منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   من عيون الشعر العربي والعالمي (https://www.liilas.com/vb3/f289/)
-   -   سمانيات, من روائع غادة السمان..! (https://www.liilas.com/vb3/t35608.html)

lost in memories 25-03-07 12:41 PM

سمانيات, من روائع غادة السمان..!
 
روائـــع غـــادة الســمان .. !


نبذه عن غادة..

غادة احمد السمان هي كاتبة وأديبة سورية ولدت في دمشق عام 1942 لأسرة شامية عريقة و محافظة, و لها صلة قربى بالشاعر السوري نزار قباني. والدها الدكتور احمد السمان حاصل على شهادة الدكتوراه من السوربون في الاقتصاد السياسي و كان رئيسا للجامعة السورية لفترة من الوقت.تأثرت كثيرا به بسبب وفاة والدتها و هي صغيرة.كان والدها محبا للعلم و الادب العالمي و مولعا بالتراث العربي في الوقت نفسه ، و هذا كله منح شخصية غادة الادبية و الانسانية ابعادا متعددة و متنوعة. سرعان ما اصطدمت غادة بقلمها و شخصها بالمجتمع الشامي الذي كان شديد المحافظة ابان نشوئها فيه.

اصدرت مجموعتها القصصية الاولى "عيناك قدري" في العام 1962 و اعتبرت يومها واحدة من الكاتبات النسويات اللواتي ظهرن في تلك الفترة، مثل كوليت خوري و ليلى بعلبكي، لكن غادة استمرت و استطاعت ان تقدم ادبا مختلفا و متميزا خرجت به من الاطار الضيق لمشاكل المرأة و الحركات النسوية إلى افاق اجتماعية و نفسية و انسانية.


تخرجت من الجامعة السورية عام 1963 حاصلة على شهادة الليسانس في الادب الإنجليزي، وما لبثت ان تركت دمشق - التي لم ترجع حتى الان اليها - إلى بيروت حيث حصلت على شهادة الماجستير في مسرح اللامعقول من الجامعة الامريكية هناك. في بيروت عملت غادة في الصحافة و برز اسمها اكثر و صارت واحدة من اهم نجمات الصحافة هناك يوم كانت بيروت مركزا للأشعاع الثقافي.ظهر اثر ذلك في مجموعتها القصصية الثانية " لا بحر في بيروت" عام 1965.

ثم سافرت غادة إلى اوروبا و تنقلت بين معظم العواصم الاوربيةوعملت كمراسلة صحفية لكنها عمدت ايضا إلى اكتشاف العالم و صقل شخصيتها الادبية بالتعرف على مناهل الادب و الثقافة هناك ، و ظهر اثر ذلك في مجموعتها الثالثة "ليل الغرباء" عام 1966 التي اظهرت نضجا كبيرا في مسيرتها الادبية و جعلت كبار النقاد آنذاك مثل محمود امين العالم يعترفون بها و بتميزها.

كانت هزيمة حزيران 1967 بمثابة صدمة كبيرة لغادة السمان و جيلها ، يومها كتبت مقالها الشهير "احمل عاري إلى لندن" ، كانت من القلائل الذين حذروا من استخدام مصطلح "النكسة" و اثره التخديري على الشعب العربي. لم تصدر غادة بعد الهزيمة شيئا لفترة من الوقت لكن عملها في الصحافة زادها قربا من الواقع الاجتماعي و كتبت في تلك الفترة مقالات صحفية كونت سمادا دسما لمواد ادبية ستكتبها لاحقا.

في عام 1973 اصدرت مجموعتها الرابعة "رحيل المرافئ القديمة" و التي اعتبرها البعض الاهم بين كل مجاميعها حيث قدمت بقالب ادبي بارع المأزق الذي يعيشه المثقف العربي و الهوة السحيقة بين فكره و سلوكه. في اواخر عام 1974 اصدرت روايتها "بيروت 75" و التي غاصت فيها بعيدا عن القناع الجميل لسويسرا الشرق إلى حيث القاع المشوه المحتقن ، و قالت على لسان عرافة من شخصيات الرواية "أرى الدم .. أرى كثيرا من الدم" و ما لبثت ان نشبت الحرب الاهلية بعد بضعة اشهر من صدور الرواية.

مع روايتيها "كوابيس بيروت " 1977 و "ليلة المليار" 1986 تكرست غادة كواحدة من اهم الروائيين العرب بغض النظر عن جنسهم.و يعتبرها بعض النقاد الكاتبة الاهم حتى من نجيب محفوظ.

تزوجت غادة في اواخر الستينات من الدكتور بشير الداعوق صاحب دار الطليعة و انجبت ابنها الوحيد حازم الذي اسمته تيمنا بأسم احد ابطالها في مجموعة ليل الغرباء. انشئت دار نشرها الخاص بها و اعادت نشر معظم كتبها و جمعت مقالاتها الصحفية في سلسة اطلقت عليها " الاعمال غير الكاملة"- في خمسة عشر كتابا حتى الان- و لديها تسعة كتب في النصوص الشعرية.
يضم ارشيف غادة السمان غير المنشور و الذي اودعته في احد المصارف السويسرية مجاميع كثيرة من الرسائل تعد غادة بنشرها "في الوقت المناسب" و لأن غادة كانت نجمة في سماء بيروت الثقافية في عقدالستينات فانه من المتوقع ان تؤرخ هذه الرسائل لتلك الحقبة..و من المتوقع ايضا ان تكشف عن علاقات عاطفية لم تكترث غادة لأخفائها انذاك..بالذات مع ناصر الدين النشاشيبي الصحفي الفلسطيني الذي كشف عن وجود رسائل عاطفية موجهة له من غادةفي اواسط الستينات.من الاسماء الاخرى المرشحة لنشر رسائلها الشاعر الفسطيني الراحل كمال ناصر.

تجمع غادة في اسلوبها الادبي بين تيار الوعي في الكتابة و مقاطع الفيديو-تيب مع نبض شعري مميز خاص بها. صدرت عنها عدة كتب نقدية و بعدة لغات ، كما ترجمت بعض اعمالها إلى سبعة عشر لغة حية و بعضها انتشر على صعيد تجاري واسع. لا تزال غادة تنتج ، صدرت لها " الرواية المستحيلة: فسيفسا ءدمشقية" بمثابة سيرة ذاتية عام 1997 ، و "سهرة تنكرية للموتى" عام 2003 و التي عادت فيها للتنبوء بأن الاوضاع في لبنان معرضة للانفجار .

عام 1993 احدثت غادة ضجة كبرى في الاوساط الادبية و السياسية عندما نشرت مجموعة رسائل عاطفية كتبها لها غسان كنفاني في الستينات من القرن العشرين ، حيث جمعتهما علاقة عاطفية لم تكن سرا آنذاك.و اتهمت بسبب ذلك ان نشرها هذا هو جزء من المؤامرة على القضية الفلسطينية التي كانت تواجه مأزق اوسلو وقت النشر. تعيش غادة السمان في باريس منذ اواسط الثمانينات. و لا تزال تكتب اسبوعيا في احدى المجلات العربية الصادرة في لندن.ترفض تماما اجراء اي حوار تلفزيوني بعدان تعهدت لنفسها بذلك في السبعينات عندما اجرت حوارا تلفزيونيا في القاهرة و اكتشفت ان المذيعة المحاورة لم تقرا ايا من اعمالها.ينبغي التفريق بين غادة السمان و بين شاعرة سورية تحمل نفس الاسم و صار شائعا ان يكتب اسم الثانية "غادا فؤاد السمان" للتمييز.

يتبع..

lost in memories 25-03-07 12:48 PM

أشهد بليل المحطات ..

كنت افكر بعلاقة انسانية حقيقية

نحياها معا

في دهاليز احزاننا و خيباتنا

و نواجه بها الموت و الحزن و المجهول ...

و نتبادل خلع الاقنعة و الحب

في ليل المحطات الموحشة الماطرة

الملقبة بأيامنا ....

***

و كنت أنت تفكر بشيء اخر ...

و تخطط لاستعراض راقص

نقدمه للآخرين

على مسارح الفضول المتبادل و الثرثرة ...

***

.. و كنت أفكر بك توأما لعذابي ..

و كنت تجد اننا نصلح معا

لتكوين زوجي فكاهي استعراضي جديد..

***

كان حبي لك صادقا كالاحتضار

و كان حبك لي زبديا كالفقاعات ...

جئتك من باب الأعماق البحرية

فأخذتني الى كواليس الثرثرة الاستعراضية ..

***

اردتك السر

و اردتني النصر ...

مجرد نصر اضافي اخر

لشهريار المترع بالضجر ...

----



أشهد بأعمدة النسيان السبعة ..


فتحت باب الأمواج

و سبحت صوبك

و مررت بالمحيطات السبعة لأهوالك

المفروشة بجثث عرائس البحر الجميلات

اللواتي أحببنك قبلي ...

و حين وصلت الى جزيرتك

وجدتها سرابية و مكهربة ...

و تحول صوتي الى فقاعات ...

و جسدك الى أعشاب بحرية قاتمة

التفت حولي كقيد ..

***

فتحت باب التراب

و زحفت اليك في سراديب الحمى

عبر القارات السبع لبراكينك ...

فملأت حنجرتي المشتعلة حبا

برماد شهيتك

لإذلالي و امتلاكي ...

***

و باسم " الحب "

حاولت أن تحيط عنقي بشريط هاتف

و تربطني الى ساق السرير

ككلب صغير

يقطن الانتظار

و يهذ بذيله مرحبا بك باستمرار

***

و حين فتحت باب الفضاء

و هربت الى كوكب حريتي و صدقي

رميتني بالغرور

و اليوم أحمل غروري وردة صفراء

و أغرسها في شعري

ليضيء بها طيراني

الى أعمدة العبث السبعة

***

لكنني أعترف بصدق حزين :

لقد أحببتك حقا ذات يوم

ولولا عكاز الأبجدية لانكسرت أمامك !

.....


lost in memories 25-03-07 12:51 PM

أشهد على جنوني ..


أفتتح الحب بك و الفرح

و أتوجك

في مملكة الذاكرة أميراً

يرفل في حرمانه ..

رعيته من العشاق و الأزهار و العصافير

و القواقع التي تغلي حياة سرية

داخل أصدافها القاسية البكماء

على شطآن حارة لبحار منسية ...

***

أفتتح الضوء بك

و أشهد بانهيارات أكواخ وطني ...

و شظايا زمني

و بليالي الغربة في فنادق القطارات

أشهد بالتشرد

و عزف المتوحدين في المحطات

أشهد بالقتل و الدمع الأسود بالكحل ...

اشهد بالبوم اللطيف و بحبري

و أوراقي و خواتمي و غيتاري

***

أشهد بالنوم على بركان

و بممحاة النسيان

أشهد بالبجع و الغزال و القارات و العناصر

أشهد بالعاصفة تطاردني

و بالشراسة المائية المعدنية الحجرية تحاصرني ..

***

أشهد بدمي و دمك و سلالات الأسرار

و مواقد العشاق في البراري

أشهد بالبحر

و النجوم في ليلة صحراوية صافية

أشهد بالشاي البارد في مطارات الوحشة

أشهد بكل ما أحببته أو كرهته

بكل ما طعنني و طعنته

أشهد أنني أحبك

***

أشهد بسكين البوصلة و ليلة الشمس

أشهد ب" نعم " و "لأ " و بالعودة الى التفاحة

أشهد بفجر القلب العاري و المرايا المكسورة

بوداعات مكهربة بعناق اللغم بمباهج السم ...

أشهد بنزوات مطلقة الصراح

حتى جنون الصحو

***

أشهد بالعصافير تطير من عينيك

الى قلبي

أشهد بقهوة الصباح معك

ذات فجر غابر في " الحي اللاتيني "

أشهد بالثلج

فوق تلة " مونتمارتر " و سلالمها

أشهد بأصابع الرسامين

الملطخة بالأصباغ و النيكوتين

و هم يرسموننا معا في ساحة " التيرتر "

أشهد أنني أحببتك مرة .... و ما زلت ..

***

و اذا أنكرت حبي لك

تشهد أهدابي على نظرة عيني

المشتعلة حتى واحتك

و اذا تنصلت منك

تشهد يدي اليمنى على اليسرى

و أظافري على رسائل جنوني بك

و تشهد أنفاسي ضد رئتي ..

و تمضي دورتي الدموية عكس السير

ضد قلبي

و تشهد روحي ضد جسدي

و تشهد صورتي في مراياك

ضد وجهي ...

و تشهد الأقمار الطبيعية و الاصطناعية

ضد صوتي

***

و حتى يوم أهجرك – أو تهجرني –

لن أملك

الا التفاتة صبابة صوب زمنك ...

لأشهد أنني أحببتك مرة ... و ما زلت

....



أشهد على بصمات شاعر ..

حبيبي وقع لي ديوانه الشعري

ثم وقع البحر وقع الأفق

وقع الأشجار و الأزهار و العصافير...

وقع الشمس و القمر و قطات المطر

وقع الأرصفة و المقاهي و ضحكات الأطفال

وقع قلمي

ثم وقعني و مضى ...

***

حبيبي ترك بصماته على الليل

فولدت النجوم ...

***

أحدق في شجرة تركض

و سمكة تتجول على الرصيف

و سلحفاه تخلع صدفتها مهرولة كأرنب

و قطط تراقص الفئران بود و أمان

***

و ثعلب لطيف يدفىء عنق عجوز باريسية ثملة بذيله

لقد تبدل العالم قليلا

فهل يعني ذلك أنني عاشقة ؟...

....


lost in memories 25-03-07 12:59 PM

أشهد على عصيان
أشهد على عصيان

.

... و لن أغفر لك

فقد تآمرت علي مع أعماقي ..

و منعت التجول في شوارع عمري..

و أعلنت الأحكام العرفية في شبكتي العصبية ...

و ها أنا أسيرتك !

أركض في دورتك الدموية مكبلة بالسلاسل

كجدتي الملكة زنوبيا في شوراع روما ...

***

... و لن أغفر لك

و سأعاقبك عقابا لن تنساه :

سأحبك ! ...

....



أشهد أن زمنك سيأتي ...

أسبح عكس التيار

خارج قطيع الأسماك المذعورة لأعود اليك ..

و ها أنا من جديد هناك

في بيروت المكنفة بفلاشات عدسات التصوير

و روائح احراق النفايات و الجثث

و ظلال الحرائق على أعمدة البكاء

كمدينة ضربها الطاعون

طالعة من أساطير اللعنة

و أكمام العصور المنقرضة ...

***

حتى النوافذ تنكرت لنا

و لم نعد نرى عبرها

و لكن يرانا المسلحون من الخارج بوضوح

و نحن نلملم أطراف الحذر

و نأوي كالجراذين الى أوكارنا في الدهاليز

حين يرفع القصف عقيرته بالنباح الأسود...

***

اقترفت خطيئة فتح نافذة للتجسس على الشمس

شاهدت الرجل المسلح يختال في الأرض مرحا

على جثث الشوارع الخاوية ...

ذراعه بندقية

لم تعرف طلقاتها غير قلوب الأبرياء و الأطفال ...

شاهدت أوراق الأشجار تموت و تتساقط حين مر

و الأزهار تذبل فجأة

و الألوان تهرب من المرئيات

مثل صورة تلفزيونية ملونة

تستحيل بيضاء و سوداء ..

و العصافير تطلق صيحات الذعر

و هي تفر من دربه ...

و السيارات تنقلب على ظهرها

كالصراصير المعدنية الميتة ...

و المسلح يمشي

تتصاعد أبخرة الكبريت الخانقة من أنفاسه

الحوامض الكاوية تتفجر من موضع قدميه...

عند المنعطف التقى بالمسلح ضبع مخيف...

فانضم اليه بعدما تعانقا بحرارة...

أغلقت النافذة

أحصيت أعضائي..

تلمست بطاقة سفري...

***

ولم تعد الغابات ملعبنا و الشطآن الليلية

ها نحن محشوران داخل بكاء الأطفال في الملجأ

و الفئران تقرض أطرافنا و بطاقات هويتنا و أحلامنا...

و نحيب خافت لمشلولة يصم اذاننا كالقصف..

ولد صغير يسأل بالحاح مخبول كلما سقطت قذيفة

" ماذا يحدث " ؟

من يجرؤ على أن يقول له

أنهم يحاولون اقتسام الجوهرة المسروقة النادرة

منذ ثلاثة عشر عاما و يفشلون ؟...

من يجرؤ على أن يشهد عكس الريح ؟

***

عبثا يسطون على دفء القلب

اني أتذكر ...

أحارب الجدران بنوافذ الحلم ..

ذلك الصباح منذ ألف عام

وجدتك مرميا على الشاطىء أمامي

شهيا و دافئا كعشبة بحر استوائية

لكنني أعدتك الى الموج..

شكوت لي الملمس البارد لعرائس المحيطات

و أهديني مركبك

فصنعت من سرير عرس

عبثا يحوله ضباع الليل و دبابيره

الى تابوت ..

***

هذا ليس زمنك

أيها المرهف شفافية و عذوبة

هذا زمن اعدام العصافير

و الأطفال و الفراشات و النجوم ...

و أنت تدفق الحنان صوب كائنات الله كلها ...

هذا ليس زمنك

لكنني أشهد عكس الريح

على أن حبك وحده سيبقى

و أزهارك الربيعية اتية من ميتاتنا العديدة...

لتنمو كنباتات الأساطير

فوق القبور المنبوشة

و أشلاء المخطوفين..

و شفاه شققها الأنين...

و سأظل أحبك عكس الريح

ريثما يطلق الموت سراحي

......


lost in memories 25-03-07 01:04 PM

أشهد بالحبّ ..

أشهد عكس الريح

على زمن عدواني عكس القلب...

و أشهد بالمحبة

على كوكب في مدارات الكراهية ...

و أقف بالرفض

أمام مستنقع الرمال المتحركة الشاسع

بين عدن و طنجة ...

و أعلن أن "لا"

لن نركع للبشاعة

و لن نرضى برؤية الحصان العربي الجميل

بعيدا عن براري الضوء

في اسطبل التدجين ...

أشهد عكس الريح

على زمن بشع

كوجه قواد عجوز عبثا تجمله أقلام التزوير

و أشهد بالحب

على أحزان الرماح المكسورة ...

.......


أشهد بأصابع الأشجار


ها هو نهر الزمن يجرفك ...

و الأشجار تلوح

بأذرعها الشبحية الرياحية

"وداعا"مرسومة بالأخضر...

و العصافير تعول بمناقيرها المكسورة ...

و أنا أتامل المياه تغمر وجهك

الذي كان يوما منارتي ...

و لا أقول شيئا ...لكنني أتثائب

***

لقد ألفت هذا المشهد

و كنت أعرف منذ البداية

أنني وجدتك لأضيعك

و أحببتك لأفقدك

فقد التقينا مصادفة

و أنت ذاهب الى فرحتك بمجدك ...

و أنا راجعة من ضجري بكل ما يفرحك الآن ...

و كنا سهمين متعاكسي الاتجاه

و كان لا مفر من الوداع كما اللقاء ...

***

أودعك بغصة صغيرة ..

فلحظة عبر كل منا صاحبه

أضاءت الدنيا كلها لبرهة

كما البرق المفاجىء في سماء صيفية ...

و شاهدت حقيقتي الهشة ..

و حقيقتك الهزلية

و لكن أمطر الحب دفئا ...

و في الاعصار امتزجنا

و توهمت العناصر أن لا فراق لنا ...

جميل أننا التقينا

و مريح أننا افترقنا ...و دخلنا في التثاؤب...

.......


lost in memories 25-03-07 01:09 PM

أشهد بالهذيان ..


ضبطت نفسي متلبسة بحبك

مثل لصة صغيرة

تسرق رغيف حنان ..

***

وسط موقد الحمى

رأيت جنوني بك يتلهب

و انتظاري لهبوب رياحك

لا ينتهي ..

***

ضبطت نفسي متلبسة بالهذيان

أمام الأقمار الاصطناعية

ووهم حضورك ..

بينما كنت أنت مشغولا

بقطف رأس امرأة أخرى ..

لم أشعر بالغيرة

بقدر ما وعيت عظمة حماقتي !

--------



اشهد برجل على صهوة رسالة. .



ذلك الرجل

الذي استطاع اقتحام مملكتي

على صهوة رسالة .. أحببته...

***

خارق العذوبة و الكبرياء

نقاء صحاري طهرتها الشمس

طوال عصور من اللهيب ..

ايها القادم من مسقط رأس أجدادي

و مسقط قلبي ..

أطلق سراحي من حريتي ..

خذني اليك

أجهز علي بحبك ..

هل ترضى بأن تموت امرأة مثلي

بغير خنجر العشق المستحيل ..؟

***

اني أحرضك على قتلي ..

فليجلبوا حروفي بعد مصرعي

كأحد الشهود على براءتك

من هدر دمي

على أرصفة الغربة ...



lost in memories 25-03-07 01:14 PM

أشهد بفرح عرفته ..

متوحشة و حزينة

مثل درب جبلية تفضي الى البحر

تشتعل الغابات على طرفيها

و يهب رمادها على ريعان الموج البعيد ...

متوحشة و حزينة غادرتك ..

ولست مدينا لي

بغير فرح عرفته معك ...

***

مرصودة لحزن كبير ؟

لم أجهل هذا في أي يوم ...

سأذهب وحيدة الى الليل الأخير ؟

كنت دوما موقنة من ذلك ...

سأمضي الى البحر كأنني ساستحم

لكنني وحدي أعرف أنني ذاهبة الى القاع

لأبحر وحيدة في المياه المظلمة

وسأقفز اليها من منارة القارات

المتوجة بالأضواء ...

بينما الموت يراودني عن نفسي ...

واستسلم لحبه




أشهد بالسفن الغاربة ..

لماذا كلما تذكرتك

اسمع صوت السفن الغاربة

عن شواطئ أحبتها

و هي تطلق صرخات الوداع

مثل طيور استوائية

فاجأها اعصار الطوفان ...

هل يعني ذلك أنني .... أحبك .. ؟!!



اشهد بطوابع البريد ..

اتمزق شوقا الى سماع صوتك ...

الان

لا قبل عشر دقائق

و ربما ليس بعد ...

***

تطلع اليّ من أعماقي

مثل بركان عبثاً أطمر فوهته

و أسترها بالطحالب و الابتسامات

و طوابع البريد ...!!

***

توهمتني أحب باريس

ربما لأنني التقيتكما معاً ...

و الان و قد فقدتك

تجثم باريس على صدري

حجر قبر ...

أضواؤها و مسارحها و زينتها الساطعة

تتدلى

مثل مصباح مكسور فوق جبيني ....!!


lost in memories 25-03-07 01:20 PM

أشهد على مخاوفي..


و لم أكن لأثق بك

اذا صافحتني

خشيت أن تسرق أصابعي ....

و اذا قبلتني

أحصيت عدد أسناني ....!!



أشهد برجل ليس لي ..


ألعن تلك اللحظة المباركة

حين اصطدم مركبي بجزيرتك

و تحطم

و أسعده حطامه

و عشق شطآنك .....!!

***

ألعن تلك اللحظة المباركة

و أنا أهرول كعادتي

في دروب مدينة ليست لي

لأحلم برجل ليس لي ....!


أشهد بلا ..


أنه عالم غريب يا حبيبي

فخبئني داخل صدفة حبك

و أحكم اغلاقها علي

كي لا أرى حمامة السلام

و قد حملت رشاشا

و انطلقت تحصد رفاق الامس !!

لا أريد ... !



أشهد بالضوء والنار ..


لا تحزني من اجلي يا دمشق ....

لقد عرفت الضوء و الحب و الفرح

و انا أرحل من كوكب الى آخر ...

و من جرح الى آخر ....

و من حريق الى زلزال الى انهيار

الى رحلة صيد في قاع البحار .....

***

احزني من اجل الذين يرحلون

من الولادة الى الموت

دون ملامسة الضوء مرة

أو النار ....!


lost in memories 25-03-07 01:25 PM

أشهد بأجنحة نسائك ..

خلف جفون حبنا

أية أسرار تختبئ ...؟

أية ستائر تنسدل ..

لتخفي خياناتنا المتبادلة ...!

***

كفك المبسوطة التي أحبها ...

لكنني لن آكل عنها قمح الاحلام ....

فقد شاهدت أجنحة النساء

اللواتي عشقنك ..تذوب كالشمع

حين تلامس الحبات شفاههن ....

***

الدخول الى قلبي عسير يا سيدي

لأن الخروج منه مستحيل ....!



أشهد على حماقة جميلة ..

كنت منفية الى حبك الطلسم

داخل الاختناق

و ها أنا اليوم

مطلقة السراح من وهم اسطورتك

كأية فراشة جشعة

تطارد أزهارها و شموسها ....

***

كان أطرف ما في حبي

لصورتك النجمية الموشومة في وهمي

أنه يمكن أن أمر بك في الشارع

و أراك ولا أعرفك

و أظل أبحث عنك

داخل صورتك في الصحف ...

و أناديك ....!



أشهد على شهريار ..

أرتدي قناع الصمت ..

و عباءة الريح الغامضة ..

ووشاح شهرزاد ...

و أثرثر

كي لا أقول شيئا ...

***

شهريار لم يألف الحوار مع نسائه

الا عبر سيافه

و صدقي سيخيفك ...

***

لذا أحدثك ساعات

و كل ما كنت أود قوله

تكفيه ثانية وهاجة

كومضة برق

أهمس فيها بأسى :

أحبك أيها الشقي ...!!!



أشهد على شاعر آخر أحببته ..


منذ ألف عام ...

شاعر يموت في فندق بحري

و صبية تتسكع امام الباب

على رصيف الاحلام تنتظر مركبا تجهله

سيرسو حاملا حبيبها المجهول

دون ان تحين منها التفاتة الى نافذة المحتضر ..

و مر الف عام

كبرت الصبية و صارت " انا "

و اكتشفت حين تعلمت القراءة جيدا

ان الشاعر الذي ابحر به الموت ذلك الزمان

كان الرجل الذي احبت

و كان اسمه بدر شاكر السياب

***

لقد وقع خطأ بسيط :

قرأت حروفه بعدما رحل به المركب

ووعيت انه الرجل الذي كنت انتظر

و لكن بعدما مضى !..

اهذا قدر الفنان ؟

خطأ صغير في التوقيت

مع القراء و الزمان ؟...

و هل سيبكيني حبيبي الحقيقي

على باب الفندق

و لكن بعد رحيلي على ذلك المركب

بعد ذلك بسنوات طويلة ..!


lost in memories 25-03-07 01:28 PM

أشهد بنخلة عربية ..


حنجرتي محشوة برمال عصور

من صحاري الصمت

لكنني أصرخ رعدا : أحبك !

***

لا تخرج من دمي

طموحي اليك شاسع و متجدد

و مع حبك

القناعة كنز لا يفنى ...

***

حينما اسمع صوتك

اغادر به الجرح و السرداب و الحرب

لأعود الى اصولي جنية مباهج

و نغطي همساتنا بقناع الضحك

بينما يتجسس علينا

جواسيس الأقمار الاصطناعية ...

ثم يعلو المد و يفيض الوجد بحرا

فنصمت

لحظة صمت متوحشة الأشواق

كعناق صحراوي مشبوب

في ليل الدفء و الظلمة ...

***

لحظة صمت تعلو فيها حكايا الف ليلة و ليلة

و صرخات قيس و انتحاب ليلى

و هذيان كثير و عزة

و ضحكات الغدير و السراب و الواحة ...

لحظة صمت من الكهارب

و السيالات الروحية المتبادلة

و نتفاهم بما وراء اللغة

و الكمبيوتر " الجاسوس " المسكين

لا يلتقط من تلك الآكوان المشبوبة

و هو يرصدنا

غير لحظة صمت خاوية ...

***

أحببتك رجلا لكل النساء

للدورة الدموية لاجيال من العشاق

و سعدت بك فاشتعلت حبا

اغمر به حتى عابري السبيل

و كدت اتوه عنك

و اشرد من بين اصابعك ..الى غيوم الضوء ...

***

رحابتك تطلقني الى المدى

صباح الليل يا سيدي

و كل صباح لا يشرق صوتك فيه

ليل منفى كئيب

يصير فيه الاسبوع

سبعة قرون ...

***

بين ثلوج الغربة

نمت بذرة حبك

فكانت نخلة عربية ...



أشهد على ضيف غريب الأطوار ..


امام ذلك الصديق الصامت

تشاجرنا

قلت لي انني ابريق عتيق

و قلت لك انك جورب مثقوب ..رث كالزمن

و هو صامت ..

اكدت له انني كاذبة كقديسة

اكدت له انك بروليتاري مزور

كالانابيب الباهظة التلوين

في جدران " البوبور "

و هو صامت

***

و ضربتك بطابات التنس الصفر

فأهلت على رأسي كتبي ..و اورارقي ...

و حين طعنتني ببطاقة سفرك

لوحت لك بعلم النسيان و اللامبالاه ..

و هو صامت ..

***

و تناثر ريشي و ريشك في فضاء الغرفة

و انت تقسم بالليمون انك ستتفرغ لكراهيتي

و انا اقسم بالكحل على الكيد لك بالتعاويذ

و هو صامت ..

لعنت لك ....و شتمت ....و الافعى معا

ثم لا اذكر كيف ...تعانقنا فجأة

و تصالحنا و هو صامت

و رقصنا حتى مطلع الفجر

و غنينا احلى اناشيدنا في تمجيد التفاحة

و لم نكلم بعدها ذلك الصديق ابدا ...

***

جبنا غريب الاطوار

ممتلىء السرة بالرمل

كالطفل الناجي من قارة ابتلعها البحر للتو

مدهش

كضحكة عجوز قادمة من اعماق القلب ..

ناشز

كقبعة رياش ملونة على رأس راهبة ...

قد اهمسك بفتور

او اكتبك بالجنون و الشوق خاتمة العشاق

او اناديك مقتولة بكراهيتي لك

و بحبي في آن

ثمة شيء من الهذيان بيننا

اغلق حبي على نسيانك

فتلود النوافذ المشرعة من الجدران

و تظل تركض ظلالك في عروقي

ركض النار في الغابات

و اكره و احب انسيابك المتوحش

في انهار شرايني و رمالي المتحركة ..

كأنك كائنات السر و الطحالب السأم معا

و لا شفاء منك الا بتلك الممحاه السحرية

الملقبة بالنسيان

و لكنها لا تباع الا في دكان الموت ..

فمن يشتري لي ؟

أم ان النسيان هو الهدية المستحيلة ؟...

***

حبك ضيف لا يطاق ..

يأتي حين لا اكون مستعدة لاستقباله ...

يدخل من النافذة و يحتل فراشي

يرفع قدميه الموحلتين فوق وسادتي الحريرية ...

ينفث دخان غليونه داخل رئتي

يرد على هاتفي و يطرد اصدقائي ..

يتناول دفتر مفكرتي

ليشطب ما يشاء من مواعيدي ...

***

يملي علي تسريحة شعري

ولون ثيابي و اقراطي

و نبرة ضحكتي و ايقاع مشيتي

و صابون حمامي و نبضي ...

يأمرني بشراء شمعة سوداء

ووردة حمراء

و يرمي باوراقي

كي ينضد احذيته في مكانها

و يفهمني منذ البداية

انه لن يقيم معي ابدا

لكنه يرفض اطلاعي على مواعيد طائراته

و جدول اعماله و بوصلاته السرية ...

اثور عليه و لكنه يرسم لي

جداول مواعيد نومي و صحوي ..

و يكتب لي احلامي التي ساراها و كوابيسي

استسلم منهكة

و اصير دمية بين يديه

و انهض ليلا و انا اهذي باسمه

فاجد النوافذ مشرعة

و جلالته رحل


lost in memories 25-03-07 04:10 PM

أشهد على جنون مدينة ..

شاهدت امراة عمياء

تزين شجرة ميلاد

فتتدلى منها افاعي ...

***

شاهدت بابا نويل

يساق الى الجندية مرغما

و يعبئون جعبته بالمتفجرات ..

أي جنون يجتاح هذه المدينة ؟

***

شاهدت مسلحا مقنعا

يمزق زينات العيد ..

و يلصق اوراق النعوات

على الابواب كلها

و يختم عيون الاطفال

بالشمع الاسود

و يأمرنا بأن نقبل سلاحه

و نلعق حذائه ..

و نتوجه ملكا في شوراع القمامة و الجثث..

أي جنون يجتاح هذه المدينة ؟...



أشهد فراشة ليلية ..


هذه السماء المعدنية الباريسية

تكاد تقددني

بردها انياب كلاب مسعورة

و شمسها بلا حنان

و انا ملاح يكاد ملح الغربة يحرقه

***

خذني بين ذراعيك يا وطني

قبل ان يفوت الاوان

لا لا تاخذني اليك

دعني اتابع اشتعالي

فقد اضيء قليلا

مثل فراشة ليلية

في حقولك اللامنسية

***

لا اريد ان اموت على رصيفك

ببلادة ورقة خريف مستسلمة

فارتكني احترق في وهج الغربة

و احتفظ بظلي على جدارك الصلد

تذكار حب !



أشهد أن حبك عيد ..


في أي غرف بيتك تقع صور حبيباتك

لأعلق لهن الأزهار و زينات العيد؟

اعذرني ..حبي لك غير متحضر

يجهل الغيرة و شهية التملك ..

انه عفوي ..بدائي ..ساذج ..بسيط كالمطر

ينخرط في قبيلة عشقك

دونما طقوس و مراسيم

أو اوسمة او فواتير او دموع

***

افترشت الغربة و التحفت بحبك

فوجدتني في وطني

أي بركان جميل يرحب بي ؟

و عاصفة الألعاب النارية تغطي الكواكب

و أمد يدي لأقطف نجمة

و أكتشف معك

طائرا نسيته قبيلتنا منذ دهور اسمه الفرح ..

***

اسمك السر و حبك عيد

شارباك انفراجة ابتسامة الاجداد

ذراعاك ارجوحة نسيان

و داخل عينيك دروب أركض فيها الى الطفولة

و بحيرات كالمرايا أمشي فوق مياهها و لا أبتل

سعيدة لأننا نتحرك في مجرة واحدة

و لأنني مررت يوما بمدارك و لم أرتطم بكوكبك ..و أحترق

سعيدة لمجرد أنك موجود

و يكفينني أنني عرفتك... و أحببتك..

...و اعرف اسماء زوجاتك و محظياتك ..

.. و اعرف تضاريس عمرك الشرسة ووهاد مزاجك .. و أحبك

ما كان بوسعي ان احب سبورة ممسوحة

جديدة لا خدش فيها و لا طعنة ذكرى

***

أحبك لأنني عرفت معك شيئا جديدا غريبا عني

اسمه الفرح

كل اللذين احببتهم قبلك

صنعوا لي قفصا وسوطا و لجاما ..

و مقصا لأجنحتي و كمامة لأغاني الغجرية في أعماقي ..

فصار الهوى معتقلا و الحوار محاكمة

و علموني الحزن و القسوة و اللامبالاه

و الغدر و السخرية المصفرة ..

معك التقيت الشمس صافحت الضحك راقصت البراءة

و قدمت اوراق اعتمادي الى الشروق ..

و اكتشفت كم همسك الازرق جميل عند الفجر

***

لأن الحب حالة متحركة

لأن الحب ليس تدجينا للصدق و تزويرا للعمر

احبك كما انت داخل اطارك

و احب حكايا حبك لسواي

مباركة لحظات حنانك الشفاف و لحظات جنونك ...

مباركة عيون المراة التي ستحب بعدي

و التي أحببت قبلي ..

مباركة همساتكما معا ..

مبارك اشتعالك بالحب أيا كان الإناء !..

فأنا لن أفهم يوما

لماذا يجب ان يحولني الحب

الى مؤسسة مكرسة لتخريبك

و التجسس عليك

و شبكة ارهابية تحصي همساتك ..

لا أفهم لماذا يجعل الحب بعض العشاق

اعداء لمخلوقات هذا الكوكب كله حتى الحبيب !!

***

أن احبك يعني ان اتصالح و القمر

و الاشجار و الفرح و العصافير

و العيد في وطني

ان احبك يعني انني اعلنت هدنة مع الحزن

و اعدت علاقاتي الدبلوماسية

و رقصة الليل في دمي ...

***

لا تعتب على صمتي فاللغة ( ديكور ) العواطف ..

و بعيدا عن وحل الكلمات

كبر حبي لك

زهرة مائية غامضة تتغذى بالليل و السكون ...

و ضوء القمر المتاجج فضة ..

و ثمار غابات العذوبة...

و تعال نكتشف معا ( وحدة قياسية ) للحب

غير التدمير المتبادل و جنون الامتلاك ..

***

حبك سعادة مقطرة ..أفراحك مباركة

في قلبي الذي يجهل رعونة الغيرة ...

وحده الموت يثير غيرتي اذا انفرد بك !..

***

أتمنى ان اكون ضوءا في اعماقك

و لا اشتهي تبديل تضاريس المصباح

فهل تقبل حبي ؟

و تمنحني تأشيرة دخول الى دورتك الدموية ؟

***

ابق كما انت ..عيدا

ستسعد بك النساء جميعا

بدل من أن تتعس امرأه واحدة !..


lost in memories 25-03-07 04:11 PM

أشهد بمركز الدائرة ..


اهرول من بحر الى اخر و من طائرة الى قطار

و من رفيق الى اخر

اجمع في يدي الصغيرة مجوهرات الاحزان

ثم انثرها على الشاطىء الشاسع

و انا ارقص في مهرجان احبابي

اعبر المغاور المغطاه بازهار خرافية ووحشية الحمرة

تلتهم اللذين لم يدمغهم الحب

و اسبح في غدير تكسوه زنابق التنهدات الليلية

و اتقلب على الحرير و المخمل و الشهوات المستحيلة

و لكنني حين اصحوا

اجد نفسي وحيدة فوق ورقة بيضاء شاسعة

مثل قطرة حبر

سقطت سهوا من محبرة غامضة

***

في البدء كان حبك ؟ ...لا ....

في البدء كان الصمت الشفاف المتواطىء

في البدء كان الخريف الجارح العذوبة

في البدء كان الفراق ..ثم اخترعنا له حكاية

و سطرنا سيناريو الاشواق في دفتر الاوهام

في البدء كان الموت ..الموت

و عبثا حاربناه بالشعر و المواء الليلي المحموم

و صندوق الفرجة و عقاقير التحنيط

***

ايتها المدينة الزئبقية

اقنعيني بانني كنت حقا

عشتك حقا

و زففتك الى النسيان

ايتها المدينة المستحيلة

امنحيني شهادة ولادة

كي اقدر على الموت

***

حبنا؟

كيف أمكن لمعجزة

ان تدوم طويلا هكذا

و ان تتكرر؟

**

منذ فقدتك استعدت صحوي

و صفاء الرؤيا

الحياة ؟

عضو ميت في جسد اثيري حي لا متناه

الحياة ؟

زحف مشلول صوب الضوء

بوضوح شاهدت الكرة الارضية

تنحسر من تحتي هاربة

حين جرؤت على رفع بقية الستارة

عن المسرح ...

***

ايها الاحمق المتوحش يا قلبي

متى تبتعد عن المرض الدائري الدواري

الملقب بالحب

و تمشي بخطى ثابتة

الى مركز الدائرة الملقب

بالموت ؟


lost in memories 25-03-07 04:16 PM

أحبك..

لا أستطيع أن أقول لك :
" أحبك " ..
فقد شاهدت هذه الكلمة
تطارد على الأرصفة كالغواني ...
وتجلد في الساحات العامة ، كالبغايا ..
وتطرد من المدن
كمرضى الجذام ...
لا أستطيع أن أقول لك :
" أحبك " ..
فقد سمعت هذه الكلمة
تلفظ في الحانات
مع هذر السكارى ....
وحين تهرب كلمة " أحبك " إلى الشوارع
يطاردها الناس ، ويرجمونها بالحصى
ثم يقتادونها إلى مصح عقلي ...
لا أستطيع أن أقول لك :
" أحبك " ...
فالكلمة التي أحملها لك بين شفتي
نقية وشفافة
كفراشة من نور
وكلما غادرت شفتي
طارت عنهما إلى حقول الصمت ...
لا أستطيع أن أقول لك :
" أحبك " ...
حتى لا يوسخها أصدقاؤنا الألداء بنكاتهم وتظارفهم
وهي في طريقها اليك
لا أستطيع أن أقول لك :
" أحبك " ...
لكني أستطيع كتابة الكلمة بشفتي
فوق جبينك ، بصمت
وأنت نائم ..
لتلتقطها أصابع أحلامك ! ...


مرحبا..


رغم أَن الحبّ ماتْ
رغم أن الذكريات
لم تعد شيئاً ثميناً
ما الذي نخسر إن نحن التقينا
إبتسمنا وانحنينا
وهمسنا : مرحبا
ومضينا
ليس يُدرى ما الذي نضمرهُ
فى خافقينا
مرحبا كاذبة نسكت فيها الناس
حتى لا يقالْ
" آه يا عيني على الأحباب
عشاق الخيالْ "
وحدنا نعلم أنّا
افترقنا
وانتهى ما كان من حبّ قديمْ
يوم قلناها معاً :
" حبنا كان خرافة "
نحن كفناه بالصمت
ضننَّا أن نريق الأَدمعا
وافترقنا
غير أن الآخرينْ
أعين مفتوحة دوماً علينا
فدعينا
نمنع الألسن أن تمضغنا
وإذا نحن التقينا
إبتسمنا
وانحنينا
وهمسنا :
مرحبا .

lost in memories 25-03-07 04:24 PM

إيقاع المرايا..

أغربي عن مرآتك تنحّي

فتلك التي هي هنا، لست أنت
وحيــدة، لطالمــا أخبرتهم عنك
وعنّي من ينبىء الأغراب
أنّي، غير هذه التي هي هنا الآن..... أنت
وحيـدا مثلي تماما، كان الشــغف كالظلّ
يلازمني حرصه، يسرف في الـتأنّي مرّة، ومرّة في التعدّي
كنّـا نزاول الصمت معا، متّكئين على سدرة المعنى
نراود الأفعال عن تلاوينها
نصادر ماتيسر من قبح الضمائـــر
نرجمها بالمواعظ الخفيّة حينا
وحينا باللعنات المعلنـــــــــــــة
كان أكثرنا حنكة ،
كان أكثركم دراية
حين راح الوقت وحده
يغتنم الهفوات
يفاوض النعاج في خبث
فتحبل كل الحكايات
وقد غضّ الشرف ماتبقّى من طرفه
عمن يدنّس الخفايا، والمرايا، والتمائم
من يأ به للبراءة إذن؟
حين تضجّ ساخطة
من يبالي بالنخوة التي تسّاقطت مغشيّا عليها
من هول عدم مؤقّت ربما
وانعـدام أ كيد للاعتبــار؟
أعلم أنّها ليست هي آخر الـمرّات،
التي أقف أمام هذه المرآة
أحاول جاهدة أن أتجلّى
كامرأة تتحايل على ملامح الانكسار فيها، كأنثى
أعلم أنني لست آخر الكائنات التي تتقن
المرارة في زهـــو
وتوغل في الأعماق بعيدا تركن تداعياتها
تمضي للحيلولة بين ماتشتهيه من صراخ حميم، حميم
وقبلة تعيد للشفاه شرور اللهيب
أعلم أني لا سواه أمتلك
ككلّ المفلسين في زعمهم، غنى
وفي أحسن الأحوال ندّعي القيامة
بين موت آخر وموت بديل
نفجّر اللغة في غيظ
نكظم أواخر الغصات بالحذر الشديد
نرهب الذين شغلهم عن النظر بعيدا
تنظيرهم إلينا، وتناظرهم علينا
هكذا ينبغي أ ن نستمرّ في لهونا،
عبثيين بمنتهى الجديّة
وجادّين كأية دابّة
تجمع السكات جيّدا
وتحمل السكات جيدا
وتمضغ السكات جيدا
وتطرح السكات جيدا
لتدرك أنّ الكلام ليس بالضرورة أن يكون جيدا
إلا، ليليق بالبهلوانات
وجملة شائعة من التماثيل المنحوتة
من رخام الصدف، وزخم المواويل

ليلاك يا شاعر في دمي..


للشاعر الأصدق تركي عامر
وهي مستوحاة من قصيدته "ليلى في العراق مريضة؟"



لكل شاعر من ضفّة الفرات
نصيبه الوافر
ومن الكربلائيات الزاحفة على جسد العراق
إيقاعه المنشود
لكل شاعر من الأقصى
وإلى الأقاصي .. قدس
ومن دموع الأمهات
آهة .. كالمآذن شاهقة
وكما الناقوس .. تدوّي
كما البارود


لكل شاعر مع الحكّام ، كيل من المدح
وللعنات سيل من براميل السخط
وسجّيل النفط
وأطاييب الكلام .
لكل شاعر .. ضادٌ ، وأغلالٌ ، وأصفادٌ
لكل شاعر .. بحرٌ ، ومجدافٌ ، وصيّادٌ
لكلّ شاعر .. واديه
لكل شاعر .. " أرز " في " بقاع " الشعر
عامل " على " شويفات " الجمال
لكل شاعر .. " هرم " من الشوق
يتكوّم " مصرا " على البوح
أحجية على السلا م !



لكل شاعر .. بردى الذي كفّ
ولا كفّ ، طالت القاسيون.
وإن هوى الياسمين ،
ردحا ، فللياسمين دهرٌ .. لايلين
لكل شاعر .. ليلي



وليلاك ياشاعر في دميَ البابليّ
حزينة
بل مريضة
بل سقيمة
بل إنّها القتيلة ؟..
وليس الموت وحده ، خصيم ليلي
وليس الحريق جلّه خطب ، المكان
هو المعنى ، الذي تاه عن هابيل
فأودى بقابيل إلى ذاك الزمان
زماننا الذي صمت الشعراء فيه ،
ليتناهبوا
أوطان ، يتكدّس ساستها ، قبل البلاء
بلاء




وبعد البلاء ... ضرام !
أيجدي القول ؟
وجدوى المحو ضارية ، يتكبّدها النخيل
هيّابا بطلعته الكسيرة
والضوء الراجف في الآفاق ، قصاصه
الدخــــــــــــــــــــــــــــــــان !
لكل شاعر ، مثلما كان لي
أغنية الطفولة
وأنشودة الوطن
وألعاب كثيفة تروي عن الحرب الضروس حكاياها الهزيلة
لكل شاعر ، مثلما صار لي ، مخاوف
أن تضيع ، الأغنيات والأقاصيص الطويلة
أن تضيع الأمنيات ،
وتبقى الألاعيب الكثيفة ، حُبلى الحروب الضروس
لتنسى الطفولة

lost in memories 25-03-07 04:27 PM

بورتريهات أناي العاشقة..



حلم الصحو

أيّها الغائب - بقوّة الحب -
تحتل أعماقــــــــــــــي
وأنا كهذه الأمـّـــــــــــــــــة
ســـــــــــــــــــــــــــــــــــــبيّة


[U]
أمر شرعي[/U
]

لتجعلني مما تملكه يمينك
بســهر معجّله - قبل - لا تنتهي
ومؤجّله - غرام - لآجال لا تسمّم


إضافــــــة


أحبّك
مفردة جديدة أرصّع بها لغتي
أزرّكش ، بجمرها الأبجديّـة
لأتّقـد بشــــــــغف الاشـــــــــتعال



ترنيمـــــــــــة


ما أجمل التكرار في ولهي
حين أحبّــــــــكَ ، لأقــــــول
َأحبّــكََ ، وأحبّـكَ ، وأحبّـك
وأحبّــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكْ


حالـــــــــــــــة


أحبّــــــــــك
فتســــــــتيقظ كل الفراشــات
في دمي
تهيمّ إليــك
تهمّ في رقصها المجنــــــون
تيّاهة تسعى إلى اللهيــــــــب



ختـــــــــام


أحبّــــــــك
نعم
وماذا بعد
ســـأغلق المحبــــــــرة

lost in memories 25-03-07 04:31 PM

هـذيـان ..


"لقد خلا هذا الزمن
إلاّ من لحظات حميمة
أنقذتنا جميعا"
....

ارتحـال يبدأ عبر دياجير الصمت
يودي إلى هجير الكلام
أحيانا نثغو معا
مطاردين بقوس قزح
قدرنا أن نسير هكذا ... بقائمتين
نراوح ... نراوح
ما من جناح
وحدهـا القضبان.. دائما!!
.....
نطفو على قطرة ندى
نغرق في التفاصيل المملّة
نشهق لعري الأشواك المقدّس
توقدنا .. ولمّا نزل
لكن موطن الرمـادا
دعانا نرقد بوداعة
على تخوم الغربة
نرفرف ..نرفرف
ما من فضاء
وحده الصليب.. دائما
.....
في مطلع كل حلم
نعيش طقوس الشهقة، قاطبة
نستعذب جراحاتنا
على قباب الجمر
نتسـلّق أحاسيسنا، بعزيمة بالغة
كي نصل قمّة الإصرار .. بمنزلق
نتهاوى ..نتهاوى
ما من قرار
وحده الفزع..دائما!
......
صديق الرؤى المستحيلة
لملم أشتات الهذيان
كي تسمع ندائي
أعدك دون طيش
ودون هوادة
أن نغزو العالم ..أجمع
حين نتوحّد معا
صديق الرؤى المستحيلة
وما في دمنا من جرس الموج
على شواطئ الأيام القاحلة
نتخبّط نتخبّط نتخبّط
ما من مــدّ
وحده الجزرُ، دائما!!


اعتذار ..


لغتي
لا تصلح
للهذر
أو
العشق
أو
المغنى
لغتي
قنبلة موقوتة
...
أغلقوا النوافذ
عقلي يحوم
في الغرفة


فراقكم مسمار في قلبي..


فراقكم مسمار في قلبي



عذاب أن أحيا من دونك



وسيكون عذابا أن أحيا نعم ..



يبقى أملي الوحيد



معلقا بتلك الممحاة السحرية



التي اسمها الزمن



والتي تمحو عن القلب



كل البصمات والطعنات



كلها ؟



اذكر بحزن عميق



أول مرة ضممتني اليك



وكنت ارتجف كلص جائع



وكنا راكعين على الأرض حين تعانقنا



كما لو كنا نصلي



اجل ! كنا نصلي ...



أذكر بحزن عميق



يوم صرخت في وجهي :



كيف دخلت حياتي ؟



آه أيها الغريب !



كنت أعرف منذ اللحظات الأولى



انني عابرة سبيل في عمرك



وانني لن املك



إلا الخروج من جناتك



حاملة في فمي إلى الأبد



طعم تفاحك وذكراه ...



أذكر بحزن عميق



انني أحببتك فوق طاقتك على التصديق



وحين تركتك



( آه كيف استطعت أن اتركك ! )



فرحت لانك لم تدر قط



مدى حبي



ولأنك بالتالي لن تتألم



ولن تعرف أبدا أي كوكب



نابض بالحب فارقت !..



فراقك مسمار في قلبي



واسمك نبض شراييني



وذكراك نزفي الداخلي السري



وها أنا أفتقدك



وأذوق طعم دمعي المختلس



في الليل المالح الطويل



لم يعد الفراق مخيفا



يوم صار اللقاء موجعا هكذا ...



وأيضا أتعذب



لما فعلته بك



بعد أن دفعتني إلى أن أفعله بك



لقد مات الأمل



ولذا تساوت الأشياء ...



واللقاء والفراق



كلاهما عذاب



و ( أمران أحلاهما مر ) ...

lost in memories 25-03-07 04:33 PM

كان ياما كان !..



يقولون : في الليل المنخور بالوجع



تنمو بذرة النسيان



وتصير غابة تحجب وجهك عن ذاكرتي ...



لكن وجهك



يسكن داخل جفوني



وحين أغمض عيني : أراك !..



عشنا أياما مسحورة



كمن يسبح في بحيرة من زئبق وعطور



ويركب قاربا



في انهار الألوان لقوس قزح



مبحر من الأفق إلى نجمة الرعشة ...



كان ياما كان !..



كان ياما كان !..



وكانت السعادة تصيبني بالارتباك ..



وحدها تخيفني



لأنني لم اعتدها ..



فأنا امرأة ألفت الغربة



وحفظت أرصفة الوحشة والصقيع



وأتقنت أبجدية العزلة والنسيان...



وأعرف ألف وسيلة ووسيلة



لأحتمل هجرك



أو كل الألم الممكن أن تسببه لي ...



ما لا أعرف كيف أواجهه



هو سعادتي معك ...



وحينما أصير مثل آنية كريستال شفافة



ممتلئة برحيق الغيطة



وبكل الفرح الممكن



أرتجف خوفا أمام السعادة ...



مثل طفل منحوه أرنبا أبيض



ليقبض عليه للمرة الأولى في حياته ..!



وكنت دوما أصلي :



رب ارحمني من سعادتي



أما تعاستي فأنا كفيلة بها ..



آه !..



كان ياما كان حب ...



وكنت بعد أن أفارقك مباشرة



يخترقني مقص الشوق اليك ...



وتزدحم في قلبي



كل سحب المخاوف والأحزان ..



وأشعر بأن البكاء لا يملك لي شيئا فأضحك !!



وتركض الي حروفي فأكتبها



وأستريح قليلا بعد أن أكتب ..



وأفكر بحنان



بملايين العشاق مثلي



الذين يتعذبون في هذه اللحظة بالذات



دون أن يملكوا لعذابهم شيئا



وأصلي لأجلي و لأجلهم



وأكتب لأجلي ولأجلهم ...



وأترك دموعهم تنهمر من عيني



وصرختهم تشرق من حنجرتي ...



وحكايتهم تنبت على حد قلمي .. مع حكايتي ..



وأقول عني وعنهم :



كان ياما كان حبّ ...

lost in memories 25-03-07 04:35 PM

رسالة الحب / الكراهية ..


أعلنت ليلى الأخيلية أنها لم تحب قيس يوماً !
هو يأتي طلباً للنار , وهي ترغب في الرحيل ,
لإكتشاف الجانب الثاني للقمر ..
أعلنت شهرزاد أنها سئمت ذلك المختلّ المهذار شهريار
فأودَعتْته في مستشفى الأمراض العقلية
وتركته على أريكه طبيبه النفسي يحصي شهيداته , وعقده النفسية
وجلست تكتب الروايات كما يحلو لها ,
دون أن تسكت حين يطلع الصباح ..
شهرزاد , ذبحت الديك الذي كان يصيح لتسكت !
ذبحت السّياف الذي له هو أيضاً وجه شهريار!
عَزة قالت لــ ( كُثير) إنها لا تُحب أشعاره
وأنتسبت إلى كلية الطب بعيداً عن ثرثرته !
عبلة قصّت شاربيْ عنترة حين جاء يقصّ أظافرها ,
ويرغمها على أن تكون شبيهة بصورتها في أشعاره !
الخنساء تعبت من رثاء صخر عصوراً ,
وها هي تكتب قصائد الغزل في شبّان القبيلة !
ولاّدة بنت المستكفي هجرت أبن زيدون , وأنتقلت
من البكاء على صدر الحبيب إلى البكاء على مصير الوطن !...
كيلو باترا أعلنت أنها لم تكن تنوي الإنتحار ,
لكنها أخطأت بين ذكورها وأفاعيها !..
و(شجرة الدرّ) ندمت لأنها قتلت زوجاَ
كان قد مات من زمان!
فكيف يدهشك أن أقول لك وداعاً
وأذهب في رحلة حول العالم ــ الذي لم تعد محوره ــ
كمن يطبق الباب خلفه بهدوء
ويستنشق الفضاء , في نزهة على خط الأفق ؟
21/8 1992
من ديوان رسائل الحنين إلى الياسمين
لغادة السمان ص 17

lost in memories 25-03-07 04:39 PM

مساء الخير أيها الفراق ..



لا تغضب
كان حبنا جميلاً جميلاً ,
أجمل من أن يصير حقيقة معاشة ,
فقررت ان أطلق عليه رصاصة الرحمة ,
لأغتاله وهو في ذروة جماله ,
ألا ترى بذلك انه لن يذوي أبداً ؟ ...
* * *
كان حبنا شفافاً كالحلم
ساحراً كقوس قزح ,
وكقوس قزح , كان رحيله محتوماً :
إنك لا تستطيع شراء قوس قزح لقرميد بيتك ! ..
* * *
لماذا نسلم حبنا لامراض العشاق العادية ,
لزكام الضجر ,
وجذام السأم ,
ونوبات النقاش غير المجدي ؟
العمر قصير , ولا وقت فيه
لساعات احتضار الحب الطويلة المؤلمة ,
لذا قررت أن أمنح حبنا ما هو أكبر من الصبر :
القتل
* * *
كنت اعرف منذ البداية
ان كل حب كبير
هو مشروع فراق ...
مساء الخير ايها الفراق ...
مساء المساء الحزين !...
عبثاً توقعني بعد اليوم .
في فخ اللهفة , والانتظار
والشوق والغيرة والشجار...
صار حبي أكبر منك ومني ...
صار كائناً مستقلاً عنك وعني ,
وعن كل ما تقبله أو ترفضه
وكل ما يمتعك أو يغيظك
وها هو يبتعد عن مدارك
في خضم كواكب الغد المجهولة
شاسعاً .. لامبالياً
* * *
مساء الخير ايها الفراق ,
ولتكن حتى لحظات وداعنا
لحظات حب ...
* * *
اذا لم اقتل حبنا
فسأقتل نفسي !
* * *
حين يمر الحب بنا ,
لا يعود أي شيء كما كان ...
حتى بعد ان يمضي الحب ...
وليس مهماً أن يطول التهاب البرق
أو أن يتكرر..
المهم هو أن نحدقّ حولنا جيداً
حين يضيء ..
وحين التهبت بك حباً
وأضأْت لثانية ,
وعيتُ كل شيء ...
وهذا العالم حولي ,
كان دوماً أجمل مما عرفت ,
ولكن أكثر قسوة أيضاُ ! ...
* * *
مساء الخير أيها الفراق ,
ولتكن حتى لحظات وداعنا
لحظات صفاء وامتنان
لكل ما كان ....
وما لم يكن ! ..
* * *
فيما مضى ,
كنت كلما ودعتني ,
أموت قليلاً ..
وها أنا اليوم امرأة ممزقة
واسمي : الوداع ...
مع قارة الاحزان تآلفت ..
وكل ليلة قبل أن أنام
أقول لتوأمي بحنان :
مساء الخير أيها الفراق ..
مساء المساء الحزين ...
لم أعد املك لك سوى الدخان ,
لرئتيك , لعينيك ,
لم أعد أملك لأسئلتك
سوى إشارات الاستفهام ! ..
يا غريباً تبحث عن وتد
انا موجه ضالة ,
وعبثاً تدق وتدك في موجتي ! ...
وقدماك المتعبتان
لن تريحهما إلا امرأة الطاعة والنوم ,
وانا امرأة الجنون ..
انا غجرية الضياع ,
وسادتي الزئبق
وجلدي القلق ! ...
* * *
هذا السقوط السقوط
على ادراج رطبة مظلمة داخل عينيك ...
هذا العتب .. كفى ...
* * *
تعبت من دوري المرسوم لي
في اوقات فراغك ومزاجك ...
تعبت من مقعدي
المعدل لي من مربعي الخاص بي
على رقعة شطرنج أيامك ..
وها نفسي تفتقد نفسي
وها أناافتقد أنا .
وأتوق إلى أن أطير بأوهامي ...
لأعود كما كنت قبلك :
شجرة وعصفوراً وصخرة وموجة في آن واحد ...
وبوضوح أرى
ان حبنا بدأ ينحدر
في درب الاحتضار الطويلة ...
فلماذا لا ننقذه , بالقتل ,
بدلاً من تحنيطه حياً
ونقول معاً بعذوبة الحب الذي كان :
مساء الخير ايها الفراق ؟...
* * *
اذا لم أقتل حبنا ,
فسأقتل نفسي !
* * *
لكي لا يصير حبنا مجرد عادة بائسة أخرى
وعصفوراً آخر محنطاً في ركن منسي بأحد صناديقك
فلنهمس معاً بصفاء : مساء الخير ايها الفراق ...
25 /11 /1974
غادة السمان
من ديوان الحب من الوريد إلى الوريد


lost in memories 25-03-07 04:41 PM

الشوق من الوريد إلى الوريد


مرير هذا الاحساس
بشوق ناري لا يهدأ ..
لا اللقاء يطفىء وهج نيرانه
ولا الفراق ...
* * *
دوماً دوماً افتقدك
باستسلام كوكب
لمداره حول الشمس ...
* * *
وحين أسمع صوتك
يتناسل شوقي إليك ويتكاثر ...
وحين يغيب صوتك
ماذا أقول لقبيلة الشوق
التي تقرع طبولها داخل رأسي
دونما توقف
* * *
دونما توقف .. دونما توقف
منذ عرفتك
وأنا احترف حبك ..
ومهنتي الشوق إليك ..
والحزن راتبي ...
وحتى حين اتوهم انني ارتويت من نبعك
وابتعد بشفتي عن بحيراتك
يستعر شوقي إليك
كغابة تعصرها النيران ...
* * *
أناديك ...
والليل جاثم خلف الجدران
والفراق قد شهر مخالبه
أناديك ...
والنوم يتقدم مني مهدداً
بعشرات من كوابيس الوداع
أناديك
يامن كنت قبل دقائق معي
وكان صوتك شرنقتي الحريرية
أناديك
يا حصني ضد الأحزان الليلية
وتعويذتي الصحراوية
لفني بعباءة حنانك
ولا تعبأ بما أقوله
أو لا أقوله
أناديك لملم اشلائي الممزقة
على طول عام من الحب والكراهية
لملمها من ليالي القلق
والفراق والانتظار واللقاء
والشوق والشوق ... الشوق
* * *
آه كم افتقدك
انا التي ودعتك للتو ...
وكيف أحتمل رحلة الليل
ريثما تشرق ثانية في عالمي ؟


ليلة 20 /6 1975

غادة السمان من ديوان
الحب من الوريد إلى الوريد

lost in memories 25-03-07 04:42 PM

اعتقال غصة


اعتقال غصة

اهذا أنت حقاً ؟
أتأملك ,
وأبحث عنك فيك
فلا أجدك !..
أين مضيت ,
دون أن تمضي ؟
كيف مضيت ,
دون ان تمضي ؟
* * *
ارى عينيك , شفتيك , ذراعيك
جسدك ,
ولكن ,
أين أنت ؟
* * *
آه كم افتقدك ,
أين أنت ؟
* * *
احببت فيك العبير , لا الزهرة ..
النبض لا الجسد
حفيف الريح عبر أغصانك
لا الجذع الخشبي
أحببت فيك الحلم , الحلم
الحلم
فكيف اغتلته ؟ . .
17 /8 1977
من ديوان إعقال لحظة هاربة

lost in memories 25-03-07 04:43 PM

اعتقال مقدمات فراق..


كأن الموسيقى القادمة عبر النوافذ
وُجدَتْ لتعذبنا ...
تُذكَّرُنا
كيف كنا ,
يوم استمعنا إلى هذا اللحن
منذ عام
وكيف صرنا ..
وكيف كان الحب متقداً كأتون
وكيف انطفأت النار وهمدت
ولم يبق في لحظتنا الآن
غير مزيج الرماد وماء المطر : طين اللامبالاة ...
* * *
كأن الصور
وُجدَتْ لتعذبنا
ولهفة نظراتنا في صورنا القديمة
والتهاب ضحكات الفرح
تجعل وجوهنا في هذه اللحظة
صورة للفتور واللامبالاة , الكئيبة قليلاً
والكالحة كثوب عتيق ...
* * *
كأن اللقاء وُجدّ ليعذّبنا ..
والغرفة التي كانت تحتضنُنا
كتوأم في رحم حجري ,
صارت آلافاً من الجدران والدهاليز
بيني وبينك ...
وصار الصمت حاكماً
والاغتراب سيداً ..
والحر المهذب , العدواني المناخ , حوارنا ...
* * *
كأن الشموع وجدت لتعذبنا ..
فهي تشتعل وتحترق وتنتهي ,
دون أن تُشعل في عيوننا ومضة
ودون أن توقض في عروقنا شرارة ..
* * *
كأن البخور
وجد ليعذبنا
فقد صارت رائحته الكآبة والنعاس
وتثاؤب كاهنة في معبد مهجور ..
* * *
إن شيئاً في هذا الكون
لا يمكن ان يلتقي بآخر ..
دون حادث ما ...
له صوت ورائحة , ومذاق , إلا لقاءنا ..
وفي هذه اللحظة ,
ألصق بأذني كأس الماء ,
وبداخله قطعة الثلج
فاسمع صوت فوران ما , كالغليان ..
إلا لقاءنا ..صار دون الغليان , أو التبريد ..
صار له صورة الموت , وهموده دون وقعه ...
وهذا الكأس المشبوب بالغليان المائي والثلجي ,
فيه من الحياة اكثر مما في التقائنا ...
* * *
موسيقانا ,
شموعنا ,
صورنا ,
لحظات لقائنا ,
وحتى قطعة الثلج في كأس مائنا ,
تصرخ كلها في وجوهنا :
انتهى زمن الحب ..
بدأ زمن الفراق ..
فمن يقولها لللآخر أولاً ؟
* * *
من أحب أكثر
سيمضي أولاً ...
من وعى حيوية الماضي النابض
ستفجعه بلادة الحاضر ...
من منا سيصرخ في وجه الآخر
ــ قبل الآخر ــ :
لم يبق من صرخة حبنا
إلا الصدى ...
لم تبق منه في مرآة الذكرى
غير ما يتبقى داخل المرآة
بعد أن نغادرها ؟ ....


5 /2 /1976
من ديوان إعقال لحظة هاربة

lost in memories 25-03-07 04:44 PM

اعتقال شجار..

وبدأنا نقول الكلمات المراوغة
الأكثر مراوغة من الاسماك
* * *
ثم صرت صامتة كالغبار
مفتتة كالغبار
وكان صمتي صرخة استغاثة , لم تسمعها !...
واستحال الحب سكيناً
نتبادل بها الطعنات
وصارت نظراتنا عواء ّ
لكلبين جائعين في الثلج !...
* * *
واشعر بالرغبة في ضربك ضرباً مبرحاً
وأكور قطعة ( كلينكس ) وأقذفك بها ..
وتقول انني صلبة كالفولاذ المسَقّى
واحس انّي هشة كالرماد ,
وشرسة كمنجل القطاف ,
في آن واحد ...
وفي صدري بركان تتلاحق انفجاراته
فأقضم الثلج بصمت وهدوء دون ان أشرب من كأسي
وأعي بهلع : ان بذور الشجار حين تنمو
تصير سوراً من الأشواك اسمها الفراق .

6 /9 /1975
من ديوان إعتقال لحظة هاربة

lost in memories 25-03-07 06:07 PM

بس تعبت :) فاصــــل اعلاني وراجعين

lost in memories 26-03-07 07:17 AM

اعتقال كلمة لم يقرأها جيداً


فليظل الشريان نابضاً
معلقاً بين الحضور والغياب
على أسوار الليل والترقب ..
* * *
وليظل الحلم نائياً
كندف الثلج فوق الذري
لئلا تدوسه
أقدام الواقع اليومي الموسخة ...
* * *
لا أريد حباً
أريد حلماً ..
لا أريد جسداً
أريد ظلاً ...
* * *
هل تعني لك شيئاً
هذه اللغة !..
ام تراك مثلهم جميعاً
ستقرأها دون ان تقرأني ؟....
الربيع الخريفي 1977
من ديوان اعتقال لحظة هاربة

lost in memories 26-03-07 07:18 AM

اعتقال غربة


بأي حب نتشدق ,
مادام ( الكرسي الكهربائي ) ,
لا يتسع في النهاية لأكثر من شخص واحد ؟...
وودعتني ودخلت في برتقالة الصمت
وأغلقت قشرتها خلفك ..
وودعتك ..ودخلت في كرة الليل
وها هي الكرة تتدحرج
فوق سلالم النسيان الوعرة ...
* * *
تتفتح نوافذ الغربة
وتمضي الريح من جديد
ومن جديد
أنا ورقة صفراء
ضالة في دروب الاعصار ..
17 /9 /1976

lost in memories 26-03-07 07:22 AM

اعتقال شهقة ..

حين أضأتُ أنواري
كمنارة في عدن ,
تطل على قارات ثلاث ,
لم أكن أقصد مناداة الذباب !..
* * *
فكيف تتوهم انني أخونك ؟...

3 /1 /1975
من ديوان إعتقال لحظة هاربة

lost in memories 26-03-07 07:23 AM

أسافر .. وفي حقائبي ذكرياتنا ..


وافترقنا ..
وها أنا حفنة من الزجاج المسحوق
عبثاً تستعيد صورتها كأمرأة ...
* * *
وافترقنا
السفن تطلق صرخات الوداع
في مساء المرافىء ...
والطيور المهاجرة
لا تملك إلا الطيران
في مدارات رحيلها المحتوم
وزمن المد انتهى
وها هو الجزر ينحسر
عن الصخور التي طالما ملأ ثقوبها الموحشة
ما ضياً عنها إلى غير رجعة ..
لا قطرة في الموج
قادرة على العودة إلى ذرة رمل سبق واحتضنتها
كل مافي الطبيعة
يستعصي على التكرار
وكذلك حبنا
* * *
وافترقنا
يا للجنون ... وأنا أحبك هكذا
وأنت تحبني هكذا
أي شيطان يسكنني
ويجعلني أغمد سكيني
في جسد الحب الغض
ستبقة بذلك
سكين القدر المحتومة ؟
* * *
أي شيطان يسكنني
حتى أصرخ كساحرة مجنونة :
بيدي لا بيد الزمن ...
علي وعلى احبائي يا رب !...
* * *
وافترقنا
وسوف تنقضي أيام طويلة
قبل أن نمر في الشوارع
التي طالما احتضنتنا معاً
دون ان تقفز صورة كل منا
داخل عين الآخر
واسمه ...
والحوار الذي تبادلناه هناك
وضحكاتنا المختبئة في الزوايا ..
وسوف تنقضي أيام طويلة
قبل أن ألفظ أسماء أصدقائي
الذين يحملون اسمك نفسه ,
دون أن أغص ويرتجف صوتي ...
وسوف تنقضي أيام طويلة
قبل أن اسمعهم يتحدثون عنك
ويلفظون اسمك
دون أن تغمد في صدري
سكين الشوق ...
وسوف تنقضي أيام طويلة .
قبل أن أخط اسمك
دون ان تدمع عين قلمي !..
* * *
وأفترقنا
لكن الزمن لا بد وأن يمر بدواليبه
فوق جسد ذكرياتنا
ويطحنها جيئة وذهابا ...
وفي النهاية , لا يبقى إلى التراب ..
من الضوء وإلى التراب تلك حكايتنا ...
* * *
وأفترقنا
وها أنا أرحل ,
وفي حقائبي الذكريات ..
آه الذكريات .
* * *
اودعك
وأقف على طرف الكرة الأرضية
ثم أقفز إلى الظلام .. والمجهول
* * *
فراقك
شوكة في حلق زمني الآتي
* * *
لا جسد لهذا الحب
في فضاء الأيام
لامكان له في عمرنا المطعون
ولم يعد يوسعي أن أخطو إليك
ولم يعد بوسعي أن أخطو عنك
هذا زمن الإنهيارات
والفوضى استولت على مدارات حبنا
هذا زمن الإنهيارات
وارقب أنياب الخلل
تلتهم أعصابي
لم يعد بوسعي أن أصرخ
لم يعد بوسعي أن أناديك
لم يعد بوسعي أن أذكرك
ولم يعد بوسعي أن أنساك
من الضوء وإلى التراب ..تلك حكايتنا !...

لندن 20 /5 / 1975
من ديوان أعلنت عليك الحب

lost in memories 26-03-07 07:24 AM

إعتقال لحظة ذل..
فليتفجر القلب بلحظة أعتراف : أحبك .
أحبك . أحبك . أحبك .
أعرفك جيداً على حقيقتك
وأحبك .
* * *
لا واحة لي غير قحطك
لا أمان لي غير غدرك
لا مرفأ لي غير رحيلك
لا فرح لي غير خيانتك
لا سلام لجرحي غير خنجرك .
* * *
أحبك , كما أنت
أفتقدك , كما أنت
أقبَلك كما أنت ...
* * *
فلينفجر القلب بلحظة أعتراف : تعال
مازلت أحبك .
أكره كل مافيك
وأحبك !...
* * *
ويوم أفترقنا ..
وقفت أمام المرآة
فلم تظهر فيها صورتي ,
وكأن لا أثر لي ....
ووقفت فوق الميزال في الصيدلية
فلم يتحرك المؤشر
وظل يشير إلى الصفر ...
ووقفت أمام قاطعة التذاكر
وطلبت مقعداً في السينما
فلم ترني , وباعت الواقف خلفي ...
* * *
لقد أطبقت عليَّ زهرة حبك المفترسة
وغرست أشواكها في روحي
وامتصتني بكليتي .
* * *
فلينفجر القلب بلحظة ذلك : تعال .
أني أكره كل مافيك
وأحبك . أحبك . أحبك


التاريخ : الآن والبارحة وغداَ
من ديوان إعتقال لحظة هاربة

lost in memories 26-03-07 07:25 AM

إعتقال زلزال صغير..

ماذا يحدث لي ؟
تجمد الدمع في قلبي .
وتجمد في عيوني
وأستحالت أحزاني إلى جبل من الجليد ..
* * *
جرحي أكثر عمقاً من أن أواجهه ,
وأكثر نزفاً
من أن اجرؤ على فك الضمادات عنه ,
لقد أنهدم الجسر في داخلي ,
بين عالمي الوحشي السري ,
والعالم الخارجي الداجن ,
وكان لا مفر من أن أعلن ,
ــ لنفسي على الأقل ــ
بأنني أسكن الضفة الوحشية الأخرى ...
أحلم بجزيرة مسورة ومكهربة ,
لها بحر وسماء ونجوم وقطط وسحالي ,
وفيها نباتات الأرض وحيواناته جميعاً
دون تلك الفصيلة الأكثر إيذاء من الديناصورات :
القرد العاري الـ Homo sapien
* * *
أريد أن أكون وحيدة مع ضربات قلبي ,
لأسمع صوت الزمن ,
وأريد أن أكون وحيدة مع خفقات عقلي
لأسمع أحد أصوات الحقيقة ,
وأريد أن أتسلق شجرة المعرفة .
وأن لا أتغذى بسواها
وكل تلك الأنزلاقات في رمال روحي ,
هي صرخة الحرمان
لنشرب لامزيد من نبع الوعي الكاوي . .

ليلة 17 /3 /1977
من ديوان إعتقال لحظة هاربة

lost in memories 26-03-07 07:26 AM

إعتقال لحظة وجع..
إستيقظي إيتها الحمقاء الحزينة ,
النائمة في شرنقة الحمى ,
وأخرجي إلى الشمس ,
وأتركي للظلمة عفن الذكريات .. وعفن الأحلام ..
* * *
أستيقظي إيتها الحمقاء الحزينة ,
وأخرجي من فم التنين ,
وأركضي في غابة المطر عارية ,
ودعي قطراته توقظ مساماتك النائمة ,
وجسدك الساقط في تخدير الكآبة ..
* * *
أستيقظي إيتها الحمقاء الحزينة ,
ألتهمي رجال ا لمائدة ,
وبيوض السمك
وأشربي حساء السلاحف ,
في يخت من عاج ..
وأكتشفي جمال الفضة والذهب ,
وأكتشفي بريق الماس ,
وكُفّي عن البحث
عن عينين
لهما بريق صدق وهاج ,
وعن حقيقة صلبة كالذهب .
* * *
أستيقظي أيتها الحمقاء الحزينة ,
التي يطالعني وجهها في المرآة ,
كلما ذهبت إلى الحمام
لأتقيأ نزف قلبي ..
اللحظة هي الحقيقة الوحيدة ,
تذكري ذلك .
والكذب البشري هو الصدق الوحيد
تذكري ذلك
والنسيان هو الدواء الوحيد
تذكري ذلك ..

17 /12 /1977
من ديوان إعتقال لحظة هاربة

lost in memories 26-03-07 07:27 AM

أرق...


تحاصرني بالليل
وجسدك ممدود على طول الليل وعرضه
وعمقه ..
* * *
تحاصرني بصوتك , والهواجس ...
توقظ في نفسي التوق ,
والشهوات المنسية ,
فأتعذب بعذوبة !..
* * *
توقظني من نومي ( الروتيني )
وتنبش عني كومة التبن
وتقرأ في حنجرتي صرختي نصف الميتة ..
* * *
أرجوك
أرحل عن ليلي
وأخرج من جرحي ...
دعني أنم !!

28 /9 /1977
من ديوان الحب من الوريد إلى الوريد

lost in memories 26-03-07 07:28 AM

حذار من الحكمة ..
مع الحب ,
الحكمة لا تجدي
وحين تقبض يد الحكمة على الحب
يغافلها , وينزلق من بين أصابعها
حفنة من الرمل الملون
* * *
في مثل هذه الأمسية الحزينة
منذ عام , افترقنا
وكنت اقرب إليّ من جلدي
* * *
ولأننا سلمنا يد الحكمة مقاليدنا
ها نحن في هذه الأمسية الحزينة
في غرفة واحدة
وأنت جالس بالقرب مني
لكن كلاً منه يعي
في قاع روحه البائسة
إنه لقاء الوداع
* * *
لقد غافل الحب يد الحكمة
وهرب دونما ضوضاء
وخلفنا نواجه جثة ذكرياتنا
فوق منصة المساء الحزين


7/2/76
من ديوان الحب من الوريد إلى الوريد

lost in memories 26-03-07 07:29 AM

لقاء الوداع ..

تماسكي ..
وأنصتي جيداً ...
إنها كلمات الوداع
التي تقال دون أن تقال
* * *
تماسكي ..
وحدقي جيداً
إنه وجه الفراق الساخر
يطل من النافذة
* * *
تماسكي ..
وواجهي الإعصار
الذي هو في دربه لإجتياحك ..
ودفء تلك الظهيرة الشتائية
لا تصدقيه
فهو بداية الحمى
* * *
تماسكي والتقطي كهارب الوداع
ولا تطلقي نداء استغاثة
فقد أصيب الحب بالصمم !...
17 /1 /76
من ديوان الحب من الوريد إلى الوريد

lost in memories 26-03-07 07:30 AM

النسيان من الوريد إلى الوريد ..

خًلق قلبك من ضلعي
خلقت يدك من ضلعي
خلقت ضلوعك من ضلعي
خُلق غذرك من ضلعي
..وخُلق فراقك من ضلعي ...
* * *
لقد ثقبنا بالون الإحلام ..
وانتهى زمن النظرات المختلسة
المشحونة بصواعق البرق الأخرس
وأنتهى زمن اللمسات المسروقة
والتنهدات الراكضة في الليل
ركض النار في غابة صيفية ..
* * *
وأنتهى التوق الغامض
إلى فرحة صغيرة مجهولة ..
وانتهى زمن التحليق وعدنا إلى طين الوعي ..
وعاد الزمن كرشاً مطاطية
مصابة بعسر الهضم
تجثم بأكملها فوق صدر المدينة ..
.. وعاد السأم ليمد قريته المحشوة بالتثاؤب ,
فوق جسد أيامنا ..
لقد مات حبنا , حتى دون أن يحتضر !..


12 /9 /1976
من ديوان الحب من الوريد إلى الوريد

lost in memories 26-03-07 07:31 AM

عابر سبيل ؟


لا تغمس حديدك المحمي
في بحيرتي الساكنة ..
* * *
لا تركض بمشاعلك النارية
في غابتي الهادئة ..
* * *
لاتقتحم أعمدتي الملْحيّة
بسيلك المجنون ...
* * *
لا تمطر على أيامي الراكدة
قطراتك المضيئة الحارة ..
* * *
مر بي كعابر سبيل
ولا تقتلع أسواري
فأنا يا حبيب سواي
أعرف جيداً ,
أن بوسع رجل مثلك
أن يخلفني
مشتتة وممزقة ,
كحفنة من الغيوم الشفافة ,
على صفحة سماء صيف أزرق ..
* * *
سأكرهك قريباً ,
لأنك رجل يمكن أن أحبه حقاً !!..

5/8 /76
من ديوان الحب من الوريد إلى الوريد

lost in memories 26-03-07 07:32 AM

رفة عصفور..


هدوءا
ولا تطبق كفك عليّ بشدة
ولا تقسُ في التقاطي زمنك
لئلا أتلاشى بين أصابعك
لا تقترب كثيراً
ولا تبتعد كثيراً
وأبق حيث أنت
نائماً بسلام
ووسادتك أحد صمامات قلبي !!..


بيروت 1 /2 /77
من ديوان الحب من الوريد إلى الوريد

lost in memories 26-03-07 07:34 AM

إعتقال مدار آخر ..

أبعد أنفاسك عن أوراقي
وأرفع جسدك عن سقف غرفتي ,
وأرحمني من حبك الأعمى
الذي لا يلوي على شيء ..
فأنا نائية .. نائية ..
أضحك نائية .. وأبكي نائية
* * *
لقد جئتني بحبك
وجنونك وصواعقك
بعد فوات الأوان ..
* * *
الآن ,
أنا على الشاطىء الآخر للنهر
أراك ,
وأسمعك ,
لكن دربينا لن تقاطعا مرة أخرى ...
* * *
آه هل فات الأوان ؟
أنا أميرة الجنون والحرية والتحدي
والحب والحب
أليس هنالك ما يرويني ؟
ولماذا تستولي الخيبة الصامتة
على صراخ نزواتي ؟
آه ليل , قبلة ليل , بعده ليل
آه جرح , يسبقه جرح , يختمه جرح
آه قرف حتى الذهول
أسى القلب كله , أسى الحلم كله
أسى الذاكرة ..
الدوار , الدوار ,
خاتمة محاول الإفلات
حتى من الجاذبية الإرضية والإجتماعية ..
ولكن ,
ولكن للضوء مدار آخر و
والحل خارج دائرة اللعبة !..

19 /10 /1977
من ديوان إعتقال لحظة هاربة

lost in memories 26-03-07 07:35 AM

إعتقال كلمة ( مذكرة )..


خبّأتَ يدك في جيبك
لحظة الوداع
كأنما لتنجو بها من إمتلاك يدي ..
آه هذا هو الفُراق ....
* * *
تلك الصلابة الرافضة كلها
التي كان يواجهك بها جسدي
لم تكن أوامر الأجداد وإرادتهم
وإنما كانت صدى إرادة روحي
التي لم تصدق إنها تسكنني :
كان يصعب عليك أن تصدق
ان للمرأة روحاً أيضاَ , وإرادة
لا جسداً فقط !....
* * *
تفترسني ذكرى ألمك ,
ويفترسني ألمي
الذي لم تصدق إنه يمكن لي معاناته
( ربما لأن كلمة الألم مذكرة !!)
* * *
( الألم . ا لعطاء . الإخلاص . الوفاء )
كلها كلمات 0 مذكرة ) في الكتب المدرسية :
معك , كنت أطمح
إلى لغة ما بعد التخرج ! ..

9/9 /1977
من ديوان إعتقال لحظة هاربة

lost in memories 26-03-07 07:36 AM

إعتقال الرجل الآتي ..

أقترب ْ , أو أبتعد
وأملأ أيامي بياض البجع في الذاكرة
وأغاني السواقي ..
وضحك السنابل في الريح .
وعنفوان إضاءة الغابات ..
أو خلّفني لأمسية أخرى باردة
يجلدها نزف المطر ..
* * *
أقترب , أو أبتعد
وأغمرني بعذوبة القبل الشتائية
المختلسة قرب بائع الكستناء ..
أو خلفني فريسة وحيدة
أمام نوافذ البيوت الموصدة المجهولة
نصف المضاءة ...
تعال , ودع السلام المضيء
يغمرني كنوم الطفل ..
أو أهجرني
ودع صبر التوق ينمو فوق لساني ..
لا فرق ..
فقد أحبتتك ,
تماماً كما أحببت قبلك ,
وكما سأحب بعدك ..
* * *
سواء لدي ,
حنوت أو قسوت
سواء لدي ,
الرعد الليلي , أو النهار المشمس
فالينبوع في داخلي أنا
وهو يتفجر في المناخات كلها
والأنواء و والقارات , والفصول كلها ..
ليغسل كل شيء بالحب .. الحب ..
* * *
أنا المرأة التي لا تدمع
لأنها لا تعرف من الفصول غير فصل الحب ..
..وسأظل أحب , وأحب ..
أحب الآن بصدق ,
كما أحببت الآخر قبلك بصدق
وكما سأحب الرجل الآتي !..


12 /11 /1977
من ديوان إعتقال لحظة هاربة

lost in memories 26-03-07 07:37 AM

اعتقال القاتل والقتيل..


ها أنا أنتهي كالعادة
مع رجَلُين
أحدهما كنت أحبه
والآخر صرت اكرهه
وكلاهما أنت !...
* * *
لقد أنتصب جدار
بيني و ( بينكما )
عبثاً أحطمه
بمعول التفاؤل الزجاجي ...
* * *
آه ماذا تقول ( لكما )
مَنْ قلبها موجة ملونة
أستسلمت لمراكب الرياح النارية
آه ماذا تقول ( لكما )
من نسيت أن الحب
حفنة غبار مضيء
على شاطىء رمال الزمن
عبثاً نعتقله بين الأصابع
كطفل يريد إمتلاك حفنة رمل في يده ..
ولأنه يشدد قبضته عليها
تنزلق من بين تنهدات أصابعه ...
* * *
وها أنا أنتهي كالعادة
مع رَجُلين
رجل خذلني
ورجل خذلُته
وكلاهما أنت ..
رجل قتَلنَني
ورجل قَتَلْتُهُ
وكلاهما أنت ...
رجل أحببتهً
ورجل كرهتهً
وكلاهما أنت ..
* * *
وها أنا من جديد ..
وحيدة ومعزولة
ويتدفق من عروقي
دم أخضر
كنزف ابات تتوجع
على إمتداد الأفق
دونما نهاية ...
وعبثاً اعمر بيت سكينتي
بهدوء النملة ,
وعبثاً الملم ذاتي الممزقة ( بينكما )...
* * *
.. وها أنا أنتهي كالعادة
مع رجلين
أحدهما كنت أحبه
والآخر صرت أكرهه
وكلاهما أنت !...
* * *
أطوف في خرائب حبنا
والزمن كلب يعوي في أثري
ويطاردني ناهشاً أطراف ذاكرتي ..
والبلابل المعدنية
تزعق بحناجرها النارية المنصهرة
والفرح يولي الأدبار ..
وأكاد أعلق في صنارة الشوق
وأتدلى منها في شحوب الغابة
مثل مشنوق على شجرة الفجر
* * *
وتطلع إليّ من رئتي
فيموت الإنتحار منتحراً !..
* * *
لكن نجوم النسيان الخضراء
تسارع لتنبت بأرض المحروقة
وأخلعك عني
كما تخلع الأفعى ما كان بعضها
وأنضوك عني
كما ينضو الجرح كفنه وقت الغروب
ليرتدي شمس الغد
* * *
وداعاً لرعبي من عذوبة أحدكما
وشراسة الآخر ...
وداعاُ لسحر احدكما
لمسة الموت الخاطف للآخر !
* * *
وداعاً حنان الدفء الربيعي
يعقبه العنف الصقيعي البارد
وعنف المناخات اللإنسانية
والصمت المشحون العدواني
الصمت الصراخي الفتاك
وداعاً أيها السيدان معاً : ا لقتيل والقاتل

1/12 /1977
من ديوان إعتقال لحظة

lost in memories 26-03-07 07:38 AM

إعتقال ذاكرة مثقوبة


بدأت أنسى كل شيء
إلا أنت ...
بدأت أنسى تفاصيل ملامح الرجال
الذين عرفتهم قبلك
وظننت علاماتهم الفارقة
مصابيح مضيئة
في درب أيامي الإسفلتية الموعرة ...
* * *
بدأت أنسى فوق الخد الآيمن أم الإيسر
كانت تلك الشامة النافرة
التي اتعثر بها كلما قبلته
ذلك الرجل
الذي اشقاني واشقيته ...
بدأت أنسى
قوق ساعده الأيمن او الأيسر
كان أثر الجرح المندمل
لذلك الرجل اذي حاول إغراقي
في بركة من التخذير .. وفشل
لكنني أحببته ..
* * *
بدأت أنسى ذاكرتي ...
وبدأ جسدك يصير الليل ,
وشفتاك الأفق ,
ومعك , صرت أتذكر اللحظات العتيقة كلها
التي كنتُ أتوهمها ستصير مؤلمة ,
حين تصير مجرد ذكريات :
فتنزلق الآن فوق جلدي كغبار الطريق ..
* * *
ومعك , صار بوسعي أن استمع
إلى الموسيقى
التي سمعتها وإياهم في ذلك الزمان الهارب
دون أن أحلم بغير حياتي معك ..
معك , لم تعد الموسيقى
جرحاً في القلب ,
يذكّر بتلك الأيام السائبة عبر الأصابع ..
وذلك الثقب في الذاكرة الذي حفرتهُ
فَرّغتَ عبره رمالاً كانت جالاً ...
* * *
بدأت أغرق تماماً
في بركة ذقنك ,
وأضيع في غابات شاربيك ..
بدأت ..أحب
واضبطك تحت جلدي أكثر من مرة ...
ولكن , حذار من ذاكرتي المثقوبة
فقد تتسرب أنت ايضاَ عبرها ...
ذات يوم !..

2/9/1976
من ديوان إعتقال لحظة هاربة

lost in memories 26-03-07 07:38 AM

اعتقال تخاطر..


أفكر بك بكثافة , أتذكرك , أمثل في حضرتك البهية
وفي الوقت ذاته , أبذل جهداً خارقاً
لمتابعة قراءة كتابي المشوق ..
لكن حادثاً أثيرياً ما
قد طرأ ,
وها هي مفاتيحي الداخلية السرية
أسيرة مغناطيسية مجهولة غامضة تجتذبها ...
وها أنا أفكر بك بكثافة ,
أتذكرك ,
أمثل في حضرتك البهية
وأسمع صوتك ,
وأنا واثقة من أنك تعاني الشيء ذاته
في اللحظة ذاتها ..
وأننا في هذه الثانية , نتواصل
عبر هاتف روحي ما ,
ويجتذب كل منا صاحبه
بطريقة ما
عبر كهارب أثير كوني غامض
* * *
أرجوك , كف عن الصراخ في أذني هكذا
وأنت بعيد هكذا ...


5/8 /1976
من ديوان إعتقال لحظة هاربة

lost in memories 26-03-07 07:39 AM

إعتقال يقيـــــــن !



التصق بي
كي أصدق حلمي بك ..
لم يعد بوسعي حمل ليل بيروت على كتفي
دونما حبك..
كيف أطيق الشوارع المفروشة
بالاجساد المحتضرة , والقمامة , والذباب
وأرصفة الأمعاء الممزقة
لولا حبك ؟
كيف أحتمل الرصاص
الذي يطلق عليّ فجأة دونما مبرر
والصبية العابثين بالموت
متباهين بأسلحتهم , كالغواني بزينتهن ..
ووقفتنا في طوابير الذل الطويلة
أمام باعة الخبز المر
وأنين المكومبين في أروقة المستشفيات
وصراخ الأطفال المختبئين مع الجرذان
يقاسمونهم الظلمة وفتات الأكل ..
كيف أطيق المدينة الموبوءة
بالنزف والحقد والخيلاء
لولا إنتظاري لحظة شروقك ؟ ...
* * *
نقف على أرصفة الصيف
أشجاراً جافة مذعورة
ويركض بيننامرضى القسوة
أصابعهم مواسير بنادق
وتعول سيارات الأسعاف
محشوة بالقنابل لا بالجرحي
آه لولا حبك كيف أطيق موت الماء
وموت الموسيقى
وموت الضوء
وموت الأصوات كلها حتى أصوات الاستغاثة ..
في هذه المدينة الداجنة الوحشية ..
* * *
ولن يسرقوا مني حريتي
ولن يدقوا حدواتهم في قدمي
ولن يسكبوا لجامهم في حنجرتي
ولن تروّضني البشاعة
ولن أصفق لفرقعة سياط الجلاد
مدعية كالآخرين أنها موسيقى بيتهوفن
وسأظل قادرة على الحلم والتحليق
مادمت أحبــــك , وأنتظرك
وأعرف أن شروقك محتوم
بيروت 5 /9 /1976
من ديوان إعتقال لحظة هاربة

lost in memories 26-03-07 07:40 AM

إعتقال لمسة حنان ..

آه الحنان ,
ذلك التدفق
من اللانقطة و إلى اللا هدف
ذلك التدفق :
نهر كهارب مضيئة
راكضة في الزمان
دون مبالاة بالمكان ...
* * *
الحنان .
لمسة على ألم مجهول
لوجه مجهول
في قطار معتم ..
دونما مصفقين .. ودونما مقابل .
19/8 /1975
من ديوان إعتقال لحظة هاربية

lost in memories 26-03-07 07:42 AM

إغتيال لحظة هاربة


ها أنا من جديد
في ذلك العالم الليلي المسعور
حيث وجوه الغرباء المستعرة
وهمهماتهم اللامفهومة حول كؤوس النسيان ..
والموسيقى الهائجة
والأوجاع السرية للروح ,
الصاخبة الضحكات
* * *
ها أنا من جديد في ذلك العالم الليلي المسعور
وقد غادرت متراس حبك
وهربت من عشقك ( المفخخ)
أنقذف من جديد
في تيار الجنون المشع
لأغتال قتلك اليومي لي ..
* * *
ها أنامن جديد
حيث جنون الرقص والنسيان
والشبان بوجوهم التي تشبه
وجه المسيح في الإيقونات
وكل العيون تتأمل بقية اليعون
بحثاُ عن ملجأ وسقف ونجمة
ورصاصة للزمن الرابض على عتبة المكان
كوحش خرافي يبتلع من يغادره وحيداً ...
* * *
ها أنا من جديد
ادخل في مناخ القسوة .
وابدأ حقاً رحلة أغترابي عنك ,
متكئة على ذراع شاب سأحبه
ــ ولا أعرف بعد أسمه ــ !..
* * *
أتعذب قليلاً لأجلك ,
فقد شاهدنا السحب معاً
أنت وأنا
شاهدنا الجبال معاً
لمسنا العشب معاً
وانصتنا إلى إنهمار المطر معاً
بكينا معاً , وهذينا معاً ,
واحتضرنا معاً في ليالي غربة الروح
والآن نغتال ذلك كله ؟ ...
* * *
ها أنا من جديد
في ذلك العالم الليلي المسعور
أكتب أسمك بالحبر على لفافتي
ثم أدخنها ,
وأرقب النار تأكل حروف أسمك ,
حرفاً بعد الآخر ,
وأنفثك دخاناً نحو السقف المعدني ..
أكتب رقمك الهاتفي اللامنسي
على لفافة تبغ أخرى ,
ثم أدخنها رقماً رقماً
وأطلق على كل رقم رصاصة صمت ...
آه موجع هو الحزن المتحضر
ولو كنت في غابة
لقرعت الطبول .
ولعويت طويلاً كذئاب الأساطير
فوق قرص القمر ..
ولدهنت وجهي .
بدم التوت البري
لكنني هنا .
متكئة على ذراع شاب سأحبه
ـت ولم أسأله بعد عن أسمه ــ
والحزن المتحضر لا يسمح لي الآن
بغير البكاء رقصاً , والإحتجاج رقصاً
* * *
آه موجع وحاد
هو شوقي إليك
حتى ليكاد يشبه ألماً جسدياً
وتأتيني ايامنا كرمال موجة
تجرّحني على حباتها
وتاخذني إلى صدرك
ثم تردني إلى شاطىء الليل
في علبة الموسيقى والصخب والنسيان ..
* * *
أيها الليل الليل الليل
كالنشافة السوداء أمتص دموعي
وحذار أن تتتنهد أحزاني
وحذار أن تتنهد أحزاني
إذا عرفوا .
تكاثرت السكاكين
على النعجة ( الواقعة ) في الحب
لا ( الواقفة ) فيه ...
* * *
ها أنا من جديد
في ذلك العالم الليلي المسعور
ألاطف رجلاً لا أعرفه
ــ لأنني سأحبه !
وأتعذب
وأشعر ان أنبل ما في أعماقي يموت .
إنني أستحيل إلى امرأة جديدة
لا أعرفها ...
وإا التقينا .
فلن تعرفني أنَت أيضاَ ..
* * *
لكنني أحلم .
بأن تنبت الأزهار الربيعية
على أطراف جرحي ,
كما شاهدتها هذا الصباح
وقد نبتت علىحافة الفجوة
الذي أحدثها الصاروخ
وكأن زهرة منها
تغتال لحظة إنفجار الصاروخ .. ودماره ..
5/5/ 1977
من ديوان إعتقال لحظة هاربة

lost in memories 26-03-07 07:43 AM

إعتقال لحظة إنعطاف
صفَّح نفسي بكتبي ,
وفلاسفتي والمؤرخين ..
وأهرب من اصابعك الخشنة
إلى نعومة أسطواناتي ...
راكضة على السلم الموسيقي لبيتهوفن
وقد أخفيت جسدي المرتجف
تحت إحدى نوطاته ....
* * *
أحتمي من منطقك البسيط المباشر
بأطروحات المنطق الاغريقي ,
وبذكرى المتاحف التي زرُتها ,
واللوحات , والتماثيل
وملايين الأطنان من الأعمدة التاريخية ...
* * *
ولكنك تخطو نحو أيامي
والزلزال الدامي وقع خطاك ,
والزوبعة جسدك ..
وتتمزق الكتب أمام رياحك ,
وتتطاير من نوافذ روحي
كرييش طيور محنطة ...
وتشب النيران في اللوحات والأسطوانات
وتتكسر الأعمدة أمام حضورك
* * *
ووسط هذا الليل المروع
تمد يدك ,
لتتناول وجهي واستسلامي ,
وأنهار أمام مشهد طلوع الفجر .

3 /9 / 1976
من ديوان إعتقال لحظة هاربة

lost in memories 26-03-07 07:44 AM

إعتقال أميرة المتسولين..

لقد أختلطت الصور
وضاع وجهي ,
وكنت َ مرآتي التي تحطمت ,
وأنا أتسلق تلك الجبال المسننة ,
في دربي إليك ...
* * *
وكنت تناديني : إيتها الأميرة .. أميرة المتسولين ..
وكنت’ أيضاَ أميرة َ جوع القلب الرجيم
أميرة الغربة الشيهة الجنونة
واميرة الحب أسود البياض
أميرة العشب المحروق
وأميرة الاشجار المكسورة ..
* * *
وكنتُ أطمح بحبك .
كي أظل أعي توقيت نسلنا البشري ..
كي يظل لأسماء الأيام مدلولها
وأسماء الشهور ,
وبقية الإصطلاحات الهزلية
على كوكبنا المضحك ....
* * *
ها أنا اهرب من عالمي المسعور
وها أنا أركب من جديد مكنستي
طائرة فوق الجبال ولاوديان والأزمان
بحثاُ عنك ..لأضيعك ...
6 / 4 / 1977
من ديوان إعتقال لحظة هاربة

lost in memories 26-03-07 07:45 AM

إعتقال رعشة قهر ..


آه كم حدثتك عن حبي .
دون أن أدري
أنني كنت أتلو مزاميري
على طائر مهاجر ..
* * *
آه كم قلت لك
ان الرصاصة التي تطلق’
لا ’تسترد ..
وان حبي ليس مقعداً في حديقة عامة
تغادره حين يحلو لك
وترجع غليه متى شئت ...
* * *
آه كم كررت لك
ان رداء الحب
شفاف كجناح الفراشات ..
وأن خدشه لا يرفأ بإبرة ا لنسيان ..
* * *
آه كم حذرتك من اللعب بفأس العبث ,
في غبة الحب ...
لن اشجارها تحمل إلى الأبد
أيه كلمة حلوة تنقشها
على جذوعها
وأي جرح .. أي جرح ...
* * *
ولكنك لم تصدق
أن محمل قلبي
يستطيع ان يصير فولاذاً ...
وان ينابيعي المتفجرة في موطىء قدميك
تستطيع ان تستحي لصباراً نارياً
مسموم الأشواك
وان كلمة وداعاً
صارت تعني ببساطة : وداعاً !!..

2/ 4 / 1976
من ديوان إعتقال لحظة هاربة

lost in memories 26-03-07 07:46 AM

إعتقال ليلة البكاء بـ 99 قرشاً ..

ولن أنسى بكائي وحيدة
في موقف السيارات ( الباركينغ )
تلك الليلة المالحة
حين دفعت 99 قرشاً
كي أجد مكاناً فارغاً
أشهق فيه بصمت
وأفتش عن درب أخرى ...
* * *
ليلة البكاء في موقف السيارات ..
والليل قارة من الضياع
وأنا قد غادرت جسدك القرصان
منذ دقائق
والبحر مركب , وموقف السيارات غرق
وأنا أعرف البرد , وأعرف الحر
ولا أعرف الدفء
* * *
غادرتك , الغدر , والعيون الزئبقية
وأحببتك , الغدر , والعيون الزئبقية
والجسد الذي يتضوع بأساطير الصيادين
وأحببتك ,
الحلم بجسر بين روحي وصخبك
وأحببتك في ظلمتي القاحلة
كما كنتَ
آخر نورس على وجه الكرة الأرضية ...
* * *
ليلة البكاء بـ 99قرشاً
في موقف للسيارات ..
تحسست بذاكرتي عنقك ,
الذي يختصرك بعنفوانه ونبضه .
ووعيت انك تحيطه
بعقد من أسنان النساء اللواتي أحببنَك !...
* * *
ليلة البكاء بــ99 قرشاً
في موقف للسيارات ..
كدت أحدثك عن الحب
فحدثتني عن الجسد
واختفى بؤبؤ عينيك
وصارت عيناك زجاج مرآتين
تعكسان ضوءاً قاسياً جارحاً
كنصل خنجر ..
* * *
ليلة البكاء بـ 99 قرشاً
في موقف للسيارات ..
وعيت ليلتها أخيراً
انك ما تزال تعيش مرحلة المقاهي
وانا أعيش مرحلة الغابات ..
* * *
ليلة البكاء بـــ 99 قرشاً
في موقف لاسيارات ز.
داهمني الذكريات المقددة
لزمننا الصدىء
ووعيت عمق حبي لك
أنت الذي تكفيه ستارة وقبلات مسروقة
في سيارة شتائية معتمة ,
في موقف للسيارات ,
بـ 99 قرشاً ...
وانا التي أحببتك حباً شاسعاً كالفجر
نابضاَ كمظاهرة ..
تمسكُ بيدي ,
فتنمو أصابعي لتصير أغصان شجرة
مزدهرة بالخضرة وأصوات العصافير ...
وأنا التي كنت أراك
فيتنفس الحب الصعداء ...
* * *
ليلة البكاء بــ 99 قرشاً
في موقف للسيارات ..
وأنا أترنح في آخر سهل الحزن
خطوة أخرى في هذا الإتجاه
وأقع عن الكرة الأرضية
بينما السيارات تحدق بي
بعيونها الصامتة المطفا’
وتحيط بي في ( الموقف )
مثل قبيلة من الناس الآليين
أطفأت بطاريتها حزناً .
وأنا مبعثرة كإناء مكسور
أصمت , والجدران تردد صدى صراخ صمتي ...
* * *
ليلة البكاء بــ 99 قرشاً
في موقف للسيارات
تذكرت أنك منت تخطط معي
لما ستفعله في الفصول الأربعة :
الشتاء , والربيع , والصيف , والخريف
وأنني حين صرخت بك :
هنالك فصل النزف .
هنالك فصل القحط .
هنالك فصل الحزن .
هنالك فصل الفراق .
هنالك فصل الموت ..
ماذا نفعل بها مواسمنا تلك ؟
لم تسمعني ..
ووعيت أنني كمن ينزف دماءه
امام باب موصد .
* * *
ليلة البكاء بــ99 قرشاً
في موقف للسيارات
كنت أغص حتى قاع غظامي
وأنا أتذكر ,
عذابي المجيد بك ,
وسقوطي في رمالك المتحركة
ومرروك بعمري ,
كمررو ظل طائة فوق حقل مقفر ..
ووداعي لك تلك الليلة ,
دون أن أودعك ..
عرفت’ أنني أفلت يدي من يدك
لآخر مرة .
وكنت’ سفينة تغرق
إلى أعماق بحار الأسى ..
* * *
ليلة البكاء بـــ 99 قرشاً
في موقف السيارات ..
جاء صبي ( الموقف ) مدهوشاً
لوقفتي المتحجرة ..
فقل له : نفذ الوقود يا أخي ...
وركض بطيبة يشتري لي وقوداً
أي وقود ,
لمن حوّلتها إلى امرأة من ملح
ساقطة تحت شلال الليل
تعي إنها بدون ستضمحل
كما يضمحل الوجه في المرآة
حين نطفى الشمعة أمامه ؟!....7 /4 /1977
من ديوان إعتقال لحظة هاربة

lost in memories 26-03-07 07:47 AM

اعتقال قشَّة في كُم قميص ..


من يجرؤ على رفع ستائر النافذة ,
وهو يعرف أن القمر رابض خلفها
ليوقظ أشواقه إلى البعيد ..
( ترى أين انت الآن ؟
وهل تراه ؟) ...
* * *
من يجرؤ على أن يظل مرتدياً
قميصاً صوفياً ,
في كُمَّه قشّة منذ الشتاء الماضي ..
يتذكر برعب : إنها قشة من حشائش ( الهايد بارك )
يوم تمددنا على العشب ,
وكنا معاً ؟...
إنها القشة التي قصمت ظهر النسيان ...
من يجرؤ على ان يتمدد في سريره ,
وهو يعرف ان ذكرى تلك الضحكات
في السرير ذاته
ستسلق ( أرجله ) كاللبلاب ,
وتتراكم فوق صدره ,
كبلاظة القبر ؟.
* * *
من يجرؤ على وضع يده
في جيوب معطف الشتاء الماضي
بعد ان وجد فيها تذكرة سينما عتيقة منسية
دون ان تتعثر يده في جيب المعطف
يتلك ايد الغالية
التي كان يداعب في السينما
في تلك لالحظة الحلوة الهاربة ؟
* * *
وهل يجرؤ ,
من كان حبه صادقاً بحجم الموت
على عتاب من كان حبه أرضي التضاريس ؟...

7 /10 /1977
تُرجم هذا النصّ إلى الفارسية .
من ديوان إعتقال لحظة هاربة

lost in memories 26-03-07 07:49 AM

المسافة ..

من لا يلتصق بك
لا يستطيع امتصاصك كالأخطبوط ...
من لايقترب منك مسافة كافية ,
لا يستطيع إغماد سكينه فيك ...
سكين أكاذيبه , وشهواته
وسكين عقده النفسية والجسدية
* * *
ولذا أبحرُ في الفراغ وحيدة
ولا اسمح لكوكب بإختراق مداراتي ...
وإنما أتركه يدور حولي
كنجم تائه ,
شرط الإحتفاظ بالحد الإدني ,
من المسافة بين الغربة واللقاء ,
المسافة بين الوحشة المطلقة ,
والإمتزاج المطلق ..
* * *
إلا معك يا غريب !...
لقد عطلتُ حقول ألغامي كلها
لأجل وقع قدميك
وتركتُك تتقدم في غاباتي السرية
دون أن تبتلعك
زهوري السامة الأشواك ..
ودون أن يخنقك ,
لبلابي الشيطاني ...
ودون أن تشدك
إلى قاع الصمت
مستنقعات رمالي المتحركة ...
* **
لقد أنفتحت لكَ
كبحر ينشق أمام إصبع نبي ..
وأنبسطتُ لك بإستسلام
كصحراء أرختْ جسدها
تحت جسد نجوم ليلة حنون ...
لقد تركتك تلتصق بزمني
لتصير اقرب إلي من جلدي وأوجاعي
ومدت لك جسوري
من قلاعي المحاطة بالخنادق
والمياه المكهربة ...
* * *
ربما لذلك
ستكون طعنتك الأشد إيلاماً
وسكون حنانك الأشد حناناً
* * *
التصق بي أيها المرهف كالسيف
فالسيف يقطع كل شيء ..
إلا غمده ..

5 /8 /1976
من ديوان الحب من الوريد إلى الوريد

lost in memories 26-03-07 07:50 AM

امرأة الفراق..


مرصودة أنا لوداع أحبائي
فانا عاجزة عن إلقاء القبض عليهم ...
وأتقن جيداً
فنون الألم لفراقهم , والشوق , والذكريات
أكثر مما أتقن فن الإحتفاظ بهم ..
مادام الإحتفاظ بهم ,
يعني التفريط بجزء من حقيقتي
* * *
أتذكرك أيها الشقي ,
صوتك , رائحتك
همسك , غضبك
حبك الخرافي المباهج
ورغم كل شيء
استطعت بحذق الخلد
أن أتخلص منك
لأجلس في هذا الليل الحزين
وحيدة , وحيدة ,
إلا من ذكراك
التي تفترسني دونما رحمة ...
وأعرف أنك لو عدت
لطردتك , دونما رحمة !
30 /8 /77
من ديوان الحب من الوريد إلى الوريد

lost in memories 26-03-07 07:51 AM

امرأة تدخل المرآة


الآن ,
خرجت من بين أصابعك نهائياً ,
ودخلت في المرآة ,
ودخلت في التوحد ,
ولم أعد امرأتين ,
وصرت واحدة داخل الزجاج
ولم يعد بوسعك
أن تعبث بجرحي العتيق ...
* * *
ولم أعد أرتجف املاً
لسماع صوتك من جديد
ولم أعد أرتجف توقاً
وأنا أتأهب للقائك من جديد
* * *
صرت أرتدي الجليد
وأمارس النسيان والحب
مع الريح العابرة
19 /8 / 77
من ديوان الحب من الوريد إلى الوريد

lost in memories 26-03-07 07:52 AM

نموت ثم نحتضر

كل شيء سوف يتساقط ...
اللحم عن سلاميات الأصابع
والذكرى عن الذاكرة
والأبجدية عن الأصوات
والثلج سوف يغطي الذاكرة
والجرذان سوف تقرض القلب ..
* * *
وها أنا أوغل بعداً
في مدارات الغربة
مثل كوكب يرفض مداره المألوف .
* * *
ها أنا أنفلت
من ( الكرنفالات ) الإجتماعية
وألاعيب قوم الإقنعة ,
فقلبي جائع لحقيقة ( حقيقة ) .
غامضة ـ لا ريب ـ كمطر في الضباب ..
* * *
لست خائفة .
ولم أكن قط خائفة ,
من فراقهم أو لقائهم !...
كنت فقط جائعة ,
وديعة , وجائعة إلى خبز حنانهم المسموم ..
وقد تسممت ومت
وأنتهى الأمر !..
* * *
لقد مت
والآن يبدأ إحتضاري
* * *
نموت في ثانية واحدة
ثم نحتضر طويلاً ...
يموت القلب أولاً
ثم يبدأ الإحتضار ...
* * *
نموت أولاً ,
ثم نحتضر
ولكننا لا نحتضر أبداً قبل الموت ..
فالإحتضار :
وعي الموت
* * *
وأنا مت ,
وأنتهى الأمر , وأبتدأ
ودخلت في مرحلة الإحتضار الجميل
حيث تتوالى أمام عيني
الحقائق الجلفة لدنياهم المصقولة
والجذور المسمومة لأشجار حدائقهم :
الثراء . السلطة . القسوة .
إحتقار الحنان ... الحنان ... الحنان ...
* * *
كل شيء سوف يتساقط
اللحم عن سلاميات الأصابع
والذكرى عن الذاكرة
والثلج سوف يغطي القلب
بعد أن يسأم مسرحيات العشق المخدرة ...
كل شيء سوف يتساقط ويحترق
حتى الشعارات عن الجدران
والصرخات عن شفاه المتظاهرين ..
شيء واحد يبقى :
الكلمة التي تتوق إلى إرتقاء ما
وإلى قضاء حياتها
في تسلق درجة إضافية
نحو تكل الشمس العادلة المجانية ...
* * *
وداعاً أيها السيرك
وداعاً الأضواء الحارة , التصفيق
الشهيق , ودموع الإعجاب الهش
حيث الحب العابر
بديل بائس عن المعرفة
* * *
أني أنسحب , لأركض
داخل تلك الغابة
حيث يطلق القلب عقيرته للريح
وللصراخ الأخرس بلغة جديدة ...
وحيث تطلق الروح ساقيها
للركض المسعور
وهي تعي مرئيات عتيقة جديدة ...
* * *
ولم أبع روحي للشيطان
لكنني بعت بعض ( حقيقتي )
لأجل أن أعرف المزيد عن ( الحقيقة ) ...
* * *
وداعاً ذلك الزمن المشؤوم ...
لقد سددت ( فواتيري ) كلها
وأشتريت رفاقي القلائل ,
بنزف روحي السري ,
في عتمة ذلك الليل الشاهد الصامت :
الشاهد الحالك المثالي ..
* * *
وداعاً زمن السقوط إلى القمة ,
من جحر مضاء ( بالنيون ) إلى آخر ,
ومن ( جرسونييره ) إلى ( شاليه ) ...
وداعاً ذلك البؤس كله
وليتقدم الصدق نحو وجهي المشرع
وليرسم الحزن صرخته
وليتوجني الغضب
ملكة الفرح الذي لم يأت بعد

1/1 /1987
من ديوان الحب من الوريد إلى الوريد

lost in memories 26-03-07 07:53 AM

ليل يرفض إبتلاع أقراصه المنومة ..

أفتقدك , إيها الأحمق الرائع ,
آه كيف صدقتني حين قلت لك : لا
وكيف , كيف لم تسمع
عشرَة آلاف ( نعم)
تطل برؤوسها الدقيقة الشهية الشفاه
خلف عبارة ( لا ) المتجهمة ؟
* * *
افتقدك , أيها الأحمق الشهي ,
لكنني أرقبك بهدوء
وأنت تركض في البراري
وتصهل في الوديان
دون أن تدري
أنك لا تزال داخل حدود أراضي جسدي
أفتقد صوتك
أكاذيبك , تبجحك , ...
أفتقد نقاط ضعفك التي تتوهما سرية ,
أكثر مما أفتقد قواك الإجتماعية السحر ..
أفتقد جرحك , لان نصرك
فأنا حقاً أحبك .
* * *
لقد تركت نفسي
أغرق في نهر أحلامي
فأختنقت .. ومت إحدى ميتاتي العذبة !
3 /1 /75
من ديوان الحب من الوريد إلى الوريد

lost in memories 26-03-07 07:55 AM

بس لليوم :) تعبت بكرا بكمل وانشاء الله ينال اعجابكم اي شي من كتبات غادة

محمد بن عوض 01-05-07 12:37 AM

مشكووووووووووووووووووووووووووورين على هالجهد الرائع

شهد انا 18-08-13 04:50 PM

رد: سمانيات, من روائع غادة السمان..!
 
حرف آنيق وجميل




سمآ عطآئك


الساعة الآن 11:55 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية