منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   الارشيف (https://www.liilas.com/vb3/f183/)
-   -   انا وأنتيمي وآخرون (https://www.liilas.com/vb3/t49330.html)

دموع حارقه 24-08-07 10:19 PM

انا وأنتيمي وآخرون
 
براقع و الوقت الضائع
_________

لكل زهرة رونق خاص بها وعطر يميزها عن الأخرى ،كذلك النساء لكل واحدة عطر خاص بها يميزها عن بقية جنسها، فهناك البيضاء والسمراء، والشقراء والخمرية، والبدينة والنحيفة، و القصيرة والطويلة، الذكية والغبية ،الثرثارة المنكسرة والمتمردة، هذا ما كنت أومن به قبل زيارتي لصديقي علاء في إحدى الجرائد الخاصة التي يعمل بها محررا فلقد دعاني لزيارته ذات ليلة ،على أن اصطحب معي أوراقي لعلها تلقى القبول ويتم نشرها ،وكان بإمكانه أن يريحني من عناء الذهاب والإياب واستلاف بذلة أخي ورابطة للعنق حتى أكون بالمظهر اللائق ،فعلاء يعلم أنى بوهيمى بما تحمله الكلمة فلا يوجد شيء عندي مرتب سوى الأفكار ،كذلك لا اعشق رابطة العنق فاغلب ملابسي جينز، لكنه أصر على مطلبه ،وأرسل لي الملابس الرسمية وكأني ذاهب للأوبرا، لكنى فضلت ارتداء ملابس أخي وهذا لم يمكن حدوثه بأي شكل من الأشكال لو أخي متواجد فلم أستعير منه شيء وعاد سليم !
وهو من النوع المرتب المنظم الحريص على أشيائه كحرصه على حياته ،وقمت بحلاقة ذقني ووقفت أمام المرآة أكثر من نصف ساعة ليس لمشاهدة ما طرا على ملامحي من تغيير !!
لكن لمحاولة ربط رابطة العنق ،وعندما يئست من ربطها قررت الخروج بدونها لكن جاء الفرج من السماء فسمعت طرق على الأبواب فإذ به صديقي علاء جاء ليصحبني معه وقام بربط هذا الرباط اللعين ،وغادرنا المنزل بعد أن ساعدني باختيار أجود ما كتبت من وجهة نظره فلم يكن شعرا ولا قصة ،لكنه اختار عدة مقالات كنت كتبتها عن الأمومة والتعليم والصداقة، تقريبا لم يكن مقتنع بي كقصاص أو شاعر حتى وإن لم يصارحني بهذا ،فهذا هو نفس شعوري الآن فعندما امسك شيء كتبته منذ أسابيع أجد نفسي أمزقه وأتبرأ منه ومن كاتبه، لذلك وجدت معه الحق فيما أختار ،وقبل أن تقف سيارته على باب الجريدة بدا الكلام عن مدام براقع وبراقع هو اسم مستعار وضعته لها وهي بالفعل تستحق اللقب عن جدارة ، قائلا هناك شخصية بالجريدة (براقع) قلمها يشبه قلمك ،ولا احد يستطيع النقاش معها إلا وغلبته ،وما اختارته من مواضيع لك هو عكس فكرها، فما رأيك أن تدخل بنقاش معها ،وهنا أدركت حجم المصيبة التي أوقعت نفسي بها عندما طاوعته بالذهاب معه ،كان عندي إحساس خاصة بعد نظرة سريعة على بعض أرائها التي أطلعني عليها علاء بأني سأعجز في النقاش معها ،فهي كما يبدوا من النظرة الأولي لمحتوى كلماتها أنها قارئه نهمة ،وتمتلك حرفية مسك القلم، ربما أكون أنا الأخر قادر على مسك القلم ،لكن الحديث أعتقد أنى سأفشل فلست خطيبا فليس كل أديب خطيب وإن كان كل خطيب أديب ، لكنى تذكرت المازني وهو يلقي كلمة بكلية الآداب وهم يحتفلون بطه حسين لم يكن يجيد الحديث ولكنه من ابرع ممسكي القلم، ربما تكون هي الأخرى مثل المازني فنكون متساويين ،لكن الأمر ليس لي يقين ولهذا فكرت بالرحيل، لكن علاء لم يتركني ارحل فأثار فضولي لخوض التجربة، فلا يمكن الحكم على الشيء قبل حدوثه ،ولا يمكن العودة في منتصف الطريق، خاصة بعد العناء والمشقة التي تكبدتها في ارتداء هذه الأشياء التي لن أفكر في ارتدائها مرة أخرى، فلقد كان الأمر في شهر سبعة والموعد ظهرا ،ومع أن السيارة مكيفة والجريدة بها تكيف مركزي لكنى كنت اشعر أنى احترق ربما لعدم تعودي على ارتداء مثل هذه الأشياء!
ولأتفادى الفرق بين الخطيب والأديب حملت معي بعض الأوراق البيضاء لعلى لو لم أحسن الحديث اكتب ومن ثم أقرا كأن الحرف لشخص أخر وكذلك يمكنني كتابة النقاط التي سأتناقش فيها لتكون محور حديثنا ،وفى أسوء الأحوال سأكون ربحت شيء من الحديث معها،علي الأقل معرفة فكر جديد ربما يضيف لفكري .
ووقفنا أمام حجرة بها ثلاث مكاتب منها مكتب علاء ومكتب شخص أخر لا تسعفني الذاكرة على تذكر اسمه وعرفت أن (براقع ) هي رئيسة صفحة الآراء والمقالات مع أن هذا الشخص الذي لا اذكر اسمه اكبر منها سنا.
كان مكتبها يلتف حوله عدد كبير يأخذون رأيها فيما كتبوا ،من أقسام أخرى فيبدوا أن في هذا اليوم البروفة النهائية للجريدة حيث أنها جريدة أسبوعية ولهذا لم تشعر بنا أثناء دخولنا، كانت منهمكة في قراءة المقالات ومناقشة زملائها .
جلست أمام مكتب علاء حيث ذهب هو ليعرض عليها ما كتبه بعد أن أصلح به ما شاهدته مدام براقع من خطأ أشعلت سيجارة فشيئان عندي لا يمكن الاستغناء عنهما السيجارة والقلم ،ومع أنى في شهر رمضان لا أشعل سيجارة كما تعودت كل عشر دقائق لأني بالقطع صائم لكنى افطر على السيجارة وما ينسيني السيجارة القلم فعندما أكتب لا اشعر بشيء، ولا انتقل من مكاني كأني ولدت جالس على هذا الكرسي الذي اجلس عليه .
وجاءت صرختها لتثيرني أكثر من علاء يا أستاذ السجاير ممنوعة هنا وأنت مين وعايز إيه ودخلت هنا إزاى ؟
أشار لي علاء أن التزم الصمت وبدا يتكلم معها بصوت خافت لم أتبين ما قاله ولم اسأله عنه،وبعد أن أنهى كلامه معها اصطحبني لبهو كبير من حوله المكاتب وشاهدت أثناء سيرنا أن اغلب سكان ورواد المكاتب يشعلون السجائر ولا يوجد من يقول ممنوع. أنهيت ثلاث سجائر دفعة واحدة قبل عودتنا لمكتب علاء ،وعندما عودنا وضع ورقتين مما جلبنهما معنا من منزلي ،أمام براقع فلم تقرا كثيرا لتقول إيه اللي أنت مهببه دا يا علاء كلامك غريب وماسخ وما ينفعش يتنشر في اصغر جريدة ؟
كنت ابتسم ظننا منى أن الكلام موجه على كلمات علاء وهو يبتسم لان الكلمات موجهة ضدي وهذا ما سيجعله ينتقم من براقع عن طريقي فلا يوجد من يقارعها الحجة بالحجة والبرهان بالبرهان وقال لها ما يغضبك في الورق قولي لي ونحكم المنطق والعقل كانت هذه كلمتي له عندما نختلف ويبدوا انه استعارها منى كما استعرتها من صديق لي قديما ، فتعكر صفوها وتبدل مزاجها كأنها لم تنتظر منه سوى أن يلبي أمرها فهي البرنسيسة براقع !!
ثم قالت ماشى يا علاء بيه نشوف العقل والمنطق أخلص قراءة وأرد عليك.
اقترب منى وقال فرصتك يا حلو كانت بتتريق على أرائك شكلها كده مش ح يتنشر ليك حاجة غير التهزيق اللي ح ينوبك.
فطنت لما يدور بخلد علاء فقلت الخلاف في الرأي لا يفسد للود قضيه لعلها تكون محقة وتقنعنا برأيها لكن بدون إساءة بس هي بتقرا أي موضوع ؟
قال موضوع قتل الإبداع مع سبق الإصرار والترصد!!
تأكدت حينها أن علاء لم يكن صادق في أنه سيحاول نشر مقالاتي خاصة أن الموضوع يتناول تسلط الرؤساء في كل مجال خاصة الأدب فعلى الكاتب أن يكتب رأى
سياسة الجريدة متمثلة في رئيس القسم ورئيس التحرير لو كانت الجريدة تعارض الحكومة فلا يسمح أن تكتب أي شيء دون هجوم ،ولو كانت مع الحكومة عليك بالشكر والثناء لا يمكن أن تشير إلى موت الإبداع إكلينيكيا بمصر ،فلا يوجد من حل محل توفيق الحكيم ويوسف إدريس ونجيب محفوظ ولا يبقى لنا سوى القلة القليلة المتبقية من عصر الخمسينيات،
فمن هم على الساحة الآن أشباه كتاب ولا يسمحون أن يخلق كاتب هذا كان خلاصة المقال !!
وبدأت السيدة براقع في شدة انفعالها ونرفزتها وهي تقول الإبداع مازال في أرضنا ولا يوجد قتل أو أي عملية إجهاض للكتاب أصحاب الرؤى المستقلة، وما بموضوعك مهاترات.
شعرت بالارتياح عندما قالت هذا وبدأ يرتسم على وجه علاء الحزن كأنه صدم فلا وجود للانفعال ظاهر على وجهي كما يحدث دائما عندما أنهت كلماتها بدأت بالرد وكأن الكلمات لم تكن كلماتي لو كان الأمر كما تقولين فلتنشري الكلمات ويمكنكِ الرد على فحواها بنفس العدد أو بالعدد الذي يليه وتكوني هنا اثبتي حرية الصحافة.
فتدخل علاء وقال نعم هذه هي الديمقراطية ومن حق كل فرد التعبير عن أرائه بكل حرية ووضوح دون ضغط أو قيد.
قالت كلامك يا علاء به إساءة لنا ولن نسمح بها هنا.
أدركت جهلها وأن الموضوع تم غلقه قبل بدايته وشرعت في الانصراف وقبل انصرافي قلت لها بالفعل أنت وأمثالك من مسببات التخلف الفكري ولو الأمر بيدي لبترتكم من هذا المجتمع .
نزلت كلماتي كالصاعقة على رأسها فيبدوا أنى أول شخص يقولها صريحة لها في أول لقاء ،ربما يكون غيري قالها بعد عدة لقاءت، لملمت أوراقي المتناثرة على مكتبها وانصرفت لاعنا علاء واليوم الذي صاحبته فيه لهذا المكان اللعين ،فما استفدت شيء سوى الشعور بالاختناق من رابطة العنق التي كانت تشعرني أنى أتأرجح على حبل عشماوى غير إضاعة الوقت مع عقل حجري .
في الساعة الثامنة ابلغني علاء أن براقع تريد لقائى مرة أخرى ،فطلبت منه قبل تحديد اللقاء أن يحضر لي أعداد جريدتهم السابقة التي تحمل مواضيع براقع، ففهم علاء أنها وقعت تحت مشرطي اقصد قلمي فالمشرط والقلم سواء كلاهما يقوم بمهمة جليلة بتر الجزء الخبيث .
وحاول علاء إرجاعي عن ما براسي لكنه لم يستطع خاصة انه اخبرني أنى مدعوا لحفل عيد ميلاد الكونتيسة براقع وأمر الأعداد السابقة للجريدة من السهل الحصول عليها فهي ليست بالشيء العسير فلم يملك سوى إحضارها وبعد أن احضرها جلست أقرا أفكار الليدى براقع فوجدتها تحمل الكثير من البراقع فهي تتكلم بالجريدة أن شم النسيم بدعة ولكن الم يقل لها احد أن الاحتفال بعيد ميلادها بدعة أيضاً!!
تجلس مجلس الشيوخ ومن ثم تجدها تنقلب لتجلس مجلس الشاعرات الماجنات !!
أي تناقض هذا كان على أن ألقنها درس في الأخلاق تذكرت أنها تأخذ كلمات أبو حامد الغزالي في الكثير وتذكرت انه المطالب بعدم خروج المراة خارج الدار حتى لو للعلم فيحصل زوجها العلم ومن ثم يعلمها وكثيرا من الشيوخ تبع أبو حامد فيما ذهب حتى في عصرنا هذا !!
وشرعت في كتابة ردود على كل موضوع وبعدما فرغت من الكتابة قمت بوضع الردود بعلبة فاخرة ،ثم غلفتها بورق الهدايا وحملتها وذهبت لعيد الميلاد ،وكانت المقابلة تختلف عما سبق فهي الآن متحررة تمرح وتمزح تراقص هذا وذاك كنت أتوقع أن تقوم بفتح الهدية ولهذا ألقيتها كمن يلقى قنبلة ويبعد قبل أن تصيبه شظاياها،متحججا بمرض علاء الذي خشي من أن يحدث الصدام أمامه ويجد نفسه طرفا به لهذا اصطنع المرض !!
وبعد أن وصلت إلى منزلي وكانت تجاوزت الساعة الثانية بعد منتصف الليل فشاهد علاء من شرفته نور غرفتي مضاء فقام بالاتصال بي ليحضر إلي فهو يريد أن يعرف ما حدث خاصة أنه كان يتوقع نقاش تغلقه براقع كما فعلت وينتهي الأمر وليس هدية بها مجموعة من المقالات وجاء علاء وقال عملت إيه يا معلم طينتها ولا لسه حكمن أنا عارفك ومجربك؟
قلت لا لم يحدث شيء يا علاء لقد جلست نصف ساعة فقط وانصرفت بحجة مرضك. قال طيب أومال أتأخرت كل دا ليه على كلامك المفروض تكون هنا على الساعة 11 بالكثير ؟!!
والله يا علاء خرجت من الحفلة لاقيت نفسي محتاج أتمشى جبتها من الزمالك لهنا كعابي .
قال: أنت مجنون حد يمشى من الزمالك للسيدة ؟!
قلت: أنا عندك مانع يا علاء أفندي !!
قال: طيب شفت إيه هناك احكي لي ؟!
قلت :عادى يا علاء حفلة زى اى حفلة ومطولتش فبالتأكيد ما شفتش حاجة .
فقال: بس بالتأكيد رحبت بك
.. فقلت :من ناحية الترحيب هي رحبت وأنا رحبت .
فقال: شكلك عملتها و ح تخليها تنشر لك شيء عندنا بالجريدة ؟!
يعنى يا علاء ممكن تنشرك أنت بكره الصبح وتبقى غسيل ومكوي فقلت
فقال: ليه عملت إيه يا منيل احكي لي عشان اعرف ح اهبب إيه ؟!
قلت : ولا حاجة استخدمت أسلوب العقاد اللي اعترض عليه الدكتور .
فقال يخرب بيتك طبقت علم النفس عليها وحللت شخصيتها من خلال حروفها وهى سابتك تقول الكلام دا ؟!
فقلت: عندك شك يا علاء إني اعرف أوصل كلامي لاى حد؟
فقال: يعنى قولت كلمتين في الهبولي في وسط كلامك .
فقلت لا قول كده قلت مليون كلمة في الصميم .
فقال: أزاي يا فقرى ؟
فقلت ولا حاجة كانت هديتي مجموعة مقالات وعلبة سجاير يمكن تحب تدخن في الخفاء بعدما تنتهى من القراءة .
فقال: الله يهدك أنت مصيبة وأنا أتبليت بها أنت عارف إني ممكن كده أروح قسم الوفيات ؟!
فقلت له مداعبا : يا عم ما تدقش وفيات وفيات المبدع يبدع تحت اى سماء وأنت بسم الله ما شاء الله مبدع يا واد .
فقال عموما أنا عملت أجازة أسبوع تكون فيه مدام براقع نسيت اللي حصل .
فقلت ما أعتقدتش إنها ح تنسي !
.. فقال :قوم نام يا واد وخليني أروح أنام أنا كمان .
انصرف علاء وهو يجهل أنى توقعت ما شاهدت بالحفلة وكتبته دون أن أراه وبالتالي لا يمكن أن تنسى حروفي ، لم استطع النوم في هذه الليلة فلقد احضر علاء مجموعة خيري شلبي ليأخذ بدلا منها مجموعة الحكيم
وبمجرد أن وقع بصري على رحلات الحلوجى لم استطع تركها خاصة انه يخلط بها الماضي والحاضر (الزملكان ) انه بالفعل بديع فى السرد لم انم إلا بعد الساعة العاشرة صباحا وبمجرد أن غفت عيني كان علاء يتصل بي قائلا الوووووو يا فقر .
فقلت : حرام على اهلك يا علاء أنا يدوبك عينى شافت النوم حد يتصل فى الوقت دا ؟
قال :بقولك إيه اغسل وشك وعلق على كوبيتين شاي لحد ما أجي.
قلت: أنت كمان ناوى تشرفنا واخذ أسبوع أجازة ح تقرفنا فيه، بسحنتك اللي تجلب النحس والفقر ليل ونهار،طيب ما أجيب لك بيضة وسميطه وأتبناك أحسن ؟!
قال: خلص يا ظريف مش وقت خفه وظرف ،ح اقفل السكة ويدوبك أجيلك ،مش عايز حاجة من تحت ؟
قلت : آه هات علبتين سوبر وكيس بن معك .
قال: طيب أجيب لك فطار .
قلت: لا هات لنفسك أنت عارف إني بفطر قبل ما أنام
قال :آه أنا نسيت أنك حالة خاصة عموما خمس دقائق وأكون عندك سلام
.قلت له : سلام ، لم استطع النهوض من مكاني فأكملت نومي ، وجاء علاء وطرق الباب ولم يجد جواب وعلم أنى احلق في فضاء الأحلام ولأنه هادم اللذات ومفرق الجماعات ،ذهب لصديقنا إبراهيم الذي تطل غرفته على غرفة نومي ووقف بالشرفة ينادى هو وإبراهيم بأعلى الأصوات، لكنى كنت كما الأموات ،تسرب اليائس إليه من أنى سأستيقظ ، ولكن لان إبراهيم شيطان في صورة إنسان، احضر خرطوم للماء وصوبه اتجاهي لاستيقظ مفزوعا مذهولا ،ظننت للحظات أنى نسيت سيجارة مشتعلة تكون قد تسببت في الحريق ،ولكني فهمت من ضحكاتهما ما حدث وكان غير أني لم أجد رماد لشيء، احترق وجاء علاء وطلب أن اعد له كوبا من الشاي ،فدبسته في إعداد كوب من القهوة لي ،ويعد لنفسه ما شاء وان يجفف هذا الماء ،حتى انزع ملابسي خوفا من برد الصيف، قمت بأخذ حمام وغيرت ملابسي، وخرجت ابحث عن السجائر،لقد نسيت أني قصفت عمرها منذ ساعات قليلة ،وعندما شاهد علاء حيرتي وبحثي في كل مكان لعلى أجد سيجارة أكون قد نسيتها بمكان ما ،أخرج السجائر وقدم فنجان القهوة في أدب يحسد عليه قائلا: احكي لي يا أستاذنا إيه حصل إمبارح بالضبط وخلى براقع تتصل بيا وتقولي لازم تشوفني وهى عارفة إني عيان ؟
قلت : عادى مش زميلة ممكن تكون بتطمئن على صحتك .
فقال: لا ما اعتقدتش أنت كتبت إيه في الورق ؟
قلت :أنت عارف كلام سهل للغاية وممكن يتنشر ومش ح تلاقى اعتراض عليه .
قال: أه زاي إيه خلص واخلص وهات من الأخر ؟
قلت فيهم مقال عن البائعين تلاقى بتاع الفول كاتب على العربية كلوا من طيبات ما رزقناكم ، ومحل عصير القصب وسقاهم ربهم شرابا طهورا و تلاقي الله محبة على محل كوتش وطبعا الموضوع داء ومتأصل فينا نتمسح في الدين ونفسر على كيفنا !! فقال: أه وإيه تأني؟
فقلت : يعنى حاجة بسيطة رسمت الحفلة من غير ما أشوفها .
فقال: لا رسيم يا واد !!
قلت ولا رسام ولا نيلة يا علاء كل ما في الأمر إني استنتجت كل دا من الالبندا اللي كانت معمولة قدام مكتبها .
فقال : أه وأنت ما تتوصاش فى الاستنتاج ،طيب على العموم هي طالبة تشوفك دلوقت . قلت :أنت عبيط يا علاء أنا كده يومين ما شوفتش النوم وبعد الحركة المنيلة بتاعتك أنت وإبراهيم أنسي انى اخرج لمدة شهر !!
قال: لا والنبي الواد بيتخض أجبلك طست الخضه ؟!
قلت : لا وحياة أهلك أنا قطعت الخلف فعلا ولو حد غيرك كنت ولعت فيه ؟!
قال : ما أنت ولعت يا باشا من بدري فيا .
قلت : ما عشان كده يا علاء أنا ساكت ،ومش قادر افتح بوء اللي خلفوني ، لكن إبراهيم بدا بالعداوة ،فيستحمل الغتاته الحركة هي هي ح أردها فيه بس العملية تنام وينسى .
قال : خلاص بقي وأنسى إبراهيم، أنا السبب ولولا انى إتحيلت عليه إنه يشوف طريقة يصحيك بيها ماكنش فكر فى كده خالص .
قلت: ماشى يا علاء نسيب إبراهيم ونشوف الكونتيسة بتاعتك عايزة إيه ؟
قال: يعنى هي طالبة توضح موقفها خصوصا إني مفهمها أنك زميل فى الأهرام .
قلت : الأهرام حته واحدة، طيب قول جريدة شهرية ولا سنوية .
.فقال :لا كده أحسن ،هي ممكن تكون خايفة إنك تبتدى تهاجم من الأهرام وزاي ما أنت عارف الأهرام جريدة كبيرة وليها قراء كثير والهجوم مش في صالحها .
قلت: ممكن أغير وانزل معك بس جريدتكم مش ممكن أدخلها تاني .
قال :لا متقلقش أنا عازمكم انتم الاثنين في كورتجانو .
قلت: ماشى يا كبير نروح ونشوف هشام تقريبا بقالنا أكثر من شهرين ما روحناش هناك بس نروح الدقي مش مصر الجديدة .
قال: طيب خلص بسرعة عقبال ما اعمل ليها تليفون .
قلت:ماشى يا معلم ،و أنهيت ارتداء ملابسي وهو أنهى المكالمة التليفونية وذهبنا بالموعد المحدد جلسنا ولم تمضى ربع ساعة حتى وصلت الكونتيسة ، كنت مشعلا سيجارة كالعادة، ولكني تخليت عن السوبر لأشرب دانهيل، فلا يعقل أن نجلس بهذا المكان ونشرب صاروخ ارض جو أو كما يطلق عليها سيجارة الموظفين (السوبر )قام علاء لاستقبالها وظللت أنا جالس بمكاني ممسكا سيجارتي على أمل أن تتفوه بكلمة فأنهى اللقاء وانصرف ، مدت يدها للمصافحة .
فقلت:وأنا ارسم بسمة على شفتي مصافحة الحريم حرام شرعا .
اغلب المضيفات الآتي يعملن بهذا المكان يعرفوننا خاصة أن هشام هو ابن عم علاء وهو صاحب المطعم ، كانت سناء هي مضيفة الوردية وعندما رأتنا جاءت مهرولة مدت يدها فمدت يدي مبتعدا خشية أن تفعل كما تفعل كل مرة فيكون بيننا عناق ،فهمت سناء هذا وربما تكون ظنت أن الكونتيسة براقع خطيبتي ولهذا كانت متحفظة في الكلام على غير عادتها فقالت أجيب إيه يا باشا ؟
فقلت : شوفي الهانم الأول والبيه ؟
قال علاء واحد ليمون فريش ..
الكونتيسة براقع كابتشينو ..
قلت زاي كل مرة يا سناء ، كنت قد أنهيت السيجارة فأشعلت غيرها وعادت صفاء ومعها كوب ماء معبأ بالقهوة وعصير الليمون والكابتشينو ووضعتهم على المنضدة ووضعت ثلاث زجاجات من المياه المعدنية، وانصرفت لترقبنا من بعد لعلنا نريد شيء فتكون بخدمتنا .
لاحظت براقع هذا فقالت باين عليك زبون دائم هنا ؟
فقال علاء هو فعلا زبون دائم هنا وعشان كده ليه معاملة خاصة ..
قالت :واضح بس هو الأستاذ مش بيشاركنا الحوار ليه ..
قلت لا أبدا بس يتفتح موضوع عشان اشترك .
قالت :قوى قوى إيه رأيك لو أتكلمنا في الدين مثلا أول لما دخلت مددت يدي فقلت التسليم على المرأة حرام وعندما جاءت المضيفة سلمت عليها ؟!
قلت هذا نفس ما تفعليه تكتبي على الورق شيء وتفعلي شيء ولان المضيفة أخت لي ونتعامل من هذا المنطلق فلن يقع في نفسي شيء اتجاهها فكان سلامي شيء عادى !
فقالت :طيب أنا كمان أخت ..
وقال علاء مؤكدا كلماتها كلنا أخوات .
قلت صبرا يا علاء أخت براقع ممكن نخش في الموضوع ع الطول .
قال علاء نخش قوى ما نخشش ليه اتفضلي يا مدام براقع ..
قالت: اوك يا علاء حضرتك شغال في الأهرام ؟!
قلت : وأنا أنظر لعلاء ضاحكا ولا في المعبد ، مين حمار قالك إني صحفي أصلا ؟
قالت: الأمر لا يحتاج لنباهة فكتابتك تتبع أسلوب أكاديمي يعتمد على أراء السابقين ومن ثم إضافة رأيك !
قلت: ربما يكون ما قلتِ ولكن هل تفرق معكِ إن كنت بالأهرام أو بغيرها .
قالت: لا مش ح تفرق خالص ، هديتك كانت جميلة بجد .
قلت : صراحة يا مدام براقع أنتِ تستهلي كل خير حلال عليك الهدية ..
أطلقت ضحكة جعلت كل من حولنا يلتفت إلينا وعندما شاهدوني أنا وعلاء عاد كل شخص إلى ما كان يفعله بعد أن رفع يديه معتذرا عن التفاته ،و لم أتمالك عيني وهى ترشقها بالنظرات مستحقرة فعلتها .
فقالت: آسفة ما كنش قصدي !
قال:علاء بتتاسفي على إيه يا مدام براقع ما حصلش حاجة لكن مش اى حد فيكم يعرفنا إيه حكاية موضوع الهدية ديه
قلت ناسلك لخد فأدرك علاء انى اقول دخل لسانك وأسكت
فقال: طبع ندهاش بمعنى دعنا نشاهد العبط .
فقالت كليع عبص ،بمعنى صعب عليك.
وحينها أدركت براعتها وتمكنها باللغة التي تعلمناها أنا وعلاء بعد مشقة فوجدتني اقول لها عليا النعمة عالمه لو توفيق الحكيم عايش كان قعد جنبك يتعلم ، ارتسمت على وجهها ابتسامة رضا وسرور ، بينما علاء فطن أني أتكلم عن بديعة العالمة التي تعلم منها توفيق اللغة وكان يمسك لها الدف فلمعت عيناه واخفي ضحكته خلف المنديل .. قالت إيه رأيك بكتابتي
قلت اغلبها أراء طرحت قبل الآن وليس بها جديد .
قالت مش فهمة .
قلت مواضيع كتبت قبل الآن وعملية تنقيحكِ لها تشوهها لكن لكِ بعض الأشياء التي تشد الانتباه .
قالت جميل أن هناك ما جذب انتباهك .
قال علاء لكنه له رأى يخالفه .
قالت كيف يعجبك وهو يخالف فكرك ؟
أه لقد دبسني علاء لكن لا يوجد مشكلة فقلت نعم اعجبنى تناسق الحرف وتناغم الفكر لكن عندي من العلم ما يجعلني أخالفه ، أصبحت عين علاء تضحك وكأنها تقول حانت ليلتكِ .
في هذا الوقت شاهدت سناء علبة سجائري قد فرغت فأحضرت غيرها مع مشروب القهوة وسالت البيه والهانم يشربوا إيه علاء طلب قهوة هو الأخر وهى طلبت ليمون أحضرت سناء الطلبات وانصرفت لترقبنا من بعد واستأنفنا الحديث مرة أخرى على أن نترك الحديث عن المواضيع الشخصية ونتكلم عن موضوع عام هكذا أشار علاء ليكمل استمتاعه بالسيمفونية التي اعزفها وآنا مغمض العينين بدأت هي الكلام عن أحوال العرب من تشتت فى كل شيء وان ما يفعله بن لأدن شيء يجب احترامه فهو يرفع كرامتنا بدأت بالشرح والتعقيب على ما قالت وعلاء عيناه تضحك أكثر فأكثر شعرت براقع أن علاء اعد هذا كله بعناية فائقة لينزع هذه البراقع فهمت بالانصراف وعلاء يطلب منها الجلوس وأنا ليس لي علاقة بالموضوع !!
انصرفت براقع وطلب علاء الشيك وقبل أن يدفع كان هشام قد وصل سلمنا عليه وجلست معه هو وعلاء بعض الوقت قبل أن استأذن لانصرف وقبل انصرافي من المكان نهائيها ذهبت لسناء لأعلن لها عن شكري وتقديري عما صنعت وسلمت على باقي الاصطف ووعدتهم أن أعود يوما خصيصا لأجلس معهم .
قبل أن اصل لسريري وبمجرد جلوسي على كرسي قريب من باب الشقة كنت بعالم أخر ظللت هكذا ولم أفيق إلا على صوت طرق الباب ونداء علاء
قمت فتحت الباب وأشعلت سيجارة وقلت له خش يا معذبنى
قال أنت لسه نايم من امبارح حد ينام أربعة وعشرين ساعة .
قلت: أه أنا يا علاء افتدى ممكن اصحي أسبوع وأنام أسبوع عندك مانع .
قال : لا يا عم نام براحتك بس قوم اعمل لينا حاجة نشربها .
قلت : البيت بيتك يا علاء بيه ، فقوم أنت ربنا يكرمك واعمل ليا قهوة.
قال: طيب اعمل القهوة وأشوف حاجة نأكلها .
قلت: نأكلها هو حد قالك انى جعان شوف أنت ح تطفح إيه عندك أكل في الثلاجة ح تلاقى فيها.
قال:طيب ما تزوقش اللي يأكل على درسه ينفع نفسه .
اعد لنفسه بعض السندوتشات واعد لي فنجان القهوة ، بدأت اشعر أنى استيقظ من سبات عميق بعد ارتشاف القهوة مع أنفاس السيجارة . أنهى علاء أكله وبدا يوجه كلماته إيه رأيك يا معلم ننشر ليك قصة عندنا ؟
قال :عندكم فين يا ابني هي براقع ح تسمح بشيء يتنشر خصوصا ليا ؟
قلت: طيب وإيه المانع أنا فهمتها إنك واقع مع الجماعة بتوع الأهرام وانك مكسب لينا .
قلت: بقولك إيه يا علاء مش فايق لتريقتك وخفة دمك ، أنت أصلا بتخاف تتكلم قصادها .
قال: أه دا كان زمان قبل ما أشوفها وهى بتتنفض .
قلت: يعنى يا علاء ما روحتش قسم الوفيات .
قال:لا يا عم ولا وفيات ولا مواليد في مكاني وحاليا بتاخد اللي اكتبه وتنشر من غير مراجعة.
قلت :يا راجل قول كلام غير دا .
قال: اهو دا اللي حصل تقريبا اتهزت من جوه .
فقلت: لا قصدك وقعت براقعها .
فقال: ايوه هو كده بس شوف قصة تنشرها عندنا وخلص خش البس عشان نخرج عزمك على سهرة عشرة على عشرة .
قلت :هي الساعة كام دلوقتى ؟
قال: عشرة إلا ربع مساء ؟
قلت: وأنت طبعا عايز القصة الصبح .
قال: لا ياريت دلوقت .
قلت :لا عندي حل كويس أبقى رن عليا قبل ما تنزل وأنا ارميها لك .
قال: ليه هي مش موجودة !!
قلت :لا لسه ح اكتبها .
قال: أنت بتشتغلنى في عندك قصص كثير هات اى واحدة منهم ويله عشان نخرج ؟!
قلت: لا يا علاء مش فايق اخرج ويدوبك الحق اكتب القصة .
قال: مش ح تلحق تكتبها لحد الصبح
.. قلت :تراهن .
قال: اوك على نفس الرهان وسلام عشان متقولش عطلتك.
قلت: طيب سلام ، وبدأت في تسجيل ما دار بيننا من البداية للنهاية وانتهيت قبل صلاة الفجر ووضعت القصة بمظروف منتظرا قدوم علاء .. أخذها ولم يفتحها سلمها للكونتيسة براقع التي جلست شاردة معها تمتعض حينا وتكفهر حينا وبعد أن أنهتها أطلقت ضحكتها المعروفة والقت القصة في وجه علاء .. جلس علاء يقرا القصة وبعد الانتهاء حاول أن يعتذر لها .. لكنها لم تتقبل عذره وخرجت من الحجرة غاضبة غابت أكثر من ساعة قبل عودتها لتعلن له أنه نقل لصفحة الوفيات!!!


يتبع

سعود2001 25-08-07 06:49 PM

تسلم ايديك دموع ............ و كاني أشوف مسلسل مصري

شكلك حاتغطي على اسامه انور عكاشه

و يا ليت تكمل القصه

دموع حارقه 26-08-07 05:52 PM

شكرا مرورك الجميل يا أخي
ومجاملتك لا استحقها
فنحن تلاميذ لصاحب المشربية والشهد والدموع
وكما تري لم تعجب غيرك!!

تقبل حبي واحترامي

بحر الندى 29-08-07 12:49 AM

دموع حارقه

يسلمووو

يعطيكـ العافيهـ
بدايه موافقه باذن الله
وتبيى بقلم جميل وواعد
وننتظر بوح قلمكـ بكل شوق
^_^

سعود2001 02-09-07 05:39 AM

دموع حارقه ........... اذا كنت مقتنع بما تكتبه فلا تهتم للردود المطالبه بالاستمرار

انت تمتلك موهبه فذه راح تطورها بالمحاولات اللي تعملها و اذا استمريت

على النمط اللي تكتب فيه راح تلاحظ انك في تقدم مستمر وراح تجذب القراء لك

واصل اخي وااااااصل

دموع حارقه 08-02-09 11:15 PM



جاء علاء كعادته معاتبا علي فيما فعلت قاسما باغلظ الايمانات أن ما حدث قطع الشعرة الرفيعة التي كانت تربط بيننا بعدما زادت المصاعب التي يواجهها بسبب معرفتي ! لم انطق ولم اعلق على أي كلمة قالها رغم أني من داخلي كنت كبركان يغلي متسائلا في ذاتي كيف يقطع ما بيننا بتلك السهولة وهو يعرف حدة ذكائي فلما أصر على أن أكون سكينه التي تذبح المدعوة براقع ولما لم ينتبه أن السكين أحيانا تجرح حاملها إن تعامل معها بغباء ، لم أجد إلا اصطناع الضحك كان الآمر لا يعنيني مما أثار حفيظته وجعله ينطلق صوب الباب مغلقا إياه بطريقة غبية كمن يفرغ غيظه في شيء .
طويت صفحة علاء أو هكذا كنت أظن قائلا لذاتي لولاه لكنت ظللت في عملي لقد جنى علي حين أخرج بداخلي هذا الأديب أو الديب الذي لا يقنع إلا بما يحب فهو لا يحب ما يجد حتى يجد ما يحب ولأنه الجاني فالعقاب أن أنساه وأعود كما كنت قبل أن يزرع في رأسي أني أديب حتى وأن لم يقلها فيكفي أنه كان يمتدح كتاباتي ويشجعها ويقول سيأتي يوما يدرك فيه الوطن العربي أنك امتداد لتوفيق الحكيم وإحسان عبد القدوس ويوسف إدريس حتى جعلني كبالون منتفخ حان وقت فرقعته وها هو يفرقع ويعرف حجمه جيدا ويعود من جديد باحثا عن لقمة العيش بانيا آمالا وطموحا على أطلال أحلامه القديمة التي بناها من رمال البحر غير منتبها أن أمواج البحر تسرق الأحلام أخرجت أجندتي القديمة وحاولت أن أدير قرص الهاتف متصلا بمن كانوا بالماضي يعملون تحت يدي واليوم أصبحوا بمكاني لكن كبريائي منعني من الإقدام على تلك المسائلة وظهرت بداخلي ما ظننتها وئدت إنها روح الأديب أو القصاص لما لا أضع تخيلا للصورة نعم السيناريو الذي ستسير عليه الأمور حتى أكون جاهزا لملاقاة الواقع الجديد فهناك من لن يعجبه عودتي وسيسعى جاهدا في ذلك فوجودي ربما يعني له فقدان مركز حصل عليه حين رحلت !!
وهناك من يتمنى عودتي فهي لن تؤثر عليه لكن يبقى صاحب العمل الباش مهندس وليد هل من حل مكاني قدم مكاسب كالتي قدمتها له هل من حل محلي قام بتشويه صورتي أم لا .
حقا الأمر معقد يحتاج مني أن احصل على صورة للوضع الحالي دون الظهور كمن يبحث عن العودة ؟
أخيرا وجدت الباب الذي علي طرقه إنها شيماء سكرتيرة الشركة وعقلها والتي لا يخفي عنها شاردة أو واردة واتصالي بها أمر عادي فبين الحين والحين أحدنا يتصل ليطمئن على الأخر وانتظرت حتى أصبحت الساعة العاشرة مساء لتكون وصلت إلى منزلها فأحيانا تجلس في الشركة إلى التاسعة مساء إن كان هناك أمور يجب عليها إنجازها وأمسكت الهاتف وحركت أرقامه وقبل أن ألقي سلاما
قالت شيماء أهلا بالعالم الوحشه اللي ما طمرش فيها العيش والملح ؟
فقلت مبتسما أظن أني أنا اللي متصل و آخر اتصال بينا كان بردك أنا ؟
قالت : آه صحيح أخر اتصال كان منك لكن أنا حاولت اتصل بسيادتك أكتر من ألف مرة وطبعا جرس ومفيش حد كالعادة وطبعا عندك إظهار رقم الطالب يعني عرفت إني بتصل وكنت بتطنش كأنك مش عايز تعرفنا و إلا كنت عبرتنا وكلمتنا ؟!!
قلت : أكيد معكِ حق لكن عذري إن ليا سنة تقريبا ما بدخلش البيت وأول لما رجعت أبتديت أتصل بكل اللي اعرفهم واطمئن على أحوالهم
قالت : ليه خير كنت فين السنة ديه ايه سافرت بره
قلت : أيوه بالظبط كده كنت بره ولسه راجع
قالت : أكيد كنت مع اللي سافروا ليبيا دا اغلب الناس اللي كانوا في الشركة هناك.
وحتى لا أظهر أمامها يوما بالكذاب قلت لا لم تكن ليبيا بل كان سفر داخلي كنت في الغردقة عملية كنت واخدها رخام وكهربا لقرية هناك ؟
قالت : أيوه يا عم اللي عدى عدى تلقيك عملتهم من هناك !!
قلت : بالعكس كان الاستشاري هناك أبن جزمة من النوع اللي بياكل ومفهمتش كده غير في الأخر وكنت خسرت الجلد والسئط ورجعت مديون من العملية ديه
قالت طيب بقولك فيه مشروع عندنا في إسكندرية إيه رأيك تاخده من الباطن خصوصا إن الاستشاري هناك طلبنا بالاسم وطلب إن أنت تكون المسئول عن العمال وأنا حاولت اتصل بيك كذا مرة بسبب كده مع أني عارفة انك زاي ما قولتلي مش هتفكر ترجع تبني في غير ملكك وانك مش هتشتغل عند حد تاني فايه رأيك أكلم الباش مهندس وليد وافهمه أنك هتاخد العملية من الباطن ؟؟
قلت لها : استني أنا كده محتاج أفهم منين كلمتيني عشان العملية ديه ومنين دلوقتي بتقولي أفهمه أنك هتاخد العملية من الباطن هو انتم مش متفقين على أني اخدها ؟
قالت : صراحة لا المهندس وليد كان طلب منى أقنعك ترجع الشركة بضعف مرتبك ولما اتصلت بيك وما لقيتكش كدبت كدبة بيضاء وفهمته أنك واخد شغل من الباطن من الشركة السويسرية ولما عرف كالعادة غضب وثار زاي ما انت عارف هو بيحب اللي بيشتغل عنده يفضل شغال ما بيحبش الخير لحد وابتدي يتكلم مع كل واحد انك سيبته عشان خلاف على مئة جنيه زيادة مرتب رغم انه بيديك مرتب خيالي ما بيخدهوش مهندس ؟
حينها انفجرت من الضحك وقلت لها على يدك بابنتي مرتبي كان ألف جنيه في الوقت اللي كان فيه مشرفين عنده بتاخد تلاته واربعه وكنت ساكت وراضي وبقول بكره يحس على دمه ويعرف مين بيكسبه ومين بيخسره ؟
قالت ح أقولك على شيء هو قال في كذا اجتماع إن مفيش حد كسبه زايك وإن أي موقع مسكته كان بيبقى شايله من نفوخه .
قلت : طيب الحمد لله أنه عرف كلميه وشوفيه إن وافق أجي أخد بلان الشغل المطلوب تنفيذه .
قالت : أحنا فعلا مضينا العقد لكن قدمنا شهر عقبال ما نبدأ في الشغلانه فجهز ناسك هو مقدمهوش غير القبول لان زاي ما قلت لك أنت مطلوب بالاسم خصوصا إننا أتطردنا من قرية العين السخنة بعد ما مشيت والعملية سمعت في السوق والشركة حالتها اتهزت فطمئن من الناحية ديه يااااه الساعة بقت واحدة وأنت فاهم بصحى ستة يدوبك اخطف الساعتين دول
قلت أحلام سعيدة يا شيماء مع السلامة
قالت مع السلامة .
انتهت المكالمة والنوم يجافيني أه من تلك العادة لا يمكنني أن أنام إلا بعد أن أقرا ساعتين على الأقل واليوم طلقت الأدب لا للورقة والقلم لا لرؤية الحروف علي أن أتحول إلى عدو للورقة والقلم وحامليها
نعم لقد سبق السيف العذل لن أقرا حتى وإن ظللت بلا نوم بقية حياتي لم يعد أمامي إلا محاولة يتيمة أن أطفىء الأنوار وأغمض عيني وأقوم بالعد ربما تركيزي في العد يجعلني أنام حين وصلت إلى رقم 8971 أخرجني من حالة العد ضوء غرفة إبراهيم وهو يضاء هو لا ينام في تلك الحجرة الا لو كانت امرأته في منزل والدها لأي سبب من الأسباب وجاءت فرصتي للثأر من هذا النذل تربصت به حتى نام فهو حين يضع رأسه على سريره يغط في نومه وتبدأ أصوات الشخير في تعالي مفزعة الأموات قبل الأحياء حينها قمت بإخراج خرطوم الماء ووضعته بالشرفة وقمت بفتح الصنبور وجريت مسرعا امسكته صوبته اتجاهه وساعدني انه لا ينام في الظلام قام مفزوعا وبدا بالصراخ حرام عليك وأنا اضحك بطريقة هسترية مما جعل الجيران تستيقظ وتفتح نوافذها حينها قلت أولنا يا أبو خليل أنت اللي ابتديت والبادي اظلم قابل يا معلم والجيران يضحكون كالعادة قام بإغلاق النوافذ المطلة على شقتي
وعدت أنا الآخر أكمل العد لعلي أنام لكن لم استطع النوم ونهضت من فرشتي في السادسة صباحا قمت بالاستحمام وتغيير ملابس النوم وارتداء ملابس الخروج استعدادا للذهاب إلى أي مكان بعيدا عن البيت وبدأت في السير متجنبا السير بجوار أي بائع للجرائد حتى وصلت إلى محطة مترو أنفاق السيدة زينب قطعت تذكرة وركبت العربة المتجهة باتجاه المرج كانت العربة بها مكان واحد خالي فجلست فيه بجواري رجل ممسك بجريدة والجهة الأخرى سيدة معها طفلها لم أملك السيطرة علي عيني وهي تسحب جسدي ناحية الجريدة مما جعل الرجل يقول وهو في حالة استياء واستنكار لفعلتي أتفضل أقراها أنا خلصتها خلاص ممكن تحتفظ بيها ؟
ولم أجد كلمات أقولها سوى شكرا كان خبر وكنت بتأكد منه والحمد لله اتاكدت ووجهت وجهي صوب المراة وطفلها الذي كان يمسك قميصي ونظرت للطفل والشرر يتطاير من عيني لكن الطفل ظن أني أداعبه فابتسم وزاد تشبثه بالقميص كل هذا وأمه مشغولة في المحمول فلم يكن أمي سوى أن ابعد يد الطفل من على قميصي خاصة أن القميص بدأت ملامح الكي تختفي من عليه وكأني أحضرته من حبل الغسيل لأرتديه لكن الطفل لم يستسلم وأعاد الكرة مرة أخرى لكن هذه المرة لم يكتفي بيد واحدة وظنت أمه أني أود مداعبته فتركته حتى كاد يسقط على الأرض فحملته وكأن الطفل يعرف كرهي لمعاملة الأطفال فأراد أن يزيد الفجوة أكثر فأكثر فتبول علي وأمه كما هي تلوك في هاتفها !!
حينها صرخت أنت يا ست خدي ابنك ؟
مدت يدها وهي تمتعض كأني ارتكبت أثما حين طلبت منها حمل ابنها وحين حملته وشاهدت آثار فعلته قالت في لا مبالاة ح تنشف يا أستاذ متقلقش ثم عادت تكمل حديثها في المحمول !!
بدأت الأنظار تتجه اتجاهي والهمس يتزايد والبسمات ترتسم على الوجوه لم يكن أمامي إلا النزول
كانت محطة غمرة حين تخرج من الباب متجه صوب الكوبري بائع جرائد ووجدت نفسي للمرة الثانية متسمرا أمام الجرائد قارئا المنشتات وما بها من تناقض يجعلك أمام أمرين إما أن تقرا هذا وذاك وتبحث خلفهما حتى تصل للحقيقة وهذا ما كنت افعله في السابق فالحقيقة لم تعد الصحافة مهمتها الكشف عن الحقيقة لكن محاولة تشتيت القارىء وجعله يلهث خلف الحقيقة ليكتشفها هو أو الأمر الأخر أن تقول كل يغني على ليلاه وترحل في صمت كأنك لم تقرا حرف وفي الحقيقة لم اقدر سوى أن أكون أن لذا قمت بإخراج النقود من جيبي لكن المراة التي كانت تبيع الجرائد كانت تنظر باشمئزاز نحو فعلت الطفل وكأنها تقول مش عيب واحد في سنك يمشي ورائحته هكذا !! حينها وضعت الأموال في جيبي وأشرت لتاكسي وفضلت أن أركب في الكرسي الخلفي حتى لا يشم السائق الرائحة ويسبب لي حرجا
قلت له السيدة زينب وبدأت في النظر من الشباك متجاهلا أي حديث يحاول أن يشدني إليه السائق فهذه عادة سائقين التاكسي الثرثرة مرة عن البنزين الذي انخفض سعره وازداد في مصر ومرة عن أن حزام الآمان والطفاية وشنطة الإسعاف حجات جبها ناس كبار في البلد ولازم يبيعوها لينا قهر
وصلنا الميدان فبدات اوجه حتى وصلت إلى منزلي منحته عشرة جنيهات لكنه طلب جنيهين زيادة مما دعاني أن أتخلي عن وقاري وأبدا بفتح قاموس الإباحة بداية من جملتنا الاعتراضية إلى نهاية القاموس فالمشوار معروف عشرة جنيهات تقل ولا تزيد حتى أنى أوقفت سائق تاكسي وقلت له جايبني من غمرة لهنا بديله سبعة جنيه مش عجبه عايز اكتر إيه رأيك يا عم الاسطاوات اللي تحكم بيه يمشي قال السائق تسعة جنيه عنب لا ابقي ظلمتك ولا ظلمته طيب ايه رأيك يا اسطي في بريزة مقفولة وبيتنك البيه رد سائق التاكسي إديله بالجزمة ديه عالم نمرودة موسخين سمعتنا في كل مكان
قلت تشكر يا عم الاسطاوات ونظرت للآخر قائلا يلا يا بركة زق عجلك بدل ما نهوي هولك ونخليها خردة ياخدها عيل سريح يشوي عليها درة أو تاخدها واحدة تعملها عشة للطيور .
بدا الناس يتجمعون فرحل السائق وهرولت نحو السلم حتى لا يراني أحد أو يشتم ملابسي أحد
وصعدت إلي شقتي أخذت منشفتي وأخرجت ملابس من دولابي متجها نحو الحمام لإزالة ما صنع بي هذا الطفل !!
حين خرجت كان صوت الأطفال بالشارع يصم الأذان تأهبت لإغراق الشارع بالماء لكن كانت المفاجئة إبراهيم أمامي للمرة الثانية نائم وأمسكت خرطوم الماء حينها اختفي الأطفال ظننا منهم أني سأغرقهم لكني أغرقت إبراهيم الذي قام مفزوعا ليلعنني ويلعن علاء واليوم الذي عرفنا فيه وأنا اضحك والأطفال من أسفل يضحكون عليه !!!
ارتديت ملابس الخروج مرة أخري فانا لا أطيق الجلوس بالمنزل إلا لو كنت أكتب أو اقرأ وأنا قد عاهدت نفسي بالتخلي عن هذا الوهم لذا سيكون البيت أشبه بفندق ولا سبيل أمامي إلا أن أكون متسرمحا على مقهى أو سينما، سينما الشرق قريبة وبها فلم عادل أمام ما المانع فلا يجتمع عادل ويوسف معاطي إلا وكان الفلم ساخر جدا حتى وإن بعد عادل عن المراد في بعض الأحيان يبقي السيناريو ليلجمه ويعيده مرة أخرى إذن هي السينما ..
يتبع

بوسي 09-02-09 06:31 AM

رائع جدا اسلوبك...في الكتابه ,,,,ساخر ....ومتميز
انتظر المزيد من الأبداع,,,,,
فعلا تمتعت بقرأه كل كلمه كتبت ....
شكرا لك

دموع حارقه 15-02-09 11:36 PM

بعد سير لمدة ثلاث دقائق كنت أقف أمام شباك السينما حيث تجلس فتاة بيضاء بعينين ملونتين وشعر أسمر مسترسل يكاد يصل لخصرها أظن أني رايتها قبل الآن لكن أين هذا الذي لا أذكره فالذاكرة أصبحت تسقط أشياء كثيرة لتحل بدلا منها أشياء أخري الفتاة نطقت وقالت أستاذ رجب بعد رحلة فحص وتمحيص في وجهي
قلت لها معتذرا الوجه من النوع المألوف لكن الاسم تائه عن بالي
قالت أنا سوزان حضرتك مش فاكرني أنا كنت سكرتيرة الباش مهندس عباس في الشركة السداسية
فقلت أيوه افتكرت لكن أنتِ سيبتي السداسية من أمتى وإيه اللي جبرك على الشغلانه ديه ؟
أشخصت الفتاة كمن يحلق في سماء الماضي باحثا عن إجابة عابثة بالقلم الذي بيديها لتصنع دوائر على غلاف التذاكر ظلت هكذا لمدة تجاوزت العشر دقائق كنت خلالها قد شربت سيجارتين حين عادت من رحلة شرودها لتتعذر عن تلك الرحلة قائلة الأمر يطول شرحه أمامك ساعة وتبدأ الحفلة الثانية واعتقد أنك مش ح تدفع فلوس عشان نص فلم إيه رأيك قدامي نص ساعة ممكن بعدها نقعد واحكي ليك التطورات اللي حصلت لو كان يهمك تعرف ؟
قلت لها بعد أن شعرت أني قلبت عليها المواجع وجعلتها متأهبة لإزاحة هذا الجبل الجاثم على صدرها طبعا يهمني أعرف إيه اللي حصلك ربما أستطيع مساعدتك وإن لم أستطع سيكون في فضفضتك دواء يخفف عنك ؟
قالت : على كل حال أنا محتاجة أتكلم ومتأكدة إن مفيش حد بيحل مشاكل حد لكن على الأقل ح أكون زي ما قلت ارتحت نفسيا
قلت خلاص عارفة المكتبة اللي بعد الممر ح تلاقيني مستني هناك أول لما تخلصي عدي عليا هناك
سلام مؤقت يا سوزان
قالت أوكيه ويديها تعانق يدي ح أقبلك بعد ربع ساعة هناك
انصرفت متجها إلى المكتبة تقف عبير كعادتها في فترة الصباح ثم يتسلم منها المكتبة في الثامنة مساء الحج محمود وعبير هذه هي ابنة أخيه فتاه في الثالثة والعشرين من عمرها أنهت العام الماضي دراستها بكلية الحقوق عملت في مجال المحماة شهر ينقص ولا يزيد وجدت أن راتبها لا يتعدى المائة وخمسون جنيها مطالب منها أن تنزل في الصباح الباكر ثم تعود لتستريح ساعتين ثم تعود مرة اخري إلى المكتب
كان هناك أوراق يطلبها منها المحامي الكبير الذي كانت تعمل لديه هذه الأوراق تخرج بصفة ودية وليست رسمية مما كان يتطلب منها تحمل سخافات ونظرات ممن تتعامل معهم تحملت كل هذا إلى أن بدأت مرحلة التحرشات التي تعرضت لها كانت في أول الأمر ايماءت وتلميحات من زملائها الذكور بالعمل وكادت تنتهي بمصيبة كبيرة حين خرجت التحرشات من حيز القول والنظر إلى مرحلة الفعل على يد المحامي الكبير الذي ظنها صيد سهل يمكنه اقتناصه بسهولة حين امتدت يداه كانت يداها تمتد لفتاحة جوابات ملقاة على المكتب لتطعنه في يده وتفر هاربة قاسمة أنها لن تعود إلى تلك المهنة جلست في منزلها فترة تعاني من الاكتئاب والرهبة وعدم الثقة بالآخرين إلى أن أخرجها الحج محمود من هذه الحياة المحاطة بالخوف في أول الآمر كانت تقف معه ثم طلبت هي أن تقف فترة وهو فترة الفترة التي تقف فيها يكون الزبائن كثيرون فهي لبقة واستعادت ثقتها بنفسها هناك كتب أصابها البوار كنت تمنحها كهدايا على كتب أخرى مما ساهم في رفع عدد المترددين على المكتبة كذلك إحضارها أي كتاب يتم السؤال عنه طبعا بعدما يترك المشتري عربونا لهذا الكتاب كذلك أدخلت السي دي التعليمي لحيتان الدروس الخصوصية حين دخلت كانت تقوم بتصوير أوراق
قلت مساء الخير يا عبير
دون أن تلتفت قالت خش أتعامل أنت طبعا عارف المكتبة اكتر مني ومن الحج .
قلت آه يا زمن ماشي بالمقلوب أخرتها بياع كتب وأقلام
ردت وهي تكتم ضحكتها معلش لازم تبدأ المشوار من أوله انهارده تبيع لغيرك بكره تبيع لنفسك !
في ظرف خمس دقائق كنت قضيت حوائج الزبائن ومع انصراف أخر شخص كانت هي أيضا أنهت تصوير تقدمت نحوي صافحتني ثم قالت مش عادة يا فنان انك تيجي بعد الظهر
قلت لها وحياة أهلك يا عبير مش ناقصة تريقة أنا لا فنان ولا نيلة يا ريت تبطلي الكلمة ديه
قالت :خير ايه في ايه حصل مخليك بعيد عن مودك كده أنت فنان حتى لو مش شايف في نفسك كده كفاية إن المحيطين شايفين دا.
قلت : مش وقت حكاوي يا أستاذة بس ياريت تحترمي رغبتي عشان نفضل أصدقاء أنا مش فنان وياريت تتعاملي معي على هذا الأساس
قالت يبقي حكاية خلافك أنت وأستاذ علاء حقيقة
حينها أجبت بنرفزة ياريت نبطل كلام في الموضوع دا في هذا الوقت كانت ظهرت سوزان وهي تلوح بيديها وقتئذ مالت علي أذني عبير وقالت الله يسهله أخرج يا عم قابل الدنيارة بس لما تخلص ياريت تعدي كلامنا لسه ما خلصش !!
أومأت برأسي راسما علي وجهي ابتسامة ساخرة وتركت عبير واتجهت صوب سوزان قائلا تحبي نروح فين يا سوزان ؟
قالت أي مكان مش هتفرق كتير
رددت كلاماتها وأنا أفكر في مكان نذهب إليه حين شعرت بحيرتي قالت ايه رايك في الكورنيش
ضحكت وقلت الكورنيش نوعان إما كوفي شوب او كوبيتين شاي من عند أي بائع سريح وفي كلتا الحالتين يكون الأفضل مكان قريب من هنا بقولك شكلك متغدتيش تشجعيني إني اتغدي في محل كبابجي قريب ها تشجعيني
قالت ايه رايك نطلع على نجمة السيدة
قلت لها كنت ح أقولك كده بس خفت لتكوني مبتكليش الممبار ولحمة الراس
قالت لا متقلقش
مشينا باتجاه المحل وفوجئت بيديها تتعلق بذراعي قائلة إنها ما تعرفش تمشي غير أنجيه ؟
قلت خدي راحتك . كانت العيون تنظر لنا متسائلة من لا يعرف أنها تعمل بالسينما يقول كيف تحصل على هذا الملاك ومن يعرفها يقول ايش لم الشامي على المغربي ؟
حين لاحظت العيون وهي تتبعنا والبعض ينظر لي مبتسما قالت الظاهر أني سببت ليك إحراج
تمتمت قائلا ياريت كل الإحراج يبقي كده مع نص جمالك كنت بكتب قصيدة اومال فيك أنتي عمل ايه مش بعيد إبليس الشعر يسكن عندي قانون قديم وابقي مجنون سوزان على وزن مجنون ليلي كنا قد وصلنا إلى محل نجمة السيدة صعدنا إلي الدور الثاني سألتها ليكِ طلب معين نطلبه ولا نفس طلبي
قالت نجرب طلبك ونشوف مضت خمس دقائق وهي تنظر إلى العامل الذي يحضر الطعام ثم سألتني لما لا يسألنا أحد ماذا سنأكل ؟
قلت لها سؤالك سيجيبون عليه الآن مضت دقيقة ونحن في صمت حتى جاء العامل بحمام مشوي وممبار علاوة على طبق الفتة وشوربة الكوارع وزجاجة مياه معدنية وانصرف في هدوء بدأنا الأكل وبدأنا الكلام
ممكن أسمعكِ دلوقت وإحنا بنأكل يا ترى إيه الحكاية ؟
قالت زى ما أنت عارف السداسية من اكبر الشركات
قلت : نعم ومرتباتها فلكية اللي يشتغل فيها ما يسبهاش غير لو هيفتح شركة أو عمل خميرة يرتكن عليها بقية عمره مش يسيبها عشان يشتغل في قطع التذاكر
قالت معك كل الحق مرتبي وصل لخمس تلاف جنية شهريا غير عمولات وخلافه تقريبا أنت قابلتني
في الشركة مش اكتر من سبع مرات كان تعاملك فيها معي عشان مستخلصات شركتكم كل اللي تعرفه عني إني سكرتيرة لكن أزاي وصلت أو أنا منين أو مين أكيد ما تعرفش ؟
قلت بالطبع ما اعرفش لكن خمنت انك ابنة احد الكبار فمظهرك وأسلوب كلامك كان بيدل على ذلك لكن طبعا اتصدمت انهارده في تحليلي ومنتظر اسمع منك واعرف ؟
قالت : بص يا سيدي في البداية أنا من أسرة متوسطة الحال نميل إلى الفقر أكثر من الغنى لي آخين لم يفلحا بالتعليم فتوجهت الأبصار نحوي الكل يعمل من أجل حصولي على شهادة محترمة فسعيت من اجل ذلك وحصلت على كلية تجارة قسم إدارة أعمال كنت في تلك الفترة حريصة على أخذ كورسات في الكمبيوتر واللغات كنت من أوائل دفعتي على مدار الأربع سنوات وجاء تحطيمي بالنهاية حين تم تجاوزي بتعيين أبن أحد الدكاترة كمعيد ورضيت بالعمل في مكتب الدكتور كسكرتيرة ثم تحولت إلى نائبة تنوب عنه في أخذ القرار نهاية القول أجدت لعبة التخليص الجمركي وتسويق المنتج ووضع دراسات جدوى ناجحة في هذه الأثناء تقابلت مع صديقة تعمل بالسداسية كمحاسبة وكنت كالكثيرون أسمع عن مرتباتها الفلكية وان صاحبها سالم الرشيدي من اغني أغنياء مصر علاوة على نفوذه وسلطاته في الحزب الحاكم وحين قالت صديقتي أنهم يطلبون سكرتيرة وافقت ليقيني أني سأستطيع تخطي تلك المرحلة سريعا والوثب على درجة أعلي وذهبت وقدمت السي في وتم تعيني في البداية كنت كأي سكرتيرة إلى أن حدثت أزمة الحديد والاسمنت وحينها اقترحت على الرشيدي أن نستورد الاسمنت والحديد ألازمان لتغطية مشاريعنا وبعد إلحاح مني أني سأستطيع تخليص الأمر في عشرة أيام وافق على اقتراحي وقمنا باستيراد الحديد والاسمنت حينها تحولت من مجرد سكرتيرة عادية في شركة مقاولات إلى سكرتيرة في جميع أعماله مصنع الغزل يحتاج آلات أقوم أنا باستيرادها مزارع الفاكهة أقوم أنا بتصدير منتجاتها وفي شركة المقاولات أيضا لم يتخلى عني أصبحت أقابل العملاء بدلا منه وأقوم بإعداد دراسات الجدوى للمشاريع والإشراف على الدعاية لها تستطيع أن تقول أني أصبحت ساعده الأيمن إلى أن وقع في يدي ملف مدينة الأشجار في 6 أكتوبر ووضحت أمامي صورة الشركة حيث تقوم بمساعدة أحد رجال وزارة التعمير بتخصيص أراضي بمبالغ زهيدة وتوصيل لها كامل المرافق كانت بالأصل هذه الأراضي مخصصة لإسكان الشباب فتحولت لفلل فايف ستار ومن يومها بدأت أسرار الشركة تضح شيئا فشيئا فهناك أراضي تم الاستيلاء عليها مملوكة للدولة وأراضي أخري بعد موت أصحابها سرقت حجتها وتم كتابتها بالسجلات أنها مملوكة للسداسية ودخلت اللعبة يا سيدي بكامل إرادتي وأصبح لي مكتب خاص وهمي يقوم بالشراء ومن ثم البيع للسداسية نظير عمولة إلى أن جاء موضوع أرض الوراق ومحاولة السداسية بمساعدة رجل الوزارة طرد سكان الوراق وإنشاء قرية سياحية وجاء اسمي في هذا الموضوع وحينها هددت أن أقوم بفضح أعمالهم أن ذهب الموضوع للقضاء في هذه الفترة ظهر رجل أعمال في حياتي شاب مصري ملياردير قادم من اليونان تشاركنا في إنشاء قرية سياحية
وعرض علي الزواج وطرت من الفرح لطلبه لكنه فاجئني أن ولده ربما يحرمه من ثروته أن أقدم علي هذا الأمر لذا سيكون الزواج سري ماذون واثنين شهود واحضر الماذون والاثنين شهود وتم الأمر في مكتبي وذهبنا لقضاء شهر العسل في شرم الشيخ ومتابعة أعمال الحفر والبناء في القرية السياحية
ومضى أسبوعا وفوجئت أنه صور الليالي التي قضيناها معا وأن زواجنا كان تمثيلية فلا ماذون ولا شهود كذلك استولي على الأوراق التي كانت بحوزتي وأصبحت أمام خيارين لا ثالث لهم إما أن احتفظ بالأموال التي حصلت عليها نتيجة عملي الفترة الماضية أو التنازل عن كل ما أملك مقابل شريط الفيديو
واخترت أن أتنازل بشرط إسقاط أسمي من كل شيء وان يتم زواجي وطلاقي من هذا الشاب وتم الأمر وحاولت أن أبدا في أي شركة لكن بمجرد أن استلم العمل كان صاحب العمل يعتذر لي وانه لن يستطيع معاداة سالم الرشيدي إلى أن جئت إلى هنا محصلة تذاكر !!
قلت لها : هل قنعتِ بالبقاء محصلة أم أن هذه مرحلة ولو كانت مرحلة ما هي الخطوة القادمة ؟
قالت : أتمنى أن تكون مرحلة والخطوة القادمة لا اعرف كيف تكون؟
قلت لها : الخطوة القادمة أنتِ ذكرتيها التخليص الجمركي أو مكتب إعداد دراسات الجدوى
بعيد عن المقاولات وهذا سهل الحصول عليه ما رأيك لو ساعدتك هناك مكتب لتداول أوراق البورصة ومثلك سهل عليه أن يفهم هذه الأمور هذا إن لم يكن لديك خبرة بها ؟
قالت : أيدي على كتفك بجد تبقي خدمتني خدمة العمر
أخرجت هاتفي واتصلت بمريم الصريطي صديقة تكتب كتابات ساخرة تعرفت عليها عن طريق علاء وحدث بيننا تفاعل وتجاذب فكري وكاد أن يتحول أعجاب كل منا بالآخر إلى قصة حب لولا أني وضعت النقاط فوق الحروف بأن الحياة بيننا لن تستمر فالفارق المادي رهيب ولن اقبل أن أكون زوج الست وعرضت علي أن تدخلني معها لعبة البورصة ولكني رفضت هذا الأمر شكلا وموضوعا فالآمر بالنسبة لي مجرد لعبة قمار والقمار حرام نعم لم أصارحها أن عملها من وجهة نظري به شبهة
فهي تعلم ما به كذلك لم أريد الدخول في جدل ربما انهزم فيه واضطر بالنهاية للعمل معها والزواج منها ما أجمل أن تكون طليقا لا تجد من تعكر صفو حياتك وتقول لك فيمن كتبت أنك تقصد فلانة وعلانة تكون في نظرها خائن للحب لا تستحق أن تحمل حبها ؟
قلت لها : الوووووووووو حبيبة قلبي عاملة إيه وإيه أخبارك
قالت : أبن حلال كنت لسه هتصل بيك
قلت خير يا عمري آمري وأنا أنفذ ؟
قالت : لا كنت هستفسر عن الخلاف اللي بينك وبين علاء
قلت : إيه هو البيه داير يشكي لطوب الارض
قالت : ولا بيشكي ولا حاجة إحنا اتقابلنا ويدوبك بسأله عنك هاج وماج زى اللي لدعته حية وقال والنبي بلاش السيرة اللي تعكنن ديه في اللي حصل لكل دا ؟
قلت : اعتبري إني عملت زايه وبقولك بلاش السيرة ديه
قالت : الظاهر كده إن موضوعكم كبير أوي ومحتاج نقعد ونشوف مين عليه الحق والغلطان يتأدب ويعزمنا على العشا
: قلت منهيا اللي تشوفيه بس ليا عندك طلب يا قطة
قالت خير أنور وجدي قالك مش ح تنفع يا برنس
قلت : قربتي يا قطة عندي صديقة نفسها تشتغل في البورصة ممكن تساعديها في كده؟
قالت : أبعتها ليا بكره وان شاء الله تشتغل بس هي مين ؟
أقولك ديه يا ستي كانت المسئولة في شركة المقاولات اللي كنت بشتغل فيها والشركة وقعت وحاليا مش شغالة اتقابلنا صدفة حكت الحكاية فقلت أرد جزء من جمايلها وأشوف إن كان عندكم فرصة ليها ولا لا.
قالت :عشان خاطرك لو حتى مش موجود عندنا نشوف في مكان تاني بس أنت مش نأوي تقلد عادل ادهم وتشتغل في البورصة ؟
قلت . فشر أنا أنور وجدي لو كنت على أيامه كان بطل كتابة واكتفي بيا ومش بعيد كان يكتفي بالإخراج والإنتاج لحد متبشبش الحكاية ويايا ويعتزل هو .
قالت يا واد يا تقيل إيه حسين فهمي ولا رشدي أباظة
حينها تذكرت المرحوم توفيق دقن وقلت لها لا افظع كتير
قالت ماشي يا عم الفظيع أعمل حسابك هاخد شاور ونام ساعتين وانزل العشاء عليك يا مان ؟
قلت في عقل بالي دا خبطتين في الرأس توجع ثم تفوهت شرف ليا يا برنسيسة وانتهت المكالمة .
قالت سوزان خير وافقت
قلت نعم لكن احضري اوراقك فيش وتشبيه وشهاداتك هكذا هي الاجراءات لديهم حين تنهيها إذهبي إلى صاحبة هذا الكارت ، حين قلت لها هذا كنت اظن ان القصة عكس ما حكت
لكنها فرحت وقالت إن شاء الله في أربعة أيام اكون خلصت كل شيء كان بودي اقعد أكثر
قمنا وعندما اقتربنا من فؤاد كاشير المحل أشرت له كمن يكتب وهذا هو نظام على النوتة
أوقفت لها تاكسي وانصرفت إلى منزلي منتظر هبوط قضاء الله وقدره استاذة مريم الصريطي .



يتبع

العامريه 16-02-09 11:25 AM

حياك الله كاتب بين كوكبة كتاب ليلاس

أتمنى تلاقي هنا كل اللي تتمن من تشجيع و نقد بناء


لكي احترامي وتقدير

دموع حارقه 21-03-09 01:13 PM


ذهبت إلي منزلي فلم يعد جسدي الواهن متحملا قلة النوم ذهبت بعدما شعرت أني اتثائب كثيرا
وعيني كادت أن تنغلق افتحها بالكاد ألقيت بجسدي المنهك على سريري وظللت نصف ساعة أحاول أن أغمض جفني لكن باءت كل محاولاتي بالفشل فنهضت مرة أخرى وسرت بخطوات غير متزنة كمن سهر ليله في حانة بصحبة كأس فعبثت الخمر برأسه وخدرت جسده حينها تأكدت أن لا سبيل أمامي للنوم سوي أن أقرا أو أكتب حتى يسرقني النوم لكني رفضت تلك الفكرة واستعنت بالبديل مشاهدة فيلم وفتشت في القنوات إلى أن وجدت مرادي في فيلم ابن الشيطان شدني الاسم والمذيعة تقول نترككم مع فيلم ابن الشيطان وشدني أكثر ما كتب بان لا تذيع سر ابن الشيطان حتى لا تضيع على غيرك متعة المشاهدة واستيقظ ذهني ونشط جسدي كأني مستيقظ منذ لحظات وبدأت أمارس هواياتي أقول وقع المؤلف في خطأ كذا وكذا حقا لم اشعر بيدي وهي تمسك بالقلم أشاهد وهي تكتب إلى أن نمت بعد موت محمود المليجي أقصد أبن الشيطان واستيقظت على صوت الهاتف نظرت لاكتشف من المتصل كانت مريم الصريطي لقد نسيت موعدنا . لم أرد عليها وذهبت آخذ حمامي وهي مستمرة في المحاولة أنهيت حمامي وقمت بكي ملابسي وتلميع الحذاء وحين ذهبت للرد عليها كانت يئست مني أو هكذا ظننت حاولت الاتصال بها لكن فوجئت بنفاد رصيدي فأعددت كوبا من القهوة وأشعلت سيجارة وجلست اقلب في محطات التلفاز إلى أن سمعت شبه محاولة لتحطيم الباب هرولت مفزوعا لرؤية هذا الأرعن الذي يحاول تحطيم بابي ويا ليتني ما فتحت إنها سمر فتاة لم تتجاوز السابعة من عمرها لكنها ظل إبليس في الأرض حين شاهدتني قالت تت نايم طيب إنزل تلم واحدة عايزاك تحت ؟
ماشي ياسمر هنزل اهو خدتي منها فلوس يا حبيبتي
قالت : أه خمسة جنية خلص بقي لاحسن تاخد التورة وتمشي
هو إنتي يا حبيتي كنتي سايبة معها الكورة
قالت أنت لوتلوت تتير وتركتني وجلست على دربزين السلم متزحلقة ولاني اعلمها واعلم لسانها نزلت السلم بنفس طريقتها نعم هي سبقتني بعدة خطوات لتخطف الكرة من مريم وتقول لها نازل ورايا بس بعد تتده ابقي اطلعيلوه وقبل أن تكمل كنت بجوارها فالتقطها بين يدي وادخلتها البيت واخرجت من جيبي خمس جنيها كي تصمت وخرجت لمريم معتذر عما حدث من تلك الشيطانة الصغيرة .
تبسمت وقالت في حياتي مشفتش عيلة زى كده خلتني اخرج الفلوس غصب عني كل ما انده لعيل غيرها تشاورله يثبت مكانه
قلت : عادي سمر مش عيله سمر زعيمة عصابة المقاريض وكلمتها ماشية على الكبير والصغير
قالت : يله عادي ما أنت كده كده هتدفعها وبلاش تعمل زاي اخوتنا الشوام
قلت اعمل إيه إن شاء الله يا أختي
لا تكون ماشي زايهم الك وما معنا وقت ما بيصير معنا الله ما يجمعنا
: وقفت شاردا ثم قلت ها
قالت : ما تركزش عشان ما تهيسش
قلت أه ورحمة أبويا ما ادفع قرش أنا دافع زاي زايك لسمر
إيه دا هو ولدك خد لقب مرحوم
قلت عقبال عيلتكم كلها لما تاخده يا مريم
قالت أه الرحمة تجوز على الحي والميت ياريت تترحم على عيلتي كل شوية
قلت يا بنتي بس شوية لأحسن أنتي خلاص هتنقطيني
في هذا الوقت يدها لثمت فمي واتجهت ببصرها نحو سمر وهي تنشد وتقول
أنا لما حبيبتي هتتبر والنعمة لتاتل الدو في دمال تده الله اتبر يادوبت ابربش تحلو
فى تفه والبنات فى تفه .
حينها نزعت يدها من على فمي وقالت أوريها التف على أصوله مقصوفة الرقبة ديه
وقبل ان تتف كنت احذرها قائلا نصيحة بلاش مش هنخرج من هنا سلام وأمسكت يديها ومشيت في عكس الطريق التي تجلس فيه سمر خشية أن تفعل مريم شيء أو أن تضحك أمامها فلن أستطيع فعل شيء مع سمر التي لا تخشي احد.
سألتها أين وضعت سيارتها فقالت كالعادة الليل يا عزيزي للاستلهام أن تركب أتوبيس أو مترو أنفاق أن تسير في الشارع متأملا مخاليق ربنا بس أنت عارف أول أخد القرار الخاطىء كان المفترض أعد جمب سمر شوية وأكون كوول
طيب يا ستي اقعدي وقولي براحتك حد منعك تقولي
قالت طيب إيه رايك نرجع
قلت : ممكن حضرتك ترجعي لوحدك أو أرجع أنا لوحدي لكن أحنا الاتنين صعب ياستي
قالت وهي غاضبة وتشير بيديها في تعصب لييييييييييه ما تقلقش مش هنعمل مشاكل معاها هنتفرج من بعيد .
قلت : هو أنتي فاكرة سمر غبية من أول لحظة هتفهم وبدل ما إحنا اللي بنتفرج الناس علينا تتفرج
قالت : طيب اسمع هي كانت واقفة تحت بيت علاء بالملي تعالى نروح عند علاء ونقف في البلكونة ووقتها مش هتلاحظ شيء !
قلت : أولا أنا وعلاء نهينا كل شيء واعتقد انك عارفة ثانيا سمر مرمية قدامي ليل ونهار بشوفها جوه بيتها وبره يعني مش محتاج أشوفها تاني واتاملها
قالت : يابني أنت حافظها أوكيه لكن أنا لا ومش ممكن اتنازل عن معرفتها وبخصوص علاء عارفة الموضوع بس اللي انت ما تعرفهوش علاء أشتغل في جريدة تانية فاكر لما قلتله انه صحفي على ما تفرج
قلت : أه فاكر لما نصحته يكتب عن اطفال الشوارع خصوصا انهم ملقحين قدمنا لي ونهار ونعرفهم واحد واحد ومن السهل انهم يفضفضوا معانا
قالت مقاطعة : أهو دا اللي حصل ياسيدي علاء في الوفيات لقي نفسه فاضي طول الوقت فنزل وكتب الموضوع زاي ما العيال حكوه بالظبط حاول ينشره في الجريدة عندهم ما اعرفش ومن حسن حظه كان استاذ عباس سلام رئيس تحرير جريدة الظهيرة موجود وهو بيعرض الموضوع وبعد ما مشي علاء عرض عليه أنه ينشر عندهم وبالفعل اتنشر الموضوع في صفحتين إنهارده وهو كان هيجي عشان يعتذرلك فمش فارقة بقي لما نروحله .
قلت : أولا فارقة لان هو اللي غلطان ثانيا أنا ما برتحش في بيته مراته شبه مرأة الأب أو الضرة معايا ما بترتحش ليا وانا مبقبلهاش
: قالت: يابني ديه انسانة ظريفة جدا فكر كده واتعامل معاها من غير ما تحط في راسك التخاريف ديه
قلت : ياستي الكلام دا ممكن معاكي لكن معايا مستحيل أنتي عارفة إن علاء تقريبا من الشغل لعندي للبيت وطبعا ديه حاجة تضايق أي ست ونصحته واللهي أنه يجي كل فترة مش كل يوم حتى ابنه الصغير مسافة ما يشوفني يتعلق فيا وما يبقاش عايز يروح لمه أو أبوه فهي اكيد مستريحة كده
قالت : يعني ايه مش هتروح :
قلت مدد ياسيدي شبل مولد الناس الهبل نقول ثور يقولوا احلبوه
طيب على العموم هروح انا وافترقنا كل منا في طريقه هي لبيت علاء وانا لبيتي حامدا الله اني نجيت من هذه العزومة وبقى معي خمسة جنيهات يمكنني شراء علبة سجاير بها .

يتبع

عاطفة 26-03-09 05:39 AM

اهلا دموع حارقة
الحقيقة دي اول مرة اعلق فيها علي قصتك الجميلة والمشوقة في نفس الوقت
وكنت منتظرة انك تنزل جزء جديد بنفس قوة الجزئين اللي فاتوا لكن الحقيقة الجزء دا كان اقل فنيا في الكتابة (خاصتاحوار الطفلة سمر)
انت عندك موهبة جميلة ربنا وهبهالك ياريت تنميها اكتر من كدة
وكمان اسلوبك كوميدي ساخر ومحبب للقاريء ودا مش موجود عند ناس كتير لان الكتابة الكوميدية صعبة ومش ممكن يتقنها اي انسان الا لو كان متمكن منها جدااا وكمان خفيف الدم زي حضرتك
علي كلا احنا في انتظار جزء جديد اجمل واجمل من اللي فات

دموع حارقه 28-03-09 07:52 PM

عرجت على بائع السجائر اشتريت علبة سوبر واتجهت إلى منزلي صعدت درجات السلم إلى أن وصلت إلى شقة أم سمر فريال حينها نطقت أهلا يا ريري هانم ينفع اللي بتعمله بنتك دا
قالت : واللهي يا اخويا أنا غُلبت وغلب حماري معاها سي المحروس أبوها بيضحك من عمايلها فالبت بقي عندها قناعة إنها بتعمل الصح لو ضربتها أبوها يتخانق معايا وهو كله على يدك
قلت : هو هيجي امتى سي الدلعدي جوزك عشان خلاص بقت روحي في مناخيري منكم بنتك في الرايحة والجاية مستلماني
قالت : يا سيدي لو الأمر كده عادي سمر زي بنتك إيه يعني لما تدلع عليك
قلت يا ستي عادي تدلع مش تبتزني وتاخد مني لوي دراع
حينها ضحكت وقالت الحمد لله إني شوفت اليوم اللي حد بيدفعك غصب عنك والنبي لحلي ليها بوئقها
أحمر وجهي من شدة الغيظ وقلت منفجرا ماشي يا ريال مصدي براحتك انتي وبنتك سلاموا عليكم، وتركتها وانصرفت وأنا كبركان يغلي من الداخل يود أن ينفجر فيريح ذاته ويريح من حوله دخلت شقتي وبدأت أستعيد ما كنت أفعله وأنا صغير فلن تفلح مواجهتي مع سمر إلا لو تحليت بنفس أسلوبها لن تفرق معي لو انتظرتها أياما فعادة أنام كل ثلاثة أيام فاليوم عندي كثيرا ما يكون 72 ساعة وأقول عنه ليلة وحيدة الجسم قد تعود على هذا أن استيقظ ثلاث ليالي وأنام ساعات لا تتجاوز السبع ساعات
ولنبدأ بحيلة المدرسة لتضييع الحصة الأولى نعم سينضر بسببها كل من في المنزل لكن أكثرهم ضررا عائلة سمر وبدأت أبحث عن قفل وجنزير على أن وجدتهم داخل صندوق معبأ بالمهملات وجلست أشاهد التلفاز وأتجول بين القنوات المملة إلى أن صلاة الفجر صليت على غير عادتي في المنزل وحين تأكدت أن الجميع قد عاد من الصلاة نزلت بخطوات غير مسموعة وقمت بلف الجنزير حول الباب وتوجته بالقفل وأثناء صعودي خلعت اللمبة الموضوعة فوق شقة عائلة سمر ودخلت شقتي التي كان بابها مفتوحا أغلقته بحرص حتى لا يشعر احد ثم دخلت واعدت كوبا من القهوة وجلست في الشرفة ارتشف وانفث دخان سيجارتي ظللت هكذا إلى أن بدا مدحت أبو سمر يرغي ويزبد يلعن الفاعل ويلعن ذاته حينها توجهت إلي المطبخ حيث أمارس أفضل هواياتي ها هو يفعل كما أفعل ملعون ابوها ديه عيشة أنت قطران يصاحب المخروب مش لما تزود قفل تدينا نسخة من المفاتيح انزل ياحج قطران افتح الباب .
الحج شعبان ينزل على السلم وهو يقول لم نفسك يا مدحت دا تلقيه مقلب من بنتك عشان ماترحش المدرسة .
يدخل مندفعا نحو بيته يلطم سمر على خدها ويطلب منها مفتاح القفل لكنها تقسم له أنها لا تعرف شيء
صعد الحج شعبان إلي طالبا مني العون بصاروخ الكهرباء الذي امتلكه نزلت معه وجد سكان البيت قد تجمعوا بالاسفل منتظرين أن اقطع الجنزير لكني قلت لن أفتح الباب إلا لو دفع مدحت خمسون جنيها أدبا على ما فعلته بنته معي ومع ضيوفي
ولكي أهدا الجميع قلت الساعة السابعة ونصف سأفتح الباب وهو ما يعني أن كل منهم سيصل إلى عمله باستثناء مدحت هو من سيتخلف لم يجد أمامه إلا أن يدفع ويلطم سمر وأنا أضحك وهي تبكي وكاد علاء أن يفضحني حين مر وشاهد الجنزير فهو يعرفه جيد إشارته بيده وغمزة عينيه كانا يقولان انه الفاعل لم اعرهما انتباهي فشعر بالحرج وانصرف وصعدت أنا الآخر لاحتفل بالنصر على الجميلة سمر
دخلت شقتي وضعت شريط لحكيم وبدأت ارقص على أنغامه إلى أن تعبت
كانت عقارب الساعة تشير إلى التاسعة نزلت وجلست على المقهى كان يجلس محمد الفرجاني كعادته منتظر أي شخص يلعب مع شطرنج وبدأنا في اللعب إلى أن أصبحت الساعة الثالثة حينها ودعته وذهبت على بيتي ووجدت مقبض الباب منزوع
وكالون الباب قد وضع فيه أشياء صلبة تمنع دخول المفتاح ذهبت وأحضرت الرجل الذي يصلح الكوالين لكنه قال سنكر أولا الباب وبعدها يمكننا تصليح الكالون وكسرنا الباب واخذ الرجل الكالون ليصلحه مللت من انتظاره ففتحت التلفاز فلم أجد قناة وحيدة من قنوات الدش صعدت لأضبط الدش فلم أجده نزلت وأنا اغلي وكلي يقين أن سمر هي الفاعل ذهبت على البلكونة كعادتي حين اكون غصبانا فوجدت ملابسي المغسولة قد القي عليها عدة أحبار أزرق واخضر واسود واحمر ماذا يحدث علي أن أرتب أفكاري كيف ردت سمر الصاع صاعين بتلك السرعة الملابس ما تم نثره عليها من احبار جاء من أمامها من شقة إبراهيم فلو كانت الأحبار قد رشت من أعلي للطخت الظهر والوجه فمدحت بن إبراهيم أحد المشاركين في هذه العلمية
كذلك شريف الساكن في البيت المجاور هو من قام بوضع الأشياء داخل كالون الباب فالرجل الذي أصلحه قال إن واضعه محترف وشريف والده نجار وهو يعمل معه
السطح لا يمكن لأحد دخوله إلا لو أخرج السلم الخشبي أو قفز من المنزل الملاصق لنا في الشارع الخلفي وهذا منزل هيثم صاحب غية الحمام وابنه فادي صديق شلة المقاريض وهو المتولي رعاية الحمام نظرا لسفر هيثم لأحدي الدول العربية والتي لا أذكرها رغم أنه جاء ليودعني يومها هنا وضحت أمام عيني خيوط المؤامرة التي حيكت بمنتهى الذكاء والدقة حينها جاء صوت هناء زوجة إبراهيم سالخير عليك
حينها ضحكت وقلت لها ساء الخير وساء النور ظنت أني أرد تحيتها فقالت إحنا رايحين عند الجماعة والنبي بلاش تفزع إبراهيم وترش عليه ماية
قلت لا ما تقلقيش مش ح أرش عليه ماية بس والنبي أبعتيلي مدحت يجيب ليا حجات من تحت هو مش عندك
قالت أه يا خويا موجود ثانية واحدة ويكون عندك وبدات تنادي واد يامدحت انت ياواد تعالى كلم عمك
جاء مدحت وبدا يحدق في الملابس ويضحك ضحكة خبيثة ثم قال نعم يا عموه حضرتك عايز إيه
فقلت له تعالي عايزك هتجيب لي حجات من تحت
طيب ما تقول حضرتك عايز ايه واحدف فلوسه وانا اجيبوهلك
لا يا حبيبي تعالي عشان حجات كتيرة حتجبها
هنا ردت أمه ما تروح يا بني شوف عمك عايز إيه وهاتهوله
وجاء مدحت وأمسكت به ثم قلت سمر أعترفت عليك يا حلو أنك مش بس رشيت الحبر على الهدوم لا كمان أنت اللي بوظت الكالون وخبيت الدش
قال: لا واللهي يا عموه أنا هقولك على كل حاجة الدش هتلقيه في غية الحمام
بتاعة فادي وكالون الباب اللي عمله الواد شريف حتى الحبر كمان دخلوا عندي وبدائوا يرشوه وانا كنت مش موافق
لا يا حبيبي سمر بتقول قدام امها انك انت اللي عملت كله لوحدك
والله أنا مستعد احلف واقول قدامها
أخذته من يده إلى بيت سمر أعترف بكل شيء أمام فريال التي أخرست حين سمعت
فتركتها وانصرفت متوعدا أن أرد القلم قلمين وذهبت إلى الشارع الخلفي حيث غية الحمام وطبق الدش وصعدتها ووجدته فقفزت إلى السطح الخاص بنا وركبته كما كان ثم قفزت مرة أخرى وذهبت إلى أم فادي وقلت لها ماحدث فامسكت فادي أمامي ومنحته علقة ساخنة لولا أني بعادتها عنه لسببت له عاهة مستديمة لكنها أقسمت أنها لن تتركه وستشرح لوالده كل شيء حين يعود الشهر القادم !!





دموع حارقه 28-03-09 07:58 PM




عرجت على بائع السجائر اشتريت علبة سوبر واتجهت إلى منزلي صعدت درجات السلم إلى أن وصلت إلى شقة أم سمر فريال حينها نطقت أهلا يا ريري هانم ينفع اللي بتعمله بنتك دا
قالت : واللهي يا اخويا أنا غُلبت وغلب حماري معاها سي المحروس أبوها بيضحك من عمايلها فالبت بقي عندها قناعة إنها بتعمل الصح لو ضربتها أبوها يتخانق معايا وهو كله على يدك
قلت : هو هيجي امتى سي الدلعدي جوزك عشان خلاص بقت روحي في مناخيري منكم بنتك في الرايحة والجاية مستلماني
قالت : يا سيدي لو الأمر كده عادي سمر زي بنتك إيه يعني لما تدلع عليك
قلت يا ستي عادي تدلع مش تبتزني وتاخد مني لوي دراع
حينها ضحكت وقالت الحمد لله إني شوفت اليوم اللي حد بيدفعك غصب عنك والنبي لحلي ليها بوئقها
أحمر وجهي من شدة الغيظ وقلت منفجرا ماشي يا ريال مصدي براحتك انتي وبنتك سلاموا عليكم، وتركتها وانصرفت وأنا كبركان يغلي من الداخل يود أن ينفجر فيريح ذاته ويريح من حوله دخلت شقتي وبدأت أستعيد ما كنت أفعله وأنا صغير فلن تفلح مواجهتي مع سمر إلا لو تحليت بنفس أسلوبها لن تفرق معي لو انتظرتها أياما فعادة أنام كل ثلاثة أيام فاليوم عندي كثيرا ما يكون 72 ساعة وأقول عنه ليلة وحيدة الجسم قد تعود على هذا أن استيقظ ثلاث ليالي وأنام ساعات لا تتجاوز السبع ساعات
ولنبدأ بحيلة المدرسة لتضييع الحصة الأولى نعم سينضر بسببها كل من في المنزل لكن أكثرهم ضررا عائلة سمر وبدأت أبحث عن قفل وجنزير إلى أن وجدتهم داخل صندوق معبأ بالمهملات وجلست أشاهد التلفاز وأتجول بين القنوات المملة إلى أن حانت صلاة الفجر صليت على غير عادتي في المنزل وحين تأكدت أن الجميع قد عاد من الصلاة نزلت بخطوات غير مسموعة وقمت بلف الجنزير حول الباب وتوجته بالقفل وأثناء صعودي خلعت اللمبة الموضوعة فوق شقة عائلة سمر ودخلت شقتي التي كان بابها مفتوحا أغلقته بحرص حتى لا يشعر احد ثم دخلت واعدت كوبا من القهوة وجلست في الشرفة ارتشف وانفث دخان سيجارتي ظللت هكذا إلى أن بدا مدحت أبو سمر يرغي ويزبد يلعن الفاعل ويلعن ذاته حينها توجهت إلي المطبخ حيث أمارس أفضل هواياتي ها هو يفعل كما أفعل ملعون ابوها ديه عيشة أنت قطران يصاحب المخروب مش لما تزود قفل تدينا نسخة من المفاتيح انزل ياحج قطران افتح الباب .
الحج شعبان ينزل على السلم وهو يقول لم نفسك يا مدحت دا تلقيه مقلب من بنتك عشان ماترحش المدرسة .
يدخل مندفعا نحو بيته يلطم سمر على خدها ويطلب منها مفتاح القفل لكنها تقسم له أنها لا تعرف شيء
صعد الحج شعبان إلي طالبا مني العون بصاروخ الكهرباء الذي امتلكه نزلت معه وجد سكان البيت قد تجمعوا بالاسفل منتظرين أن اقطع الجنزير لكني قلت لن أفتح الباب إلا لو دفع مدحت خمسون جنيها أدبا على ما فعلته بنته معي ومع ضيوفي
ولكي أهدا الجميع قلت الساعة السابعة ونصف سأفتح الباب وهو ما يعني أن كل منهم سيصل إلى عمله باستثناء مدحت هو من سيتخلف لم يجد أمامه إلا أن يدفع ويلطم سمر وأنا أضحك وهي تبكي وكاد علاء أن يفضحني حين مر وشاهد الجنزير فهو يعرفه جيد إشارته بيده وغمزة عينيه كانا يقولان انه الفاعل لم اعرهما انتباهي فشعر بالحرج وانصرف وصعدت أنا الآخر لاحتفل بالنصر على الجميلة سمر
دخلت شقتي وضعت شريط لحكيم وبدأت ارقص على أنغامه إلى أن تعبت
كانت عقارب الساعة تشير إلى التاسعة نزلت وجلست على المقهى كان يجلس محمد الفرجاني كعادته منتظر أي شخص يلعب مع شطرنج وبدأنا في اللعب إلى أن أصبحت الساعة الثالثة حينها ودعته وذهبت على بيتي ووجدت مقبض الباب منزوع
وكالون الباب قد وضع فيه أشياء صلبة تمنع دخول المفتاح ذهبت وأحضرت الرجل الذي يصلح الكوالين لكنه قال سنكر أولا الباب وبعدها يمكننا تصليح الكالون وكسرنا الباب واخذ الرجل الكالون ليصلحه مللت من انتظاره ففتحت التلفاز فلم أجد قناة وحيدة من قنوات الدش صعدت لأضبط الدش فلم أجده نزلت وأنا اغلي وكلي يقين أن سمر هي الفاعل ذهبت على البلكونة كعادتي حين اكون غصبانا فوجدت ملابسي المغسولة قد القي عليها عدة أحبار أزرق واخضر واسود واحمر ماذا يحدث علي أن أرتب أفكاري كيف ردت سمر الصاع صاعين بتلك السرعة الملابس ما تم نثره عليها من احبار جاء من أمامها من شقة إبراهيم فلو كانت الأحبار قد رشت من أعلي للطخت الظهر والوجه فمدحت بن إبراهيم أحد المشاركين في هذه العلمية
كذلك شريف الساكن في البيت المجاور هو من قام بوضع الأشياء داخل كالون الباب فالرجل الذي أصلحه قال إن واضعه محترف وشريف والده نجار وهو يعمل معه
السطح لا يمكن لأحد دخوله إلا لو أخرج السلم الخشبي أو قفز من المنزل الملاصق لنا في الشارع الخلفي وهذا منزل هيثم صاحب غية الحمام وابنه فادي صديق شلة المقاريض وهو المتولي رعاية الحمام نظرا لسفر هيثم لأحدي الدول العربية والتي لا أذكرها رغم أنه جاء ليودعني يومها هنا وضحت أمام عيني خيوط المؤامرة التي حيكت بمنتهى الذكاء والدقة حينها جاء صوت هناء زوجة إبراهيم سالخير عليك
حينها ضحكت وقلت لها ساء الخير وساء النور ظنت أني أرد تحيتها فقالت إحنا رايحين عند الجماعة والنبي بلاش تفزع إبراهيم وترش عليه ماية
قلت لا ما تقلقيش مش ح أرش عليه ماية بس والنبي أبعتيلي مدحت يجيب ليا حجات من تحت هو مش عندك
قالت أه يا خويا موجود ثانية واحدة ويكون عندك وبدات تنادي واد يامدحت انت ياواد تعالى كلم عمك
جاء مدحت وبدا يحدق في الملابس ويضحك ضحكة خبيثة ثم قال نعم يا عموه حضرتك عايز إيه
فقلت له تعالي عايزك هتجيب لي حجات من تحت
طيب ما تقول حضرتك عايز ايه واحدف فلوسه وانا اجيبوهلك
لا يا حبيبي تعالي عشان حجات كتيرة حتجبها
هنا ردت أمه ما تروح يا بني شوف عمك عايز إيه وهاتهوله
وجاء مدحت وأمسكت به ثم قلت سمر أعترفت عليك يا حلو أنك مش بس رشيت الحبر على الهدوم لا كمان أنت اللي بوظت الكالون وخبيت الدش
قال: لا واللهي يا عموه أنا هقولك على كل حاجة الدش هتلقيه في غية الحمام
بتاعة فادي وكالون الباب اللي عمله الواد شريف حتى الحبر كمان دخلوا عندي وبدائوا يرشوه وانا كنت مش موافق
لا يا حبيبي سمر بتقول قدام امها انك انت اللي عملت كله لوحدك
والله أنا مستعد احلف واقول قدامها
أخذته من يده إلى بيت سمر أعترف بكل شيء أمام فريال التي أخرست حين سمعت
فتركتها وانصرفت متوعدا أن أرد القلم قلمين وذهبت إلى الشارع الخلفي حيث غية الحمام وطبق الدش وصعدتها ووجدته فقفزت إلى السطح الخاص بنا وركبته كما كان ثم قفزت مرة أخرى وذهبت إلى أم فادي وقلت لها ماحدث فامسكت فادي أمامي ومنحته علقة ساخنة لولا أني بعادتها عنه لسببت له عاهة مستديمة لكنها أقسمت أنها لن تتركه وستشرح لوالده كل شيء حين يعود الشهر القادم !!




دموع حارقه 02-06-09 09:02 PM

عدت إلى بيتي وأثناء صعودي للسلم كانت سمر متجهة إلى سلة المهملات وإذ بها تقذف علي بقايا الطعام وهي تقول آسفة يا عموه أكملت صعود السلم دون أن التفت لها وكأن شيء لم يحدث لكن في حقيقة الأمر كنت في حالة يرثى لها فهذا هو الطقم الوحيد الناجي من المذبحة التي أقامتها سمر وها هي تتعقبه هو الآخر نعم حقا لم ينوله هو الآخر ما نال بقية الأطقم لكنه سيحتاج إلى غسيل ومكوي وعلي أن أبقي بملابس البيت حتى تتم تلك العملية إزالة الوسخ والكرمشة الناتجة عن الغسيل وخلعت ملابسي وارتديت جلباب قديم لا يصلح إلا للنوم هو الوحيد الذي لا استخدمه لذا نجى من يد سمر وجلست اغسل الطقم الذي لم تصبه الأحبار وأنا أغني أغنية الغسيل المفضلة عندي أنا بأيدي فيك شغال ومفيش غيرك يتشال أنت وبس اللي قميصي أنت وبس اللي قميصي مهما يقولوا العزال وبغسل فيك بايديا وعلى الغسالة شوية أسالها أنت وحلفها ع الطول ح تقولك هي أنت وبس اللي قميصي أنت وبس اللي قميصي وكعادتي في الوسوسة كلما انتهيت من غسيله عدت مرة أخرى اغسله وأعيد الأغنية مغيرا القميص بالبنطلون إلى أن انتهى مسحوق الغسيل الذي امتلكه وتورمت يدأي فقمت بشطفه عدة مرات أيضا ثم نشرته وكان إبراهيم يقف في شرفته وعندما شاهدني أنفجر ضاحكا وقال إيه جلابية التسول دية أنت كنت قاعد مع دراويش السيدة ولا كنت سارح في الحسين
قلت : اللي تحسبه يا هيما سيدة حسين مش فارقه كتير وتركته وانصرفت لكنه نادي قائلا : بقولك إيه متيجي تتعشى معايا إنهارده العيال مش هنا وبدل ما أكل لوحدي وأنت لوحدك تعالي نأكل مع بعض
قلت له : لا يا عم الله الغني أنت فاهم أني بحب أكل السوق ومليش في الطبيخ والعك دا
قال : خلاص إيه رأيك في سمك بلطي من عند الواد أسامة أنا عزمك عليه نجيبه ونأكله مع بعض فكرت قليلا ووجدتها فرصه للرد على ما حدث معي
فقلت له خلاص على الساعة 9 أكون عندك تكون مجهز الأكل ومعلق على الشاي عشان منرجعش للأفلام القديمة قوم أنت لا قوم أنت وفي الآخر تنام أنت وأقوم أنا أدبس واعمل الشاي
قال خلاص اتفقنا أول لما أجيب الحاجة ح نادي عليك
قلت له ماشي يا هيما ح استناك وتركته وانصرفت من البلكونة خشية أن يراني أحد من الجيران بهذه الجلابية التي لا تصلح لشيء سوى التسول كما قال إبراهيم وجلست أفكر في تلك المقولة التي تقول أن الانتقام يجردك من المشاعر الإنسانية ويكفيني أني اشتكيتهم ولن يكرروها وهنا تذكرت ما فعلته سمر وجعلتني أرتدي جلباب التسول هذا فهي لن تكتفي بما حدث وربما تحشد بقية المقاريض مرة أخرى وهنا كان علي أن أتبنى مبدأ العين بالعين والسن بالسن وهو المبدأ الذي يريحني بعد مرور ساعتين قمت بإحضار ثيابي التي لم تجف بعد وقمت بتجفيفها بالمكواة ثم أخذت حماما وقمت بارتدائها وعبئت ملابسي الملطخة بالأحبار وفتحت حافظ نقودي لم أجد بها سوى عشر جنيهات فاتجهت إلى درج الفضة والعملات الورقية اقل من عشرة جنيهات هكذا تعودت حينما يكون معي فكة أضعها في هذا الدرج لأعود وأخذها وقت الضيق لملمت العملة الورقية فكانت أربع مائة جنيها وتركت الفضة دون عدها وخرجت وذهبت إلى المغسلة أعطيت الملابس لمحمد شريف صاحب المغسلة والمتولي شئونها قلت له غسيل ومكوى كالعادة كتب الإيصال أخذته وانصرفت بعدما تركت له عشرين جنيها تحت الحساب وذهبت إلى عرفه الحلواني دخلت كعادتي المحل وبدأت في رص طبقي من الأصناف التي أحبها وقتئذ كان يقف علاء وإبراهيم أمام المحل وسمعت حديثهما وعرفت إتفاقهما على أن يأتي علاء بعدما نأكل أنا وإبراهيم أثناء إعداد إبراهيم للشاي بعدما يعطيه إبراهيم رنة على هاتفه ظللت منحنيا أمام الثلاجة حتى لا يراني أحداهما وبعدما انصرف علاء ذهب إبراهيم لإحضار السمك حينها أخذت طبق الحلويات وأعطيت الحج عرفة ثلاثة وثلاثين جنيها ثمن الطبق وانصرفت إلى المكتبة دخلت كعادتي ألقيت التحية على عبير ثم اتجهت إلى الفترينة أخذت مجموعة من الأحبار وأخرجت مئة جنيه وأعطيتهم لعبير لتسوى حسابي القديم أخرجت عشرين جنيها فأعدتها إليها وآخذت قاموسا للإنجليزية
وكتاب للقواعد كان ثمنهم خمسة وعشرون جنيها وأخرجت الخمس جنيهات لكنها قالت هذا هو ثمنهم أعدت الأموال مرة أخرى إلى جيبي واستدرت نحو الباب حينئذ حاولت عبير أن تعيدني مرة أخرى حين قالت ما رأيك بمن يوفر لك كتاب البخلاء للجاحظ رسمت على شفتي ابتسامة وقلت لها ليس وقته يا عبير غدا نناقش قصة البخلاء أعذريني فعندي أصدقاء الآن في المنزل ضحكت لعلمها ضعفي أمام الكتب وأن أمر الضيوف عادي بالنسبة لي يمكن تركهم يوما بأكمله فهناك من أغلقت الباب بالمفتاح وتركته وذهبت إلى الشركة لأحصل على راتبي واخذ الرسومات الجديدة ضحكت أنا الآخر وتركتها وانصرفت ذهبت إلى الصيدلية أحضرت أربع سرنجات ثم عدت إلى البيت جلست وعبئت الأحبار بالسرنجات وبعدما انتهيت ذهبت إلى الشرفة منتظرا قدوم إبراهيم وشاهدت أم شريف وهي تنشر غسيلها ونظرت إلى السرنجات فوجدتها لا تكفي لتلطيخ ثوب واحد فنزلت مرة أخرى ذاهبا باتجاه نجاتي الخردواتي هو الوحيد الذي تجد عنده مسدسات المياه طول العام وليس في الأعياد فقط أحضرت ثلاث مسدسات ذات الخزان الإضافي وصعدت إلى شقتي وقمت بملئها بالأحبار وكما فعلت في المرة السابقة أحضرت بنزين التنظيف و قمت بغسل يدي به وإزالة النقط التي تساقطت دون إرادتي وكان علي تخبئة أداة الجريمة حتى لا تلفت انتباه أحد ولم أجد سوى حقيبتي التي كانت فارغة من الأوراق وأخرجت حذائي وقمت بتلميعه كي يبدوا الأمر أني ذاهب لموعد فالحذاء والحقيبة يعنيان ذلك عند من يعرفني
و وضعت بها المسدسات والسرنجات وانتظرت بالشرفة إبراهيم !!!!!
أصبحت الساعة العاشرة ففكرت أن أكل واتناسي إبراهيم هذا اليوم وضعت طبق الحلويات بالثلاجة وارتديت الشبشب وأثناء فتحي للباب كان إبراهيم ينادي علي ذهبت إلى الشرفة أشرت له بيدي أني قادم وارتديت الحذاء ثم أغرقت نفسي بالبرفام وأمسكت الحقيبة في يدي والهاتف وجراب نظارة القراءة وعلبة السجائر والمفاتيح في اليد الأخرى مر أكثر من سنتين لم لا افعل هذه العادة منذ أن اقتنعت أني أديب وينقصني الفرصة التي أنتظرها ولا أسعى لها كأني موليير أو شكسبير أو الجاحظ أو اليكس هايلي أو جابرييل جارسيا ماركيز عليهم أن يسعون لي ليس هذا موضوعنا فلنذهب إلى إبراهيم بعد أن أغلقت الشقة عدت مرة أخرى فلقد نسيت طبق الحلويات أخذته وتوجهت إلى إبراهيم دققت جرس الهاتف ففتح إبراهيم وقال وهو يستنشق العطر أنت غيرت ملابس التسول وقبل أن أتكلم كان يقول ألف ألف مسكن فانفجرت ضاحكا وقلت دا على اعتبار أني داخل ميكروباص حضر السفرة يا عم خلينا نأكل وقتي ضيق جدا نصف ساعة وعندي موعد
قال : تمام يا كبير السفرة جاهزة
وضعت أشيائي على منضدة موضوعة في الرسبشن وتوجهنا إلى السفرة وحين قال أخبار علاء إيه
قلت له لا كلام على طعام أكلنا في صمت ولاني سريع في عملية الأكل أنهيت قبله بكثير ورغم أني أكلت أكثر من نصف الأكل وقمت قبل التعدي على الباقي ظن إبراهيم أني لم أكل وظل يلح ويقسم أن أكمل وأنا أقول له أنا الحمد لله أكلت وأبقيت مكانا للحلويات عندك لبن
قال لا
قلت له عليك أن تحضر لنا نصف كيلو من عند ولاد أبو ريا في أول شارع بورسعيد فالحلويات لن يكون لها طعم بدون الشاي بالحليب لكنه حاول إقناعي بالحاجة الساقعة بدلا من هذا المشوار لكني ذكرته أنه هو من علمني أن الحلويات لا تؤكل إلا مع الشاي بالحليب فلم يجد أمامه سوى النزول راقبته حتى خرج من الشارع التفت يمينا ويسارا لم يكن ثمة أحد بالشارع غير علاء النور ينبثق من حجرة مكتبه والنوافذ مفتوحة أخرجت المسدسات والسرنجات وأطفئت الأنوار مكتفيا بنور القمر وبدات عملية التصويب التي كانت ناجحة مليون بالمئة
أعدت الرشاشات مرة أخري هي والسرنجات للحقيبة وأضئت الأنوار وجلست منتظر إبراهيم الذي لم يتأخر وحين دخل قلت له علي الانصراف فمن ينتظرني أتصل لتأخري عليه وقلت له نصف ساعة وأكون عنده
قال والحلويات والشاي
قلت له نؤجلهم ولا أقول لك أحضر قطعة بسبوسة ففتح طبق الحلويات أخذت قطعة البسبوسة وانصرفت ولمحت علاء يصعد درجات السلم وخوفا من الاحتكاك معه صعدت طابق وانتظرته حتى دخل شقة إبراهيم ونزلت مسرعا ذهبت إلى المقهى شربت كوب شاي ونرجيلة وعدت إلى البيت في الثالثة صباحا وفتحت التلفاز كي أستطيع النوم ونمت ولم استيقظ إلا على صوت فريال وهي تطرق الباب وتنادي ففتحت لها وأنا أتثاءب قائلا خير يا ستي
قالت الهدوم أنت دلقت عليها حبر
قلت لها أدلق عليها حبر أزاي وليه شوفي حد غيري يا فريال محتاج أكمل نوم وتركتها وتوجهت إلى حجرة النوم فأغلقت الباب وانصرفت وعدت لنومي مرة أخرى واستيقظت على صراخ أم شريف وهي تلعن المنطقة والجيران ونفسها جريت على شرفتي ووقفت أتفرج على هذا المشهد الذي استمر فيه السب واللعن أكثر من نصف ساعة موجها أحيانا لأشخاص بينهم وبينها عداوة ظنت أنهم الفاعلين وأحيانا أخري سب ولعن على الفاعل وفي كلتا الحالتين لا أحد يجيبها وكأنها تلعن ناس من عالم أخر دخلت فدخلت أنا الأخر لأكمل نومي مضت تقريبا حوالي ساعتين وطرق الباب فقمت من نومي لمعرفة الطارق كان ياسر زوج فريال أدخلته واعدت له كوب شاي وأشعلنا سيجارتين وبدا يعتذر عن اتهام فريال لي بالزور وانه عندما علم عنفها فالأمر مستحيل أن يصدر من عندي
خاصة انه الفعل متزامن مع حادثة أم شريف فالجاني واحد وهو بذكائه رجح أن الفاعل طفل ينتقم من أبنته ومن شريف وقال هذا لام شريف التي بدأت في ضرب شريف وهو تأثر من فعلها فقام بضرب سمر فماذا كان سيفعل لو أن اليوم عنده عمل قبلت اعتذاره وقلت له فريال كما تعلم أختي ولا يغضب الإخوة من بعضهم البعض ابتسم ياسر
وقال معك حق فأنتما الثلاثة أنت وهي وعلاء تتعاركوا وتتصالحوا في لحظات بالمناسبة علاء تكلم معنا ويريد من فريال أن تصالحكما
قلت وماذا قالت له فريال
قال قالت يا داخل بين البصلة وقشرتها ما ينوبك إلا صنتها انفجرت ضاحكا ولم اعلق انتظر أن أتكلم ولكني التزمت الصمت حتى شعر بالحرج واستأذن منصرفا

يتبع

دموع حارقه 11-06-09 12:20 PM


كعادتها مفزعة لي ومصدر قلق فهي الوحيدة التي تستطيع الوصول لي حتى وإن قطعت كل اتصالاتي بالعالم الخارجي كنت قد رفعت سماعة الهاتف وأغلقت الموبايل وأطفئت أنوار المنزل محاولا الجلوس وحيدا والتفكير في العمل والعودة مرة أخرى محاولا طرد شبح الفشل عني وزرع الطمأنينة والثقة بالنفس داخلي بأني سأستطيع العودة مرة أخرى فابتعادي عن العمل هذه الفترة لن يؤثر على أسلوبي في الإدارة والتعامل مع الناس لم افقد معلوماتي عن التشطيبات وأستطيع أن احل محل أي صنيعي غاب وتأدية عمله على أكمل وجه وحين وصلت إلى ما يرضي نفسي بأن أقوم بإعادة ترميم منزلي بيدي بدا الباب يدق بعنف وأنا اسمعه ولا أعيره انتباهي وبدا صوت علاء ينادي باسمي وسمعته وتركته ينادي إلى أن بدأت مرحلة الحجارة المتقاذفة على باب شرفتي المتهالك فخرجت لأرى من هذا المعتوه الذي ظننته قبل أن أفتح علاء فهو الذي يستطيع دخول بيت إبراهيم في هذا الوقت الذي يكون إبراهيم في العمل فهو قادر على إحضاره في دقائق معدودات وكانت المفاجئة إنها هي مريم تقف في شرفة إبراهيم وبجوارها علاء ومعهم زوجة إبراهيم وقبل أن أبدا في الشتم والسباب كانت تقول اللبس وانزل بسرعة أحتاجك في أمر ضروري أغلقت باب الشرفة مرة أخرى وأضئت الأنوار وذهبت إلى الحمام غسلت وجهي من أثار دموع تساقطت دون إرادتي وغسلت شعري وذهبت إلى حجرة النوم نزعت ملابسي واردتيت ملابس الخروج ثم وضعت كريم التصفيف وبدأت في تصفيف شعري وبعدما انتهيت رششت البرفام رغم أن آثاره كانت كما هي وأخرجت الشبشب الجلدي فالحذاء يخنقني لا ارتديه إلا في أضيق الظروف وأطفئت الأنوار وغادرت الشقة وأثناء نزولي كانت فريال يقف كمن ينتظرني وقالت أنا آسفة على اللي حصل مني ياريت تسامحني أنا ضربت سمر على اللي عملته فيك وخلتها طلعت من ساعة عشان تعتذر ليك بس تقريبا كنت أنت نائم .
انفجرت ضاحكا وقلت لها فريال في حد غيري وغير بنتك يقدر يعملها أنا يدوبك أخذت ثأري المفترض تكوني متأكدة من كده على العموم أنا محتاجك في موضوع مهم بخصوص سمر بس ح ناجله شوية لحد ما أرجع
قالت : موضوع إيه هي عملت حاجة ثانية ياريت تقول لي
قلت لها : لا أبدا سمر مش ح تفكر تعمل حاجة معي بس أنا ح أخذها ونروح مشوار كده كان المفترض كنا عملناه من زمان
قالت : مشوار إيه دا
قلت : ح نروح لدكتور تخاطب صديق لي سيساعد سمر على نطق الحروف بشكل صحيح فهذا هو الحل للحد من توظيف ذكائها في أذى خلق الله
قالت : والدها فكر في نفس الآمر لكنه لم يأخذ خطوة إيجابية اعتقد أنه ح يفرح بكلامك فرأيه من رأيك
وقاطعنا صوت علاء وهو ينادي فاستأذنت من فريال وأكملت نزولي كانا يقفان بمحاذاة باب المنزل فجذبتها من ذراعها وإنا أمنحهما ظهري وأكملت سيري وأنا اسحبها كفلاح يسحب بهيمة لأقطع على علاء فرصة الظفر بإعادة المياه إلى مجاريها بعد أن وصلنا إلى ناصية الشارع نظرت خلفي فوجدت علاء متسمرا مكانه ويحدث نفسه كمخبول أو كمن حدثت له مصيبة ضحكت وأكملت سيري وهي تقول حرام عليك اللي بتعمله فيه دا
نظرت لها نظرة احتقار واكتفيت بها وأكملت سيري وأنا أجذبها
قالت : لو سمحت سيب إيدي وأنا أسفة إني جيت ليك
أكملت سيري دون أن أنظر إليها
قالت أتركني و إلا صرخت وقلت انك خاطفني
وقتئذ ضحكت وقلت لها أصرخي ولا أقولك قدامنا كام خطوة ونوصل جنب القسم هناك صوتي بعلو صوتك من أول مجاذيب الست لحد العسكري اللي بره ح يشهدوا إنك حاجة من إتنين يا مجنونة يا كنتِ بتحاولي تسرقيني كانت تنظر إلى الناس التي تلقي السلام علي وهي مندهشة وتسمع تعليقاتهم السخيفة وهي تبكي
فمنهم من قال تلاقيها حرامية ومنهم من قال أنه يعرفها وشاهدها عدة مرات بصحبة رجال كثيرين وتعدى الأمر إلى من كان هو أحد الرجال
حينها تركت يداها وقلت لها أن تمسح عينيها وبدأت كمجذوب أو درويش ذهب عقله لكن ليس في حب آل البيت لكن في لعن المجاورين لأهل البيت وسب المارة حتى أصبح الشارع شبه خاوي وخرج أحد ضباط القسم النقيب شريف الشربجي
نظر وهو مستغرب لما أفعل وميل على العسكري وبعد وشوشة بينهم أنفجر ضاحكا وهو يقول حقك لو مكانك ح اعمل أكتر من كده دية عالم بنت وسخة
رددت عليه تشكر يا شريف باشا وانصرفنا أنا وهي وبعد عدة خطوات من القسم أشرت لتاكسي ووقف التاكسي وركبت وجذبتها من ذرعها فدخلت مكرهة وصاحب التاكسي متأمل لما يحدث
وقبل أن يظن أني مختطفها قلت لها على فين يا هانم تحبي تروحي
وابتسم صاحب التاكسي الذي ظن أننا زوجان فلعله هو الآخر يحدث بينه وبين زوجته هذا فما أكثر المشاكل الزوجية هذه الأيام بدون سبب وبسبب
قالت أي مصيبة شوف أنت تحب تروح فين
قلت كي اثبت وجهة نظر السائق الذي يعيرنا كل حواسه مش معقولة يا هانم منزلانا ومش عارفة أنتِ عايزة تروحي فين لو مش عارفة نرجع أفضل بيتنا أولى بينا بدل ما اللي يسوى واللي ما يسواش بيتفرج علينا
قالت بعدما رأت السائق وهو ينظر لنا خلاص على السراج مول
قلت سمعت يا اسطي ياريت تزفتنا على السراج وشغلنا أي حاجة تدوشنا
وكأن الرجل كان ينتظر أن أقول له هذا فلمحت ابتسامته الماكرة وهو يختار الشريط للصبر حدود وأعتقد أن اختياره رسالة منه لزوجته واعتقد أنها رسالة مني لزوجتي ولكن الحقيقة الأغنية جعلت مريم تتغني معها وكأنها تقول لصبري حدود
رغم أني لم أقل لها أي وعود وطلبت منها أن تنسى أنها تعرفني ولاحظ سائق التاكسي اندماجها مع الأغنية ونظرها لي مع كل كوبليه فظن أن السحر أنقلب على الساحر فاخرج شريط آخر فات الميعاد ووضعه بدلا من الأول وفطنت هي لما يسعى لقوله السائق فالتزمت الصمت وعدم الاعتراض على طريقته الغير مهذبة في تغيير الشريط وبدا هو يمتعنا بصوته حين تشدو الست بصوته الذي هو أنكر الأصوات وأنا اصفر مع موسيقى الأغنية التي احفظها كما احفظ اسمي
إلى أن وصلنا إلى السراج نزلت ودخلت بينما كنت أحاسب سائق التاكسي الذي منحته عشرة جنيهات كي لا يطمع في أكثر من خمسة عشر أو عشرين جنيها لكنه أعاد لي من العشرة جنيهين وكأنه يقول كفاية أنك خلتني اعمل حاجة كان نفسي فيها واخلص ثأري من جنس حواء أخذت الاثنين جنيه وانصرفت كانت هي عدت الأمن بعدة خطوات ووقفت وهي تبتسم وفوجئت بفرد الآمن يقول ممنوع يا أستاذ دخولك بشبشب ؟!!
ولاني معتاد على هذه المقولة وجوابي معروف أنا مش جاي أشتري أنا جاي أعمل شغل هنا
فقال عامل الآمن أتفضل حضرتك وتركته وانصرفت والابتسامة التي كانت على وجهها أصبحت على وجهي والانفعال الذي كان على وجهي أصبح على وجهها غيظ وغضب بعد أن تجاوزنا الممر الأول والثاني كنا عند صالة البلياردو تنس الطاولة جلسنا في الكافتيريا التي خلفها عربات الأطفال بجوار بائع الفشار طلبت نرجيلة وقهوة سادة لي ومانو لها وقالت يعني مسألتش عن سبب زيارتي ليك وإيه اللي خلاني اعمل كده عشان تنزل
قلت وأسال ليه وأنا عارف أصلا موضوعين مفيش غيرهم علاء وسوزي
علاء في ورطه خاله وأبنه ح يكونوا هنا بعد أربع أيام ومراته وهما شعور متبادل بالكراهية خاصة إن وصية أم علاء ليه يتزوج ابنة خاله صح كده
قالت أه صح كده وسوزي إيه
أقولك سوزي إيه في الفترة اللي فاتت قدرت تفهم الشغل كويس مش بس كده فهمت عقليات أغلبكم وقدرت تخلي الجميع أصدقاء ليها لكن كعادتها لما بتفهم اللعبة ما بتحبش تكون متفرجة بدأت تلعب بمعنى اللعب اللي عندكم
قالت تمام هي فعلا بدأت تلعب وتكون مصدر لترويج شائعة لحساب شركة ضد شركة وأنا اكتشفت دا بالصدفة وهي بتحكي في التلفون
قلت ولما قلتِ لمديرك كان موقفه سلبي رغم إن دا بيأثر على الشركة
قالت : مين عرفك بحكاية المدير هي ولا دا استنتاج
قلت : لا مش استنتاج ولا هي قالت ببساطة أنا شوفتها مع المدير في ميدان طلعت حرب قاعدين في كافتريا كنت قاعد فيها بس أقولك على حاجة أنتِ عجبك كركترها وبتكتبي عنه حاليا أخر حاجة شفتها ليكِ كانت رسم لشخصيتها وأعتقد إن موضوعها مش موضوع دا كان مدخل لموضوع علاء صح
أصبحت في موضع طفل بال على نفسه ويقف أمام أمه لا يعرف ماذا يقول آخذت خمس دقائق وهي تتردد بين الكلام والصمت تحاول أن تستجمع شجاعتها بعدما أصبحت أوراقها محروقة أمامي فباب الذنب الذي حاولت فتحه حولته لباب النعيم الذي دخلته على يدي فالكاتب أهم ما يتمنى إيجاده الملهم وأنا أهديتها ملهمة من طراز فريد تسمع عنه في الأساطير لكن لن تراه في الحقيقة ذكاء خارق وجمال خرافي قصة فصولها طويلة من المؤكد عندي ومن خلال تعاملي معها ودرايتي بها أنها ستحقق ثراء فاحش ستبني إمبراطورية فخبرتها تؤهلها لذلك ولا ينقصها سوى المال والمال أصبح متوفر الآن وعليها فقط تجميعه لتبدأ بشركة مقاولات خاصة بها وأعتقد أن مريم تتقرب منها وتكاد لا تفارقها لتغرق داخل أعماقها وتغرف من لؤلئها ومرجانها وتقف على صخورها فهي لا يعنيها أنها موظفة لكن يعنيها الكاتبة التي تسعى أن لا تكرر نفسها ويكون لها بالمستقبل مدرسة خاصة بها ينتهجها اللاحقون وهذا يوفره الأنماط البشرية التي تلقاها بالحياة فتجبرك أن تتحدث عنها كما رايتها دون زيادة أو نقص تكون مؤرخ للشخصية مع تغير اسمها وتغيير مكانها لكن مع إلابقاء على الأحداث فيكون حديثك من القلب للقلب .
أثناء نظر بعضنا لبعض وضع على المنضدة التي أمامنا أتنين آيس كريم
وقبل أن أقول لم نطلب هذا كان يشير إلى فتي يقف عند الباب المخصص لتنس الطاولة وأشار لي من بعيد فأشرت له وأنا أطبطب على صدري تارة واخبط راسي بانملي تارة أخرى تعبيرا عن شكري وامتناني له وقلت مين دا والله ما أعرفه مش ح يضر كلي ياستي رزق من عند ربنا ونزل علينا نقول لا
قالت حد يتبطر على النعمة بس يا خوفي تكون للترابيزة اللي ورانا وبعد ما نأكل نطوق المحل وقت الحساب
قلت متقلقيش أنتِ أكيد معك فلوس وح تحاسبي على الآيس كريم ويمكن كمان تجيب ليا هدية من محل الفضيات اللي هناك دا
قالت : منين يا فرج إحنا أخر شهر يا باشا حتى مصروفي اللي باخده من بابا أتبخر ومفيش في جيبي غير عشرة جنيه أروح بيها الشغل بكرة
وقتها كان أقترب هذا الشاب منا وتذكرت أني شاهدته لكن أين وكيف لا أذكر قد خانتني الذاكرة كما تخونني كثيرا هذه الأيام على رأي خال علاء معلش يا ابني السن ليه حكم وعلى رأي ولاد الكلب عيالي عندي زميهر يقصد ( الزهايمر)
اقترب الشاب أكثر فأكثر حتى أصبح ما يفصلنا خطوتين فوقفت من باب الذوق والاحترام ارتمى في صدري وبدا يقبلني وأنا اقبله من باب رد الهدية وقال أخبارك إيه وأخبار أستاذ علاء أنا بعت ليك السلام معاه كتير أوي
وقتها عادت الذاكرة وتذكرته كأن ما حدث حدث ليلة أمس كانت الليلة السابقة لاستلام علاء عمله كصحفي نزلنا أنا وهو يومها لروكسي هو ليشتري بدلة وأنا لاشتري بنطلون جينز وجاكت جلد وحذاء وبعد أن اشترينا جلسنا في جروبي وأكلنا آيس كريم وقبل الحساب سمعنا أحد المارة يتحدث أنه يوجد مكان مخصص لتنس الطاولة فاتفقنا أنا وعلاء أن نلعب مباراة على من يحاسب ودخلنا وكنت اللعب بيدي اليسرى وعلاء باليمنى وربحت المباراة بفارق خمس نقاط وأنا أقول في غرور متخلقش لسه اللي يغلبني يا علاء أفندي حاسب هنا وهات فلوس اللآيس كريم حينها ظهر هذا الاخ وهو كان مستأجر للمكان وطالب أن يلعب معي مباراة فوجدناها فرصة لنأكل فقال علاء في سرعة البرق تحب تلعب على وجبة غداء لثلاثة وثلاثة مشاريب في حروبي قال هذا الاخ نعم نلعب ولما لا
ولعبنا لكن ليس بنفس الطريقة التي لعبت بها مع علاء فلعبت بيدي اليمنى وصعق الأخ فلم ينل سوى خمس نقاط وآكلنا وشربنا على حساب الأخ وأصبحنا أصدقاء من يومها كلما كنت قريب كنت أذهب إليه نلعب سويا فيصطف المتفرجين خاصة وأنا اللعب وانا معصوب العينين هذه اللعبة هي الشيء الوحيد الذي لم اتعلمه من علاء ولم اقلده فيه لقد علمنى هذه اللعبة خالي كما علمني سماع السيرة الهلالية وادمان جابر أبو حسين والشيخ ياسين التهامي كانت ملجئنا في وقت من الاوقات للحصول على أموال حين لا نجد من يلعب معنا طاولة او كوتشينة أو شطرنج إلخ على أموال وكانت آخر مباراة لنا في هذا العالم مع هذا الأخ .
تذكرت اسمه أنه عمر وحينها قلت له يااااه عمر إيه اللي جابك هنا أنت سيبت جروبي
وكان جوابه أن هنا المكان أفضل وانه استقر هنا منذ ثلاث سنوات وشعر بنظرات مريم فقال أستأذن واسيب حضرتك مع المدام بس توعدني إنك تزورني
تصافحنا وانصرف هو وجلست مع مريم التي كانت قد جمعت شجاعتها لتقول
نعم موضوع علاء فين شهامة ولاد البلد صاحبك في ورطة تسيبه أمال إيه أن علاء توأم عمري حاول يصالحك بكل الطرق وأنت سايق في عنادك
ضحكت وقلت لها وأنا اضحك ذكائك دا تستخدميه مع حد تاني
قالت يعني إيه
قلت يعنى يا ست هانم علاء جه يصالحني عشان ضيوفه مش عشان صداقة وما بينا ولسوء حظه إن خاله بيعتبرنا أخوات وبينا تواصل وسؤال عن الأحوال وكنت اعرف حضوره قبل علاء ومرتبين مع بعض إنهم ضيوفي خصوصا إن خلانه من وإحنا عيال قعدتهم بتكون عندنا ويدوبك النوم كان بيبقى عند أختهم الله يرحمها حتى احنا لما كنا بنسافر وبلدنا بينها وبين بلد علاء حوالي ساعة كانوا بيبعتوا عربية تاخدنا نقضي معاهم اليوم وترجعنا تاني يعنى ممكن نقول إنهم ضيوفي مش ضيوفه ولو حبينا الدقة في الكلام أهله صحاب بيت وانا ضيف عليهم
قالت بالجزء الخاص بعلاء كنت أتوقع أنك تعرف ولن تترك علاء وقلت لعلاء لكنه أكد انك لا تعرف شيء ولح أن أكلمك لتعود المياه لمجاريها بينكم وأصلح سوء التفاهم وموضوع سوزي فعلا كنت بتوقع أنه يصدمك على الأقل ح تتعاطف معايا وتحس بالذنب لكن طلع تحليلك هايل ويمكن دا سبب أحتفاظي وسكتت
فقلت لها بعد أن فهمت سبب صمتها أحتفاظك بصداقتي أكيد طبعا التعامل مع صديق بيفهم أفضل كتير
قالت وهي غاضبة أكيد طبعا صداقة !!
غريب آمرها وآمري تعرف أن قلبي معلق بالماضي ومازالت تحبني تعرف أن الماضي هو كل حياتي ورغم أن الماضي أدار لي ظهره لكني كالأحمق أتشبث بذكرياته أبني منها خيوط كخيوط العنكبوت لتحميني من الموت لعل العشق قد تمكن منها هي أيضا وأصبحت مثلي حمقاء فهي ترفض كل عريس وأنا أخوض العلاقة وقبل أن تبدأ ألوذ بالفرار معلنا إخلاصي لعشقي الأول والأخير لهذا العشق الذي تركني من أجل فيلا وسيارة وخدم وحشم أشفق على مريم كما أشفق على نفسي كلانا غبي حين عشق وترك أمر حياته لقلبه حين لغي عقله لينجر وراء مشاعر بلهاء يسوق العذر خلف العذر ليظل يحيا بهذا الوهم اللذيذ في بدايته والمفزع والمخيف في نهايته غيرنا يستطيع أن يحب مرة ومليون ونبقى انا وهي ومن على شاكلتنا نعيش الحياة في ذكرى الحبيب الأول نسير بقول الشاعر نقـل فـؤادك حيـث شئـت مـن الهـوى مـا الحـب إلا للحبـيـب الأول
كأن هذا الشاعر يعرف بلوانا ويحذرنا حتى من المخاطرة في التنقل لاننا سنعود إلى نقطة البداية فالعشق للحبيب الأول سيحيا ويتنفس داخلنا رغما عنا .
لم يعد للكلام وجود فقررنا الانصراف وطلبت الحساب فكان عمر دفعه بالنيابة عنا اوقفت تاكسي عرج بنا على شارع مصطفى النحاس حيث تسكن هي واكملت طريقي إلى بيتي ..

يتبع

dali2000 06-01-10 03:07 PM

السلام عليكم

بقية المحافظة على القصص ،،تم وضع قانون جديد للروايات الغير مكتملة بقسم من وحي قلم الاعضاء

يرجى زيارة هذا الرابط

http://www.liilas.com/vb3/t134089.html

ولفتح القصة لتكملتها يرجى ،،وضع طلب بهذا القسم الخاص

http://www.liilas.com/vb3/f30/

تغلق الرواية من تاريخ وضع الرد

نرجو التعاون ،،موفقة


الساعة الآن 10:09 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية