؤالي هذا ، قال غريب لا بأس أنت لم تعد غريب بالنسبة لي ، قال جميل هل نبدأ درس الرياضيات ، قال غريب نعم وبعد مدة من دراسة الرياضيات سأله جميل في إستغراب ، أنت ذكي جداً في الرياضيات ربما في أي مادة أدرسك بها وإذا دخلت المدرسة ستأخذ الأول في الثانوية العامة وأيضاً إذا دخلت أي كلية لنجحت بامتياز ، قال غريب أنا أعرف كل ذلك ، قال جميل إذن إذا أنت ذكي كل هذا الدرسة فلماذا تطلب العلم ، قال غريب لأنني أحس بالملل وأريد أن أملي وقت فراغي بالكتب والعلم ، قال جميل إذا أحسست بالملل بكل هذه الدرجة فلماذا لا تذهب إلى المدرسة ، قال غريب الجواب بسيط جداً لأنه يوجد في الشارع رصيف يعيق الكرسي المتحرك عن الصعود ، سكت جميل ونظر إلى غريب في إعجاب ثم قال هل من الممكن أن أطلب منك طلب ؟ قال غريب أطلب ، قال جميل هل من الممكن أن آتي بزوجتي وأولادي وأعرفهم عليك ؟ قال غريب هذا يشرفني يا أستاذي أن أتعرف على عائلتك فأكاد أن أحس بالملل ، قال جميل شكراً لك ، قال غريب كم عدد أولاد وما أسماءهم ، قال جميل ثلاثة ولدان وبنت الولدان شكيب وسامي والبنت ريم ، قال غريب وما أسم زوجتك ، قال جميل فدوى ، قال غريب ومتى ستأتون ، قال جميل هل يناسبك غداً بنفس الوقت ، قال غريب ممتاز .
وفي البيت كانت عائلة جميل على مائدة الغذاء فقالت فدوى وهي تنظر إلى زوجها وهو يأكل بنهم ، أراك تأكل بنهم هذا يعني أنك فرح أليس كذلك ، قال نعم أنا فرح جداً ، قالت فدوى هذا واضح فقد كنت معها وأكيد إتفقتم على ميعاد ، إبتسم الأولاد ونظروا لأنفسهم ثم إلى والديهم ، وتوقف جميل عن الأكل فجئة بعد كلام زوجته فنظر جميل إلى فدوى ثم إلى أولاده وقال لهم جميعاً ، وأنتم مدعوّن أيضاً ولكن مع طالبي وليس مع إمرأة وأريدكم أن تذهبوا معي جميعاً غداً بعد الظهر وبدون أي نقاش مفهوم .
دق جميل جرس الباب وكانت عائلته معه فقالت فدوى إنها فيلا ضخمة لابد أنّ عائلتهم غنية ، قال لها جميل لا يهمك المظاهر ، قالت له فدوى ولماذا ، قال جميل لأنه مقعد وأعمى ، فوضعت فدوى يدها على فمها وقالت هه ، فتحت أم غريب باب الفيلا وقالت لهم أهلا وسهلا تفضلوا فأدخلتهم إلى الصالون وبعد أن جلسوا ، قالت فدوى لأم غريب لقد أحببتك منذ أن رأيتك فأنت طيبة جداً ، قالت أم غريب وأنا أيضاً لقد أحببتك ، فجاء غريب وقال لهم أهلا وسهلا آسف على التأخير ، قالت فدوى لا بأس ، تقدم غريب بكرسيه المتحرك إلى فدوى وسلم عليها وقال كيف حالك يا فدوى ، قالت فدوى جيدة ، ثم سلم على جميل وقال له كيف حالك يا أستاذ جميل ، قال له جميل جيد ، ثم سلم إلى شكيب وقال له كيف حالك يا شكيب ، قال شكيب جيد ، ثم سلم إلى سامي وقال له كيف حالك يا سامي ، قال سامي جيد ، وأخيراً ذهب إلى ريم فنظرت إلى عينيه وكان الحب من النظرة الأولى لقد دق قلبها مجرد أن نظرت إلى عينيه ثم سلم عليها ومجرد لمس يده بيدها دق قلبه فنبّأه حدسه أنه يحبها هذا هو الحب يأتي فجأة ومن دون ميعاد متجاهلاً كل الظروف التي أمامهم وبعد أن سلم عليها قال لها كيف حالك قالت في إرتباك أنا جيدة ، ثم قال لهم ما رأيكم أم نذهب إلى حديقة الفيلا فالجو جميل جداً في الخارج ، قال جميل يا ريت والله ، وبعد خروجهم جلسوا أمام طاولة دائرية كبيرة ووضعوا أمامهم الكراسي على حسب عددهم فأتت أم غريب لهم بالطعام سندويشات همبرجر وكان يوجد بجانب الطاولة مسجل وعندما كانوا يأكلون قال لهم غريب ما رأيكم أن تسمعوا أغاني ، قال سامي نعم ، قال غريب وعن أي مطرب تريدوا أن تسمعوا ، قالت ريم أريد أن أسمع شريط عمرو دياب ، وسرّه كثيراً أن ريم تكلمت وهي قصدت ذلك حتى تلفت إنتباهه ، فبحث بين الأشرط ووضع شريط عمرو دياب ، فسأله سامي في إستغراب وبراءة كيف عرفت شرط عمرو دياب وأنت أعمى ، فقال جميل بسرعة سامي أسكت ، فضحك غريب وقال لا بأس لا بأس في الحقيقة أنا مرتب الأشرطة وحفظت ترتيبهم على حسب المطرب من الأعلى إلى الأسفل ، قال له جميل الظاهر أنك متكيف في حياتك في كل شيء ، قال غريب نعم في كل شيء حتى لا أشعر بالملل ، فشغّل غريب المسجل وغنى عمرو دياب أغنية نور العين فقام سامي ورقص فتشجعت ريم وقامت أيضاً ترقص بجانب غريب فأحس غريب أنها ترقص بجانبه وكانا فرحان وأحسا بأن هذا اليوم هو أجمل يوم في حياتهما ، وبعد نهاية الأغنية قال لهم غريب ما رأيكم أن نلعب معاً في كرة القدم ، قال له جميل وأيضاً هذه تعرفها ، قال غريب نعم فأنا أستطيب أن أصد الكرة مثل أي حارس محترف ليس أعمى هل تتحدونني ، قال له جميل نعم ، قال غريب إذاً أنا فقط لوحدي وأنتم جميعاً ضدي موافقون ، قال سامي موافقون ، وقال شكيب موافقون ، فلعب شكب وجميل وسامي في الكرة كل واحد ضد الآخر والذي يأخذ الكرة يسددها في المرمي الذي يجلس أمامها غريب وبدأت اللعب وكانت كل تسديدة يسددها أي واحد منهم يصدها هذا الأعمى غريب وبالفعل مثلما قال لم تدخل في مرماه ولا هدف .
وفي البيت مجرد دخولهم إليها أحس كل واحد منهم بأنهم يدخلونها لأول مرة وكأنهم قد خلقوا من جديد وأحسوا أيضاً بأنهم تغيروا ، قال جميل أرأيتم .. أرأيمتم كيف أنه ذكي جداً وفي كل شيء وأيضاً حين صد كل التسديدات ولم يسمح بدخول ولا هدف ، قال له سامي وكيف يصد كل هذا كأفضل حارس محترف ، قال جميل يا بني لأنه أعمى يتركز كل تفكيره إلى حاسة السمع ، قال سامي ياالله ، قال شكيب في ندم أنا آسف يا أبي لكل إزعاج سببته لك فأنا أحس كل هذه الإزعاجات تافهة بعد أن قمت بزيارة لغريب وأنا أعدك بأنني سأتغير ، قال سامي في ندم وأنا أيضاً آسف وأعدك بأنني سأتغير ، وقالت ريم في ندم وأنا أيضاً آسفة وأعدك بأنني سأتغير ، ثم قالت لسامي تعال معي ، فذهبت وهي تحبس دموعها وهي دموع الحب فلحق بهم شكيب وذهبوا إلى غرفة نومهم يتكلمون مع سامي ليصححوا خطأهم فنظر إليهم جميل وأيضاً فدوى نظرت إليهم أحس جميل بافتخار من أولاده لأنهم تغيروا واكتشف أنه لم يكن على خطأ حين عرفهم إليه حتى يبدؤا حياة جديدة وأفضل ، فنزلت دمعة من عيني جميل وأيضاً من عيني فدوى وهما ينظران إلى أولادهما فظرت فدوى إلى جميل وقالت جميل أنا أحبك ، فقال لها جميل وأنا أيضاً أحبك ، قالت فدوى في ندم أنا آسفة لأنني كنت أفكر في أمور تافهة وهي غيرتي الزائدة عليك فأم غريب بعمر أمي وأمك وبمقامهما أيضاً وهي طيبة جداً ، قال جميل ودمعته نازلة أشكر الله الذي غيركم نحو الأفضل ، ثم قالت له فدوى في خجل وكتفها تلامس كتفه ألم تذهب إلى النوم .
وفي اليوم التالي عندما جاؤا الأولاد من المدرسة ، كانوا يتغذون جميعاً وفرحين ويأكلون بنهم ما عدا ريم كانت تجلس تفكر في شرود دون أن ينتبه عليها أحد وبعد فترة بسيطة من كلامهم أحست قلب الأم بشيء غريب وقلب الأم لا يخطأ لقد نظرت إلى ريم ، وقالت لها ما بك يا حبيبتي ريم لماذا لا تأكلي يبدو لي وكأنك حزينة ، ثم قال جميل في هدوء ما بك يا بنتي ريم تكلمي ، وقفت ريم وقالت في حزن أبي بعد أن تكمل غذاءك تعال أنا في غرفتي ، وقف جميل عن الطعام وأحس من العيب أن يكمل طعامه وكأنها قالت له أترك طعامك الآن وبصراحة لقد سدت شهيته فقام وتبعها إلى غرفتها ولكن قلب الأم وحدسها لم يمنعاها من الإنتظار فلحقت بهم وفي نفس الوقت راعت مشاعر إبنتها ولم تدخل بل وقفت بجانب الباب للتنصت ، وفي داخل الغرفة قالت ريم أبي بصراحة بدون لف ولا دوران ولا مقدمات أنا أحب غريب وقررت أن أتزوجه ، قال لها جميل محاولاً حبس ضحكته لأسلوب كلامها أف أف أف ولماذا تتكلمين بهذا الأسلوب وكأنك داخلة على حرب ، فقالت ريم وعينيها مليئتين بالدموع أنا بالفعل سأدخل على حرب إذا وقفتم ضدي هل أنت أحسن مني حين تحديت كل من إعترضك عندما أحببت أمي ، وضع جميل كفيه على كتفي ريم وقال لها في جدية وهدوء يا بنتي ريم يجب أن تعرفي نحن لسنا مثل بعض العيل الذين تفكيرهم قديم يزوجون بناتهم بالغصب وبدون رضاهم ولكن فكري جيداً إنه مقعد وأعمى جاوبيني بصراحة هل تحبينه بالفعل أو تعطفين عليه ، قالت لا أنا أحبه بالفعل رغم مرضه المزمن ، قال جميل بعد أن نظر إلى عينيها جواب نهائي ، قالت ريم جواب نهائي ، قال جميل مبروك لقد وافقت ، وبنفس الثانية بعد نهاية كلامه رمت بنفسها على صدر أبوها ووضعت رأسها على صدره وهي تضحك ودموعها مليئين بالدموع وكانت دموع الفرح وأيضاً جميل أصبح يبكي من الفرح وهو يضمها وأيضاً فدوى أصبحت تبكي من الفرح وهي تقف بجانب الباب دون أن يلاحظها أحد ، ثم قالت ريم لأبيها هل تمانع أن أراه اليوم ، قال جميل نعم ولكن ماذا سنقول لأمك وأخوانك ، قالت ريم أنا ذاهبة إلى صديقتي وأنت توصلني وتذهب إلى صديقك فايز ، قال جميل هذه فكرة جيدة ، قال ريم وعيناها مليئتان بالدموع شكراً يا أبي ثم قبلته على خده ثم ذهبت وغيرت ملابسها وشغلت أغنية نور العين وهي تلبس ، هل سألتم أنفسكم لماذا طلبت ريم أن تكلم أباها ولم تلكم أمها رغم أننا جميعاً نعرف أنّ البنت تقول جميع أسرارها لأمها ، سأقول لكم لماذا إن هذا الجواب له وضع خاص فجميعنا نعرف أنّ دائما قلب الأم على أولادها وخاصة على بناتها فهي دائماً تجاهد بكل جوارحها من أجل تأمين مستقبل أفضل لأولادها فمثلاً ريم تحب غريب ولكنه مقعد وأعمى فلو كلّمت أمها بذلك فإنها بالتأكيد ستوافق لأنه إنسان حسن الخلق وغني وذكي ويستطيع أن يأمن مستقبلها وأصبحت تعرف أمه ولكنه يحمل مرض مزمن إذن سترفض حتى تأمن لها عريس ومستقبل أفضل ، وريم لأنها بنت تعرف كيف يفكرون النساء خاصة الأمهات وأنها بالمستقبل ستصبح أم وأيضاً فدوى بعد أن سمعت الحوار أدركت أن إبنتها ذكية وعرفت بأنها ستفكر بذلك لذلك إختارت أبوها لأن تفكيره يختلف عن تفكير أمها فنزلت دموع فدوى راضية بمصير إبنتها ممتزجة بدموع الفرح ، وبعد أن لبس كل من جميل وريم ، قال جميل لفدوى أنا ذاهب إلى صديقي فايز وسأوصل بطريقي ريم إلى صديقتها ، قالت فدوى الله معكم ، وبعد خروجهما من البيت نزلت دموع فدوى إلى خديها وهي تعرف في الحقيقة إلى أين هم ذاهبون وهي متفاجئة وكأنها مسحورة لأنها راضية بإرادتها بهذا الزواج وهذا الحب من جهة ولا تريد أن تمنع أي أحد من أولادها أن يغامر بالحب مثلما غامرت مع جميل في صباها من جهة أخرى.
ذهب جميل وريم إلى فيلا غريب وطلب من ريم أن تنتظره في السيارة ثم دق الجرس وطلب من غريب أن يجهز نفسه حتى يذهب معه إلى الحديقة للتنزه ولم يقل له أنّ ريم معه ، وحين ذهبوا إلى الحديقة قال لهما جميل سأترككم قليلاً لأشتري بوشار لنا ثم ذهب على حسب إتفاقه مع ريم بأن يتركهما بأيّة حجة ، قال غريب في تردد وأخيراً أصبحنا لوحدنا ، قالت ريم في تردد أيضاً وأنا أقول كذلك ، قال غريب لماذا ؟ قالت ريم لأنني أحس برتياح حين أقابلك وأسمع صوتك ، قال غريب وأنا أيضاً أحس بارتياح نحوك حين أقابلك وأسمع صوتك ، ثم صمت قليلاً وقال هل تلاحظي أنّ شعورنا هو نفسه ؟ قالت ريم نعم ، قال غريب حتى شريط عمرو دياب الذي اخترتيه أحببته وبالذات أغنية نور العين فرحت كثيراً عندما رقصت بجانبي وسمعت هذه الأغنية أكثر من مرّة ، قالت ريم وأنا كذلك فرحت كثيراً حين رقصت بجانبك وسمعت هذه الأغنية أكثر من مرة ،قال غريب إذن هذا الشعور هو بداية الحب ، نزلت دموع ريم وقالت وأخيراً قلتها ، قال غريب ولماذا تبكين ، قالت ريم وكيف عرفت ، قال غريب لقد رأيت أحسست ذلك من نبرة صوتك ، قالت ريم محاولة أن تضحك وهي تمسح دموعها بكفيها أنا أبكي من الفرح فهذا أسعد يوم في حياتي كلها ، قال غريب في حزن وأنا كذلك ولكني مقعد وأعمى فكيف تقبلين بي ؟ قالت ريم أنت ليس أول واحد ولا آخر واحد يتزوج وهو ضرير وأنا قبلت بك هكذا لأن قلبي أحبك ولا أستطيع منع قلبي من حبك أنا أحبك ، قال غريب وأنا أحبك ولكني سأسافر ، قاطعته ريم ولماذا ؟ قال غريب لأنني سأتعالج هناك في أمريكا لمدة سنتين فأنا لم أولد ضرير ويقولون الأطباء نسبة نجاح العملية 60 بالمائة ، قالت ريم ولماذا سنتين هذا كثير ، قال غريب لأن علاجي سيكون أكثر من عملية جراحية وبعدها سأقوم بمعالجات فيزيائية حتى أستطيع المشي ، قالت ريم في حزن شديد ولكن أخاف أن تفشل العملية و .. ثم وضعت وجهها على كتف غريب وأصبحت تبكي ولم تقدر هذه المرة من حبس دموعها ، قال غريب محاولاً إسكاتها وهو يبعد رأسها من على كتفه حبيبتي لن أموت فالأعمار بيد الله ونسبة نجاح العملية كبيرة ولن أنساك أبداً هناك وكل فترة سأكلمك هاتفياً وأعدك عندما أرجع أتزوجك فوراً ، قالت ريم وأنا أعدك بأني أنتظرك فأنت خطيبي منذ الآن ، قال غريب أحس بأنك وأبوك قد إتفتما لكي تأتيا إلى هنا ويتركنا وحدنا من أجل هذا الموضوع صحيح ، قالت ريم نعم صحيح ، جاء جميل ومعه كيس البوشار وهو يأكل منه ويقول لهم وأخيراً أتيت به فهناك إزدحام عليه ، قالت ريم أبي لا داعي للتمثيل أكثر من ذلك أنا وغريب تكلمنا واتفقنا على هذا الموضوع ، قال لهم جميل مبروك ثم قال لغريب أنا فخور بأن تكون نسيبي .
وفي البيت كانا ريم وجميل في غرفتها وهي تقول في فرح وفي عينيعها دموع الفرح بعد أن قابلته إقتنعت أكثر بأنني أرديه واتفقنا أنّ بعد سنتين سنتزوج ، قال جميل أهم شيء أن تكوني مقتنعة به وتحبيه وبعد سنتين تكونين قد تخرجت من الجامعة ، كانت فدوى كالعادة تسمع الكلام بالقرب من الباب وبعد إنتهاء حديث جميل دخلت فدوى ودموعها على وجهها وقالت أنا سمعت كل الكلام قبل أن تقابلي غريب وبعد أن قابلتيه مبروك يا ريم ولكن كان عليك أن تخبريني ويجب أن تعلمي أنّ رأيي مثل رأي أبوك أهم شيء أن تكوني مقتنعة به وتحبيه ، بعد أن سمع جميل كلام فدوى نزلت دموعه وبعدها ضمت ريم أمها وأبوها بذراعيها ثم إبتسموا جميعاً .
النـهايـة
ما رأيكم ، من أجمل ذلك الشتاء أم درس خصوصي جداً وأين فيها تضحية أكثر ، أنا أعتقد أنّ هذا فيها تضحية أكثر ولكن قوة الحب متساوية بين القصتين هذه القصة تثبت أنّ جمال الوجه ليس كل شيء بل جمال الروح وكما قرأتم بأن ريم بعد أن رأت عيوبه ضحت بمستقبلها وأحبته وربطت مستقبلها به أرأيتم أجمل من هذا الحب ، أتمنى أن تتذكروا هذا الحب واعتبروه درس خصوصي جداً في ذكرى الحب ، وبالنسبة لذكرى الحب ستكون القصة التالية ولكن هل سألتم أنفسكم كيف ستكون ، إنّ ذكرى الحب تشبه قصة درس خصوصي جداً في التضحية ولها علاقة في قصة ذلك الشتاء في الماضي وأيضاً فيها جزء من التشابه ، ترى هل هذا الحب في هذه القصة لها ميزة خاصة ؟ ترى هل أثيرت فضولكم لقراءة هذه القصة ؟ إذاً إقرؤوا قصة ذكرى الحب واحكموا بأنفسكم إلى اللقاء .


الساعة الآن 06:28 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية