منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   البحوث الأدبية (https://www.liilas.com/vb3/f287/)
-   -   رون كلارك , 55 مبدأ ضرورى (https://www.liilas.com/vb3/t36691.html)

Camilena 07-04-07 05:29 PM

رون كلارك , 55 مبدأ ضرورى
 
انا جبت النهارده كتاب فى منتهى الاهميه لتنظيم علاقه التلميذ بالمعلم
وتربيه النشىء من وجه نظرى انا انه كتاب فى منتهى الروعه والاهميه
الكتاب اسمه (55مبدأ ضرورى)
لاسف انا كتباه وورد
بس انا جمعته اتمنى يفيدكم


Camilena 07-04-07 05:34 PM

55 مبدأ ضرورياَ

المبادىء التي حصدت الجوائز
لاكتشافها التلميذ النجيب بداخل كل طفل
The Essential 55
An Award-winning educator's rules for
Discovering the successful student in every child


Camilena 07-04-07 09:37 PM

المقدمة:
التربية التي طبقتها على تلاميذي تفرض عليهم السلوك الحسن وتقدير الآخرين واحترامهم. ولقد بذلت قصارى جهدي لأن أكون لهم مثالاَ يحتذى, ولأقدم لهم دليلاً يرشدهم في هذه الحياة, ويمكّنهم من الاستمتاع بها واستثمار أفضل ما يتاح لهم من فرص. وقد لاقت هذه التربية نجاحاً كبيراً, لأنها ضرورية ليست للأطفال فقط, بل تنطبق على أي شخص, صغير أو كبير, ربة منزل أو طبيب أو سياسي..
وإنني لذو حظ عظيم لأنني عملت مع الأطفال لتطوير هذه القائمة المكونة من 55 مبدأً, لإعداد الأطفال لمواجهة المواقف المتعددة داخل وخارج غرفة الدرس, ولمنحهم الثقة للقيام بأي مهمة. لقد كنت أصطحبهم لأي مكان وأضعهم في كل موقف.
لم أكن أتصور بداية حياتي أن أعمل في مهنة التدريس. كان حبي الوحيد هو للمغامرات. أحلم باكتشاف قبور فرعونية, أو الطيران حول العالم.. ولكن بعد تخرجي وقيامي ببعض المغامرات, عُرض علي التدريس في قريتي, في فصل بقي فترة بدون مدرس بعد وفاة مُدرستهم, وكان الطلاب صعاب المراس, أكثرهم من المهاجرين والفقراء ويعانون من القصور الدراسي.
قالت لي المدرّسة البديلة: لئن أثّرتَ في حياة طفل واحد فقط فهذا نجاح عظيم.!! لقد تمعنت في هذه الجملة كثيراً. وتولد لدي العزم أن أترك أثراً في كل التلاميذ, وليس في طفل واحد. وهكذا بدأت العمل في المدرسة, بذلك الهدف, بأن أحدث تغيراً لدى كل طفل. وعندها حياتي الشخصية ستصبح مختلفة أيضاً, لأنني أمنح طلابي ما أملك من روح وطاقة.
وقضيت في هذه القرية, التي سكانها لا يتجاوزون ستمائة نسمة, سبع سنوات مليئة بالتجارب. حتى دعيت إلى زيارة البيت الأبيض مع طلابي. وقمت برحلات حول البلاد. وقمت بمشروعات اكتسبت اهتماماً عالمياً. وانتقلت بعدها إلى نيويورك.
في هذا الكتاب عرضت الدروس الخمسة والخمسين, وسردت فيها كثيراً من القصص التي تبين النجاحات والإخفاقات والعبر المستقاة. من هذه القواعد ما يعجبك فتقرر استخدامها, ومنها ما لا يعجبك

Camilena 07-04-07 09:47 PM

آداب اللقاء والحوار
إظهار الاحترام للآخرين ولقاؤهم بحيوية
1-التواصل البصري: بأن تركز عينيك على محدثك طوال الحديث, وإذا صدر تعليق من شخص آخر, فعليك أن تركز عليه النظر.
ففي حديثك مع رئيسك لزيادة الراتب, يأخذ كلامك محمل الجد إذا نظرت في عينيه بدلاً من التحديق في الأرض. وكذا عند تقديم اقتراح في العمل, فإنهم يدركون مدى ثقتك بنفسك واحترامك للآخرين. وقد كنتُ حريصاً على تدريب التلاميذ على ذلك في غرفة الفصل, وخاصةً أثناء جلوسهم في مجموعاتهم. وكذلك خارج الفصل, وحتى مع عمال الحراسة والمطعم. بأن يطلبوا منهم بكل أدب ويشكروهم مع التواصل معهم بصرياً.
2- الإجابة التفاعلية: قل: نعم يا سيدي, أو لا يا عمي. أما مجرد هز الرأس بالقبول أو النفي فيعتبر أمراً غير مقبول.
علينا أن نهتم بإظهار الاحترام للآخرين, والتفاعل معهم في الحديث, ونتائج ذلك رائعة. فقد كنت مرةً أتكلم بالهاتف في مناقشة فاتورة فيها خطأ, وكانت السيدة غير متعاونة. وما أن بدرت مني عبارة نعم يا سيدتي, حتى تغيرت لهجتها كليةً, وخفّضت الفاتورة أكثر مما توقعت. ومثل ذلك حصل مع طلابي في مقابلات شخصية.
3-سؤال بسؤال:إذا طُرح عليك سؤال (لطيف) فعليك أن تجيب عليه, ثم تطرح بالمقابل سؤالاً مشابهاً. على سبيل المثال, إذا سُئلتَ:هل استمتعتَ بعطلة نهاية الأسبوع؟ فليكن الجواب: نعم لقد قضيتُ وقتاً رائعاً.. وماذا فعلتَ أنت؟ هل استمتعت بالعطلة؟ لأن حسن الخلق أن تُبدي للآخرين أنك مهتم بهم, كما يهتمون بك.
إن كثيراً من الكبار تنقصهم هذه المهارة, فيحتكرون الحديث ولا يسألون الآخرين عن أحوالهم, ولا يهتمون بمشاعرهم.
كنتُ أدرب الطلبة على ذلك, فإذا سألتُ أحدهم عن العطلة, ولم يجبني بسؤال مشابه, استدعيته قائلاً: لقد أظهرتُ لك أني مهتم بك, وبدلاً من أن تُظهر لي نفس الدرجة من الاهتمام, أسرعتَ إلى مقعدك!!. فلنحاول أن نعيد ما حدث.
وفي مقابلات الطلبة, سئلوا عن أسماء مؤلفين يفضلونهم. وبعد الإجابة, كان الطالب يسأل بدوره: هل هناك مؤلفون آخرون تهتم بهم؟ مما أعطى انطباعاً رائعاً عنهم.
4- احترام تعليقات وأفكار الآخرين, سواء اتفقت معهم أم لا. والمبادرة بأقوال, مثل: إنني أتفق مع يوسف..وأنا أيضاً أشعر بنفس شعورك.. أو: إنني لا أتفق مع سارة.. صحيح أنها جاءت بفكرة جيدة, ولكني أشعر أن.. أو: أعتقد أن يحيى جاء بملحوظة رائعة جعلتني أدرك أن..
هذا المبدأ يجب أن يسود كل الاجتماعات, وحتى موائد الطعام, لخلق جو يسمح للجميع بالتعبير الحر, والخروج بأفكارهم إلى الوجود, بدون سخرية, أو تجاهل. ومن الضروري تعليم التلاميذ كيف يقول كل منهم للآخر أوافق أو لا أوافق, ويتناولون آراء الآخرين بالاحترام. نحن بحاجة لسماع آراء الجميع, ومن طبيعتنا البشرية أن نختلف. ولكن هناك طريقة صحيحة للتعبير وإظهار المشاعر. ولقد لاحظنا أثناء تدريب الطلبة أن العديد منهم كانوا يسمعون ذلك للمرة الأولى. وبعد مدة أصبحنا نسمع كلمات جميلة مثل: إنني أقدر كثيراً ما تقوله.. يا إلهي, إنها فكرة عظيمة.. إنني لم أفكر في هذا الأمر... وقد اندهش زوار المدرسة كثيراً للطريقة التي يستمع بها التلاميذ للأفكار خلال النقاش, والتقدير المتبادل للتعليقات والآراء.
لعبة نط الحبل: لاحظت أن التلاميذ تحترم كل من يتميز في لعبة نط الحبل, لذلك حاولت إجادة هذه اللعبة, وكررت المحاولة مرات لمدة أشهر, وهم يسخرون مني. ثم بدؤوا يتعاطفون معي وأنا مستمر. وعندما جرحت جبهتي, أحاط بي الأطفال, وقالوا: إنهم يثقون بي, ويشعرون أنني قادر على النجاح وتجاوز المحنة, وأصبحوا بعدها يساعدونني كثيراً, ويقدمون لي النصائح. حتى نجحت أخيراً, فصاح الأطفال مهللين, في غاية الحماس, وتحسنت علاقاتنا, بعد أن أتقنت اللعبة.
وفيما بعد عندما كنت أقوم بتدريس أي موضوع يبدو صعباً, أقول لهم: أنتم تدركون أنني كنت غير قادر على لعبة نط الحبل, وقد كنتم تثقون بي وتشجعوني, حتى نجحت. والآن وأنتم لم تستطيعوا استيعاب الدرس, إنني أثق بكم وأدرك أنكم ستنجحون. إن علينا توفير بيئة تعاونية, يبدي كل فرد فيها تقديره للآخرين, ويعمل على تكوين عالم يدفع أفراده لتحسين أدائهم

Camilena 07-04-07 10:23 PM

التعارف وإلقاء السلام وحفظ الأسماء
5-التعرف بسرعة على مدرسي المدرسة, وتحيتهم بأسمائهم دائماً. عم صباحاً يا أستاذ يوسف..
يدهشني أن أناساً لا يعرفون أسماء جيرانهم, أو أسماء زملائهم في العمل. وأتمنى من تلاميذي أن يتعلموا عبر مسيرة الحياة, كيف يتعرفون على الناس الذين معهم, ويبدؤونهم بالسلام. وأن يتعرفوا على أولئك الذين بدؤوا عملهم معهم ليشعروهم بالراحة, وأنهم محل ترحيب. ومن الطريف أن يتعرف التلاميذ على المدرسين, ويتجاذبوا معهم أطراف الحديث.
6-مقابلة لائقة للزوار والجدد: إذا قدم أحد لزيارة فصلنا, فسنرسل إليه عند الباب الأمامي للمدرسة تلميذين, وسنرفع لافتة ترحب بالزائر. وعندما يصل الزائر, فعلى التلميذين أن يصافحاه, ويعرفاه بأنفسهما ويرحبا به. ثم يصحباه في جولة في المدرسة قبل إحضاره إلى الفصل.
وهذا الأسلوب يجعل الزائر يشعر بالراحة في المكان الجديد, وخاصة رجال الأعمال. وهذا المبدأ يشمل المدارس وخارجها, والزيارات والحفلات. وهذه العملية تحتاج إلى الكثير من التدريب, وقد كان من عادتي أن يبقى معي مجموعة من التلاميذ, بعد انتهاء اليوم الدراسي للتدرب على تلك الجولة, وعلى طرق الترحيب, والمعلومات التي يقدمونها للضيف.
وأذكر أني شعرت بالغربة عندما انتقلت إلى مدرسة ثانوية جديدة, لا أعرف فيها أحداً. وأكثر شيء كنت أهابه هو وقت تناول الغداء. ولحسن الحظ فإن إحدى الطالبات عرفت أنني مستجد, وأصرت عليّ أن أتناول الطعام معها ومع أصدقائها.
7-تكوين صداقات واسعة:إننا أسرة واحدة, ويجب أن نعامل بعضنا بعضاً باحترام وحب وتراحم؛ فلا تحاول أن تحجز بعض مقاعد غرفة الطعام, وإذا رغب أي شخص في الجلوس, فامنحه الفرصة.
إنني أطلب من التلاميذ, منذ بداية العام, أن يكوّنوا صداقات مع كل زملائهم, ولا يقتصروا على مجموعة منتقاة. إنهم ليسوا مجبرين على حب كل فرد في الفصل, ولكن نحرص على معاملة كل شخص معاملة يسودها الرحمة والحنان والاحترام, بغض النظر عن مشاعرنا تجاه الشخص أياً كان. ومن المهم أن نحرص على قبول الآخرين وأصدقائهم, ونشركهم في ممارسة الأنشطة. ولا نترك أحداً معزولاً في أي مكان

Camilena 07-04-07 10:29 PM

الهدايا والشكر والتهنئة والإنجاز
8-الشكر الجزيل:عندما أمنحك شيئاً, فيجب أن تقول شكراً لك, وإذا لم تقل ذلك خلال ثلاث ثوان, فسوف آخذه منك. فليس هناك أي عذر لعدم إظهار التقدير والاهتمام.
لقد كان هذا أمراً صعب التطبيق على الأطفال الصغار, الذين ينسون الشكر, في لحظة المفاجأة بالفوز, والفرحة الغامرة بالحصول على الهدية. ولكن الجائزة يجب أن تسترد, وفقاً للقاعدة.
علينا أن نشكر أي شخص نتعامل معه مهما كان منصبه حتى النادل أو عامل النظافة, على أية خدمة يقدمونها. ولقد كانت تبدو عليهم الدهشة, لشكرهم على عمل من متطلبات وظيفتهم.
كانت موظفة التذاكر في المترو تتسم بالعبوس, وتلقي التذاكر في وجه الزبائن. وكنت ألقي عليها السلام وأنهي بالشكر, وهي لا تجيب, وأنا مقهور في داخلي. وبعد عدة أسابيع من المحاولات, أجابتني: على الرحب والسعة, وابتسمت.
9-التعليق على الهدية:عندما يقدّم لك أي شخص شيئاً كهدية, فلا تعلّق عليها بشكل سلبي, أو بالتلميح إلى أنها منخفضة القيمة, لأن ذلك يعتبر من قبيل الإهانة.
اعترض الطلبة مرة على رحلة كنت أريد أن أقوم بها إلى ملعب, على نفقتي الخاصة, لأنها أقل كثيراً من رحلة سابقة. فألغيت الرحلة نهائياً, لتربية هؤلاء الطلبة ناكري الجميل. كان عند أختي ولد كفلته من أوكرانيا. كان أول ما وصل يقدر الهدية حق قدرها, فيزيل غلافها بهدوء, ويعيد لفه بكل حرص, ثم يقوم بفتح الصندوق بعناية, ويشرق وجهه, تعبيراً عن تقديره, ويحتضن أي شيء داخله, سواء كان جوارب أو كتباً. . وهذه عادةٌ ينبغي التدريب عليها.
10-التهنئة والتشجيع على الإنجاز:إذا فاز أحد التلاميذ في أي مسابقة أو قام بأداء عمل جيد, فعلينا أن نهنئه ونبارك له, وأن يستمر التصفيق بحرارة, لمدة ثلاث ثوان على الأقل. إنني أدرك أن ذلك يجعلني أبدو ساذجاً, ولكن الأطفال يعشقونه.
إن التكريم والمديح على بذل الجهد, يجعلهم يؤدون عملهم بطريقة أفضل. لكننا نرى كثيراً من الآباء والمديرين لا يقدّم التشجيع, أو لا يبتكر الجو الذي يحتفي فيه الزملاء بمنجزات بعضهم, مثل الحصول على درجة عالية, أو كتابة موضوع بطريقة فريدة, أو أي تقدم يحققه.
11-عدم طلب مكافأة على القيام بالواجب:أمنحُ أحياناً الجوائز والمكافآت على السلوك الجيد, والأداء الأكاديمي الجدير. ولكن إذا حدث أن طلبتَ مني مكافأة؛ فلن أمنحك إياها. إنه من الوقاحة أن تسأل عما إذا كنت ستحصل على شيء مقابل إتباعك السلوك الجيد,أو بذل جهدك لرفع مستواك, لأن أداء ذلك من الواجب, وليس لنيل مكافأة.
في الحياة الواقعية, لا تُمنح الجوائز للأفراد لمجرد أداء العمل بطريقة جيدة. إنهم يؤدون عملهم لأنهم يعتزون به ويحبونه, ويريدون تطوير مستواهم الوظيفي. على الرغم من كل ذلك, فأنا أمنح تلاميذي الجوائز كثيراً, محاولاً توجيه اهتمامهم لإجادة الأداء, وليس للمكافأة, لذلك حرصت على أن يفهم التلاميذ أنه لن يسمح لهم أن يطلبوا أي نوع من المكافآت. قد ينتاب الأطفال شعور بالجشع, ولكني حريص ألا تعكس تصرفاتهم هذا الشعور, فعليهم قبول ما يُهدى إليهم, دون طلب منهم أو تطلع, وإلا خسروا الجائزة. وقد حصل أن سهرتُ على إعداد شرائح الكاتو بالشوكولا, ولكن قالت طالبة:"هل سوف ننال شيئاً مقابل الأداء الجيد في الاختبار؟" فما كان مني إلا أن سلّمتُ الحلوى للأستاذة الأخرى لتتناوله مع تلاميذها. لقد كان درساً قاسياً لأعلمهم أن يقدروا جهودهم أكثر من تقديرهم للمكافآت.
12-عدم التباهي بالفوز في مباراة, وعدم إظهار الغضب عند الخسارة: بل ابتسم وبادر بقولك: لقد استمتعتُ حقاً بالمنافسة وأتطلع إلى لقاء آخر, أو كانت مباراة رائعة. إنك عندما تظهر الغضب أو السخرية مثل قولك: لم أكن ألعب باهتمام على كل حال.. لعبك ليس جيداً.. لقد سمحتُ لك بالفوز هذه المرة... فإن هذا يُظهر الضعف لديك.
لقد اتفقنا من البداية على بذل قصارى جهدنا في أية منافسة, ولا نقدم أية أعذار بسبب فشلنا.
وهذا قد جعل من اللعب متعة أعظم, وتخلصنا من الشد العصبي, إلى حد أنه أصبح لا يهمنا من الرابح ومن الخاسر.
أما بالنسبة لذوي الأداء المتميز الذين يحبون أن يُذكروا, فنقول لهم: ركزوا على اللعب بإخلاص, واتركوا الأداء يتكلم.
13-قدّم للآخرين أعمالاً طيبة غير متوقعة, وبشكل مفاجئ واخرج من عاداتك مرة كل شهر على الأقل. بأن تقوم بتصرفٍ نبيل نحو شخص ما. (ليس لأنه التزام عليك, ولكن لرغبتك فيه).
إن في ذلك الكثير من المتعة للآخرين. ولكن تطبيقه قد يبدو صعباً بسبب مشاغلنا اليومية, لدرجة أنه لا يتوفر لنا الوقت لنجلس ونفكر في عمل مفاجأة, فهي تحتاج إلى تفكير مبتكر, لتكون ذات معنى كبير. إنها أكبر من مجرد هدية, شيء مهم علينا أن نقدمه لأي إنسان قريب أو بعيد.

Camilena 07-04-07 10:31 PM

بعض الأمثلة:
1- القيام بإعداد وجبة غداء كاملة, مع السلطات والحلوى والزهور.. في إحدى غرف المدرسة. ثم دعوة الحرس والعمال, ليتوقفوا عن العمل ويستمتعوا بالغداء الشهي.
2- قص الأعشاب وتشذيب الشجر للجيران أثناء غيابهم.
3- أن يقوم الأطفال بتنظيف المنزل, وغسل الصحون, دون طلب.
4- قراءة قصة لجارة مسنة.
5- إهداء الزهور لمرضى بعيدين.
6- إنفاق الدولارات على شراء الكتب والجوائز, للمسابقات بين التلاميذ.

Camilena 07-04-07 10:34 PM

الوصول إلى البيت الأبيض
وقد حدث شيء كان أكبر مفاجأة في حياتي. بدأت القصة عند تدريس موضوع حول الصحف, والإعلانات فيها, وكان الطلاب يجدون صعوبة في فهم ذلك, فقررنا القيام بمشروع عملي, بأن نعلن في الجريدة, وكان الإعلان سؤالآً عن أكبر جزيرة في العالم. وقد تلقينا خطابات من مختلف أفراد المنطقة. وقد كُلف فريق بالإجابة عليها. وبعد نجاح هذه التجربة, نظمت مسابقات في معظم الصحف. ونظمت مسيرات مع لافتات بأسئلة ملونة. ووزعت نشرات إعلامية في المراكز التجارية, وعمل برنامج إذاعي فيه مسابقات..وقد كانت تصل عشرات الرسائل بالإجابات يومياً, من كل أنحاء الولاية, ومن أصحاب مهن متنوعة. وقد تعلم التلاميذ من هذا المشروع الكثير عن الحياة خارج القرية.
ثم جاءت فكرة تعميم المشروع على أنحاء العالم, بالنشر في صحيفة US Today, وقد كلف أحد التلاميذ, بأن يتصل بهذه الصحيفة, للتمرن على الأساليب الراقية في الحديث. فعلمنا أن التكلفة 12 ألف دولار. وقد كان ذلك مفاجأة. ومع ذلك رفض التلاميذ الاستسلام, فقرروا البدء بحملة تبرعات, فشجعتُهم, وأبديت لهم استعدادي لعمل أي شيء لهذا الهدف, كبيع الخبز أو الحلوى.. وبعد أسبوع كانت نتائج الخطط المبتكرة قريبة من المبلغ المطلوب, وإذ بنا نتلقى مكالمة من الصحيفة, أن فاعل خير شاهدَ التلاميذ على التلفاز يحاولون جمع المال, فأعلن تبرعه بكامل المبلغ, وذلك قبل العيد. فأسرعتُ أبلغ الطلبة, ففرحوا كثيراً, و هكذا تمت كتابة الإعلان التالي:
" إلى الرئيس كلينتون وكل شعوب العالم
هناك شيء يقتل الناس أكثر من مرض الإيدز أو الإسراف في الكحوليات أو حوادث السيارات أو جرائم القتل والمخدرات والحرائق مجتمعة؟ ماهو؟"
وقد خفت من إثارة بعض الناس في الولاية, لأنها تنتج كميات كبيرة من التبغ, ولكن الطلبة أصروا على سؤالهم.
وقد وضع عنوان المدرسة, ورقم الفاكس للرد, وللأسف لا يوجد بريد الكتروني أو موقع على الانترنت , في هذه القرية.
وهكذا ظهر الإعلان في الجريدة دون أن نراه, ولكن آثاره كانت مدهشة! تلقينا قبل بداية الدوام مئة رسالة فاكس, أولها من رئيس وزراء كندا, ومن شخصيات ومؤسسات حول العالم. وكانت الإذاعات تقرأ الإعلان وتتصل بالمدرسة. وجلس ثلاثة تلاميذ يتلقون آلاف المكالمات, وفي ساحة المدرسة كان مقدمو التلفاز في حوارات مع الطلبة. والفاكسات تنهمر من كل أنحاء العالم, حتى اضطررتُ لقضاء الليل في المدرسة لتزويد الجهاز بالورق. وفي الساعة الثالثة صباحاً وصل فاكس يطلب الاتصال, فإذا هو من ملهى, وقد عُلق السؤال فيه كمسابقة, ويريدون التأكد من الإجابة. وقد وصل عدد الرسائل إلى أكثر من سبعة آلاف حول العالم. تولى الطلبة الرد عليها.
وقد أصبحت المدرسة مركز اهتمام وسائل الإعلام, وظهرت صور الطلبة على الصفحات الأولى من الصحف. وبعد أسبوع اتصل بنا البيت الأبيض, بأن هيلاري كلينتون سوف تتصل بنا الجمعة الساعة11.45 صباحاً, لموافاتنا بإجابتها وإجابة الرئيس, ومناقشة أخطار التدخين مع التلاميذ. وقد رتبنا, في المدرسة, مؤتمراً صحفياً حضره القادة السياسيون ورجال الأعمال والإعلام والأسر. وفي الساعة المحددة, رن جرس الهاتف, وحبسنا أنفاسنا لنستمع إلى السيدة كلينتون تتحدث مع كل طفل تناقشه في القضايا الصحية. وقد زادت مدة المكالمة من ربع ساعة إلى ثلاثة أضعافها. وفي الختام قالت: عندي رسالة كتبتها والسيد الرئيس إلى فصلكم, وبها الإجابة, نفضل أن نعطيكم إياها شخصياً, تدعونا للزيارة !
وكان ذلك حدثاً مفاجئاً للجميع, سيغير مجرى حياة كل واحد منهم, ذلك أن أغلبهم لم يسبق أن غادر القرية أو الولاية. وقد كنتُ قد رتبت مع رجال الأعمال تكاليف الرحلة لواشنطن. وعندما علم التلاميذ أنهم جميعاً ذاهبون, لم يتمالكوا من البكاء, من الفرح والتقدير. وذلك أحد الأسباب التي جعلتني أقرر مواصلة التدريس, هذا الأثر في حياة القلوب.
غادرنا ومعنا محررون من الصحف المحلية, وقد بدأنا بجولة في واشنطن, ثم جولة في البيت الأبيض,(ورق الحمام تحمل صورة البيت الأبيض). ثم أرشدونا إلى غرفة حيث كانت المقابلة مع الرئيس وقرينته. وقد قدم الرئيس تحية العيد, وغنى الأطفال نشيد العيد. ثم جثا على الأرض ليتحدث مع جميع الأطفال, وقرينته تحدثت مع الكبار, حيث رحبت بي, وقالت إنني أعرفك يا سيد كلارك من خلال الصحف.
وبعد العودة إلى القرية, أحببنا أن تبقى الذكرى حية, فقمنا بإعداد كتاب عن المشروع:" مغامرة حول العالم من خلال كلمات الآخرين", ضم مشاعر وذكريات التلاميذ في هذه المناسبة. وسيبقى هذا الكتاب ذكرى لأبنائهم. وقد كانت تجربة العمر بالنسبة لهم ولي أيضاً. وقد عشت تجربة أخرى, في العام الثاني بعد انتقالي إلى نيويورك. فقد رُشحت في التصفيات النهائية, للحصول على جائزة أفضل مدرس, مقدمة من ملاهي ديزني. وقد رتبنا المبلغ لسفر الطلبة معي, ولكن لم أرد أن أخبرهم, فعقدنا اجتماعاً للتلاميذ وأوليائهم. وطلبت منهم عمل قرعة لاختيار ثلاثة منهم ليذهبوا معي. وعندما قاربوا على الانتهاء من القرعة, فاجأتهم بأن الجميع سيذهب إلى لوس أنجلوس, فانخرط الجميع في البكاء من المفاجأة.
أعلم أنه يستحيل ترتيب مفاجآت مشابهة كل شهر, ولكن يجب أن نحاول إيجاد هذا النوع من الإثارة. إن مهنة التعليم بالنسبة لي تتعلق بإعداد المفاجآت واللحظات التي لا ينساها الأطفال, وتلك متعة الحياة.

Camilena 07-04-07 10:38 PM

آداب
14-عند السعال أو العطاس أو التثاؤب, من الذوق أن تدير رأسك بعيداً عن الآخرين, وتغطي فمك بيدك كلها, وتقول (الحمد لله)..أو عفواً.
ومن المهم أن تغسل أو تمسح يديك بسرعة بعد العطاس, كيلا تنتقل الجراثيم إلى شخص آخر. إننا نشمت العاطس بقولنا: يرحمك الله. وفي ألمانيا: شفاك الله. ونجد أن كثيراً من الكبار يسعلون ويعطسون وسط الجماهير,أو يبصقون دون أن يأبهوا للآخرين. لذا فإنني أمقت مترو الأنفاق في موسم الأنفلونزا. وأرجو من المصابين بآفات مُعْدِية عدم ارتياد الأماكن العامة.
15-لا تتلمظ بشفتيك محدثاً ذلك الصوت المقيت, أو تحرك عينيك منصرفاً عن محدثك, أو تبدي إيحاءات توحي بعدم الاحترام(مثل فرقعة الأعناق وطقطقة الأصابع).
والمراهقون عادة يحبون هذه الأعمال, بل يعتبرها البعض عادة يصعب التخلص منها.
في أول يوم دراسي طلبتُ من التلاميذ أن يقوموا بهذا العمل بشكل فردي, أو جماعي, وكان ذلك متعة لهم. ثم تحدثتُ إليهم عن مساوئ هذه العادة, وأن فيها إبداء عدم الاحترام للآخرين, ويوقع في المشاكل. ثم قمنا بتمثيلية, تقوم فيها إحدى البنات بالتلمظ بشفتيها, فأوبخها أمام التلاميذ, ثم أطلب منها أن تكتب اسمها على السبورة.
وبعدها أصبح على كل من يقوم بهذا العمل أن يكتب اسمه على السبورة كعقوبة. واستمر ذلك أسبوعاً, قّّلّت بعدها هذه العادة.
16-إذا اصطدم بك شخص ما, فعليك أن تقول:"عفواً, أرجو المعذرة", حتى ولو لم تكن أنت المخطئ.
إن مجرد اصطدام بسيط داخل المدرسة, كان يتحول إلى معركة. ولكن بعد تطبيق هذا المبدأ بفترة شهر, كان هناك ذوو أجسام ضخمة يقولون:" عذراً, نرجو العفو". وعند سفر تلاميذي إلى لوس أنجلوس, تدربنا على آداب السلوك داخل الطائرة والممرات, حيث لعبتُ دور المضيف الذي يسير بين المقاعد, ويتلقى الطلبات, وتدربنا على أدب الاعتذار. وقد هنأني الركاب وقائد الطائرة, وأشادوا بأدب التلاميذ, مع أنني لم أكن معهم.
17-عدم النظر إلىأي تلميذ في مشكلة, أو تأنيب, أو عقاب. أما إذا كنت أنت التلميذ الذي يُوجّهُ إليه العقاب, فلا تغضب من التلاميذ الذين ينظرون إليك, بل أخبرني بذلك.
إحدى التلميذات كانت تقع في مشكلات, فإذا عاقبتها, ونظر إليها التلاميذ, فإنها تبدأ على الفور في مهاجمتهم بلسانها أو يديها, لذلك أوصيت التلاميذ ألا ينظروا إليها. وقد ساعد ذلك في تهدئتها. تخيل أنه أوقفك أحد رجال المرور, وأثناء حديثك معه يدير المارة وجوههم ليحملقوا فيك, وخاصة إذا كانوا من معارفك, أو طلابك في الحافلة يلوحون إليك. ونتعلم ألا ننظر لشخص ما وهو واقع في مشكلة, مثل إدامة النظر إلى عاهة إنسان, أو إلى سيارة مصدومة, لأن ذلك يحرج صاحبها.
18- الإصغاء, وعدم الالتفات حولك, في أي اجتماع
19-ابذل أقصى جهد كي تكون منظماً قدر الإمكان.
إنني أعترف باني أكثر الناس فوضى في العالم, ومكتبي عبارة عن تل من الأوراق والملفات والكتب.. لذلك كنت أسامح على الفوضى, مع التحذير بألا تكون هناك مشكلة في إيجاد أي شيء أطلبه منهم, مثل الواجبات أو المذكرات أو الأدوات. وقد كنت أسأل المدرسين عن نقاط الضعف في طلابي, فأفادوني بأنها عملية التنظيم والترتيب, وقد كان ذلك يقتلني. فعقدت العزم على أن أفعل شيئاً ما يساعد تلاميذي على أن يصبحوا أكثر تنظيماً. اشتريت مجموعة من الأدوات التي أريد أن تكون لدى كل تلميذ, ووضعت هذه الأدوات على الأرض وقمت بتصويرها. ثم أرسلت رسالة قبل بدء الدراسة بأسابيع لكل التلاميذ, موضحاً الأدوات المدرسية اللازمة, وأرفقت بها الصورة. وفي أول يوم دراسي, تفحصت الأدوات, وأوضحت لهم متى يستخدموها, وكيف يصنفون الأدوات طبقاً للواجبات, التي أعطيتهم قائمة بها, وأين يضعون الأوراق التي تم تقويمها. وهكذا أصبح فصلنا أكثر الفصول تنظيماً, وجعل حياتي العملية أكثر سهولة. وأصبحت قادراً على أن أستطلع مذكرات كل طالب وملفاته مع ولي أمره, وعلى وجه السرعة وكان بإمكاني الحصول على أية مادة, أو اختبارات نحتاج للإطلاع عليها. وقد أحب تلاميذي هذا الترتيب, واستفادوا منه فيما بعد. وأنصح المدرسين أن يعلموا تلاميذهم الترتيب بأن يكونوا مثالاً يحتذى به في النظام, وأن يوضحوا لهم النظام الذي سيتبعونه, ولا يفترضوا أن التلميذ يعرف أي شيء أو يدرك كيفية تأديته.
20-الصدق والأمانة مهما كانت الظروف. حتى لو ارتكبتَ أي خطأ, فمن الأفضل أن تعترف به, وسوف أحترم ذلك, وفي الغالب أغفر لك ذلك, وذلك بسبب صدقك وأمانتك.
وقد قص المؤلف قصتين عن تلاميذ حاولوا الكذب عليه, ولكنه استطاع أن يجعلهم يصدقون معه, فعفا عنهم. وقد وجد أنهم يعانون مشاكل سلوكية, مما جعله يقيم معهم اتصالاً مباشراً, فيكتشف فيهم صفات مميزة, ويشركهم في نشاطات رياضية أو اجتماعية, مما سبب لهم التغير في السلوك والتفكير, وهذا جلب له كثيراً من السعادة, وهذا هو الصدق وأثره في الحياة.

Camilena 07-04-07 10:41 PM

النظافة
21-غسل الأيدي بالصابون بعد استخدام الحمام. وعندما تستخدم حماماً عاماً, احرص أن تكون بحوزتك منشفة ورقية قبل غسل يديك, كي تستخدم هذه المنشفة لإغلاق الصنبور وضغط المجفف, واستخدم منشفة أخرى لتجفيف يديك. ولا تلمس يدك النظيفة أشياء قد يكون آخرون استخدموها بأيد قذرة.
إن كل ما يهمني أن يأخذ الناس مسألة النظافة مأخذ الجد, واستخدام الماء والصابون. وأوصي التلاميذ بالمحافظة على نظافة الحمامات, ولا يتركوا للآخرين أشياء يقومون بها. وقد تحدثت مع التلاميذ كثيراً عن العمل الشاق الذي يقوم به عمال النظافة, وأن من السهل علينا مساعدتهم, ببعض الأشياء البسيطة, وأولها عدم إلقاء المناديل الورقية على أرضية الحمام, وقد طلبت منهم أيضاً أن يمسكوا بمناديل ورقية, ويدوروا في بقاع الحمام, ويجمعوا أية قمامة على الأرض. ويحرصوا أن تكون الأرضية نظيفة قبل مغادرة المكان.

Camilena 07-04-07 10:50 PM

الطعام

22- سلوكيات عند تناول الطعام, والتي أطلق عليها مبادئ السلوك المهذب.
1)عند جلوسك إلى المائدة لتناول إحدى الوجبات, ضع منديلاً(فوطة) على صدرك فوراً, فإذا كانت الآنية ملفوفة في المنديل, فعليك بفضها, ثم ضع المنديل على حجرك.
2)عندما تنتهي من الطعام, ضع المنديل فوق المائدة على يسار الطبق الخاص بك, غير مجعدة ولا منظمة, حتى لا يُظن أنك تفترض أن أحداً سوف يستخدمها ثانية. ولا تتركها على المقعد, لأن ذلك يوحي أنها قذرة لدرجة أنها لا تترك على المائدة.
3) لا تضع مرفقيك على المائدة.
4) استخدم يداً واحدة لتناول الطعام, إلا إذا كنتَ تقطِّع بعض الطعام, أو تدهن الخبز بالزبد.
5) لا تلعق أصابعك, واستخدم المنديل المخصص لذلك.
6) لا تتلمظ بشفتيك, أو تمضغ الطعام بصوت عال, ولا تحدث أصواتاً أثناء تناول الطعام والشراب.
7) لا تتحدث وفمك مليء بالطعام, انتظر حتى تبلع ثم تكلم.
8) إذا كانت هناك بقايا طعام بين أسنانك فلا تتعجل بتنظيفها, وانتظر حتى تذهب إلى الحمام.
9) إذا سقط منك شيء على الأرض, مثل: الشوكة أو المنديل أو أي شيء آخر, فلا تلتقطه. وإذا التقطتَ شيئاً من الأرض وأعطيتَه للنادل, فاعتذر له, واغسل يديك قبل العودة إلى الطعام.
10)لا تمد يدك إلى طبق شخص آخر. ويجب أن تستأذن:"لو سمحتَ, هل يمكنك أن تناولني الملح"
11)لا تمد يدك لأخذ أي طعام من طبق التقديم, قبل الجلوس.
12)الأدوات التي استخدمتها, اتركها على طبق الطعام أو طبق فنجان الشاي. وإذا لم تستخدمها فاتركها في مكانها.
13)عليك أن تنظر في عيني النادل عندما تطلب منه شيئاً, أو تقدم له الشكر. وعليك أن وتناده باسمه.
14)عندما تضطر إلى الذهاب إلى الحمام, عليك أن تقف, وتعتذر, وأنت تغادر المائدة.
15) عندما تُعرض عليك الحلوى, أو سئلت أي جانب تود أن تجلس؟ وما هي التوابل التي تحبها؟ فمن الأفضل أن تسأل قائلاً:" ماهي الأنواع التي أستطيع أن تختار منها؟" حتى لا تضطر إلى تذكر كل الأشياء التي قد لا تكون موجودة في المطعم.
16)لا تتحدث إلى النادل وكأنه خادم, وعامله باحترام وود. وتذكر دائماً أنهم هم الذين يعدون لك الطعام, فلا يكن لديهم انطباع سيء عنك.
17)لابد أن تستخدم أدوات الطعام كالشوكة والملعقة.. وهناك بعض الأطعمة يمكن استخدام اليد في تناولها, مثل البيتزا والكعك واللحم والدجاج المشوي والفواكه.
وقد كان أمراً مدهشاً رؤية تلاميذي وهم يتناولون الطعام, وعلى صدورهم المناديل. وهذه القواعد تهيئ الأطفال فيما لو تعرضوا لتناول الطعام في دعوات أو حفلات.
23-تنظيف المكان بعد الطعام :علينا أن ننظف ونرتب مكان تناول الطعام, بعد انتهائنا من تناوله. وتنظيف المنضدة, وعدم ترك أية بقايا طعام على الأرض, وعدم بعثرة الفضلات.
إنني أحرص دائماً على أن يترك التلاميذ موائدهم كما وجدوها تماماً قبل ذلك. وذلك بجمع الفضلات وتنظيف الموائد, ولا يتركوا أية ورقة على الأرض حول صندوق القمامة, كما أحرص على نظافة الفصل. وكنت أقوم أحياناً بإجراء اختبارات, للتأكد من مدى تمسكهم بذلك المبدأ, فأترك بعض الفضلات, في أنحاء غرفة الفصل, وأرى من الذي سيقوم بجمعها. وبعد أن يجلس الجميع, أقول لهم: إن الذين جمعوا الفضلات سوف يحصلون على آيس كريم مجاناً. مرت أسابيع لم نجد أية فضلات. وأهم ما في الموضوع أنهم أصبحوا يدركون عن وعي أهمية الحفاظ على النظافة في البيت والمدرسة والمجتمع.
24- لا تأخذ أكثر من نصيبك أو حقك من الطعام, في المطعم, ولا تكن شرهاً. فهذا لا يعتبر إسرافاً فقط, بل يعتبر إضاعة لحقوق الآخرين, عندما لا تترك لهم ما يكفيهم, وخاصة إذا تركت طعاماً في طبقك ليرمى.
عندما اصطحبت تلاميذي إلى أحد المطاعم لأول مرة, صدمت لرؤية كميات الطعام التي كوموها على أطباقهم, خمس أو ست قطع بيتزا. فقلت لهم: يجب ألا تملؤوا أكثر من ثلاثة أرباع الطبق, ولا تكوموا القطع فوق بعضها, ولا تتركوا طعاماً فيها.
وعلى الرغم من أن ترسيخ المبدأ لم يكن ناجحاً 100%, إلا أن التلاميذ قد فهموا الفكرة, ونفذوها بطريقة جيدة, إذا لم يكونوا مصابين بالشراهة. وهناك من التلاميذ من يتطلع إلى شرائح البيتزا الأكبر, وكان ذلك يحتاج إلى تذكيرهم بأنهم ليسوا وحدهم الجائعين, وأن عليهم التضحية برغبتهم للحصول على القطع الكبيرة, كنوع من الأدب والذوق وإظهار الاحترام للآخرين. وقد كنت أكافئ الذين يطبقون هذا المبدأ. على سبيل المثال, عندما أرى تلميذاً يأخذ أصغر قطعة من البيتزا أو الشوكولاته, كنت أعود إليه بعد توزيع الأنصبة, وأعطيه قطعة إضافية. ولقد نجح هذا في تعزيز وترسيخ ذلك المبدأ. وبعد فترة من الزمن, كانت الأغلبية من التلاميذ يؤثرون الآخرين على أنفسهم.

Camilena 07-04-07 10:55 PM

الهاتف
25-الرد على الهاتف بطريقة لائقة.
كثيراً ما نسمع ألفاظاً لا تعجبنا على الهاتف, لذلك أعلم تلاميذي الطريقة اللائقة للرد على الهاتف:
أولاً: سلام وترحيب بالمتكلم.
ثانياً: إذا سأل عن شخص, وكان موجوداً, نقول له: نعم , موجود, لو سمحت من الذي يطلبه؟
ثالثاً: لحظة من فضلك, سوف أناديه لك.
رابعاً: اضغط زر كاتم الصوت, ثم نادِ الشخص المطلوب.
خامساً: إذا لم يكن الشخص موجوداً, تقول له: عفواً, إنه ليس موجوداً, هل تود ترك رسالة؟( ويجب أن تحتفظ بورقة وقلم بجوار الهاتف). وإذا لم يرغب , فيمكنك أن تقول: إنه سوف يعود خلال ساعتين, يمكنك الاتصال ثانية.
سادساً: أما إذا رغب المتحدث في ترك رسالة, فتقول: هل يمكنني تدوين الاسم والرقم؟ احرص على تكرار الرقم, للتأكد من صحته. عندما تنتهي المكالمة تقول: سوف أبلغه ذلك بمجرد حضوره.
إن الناس تتكون لديهم انطباعات عنك من خلال مكالماتهم الهاتفية, ولا نريد أن يتكون أي انطباع سلبي عنا وعن أسرتنا.

Camilena 07-04-07 11:00 PM

في المدرسة
26-المشاركة الفعالة في الاجتماعات:عندما نمارس القراءة في الفصل, علينا أن نتابع القراءة.
إنني كشخص كبير, أجد نفسي في العديد من الاجتماعات, وقد يصيبني الملل. ولكي أفهم ما يقال, لابد أن أجبر نفسي على أن أكون مشاركاً فعالاً, أفكر في الأسئلة, التي يمكن أن أطرحها, وأقوم بصياغة تعليقات وملاحظات, وأشارك بأية وسيلة. وقد لا تواتيني الفرصة لطرح الأسئلة أو التعليقات, لكن مجرد الاستعداد الذهني للحديث, يجعلني أقوم بتركيز الانتباه, وتتسارع ضربات قلبي. إنني أحاول أن أجعل تلاميذي يتعلمون أن يكونوا مشاركين فعالين نشيطين. كما إنني أحاول أن أبقيهم في العمل, متتبعين ما نقرؤه في الكتب يجهزون تعليقاتهم وأسئلتهم. وهناك استراتيجيات أتبعها لذلك.
الأولى: أقرأ بقوة وتعبير, بحيث أتقمص الشخصية التي أقرأ عنها, أقفز أو أصرخ أو أقع على الأرض.. وأمتلك آلافاً من الأصوات المختلفة.
الثانية:أحاول انتقاء روايات وقراءات مثيرة وساحرة.
الثالثة: يجب المتابعة, فإذا طلبتُ من أحدهم أن يقرأ, عليه أن يكون مدركاً بالضبط أين وقفنا.
27-التعود على التقييم: يُسمح للطلبة أن يقدّر كل منهم درجات الآخر, بدون زيادة أو نقصان درجات, وإلا ستُخصم منه هذه الدرجات. ويُسمح فقط بوضع علامة(x) للإجابة الخاطئة.
إنه تعليم التلاميذ لكيفية تقييم عمل نظرائهم, وتجعلهم يمارسون أساليب مناسبة في تقديم التغذية الاسترجاعية, وسوف يهيئهم لما سوف يواجهونه بعد ذلك في حياتهم. وهناك من لا يسمح بذلك, لأنه يسبب إحراجاً لذوي الدرجات المتدنية. ونحن نرى أن هذا ممكن وإيجابي إذا تم تحت إشراف دقيق, وفي بيئة مدرسية صحية, بحيث يشعر التلاميذ بالراحة والاطمئنان إلى الآخرين عندما يعرفون درجاتهم, فالسرية مطلوبة, والتعليقات غير مسموح بها, شفهياً أو على ورقة الاختبار, وكل ما يكتبه الطالب هو علامة(×) فقط. وفي ظل هذه الشروط تزيد العملية في تحفيزهم. إن هذه العملية تتم عادةً بشكل سريع, وتقدم تغذية استرجاعية فورية للمدرس, فتعطي لمحة عن مستوى الطلبة ومدى استيعابهم للمادة, بعد الدرس مباشرة. ويمكن إخفاء الأسماء دفعاً للحرج.
28-احترام المواعيد:على كل تلميذ أن يسلّم واجبه المنزلي يومياً عن كل مادة.
لدينا نحن الكبار مواعيد محددة, علينا احترامها, مثل دفع الفواتير, وإتمام المهام في العمل. وأريد من التلاميذ أن يتعلموا الالتزام بالمواعيد, وأن يكونوا أكفاء في أداء مهامهم منذ الصغر. لذا نطلب أن يقوم كل تلميذ بأداء واجبه كاملاًً يومياً, وهذا ليس مستحيلاً, إذا تم التنظيم بطريقة صحيحة, وذلك بعمل التالي:
أولاً: الحجز يتم إبقاء التلميذ المقصر في المدرسة, لمدة ساعة في اليوم التالي لتأدية عمل إضافي.
ثانياً: نضع سجلاً معلناً عن الواجبات, في لوحة خارج الفصل, و يعطى الطلبة جائزة إذا تجاوزوا جميعاً عشرة أيام متتالية. يقدم لهم كاتو. المهم إتمام كل الواجبات بطريقة صحيحة ومن كل التلاميذ. ويستمر تقديم الهدايا لهم ماداموا محافظين جميعاً. ويُكتب على باب الفصل
: كل تلميذ في الفصل قد أكمل واجباته لمدة----- أيام على التوالي. وقد رفعت هذه الطريقة نسبة أداء الواجبات, من30% إلى 100%, ووصلت درجات الاختبار النهائي إلى القمة.
ثالثاً: ضغط الأقران. فالتلاميذ لا يسعدون, عندما ينسى أحدهم واجبه ويتسبب في رجوع كل الفصل إلى الخلف, حيث يصبح عدد أيام أداء الفصل للواجبات صفراً. وشعور الطالب بالذنب والإحباط لتحطيمه للتسلسل كان كافياً, أضف إلى ذلك الضغط الذي يمارسه عليه زملاؤه, ليعود إلى المسار الصحيح, حتى ولو كان من غير المبالين. ومرة كانت التلميذة التي كسرت التسلسل أفضل تلميذة في الفصل. شُغلت في المنزل ونسيت إحضار الواجب, فأجهشت بالبكاء. فقلت لهم: "أيها التلاميذ, نحن بحاجة إلى أن نتحدث معاً,إننا نعلم أن هذه التلميذة هي أكثر التلاميذ كداً واجتهاداً, ولقد بذلت كل جهدها لتصل إلى الرقم القياسي في التسلسل, الذي سوف ينتهي اليوم عند اثنين وستين يوماً. وأعتقد أننا بحاجة لأن نصفق لأنفسنا ولها. إنني على يقين أنه لا يوجد فصل واحد على مستوى الأمة, قد أكمل واجباته لمدة اثنين وستين يوماً متتالية هذا العام. إن لدينا الكثير لنفخر به". ومن الطبيعي ألا يصدر أي عقاب ضدها.
29- عدم الشكوى والتذمر من الواجب: لأن ذلك يؤدي إلى مضاعفة حجمه.
كثير من الناس يتخذون دائماً مواقف سلبية, ويكثرون الشكوى من أي شيء يطلب منهم. وإنني أكره العيش مع مثل هذه النوعية من البشر. هناك أشياء نضطر للقيام بها, التزامات علينا أداؤها, دون تذمر أو شكوى. وفي كثير من الأحيان يكون الجهد في التذمر والشكوى أكثر مما تبذله في إنجاز المهمة.
إنني أحاول أن أغرس نمطاً من السلوك والتفكير الإيجابي في الفصل, ولا أسمح للتلاميذ بإظهار التذمر من أية مهمة. والعقاب الذي أطبقه هو مضاعفة الواجب. وقد سبب لي ذلك حزناً, واعترض عليه كثير من المدرسين, لأنه استخدام للواجب كعقاب, وإنني أتفهم وجهة نظرهم, ولكن لا يمكنني التسامح في مسألة التذمر.
وأنا أرحب أن يعبر التلاميذ عن همومهم, ويبدوا أعذارهم, وأنا مستعد للتعامل معهم, وهذا غير التذمر والشكوى
30-سرعة الانتقال من عمل إلى آخر, وبرمجة الأمور التي تحتاج إلى تهيئة:
عند الانتقال من مادة دراسية إلى أخرى, يجب أن يكون التحول سريعاً وهادئاً وسلساً. أقل من عشر ثوان.
إننا نواجه في حياتنا اليومية مهام متعددة, يجب إنجازها بشكل منظم, والمشتتات, مثل الهاتف أو برنامج تلفزيوني.. تتسبب في قطع ذلك. وعلينا أن نكون أكثر كفاءة بأن نتمسك بأهدافنا, وننجز الأعمال الأساسية, ثم نستخدم الوقت المتبقي في الأنشطة الترفيهية. وإنني أحاول أن أجعل تلاميذي يهتمون بالعمل أولاً, ويظلوا متحفزين حتى يكتمل.
وقد لاحظت في البداية, أننا عندما ننتهي من مادة ما ونستعد لبداية مادة أخرى, يبدأ التلاميذ في الحركة والحديث والبحث عن الواجبات, ويمضي وقت طويل حتى يستعيدوا النظام. فجعلت فترة الانتقال مثل المباراة بين الطلبة, وطلبتُ منهم, عند حضورهم للمدرسة, أن يرتبوا أدواتهم ولوازمهم, ليسهل استخراجها عند الانتقال.
وعندما أحتاج إلى استخدام جهاز عرض, يتطلب القيام بعدة عمليات مثل: إغلاق الستائر, وإطفاء الأنوار, وإدارة الجهاز بعد توصيله بالكهرباء.. كنت أحدد المهام الضرورية, وأكلف بها كل تلميذ على حده. وعندما أقول إنني بحاجة إلى جهاز العرض, يسرع كل طالب لأداء مهمته. ولا تمضي ثوان حتى يكون كل شيء جاهزاً. وقد امتدح المدرسون سرعة تلاميذي في تشغيل جهاز العرض. إن الأطفال يحبون أن يقدموا المساعدة, وبإمكانهم الانتقال من مهمة إلى أخرى بسرعة فائقة, وقد تدربنا على ذلك مراراً في الشهر الأول. المهم التدرب على أداء العمل بطريقة صحيحة منذ البداية, فإن التلاميذ يؤدونه مثل الساعة, بكل تلقائية وسلاسة.
31- عندما يتغيب الرئيس:عند وجود مدرس بديل اتبع نفس القواعد كما في حال وجود المدرس الأساسي.
عندما يتغيب رئيس العمل, لا يمارس الموظفون الأسلوب المعتاد في العمل, حسب المثل: إذا غاب القط , لعب الفار. وقد جربت ذلك بنفسي عندما كنت أعمل في محل حلويات وغاب المدير, ولعبنا الغميضة. وأريد من طلابي أن يكونوا مخلصين لعملهم, لرغبتهم في ذلك, وليس لأنهم مجبرون.
ولكي أمنع تلاميذي من أن يفعلوا ما كنت أفعله في الماضي, أستخدم لذلك أساليب عديدة, منها أن أحدثهم عن الحفاظ على النظام, وإظهار أفضل سلوك, حتى لو لم أكن موجوداً, وأنذرهم بالعقوبة الرادعة. وطبعاً من الصعب تطبيق عقوبة على كل التلاميذ, لذلك أكتفي بإلقاء محاضرة عن السلوك الحسن. وإذا أساء أحد الأطفال السلوك, أجعل منه عبرة, أوجه اللوم له أمام الجميع, وأحجزه على مدار أسبوع, يؤدي واجبات إضافية.
وقد توصلت إلى طريقة مفيدة عند التغيب عن التلاميذ, هي أن تجلس أمام آلة التصوير, وتسجل دروس اليوم, أو تقرأ إحدى القصص التي يفضلونها. ويمكن أن يروا الشريط ويعيدوا تشغيله مراراً. وقد كنت أقوم بعمل حيل وألعاب بهلوانية لجذب انتباه التلاميذ. وهكذا لا يضيع على الطلبة تلقي العلم, ويكون على المدرس البديل الجلوس وتسجيل أسماء الذين كانوا لا ينتبهون. وهناك حيلة أجذب بها التلاميذ: أولاً أقول لهم في أول الشريط: إنني أراهم فرداً فرداً في الغرفة, وفي اليوم الذي يسبق غيابي ألتقي بتلميذين أجعلهما يُقسمان على السرية, ثم أطلب من أحدهما, أن يقول أثناء العرض, عندما أقول لهم: إنني أراهم, أن يقول: هل حقاً أنت ترانا يا أستاذ كلارك؟ ويكون مسجلاً في الفيديو الإجابة: نعم يابني, أنا أراك, ومن الأفضل أن تنتبه لما تقوله الأستاذة جينكز. وهذا كان يثير دهشة ورعب التلاميذ, والذهول لبعض المدرسين البدلاء.
32-تنظيم الحديث في الاجتماعات: سنتبع نظاماً ثابتاً في الفصل. لنكون منظمين وأكفاء ومجتهدين:
أ- لا تغادر مقعدك دون إذن, إلا إذا كنت مريضاً.
ب- لا تتكلم إلا إذا:
1- رفعت يدك, وأعطيتك الإذن.
2- سألتك سؤالاً, وأنت تجيب عنه.
3- في فترة الاستراحة.
4- طلبت منك ذلك( أثناء مجموعات العمل مثلاً).
تجد كثيراً من الاجتماعات مضيعة للوقت, سيئة التنظيم لعدم وجود قيادة فاعلة. لذلك أريد أن أعلم تلاميذي كيفية التحكم في أنفسهم داخل أية مجموعة, وكيف يديرون حواراً يتسم بالذوق داخل المجموعة.
قد تبدو هذه القواعد متطرفة, ولكن من الضروري أن تتسم البداية بالحزم, عند العمل مع أطفال ينقصهم النظام. ويمكن فيما بعد السماح لواحد أن يتحرك ليبري قلمه. والآخرون عليهم أن ينتظروا حتى ينتهي ويعود إلى مكانه. وهذا لا يعني أن الفصل منظم تماماً, فإنني أعتقد أن الفصل يجب أن يكون مليئاً بالمرح والإثارة. أحياناً تسود الفوضى, ولكن بكلمة واحدة مني يعود الهدوء. إن الأطفال يتمتعون بمستوى عال من الطاقة, وعدد التلاميذ في الفصل في نيويورك سبعة وثلاثين. وبمجرد أن تكون لك السيطرة على المجموعة, يمكنك أن تقوم بمشاريع ممتازة. وقد قمنا ببعض المشاريع, استخدمنا خلالها الصمغ والشرائط والبالونات, وكان التلاميذ مركزين ومنظمين.
33- الهدوء في الفصل والاجتماعات
يمكنك أن تحضر زجاجة ماء, وتضعها على مكتبك, ولكن لا أسمح بالشرب وقت شرح الدرس. كما يمكنك أيضاً أن تتناول الطعام في مكتبك, طالما أن الآخرين لا يرونك ولا يسمعونك.
فيجب ألا يسببوا ضجيجاً عند فتح علب الطعام, ولا يسمعهم أحد أثناء مضغهم الطعام, ولا يتركوا أية بقايا للطعام.
34- الاتصال بالرئيس: يمكنك الاتصال بي إذا كان لديك سؤال بشأن الواجب المنزلي, فإذا لم أكن موجوداً للرد على الهاتف, فعليك أن تترك رسالة على النحو التالي:" تحية لك يا أستاذ كلارك, هذا—(اسمك)—إنني بحاجة إلى مساعدتك لي على أداء ------ من الواجب المنزلي. يمكنك أن تتصل بي حتى الساعة---. شكراً لك". لا داعي لتكرار الرسالة أو الإلحاح.
الاتصال من سمات هذا العصر. ومن المهم بالنسبة لرجال الأعمال, أن يصل إليهم العملاء بسهولة ويسر وفي أي وقت. ويشعر العملاء بالراحة, إذا استطاعوا الاتصال بأولئك الذين يقدمون لهم الخدمات, في أي وقت. وقد نقلتُ هذا الفكر إلى الفصل أيضا, حيث لا أرى مشكلة في إعطاء رقم هاتفي, رغم أن كثيرين لا يفعلونه. فقد يتحول هذا العمل إلى كابوس. ولكن الواقع أن أكثر التلاميذ لا يحاولون الاتصال, إلا عند الحاجة الضرورية, وهم يقدرون لك ذلك, فهو يوفر لهم نوعاً من الأمن, ويشعرون أنك تسمح لهم أن يشاركوك وقت الراحة عند الحاجة. فهناك كثيرون يشعرون بالحرج من السؤال أمام زملائهم, وبالاتصال ينالون اهتماماً فردياً.
وقد كنت أقول إن الاتصال لمعرفة الواجب أمر غير مقبول, ولابد أن يحرصوا على تدوين عناصر الواجب داخل الفصل. فإذا تعذّر ذلك, فعليهم الاتصال بأحد زملائهم. أما إذا اتصلوا بي, فسوف أخبرهم بالواجب, مع معاقبتهم بالغداء الصامت.
35-الشعور بالأمان في المدرسة ومكان العمل:إذا ضايقك أو أزعجك أي تلميذ في المدرسة, فلا بد أن تخبرني بذلك, فمدرسك موجود لرعايتك وحمايتك, ولن أسمح لأي شخص بأن يسبب لك إزعاجاً.
أريد أن يشعر التلاميذ بالأمان في المدرسة, ويعتبروني شخصاً يحارب من أجلهم. وأتذكر حادثاً وقع لي عندما كنت في الصف السادس, فقد هددتني إحدى الطالبات أنها سوف تحضر أصدقاءها ليضربونني, وقد همني جداً هذا, واضطررت أن أستعين بأختي الكبيرة في الثانوي. وهكذا لم أعد أسمع أية كلمة سلبية منها. وأنا أود أن يكون لي مثل هذا التأثير في حياة تلاميذي, وأنهم في حمايتي. فإذا ذكر لي أن تلميذاً ما يتحرش بهم, كنت أحضر التلميذين, وأستمع إلى القصة منهما, وأبدي الحدة والحزم مع التلميذ المعتدي, وأهدد بالعقوبة, إن عاد إلى ذلك. وهذا من شأنه أن يبني الثقة بين الطالب وأستاذه.
36-أجب عن الأسئلة المكتوبة بجمل كاملة. فإذا سألك أحدهم: كيف حالك؟ عليك أن تجيب: إنني على ما يرام, شكراً, وماذا عنك؟
هذا يساعد الطلبة على تطوير تمكنهم, وإتقانهم للغة الكتابة
37-لا تحضر شرائح البطاطس إلى المدرسة.
إن التلاميذ يحبون الأشياء المختلفة وغير العادية, وقد أضفت شيئاً جديداً ومتفرداً, يصعب نسيانه.

Camilena 07-04-07 11:08 PM

في الرحلات
38-التعارف والشكر والمصافحة:عند القيام برحلات ميدانية, سنتقابل مع أناس مختلفين. فاحرصوا على تذكر أسمائهم. وعند المغادرة, احرصوا على مصافحتهم, وتقديم الشكر لهم مع ذكر أسمائهم أثناء ذلك.
عند زيارتنا للبيت الأبيض, حرص الرئيس وقرينته على مصافحة كل تلميذ, وكذلك الكبار. وكانت السيدة الأولى تحادث كل طفل باسمه. وفي زيارة أخرى بعد سنتين مع أطفال آخرين, لم تكتف بحفظ أسماء التلاميذ, ولكنها سألتني عن أخبار تلاميذي السابقين, كل فرد باسمه شخصياً, إنها تملك ذاكرة رائعة. ولكنني لاحظت أنها عند تقديم أي شخص إليها, كانت ترد عليه التحية, وتنهي تعبيرها بذكر اسم الشخص. وكان ذلك يرسخ في ذهنها اسم الشخص, ويساعدها على تذكره. وبدأت أعلم تلاميذي أن يفعلوا ذلك.
الأستاذ: أيها التلاميذ, أريد أن أقدمكم إلى السيد"د", صاحب هذا المسرح.
التلميذ: يسعدني لقاؤك, يا سيد "د". شكراً جزيلاً أن سمحتَ لنا بهذه الجولة في مسرحك. وعند المغادرة..
التلميذ: مرة أخرى, يا سيد "د", نيابة عن زملائي, أود أن أعبر لك عن عظيم شكرنا على كرم الضيافة الذي غمرتنا به اليوم. لقد تعلمنا الكثير عن كيفية عمل المسارح, والدور الذي تلعبه. شكراً لك مرة أخرى.
إن تبادل الأدوار كان تدريباً كافياً ومناسباً للتلاميذ. استخدِم اسم الشخص بأسرع ما يمكن, بعد معرفته, كيلا تنساه. وملاحظة: إذا كنت جالساً, وتم تقديمك إلى شخص ما, فعليك أن تقف وتصافحه.
39-الثناء على الأشياء التي نزورها:إذا خرجنا في رحلة ميدانية, فإنه من الأفكار الجيدة أن نمتدح أي شيء في المكان الذي نزوره. فإن زرنا منزلاً, فيمكن أن نمتدح الستائر أنها جميلة. وذلك لرفع الكلفة, والشعور بالراحة. وعندما نزور أماكن أخرى نقدم تعليقات على جمال الفن المعماري, أو مستوى الخدمات.
عند زيارة منزل أحد تلاميذي, أحاول أن أرفع الكلفة, وأشعرهم أنني أقدر جهودهم, ومعجب بمنزلهم, فأجد شيئاً يعجبني أو يثير اهتمامي, فأخبرهم بذلك. وفي زيارة البيت الأبيض, اندهش مساعدو الرئيس من أخلاق"براين" ومعلوماته عن اللوحات المعلقة في البيت الأبيض, فقد تعلم كل شيء عن الأعمال الفنية في البيت الأبيض قبل الرحلة. بل وصل الأمر أن يصطحبوه في جولة لرؤية الأعمال الفنية هناك.
40-عند العودة من أي رحلة, عليك أن تصافح المدرس والمشرفين, وتشكرهم على الوقت الذي قضوه معك في الرحلة, وتعبر عن تقديرك لذلك. إنني لا أبالي بتقديم الشكر لي شخصياً, ولكن ما يهمني هو تعليمك أنه من اللائق أن تظهر تقديرك لأي شخص ترك مشاغله لمساعدتك.
لقد أذهلني أن أغلب التلاميذ لا يعرفون هذه السلوكيات. وقد كان هناك تلميذ يعتبر استثناء. لم يكن من الممتازين, ولكنني كنت حريصاً أن أصحبه معنا في أية رحلة عبر المدينة, لأنه كان يعبر تعبيراً حقيقياً عن امتنانه لمجرد دعوته للذهاب, وكان حريصاً على أن يصافحني وينظر في وجهي, ويقول إنه استمتع بوقت رائع, وإنه يقدر جهدي, ولا ينسى أن يشكرني. ولا تنس إذا مكثت عند أحد أصدقائك, أن تشكر والديه لسماحهما لك بالبقاء, ولما قدماه لك من طعام قاما بإعداده.
41- ترك "إكرامية" على الوسادة لعمال الفندق المسئولين عن النظافة, بعد مغادرتنا.
للنادل وسائق التكسي وعامل الفندق.. وذلك حسب المثل:" أعط من لا تعرفه, يعطيك من لا يعرفك", فمن الواجب أن نعطف على أي شخص, ونقدر الذين يؤدون لنا خدماتهم, ونضع أنفسنا مكانهم.
42- استخدام الحافلة: يجب أن نجلس ووجوهنا تتجه إلى الأمام, ولا نستدير للتحدث مع تلاميذ آخرين, ولا نلقي شيئاً خارج النافذة, ولا نخرج رؤوسنا أو أيدينا من النوافذ, ولا نترك مقاعدنا. وعندما نغادر الحافلة, يجب أن نعبر عن شكرنا للسائق, ونتمنى له يوماً سعيداً.
إن قيادة الحافلة عمل مجهد للأعصاب, بسبب ضخامتها, والمسؤولية عن حياة عدد كبير من التلاميذ, وأصعب ما في الأمر تحمّل صراخ هذا العدد من التلاميذ, مما يشتت الانتباه. ولقد رأيت وسمعت عن أطفال يقذفون بالأشياء من النوافذ, ويهشمون زجاج السيارات, وتلاميذ يتشاجرون في الحافلة, حتى يصاب السائق بالرعب, ويحدث في بعض الأحيان أن تُلقى بعض الأشياء على السائق, مما يجعله ينحرف عن مساره. وقد حدث مرةً أن ابنة أحد المدرسين حاولت مشاكسة سيارة أخرى , واتضح بعد ذلك أن قائدها هو المشرف على الرحلة. وأنا لا أريد لتلاميذي أن يكونوا في مثل هذه المواقف.
43- مساعدة الآخرين في التقاط أي شيء يسقط على الأرض, في المدرسة أو في رحلة, حتى لو كان ذلك الشخص هو الأقرب إلى الشيء, فمن دواعي الأدب أن تنحني لكي تعيد الشيء لصاحبه.
سقطت من جيبي بعض البطاقات الهامة, فرأيت طفلاً صغيراً جرى, وسلمها إليّ. وقد كنت مندهشاً ومسروراً, فشكرته بصوت عالٍ, وشكرت أمه على هذه التربية. وقد عودت تلاميذي على تطبيق هذا المبدأ.
44-دخول الباب:إذا رأيتَ شخصاً خلفك, فامسك له الباب, فإذا كان الباب يفتح بالجذب, فعليك أن تجذبه, وتقف عند أحد الجانبين لتسمح للآخر بالمرور, ثم تدخل. أما إذا كان الباب يفتح بالدفع, فعليك أن تمسك الباب بعد دخولك.
وهذا يساعد على إدراك كيفية احترام وتقدير الآخرين. وقد وجدت تجاوباً كبيراً من التلاميذ مع هذا المبدأ بمجرد تعلمه.
45-استخدام السلم الكهربائي: علينا أن نقف على الجانب الأيمن, وذلك لكي نعطي الآخرين فرصة الصعود من الجانب الأيسر, إذا كانوا في عجلة من أمرهم. وعند دخول المصعد أو المترو أو أي مكان له مدخل, يجب أن ننتظر حتى يخرج الآخرون قبل دخولنا.
وقد أصابني الذهول في لندن, وفي طوكيو, بسبب السلوك المهذب للناس فيهما, وتطبيقهما لهذا المبدأ. بينما شعرت بالإحباط في جولتي في الولايات المتحدة, مما يسبب لي أحياناً التأخر عن الطائرة أو الاجتماع, وأحياناً كنت أود أن أصرخ: قفوا على اليمين, لكنني أكتم غيظي, والحمد لله. وبدلاً من ذلك قمت بتعليم تلاميذي النظام, علهم يساهمون في فهم أهمية احترام أماكن وطرق الآخرين.
46-الهدوء عند دخول مبنى:عندما نكون في رحلة ميدانية, يجب عند دخول أي مبنى أن نلتزم الهدوء, سواء كان ذلك المكان: مكاناً للعبادة أو سينما أو مسرحاً أو مطعماً أو أي مكان آخر.
من المهم إخبار التلاميذ بذلك قبل الرحلة, قبل الصعود إلى المترو, أو دخول أية مؤسسة. في نيويورك, اصطف تلاميذي أمام أحد المسارح, وكان هناك حوالي عشرين فصلاً آخرين. وقد أساء التلاميذ من المدارس الأخرى السلوك, وانتشروا في كل مكان, ولكن تلاميذي حافظوا على مبدأنا, ودخلوا المسرح بكل هدوء, في صفين منتظمين. وقد رأتنا السيدة المسؤولة, فرحبت بنا, وأجلستنا في مقاعد الصف الأول. إنه مبدأ علينا الالتزام به, حتى لو لم يكن له كل ذلك التأثير.
47-الاصطفاف في الطابور: كل شخص خلف الآخر, بمسافة ثلاثة أقدام, ذراعاك إلى جانبك, ووجهك للأمام, ولا تتحدث.
في أول يوم بدأت التدريس, أدركت أن المدرسين ينتابهم الفضول ليعرفوا حالة الفوضى لتلاميذي, الذين يتسمون بصعوبة المراس. وعندما حان موعد الطابور كان التلاميذ منتشرين يتحدثون ويضحكون, فقلت لهم: لن نذهب إلى الغداء حتى يتحقق الانضباط في الطابور, وبشكل مستقيم. ومقابل كل كلمة يتفوه بها تلميذ سوف ننتظر دقيقة كاملة. وهكذا انتظرنا خمساً وأربعين دقيقة, وتمسكت بموقفي على الرغم من إلحاح مسؤولة الطعام. ومنذ ذلك اليوم, يحافظ تلاميذي على النظام, ويسيرون أشبه بالجنود. وإنني أعتقد أنهم يستمتعون بهذا النظام ويفخرون بذلك. وقد طلب التلاميذ الآخرون في نيويورك من مدرسيهم أن يوقفوهم بنفس الطريقة.
48-عدم إختراق الصفوف, فإذا اجتاز شخص آخرُ الصفَ, فلا تمنعه, ولا تتشاجر معه أبداً. ولكن أعلمني.
أقول لهم : إنهم إذا تشاجروا, فسوف يكون عقابهم أسوأ من عقاب الذي ارتكب الخطأ. إن عليهم أن يعالجوا أي مشكلة, بأن يأتوا بها إلي, أو يعالجوها بأنفسهم بهدوء, دون رفع الصوت أو مشاحنة, والطريقة الأكثر نفعاً هي الاعتماد على النفس, ولكن الأهم إنهاء ذلك بالحسنى.
49-الهدوء في الأماكن العامة: فالحديث غير مسموح به, إلا الهمس. ولا تضع قدمك على المقعد الذي أمامك. وإذا تناولتَ أي شيء فعليك بالسرعة والهدوء, ولا تترك الجوال يصدر صوتاً.

Camilena 07-04-07 11:25 PM

نصائح عامة
50-دافع عن مبادئك:أي عما تؤمن به. ولا تتجاهل ما يمليه عليك قلبك وعقلك, إرضاءً لمشاعرك.
أريد أن يمتلك تلاميذي العزيمة والإصرار لفعل ما يؤمنون به, وأن يتحلوا بالشجاعة اللازمة للدفاع عن معتقداتهم, وتحقيق ما يصبون إليه. وقد مرت بي عدة مواقف مع إدارة المدرسة لتغيير قرار اتخذته بعقوبة تلميذ, أو شراء ألبسة للطلبة, وبقيت عند موقفي, وأثبتت الأيام صحة ذلك.
51-الإيجابية في حياتك:استمتع بالحياة, فبعض الأشياء لا تستحق أن تزعج نفسك بشأنها. ضع كل شيء في مكانه المناسب, وركز على الشيء الجيد والإيجابي في حياتك.
كان والداي رائعين وحكيمين, كنتُ عندما تواجهني مشكلة أو خطأ, أجد لديهما الطريقة الساحرة التي تريني أن الأمر ليس بهذه الدرجة من السوء التي يبدو عليها, ولا داعي للانزعاج بشأنها, وسوف نناقش الأمر بالتفصيل ونعالج المشكلة. وإنني أعجز عن التعبير عن الراحة التي كنت أشعر بها عند ذلك.
كنت مع والدتي, وفجأة بدأ الدخان يتصاعد, فأوقفتِ السيارة, واضطرتْ أن تسير في الشارع حتى تتصل من أحد المحلات, وكان موقفاً مثيراً للتوتر, ولكن والدتي ظلت محتفظة بهدوئها وإيجابيتها. وجاء والدي ليأخذنا, ولم يكن يبدو عليه الانزعاج لأنه ترك عمله لنجدتنا, أو لأن السيارة بحاجة إلى إصلاح. بل إنه ضحك وأخذنا إلى المدرسة, ودبر نقل السيارة.
إنهما يتسمان بالإيجابية حتى في وسط الخطر أو الضرر, والتسامح والتفهم والقبول لكل ما يجلبه القدر. وقد حاولتُ جاهداً أن أتحلى بهذه الصفات وأنقلها إلى تلاميذي.
اكتشفت أن إحدى رئيساتي كانت منزعجة بسبب تعليقٍ صدرَ مني عنها. وأنا أحب أن يكون كل من حولي سعداء, ولم أكن أريد أن أعتذر, لأنني لم أكن أقصد أن تفهم ما قلتُه بالطريقة التي فهمتْه بها. وكان ذلك يقلقني, فنصحتني والدتي أن أكتب لها رسالة, أو أتصل بها هاتفياً لتوضيح الموقف. وقررتُ أن أفعل الأمرين معاً, ولم يفلح ذلك, وبقيت تعاملني ببرود. ولما سألتُ والدتي ثانيةً, قالت:" اسمع يا رون, لقد فعلتَ ما يريح ضميرك, لقد اتصلتَ وفعلت ما في وسعك لإصلاح الأمر. والآن لم يعد الشعور بالذنب يخصك أنت, وإنما يخصها هي. فإذا اختارت أن تظل هكذا فدعها, وتوقف عن لوم نفسك. وكانت أمي على صواب, هناك أمور لا يمكننا تغييرها, وعلينا أن نتعامل مع هذه المواقف بأفضل ما نستطيع, ونتخلص من الضغوط علينا, ونواصل المسيرة.
52-لا تأسف على ما فات:عليك أن تعيش الحياة دون الشعور بالندم أو الأسف على شيء فات. فإذا رغبتَ في عمل شيء, فافعله. ولا تدع الخوف أو الشك أو العوائق تقف في طريقك. وإذا كنتَ تريد الحصول على شيء, فعليك أن تناضل من أجله بكل قوتكِ. وإذا كنتَ تريد أن تفعل شيئاً, فابدأ العمل فيه مباشرةً, ولا تتوقف حتى تنجزه. وإذا كنت تريد شيئاً, فاعمل ما هو ضروري لكي تحقق حلمك.
لقد اكتشفت, وأنا في الحادية والعشرين, أن لي قريباً لم أقابله مطلقاً, وكنت شديد الرغبة في مقابلته, ولكن لم تتوفر لدي الشجاعة لذلك. وبعد شهور طويلة من التردد, قررت الذهاب إليه, ولكنه توفي قبل موعد سفري بيوم واحد, مما أصابني بالإحباط والانهيار تماماً. إلا أنني تعلمت أعظم درس في حياتي ألا أندم على خياراتي. لقد كنت أخشى ركوب الطائرة, ثم أدركت أنني لا أريد أن أندم على أي شيء مرة أخرى, وبدأت القيام بالسفر بشكل مكثف, إلى لندن واليابان.. وإذا نظرت إلى حياتي دون تلك الرحلات, شعرت أني لم أعش إلا نصف حياتي.
كنت احكي هذه القصة لتلاميذي, لكي يفهموا أن عليهم أن يحيوا حياتهم بأفضل أسلوب, وألا يسمحوا لأي شيء بان يقف في طريق تحقيق أحلامهم.
53-كلنا يخطئ فتعلم من أخطائك: حتى تواصل المسيرة.
نحن جميعاً بشر نقع في أخطاء, ونقوم بأفعال نندم عليها. وقد ارتكبتُ أخطاءً في العام الأول من التدريس, وكذلك في الأعوام الأخرى. فكنت أقول لنفسي:عليك ألا تؤنب نفسك, بل انهض من عثرتك, وتعلم من تجاربك.
من الأخطاء التي ارتكبتها في العام الأول, كانت معي مُدرّسة أخرى(ب) أكبر مني سناً, قاربت على التقاعد, لا تستحسن طريقتي في التدريس, وكانت تدرس الصف الرابع, وأنا أدرس الصف الخامس, وكانت تشعر بالغضب مني لأنني أجعل الفصل أكثر مرحاً, وقد ادّعت أن تلاميذها لا يستطيعون التركيز, لأنهم مهتمون بما يجري في داخل فصلي. وقد اشتكتني إلى المديرة لكنها كانت تؤيدني دائماً, فقالت لها: إنك تدافعين عنه لأنه ابنك المدلل. ومرةً كانت تسير قرب فصلنا, فوجدتْ كرة تنس على أرض الملعب, حيث كنا نلعب كفريق كرة تنس, فقذفتِ الكرة داخل الفصل, ومدت رأسها, وقالت: يا أستاذ, لقد تركتَ هذه الكرة على أرض الملعب, وكان يمكن أن يتعثر بها أحد التلاميذ, ويسقط مصاباً, ويتم اقتيادك إلى المحكمة. فأجبتها: إنك ألقيت بالكرة داخل فصلي, وكان يمكن أن تصيب أي تلميذ في عينه, ويتم اقتيادك إلى المحكمة. إنني أدرك الآن أن الإجابة كانت مرعبة وأنه كان يجب التعامل مع الموقف بطريقة مختلفة, وعدم الدخول مع الأستاذة في دوامة مرعبة.
وفي ظهيرة ذلك اليوم, وصلنا طرد أنيق, وجدته أمام الغرفة, فقلت: لقد أهدانا أحدهم هذه الهدية. وعندما هممت بفتحها, قفزت منها حشرات متنوعة!! وكان الطرد على مكتب(ت) المسكين فكاد يصاب بنوبة قلبية. ومن الواضح أن الهدية كانت من الأستاذة(ب)لأنها كانت تحب العلوم, ولديها كل أنواع الحشرات. وتحمس تلاميذي للانتقام!!
وفي اليوم التالي قمنا بتقطيع بصلة, وتسللنا إلى غرفة الأستاذة(ب), وحشرنا القطع خلف درج مكتبها. وبعد أسبوعين, لاحظتُ أنها تستخدم معطراً للجو حول مكتبها, فسألتها عن ذلك, فأجابت: هنا رائحة كريهة, لا أجد سببها. وكانت تحب نبات القطن, المعلق فوق مكتبها. فقلت لها بخبث: أعتقد أن السبب هو نبات القطن. فقالت: إنك لا تعرف عن أي شيء تتحدث, أيها الولد المدلل, إن نبات القطن لا يصدر رائحة كريهة. ولكني في المساء وجدتها تلقي بنبات القطن في القمامة. وقد كان ذلك الموقف يشكل مصدر بهجة لي. وبعد أيام وجدت سيارتي ملطخة تماماً بقطع البصل, فأدركت أن السيدة قد وجدته. فقمت بعصر بعض البصل, ثم قمت بصبه في زجاجة العطر الخاصة بالأستاذة(ب), وقمت برشه في كل أنحاء فصلها. وعندما دخلتِ الفصل, أدركتْ أني قد وضعت البصل في مكان ما, وكان لا بد أن أحبس ضحكاتي طوال الصباح, عندما أمرتِ التلاميذ أن يقلبوا الفصل رأساً على عقب للبحث عن البصل. وهي ترش العطر بكل قوتها.
وفي يوم أخبرتني إحدى المدرسات عن السيدة(ب) أنها في الحقيقة سيدة طيبة وكريمة, ولكن بسبب حوادث في حياتها, فقدت الحماس والطاقة في التدريس, وأنها تكرهني لأنها كانت تريد أن تدرّس مثلي ليحبها التلاميذ, ولكن لا تعرف الطريقة. وقد أدركتُ على الفور أنني يمكن أن أحوّل تجربتي معها إلى تجربة إيجابية, بأن نكوّن فريقاً لعمل مشاريع في مادة العلوم التي يكرهها التلاميذ, وأن أسألها لتساعدني في هذا المجال, وأشعرها بأهميتها, بدلاً من تأزيم المواقف.
تقع أحياناً مناوشات بين أي شخصين يعملان معاً. ومن الأفضَّل التنازل عن بعض الكبرياء, وتحسين الموقف مع الآخر. إن طلب المساعدة أو النصح من زميل, يعتبر ثناءً عظيماً منك عليه, ويمكن أن يصلح العلاقات المتوترة. لقد تعلمت أن علينا أن نحترم قدرات كل المدرسين, وأن نتعلم من بعضنا, ونحترم بعضنا. والتلاميذ لابد أن يتأثروا بهذه المواقف العدائية, فتزداد روح العداء عندهم, فلا يحترموا الأساتذة الآخرين. أما عندما يتوافق المدرسون ويحب بعضهم بعضاً, يشعر التلاميذ بالأمان, مما يجعل أداءهم أفضل في هذا الجو الحميم.
إن الوقوع في الأخطاء, مثل القيام بأعمال صبيانية غير ناضجة, أو معاقبة التلاميذ بطريقة غير مناسبة, يعد جزءً من الحياة, ومن المؤكد أنه مع الخبرة والتجربة, تقل الأخطاء. إنها تحدث دوماً, وعليك أن تتقبلها وتتعلم منها.
54-استمتع بيومك الحاضر, فأنت تعيش هذا اليوم مرة واحدة, فلا تضيعه. فالحياة هي مجموعة لحظات خاصة, لا يحدث الكثير منها إلا عندما نتخلى عن بعض الحذر, ونتحرك لنستغل يومنا أحسن استغلال.
الفرق بين المبدأ الحادي والخمسين وهذا المبدأ, أن الأول يدور حول الحياة التي نعيشها, أما الحالي فيدور حول يومك وكيف تعيشه مستمتعاً بكل لحظة فيه إلى أقصى درجة. وهذا ما كنت أُقوله لتلاميذي دوماً. والمؤلف يشرح تجربته في رحلة لمدة أسبوع, من نيويورك إلى قريته الأولى, وقد نصحهم منذ البداية بالاستمتاع بكل يوم أقصى استمتاع. وأي شيء يريدون أن يفعلوه, عليهم أن يفعلوه, ولو كان جديداً أو مخيفاً. وهكذا قاموا بتسلق الصخور والتزلج على الماء.. حتى هو شخصياً ركب قطار الملاهي, وهجر الخوف, واستمتعوا في هذه الرحلة كثيراً.
55-كن على أفضل ما يمكنك أن تكون.
مهما كانت الحياة محزنة أو مؤلمة, فلا بد أن تحرص دوماً على أن تطورها لتصل إلى ما تصبو إليه, لتكون على أفضل ما تتمنى, وأن تكون محبوباً من الآخرين. احرص دائماً على سبعة أشياء في حياتك: الضحك والأسرة والمغامرة والطعام الجيد والتحدي والتغير وطلب المعرفة. وبهذه الأمور كلها سوف تكبر وأنت تستمتع بالحياة, والإنسانَ الذي يفتخر بأنه حقق ما أراد لنفسه. وسوف تكون في موقع أفضل لمساعدة الآخرين ونصحهم والتعلم من أخطائك, لأنك ستكون أكثر قوة وصحة وسعادة.

Camilena 07-04-07 11:31 PM

قليل من النصائح في معاملة الأطفال
كابوس
يروي المؤلف أنه رأى حلماً مزعجاً, وكأنه ترك التلاميذ وحدهم, وضاع عن الفصل. وهو يفسر هذا الحلم بأنه كابوس نتيجة خوفه أن يخيب ظن التلاميذ, ويخشى ألا يحبه التلاميذ, كما يخشى من الفشل. وهذا الحلم لم يكن في أول التدريس, ولكن في سنته السابعة. فالعمل مع الأطفال يرهق الأعصاب, وهناك بعض الهموم والمخاوف من ارتكاب الأخطاء. وعظم المسؤولية عن تربية الأطفال, وعليك أن تكون قدوة صالحة لهم, محفزاً لهم على النجاح, محدثاً في حياتهم تغيراً مثيراً. وينبغي أن تكون ذكياً. وهناك أربع حقائق يمكن تعميمها على مستوى العالم:
1- يحتاج الأطفال بل يحبون النظام
يحب الأطفال أن يشعروا بالأمان, ويحبون كذلك أن يوجد شكل من أشكال السلطة, تسيطر وتمسك بزمام الأمور. لقد رأيت مدرسين وآباء يقعون في شراك التساهل مع الأطفال حتى يفوزوا بحبهم. إنهم يحبونهم في البداية, ثم في النهاية لن يكنوا لهم أي احترام. ولكي يحبك الأطفال ويحترموك, عليك أن تبتكر نظاماً أو إطاراً للعمل داخل الفصل, وأن تضع قواعد ومبادئ محددة وواضحة, وعليك أن تشعرهم بالأمان والراحة.
2-سيعمل الأطفال بكل جد من أجل إسعادك, إذا أحبوك على ما أنت عليه كإنسان.
كنت أحرص قبل بداية العام أن أرسل رسائل للأطفال الجدد, لكي يعرفوا كل شيء عني, ومعها الكثير من الصور لي. ثم في بداية الدراسة, أعطي عرضاً مختصراً عن حياتي باستخدام صور لي وللأماكن التي زرتها. كنت أريد أن يعرفونني كإنسان أحب المرح, وليس كمدرس لهم فقط. ثمة أسلوب آخر لأجعلهم يحبونني, وهو إثارة انتباههم, بالتضحية بشيء من الوقار, مهما جعلني ذلك أحياناً أبدو أحمق, وذلك للفوز بحبهم. وقد كانت والدتي تقوم بأعمال مضحكة, حتى تبدو حمقاء لتدخل السرور والحب إلي. ولكن من الضروري ألا يعرف التلاميذ أنني أريدهم أن يحبونني. لذلك أخبرهم من البداية أنه لا يهمني حبهم, حتى لا يستخدموه سلاحاً ضدي, وحتى أستطيع أن أؤدبهم, فكلا الأمرين يسير جنباً إلى جنب. إنه حديث قد يبدو عنيفاً بعض الشيء, ولكني أريد أن أعلمهم أنني لن أترك أية حماقات في الفصل تمر دون عقاب, وأن يدركوا أن ذلك لمصلحتهم, وأنني أكرس جهدي لمنحهم أفضل تعليم. وهذا نص الخطاب:
"أنا لا اهتم بعدم حبكم لي. إنني لم أحضر هنا لأكوّن صداقة مع أيّ منكم. إن لديّ أصدقاء كثيرين, ولا حاجة إلى المزيد. وإن هدفي ليس أن أجعلكم تحبونني, فأنا هنا لتعليمكم, أكرس نفسي لأمنحكم أفضل تعليم ممكن. أريد أن تعرفوا أنني سأبذل كل جهد لذلك, ولن أسمح لأي شيء أن يعيق طريقي للوصول إلى هذا الهدف".
3-يود الأطفال أن يعرفوا ما هو متوقع ومطلوب منهم
لا نتوقع من الأطفال السلوك الجيد بتلقائية, كما نريد منهم, فهم أطفال, وكثير من التصرفات, قد تبدو لنا عادية, ولكنها تبدو بالنسبة لهم أمراً غريباً. وإذا كانوا لا يفهمون أن تصرفهم لم يكن لائقاً, فكيف نفترض أن عليهم ألا يقوموا به؟ لذا لابد أن نكون واضحين عندما نطلب منهم, وبشكل لا لبس فيه حتى لا يبقى في ذهن الطفل أي تساؤل بما هو صواب أو خطأ.
طوال العامين الأولين من تدريسي, كنت أعاقب الطفل على عمل خاطئ, وهو غالباً لم يفهم سبب انزعاجي من تصرفاته, لأنه لم يعرف الخطأ الذي ارتكبه. لذلك بدأت أسأل التلميذ المخطئ: قل لي ما الذي تعتقد أنك أخطأتَ فيه؟لماذا أنا منزعج؟ كان شيئاً مفيداً أن أعرف فهم التلميذ للموقف. خذ وقتك لتوضيح سبب العقاب, وإلا فسوف يستمر في إضمار الغضب لك.
4- يود الأطفال أن يشعروا بأنهم موضع رعاية
كان هناك طفل(ر) لا يحتر م الآخرين, ويسبب الفوضى, ويمارس دور القائد. وفي نهاية الأسبوع قال لي بغرور إنه لن يؤدي واجب عطلة الأسبوع, لأنه سيلعب مباريات كرة سلة في الفريق المحلي. فلم أجادله. وقد فوجئ بوجودي هناك لتشجيعه, وظل محملقاً فيّ طوال المباراة, وقد كان ذلك يعني الكثير له. وقد تحول بعدها إلى تلميذ نموذجي يحتذي به بقية التلاميذ, وأحضر الواجبات كلها منسقة وكاملة وصحيحة, وأصبح يحترم الآخرين. وتحسنت نتائجه النهائية بشكل كبير. كل ذلك لأنني أظهرت له مدى اهتمامي به ورعايتي له, مما حفزه على جودة الأداء.
كل الأطفال يريدون أن نهتم بهم. فإذا كنت مستعداً لأن تثق بهم, يصبح التعامل معهم أكثر سهولة وإنتاجاً.

Camilena 07-04-07 11:33 PM

نصائح للتعامل مع أولياء الأمور
إن الدعم والتأييد من أولياء الأمور, وثقتهم بقدراتك, يساعدك كثيراً على أن يكون العام الدراسي أكثر متعة وفائدة. وإذا لم تكن العلاقة صحيحة وسليمة, كانت هناك صعوبات في عملية التدريس. وقد واجهتُ عشرات القصص المرعبة, تعلمت منها الكثير, واستطعت تغيير طريقة تفاعلي وتعاملي مع أولياء الأمور, ولكن لابد في النهاية من ظهور بعض المشاكل:
-إحدى الأمهات تشتكيني للشرطة, مدعية أنني كنتُ شديد القسوة مع ابنها.
- حاولتُ مراراً الاتصال بأم(د), حتى نجحت أخيراً, وعندما شكوت لها مشاكلي, أجابتني بأن(د) يفعل الشيء نفسه معها في المنزل, وعليها أن تعالج هذا الأمر عندما يكون في المنزل, والأستاذ يعالجه في المدرسة, وأنهت المكالمة.
-في العام التالي حدثت حادثة مشابهة مع طفل صعب المراس (ت), فتعاملتُ بطريقة مختلفة, فقد اتصلتُ بالأم وأبديت لها سعادتي لوجود (ت) في الفصل, فهو مهتم جداً, ولديه الكثير من الإضافات أثناء المناقشات الجماعية, وهذا الاتصال لشكرها على هذا العمل العظيم مع (ت). وقد تظاهرتُ بهذا الكذب, وفي ذهني فكرة جنونية. وفي صباح اليوم التالي دخل الفصل, ونظر إلي. ولعل والدته قد امتدحته لسلوكه, فقال في نفسه: يمكنني أن أسبب المشكلات هنا, وأنت يا أستاذ لن تجرؤ على أن تخبر أمي بأي شيء. وانتظرتُ ثلاثة أيام من العذاب, ثم اتصلت مرة أخرى بوالدته:
- بعد التحية, والسؤال عن الصحة, قلت: على ما يرام, ولكن خسرتُ كل ما راهنت عليه الليلة! أعرف أنك ستصدمين. لقد كان (ت) متمرداً في سلوكه بعض الشيء, ولقد دُهشتُ حقاً. إنه لم ينجز أياً من واجباته, ويسبب الإزعاج. وقد قلت له أنا لا أصدق سلوكك اليوم, إنك تنتمي إلى أسرة طيبة, والدتك قد أحسنت تربيتك, وتعمل معك بجد واجتهاد. وأنت عندما تتمرد في الفصل تعبر عن عدم احترامك لها.. فما كان منها بنهاية المكالمة إلا أن طلبت من ابنها الحضور للمنزل فوراً. وهكذا أمكن تعديل سلوكه. وقد استفدتُ من ذلك أن الاتصال الأول بأولياء الأمور يجب أن يكون إيجابياً, وخاصة في المرة الأولى.
- قي العام الثاني في نيويورك, كان هناك أحد أولياء الأمور يسبب لي الرعب والفزع. يترك رسائل تهديد على الهاتف. فإذا اعتقدَ أنني كلفت ابنته(ف) بواجب كبير, يهددني بأنه يمكنه أن يشوه جسمي. وقد كنت أحاول تجنبه. وذات مرة اصطحبت(ف) في رحلة مع خمسة من التلاميذ, إلى مطعم راق, ثم إلى السينما, وتكفلت بكل الرحلة, وكل ما طلبته من الأبوين الحضور في الساعة الثامنة مساءً لأخذهم. وقد حضر والدا (ف) بعد عدة اتصالات, وهما في حالة هياج شديدة, لأنهما يعتقدان أن علي أن أصطحب كل تلميذ إلى منزله, وأن ذلك من الوقاحة.. لماذا يقع اختياري على(ف)؟ إنها شخصية رائعة, ومن أكثر التلاميذ موهبةً, وبحاجة لمثل هذه التجارب, ولحسن حظها, أن والديها, مع ولعهما بتهديدي, يسمحان لها بالرحلات والأنشطة, حرصاً على فائدتها. وقد ذهبنا أسبوعاً, مع ثمانية تلاميذ إلى كارولينا (القرية), وقد استوعبتْ كل خبرة في الرحلة, وجددت حياتها, وعلى نفقتي. وعند عودتنا أمطرني والدها بسيل من الشتائم, لأنه أساء فهم موعد وصولنا.
وإنني كلما واجهت مشاكل مع الآباء أتذكر قصصاً مشابهة لمدرسين آخرين( ولولا كثرة الباكين حولي على إخوانهم ..), وآمل أن يستفيد الآخرون من تجاربي في مواجهة مواقفهم في حياتهم.
ولدي قصص أكثر بكثير عن آباء كانوا متعاونين, ضحوا بأوقاتهم, وساروا بسياراتهم, وحملوا بها الكعك الذي لوث أحياناً السيارة, وهم مسرورون بذلك.. إن أفضل شيء يقدمونه لي أن يمنحوني ثقتهم, ولا يهمني عدم الحب الذي قد يحمله التلاميذ, بسبب درجة متدنية أو عقاب يعتبرونه قاسياً, أو عدم تكليفهم بالإجابة بشكل كاف. إن الشيء الرائع هو أن هذه المشاعر لا تستغرق أكثر من سويعات قليلة, ثم يعودون إلى حبك. ولكن المشكلة أن الآباء لا ينسون, والآباء الذين يتفهمون ذلك يعتبرون نعمة من الله. وهناك من يهبون للدفاع عن أطفالهم, ويعتقدون أن الأحداث قد وقعت بنفس الطريقة التي حكاها أطفالهم, ولا يسألونني عن وجهة نظري. وهؤلاء قلة والحمد لله.
هناك خمسة أمور أطلبها من أولياء الأمور, وأعتقد أنها معروفة بالفطرة:
1- إذا شعرت بوجود مشكلة, فاتصل بي أولاً, وامنحني الفرصة لمناقشتك.
2- يسرني حضورك إلي, ولكن بموعد.
3- لا تسمح لطفلك بالتأخر أو الغياب لأي سبب سوى المرض أو وفاة قريب, فذلك يعطيه فكرة خاطئة.
4- طفلك هو واحد من كثيرين, وليس من الممكن تلبية حاجات الجميع, والتعليم ليس مسؤولية المدرس وحده.
5- لابد أن تثق بأنني أدرك وأعي ما أقوم به.
أما الأساتذة فأقدّم لهم هذه النصائح:
1- احرص أن يكون الاتصال الأول إيجابياً. واحرص أن يكون أول رأي تبديه عن أدائه إيجابياً. مثلاً: قد يكون (ج) فاشلاً في بعض الدروس, ولكنه متميز في المشروع الفني, وتحدث عن ذلك أولاً.
2- ارتدِ ملابس تليق بمهنتك, كالبدلة وربطة العنق, يعاملك التلاميذ وآباؤهم أكثر احتراماً وتعاوناً, وأقل مشاكل.
3- أرسل مذكرات إيجابية موجزة إلى الآباء, أو هاتفهم, لتخبرهم بشيء جيد قام به الطفل, لبناء علاقة طيبة معهم.
4- انتهز أية فرصة لتقدم الشكر للآباء, وخاصة إذا قدموا تبرعات, بإعداد حفل لهم, أو إرسال رسائل شكر..
5- إذا كان من الصعب التفاهم مع الآباء, فيمكن ترتيب لقاء مع المدير, لتعبر عن همومك لديه. فإذا لم ينجح, فعليك بتجنب هذا الشخص. أي اتصال مع أب من هذا النوع يجب أن يكون من خلال الرسائل المكتوبة.

Camilena 07-04-07 11:36 PM

نصائح بشأن وضع أطر للعقاب والثواب
نحاول جعل ذلك سهلاً وبسيطاً وسريعاً. وقد وجدتُ أن أفضل وسيلة للعقاب, أن يُكتب اسمه على اللوحة, كإنذار. وحين يتكرر, توضع علامة أمام اسمه, ثم أخرى.. ويرتب العقاب كما يلي:
كتابة الاسم على اللوحة: مجرد تحذير, بدون عقاب.
علامة واحدة: الغداء الصامت, كل الحاصلين على علامة واحدة يجلسون في الغداء على طاولة واحدة جانبية, حيث يمنع التحدث أو الضحك, فإذا فعل, تكرر عقابه يوماً آخر.
علامتان: الحرمان من فترة الاستراحة, فإذا اعترضوا عليّ, أقول لهم: لا بد أن تعرفوا أننا هنا نقاتل في خنادق. إن عملية التدريس ليست أمراً سهلاً, إننا نضطر أحياناً إلى أن نقوم بما هو ضروري لإجبار التلاميذ على حسن السلوك. قبل أن أبدأ التدريس, كنت أشاهد أستاذة تحرم التلاميذ من فترة الاستراحة واللعب, فأصفها بالوحش. ثم ضرب أحد التلاميذ آخر بالقلم, بعد أن أنذرته ثلاث مرات, فاضطررت إلى حرمانه. إن التدريس عالم مختلف, ويجب الحفاظ على النظام.
ثلاث علامات: الاحتجاز بعد انتهاء اليوم الدراسي, وقبل ذلك بيوم يرسل خطاب للأب, لإعلامه بسبب احتجازه, مع توقيع الأب بالموافقة على ذلك, وكنت أحرص على التحدث مع الأب قبل ذلك للإطمئنان, وغالباً يرغب الآباء في ذلك,أو يسمحون. أما إذا رفضوا فنجد عقاباً له نفس الفاعلية, مثل أن يكلف التلميذ بعمل تقرير من ثلاث صفحات عن أحد الموضوعات بالمادة الدراسية, ويمنح يومين لإكماله, فإذا لم يكمل فعليه قضاء فترة الاحتجاز. وكان أكثر التلاميذ لا يكمل. وعليك ألا تخبر التلاميذ بأنك تستبدل العقوبات لبعض التلاميذ.
أربع علامات: غالباً ما يحسّن التلميذ من سلوكه بعد الاحتجاز, عند العلامة الثالثة. فإن وصل إلى الرابعة, ينبغي أن يعقد اجتماع مع أبيه لمناقشة هذا السلوك. وأحياناً بحضور المدير, والوثائق ضرورية عندها, كبيان عن التصرفات والعقوبات.
قد يبدو مؤلماً, أن نصف التلاميذ كانوا يتناولون الغداء الصامت في الأسابيع الأولى من العام الدراسي, وبعضهم نال عقاب علامتين أو ثلاث. ولكن بعد شهر من الدراسة بدأ كل تلميذ يفهم المطلوب, ومن ثم قلّت العقوبات كثيراً.
إن العقاب ضروري, لأنه يجعل الأطفال يقومون بأداء ما عليهم. وفي بداية كل عام, أخطب الخطاب التالي:
" أرجو أن يكون هذا العام من أفضل الأعوام في حياتكم وهذا احتمال قائم. إذا كنتم على استعداد,ولديكم الرغبة في الإنصات إليّ, وعمل ما أطلبه منكم, فيمكننا أن ننجز كل ما هو مدهش ورائع. وعليكم أن تصدقوا ما أقول, بل يجب أن تثقوا بي. إنني لن أتوانى عن العطاء, وسوف أبذل قصارى جهدي حتى تحصلوا على أفضل تعليم ممكن. فأنا لا يهمني درجاتكم أو مشاكلكم في الماضي, فهذا عام دراسي جديد. فإذا كنتم مستعدين لإتباع المبادئ والإجراءات التي ستطلب منكم, وبذلتم أقصى ما لديكم, فكلكم ستصبحون نجوماً. إنكم لن تكونوا أفضل التلاميذ في المدرسة فقط, بل في الدولة."
قد يبدو كلامي عاطفياً, ولكنني واثق تماماً أن ذلك ممكن, وبغض النظر عن نوعية التلاميذ الثلاثين في فصلي. إنما الأمر المهم أن أوصل رسالتي, بأساليب متنوعة, وأن يؤمنوا بها, ويبذلوا جهدهم.
ثمة عنصر أساسي يدفع الأطفال إلى حسن الأداء, وهو منح المكافآت وإسداء المديح والثناء. ففي كل مناسبة أذكر لهم الأشياء التي أحسنوا القيام بها, والمواهب التي يمتلكونها, وخاصة أمام الآخرين. وهناك تلاميذ كانوا في مستويات دنيا, ثم مدحوا نتيجة عمل قاموا به, وتكرر هذا المديح في عدة مناسبات, مع التشجيع على القيام بأعمال مشابهة, وتنمية الثقة, فتحسنت نتائجهم بشكل هائل.
والرحلات لها وقع إيجابي, أبدأ برحلات بسيطة مع ثلاثة تلاميذ, عدد يمكن السيطرة عليه, وإلى أماكن لا تحتاج إلى كثير من التخطيط, مثل السينما أو المتحف, وأختارهم نتيجة سلوكهم أو أدائهم عملاً ما بطريقة جيدة, وهذا يكون حافزاً قوياً للبقية. وهناك رحلات أخرى مميزة, مثل حضور مباريات المحترفين في كرة السلة, أو الذهاب إلى الشاطئ, أو المدن الترفيهية, والمناسبات الثقافية, يكون العدد أكبر, ولكن لا أصطحب أي شخص لا يؤدي ما هو مفروض عليه, وتكون في غاية المتعة والمرح. أما الرحلات الطويلة فلا يستخدم الحرمان منها كنوع من العقاب, لأنها يمكن أن تترك أثراً مؤلماً في نفسية الطفل.
وقد قمت بترتيب رحلة لمجموعة من اثني عشر تلميذاً لحضور تدريبات فريق السلة في جامعة كارولينا, واللعب مع اللاعبين المحترفين, وكان ذلك بمثابة حلم, وكان الحماس يملؤهم. ولإعداد التلاميذ, كان لابد من الحصول على إحصائيات عن اللاعبين, واستخدامها في واجب الرياضيات. وكان عليهم أن يدرسوا تاريخ الجامعة, وبرنامج كرة السلة.. وقد اضطررت لحرمان طالب من الذهاب, لأنه لم ينجز واجباته قبل الموعد, وربما لا ينبغي أن أحرم التلاميذ من مثل هذه التجارب, التي قد تحفزهم أو تغير حياتهم إلى الأفضل. وربما كان العقاب الأفضل هو الاحتجاز لمدة أسبوع لينجز واجباً إضافياً. اسأل نفسك عما هو أفضل للتلميذ.
إن الثواب أو العقاب يجب أن يكون سريعا, إثر الفعل مباشرة, ليكون مؤثراً. وتطبيق ذلك عن طريق الإدارة يعرضه للتأخر. وهو يروي قصة البيتزا التي وعد بها الحاصلين على درجة كاملة, وتأخرتْ لمدة أسبوع عن موعدها, مما أثر على نتيجة التلاميذ في الاختبار التالي. وأحياناً يأتي العقاب متأخراً فيكون الطفل قد نسي سبب عقابه.

Camilena 07-04-07 11:42 PM

الخاتمة: معنى الحياة
سألتني زميلتي هل تحدثتَ عن معنى الحياة؟
فأجيب بأن الحياة هي كل التجارب التي قمتَ بها لنفسك, أو للآخرين وكانت ذات تأثير في حياتهم أوذاكرتهم. وأذكرُ لحظات مؤثرة: لحظة إعلاني الذهاب إلى البيت الأبيض, أو الذهاب إلى ملاعب ديزني في لوس أنجلوس. إن خلق تلك المشاعر المفرحة للآخرين في مثل هذه اللحظات, بالنسبة لي هو هدف الحياة, وما أسعى إليه. وأتمنى أن يوحي إليك هذا الكتاب, بأن تحدث فرقاً وتغيراً في حياة الأطفال. عليك بإرشادهم وتربيتهم, وأن توضح لهم أن الآخرين يهتمون بهم, ويبحثون عن اللحظات الاستثنائية التي تضيف إلى حياتهم سحراً وبهجة, وتحثهم على أن يغيروا حياة الآخرين, ليتعلموا معنى الحياة

Camilena 07-04-07 11:53 PM

تمت بحمد الله
اتمنى تقضوا مع الكتاب وقت طيب
واتمنى يعجبكم
مع خالص تحياتى
http://www.3tt3.net/up/uploads/FVl82390.jpg
http://www.3tt3.net/up/uploads/tCo82738.jpg

quartz44 08-04-07 01:50 AM

شكرا جزيلا كتاب تربوي قيم

حلم القمر 06-12-09 11:09 AM

كتاب رائع يحتاجه الكثير من معلمي المدارس لتطبيقه


الساعة الآن 04:10 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية