منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   الارشيف (https://www.liilas.com/vb3/f183/)
-   -   تركتها وحيدة (https://www.liilas.com/vb3/t39385.html)

MALAK 16-05-07 05:15 AM

تركتها وحيدة
 
هذة روايتي الاولى ....اتمنى ان القى الردود والتشجيع.....



((تركتها وحيدة))





انتابتني مشاعر غريبة مختلطة وانا ارافقهاعبر ممرات المستشفى الطويلة وهي على سريرها الابيض متجهين الى الى غرفة العمليات..
شعرت ان هناك من يعتصر قلبي بشدة ..وانا اتاملها بخوف ..واربت على كتفها برفق..
كانت تلهث.. وبدت شفتاها يابستان تعلقت اصابعها الرقيقة بطرف ثوبي ..بين الحين والاخر كانت ملامحها المرهقة تتغضن ...
وفمها اللاهث يتصلب ..وكانها تصارع الالاما عظيمة..تمنيت لو استطيع مساعدتها بكلمة او على الاقل ...
التخفيف عنها ..زادني موقفي العاجز توترا وعصبية ..حاولت ان افتح فمي واطمئنها ...
اريحها ببضع كلمات مواسية ..ولكنني عجزت وانزوت الكلمات على طرف شفتي...لازالت نظراتها متوسلة ..تنتظر العون ..لازالت متعلقة بي رغم كل ما حدث ...
ولادة مبكرة ...لا زالت في شهرها السابع ..لم يحن موعد ولادتها بعد..لم تكن حالتها طبيعية .. ..اعلن ذلك الكائن ...الرابض في احشائها ..
عن وجودة سريعا ..وكانه قد مل الظلمة المحيطة به ..لعلة اراد ان يرى النور ..
كان منظرها يثير الرثاء في نفسي ..ويشعل مواطن الخوف والفزع في ذاتي ..لم اتعود ان اراها ...
في هذة الحالة ابدا ..كانت دوما مبتسمة سعيدة رقيقة...لم تعرض عني يوما او تجرحني بكلمة ...
كانت كالجارية تحت قدمي ..وكانها خلقت لخدمتي انا فقط...
عندما وقفت بجانب باب غرفة العمليات بعد ان ادخلوها سريعا لاجراء العملية القيصرية ...اخذت الافكار ...
والوساوس تنتهبني من كل جانب وصوب...حدقت طويلا الى الارض الرخامية اللامعة وانا اداري ...
شعوري العميق بالذنب ..اتراني امعنت في ظلمها الى هذة الدرجة..اتراها كانت تكبت الامها الكبير ة عني...
لقد فهمت الان لماذا كانت تتوارى عندما اذكر لها اني في موعد مع المراة الاخرى...كانت تحدق الى باسمة ...
ثم تتوارى سريعا عن ناظري تاركة اياي اتخبط في غموض تصرفاتها الغريبة...
لم استوعب كلماتها التي اتت كي تشكل لي صدمة كبيرة...كانت كلما شعرت بالم ازدادت ابتسامتها اتساعا ...
وكانها تقهر بذلك اوجاعها وجروحها....حدقت اليها غير مصدق وانا احاول ان استبين ما تخفية ملامحها العنيدة...
كررت كلمتها بدهشة...((اتزوج)) بدت لي ان هذة الكلمة غريبة جدا بالنسبة لزوجة ..اذ ان الذي كنت اعرفة ...
ان اي امراة كانت في هذا العالم تفضل الموت على ان يرتبط زوجها او حبيبها باخرى...ولكن زوجتي خرقت كل
تلك القواعد.وضربت كل القوانين البشرية عرض الحائط....بطلبها الغريب...
تشاغلت اصابعها الرقيقة بكم ملا بسها وهي تقول ((نعم وهل في ذلك غرابة))...مددت يدي الى ذقنها الصغير ورفعتة كي يتسنى لي رؤية ما تخبئة ملامحها ...قربت

وجهي اليها وانا اقول لها بعتاب((لم اتوقع ان تطلبي مني ذلك ابدا ))
اطلقت ضحكة قصيرة ...كانت شفتاها ترتجف ..ونهضت سريعا متجهه الى الغرفة قائلة قبل ان تتوارى((نعم انا اطلب منك ذلك))
كانت شديدة الاعتزاز بكرامتها كانثى ...وكانسانة ...على الرغم من الطيبة الكبيرة التي تسكن قلبها المرهف....
حاولت منذ تلك الحادثة ان اتناسى ما قالتة ...معتبرا اياة مجرد دعابة او ما شابة خصوصا وانها لم تفاتحني في الموضوع ثانية....لعلها ندمت على ذلك ...ارخيت الطرف عن ما اعتراها

من نفور وكابة...موعزا ذلك الى حالة الفراغ التي تعيشها ...
خصوصا واننا ليس لدينا اطفال...مع محاولاتنا المستميتةومعاناتنا الطويلة في اروقة المستشفيات ... للوصول الى حلمنا...
لكن لم يكتب الله تعالى ان نرزق باطفال رغم مرور ثمانية اعوام على زواجنا...لا انكر انني كنت اتوق الى ان اكون
ابا ..ولن اخفي مشاعري واقول اني غضيت الطرف عن الموضوع لكني اثرت الصمت والصبر املا في الله ورغبة في ازاحة شبح الذنب عن اعماقها اذ كانت تعتقد انها

السبب في عدم الانجاب....
حاولت كثيرا ان اقنعها انه ربما اكون انا السبب ...حاولت ان ازيح عن كاهلها تلك الاعباء ..لكنها ابت ان تقتنع ..
كانت تعلل ذلك ان جميع رجال عائلتي المتزوجين لديهم اكثر من طفل...وان عائلتها لها سابقة في العقم وتاخر الحمل...لا شك ان ذلك كان يثير في نفسي

الشكوك...لكنها كانت اهم عندي من كل شئ ....فهي ملاكي الذي لا استطيع ان اجرحة حتى بنظرة ...
مضت بنا الحياة هكذا دون اي جديد او امر مهم ...كنا لا زلنا ننتظر تحقق الامنية ومعجزة الخالق..
حتى فاجاتني في يوما من الايام ..كنت لا ازال بجانب الباب عند رجوعي من العمل منهكا تعبا من اعبائي الوظيفية ...وقفت تحدق الى في وسط الدار ...وابتسامة

واسعة تزين ثغرها....
كانت تعاني منذ عدة ايام من وعكة صحية بسيطة ...اقعدتها على الفراش لمدة يومين ...نصحتها ان تذهب مع والدتها الى الطبيب...لذا فقد بادرت الى سؤالها فور ان رايتها ..

باهتمام عن صحتها رغم تعبي..((كيف صحتك اليوم))
فوجئت بها تركض الى وترتمي في احضاني كطفلة صغيرة ...تعلقت بعنقي وبدات بالبكاء ..كانت تنشج بشدة بين ذراعي ...اتسعت عيناي وانا ارى حالها

...تسارعت دقات قلبي اكثر مع ازدياد النشيج ربت برقة شديدة على ظهرها وانا اسالها بلهفة((منى مابك..هل قالت لك الطبيبة شئ مزعج))
ابتعدت عني واخذت وجهي بين كفيها الصغيرين قائلة بسعادة غريبة((سعيد !!!!!!انا حااااااااامل))
نظرت اليها كالابله ...فاغرا فمي كالمشدوه ...لم اصدق ما سمعتة اذناي ..شعرت بشئ هو اشبة بالجنون



اتمنى ان ارى الردود ....

Lara_300 16-05-07 06:40 AM

السلام عليكم

أسلوب رائع حقاً يدخلنا في موجةٍ من المشاعر التي تلوّح عن روايةٍ متميزة ..

أخي الفاضل ، أنتظر التكملة بصبرٍ ، وبدايةً لك ، فرائعٌ جداً ..

أتمنى أن تلقى التشجيع الذي تطمح إليه ، فبدايتك تستحقه عن جدراة ..

أتمنى لك التوفيق

وبانتظارك

MALAK 16-05-07 07:51 AM

Lara_300شكرا كثيرا على المرور والتشجيع ...اتمنى ان تنال القصة على اعجابكم ...

brune 16-05-07 03:11 PM

Salaaaaaaaam
Bidayaa aktar min mowaffa9a wa osloub momayyaz 5assatan wa anna allo3'a 9awiyya wa atta3biir mo2athir
nantaddhir alba9i ma3a koll tachjii3aati
bittawfii9 Salaaaaam

MALAK 16-05-07 07:22 PM

اشكر لكم مروركم انتظروني في الجزء الثاتي....

نور الكون 17-05-07 07:42 AM



تحـية طيبة كمـا أنسام الصبـاح العليلات

شـدني مصطلح الـوحدة لأرى مابداخل هنا

كأني أحسست بشعور مميز في الداخل

أحمــد الله أن رأيت رائعتك هذه

انسكابك في الحدث جميـل جدا

ورفاهية الكلمـة تعبر عن معنى عميق وراءها أحسست به حقا
\\

أخي الفــاضل

بوركت يمناك

سأكون بالإنتـظار دومـا



.
.
دمت بخير

\\

نور الكـون

brune 17-05-07 06:55 PM

:022iz:
wa tawakkalto 3ala Allah :ostrich_liam: bdiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiina Raf3 edha3't a5555555555555 :tongue: wiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiinek el9issa 3ajbetni we astanna elbaa9i :IuL04800: maali 5as maali 5ass maalii 5ass
:LgN05096:
amza7 ma3ak :YkE04454: lakin :Please: la tet2a55ar 3aliina

Salaaaaaaam


:welcome3:

MALAK 18-05-07 04:07 AM

الاخوان الاعضاء اشكر لكم مروركم الجميل كثيرا .....
اليكم الجزء الثاني....تفضلوا.....


((2))




مشاعر غريبة احتوتني ....بدى لي ان كل شئ قد توقف في هذة اللحظة...في الحقيقة كنت اخير نفسي بين التصديق ...او عدم ذلك ....وكانني في حلم ...جميل ....انتظرت ان افيق منه اسفا ...
لكن زوجتي استمرت تكرر ما قالتة وهي تهز كتفي بقوة ...كانما تريدني ان افيق من الصدمة المتوقعة التي اصابتني ...لا اعلم لماذا كانت ردة فعلي التالية بتلك الطريقة ...حتى انني ازعم ان من يراني في تلك اللحظات سيخالني قد جننت لا محالة ...اذ
رفعت وجهي فجاة وان اضحك بصوت عالي ... امن المكن ان يحدث ذلك ...كل شئ يبدو مكانة هذا هو منزلي ...وهذة هي جدرانة انني اشعر بلمسة زوجتي ...طلبت منها ان تقرصني في خذي كاختبار اخير على انني على ارض الواقع وان ذلك كله ليس حلما..عندما قرصتني شعرت بالالم ..لا احد يشعر بالالم وهو نائم ..اذا هذا حقيقة ....((منى حااااااااااااامل ...بعد ثمان سنوات من الانتظار))...
احطتها بذرعي وانا اداري دموعي الغزيرة ...لقد هزني الحدث بشدة ...حتى بت غير قادر على تمالك اعصابي ...انتابتني حالة غريبة من البكاء انا
الرجل الذي من المفروض ان ابدوا اكثر قوة في مواقف كهذة ..لم استطع الا ان اهتز من شدة الانفعال ...تمنيت بالفعل ان تكون والدتي موجودة ...لا شك ان نظرة الاسف والرثاء سوف تتبدل الى فرحة وغبطة....
كنت مزهوا كثيرا وانا ارى نظرات السعادة في عين والدتي اللتان اغرقتا بالدموع ....لقد كان حدثا رائعا ... تحلقن شقيقاتي حولي وهن يياركن لي ...كن ارد عليهن بانشراح كبير ...كانت الدنيا تبدو في عيني واسعة رحيبة...
لا مكان للحزن او الهم فيها ...صافحني اصدقائي بقوة وهم يرون ابتسامتي الواسعة....
مرت شهور ثلاثة شعرنا انا وهي بكثير من السعادة والامتنان ...على الرغم من الا وجاع التي كانت تنتابها بين الحين والاخر...الا انها كانت تقابل هذا كله بابتسامة ...كنت اعجل في انهاء متعلقات عملي كل يوم كي ارجع سريعا اليها ..لم اكن اطمئن عليها الا اذا كنت معها فهي امراة عنيدة ...كلما طلبت منها ان تلازم الفراش نظرت الي وكانها تقول انك تبالغ كثيرا ...اخبرتنا الطبيبة ان الارهاق والتعب كان شيئا طبيعيا خصوصا في هذة الفترة الشهور الاولى من الحمل ...ولكنها اردفت بلزوم مراجعتها فورا اذا زادت الالام عن حدها المعقول ....
كلام الطبيبة ادخل في نفسي شيئا من الاطمئنان والراحة ...اذ كنت غير مرتاحا ابدا للتعب اللذي ينتاب ((منى ))بين الحين والاخر ..كنت مستعدا ان اخذ اجازة من عملي لابقى الى جانبها ...لكنها قالت لي انه لا داعي لذلك كله ...فهي بخير كما قالت الطبيبة ....
حافظت زوجتي على عادتها ..فهي لم تترك امها ابدا منذ ان تزوجت ...كانت بين الحين والاخر تذهب اليها لتجلس معها ....كانت تشفق عليها فلقد باتت وحيدة بعد ان تزوج اشقائها ...ولم يبقى لها الا ((وليد))وهو شا في الثامنة عشرة تصرفاتة طائشة ولا يشعر بالمسؤولية ابدا ....ولا يهمه ان يمرح طويلا مع اصحابة تاركا والدتة تعاني الوحدة...
اخبرتها عنة مدى قلقي ..واوصيتها ان تتوخى الحذر دائما في حركاتها ...خاصة عندما ترقى درجات السلم....
ذات يوم احسست بها تتقلب طويلا على السرير ...عندما سالتها اجابتني ان الالام قد زادت اسفل ظهرها ...اردت ان اخذها سريعا الى المستشفى ...لكنني شعرت ببرودها حقا عندما قالت لي انه لا لزوم لذلك ...لم اعد احتمل ذلك لابد ان اذهب معها الى الطبيبة كي اطمئن...لكنها قالت لي ان اذهب الى عملي ...واذا رات داعيا لذلك سوف لن تتاخر ابدا في الاتصال بي ..فهي تعلم كم اعاني من مديري القاسي ...ومطالبة الكثيرة ....
ذهبت الى العمل وانا مشغول البال ..بيد انني كنت ساهما حتى
وانا اراجع الحسابات ...رغم انها تحتاج لمزيد من الانتباه والدقة...
لم استطع ان امنع نفسي من التفكير ...انتظرت طويلا ان يرن الهاتف لكي ارتاح من القلق الذي يسكنني ....
عندما رايت مديري يقف باب المكتب وهو يحدق الينا بنظرة بغيضة ...شعرت بكثير من الحنق ...فاتنا لست مستعدا لملاحظاتة ...الكثيرة ...تمنيت ان يذهب سريعا فلست في مزاج جيد...
ولحسن الحظ سريعا ما ابتعد عندما وردتة مكالمة من هاتفة الخليوي....تنفست الصعداء وان اراه يبتعد...نظرت الى الهاتف ...
لم تتصل الى الان ...ربما شعرت ببعض التحسن ...
شعرت بالارتياح لهذا الخاطر... ابعدت فكرة التصال ربما تكون نائمة ...وليس من اللائق ان ازعجها باتصالي.....
لكنني جفلت عندما سمعت صوت الهاتف يصل الى اذني ..ماذا الان ...لقد عاد الي قلقي ....
...انها نغمة اتصالها لا شك انها هي...دق قلبي سريعا عاودتني الوساوس والافكار ...اجبت متوجسا....
كانت حماتي ((امها ))من يجيب على الهاتف استغربت ذلك...والاغرب ان صوتها كانت حزينا متقطعا وكانها للتوا كانت تبكي...شعرت باصابعي تحترق وانا اسالها بخوف ((مالامر هل اصاب منى شئ))
((لقد فقدت الجنين))اردت ان يكون ذلك حلما ...ولكنة كان كابوسا ...وكابوسا طويلا مرعبا ...استمعت الى الصوت ينبعث من اسلاك الهاتف وانا اشعر بغصص في حلقي وحرارة في صدري ...
تراقص في عقلي المشدوة الف سؤال وسؤال ...كيف يحدث ذلك ...ولماذا ...ومتى ...تركت نفسي اصارع تساؤلاتي...بينما اغلقت حماتي الخط ....كنت حينها لا زلت امسك بالسماعة ...
وضعت يدي على جبيني وانا الهث ...شعرت انني في عالم آخر...تجمدت مكاني ولم افق من الصدمة الا عندما تناهى الي صوت زميلي وهو يسالني بقلق عن حالتي ....
اسرعت خار جا من مكتبي ..دون ان احمل حتى هاتفي ...سقطت صريع خيبتي وحزني طوال طريقي الى المستشفى...حتى ان اوشكت ان اتورط في حادث مريع....
كنت اجتاز اروقة المستشفى وانا اشعر انني جسدا فقط من دون روح...وصلت اخيرا الى الغرفة....
دخلت اليها في غرفة المراقبة كان وجهها شاحبا يحاكي شحوب الموتى...عيناها كانتا مسبلتين في انكسار...قالت لي والدتها انها نائمة بسبب ابرة المهدئ....اخبرتني انها عانت الالاما مبرحة قبل ان تفقد الجنين ...اذا لقد كانت في منزل والدتها ....
جلست بجانب السرير ادراي انفعالي وارتجافة يدي ...ليتني كنت استطيع ان اتحمل ذلك العبئ ...ولكن ملامحي كانت تفضحني ...حتى ان زوجتي اجهشت بالبكاء عندما وقعت عيناها علي بعد ان استفاقت ...
كانت تهتف بفزع ولوعة...((لقد ضاع كل شئ))
اردت ان اهرب من كلماتها الباكية .. فما يعتمل في صدري يكاد يورثني الجنون ...ومنظرها كان يثير الرثاء...وانا اكاد انفجر من اعماقي ضاع حلمي ..كدت انهار امامها ..تعللت بشئ ما واسرعت بالخروج ..وقفت في الممر مستندا الى الجدار اردت ان ابكي بشدة ..اردت ان اهرب وابتعد..الى اي مكان المهم ان ابتعد عن المكان الذي شهد انهيار حلمي ..واجهاض امالي ..لم اكترث بالمارين الى جانبي ..رايتهم يبطئون السير ويحدقون الي بشفقة ..نظرت الى السماء تمنيت ان يمدني الله بالعون...
بعد عدة ايام مرت كالكابوس بالنسبة لي ..خرجت زوجتي من المستشفى ..كانت تحدق الى كل ركن في المنزل وانا اسندها ..بدت ضعيفة جدا ..ومهزوزة من الاعماق وكأن عمرها قد اضيف اليه بضع سنوات ..امسكت يدها وانا اقول لها بود((لقد اشرق منزلك مرة اخرى..حمدلله على السلامة))...
استدارت لي تحدق الي طويلا وكانها تقول لي لا تهزا بي ..ارخت رموشها مرة اخرى مغمغمة بخفوت((شكرا لك))..سحبت يدها الصغيرة من بين اصابعي وخطت ببطء شديد الى غرفتها..تنهدت بعمق وانا ارى شبح امراة..لم تعد كما كانت ابدا ..لحقت بها بعد ثواني ..رايتها وقد استلقت على الفراش ..مغمضة عينيها
وكانها تهرب من رؤيتي...لكني لاحظت قبل ان اخرج بضع دمعات على وجنتها الشاحبة...
تركتها وخرجت الى الصالة جلست على الكرسي وانا اسند وجهي بكلتا يدي...لا زالت تسكن راسي الكثير من التساؤلات ....رغم مرور عدة ايام على الحادث ولكن ظل هناك شئ داخلي يدفعني الى التفكير والرغبة في معرفة كل شئ ..لم افتح هذا الموضوع سابقا مراعاة لحالتها الصحية والنفسية ...لكنني اشعر بالحيرة حيال حادثة الاجهاض ..اكانت الالام هي السبب ...ام ان هناك شيئا اخر لا اعرفة ....ترى هل من المناسب ان اسالها الان ...ام انتظر واعاني مرارة الانتظار ....اردت ان اعرف ماذا حدث ...كنت متيقنا ان ذلك لن يفيدني بشئ ...ولكنني اردت فقط ان اعرف ....



انتظرو الجزء الثالث ...وانا انتظر الردود....

brune 18-05-07 02:08 PM

Salaaaaaaaaaaaaaaaam
nestanna elbaa9ii laaaaaaaaaa tet2a55ar 3aliina arjouk

MALAK 18-05-07 05:51 PM

شكر brune على المرور .....تحياتي ....

MALAK 20-05-07 02:22 AM

السلالم عليكم ورحمة الله وبركاتة ...اشكر لكم لمروركم وتشجيعكم مع انني كنت اريد تشجيع اكثر من الاعضاء ....
ولكنني اضعة بين ايديكم اعترافا لكم بالشكر ...اتمنى ان يعجبكم ....





((3))


بدات منى تتعافى جسديا ..اصبحت تتحرك بحرية اكبر ..اما من الناحية النفسية فلقد شعرت انها لم تعد كما كانت ..وكأن هناك شئ قد انكسر في اعماقها ..وكان شرخا سكن في داخلها ..في الحقيقة حتى انا لم اعد كما انا ...لم اعد صبور كما كنت ..كان من المفروض ان اجلس معها اكثر ..فهي في النهاية ام فقدت طفلها بعد طول انتظار ..
اصبحت كثيرا ما اغضب ..حتى زملائي لاحظوا هذا التغيير ..فانا لم اكن يوما عصبيا ..ولم اقدم يوما على جرح اي شخص ...
قالت لي شقيقتي(( مها ))انني لابد ان اكون اكثر ايجابية وتقربا من ((منى))فلقد كانت ((مها ))صديقتها والاقرب سنا من بين شقيقاتي الثلاث اليها ..
فكرت ان اصطحبها الى احدى الاماكن التي كنا نرتادها دائما ..علها تشعر ببعض الراحة ..على الرغم من انني لا املك اي رغبة في الخروج او التنزة ..ولكنها الطرف الاضعف ..لقد تاذت على الصعيدين النفسي والجسدي ..مهما يكن فان خسارتي ومعاناتي اهون من معاناتها ...
عندما عدت من العمل في ذلك اليوم ..عزمت على ان اخرجها من الجو الكئيب الذي تعيشة ..لابد لي ان افعل شيئا ..فان تركتها هكذا فانها سوف تدوي وتذوب سريعا
كالشمعة ..تلفت في ارجاء المكان ..كل شئ يبدو نظيفا وبراقا ..تسائلت اين من الممكن ان تكون ..كان الغذاء جاهزا معد لي في المطبخ ..لم تترك اي شئ ...كان كل شئ جاهزا...
منذ ان عرفتها وهي لا تترك هذة العادة لقد كان عملها في المنزل هو اللذي يريحها دائما وينعش روحها الا هذة المرة ..فانا لا اظن ذلك ابدا ...
خمنت انها لابد ان تكون في غرفة النوم ..ربما تكون مستلقية ..تسللت بخطوات وئيدة عابرا من المطبخ الى غرفة النوم وانا احاول ان لا اصدر ازعاجا على ارضية الرخام اللامعة ..اقتربت من الباب ووضعت يدي برفق على عروتة..ادرتها وفتحت الباب بهدوء ..كانت الاضاءة خافتة ..ادرت عيني كانت ترقد على الفراش
عيناها كانتا مغمضتين ..لابد انها شعرت بالتعب فخلدت الى النوم ..نظرت الى ساعتي انها الساعة الخامسة مساء ...
حسنا مادامت ترقد على فراشها فلادعها ترتاح قليلا ..عندما هممت ان اغلق الباب ..سمعت صوتها خافتا ينادي باسمي ..عاودت النظر اليها من خلال فرجة الباب
هل كان هذا صوتها ام ماذا ..وجدتها وقد اعتدلت على السرير وقد بدى شعرها الحريري مشوشا قليلا...
((هل اجهز لك الغذاء))...قالت لي ذلك وهي تحاول ان تفتح عينيها بسبب الضوء الاتي من الخارج ..لم اجبها على ذلك فتحت الباب اكثر وتقدمت الى زر المصباح ..وكبست عليه لتسبح الغرفة في ضوءة..اغلقت عينيها بقوة وهي تقول ((الضوء ساطع))...
اقتربت منها اكثر جلست على طرف السرير قربت يدي اليها مسحت على شعرها وانا احاول ان ابدا حديثا اعتزمت ان اقوله لها ..كانت ترخي براسها لا اعرف على اي نقطة كانت تركز بالضبط ..رفعت ذقنها الى مستوى نظري ..كانت نظرتها شاردة وهي تنظر الى لثواني ..ما لبثت ان اعادت نظرها لتركز على بقعة مجهولة ..((ما رايك ان نخرج اليوم))....
لم تجبني مباشرة شعرت انها تفكر في كل حرف تريد ان تنطق به ..ربما لم تكن تريد ان تسبب لي الضيق والاحراج ..قالت ((الى اين))..
((لا يهم المهم ان نخرج معا كالسابق ))لم اشعر انها تريد ذلك ..احسست انها تريد ان تبقى كما هي ..وكانها تحيط نفسها بسياج منيع وتحبس نفسها في الداخل ....
ارتدها ان تتكلم تقول كل الذي يترسب في اعماقها تخرج كا اللذي يسبب لها الالم ..لتعود ((منى))كما كانت ..
امسكت بكلتا يديها قلت بود((انا لا اقبل اعذارا ))..رغم انها تحركت بصمت الى خزانة ملابسها لكنني شعرت ان محاولاتي ربما تبوء بالفشل ..ربما كانت تريد ان تجنب نفسها مشقة الحديث ..لا رغبة لها في خوضة...
كنت انتظرها خارج الغرفة عندما رايتها تخرج منها كانت ممسكة بوشاحها الاسود تلفة حول وجهها الصغير الشاحب ..لا اعرف لماذا بدت لي ان وجنتيها قد برزتا الى الامام ..وان عينيها قد فقدتا شيئا لا ادركة ..نهضت سريعا واتجهت لها وضعت يدي خلف ظهرها ...وخرجنا معا ...
وجدت ان الجو في تلك الليله يبدو ربيعيا لطيفا فكرت اولا ان آخذها بجانب البحر ...ومن ثم نذهب الى مطعمنا المفضل لنكمل سهرتنا ..فهي تحب جو البحر كثير..
كانت كثيرا ما تقول لي ان البحر اقرب شئ الى نفسها هذا طبعا في المرتبة الثانية ..اما المرتبة الاولى فكانت تردد انها لي دون منافس ..
كانت حمرة الشفق لا زالت تزين السماء ..بدت الشمس الغائبة تكتسب ذلك اللون الناري الجميل ..لم نكن نسمع الا طيور النورس تحلق فوق رؤسنا ..شعرت بها تنكمش الى جانبي ..يبدو ان نسمات الهواء الباردة نوعا ما قد جعلتها تشعر بالبرد..احطت كتفها بذراعي وانا احدق الى السماء التي اكتست لونا قانيا .. ..
صوت امواج البحر جعلني اندمج معة تماما ..في صوتة امرا كان ولا زال يحيرني ..ينساب عذبا رقراقا الى النفس فيجبرها على اخراج خباياها ولواعجها الكامنة
وكأن البحر العميق والكبير اتساعا يستحثك على افشاء ماكان مختبئا داخلك طويلا ..انه كالصديق الحميم ..لا يجبرك على البوح ولكنه يهيئ لك ذلك ..
كانت ((منى ))لا زالت مستكينة الى جانبي كلانا كان يبحث عن الكلام ..مع اننا كنا دائما ما نستهلك اوقات خروجنا كلها في الكلام والضحك ..كنا نضحك معا وكاننا اطفال صغارا ..لا يوجد في نفوسنا ما يكدرها او يسبب الحزن والضيق لها ...
كنا نستثمر كل لحظاتنا معا ..لم نكن نضيعها ابدا ..حتى ان زملائي تبدو الدهشة في وجوههم عندما اذكر لهم ذلك..فبعضهم يشعر بالملل بمجرد مرورسنة واحدة على الزواج ..كنت اهز راسي واقول مساكين لا يشعرون بالسعادة ..ان السعادة ان تشعر ان هناك انسانا يكون هو الاقرب اليك ..
يملك مساحات شاسعة من قلبك وروحك ..يشاركك في كل شئ حتى انفاسك ..حتى افكارك التي تقبع في اعماقك..قطبت جبيني عندما وصلت افكاري الى هذة النقطة
لماذا اشعر بفراغ كبير لم اعد اشعر ان هناك ما يملئ علي حياتي ..ماللذي حدث لي لكي اشعر بالوحدة ..رغم وجود زوجتي التي كانت دائما تشغل قلبي بحبها ...
شعرت بالضيق اننا نعيش وكاننا غرباء تحت سقف واحد ..وكاننا نجهل بعضنا البعض ...وكان انفاسنا لم تتلاحم يوما ما ...انني اسئل نفسي بحيرة لماذا بات كل ما يملئ اعماقي هو مساحات شاسعة واسعة من الفراغ ...احسست بيدها تضغط على كتفي ..مال راسها اكثر وهي لا زالت تنظر بشرود الى الشمس الغاربة ...سكنني شعور بالذنب اريد ان اقترب منها اواسيها ..اريد ان اشعر بها لاخفف عنها لكنني عاجز عن ذلك ..
كان الظلام قد بدا يزحف سريعا ..تحولت حمرة الشفق الى لونا قرمزي جعلني اشعر بوحدة فضيعة ..لا زال البحر تتراقص امواجة ويتهادى البنا صوت تكسرها ...شعرت بالرطوبة تتسلل الى اطراف اصابعي ..نظرت الى قدمي وجدتها وقد تجمعت حبات الرمال على اطرافها ..كنت اريد ان اتحرك من هذا المكان
فالليل بدا يسدل استارة وزوجتي ساكنة هادئة الى جانبي ...
ولكن هناك ما كان يبقيني ويجبرني على الاستمرار في الشرود
والتفكير بعيدا ..ربما في تلك اللحظات شعرت انني اريد ان ابقى تحت الظلام ...ربما خشيت ان ينكشف ما باعماقي عندما تصافح عيني الاضواء ...بت لا اعرف نفسي ...فانا من اقترح عليها الخروج رغبة في الترفيه ..وهانا اراوح مكاني لا استطيع ان اتقدم خطوة واحدة ...
حملت نفسي على النهوض متثاقلا ..نفضت ثيابي الرطبة وانا احاول ان اوازن نفسي ...كانت تقف الى جانبي ويداها تعبثان بغطاء راسها اللذي بدا يتراقص بفعل نسمات الهواء ....
لم اتبين ملامحها فالظلام حالك ..وكانت تدير راسها الى الجهة الاخرى ..امسكت بيدها برفق وحثثتها على السير اردت ان اخذها الى مكان هادئ وجميل كما وعدتها ....
استقرت بجانبي في السيارة ...عندما ادرت المحرك كانت تلك التساؤلات المزعجة لا زالت تسكن راسي وتسبب لي صداعا اضافيا ...نظرت الى الطريق الطويل امامي ...كنت عازما على فتح الموضوع معها ..حاولت ان اكون شجاعا ...كنت احدث نفسي طوال الطريق
وانا اتمنى ان لا تخونني شجاعتي ..فربما يتخلص كلانا من الترسبات العميقة في نفسة اذا فتح كلا منا قلبة ...لابد ان يحدث هذا ....
في المطعم الهادئ اللذي اعتدنا ان نقضي فيه دائما ليالينا الرومنسية ...مشينا متخطين الطاولات المتناثرة هنا وهناك ...كانت الاضواء خافتة ...والجو بدى لي اكثر برودة...سارت معي ممسكة بيدي وكانها تخشى ان اتركها ...استقبلنا العامل هناك بابتسامة مهذبة ...قادنا الى طاولتنا التي اعتدنا ان نجلس عليها ..القيت نظرة متفحصة على المكان ...كان هادئا بالفعل ...
شعرت ان اعصابي قد هدات قليلا ..لم يعد في نفسي المزيد من التوتر ...اخذت نفسا عميقا وانا القي نظرة اخيرة على الستائر الحمراء المخملية ...تسلل الى مزيدا من الارتياح عندما رايت تلك الابتسامة الخفيفة على وجة زوجتي ((منى))..لابد ان لها ذكريات جميلة في هذا المكان ...هززت راسي لا شك ان هذة الذكريات تخصني ايضا ...
عندما سالتها وانا انظر الى قائمة الطعام متفحصا عن رغبتها ...
اجابتني انه لا باس باي شئ اطلبة ...مططت شفتي وانا اعاود تفحص القائمة في الحقيقة كنت اتضور جوعا ....
انهيت طلباتي ودفعت القائمة الى الجرسون الواقف الى جانبي
هز راسة باذب وتوارى سريعا ....
((لماذا لا تاكلين))سالتها وانا التهم طعامي الموجود امامي ..فانا اعرف انا هذا الصنف المفضل من الطعام بالنسبة لها ...
كانت تمسك بالشوكة بيدها مستندة على الطاولة بيدها الاخرى ...لم يتغير شئ من الطعام ..لاحظت انه قد بقي على حاله ...((انه طعامك المفضل))رفعت نظرها الي قائلة بشرود((انني اكل لا تشغل بالك ))ثم عادت سريعا الى طبقها كانت يدها تعبث بالشوكة دون ان تمس الطعام...توقفت قليلا وانا انظر اليها كنت لا ازال امضغ طعامي ...شعرت بالحيرة اتجاهها تملكني الاحساس بالخيبة كنت امل ان يساعد هذا الجو الهادئ على ادخال بعض البهجة الى نفسها ..عندما رايتها تبتسم قبل قليل ظننت انها قد بدات تخرج من قوقعتها التي تحبس نفسها داخلها ...قلت لها محاولا ان اخفف عنها((منى ان ما تفعلينة لا يجدي نفعا يا عزيزتي))لم تبدي اي ردة فعل فقط اكتفت في التحديق الى النافذة دون ان تنبس ببنت شفة ...تنهدت للمرة الالف لايمكن ان يستمر الحال على ماهو عليه ..فان كانت قد فقدت جنينها ..فانا ايضا خسارتي كبيرة بفقدة ..فلقد كنت انتظرة بلهفة ..كان الجميع ينتظرونة لم تكن وحدها الخاسرة ابدا ...قلت لها وقد بدا صوتي متوترا((لم تكوني الخاسرة الوحيدة))..كنت انتظر جوابا منها تركت ما بيدي وانا انتظر ان تنطق بكلمة واحدة ..
اردت ان تخرج من عالمها ..ان اقضي على صمتها القاتل ...
((الامر مختلف تماما))قطبت حاجبي وانا اضم شفتي ..ما معنى ماتقولة لماذا تلقي علي بعباراتها الغامضة تلك ..ماذا تعني بكل ذلك لم اعد املك المزيد من الصبر ..((ماذا تقصدين))..قلت لها هذة الكلمة ولقد بدا صبري ينفذ فعلا ...((سعيد ..........انا السبب في كل ذلك))اعتدلت في جلستي اسندت ظهري الى الوراء وانا لا ازال انتظر ....كان صوتها يبدو وكانه ياتي من وادي سحيق ...بدى خافتا مهزوزا ولكنني سمعتها اخير تقول((انا من قتلة ...صدقني))..ازدادت دقات قلبي بشدة ..بقيت جامدا بينما داخلي مضطرب كعاصفة هوجاء لا تهد ابدا ....ماذا تعني بذلك ....

Lara_300 20-05-07 12:55 PM

أسلوبٌ متميز حقاً ، أدخلني في مشاعر القصة العميقة

أرجو أن تكمل ، فقد تملكني الشوق لمعرفة التتمة ..

شكراً لك ..

نور الكون 21-05-07 12:13 AM

رائـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع
وربِّ السمـــــاء جميــل
تستحق من التشجيع جلّـه
ومن الشكــر أجمله
.
.
أصبحت لا أطيق انتظــارا عن رائعتك هذه
بوركت يمنـــاك
غصت في الأعمــاق بعيدا
كنت على البحــر هناك .. أمام أمواجه الهادئة
راقبت اللون القرمزي وتحولاته
واستمعت همس الهدوء في مطعمك الراقي
أكمــــل أرجوكِ
بإنتظــارك
\\
دمت بخير

brune 21-05-07 12:20 AM

Rawwwwwwwwwwwwwwwwwww3a macha'Allah 3aliikk abda3t
arjouk arjouk arjouk laaa tet2a55ar 3aliina li2anni metchaww9a lilba9i
Salaaaaaaaam
Allah ma3ak

MALAK 21-05-07 02:57 AM

الاخوة الاعضاء اشكركم على تفاعلكم الجميل ...واتمنى ان يحوز هذا الجزء على رضاكم واستحسانكم ....اليكم ذلك....



((تركتها وحيدة))

((4))...

لا استطيع ان اصف شعوري في تلك اللحظة ..ما لفني اكبر من الكلمات ..شعرت بجسدي يهتز من شدة الغضب ..
قبضت على مساند المقعد بشدة وانا احدق اليها ..بدت منكمشة على نفسها وانا احرقها بنظراتي النارية..بقيت للحظات ..
اتنفس بصعوبة وانا اهز راسي بتوتر ..صررت على اسناني وانا اشعر ببركان داخلي ..يكاد يخرج فيجتاح كل ما يقف في طريقة
من سمح لهم ان يسرقوا حلمي ..من سمح لهم ان يدفنو البسمة في حياتي ..ليس لديهم حق ..ان يفعلوا كل هذا بي ..
فطفلي اللذي كنت انتظرة كان حلمي كان من حقي ..لم يكن لاحد الحق في وأدة ..تراقصت الكلمات على شفتي اردت ان اقذف بها يمينا وشمالا ..تمنيت ان احطم كل شئ ..تملكتني رغبة في هزها بقوة حتى تنطفئ نارا مضطرمة اشعلتها داخلي وجعلتني اعاني لهيبها ...بالكاد كنت اعرف ماذا افعل فانا في تلك اللحظة انسان مكلوم قبل ان اكون رجل ..لانة ابني ..ابني الذي انتظرتة طويلا ..
لقد بتروا احلامي تلاشت صورة اصابعة الناعمة من امام عيني كل ما استطعت ان اراه امامي في تلك اللحظة هو شرارت الغضب التي تتقاذف من كياني...
وقفت بعنف حتى استلقى الكرسي ساقطا بقوة على ارض المطعم ..لم التفت الى الاعين المدهوشة المصوبة الي ..ولم يردعني
نظرات زوجتي المتوسلة لي ..كانت عيناها غارقتان في الدموع ..شعرت بها ترتجف كريشة في مهب الريح ..كانت ممسكة وشاحها الاسود بشدة وكانها تخاف بطشي وردة فعلي العنيفة..تركت مكاني وانا اخطو اليها ..لم اشعر بنفسي الا وانا انهضها من على كرسيها بعنف بدت خفيفة جدا ...قربت وجهي من اذنها وانا اهمس حروفي المتزاحمة ببطء ((اعيدي ما قلتة توا))...
تسلل اللى اذني صوتها مرتعشا ضعيفا ..بدت لي كلماتها متقطعة خاوية جوفاء ..عندما اقترب العامل ليرى ما الامر ابعدتة بحركة مهددة
وانا الوح بيدي الاخرى((ابتعد الان رجاء))...رايت الخوف في عينية تلعثم وهو يبتعد عني بخطوات ..لاشك ان منظري كان مخيفا ..خيم هدوء ثقيل جدا على اجواء المطعم الهادئة ..بدت لى صوت الموسيقى المنبعث من مكان ما وكانة اصوات ناشزة مزعجة ..
تمنيت ان ارى مصدر الصوت لاحطمة بقبضتي ..اعدت سؤالي مرة اخرى ((اعيدي ما قلتة))...
كنت لا زلت ممسكا بزندها الضعيف وانا انتظر ..كانت خائفة بشدة ..بدت كطفل قد ارتكب ذنبا ..لم ترفع عينيها لتواجهني ابدا
كانت لا زالت تهرب من نظراتي الحارقة واسئلتي المحمومة..هززتها للمرة الثانية وانا اخفض صوتي اكثر ..ارتدها ان تعيد ما قالتة فلست الى الان استطيع التصديق ..غطت وجهها الذي بدى شاحبا كشحوب الموتى ..سمعت نحيبها من بين اصابع يدها ..
ابعدتها عني تاركا اياها تسقط على الكرسي ..ازدادت حدة بكاءها وبدت خائفة بالفعل كانت تردد ((ارجوك سامحني))..
نظرت اليها شزرا ..اطلت النظر كنت لا ارى فيها في هذة اللحظات الا مذنبة سرقت مني شيئا ملك علي روحي ..نسييت تماما ان اللذي فقدتة هو في الحقيقة طفلها ايضا ..فلقد صممت اذني عن كل ماهو عقلاني ..لم ارد ان افكر باي شئ ..
نقرت بتوتر بالغ على طرف الطاولة ..كانت يداها تبتعد عن اصابعي ..انزوت جانبا وهي تشيح بوجهها ..وضعت يدي على خصري
وانا ادير عيني الى المكان هذا المكان يبدو لي كجهنم بعينها ..لم اعد ارى الا الغضب الكامن داخل اعماقي ..
اصبحت اكرة هذا المكان امقتة ..تمنيت ان اخرج بسرعة فما يقبع داخلي امر لا استطيع التحكم فية ..لست ملاما ان ان فعلت بها اي شئ الان ..فهي في نظري تستحق العقاب على ذنبها الكبير ...
مددت يدي الى جيبي بعصبية ..اخرجت كل مافي محفظتي من نقود..كانت اصابعي ترتجف بشدة ..لم اكلف نفسي حتى ان اعدها رميت بها على الطاولة ..قلت دون ان انظر اليها ((هيا بنا))...

كنت امشي وكاني في كابوس لم اشعر بوقع قدمي على الارض ..كان كل شئ يبدو وكانة غير حقيقي ..لم اصدق انني الان خارج ذلك المطعم لقد كدت اختنق وانا في الداخل ..مشيت الى السيارة بخطوات متعجلة ..لم انظر خلفي ..لم اعلم كيف كانت ملامحها
كنت اسمع وقع حذائها العالي خلفي يتعثر بين الحين والاخر ..
ركبت سيارتي وانا انتظر بعجل ان تصعد ..كادت ان تسقط مجددا وهي تحاول ان توازن نفسها لا زلت اسمع صوتها لم ارد ان انظر اليها ابدا ..كنت امسك بالمقود وانا اضرب عليه بعصبية ..
كنت اردد في اعماقي وانا انظر امامي بشرود ..لن اسامحك ابدا على فعلتك ..لن اغفر لك خطأك ..لقد قتلتني وارديتني صريعا
كنت بين الحين والاخر امسح دمعة تستقر على جفني ..اردت ان انفجر في تلك اللحظة ..
اردت ان اصرخ بشدة لا زلت اشعر بالاختناق ..تسللت اصابعي الى عنقي التي بدت عروقة جلية ..كان العرق يتصبب عريقا من وجهي ورقبتي ..بدت انفاسي لاهثة تخرج بصعوبة ..بدت لي الاشياء غير واضحة المعالم كل شئ قد تحول الى ضباب ..
عندما وصلنا الى المنزل اسرعت الى الداخل حتى دون ان انتظرها ..اغلقت علي غرفة مكتبي غير عابئ بتوسلاتها خلف الباب ..
استمرت طويلا في بكائها ..اغلقت اذني وانا اصرخ فيها ((ابتعدي عني ))..
ازدادت حدة بكائها كانت تضرب الباب بيديها وترجوني ان افتح لها ..ولكنني كنت في عالم اخر ..كنت لا اسمع توسلاتها اردت فقط ان تبتعد عني ..لم اكن اريد ان اراها ..
في تلك الليلة لم اخرج ابدا من غرفتي التي حبست نفسي فيها ..استمرت طويلا تحاول ان تخرجني من عزلتي ..كانت تكرر عبارات الاسف والاعتذار ..وانا لم انبس ببنت شفة ..لم يعد يفيد الاعتذار شيئا ..فلقد انتهى كل شئ ..
لم يعد هناك ما يستحق الاعتذار ..ولم يعد هناك داعي لتصفيف عبارات الاسف ..فلقد رحل كل شئ ..اصبحت وحيدا فجأة وبدى لي المكان مقفرا كواحة غناء هجرتها طيورها الى غير رجعة ..فلقد صفقت اجنحة تلك الطيور محلقة بعيدة عن ارض سكنتها انتظاراتي ..
وعذاباتي ..ليت ذلك الحلم ظل دفينا ..لتني وأدتة سريعا من اعماقي قبل ان يخطفة غيري ..
ويتركني اصارع المي ومرارتي بفقدة ..فالطيور لم تعد هنا ..لتصفق اجنحتها ببعضها البعض لتثير البهجة في النفوس ..لقد رحلت طيوري محلقة ..وحملت على اجنحتها احلامي ..وتركتني وحيدا الا من غربان تنعق فوقي ...
عندما استلقت على الكنبة الوثيرة بجانب النافذة..جافاني النوم وتركني طوال الليل حائرا قلقا لا استقر على حال ..لم اسئل نفسي اين هي ..فلم تعد تهمني بعد ان طعنتني يديها الملوثتان بالذنب ..
كنت اتحرك في مرقدي وانا لا استطيع ان اغمض عيني..لم تفارق كلماتها اذني ابدا ..كانت قاسية الى درجة شعرت انها كالمطارق تضرب على راسي ...
لقد حذرتها مرارا ..لم اترك مناسبة الا حذرتها فيها ..كانت تعلم ماذا يعني لي ذلك..انة امتدادي وتواصلي ..ان دروبي الواسعة ..ولكن لماذا تجاهلتني وذهبت الى هناك ..لماذا ضربت بمخاوفي عرض الحائط..غزتني افكار غريبة وانا اقلب الامر في عقلي ..
ربما لم تكن تريدة ربما تخلت عن رغبتها في ان تصبح ام ..ولكنني لم اتخلى عن ذلك ..انا كنت اريدة بشدة ..
مر الوقت وانا لا استطيع ان اهدئ او يغمض لي جفن ..شعرت بالالام تتسلل الى ..لم اعتد النوم على الكنبة ..كانت اضلاعي تشتكي الالم كما تشتكي نفسي ..
نهضت مرة اخرى وانا اعالج انفاسي المتسارعة..كل شئ يبدو جامدا ..انني اشعر بفراغ كبير داخلي ..ما اقسى ذلك ..ما اقسى ان تشعر ان تعاني ..وان معاناتك ليس لها نهاية ..
تسللت يدي الى هاتفي الخليوي ..اعتصرتة بين اصابعي حتى خلتة سيتحطم من شدة الضغط..هممت ان القى به على جدار الغرفة ..
رفعت يدي وانا اهم ان اطلق من فمي الكلمات الغاضبة..ولكنني عدت ثانية الى النظر اليه..
في اللحظة التالية كانت اصابعي تضغط على ارقام انا اعرفها جيدا ..كان الوقت في الثانية فجرا ..كنت ارى ذلك من خلال عقارب
الساعة الحائطية..
انتظرت بصبر قليل ان يتحدث الطرف الاخر ..تمنيت ان يكون مستيقظا فانا اكاد اختنق ..لا احد.. لا بد انه يغط في نوما عميق الان ..تنهدت بعمق انا احسدة فليس لدية ما يبقية اسير ارقة وقلقة ..
لست ادري بعدها كيف تسلل النوم الى جفني ..لا اعلم كم من المدة بقيت هكذا ..اذ انني شعرت بعدها باوجاع كبيرة وانا اتحرك ..
كنت لا زلت اسند نفسي على ذلك الجانب من الكنبة ..كنت نصف نائم ..اذ كان ظهري مائلا ..يبدو اني انهكت نفسي في التفكير
حتى احتواني النوم وانا على وضعي السابق ..
علمت بعدها ان الوقت نهارا ..بدى ذلك واضحا من خلال اشعة الشمس التي تسللت الى ارضية المكتب ..تحركت ببطء وانا اشعر بالاوجاع تعاودني مرة اخرى ..امسكت جانب خصري وانا اقاوم الالم..
كم الساعة الان رفعت عيني الى الساعة الحائطية ..انها السادسة والنصف ..لقد تاخرت على موعد عملي ..تذكرت وجة مديري البغيض وانا اقطب حاجبي ..لابد انه سوف يستقبلني بوابل من الاسئلة الحمقاء كعادتة ..
نهضت متمتطيا وانا افرد ذراعي ..لا زالت ملابسي علي ..تسائلت كيف استطيعت النوم هكذا ..عندما وضعت يدي على مقبض الباب
وهممت ان افتحة ..تسائلت فجاة ..ترى اين تكون ..هززت كتفي ربما تكون نائمة ..من الواضح ان الامر لم يكن يهمها ..
وقفت بجانب الباب دون حراك وانا انظر اليها ..كانت مستلقية على احد المقاعد..لا زالت ترتدي العباءة ..كان شعرها مهملا ..
وحذائها العالي يرقد تحت قدميها الحافيتان ..اقتربت اكثر كان صوت الحذاء يبدو مزعجا وسط الهدوء ..
القيت عليها نظرة جانبية وانا اذهب الى غرفة النوم ..اردت ان اخذ حماما دافئا ..ثم بعدها اذهب الى عملي ..عندما انتهيت القيت نظرة على المرآة..كان وجهي فضيعا فقد بدت هالات سوداء حول عيني ..
اجتزت الصالة عابرا الى الباب الرئيسي وانا احمل اوراقي التي احضرتها معي ..لم انتبة الا وهي تقع مني على الارض ..قفزت هي من مكانها عندما شعرت بحركتي بجانبها ..كنت الملم الاوراق ..عندما رايت بطرف عيني انها لا زالت واقفة...
وقفت مرة اخرى دون ان انظر اليها لم اشعر برغبة في الكلام معها ..هممت ان اتحرك عندما وجدتها تتمسك بيدي لم التفت اليها ..
كانت تقف ورائي..((ارجوك سعيد))...
((ماذا تريدين))..قلت لها ذلك وانا انتظرتها بقلة صبر ..فالساعة الان في حدود السابعة ..ولقد تاخرت عن عملي ..والادهى من ذلك فان مديري ينتظرني هناك لابد انه الان يقف على باب الشركة...
((ارجوك سامحني ياسعيد ..ارجوك))..تطلب مني ان اسامحها ..تسائلت كيف لي ذلك ..فما فعلتة يعتبر جريمة على الاقل بالنسبة لي ..علاوة على ذلك فانا حذرتها مرارا وهي لم تستمع الى تحذيري ...
((لقد حذرتك))اكتفيت بهذة الكلمة وابتعدت عنها وانا اسمع توسلاتها خلفي ..عندما اغلقت الباب سمعتها تردد بصوت باكي((ارجوك سامحني))...


انتظر الردود...

brune 21-05-07 12:55 PM

Salaaaam
nestannak metchaww9iin 7addna we incha'Allah ykoun eljoz2 el9aadem atwal
fi amaan Allah

MALAK 21-05-07 04:05 PM

اشكرك كثيرا على المرور....والتعقيب....
تحياتي لتشجيعكم...

Lara_300 21-05-07 07:08 PM

مؤثرٌ جداً .. ماشاء الله ، أكرر ، أسلبٌ متميز ورائعٌ حقاً

تأثرت بهذه الجزئية ، ومازلت متشوقة للمزيد ،

اهنئك على قلمك .. وبانتظارك

نور الكون 21-05-07 09:06 PM

حسنــا

\\

لن أطيق أن أنتظر أكثر

أكــثرمن جمــال

كان الجزء مثقلا بالألم حد الامتلاء

متلهفة للتتمة

.
.

سلمت يداك

MALAK 22-05-07 12:13 AM

Lara_300

نور الكون ...

اشكر لكما مروركما الكريم...وتفاعلكما مع قصتي...
انتظروا الاجزاء القادمة....

تحياتي....

MALAK 22-05-07 12:51 AM

مرحبا يا اعضاء اقدم لكم الجزء الخامس ....ارجو ان يعجبكم .....



تركتها وحيدة....



((5))



مرت عدة ايام على ذلك اليوم ..مضت حياتنا ولحظاتنا معا طويلة فارغة .. كان كلا منا في عالمة ..او بالاحرى كنت انا في عالمي الخاص ...كنت لا زلت احمل عليها ..لا زلت اظن انها هي المذنبة..وكانت هي لازالت تحاول ان ترضيني وتتقرب مني بشتى الوسائل ..صددتها مرارا تارة بالتجاهل وتارة اخرى بنظراتي المؤنبة ..ربما كان ماحدث قضاء وقدرا ..ولكنني كلما تذكرت تحذيري لها ..اشعر بانني اغلي من الداخل ..
عندما كنا نجلس معا كانت تجلس وهي تضم نفسها ربما كانت تشعر بالوحدة ..خاصتا انني منعتها منعا باتا ان تذهب الى اي مكان ..لا سيما منزل والدتها ..عندما كانت تسالني عن امر ما كنت اجيبها باقتضاب وكاننا في دائرة رسمية او مقابلة شخصية .. على المائدة كانت كثيرا ما تشرد بعيدا ..لم الاحظ في الفترة الاخيرة انها تاكل كنت اعلم انها ربما تظل طوال اليوم لاتاكل شيئا ولا تدخل لقمة واحدة الى معدتها ..لقد نحل جسدها كثيرا في هذة الفترة القصيرة..واصبحت عينيها اكثر اتساعا ..بدى فيهما انطفاء غريب ..لم اكن اريد ان تقتل نفسها بطيئا بهذة الطريقة ..كنت احن في بعض اللحظات اليها الى ابتسامتها التي افتقدتها طويلا ..
كنت انظر اليها خفية وهي مشغولة بتنظيف الاثاث او اعداد المائدة لاشك انها كانت تثير شفقتي ..كنت اعرف انها تعاني ..ولكنني بالفعل لا اعلم الان لما تركتها هكذا ..ربما كنت اريد ان اعاقبها ..وربما كان عقابي قاسيا قليلا عليها ..بل ربما كان عقابا قاتلا ..فانا اعرف جيدا كم متعلقة بي كثيرا ..وانا ايضا متعلقا بها ولا زلت الى الان ..ان ما احتل قلبي من المستحيل ان يكون كراهية او بغضا فلا زالت ((منى))التي احبها ....
تنفست الصعداء وانا انظر الى الاوراق المتناثرة على مكتبي ..حككت راسي طويلا وانا احاول ان ارتب افكاري ..ان مهنتي في مجال المحاسبة تتطلب دقة كبيرة ..كان العمل كثيرا هذة الايام حتى اني اضطررت في اليومين السابقين لان اعود في وقت متاخر من الليل ..وكنت كل مرة اعود لاراها مستلقية على فراشها ..لم اكن اصدق انها نائمة ..ربما كانت توهمني بذلك لانها ارادت ان تبتعد عن نظراتي ..
كان علي ان اعاود قراءة ومراجعة كل تلك الاوراق التي امامي ..لم اشعر بالراحة وانا انقل عيني بين سطورها عندما كنت في اخر ساعات الدوام الرسمي ..شعرت بخلل ما هنا او هناك ..ربما علي ان اكون اكثر دقة
حملت ذلك الملف الكبير الضخم الى المنزل عازما على قضاء الوقت في ترتيبة واعادة صياغتة..تسلل الصداع الى راسي وشعرت ان اصابعي قد اصابعها الجمود ..فانا على هذا الوضع منذ ما يقارب ثلاث ساعات ..
كانت منى تدخل لتقف على باب المكتب بين الحين والاخر..تسالني ان كنت احتاج شيئا ولكن كعادتي في ايامي الاخيرة كنت اجيبها باقتضاب..كان حلقي يابسا بشدة نظرت الى الكاس الفارغة على سطح مكتبي ..
انني بحاجة الى كوب من الشاي ارطب به شفتي اليابستان وفي نفس الوقت يعيد الى بعض النشاط ..اردت ان اظل نشيطا لكي اتابع عملي دون اغلاط او اخطاء..نهضت ببطء من مقعدي المتحرك تحركت بعيدا عن الاوراق ..اردت ان اخذ فترة من الراحة لقد كانت قدماي متصلبتان ..اقتربت من النافذة ازحت الستار عنها ..لقد كان الظلام دامسا في هذة اللحظات ..نظرت الى السماء الكحلية ..يبدو ان الجو هذة الليلة ينذر بامطار غزيرة ..فنحن الان على مشارف فصل الشتاء ..مددت يدي وفتحت النافذة على مصراعيها كنت اريد ان اتنفس هواء نقيا فانا في امس الحاجة اليه..كان الجو يبدو باردا فعلا ..نظرت الى ساعتي انها الثامنة
مساء ..ياااااااااه لقد بدات عملي في حوالي الخامسة وها انا الان لا زلت ضائعا بين هذة الاوراق وحساباتها الكثيرة..انها مهنة متعبة فعلا ..تخللت بضع نسمات باردة وجهي ..شعرت ان وجهي وعنقي كانا يتقطران عرقا
اذ كان عنقي يبدوا باردا عندما مرت عليه تلك النسمات الاتية من خلال النافذة المفتوحة ..كنت اهم ان ارجع الى مقعدي مرة اخرى عندما سمعت ذلك الصوت يتناهى الى سمعي ..كان صوت ضحكات يظهر ويخفت بين الحين والاخر ..رجعت قليلا الى الوراء شدني ذلك الصوت ..اخذت ابحث بعيني عن مصدر ذلك الصوت ..حاولت ان اركز كثيرا وانا ادير عيني في الظلام ..كانت سيارة تقف الى جانب باب احد المنازل المجاورة
وضعت يدي على جانب وجهي واستندت على النافذة لا اعرف لماذا شدني المشهد..ربما من السخف ان اراقب عائلة ليس لي بها صلة او معرفة ..ولكنني لم اقاوم تلك الضحكات الرائعة ..انني اعشق هذا النوع من الضحكات ..كانت تلك الطفلة الصغيرة تشاكس والدها ..يبدوا ان الام كانت سعيدة وهي تنظر الى الطفلة ..كانت تحمل بين يديها طفلا صغيرا ..بينما كانت الطفلة تشد ملابس والدها وكانها تريد منه شيئا ..
لم ارى عيني والدها وهو ينظر اليها ..اذ كانت المسافة بعيدة نسبيا ..ولكنني تخيلت ذلك ..كانو جميعا يقفون بجانب سيارتهم التي وصلت للتوا يبدو انهم ..كانو في رحلة او ماشابة ..بعد قليل رايت الاب يرفع يدة الى
الام ثم رايت الام تحمل طفلها الصغير وتدخل الى منزلهم ولحق بها ايضا طفل في حوالي العاشرة...بينما ابتعد الاب مع ابنتة الى مكان لم تستطع عيني الفضوليتان الوصول اليه ...حاولت ان ابعد نفسي عن النافذة واعود
الى عملي اللذي ينتظرني ..ولكنني لم استطع ابدا ..بعد عدة لحظات رايت الاب وابنتة عائدين يبدو ان الطفلة كانت تحمل لعبة بين يديها ..فلقد كانت تتراقص هنا وهناك فرحة بذلك الشئ ..رايتها تحتضن والدها قبل
ان يتوارو خلف باب منزلهم ..لم اشعر بنفسي الا وانا ابتسم يالها من طفلة بريئة ..كان شعرها يتراقص معها وهي ترفع لعبتها حينا وتخفضها حينا اخرى ..
ما اجمل الاطفال ان برائتهم وطفولتهم تضفي المزيد من الراحة والسعادة على حياة الانسان ((المال والبنون زينة الحياة الدنيا))تنهدت بعمق انا لا اريد مالا ..فالمال اخر اهتماماتي ..علاوة على ذلك فان وضعي المادي جيد جدا ..لم اشغل بالي في هذا الامر يوما ان ما يشغل بالي ويحز في نفسي شوقي الفضيع الى طفل اضمة ويتربى بين احضاني ..ليتني استطيع ان اكبت هذة الرغبة ...ولكنها تسيطر علي لا استطيع ان انسى..
تذكرت ذلك اليوم عندما عدت من العمل ..كانت زوجتي تقف في وسط الدار ..تعلو وجهها ابتسامة بشر..عندما اقتربت مني واحتضنتني ..لم اصدق ذلك ظننت انه حلم جميل ..ولكنها كانت صادقة تماما ..
هززت راسي ليت ذلك كان حلما ...ان لا تحصل على الشئ ..اهون من ان تحصل علية وينتزعة احد من بين يديك بعد ان شعرت انه امر ملموس ..من الصعب ان يحدث ذلك ..
انه شئ اشبة بانتزاع روحك وتركك جسد خاويا ..ليتهم لم يفعلوا ذلك بي ..ليتها لم تذهب الى منزل والدتها في ذلك اليوم المشئوم ..ليتها ظلت هنا الى ان اعود لم اكن لاسمح لها ان تخاطر ابدا ..ولكن كل شئ قد ذهب
لا يجدي التاسف الان ..ولا يفيدني ارهاق نفسي بالاحتمالات ..فلقد حدث ما حدث وطويت تلك الصفحة الى الابد ..تسائلت ترى هل طويت الصفحة فعلا ام انني سوف اكابد الالامي طويلا...
اغلقت النافذة سريعا واتجهت مباشرة الى مكتبي الراقد بسكون ..امتدت يدي مرة اخرى لتعبث بالاوراق وضعت نظارتي الطبية على عيني مرة اخرى ..وحاولت ان اتابع عملي دون منغصات ..ولكنني رفعت راسي عندما سمعت الباب يفتح لا شك انها هي ..اطلت براسها من خلال فتحة الباب ..كانت على ثغرها ابتسامة واهنة حاولت ان تبدوا مريحة ..بين يديها كانت ترقد الصينية الكبيرة ..شطائر اللحم وكاس الشاي اللذي كنت باشد الحاجة اليه ..شكرت ربي انه وصل في الوقت المناسب فانا اتضور جوعا ..كنت لا ازال اعبث بالاوراق ..وانا اقطب جبيني لم احاول ان ابدي ارتياحي الى توقيتها الرائع والمناسب ..
وضعته امامي على طرف المكتب برفق ..وقفت للحظات تنظر الي ..كانت تحدق الى الاوراق بين يدي ((هل لا زال هناك المزيد))..اجبتها باقتضاب تعودتة مني((نعم))..كانت تحك يديها بين الحين والاخر
يبدوا ان داخلها شئ تريد ان تقولة لي ..لم ارفع عيني عن اوراق اذا كانت تريد الن تقول شيئا ستقولة دون ان استحثها على ذلك ..كان من الواضح ترددها من طريقة وقفتها المتوترة ..
((هل تريد شيئا اخر))هززت راسي علاوة على النفي واستمريت في تقليب الاوراق ..لم تقف طويلا بعدها ابتعدت متوارية خلف الباب ..اغلقتة خلفها نظرت الى الباب وانا اسمع ابتعاد خطواتها ...شعرت ببعض الذنب لتجاهلي اياها كانت رائحة الطعام شهية بالفعل ..انها لم تفعل الا الشئ الحسن منذ ان تزوجتها ..ثمان سنوات لم تفعل فيها اي شئ يغضبني او يثير استنكاري منها ..كانت نعم الزوجة ولا تزال ..مددت يدي الى شطيرة اللحم التي اغرتني برائحتها ..انها لذيذة ..كانت ولا زالت طباخة ماهرة ..كنت التهم الطعام بسرعة غريبة ..فلقد اخذ مني الجوع كل ماخذ ..
لم انتبة الى بقايا الطعام العالق على فمي ..سمعت الباب بفتح مرة اخرى توقفت قليلا ..انها هي ..((ان والدتك وشقيقك سالم هنا ))..لم تبقى طويلا ولكنني رايت شبح ابتسامة على شفتيها قبل ان تغلق الباب ..
لم اشغل نفسي طويلا نهضت سريعا ..لم ارى شقيقي سالم منذ وقت طويل ..اما والدتي فقد كنت ازورها بين الحين والاخر..
اصلحت هندامي وخرجت اليهم استقبلهم..كانت والدتي تقف في وسط الصالة ويبدو انها كانت في حديث خاص مع زوجتي
اذ بمجرد ان راتني ...حاولت ان تغير الموضوع بسرعة...اسرعت اليها ارحب بها فوجئت عندما احتضنتني طويلا ..كنت انكس راسي على كتفها سيظل كتف امي هو مرفئ همومي واحزاني دائما ..ستظل احضانها شاطئ الامان التي اتوق اليه دوما ...انها اول مرة تحضر فيها الى منزلي بعد حادثة الاجهاض ..
كنا لا زلنا متعلقين ببعضنا عندما لاحظت انها تقف بعيدا عنا كانت
تعبث بخصلات شعرها الحريري وكانها تحاول ان تشغل نفسها باي شئ ..ابتعدت عني والدتي وهي تكفكف دموعا علقت باهذابها ..كانت تبتسم لي ولزوجتي بود ..كانت والدتي دوما الصدر الحنون ..حتى انني اتذكر ها دائما عندما ارى زوجتي فلقد
كانت اختيارها ...كانت منى تملك المزيد من الصفات المشابهة لوالدتي ...((هل لكي ان تحضري لي كاس من الماء يا عزيزتي))
انتفضت زوجتي وكانها تلقت امرا عسكريا ..كانت تحب والدتي وتحترمها كثيرا وفي المقابل كانت امي تعتبرها مثل احدى بناتها
عندما توارت سريعا لتحضر كوب الماء التي تعللت به امي ..
شعرت ان هناك ما تريد ان تقولة ..كانت عيناها تفضح الكثير مما في داخلها ..والدتي واعرفها لا تستطيع ان تخفي شيئا في اعماقها..امسكتها برفق واجلستها على احد المقاعد في الصالة منتظرا ما تريد ان تقولة...((ارجوك حاول ان تساعدها))...
دهشت لكلماتها نظرت اليها صامتا املا ان توضح ما اعتلاة الغموض من كلامها ((انها تدوي كشمعة يا بني))..فهمت الان انها تقصد منى ..اشحت بوجهي بعيدا وانا اقول((حاولت ذلك ولكنها تصر على البقاء في عالمها))...كانت امي تنظر الى باب
المطبخ بين الحين والاخر ..كانت تخشى ان تاتي منى وهي لم تكمل ما ارادتة بعد((ارجوك يا عزيزي حاول اكثر التقرب منها))..
التزمت الصمت ..ماذا يطلبون مني اكثر من ذلك ..فانا لم افعل لها ما يستحق كل هذا اللوم والعتاب ...اتراها افضت بما حدث لوالدتي..لو كانت فعلت ذلك فان الاحرى ان تتلقى هي اللوم والتقريع وليس انا...((ارجوك ان تفعل يا سعيد))هززت راسي باقتضاب ..ترى لو علم الجميع بما فعلتة هل سيكون موقفهم مشابة لموقف والدتي ام ماذا....

تركت والدتي تدخل الى الغرفة الجانبية مع زوجتي وذهبت الى استقبال شقيقي سالم في مجلس الرجال ....

عندما دخلت وجدتة جالسا هناك وقد استغرق في تفكير طويل ...
نظرت اليه للحظات هو ايضا لدية ما يشغلة .... ماذا حدث للجميع ...ولكنني فوجئت بها تتعلق باذيال ملابسي ..تملكني ارتياح غريب وانا اراها ..
اسرعت الى حملها بين ذراعي ..فهذة الطفلة حبيبيتي الحقيقية ....

brune 22-05-07 10:45 AM

Salaaaaaaaam
Tesssssssssssslam 3ala aljoz2 macha'Allah raw3a raw3a raw3a
Kaadetni mona wa'Allah 3andi cho3our annha malhaach dhanb bass 9aalet kadha 3achan hiyya masdouma lidha tech3or bidhanb 5ayaali sawwlethoulha nafsha wa Allah A3lam
nestannak fi aman Allah Salaaaam

Lara_300 22-05-07 03:37 PM

جزء أكثر من رائع !! مؤثر ..مؤثر ...

أنتظر البقية بشوق أكبر ...

دمت مبدعاً ..

MALAK 22-05-07 09:51 PM

اشكر لكم مروركم الكريم.....
كان الجزء به بعض الاخطاء....
ولكنني قد صححتة ....
تحياتي ....وانتظرو الاجزاء القادمة...

frasha_moslema 24-05-07 08:30 AM

الأجزاء جميلة جدا. ننتظر البقية :)

نور الكون 25-05-07 01:49 PM

اشتقت لـ أحرف تسكب هنــا

هل لا زال الجــزء بعيدا


؟!

MALAK 25-05-07 09:32 PM

اشكركم كثيرا لمروركم وتشجيعكم....
هناك مشكلة في الجهاز....لقد كتيت الجزء
السادس مرتين...وذهب تعبي هباء....
الليلة سوف احاول ان اكتبة مرة اخرى...
تحياتي.....

زهرة 25-05-07 11:22 PM

الاخ موسى
لقد قرات قبل ذلك قصصك القصيرة واعجبتني
وهذه المرة تفاجأني برواية طويلة جميلة لغتها سلسة وفيها مرادفات جميلة

اكثر ما شدني الموضوع ان الكاتب رجل وياتي بنظته الى الموضوع من ناحية غريبة قليلا وليس الجميع يتطرق اليها
اما بشكل عام فاكمل ولا حرج
تحياتي

مدمنة عبير 26-05-07 02:18 AM

أخي mousa
ما كتبته بل ما أبدعته ليصح التعبير يجل عن الوصف و يعجز اللسان مدحه فعلا تخونني كلماتي و أنا أحاول أن أصف ما أحسست به و أنا أقرأ هذا اللإبداع الروائي الذي خطته أنامل كاتب موهوب بكل معنى الكلمة فأنت جمعت بين روعة الحبكة الروائية أي موضوعها و بين سلاسة الأسلوب و رقة المعاني و أكثر ما جعلني أحس بتميزها أن البطل رجل غير ما ألفناه من أن تتولى البطلة مهمة السرد فلا نعرف عن البطل سوى ما تجود به الكاتبة -إذ غالبا ما تكون كاتبة- و الذي يرد على لسان البطلة أو في صوت أفكارها. أما أن يكون الكاتب رجلا و البطل أيضا كذلك و مع ذلك تكون القصة أكثر من رائعة كما هو الحال هنا فهذا ما يخرج بنا عن المألوف و ما يمنحنا تلك النشوة الغريبة التي تتملكننا عندما نكسر روتينا أو نخرق قانونا.
لا يبقى لي سوى أن أرجوك أن لا تطيل إنتظارنا الحارق و أن تكون الفصول القادمة أطول لعلها تطفئ لهيبننا و تعيننا على الصبر إنتظارا للفصول القادمة.
تقبل مني أسمى عبارات الود و التقدير

MALAK 27-05-07 03:45 AM

تركتها وحيدة....
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة...يسرني ان اضع الجزء السادس من قصتي بعد طول انتظار...متمنياان ينال الاعجاب والقبول..







((6))....

البشر على مختلف اشكالهم واجناسهم ..وعلى تغير اطباعهم وميزاتهم ..يشتركون دائما في شئ واحد وهو انهم بشر..يملكون قلوبا حية تنبض ..
واحاسيس تتاثر بما حولها ..ومشاعر متغيرة..متبدلة بتبدل الحالةو وتغير المواقف..خلقت في الانسان غرائز لا يستطيع ان يتجاهلها ابدا ..احداها حب البقاء ..
وهذا لا يتنسى الا بالامتداد والتكاثر..لا نستطيع ان ننكر هذا الغريزة فينا ابدا ..لانها مغروسة داخلنا تنمو في اعماقنا مع اتساع مداركنا ..لا ادري لماذا هذا الغريزة تسكننا ..ربما كان الخوف الكامن من الفناء ...فلقد تصارع الانسان منذ قديم الزمن رغبة في حب البقاء ....
كما ان الاحلام والاماني جزء من شخصية الفرد وتكوينة ..لا يمكن ان يحلم الانسان بشئ الا اذا كان ينتمي اليه حقا اي جزء من شخصيتة ....
كل منا له احلام يتمنى ان تتحقق ..وينتظر بفارغ الصبر ان تتحول في يوم من الايام الى حقيقة واقعة ملموسة...ان يتلمسها باحساسة وقلبة واصابعة....
ان ما احلم بة واتمناة ليس بالضرورة ان يكون حلما لغيري او امنية بل ربما يعتبر ذلك شئ يمكنة العيش بدونة او الاستغناء عنة..بينما تشعر انت
انة يتسلل الى اعماقك لا تستطيع العيش الا باستنشاقه هواءة ..وكانة اكسير الحياة الذي يمدك بالاصرار على البقاء والمتابعة....بدون الاحلام لا يمكن للانسان ان يستمر ...حتى اذا فتقدها البشر او تلاشى الامل في تحقيقها ..تشعر ان روحك ..
قد انتزعت منك دون رحمة ..ويتمللك احساس بفقدان الحياة والرغبة في الاستمرار حتى لو كان ذلك لفترة مؤقتة ..
كنت لا زلت مستغرقا في تفكيري هذا وانا اتذكر كلمات شقيقي (سالم )القلقة ..بدى حينها شاردا على غير عادتة ..لم افهم لماذا يشعر بهذا
الاحباط وهو يتحدث معي ويخرج ما في اعماقة ..كانت اصابعة تتلاعب بفنجان القهوة الذي امامة ....وهو ينظر الى طفلتة الصغيرة تقفز هنا وهناك ولعبتها الاثيرة بين يديها ...لقد كان سالم هو اكثرنا واقعية ..بين اشقائة لم يكن ينظر الى الامام كثيرا ..كانت تهمة اللحظة الراهنة ..ولم يكن يدع مشاعر الاسف تحول بينة وبين العيش مرتاحا هانئ البال ..فكل الذي يحدث مقدرا لك لن يخطأك ويذهب الى غيرك ...تخرج من الثانوية بمجموع جيد ولم يكن يرغب في الالتحاق الى الجامعة ..كنا نرى ذلك شيئا شاذا نوعا ما ..فالمستقبل يكمن في اكمال تعليمة ....ودخولة الجامعة....ربما كان ذلك من وجهه نظرنا على الاقل ...ربما ارادنا ان نعلم ان ما نراة مستقبلا زاهرا بالنسبة اليه ماهو الا نهاية الطريق بالنسبة لنا .....
لم يشعر ان هذا ما يريدة حاولت ثنية عن ذلك مرارا ولكنة ابى واصر على راية...التحق بمعهد مهني وتعلم فية النجارة ..
هوايتة المفضلة فلقد كان يجلس طويلا على قطعة من الخشب يحاول ان يضع فيها كل افكارة ..يحدق فيها وكانة يريد ان يستخرج الهاما او وحيا ما
من داخلها ..لم تكن تعنية الدراسة العليا ..اراد ان يواصل الاستغراق في عالمة ..ان يصنع من القطع الخشبية عالم من الابداع..ان يرى لفكارة تتحرك امامة...
اما انا فقدت كنت احلم كثيرا بمنصب كبير ..لم يكن غرورا او طمعا ..ولكنني اردت ان ارى كل ذلك بجهدي اردت ان يشار الي بالرجل العصامي
..كنت اتزود من احلامي تلك..لم يكن لطموحي حدود ولا لاحلامي رادع او عائق..اردت ان يقال ان هذا الرجل قد خرج من منزل بسيط ..
يعمل صاحبة على بيع الاشياء البسيطة الصغيرة..خرج هذا الرجل الناجح من بين خمسة اخوة ..جمعهم ضيق العيش ..وعفة النفس ..وقوة الايمان..
تابعت دراستي في مجال اردت ان يكون قريبا من الارقام والحسابات ..فقد كان عقلي يزخر بمئات المعادلات والاعداد..كان عالم الحسابات والارقام
يستهويني ويشدني ..كان الجميع يقولون ان (سعيد)صاحب عقلية فذة..لا شك ان السرور كان يحتل اعماقي ...
انا واخي كلانا سلك طريقا مختلفا ..كلانا كانت لنا غايتان متناقضتان ..ولكنهما في النهاية كانتا احلام تسكن اعماقنا ..واماني ترقد بين حنايا..
الضلوع ..((انا قلق عليهم))..انتابتني الدهشة عند سماع كلمات شقيقي ..كان لا يزال يتابع تلك الطفلة وهي تحتضن دميتها وكانها ام حنون ..
ان زوجتة وابنتاة يعيشان في ظل رجل صاحب نفسية رائعة من الاعماق
..ذا شخصية خلابة ومبدعة..رجل بكل معنى الكلمة..اما حالتهم المادية التي تكلم عنها فانا لا ارى فيهما باسا او نقصان..ان دخل المنجرة التي
يملكها يعود علية بخير وفير ..فلماذا القلق..تسائلت وانا انتظر اجابتة عن حيرتي...
((يتملكني احساس مجهول بالقلق))لا اعلم ماذا اقول ولكنني ظننت انه يبالغ قليلا في القلق ..فلم اعهد منة قلقلا على مستقبل او تفكيرا في القادم ...كان يترك كل شئ يسير وفق ما ترسمة الاقدار والظروف...حاولت ان اهدئ من روع شقيقي ..فكل الاباء والامهات يملكون هذة المشاعر الجياشة..صحيح انني لم اجرب ذلك..
ولكنني كنت ارى هذا في عين والدي واشعر بة في اعماق والدتي ..انة الشعور بالمسؤولية اتجاة من يسكنون الاعماق ..
اردت ان ازيح من ينتاب شقيقي من مشاعر منتاقضة مضطربة في تلك اللحظات ...ذكرتة بما كان يقول دائما ..دع كل شئ يسير كما يجب ان يسير
لم تتلاشى تلك النظرة من عينية تماما ولكنني رايت نظرة غريبة تتسلل الى عينية وهو ينظر الى ابنتة الراقدة بين ذراعية بعد ان انهكها اللعب ...كانت نظرة مملوءة بالحنان ...بل كانت فيضا من النظرات....
تنهدت طويلا وانا اتوصل الى هذة النتيجة ..كانت تلك اللعبة لا زالت بين اصابعي ..كنت اتاملها طويلا ..لقد تركتها تلك الطفلة الشقية وذهبت دون ان تفطن الى ذلك ..هؤلاء هم الاطفال ليس في انفسهم ما يكدرهم او يثير الحزن والشجن داخلهم ..نفوسهم خالية صافية كصفحة ماء رقراقة شفافة..
كورقة بيضاء ناصعة لا تتلوث ..ولا تتغير الوانها ..لذلك فنحن نفقد تلك الروح وذلك الصفاء عندما نكبر ..ويكبر معنا ادراكنا بالحياة ..
القيت على الدمية نظرة اخيرة وانا اضعها على الرف..ابتسمت ساهما وانا اغمغم قبل ان ابتعد((انها تشبهها كثيرا))...
حاولت ان اعود الى حياتي ونمطها السابق ..لم ادرك ان شيئا ما في داخلي قد تغير ..وقفت حائرا امام رغبتي في تحليل الاشياء اصبحت اكثر احساسا وشفافية ..كنت افكر طويلا في كل كلمة او حركة عرفت ان كل شئ لا يحدث عبثا او اعتباطا ابدا..تسائلت كثيرا لما اخرج من الحلقة المفرغة التي اجبر نفسي على العيش فيها ...فلن ينفعني ما يتنابني من مشاعر الالم والخيبة طويلا ...فالحياة تستمر ولاشئ يبقى على حالة ابدا ..ان الايام تمضي حاملة لنا مالا نتوقعة ابدا ..تسير مسرعة الى غير رجعة..اليوم الذي يمضي لا يرجع ابدا...
فكرت كثيرا ان اعود بمشاعري وقلبي اليها ..فلا زلت احمل لها الكثير في قلبي ...تضائلت حدة شعوري بذنبها ...فلم يكن يسكن عينيها الواسعتان الا نداء خفي ...ورجاء كنت اراة عندما تتلاقى الاعين ....ربما علي ان افعل ذلك فلن نعيش هكذا الى الابد....
انتهيت اخيرا من المهمة الشاقة التي كنت ارزح تحت اعبائها ..سهرت لعدة ليال وانا اراجع كل رقم وكل حرف في صفحات الملف الكبير الذي احضرتة ..حتى ان عيناي اصابهما التعب والانهاك..فهناك تجاوزات كثيرة ..وتزييف في الارقام والمعاملات ..انغمست اكثر في العمل ..كنت ارى فية خروجا من واقعي وملاذا لازاحة ما اشعر بة من فراغ ...علاوة على ذلك فقد شدني ما رايت بين السطور...
اردت ان ارصد كل ذلك عزمت على تقديم ذلك الى المدير ..لم يتملكني العجب عندما ادركت ان اصحاب هذة الارقام المزيفة والمؤامرات الخفية ماهم الا
حاشية المدير وخاصتة من والمقربين له..كان وراء كلماتهم الزائفة المغلفة بالمدح والتعظيم اشياء اخرى ..
انهم ينخرون عميقا ليصلون الى العصب ..احسست ان هاك رائحة غير محببة وراء ذلك..لم اترك الاوراق الا عندما تاكدت من ذلك ..حاولت ان اربط كل شئ ببعضة ..احتلت هذة الارقام والصفحات كل تفكيري لفترة من الوقت نسيت معها كل ما سواها ..حتى ((منى ))ونظراتها الشاردة الحزينة..
حملت كل ذلك بين كنت لا ازال اشعر ببعض التعب والدوار عندما اتجهت الى غرفة المدير ..لم اكن في حال جيدة في الحقيقة ..ولكنني آثرت ان اسرع بدفع الاوراق الية كي يتصرف في اسرع وقت ..وضعتة امامة املا ان يشعر بخطورة ما تبينة الاوراق وتنبئ عنة الارقام المزيفة..كنت احرك صفحات الملف ذات الاوراق الكبيرة وادعمها بالشرح التفصيلي ..بينما كان هو يستمع صامتا ..لم اتبين موقفة الى الان ...ولكنني تابعت..
((انا لم اطلب منك ان تغير ذلك))دهشت لكلماته بقيت لدقائق انظر اليه ..غير مستوعب لما تحوية ..توقعت ان يغضب يهدد اصحاب تلك المؤامرات
بالفصل ..املت فقط ان يعطيني كلمة اشعر بتفاعلة من خلالها ..اعلم ان ذلك ليس من شؤون عملي البحتة ..
ولكنة واجبي ان الفت نظرة الى ما يدور في الخفاء ..الى ما يحيكونة خلفة من تجاوزات ..عل الغشاوة تزاح من امام عينية ويستطيع الحكم عليهم بعد ذلك ..رايت منة اصرار غريب على موقفة ...كل ما فعلة هو الاشارة الى ملاحظاتي قائلا لي ان اعيد كل شئ الى ماكان عليه...
ادركت اخيرا وبعد فوات الوقت ما تعنية كلماتة..نسيت انهم خاصتة والمقربيبن الية..ادركت اخيرا انني المغفل الوحيد هنا ولااحد سواي ..لم ادرك ما فعلتة ..كنت احاول ان اخرج ذلك الاحساس العميق الذي داخلي ..شعور بالحماقة ..انني مغفل بالفعل ..
((فهمت الان ماذا يحدث ..انك تقف على راس القائمة))قلت ذلك ودفعت بالاوراق بحركة مفاجاة وقوية..وخرجت وانا ارى نظرة الذهول في عينية
بينما كانت الاوراق تتطاير وتتساقط على ارضية المكتب ..
تجاهلت الكلمات الساخطة التي اطلقها ذلك الموظف عندما دفعتة عن طريقي ..اتجهت الى باب الشركة مباشرة وانا اغلي من الداخل ..كنت اشعر بانني اريد ان احطم كل شئ ..استقريت وراء مقعد السيارة ..ضغطت على المقود بشدة وانا اسرع مبتعدا ..
ارتدت ان اتخلص من كل هذا من خيبة املي ..من مشاعري الدفينة التي تسبب الاما في الاعماق ..كنت اشعر انني كالطائر الحبيس بين اسلاك قفص حديدي ..تملكني شعور بالاختناق ..لم ارد ان اذهب الى اي مكان واحبس بين جدرانة ..
اوقفت سيارتي لا شعوريا امام ذلك الواسع القابع بهدوء وسكينة ..لا زالت تلك الامواج تتحرك وتصدر ذلك الصوت ..اقتربت انه يناديني ..يدعوني
للوقوف الى بين يدية..لابد انة يدرك معاناتي فانا وحيد بين شجوني ...غريب في ارض لا تعرف الا التخطيط وحياكة المؤامرات والدسائس ...
كنقطة حمراء في صفحة سوداء ...
عندما عدت في ذلك اليوم الى المنزل كنت منهكا بشكل غريب ..شعرت ان اوصالي تكاد تنفجر من جراء الضغط عليها ..اجبرت نفسي على المقاومة
..وانا اسير عبر ممر الصالة الى الغرفة ..كانت موجودة هناك تسرح شعرها ..جفلت بشدة عندما راتني وكانني مارد خرجت من المصباح..
رميت نفسي سريعا على الفراش وانا اشعر كانني رميت من اعلى جيل شاهق...لم اكلف نفسي عناء تغيير ملابس العمل التي كنت ارتديها ..اردت ان يظل راسي المثقل مستلقيا على تلك المخدة الوثيرة الى الابد..اغمضت عيني ببطء وانا اخذ نفسا عميقا ..
يبدوا انها ظلت تنظر الي كثيرا ..اقتربت شعرت بخطواتها تقترب الي ..على الرغم من انني كنت مغمض العينين ..الا انني شعرت بوجودها قربي
كنت اسمع انفاسها قريبة جدا مني ..
شعرت بها قريبة مني ..شعرت بظلها يسقط علي ..((سعيد هل انت بخير))....
فتحت عيناي وانا انظر اليها ..كانت رائعة الجمال وشعرها الحريري ينسدل على كتفيها ..غريب انني كنت اشعر بذلك وانا في تلك الظروف ...
عينيها كانت بحر واسع ممتد كامتداد رمال الشاطئ...ترى هل تعلم ما يدور في داخلي في هذة اللحظات ..تملكني شعور غريب بالقرب اليها ..
كنت اريد ان اقول لها كل شئ ..اردت ان اخرج كل اللذي يختلج في اعماقي ..تمنيت ان اضع راسي المثقل على صدرها لتمسح هي بيديها الرقيقتين
على جبيني ..اردت ان ارى ابتسامتها التي تشبة شروق الشمس ...فلو تعلم كما انا احتاج الى احضانها في هذة اللحظات لما توانت احتوائي بين ذراعيها ...
.اشتقت لكل كلمة وحرف تقولة ...تسائلت لماذا تركتها كل هذة المدة اردت ان اقول لها اي شئ ..ولكنني فوجئت بنفسي اقول لها بجفاء((لا توقظيني))...



في انتظار ردودكم...

MALAK 27-05-07 07:46 PM

في انتظار ردودكم .....

brune 27-05-07 11:17 PM

Salaaam
madri ach n9oul!!! akthar min raw3a osloub we madhmoun
nestanna elbaa9ii bikoll lahfa
bourikat yomnak we bittawfii9
la tet2a55ar 3aliina arjouk...fi amaan Allah

MALAK 28-05-07 12:19 AM

brune...اشكرك على التعقيب ...والتفاعل ....
موفقين....

frasha_moslema 28-05-07 01:28 AM

القصة راااااااااااااااااائعة. كملها بسرعة

MALAK 28-05-07 03:19 AM

frasha_moslema...اشكر لكم مروركم ...وتفاعلكم ....
انتظروني في الاجزاء القادمة....

زهرة 28-05-07 08:35 PM

الجزء حلو
كان به شوية غموض
والربط بين قصة الاخ والشغل شوي مش واضح
بس بشكل عام قصة ممتازة واسلوب جيد
تحياتي

Lara_300 28-05-07 10:05 PM

جزء متمز كالعادة ... نتطلع للقادم بشوق أكبر في كل مرة .. أحسنت أخي الفاضل ، فالقصة مؤثرة حقاً بأسلوبها .. ثابر وإلى الأمام ..

نور الكون 29-05-07 12:31 AM

صبــاح الخيرات

\\

راق لي هذا الجــزء كثيرا

كانت الأحـداث قليلة بعض الشيء

لكنه كان يحوي الكثير من فلسفات الحياة والخواطر المختلجة التي أحب سياقها في القصص

أصبــح الجفاء قاسيا

\\

بإنتظــارك

دمت بخير

MALAK 29-05-07 04:41 AM

اشكركم على مروركم وتشجيعكم الكريم.....
انتظرو الاجزاء القادمة.....

نور الكون 01-06-07 08:21 AM



معــذرة ع الإزعـــاج :)

اشتقت للأحــداث هنا حقا !!

بــإنتظارك أخي الكريم

MALAK 03-06-07 01:12 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة.....اولا استميحكم العذر للتاخير الذي كان على غير ارادتي في الحقيقة....وثانيا اقدم لكم الجزء السابع من قصتي املا ان يحوز الرضى.....

تركتها وحيدة......
الجزء السابع...

((7))
التجديد مطلوب دائما يحتاج الية القلب والعقل..في لحظة من اللحظات لابد ان نشعر اننا لا نستطيع المتابعة والاستمرار ..يتملكنا احساس ان انفسنا واعماقنا قد اعتلاها الغبار ..نحتاج ان ننفض الغبار عن حياتنا ..نلمع ما خفت وهجة بسبب البثور المتراكمة ..ادركت ذلك عندما سمعت صديقي المقرب (صالح)...يلقي علي محاضرة في وجوب الترفية عن النفس ..لم اكن اعلم انه فيلسوف الى هذة الدرجة..اطرقت اوانا اسمعة يحدثني في لهجة هي اقرب الى التقريع واللوم ..كنت اشبك اصابعي وانا بين يدية كتلميذ ارتكب جرم ما ..(صالح)اكثر انسان يعرفني من الاعماق ..انة قريب الي الى درجة اشعر معها ان لدية الحل لكل معضلة او عائق يقف في طريقي او ينغص علي حياتي..فان له نظرة عميقة وثاقبة في الامور ..شعرت انة يكشفني عندما قال لي ان كل ما افعلة ما هو الا هروب من شئ يترسب في اعماقي ولا استطيع اخراجة او الافصاح عن مكنوناتة ..حاولت ان اهرب من نظراتة المتفحصة ..لم استطيع الصمود اكثر امام كلماتة الموبخة ..
فكرت ان اقول له اي شئ يبرر ضيقي المستمر ..ونظرة الشرود التي تسكن عيني ..((لا استطيع ان انسى موقف ذلك المدير ابدا))..كنت احاول ان اركز على حديثي معة واسهب في الحديث عن هذا الموضوع ..لابين لة ان كل ما يشغلني امور العمل واعبائة الثقيلة فقط..
كانت ملامحة تقول لي غير ذلك تفضحني ..تترك اعماقي عارية امامة الا من الحقيقة..تشاغل بكوب العصير الذي امامة ..بينما هز راسة اخيرا بعد لحظات
وهو يقول ((كل ما ذكرتة لا يستحق ما تفعلة بنفسك))..اشحت بوجهي بعيدا لا يكف عن اسلوبة هذا ..الا يدرك انة يزيد ما في داخلي اذا اصر على موقفة ..
الا يدرك انني اشعر بالالم اكثر اذا تحدثت ..لا اريد مزيدا من الاوجاع فانا اشعر انني اقف حائرا على مفترق الطرق ..لا استطيع المتابعة في اي اتجاة وكانني فقدت البصر والبصيرة ..في الحقيقة بت لا اعرف نفسي ..وربما لا اريد ان اعرفها ..كل ما اشعر بة في هذة اللحظات هو الاستماتة في الهروب والهروب الى الابد..
ربما كان يرى انه ليس من مصلحتي ابدا ان اظل صامتا هكذا الى الابد..كان يرى ان هذة الصفة من اسوء الصفات التي اتصف بها ..ويعرفني جيدا اذا كان هناك ما يكدر صفو حياتي ..لانني حينها اصبح اكثر صمتا وعنادا ..((يا اخي الايام تمضي ومن المستحيل ان تعيش على هذة الحال))...
لا اعلم لماذا استمر الصمت سيد الموقف بعد ذلك..كنت لا ازال شاردا وانا انظر الى اغصان الاشجار تتحرك ..كانت تلك الاغصان تتمايل ببطء وكانها تواسي ما يعتمل في نفوسنا من هواجس وافكار ..تنهدت طويلا وانا احاول ان ارتب افكاري ..ربما كل ما يقولة صحيحا ..حتى انني في بعض الاحيان اشعر بالحيرة اتجاة كل ما ينتابني ..لم اكن يوما قاسيا الى هذة الدرجة ولم اكون من اصحاب الرؤس العنيدة او اللانفس القاسية..هل كنت قاسيا على نفسي الى هذة الدرجة..
ربما كنت ادرك ذلك من البداية ..وامعنت في ذلك لسبب لا اعرفة..او ربما اكون ادركة جيدا ..لم اكن اصدق ان الانسان يمر في حياتة بمرحلة يشعر ان كل شئ فيها قد توقف حتى شعورة واحاسية..انك لا تدرك معنى وقيمة الحياة التي كنت تعيشها الا اذا افتقدتها ..
لايوجد شخص في العالم يستطيع ان يغير ما في داخلك ..الا انت انت الوحيد الذي تملك القدرة على التغيير والتحرر من عبودية الهزيمة ونير الشعور العميق بالفشل الدريع ..((انظر الي )).....
قطع علي سلسلة الافكار التي كانت تسكنني ..التفت الية وانا انتظر ان يكمل ما بداة ..كان لا يزال ينظر الى الزجاجة الكبير المواجهه لنا ..تملكتني الدهشة ماذا يريد ان يقول ولماذا القى علي بكلمتة الغامضة وتركني انتظر..لم اعد اطيق الانتظار فلست اجد في نفسي احتمالا ...
تحرك من مكانة قليلا وهو يتحسس قدمة ..يبدو انه قد مل من وضعية جلوسة او ربما كانت حركة كي يغطي ما اعتراة ..((ان قدمي تؤلمني))..لم اجب بشئ
نهضت وانا امد يدي اليه عارضا علية المساعدة ..امسكتة بقوة وانا اساعدة على النهوض كان يتارجح وهو يحاول الوقوف على الارض ..امسكتة وانا لا زلت انظر الى قدمة اليمنى محاولا ان اجنبة ذلك الالم الذي ظهر على ملامحة ..رفع راسة عاليا وهو يضم شفتية اخذ نفسا عميقا وكانة يكابد مجهودا ..
((مارايك ان نتمشى قليلا في الخارج))..هززت كتفي موافقا على فكرتة الطارئة..فكلانا كان بحاجة الى التغيير على الاقل لتبديد هذا الجو الكئيب..
عندما عرضت علية المساعدة مرة اخرى ابعد يدي برفق ..ونظر الي نظرة طويلة شاردة ثم ابتسم قائلا((استطيع ان اعتمد على نفسي))...
كان الجو في الخارج جميلا جدا على عكس الجو الخانق في داخل المقهى الذي تعودنا دائما ان نقضي معظم اوقانتا فية..شعرت بالارتياح اكثر وانا امشئ ببطء مع صديقي
الذي استمرت صداقتي معة لا كثر من خمسة عشر عاما ..مررنا بكثير من الظروف القاهرة ..والمواقف المؤلمة لكن احدنا دائما كان يساعد الاخر ..
((هل لا زلت تشعر بالم في قدمك))اردت انا الان ان افتتح دائرة الحديث ..فقد وجدتة شاردا وهو ينظر الى الاشياء من حولة ..كنا نمشي على الرصيف ..
تناهى الى اسماعنا اصوات حركة السير المزعجة ..بين الحين والاخر كنا نسمع ضحكة عالية من هنا ..او حديثا مطولا من هناك ..كان الازدحام هو سيد الموقف
لم تكن تستطيع ان تسمع محدثك جيدا ..فالازعاج قد غطى على اصواتنا ...((لا باس اصبحت الان متاقلما مع وضعي ..فلقد مضى الكثير من الوقت كما تعلم ))..
ربت على كتفة في محاولة مني لاحساسة انني دائما الى جانبة ..في الحقيقة كان وضعة يبدو لي صعبا قليلا ..فرجل في مثل وضعة لا يحسد ابدا ..فقد كان من اللاعبين المشهورين في كرة القدم ..كان يعشقها وكانة خليلة او حبيبة مقربة..ساعدة على ذلك جسدة الرياضي وطولة الفارع ..
كنا نحن مجموعة الاصدقاء في الجامعة التي ندرس فيها نشجعة دائما ..فلقد ادركنا مبكرا موهبتة الفذة في هذا المجال ..لقد كانت كرة القدم تاخذ المزيد من وقتة وجهدة
حتى اننا كنا دائما نسمية بالصديق الغائب..فقد كان يمضي معظم وقتة في الملعب ...
تذكرت ذلك اليوم عندما كان الحماس يسيطر علينا ونحن نهتف بقوة على مدرجات الجماهير ..كان يخوض مباراة من اهم المبارات لهذا العام تالق كثيرا وهو يتلاعب بالكرة ويحركها كيفما يشاء ..اجتذبتنا مهارتة وسرعة حركتة وفي النهاية سررنا كثيرا عندما رايناة يسجل وبمهارة اول هدف في المباراة..
لم نعلم ان تلك المباراة كانت اخر وجود لة على ارض الملاعب ..فاصابتة كانت خطيرة جدا ..غافلة احد اللاعبين من الخلف وكانت الضربة قوية جدا على الساق
اصيب فيها بتمزق شديد..الى الان لا زال يعاني من آثارة...
((الن تقل لي ماذا دهاك يا صديقي))لم ارد ان اخبرة بما كان يجول في خاطري ..انا اعلم مدى ما يعانية من اثار نفسية تفوق الاثار الجسدية على الرغم من نفية دائما لذلك ..كان دائما يبتسم رغم المة ..لدية قلب كبير وقدرة اكبر على التحمل ..انة مستعد ان يتحمل الكثير مما لا طاقة له بة..فقط ليشعرنا انة بخير..
لم يكن يحب ان يشغل تفكير احد بشؤونة الخاصة ..
((مارايك ان نرتب رحلة قصيرة مع اصدقائنا القدامى))اصاتني حيرة شديدة قبل قليل كان وجهه يعكس الما داخلة ..والان اجدة ينظر الي وقد اعتلت ابتسامة عريضة وجهه الاسمر ..كانت عيناة تضحكان في وجهي وكانة يقول لي ابتسم يا صديقي ..اراد ان ينهي كل شئ عند هذة النقطة غير المتوقعة ..
وجدتني ابتسم انا ايضا وانا احاول ان استشف ماذا يدور في عقل هذا الرجل العظيم..سئلت نفسي كيف كنت استطيع ان استمر بدونة ..انة صمام الامان كما يقولون ......
لة قدرة غريبة على امتصاص غضبك وجعلك تنظر الى الامام بمنظار اخر ..كنت اعلم انة سوف يغير شيئا في نفسي ..
استمرينا نمشي ببطء على ذلك الرصيف كانت الحياة تتجلى باوضح معانيها ...وجدت البشر هنا باختلاف اشكالهم واعمارهم كلا له عالمة ....لا يبدو عليهم سيماء التفكير او الشرود...ربما لا تحتاج الحياة الى كل ذلك ...نظرت الى الخلف لقد ابتعدنا كثيرا عن المقهى اخذتنا افكارنا واقدامنا الى هذا المكان ....
هممنا بالرجوع اللى بوابة المقهي فالوقت قد تاخر ...وما يعتمل في الانفس لا يكفية مرور كل تلك الساعات ..كمان علينا ان نخطف انفسنا من العوالم الغارقة فيها لكي تمضي الحياة ....فلا شئ يستحق
لا ادري لماذا انتابني هذا الشعور في هذة اللحظات بالذات ...ولكنك عندما تمعن كثيرا في الاشخاص الذين ياتون ويذهبون ....ويمرون الى جانبك دون ان يلتفتون اليك ....تشعر بالغباء للوضع الذي انت فيه...
((ارجوكم اعطوني مالا اسد بة جوعي))...كانت تلك كلمات ذلك الطفل وهو يمسك بثوبي عندما استدرت راجعا الى المكان الذي خرجنا منة...لا ادري لماذا استدرت بسرعة الى صديقي ربما كنت اطلب منة المساعدة...كان الطفل صاحب عينان زرقاوان ...ووجه دائري في حوالي الحادية عشرة..
بجانب عينة اليمنى كانت آثار ندبة ما ...املت جدعي قليلا لانزل الى مستواة وانا اقول له برفق((مالذي يبقيك الى هذا الوقت خارج المنزل يا صغيري))....
اكتست عيناة شئ غريب وكانة يقول لي انظر الى حالي وسوف تعرف السبب ...كان شعرة الاشقر مشعثا وثيابة متسخة لدرجة انني لم اعرف الى اي لون تنتمي ...
((اين والدك))وجدت نفسي اسئلة هذا السؤال لا اعلم شئ خطر على بالي ...ربما كنت افكر بصوت عالي ...اين ممكن ان يكون والد هذا الطفل المشرد صاحب العينان الزرقاوان.....ترى هل يعلم ان طفل قد وصل الى هذة الحالة ....اشار الطفل الى شبح يقف على مسافة بعيدة منا قليلا ....لم اتبين وجهه...
انابتني دهشة كبيرة ما معنى هذا ...رايت الخوف الان يسكن عيني الطفل ...لم اعلم ما مصدرة ....
((ووالدك معك ايضا))لم ادرك انني اكثرت من اسئلتي الا عندما احسست بيد صديقي صالح على كتفي
التفت اليه ...وجدت نظرة في عينية شعرت معها بالخجل ...كان الطفل لا يزال ينتظر ...
مددت يدي الية بسرعة بالنقود لم اعرف كم مقدارها فما كان يشغلني امرا اخر ...ولكنني وجدت الفرحة ترتسم على ملامح الطفل وهو يمسكها بين يدية....اسرع راكضا الى والدة ....لم اعلم بعدها ماذا حدث اذ رجعنا انا(( وصالح ))الى مكان وقوف سيارتي....
كانت تلك الابتسامة لا زالت تحتل الجزء الاكبر من وجهه عندما ترجل من سيارتي امام باب منزلة..اصر ان ياخذ مني وعدا في التفكير في كل ماقالة ..طلب مني ان اوافق على فكرتة ..قال انها سوف تغير الكثير من نفسي فالتجديد مطلوب احيانا ...
ودعتة وانا اشكرة كثيرا لوقتة الذي قضاة معي ..حملتة امانةالسلام على طفلة الصغير (هاني)كنت بشوقا كبير ان اراة وعدني ان يحضرة معة في المرة القادمة ..
رايتة يبتعد وهو يتجة الى منزلة ..وضعت انا يدي على مقود السيارة متهبا للتحريك السيارة ..
ولكنني فوجئت بة يعود ادراجة الى ..مد يدة الي من خلال النافذة نظر الي طويلا ..وضع يدة على كتفي وقال اخيرا((لاتحاول ان تقسي على نفسك كثيرا..فان زوجتك تحتاجك كثيرا))...
نكست راسي وكلماتة تطرقة بقوة ...استغرقت في تفكير طويل وانا ارفع عيني لذلك الشبح الذي بدا يتلاشئ كليا عن ناظري ...ياله من رجل عجيب القى علي بكلماة وذهب تاركا اياي في حيرتي ...
هل بدى للجميع انني اتمتع بالكثير من القسوة ...لماذا لا يدركون انني انسان مصدوم ..فلقد فقدت الامل تقريبا في تحقيقة ...لم ترحم تلك الطبيبة حيرتي عندما قالت ان اجهاضها يقلل نسبة الانجاب ..
فانة يخشى كثيرا على حياتها ..اذ لابد ان يتاكدو ان الرحم قد خلى من كل الشوائب ...كانت تقول هذا طبيعي بعد حادثة الاجهاض تلك....لا بد من الانتظار ولكن الى متى لا اعلم....
ترى هل كانت تعلم ان كل ذلك كان سيحدث ..عندما ذهبت الى منزل والدتها في ذلك اليوم المشئؤوم
الذي قلب حياتي الهادئة راسا على عقب...هززت راسي بشدة وانا اتذكر كلماتها ...شعرت بلهيبها يجتاحني مرة اخرى فلا زالت تملك تلك الكلمات المزيد من الالم اللذي لا يبارحني ...
كانت دموعها الغزيرة التي تسارعت على خديها في نلك الامسية لا تفارق مخيلتي ...ترى هل كان عقابي لها يوازي الذنب الذي ارتكبتة ..تسائلت الى متى سوف اظل على هذة الحال ...
فما عدت قادرا على الاحتمال والمتابعة ..مللت من كآبتي وحزني ونزقي الذي آذيت بة نفسي قبل كل شئ ..وشعرت ان تلك المشاعر قوية كبيرة تحتل اعماقي ...لا اريد ان اشعر بالذنب ..
لا اريد ان امعن في مدى اثر تجاهلي اياها ...فانا اول المتضررين بذلك...لانها في الحقيقة جزء لا يتجزأمن روحي وحياتي ...انها تسكن في اعماقي ...(منى )التي كانت دائما البلسم الشافي لكل ما يتريني وكانها خلقت لتنسيني احزاني ...وخيبات املي حتى الطفل الذي كنت انتظرة...لم يكن يخفف على وطأة الانتظار الا عيناها الدافئتان ولمساتها الرقيقة...
في الحقيقة لا اعلم لماذا تجتمع في قلب واحد تلك المشاعر الابعد عن التوافق ...فانا احبها بشدة واشتاق اليها ...ولكنني في المقابل لا استطيع الاقتراب منها او النظر في عينيها ....
وكانني اخاف ان نظرت الى عينيها ان ارغق في بحر حزنها والمها الذي اسببه لها ...فعيناها يقتلانني بالفعل عندما يسكنهما الحزن ....
لو كنت تركت نفسي لخواطري التائهة وهواجسي المستريبة لكمنت في مكاني هذا الى ان تنبلج الشمس وتتسلل خيوطها الى الامكان المظلمة ...فلست ارى نهاية لحيرتي...
نظرت الى ساعتي وانا اغلب تعبا ونعاسا تسللا الي ...فوجئت حقا انها الساعة الواحدة ليلا ..لابد انها الان قلقة بصورة مفزعة على غيابي الطويل ...لم ادرك انني ذهبت بعيدا بافكاري لدرجة انها انستني
انني لا زلت اجلس في السيلرة في شارع عام ...
لاول مرة منذ فترة طويلة اشعر انني اريد ان اصل سريعا الى باب منزلي ..وكان الشئ الذي كان ينتظرني سابقا لا زال على عهدة لي ....
ارتقيت درجات السلم بسرعة وانا اتجهه الى تلك الغرفة لابد انها ترقد فيها ...كانت سلسلة المفاتيح لا زالت بين اصابعي وانا اجتاز الممر المؤدي اليها ....
حاولت بقدر الامكان ان افتح الباب برفق فلست اريد ان اسبب لها الفزع..لطالما كان قلبها رقيقا ضعيفا
ادخلت راسي وانا اتلفت ابحث عن شيئا ما ...كانت الانوار خافتة باستثناء ضوء الاباجورة بجانب السرير ..
وضعت مفاتيحي برفق على الطاولة بجانب الباب ...تقدمت ببطء وانا امل ان لا تثير خطواتي ازعاجا...
مددت رقبتي وانا احاول ان ارى ماذا يقبع خلف ذلك الكرسي بجانب السرير...لم يبدو لي الا شعرها الطويل الاسود من الخلف ...لا زالت مستيقظة اذا...ربما عانت كثيرا من انتظارها الطويل....
اقتربت من الشماعة لاعلق ثيابي واستبدلها باخرى اكثر خفة وراحة ....كنت اعلقها عندما حانت مني التفاتفة الى ذلك الكرسي ...تملكتني الدهشة كانت نائمة ....هل انهكها الانتظار حتى تسلل التعب اليها..
اقتربت اكثر اتاملها مدهوشا ..شعرت ان تلك الوضعية لا شك ستكون متعبة...اذا كان راسها مائلا على ذراعها المستندة على المقبض...بينما كانت اليد الاخرى في حجرها ....
هممت ان اوقظها عندما لا حظت ذلك الشئ بين اصابعها الصغيرة...قطبت حاجبي ترى ماذا تحمل ...مددت يدي وتناولت تلك الصورة ....ازدادت دهشتي عندما رايتها انها صورة لي اهديتها اياها عندما كنا لا زلنا في فترة الخطوبة...نقلت بصري بينها وبين الصورة...ترى هل كانت تبحث عن شئ افتقدتة
في هذة الصورةالقديمة .... وضعت تلك الصورة على الرف...تابعت التحديق في ذلك الوجة..كان شعرها الحريري مشوشا قليلا ....شفتاها الصغيرتان مضمومتن ...
لم املك شيئا حيال ذلك الجمال ....كانت تملك جمالا من نوع اخر يكمن في تلك البراءة المفرطة ..في كيانها وكانها طفلة صغيرة....لم اشعر بيدي الا وهي تمتد لتبعد خصلة من شعرها كانت تستقر على جبينها
...لم ادرك حينها انني كنت ابتسم بحنان الا عندما استدرت ورايت وجهي في المرآه.....









في انتظار الردود...

brune 03-06-07 03:39 PM

Salaaaaaaaaaaaaaaam
teslam teslam teslam
macha'Allah 3andek 9odra 3ajiiba 3ala wasf ennafs elbachariyya
eljoz2 momtaaz chaklan wa madhmounan lakinni 2atasaa2al law kaan lilfara7 nasiib fi hadhihi erriwaya
nestanna ettakmila bichw9 wa fi amaan Allah

MALAK 03-06-07 05:02 PM

brune اشكرك كثيرا على التفاعل ....
والمتابعة ...موفقين....

Lara_300 03-06-07 09:43 PM

مبدعٌ حقاً ........ أذهلني هذا الجزء ! فهو رائعٌ بكل ما يحمله من مشاعر ووصف..!

ننتظرك بصبر...

شكراً لك

MALAK 03-06-07 11:29 PM

lara_300اشكرك كثيرا على التشجيع والتعقيب...
انتظرو الاجزاء القادمة......موفقين....

frasha_moslema 04-06-07 06:54 AM

تسلم ايدك. الجزء اكثر من رائع. بصراحة الرواية كلها تجنن

MALAK 04-06-07 06:47 PM

فراشة...اشكر لك تشجيعك ومتابعتك....
انتظرو الاجزاء القادمة.....

s3oOoOoOdya 04-06-07 07:48 PM

يااااااهـ

راااااااااااااائعه

تعجز حروفي عن الوصف ..


اسلوبك .. ادائك .. حوارك .. عيشني جو جوو بالقصه

من وقت طوويل ماقرأت قصه خلتني امسكها واكملها لآخرها :)
لكن قصتك جذبتني ..

دمت مبدعه .. وبانتظارك على نار
لاتطولين :)

MALAK 04-06-07 11:41 PM

بصراحة لا اعرف بالضبط ماذا اقول....تشجيعكم هو الداعم لي دوما...
لولاة لما فكرت ان اكمل الرواية....لانها اول رواية لي ...وجدت بعض الصعوبة
في البداية...لكن الان مع هذا التشجيع...اجدني متحمسا ...اشكركم....

نور الكون 05-06-07 01:04 AM

يـــــــــــــــــــــــــــــــــــاهـ

لماذا توقفت هنا ؟!

شعرت بأحدهم يقطع عني الهواء حين انتهى الجـزء

رائـــــــــع .. مبــــدع .. شفاف لحد الخيـــال

بالله عليك لاتطيل علينا

سلمت يداك و سلمت قريحتك

دمت بخير

s3oOoOoOdya 05-06-07 03:49 PM

أعتذر عن التأنيث اللي كان بردي ..
ظنيتك بنت اعذرني :)

MALAK 12-06-07 07:12 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة ......هذا الجزء الثامن من قصتي ....واعتذر عن التاخير الذي حصل اذ كان على غير ارادتي ......تفضلوا ...اتمنى لكم قراءة ممتعة........






((تركتها وحيدة))



((8)).....

الاماكن لها وقع خاص في تغيير نفسية الانسان فهي قادرة ان تغيرها مائة وثمانين درجة فاما ان ترفع معنوياتة ولو عن طريق الذكريات الجميلة التي يكون مكانها القلب والروح معا ...و اما ان تجعلة ينغمس اكثر في مستنقع الالامة وعذاباتة التي تحملها اركان ذلك المكان ...فترى هنا طيف حبيب قد مضى في دروب الحياة لاهيا ...وتسمع هناك صدى صوت لااشخاص قد رحلوا بعيدا من الزمان والمكان .....تتفاعل انفاسك مع تلك الذكريات التي تمتلئ بها الاماكن ..فتتسارع آملة ان تلاحق فيض الذكريات وشريط الاحداث الماضية التي يتناثر بقايا منها هنا وهناك على مد بصرك ...فتتمنى لو ترجع بك اللحظات وترأف بحالك الذكريات لتعود اليها وكانها لا زالت موجودة على ارض الواقع ..لم تتحرك ابدا قدر انملة ...فتتبسم تارة لذكريات جميلة رائعة تحط اجنحتها بين حنايا روحك لتخفق بقوة فيخفق فؤادك معها ....وتتغير ملامح وجهك تارة ويكتسي الالم جوارحك عندما ترقد على صدرك ملامح لا حزان قد مضت الى غير رجعة ولكن في الروح لا يزال بقايا اثار تجهد الانفاس ...فتنابك حالة غريبة من الانفصال عن الواقع وتحيط بك هالة من الشرود لا تنفك عنها الا اذا هزك احدهم بقوة .....
فتتلفت اليهم جميعا وهو يحدقون اليك تعتلي الدهشة وجوههم لابتعادك عن مجاراتهم وانغماسك في عالم مجهول بالنسبة اليهم لا يعني لهم اي شئ ....اللهم الا اذا كانو قد شاركوك المكان ....
كنت لا زلت شاردا بافكاري وانا اترجل من السيارة واتصفح ذلك المكان بكل زواياة ...فقد شعرت انني قد عدت بضع سنوات من عمري قد مضت وجدتني هنا منذ ما يقارب العشر سنوات الهو واتحرك دون ان تحدني قيود او تربكني افكاري ...فلم يكن في مطلع شبابنا شئ يحز في النفس الا تلك الاشياء الطائشة التي كانت تاخذ حيزا واهتماما في النفس على سبيل التحدي واثبات القوة لا غير ...فقد كان في هذا المكان كل واحد منا يتشدق بقدراتة وامكانياتة الى حد التهور ...وكان اكثرنا في ذلك بلا منازع هو ((عبدالله ))الذي اراه الان وهو يحمل اشياء بين ذراعية ليلقيها في ذلك المكان المقرر نصب مخيمنا فيه ...على كل حال لم يتغير كثيرا باستثناء بعض الاشياء التي لا تذكر وجلها في الشكل الخارجي فقط......
كان المكان جميلا كما الفناه دائما لم يتغير شئ فية ابدا...بقي فسيحا كبيرا واسعا الى ابعدالحدود هذا بالنسبة الي طبعا ..هذة البقعة من اجمل الاشياء في العالم ...لست اهتم الى راي الاخرين
في ذلك لانها بالفعل امتع الاماكن التي ذهبت اليها مع اصدقائي الذين لم ارهم منذ زمن ...مددت يداي وانا اتمطى فالجلوس الطويل في السيارة مزعج فعلا ..استغرقنا ما يقارب الساعة الى ان وصلنا فالمنطقة الجنوبية بعيدة قليلا عن مكاننا الذي نسكن فية...كانت الاشجار وافرة تناثر هنا وهناك ترتفع عاليا اغصانها المتشعبة ...بينما تحفها شجيرات صغيرة نابتة للتو فتغطي منها اسفلها ...ظلت نسمات الهواء الخفيفة الرقيقة تلفح وجوهنا نحن الاربعة ...استمرينا في مكاننا لا اعلم لماذا لكن جمال الطبيعة البديع قد اجبرنا على الوقوف مكاننا ..كلا منا في افكارة وتصوراتة والاهم احساسة بهذا المكان الجميل....
تنهدت بعمق وانا لا زلت اقف مكاني بينما انشغل الثلاثة الباقي بتنزيل الاشياء من السيارة فسوف نقضي ليلتنا هنا ...وغذا لنغادر غدا عند الغروب هذا المكان لم تسمح ظروفنا باكثر من يوما واحد.. ..
على كل حال الحمدلله اننا التقينا مرة اخرى...وضعت يدي في جيب سروالي الرياضي كنت ارتدي بذلة رياضية واضع على راسي قبعة تناسبها ...فانا اهتم بهذة الاشياء حتى خارج العمل ...
رغم ان ((عبدالله)) لم يكف عن التعليق على شكلي طوال الطريق ...فهو ليس من انصار الاناقة المفرطة ....اساسا عملة في مدرسة ابتدائية لا يترك مجالا لذلك....فهو يكتفي بارتداء الثوب والشماغ ....
اما الاخير فيخلعة خارج اوقات الدوام ....رغم ان هناك بقعة كبيرة في وسط راسة خالية من الشعر ....الا انه لا يبالي بذلك كان يفعل ما يريحة دائما ....اما الاخرين فليس مهما ما يدور في اذهانهم ..
كنت لا ازال ادير عيني في هذا المكان وقعت عيناي على تلك المجموعة من الاشجار المتقاربة ....كانت اغصانها متشابكة تقريبا ....لا اعلم لماذا قفزت ((منى)) الى تفكيري....ربما لان تفكيري ظل طوال الوقت مشغول عليها لم يطاوعني كبريائي ان اقول لها كلمة تعيد الحياة اليها رغم انني بدات التمس العذر لها ....او ربما لانها تحب هذة الاماكن كثيرا وتروق لها لها تلك الاشجار وشكلها الرائع ايضا وقد ذهبنا اليها عدة مرات معا ....تسائلت ماذا تفعل الان لابد انها وحيدة....فكرت لو سمحت لها ان تذهب الى والدتها ريثما اعود غدا صباحا سيكون ذلك افضل .....
شعرت بيد قوية تمتد الى ذراعي فجاة جفلت لذلك من هذا المزعج الذي انتزعني من شرودي الطويل ....التفت منزعجا وانا عازم على الكيل له بعدة كلمات تهزة كما فعل معي ولكنة كان ((عبدالله)) ينظر الي مبتسما بسخريتة المعهودة ...مسحت العرق من على جبيني بمنديل اخرجتة من جيبي رغم لطف الجو ورقة النسمات ....يبدوا ان استغراقي في عالمي هو السبب ....
ايقنت انني لن انجو ابدا من تعليقاتة التي لا تنتهي فانا خير من يعرفة ....((مابك ايها الرومانسي العاشق الا يكفيك تحديقا في المكان لقد قاربت الشمس على الغروب وانت تقف مكانك)))....
هززت راسي وانا اداري احراجي من كلماتة الموبخة تحركت بسرعة قبل ان اسمع تعليقا اخر ...مددت يدي الى البساط الاحمر الذي احضرتة وحملتة بحذر بين ذراعي ....وضعتة قرب المخيم الذي نصبة الثلاثقة قبل قليل ....تطاير بعض الغبار وانا انشرة تركت ما بيدي بعدها واخذت انفض ملابسي بانزعاج .....فقد اعتلاها الغبار وشوة شكلها ......
((يا اخي لسنا هنا في عرض ازياء ارجوك تحرك ))اتاني صوتة من بعيد وهو مشغول بتركيب ذلك الكرسي الخشبي ....انتابتني دهشة كبيرة كان منغمسا في عملة كيف لاحظ ذلك ....ياله من رجل عجيب ((الغبار كثير جدا ...فقد لوث ملابسي )).....لم يجبني اكتفى بان هز راسة ثم تابع عملة .......
لهونا كثيرا في تلك الليلة كان ((عبدالله))اكثرنا حماسا ومرحا لم تتغير عاداتة ابدا فهو يقفز فرحا اذا شعر بهزيمة احدنا في لعب الورق ....ويعلي وجهه الوجوم اذا فاجاتة احدا بورقة رابحة ....على عكس ((مالك ))الذي لا زال يحتفظ بهدوئة ورزانتة ....لم يبدو عليه كثيرا انه مهتم باللعب ....فقد تركنا بعدها ليطالع كتابا علميا احضرة معة الى هنا .....
بينما بقينا انا وصالح وعبدالله نتابع اللعب ...فنحن قد اتينا اللى هنا لنرفه عن انفسنا وننسى بعض ما علق في نفوسنا ....شهدت تلك الليلة مباراة حامية بيننا فقد رفض عبدالله ان يعترف بالهزيمة
وبقينا انا وصالح نحاول ان نلملم بقايا هزيمنتنا على يدية فهو لا يجارى ابدا .....استمر في ذلك الى ان تسلل النعاس الى جفنية .....فنام مكانة وبيدية الاوراق .....
للحق كنا جميعا متعبين الى درجة الارهاق اذ ان الطريق كان طويلا ....ولعب الورق قد انتهك كل قوانا المتبقية ....استقر كلا من على الفراش الارضي الذي اعده لة ....بقيت انا مستيقظا رغم ان عيناي كانت مقفلتين ....وضعت ذراعي على راسي وانا اهز قدمي هنا وهناك ....لم اقلق كثيرا لابد للنوم ان يتسلل الى اجفاني المتعبة .....
ولكن ظني قد خاب اذ لم استطع النوم ابدا ....كنت مترددا في النهوض او البقاء على فراشي عل النوم يرحم اجفاني التي غزاها السهاد ...بقيت لدقائق اخرى وانا تقلب يمينا وشمالا لا زلت اغمض عيني فلا زال هناك امل ....ربما كان تغيير المكان هو السبب ....فتحت عيناي اخيرا متخليا عن اخر محاولة لي في النوم ....
تسللت الى الخارج وانا احاول ان لا اصدر صوتا وقفت على مخرج الخيمة وانا اتنفس بعمق .....اخذت شهيقا طويلا جعل لاكبر قدر من الهواء يدخل رئتي .....تليتة بزفير حسبت انني اخرجت به كل ما كان في صدري من هواء ....امسكت بالحبل الذي كان يوصل اطراف الخيمة الى بعضها ....كانت تلك الليلة مقمرة نظرت الى السماء القاتمة رايت بعض السحب الشفافة تزينها .....
كانت تتخلل تلك السحب اعداد كبيرة من النجوم المتناثرة وجدتني اقف في رحاب عالم كبير لا استطيع احتوائة...فكرت في نفسي مهما حاول شخص ان يعد تلك النجوم ستبوء كل محاولاتة بالفشل
فعددها كبير جدا تتفاوت في الحجم والسطوع .....كان القمر بشكلة الدائري يستقر بينها ....لا اعلم لماذا يبدو لنا فعلا وجهه الباسم....رغم ان هذا مجرد تضاريس لاغير .....
ولا اعلم من هو اول من اكتشف ان للقمر وجه باسم ....اتراه كان خاوي البال بحيث لم يجد شيئا يشغل به نفسة الا مراقبة القمر ...ام انه كان يعاني الارق بحيث مكنة ذلك من مراقبة النجوم والقمر في ليلة مقمرة ....لماذا يرغمك التحديق في القمر الى التفكير حتى وان كنت مستبعدا لذلك ....لماذا نستمر ننظر اليه وكاننا ننظر الى وجه الحبيب لا نمل منه ابدا .....
صدق الشعراء عندما تغنو به وجعلوة الملهم الاكبر في قصائدهم الخالدة فلست الومهم ابدا ...."
جلست القرفصاء وانا لا زلت احدق الى القمر وكانني اخشى ان يبتعد عن ناظري ..ليس هناك شئ الا هذة السماء الامتناهية والرمال الفضية وانا ..كانت قدماي عاريتان فلم اهتم في ذلك الوقت في ارتداء شئ
يغطيهما لانني لم اكن في الاساس اريد ان انهض من على فراشي ولكنه الارق ....لم يترك لي مجالا كي اريح- نفسي من الارهاق الذي يحتل كل جسدي ...آآآآآآآآآآآآه ليتني لا افكر في اي شئ واترك نفسي هكذا دون ان تعتريها الهموم ولا يعكر صفوها القلق ....امسكت عودا كان مرميا على الارض واخذت اصابعي تتحرك هكذا دون هدف ...
لم اكن اعرف ماذا تريد اصابعي ان ترسم كل ما فعلتة هو تركها طليقة بكامل حريتها ...كنت مادا يدي الاخرى ممسكا بحبل امتد من الخيمة ....لم اكن يوما اجيد الرسم على الرغم من انني اتذوقة ....فالى جانب ذلك كنت احب ان اقراء في الادب ايضا خاصتا ابيات الشعر ولم اكن اجد متعة الا في الفصحى من الابيات ....فانها تحوي الكثير من المعاني والتصورات .....
كثيرون كانو يستغربون من ميولي الادبية على الرغم من ان مجال عملي كان بعيد كل البعد عن ما اهواه واتذوقة ....على كل حال لابد لهم ان يعلمو ان الهوايات او الميول ليست شرط ان تتضمن مجال العمل ...او تدخل في فروعة ....تبسمت حينما تذكرت تعليقات ((منى)) الدائمة عندما اقول لها ذلك ((انك اكبر فنان في نظري))هززت راسي انه الحب دائما فلا تستطيع الا ان ترى كل ماهو رائع فيمن تحب ....حتى لو كانت شخصيتة تحتوي على الكثير من النقائص ....والعيوب ولكنها عين العاشق التي لا ترى الا الكمال .....
لا اعلم لما تسللت تلك الافكار المتعلقة بالحب والعواطف الى عقلي في ذلك الوقت ...فليس على اعماقنا وما يختلج بها اي سلطان اذا طفى ما تختزنة على السطح ....ادركت في تلك اللحظات وانا وحيد احدق الى النجوم انني عاشق بالفعل ...وسوف تظل ((منى ))في اعماقي دائما ....لست اجد تفسيرا لذلك فانا اعلم انني احب منى منذ ان وقعت عيني عليها ....
ربما لانني بعيدا عنها الان فانك تشتاق الى ما تفتقدة دائما ...نظرت الى الرمال التي تحت قدمي وجدت خطوطا كثيرة قد رسمتها اصابعي اندهشت لان تلك الخطوط قد بدت متشابكة ببعضهاالبعض ...بدى لي انها تشبة خطوط حياتي على الاقل في الوقت الراهن ....نظرت الى التقاطعات الكثيرة ربما يجب ان يوجد من يفك هذة التقاطعات ويتخلص منها ....
تنهدت وانا انهض محاولا ان احفظ توازني نظرت الى القمر نظرة اخيرة ودخلت الى الخيمة فلقد شعرت براحة كبيرة لا اعلم مصدرها حتى انني ازعم انني استطيع النوم لمدة ثلاثة ايام متواصلة .....
في الصباح التالي كنت اخر من استيقظ من النوم لانني عندما فتحت عيني وادرتهما لم اجد الثلاثة ....كانت اشعة الشمس تتسلل الى الداخل من باب الخيمة المنصوبة ...من بعيد سمعت همهماهم العالية وضحكاتهم المجلجلة كان اعلاها بالطبع صوت ((عبدالله))...نهضت وانا اتسائل ماذا يفعلون في الخارج ....لابد انهم يمرحون الان ....
بعد ان صليت ركعتين كنت خلالهما اشعر بالذنب اذ ان صلاتي كانت قضاء فلم انم الا متاخرا ليلة الامس ....خرجت اليهم وانا افرك عيني ...رايتهم على بعد قليل وهم يجلسون بشكل حلقة ....لم ينتبهو الى وجودي بسبب كلامهم وضحكاتهم ....اقتربت منهم وكان اول من لا حظني صالح ...((كيف كانت ليلتك البارحة))......
شرحت له ما حدث لي من ارق وعللت ذلك بتغيير المكان ....جلست الى جانب ((مالك ))كانو يضعون امامهم بعض الاطعمة المعلبة والسريعة لم افهم اكان ذلك فطورا ام غذاء اذ ان الان تقارب العاشرة صباحا ....ولكنني مددت يدي لاتناول بعضا من الزيتون والجبنة المملحة اذ كنت جائعا ......
مر الوقت سريعا قضيناة ونحن نتجول هنا وهناك لنستمتع اكثر بجمال الطبيعة الخلابة ...لم نرد ان نفوت الفرصة علينا فربما لا يسعنا ان نعود الى هنا الا بعد عدة اشهر اور ربما سنوات ...التقطنا بعض الصور لنا ....لتظل ذكرى ....قرابة الغروب حملنا امتعتنا لنستعد للى درب العودة ....فكل واحد فينا لديه اشغالة واعمالة .....لكننا شعرنا ببعض التجديد والراحة ......
عندما ترجلت من السيارة امام باب المنزل كنت انظر الى تلك الهدية الصغيرة في كفي ....مررنا في الطريق على محل للهدايا واردت ان زجاجة العطر هذة لها ....لابد انها سوف تعجبها فهي تفضل هذا النوع بالذات من العطر ...املت فقط ان لا تكون نائمة لارى الفرحة في وجهها ....
....كنت امسك بسلسلة المفاتيح بعد ان اخرجتها من جيبي لادخلها في الباب ....فوجئت به يتحرك ويفتح جفلت لذلك فتراجعت دهشا....ضيقت ةعيناي لارى من خلف باب منزلي .....
صعد الدم الى راسي سريعا وبدت اطرافي ترتجف فانا لا احب ان ارى ذلك الشخص اطلاقا والان اجدة في منزلي ماذا يفعل هنا ....لم ارتح ابدا لرؤيتة ولنظراتة المغرورة المتكبرة ...كان ينظر الي وكانني فعلت له شئ او آذيتة ....بينما الذي من المفروض ان ينظر تلك النظرات هو انا .....لانني اجدة هنا في منزلي بعد الذي فعلة .....
في تلك اللحظات لم تسعفني الكلمات فلم اعرف ماذا اقول ...لانني اجد رغبة في نفسي للترحيب بة ...او حتى النظر الى شكله الغريب بشعرة الاشعث وملابسة المهلهلة ....اشحت بعيدا وانا اقول باقتضاب((مرحبا))اذ انه كان في منزلي ولم استطع ان اقول غير ذلك.....
تجاوزتة الى الداخل لان هيئتة كانت تدل على انه خارج ....سوف اطلب من منى ان تخبرة ان لا ياتي الى هنا ابدا مرة اخرى فليست لي مقدرة على احتماله ابدا....وضعت المفتاح في الباب الداخلي وانا اغلي من الداخل فرؤيتة قد قلبت مزاجي وجعلتني اشعر بالتوتر ....عندما امسكت يدي بالباب .....((لا اعلم كيف تتركها وتذهب دون اي اتصال حتى)).....
التفت اليه قطبت حاجبي هل يوجة هذا الشاب الشقي كلامة الي وباي صفة يفعل ذلك ....نظرت اليه باستفسار مريب وانا اقترب منه ماذا يعني بقولة هذا ولما يوجه كلامه الي بهذة الطريقة ....
((عفوا ماذا قلت))...استمر في نظرات البغيضة لي وهو يضع يدة على خصرة مستهزئا((الا تعلم ما يجري في بيتك))...الا يكفي هذا لم اعد احتمل لم اتوقع ان يوجه لي انا هذا الكلام من شاب احمق فاشل لا يعرف الا اللهو وووو!!!!!!!......لم ادرك ماذا افعل الا عندما سمعت صرخة مدوية من الخلف ((ارجوك اتركة يا سعيد)).....بعدها تناهى الى سمعي صوت ارتطام قوي على الارض ....
التفت على اثرة مذهولا ........



ارجو ان يعجبكم الجزء .....وانتظر الردود.......mousa......

brune 12-06-07 08:18 PM

salaaaaaam
wa a5iiran joz2 jadiid :biggrin: teslam 2idiik :Supercool: lakin wa li3ilmik :3EO05175:ya3ni ya3ni ya3ni ino e7na tamma3iiiiin :IuL04800: :tongue: fa arjouk :Please: laa teb5al 3aliina bi2ajzaa2 tawiila 5assatan wa annak 9ata3ta aljoz2 fi la7dha 7aasima
:Taj52:
incha'Allah tesma7lek dhoroufak we tenazzlilna joz2 2aa5ar fi a9rab wa9t
:YkE04454:
domta mobdi3an wa fi Amaan Allah
:rdd12tf:

MALAK 12-06-07 08:31 PM

bruneاشكرك لك كثيرا جدا مرورك الكريم واتمنى ان الجزء كان جيثدا ومشوقا......
لكن بصراحة اجد صعوبة في فك رموز كتابتك:3EO05175:.....
على العموم....انتظروني في الاجزاء القادمة.....

frasha_moslema 13-06-07 02:28 AM

وأخيرا الجزء الجديد. تسلم ايدك

MALAK 13-06-07 05:08 AM

اهلا وسهلا فراشة مسلمة.....
اشكرك كثيرا على المتابعة....تحياتي.....

نور الكون 14-06-07 08:01 PM

للمــرة الثانية

تنقطع أنفــاسي شغفا لمـعرفة المـزيد

كان الإستــجمام رائعا

سلمت يمنـــاك

وترقب ٌ إلى حيـــن أوبــة

MALAK 14-06-07 08:18 PM

نور الكون .....تقبلي شكري على التعقيب والمتابعة......

brune 14-06-07 08:54 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mousa (المشاركة 824838)
bruneاشكرك لك كثيرا جدا مرورك الكريم واتمنى ان الجزء كان جيثدا ومشوقا......
لكن بصراحة اجد صعوبة في فك رموز كتابتك:3EO05175:.....
على العموم....انتظروني في الاجزاء القادمة.....

aasifa lakin al7orouf fi jihaazi bil-faransaawi ya3ni mane9darch nekteb bel-3arabi :Taj52: mech bi2iidi wa'Allah
ma3liich we nestanna jadiidek
salaam

Lara_300 14-06-07 10:57 PM

رباه !

شوقتنا حقاً ...

الأحداث رائعة والتعبير والأسلوب ، أبدعت بهما ..

دام إبداع قلمك

ننتظرك على أحر من الجمر

مع التحية..

MALAK 14-06-07 11:17 PM

lara_300....اشكر لك تفاعلك كثيرا....
الى الاجزاء القادمة ان شاء الله....

MALAK 16-06-07 12:10 PM

الاسلام عليكم ورحمة الله وبركاتة.......


((تركتها وحيدة))....


((9))


بدى لي ان الواقع الذي اعيشة قد تحول الى كابوس استحالت مع الدقائق طويلة وكانها دهر...كنت اجلس بجانب باب الغرفة التي ترقد فيها ((منى ))على فراشها الابيض ...لازلت مذهولا الى الان مما حدث فالغضب الشديد اعماني وجعلني مجرد رجل اهوج لا يرى الا حماقاتة ...الشعور بالذنب يجتاحني من دون رحمة ويتركني فريسة مطارقة القاسية على راسي ...فلا البث الا ان امسك راسي واعتصرة بين كفي وانا اكيل الكلمات القاسية الى نفسي الاثمة...والعن بشدة تصرفها الاحمق ....تذكرت وجهها الشاحب وعينيها المسبلتين ...كانت تبدو اقرب الى الاموات من قربها الى عالم الاحياء ...ناديتها عدة مرات وانا اضرب برفق على خدها الناعم ...لم تجبني ابدا لا اعلم ان كانت تعي ما اقول ...فتركتني اعالج تبعات تصرفي الاحمق ام ان مرضها الذي اجتاحها وانا في تلك الرحلة هو سبب سكون شفتيها اللتان بدتا يابستين ...كنت انكس راسي وانا لا اجرؤ ان ارفعة فارى شبح وجهها المتعب في كل الوجوة ...
لا اعلم لماذا شعرت الان وانا هنا وفي هذة اللحظات انني ربما تاخرت في ذلك ...شعوري بالذنب لا ينفعني الان ...فقد بدى لي ان مسافات طويلة صارت تفصل بيننا بسبب ما فعلتة يداي ...
((منى))تلك المرأة الرقيقة الهشة التي تؤديها النسمة ويتمزق قلبها لمنظر لطفل باكي او دمعة لامراة طاعنة في السن ...منى صاحبة القلب الكبير والابتسامة العذبة التي اغتلتها انا بقسوة ....
وتركتها صريعة على ارض قاسية من صدي وتهجمي الشديد الغير مبرر ...هززت راسي وانا اتخيل المنظر ..دهشت كيف لم ارها وانا اواجة شقيقها ((وليد))عند باب المنزل ....
لم اعي مدى الحاله التي كانت تعاني منها وهي تقف متحاملة على نفسها تحاول ان ترسم ابتسامة باهته على وجهها الصغير لاستقبالي ....شعرت الان بالذات في هذة اللحظات انني اغتلت تلك الابتسامة وقتلتها بكل قسوة ...الغيت من اعماقي مشاعر كبيرة فياضة كنت احتفظ بها لهذة المراة صاحبة اكبر
قلب في العالم ...تركتها وحيدة ضعيفة كعود هش من السهل ان ينكسر لادني ضغط او حركة ....
وجعلت ذلك الحاجز من الالم والعذاب يقض مضجعي ويورثني قسوة لا اعلم من اين استوطنت اضلعي
التي سكنتها امراة واحدة لم اعرف طعما للسعادة الا معها وبين عينيها الواسعتين ....
تملكني شعور بالغربة الشديدة من نفسي وكانني انفصلت عنها منذ زمن بعيد الى غير رجعة ...كنت اغمض عيني وانا احاول ان اتماسك ...اعيد ترتيب تلك الاجزاء المبعثرة داخل النفس والقلب ....
كم تقتلني نظرات والدتها التي تسكن فيها اشياء تعتريني لتتركني دون اي شئ الا شعوري بالذنب
وتانيب الضمير ...لقد انحنت اضلاع تلك المراة الخمسينية وهي ترى زهرة يانعة قد سقتها تنتزع من مكانها لترمى على قارعة الطريق ....رايت من خلال عينيها بكاء مرير وخيبة امل مؤلمة الى حد العذاب ....
((لماذا تفعل بها هكذا يابني هي لم ترتكب جرما))قالت تلك الكلمات واشاحت بوجهها تعالج دموع ام
وهي ترى ابنتها الرائعة تتهاوى بين يديها ولا تستطيع لها الا الدموع والمواساة ....
نكست راسي وانا احمل ذلك الجسد الضعيف بين ذراعي اردت ان اهرب الى اي مكان ...فنيران تلك النظرات الام تكاد تحرقني وتحيلني الى رماد...تلحفت تلك المراة بعبائتها وتبعتني كسيرة الفؤاد دامعة العين ....
مشتتة الوجدان...كانت تمشي ورائي شعرت بلهيب نظراتها الكسيرة يحرق قفاي ....هممت ان استدير لاكثر من مرة اردت ان افتح فمي واقول لها اي شئ يبرر ما فعلت ...لكنه الخوف من اشياء تظهر جليا في عينيها الكسيرتين الشاردتين ....عذبني ذلك اكثر فتلك العينان تحملان نفس بريق عيني ((منى)).....
نظرت الى باب الغرفة التي اجلس بجانبها على كرسي بلاستيكي ..لا اعلم لماذا لم اجرؤ حتى على الدخول الى الغرفة التي ترقد فيها...رايت في عيني والدتهاوانا اقف على باب الغرفة منكفئا على نفسي ما يجبرني على الانزواء والابتعاد....
وقفت حائرا عاجزا وانا انظر الى الممرضة من بعيد وهي تغرز تلك الابرة في ذراعها الممدة على السرير الابيض ...شعرت بها تغرس سكاكين حادة في قلبي ...يكفيها ما تعاني من وطاة جبال الالم التي تربض على صدرها ...يكفيها ما تقاسي من ظلم رجل مثلي لا يعرف الرحمة ولا الغفران...
تدفقت غزيرا تلك المشاعر الجياشة في صدري وانا احاول ان امح دمعة كانت في طريقها الى النزول ...
تركتها ترقد على ذلك السرير مسبلة العينين دون حراك ...وكانها الاميرة النائمة التي تنتظر فارسها ....
لكن فارسها قد خذلها وجاء معة بعذابها وشقاءها الذي لا ينتهي ....حاملا بين يدية اشواكا قاسية تدمي منها الفؤاد والروح ...بدل ان يحمل لها باقة من الزهور ....ثمانية اعوام تلك التي قضيناها معا ...
وامتزجت فيها ارواحنا وقلوبنالتكون نفسا واحدة ....ثمانية اعوام من العشرة والمودة اغتلتها ومزقتها اربا بسبب جهلي وعنجهيتي الحمقاء ....فلتنعم على سريرها بقليل من الراحة والامان الى جانبها والدتها الحنون صاحبة الاضلاع المحنية ....ليتني رفقت بتلك الاضلاع ليت يدي لم تمتد لتهز تلك الاوصال بقوة وقسوة ...وكانها اغصان شجرة تقتلع من جذورها ....بت الان ابوء باثمين اثم زوجتي واثم والدتها التي لم يتبقى لها من ابنائها الاربعة الا تلك القابعة على السرير بلاا حراك ....حرمت ام من رؤية طفلتها التي طالما كانت لها السند والعون ...وتركتها تعاني مرارة الفراق وقسوة الشعور بالوحدة .....
عندما خرجت الممرضة من الغرفة بادرتها الى السؤال متلهفا وانا اتمزق من الداخل ...كنت انتظر ما يطمئنني ويعيد ال بعض الاستقرار ...كنت اتوق الى كلماتها التي تخفف وطاة الذنب التي اصبحت
تسكن في اعماقي وتجعلني اشعر بالعار ...كانت اطرافي تهتز بقوة وانا احاول ان اتماسك امام الممرضة ...كنت اتلعثم عدة مرات وانا اسئلها عن حالها ومدى خطورة الحمى التي تعاني منها ....
((لاباس لا تقلق كثيرا انها حمى وسوف تزول تلقائيا مع العلاج ))...اصابتني تلك الكلمات بالخرس وانا لا زلت اقف هناك عند بابها ...شردت طويلا وصورتها التي تعذبني لا زالت امام ناظري ....رفعت يدي واخذت اعصر جبيني الذي تصفد بالعرق الغزير ...انتابتني حالة من الذهول ...ليت تلك الحمى تذهب الى غير رجعة ....((لاتقلق انها تحتاج فقط الى بعض الراحة وقد اعطيناها مضادا حيويا ))...التفت اليها وانا اشعر انني في عالم اخر مالذي اوصلها الى هذة الحالة عندما تركتها لم تكن تعاني من شئ ...اتراها كانت تعاني من بوادر حمى عندما ودعتني وهي شاردة تتكئ على الباب ...ام ان تلك الحمى قد فاجئتها وانا خارج المنزل لاهيا مع اصدقائي القدامى ....
كانت كلمات شقيقها ((وليد))تقتلني تحيلني الى شعلة مضطرمة من النار لا تخلف اخيرا الا الرماد....
لم ارة منذ ذلك الوقت ...علمت ان ((منى))قد اتصلت بهم لانها شعرت بتوعك وارادت ان تذهب الى الطبيب...وكان هو في طريقة الى السيارة ....لم اعي خلو وجودة من المكان الا عندما التفت ذاهبا الى ا السيارة حاملا منى بين ذراعي ....سمعت والدتة المهمومة تقول وهي تركب الى جانبي((ترى الى اين ذهب))....
بقيت منى لليلة في المستشفى تحت الملاحظة كانت الحمى شديدة قليلا ...شعرت بفراغ كبير موحش وانا اسمع الممرضةوهي تقول لي ذلك ...لم اتحرك ابدا وانا ارى ذلك الباب الموارب يفتح ....
كان الطبيب بالداخل يقيس حرارتها وياخذ نبضها ...مددت عنقي وانا احاول ان اتبين شكلها من خلال الفتحة الصغيرة ...كانت عيني والدتها تراقب الطبيب بلهفة وشرود...عضضت شفتي وانا اراها هناك يحيط بها البياض من كل مكان ...كان شعرها الحريري الفاحم يفترش المخدة الوثير ةالبيضاء .....
رايت الطبيب يخرج ويغلق الباب وراءة تابعتة الى ان غاب عن ناظري ...فكرت ان الحق به واسئلة لكني عدلت عن ذلك ...لم اشعر برغبة في سماع ذلك مرة اخرى فان ذلك يمزقني ....
بعدها بلحظات سمعت صوت الباب يفتح مرة اخرى ...ويخرج منه ذ لك الشبح المتلحف بالسواد ...كانت والدتها تنظر الي بغرابة وهي تواري وجهها خلف وشاحها الاسود الرقيق....بدت لي انها قد تكرهني
الى درجة البغض حتى وانا ارى الانكسار في عينيها ...حتى وهي في قمة ضعفها وشرودها تثير الرعب في اعماقي لاردد في نفسيي ارجوك سامحيني فلم اكن اقصد.....
((يا بني لماذا تعذبها هكذا لذنب لم ترتكبة ...وليد عندما دفعها بعيدا وهي تحاول ان تحول بيننا لم يكن يعرف انها تحمل في احشائها جنينا ))....
دارت بي الدنيا وانا قف في مواجهتها ...ارتج كل شئ امامي وهي تهوي بكلماتها المؤنبة لتجعلني فريسة ذهولي ...لم يكن يعرف بذلك اذا ...عرفت من والدتها انه كان متغيبا لمدة ثلاثة اشهر قضاها في اللهو العبث مع اصدقائة كانت مدة حمل زوجتي ...وعندما عاد بعدها لم يتسنى لهما اخبارة بالامر ....
لان حالتة لم تكن تسمح ابدا بذلك فقد دخل عليهم وهو في حال غريبة ترتعد اوصالة ...يتطاير من عينية شرارات حارقة ...وهو يحاول ان يمسك باداة ما ....يبدو انه تشاجر مع احدهم ....
سيطر الخوف على تلك الام وهي ترى ابنها المتهور يذهب الى مصير مجهول لا تعلم عواقبة....راتة وقد اعمى الغضب ورغبة ملحة لاخذ بالثار عينية...تحركت اجراس الخطر في اعماقها .....
فهذا مهما يكن ابنها الذي ربتة بين ذراعيها ....لا تستطيع ان تراه يرمي نفسية في طريق مظلم ويسلك درب تحفة المخاطر دون ان تقف في وجههة....وقفت امامة تمسك بيدة ترجوة ان لا يفعل ....
كان كالوحش الكاسر الذي يكشر عن انيابة ...لم تفلح محاولات والدتها صاحبة الجسد الضعيف في الوقوف في وجه الطوفان الهادر ....فاسرعت منى اليها تحاول ان تنثنية عن رغبتة رحمة ورافة بامة المسكينة....دفعها بقوة وخرج سريعا دون ان يلتفت الى ما خلفة وراءة ....
عدت الى المنزل وانا اشعر بجدرانة العالية تصفعني بقوة ...جلست على الكرسي في الصالة وانا احتضن وجهي بين كفي المرتجفان ....بدى ان هذا المنزل قد نزع منه ذلك الشئ الذي يمدة بالحياة كما تمدة الكهرباءبالنور ....مشاعر الكبت والانتظار التي اختزنتها طويلا في اعماقي وانا احلم بطفل ينمو في احضاني وبين ذراعي ...قد تفجرت بقوة دون سيطرة مني عندما علمت في تلك الليلة من منى ما حدث..
كل ما شعرت به في ذلك الوقت ان شخص اقتحم حياتي لينزع مني حلما طالما كنت اعد الليالي والايام في انتظارة ..اعماني المي لفقدي ما كنت اتمناة عن الحقيقة ...ونسيت ان هذا بالضبط ما كتبة الله لنا ...
غفلت عن مدى قسوتي وعنادي وانا اراها تدوى كشمعة ....كانت تذوب وتختفي وهي تعاني من معاملتي القاسية التي لم ترها ولم تشعر بها الا بعد اجهاضها وفقدها لجنينها ....اخذت نفسا عميقا وانا اعاود التحديق في جدران المنزل التي بدت مظلمة كئيبة ....وكان الالوان قد ذابت فيها ....
مشيت الى الغرفة وانا اكاد اتهاوى لفرط التعب في جسدي واوصالي ...سمعت وقع خطواتي يبدو وكانة مطارق على الارضية الرخامية ...السكون يخيم على المنزل التي غابت صاحبتة عنه وتركتة مظلما ...
تتردد بين جدرانة انفاسي اللاهثة الحارقة ...دخلت الغرفة وانا اعلم جيدا انها بداية رحلة عذاب جديدة.... فهنا تكمن رائحة عطرها ...اشعر بانفاسها تلفح وجهي ...ارى ملامحها تسكن في زوايا غرفة خلت منها ...ادرك انني ضعيف جدا من دونها ...تستقر تلك العلبة بين كفي وانا اجلس على طرف السرير ...احدق اليها وكان عيني تبحث عن شئ افتقدتة واحدث وحشة في الاعماق ....اضعها على الرف واثار دمعة يتيمة تستقر عليها ....
لم يساعدني ابدا تغيير المكان في شئ فلا زلت خاويا اشعر بمساحات كبيرة من الفراغ حتى وانا ارقد في تلك الغرفة في منزلي القديم اللذي يضم ابي وامي وشقيقتي الاثنيتن....هذة الغرفة التي سكنت دائما فيها مع شقيقي سالم نتقاسم كل شئ فيها حتى الفوضى العارمة ...والاشياء المكومة على بعضها دون مداراة او ترتيب ...وشهدت اجمل ايامنا ...لم تفلح في ادخال الراحة في نفسي...
تركت المنزل هاربا من طيفها ....لم استطع ان ابقى طويلا بين جدران حوت انفاسها ....
بدت الدهشة على والدي عندما وقفت امامهما في ذلك الوقت المتاخر من الليل ...لم يتوقعو ان افاجئهم بزيارة في ذلك الوقت فلقد كان الكل نيام ....ربتت والدتي على ظهري طويلا وهي تستمع الي ....
كانت تجلس بجانبي على السرير وانا اخرج كل مافي اعماقي من الم وعذاب ...بين زفراتي الطويلة كنت اسمع كلماتها الهادئة المطمئنة تنبعث من شفتيها وكانها قطرات من الماء الشفافة الرقراقة ...تسيل على الجرح فتتركة وقد بارحة الالم...((لاعليك يا عزيزي سوف تكون بخير)).....
يالكلماتها الرائعة تحتويني وكانني طفل صغير لا يعرف طريقة ...تحيطني بحنان غريب كنت افتقدة دائما واتوق اليه ...فهذا الشارب الذي يزين وجهي ويعلو شفتي ...لم يمنعني ابدا من التوق الى حنانها ونبعها الصافي الذي لا ينضب ابدا....ستظل امي مرفئ احط رحال سفني التائهه علية متى ما احتجت اليها ....
امتدت يدي الى كفها الصغيرة التي غزاها بعض العروق لثمتها طويلا وانا اتمنى ان تضمنى الى الابد ....
ملت عليها وانا اتمنى ان ادفن راسي في تلك الضلوع ...اردت ان يستقر راسي على كتف طالما حملني وانا صغير لا اعي شيئا من اعباء الحياة وصعوباتها لولا ان صرخت رجولتي في اعماقي في اخر لحظة فمنعتني من ذلك....تلاشت خلف الباب وهي تودعني بنظرات لم ارى في مثل نقائهما ابدا الا عيناها ..وكانهما كهف للتائهين امثالي ....
سبحت بعدها الغرفة في الظلام بعد ان اطفئت الانوار ...وضعت يدي خلف راسي وانا احدق في الظلمة ....
خيل الي انني اراها وجهها الشاحب ...لم تغادرني ملامحها حتى وعيني تسبح في الظلام...كانت تقبع في الاعماق هنا بجانب القلب ....كانت عيني المجردة قاصرة في تمثلها بينما تفوق قلبي عليها ....
حاولت ان انزع نفسي من افكاري وانا اسمع طرقا على الباب ...كانت شقيقتي ((مها))الاقرب الى منى والتي تقف هناك ..
كان النور ينبعث من خلفها ...ضيقت عيني وانا انظر اليها بتساؤل ...كانت تحمل شيئا في يدها اقتربت مني دون ان تشعل الضوء ...وقفت بمحاذاة السرير ...دفعت الي بشئ وهي تقول((خذ هذا انه سوف يريحك))وضعت يدها على كتفي بحركة مواسية وابتعدت لتعود الغرفة الى ظلامها مرة اخرى.....
كان ((القران))الذي اعطتني اياه يرقد بين ذراعي الان احتضنتة وكانني بحاجة الى الامان ...وضعتة على جانب راسي وانا اغمض عيني ....
سحبت البطانية بعدها وغطيت بها نفسي وانا احاول ان اتناسى ما قالتة والدتها ((لماذا تظلمها يابني)).....



انتظر تعليقاتكم ........

brune 17-06-07 12:18 AM

Raaaaaaaaaaaaaaa2i3 macha'Allah
bada2at malaami7 al9issa tattadhi7o akthar
nantadhir

MALAK 17-06-07 01:10 AM

اشكركم كثيرا....
لولا تشجيعكم لما اكملتها فقد راودني شعور في البداية بانها مغامرة.....
تحياتي....

طال السهر 17-06-07 03:42 PM

:peace:

مرحبا ...

أود أن أسجل إعجابي ببدايتك الرائعه جداً ..
بداية موفقه فعلاً ومشوقه أيضاً ..
أهنئك بقلمك وفكرك الرائعين ..

دمتم بخير ومتابعه للأجزاء القادمه ..,
تحياتي لكم ..
طال السهر

MALAK 17-06-07 04:36 PM

طال السهر ....
اشكرك كثيرا على المرور والتشجيع.....
انتظرو الاجزاء القادمة.....

نور الكون 18-06-07 12:04 PM


يـــــــــاهـ ,,

أكثر من رائع

تألمت كثيرا في ظلال هذا الجـــزء

كومة المشاعر كانت خيالية

بـــــــــارك الله سعيك

وسلمت يمنــاك

بحق ,

أبــدعت

بإنتـــظااااارك

frasha_moslema 19-06-07 09:26 AM

أكثر من رائع. ما شاء الله

MALAK 20-06-07 03:48 AM

في الحقيقة اشكر الجميع على المرور ...
والتشجيع الدائمييين......تحياتي.....

نور الكون 23-06-07 02:32 AM

انتـــظر ,,

MALAK 24-06-07 04:08 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة....بصراحة كنت اتهرب من كتابة هذا الجزء كما تهرب بطل قصتي من المواجهه..لانني ادركت انني سوف اصاب بالارهاق ...فانت تشعر بما تشعر به ابطال قصتك...على العموم اتمنى ان يعجبكم الجزء فقد كان جزءا صعبا......






((تركتها وحيدة))....

10))

لاتظل الاشياء على حالها ابدا ..لابد لكل شئ ان يتغير في يوم من الايام ..فان امنت الى الايام القادمة ووطنت نفسك على ذلك وطمانت نفسك بان الحال سوف يدوم على ماهو عليه ...ستفاجئ بلاشك
ان كل ذلك سوف ينقلب عليك سريعا ...فكل شئ في الكون قد جبل على التغيير...كل شئ لا يتوقف عن الحركة ابدا حتى مشاعرنا ...
لذلك سوف تصيبك صدمة لا تلبث ان تعاني منها ..ربما من الصعب على الانسان ذلك ان يرى المنهل الذي كان يرتشف منه الحياة قد جف ونضب ماؤة العذب النقي ....
وربما من المؤلم كثيرا ان تحتل عينان كانا منبع السعادة بالنسبة اليك ان نظرة هي الاقسى بالنسبة اليك..حينها ستشعر ان احدهم قد صفعك على وجهك ..
صفعة قوية ارتديت على اثرها متعثرا مذهولا ..الاشياء التي نعشقها ونحبها تحتاج منا الى شئ اخر غير الكلمات والعبارات الشعرية..انها تحتاج الى شئ يغذيها ...وينميها....
ليمنحها الحياة ويعطيها القدرة على الاستمرار والعطاء ..كالزهرة التي تحجب عن اشعة الشمس فانها لا تلبث ان تذبل وتتيبس اوراقها النديه الخضراء للتتساقط
بعد ذلك ..فتصبح مع ذلك مجرد شئ ميت مهمل ..من السهل ان تدوسها الاقدام دون ان تشعر بها ..فهي على كل حال وردة ذابلة قد بارحتها النضارة وخلفتها ..مجرد بقايا اوراق يابسة...
تعاني الذبول ..بيد ان الوردة الحيه النضرة قد تصمد امام اعتى العواصف واشدها قسوة وضراوة..وكانها تتمسك بجذورها بكل قوتها وكانها تستلهم صمودها من
تلك الارض الني تحويها وتحتضنها ..لماذا لان الارض والزهرة بينهما ما يشبة الاتفاق على البقاء معا الى الابد....وان تفرقتا فانهم لاشك سوف تنزع الحياة منهما هما الاثنتين..
فهل يتخيل الانسان ارضا من دون اعشاب او نباتات ...لاشك انها حينئذ ستكون ارضا يايسة بور لا تصلح للاستيطان البشري او الحياة الانسانية ..لانها باختصار لاتوجد
بها ابسط مقومات الحياة وهي التربة الصالحة ...ادركت هذا متاخرا للاسف وانا اشيح بوجهي عن ذلك الوجة الذي عشقت صاحبتة طويلا ..لا اعلم لماذا بدت لي كزهرة انتزعت من جذورها ...
ورميت على قارعة الطريق لتداس اغصانها واوراقها من دون شفقة او رحمة ..تلك الزهرة الرقيقة لقد اذيتها انا وبكل انانبية وحسبت انني صائبا في ذلك ....
تعاظم شعوري بالذنب الى درجة تكاد تخنقني وانا اراها تنظر الي وهي على سريرها الابيض ...لم يعد لكل شئ قيمة في هذا المكان ..فقدت كل الاشياء المحيطة قيمتها..
وبقيت انا اتصاغر امام نظراتها الغريبة لي ..احتبست الكلمات في صدري ..شعرت بضوضائها وصخبها وهي تتزاحم للخروج كانت حبيسة اعماقي ..اصطدمت
بحاجز كبير سميك في داخلي ..لم اشعر يوما ما انني مجرم الا في هذة اللحظات ..عجزت عن فعل اي شئ وانا اقف بالقرب منها ..كنت اعقد كلتا يدي على صدري وانا
استحث نفسي على فعل شئ اي شئ حتى لو تفوهت بكلام احمق فارغ لا معنى له ..المهم ان اخرج من حلقة الخواء والفراغ التي تحيط بنا ..كانت شقيقتي مها تجلس
على طرف السرير وهي ممسكة بيد صديقتها المقربة ..تخبرها بذلك انها ستظل الى جانبها الى الابد بينما كانت بين الحين والاخر تحدجني بنظرات لائمة معاتبة ..وكانها تقول ان يدها الضعيفة الواهنة لايجب ان تكون الا بين
اصابعي الحنونة المواسية ... علها تستمد منها القوة ..ولكنها لا تعرف انني سبب ضعفها وانهيارها ..لاتعلم انني انا الذي اغلقت امامها كل الابواب حتى استكانت على قارعة طريق
موحش لاتستطيع ان تدرء به ضعفها واحتياجها الشديد الى الامان ..لم تدرك ((مها ))ابدا سر تلك النظرات التي تحرقني وتعري حقيقتي ولم تعرف ابدا انها تحوي من الاتهام اكثر مما تحوي على العتاب وشتان بين الاثنين ..رايت ابتسامة خفيفة في ما بعد بعد تحتل ثغرها ...نهضت
من على طرف السرير والابتسامة لا تزال تحتل مساحة كبيرة في وجهها ..لقد ظنت ان سبب نظرات ((منى))الطويلة لي ماهي الاتعبير عن الشوق والحنين الى زوجها
التي طالما احبتة وسعدت معة ..بقيت جامدا وانا ارى حركتها ...انها تضعني في وجة المدفع ..تدفعني الى الامام لتجبرني على المواجهه ..ليتك تعلمين ماذا يحدث يا شقيقتي الصغيرة ..فلا زلت لا تعرفين ما يدور في تلك
الاعماق المظلمة ((هيا يا اخي ان زوجتك مشتاقة اليك لاسيما بعد تلك الرحلة))..قطبت حاجبي وانا احدق اليها عاودني الشرود مرة اخرى لماذا تصرين على
الضغط على جرحها يا شقيقتي لا تنسي انها صديقتك المقربة..ربما لو تعلمين ما تعانية لنصحتيها دون تاخير على تركي والابتعاد عني ..ربما ستدركين ان شقيقك الاكبر
الحنون الطيب ما هو الا وحش ضاري ..وان قناع الطيبة الذي لطالما ارتداة ماهو الا تموية ...ومواربة للتستر به على ضعفة ومكابرتة الهزيلة ..تنهدت بعمق وانا اقترب اكثر من سريرها لم تتغير ملامحها ابدا ..
اشاحت بوجهها الان وكانها تقول لا تقترب اكثر ..صدتني حركتها المعارضة بشدة حتى اني وقفت حائرا وانا احك راسي بحيرة...لماذا عندما تتزاحم تلك الاشياء داخلك
لاتستطيع اخراجها ابدا ..بل تجد ابلغ الصعوبة في ذلك وكانك تعاني من مغص شديد سببه له عسر الهضم ...امقت هذة الصفة الغريبة جدا ..بمجرد ان اشعر بالذنب ..
او الارتباك تعاندني كلماتي ويخونني تعبيري وكان تعبيري قد جبن على المواجهه...لا اعلم هل هو مبالغة في الشعور بالذنب ام هو كبرياء الرجل الذي يلازمة دائما ليمنعة ان يبدي
تعويضا ولو بسيطا الى شريكة حياتة التي تحملت معة اعباء الحياة ..يل ربما حملت اكثرها ..ولم تصدر منها كلمة تدل على الشكوى او تفضي الى التذمر...اتعجب حقا منا نحن
معشر الرجال لماذا لا نملك ولو عشر مما تملكة النساء من قدرة على التضحية واستعدادا للاندماج مع اعبائنما ومتاعبنا ..((انظر اليها انها غاضبة منك لانك تركتهاوذهبت لتلهو مع اصدقائك))
قالت شقيقتي مها ذلك بعد ان ضربتني بخفة على كتفي ...واعقبتها بضحكة صافية جعلتني التفت اليها وابتسامة خفيفة محرجة على محياي ..يالها من بنت شقية فعلا..
((هيا عليك تحاول ارضائها))
قالت ذلك وهي تشير الى تلك القابعة على السرير بعينيها ..كبت انزعاجي من كلامها في اعماقي وانا اتشجع واجلس على طرف السرير ...ربما اعتبرت ذلك مغامرة من اخطر المغامرات التي خضتها في حياتي ...تذكرت قول صديقي عبدالله ......
((يا اخي ان اصعب المهام هي التي تتعلق بارضاء المراة اذا كانت غاضبة))كان يقولها بصدق وهو يرفع راسة عاليا ..شعرت انه في ذلك الوقت يوازي سقراط
وارسطو في فلسفاتهم التي لا نفهم اكثرها ونعتبرها مجرد طلاسم لاغير ...((الحمدلله على سلامتك عزيزتي)).مددت يدي الى كفها الصغيرة ممثلا امام شقيقتي دور العاشق التي تبادله معشوقتة
المشاعر والاشواق ...لم يكن امامي خيار فلقد حاصرتني تلك الشقية بتعليقاتها التي لا تنتهي .....((لم اعد صغيرة كما تعلم))
هززت راسي وانا انظر اليها وقد اعتلت حمرة خفيفة خذيها...لم ارد ان اقولها انني اشك بذلك فليست لدي القدرة على محاولة ارضائها هي الاخرى...لا املك الاعصاب لذلك ابدا....
في الايام التالية استمرت ((منى))على ماهي عليه دون ان تبدي اي استعداد لترك مجال لي او فسحة ..فلقد اصبحت منغلقة على نفسها اكثر ..والاغرب انها اصبحت تحدجني بنظرات جامدة
دون ان تبدي اي كلمة او تنبس ببنت شفة ...لا اعلم لماذا تركتها مجددا تفعل ما تشاء لم اشعر برغبة في الضغط اكثر عليها ..انا اقر بالذنب في داخلي ...وادرك انني جرحتها..
وآذيتها بما فيه الكفاية ..لذلك تركت الامور تسير هكذا على الرغم من انني حاولت ان اعود كما كنت ..بيد انني كلما اردت ان اقول لها كلمة رقيقة او ما الى ذلك ترتجف شفتي
ويدق قلبي بشدة ...اصبحت ارى حولها هاله من الهيبة تمنعني من ذلك ...كنت اشفق على نفسي من ان اتعرض اكثر للصد ...عزمت في النهاية امري على ترك الامور بضعة ايام
فلست اريد ان تزداد الهوة بيننا ...ولست اريد ان ازيد جرحها الما واتساعا...ففتح الموضوع مجددا في هذا الوقت امر لا تحمد عقباة ....ادركت اخيرا انها تفعل بالضبط ما كنت افعلة ..نفس النظرات بالضبط ..ونفس الصد والتجاهل ...
عجبت من كون هذة الزهرة الرقيقة تتحول الى امراة عنيدة...لاول مرة في حياتنا معا اراها هكذا ...بت اطرق كثيرا ويتملكني الشرود انا الذي صنعت منها امراة بائسة حزينة انا السبب
وتمنيت فعلا من اعماقي ان اعيدها الى ما كانت فقد افتقدتها كثيرا ...
كعادتي في هذة المواقف لا استطيع الا ان اسرع اليه وكانه منقذي اللذي سيريحني من اعبائي ...اعتقدت في داخلي انه بالتاكيد سوف يعطيني الحل الناجع الذي سيعيد المياة الى مجاريها
بيني وبينها ..التقينا في نفس المقهى التي التقينا فيه اخر مرة...لم نكن نشعر بالراحة الا في ذلك المكان ..نمارس فية كل طقوس صداقتنا القوية ونفتح فية قلوبنا لنزيل ما بها من غبار...
ونمسح ما علق في جدرانها من عوالق وشوائب تكدر صفو حياتنا ...هذة المرة لم اواري ي ما اشعر بة ولم انتظر ان يستحثني صديقي الوفي على الكلام او المصارحة فقد كانت النار تحرقني
وتلهب اعصابي ...كنت اريد اي كلمة تريحني وتدلني الى الطريق الصحيح فقد اكتست عيني ظلمة ...وكللتني غمامة داكنة ثقيلة لا استطيع بها الحكم الصحيح على الامور ولا القيام بموازنتها
فانا شخص ابتليت بقصر النظر خاصتا في مواقف كهذة ...لا استطيع ابداء تصف حكيم او اسداء فعل مفيد...قلت ذلك الى صديقي وانا اراه يمسك بكاس العصير الذي امامة ...
شعرت بالاحراج لابد انه يقول في نفسة يالهذا الرجل لا يستطيع التصرف في ابسط المواقف ...ولكنني بالفعل اظن خلاف ذلك ان اصعب موقف مر علي خلال حياتي .....
((لقد حذرتك من قبل ياصديقي ...من الصعب ان تكره المراة من تحب))..استمعت اليه بكل حواسي عرفت انه بتر عبارتة تلك ليثير اهتمامي ليجعل كل انتباهي لة وكان ما سيقوله بعد قليل
لن يريحني ابدا او يدخل البهجة الي ((الا اذا استحثها الطرف الاخر على ذلك))...انه اتهام صريح منة انني السبب في كل ذلك..لم اكن متفاجئا من صراحتة ولكن الذي فاجئني قسوتة ((ولكنها اذا بدات بالكره من الصعب عليك ايقافها عن ذلك))..لم يبدو على ملامحة اي تغيير او ماشابة كان لا يزال ينظر الى كاس العصير اللذي
لم يبقى فيه الا القليل ..بدا هادئا جدا وهو يقول لي ذلك ..على عكسي انا تماما ..ماذا يقول ومالذي جعلة يفكر بالكره الان وكيف خطرت هذة الكلمة على باله ..اتراه يعني ما يقول حقا ..
ام انني تتوهمت ذلك ..انه يشير الى انها قد بدات تكرهني ..وهذا سبب تصرفاتها معي ..بقيت للحظات اتمعن في كلامة ..امسكت كوب العصير الذي لم اشرب منه شيئا ..انتابتني مشاعر
متباينة بين التصديق والرفض ...بين قبول الواقع او الهروب منة...((منى))لايمنكن ان تفعل ذلك انني اتغلغل في شرايينها ...واحتل مساحة كبيرة في قلبها ووجدانها لم تشعر بالامان
والراحة الى جانب اي شخص الا معي ...ولم تدرك انها على قيد الحياة الا لما شاركتني الحياة ...من المستحيل ان تتسللل مشاعر الكره اليها انا اعرفها انها منى التي تبادلني مشاعري
وعواطفي ...انها المراة التي تملكني بكل حواسني واملكلها انا بكيانها ...((ماذا تقول انها عاتبة علي فقط)).....
لم استطع البقاء كثيرا بعدها ولم يجبرني هو على المكوث اكثر نهضت وانا احاول ان اسيطر على انفعالي ..فلم اتوقع ابدا ان ((صالح))صديقي الوفي والذي لطالما شعرت معة بالراحة ..
يزيد تلك النار المشتعلة ..ويحليني الى كتلة من الاعصاب المشدودة بما قالة ...كنت انكر كل حرف القاة علي بشدة ..وجدت عنادا وصلابة داخلي تجبرني على المكابرة ..اخر شئ اتوقعة ان تكرهني
ولكن ماذا فعلت لتكرهني وتكيل الي بالحقد ..لقد كنت غاضبا فقط ..وهذة ليست المرة الاولى...وهي استحملت شذرات غضبي طويلا في السابق ...بل حملتها معي وحولتها الى اتجاهها
الصحيح ..فلماذا الان تكرهني ...لماذا لا تعذر رجل فقد شئ كان يعتبرة جزء منة ....لم ابقى طويلا ...مع تساؤلالتي وحيرتي ((اتعلم لماذا..... لانك انت كنت كل شئ بالنسبة لها وانظر ماذا فعلت...لقد سلبت منها كل شئ ))
سبقني الى السيارة دون ان يدعني ارى ملامحة وكانة اراد بكلماتة ان يوقظني من سبات طويل ...وكانة اراد ان تتجلى امامي الحقائق ساطعة واضحة كوضح النهار ...
اراد ان يقطع علي كل تلك المبررات العنيدة التي سادفع بها اليه ..ربما اراد ايضا ان يلقنني درسا علني استفيق بهذا الدرس .. تركني هنا وسط حيرتي اقلب كلماتة دون ان تريحني فحواها او معناها الخفي ...كنت لا زلت اقف بجوار بوابة المقهى ..عندما اصطدم احدهم بكتفي ...رفعت راسي اليه كان يحرك فمة بكلمات لم افهمها او بالاحرى لم استوعبها ....
مشيت الى السيارة وقد عزمت ان اطبق فمي لن ازيد على ما قالة بكلمة واحدة ...ساثبت له ان كل ماقالة لا يجانب الصواب ابدا وانني قادرا على اعادة كل شئ الى ما كان سابقا ...وسوف اعود اليه في المرة القادمة وانا احمل اليه خبر انتصاري و عودتي انا وهي كما كنا ...ليرى ان منى من المستحيل ان تبطن مشاعر سلبية اتجاهي ...هو لا يعرفها ابدا لا احد يعرفها غيري فهي صاحبة ذلك القلب الكبير اللذي طالما احببتة وامنت اليه ...سوف يصفح عني بالتاكيد ...تذكرت الهدية التي اشتريتها لها وانا عائدا من الرحلة ....
لا وقت للتراجع الان فلقد عزمت على ان اتحدى نفسي واتحدى كلمات(( صالح ))القاسية ...كانت في المطبخ عندما عدت الى المنزل سمعت صوت الاواني يبدو انها تجلي الان...ما اسعدها بهذة الهواية التي تمارسها ..اعلم انها تلجا الى ذلك عندما يتسرب الضيق اليها ...فلا تجدها الا في المطبخ تمسح الدواليب للمرة العاشرة...او في الصالة تعيد ترتيب الوسائد التي كانت مرتبة
في الاصل ...اسرعت الى غرفة النوم وانا اتمنى ان لا تلاحظ وجودي كنت اخبا الهدية بين طيات ملابسي الى حين ان ياتي الوقت المناسب ....امسكتها بيدي وخبئتها خلف ظهري لم افكر بشئ وانا اتجة الى المطبخ كل شئ سياتي لاحقا كل ما علي ان اقترب منها ...واهمس لها بكلماتي اللتي كانت تفضلها دائما ...مددت رقبتي من خلال فتحة الباب ...كانت منهمكة في ترتيب الصحون ...كان شعرها الحريري مرفوع باهمال الى اعلى ...بدت عدة خصلات منه متمردة ....اقتربت منها وانا ابتسم لم تشعر بوجودي بعد ...ان الصحون عشقها الابدي...والمطبخ صديقها الذي لا يخونها ابدا..ليتها تريح نفسها قليلا...
((منى عزيزتي))ارتجفت بقوة وهي تمسك بصحن زجاجي بين يديها ...ندمت كثيرا وانا اراها تنظر الى بذهول لقد اخفتها مع انني لم اقصد ذلك ...اربكها اكثر ذلك الصوت المدوي لارتطام ذلك الشئ بالارض .. ....تحطم الصحن الذي كان بين يديها الى اشلاء تحت قدميها كانت تضع يدها على قلبها وهي تغمض عينيها .. لم تمهلني اكثر بل اخذت نفسا عميقا بعد ذلك و ركعت بسرعةعلى الارض وهي تمد يدها لتتناول اجزاء الصحن المهشمة ..نزلت سريعا الى مستواها عندما سمعتها تصدر صوتا متالما ...وتضع اصبعها في فمها كانت تبدو الان كطفلة فعلا اشفقت عليها لقد جرحت نفسها تلك المراة ...تناولت يدها بسرعة ونهضت وانا امسك بها
اسرعت الى صندوق الاسعاف ...وضغت اللاصق على الجرح ...وقفنا للحظات هكذا كنت لا زلت امسك بيدها وانظر الى اصبعها المجروح بخوف((هل يؤلمك))....استدارت الى الخلف لتعود الى ما كانت عليه ...تعجبت منها ..لاتريد ان تعطيني اي فرصة للخوف عليها للتواصل معها ..للولوج الى اعماقها لاستشف من ذلك ما يدعها تصدني وتبتعد عني ....لماذا تكابر اذا كان ما يعتمل في صدرها بسببي فلتبح به الي فاننا كنا دائما قريبين ....تناولت الهدية ودفعت بها اليها ....((هل تعجبك انها المفضلة لديك))....
تاملتها قليلا وهي تضغط عليها باصابعها ..وضعتها جانبا ثم ابتعدت عني واتجهت الى الثلاجة فتحتها واخذت بعض الماء لتشرب منه ...يبدوا انها كانت متوترة بعض الشئ اذ رايت ارتجافة يديها وهي تمسك بزجاجة الماء ..رايت بعيني رموش عينيها تهتز ..اعادت
تلك الزجاجة الى مكانها وهي لا زالت ترتجف ((شكرا))قالتها لي وهي تبعد وجهها عني لتفعل شئ ما بجانب الثلاجة ...لم اعرف ماهو بقت لدقائق وهي تحرك يديها ...اردت ان ارى ماذا تفعل ...
كانت تمسح السطح الرخامي للخزانة ...مابالها تشغل نفسها بكل شئ واي شئ الا النظر الي ...من ماذا تهرب والى ماذا ترمي بالضبط ...كان علي ان احاول محاولة اخيرة فانا اعلم انها لم ترفضها ابدا فردت ذراعي واحطتها بهما قربتها الى صدري برفق ...املت راسي عليها وانا احاول ان اوصل لها ما عجزت ان توصلة كلماتي ..انتابني بعض الارتياح وانا اشعر بها تستكين بين ذراعي ..سمعت دقات قلبها السريعة تصطدم باضلاعي كما في السابق ...استكان راسها على صدري ...داعبت انفي خصلا ت شعرها المتمردة ...((حبيبتي))لم املك الا اقول
هذة الكلمة ...شعرت بكياني كلة يقولها ...ادركت ان شراييني تحمل هذة الحروف وتضخها ...علمت ان قلبي يرددها دائما ...تنهدت وانا اسمعها تشهق وهي تدفن راسها بين ملابسي ..بللت دموعها
صدري واحدثت شرخا داخلي ..رجوتها ان لا تبكي فبكائها يمزقني ((انا اكرهك))دفعتني بقوة ثم اسرعت الى الخارج وانا اسمع شهقاتها ....


انتظر الردود.....

brune 24-06-07 12:44 PM

Salaaaaaaaaaaaaaaam
raa2i3 raa2i3 Raa2i3
bourikat yomnaak
nantadhir albaa9i

طال السهر 24-06-07 03:34 PM

جزء رائع .. مع كل ما يحكيه من ندم البطل ..
وصفك يفوق الروعه .. بصراحه كلي شوقاً للتكمله .
أتمنى ان لا تطيل علينا .. فنحن بالأنتظار ..


دمت بخير
تقبل تحياتي لك ..
طال السهر
:flowers2:

نور الكون 24-06-07 05:32 PM



شـعرت بصعوبة الكلمــات تضغط على أحرفك

أحسست أنك أوقدت لهيبا حين كتبتها .. وقد بلغنا لفح حــرارته

\\

أخي الفــاضل

رجــوتك بلا تـطيل

فـ لهفتي تسبقني إلى هنــا دومــا

\\

بـارك الله فيك

MALAK 24-06-07 11:46 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
اشكر لكم مروركم وتشجيعكم ...الى الاجزاء القادمة ان شاء الله.....

frasha_moslema 25-06-07 11:12 PM

ما شاء الله ما شاء الله. تحفة يا أخ موسي. بالإنتظار

MALAK 28-06-07 12:50 AM

تقبلو شكري الجزيل للمتابعة والتفاعل الى الاجزاء القادمة ....تحياتي....

طال السهر 03-07-07 01:53 PM

ننتظر وننتظر ... لكن هل سيطول الأنتظار ؟؟
لا تطيل الغياب خيو

تحياتي لك
طال السهر

نور الكون 08-07-07 12:29 PM

إن شاء الله تـكون بخير خيو ,

حـان موعد سفري


سأتابع حين عودتي بإذن الله


تسلم يمـناك

brune 13-07-07 12:58 PM

Salaaaaam
emmmmmmm Wiiiiiiiiiiinek
:Taj52:
incha'Allah elmaane3 5iir
:f63:

تركتـهـــا وحيدهـ ! 17-07-07 09:25 AM

السلام عليكم أخــي الغالي ..

/
\


اشتركت ..هنـــا /في المنتدى ...

لأشكرك على ابداعك ..
وتميزكـ ..


فلقد كنت اتابعك من خلف الكوليس ..

فأبيت إلا ..ان اعقب على روايتك

لانهــــا بحق متميزهـ ..لكاتب متميز في بدايته

.

بحثت عن ملاحظات في كتابتك..لم أجد !

ولكنني اعدك ..ان ادلـي بملاحظاتــي عند الحاجه

..


أتمنى في المستقبل القريب ..

أن أذهب لأحدها المكتبات ..
لاشتـــــري روايه للكاتـــب: mousa


/
\


تقبل اعجابـــي ومروري



أخوك: الوليد

MALAK 22-07-07 07:24 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
تحية طيبة لكل من تابع قصتي وانتظر اجزائها بشوق.....
التمس منكم العذر للتاخر الطويل الذي كان على غير
ارادتي واعدكم ان اعود قريبا لاكمال اجزاء القصة .....
مع خالص التحايا.....
MOUSA.......

sweet dodi 24-07-07 01:32 AM

ونحن بالانتظار

brune 24-07-07 10:36 AM

Al7amamdo lil'Allah 3ala essalaama
we nestannaak incha'Allah

فتاة النيل 26-07-07 01:46 AM

السلام عليكم بصراحة الرواية رائعة تسلم اخى وياريت تكملها بسرعة لانى اتعلقت بيها اوى ومستنياها بفارغ الصبر وربنا معاك:flowers2:

dew 26-07-07 01:54 AM

الى الأمام يا أخي .قصة رائعة ثابر على الأسلوب الرائع

تركتـهـــا وحيدهـ ! 26-07-07 07:29 PM

بـــالإنتظــــار يالغــالـــــي :)

/
\

فتاة النيل 27-07-07 08:34 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بصراحة القصة رائعة وجميلة جدا واحنا بانتظار الباقى علىنار ارجوك يا اخى لا تطول علينا جزاك الله كل خير
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

MALAK 27-07-07 09:15 PM

مرحبا بكم ....اشكركم كثيرا على متابعتكم.....
وارجو ان تعذروني على الاطاله....لدي جزئين جاهزين....
واعدكم انني ساضعهم غدا مساء ان شاء الله....
تحياتي....

فتاة النيل 28-07-07 02:34 PM

السلام عليكم فين باقى القصة يا اخى انت شوقتنا عليها اوى ارجوك كملها انا متشوقة اوى وجزاك الله كل خير

طال السهر 03-08-07 11:49 PM

اخي موسى ...,,

هل سيــطول الأنتظــــــــار ؟؟؟

متـــــابعه بـ صـ مـ تـ

تحياتي لك
طال السـهـر

بياض الثلج 18-08-07 01:22 AM

القصة غاية في الروعة
بل من اجمل القصص التي قرأتها
وننتظر التكملة ع احر من جمر
والله يعطيك العافية

MALAK 18-08-07 02:43 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة.....
اليوم اعود اليكم ....وقد جلبت معي تكملة لاحداث قصتي اللتي انتظرتموها ......
اتمنى ان تعجبكم وتحوز على الرضى....تحياتي.....

MALAK 18-08-07 03:30 AM

((11))....

الحاضر الغائب هذة الكلمة التي تحمل بين طياتها المزيد من القسوة والوحدة ..وتحمل بين طيات حروفها الكثير من التعاسة لصاحبها ...فلك ان تتخيل شخص ما يشاركك حياتك وكيانك وعواطفك ..لك ان تتخيل
ماكان يختلج في اعماقك ويجري في دمك ..ويلون حياتك ...ماهو الان الا حاضر غائب ..انها كلمات اشد قسوة من كلمات الوداع او البعد..فانك على كل حال تامل للبعيد ان يحضر وتقر عيناك بة في يوم من الايام ..تعد الليالي الطويلة وتسهر تحت نجوم الليل تتخيل فقط لحظة اللقاء ..بيد انك تشعر بسعادة غريبة وفرحة غامرة اذا شعرت ان موعد اللقاء المرتقب قد اقترب وازف موعدة..وتهنئ نفسك على انتهاء ايام الوحدة القاتلة وتلاشئ ليالي الوحشة الرهيبة ..ذلك بانك تشعر بالوحدة والغربة اذا ابتعد عنك من تحب حتى لو كنت تعيش في مكان هو اشبة بخليةنحل يضج بالبشر وتتزاحم فية الانفس ..لانك ببساطة ان عشقت شخصا ما ترى كل شئ في عينية ..تشعر بكل الكون موضوع في يدية ...ترى خيوط الامل بين خطوط اصابعة ..يتملكك شعور بالسعادة الغامرة والامتنان عندما ترى تلك الابتسامة تزين ثغرة ..وكانك قد ملكت الدنيا بما فيها ..وتكون هذة الاحاسيس زادا لك في وقت الغياب ..وفراق الاحباب ..فلا تلبث الا ان تعيدها في ذهنك وعقلك المرة تلو المرة ...وتسعد باستعادتها الكرة تلو الكرة ..وكانها
حبل الوصل الذي يربطك بالحياة ويمدك بالقدرة على الاستمرار ..فان تلاقت الارواح وامتزجت حتى اصبحت كيان واحد فلن تشعر بالسعادة الا اذا شعر بها الطرف الاخر ولن تنتابك الرجفة والارتعاشة الا اذا هز كيان طرفك الاخر ..لماذا لانها علاقة طردية..فلست قريبا فقط انما شريك وصاحب حصة كبيرة فيما يمتلكة الاخر ولست اقصد الماديات بقدر ما اقصد من شعور شفاف وعواطف جياشة ..فلا يملك هذا الشئ الا انت وهو ...وليس لاحد اخر ان يمتلكة او يمتهنة..
والوضع مختلفا تماما عن ما اعني من الحاضر الغائب ..فهذا الشعور هو اشد وطاة من اي مسمى للفراق او التعاسة ..فانك باختيارك او من دون ارادتك تنفصل تماما بكل شئ حتى بابتسامة صافية موجهه الى الطرف الاخر ..فينتابك شعور بالتعاسة بسبب مشاعر الضياع والحيرة التي تسيطر عليك وانت ترى ذلك الشخص امامك يشاركك السكن والحياة وتفتقر عيناة الى ذلك البريق الذي يضفي مزيدا من الاشراق على الحياة ..ويلون الروح بالوان زاهية ..عنذئذ تكتسي الحياة لونا رماديا قاتما في نظرك وتصبح الاشياء بالنسبة لديك ككل الاشياء لا طعم لها ولا لون ولا رائحة...ويغمرك احساس بانك تتخبط في الظلام متعثرا بحيرتك القاتلة ..على ان حيرتك تزداد قسوة وشدة كلما تقرب ذلك الشخص منك ..وتزداد نفورا وابتعادا كلما رايت بوادر لمحاولة اقتراب
لان الروح لها ما يريحها ايضا ويلائمها كالجسد تماما ...فذلك الفستان الذي يبدو رائعا على هذا الجسد...يبدوا في غاية البشاعة على جسد اخر ...وهكذا الارواح والانفس لا تستكين الا للذي يلائمها ويضفي مزيدا من الجمال عليها بدل ان يزيدها شاعة وقبحا ...لذلك جاء الحديث عطرا موفيا مجسدا لما تزخر بة النفس الانسانية من عجائب ...ولما تحوية من تناقضات غريبة ...((هن لباس لكم وانتم لباس لهن))ان هذة الكلمات الصغيرة تجسد لنا وبشكل كبير ما يغمض على ابصارنا من لبس او حيرة ..فلقد تجلت هذة المعاني وبسطوع في كلماتة سبحانة وتعالى ....
كنت اعلم دائما ويقينا وادرك انني انا و((منى))روحين متقاربين وكيان واحد حتى وان اعتلى ذلك الكيان بعض الغموض او اعتراة بعض الهزات ..بل انني حاولت ان ابعد تلك الا فكار المؤلمة والقاسية عني كي لا تشعرني بالياس ...ولا تجعلني اغرق اكثر في بحر التشاؤم ...فكرة ان تكون قد كرهتني هو امر لا استطيع ان اتجاهل توابعة علي ..وليست لدي القدرة ولا الاستعداد على الرضوخ لة او التسليم بة..تنابني افكار غريبة ين الحين والاخر .....ربما تكون المراة كائنا حساسا ...تملك مالايملكة الرجل من احاسيس شفافة ...وقدرة كبيرة على العطاء ...وموهبة عالية في فن التضحية ...وربما هذا ما يجعلها في الوقت نفسية سريعة الكسر ..لا تلبث ان تجرح مشاعرها لادنى خدش مهما كان صغيرا...ولكن هل تكرة بالفعل من اعماقها من كسرها ..من جعل اوراقها تتساقط صفراء يابسة ...ام ان لها قدرة اضافية تضاف الى قدراتها وهي التسامح وغض الطرف عن الاساءة خصوصا اذا كان هذا الجهل وتلك الاساءة من اقرب الناس اليها ...بت ايقن الان ان المراة كائن رقيق ...جميل ..ولكنة عصي على الفهم في الوقت ذاتة ...لايمكنك ابدا ان تستشف ردة فعلة في كثيرمن المواقف حتى وان ادعيت معرفته ككتاب مفتوح بالنسبة اليك...حتى وان زعمت انك تحفظها كماى تحفظ حروف اسمك....
لم ادرك سبب موقفها المتزمت مني بالضبط فانا لم اقصد ان اؤذيها ...بل كنت عازما على ان اعيد كل شئ كما كان ..ادركت انني المخطئ في الوقت لضائع .. ادركت اخيرا انها لا تتحمل العبئ الاكبر لكل ما حدث ..وما سوف يحدث ..ربما كان مافعلتة اشد ايلاما من لو انني قصدتها هي ...ربما كنت مغفلا بالفعل وعديم الرحمة ...فلن انسى نظرة والدتها تلك ابدا...كان فيها انكسار فريب وضعف جعلني اشعر بعواصف من الشعور بالذنب ...ربما كانت هذة هي الشقشة التي قصمت ظهر البعير ...وربما هي الا ن تعاقبني على تلك النظرة التي راتها هي ايضا في والدتها...فليس سهلا ان تهز عجوزا ....في اغلى ما تملك ...
حاولت ان لا تظهر علامات الضيق على ملامحي وانا اجلس في الصالة الكبيرة التي تتوسط منزل والدي ...كنت حريصا ان ابدوا طبيعيا كثيرا حتى لا يلاحظ احدا
ما يلم بي ...املت ان لا تساعد الهالات السوداء حول عيني على كشف امري ..فانا اعلم انني هنا لا استطيع ان اخفي اي شئ في داخلي انها والدتي التي تستطيع ان ترى اشياء حتى انا لا ادركها ..توسطت مجلسي بين اشقائي وسيطر علينا في تلك اللحظات شعور بالفضول ..
على ان ذلك الشعور كان باديا بشدة علي وعلى شقيقي ((سالم))لان والدنا قد دعانا الى موافاتة على وجة السرعة ...دون ان يفضي بما لدية او يقول ما يخبئ
في اعماقة...على الرغم من اننا ندرك ان هذا طبعة دائما ..فليس من السهل ان تجبرة على البوح بما لدية بسرعة ...
كان يجلس هناك في صدر المجلس وانظارنا الفضولية كلها موجهه الية ...عدد كبير من الاعين يراقب وينتظر الاشارة في اي وقت او لحظة ..لم يغير مكانة ابدا ولم تتغير هيئتة التي تعودنا عليها ورسخت في عقولنا ...لم تزل لدية نفس تلك الهيبة التي تجبرنا على احترامة والرضوخ الى اوامرة حتى دون ان يبوح بها ...يكفي ان ننظر في عيناة ..لم تزل عيناة الحادتان تعلمنا ان نحترم صمت الاخرين...لم تزل فيهما الكثير رغم التجاعيد التي تحيط بهما وبعض الارهاق والتعب بفعل الزمن ..تلاعبت اصابعة القوية التي كستها العروق بحبات مسبحتة التي لا تفارقة حتى اصبحت جزء من شخصيتة...وجزء ظاهر صارخ لا تستطيع الا ان تحترم وجودة فية ....كانت والدتي تجلس بجانبة وابتسامةخفيفة تسكن ملامحها المعطاءة الحنونة...تدير عيناها اللتان بدى شئ من البريق فيهما ...وكانها تستشف ما في اعماقنا من حيرة...حتى انني ازعم انها تعرف ما يدور في خلد كل منا ...حتى والدي العصي على البوح...فسنوات عمرها الاربعين تخولها لذلك ...وتكسبها قدرة على الولوج الى اعماقة....
((هناك من تقدم لخطبة شقيقتكم مها))...
وقعت هذة الكلمات على نفوسنا موقعا محايدا ...لانها ليست المرة الاولى التي يتقدم فيها شخص الى خطبة ((مها))فخطابها كثيرون وهذا طبيعي لما تتمتع به من صفات تجذب كل انسان يقابلها...بيد انها كانت دائما ترفض كل من يتقدم اليها حتى استبدت بنا الحيرة ...وراودتنا الشكوك...فسنوات عمرها السادسة والعشرون لا تمهلها كثيرا للانتظارمزيدا من الوقت ...ولم تفلح اسبابها في اقناعنا تماما بتاخير فكرة الارتباط والزواج ...ورغم اننا ندرك جميعا طموحها الذي لا حدود لة ..واحلامها الكبيرة التي لا يحدها شئ ...ولا يفق في وجهها عائق ..وعملها كاختصاصية اجتماعية في احدى المستشفيات الكبرى ....الا ان هذا ليس كافيا
ليجعلها تصد كليا عن مجرد التفكير في الزواج....
((وقد ابدت موافقتها بعد اخذ المشورة مني ومنكم))..لم نملك انا و((سالم))الا ان نتبادل النظرات المتعجبة ...كنا لا نزال غير مصدقين لما قالة والدنا قبل قليل ..كانت اشكالنا مضحكة ونحن نخير انفسنا بين التصديق او عدمة ...وافقت ((مها))اخيرا على خاطبها ...تسائلنا من يكون هذا الخاطب الذي اجبرها على الموافقة ومن دون تفكير طويل او سلسلة تبريرات تعودنا ان تلقيها في وجة كل من يفتح لها موضوع الزواج ...هناك امرا ما ....
((ليس لدي اي ملاحظات اذا كانت هذا ما تريدة))قلت ذلك وانا لا زلت غير مصدق لما سمعت ..ولكني حاولت ان لا يظهر ذلك واضحا على وجهي في وجود والدي
كان راي شقيقي ((سالم))مطابقا لرايي شئ جميل ان تفكر مليا في امر الزواج وتتخلى عن عنادها الغير مبرر...وهذا لا ينفي تيقننا من وجود اسباب قوية جعلتها تقدم على هذة الخطوة التي كانت تعتبرها مغامرة...
تركنا والدنا في حيرتنا ونهض هو بتثاقل ممسكا بيدة الاخرى ذلك العكاز الذي يستعين بة في حركتة في الاونة الاخيرة ...ليستريح بعض الوقت في غرفتة ..بعد ان الجم السنتنا بمفاجاة اخرى ...الزواج سوف يتم بعد ما يقارب الشهرين منذ الان ...لم نعرف لما العجلة ..ولماذا تغير موقف ((مها))مائة وثمانين درجة فبعد ان كانت رافضة تماما لهذا الموضوع نفاجأ اليوم بقبولها خاطب
بهذة السرعة ...والان نسمع ان الزواج سيتم خلال فترة قصيرة...اتراها شعرت بمضي السنين وتسرب الايام من بين يديها ...فوافقت على الفور ...ام ان هناك شئ اخر ...لا اعلم لماذا وقع في نفسي ان هناك سببا اخر...ولكن هل فات ذلك والدي ...لا اعتقد فليس من السهل اقناعة الا اذا كان هو مقتنعا بذلك...
على اية حال لم ارد ان اطرق باب غرفتها التي كانت ملازمة لها طوال فترة وجودنا ...اجلت ذلك الى وقت اخر فليس لدي المزيد من الوقت ...فغذا علي الذهاب الى عملي ...والان علي المرور على منزل والدة منى لاخذها من هناك ...فلقد ذهبت الى زيارتها لانها تعاني من عارض صحي ....
بقيت للحظات وانا اضع يدي على زر الجرس بجانب الباب ...ترى هل لا تزال موجودة ام ان احد اشقائها قد اقلها الى المنزل ...لانني احطتها علما باحتمال تاخري في منزل والدي ...
واخيرا صوت صرير الباب وهو يفتح كانت ((منى))تطل من خلفة ..لم يتبين لي الا راسها فقد كان جسدها متواريا ...يبدوا انها الى الان لم ترتدي عبائتها ...ولا طرحتها ...((هل انتي جاهزة))...قلت لها ذلك وانا انظر الى ساعتي التي في يدي علامة على الاستعجال فقد استبد بي النعاس ...كنت اريد ان ارى سريري فقط لارمي نفسي علية واستغرق في نوم عميق ....((هل من الممكن ان اظل اليوم مع والدتي انها متوعكة))كان يبدوا عليها بعض الاحراج وهي تقول ذلك ..فكرت قليلا ادعها تبيت الليلة هنا ...وماذا عني ...لم اتعود ابدا منذ زواجنا ان تبيت خارج المنزل ...تسائلت لماذا الان اذن ...رايت الرجاء في عينيها الان ...كانت تنتظر الرد ...((لاباس الليلة فقط))
رايت وجهها يشرق رغم القلق الذي يكسوة ..هل تعاني والدتها كثيرا ياترى وهل يقتضي الوضع ان تبيت مع والدتها في وجود شقيقها ...لا انكر ان ذلك الشخص غير مسؤول ابدا ولكني لم اشعر بالارتياح...((شكرا لك))....
رسمت شبح ابتسامة على وجهي وانا ابتعد ..منذ زمن بعيد لم ارى هذة الابتسامة الصافية تزين وجهها ..كانت صافية نابعة من القلب ...كانت تشكرني من كل قلبها ...لم افعل شئ يستحق الشكر ..كل ما فعلتة هو انني تركتها تؤدي واجبها وليس اي شئ اخر ...هل لا زال هناك شئ يجعلها تشعر الامتنان
اتجاهي ...ام انني اتوهم ذلك وما كانت تلك الابتسامة الا تعبير لم تستطع اخفاءة ...عن راحتها للابتعاد عني ...والتخلص من ضغط ومعاناة العيش مع رجل قد آذاها طويلا ...جعلني ذلك اتحسس بعض الالم في داخلي ...فانا من جعلها تشعر ذلك ...ليس اي شخص آخر....
((الا ترى امامك ياهذا))وضعت يدي على كتفي وانا اشعر ببعض الالم ..لقد كان الارتطام قويا كنت شاردا بحيث لم ارى امامي ..كان ذلك الشخص اللذي اراه امامي متوثبيا متحفزا في هذا الظلام ..ضيقت عيني لارى جيددا ...لم اكن ارى امامي ..لم انتبة الى ذلك الشخص الذي ياتي باتجاهي ...فتحت عيني لاتبينة كنت متاكدا من هويتة ...ولكني اردت ان ارى ما تخباة ملامحة ...وقفت مواجها له وانا انظر اليه دون ان انبس ببنت شفة ...مرت لحظات اللقاء السابق في ذهني ...لماذا تجمعنا الصدف دائما في الوقت الغير مناسب...وقفت للحظات من دون حراك ..لم اشعر بالجبن ولكن بالخوف ...ليس منة فانا قادر على ان اوقفة عند حدة اذا اردت ...ولكني شعرت بالخوف والشفقة عليها عندما سمعت شهقتها ...كانت لا تزال بجانب الباب عندما اصطدمت بشقيقها الارعن ...يبدوا ان تلك اللحظات لم تمر في ذهني فقط بل امتدت اليها ...نظرت اليها كانت يداها اللتان تمسك بالباب تهتز بشدة ...صررت على اسناني وانا اخير نفسي بين مواجهتة
او الرفق بهذة المراة التي تعاني بسببي ...اغمضت عيني بشدة وانا احاول ان اسيطر على نفسي ...كنت احبس انفاسي كي لا يفلت مني زمام اموري ...
((ابتعد اريد ان امر))تراخت يداة واعتدلت وقفتة فجاة وهو يسمع كلماتي ...يبدوا انة فوجئ بموقفي المسالم ...ربما توقع ان اقابلة بتحدي اكبر ...ساعدة على ذلك الكدمات اللتي ربما لا تزال تبدو اثارها على عينية ...فتوقع ان تكون ردة فعلي قوية...
وهذ ما كنت سوف افعلة لولا انني قد سمعت انفاسها المهزوزة تصل الى اذني...فلست اريد تحمل المزيد من الشعور بالذنب....
((لا اريد ان اراك هنا ثانية والا .....))لا اعلم لماذا لم يكمل جملتة ...كنت انظر اليه بصرامة دون ان انطق بحرف واحد ...كانت عيناي تحمل تهديدا اكثر مما تحملة الكلمات كنت امسك اعصابي بشدة غريبة ...تابعتة بعدها وهو يتركني ويبتعد ليتوارى في الداخل ....تنهدت طويلا وانا اهنئ نفسي على قوة اعصابي وردى فعلي الباردة ...لقد كان ذلك صعبا ...فلست املك عند رؤيتة الا الانزعاج والنفور منة ....والسبب الاكيد لذلك هو افعالة المتهورة ....واساليبة المغرورة....
انتزعت نفسي من افكاري وحركت قدماي لابتعد عن هذا المكان قبل ان ينفلت زمام ما صعب علي تحملة ...اردت ان ابتعد بسرعة قبل ان اتراجع عن موقفي
((سعيد انتظر))التفت اليها وقد تملكتني الدهشة لوقوفها الطويل هنا ....مالذي يجبرها على ذلك...ايكون لديها شئ اخر تريد ان تقولة ام انها لا زالت تحت تاثير هذا الموقف الذي اوشك على الانفجار قبل قليل ....((انا اسفة))....كنت لا ازال تحت تاثير النعاس الشديد الذي اشعر بة ...فلقد بلغ مني التعب اشدة وانا لا زلت اقف هنا ...ارد ت ان اذهب الى المنزل باسرع وقت ....((لاباس))....ابتعدت عنها وانا احرك سلسلة مفاتيحي التي بيدي...
ولكنني سمعتها من الخلف تقول لي بهمس((شكرا لك))......



انتظر الردود......تحياتي .....

MALAK 18-08-07 04:51 AM

((12))

الامل موجود دائما في هذا العالم الذي يضج بالفشل ونوبات الخيبة المتكررة ...ولولاة لفاضت النفوس بما بها من الم وقهر..فانة كمصدر الطاقة بالنسبة للنفوس المقهورة ...فليس على الانسان ان يفقد قدرتة على التغيير او على رغبتة في التقدم...ليس علية ان يقفل على نفسة سجن هو الذي يصنعة بنفسةويحبس احلامة بين جدران هو من رفعها عاليا لتشكل بالنسبة اليه سدا منيعا دون خروجها من خلالة .. يساعدة على ذلك جبنة وتقهقرة ..وخمود الرغبة عندة في الحياة نتيجة فشل او خيبة امل ..فعلى حين غرة ودون ان تشعر سوف تجد ثمة قبس من النور يلوح لك في الافق ليزيح بعض الظلمة التي تجتاحك وتجعلك تتاخبط في طريقك الى هدفك ...حينها ما عليك الا ان تمتلك بعض الشجاعة وتتقدم الى تلك الشعلة علها تنير دروبك الطويلة ..لتشرق بذلك عوالم مظلمة قاتمة كانت بداخلك ...ولتمتلك القدرة على الاستمرار دون ان تدري ..وتدرك اخيرا ان ضعفك وخنوعك لم يكن الا حماقة وجبنا ..فالاانسان خلق كي يصنع الظروف كي يقهر المستحيل بارادتة ...وجد كي يدلل الصعاب ويتغلب عليها وليس لكي تتغلب علية الصعاب وترمية على ارض الانهزامية...بيد ان القوة ليست متمثلة في القسوة وانعدام الاحساس وكبت العواطف ...ان القوة هي القدرة على الاستمرار ومتابعة الطريق رغم العواصف التي تجتاحنا ...رغم الاهوال التي تحيط رغم الاحزان التي تقتلنا في اليوم مائة مرة ..ليست القوة ان تدوس الاخرين دون رحمة متعللا بالقوة وتتركهم ورائك دون ان تلتفت لما صنعتة يداك ...القوة تتمثل في مدى شعورك بالاخرين وقدرتك على مساعدتهم والوقوف الى جانبهم حتى وان كانت الظروف حائلا او سدا منيعا يمنعك من التواصل ...فالقوة تكمن في النفوس وليس لها علاقة بقوة الجسد او هزلانة ....
كنت احاول ان اطبق ذلك في حياتي دائما لم الجئ يوما الى العنف ولم يكن في قاموسي ..ولكني استعملة راغما اذا كان الموقف يتطلب شئ من الحزم والصرامة ...اي انة اخر الخيارات المتاحة عندي ...والخيار الغير المحبب لدي ...حتى عندما ظننت ان المشكلة قد انتهت بيننا ...حتى عندما ملئت تلك الكلمة والابتسامة اللتان دفعت بهما الي تلك الليلة نفسي املا وراحة ...وفتحتا ابوابا واسعة في داخلي ...وجعلتني اشعر انه من السهل ان ينسى الاخر القسوة او الاهانة ....لم احاول ان ابين مدى خيبة املي ومدى شعوري بالفشل وهي تعود الى ما كانت علية ...بل اشد صدا واكثر مناعة بالنسبة الي...على الرغم من انني اشعر في نفسي ميلا الى فعل اي حماقة تجبرها على
الخروج من صمتها وافعالها الجليدية التي تحبطني كثيرا في الاونة الاخيرة....ولكني عزمت امري على تلقي كل ما يصدر منها ولم احاول بعدها ان اعطي نفسي جرعات زائدة من التفائل ...ولم يكن ذلك شئ من التشاؤم ولكنها واقعية ...اردت ان تاخذ وقتها في التئام جراحها التي سببتها لها ...لتعود الي بعد ذلك قلب صافي راضي لا تشوة شائبة...بيد ان كل ما افعلة الان هو اشبة بمسح الجراح ....وخير بلسم هو الابتعاد قليلا عنها ريثما تخف وطاة الالم لديها...
فيكفي ان ارى في عينيها بعض الرضى عندما ترى مني بعض الصبر وقليل من التفهم لموقفها ....
عرفت ذلك وتيقنت منة عندما حاولت في تلك الليلة ان اساعدها ...كنا نجاس في الصالة الكبيرة لمنزلنا نتابع فية برنامجا عن الاسرة والطفل ...كان مقابلة مع ام حامل ومتابعة لها في فترات حملها المختلفة ..ثم بعض التغييرات التي حدثت بعد الولادة ...وموقف المحيطين من الاشقاء ...ومدى مسؤولية الاب
بصراحة ومن دون ارادة مني كنت اتابع البرنامج بشكل بدى على ملامحي الكثير من الاهتمام ...ولست انفي تلك النظرة التي بدت في عيني عندما رايت ذلك المشهد ...كان الاب يحمل طفلة الرضيع بين يدية وهو ينظر اليه بحنان بالغ تزين ثغرة ابتسامة فيها المزيد من الفخر...كانت الام تعاني من بعض الصعوبات في الحمل ...كان الاب يتكلم عن مدى قوة الام ...وعن اصرارها على الاحتفاظ بالجنين رغم المخاطر والاثار التي من الممكن التي تعاني منها ..ثم نظرة الامتنان الكبيرة التي توجة بها الاب الى الام ...قائلا انها اعطتة اغلى هدية راها في حياتة ...فهذا الطفل الصغير ماهو الا امتداد لة ..كان يقول انة نسخة صغيرة منة...لم ادرك ان ((منى))كانت تراقبني بنظراتها طوال الوقت ...لم اشعر بنفسي وانا اقرب وجهي الى الشاشة واحدق في ذلك المخلوق ...
لم اتنبة لذلك الا عندما سمعت ارتطاما على الارض ...التفت بسرعة الى مصدر الصوت لاراها تقف في وسط الصالة وهي تحدق الى الصحن الزجاجي الذي تحول الى
اشلاء متناثرة ...كانت علامات الصدمة واضحة على ملامحها اسرعت اليها وانا اشعر بمزيد من الخوف عليها ...امسكتها وانا اتفحص يديها المرتعشتان ...
لحسن الحظ لم يكن بهما اي اثار للجروح او خدوش ...((انتبهي هذة المرة ياعزيزتي))..رايت تلك الدموع تنزل من عينيها وهي تحدق الي كانت نظرة غريبة لا اعلم ان كانت اعتذار ...او لوما ...او عتابا ...ولكنني استغربت ذلك فلم يحدث ما يستدعي تلك الدموع..رايتها تحدق الى شاشة التلفاز كان البرنامج لا يزال مستمرا ...فتحت عيني بدهشة اذا هذا البرنامج هو الذي تسبب بازعاجها ((لاعليك سوف اغير المحطة))تركتني وذهبت الى الغرفة بسرعة دون ان تقول اي كلمة ...ندمت كثيرا ربما لم استطع السيطرة على انفعالي وانا اشاهد البرنامج ...كان علي ان اراعي وجودها ...رجعت الى مكاني وغيرت المحطة وضعت قناة اخبارية وتابعتها شاردا ...شعرت بمزيد من الحيرة فتارة اراها تتحسن واحيان اخرى اراها تعود متقهقرة دون ان اعرف الاسباب ...
كنت لا زلت اعالج حيرتي من موقفها عندما شعرت بها تعود مرة اخرى لتجلس الى جانبي ...مدت يدها دون ان تقول كلمة واحدة ثم غيرت المحطة لترجع الى المحطة الاولى ...نظرت اليها وانا غير مصدق لموقفها هذا كانت عيناها لا زالت تحمل بعض الدموع ....ولكني تابعت مشاهدة ذلك البرنامج عندما امالت راسها على كتفي وهي تتابط ذراعي ...
لذا لم اعد اشعر بمزيد من الضيق عندما توجة والدتي الحنونة الاسئلة المتتالية عنها وعن حياتي معها ...فهي بغريزة الامومة تدرك جيدا انني لست على وفاق تام
معها ...تستطيع ان تقرا رموزا مجهولة كثيرا للجميع حتى الي انا وبالذات ...والدليل على ذلك قلة زيارات ((منى)) التي اصبحت نادرة هذة الايام الى منزل والدي...اصبحت اجيبها بكل عفوية ولم اعد احرص كثيرا على مظهري وملامحي
وما الى ذلك ...فقد اقتنعت ان كل شئ سوف يزول لاشك في ذلك لن يستمر الحال على ماهو علية الى الابد...فما جعلها تستمر معي وتتحمل حماقاتي سابقا ...يبقى شافعا لها الان ليجعلني اتلقى صدها لي بصدر رحب ...
استغرقت كثيرا في العمل هذة الايام ..وطنت نفسي على نسيان بعض الالم وتوجية طاقتي الى العمل فالشركة تمر في مرحلة مهمة ..ومطلوب مني في هذة الفترة مزيدا من العمل والجهد كي اواكب ما احدث في الشركة من تطورات ...اذا احسن استغلالها سوف تكون بالتاكيد لمصلحة المنتسين للشركة ولمصلحة الشركة اخيرا...اصبحت اغيب كثيرا وتمددت ساعات عملي بشكل بت معة اشعر بمزيد من الارهاق والتعب .ولكني ذهني كان دائما مشتعلا متوثبا ..و لم اجد رغبة في الاستكانة او التكاسل فانني احب طبيعة عملي بل واعشقة ....فقد اخترت مجال المحاسبة بملئ ارادتي رغبة مني في تطوير مهاراتي ...واملا مني في مواكبة طموحاتي الكبيرة...لذلك لم اكن لاسمح لاي ملحوظة ولو كانت صغيرة ان تشار الي او الى عملي الذي اعتز به كثيرا...وان بذلت في سبيل ذلك كل ما املكة من طاقة وقدرة على الاستمرار ....
كابرت كثيرا على شعور الضعف والوهن الذي ينتابني بين الحين والاخر ...لم اعطي نفسي فرصة كبير ة لكي اخذ استراحة لو قصيرة فالعمل هناك يحتاج الي ..وانا لن اتوقف بمجرد ان اشعر بدوار او الم صداع خفيف ...فهناك ما هو اهم من ذلك وان كان لابد من اخذ قسط من الراحة فسوف يؤجل كل شئ الى مابعد هذة المرحلة الحرجة ...خلى المكتب من الجميع ما عداي انا وموظف اخر يشاركني في نفس المكتب المشترك...كنت لا ازال اقلب الاوراق وادفن راسي المتعب بينها ...رفعت يدي وعدلت للمرة العاشرة من وضع النظارة الطبية التي ارتديها عندما ار يد انجاز عمل مكتبي ...او قراءة اوراق مهمة....
((الن تتعب بعد ان الوقت متاخر ))لم التفت الى صاحب الصوت الذي ياتي من خلفي ...كنت لا ازال انقل بصري بين شاشة الكمبيوتر والى الاوراق الكثيرة الموجودة بين يدي ...فلدي معلومات مهمة جدا علي ادراجها في ذلك الجدول الذي يظهر على الشاشة ....((كلا ليس بعد اذهب انت اذا كنت تريد ذلك))...
سمعت وقع خطواتة على ارضية المكتب وهو يبتعد ويتوارى خلف باب المكتب ...تابعت رصد تلك المعلومات الدقيقة فذلك يتطلب مني كثيرا من التركيز
وشدة الملاحظة لست ارغب في اعادة تدوينها مرة اخرى بسبب خطا بسيط ....ان ذلك سوف تكون له نتائج فادحة ...فان كل معلومة هنا او ملحوظة تكمل الاخرى بشكل مترابط ...فان اخطات في الاولى فلا شك انك سوف تخطئ في الاخرى ...قربت عيني من شاشة الكبيوتر وانا اقارن بين الاوراق والشاشة اردت ان اتاكد من صحة المعلومات التي انقلها ...واقارن بين الحسابات بين هذة الفترة والفترة السابقة ...لكي نتمكن فيما بعد تفادي الاخطاء ...
الى الان لم اجد اي اخطاء هذا جيد على الان متابعة عملي فقد بقي القليل فقط ويكتمل الجدول لاقدمة غدا الى رئيس الشركة ..رفعت يدي الى راسي وانا اضغط علية بشدة فالالام تزداد بشكل كبير ...عقدت حاجبي وانا اضيق عيني لاركز في الارقام الموجودة في الاوراق ...ان الصورة امامي تهتز ولا استطيع الا ان ارى نقط سوداء كبيرة ...اغمضت عيني بشدة في محاولة جديدة للتوزان ...نظرت مرة اخرى الى كوب الشاي الذي اعتبرة رفيقي في هذة الاوقات ....نهضت
الى الثلاجة الصغيرة الموضوعة جانبا ...انني اشعر بالدوار ةعلي ان ادخل اي شئ في معدتي ..والا فلن استطيع المقاومة طويلا ...اخرجت زجاجة العصير الباردة وافرغتها في جوفي وانا اقف بجانب الثلاجة ...كانت فكرة سديدة وجود هذة الثلاجة هنا ...اذ تجنبنا مكابدة ومشقة البحث عن اي شئ يسد الجوع في اوقات مثل هذة ...لم تكن لدي رغبة في اكل اي شئ ...حركت قدمي عائدا الى مكاني في المكتب ...اغمضت عيني للمرة الثانية انني لا استطيع السيطرة عل نفسي ...اشعر بدوار شديد كل الاشياء تتراقص امام عيني ليست ثابتة ...اتاكات على الجدار وانا اضع يدي على عيني وافركها بشدة ...لابد من انهاء هذا العمل اليوم ...لقد تحديت نفسي في ذلك عزمت على انهاءة بسرعة قياسية وبشكل سريع ومتقن في نفس الوقت ..تابعت طريقي الى المكتب ولكني ترنحت والقيت نفسي لا اراديا على الكرسي بجانب الجدار ...حدقت الى السقف كانت المروحة العالية تتراقص بشدة امام عيني
بدت لي انها سوف تقع على الارض من شدة ترنحها ...ضيقت عيني في محاولة مني لاعادة تركيزي ..لافائدة ...
لامجال للمتابعة اذا انني حتى لا استطيع الوقوف ....حاولت ان اتحامل على نفسي ...لملمت الاوراق ووضعتها في احد تلك الادراج ...حركت المفتاح فية بسرعة وضعتة في جيبي ....اطفئت الكمبيوتر بعد ان حفظت المعلومات داخلة ...وخرجت متجها الى سيارتي الواقفة على جانب بوابة الشركة...استقريت على الكرسي الامامي وانا اضع راسي على المقود ...سمعت صوت الهاتف الخليوي وهو يرن ...اخرجتة من جيبي وانا اتكلم بوهن((نعم ...لاباس لاداعي لذلك انني عائد الى المنزل الان))...بدى صوتها قلقا وهي تسالني بلهفة عن سبب تاخري ...تحاملت على نفسي وضغطت بكلتا يدي على المقود حركت المفتاح وبدات السيارة تتحرك الان ..كان الشارع مظلما فلقد حل المساء ....في اللحظات التالية لم ادرك اي شئ ممن كان يجري حولي ...كل ما اتذكرة صوت الارتطام الشديد الذي كان على جانب السيارة ...ثم غبت بعدها في سبات طويل لم اعلم مدتة ...

MALAK 18-08-07 05:00 AM

اتمنى ان تعجبكم الاجزاء.....

MALAK 18-08-07 08:32 AM

انتظر الردود.....

بياض الثلج 18-08-07 08:03 PM

القصة رائعة ومشوقة جدا
وصف جميل جدا للأحداث والمشاعر والتعبير عنها
عندك موهبة في التعبير ممتازة
ماشاء الله تبارك الله يا اخي الله يزيدك ويحفظك
وننتظر الجزء الجاي ع احر من جمر
والله يعطيك العافية يا أخي العزيز

MALAK 18-08-07 09:39 PM

اختي بياض الثلج....
اشكرك جزيل الشكر ....على مرورك ومتابعتك.....تحياتي....

نور الكون 19-08-07 12:17 PM

رائـــع

محـاولات الإصلاح تأخـذ أوقات أطـول

سلمت يداك أخي الفاضل موسى


لن تتأخر علينا صحيح ؟!

دمت بخير

نور الأمل

طال السهر 19-08-07 05:12 PM


أخي (( موسى ))

وصف رائع من كل جوانبه ..
الجرح الذي سببه سعيد لـ منى كبير
و فوق طاقتها ..أعجبني طريقة وصفك جداً ..
لا تطيل علينا فنحن بإنتظار قلمك المبدع
وبإنتظار الجزء القادم بكل شوق ..

تحياتي لك
طال السهر

:Thanx:

brune 19-08-07 10:06 PM

Jazaak Allah aljanna
nantadhir

ذات الرداء الأبيض 27-08-07 04:22 AM

السلام عليكم
أخي موسى
أسلوبك في السرد رائع تبارك الرحمن
قصتك تحمل احساسا رائعا نجحت في ايصاله إلينا ببراعة
أتمنى لك التوفيق
أجمل تحية

MALAK 27-08-07 08:33 AM

اشكركم جميعا على المتابعة والتفاعل ...
واعذروني على الاطالة والتاخير....هذة المرة كان
عارضا صحيا...وان شاء الله اكمل لقصة قريبا ...
تحياتي...

brune 27-08-07 11:57 AM

Tohoor incha'Allah
nestannak

MALAK 27-08-07 02:55 PM

اشكرك....موفقين ان شاء الله...

بحر الندى 29-08-07 12:39 AM

mousa

يسلمووو

وربي يوفقكـ و يسعدكـ

قصه جميلهـ و رائعهـ

يعطكـ العافيهـ
:Thanx:

^_^

انثى الجليد 02-09-07 03:23 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مشكور اخي موسي القصه رووعه انا في انتظار التكمله
مع خالص تحياتي

MALAK 10-09-07 09:19 PM

اشكركم جميعا على المتابعة.....
ان شاء سوف انزل بقية الاجزء قريب.....
تحياتي...

ص.سوسن 19-09-07 03:37 AM

السلام عليك أخي
تحيه طيبه معطره في الحقيقه أنت فنان مبدع تكتب من قلبك لتصل كتاباتك لقلوبنا
أتمنى لك المزيد من التوفيق والنجاح وسدد الله خطاك وحفك بحفظه ورعايته وجعلك منبرا من منابر النور عزه دينه ومكانه القمة

MALAK 19-09-07 03:56 AM

الاخت سوسن ....
اشكرك كثيرا على المرور.....تحياتي لمرورك....
موفقين....

MALAK 21-09-07 02:20 AM






((تركتها وحيدة))


((13))......


القرب من الموت شئ غريب خاص لا يمكن لا حد ان يصفة..عندما تدرك انك على حافة الهاوية في لحظة من اللحظات ..تشعر انك بحاجة الى بضع ثواني او دقائق فقط..فكل شئ عندها له قيمة كبيرة ..ان البشر لا يعرفون قيمة الشئ الا اذا فقدوة او اذا قاربوا على فقدة..لم اعلم ماذا حدث لي في تلك الامسية ..كل ما اذكرة انني شعرت بتعب شديد ودوار في راسي ..
اتذكر انني قد جلست خلف المقود ..وبعدها لاشئ الا فراغ كبير لا اعرف مداه ..ترى هل كان ذلك حقيقة ام خيال لقد رايت انوارا غريبة ساطعة ..كانت باللون الازرق ..كلها باللون الازرق ..كنت انا اسير في نفق طويل لا اعلم من اين بدا ولا متى سنتهي .....
والغريب انني كنت اتسائل هل هذا هو الموت بالفعل ..هل خرجت روحي من جسدي فعلا ..على انني ومن خلال سيري كنت اشعر بخفة غريبة في قدمي وكانني لا امشي بل اطير..حتى ان كثير من الاحساس بالراحة كان ينتابني ..ترى هل كل الذين يموتون او تخرج ارواحهم من اجسادهم يشعرون مثلي ..هل الموت وانعتاق الروح مريح الى هذة الدرجة ..لقد سمعت غير ذلك تماما ..فقد سمعت ان ذلك هو امر شاق ..كنت اخاف الموت كثيرا عندما اسمع عن شخص قد فارق الدنيا ..كان ذلك العالم الغامض يثير في الرهبة ..فانك لا تستطيع ان تزيل خوفك من شئ انت لا تعرف كنههة ..وعالم الموت عالم غريب للجميع ..
غامض بالنسبة للعقول ..لا نستطيع ادراك ماهيتة ولا تكوينة..لذلك كان يثير فينا الرغبة دائما في الخوف والهروب ..استمرت تلك الاضواء الغريبة تحوم حولي ..تعجبت دهشت اترى هل هذة ارواح طائرة ام انها انوار ساطعة لتدلني على الطريق ..وماهذا الطريق الذي اسلكة ..هل هو طريق النجاة ..ام طريق الهلاك ..كنت في حيرة من امري ..وهذا النفق لا نهاية له او حتى بدايه استطيع بها العودة ..للحظات وانا في تلك الحال انتابتني الحيرة ..شعرت بهم كبير وانا اتوجس خيفة ..فقد شعرت بوحشة غريبة وانا اسير في طريقي الطويل ..تذكرت امي وابي ..اشقائي اصدقائي و((منى))..عز علي ان لا اراهم مرة اخرى ..انتابتني حالة غريبة من البكاء ..وقفت حينها وانا اكفكف دموعي الغزيرة ..بدوت وكانني طفل صغير اضاع كف والدتة الذي كان يمسكة وامسى في طريق غريب لا يعرف منة المخرج ولا الخلاص ..من شدة تعبي انهارت قواي وتهاويت وانا لا زلت ابكي ..
كنت بحاجة ماسة الى امي فقد شعرت بانني بحاجة اليها الى حضنها الدافئ الى كلماتها الحنونة ..سمعت من بعيد صوت غريب ياتيني وكانة يناديني ..تلفت يمينا وشمالا من اين ياتي الصوت ..بدى وكانة صوت طفل آت من بعيد ..لفني الخوف اكثر وانا اسمع الصوت يقترب ..لم ارى احدا لم اكن الا انا في ذلك النفق ..لكنني وبسرعة البرق رايت واحدا من تلك الاضواء الزرقاء يمر بجانبي دهشتة وانا اراه يحوم حولي ..انكمشت وانا اشعر به يقترب ...
_انهض ان الطريق من هناك ....
نظرت الى الجانب الذي يشير اليه فقد رايت الضوء يتقدمني الى الامام ..نهضت بسرعة وانا اتبعة ..كان حينئذ يسير ببطء وكانه ينتظرني ..استمريت اسير وراءة الى ان وصلنا الى باب ...بعدها تركني ذلك الضو ء وتلاشى ...
_ابني حبيبي اخيرا فتحت عينيك ...
كنت ارى خيالات غريبة فوق راسي لم استوعب الوضع الذي كنت عليه ..كنت لا ازال تحت تاثير الغيبوبة ..كل ما شعرت به اول ما فتحت عيني بالالام شديدة في راسي وكافة اجزاء جسدي ..حاولت ان اتحرك قليلا وانا اسمع همهمات الذين كانوا يقفون بجانب السرير ..شعرت بكف تمتد الى كتفي ..ثم احتوتني يدان وانا لا زلت على وضعيتي تلك ...
_الحمدلله ...لقد رجع الي اخيرا ...
_اين انا ....
لم اسمع بعدها الا صوت بكاء لاناس مختلفين ..عرفت من بينهم صوت امي فقد كان اعلاهم نشيجا وحرقة..قطبت جبيني وانا اغمض عيني مرة ارى ..كان الالم شديد في راسي بحيث لم استطع احتماله ..رفعت يدي لاضعها على مقدمة راسي ..
شعرت بشئ غريب ..تحسست جبهتي كانت اللفافات البيضاء تغطية ..
_سعيد..سعيد..سعيد..
لا زال صوت امي يناديني بين بكاءها ..لا زالت تحيطني بذراعيها الاثنتين ..كانت ترفض ان تبتعد عني وكانها وجدتني بعد مدة طويلة من الضياع ..شعرت باثار دمعها على ملابس الزرقاء الفضفاضة التي كنت ارتديها ..شيئا فشيئا بدات اشعر بمن حولي
كان الجميع يقف في تلك الغرفة البيضاء الواسعة ..عن بعد وقف شقيقي ورجل اخر لم اتبين ملمحة بعد..وفي الجانب الاخر كانت تقف هناك اربع نسوة يلتحفن بالسواد ..اما ابي وامي كانا لا يزالان يقفان الى جانب السرير الابيض الذي ارقد عليه ..
_سعيد بني هل تسمعنا ....
كان هذا الان صوت ابي القوي كما عهدتة دائما ..لكني وعلى الرغم من اعيائي شعرت باهتزاز في نبرتة وهو يقترب ..لم اجبهم باي شئ ..لان الالامي كان اكبر من كل شئ ..فقط اردت ان يخلصني اي شخص من تلك الالام المبرحة ..لم اعرف انني في يوم من الايام سوف اعاني هذا القدر من الالم والعجز ..
_ماذا حصل لي ...
تناهى الى سمعي صوت بكاء ياتي من ذلك الجانب الذي تقف فيه النسوة ..شاركتهم امي نحيبهم الذي لا ينقطع ..لم اعرف لماذا كل هذا البكاء ولم اكن اريد ان اعر ف ذلك..كل الذي اردت ان اعرفة مالذي حصل لي ..لان الحيرة الشديدة كانت تسيطر علي ..والضياع كان يسكنني من الاعماق ...الاكثر من ذلك الالامي النفسية والجسدية ..يكفي ان ارى نفسي على هذا الفراش لا استطيع منة الحراك ..
_لا عليك يا بني ...لا عليك ..الحمدلله ...
تحرك بعدها شقيقي سالم الى الباب ..يبدوا انه قد ذهب لاستدعاء الطبيب ..فقد رايت ابي يشير اليه بخفوت ..تمسكت امي بي
اكثر ..وكان الطبيب سوف ياخذني منها ..ربما ارادت ان تقترب مني لمدة اطول ..ربما ارادت ان تحتويني طويلا بين ذراعيها ..لم ترد ان ياتي الطبيب لينتشلني منها ..وهي للتوا قد وجدتني بعد طول غياب ..
_الحمدلله ..مادام قد افاق من غيبوبتة هذا شئ جيد..
كان الطبيب يفق بجانب سريري وهو يتلمس جراجي التي تنتشر في انحاء جسدي ..بين الحين والاخر كان ينظر في عيني ويتفحصهما ..ربما ليتاكد من ادراكي ..ليقيس مدى صحوتي ..
_كل شئ ممتاز ..جراحة ليست عميقة ..والالام شئ طبيعي نتيجة الحادث ...
الحادث هل ما سمعتة للتوا صحيح ..اذا لقد تعرضا لحادث ..اذا هذا يفسر وجودي هنا على هذا السرير الابيض ..ترى كيف حدث كل ذلك ..كل ما اذكرة صوت ارتطام ..شق طبلة اذني من قوتة ..وبعدها ضعت في تلك الغيبوبة ..
_سوف نعطية مخدر الان ..لينام قليلا ..
_وبعدها سيكون افضل حالا ...
في الايام التالية اصبحت احسن حالا بالفعل ..خفت كثير ا لاالام التي كنت اشعر بها..استطعت بعدها ان اتحرك يحرية اكبر وان كانت بحدود..علمت بعدها انني تعرضت لحادث وانا في طريقي الى المنزل اذ اثر علي الدوار الذي كنت اشعر به ..
ولم انتبة الى السيارة المسرعة التي كانت تاتي من الجانب الاخر..انا بدوري لم انتبة اذ كان الدوار الشديد يمنعني من التركيز جيدا ..لم تتوقف والدتي عن زيارتي مرتين يوميا ..كان الجميع يحضرون الي ويحاولون ان يسلوني ويشعروني ببعض الارتياح ..
والدتي كانت اكثرهم تعلقا بي ..فقد كانت تصر ان تطعمني بيديها ..على الرغم من تعليقات والدي..
_لماذا لا تدعينة يعتمد على نفسة...
_ليس طفلا لتفعلي ذلك..
في الحقيقة كنت اشعر بالمزيد من الحرج عندما اسمع كلمات والدي ..وكنت احاول ان افهم والدتي انني قادر على ذلك ..لكنني عبثا كنت افعل ذلك فلم تقتنع بذلك ابدا ..اما منى فقد كانت تنظر الي دائما بنظرات غريبة ..كنت دائما نظرات الاشتياق في عينيها
على الرغم من صمتها ..رايت لعدة مرات انفها المحمر وعينيها المتورمتان ..اردتها ان تقترب اكثر فقد كنت ابادلها الشوق بشوق اكبر ..ولكنها كانت محرجة من الجميع ...اذ انها لم تستطع ان تفعل ذلك اما م الجميع ..خاصة وان والدتي لم تتركني ابدا ..
_هيا يا امراة ..دعية يقضي بعض الوقت مع زوجتة...
لم ارى انزعاجا على وجة والدتي بقدر ما رايت اشفاقا وعطفا ..لم تكن امي ابدا من النوع المسيطر او المهيمن ..كل ما كان يدفها
الى فعل ذلك هي العاطفة الجياشة التي تملكها اي ام في مكانها ..لم تكن تصدق انني رجعت اليها سالما ..
وانا بدوري لم اكن انكر ذلك ولم ابدي انزعاجا يوما ..فانا اعرف احساسها جيدا ..وبالنسبة لمنى كنت اشعر بمزيد من الارتياح
وانا اراها تنظر الي تبادلني الابتسامات المختلسة بين حين واخر...
_اعذريني يا ابنتي..فلست اصدق الى الان انه افاق من غيبوبتة...
كان التعبير في وجة(منى)صادقا فقد كانت تعرف ماذا اعني بالنسبة لوالدتي..لم يظهر ي ملامحها اي علامة للانزعاج او التدمر..فقد كان وجهها صافيا وهي تمسح دموعا قد رطبت رموشها الطويلة..
_لا عليك يا امي فانا اعذرك..
في الايام التي تلتها كانت تقضي وقتا اكثر معي ..يبدوا ان والدتي قد اطئمنت علي وهي تراني استرد عافيتي ..لذا تركت لنا متسعا
من الوقت فقد كانت تاتي لزيارتي وتذهب قبل ان تنتهي الزيارة ..لتترك مجالا لي ول(منى) ان نقضي بعض الوقت معا..
لم يبقى كثير من الوقت اقضية في المستشفى ..اخبرنا الطبيب انني على وشك اتمام علاجي ..وعدني ان اخرج قريبا ..شعرت بكثير من الارتياح ..فقد كنت اتوق الى رؤية العالم والتخلص من هذة الغرفة التي حبست فيها لبضعة ايام ..
ادركت فعلا معنى مقولة ان الصحة تاج على رؤس الاصحاء..فالمدة التي قضيتها في المستشفى كانت من اسوء ايام حياتي ..قد كنت اتوق الى الخروج ..والتنقل ..فهنا مهما يكن وعلى الرغم من وجود الجميع حولي الا انني لم ستطع ابدا التصرف والتحرك
على جريتي خاصتا في وجود قوانين والدتي الصارمة ..لا حركات عنيفة ...
في اليوم الذي خرجت فية من المستشفى انتابتني رغبة كبيرة في تنفس الصعداء ..اردت ان اقف طويلا في الخارج لكي استنشق
الهواء الطلق الذي طالما افتقدتة ..بت اشعر انني كالمسجون الذي حصل على عفو ملكي ..فسعد بحريتة كما يسعد الطير عندما يفتح له باب القفص ليطير عاليا ..في السماء حيث كانت حياتة دائما ..
عرفت في الايام الاولى التي تلت خروجي ان (منى) لا تختلف عن امي ابدا ..اكتشفت فيها جانبا اخر ..وهو انها تستطيع ان
تجعلني ان اخضع الى قوانينها الصارمة..وانها تعرف متى تجبرني على ذلك..
_ان فعلت شئ متهورا ..فانني سوف اوصل ذلك لوالدتك ..
يبدوا ان ولدتي العزيزة قد خلفت ورائها شخصا مخلصا يخلفها في مراقبتي ..على ان هذ الطوق التي احاطتني به كان اجمل طوق رايتة في حياتي..فقد لا حظت ان منى قد عادت الى سابق عهدها معي ..رجعت الى وجهها الطفولي تلك الابتسامة العذبة التي كنت اشتاق اليها ..في بعض الاوقات كنت اتمنى انني قد تعرضت لذلك الحادث من مدة طويلة..يكفي انني اراها تزهر امامي مر ة
اخرى كوردة متفتحة ..
_يكفي لا اريدك ان تقول ذلك مرة اخرى ..
كانت تدير راسها بسرعة علامة على الخصام .. عندما تسمعني اقول لها ذلك من باب المداعبة ...
..كنت ارى الخوف الشديد في عينيها ..انا بدوري لم اكن اكتفي ابدا من تلك النظرة ..لان احساسي بخوفها علي يريحني كثيرا ..فقد اشتقت الى كل شئ في هذة الحياة ..اشتقت الى المنزل ..الى عملي والاهم اشتقت الى حياتي السابقة معها ..تلك المرأة التي ملكت علي حياتي ..تلك الابتسامة الحنون التي تذكرني بحنان امي ..اثبتت (منى)انها لا زالت تملك حنان العالم كله ..ادركت انها لا تزال هي نفسها لم تتغير ابدا ..طيبتها الشديدة ..رقتها التي تجعلها اشبة بغصن ينكسر لادني ضغط..والاهم من ذلك كلة اللهفة والشوق التي كانت دائما تفضي به الي..لم يتغير شئ فيها ..بقيت كما هي محافظة على رونقها..سعدت كثيرا لذلك...
-سعيد سامحني لم اكن اقصد ان اؤذيك ..صدقني..
لا اعلم لماذا احالت الوقت السعيد التي كنا نقضية معا ..الى حالة من الحزن والكآبة المفاجئة لم اكن اقصد ان اجعلها تلاحظ بعض الالم الذي ارتسم على ملامحي ..لم كن اريدها ان تلاحظ ذلك ..فقد كنت اشعر ببعض الالم في قدمي ..لا زلت اعاني من اثار الحادث ..بين الحين والاخر ..
_لا عليك ..لم يكن ذنبك..
لم استطع ان اسيطر على دهشتي عندما تحركت بسرعة واقتربت الي لتتعلق بعنقي ..كانت تحيط كتفي بذراعيها ..شعرت بها
تهتز بين ذراعي..كان عنقي ايضا يؤلمني بعض الشئ ..حاولت ان اسيطر قليلا على نفسي لكي لا تشعر بمزيد من الذنب ..
_ارجوك سامحني ..كنت حمقاء ارجوك ...
اذا انها تشعر بالذنب لم ارد ان اتذكر شئ من الذي حدث ..فقد كنت احاول جاهدا نسيانة خاصتا وانا ارى (منى)تعود الى سابق عهدها ..كان تذكر ذلك يضايقني بالفعل ..اردت ان يذهب كل شئ الى حاله ..تلك فترة اريدها ان تنتهي من حياتي الى الابد
_لا عليك..لا عليك ...


الى الاجزاء القادمة ...................................
تحياتي ..............






نور الكون 21-09-07 04:15 AM

رائــــــــــــــــــــــــــع ,,

حمد لله على ســلامـة سعيد :)

سعدت حقـا لـ البسمـة التي جمعتهمـا مـرة أخـرى

بارك الله فيك أخي الفــاضل

طــال انتـظارنـا .. فـ كان جزءا جمـيلا

لاتطـل علينا رجوتك
دمت بخير

أختك ,

MALAK 21-09-07 04:31 AM

اشكرك نور الكون على المرور ....
والمعذرة على الاطالة....موفقة...

زوغدانة 21-09-07 06:47 AM

مش ممكن اسلوبك رائع جدا انا عمرى ماتخيلت انى ممكن اقرأ لحد لسة مبتدىء ويعجبنى اسلوبة بالشكل دة ربنا يوفقك بس ياريت تحط موضوع الكتابة دة فى دماغك وتحاول تنشر القصة وانا متأكدة انها هتنجح

MALAK 21-09-07 04:39 PM

اشكرك اختي زوغدانة....
في الحقيقة انا لست مبتدا ....
فلدي العديد من القصص القصيرة....
والخواطر...لكن بالنسبة للرواية ....
هذة المرة الاولى ....ان
شاء تكون هناك محاولات اخرى ....

طال السهر 21-09-07 11:21 PM

أخي .. موسى ..

رائع جداً هذا الجزء .. مميز بكل أحداثه ..
أبدعت جداً ..
جميلة العوده إلى الحياه التي نعشقها ..
وجميل وصفك اخي الفاضل ..

بإنتظارك دائماً ..
طال السهر

MALAK 22-09-07 12:31 AM

اشكرك طال السهر ....
بصراحة تشجيعكم هو لدافع لي لاكمل وابدع ......
تحياتي ....

زوغدانة 22-09-07 09:23 PM

سورى والله يا موسى لو مبتدىء زعلتك ، ماكنتش اعرف انك كتبت قصص قصيرة وعشان انت كنت قايل ان دى روايتك الاولى ، وميرسىىىىىىىىىىى جدا على تشجيعك ليا على قصتى ،وممكن تقرا الجزء التانى وتقولى رايك فية بردو دة لو مافيهاش تتقيل منى

MALAK 22-09-07 11:17 PM

حصل خير
مفيش زعل ان شاء الله
اعدك بان اتابع قصتك
اشكرك

brune 23-09-07 02:26 PM

mobdi3 kal3aada
nantadhir

MALAK 24-09-07 05:44 AM

bruneا اشكرك على المرور ....
تحياتي لتشجيعك ....موفقة...

ص.سوسن 25-09-07 03:41 PM

كم هي عظيمه تلك السعادة التي أستشعرها وانا أقرأ ما خطه قلمك وما نسجته بنات افكارك
جميلة تلك العلاقات التي ترويها في قصتك فيها حس عالي من الرقي أشعر بالفرحه عندما أقرأ كتاباتك أشكر لك تلك اللهجه الإنسانيه التي تتوج بها اعمالك أتمنى لك المزيد من التوفيق والنجاح وعذرا على الإطاله :0041:

غردينيا 25-09-07 06:21 PM

رووووووووووعه

MALAK 25-09-07 06:58 PM

اشكركم جميعا دون استثناء .....
تحياتي اليكم .....

بياض الثلج 26-09-07 03:26 PM

أخي موسى يسلمووو ع الجزء
روووووعة وابداع كالعادة ما شاء الله
ننتظر التكملة بفارق الصبر

MALAK 27-09-07 04:02 AM

اشكرك بياض الثلج.....

موفقة...

s3oOoOoOdya 27-09-07 10:48 AM

جزء أروووع من المعتاد
اجزاءك انتظرها دائما بشوق..

اتمنى ان تخبرنا بموعد الجزء القادم :)
(( حتى ما ادخل هالصفحه كل يوم وانا انتظر اجزاءك ))

موفق

MALAK 28-09-07 05:15 AM

s3oOoOoOdya
اشكرك كثيرا ....بصراحة ليس لدي وقت محدد....
اتمنى ان تساعدني الظروف على ذلك.....
موفقة...

chassey 04-10-07 02:01 PM

شكرا جزيلا لك أخي الكريم موسى على تقديم الرواية لنا

لديك إحساس أدبي و قلمك مبدع وجميل يستحق منا قرأته

تمنياتي لك بالتوفيق دوما

eyes2 04-10-07 03:34 PM

رواااااايه راااااائعه
سلمت يداك

MALAK 06-11-07 08:27 AM

بسم الله الرحمن الرحيم ...السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة...
اخواني الاعضاء الذين تابعو قصتي ...وشجعوني ....وحفزوني على المتابعة...
تشجيعكم ...كان هو الحافز لي لاكمال القصة..رغم صعوبة الظروف .....
اخبركم انني عما قريب سوف اتابع تكملة القصة....تقبلو تحياتي ...موفقين.....

frasha_moslema 07-11-07 09:13 AM

فينك يا اخ موسي؟ ننتظر بفارغ الصبر

فيوري 04-12-07 12:34 AM

رواية رائعة وانتظر التكملة

نور الكون 11-12-07 08:18 PM

:)

بـ حق اشتقت لهذه الـرائعة .. حد الجـنون ,,

أعلم تماما مدى أن لايجد الإنسـان وقتا لفعل أشيائه الحبيبات

بـإنتظــارك أخي الفـاضل

وفقك الله ودمت مطرا

أختك ,

MALAK 14-12-07 08:25 PM

مرحبا بكم جمييعا...
اعذروني على التاخيير...
الظروف كانت اقوى مني...
ولم اكن اريد ان اكتب بقية
الاجزاء على عجاله...فتخرج
اقل من المستوى...
لدي الان اربعة اجزاء..بقي ان
ارتبها وانقحها..واراجعها...
بالتوفييق..

MALAK 23-12-07 12:16 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة ...ها انا عدت بعد غياب طوييييل...احمل معي بعض الاجزاء...والاجزاء الاخرى سوف اكتبها قريبا ....اتمنى ان اجد نفس التجاوب والحرص..كل امنياتي
ان تستمتعو ا بالجزء.....موفقين....


تركتها وحيدة .......
((14))


هناك فترة تعقب الجفاء وطول الخصام ..تبدوا العلاقات بعدها وكانها صحراء قاحلة انهكهحا الجفاف
وكادت ان تقضي من قلة الامطار ..فالارض على الرغم من عطاءها ..
فهي من المستحيل ان تظهر خيراتها اذا بخلنا عليها ..كذلك العلاقات الانسانية تجدها قاسية جافة متصلبة اذا تعرضت الى الهجران والقطيعة ..يعتليها الصدا كقطعة معدنية قديمة ..لم يبقى من صفاءها شئ سوى بقع بنية لتاكلها بالصدا..
عندما تعود العلاقات الانسانية تبدوا وكانها اكثر متانة ..وكان البعاد الطويل قد اكسبها لمعانا وبريقا
وكان التجربة القاسية قد صقلت الانفس والاوراح واعطتها مزيدا من القوة والصلابة ..
بمعنى انها اكتست شكلا جديدة وصلابة متينة في فترة الانقطاع ...اي خضعت لعمليات تجميل ...
فتصبح وكان الحياة قد اعيدت اليها من جديد من ان سلبت منها بالقوة ..تخيل نفسك تنجو من حادث مريع ..الا تعشق الحياة اكثر بعد ذلك..الا تتمسك بها بقوة خوفا من تسللها بين يديك ..
هكذا جبلت النفس الانسانية ..تخاف من ان تفقد الاشياء التي تحبها حتى لو اهملتها لفترة من الزمن
حتى يبقى هناك شعور خفي بالخوف عليها ..حتى ان اصابها مكروة او عارض عادت اليها اشد تمسكا ..
وامست العلاقة اشد متانة واقوى بنيانا من قبل ....
وخلقت معها اشياء جديدة لم تكن موجودة من قبل ابدا ..فلك ان تكتشف جمالا اخرا للاشياء حينما تعود من جديد وكانها اكتست حلة جديدة وارتدت ثيابا اخرى اكثر بهجا والفة ورورعة ..وتدخل في النفس بهجة الانتصار على الخوف
ونشوة التحليق الى تلك العوالم اللتي طالما الفناها ..ومتعنا ارواحنا من نسيماتها الرقيقة العليلة ..
فانك تشعر بلا شك بمزيد من الحرية والراحة ..وكثيير من الانطلاق وحب المبادرة ..فليش شئ اجمل من ان تعود الى حبيبك بعد طول غياب ..هو شئ اشبة ملامسة الهواء المنعش الى على وجنتك ..اقرب الى انسكاب الماء البارد على راسك اللذي انهكتة الهموم ..وانقى من ذرات الماء المتساقطة على نافذتك في ليلة ماطرة ..واعذب من مذاق الماء العذب على اللسان ..بعد فترة طويل من العطش....
لولا اننا كنا في ذلك المكان الرائع ..لما توانيت ابدا في بث ما يختلج في اعماقي من مشاعر الى
صاحبة الوشاح الرقيق التي تجلس بجانبي ..استدرت اليها وانا اطيل التحديق في خصلات شعرها التي تتراقص بسرعة متناغمة بفعل النسمات السريعة التي تاتي الينا من جهه البحر الذي تتلاطم امواجة ..
في عينيها سحر غريب زادهما شرودهما حلاوة وجمالا ..مددت يدي الى كفها الصغيرة التي تستقر على ركبتيها المضموتان الى صدرها ..ربت عليها برفق وانا ابتسم برقة اليها ..
التفتت الي ورايت ضحكة رائعة في عينيها ..رايت جمالا لم ارة في عينيها منذ مدة طويلة ..رايت لمهانا اخاذا ياخذ شغاف قلبي ..كقطعة زجاجية تتعرض لاشعة الشمس ..كنت اريد ان اطيل تلك الفترة من التامل في عينيها ..كنت اريد ان اواصل الولوج الى اعماقها البريئة كطفلة ..لكنها
قطعت فترة اعتكافي في صومعة عينيها ....
_الن يتاخر الوقت لقد شارفت الشمس على المغيب...
ابتسمت لها برقة وانا اعاود النظر الى السماء المتوهجة ..كنت انظر تحديدا في قرص الشمس البرتقالي المتوهج ..لم اجد في نفسي اكتفاء من التحديق في هذا الوهج...
_الا يجبرك هذا المنظر على طلب المزيد..
لا اعلم لماذا في اكثر المواقف تكون بادرة زوجتي هي الحاسمة في الموضوع ..واراني اتبعها صاغرا دون ان ابدي اعتراضا ..
_هيا بنا ..اريد ان ارى مها ...
في هذة اللحظات تذكرت شيئا ..لم يتبقى كثيرا على زواجها بل ان الدقائق والساعات تمر مسرعة بطريقة غريبة ..بعد غد سوف تكون شقيقتي المقربة الى جانب زوجها الذي اختارتة بارادتها ..شاركت زوجتي الرغبة في الذهاب الى منزل والدي ..اجتاحتني رغبة كبيرة في رؤية (مها)..فلن يتبقى وقت كثير تتمتع فيه بحريتها ..فعما قريب سوف تكون في عهدة رجل ..لا تعلم منه الا ظاهرة ..عندما افضيت الى الواقفة بجانبي بما يعتمل في صدري اجابتني مداعبة...
-صدقت كنت اشعر بغربة كبيرة في بداية زواجنا ....
ثم ابتعدت عني متجهة الى السيارة وهي تنظر الى بشئ من الشقاوة ..وقالت قبل ان تبتعد
_لانك لم تكن تساعد عن ازاحة هذا الشعور....
واسرعت بخطواتها ..تبعتها بسرعة وانا اسمع ضحكاتها الخافتة ...
في منزل والدي كانت والدتي العزيزة تشكو لي من ضيق الوقت ..فلم يتبقى الا يوما واحد ويتم زواج شقيقتي ..رايت الارتباك في عينيها ..تسائلت لماذا اشعر انها مرتبكة ومتوترة رغم ان (مها)ليست اول ابنائها زواجا ..فلقد سبقتها انا ..ومن ثم شقيقي سالم ..رايت من زوجتي كثيرا من التفهم ..وكانت تعرض علي والدتي مكررة استعدادها للمساعدة..جلسنا قليلا في الصالة الكبيرة مع والدتي وشقيقتي الصغرى(نورة)كان والدي ياخذ قيلولة ..اما صاحبة الشان فلم نرها الا في اللحظات
الاخيرة قبل خروجنا ..اسرعت منى اليها وعلى ثغرعا ابتسامه عذبة..فصديقتها المقربة ..والوحيدة سوف تتزوج اخيرا بعد عناد طويل ..وتبريرات لم نخال انها ستنتهي ...
كنت اقف بجانب الباب الخارجي لمنزل والدي وانا ارى واسمع كلا من زوجتي ووالدتي وشقيقتي الاثنتين يتناقشون في امر الزواج ..تسائلت في داخلي لماذا لا يحلو لهن النقاش الا عندما نهم بالمغادرة ..شعرت بالنعاس يتسلل الى جفني ..فلست معتادا على السهر طويلا ..
في طريق العودة كانت منى تتكلم بسعادة بين الحين والاخر ..وكانها طفلة صغيرة ..تكلمت كثيرا عن فستانها الذهبي ..كررت كثيرا انها خائفة من ان يكون غير مناسب ..فهمت منها انها غير
راضية عن شكلة ..هززت راسي وانا اوسع ابتسامتي هؤلاء النساء دائما متشككات في كل شئ..
كنت لا زلت استمع الى حديثها المسهب والطويل عندما قاطعتني رفجاة هاتفة بقوة ...
_سعيد ارجوك توقف هنا...
استدرت الى الناحية التي تقصدها ..كان محلا يبدوا انه يبيع باقات الزهور
اذ ازدانت بوابتة بمختلف الاشجار ..ورايت الالوان الزاهية للنباتات والازهار من خلال الباب الزجاجي
رايت زوجتي تلتفت الى ومن خلف غطاءها رايت ابتسامة زاهية كالوان الازهار ..
_ارجوك سعيد..اريد ان انزل للحظة..
لا زال طلبها بالنسبة الي يكتنفة الغموض ..كما انني لم اجد
في نفسي ترحيبا كبيرا على هذة الخطوة ..كنت اريد ان اصل فقط الى السرير لاريح عيني ..
ولكنني في النهاية اذعنت لطلبها ..سحبت مفتاح السيارة وترجلت حاثا اياها على النهوض ..كان المحل رائعا بما يحوية من الاشكال الرائعة من االازهار المختلفة الالوان ..في كل مكان كانت تزينها باقة من الازهار ..مذيلة بشرائط ناعمة ..هناك الكثير من الانواع والاشكال ..فنها الجميل بنعومتة ولنة الهادئ القرمزي ومنها الصارخ بشكلة الغريب والوانة المتداخلة ..شعرت ببعض الانتعاش ..اذ كانت الرائحة التي تنبع من المكان تبعث على الخذر ان جاز التعبير ..والموسيقى الهادئة سيطرت على الاجواء بحيث جعلت من الصعب على الشخص ان يفارق هذا المكان ..فكنا انا ومنى نتكلم همسا كي لا نخدش جمال الازهار ..كانت تتحرك من مكان الى مكان اخر وكانها تتفرج على لوحات فنية تشتشف من اعماقها ما يزيل غموضها ..وكانها تريد ان تفهم ما تنطق به الازهار ..
اخيرا رايتها تقف في زاوية ..اقتربت اكثر تمعن في النظر ..اقتربت منها ..
رايتها تمد يدها الى باقة من الازهار ..كانت اوراقها تحيط بها بنعومة غريبة ..وجدت في نفسي اعجابا بها ..الباقة كانت مريحة جدا من حيث تشكيلتها الهادئة ..اكتست لون ازهارها باللون الفوشي ..ومن بينها كانت تتخللها الاوراق الخضراء الزاهية ..مربوطة بنهايتها بشريط عريض لامع
من اللون الذهبي ..يتخلله بضع شرائط رفيعة من اللون الاخضر ..اقتربت مني وهي لا زالت تنظر الى الباقة ..قالت لي همسا ..
_اريدك ان تحجز لي هذة الباقة..
في الحقيقة لم استغرب من طلبها ذاك ..فقد كانت الباقة رائعة ..ذهبت الى الرجل الذي يقف جانبا ..كان يتلمس بعض الباقات الموجودة في بعض الزوايا ..كان شديد الاعتناء بها ..اتفقت معة على ان اتي واخذ الباقة بعد ثلاثة ايام ..اي في يوم الزواج ..دفعت العربون ..وخرجنا بعد ان تملكت زوجتي فرحة غريبة ...
في السيارة سادت بيننا فترة من الصمت ..عرفت فيها انها لا زالت تفكر بشان تلك الباقة ..تمنيت ان لا تكون تراجعت عن ذلك..اردت ان اصل الى المنزل كي لا تطلب مني الرجوع..ال نفس المحل لتبدل الباقة..
في غرفة النوم كنت ابدل ملابسي مسرعا كي اصل باقرب فرصة الى السرير ..فلم اجد في نفسي مجالا لاي نقاش ..ابتسمت لها وانا اتجة الى السرير ..كانت تمسك بهاتفها الخليوي ..
وتتحدث الى شقيقتي ..مرة اخرى يتملكني العجب من افعالهن ..عجبت لماذا لا تؤجل المحادثة الى
الغد..فقد تاخر الوقت ..لم انتبة كثيرا الى كلامها ..كنت اغمض عيني عندما شعرت بها تقترب
مني وتنظر الي ..فتحت عيني لارى ماذا تفعل ..كانت تنظر الي بسعادة ..منظرها كان رائعا
وخصلات شعرها الاسود تلامس رموش عينيها ..ابتسمت لها ..قالت بسعادة...
_اتمنى ان تعجبها الباقة..
اذا لم تكن تلك الباقة لها ..فهمت من خلال كلامها انها لشقيقتي ..استغربت ذلك فقد شعرت من بداية الموضوع ببعض الغرابة..الا انني الان اشعر بالمزيد منها ..قلت لها وانا احاول
ان ابقي جفوني مفتوحة
_الم تكن لك ...
هزت راسها وهي تنظر الى الكرت الذي بيدها ..كان يخص محل لاالزهور الذي رجعنا من زيارتة للتوا ..بانت اسنانها البيضاء وهي تقول
_انها باقة زواجها..اردت ان تكون هدية مني..
فهمت الان سر الابتسامة الكبيرة ..والفرحة الغامرة التي تشعر بها ..انها امراة يسعدها كثيرا ان تعطي ..يسرها جدا ان تقدم المزيد ..مددت يدي الى شعرها الحريري ..مررت يدي بين خصلاتة ..لم ارد ان اتكلم ..لاني اعتقدت ان عيني كلاهما كانتا تحملان الكثيير ...
يمر الوقت سريعا وقد بقي يوما واحد على زواج شقيقتي ...في صباح ذلك اليوم وانا اتناول قطع الخيار المقطعة شرائح...استاذنتني منى للذهاب الى منزل والدي...تمر الدقائق بسرعة وتنقضي ...في المنزل هناك .... كان الكل مشغول الى اذنيه..
(منى) كانت تحب ان تذهب اليهم كل يوم تقريبا في الايام الاخيرة...كانت اقرب صديقة الى (مها) ..التي تحتاج مساعدتها في هذة الفترة الحرجة...(نورة) لم يكن لديها اي خبرة في هذة الامور...كل ما كان يهمها فستانها
وكل شئ لا يهم بعد ذلك....
اخبرتني انها سوف تذهب الى منزل المراة التي سوف تضع نقوش الحناء على يد العروس ...ليقدمو لها العربون..
ثم يتجهن الى المشغل التي تملكة صديقة مشتركة بينهما ...
لتضيف بعض الرتوش واللمسات على فستان منى اللذي اكتشفت ان الجيب العلوي يبدوا واسعا جدا عليها
خاصتا وانها صاحبة جسم هو اقرب الى النحافة ....
لم اعد اراها كثييرا هذة الايام ...وحتى عندما تجمعنا لحظات قليلة معا تبدا بالكلام عن القاعة والفستان ....
حتى المكياج لم تدع المناقشة فيه ..اخبرتني انه من الاشياء المهمة في اي مناسبة.....
في طريق عودتي الى المنزل مررت عليها لاصطحبها الى المنزل ..كانت تشعر بانهاك شديد وهي تمسك
بطرف غطائها لترفعة قليلا ...وتتنهد بعمق ...
_مابك هل انتي متعبة؟؟
هزت راسها دون ان تتكلم ....اسندت ظهرها المنهك على الكرسي الامامي ....وضعت يدها على صدرها
والاخرى فوق راسها ....من خلال غطاءها شعرت بارهاقها .....
ولقد صدق ظني عندما وصلنا الى المنزل ...كانت عيناها شبة مغلقتين ...رمت نفسها على اقرب كنبة في
الصالة ...كنت اقف وانا امد يدي الى المدخل ..واعلق سلسة المفاتيح بجانب المرآه....من خلالها رايتها وهي تغلق عينيها ببطء...ارجعت راسها الى الوراء ....لا زالت عبائتها عليها....
اقتربت منها منظرها ييثير الشفقة ...اردت ان اقول لها ان تبعد عبائتها وتاكل لها شئ ما ...ثم تذهب لتستلقي على السرير..اخبرتها انلا تشغل بالها بالعشاء..فلم يكن لي رغبة في تناوله..
هزت راسها وهي تنهض ببطء وتثاقل ...لملمت اطراف عبائتها واخذت غطاء راسها المرمي باهمال على
الطاولة الصغيرة بجانب الكنب ...لم تكد تجتاز باب الغرفة حتى سمعت صوت هاتفها الخليوي ...
_من المتصل؟؟
عندما لحقت بها كانت تعدل رجليها على السرير وهي تضع الهاتف على طرف السرير...ارخت جدعها واستندت على المخدة
دلكت كتفها قليلا وهي تجيبني بصوت خافت....
_انها مها....تؤكد علي ان اذهب غذا في وقت مبكر....
_اذا كنت متعبة لا داعي لذلك...
_لاباس..سوف اذهب غذا..
قلت ذلك وانا اشعر انها تريدني فقط ان اخرج لتسلم نفسها للنوم ...الذي كانت تتوق اليه ...رفعت غطاء السرير السميك...لم ارى بعد ذلك الا خصلات شعرها الطويل المتناثر على المخدة..
فقد ادارت وجهها للجهة الاخرى ..مددت يدي الى زر النور واطفات الانوار ...جعلت الباب مواربا كي لا اضطر الى اصدار صوت عند فتحة ...وذهبت الى الى الصالة لاتابع برنامج سياسي في انتظار ان يزور
النوم جفني..بيد انني لم اقاوم النوم فترة طويلة ...لان جهاز التلفاز انسل من يدي اكثر من مرة ...قبل ان اغمض عيني واستغرق في نوم عميق ...

MALAK 23-12-07 12:44 AM

تركتها وحيدة ...

(الجزء15)...





(15)...


الانتقال من مكان الى مكان ..من مرحلة الى مرحلة ..تموج المشاعر بمتناقضات كثيرة وغير مفهومة ..تتارجح بين الفرح والخوف ..والتقدم والتقهقر ..الانشراح والانقباض ..ليس من السهل ابدا ان تبدا مرحلة جديدة من حياتك ..لاتعلم منها شيئا ..اللهم الا الخوف والتوتر وترقب المستقبل
كل انسان تنتابه هذة المشاعر ويستغرقة التفكير في لجة التغيرات التي يشرف على الدخول اليها ..
فالمجهول دائما ياتي بالحذر ..والزواج حياة جديدة بين اثنين خلقا في بيئة مغايرة لا يجمع بينهما الا عقد الزواج ..وهذا لا يمنع انهما منذ كانا اجنة ..ارتبطت حياتهما مع بعضها ..فكل شئ يكتب في السماء قبل ان ينزل امرة في الارض ..ولكن الانسان بطبيعتة يتسم بقصر النظر ..وضحالة الادراك فيما يتعلق بهذة الاشياء ..فالارواح جنودا مجندة ..لو ادرك الانسان ان مصيرة قد كتب منذ كان صغيرا وخطت مصائرة ..لما ابدى الكثير من التذمر فيما بعد..ولادرك عاجلا او اجلا
ان كل الذي يحدث من امر الله ..ليس من امر غيرة..والله تعالى اعلم بما تحوية الانفس..
والخبير بما تجلبة المصائر ..ونحن على هذا المفهوم وتحت ضوء ذلك المنهاج ..لانملك الا ان نستخدم من انفسنا ملكة التكيف ..والاستمرار مع محاولة القبول والاصلاح والتغيير ..
منذ الصباح الباكر استيقظت في ذلك اليوم ..لم يكن السبب رغبتي في ذلك على اية حال ..فقد كانت زوجتي العزيزة تقف فوق راسي وهي تمسك بفستانها الذهبي كطفلة تنتظر ان تلقى مزيدا من المدح والاطراء على عمل ما ..ربما كانت تنتظر مني ان انخرط في كيل المدح والانخراط في مزايا فستانها الذهبي..لم يتسنى لي ان اراه ليلة البارحة اذ كان عند المشغل تتم فيه الخياطة بعض التعديلات ...ولما كان
الوقت متاخرا ولما كنت لا استطيع حتى ان افتح عيني في تلك الساعة المتاخرة...لذا فقد رميت نفسي على السرير وانا اسمع خشخشة الكيس الذي بداخلة الفستان بين يديها....
بين الحين والاخر كانت تبتعد لتقف امام المراة ..تضع الفستان على جسمها وتنظر اليه طويلا ثم تعود الي املا ان ابدي رايا يريحها من حيرتها الكبيرة ..بشان الفستان ..
تحركت في السرير ولا زالت عيناي الشبة مغمضتان تعانيان النعاس ..كنت امد جسدي مرارا وانا اسمعها تفتش في الدرج الذي بجانب السرير ..تلتقط غرضا من هنا واشياء من هناك ..كانت حالة الاستنفار لديها في اوجها وعلامات التاهب الشديد واضحة في حركتها السريعة ...في ذلك الوقت المبكر من الصباح ..سمعتها تتمتم من بعيد وانا لا زلت مصرا على البقاء في السرير ..
_ان علي ان اكون جاهزة ..لابقى اطول وقت معها ...
فهمت انها تتكلم عن (مها )..ايقنت انها لم تكن بهذا التوتر حتى في يوم زواجنا ..لا اعلم لماذا راودني هذا الشعور ..ربما كانت حماستها المفرطة هي السبب ..تسائلت اذا كانت زوجتي بهذا الارتباك ..فما هو حال شقيقتي المسكينة لا شك انها على حافة الجنون فانا اعرفها جيدا لابد انها الان على وشك البكاء..
شعرت بها تجلس على السرير بقربي ..اذ مالت تلك الجهة من السرير ..احسست بيدها تتفقد شعري ..كانت اصابعها الصغيرة تتخلل
مقدمة راسي ..بعد قليل سمعتها تقول بخفوت ...
_هيا يا سعيد ارجوك انهض ..
كانت على الرغم من حماستها وارتباكها تحرص على مناداتي بهدوء ..شعرت بكلماتها المتوسلة الراجية
سمعتها تمط كلماتها بحيث تركز على مخارج حروفها ..نظرت اليها ..كانت في عينيها نظرة استجداء مططت شفتي وانا اسمعها تواصل رجائها ..هززت راسي يالهذة النساء يحصلن على ما يردن دون عناء ...فانا الذي اشعر بالانهاك الشديد وانا الذي انتهكت حرمة خلوتة مع النوم الذي يفضلة كثييرا ...اما هي و ان كانت لم تنم جيدا الا ان حماستها قد قضت كليا على شعورها بالنعاس...تمنيت ان ينتهي كل ذلك لتزف مها الى زوجها ولازف انا الى سريري....نهضت مبعدا عني الغطاء الثقيل ..ادركت وانا اذهب الى الحمام انها تستطيع ان تاخذ
ما تريد متى ارادت ..فلديها سلاح فتاك ...تتهاوى امامه كل مقاومة حصوني ..ولكنني في النهاية افعل ذلك راضيا ..في طريقي الى العمل اوصلتها الى منزل والدي وتابعت طريقي الى العمل عازما على اخذ اجازة لمدة يوم واحد على الاقل ..فشقيقتي تستحق اكثر من ذلك ..ثم انني الوحيد الان الذي استطيع ان اقلهن في مشاويرهن من الصالون الى المنزل الى الصالة الكبييرة...فشقيقي سالم مشغول هذا اليوم وربما لا يعود من رحلتة الا عند غروب الشمس...
فيما بعد وجدت امامي الكثير من وقت الفراغ..فالساعة الان الثامنة صباحا ..امامي على الاقل تسع ساعات
الى موعد الذهاب الى محل الورد ..لاخذ معي باقة (مها) التي اختارتها (منى) والتي ستحملها مها اثناء حفل الزفاف ومن ثم متابعة مشاوير الصالونات والاستديو وخلافة ..
نظرت اللى ساعتي مرة اخرى ..فكرت ان اتصل بصديقي صالح ..ولكنني عدلت عن هذة الفكرة
فلابد انه في عملة الان ..نسيت ان اليوم ليس اجازة ..كان ذلك بالنسبة الي فقط ..
كان خطيب شقيقتي يحاول بقدر الامكان ان يعجل بالزواج ..بما ان امامه رحلة طويلة الى الخارج مع
ابنة ..لانه يحتاج الى العلاج ..تنهدت وانا اجلس على شاطئ البحر ..ترى مالذي يجعلها تختار رجل
سبق له وان تزوج..ولدية ابن ..على حسب علمي انها تعرفت على الابن اولا الذي يبلغ الخمسة اعوام في المستشفى الذي تعمل فيه ..كان يعاني من مرضا ما ..تابعت هي حالتة النفسية..
لم تكن تعلم ان نصيبها سوف ياتي من خلالة ..وان قرارها المتعسف بالعزوف عن الزواج ..انهار بمجرد ان تعلقت بذلك الطفل المريض ..ابتسمت عندما تذكرت خجلها وارتباكها عندما رايتها اخر مرة
لم تكن تجرؤ حتى ان تنظر الى عيني ..رغم انني كنت الشقيق المقرب لها دائما ..
ربما اصبح لها عالمها الخاص الذي لا استطيع اختراقة بعد الان ..منذ ان ارتبطت بزوج المستقبل اصبح لها عالم خاص..عالم لا تستطيع ان تشاركني فيه او تطلعني عليه ..ولكنها تستطيع ان تقتسمة مع (احمد)كان هذا اسم زوج المستقبل ..
شعرت ببعض الجوع وانا لا زلت اسير افكاري ..نغصت علي ندائات معدتي تسلسلها ..نثرت الغبار من ملابسي ..نهضت وانا احاول ان اجتاز الصخور ..المتفاوتة الاحجام وصعدت الى السيارة متجها الى مكان ..اسكت فيه احتجاج معدتي..فلم يعد بي قدرة على مقاومة احتجاجها ...
كان المطعم يبدوا هادئا في هذة الفترة من الصباح ..فالكل كان مشغول في عملة ..وجدتها فرصة جميلة لاستمتاع بالهدوؤء والسكينة ..نظرت الى النافذة ..كانت اغصان الاشجار تتراقص وتضرب اطرافها الزجاج ..تذكرت صالح ..ان هذا المكان كان ولا زال يجمعنا دائما ..
شعرت ببعض الارتياح بعد ان تناولت الفطور ..طلبت بيضا مقليا مع شرائح الطماطم والخيار ..
وكوبا من الحليب ..جعلني اشعر بمزيد من الارتياح ..لو كانت منى هنا ..لاتحفتني بمقولتها المعتادة ..(انك تتصرف كالاطفال في كل شئ..حتى في طعامك)منذ كنت صغيرا وانا افضل الحليب دائما في الصباح الباكر ..كانت هذة عادتي التي استمريت عليها ..ولا زالت تلازمني الى
الان ..امسكت بعدها بعض الصحف اخذت نظرة سريعة في العناوين ..قطبت حاجبي عندما رايت ذلك العنوان في صفحة الحوادث ..هززت راسي ان حوادث الطائرات في ازدياد ..ابعدت الصحيفة ووضعتها جانبا ..لم ارد ان اكمل قراءة الخبر..فلست اريد ان اكدرنفسي واغير صفو مزاجي في يوما كهذا ..
كان الوقت يمر بطيئا ..نظرت الى الساعة انها الحادية عشرة ..حملت سلسلة المفاتيح معي ..
واتجهت الى السيارة..شعرت بتعب غريب ..لقد استيقظت مبكرا مع اني لم انم في وقت مبكر
ليلة البارحة..فكرت ان اخذ قسطا من الراحة ..اردت ان اعطي نفسي فرصة للاختلاء وضعت المنبة على الطاولة الصغيرة بجانب السرير..الساعة الثانية عشرة ..كان التوقيت ..علي ان استيقظ من اجل الصلاة ..لاعود بعدها الى النوم الى الساعة الرابعة عصرا .....اغمضت عيني
بعدها دون ان اشغل نفسي باي شئ سوى النوم ...
ويبدوا انني كنت بحاجة ماسة الى النوم ..بحيث لم استيقظ بعدها الا على ندائات متكررة من هاتفي
المتحرك..فركت عيني جيدا وانا ابحث عن مصدر الصوت ..مددت يدي الى الطاولة الصغيرة..
ضغطت على الزر وانا اشعر بانني على وشك الوقوع في ورطة ..
_الو ..اهلا ..كلا لقد استغرقت في النوم ..لا باس سوف احضرها الان ..
اغلقت الهاتف وانا احاول ان ابعد عن عيني النعاس الذي يابى ان يفارقها ..تحركت سريعا قبل ان تزعجني نغمة الجوال مرة اخرى ..لتربكني بعدها زوجتي بالحاحها بضرورة احضار الباقة ..
عند صالة الافراح الكبيرة كان المكان مزدحما بطريقة غريبة ..كانت السيارات تشكل ازدحاما كبيرا
امام البوابة ..على الرغم من ان الوقت كان مبكرا ..لا زالت الساعة الثامنة مساء ..
شعرت ببعض الضيق وانا اقف خلف خط السير المتعطل من اثر الزحام ..ترجلت من السيارة وانا
امسك باقة الورد التي اوصتني بها منى بعناية عزمت امري على السير على قدمي للوصول الى البوابة الكبييرة ..كانت مغلفة بطريقة راقية جدا ..
بما ان هذة توصيات زوجتي المشددة مزيدا من العناية بها والاهتمام ..نظرت اليها لا انكر انها لها رائحة وشكلا بديعين ..لكن امر الزواج لا يتوقف عليها..فالاهم سعادة الاثنين لكن مستحييل ان تقتنع النساء بعهذا المنطق العملي من جهتي...انهن ولا شك سوف يسارهن الشك بمدى كرمي ...ولربما نعتتنني بمزيد
من عبارات الدالة على البخل والحرص...على المال ...لذا اثرت مجاملة زوجتي في تلك الليلة وهي تطلب مني الترجل من السيارة في ذلك الوقت المتاخر لاختيار الباقة ....
امام الباب الخلفي للصالة الكبيرة وقفت وامسكت هاتفي الخليوي ..اخترت ذلك الرقم وضغطت زر الاتصال به اردت ان تخرج بسرعة لاريح نفسي من هذا الزحام ..اخيرا قد تحرك الباب ..
رايت شيئا يتلحف بالسواد يخرج راسة لي ..اردت ان اعطيها الباقة لاعود ادراجي سالما ..ولكنني فوجات بها تسحبني الى الداخل ..ضيقت عيني لفعلها ذاك فانا لست في مزاج جيد خاصتا للدخول في مكان يمتلى بمئات المدعوات ...تسائلت ماللذي تريد ان تفعلة الان هل اصيبت بمس من الجنون ...
وجدت نفسي في مساحة صغيرة تؤدي الى غرفة جانبية ...كان المكان مريحا بعيدا عن صخب المدعوات ..وجدتني اقف في مواجهة ممر صغير ..قد زينت جدرانة لنقوش فضية..واصطبغت الجدران بللون الازرق المائل الى لون السماء..شتان بين الجو الصاخب في والخارج والهدوء الاسر في هذا المكان ..اخذت منى الباقة من بين يدي ..وضعتها جانبا بعناية..وهي تنظر اليها باعجاب وفخر ...ابعدت عبائتها السوداء عن جسمها ..وقفت امامي مبتهجة ..وكانها تريدني ان ابدي رايي بزينتها..
بدت في غاية الروعة بفستانها الذهبي ..الذي يتخلله رسومات لزهور حمراء ..كان قصيرا يصل باطرافة المزركشة الى الركبة..بدت رائعة في كل شئ..حتى خصلات شعرها السوداء التي تتراقص فوق عينيها ..اعجبني انسدال شعرها الاسود الذي يصل الى نهاية ظهرها ..لم تغير فيه شئ بل جعلتة منسدلا وزينت خصلات شعرها الامامية بقطع صغيره من الكريستال ... غطى شعرها كثيرا من المساحة المكشوفة من الفستان الفاتن التي ترتدية..رايت الاطمئنان في عينيها ..لما رات من رضى على ملامحي..ولكنها اصيبت ببعض الارتباك عندما حاولت الاقتراب ...امسكت يدي للمرة الاخرى واسرعت لتقودني الى غرفة جانبية كان بابها مغلقا ..لم اكن اريد ان افعل شيئا...على الرغم من انني تمنيت ان تكون لي وحدي في تلك الليلة ..كل ما كنت اريد فعلة هولمس خصلات شعرها الحريرية ...
طرقت الباب بخفة انتظرت قليلا ثم فتحتة قالت وهي تنظر الي ..
_مها ان شقيقك سعيد يريد ان يراك ....
ابعدت الباب وتركتني اقف بجانبة مذهولا فما رايتة امامي ليست شقيقتي ابدا ..انها امراة اخرى ..كانت تقف هناك تنظر الي ..بحيرة وهي تتحسس فستانها اللؤلؤي بارتباك ومن ثم انشغلت بتعديل بعض خصلات شعرها المرفوعة الى الاعلى ...
بعدها ما لبثت ان ارتد بصرها الى ارض الغرفة الرخامية..كانت عيناها مسبلتين وكانها تريد ان تبعد نظرها عن كل شئ ...اقتربت منها رفعت ذقنها الدقيق لتلقي الي بنظرة خاطفة ثم تبعد نظرها عني مرة اخرى ..اجتاحتني مشاعر ابوية اتجاهها ..اردت ان اقول لها اشياء كثيرة في تلك اللحظة..
ولكنني لم املك الا ان مددت يدي وربت بها على كتفها بخفة ورفق ..رفعت يدها الصغيرة المنقوشة باشكال من الحناء ال طرحتها ..تلك النقوش جعلت يدها تبدوا وكانها لوحة فنية ابعدت شئ عن رموشها الطويلة وهي تزم شفتيها ...كنت اخاف ان تهتز او اتنهار ..فقد كانت كورقة هشة في مهب الريح ...على الرغم من ارتباكها اقتربت مني اكثر ..ربما تريد مني مزيدا من الامان ..
قربتها الي بخفة وطبعت قبلة على جبينها الناصع همست لها بارتياح ..
_مبروك يا شقيقتي العزيزة ...
رايت في عينيها فيضا من المشاعر .. اذ ظهر فيهما لمعة غريبة وهي ترفعها الي ببطء...ابعدت ناظري عنها لكي لا اربكها اكثر من ذلك ..
اردتها ان ترتاح قليلا ..ربت على كتفها مرة اخرى ..قائلا بود اخوي
_سوف تعيشين مع من اختارة قلبك وعقلك...
تركتها وابتعدت ..لم انسى ان اعطي الاثنتين ابتسامة مودعة ..وخرجت من الغرفة ومنها
الى الممر الخارجي ..تنهدت بعمق وانا اتذكر شكلها ..اخيرا قد وجدت من يشاركها قلبها قبل ان يشاركها حياتها..
كنت لا ازال مستغرقا في افكاري وانا اتوجة الى الباب الخارجي..عندما فوجات بوجه نورة يبرزامامي..رفعت حاجبي وانا انظراليها وتركت لملامحي الصارمة التعبير عن مدى الازعاج الذي سببتة لي بطريقة ظهورها تلك..
_سعيد انت هنا؟؟
_مارايك بمها اليست رائعة؟؟
تنهدت بعمق وانا اسمع كلماتها الحماسية ..هذة الفتاة لا تهدا ابدا ...هززت راسي بنعم واردت ان اخرج ...سمعتها خطواتها تسرع الى تلك الغرفة وتقول بصوت بدا يتلاشى وانا ابتعد...
_مها هناك من يريد ان يراك..
هززت راسي يبدوا ان اعصاب مها سوف تستهلك دون رحمة في هذة الليلة ...ابتسمت عندما تذكرت شكلها ..
كل الوان البراءة قد تمثلت فيها ...انها رقيقة ...على عكس نورة الصاخبة دائما ...
في اليوم الثاني من ليلة الزواج استيقظت على صوت وكانني اسمع بكاء مكتوم ...قطبت حاجبي وانا احاول الاستيعاب ...ادرت عيني للجهة الاخرى وانا ارى منى تجلس متكاة على المخدة الوثيرة ...وهي تمسح شيئا في عينيها ..شعرت بالخوف مالذي حصل الان....خطرت على بالي والدتها ...ترى هل عاودها
المرض مرة اخرى...اعتدلت في جلستي في وانا اقول بصوت ناعس ...
_ماذا هناك؟؟
عندما عرفت السبب حركت راسي بحيرة...انهن غريبات حتى عند الفرح لا تتوقفن عن ذرف الدموع...قالت لي انها تذكرت مها البارحة عندما همت بالخروج من الصالة برفقة زوجها ...تذكرت موقفها عندما احتضنتها وهي تودعها...تودع صديقتها الاثيرة طوال ما يقارب العشر سنوات ...فكرت مليا اذا كانت هذة حال صديقتها ...فما حال والدتها الان وهي التي كانت الابنة المفضلة لديها ...لابد انها الان تذرف سيل من
الدموع ...ولكنني اطمانيت بعد ان تخيلت موقف والدي...لن يجعلها تستسلم لحزنها..



اتمنى ان تعجبكم هذة الاجزاء....

MALAK 23-12-07 12:48 AM

السلام عليكم...يا اعضاء...طبعا سوف تلاحظون اختلاف بسيط في الاسلوب..وهو تكثيف الحوار نوعا
ما...لتصل افكار ومشاعر الابطال بشكل افضل....
لكم تحياتي....

MALAK 23-12-07 02:50 AM

انتظر ردودكم .....

زوغدانة 23-12-07 04:07 AM

جميل يا mousa كالعاده وفعلا انا لاحظت ان الاسلوب مختلف بس تكثيف الحوار جميل طبعا ومايمنعش انه بين الحوار تذكر كلماتك وتعبيراتك الجميله بحيث يكون الحوار كتير والتعبيرات كمان كتير
ويارب ماتكونش اتضايقت من كلامى

MALAK 23-12-07 07:49 AM

اهلا ....
زوغدانة....

مرحبا....
اشكرك على مرورك اولا ....
وعلى ملاحظاتك ثانيا....
وهذا يسعدني....

اشكرك...

بياض الثلج 23-12-07 05:21 PM

السلام عليكم
يسلمووو ع الاجزاء الروووعة والمشوقة
اسلوبك كان رائع جدا كالعادة ما شاء الله
وانتظر تكملة القصة بفارق الصبر

MALAK 23-12-07 08:37 PM

بياض الثلج....
اشكر لك مرورك الكريم....
اتمنى ان تكون الاجزاء ...
تحياتي...
مرضية كسابقاتها ....

Electron 23-12-07 11:55 PM

أخوي صراحة ....... أسلوب رائع ...
حلو روايتك للقصة من وجهة نظر سعيد وكيفية رؤيته للأمور توضح لنا كيف يفكر الرجل ..
بالتوفيق ننتظر الباقي.

MALAK 24-12-07 02:55 AM

Electron....
مرحبا بك على صفحات روايتي...
ما استنجتيه كان صححيحا ....
فلقد كان هدفي ان اوصل وجهه
نظر سعيد بالنسبة للاحداث ...
وكانة يستشف ما وراءها ....
ساعدتة طبيعتىة التي تميل
الى التامل على لك...
اشكر لك مرورك....بالتوفيق....

MALAK 24-12-07 05:00 AM

لا اعلم لماذا الردود قليلة ..
انتظرت ان اجد تفاعلا اكثر...
املي...
ان تشدكم الاجزاء القادمة...
بالتوفيق...

نور الكون 25-12-07 01:56 AM



يـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــآهـ

:)

جميـل , جميـل , جميـل يـا موسى

بحق أحسست كأني أحضر تجهيزات عرس حقيقي في عائلتي :)

تمـامـا .. كمـا روعة المطـر
كمـا همـسات الزهر

أقرأ أجـزاءك أنـا برقة كبيــرة ... أخـاف أن تنتهي

بحق .. يحق لك أن تنتشي بـ ما تكتب

أنا في أشـدّ الإنتظـار

أختك ,


MALAK 25-12-07 05:13 PM

اهلا نور الكون....
اسعدنا مروركم ...وتشجيعكم ....
واتمنا ان نكون في نفس المستوى

بعد طول انقطاع...

بالتوفيق.....

MALAK 26-12-07 01:34 AM

السلام عليكم ...هذا جزء جديد من القصة.....اتمنى ان اجد التفاعل ...لاني بدلت جهدي فيه ...
ووضعتة ..لكي ارى الردود والتفاعل ....تفضلوا....
((تركتها وحيدة...))





((16))


هناك اشخاص تشعر بالحيرة اذا امعنت المحاولة في فهم اعماقهم ..تنتابك مشاعر غريبة وانت ترى انهر العطاء تنساب غزيرة رقراقة على قلوب الذين حولهم ....
من قلوبهم البيضاء يخيل اليك ان لهم ارواح لها جناحان ترفرف عاليا و تنثر الورد من اعلى لتزيح الحزن والهم عن اللذين تعتريهم الحيرة والكابة ..فيبدوا
وجودنا زاهيا جمييلا ..الى جانبهم وكان الارض تمتلك من الوسع بحيث لا يمكنك رؤية نهاية مداها ..انهم ينثرون الامان في دروب كل ما يمت اليهم بصلة الدم وااقرابة.......واهم شئ صلة القلب ..فمن يسكن قلوبهم من المستحيل ان يشقى ...وهو يابى نبعان من الحب ينبعث من الملامح الذي يبدو فيهما حنان اسطوري..تزيد جذوة اشتعالة عندما تزيد حرارة نار الحب والاشتياق في اعماقة..فيسعى لان يصل الى اعلى درجات التضحية حتى وان كان في ذلك هلاكة ..فيبدوا كشمعةوسط الظلام كلما زاد ضوءها كلما اقتربت نهايتها ..بعض الاشخاص يستمرون في العطاء الى حد الانطفاء .يستنفدون كل طاقة الحب لديهم ليحولوها الى شرارات مضيئة تكسب القلوب والعقول ادراكا
تمكنهم من السير بامان في دروبهم الصعبة ...من يمشي في دروبهم لابد ان يناله حظ وافر من السعادة...
امي من الاشخاص الذين لا يعيشون الا بالعطاء ..ولا يستمرون في حياتهم الا اذا بدأو يبحثون عن السعادة لغيرهم قبل انفسهم ...وعلى هشاشة قلبها وحنانها الذي لا ينتهي الا انها امراة تشبة الرجال في صبرها
وثباتها على موقفها دون ان تزحرح او تتراجع ....
تذكرت كلمات منى عندما اخبرتني عن موقف والدتي ليلة زواج شقيقتي ...كانت تعلم ان مها سوف تسافر
مع زوجها ...ولن تراها الا نادرا ...عندما تسنح الفرصة لزوجها ...
ومع ذلك اقتربت من شقيقتي واحاطتها بيدها وهي توصيها خيرا بزوجها ...وتمسح على راسها وهي تقول لها لما رات الدموع تلمع في عينيها ...
_يا ابنتي احمد رجل لا يعوض....
_وانااعلم انه سوف يجعلك تعشين في جنة رغم بعادك عنا....
حاولت كثثيرا ان تسيطر على نفسها عندما سمعت اول شهقة من فم تلك الفتاة المرتبكة .التي ا تعلم من الحياة القادمة شيئا الا انها سوف ترافق فيها زوجها وابنه الصغير...
ربتت على ظهرها وهي تجلسها وتمد يدها علبة المناديل ...اكتست بعدها ملامح جادة وهي تحثها على التماسك ...
_تماسكي يا ابنتي..فعما قريب سوف يحضر زوجك...
_وانااريده ان يراك على افضل حال ...
_ابدأي حياتك معة ببسمة تزيل الهموم عن قلبة...
لا اعلم لماذا تذكرت ذلك الموقف الذي حكتة لي منى ..ربما لاقارن بين قوتها وشجاعتها
في تلك اللحظات ..وبين هذة المراة التي كانت تتمنى ان تمسك بسماعة الهاتف الى الابد.
كنت اجلس بجانبها عندما نكست راسها وكانها تبحث عن شئ ما ..التفت الى زوجتى منى والتي كانت تجلس على يساري ..
ابتسمت لها وانا ادرك انها قد فهمت حركة والدتي ..بادلتني منى الابتسام ثم تابعت النظر الى امي باشفاق..
كانت تمسح شيئا على رموشها تحاول ان تواري ملامحها الفاضحة عنا ..اطلت التحديق اليها..انها نبع من الرقة اللامتناهية
سيل من المشاعر الفياضة ..بحر من الحب والتضحية..كلنا نعلم سبب التغيير الذي طرئ عليها..
ونحن للتو قد انهينا مكالمة طوييلة مع مها التي سافرت مع زوجها وابنة الصغير الى الخارج كانت تتمسك بسماعة الهاتف وهي تحاول ان تسمع كل كلمة تنطقها مها على الجهه الاخرى..اهتزت رموشها وهي توشك ان تغلق السماعة وكانها مرغمة على
ذلك..تملكتني الدهشة عندما سمعتها تقول بصراامةحازمة لاقرب ابنائها اليها ...
_عليك ان تهتمي جيدا بزوجك...
_وكوني حريصة جدا على الصغير..
_فوالده سوف يشغلة عنه عملة..
_انك الان امه...
ترى ماللذي يجعل والدتي الحنونه تكلم ابنتها المقربة اليها بهذة الطريقة وبهذا الحرص..وقعت هذة الكلمات من نفسي موقع الدهشة
وراء هذة الصرامة والحزم خوفا كبيير على طفلتها الصغيرة..احساسا مرهفا وصادقا بحرصها الاكيد على ان تكون ابنتها على قدر المسؤولية
التي صممت على القيام بها غير راغمة..والدتي التي تملك من البصيرة الكثيير ..تنظر الى البعيد ..ترى ان قربها الى زوجها
ومدى محبته لها يكمن في حرصها على مايحب ..واهتمامها فيما يهمة ..وتقديس ما يمت اليه بصلة ..
مددت يدي الى كتفها الواهن وانا اقترب اليها اكثر..مددت يدي الاخرى اليها حتى احتويتها بين ذراعي..كان كتفاها يهتزان بخفة
قربت راسها العطر الى فمي ..لثمتة وانا اشعر ان ثغري يتحسس اطهر واعذب بقعة ..
_عزيزتي لا تقلقي عليها ..
_انها قوية ..تشبهك كثييرا..
تنهدت بعمق وهي تبعد كلتا يدي عنا وتنهض بتثاقل ..لم تبعدهما بكفيها ..ولكنها نهضت بتثاقل الكبار فانسلت يداي من خلفها .. استدارت لنا وهي تخفض عينيها وتغطيهما برموشها الندية..مدت يدها الى الطاولة الصغيرة على جانب الكنبة التي اجلس عليها ..تناولت المبخر الذي خفتت نارة ..حركت اصبعها فية وهي تبحث عن شرارة صغيرة..وتحاول ان تخمد شرارات في اعماقها..تشاغلت بهفات صغيرة على الجمرات التي خبا وهجها ..ثم ابتعدت متجهه الى باب المطبخ في محاولة منها في الاختلاء بنفسها ....م
نهضت منى وراءها مباشرة ارادت ان تتبعها الى المطبخ ..امسكتها من يدها واجلستها الى جانبي..
_اتركيها لوحدها قليلا..
في الايام التالية كانت والدتي لازالت تعاني من صعوبة الوضع اللذي اصبحت عليه..في كل مناسبة تمرعلينا لابد ا تذكر مها وردة
فعلها المتوقعه حيالها ..كلنا نا نعرف ان مها كانت مقربة جدا منها ..لكننا لم نظن ابدا ان يفعل بها زواجها ذلك..ربما لاجل ذلك
قد اجلت شقيقتي زواجها كثييرا ..فهي تعلم انها بذلك تنزع قطعة من قلبها اذا لم يكن قلبها كله ......على الجانب الاخر كنا انا ومنى نبني علاقتنا من جديد ..وبدى ان بنيانها هذة المرة اشد قوة ومتانة كنا نستمد قدرتنا على التواصل من تجربتنا التي مررنا بها فقد علمتنا الكثيير ولا زالت تعلمنا ...
رغم ان حلمنا الذي يسكن اعماقنا بشدة ولا زال يسكنها يطفو على السطح من الحين الى الاخر..انا اتكلم عن نفسي ولكنني واثق ايضا ان ذلك كان شعور مها ..واثقا ايضا ان هذا الحلم لا زال يسكنها بجنون ..ولكنها ربما تعلمت ان ان تظهر مزيدا من الارتباط والسعادة ..في الاونة الاخيرة ربما لانها وجدتها الطريقة الوحيدة للسيطرة على نفسها ..وربما لانها شعرت ان من الخسارة الكبيرة ان نظل نبكي حلما لا يتحقق ..كلانا تفهم الاخر جيدا وحرص جيدا على مداراة جرحة ..
في تلك الامسية التي جلسنا فيها في غرفة الجلوس.. ..كان الجو قد بدا اكثر برودة مع زحف الظلام ..هي كانت تجلس بجانبي وشال طوييل من الصوف يرقد على كتفيها بعناية ..اما انا فكنت اجلس بملابسي العادية..سالتني اكثر من مررة ان كنت اريد شيئا اتدفا به..
ولكنني اعفيتها من ذلك واخبرتها انني ان احتجت شيئا سوف اطلبه منها ..كان اليوم التالي عندي اجازة من عملي لذا فقد اطلت السهر
معها في تلك الليلة ..كنت اعقد ذراعي امام صدري وانا انظر الى المدفاة الموصلة بالتيار الكهربائي..داخل الغرفة ...
_سعيد هل من الممكن ان تسمعني رجاء...
كنت لا زلت انظر الى وهج المدفاة وانا اجيبها بهمهمة من فمي..دلالة مني على استماعي اليها..تقربت اكثر الي حتى امسكت بكتفي ووضعت راسها عليه..توقفت قليلا عن الكلام شعرت بها تحاول ان ترتب افكارها ..تسللت الي الفضول لمعرفة ما يجول في خاطرها ..لكنني قد اثرت السكوت..اردتها هي من يبدا بالكلام اولا..
_امممممم..
_سعيد انا اريد ان اعمل!!!!
التفت اليها نظرت الى خصلات شعرها التي تلامس ذقني..كانت لا زالت تضع راسها على كتفي ..لذا كنت لا ارى من ملامحها شيئا ..سوى مقدمة شعرها الحريري الطويل ... المنسدل على كتفها..شيئا كبير من الدهشة سيطر علي وانا اسمع صوتها الهادئ وهي تلقي الي بكلماتها القصيرة..طوال ثمان سنوات من حياتها لم تطلب مني ابدا طلبا كهذا..لماذا الان وبعد هذة المدة الطويلة تطلب شيئا كنت احسبة انه قد اسقط من حياتها ..فمنذ زواجنا انقطعت كليا عن الدراسة ..على الرغم من انني لم اجبرها على
ذلك ابدا..لقدكانت رغبة منها ولم يجبرها احدا على ذلك..
_لماذا؟؟؟
_مالذي اوحى اليك بهذة الفكرة الان بعد كل تلك السنوات ..
هنا ابتعدت قليلا عني وهي ترفع يدها الى شعرها وتعدل بضع خصلات متمردة منه..عدلت الوشاح الصوفي اللازرق وهي تنظر لي
تلاقت اعيننا قليلا ..ثم ركزت على وهج المدفاة وهي تشد الوشاح حول كتفيها بقوة اكبر..
_لا اعلم فقد كانت فكرة وليدة..
_ربما لانك اصبحت اكثر انشغالا هذة الايام..
كان كلامها يحوي كثيرا من الصحة ..فقد اصبحت منشغلا بالعمل الى درجة اصبحت فيها اهمل باشياء كثييرة على حسابة..احسست بالذنب فلابد انها تشعر بفراغ قاتل في اوقات وجودي في العمل..فلايوجد مايسليها غير التلفاز وجهاز الكمبيوتر..رغم انني قد استخدمت خدمة الانترنت في الفترة الاخيرة..ولكن ذلك لم يملئ وقت فراغها على مايبدوا..
_وماهو العمل الذي تنوين الانخراط فيه؟؟
_روضةاطفال!
على الرغم من حيرتي حيال طلبها المفاجئ للعمل..لكن حيرتي كانت اكبر عندما ذكرت لي انها تريد العمل في روضة اطفال ..ترى مالذي دفعها للتفكير في العمل في ذلك المكان..هل رغبة مسبقة في ملئ امومة غائبة ..ام انه انسب مجال للعمل تجد نفسها
فيه..فانا اعرف عنهاانها تحب الاطفال كثييرا..فهو العمل الاقرب الى طبيعتها الصافية والحنونة ..
_اعدك انني لن اجعل ذلك يؤثر على وجودي في المنزل..
لقد فهمت صمتي خطا هذة المرة فلم يكن ما ذكرتة هو الذي يشغل بالي..لكن خوفي من ان يكون ذلك هو تعويض عن شيئا ما..
ان كان ذلك ماتفكر فيه ..فانها لا تعرف الى الان نتائج ما ستفعلة ..فالامومة لا تعوض ابدا حتى وان احتويت اطفال العالم
جميعا..تمنيت ان تدرك ذلك جيدا لتبعد نفسها عن الم لا قبل لها في احتمالة ..
_لماذا هذا المجال بالذات..
_لا اعلم ربما لان صديقتي ليلى قد شجعتني على ذلك..
-فانها تعاني من الفراغ مثلي..
امعنت النظر اليهاوهي لا زالت تحدق في الوهج..كان خداها الخمريان يتوهجان بشدة..خصلات شعرهاالسوداء كانت تنسدل على عينيها العسليتين..لا اعلم لماذا رايت بعض الشرود فيهما..كانت صامتة تنتظر جوابي دون ان تجرا على النظر الي..
_لا باس اذا كان ذلك يسعدك..
التفتت الى بسرعة وتحركت خصلات شعرها اتبتعد عن عينيها ..لتكشف عن جبين ندي ..رايت رموشها تهتز وابتسامة ثغرها
تزداد شيئا فشيئا ..كانت كطفلة قد اشترى لها والدها لعبة جميلة..
_اشكرك كثييرا..
شعرت بالارتياح وانا ارى البسمة الجمييلة على ملامحها..لو اعلم ان هذا الامر سوف يسعدها لعرضت عليها انا ذلك منذ مدة طوييلة
في نفس الوقت كان الشعور بالذنب يلاحقني..فانا اعلم انني اصبحت كثيير الانشغال عنها..حتى ان اوقات خروجنا معا اصبحت قليلة جدا..تمنيت ان لا تشعر انني اعطيها مقابل لصبرها عن انشغالي عنها..وانني قد وافقت على ذلك ليلهيها ذلك عن غيابي عن
المنزل..
في تلك اللحظات سمعت صوت الهاتف الخليوي يرتفع صوتة من على الطاولة الصغيرة..كان صوت هاتفها اسرعت اليه لترفعة ثم تعود للجلوس الى جانبي..نظرت الى شاشتة لترى من المتصل..ضغطت بسرعة عى الزر الاخضر..
فهمت من خلال حديثها المتقطع ان شقيقتي نورا هي من تكلمها..ادركت انها تحاول ان تقنعها بشئ ما ..كان وجة منى الباسم المتردد قليلا يشي بذلك..انهت المكالمة بوعدها ان تكلمني في الموضوع..
_سعيد هناك امر اخر..
_هل كانت نورة من تكلمك؟؟
_نعم ..
ازدادت ابتسامتها اتسعاعا وهي ترى الفضول على ملامحي..لاشك انها ادركت انني كنت اتابع حديثها مع شقيقتي..رايت شيئا من الشفقة على ملامحها ..لم اعلم مصدرها ولكنها كانت على الاغلب شفقة علي..لابد ان نورة قد طلبت منها ان تتوسط لها يشئ ما
عندي..
_ان نورة تقترح ان نذهب جميعا غدا في رحلة ما..
_تقول انها سوف تقتل نفسها من الفراغ القاتل الذي تعيشة..
_خصوصا بعد ان تزوجت مها..
رفعت حاجبي هل تعاني نورة من الفراغ ايضا..وهي لا تكتفي بالالتقاء بصديقاتها لكثييرات في مدرستها الثانوية..كثييرا مااراه
تمسك بسمعاعة الهاتف تحادث احداهن..او اسمع امي تقول انها في منزل احدى صديقاتها..عجبت لمفهوم الفراغ عند هذة الفتاة
كيف لها ان تجد وقتا تشعر فيه بالفراغ ..
_انا ارى انها فكرة جيدة..
_ولكن من الصعب ان نرتب رحلة غدا...
_امممم ...
_ولكنك تعلم انك مشغول وغدا اجازة اليس كذلك..ربما لانجد فرصة اخرى..
_انها فرصة ان نخرج والدتك من جو المنزل ايضا ..
فكرت قليلا غذا كان اليوم الاول من اجازتي بعد فترة من العمل كانت مضنية ..غبت فيها كثييرا عن المنزل..واهملت فيها منى
كنت بصدد التحدث معها عن ترتيب الخروج معا والذهاب الى مكان محبب بالنسبة لكلينا معا..ولكنني للحق وجدتها فرصة جيدة
ان تجتمع العائلة..كان تحفظي من شئان ..الاول و.هو منى نفسها لربما كانت عندها رغبة ان نخرج معا بعد فترة انقطاع طوييلة..وقد احرجها اقتراح نورة دون ان تتكلم ....والامر الاخر البحث عن المكان المناسب الذي سنقضي فيه رحلتنا ...
_ما رايك انتي؟
_انا اجد انها فكرة رائعة..
_والمكان ماذا تقترحين؟؟
_لااعلم ..دعنا ناخذ استراحة ...
_فكرة جيدة ولندعو سالم وزوجتة وطفلتية ايضا..
ارتحت كثييرا عندما سمعت كلامها ووجدت تاييدا منها لهذة الفكرة..عزمت على الاتصال بشقيقي سالم لاتفق معة على مكان نجتمع
فيه..اقترحت على منى ان تتصل بنورا لتخبر امي وابي عن ذلك..
في اليوم التالي حاول الجمييع ان يستيقظ من الصباح الباكر..فالطريق الى المزرعة طوييل بعض الشئ..كما ان نورة لم تتركنا
لنا محاولة الاسترخاء ابدا.قد سمعت منى تتكلم معها حوالي الساعة السابعة صباحا ..وهي لا تزال تحاول طرد النعاس من عينيها..
حملت معي ابي وامي ...بينما اخذ سالم زوجتة وشقيقتة نورة معة في سيارتة...تناقشت كثييرا مع والدي
الذي يجلس بجانبي في الكرسي الامامي...عن الجو والرحلة ..
بينما ظلت زوجتي وامي في الخلف صامتتان اكثر الوقت احتراما لوالدي ...ضيقت عيني وانا اراقب الطريق المؤدي الى المزرعة....دخلنا في منطقة تحيط بها البساتين من كل جانب ..يبدوا اننا اقتربنا
اخيرا ...اخبرت الجميع بذلك...قرات اللافتة الموضوعة فوق البوابة ..عرفت انها مقصدنا ترجلنا من
السيارة ..رفعت كلا من اني ومنى غطاءهما ..فقد كانت المزرعة تحيط بها الاشجار باسقة الطول من كل
مكان ...تامل والدي المزرعة باعجاب ...وهو يرى اشجار النخييل ....بينما تنهدت والدتي وهي تدير
عينيها في المكان قائلة...
_ليت مها معنا الان ...
اسرعت اليها لاضع يدي خلف ظهرها واحثها على السير الى الامام ..كنت اختلق الكلمات
وابتكر الاحاديث الجانبية كي انسيها ما يكسي ملامحها بعض الحزن والشرود...
سبقتنا نورا الى الداخل وهي تمسك بوشاحها الذي تغطي به راسها وتطيرة في الهواء..وقفت امامنا ودارت بجسدها تنظر الى كل شئ ..السماء والاشجار..وتتامل حمرة اوراق
الازهار التي تنتشر في كل مكان ...
_انه مكان رائع..
لم تنتظر لتسمع جواب ايا منا اسرعت تتعمق في استكشاف المكان ..بينما بقينا انا وام ننظر
اليها للحظات ..املت راسي على والدتي وانا اشر اليها ..
_انظري اليها ..وكانها طفلة..
عدلت من وضع العباءة الواسعة عل راسها وهي تسمع ملاحظتي ..تسللت الى ثغرها شبة
ابتسامة ..فلقد كانت تجدني صادقا فيما اقول ..خاصتا عندما سمعناها من بعيد تصفق
بكلتا يديها وهي تنظر الى الطيور الصغيرة في تللك المنطقة المعشوشبة...





اتمنى ان يعجبكم .....

اقدار 26-12-07 02:09 AM

اخي موسى


هذه المرة الأولى التي اقرأ شيئاً من سطورك


قرأت هذا الجزء فقط وهالني الاسلوب الذي تمتلكه

كيف لاتجد لروايتك صدىً اكبر من ذلك

المشكله يااخي العزيز ان القراء يبحثون عن اللهجة العاميه والأسلوب السهل

انت هنا تجاوزت رغباتهم الى الأسلوب المحكم

الفصيح البليغ

رغم اني استشفيت من هذا الجزء فقط انك تتقن صياغة الفعل الا انني اجزم بانك مسيطرٌ على الأحداث


تبارك الله ماشاء الله ..

تمسك زمام اللغة فتدير الحوار والوصف بطريقه مذهلة



اتمنى ان يسعفني وقتي لأقرأ ماسبق من اجزاء





تعلم ظروفي جيداً روايتي تأخذ من وقتي الكثير ومسؤولية الاشراف ايضاً ..


اعذرني بالله عليك وانتظر عودتي لو بعد حين

ابو فيصل01 26-12-07 02:09 AM

الله يعطيك العافيه على البارت الجميل
تقبل مروري

MALAK 26-12-07 02:18 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اقدار (المشاركة 1141718)
اخي موسى


هذه المرة الأولى التي اقرأ شيئاً من سطورك


قرأت هذا الجزء فقط وهالني الاسلوب الذي تمتلكه

كيف لاتجد لروايتك صدىً اكبر من ذلك

المشكله يااخي العزيز ان القراء يبحثون عن اللهجة العاميه والأسلوب السهل

انت هنا تجاوزت رغباتهم الى الأسلوب المحكم

الفصيح البليغ

رغم اني استشفيت من هذا الجزء فقط انك تتقن صياغة الفعل الا انني اجزم بانك مسيطرٌ على الأحداث


تبارك الله ماشاء الله ..

تمسك زمام اللغة فتدير الحوار والوصف بطريقه مذهلة



اتمنى ان يسعفني وقتي لأقرأ ماسبق من اجزاء





تعلم ظروفي جيداً روايتي تأخذ من وقتي الكثير ومسؤولية الاشراف ايضاً ..


اعذرني بالله عليك وانتظر عودتي لو بعد حين


اهلا اختي اقدار....

اولا اشكر لك مرورك على
صفحات روايتي...

ثانيا...
اشيد بروايتك الرائعة
ملامح الحزن العتيق....
انا من المتابعين لها
في صمت ...
ثالثا...
لا اخفيكم فانا في بعض
الاحيان يخيب املي...
واعتزم ان لا اكمل الرواية
ولكنني اعود فاخط
كلمات هنا ....
على العموم شاكر لك مرورك الطيب....
بالتوفيق....

MALAK 26-12-07 02:20 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو فيصل01 (المشاركة 1141719)
الله يعطيك العافيه على البارت الجميل
تقبل مروري


اهلا اخي ابو فيصل....
تحياتي لمرورك....
موفق ان شاء الله...

همسات22 26-12-07 02:43 AM

اهلا اخي....
موسى....
بصراحة قرات قليلا ...
من الجزء الاخير....
وجدت فيه جمال في الوصف...
وفي الاحداث...
لي عودة مرة اخرى...
همسات22...

Friendless 27-12-07 04:45 AM

Keep it up buddy

Friendless

MALAK 27-12-07 10:45 PM

اين الردود والتشجيع.......
*ـ*

MALAK 27-12-07 10:46 PM

اين الردود والتشجيع.......يبدوا لي انني لن اكملها....
*ـ*

احاول انسى 28-12-07 08:51 AM

قصة في غاية الرووعه

فقد كنت انتظر احداثها على احر من الجمر

اخي موسى

هنيئ لك على هذا الاسلوب الرائع

فقد حوت قصتك كثير من الوصف والاحداث الشيقه

انتظر البقيه لا تخذلني فقد انتظرتها طويــــــــــــلا

^_^

MALAK 28-12-07 09:44 PM

اهلا بك احاول انسى....
اشكرك على المرور والتفاعل ...
واتمنى ان تحوز اجزاء القصة على
رضاكم ....
بالتوفيق...

طال السهر 01-01-08 01:02 PM

اخي الفاضل :: موسى ::

لم أصدق عندما رأيت التكمله والأجزاء الجديدة التي أضفتها ..
ولم أستطع إلا إتمام قرائتها ..

أطلت غيابك وإنتظرناك وقد طال انتظارنا ..
وعدت كما أنت متألق بإسلوبك .. وبكل وصف ..وشرح ..وتوضيح ..
كما أنت دائماً ..
دمت بهذا التألق ..

كما ذكرت أحياناً بعض الأحداث تزيد من قوة تلك العلاقات
لتزيدها سماكه وتضيف إليها أشياء لم تكن من قبل ..
تزداد روعة الحياة بعودة كل الأمور الى طبيعتها ..
أتقنت الوصف ..

أخي الغالي ...
أجد في روايتك التميز الكثير عما قرأت ..
من حيث الأسلوب والوصف .. أبدعت ..
واصل فهناك من ينتظرك .. وينتظر إبداع قلمك ..



تقبل مني أعذب التحايا والأمنيات لك بالتوفيق..
طال السهر

asma2 01-01-08 03:00 PM

أخي موسى

كنت من متابعي روايتك منذ بدايتها حتى قبل

انقطاعك ولكن بصمت وفرحت عندما وجدت أجزاء

جديده...

أشكرك على الأسلوب الراقي في الطرح...والتمكن

من اللغه باركك الله وسدد خطاك

MALAK 02-01-08 12:23 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة طال السهر (المشاركة 1151439)
اخي الفاضل :: موسى ::

لم أصدق عندما رأيت التكمله والأجزاء الجديدة التي أضفتها ..
ولم أستطع إلا إتمام قرائتها ..

أطلت غيابك وإنتظرناك وقد طال انتظارنا ..
وعدت كما أنت متألق بإسلوبك .. وبكل وصف ..وشرح ..وتوضيح ..
كما أنت دائماً ..
دمت بهذا التألق ..

كما ذكرت أحياناً بعض الأحداث تزيد من قوة تلك العلاقات
لتزيدها سماكه وتضيف إليها أشياء لم تكن من قبل ..
تزداد روعة الحياة بعودة كل الأمور الى طبيعتها ..
أتقنت الوصف ..

أخي الغالي ...
أجد في روايتك التميز الكثير عما قرأت ..
من حيث الأسلوب والوصف .. أبدعت ..
واصل فهناك من ينتظرك .. وينتظر إبداع قلمك ..



تقبل مني أعذب التحايا والأمنيات لك بالتوفيق..
طال السهر


اهلا اختي طال السهر....
اسعدنا مروركم ....وتقبلكم لاجزاء الرواية ...
انتظروني في الاجزاء القادمة ....
mousa

MALAK 02-01-08 12:26 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة asma2 (المشاركة 1151668)
أخي موسى

كنت من متابعي روايتك منذ بدايتها حتى قبل

انقطاعك ولكن بصمت وفرحت عندما وجدت أجزاء

جديده...

أشكرك على الأسلوب الراقي في الطرح...والتمكن

من اللغه باركك الله وسدد خطاك


اهلا بك في صفحات روايتي....
كل ما اتمناه ان تحوز على رضاكم ...
تقبلو تحياتي ...

MALAK 02-01-08 12:58 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة....
اشكركم على متابعة القصة.....
سوف انزل جزئين ان شاء الله قريبا...
واعذروني على عدم الانتظام في طرح
الاجزاء...وذلك لظروفي....
وسوف احاول ...ان انتهي منها باسرع
وقت....
موفقين....

MALAK 03-01-08 05:05 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سعود2001 (المشاركة 1153721)
بصراحه قصه رااااااااائعه و مميزة
قصة تحكي واقع أسرة و معاناتها
تسلم الايادي موسى و ننتظر منك المزيد

اخ سعود...
اهلا بك في صفحتي...
اسعدني مرورك....
تقبل تحياتي لتشجيعك...
بالتوفيق...

اقدار 03-01-08 07:45 AM

تثبت الرواية لتميزها

ولكاتبنا المتميز جل التقدير والاحترام


مبروك التميز اخي موسى وموفق بإذن الله
..

ألحان الشوق 03-01-08 07:54 PM

اسلام عليكم و رحمة الله و بركاته


أولا مبروك التميز أخي موسى

ثانيا أنا لم أقرأ بعد كل الأجزاء

لكن الأحداث تشجعني على المتابعة للنهاية

ماشاء الله عليك أخوي ،، وصفك دقيق و واضح ،،

تقبلني من المتابعين

MALAK 03-01-08 09:32 PM

بسم الله الرحمن الرحيم...
اولا اشكركم على المتابعة ...والردود....
ثانيا اشكر الاخت اقدا والاخ سعود على ....
الاهتمام بالرواية ...وترشيحها ....
ثالثا...اعدكم انني سوف اكون على نفس
المستوى والمنهاج.....
لكم شكري وتحياتي....
mousa

MALAK 03-01-08 09:34 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ألحان الشوق (المشاركة 1155800)
اسلام عليكم و رحمة الله و بركاته


أولا مبروك التميز أخي موسى

ثانيا أنا لم أقرأ بعد كل الأجزاء

لكن الأحداث تشجعني على المتابعة للنهاية

ماشاء الله عليك أخوي ،، وصفك دقيق و واضح ،،

تقبلني من المتابعين


اهلا بك الحان الشوق ....
اشكرك كثييرا على التهنئة...
واتمنى ان تحوز الرواية على
استحسانكم ..ورضاكم...
بالتوفيق...

MALAK 03-01-08 11:11 PM




السلام عليكم....جزء جديد كما وعدتكم .....اتمنى لكم متابعة ممتعة .....



تركتها وحيدة (17)....


ازهار الجوري التي كانت تنتشر حولنا في كل مكان في المنطقة المعشوشبة حول سور المزرعة ..كانت تضفي على المكان
شكل رائع وطابع مميز شفاف..بالاضافة الى انها كانت تثيير في نفوسنا مزيدا من الارتياح ونحن نستنشق عبيرها اللذي يتوغل عميقا الى نفوسنا ..تنفست الصعداء وانا القي حقيبتي اللتي كنت احملها على كتفي وانا امد يدي الى الهواء الطلق ..وكانني اريد ان اخذ كل شئ هنا بين
ذراعي..احسست انني كنت امعن في ارهاق نفسي وحرمانها من لذة الانطلاق والتحرر من القيود ..شعرت انني كنت على وشك الانفجار دون ان افطن ..حمدت الله كثييرا على اقتراح نورة الشقية وانا لا زلت ادير عيني واسمع همهمات ابي وامي..

مددت بصري الى اشجار النخييل الباسقة ووهي تتهادى تحت اشعة الشمس المشرقة .. اصبح لي هذا المكان عندما القيت بنظري عليه كصدمة بالنسبة الي..فلقد تعودت في الاونة الاخييرة
علىجدران المكتب العالية الكئيبة..واصبحت اعاني كثييرا من نظري..بسبب التدقيق المستمر في الاوراق
والانغماس في الارقام والحسابات ..اقتربت من شجرة كبييرة كانت ترقد وسط المساحة الكبيرة الخضراء..
لم تكن الشجرة الوحيدة فقد كانت الاشجار والاعشاب تملئ المكان بما يشبة السور..ولكم لفت نظري تلك
الجرة لانها ربما كانت تبدوا اكبرها حجما ...كانت جذوعها الكبيرة تمتد في الهواء..تتراقص بفعل النسمات فتصطد م اغصانها الخضراء محدثة صوتا موسيقيا..شعرت بقشعريرة تسري في بدني والهواء يصطدم بوجهي..مددت كفي ادلك بها ذراعي علني ادفئهما..فالجو بدى باردا بعض الشئ..وانا لم ارتدي ملابس ثقيلة او ربما كنت بطبعي
لا احب ان التزم بتلك الملابس اللتي تقيدني..فالاحساس بالبرد رغم القشعريرة التي تنتابني
له لذتة ومتعتة الخاصة ..
امتزجت مع تاملاتي من بعيد تلك الضحكات المميزة التي تبدوا وكانها شلال من ماء يترقرق عذبا على ارض قاحلة
ربما يستغرب كثيرون من تشبيهي هذاولكنني اعشق كل شئ فيها ..ان تلك الطفلة تحرك في اشياء كثييرة
التفت بسرعة وانا ارى والداها يجتازان البوابة الكبيرة للمزرعة..كانت هي وشقيقتها الكبرى تركضان كفراشات صغيرتاان من نور..وضعت يدي على خصري وانا ارسم ابتسامة كبيرة على فمي ..كنت احاول ان اكتم ضحكة كبيرة ..فقد وقفت هناك وهي تضم كلتا يديها وتحدق في الهواء والاماكن ..وكانها تستكشف المكان ..كانت عيناها الواسعتان العسليتان تلتهمان كل شئ..بينما ذهبت شقيتها الكبرى الى المنطة المملوءة بالاعشاب ..كانت تمد يديها الى الازهار الحمراء بحذر..سمعت بعدها صوت تصفيق تلك الطفلة وهي تصدر اصواتا فرحة ..وتركض هنا وهناك دون ان تهدا..بدا ثوبها الاحمر القصير رائعا عليها ..منسجما مع لون عينيها العسليتين وشعرها الاشقر..لم املك من نفسي الا ان اسرعت اليها مادا كلتا ذرااعي وانا اهتف بها..
_تعالي ايتها الصغيرة الشقية!!
كانت تفعل مثلي عندما ركضت الي بكل قوتها ..اخذت تحرك يديها في الهواءوهي تطلق ضحكاتها عاليا..وكانها تقذف بها الى شغاف قلبي العاشق لعينيها البريئتان ..
فانا صديقها المقرب من العائلة..شعرت بقلبي يهوي عندما رايتها تتعثروتسقط اسرعت اليها ارفعها من
الارض وانا اضمها بشدة الي..كانت تدفن راسها بين ملابسي وهي تشهق بانفعال وتمسك بيديها الصغيرتين ملابسي بقوة ..كنت امسح على راسها وانا احاول ان ارى وجهها اردت ان ارفعة لارى ان كان وجهها اصيب بجروح او خدوش ..اطمانت كثيرا وانا ارى وجهها الباكي يخلو من ذلك ..رفعت حاجبي عندما استمرت في البكاء عرفت ان السقطة
كانت اخف بكثيير من بكائها..ضممتها اكثر الى صدري وانا ابتسم..يالها من ابنة مدللة..ومشاكسة ..
_كيف حالك ..هل تتعبك هذة الفتاة..
كان والدها يقف قبالتي وهو يشير الي ابنتة الراقدة بين ذراعي..مددت كف اليه لاسلم وانا امسك بها باليد الاخرى..لم تبعد وجهها عن صدري حتى وانا اتحدث الى اليه..
من بعيد كانت زوجة شقيقي تتبع شقيقتي نورة الى تلك الغرفة الجانبية ليبتعدوا عنا وياخذن راحتهن دون غطاء..لمحت تلك الطفلة الاخرى تمسك بطرف عباءة والدتها وتتبعها ..رفعت يدي ملوحا لها ان تقترب منا ..رايتها تنقل نظرها بين والدتها التي ابتعدت وبيني وعلى وجهي اغراء كبيير باللعب معها ومع شقيقتها ..هالة رغم انها اكبر من شقيتها هديل
التي بين ذراعي الا انها اكثر خجلا منها..لكنها على ما يبدوا قد تخلت عن خجلها عندما اريتها العصافير الصغيرة التي فوق الشجرة..يبدوا ان حب الاستطلاع قد تغلب عليها لذا
مددت يدي لتمسك بيدها الصغيرة وانا ارى شقيقي يبتعد ليشارك ابي وامي الجلسة الخارجية

عندما جلسنا جميعا على الطاولة المستديرة وسط الاشجار..نظرت الى الصغيرتين وهما يتاعان اللعب تركتهم للتو وجلست بعد ان انهكت من كثر الحركة والقفز ..ابتسمت شعرت بنفسي اماثلهم في العمر ..
كانت امي لا زالت تفتح تحقيقا مع شقيقي سالم ..فقد كانت تارة توبخة بعتاب وتارة تسالة باشفاق..ذلك بانها لم تره منذ مدة طوييلة ..اخبرتة انها اشتاقت اليه كثييرا والى الصغيرات وامهن ..رايت على وجة شقيقي بعض الاحراج وهو يحك راسة بطرف اصبعة وكانه قد وضع في موقف لن يستطيع الخروج منه بسهولة..
ولعلة ادرك في النهاية ان الكلام لن يصحح موقفة امام كلمات والدتة المعاتبة ..لذا فقد اخذ كفها الصغيرة
وقربها من فمة ليطبع عليها قبلة برفق..ثم مسح عليها وهو يقول بحنان..
_انا اسف ..لكنك تعلمين انني كثيير الانشغال...
كانت ابنتة هالة تجر الان طرف ثوب جدتها..تناولت الصغيرة ووضعتها على حجرها ..وكل حنان الدنيا يتمثل فيها وهي تمسح على شعرها الذي بدا طويلا الان..بعكس اختها الصغرى ..فقد كان يصل الى اطراف اذنيها..فقد وصلت جذيلتها الى اسفل رسخها..كانت تضمها حينا وتلثمها احيانا اخرى..فقد كانت
ابنتا شقيقي ياخذان النصيب الاكبر من العناية والدلال في العائلة..
_لكن عليك ان تراعي صحتك يابني..
_انك تبدوا وكانك قد نحفت قليلا..
اصدر سالم ضحكة صافية وهو يسمع كلمات والدتة القلقة..نظرت اليه بدى فعلا انه قد نحف عن ماسبق ..
فقد بدت وجنتاة اكثر بروزا وهو يضحك من اعماقة..لكنني لم ارد ان اعلق ..لم اكن اريد لوالدتي ان تقلق
فقد اتسبب لها بقلق لا نهاية له ..حتى انها قد تفسد صفو راحتها في هذا المكان الجمييل..
_دعيه وشانة لا تكثري عليه العتاب..
كان ذلك صوت ابي ياتي من خلف ملامحة القوية..بطبعة لم يكن يحب ان يكثر احدا عتابة على ي شخص
على الرغم من انني سمعتة مرة يقول انه قداشتاق الى الصغيرتين..الا انه لم يتكلم بذلك امام شقيقي ابدا
هكذا كان طبعة..قبلت امي ذلك ببعض الضيق وهي ترى والدي يقطع عتابها..فقد شعرت ان رد الرجل الصارم قد اظهرها امام ابنائها امراة لحوحة لا يهمها انشغالات ابنائها..على الرغم من انها تعرف جيدا حياة ابنائها ووطاة عملهم التي تجبرهم على الانشغال والابتعاد..لكن عتابها ذاك لم يكن الا شفقة على ابنها الذي يقتل نفسة امامها دون ان يراعي صحتة ..على ان تلك السحابة لم تلبث ان انجلت بعد لحظات
قصيرة لترجع تلاعب الصغيرة التي ترقد في حجرها ...لقد فهمت في لحظات قصيرة ان والدي كان يقصد
عدم احراج اخي سالم اكثر من ذلك...لذا قد كان فنجان القهوة الذي مدتة اليه وهي تبتسم اعتذارا مبطنا
ويبدوا لي ان والدي قد قبل الاعتذار عندما تناولة منها شاكرا اياها ...
اقترحت على سالم ان نذهب لاستكشاف المكان وانا في نفسي اردت ان ابعده عن احراج الموقف ..نظرت الى البركة من بعيد انها تبدوا مغرية..
كانت البركة الكبييرة في وسط المزرعة تغري الناظر اليها على السباحة ..فقد كان ماؤها صافيا شفافاوهو
يعكس البلاط الازرق في القعر ..ويعكس تموجات كثيرة على الجدران المغطاة بالبلاط الابيض ..كان ما يحيط بالغرفة اشبة بغرفة ..ولكنها من دون باب ..
بدت الاضواء ساطعة وهي تنعكس على صفحة الماء..اذ كان السقف الذي كان يبدوا على شكل شبكة تتخللة مزيدا من الفتحات التي تسمح بمرور الهواء ..والمزين بالاشجار الصغيرة تزينة الاضواء الصفراء والبيضاء ..مما يجعل منظر البركة يثير الراحة والاسترخاء
اقتربت من حافة البركة وجثوت مادا يدي الى الماء اتحسسة كان دافئا..احدث ذلك في جسدي قشعريرة لذيذة وانا لا زلت اضع اطراف اصابعي في الماء...لاشك ان السباحة في هذا الماء الدافئ ...تثيير النشاط في الجسم وتنشط الخلايا..رفعت يدي الى شقيقي سالم الذي لا يزال يقف بعيدا وكانه يقول لي لا تشركني في هذا..
في اللحظات التاليةكنا انا وهو مغطين حتى اعلى صدورنا ...ونحن ننظر الى السقف باسترخاء...كان شعري مبللا وانا اتخلله باصابعي بين الحين والاخر..شعور رائع وكان جسدك لم يعد موجودا ..ابتسمت
برااحة كل ما علي هو ان اترك نفسي هكذا دون اي قيوود..
اطراف جسدك تتحرك يمينا وشمالا دون ان تكلف نفسك للسيطرةعليها او التحكم بها ..تحركها مياة البركة الدافئة برفق وروية ..في تلك اللحظات لاتملك الا ان تغمض عينيك
وتستمع الى صوت الماء اللذي يغمرك وكانك تستمع الى موسيقى كلاسيكية ..
كنا نريد الاستغراق في عالمنا اكثر من ذلك عندما سمعنا شقيتنا نورة من الخارج تبحث عنا كلانا لم يصدر اي حركة وكاننا نعترض على اقتحام عالمنا ..يبدوا ان جو البركة قد سيطر علينا..وربما كان من الافضل لها ان تكف عن مناداتنا
فلم يكن فينا حب الاقدام على المجازفة..فالجو باارد وسوف ترتعد فرائصنا ان خرجنا من هذا الماء الدافئ..
تكررت نداءتها طويلا وهي تقترب الينا لتعلو وجهها علامات الاستنكار ..وضعت يداها على
خصرها..
_لماذا لم يجبني احدا منكم الم تسمعونني؟؟
كان لابد لنا ان نذعن بعدها للامر فالغذاء جاهز ..ونورة واقفة بعيدا تنظر الينا وكانها تقول
انني لن اترككما ..خرجت انا اولا ورقيت الدرج ..نظرت خلفي الى شقيقي سالم لاتاكد
من خروجة من البركة ..كان يسبح متجها الي ..ان والدتي محقة فقد بدا اكثر نحولا وانا
ارى صدرة العاري ..
بعد الغذاء ذهبت والدتي الى الغرفة الجانبية كان هناك زوجتي وزوجة شقيقي والطفلتان واخييرا نورة
بينما ذهب والدي الى الغرفة الاخرى لياخذ له اغفائة قصييرة...
عندما قارب الوقت على المغيب استاذن منا شقيقي سالم ..كان عليه ان يسافر هذة الليلة الى احدى الدول
هناك معرض للاثاث كان عليه ان يحضرة ...كما ان هناك حمولة كان علية ان يشرف على دخولها البلاد
لذا فقد اعلمنا بذلك منذ حضورنا في الصباح الباكر...
كان من المفترض ان يصطحب معة زوجتة وابنتاة ..لكن الصغيرة هديل تعلقت باذيال جدتها وهي تنظر الى
والدها بتوسل..حملتها امي بين ذراعيها وهي تنظر اليها بحنان...
_دعهم يكملون السهرة معنا...
وسوف يقلهم شقيقك سعيد الى المنزل...
عندما شعرت الصغيرة ان والدها قد تقبل الموقف ...اخذت تحرك يديها بسعادة وهي تطلق الضحات..
كانت تشير الى جدتها بان تزلها الى الارض...لم تلبث قدميها الى تلامس الارض حتى اخذت تقفز هنا وهناك..
عند المساء جهزنا عدة الشواء واخبرتهم انني من سيتولى الامر واعدا اياهم بعشاء لذييذ...كانت منى تساعدني في ذلك بينما كانا والداي يجلسان في الغرفة الجانبية
فلقد اصبح الجو اكثر برودة مما كان عليه في النهار..ووالدي رجل يعاني منذ مدة من اعراض الروماتزيوم ..لذا فقد كان من الافضل ان يجلس في مكان اكثر دفئا ..
مدت منى يدها الي لامسك بسيخ اللحم لاضعة فوق لهب النار ..
عندما رايتها تخرج من تلك الغرفة التي كانت تختبئ فيها من الصباح شعرت بشئ غريب يجعلني اشتاق اليها ..فلم ارها طوال النهار الا للحظات معدودة خاطفة ..قلت لها بصوت خافت وانا اهمس مداعبا ..
_اخيرا ظهر القمر...
اطلقت هي ضحكة خافتة وهي تمسك الاعواد التي سوف ندخل فيها قطع اللحم لتستوي فوق النار المتوهجة...شعرت بخدودها تصبح اكثر احمرار وهي تنظر الى النار وتمسك بقطعة من الكرتون تحرك بها
النار وتزيدها اضطراما...كانت تبعد خصلة صغيرة تشاكس عينيها بين الحين والاخر..لا اعلم لماذا اردت الاقتراب اليها اكثر ..التفتت الي بغتة
وانا لا زلت احدق اليها ..لم اكن اريدها ان تنتبه لذلك...لذا فقد قلت وانا امسك بقطع الخبز الساخنة واضعها في صحن جانبا..
_اين الصغيرتين؟؟
_لقد غلبهما النعاس..فاستغرقتا في النوم..
ابتسمت وانا اتخيل اشكالهما وهم يلعبان بالرمل ..تلطخت وجوههما وهما لا يزالان يمسكان باطراف ملابسهم المتسخة وهن ينظرن الى الاحجار الصغيرة بعناية ..المستقرة على اطراف ملابسهن ..هززت راسي لابد ان النعاس سوف يتسلل اليهن سريعا ..فقد لعبن كثييرا ..
بعد قليل رايت شبحا اسود يخرج من الغرفة الى المطبخ اللذي يحتوي المعدات البسيطة..نكست راسي بسرعة وانااسمع زوجتي منى تلحق بها وهي تقول لها...
_انتظريني نوال سوف آتي واساعدك...
لا اعلم لمااخطر على بالي حينها كلمات شقيقي ونحن لا نزال في المسبح...كنا قد استغرقنا في السباحة
فاخذنا نعمل مسابقات بيننا اينا سوف يسبق الاخر في السباحة...عندما راني اسبقة قال بلهجة اراد ان تبدوا وكانها استجداء...
_قف قليلا لا استطيع مجاراتك...
_فان جسدي متعب ..لم انم جيدا ليلة البارحة..
_لماذا؟؟
_كنت في محل الاثاث الى ساعة متاخرة...قد كان علينا تسليم مجموعة من الاثاث الى اصحابها..وكان العمل قد توقف بسبب عطل ما في المصنع...لذا كان علي ان اشرف على الطلبية بنفسي ...
_انك ترهق نفسك يا اخي!!
لم اجد منه جوابا ..اكتفى بان يبعد خصلات شعرة الطويلة الملتصقة بجبينة ...واخذ نفسا عميقا ثم غطس راسة عمييقا في الماء وابتعد وهو يحرك ساقية...
انني اعجب فعلا من هذا الطبع الذي يملكة اخي الاصغر..فقد كان قليل الكلام منذ صغرة حتى انه في بعض الاحيان كان يثير لمحدثة الدهشة والحنق...فانك لا تجد منه جوابا يشفي غليلك ابدا...
دق قلبي بشدة عندما سمعت صوت الطفلة ينبعث من مكان ما وسط الظلام..اهتزت يدي التي كانت تحرك الاعواد فوق النار ..
سقط مني احداها وانا ارى زوجتي وزوجة شقيقي تخرجان بسرعة من المطبخ..ركضت
بسرعة وانا اتمنى ان لا تكون قد سقطت في الحفرة ...لم تكن حفرة كبييرة لكنها سوف تتاذى بالتاكيد عندما تسقط فيها ...كنت اسرع بقدمي الحافيتان وانا لا ارى امامي شعرت ان ذهني مشتت والطفلة لا تزال تصرخ ..كنت احاول ان احدد مكانها ...وقفت في وسط الارض الرخامية في الخارج وانا لا اقوى على الحراك ..كنت اسمع صوت والدتها تبكي بصوت مذعور...بينما كانت منى تحاول ان تهدئها ...
لم احرك ساكنا الا عندما سمعت صوت منى ينادي علي من مكان قريب ..تحركت بسرعة ذاهبا الى الساحة الخلفية للغرفة الجانبية...ظهرت امامي منى فجاة وهي تحاول ان تصدني...
_ارجوك اذهب الى السيارة بسرعة لقد سقطت نوال مغشيا عليها !!!!!
_كيف حال الصغييرة؟؟؟؟؟
_انهابخيير ..هيا اسرع وسوف اتدبر امري مع نوال..
دفعتني برفق وهي تحثني على التحرك..بينما اسرعت هي الى مكان زوجة شقيقي المغمى عليها...استلقيت على الكرسي الامامي للسيارة وانا احاول ان اركز فيما افعلة ..كان الموقف برمتة مفاجئا لا زلت افكر في الصغيرة ..ادخلت المفتاح في المحرك بعد قليل
رايت شبحين يخرجان من البوابة الكبييرة للمزرعة ...يبدو انها قد استفاقت اخييرا..
كانت المراة الاخرى تمشي وهي تترنح بينما كانت تمسكها منى بكلتا يديها ..
وصلنا الى المستشفى سريعا اذ كانت قريبة من المكان الذي كنا فيه..بالاضافة الى انني كنت ازيد سرعة
السيارة كلما سمعت منى تحثني على الاسراع..
فور وصولنا اسرعت الى الاستقبال اطلب منهم احضار سرير..ابتعدت قليلا بينما كانت مى تساعد الممرضات على تعديل وضع المراة على السرير..
اقتربت منى مني وهو تقول بسرعة..
_انا سوف اذهب معها وانت اذهب الى غرفة الانتظار ..
في غرفة الانتظار كنت اجلس على طرف الكرسي وانا احاول ان اشغل نفسي باي شئ..فلقد كان الوقت يمر ببطء...كنت امسك بجريدة ما محاولا ان اركز في سطورها..كان ذهني مشتتا وانا افكر بالصغيرة وامها ..تمنيت ان لا يحدث شيئا للاثنتين فهما امانة في عنقي وانا من تعهد بذلك لشقيقي ..مسحت وجهي بارهاق وانا اتمنى ان تطمانني منى..
اهتز هاتفي في يدي بعد مدة من الزمن ...كانت زوجتي هي المتصلة...خرجت اليها وانا انظر الى باب غرفة الفحص...اقتربت مني وقالت بصوت خافت ولكنة كان يحمل مزيدا من الراحة ..
_انها بخيير...
_تقول الدكتورة ان هذا من اثر الحمل ..
دهشت وانا انظر اليها زوجة شقيقي حامل للمرة الثالثة..انتابتني مشاعر مختلطة وانا احاول استيعاب كلمات منى...
سوف يصبح لشقيقي طفل ثالث..طفل جديد سوف يضاف الى عائلتة ..ياله من شعور جمييل..ان يصبح لديك طفل..سرحت قليا وانا اتخيل وجة شقيقي عندما يسمع الخبر..رفعت هاتفي لاصل به وابشرة لكن منى امسكت بيدي وهي تقول ..
_دع نوال تفعل ذلك؟؟
_انا ذاهبة اليها..
لم نعد الى المنزل الا عندما اطمئنينا على الام وابنتها ..اخبرتني منى سبب بكاء الطفلة عندما كنا في المزرعة ..كانت نائمة واستيقظت فجاة عندما كانت عمتها نورة التي من المفروض ان تجلس معها خارج الغرفة تحضر شيئا ما ..شعرت بالخوف ونهضت لتبحث عن امها ..فتحت الباب وخرجت وهي تبكي تعثرت بشئ وسقطت على الارض ..كان صراخها نابعا من الخوف اكثر مما كان من اثر السقطة ..لذا فقد شعرت والدتها من بالرعب عندما سمعت صوت صغيرتها الخائف المرتجف..فلم تتحمل ذلك حتى وهي تراها بخير امامها وسقطت مغشيا عليها ...
اوصلت والدي وشقيقتي الى المنزل ..كان معي سيارة شقيقي العائلية..بينما اخذ هو سيارتي...مررنا
على منزل شقيقي ولم نتحرك الا بعد ان اغلق الباب خلف الام والطفلتتين...
واخييرا وصلنا الى المنزل...كان كلينا يشعر بالتعب من اثر الاحداث السابقة ... منى كانت تحاول ان تتمالك نفسها وهي تزيح العباءة السوداء عن كتفيها ..اما انا لم اشعر بنفسي الا وانا القي بجسدي المنهك
على السرير..بعد قليل شعرت بها تستلقي الى جانبي ..كانت تسند راسها على المخدة الوثييرة ..لاحظت انها لم تستلقي خاصتا وانا شعرت بتعبها الشديد..
_الن تخلدي الى النوم..
_نعم ..سوف اخلد الى النوم الان...
على الرغم من التعب الشديد الذي كنت اشعر به ..الا ان ذلك لم يمنعني من ملاحظة صوتها المهزوز ..وهي تجيبني من خلف ظهري ..
استدرت تلقائيا لارى ماذا تفعل..كانت تنكس راسها وتنظر الى صفحات كتاب بين يديها ..
_ماذا تقرايين الان؟؟؟
_لا شئ لا عليك..
وضعت الكتاب جانبا ثم نهضت بسرعة ومشت الى التسريحة ..كانت تحرك يداها بارتباك وكانهاتبحث عن شيئا ما ..نظرت الى الكتاب الموضوع على الكومدينا الصغيرة قلت لها وانا اضع يدي على حلقي ..
_منى رجاء احضري لي كاسا من الماء..
عندما تاكدت من خروجها من الغرفة اسرعت بتناول الكتاب ..فتحتة لابحث بين صفحاتة عن الشئ الذي كانت تحدق اليه..تناولت تلك القصاصات الصغيرة ..تنهدت بعمق انها صور متفرقة لاطفال في مختلف الاعمار..يبدوا انها اخذتها وجمعتها من مجلات وجرائد مختلفة ...اعدت الكتاب سريعا واستلقيت على جنبي الاخر ..لا علم لماذا كانت تلك الكلمات تتردد في اذني..
_انها حامل!!!حامل!!حامل..


اتمنى ان ارى الردود...

Electron 03-01-08 11:37 PM

أوووووووه ....... يا موسى قطعت قلبي على منى ..
الأطفال في بالها للحين .... حاول ايجاد حل أو علاج جديد حتى تتعالج ... دعهم يسافروا للخارج .. وريحهم ..

طبعاً بلا نقاش ..
رائعة المشاعر التي تصفها في كل بارت ... أغنيتنا بأسلوب متميز ..
ننتظر الإبداع القادم ... الذي أتمنى أن يحمل الاشراق لإبطال الرواية ..

MALAK 04-01-08 12:35 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Electron (المشاركة 1156142)
أوووووووه ....... يا موسى قطعت قلبي على منى ..
الأطفال في بالها للحين .... حاول ايجاد حل أو علاج جديد حتى تتعالج ... دعهم يسافروا للخارج .. وريحهم ..

طبعاً بلا نقاش ..
رائعة المشاعر التي تصفها في كل بارت ... أغنيتنا بأسلوب متميز ..
ننتظر الإبداع القادم ... الذي أتمنى أن يحمل الاشراق لإبطال الرواية ..


السلام عليكم...
اهلا Electron...في روايتي....
منى من المستحييل ان تنسى حلم الامومة ...
لان هذا فطرة وغريزة في قلب كل امراة جزء لا يتجزا...
ولكنها تعلمت فقط كيف تخفية ...
رغم صعوبة ذلك...
اما بالنسبة لقدرتها على الانجاب ...فمنى وسعيد ..

قادرين تماما على الانجاب ولا يوجد مشكلة طبية ...
كما نرى ونسمع عن كثيير من الازواج ..يعانون تاخر
الانجاب دون سبب واضح.....
وقد ذكرت في بداية الرواية انها قد ذهبا الى كثيير
من المستشفيات والاطباء لطلب العلاج...
تقبلي شكري....
بالتوفيق...

احاول انسى 04-01-08 01:39 PM

مشاعر مختلطه بين الفرح والحزن :(

يتخلله وصف رائع ,,

سلمت لنا اخي موسى

ننتظرك ^_^

MALAK 04-01-08 07:43 PM

اشكرك احاول انسى...
هكذا يشعر سعيد وتشعر منى
لنرى ماذا يخبئ لهم القدر...
بالتوفيق...

waxengirl 04-01-08 08:07 PM

الف مبروك على تثبيت القصه وهى فعلا تستحق ذللك
يمكن انا ماخلصتهاش كلها بس القصه روعه
تسلم ايديك والف مبروك مره اخرى

طال السهر 04-01-08 11:09 PM

المبدع // موسى ..

هذا جزء أضيفه إلى الأجزاء التي أثرت في نفسي ..
صعب أن ترى ما تتمناه لدى غيركـ ..
خصوصاً الأطفال .. فهم زينة الحياه ..
ولهم تأثير على أحاسيسنا ومشاعرنا ..

كما إعتدنا عليك رائع جداً .. أيها المبدع ..


بإنتظارك دائماً
طال السهر

همسات22 05-01-08 01:23 AM

مرحبا اخي ....
ها انا اعود مرة اخرى ....
الاجزاء في غاية الروعة...
الاسلوب جمييل...
بالاضافة الى المضمون ..
لا اعلم متى يرتاح قلب
سعيد ومنى ....
فانهم يعانون كثيييرا ....
تقبل شكري....

MALAK 05-01-08 02:14 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة waxengirl (المشاركة 1157553)
الف مبروك على تثبيت القصه وهى فعلا تستحق ذللك
يمكن انا ماخلصتهاش كلها بس القصه روعه
تسلم ايديك والف مبروك مره اخرى

اهلا بك waxengir...في صفحات روايتي....
واشكرك على التهنئة ....
واتمنى ان تظل الرواية دائما كما تتمنون ....
اشكرك مرة اخرى....
بالتوفيق....

MALAK 05-01-08 02:21 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة طال السهر (المشاركة 1157831)
المبدع // موسى ..

هذا جزء أضيفه إلى الأجزاء التي أثرت في نفسي ..
صعب أن ترى ما تتمناه لدى غيركـ ..
خصوصاً الأطفال .. فهم زينة الحياه ..
ولهم تأثير على أحاسيسنا ومشاعرنا ..

كما إعتدنا عليك رائع جداً .. أيها المبدع ..


بإنتظارك دائماً
طال السهر

اهلا بك طال السهر....
وانا ايضا اثر في نفسي...رغم انني انا الذي
كتبتة وخطيت حروفة بيدي...
لكنني اعلم مدى قسوة ذلك الشعور ...
الذي لا تستطيع محوة من اعماقك رغم
كل شئ....
الموضوع الان اصبح اقسى وامر....
لماذا...
لان منى جربت احساس الامومة
رغم انه قصيير جدا ...
فترة حملها ...والامر الاخر انها لا
تستطيع اظهار ذلك لاقرب الناس
لها وهو سعيد...كي لا تنقض سعادتهما
لعودتهما كما كانا من قبل...
اي خوفها من فقدان حلم الامومة ..
وخوفها من فقدان سعيد....
ونفس الشعور بالنسبة الى سعيد...
اشكر لك اطراءك ومرورك...
بالتوفيق....

MALAK 05-01-08 02:24 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة همسات22 (المشاركة 1158109)
مرحبا اخي ....
ها انا اعود مرة اخرى ....
الاجزاء في غاية الروعة...
الاسلوب جمييل...
بالاضافة الى المضمون ..
لا اعلم متى يرتاح قلب
سعيد ومنى ....
فانهم يعانون كثيييرا ....
تقبل شكري....

اهلا بك همسات...
اشكرك على المرور والمتابعة
الرواية...
انا ايضا لا اعلم مصيرهم ...
فلننتظر...
بالتوفيق....

MALAK 05-01-08 03:49 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة .........
هذا جزء جديد من روايتي والذي اتمنى ان يحوز على القبول والرضى....
كما اخبركم انمواعيد نزول الاجزاء ليس في يوم محدد ...
فكلما وجدت في نفسي القدرة والتهيا للكتابة سوف اكتب واضعة لكم ....

والان تفضلوا....



تركتها وحيدة((18))


بداية جديدة ندخلها من بوابة جديدة او من زاوية جديدة ..نوع من التجديد يضفي على الحياة بعض من الرونق او يبعد عنها بعض الشحوب ..يشعل في النفس حب الحياة ويعيدها متوهجة بعد ان قاربت على الانخماد بعد بدا يصبح كل شئ مثل الرماد ..ويطفئ فيها مايشتعل بين الحين والاخر من حنين ويحيله الى جمرات..ام انه هروب من مشاعر تسيطر علينا الى حد الاستسلام والخنوع..وتخطفنا الى عالم الالم والعذاب..
ربما كان علينا ان نهرب من مشاعرنا التي تتعلق بنا كجنين وليد ..نخلعها وننتزعها من احشائنا حتى وان انتزعنا معها ما تبقى لنا من امل واحساس بالامان ..نتركها بعيدا عنا ونحن نراها تتلوى من بعيد..ربما كان علينا ان نقوي قلوبنا ونظهر الابتسامة العذبة حتى لو كانت تلك الابتسامة زيفا ..حتى لو ان مصدرها تجرعنا للسم ونحن صامتين..
تسائلت هل هذة منى جديدة ام انها لا زالت عالم من الرقة كما اعرفها ..ترى هل مسحت من ذاكرتها ملامح لطفل جمييل او ضحكة لطفلة بريئة ..ام ان لك منقوش في الاعماق كوشم يابى ان يزول ...

انا فقط احدق اليها دون ان اعرف مالذي يدور في اعماقها والاغرب من ذلك لا استطيع سؤالها ..لا اجرؤ حتى على فتق جروحها
ولا اقدر على تحريك الرماد كي لا تشتعل تلك الجذوة مرة اخرى ..
في مرات عديدة هممت ان اخذ تلك القصاصات وارميها في سلة المهملات بل احرقها واذروا
بقايا اجزاءها بعيدا ..ولكنني كنت اتراجع عندما الاحظها دون ان تفطن الي وهي تحدق اليها
بنظرة حالمة اخر النهار قبل ان تضع راسها على الوسادة وكانها حكاية ماقبل النوم ..
ولكنني كنت اعلم انها حكاية تثير الالم وتحرك الامل ..رواية تبعث الخذر على المشاعر
وفي ذات الوقت تزيد الشجن الى حد العذاب ..
لا اعرف بالضبط الى الان مالذي يجعلها سعيدة الى هذة الدرجة وكان دار الحضانة تلك اتتها هدية من السماء ..حتى انها كانت تطيل في الكلام كثييرا عن الحضانة وكانه مشروعها الذي سوف يكلل بالكثير من النجاح ..تسرد قصصا عن الاطفال الذين يرتادونها وكانها تعرفهم كلهم طفل طفل ...كنت استمع اليها وانامشغول باوراقي في بعض الاحيان
لم يكن الانزعاج يظهر على ملامحها ابدا ..
حتى انني كنت اشعر في اكثر الاحيان انها تحدث شخصا غيري في هذا المكان ..فكانت
النظرة الحالمة والحماسة الكبيرة تظهر عليها وهي تريني ذلك الكتاب عن الطفل او تلك
الصفحة من الكتيب الخاص بدور الحضانة ..
على انني كنت استمع اليها وكانني اقف على فوهة بركان ..كنت اريدها ان تتوقف عن كل
ذلك فانا في النهاية انسااااان ورؤية قصاصات صور الاطفال تلك اصبح حكايتي انا ايضا ....


في الليلة التي تسبق اول يوم لها في الدوام كانت سعييدة ..لدرجة انني شعرت بها تتقلب يمينا وشمالا والغريب انها لم تقرا الحكاية في تلك الليلة ..ربما ارادت ان تعيش ذلك على ارض الواقع..
ربما كان الانفلات من السجن النفسي الذي نضع انفسنا داخلة هو من الانجازات العظيمة في حياتنا ..فجهاد النفس اصعب بكثيير من اي جهاد...وقضبانة اشد قساوة وصلابة من من قضبان السجن المادي الحسي الذي نعرفة...فليس من السهل ان تغل يداك ولا تستطيع ان تفك الحبل الذي يلتف حول رقبتك ليخنقك...ومايجعل ذلك اكثر صعوبة ان هذا الحبل الملفوف ...انما انت الذي تلفة حول رقبتك سواء كنت
قاصدا ام ان ذلك كان لا شعوريا...ترى ه تلبت منى على نفسها ووادت احلامها ام انها كانت مصرةعلى تحقيقها لدرجة جعلتها تفكرفي ان تجربالامومة حتى مع اطفال ليسو اطفالها ...
في الاونة الاخيرة اصبحت كثييرة الارتياد على المكتبات التي تحوي كتبا ثقافية عن الاطفال ...اقتنت كثيير من الكتيبات الصغيرة التي تعني برياض الاطفال ...
وكانت تجلس على قرائتها بالساعات دون ان ترفع عينيها عن صفحات الكتاب ...تسائلت كثيرا هل يعني
لها ان تكون مربية في رياض الاطفال شيئا كبيرا الى هذا الحد...ام انها تحاول جاهدة ان تجعل له اهميية
اكثر مما يستحق وتعطية اكبر من حجمة لتخدع بذلك شخصا ما..انا بعقليتي كرجل ربما لا افهم مشاعر المراة كثيرا اتجاة هذة الامور ..على الرغم من
انني رجل متزوج منذ ما يقارب التسع سنوات ..لكن النساء في الحقيقة لا زلن في نظري يكتنفهن بعض الغموض ..فالذي اعرفة انها وظيفتها ان تجالس الاطفال وتلاعبهم الى ان يحين موعد حضور اهلهم وذويهم لاصطحابهم الى المنزل..باختصار جليسة اطفال ..ولكنني اراها تستنفر كل اسلحتها وكانها سوف تضطلع بتربية اجيال كاملة ...تعجبت لماذا تلقى على كاهلها المزيد من العبئ ...اذا كانت ذاهبة اصلا لملئ وقت الفراغ
لا اكثر ولا اقل..فعلى كل حال الاطفال الذين سوف تجالسهم لا زالو غير قابلين للتعلم او التلقين..ان ابرزمشاكلهم هو كيفية الحصول على لعبة ما او الاستيلاء على ما فيحوزة طفل اخر من حلوى او بسكويت...ابتسمت عندما تخيلتها تقف حائرة امام بكاء طفل يشير الى لعبة ..او عناد طفل يصر على
الانزواء والاستيلاء لوحده على حصة زميلة من الطعام..لابد انها سوف تقف حائرة ازاء ذلك..وربما تنادي احدى المربيات لتقوم هي بالمهمة بينما لا تزال هي تقف حائرة..

في صبا ح ذلك اليوم ودعتها وانا على الباب ...وقفت هي قبالتي وعلى ثغرها ابتسامة واسعة ..كانت تتكأ على الباب وهي لا زالت تتبادل معي اطراف الحديث...نظرت الى ساعتي كان علي التحرك على الفور..
اعدت عليها نفس السؤل للمرة العاشرة تقريبا ..فالمسالة ليست سهلة كما تظن وهي لا زالت رغم سنها الناضج لا تملك تلك الخبرة في الاطفال ..
_هل انتي متاكدة انك تريدين ذلك..
_نعم لماذا تشكك في ذلك؟؟
وجهها الصافي البرئ يجعلني اشعر بحيرة اكبر وانا احاول ان افهمها ..كثييرا ما تقطع علي
طريق التغلغل الى اعماقها ..
كيف تكون سعيدة بمقابلة العديد من الاطفال وهي تخفي عني انا الاقرب لها حتى ذلك الكتاب
السري بالنسبة لها..
القيت عليها كلمة وداع اخييرة وتحركت بشكل سريع ...لكنني سمعتها تستدرك وتناديني
التفت اليها وعلى عيني نظرة مستفهمة ...كنت على عجلة من امري ...
رايتها تبتعد ثم تعود حاملة معها لفافة ورقية...كان داخلها بعض الطعام ذلك لاني اخبرتها انني قد اتاخر اليوم ...في العمل لذا اقترحت عليها ان تزور والدتها اذا لم تكن راغبة في ان تبقى وحيدة في المنزل...
اومات براسها وهي تنظر الي بسعادة ...ابتسمت لها وانا اراها تودعني بيدها...قبل ان اخرج اردت ان ارفع معنوياتها اكثر...
_حظا سعيدا..
_شكرا...
قالت ذلك وهي ترتجف من السعادة ...وكانها تتخيل نفسها هناك بين الاطفال...ربما يشعرها ذلك بانها امراة
ذات اهمية...انها تستطيع ان تصنع شيئا ...من وجهة نظرها..

في طريقي الى العمل شعرت ان امامي يوم طويل وشاق ...فنحن لانلبث هذة الايام نتنفس الصعداء حتى
تخنقنا الواجبات الاضافية الجديدة..ولكنني على اية حال اذعنت في النهاية لهذا الخاطر..انه بالرغم من
كل شئ عملي الذي احبة واجدة ممتعا ولا ينقص من حبي له واخلاصي مقدار التعب الذي اشعر به...
منيت نفسي بالحصول على بعض الراحة بعد هذة الفترة العصيبة من العمل..اذ علمت اننا على وشك
الانتهاء من تلك الحقبة الصعبة والمنهكة من من تاريخ الشركة..
مددت يدي الى زر تشغيل المسجل الذي في السيارة اردت ان اسلي نفسي باي شئ كي لا يصبح طريق العمل مملا ..
حركت يدي في اشرطة الكاسيت الموجودة هناك ..كلها اشرطة محاضرات او قران ان ذوق
شقيقي لا يختلف كثييرا عن ذوق ..فالسيارة التي اقودها هي سيارتة تركها معي منذ يوم الاسترحة ..
كانت يدي لا زالت تبحث عن شئ ما شريط موسيقى كلاسيكي مثلا احب بعض الاحيان الاستماع الى موسيقى كلاسيكية تضفي على نفسي مزيدا من السكينة ..
هناك كثير من الاشياء هنا اوراق مالية وهناك دفاتر ملاحظات ..لا تتغير كثييرا عن سيارتي
ولكنها كانت تبدوا اكثر ترتيبا ..فطبيعة سالم بعيدة كل البعد عن الفوضى..
وصل الى اصابعي ملمس لكيس بلاستيكي ..رفعتة الي وانا اتاملة انه خاص لاحدى المستشفيات على ما يبدوا ..لم اركز كثييرا فشخص مثلة كفيل بان يذهب الى المستشفى
لطلب حبوب مسكنة لالام الراس او مقوية للبدن فهو يهلك نفسة كثييرا ..
رفعت حاجبي الى الاعلى وانااتذكره ذلك اليوم في الاستراحة ..مضى على ذلك ثلاثة ايام
تقريبا ..امسكت هاتفي لاتصل به لا اعلم لماذا ولكنني اردت ان اتحدث معة فقط ..
ولكنني انتبهتالى انني قد وصلت الى بوابة الشركة ..فضلت ان اؤجل ذلك الى ما بعد دوامي
الوظيفي ..لابد ان ابارك له على الحمل الجديد..

عاودت النظر الى ساعتي وانا اجتاز بوابة الشركة ..اسرعت بخطوات واسعة الى المصعد الكهربائي..
ضغطت على الزر ووصلت الى الطابق الثاني...لا زلت اذرع الردهة الواسعة بخطوات مستعجلة ...
اخيرا وصلت الى المكتب استلقيت على الكرسي الجلدي...اسندت ظهري الى الوراء كي اخذ نفساعميقا فامامي الكثيير من العمل علي انجازة ..
تنفست الصعداء وفتحت جهاز الحاسوب الموجود على مكتبي..علمت من المدير انه خلال يومين او ثلاثة ايام تنتهي تقريبا الفترة الحساسة التي تمر بها الشركة..اراحني ذلك كثيرا
فقد شعرت ان طاقتي على وشك التلاشي..
كان اليوم شاقا بالفعل فقد استغرقت في العمل حوالي احد عشر ساعة ..متواصلة دون اخذ استراحة او توقف عن العمل..فركت عيناي بشدة وانا انظر الى الشاشة المضيئة المملوءة بالارقام..
تركت تلك الصفحةوذهبت الى صفحة اخرى لاكون فيها بعض الجداول ..وانقل المعلومات الى الجداول الجديدة التي احدثتها..فقد كانت القدييمة تعاني بعض الخلل ..كما انها اصدار قديم..ثبت الاصدار الجديد وانا اتنفس الصعداء ..اخيرا استطيع ان انقل المعلومات ..
كنت مصمما ان انهي عملي في ذلك اليوم لانني شعرت بالعتب يتسلل الى جسدي ولم ارد ان
احمل معي شيئا الى المنزل ..كنت اريد ان اذهب والقي نفسي على السرير لاغط في نوم طوييل..
ساعة الحائط تشير الى السادسة والنصف...كاالعادة بدا الموظفون يتسللون من مكاتبهم كان الارهاق بادي على الجميع ...فقد انهكو جميعا في العمل ...
تناولت مفاتيح سيارتي تاكدت من انني حفظت كل الجدوال في ملف خاص..اغلقت الحاسوب ونهضت متثاقلا اجتاز باب غرفة المكتب..لاحظت ان زميلي لا زال يجلس على مكتبة
تراجعت قليلا لالقي نظرة سريعة عليه...كان يقف امام مكتبة يعدل بعض الاوراق ...ابتسمت له وانا اراه
لا زال يقف امام حاسوبة وعيناه قد بدى الارهاق جليا فيهما...
_الا زال امامك الكثيير...
_كلا ولكن لماالعجلة على اية حال...
_الا تريد ان تذهب الى منزلك..
_ان سيارتي معطلة ...وانتظر ان ياتي
قريبي ليقلني الى البيت..
عرضت عليه ان اوصلة الى منزلة سر كثييرا بهذ الاقتراح وظهر الارتياح على ملامحة اسرع باطفاء حاسوبة وتبعني الى سيارتي الواقفة امام باب الشركة...
لم اصل الى المنزل الا الساعة السابعة مساء ..فقد كان طريق زميلي الى منزلة طويلا ودعني بعد ان
شكرني كثيييرا ..حركت سيارتي بعدها لاصلاالى المنزل سريعا ...
عندما وصلت الى المنزل كنت لا ارى امامي من فرط الارهاق ..حتى انني لم اسحب مفاتيح المنزل من
الباب..تحركت بخطى بطيئة الى الغرفة مباشرة وانا اعد خطواتي لاصل الى السرير...
كنت لا زلت اغير ملا بسي عندماشعرت بوجودها في الغرفة ...شعرت بها تقترب مني لتواجهني قائلة بخوف...
_لقد تاخرت كثييرا ؟؟...
_لقد اخبرتك بذلك!!
_نعم ولكن لم اتوقع الى هذا الوقت ..
_لقد اوصلت احد زملائي الى منزلة ...
_لذلك تاخرت قليلا ..
_هاا اذن حمدلله على سلامتك..
لا اعلم لماذا لاحظت عليها بعض الاحراج ..تركتها مكانها واسرعت الى السرير القيت بنفسي عليه وانا اتمنى ان اغمض عيني باسرع وقت وانام طويلا دون ان يزعجني اي شخص...فلم اعد اشعر باي شئ الا التعب الشديد..
اقتربت من السرير وضعت كلتا يداها على طرفة وهي تتاملني ..كنت اعرف ذلك فلا زال
ظلها يسقط على عيني ..سمعتها تقول بتردد..
_سعيد الا ترير شيئا تاكلة؟؟..
_كلا !!..
_هل اعد لك شيئا ..لتتناولة بعد ان تستيقظ...
هززت راسي وانا اشعر انني اتلاشى كليا...لم توقظني هي بعدها لانني اردتها تفعل ذلك لم اشعر باي شئ بعدها الا احلاما متشابكة متداخلة غريبة...ربما كان ذلك من اثر الارهاق لانني عندما استيقظت شعرت براسي يكاد ينفجر من الالم...
في اليوم التالي شعرت بمزيج من التردد والاحراج و العتاب في عينيها وهي تعد لي الافطار..كانت تصنع لي شطيرة الجبن
وهي تنظر الي بين الحين والاخر وكانها تستحثني على قول شئ ...
_مابك؟؟
_لا شئ!!
قالت ذلك ثم ناولتني الشطيرة لتمسك كوبا وتصب فيه قليلا من الماء الساخن ...تناولت بعدها ملعقة صغيرة واضافت اربع ملاعق ممن الحليب ثم ثلاث ملاعق من السكر...وناولتني اياه ...
_كيف كان يومك بالامس...
عندما شع ذلك النور فجاة في عينيها ...عرفت انها كانت تبحث عن هذة الكلمات في فمي...وكانها تريدني ان ابدي بعض الاهتمام ...يبدوا ان هذا العمل بالفعل بدا يستحوذ على اهتمامها ...
_كان يوما رائعا...
_حقا..
_نعم ان الاطفال في الحضانة رائعيين جدا...
كان تجيبني وكانها طفل صغير يسال عن اسئلة الامتحان الذي جاوب عليها بكل تفوق..سمعتها تسهب في
الحديث عن الاطفال والحضانة...اخبرتني انها حفظت بعض اسماء الاطفال ...قصت علي بعض المواقف
التي جعلتها تنفجر من الضحك...كان هذا الحديث يثير فيها مزيدا من الحماس...بدت تتحدث في الموضوع
باسهاب وتتكلم عن كل شئ راتة هناك...سعدت لا جلها ان هذا يجعلها سعيدة...
_كنت اتمنى ان تسالني بالامس..
_اعذريني فقد كنت متعبا جدا..
_لا باس انا ادرك ذلك...
_ولكنني فقط متحمسة قليلا ...
ثم ضحكت ضحكة صافية وهو تتناول ابريق الشاي لتصب لها منه ...قد عادت منى الى رونقها الى عذوبتها المعهود وكانها شذى وردة...ربما بدت لي انها قد تغيرت قليلا لا اعلم ولكنني لاول مرة اسمعها تتحدث عن امر يهمها الى هذة الدرجة غير المنزل او امها المريضة...
_هل مررت بالامس على والدتك؟؟
_كلا فقد حضرت فورا الى المنزل لانني كنت اشعر بارهاق شديد..
_علمت ذلك لانك لم تنامي تلك اللية ابدا..
ابتسمت لي باحراج وهي تتشاغل بوضع قطع الطماطم المقطعة في قطعة الخبز ..ناولتها
اياي وهي تبعد نظرها عني ..هناك ما يربكها ..
امسكت يدي عندما هممت لابتعد عنها واغلق الباب ورائي ..كانت تنظر الى الارض وهي
تقول ..
_سعيد انا اسفة ..
_لماذا؟؟
_لانني لم اصنع لك غذاء بالامس!!
_لقد عدت الى المنزل وانا منهكة..فاستغرقت في النوم ونهضت قبل عودتك بقليل ..
_لاباس لقد كنت انا ايضا متعبا ولم يكن يهمني ذلك..

في الايام التالية اكتسى نظام حياتنا شكلا جديدا ..فقد اصبحت تستيقظ اكثر نشاطا وهمة وامسى وقتها مملوءا بالتفكير فقط في هؤلاء الصغار...كانت كثيرا ما تحكي لي عن ذلك الطفل المشاغب..
وتلك الطفلة الصامتة ..وعن كيفية تصرفها اتجاة مواقف الاطفال...اطمانيت على وضعها الجديد ...بغض النظر عن وجهة نظري بالنسبة لعملها ...الا انها بدت سعيدة ومتفتحة ...وهذا يكفيني..
على الجانب الاخر بدات ساعات عملي تتناقص تدريجيا وتعود الى سابق عهدها ...فقد اجتازت الشركة
تلك المرحلة الحرجة...وكنت متيقنا ان منى يوما ما سوف تتراجع عن قرارها لتلزم بالمنزل ..
لانه كان باعتقادي انها ارادت ان تملي وقت فراغها فقط وانا خارج المنزل لساعات طوييلة...ربما تكونت عندي فكرة ان المراة عادة لا تستمر على حال...او ربما لم اكن افهم ان عملها الجديد كان مهما جدا بالنسبة لها ...لدرجة انها اصرت ان تذهب الى الحضانة وهي تعاني من حمى شديدة...
اخبرت والدتي بذلك عندما استفسرت عن عدم ..كانت تسالني عنها وعن عملهاالجديد...اخبرتها انها عادت من العمل اليوم وهي بحال منهكة جدا...حتى انني عرضت عليهاان نذهب الى الطبيب ولكنها رفضت ذلك..
وخلدت بعدها الى النوم ..لذا لم تستطع ان تحضر معي اليوم في اجتماع العائلة..الذي كان من المفروض ان تحضرة هي وعائلة شقيقي سالم الذي لا يزال مسافرا ..
ولكن والدتي اخبرتني ان زوجة شقيقي لم تتخلى عن عادتها لذا سوف تاتي بعد قليل لتحضر
معهاالطفلتين ..
_اتمنى ان يرجع بالسلامة واراه ..
عرفت انها تقصد شقيقي التي دائما عهي مشتاقة اليه ..اخبرتني انه قد هاتفها اليوم واخبرها
انه سوف يتاخر لبعض الوقت ..
سالتها عن اخبارة وعن سير عملة في الخارج ...اخبرتني انها لم تسالة عن ذلك كل ما يهمها هو وصحتة ..واكملت بانزعاج وهي تتكلم عن عملة الذي يجعلة دائم الغياب قالت بعدها وكانها تتذكر شيئا للتو..
_انه زوجتة الان في الشهر الثاني من حملها ...
_ها اا جيد جدا...
رايت في عينيها بعض الانزعاج ..كانت تصب لي كاسا من الشاي وهي تنظر الى الاكواب
بشرود ..انا بدوري شعرت ببعض الاحراج..يبدوا ان العذر الذي قلتة لغياب منى لم يقنعها ..ربما كانت تريد ان تقول لي ان زوجة سالم ستحضر رغم غياب زوجها..
فجاة اقتربت مني اكثر وهي تنظر الى باب الغرفة الموارب التي يجلس فيها والدي...اخبرها انه ذاهب ليصلي فرض العشاء ويعود الينا مرة اخرى...امسكت بكتفي وهي تخفض صوتها اكثر...
_بني هل من الممكن ان يكون ذلك حملا ...
_كلا ياامي انها متعبة فقط...
نكست امي راسها وابتعدت قليلا عني ...سرحت قليلا وهي تنظر الى الى الاكواب والفناجين الموضوعين
على الطاولة ...شعرت بخيبة الامل تطفو على ملامحها التي بدا عليه الشرود...
حاولت ان ارفه عنها بعض الشئ ...فانا اعلم مقدار قلقها علي وعلى منى فهي تعتبرها مثل ابنتها تماما ..ومن المستحيل ان يكون شعورها غير ذلك..
كان خوفها وقلقها علينا نحن الاثنين...ورغم ذلك لم تحاول ان تصرح طوال فترة زواجنا بانزعاجها او
هواجسها ...رغم انني ابنها الاكبر ومن حقها ان تخاف علي..وتحمل اطفالي الذي من
المفروض الان قد التحقو بالمدارس في حضنها ..
_اين نورة؟؟
اردت ان اغير الجو بسؤالي هذا ..لم تكمل امي جوابها لاننا سمعناها وهي وهي تنزل من على الدرج وهي تقول بسعادة ..
جعلتنا ننجذب اليها نحن الاثنين ...اسرعت الينا قائلة...
_لقد اتصلت مها للتو..واخبرتني انها سوف تعود قريبا الى البلاد...
_حقا ...ياابنتي الحبيبة لقد اشتقت اليها...
كانت عيناها تبنبض بكثيير من الحب والاشتياق الى ابنتها التي فضلت ..ان تبتعد وتساند زوجها الذي اختارتة بارادتها...وشجعتها عليه هي ...اراهن ان مشاعر الام نهر من العطاء..غريب ان تختار سعادة ابنتها على تعاستها...فمها ابنتها المفضلة...لانها تملك كثيير من صفاتها...
انتابني راحة كبييرة وانا اراها تنهض لتدخل الغرفة التي فيها والدي...يبدوا انها قد نسيت وجودي تماما عندما
علمت بالخبرالسعيد...واسرعت لتزفة الى والدي ..كل ما كان يهمني ان تنسى الامر ولو للحظات...فانا ليس لدي الجواب لتساؤلاتها القلقة ..
تنهدت بعمق وانا انظر الى ساعة يدي...ربما علي ان اذهب..
لكن الذي غير رايي في لحظات هو حضور تلك الطفلتين ..مددت يدي اليهما وانا اهتف بهما ان تعاليا الي ..
زوجة شقيقي كانت تقف مرتبكة بجانب الباب.. لم يكن يوجد احدا غيري ..نكست راسي وانا انادي على نورة التي ذهبت الى المطبخ لاحضار كوب من الماء الي..

انتظر الردود...

frasha_moslema 05-01-08 08:06 PM

ما شاء الله لا قوة الا بالله يا اخ موسي. اسلوبك رااااااائع فعلا. ربنا يوفقك وفي انتظار الجديد :-)

همسات22 06-01-08 04:00 AM

مرحبا اخ موسى....
الجزء جمييل ويشهد تطورات
في شخصية منى رغم الام والحلم
البعيد...
سعيد يحاول بقدر الامكان ان لا يجرحها
وهو يراها سعيدة...
وهذا يجعلنا ننظر له بتقدير...
بعكس تحاملنا عليه في اول
القصة لما عرف سبب اجهاض منى
والان نحن نعذرة لتصرفة ذاك....
تقبل تحياتي....

طال السهر 06-01-08 12:24 PM

دائماً تفاجئنا بالأجزاء الرائعه ..
أعجبني سعيد كثيراً ..
لأنه لم يحاول ان يجرح منى ..
أو يذكرها بجراحه ..
رغم ان كلاهما يحمل جرحاً بين نفسه
ويحاول رغم كل شي أن يبين عكس ذلك
بينما هو بالداخل يعيش جراحه بصمت وحرقه ..
أتمنى أن تكون الأيام القادمه رائعه لمنى وسعيد ..


وقفت دقائق لأكمل ردي ..
ولم أجد سوى ..


" إنك مبدع حقاً .. فواصل إبداعك "

تحياتي لك
طال السهر

انجيلا ويلسون 06-01-08 01:44 PM

اشكرك عزيزتي على هذه الروايه انا في بدايتها ولكن تبدو لي مشوقه واحداثها مرتبه بشكل جميل
الفاظها سهله وقريبه الي القلب

()()()()()()()
()()()()()()
()()()()()
()()()()
()()()
()()
()

MALAK 06-01-08 03:35 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة frasha_moslema (المشاركة 1159593)
ما شاء الله لا قوة الا بالله يا اخ موسي. اسلوبك رااااااائع فعلا. ربنا يوفقك وفي انتظار الجديد :-)

اهلا بك فراشة مسلمة...
يسعدني مروركم ...ويزيدني اصرارا
على المتابعة والمحافظة على مستوى
القصة ...
اتمنى ان تحوز دائما على رضاكم...
بالتوفيق..

MALAK 06-01-08 03:39 PM

[QUOTE=طال السهر;1160627][FONT="Arial"][CENTER][SIZE="3"][B]دائماً تفاجئنا بالأجزاء الرائعه ..
أعجبني سعيد كثيراً ..
لأنه لم يحاول ان يجرح منى ..
أو يذكرها بجراحه ..
رغم ان كلاهما يحمل جرحاً بين نفسه
ويحاول رغم كل شي أن يبين عكس ذلك
بينما هو بالداخل يعيش جراحه بصمت وحرقه ..
أتمنى أن تكون الأيام القادمه رائعه لمنى وسعيد ..


وقفت دقائق لأكمل ردي ..
ولم أجد سوى ..


" إنك مبدع حقاً .. فواصل إبداعك "

اهلا بك طال السهر...
ما كتبتة صحيح...
ونلاحظ ان سعيد ومنى
قد قربتهم المحنة اكثر
من بعض...
فلذلك اصبحت قوتهم
على المقاومة اكثر
من قبل ...
لمجرد رسم البسمة
على وجه الاخر...
اشكر لك مرورك وتعقيبك...
بالتوفيق...

MALAK 06-01-08 03:41 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة انجيلا ويلسون (المشاركة 1160747)
اشكرك عزيزتي على هذه الروايه انا في بدايتها ولكن تبدو لي مشوقه واحداثها مرتبه بشكل جميل
الفاظها سهله وقريبه الي القلب

()()()()()()()
()()()()()()
()()()()()
()()()()
()()()
()()
()

مرحبا انجيلا ويلسون ....
مرحبا بك في صفحات روايتي...
اتمنى ان تجدي المتعة الحسية
والروحية في اجزاء روايتي...
فهي تصف مشاعر ومواقف واحاسيس
لاشخاص لابد ان يكونو موجودين
بيننا .....
بالتوفيق..

MALAK 06-01-08 03:45 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة همسات22 (المشاركة 1160278)
مرحبا اخ موسى....
الجزء جمييل ويشهد تطورات
في شخصية منى رغم الام والحلم
البعيد...
سعيد يحاول بقدر الامكان ان لا يجرحها
وهو يراها سعيدة...
وهذا يجعلنا ننظر له بتقدير...
بعكس تحاملنا عليه في اول
القصة لما عرف سبب اجهاض منى
والان نحن نعذرة لتصرفة ذاك....
تقبل تحياتي....

اهلا همسات ...
ما استنتجتية يقارب الصواب ...
فالتجارب تعلم الاشخاص ...
لتخلق منهم اشخاص
اخريين ...
وهذا يعتمد على شخصية
صاحب التجربة...
اذا كان التغيير للافضل او
للاسوء...
اشكر لك مرة اخرى مرورك ..
بالتوفيق ....

ألحان الشوق 10-01-08 08:32 PM

أولا أخي موسى،،، أحب أقف احتراما لكل رجل مثل سعيد

يقدر إحساس المرأة

يتجنب جرحها

و يحاول إرضائها و إسعادها

هكذا هي المرأة:YkE04454: و هذا ما تحب أن تلقاه من شريكها

و هذا ما أمر به الله تعالى و ما أوصى به حبيبه محمد صلى الله عليه و سلم


يا رب اتكثر من أمثاله في الواقع:f63:



و احب ان اقول لك،،، صدقت اخي،،، فالمحن غاااالبا ما تقرب الناس من بعضها


في الحقيقة أصبحت التمس فعلا العذر لسعيد،،


و أتمنى أن تبقى نفسية منى مرتاحة و مبتهجة،،، مع أنه عندي احساس انها تضغط على نفسها،،


و لن انسى ان اصفق لك معبرة عن اعجابي باسلوب السرد
و الوصف:congrats:


استمر أخي في إبداعك
فمان الله

MALAK 10-01-08 11:53 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ألحان الشوق (المشاركة 1168146)
أولا أخي موسى،،، أحب أقف احتراما لكل رجل مثل سعيد

يقدر إحساس المرأة

يتجنب جرحها

و يحاول إرضائها و إسعادها

هكذا هي المرأة:YkE04454: و هذا ما تحب أن تلقاه من شريكها

و هذا ما أمر به الله تعالى و ما أوصى به حبيبه محمد صلى الله عليه و سلم


يا رب اتكثر من أمثاله في الواقع:f63:



و احب ان اقول لك،،، صدقت اخي،،، فالمحن غاااالبا ما تقرب الناس من بعضها


في الحقيقة أصبحت التمس فعلا العذر لسعيد،،


و أتمنى أن تبقى نفسية منى مرتاحة و مبتهجة،،، مع أنه عندي احساس انها تضغط على نفسها،،


و لن انسى ان اصفق لك معبرة عن اعجابي باسلوب السرد
و الوصف:congrats:


استمر أخي في إبداعك
فمان الله


السلام عليكم ....
مرحبا الحان الشوق ...
المحنة دائما سلاح ذو حدين
اما انها تقرب او تبعد الاطراف ...
وهذا كما اسلفت يعتمد على
شخصية الاشخاص...
في المقابل هناك اشياء لا نكتشفها
الا بالاحتكاك والاصطدام ....
فتولد لدينا احساس جديد
بشعور جديد.....
لقد رايت وسمعت بنفسي
عن اشخاص قربتهم المحن
فاصبحو اكثر تماسكا وحبا
ومودة من قبل ...
انا هنا لا اتكلم عن الحب بقدر
ما اتكلم عن الشريك والاليف...
الذي مع مرور الوقت تشعر
انه نصفك الاخر بالفعل ...
لا تستغربوا اذا قلت هناك رابطة
اقوى من الحب...
هناك رابطة الالفة والمشاركة
والتضحية من اجل ان تقوم
الحياة...
فالحب في بعض الاحيان يكون
انانيا...
تحياتي.لمرورك....

سالوته 11-01-08 02:01 AM

رآئعه يآ اخي العـزيز ..
 
صبـاح الخيـر والسـرور علـى الكـاتب المبدع

mousa
بكـل صرآآحه

ما أدري كيف رآح اوفيك حق هذه الروآيه
مميـــزهـ ورآئعه وكثير فيهاا التعبير يفوق الوصف
ولآول مره أقراء روايه رجـل من غير الكتآب العالميين
وجدت فيهاا كثير من الابدآع ورسم الكلماات
أشكرك اخي فالله على هذه الروآيه :flowers2:

سعيد ومنى
عجبني كثير سردهـ عن نفسه وعن حياته
لكن حسيت بانه انسان ما يميل للرومنسيه كثير
وما راح الومه بسبب شغله الصعب وعطشه للآطفال
ما أدري ليش احسه كثير مقصر تجاه منى من ناحيه المشاعر
لكـنه مآ يحاول يجرح هذه الانساانه الطيبه وهذا الشي يعجبني كثير فيه
محاولته بانه يكون متقبل الـوضع امامها من افضل الاشياء اللي أحبها في سعيد
وظلمه لها بانها ضيعت حلمـه هذا أعتبره مراهقه من سعيد :YkE04454:
اما منى نسمه لكن تعباانه نفسياً أكثر من سعيد
وشغلها الجديد رآآح يبني مساحات كبيره بينها وبين زوجهاا

موسى احساسي سعيد رآح يتزوج < اتمنى ما يصير >
ومنـى هي اللي طلبت منـه الشي هذا

ننتظـر الجزء القآدم بكل شوق

تحيآتي لشخصك :flowers2:

MALAK 11-01-08 03:39 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سالوته (المشاركة 1168871)
صبـاح الخيـر والسـرور علـى الكـاتب المبدع

mousa
بكـل صرآآحه

ما أدري كيف رآح اوفيك حق هذه الروآيه
مميـــزهـ ورآئعه وكثير فيهاا التعبير يفوق الوصف
ولآول مره أقراء روايه رجـل من غير الكتآب العالميين
وجدت فيهاا كثير من الابدآع ورسم الكلماات
أشكرك اخي فالله على هذه الروآيه :flowers2:

سعيد ومنى
عجبني كثير سردهـ عن نفسه وعن حياته
لكن حسيت بانه انسان ما يميل للرومنسيه كثير
وما راح الومه بسبب شغله الصعب وعطشه للآطفال
ما أدري ليش احسه كثير مقصر تجاه منى من ناحيه المشاعر
لكـنه مآ يحاول يجرح هذه الانساانه الطيبه وهذا الشي يعجبني كثير فيه
محاولته بانه يكون متقبل الـوضع امامها من افضل الاشياء اللي أحبها في سعيد
وظلمه لها بانها ضيعت حلمـه هذا أعتبره مراهقه من سعيد :YkE04454:
اما منى نسمه لكن تعباانه نفسياً أكثر من سعيد
وشغلها الجديد رآآح يبني مساحات كبيره بينها وبين زوجهاا

موسى احساسي سعيد رآح يتزوج < اتمنى ما يصير >
ومنـى هي اللي طلبت منـه الشي هذا

ننتظـر الجزء القآدم بكل شوق

تحيآتي لشخصك :flowers2:

اهلا سالوتة ....
يسعدني ان اجد من يحلل الشخصيات ..
ويبحث عن مكنوناتها ...
لان هذا دليل على ان الشخصيى تثير
الجدل...
سعيد رجل ...
ارهقة حلم الابوه...
كما عذب منى...
ولان هذا حلم مشترك..
فانه الم مشترك..
لذلك كان لابد له ان
يسحبها الى تلك
الناحية التي ..
تحتوي على بقعة
ضوء...
بغض النظر عن طريقتة ..
فهو يحاول ...
لان منى نصفة الاخر...
ويؤلمة ...
ما يؤلمها ...
والعكس صحيح..
ولكن كلا على طريقتة...
تحياتي لمرورك...

MALAK 11-01-08 12:28 PM

السلام عليكم ....
هذا جزء جديد من روايتي....
اتمنى لكم قراءة ممتعة...





تركتها وحيدة((19))..


يذكرني قرص الشمس المتوهج البرتقالي في وقت الغروب باشياء تدور في عقلي ..ان الشمس
هي اكبر مثال واوضح برهان على ان التغيير ليس بالضرورة ان يكون تحولا...
فهي ومع مرور الوقت تتغير شدة وهجها وتختلف درجة ضوءها ..ففي الصباح الباكر يكون
ضوءها لطيفا خجلا يتسلل الينا من خلال خيوط الليل المتبقية..
وفي الظهيرة يتحول وهجها الى سطوع متوهج فتغشى الاعين من شدة خيو طها الحارة ..وعند المساء يكون يكون ساكنا متماهلا يرغمك على الاصغاء...
هكذا هي حياة الانسان وتغيراته التي تكون شدتها ووضوحها تبعا لمدى شفافية القلب وتقاس
على قدر الظروف وتتشكل بهيئة المشاعر المختلطة والمتغيرة ...
ان ملامح الانسان تعكس تماما ما يختلج داخلة وكانها مرآة صافية لا تعتريها الخدوش ولا يغطيها الغبار ..لذا نرى ان اكثر الاشخاص صفاء وارقهم من ناحية المشاعر وادقهم من
ناحية الشفافية ..لايبذلون جهدا في سبيل اظهار من يتغير داخلهم ...
لان ذلك يبدوا كطاقة كامنة في الداخل تحركها المشاعر المتغيرة من الابتهاج البراق الى الحزن المنطفئ..فتبدوا العينان اكثر جمالا ونقاء وبراءة حينما يتوجة القلب الى الناحية
الخيرة فيه..فيضفي ذلك الاحساس بتقديم الخير وبذل سبل المساعدة وانكار الذات الكلي
على الكيان نوع من الشفافية والشعور بالراحة الذي يغمر من يشهد تلك الحالة ..
فترى الاخر يرسل اليك بذبذبات خاصة تتلقاها ملامحك وتتقبلها مشاعرك وتترجمها عواطفك
الجياشة المملوءة بالحنان والالفة لذلك الشخص..
وتسيطر عليك علامات العدوى حتى وان لم يجد الاخرون سببا لذلك ..رغم انك تعلم في
داخلك انها انما حالة من التوحد تصل بها الى اعلى درجات الاحساس..والتناغم..
وتصبح كالمستمع النبيه لضارب طبل او عازف كمان ..فتطرب لدقات الطبل الايقاعية المتسارعة..وتهتز رموشك تاملا وتناغما مع الحان الكمان الحزينة الرقراقة..
لم اظل على نظرتي القديمة لوقت طويل وانا ارى انسانة شفافة وكانها فراشة قد فردت جناحيها لتتغذى من رحيق زهرة وتقف على زهرة اخرى ..
انتابني الكثير من الارتياح وانا استمر مع منى على نفس الوتيرة من الحماس..واتابعها
بعيني الاثنتين تبتسم على الرغم من الجهد والتعب ..
بيد انني لم افعل شيئا سوى انني وافقت على ان تذهب الى ذلك المكان ..تمسكا
مني بامل ان اجد( منى )تتناسى حلمها القديم لتبدا في بناء احلام اخرى..
كنت لا زلت انظر الى اغصان الاشجار التي تضرب اطرافها بزجاج النافذة الكبيرة وانا اسهب
في الحديث مع صديقي..الذي انتقلت عدوى السعادة والارتياح اليه..
فبدى يسمعني بانتباه ويرد على تعليقاتي بود وصبر وكانه يقول لي ان الامر لم يكن يحتاج
الا الى خطوة حكيمة وشجاعة من قبلي ..
كرات الثلج الصغيرة كانت تتراقص في الاعلى وهو يحرك كاسة المملوء بالعصير ..وكانه
كان يتامل ويحلل كل كلمة القيها على مسامعة..
_اذا فالاوضاع مستتبة هذة الايام ..
وضعت ذراعي خلف راسي وانا ارجع بالكرسي الى الوراء ..ان صالح اكثر من يفهمني
من اصدقائي ..لم افضي بجميع مشاعري والمي وعذابي الا اليه ولم تسمع تنهداتي اذن
غير اذنة المصغية المتلقية بترحاب ..
على انني كنت اشعر دائما انه يفوقني سنا ويسبقني في دروب الحكمة والحنكة باشواط كبيرة
على الرغم من تقاربنا الشديد في السن ..
_نعم انني ارى ذلك..
_وهل رايت منها رغبة في الاستمرار؟؟
_رايت منها اصرار على الاستمرار!!
_وانت ما رايك؟؟
منذ زمن بعيد بدات افهم هذة الاسئلة التي يلقيها علي ..فعلى الرغم من صيغتها الغامضة
وتركيبتها المبهمة الا انني اصبحت متمرسا في فهمها ومن دون فخر..
_انا يريحني ان اراها سعيدة!!
رايت علامات الرضى تعلو وجه صديقي الوفي ..توقف عن هز كاسة التي ذابت كرات الثلج
الصغيرة فيها ..بدلا من ذلك هز راسة بايجاب وهو ينظر الي لبرهه ..ثم التفت ليركز في شئ خارج
النافذة حاولت ان اتبينة لكنني لم استطع ..
_هااا اراكما هنا؟؟؟
التفتنا بشكل مفاجئ انا وصالح للصوت الجهوري الذي جعلنا نستيقظ من شرودنا وتفكيرنا ..لم يمهلنا شيئا حتى سحب لنفسة كرسيا بسرعة والقى نفسة عليه دون حتى ان يسمع من جوابا ..
اتكأ على طرف الطاولة الخشبية وهو ينظر الى كأسا العصير ..سحب واحدا منهما والذي كانت يد صالح لا تزال تمسك به وافرغة في جوفة وسط اندهاشنا..
_ماهذا الا تخاف على نفسك؟؟
قلتها وانا اراه يسحب الكاس الاخر من يدي ويهم لان يلقية في جوفة بسرعة ..رفع عينية
الي قائلا بنوع من خيبة الامل ..
_كان حريا بك ان تطلب لي واحدا!!
_انك حتى لم تعطنا اي فرصة لتقبل وجودك!!
كانت هذة طريقتي دائما في استنفار عبدالله الصاخب على الدوام ..من خلال معرفتنا به انا وصالح
ومالك لم نكن نتوانى عن كيل سيل الاتهامات الزائفة ..
وذلك لعلمنا انه رجل صاحب نكتة ولا تفوتة اي شاردة او واردة ..وبالتاكيد سوف يرد على اتهاماتنا ومشاغباتنا بسيل من التعليقات التي تجعل احدنا ينفجر ضاحكا ..
_كان علي ان افعل ذلك لانقاذ الوضع..
_اي وضع تعني؟؟
_حالة الشرود التي تعيشانها..
_كان لابد لكم من صفعة قوية لتستيقظا ..قبل ان يجن الليل ..
ويحتار صاحب المحل بكما..
كالعادة انفجرنا انا وصالح على كلمات عبدالله اللاذعة ولم نجد في نفوسنا ادنى شعور بالسوء
او التحفظ على تعليقاتة ..
كان عبدالله في صدد التحول للسكن في منزلة الجديد الذي انتهى من بناءة في الاشهر الاخيرة
حدثنا كثيرا عن تصاميمة واركانة وزواياه التي اختارها على احدث طراز..
وافضى الينا برغبتة الشديدة في الحصول على محل للاثاث ينزل فيه احدث التصاميم وارقى
الديكورات ..فلقد كانت هذة نصيحة زوجتة ..
_سعيد هل لك ان ترافقني الى محل شقيقك سالم..
_هل تريد التفرج على الاثاث والديكور الذي ينتجة..
_نعم !!فربما اختار شيئا من هناك..
_لا بأس!!لكن سالم مسافر هذة الايام..
افترقنا بعدها على وعد مني لعبدالله ان اعمل اتصالا هاتفيا لشقيقي سالم المسافر لاحدى
الدول رغبة منه في المرور على معارض الاثاث ..
كان الوقت غروبا عندما استقريت في المقعد الامامي للسيارة ..فقد اصطحب عبدالله صالح
معة الى منزلة فهو الاقرب اليه..
وجدتها فكرة جيدة ان اتصل بسالم لاتفق معة على موعد معين..وضمرت في نفسي رغبة
ان اهنئة على الحمل الجديد..
انتظرت لبعض الوقت وانا اسمع الهاتف الاخر في وضع الانتظار ..اتصلت للمرة الثانية
وانا اتمنى ان اسمع جوابا منه هذة المرة ..
_الووو؟؟
_الو السلام عليكم !!
_وعليكم السلام !!
_من معي؟؟
قالها سالم بعد فترة من الصمت قبل ان يعاود السؤال بصوت ناعس متعب ..عقدت حاجبي
هل اكون قد ازعجتة في فترة قيلولتة ..تنحنحت برفق وانا اجيب بحرج..
_انا شقيقك سعيد..
_اهلا سعيد كم هي اخباركم ؟؟
_بخير وانت هل لا زال امامك المزيد من الوقت لترجع الى البلاد؟؟
عاد الصمت مرة اخرى ..ابعدت هاتفي الخليوي ونظرت اليه بشك ثم اعدتة قرب اذني..
ترى هل يجد سالم صعووبة في سماع صوتي بسبب ضعف الارسال..
_الو سالم هل تسمعني؟؟
_نعم نعم معك ..اسمع سعيد!!
_انا متعب الان هل لك ان تحادثني في وقت اخر..
_لا باس !!انا اسف اذا كنت قد ازعجتك؟؟
ما ان اكملت كلامي حتى سمعت ذلك الصوت المميز في الهاتف الذي يشير الى حاله مشغول
يبدوا ان الارسال ضعيف جدا بحيث انقطع قبل ان انهي المكالمة..


في الايام التالية سارت بالنسبة الي والى منى على مايرام ..كان الوضع مناسبا الي على
الرغم من انني كنت اجد في بعض الاحيان بعض الانشغال من جهة منى ..
فجهاز الكمبيوتر الذي كان موضوعا في مكتبي طويلا دون ان تستعملة ..حتى اعتلاه الغبار
واصبح بشكل يرثى له لولا اشفاقي علية وجلوسي امام شاشتة بعض الاوقات عندما اجد من
نفسي متسعا نفسيا ..وقليل من الوقت قبل ان اخلد الى النوم ..
اصبح الان شغلها الشاغل واخذت تجلس امام شاشتة بمقدار ساعتين تقريبا مستعملة خدمة الانترنت في جمع
اكبر عدد ممكن من الاناشيد والرسومات التي تنفع لسن الاطفال في دار الحضانة..
فاصبحت ارى الطاولة الصغيرة مملوءة بملفات تزينها ملصقات لرسومات كرتونية شخصيات
محببة الى الاطفال ..تضعها الى جانبها لتفرزها وتكتب عليها بعض الملاحظات ..
في تلك الامسية استلقيت الى جانبها في السرير وانا انظر الى يدها التي علقت في اصابعها
بعض قصاصات الرسومات االاصقة ..كانت تضع ذلك المجلد في حجرها وتلصق فيه بعض
الاشكال..رفعت جدعي قليلا وانا ارى ذلك تملكني بعض الفضول لمعرفة ما يشغلها ..
_ماهذا؟؟
_ارتب ملفا لتسهيل تعليم الحروف للاطفال!!
_وضعت تحت كل حرف شكلا يساعد الطفل على الاستيعاب..
_وهل يفيدهم ذلك كثيرا..
_نعم وبشكل كبير!!
سمعتها تقول ذلك بحماسة مفرطة وهي تنظر الي بابتسامة واسعة ..اعدت نفسي مرة اخرى
الى وضعي السابق وانا انظر الى السقف ..
_منى ما رايك ان نخرج سويا في الغذ..سوف انتهي من عملي في وقت مبكر..
_لا باس انه اقتراح رائع!!
هززت راسي وانا انظر الى الملف الموضوع في حجرها نظرة طوييلة ..لا اعلم لماذا اشعر في نفسي انشغالا ..ثمة ما يشغل تفكيري ...شعرت بيدها تمتد
الى شعري وتتخلل مقدمتة ..التفت اليها وانا اراها تضع الاشياء جانبا دون اي مقدمات ..
اعتدلت في جلستها واقتربت مني وهي تقول بخفوت ..
_سعيد هل يزعجك انشغالي؟؟
_لماذا تقولين ذلك؟؟
_لا اعلم ارى نظرة شاردة في عينيك!!
_كلا انه امر اخر!!
تناولت يدي المستكينة على صدري اخذتها بين يديها الصغيرتين ..وضعتها بالقرب من قلبها
وهي تغمض عينيها بشدة وكانها تحاول ان تفهم ما الم بي بلمسة اصابعها الرقيقة ..
_الا تريد ان تخبرني به؟؟
_لا عليك امر طارئ في العمل..
هزت راسها باستفهام والقت الي بابتسامة صغيرة ..ثم نهضت من على السرير مبعدة تلك
القصاصات الصغيرة واضعة اياها على الطاولة ..
_الى اين انتي ذاهبة؟؟
_لاحضر لك كاسا من الحليب الدافئ..
فهذا سوف يريحك..
تناولت هاتفي الخليوي بعد ان رايتها تتوارى خلف باب الغرفة ..حاولت اكثر من مرة الاتصال بسالم ولكنه لا يرد على الهاتف النقال ..ان والدتي كانت تعتمد علي في الوصول
اليه لانها اشتاقت الى صوتة كثيرا..وبما انها امراة اقصى ما تملكة معرفة بعض الحروف ..حتى انها لا تعرف الارقام فقد اوكلت الي بهذة
المهمة ..وانا منذ الامس احاول ان احصل عليه ولكن لا فائدة..
_تفضل كوب الحليب الدافئ..
وضعت هاتفي على الطاولة الصغيرة التي بجانبي ..واخذت كوب الحليب الذي كانت تمسك
به..شعرت ببعض الراحة والاسترخاء عندما ارتشفت منه بضع رشفات ..
لم اناولها اياه الا عندما انهيت اخر قطرة في قعرة ..شعرت بعدها في رغبة في النوم ..
اعتدلت برفق عدلت كلا ساقي على السرير..واغمضت عيني ليتسلل النعاس الى جفني..



في اليوم التالي حاولت بقدر الامكان ان انهي عملي باسرع وقت ..فقد وعدت منى ان اصطحبها الى ذلك المطعم المفضل لديها ..
فذلك المكان الهادئ يذكرها كثيرا باجواء الفترة التي سبقت زواجنا ..اي فترة الخطوبة
والتي كانت تاخذ كثيرا طابع الرومانسية بالنسبة لها ..
لا انكر انني ارتاح كثيرا لذلك المطعم الهادئ..فاضواءة الصفراء ومقاعدة الوثيرة بالاضافة
الى اللون الاحمر الذي يميزة ويظهر في كل شئ فيه..
بداية بالمقاعد المخملية وانتهاء بالستارة الثقيلة الفاخرة ..نظرت الى ساعتي امامي من الوقت نصف ساعة تقريبا على انتهاء دوامي ..
علي ان انهي هذا العمل الذي بين يدي ثم اركب سيارتي متجها الى المنزل لاخذ حماما قصيرا
اشعر بعده ببعض الانتعاش ..
تنفست الصعداء وانا احمل مفاتيح الادراج التي في مكتبي ..وضعت كل ما يهمني في الداخل بالاضافة الى الملفات التي تحتاج الى اكمال البيانات..
تجاوزت باب غرفة المكتب وانا اودع زميلي الذي كان يلم اوراقة ايذانا بانتهاء ساعات العمل
كانت الشمس تشارف على المغيب وانا استقر في الكرسي الامامي ..
عندما وصلت الى المنزل كانت يدي التي اخبئها خلف ظهري تحمل شيئا الى منى ..كنت
احاول ان اخمن مدى ردة فعلها وهي ترى ذلك الشئ..
فلم استطع مقاومتة وانا اراه في طريق عودتي الى المنزل..تخيلت نفسي وانا اراها ترتدي
ذلك الطقم المميز ..كان عبارة عن قميص مزركش باللون الاحمر الذي تحبة كثيرا ..
مزينا بفراشات فضية تتناثر على ياقة القميص والجزء العلوي منه ..وتزين اطراف كمة القصير ..مع تنورة طويلة من نفس القماش تزينها تلك الفراشات وتشكل حاشية على الطرف السفلي وتصل الى اسفل الركبة تقريبا ...
بيت في نفسي رغبة وهي ان اطلب منها ارتدائة عند ذهابنا الى مطعمنا المفضل ..ادرت المفتاح في الباب ودخلت وانا اتفحص المكان ..
رايت وانا اقف مكاني النور يخرج من تحت الباب من غرفة النوم ..ابتسمت لابد ان تجهز
نفسها للذهاب ..سوف افاجئها بهديتي..
اقتربت من الباب وانا اشعر بابتسامتي تزداد اتساعا ..امسكت بعروة الباب وانا احاول ان
ابحث عنها في كل مكان في الغرفة ..
وقعت عيني على السرير فقد كان امام ناظري مباشرة ..نظرت الى ذلك الشئ مذهولا وكنت
اتمنى انني لم اخطأ عنوان منزلي ..
اقتربت اكثر وانا افتح عيني واغلقهما ظانا انني انما اتخيل اشياء لا وجود لها ..وقفت بجانب السرير وانا ارى تلك الطفله النائمه بسكون..
احنيت جذعي وانا اضع العلبة المغلفة على طرف السرير ..جلست وانا لا زلت انظر اليها
كالابله ..رفعت راسي بسرعة عندما شعرت بها تدخل من باب الغرفة ..
وقفت بالقرب مني وهي تنقل نظراتها بين وبين الطفله على السرير..كانت ملامحي اشد
تعبيرا من اي سؤال ام استفسار ..فقد كنت انظر اليها مشدوها ..اشرت اليه..
_ما هذا؟؟
_انه طفلة !!!!
_اعلم ذلك ولكن مالذي اتى بها الى هنا؟؟
_تاخر والداها اليوم عن اصطحابها من دار الحضانة ولم تجدي اتصالاتنا ...
كانت خائفة جدا وقد خلى الفصل من الاطفال فاحضرتها معي وتركت عنواني عند البواب!!فانة يسكن بالقرب من الحضانة ....
_انها الساعة الرابعة !!!..
_نعم ولكن لا اعلم لماذا لم يحضر والداها لاصطحابها..
اقتربت وجلست بجانبي على طرف السرير مدت كفها الى شعر الطفله الاسود الفاحم ..كانت
نظراتها تفيض حنانا وشفقة ..شعرت بها تطيل التامل اليها..قاطعت تاملها بانزعاج ..
_ولكن في ذلك مسئوولية كبيرة!!
_نعم ولكنني لم استطع تركها وحدها..
كنا لا زلنا نتناقش في امر الطفلة عندما شعرت بحركتها بجانبي ..كانت تحرك يداها وساقيها
بشكل جعلني احدق اليها ..كان شعرها الاسود القصير يغطي عينيها واجزاء من وجهها ..
لامست اطراف اصابعها ركبتي كانت لا زالت تتحرك ..ابتعدت قليلا وانا اراها تفتح عينيها
ببطء..لوهلة كانت تسدد نظراتها الي وهي لا زالت على السرير ..
ثم تحركت بسرعة وقفزت الى منى التي احتوتها بين ذراعيها وهي تتمتم بعدة كلمات لم اسمعها ..دفنت راسها الصغير في صدر منى وهي تنظر الي بخوف وقد ترقرقت عيناها بالدموع ..
_انها خائفة!!
قالت منى ذلك وهي تضمها اكثر اليها لتبرر نظرات الطفلة الغريبة الي..ابعدت نظري
بسرعة لم ارى طفلة بجمالها وبرائتها حتى وهي تسدد الي تلك النظرات ..
كنت اسيطر على نفسي بشدة وانا امنعها من النظر الى تلك الطفلة الآسرة ..تمنيت ان احرك يدي واخذها بين احضاني لا اعلم لماذا شعرت انا ايضا برغبة في ان اضمها كم تفعل
منى..نهضت بسرعة وذهبت الى جانب الباب وانا اقول بعدم رضى..
_لكننا لا نعرف ردة فعل اهلها !!
قبل ان تتمكن من الاجابة علي رايتها تقف بسرعة وهي تحمل الطفلة وتقترب الي لتضعها
بين ذراعي بسرعة ..ثم لتتجاوزني قائلة ..
_دعها معك قليلا اريد ان اتاكد من وجبتها التي اعددتها لها ..
وقفت كاالغريق وانا انظر الى كل شئ عدا عينا تلك الطفلة ..امسكتها بين ذراعي وانا اشعر
باشياء غريبة تتولد في داخلي واعجز عن فهمها ..
ربما كنت قد تعودت دائما ان احمل بنات شقيقي سالم والاعبهما ..لكنني لم استطع ان افعل
ذلك مع هذة الطفلة ..ربما لانني اشعر ان فعلت ذلك انني اشارك منى في تحمل عواقب اشياء
كثييرة لا اريد لها ان تحصل ..فلقد عاد الي من جديد ذلك الشعور بانها تحاول ان تعوض
اشياء داخلها بعملها في رياض الاطفال ..والدليل انني احمل هذة الطفلة بين ذراعي ..كل ما فعلتة
هو ان ربت برفق على ظهرها الصغير ..ولم افطن لانني اضمها..كانت سارحا في افكاري..
دق قلبي بشدة عندما شعرت براسها على صدري ..يبدوا انها اطمأنت الي بسرعة قياسية..اهتزت يدي عندما احسست بخصلات
شعرها السوداء تلامس قميصي ..لقد كانت متعبة بحيث امالت راسها واغمضت عينيها بهدوء وكانها تعرفني ..ارتكزت على جدار الغرفة وانا اشعر بانفاسها تضرب عنقي ..
لم احرك ساكنا عندما شعرت بيدها الصغيرة جدا تمسك بطرف قميصي ..
كنت اضمها بشكل لا شعوري وانا لا زلت واقفا على ارض الغرفة..اغمضت عيناي وانا
اسمع دقات قلبي ..احساس غريب عندما تدرك ان هناك من يستكين على صدرك بعد ان كان يرتجف من الخوف ..شئ يجعلك ترغب بان تضمة بين ذراعيك طويلا ..
عندما عادت منى لم تتمالك نفسها من الابتسام وهي ترى الطفلة الصغيرة تغفو مرة اخرى .
تخللت كفها شعر الصغيرة وهي تهمس..
_المسكينة انها متعبة ...
ضممت شفتي بانزعاج وانا اسمع صوت الهاتف الخليوي يرتفع صوتة من مكان ما ..ارتجفت منى واسرعت الى حقيبتها ..
_نعم؟؟
_حقا حسنا لا باس لا باس!!
رايتها تعيد هاتفها الى حقيبتها وعلى وجهها شئ اشبة بخيبة الامل ..تنهدت بعمق وهي تنظر
الى حقيبتها ..ادركت ان شعوري لم يخطئ ابدا ..اعادت حقيبتها الى مكانها وعادت الي
_انهم والدا الطفلة سوف يحضران بعد قليل لاصطحابها..
مددت ذراعي اليها بالطفلة دون ان انبس ببنت شفة..تحسست مكان يدها الصغيرة وانا اخرج من باب الغرفة متعللا بذهابي الى دورة المياة ..
وقفت في الخارج قليلا وانا احرك سلسلة المفاتيح التي وضعتها على مكتبة التلفاز الكبير
في الصالة ..شعرت بغضب شديد وانا ادرك اخيرا انني قد انسقت الى تلك اللعبة التي
تلعبها منى دون ان تشعر ..دخلت معها الى نفس الدوامة التي تصر ان تغرق نفسها فيها كنت احرك السلسلة بعصبية وانا لا زلت اقف بجانب المكتبة..ليتني افهم مايدور في اعماقها .. ترى هل
كان هذا حادث متعمدا من قبلها ام!!!!فركت راسي بشدة هل من المعقول ان يصل بي
الحال الى هذا التفكير...منى امراة تتصرف على سجيتها ومن المستحيل ان تفعل شيئا كهذا ...
امسكت سلسلة المفاتيح بسرعة وانا اتجة الى الباب...فقد سمعت صوت الجرس الخارجي ..وهذا
يعني ايذانا بوصول والدي الطفلة لاخذها ...


انتظر ردودكم ....

سالوته 11-01-08 01:11 PM

mousa

:flowers2::flowers2::flowers2::flowers2:

يعطيك آلف عافيه علـى الجـزء

رآح اقـراء علـى روآآآقه :52_asmilies-com:

لان قصتـك تـاخذني لعـالم ثـاااني

أنتظر عـودتي أخي العـزيز

تحيآتي

Electron 11-01-08 01:48 PM

تسلم على أخوي على البارت ...

لقد أثرت فضولي بالنسبة لسالم ... ما هي قضيته .. هل هو مريض ... وإذا مريض ما هم مرضه ؟.. وهل سيؤثر مرضه على حياة أبطال القصة ؟.

frasha_moslema 11-01-08 10:27 PM

تسلم يا يا اخ موسي علي القصة الرائعة وفي انتظار الجزء القادم علي احر من الجمر.

نور الكون 12-01-08 01:12 AM


لآ آآآآآ .. ,

ليـس موطنـّا لـ توقف نزف قلمك :(

أنـا كنتُ مشدوهـة حتى آخـر خلاياي العصبية استقرارا في جمجمتي

أستطيعُ القول أنني لم أحرك رموشي قط .. !

\

بـ كل الأحداث اللتيـ تأخرت عنهـا بـ سبب امتحاناتي

لله درُّ جمـالك حين تبحر
حكـاياتٌ مـن نور
استمتعتُ حـد الخيـال
سـأفردّ يومـا كاملا حين تنتهي هذه الأسطورة لـ قرائتها مـن جديد و أنهمرُ حينهـا على كل تلك الحكم اللتي تسكبهـا في بداية كـل جـزء


حـاليا .. \ سأتركُ وقتا فـائضا بين مذاركتيـ لأتابعكُ هنـا
,

بـ إنتظار المطـر يـا موسى
:)

دمت فنـّا


:0041:

MALAK 12-01-08 10:05 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سالوته (المشاركة 1169413)
mousa

:flowers2::flowers2::flowers2::flowers2:

يعطيك آلف عافيه علـى الجـزء

رآح اقـراء علـى روآآآقه :52_asmilies-com:

لان قصتـك تـاخذني لعـالم ثـاااني

أنتظر عـودتي أخي العـزيز

تحيآتي


السلام عليكم ....
مرحبا سالوتة....
اتمنى لك قراءة ممتعة...
واتمنى ان تتحفونني بالردود
الجميييلة...
بالتوفيق....


الساعة الآن 02:48 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية