منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   الشعر والشعراء (https://www.liilas.com/vb3/f14/)
-   -   شاعر وقصيدة (https://www.liilas.com/vb3/t3397.html)

Narjes30 15-09-05 09:32 PM

شاعر وقصيدة
 
مساءالخير اعضاء ليلاس الرائعين
هذا موضوع سوف اسردهم عليكم
عبر قسم الشعر وسيكون بشكل اسبوعي
وهو شاعر وقصيدة
نسرد فيه حياة شاعر وقصيدة من قصائده المشهورة

بانتظاركم عبر صفحاتي واضافتكم التي تروق لي وتعجبني وتسحرني ردودكم
سنتحدث اليوم عن

"بدر شاكر السياب"

سيرته الذاتية
بدر شاكر السياب ، شاعر عراقي ولد بقرية {جيكور} جنوب شرق البصرة في أسرة ريفية محافظة تتجر بالنخيل. درس الابتدائية في القرية المجاورة لجيكور والثانوية في {البصرة} 1938-1943، ثم انتقل الى بغداد فدخل جامعتها {دار المعلمين العالية} (1943-1948) والتحق بفرع اللغة العربية، ثم الانكليزية فاطلع على آدابها ونجده في بيروت يطلب المعالجة، ثم يستبد بجسمه الشلل الكامل ، ولا ينفعه بعد ذلك أطباء بغداد والكويت وباريس ولندن وروما، ويتوفى في {المستشفى الأميري} بالكويت، فتنقل جثته الى البصرة، من دواوينه {أزهار ذابلة} 1947، و{أساطير} 1950، و{حفار القبور} 1952، و{المومس العمياء} 1954، و{الأسلحة والأطفال} 1955، و{أنشودة المطر} 1962، و{المعبد الغريق} 1962، و{منزل الأقنان} 1963 و{شناشيل ابنة الجلبي} 1964. ثم نشر ديوان {اقبال}
وله قصيدة {بين الروح والجسد} في ألف بيت تقريباً ضاع معظمها. وقد جمعت دار العودة {ديوان بدر شاكر السياب} 1971 وقدم له ناجي علوش. وله من الكتب {مختارات من الشعر العالمي الحديث}، و{مختارات من الأدب البصري الحديث.



قصيدة أنشوَدة المَطرَ
بدر شاكر السياب

عيناكِ غابتا نخيلٍ ساعةَ السحَرْ،
أو شُرفتان راح ينأى عنهما القمر.
عيناك حين تبسمان تورق الكرومْ
وترقص الأضواء... كالأقمار في نهَرْ
يرجّه المجذاف وهْناً ساعة السَّحَر
كأنما تنبض في غوريهما، النّجومْ...
وتغرقان في ضبابٍ من أسيً شفيفْ
كالبحر سرَّح اليدين فوقه المساء،
دفء الشتاء فيه وارتعاشة الخريف،
والموت، والميلاد، والظلام، والضياء؛
فتستفيق ملء روحي، رعشة البكاء
ونشوة وحشيَّة تعانق السماء
كنشوة الطفل إِذا خاف من القمر
كأن أقواس السحاب تشرب الغيومْ
وقطرةً فقطرةً تذوب في المطر...
وكركر الأطفالُ في عرائش الكروم،
ودغدغت صمت العصافير على الشجر
أنشودةُ المطر...
مطر...
مطر...
مطر...
تثاءب المساء، والغيومُ ما تزالْ
تسحُّ ما تسحّ من دموعها الثقالْ.
كأنِّ طفلاً بات يهذي قبل أن ينام:
بأنَّ أمّه - التي أفاق منذ عامْ
فلم يجدها، ثمَّ حين لجّ في السؤال
قالوا له: (بعد غدٍ تعودْ)
لا بدَّ أن تعودْ
وإِنْ تهامس الرفاق أنهَّا هناكْ
في جانب التلّ تنام نومة اللّحودْ
تسفّ من ترابها وتشرب المطر؛
كأن صياداً حزيناً يجمع الشِّباك
ويلعن المياه والقَدَر
وينثر الغناء حيث يأفل القمرْ.
مطر..
مطر..
أتعلمين أيَّ حُزْنٍ يبعث المطر؟
وكيف تنشج المزاريب إِذا انهمر؟
وكيف يشعر الوحيد فيه بالضّياع؟
بلا انتهاء - كالدَّم المراق، كالجياع،
كالحبّ، كالأطفال، كالموتى - هو المطر
ومقلتاك بي تطيفان مع المطر
وعبر أمواج الخليج تمسح البروقْ
سواحلَ العراق بالنجوم والمحار،
كأنها تهمّ بالشروق
فيسحب الليل عليها من دمٍ دثارْ.
أَصيح بالخليج: {يا خليجْ
يا واهب اللؤلؤ، والمحار، والرّدى}
فيرجعُ الصّدى
كأنّه النشيجْ:
{يا خليج
يا واهب المحار والردى}
أكاد أسمع العراق يذْخرُ الرعودْ
ويخزن البروق في السّهول والجبالْ،
حتى إِذا ما فضَّ عنها ختمها الرّجالْ
لم تترك الرياح من ثمودْ
في الوادِ من أثرْ.
أكاد أسمع النخيل يشربُ المطر
وأسمع القرى تئنّ، والمهاجرين
يصارعون بالمجاذيف وبالقلوع،
عواصف الخليج، والرعود، منشدين:
{مطر ...
مطر ...
مطر ...
وفي العراق جوعْ
وينثر الغلالَ فيه موسم الحصادْ
لتشبع الغربان والجراد
وتطحن الشّوان والحجر
رحيً تدور في الحقول... حولها بشرْ
مطر...
مطر...
مطر...
وكم ذرفنا ليلة الرحيل، من دموعْ
ثم اعتللنا - خوف أن نلامَ - بالمطر...
مطر...
مطر...
ومنذ أنْ كنَّا صغاراً ، كانت السماء
تغيمُ في الشتاء
ويهطل المطر،
وكلَّ عام - حين يعشب الثرى - نجوعْ
ما مرَّ عام والعراق ليس فيه جوعْ.
مطر...
مطر...
مطر...
في كل قطرة من المطر
حمراءُ أو صفراء من أجنَّة الزَّهَرْ.
وكلّ دمعةٍ من الجياع والعراة
وكلّ قطرة تراق من دم العبيدْ
فهي ابتسام في انتظار مبسم جديد
أو حُلمة تورَّدتْ على فم الوليدْ
في عالم الغد الفتيّ، واهب الحياة
مطر...
مطر...
مطر...
سيُعشبُ العراق بالمطر...}
أصيح بالخليج : {يا خليج ..
يا واهب اللؤلؤ، والمحار، والردى}
فيرجع الصدى
كأنَّه النشيج:
{يا خليج
يا واهب المحار والردى}
وينثر الخليج من هِباته الكثارْ،
على الرمال: رغوه الأُجاجَ، والمحار
وما تبقّى من عظام بائسٍ غريق
من المهاجرين ظلّ يشرب الردى
من لجَّة الخليج والقرار،
وفي العراق ألف أفعى تشرب الرَّحيقْ
من زهرة يربُّها الفرات بالنَّدى.
وأسمع الصدى
يرنّ في الخليج
{مطر ..
مطر ..
مطر ..
في كلّ قطرة من المطرْ
حمراء أو صفراء من أجنَّةِ الزَّهَرْ.
وكلّ دمعة من الجياع والعراة
وكلّ قطرةٍ تراق من دم العبيدْ
فهي ابتسام في انتظار مبسمٍ جديد
أو حُلمة تورَّدت على فم الوليدْ
في عالم الغد الفتيّ ، واهب الحياة}
ويهطل المطرْ ..

^RAYAHEEN^ 16-09-05 12:01 AM


رائعة بالفعل
الموضوع رائع والقصيدة التي خطتها انامل الشاعر بدر شاكر السياب قمة في الروعة ، وقد جاءت في وقتها
فها هو العراق يصارع بكفوف مقطوعة القدر
اناة ـ بكاء ـ دموع في عجاج ادمى الصخر
والكل يقف حائر ـ محتبسا غصة في الصدر
اوااااااااه يا عراق الى متى ستبقى رهين القهر ‍‍‍‍!!!!!
سلمت اناملك " نرجس "
ساثبت هذا الموضوع الرائع
لما به من افادة في التعريف بالشعراء الذين قد تمر علينا درر كلماتهم دون معرفة بالوان اناملهم .
شاكرة لك هذا المجهود الرائع
تقبلي مني فائق التحية ،،،

Narjes30 16-09-05 12:25 AM

أشكر لك
تثبيت الموضوع
اخت رياحين

وسيكون عبر هذه الصفحات
اروع القصائد لاروع الشعراء

Narjes30 17-09-05 10:36 PM

سنتحدث اليوم عن الشاعر "مَجنون لَيلى"
هو
قيس بن الملوح بن مزاحم العامري.
شاعر غزل، من المتيمين، من أهل نجد.
لم يكن مجنوناً وإنما لقب بذلك لهيامه في حب ليلى بنت سعد التي نشأ معها إلى أن كبرت وحجبها أبوها، فهام على وجهه ينشد الأشعار ويأنس بالوحوش، فيرى حيناً في الشام وحيناً في نجد وحيناً في الحجاز، إلى أن وجد ملقى بين أحجار وهو ميت فحمل إلى أهله.

ما بال قلبك

مـا بال قـلبك يا مـجنون قـد خـلعا ... في حب من لا ترى في نيله طمعا

الحب والـود نيطــا بالــفـؤاد لـها ... فاصبـحا في فــؤادي ثابـتـين معا

طوبى لمن انتي في الدنيا قرينته ... لقد نــفى الله عـنه الهم والـجزعا

وزادني كلفا في الحب أن مـنعت ... أحب شــيء إلى الإنـسان ما منعا

اقر السلام عـلى لـيلى وحق لها ... مني التـحية إن الــموت قـد نـزعا

^RAYAHEEN^ 19-09-05 09:41 AM

فؤادي بين أضلاعي غريب يُنادي مَن يُحبُّ فلا يُجيبُ
أحاط به البلاء فكل يوم تقارعه الصبابة والنحيب
لقد جَلبَ البَلاءَ عليّ قلبي فقلبي مذ علمت له جلوب
فإنْ تَكنِ القُلوبُ مثالَ قلبي فلا كانَتْ إذاً تِلكَ القُلوبُ
===============
وهذه الابيات ايضا من اصدق الابيات تعبيرا
اشعر بانه لا زال حيا ـ كلماته تضخ فوق السطر عشقا وآها متمنية
ان تحقق اصداءها بعد وفاته ما عجز القدر عن منحه اياه في حياته
==========
شاكرة لكي نرجس هذا التواصل والاغداق
تقبلي مني فائق التحية ،،،

Narjes30 19-09-05 11:33 AM

اسعدني تواجدك
اخت رياحين
وصدق الكلمات في ذلك
الوقت
كان من صدق الحب
للمحبوبه
لذا نبعت منهم اجمل
القصائد الشعرية

Narjes30 20-09-05 08:00 PM

نزار قباني

ولد ليكتب الشعر..
لم يترك بيتاً لم يدخله..
ولم يترك حديقة لم يجلس تحت أشجارها..
ولم يترك امرأة لم يزرع في شعرها قصيدة..
ولم يترك طفلا لم يلعب معه...
ولم يترك عاشقا إلا احتضنه..
ولا عاشقة إلا أهداها ديوناً من شعره..
وعلمها كيف تكتشف أنوثتها...
هكذا رأى نزار قباني نفسه وهكذا كان هو.
انه شاعر كل الفصول..
فمع قمر الصيف يأتي..
ومع الياسمين الدمشقي يأتي..
ومع سمفونية الأمطار يأتي..
ومع التماعات البرق.. يأتي..
ومع بكاء الوطن يبكي.. ومع نزيفه ينزف..

"سيرة ذاتية"

نزار قباني
· ولد في دمشق في21آذار(مارس)1923 .
· درس في دمشق.وتخرج من كلية الحقوق بالجامعة السورية عام 1944 .
· التحق بعد تخرجه من الجامعة بوزارة الخارجية السورية ، وشغل عددا من المناصب الدبلوماسية في القاهرة ، وأنقرة ، ولندن ، ومدريد ، وبكين ، وبيروت.
· استقال من العمل الدبلوماسي في ربيع عام 1966 ، وأسس داراًًًًََََ للنشر في بيروت باسمه ، متفرغاً لقدره الوحيد: الشعر.
· ركّز في بداياته على شعر الحُب . وحاول أن يُخرج علاقات الحب في المجتمع العربي من مغائر القهر ، والكبت ، والباطنيّة إلى ضوء الشمس ، ومنحها العلنية والشرعية.
· كسر صورت المرأة الجارية ، وحوّل جسد المرأة العربية من وليمة بدائيّة ، تستعمل فيها الأنياب والأظافر، إلى معرض أزهار.
· اخترع لنفسه لغة خاصة به ، تقترب من لغة الحوار اليومي ، واتّجه بشعره إلى جميع طبقات الشعب العربي ، كاسراً بذلك جدار الخوف بين الشعر وبين الناس ، بحيث أصبح الشعر على يده خبزا يومياًَََََ، وقماش شعبياً يرتديه 200 مليون عربي.
· أكثر الشعراء العرب شعبية ، وشهرة ، وانتشاراً. وأكثر الشعراء العرب تأثيراًًً في وجدان مواطنيه ، وأول من (أمّم) الشعر، وجعله حديقة عامة يدخلها جميع المواطنين ، ومطراًًًًً يسقط على جميع النوافذ.
· كتب الشعر وهو في السادسة عشر(1939) ، وكان ديوانه الأول (قالت لي السمراء) الصادر عام 1944 ، زلزالاً شعرياً ضرب أساسات الشكل والمضمون في القصيدة العربية.
· منذ ديوانه الأول وهو يقاتل حتى يصبح البحر أكثر زرقة..والأشجار أكثر ورقاً..وقامة الإنسان أكثر ارتفاعاً..والحرية أكثر حريّة...
· اضطرته ظروف الحرب اللبنانية إلى مغادرة بيروت عام1982 ، حيث أقام بين سويسرا وبريطانيا. ثم أقام في لندن.
· أمسياته الشعرية التي يقدمها في كلّ المدائن العربية ، تُعتبر من الظواهر الثقافية النادرة ، كما تُعتبر تأكيداً لموقع الشعر الخطير في حياة العرب ، وفي تشكيل وجدان الإنسان العربي.
· إنتقل شعرُه بعد هزيمة1967 نقلة نوعيّة ، من شعر الحبّ..إلى شعر السياسة ،واستطاع منذ ذلك التاريخ أن يمسك الوردة والمسدّس بيد واحدة.
· أصدر إثني وأربعين مجموعة شعرية ونثرية بدءاً من مجموعته الشعرية الأولى (قالت لي السمراء) حتى مجموعته الشعرية والنثرية الأخيرة(إضاءات) الصادرة عام 1998.
· أهم قصائده التي أحدثت خضّة في المجتمع العربي ، وأثارت غضب المحافظين هي (خبزٌ، وحشيشٌ ، وقمر) عام 1954 ، وناقشها البرلمان السوري حينئذ ، حيث طالب النواب اليمنيون بمحاكمة الشاعر ، وطرده من السلك الدبلوماسي. والقصيدة الثانية المغضوب عليها ، كانت (هوامش على دفتر النكسة)1967 ،التي كتبها في أعقاب حرب عام 1967 ، ومارس فيها نقداً سياسياً جارحاً للتقصير العربي ، ممّا أثار عليه غضب اليمين واليسار معاً.
· خطابه الشعريّ- سواء العاطفي منه أو السياسي- يتميز بالصدق ، والعنف ، والتوتر العالي. وأهم ما فيه كشاعر أنه لا يقسم الكلمة إلى نصفين..ولا الحقيقة إلى نصفين.
· شاعر تصادمي وغاضب ، كنس ألوف الخرافات التي تستوطن رأس الإنسان العربي ، وقاتل كل ملوك الغبار ، وكل رموز القمع ، ولم يتزوج من كل نساء العالم ، سوى امرأة واحدة ، هي الحريّة.

(حياته الاجتماعية)

تزوج نزار مرتين.. الأولى من سورية تدعى"زهرة" ، وأنجب منها هدباء وتوفيق وزهراء.. وقد توفي توفيق بمرض القلب وعمره 17سنة ، وكان طالبا بكلية الطب جامعة القاهرة.. ورثاه نزار بقصيدته الشهيرة "الأمير الخرافي توفيق قباني".
والمرة الثانية من "بلقيس الراوي" العراقية.. التي قتلت في انفجار السفارة العراقية ببيروت عام 1982 ،وترك رحيلها أثراً نفسياً سيئاً عند نزار ، وقد رثاها بقصيدة شهيرة تحمل اسمها ،وحمل الوطن العربي كله مسئولية قتلها..
ولنزار من بلقيس ولد اسمه عمر.. وبنت اسمها زينب..
وبعد وفاة بلقيس رفض نزار أن يتزوج.. وعاش سنوات حياته الأخيرة وحيداً..

(وفاته)

في شهر مايو من عام 1998 ، ودعت"لندن" نزار قباني وكن مسجد ريجنت بارك المحطة الأخيرة لجثمان الشاعر الكبير الذي اختار عاصمة الضباب لتكون بيت الشعر ومن على منبرها قاد معارك إثارة العقل العربي لرفض التخلف والاستبداد ورفع أعلام الكرامة دفاعاً عن العرب الحاضر والمستقبل.
وقد تجمع محبو نزار في مسجد لندن لإلقاء نظرة أخيرة على الشاعر الذي ظل لمدة نصف قرن يقول "لا" للقبح والعبودية ويتغنى ببيت واحد و بأنغام متنوعة عن لحن اسمه الحرية.. ونزار هو تاريخ العرب في نصف قرن

وقد اخترت لكم هذه القصيدة
بعنوان "رسالة إلى رجل ما"

يا سيّدي العزيزْ ..

هذا خِطابُ امرأةٍ حمقاءْ ..

هلْ كتبَتْ إليكَ قبلي امرأةٌ حمقاءْ ؟

إسمي أنا ؟

دَعْنا منَ الأسماءْ

رانيةٌ ، أم زينبٌ ، أم هندُ ، أم هيفاءْ

أسخفُ ما نحملُهُ ، يا سيّدي ، الأسماءْ





2



يا سيّدي !

أخافُ أن أقولَ ما لديَّ من أشياءْ

أخافُ ـ لو فعلتُ ـ أن تحترقَ السّماءْ

فشرقُكم يا سيّدي العزيزْ

يصادرُ الرسائلَ الزرقاءْ

يصادرُ الأحلامَ من خزائنِ النساءْ

يمارسُ الحَجْرَ على عواطفِ النساءْ

يستعملُ السّكينَ .. والسّاطورَ ..

كي يخاطبَ النساءْ ..

ويذبحُ الربيعَ ، والأشواقَ ، والضفائرَ السوداءْ

وشرقُكم يا سيّدي العزيزْ

يصنعُ تاجَ الشرفِ الرفيعِ .. من جماجمِ النساءْ ..





3



لا تنتَقِدْني سيّدي ..

إنْ كانَ خَطّي سيّئاً ..

فإنّني أكتبُ .. والسيّافُ خلفَ بابي

وخارجَ الحُجرةِ صوتُ الريحِ والكلابِ

يا سيّدي !

عنترةُ العبسيُّ خلفَ بابي

يذبحُني .. إذا رأى خِطابي

يقطعُ رأسي ..

لو رأى الشفّافَ من ثيابي ..

يقطعُ رأسي .. لو أنا

عبَّرْتُ عن عذابي ..

فشرقُكمْ يا سيّدي العزيزْ

يحاصرُ المرأةَ بالحرابِ ..

وشرقُكم ، يا سيّدي العزيزْ

يبايعُ الرجالَ أنبياءً

ويطمرُ النساءَ في التُّرابِ ..





4



لا تنزعجْ !

يا سيّدي العزيزَ .. من سُطوري

لا تنزعجْ !

إذا كسرتُ القُمْقُمَ المسدودَ من عصورِ

إذا نزعتُ خاتمَ الرصاصِ عن ضميري

إذا أنا هربتُ من أقبيةِ الحريمِ في القصورِ .

إذا تمرَّدْتُ على موتي . على قبري . على جذوري

والمسلخِ الكبيرِ ..

لا تنزعجْ يا سيّدي

إذا أنا كشفتُ عن شعوري

فالرجلُ الشرقيُّ .. لا يهتمُّ بالشِّعرِ ولا الشُّعورِ

الرجلُ الشرقيُّ ـ واغفرْ جُرْأتي ـ

لا يفهمُ المرأةَ إلا داخلَ السريرِ ..





5



معذرةً يا سيّدي

إذا تطاولْتُ على مملكةِ الرجالِ

فالأدبُ الكبيرُ ـ طبعاً ـ أدبُ الرجالِ

والحبُّ كان دائماً .. من حِصَّةِ الرجالِ ..

والجنسُ كانَ دائماً

مُخَدَّراً يُباعُ للرجالِ

خُرافَةٌ حُريّةُ النساءِ في بلادِنا

فليسَ من حُريّةٍ أخرى سِوى حُريّةُ الرجالِ ..

يا سيّدي !

قُل كلَّ ما تريدُه عنّي .. فلنْ أُبالي

سطحيّةٌ .. غبيّةٌ .. مجنونةٌ .. بلهاءْ ..

فلم أعُدْ أُبالي

لأنَّ مَن تكتبُ عن همومِها

في منطقِ الرجالِ ، تُدعى امرأةً حمقاءْ

ألمْ أقُلْ في أوَّلِ الخطاب ..

إنّي امرأةٌ حمقاءْ

^RAYAHEEN^ 21-09-05 01:42 PM

رائع نرجس
خاصة هذه القصيدة التي انتقيتها " امراة حمقاء "
فهي من افضل ما قرات للشاعر الكبير نزار قباني
قد اتهمت المرأة نفسها بالحماقة مسبقا ـ لانها تدرك
بان اصداء كلماتها ستلاقي رفضا وتتهم بالهذيان في زمن لم
يقدر به الرجل المرأة سوى فوق السرير .
تقبلي مني فائق التحية ،،،

Narjes30 21-09-05 09:17 PM

مساء الخير رياحين
اسعدني تواجدك الدائم
عبر صفحاتي
وللاسف هكذا هم الرجال
ينسوا ان المرأة
هي الام وهي الاخت وهي الابنة
وهي الحبيبة والزوجة..

Narjes30 25-09-05 11:08 PM

اليوم سيكون حديثنا عن الشاعر الفلسطيني
محمود درويش

1 بداية حياته
2 تعليمه
3 حياته
4 شعره
5 بعض مؤلفاته

بداية حياته
محمود درويش الابن الثاني لعائلة تتكون من خمسة ابناء وثلاث بنات ، ولد عام 1941 في قرية البروة ( قرية فلسطينية مدمرة ، يقوم مكانها اليوم قرية احيهود ، تقع 12.5 كم شرق ساحل سهل عكا) ، وفي عام 1948 لجأ الى لبنان وهو في السابعة من عمره وبقي هناك عام واحد ، عاد بعدها متسللا الى فلسطين وبقي في قرية دير الاسد (شمال بلدة مجد كروم في الجليل) لفترة قصيرة استقر بعدها في قرية الجديدة (شمال غرب قريته الام -البروة-).

تعليمه
اكمل تعليمه الابتدائي بعد عودته من لبنان في مدرسة دير الاسد متخفيا ، فقد كان تخشى ان يتعرض للنفي من جديد اذا كشف امر تسلله ، وعاش تلك الفترة محروما من الجنسية ، اما تعليمه الثانوي فتلقاه في قرية كفر ياسيف (2 كم شمالي الجديدة).

حياته
انضم محمود درويش الى الحزب الشيوعي في اسرائيل ، وبعد انهائه تعليمه الثانوي ، كانت حياته عبارة عن كتابة للشعر والمقالات في الجرائد مثل "الاتحاد" والمجلات مثل "الجديد" التي اصبح فيما بعد مشرفا على تحريرها ، وكلاهما تابعتان للحزب الشيوعي ، كما اشترك في تحرير جريدة الفجر .

لم يسلم من مضايقات الاحتلال ، حيث اعتقل اكثر من مرّة منذ العام 1961 بتهم تتعلق باقواله ونشاطاته السياسية ، حتى عام 1972 حيث نزح الى مصر وانتقل بعدها الى لبنان حيث عمل في مؤسسات النشر والدراسات التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية ، وقد استقال محمود درويش من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الحتجاجا على اتفاق اوسلو.

شغل منصب رئيس رابطة الكتاب والصحفيين الفلسطينيين وحرر في مجلة الكرمل ، واقام في باريس قبل عودته الى وطنه حيث انه دخل الى اسرائيل بتصريح لزيارة امه ، وفي فترة وجوده هناك قدم بعض اعضاء الكنيست الاسرائيلي العرب واليهود اقتراحا بالسماح له بالبقاء في وطنه ، وقد سمح له بذلك.

وحصل محمود درويش على عدد من الجوائز منها:

جائزة لوتس عام 1969.
جائزة البحر المتوسط عام 1980.
درع الثورة الفلسطينية عام 1981.
لوحة اوروبا للشعر عام 1981.
جائزة ابن سينا في الاتحاد السوفيتي عام 1982.
جائزة لينين في الاتحاد السوفييتي عام 1983.
[تحرير]
شعره
يُعد محمود درويش شاعر المقاومة الفلسطينية، ومر شعره بعدة مراحل .ومنها:

بعض مؤلفاته
مختارات من قصائد و دواوين محمود درويش

عصافير بلا اجنحة (شعر).
اوراق الزيتون (شعر).
عاشق من فلسطين (شعر).
آخر الليل (شعر).
مطر ناعم في خريف بعيد (شعر).
يوميات الحزن العادي (خواطر وقصص).
يوميات جرح فلسطيني (شعر).
حبيبتي تنهض من نومها (شعر).
محاولة رقم 7 (شعر).
احبك أو لا احبك (شعر).
مديح الظل العالي (شعر).
هي اغنية ... هي اغنية (شعر).
لا تعتذر عما فعلت (شعر).
عرائس.
العصافير تموت في الجليل.
تلك صوتها وهذا انتحار العاشق.
حصار لمدائح البحر (شعر).
شيء عن الوطن (شعر).
ذاكرة للنسيان
وداعا ايها الحرب وداعا ايها السلم (مقالات).

*****************
إلى أمي


أحنُّ إلى خبزِ أمّي

وقهوةِ أمّي

ولمسةِ أمّي

وتكبرُ فيَّ الطفولةُ

يوماً على صدرِ يومِ

وأعشقُ عمري لأنّي

إذا متُّ

أخجلُ من دمعِ أمّي

* * *

خذيني، إذا عدتُ يوماً

وشاحاً لهُدبكْ

وغطّي عظامي بعشبٍ

تعمّد من طُهرِ كعبكْ

وشدّي وثاقي..

بخصلةِ شَعر..

بخيطٍ يلوّحُ في ذيلِ ثوبكْ

عساني أصيرُ إلهاً

إلهاً أصير..

إذا ما لمستُ قرارةَ قلبكْ!

* * *

ضعيني، إذا ما رجعتُ

وقوداً بتنّورِ ناركْ

وحبلِ الغسيلِ على سطحِ دارِكْ

لأني فقدتُ الوقوفَ

بدونِ صلاةِ نهارِكْ

هرِمتُ، فرُدّي نجومَ الطفولة

حتّى أُشارِكْ

صغارَ العصافيرِ

دربَ الرجوع..

لعشِّ انتظاركْ..

^RAYAHEEN^ 26-09-05 07:15 AM

نعم هذا هو محمود درويش
شاعر المقاومة الفلسطينية
او بالاحرى شاعر العروبة النقية
وهو من قال :
"وأنا أكتب شعراً، أي: أموت الآن، فلتذهب أصول الشعر ليتضح الخنجر ولينكشف الرمز: الجماهير هي الطائر والأنظمة الآن تسمّى قتلة".
(( تُشَكِّلُ فلسطين، ومنذ أكثر من نصف قرن، بالنسبة للشعب العربي مَرْجِعاً، وكذلك رمزَ الفردوسِ الضّائع. ولكنها تُجَسّد، أيضاً، الصراعَ من أجل العدالة، التي تَظَلّ، بالنسبة للعديد من العرب، جَوهرَ وُجودِهِم المُعاصِر: العدالة في فلسطين تُمَثِّلُ، بشكل من الأشكال، نوعاً من شرطَ مُمارَسَة حريتهم الخاصة.")).
من المعروف ان الشاعر محمود درويش يلقب نفسه بــ ( الشاعر الطروادي ) وقد عبر عن سبب تسمية نفسه بذاك وقال :
"أنا لم أَخْتَر أن أكون ضحيةً، لا على المستوى الوجودي ولا على المستوى السياسيّ. الشروط التاريخية هي التي جعلت الفلسطينيين-وأنا من بينهم- ضحايا. وهكذا فأنا أُجهِدُ نفسي على التعبير عن وعي الخَاسِر وعن الضحية. هذا هو ما يعنيه أن تكون شاعراً طرواديّا: إنه القول بأنه لا يوجد فقط مَحْكِيُّ المُنْتَصِر. إننا لم نسمع أبدا صوت الطرواديين، و"هوميروس" هو النشيدُ المَجِيدُ للإغريق. إنّ الطرواديين يمكن أن يكونوا قد عبَّروا بطريقة أو بأخرى، ولكن صوتَهُم تبدَّدَ إلى الأبد. وأنا كَشَاعِر أبحثُ عن هذا الصوت. الضعفاءُ يتوجَّب عليهم أن يُقَدِّموا رواية التاريخ، ولا يجب، أبداً، الاكتفاءُ برواية الأقوياء. وعلى كل حال، فإنّ الأدبَ الجَيِّدَ هو أدبُ الضعفاء والمهزومين ومن يُعانون، ومن فضائل الأدب أن تُتِيحَ لنا التحسيسَ بِالأَلَم والجِرَاح، وبالتالي إيصالَنَا إلى إنسانِيَتِنَا."

بعض النقاط التي ذكرها محمود درويش عن نفسه وعن رايه بالقضية الفلسطينية وبجمهوره المتتبع لقلمه :
درويش :

ليست هناك نقطة يلتقي فيها الحد الأعلى الإسرائيلي مع الحد الأدنى الفلسطيني، وليست التسوية هي الصعبة بل العودة إلى المفاوضات أيضا

ما كتبته في سياق الانتفاضة، وليس عن الانتفاضة، تعبير عن الارتباط العضوي بين اللغة الشعرية ومرجعياتها الواقعية
أمام العنف على اللغة أن تفتر لكي يسمع همسها لأن ضجيجها لا يسمع، وقصيدتا "محمد الدرة" و"القربان" ليستا مجرد استجابة للواجب الوطني

كنت أظن أن الجدارية هي آخر ما سأكتب إذ لن أعيش بعدها لأكتب غيرها

في كل مجموعة شعرية أراقب بذورا قابلة للنمو في عمل قادم، فأنا أواصل العمل من التراكم لا من القطيعة

الجدارية هي بطاقة التعريف بي شعريا وإنسانيا ووصيتي للقراءة

علاقتي بالقارئ علاقة جدلية وحرة وفيها تجاذب، وهولا يشكل رقيبا على عملي أثناء الكتابة، لكنه يمنح نصي حياته المتجددة

لا تستطيع الذات الفردية أن تتحرر من ضغط التاريخ ومن ضغط الهوية ومتطلباتها، والشاعر الفلسطيني مطالب أكثر من غيره بالتماهي مع هويته لأنها مهددة

صرت قادرا على تطوير نفسي الشعرية بحرية أكبر دون خوف من صدمة أحدثها في ذائقة القارئ

ليس من حقي أن أجلس في مقهى، ولا أجرؤ على الذهاب إلى السوق لأن العيون الفضولية تحملق في محتويات سلتي

بعض الشعراء والإعلاميين رسموا لي صورة باذخة وبعضهم أتقن وصف قصوري وأزرار ثيابي الذهبية وسياراتي وكل ما يضخ الحرمان بالحرمان

أحاول دائما أن أكسر الصورة التي يرسمها لي الآخرون لأعيش حياتي في الظل لا في الضوء، ولأمارس إنسانيتي بدون ضجيج

عمليتي الشعرية ما زالت مفتوحة على آفاق لا أعرفها، وأنا في أوج لياقتي الشعرية

لا أعتبر الغنائية نقيصة شعرية كما يعتبرها بعض شعراء قصيدة النثر

حين أتأمل المشهد الشعري العربي أرى أن أبرز ظاهرة فيه، خلال العقدين الأخيرين ، هي تمكن قصيدة النثر من إثبات شرعيتها الإبداعية والثقافية، لكنها في حاجة إلى التحرر من التباس اسمها

لم أكتب قصيدة النثر لأني لم أشعر بأن الوزن يقيدني ويحجب عني حريتي في المغامرة والسرد واستيعاب لغة الحياة الحديثة

لنقد العميق يجعلني أفهم نصي بشكل أفضل لأنه يحيل النص إلى مرجعيات كانت متخفية في ذاكرة الكاتب، ويؤوله بطريقة لم تكن واضحة في وعي المؤلف، وكثيرا ما أفادني النقد في إعادة النظر بنواقصي

لست راضيا عن شعري لأني أكثر قلقا من الاطمئنان إلى المتحقق، ولأني انظر إلى اليوم بعيون الغد

أنا مترجم أكثر مما أستحق إلى الفرنسية، ومترجم أقل مما أستحق إلى الإنجليزية

لم أعد أحب السفر، ولا أسافر إلا لتأدية واجب، فقد تشابهت المدن ولم أنجح أصلا في أن أكون سائحا ولو ليوم واحد
شاكرة لكي نرجس احتضانك الشاعر محمود درويش وبسط نبذة عن حياته بين راحتينا
والاجمل تلك اللمسة الرائعة التي عبقتي بها الصفحة
الا وهي قصيدة " الى امي "
تقبلي مني فائق التحية ،،،

Narjes30 26-09-05 06:13 PM

اشكر لك مرورك
اخت رياحين
واضافتك عن
الشاعر
محمود درويش

Narjes30 27-09-05 11:01 PM

أعضاء ليلاس
الموضوع ليس مقتصر على ان اكتب لوحدي
بامكانكم المشاركة
باضافة مواضيع عن شعراء وبعض الاشعار
واليوم سأكتب لكم عن
طرفة بن العبد

--------------------------------------------------------------------------------

طرفة بن العبد..


هو طرفة بن العبد بن سفيان بن سعد بن مالك بن ضبيعة بن قيس بن ثعلبة البكري الوائلي، أرجعه المفضل الضبي إلى معد بن عدنان واسمه عمرو

وقال أبو عمرو: الطرفاء من الحمض قال: وبها سمي الرجل طرفة .

وهو ابن أخت الشاعر المتلمس، وابن أخي الشاعر المعروف بالمرقش الأصغر فالتقى إليه الشعر من طرفيه، وكان مولده في البحرين حوالي سنة 538م.

وقد ظهرت علامات الفطنة والذكاء على طرفة في سن مبكرة.

ويقال إن مقتله كان سنة 552م، وقيل سنة 564م وكان له من العمر آنذاك ستة وعشرين سنة، واستدل على ذلك بقول أخته في رثائه :-
عددنا له ستاً وعشرين حجّةً
فلما توفاها استوى سيداً ضخما
فجعنا به لما رجونــا إيابه
على خيرِ حالٍ لا وليداً ولا قحما

صاحب شخصية واضحة تظهر بكل تفاصيلها في شعره، فقد جمع إلى عبثه ومجونه حكمة الشيوخ وتفكيرهم، وإلى فتوة الشباب وطموحاتهم قوة الفطرة وصدق النظر.

من أشهر قصائده الرنانة..التي لم يظل احداً لم يحفظ ولو مطلعها




لِخَوْلَـةَ أَطْـلالٌ بِبُـرْقَـةِ ثَهْـمَـدِتَلُوحُ كَبَاقِي الوَشْمِ فِي ظَاهِـرِ اليَـدِ

وُقُوْفَاً بِهَا صَحْبِـي عَلَـيَّ مَطِيَّهُـمْيَقُوْلُـوْنَ لا تَهْلِـكْ أَسَـىً وَتَجَلَّـدِ

كَـأَنَّ حُـدُوجَ المَالِكِيَّـةِ غُــدْوَةًخَلاَيَا سَفِيْـنٍ بِالنَّوَاصِـفِ مِـنْ دَدِ

عَدَوْلِيَّةٌ أَوْ مِنْ سَفِيْـنِ ابْـنِ يَامِـنٍيَجُوْرُ بِهَا المَلاَّحُ طَـوْرَاً وَيَهْتَـدِي

يَشُقُّ حَبَابَ المَاءِ حَيْزُومُهَـا بِهَـاكَمَا قَسَـمَ التُّـرْبَ المُفَايِـلَ بِاليَـدِ

وفِي الحَيِّ أَحْوَى يَنْفُضُ المَرْدَ شَادِنٌمُظَاهِـرُ سِمْطَـيْ لُؤْلُـؤٍ وَزَبَرْجَـدِ

خَـذُولٌ تُرَاعِـي رَبْرَبـاً بِخَمِيْـلَـةٍتَنَـاوَلُ أَطْـرَافَ البَرِيْـرِ وتَرْتَـدِي

وتَبْسِمُ عَـنْ أَلْمَـى كَـأَنَّ مُنَـوِّراًتَخَلَّلَ حُرَّ الرَّمْـلِ دِعْـصٍ لَـهُ نَـدِ

سَقَتْـهُ إيَـاةُ الشَّمْـسِ إلاّ لِثَاتِـهِأُسِـفَّ وَلَـمْ تَكْـدِمْ عَلَيْـهِ بِإِثْمِـدِ

وَوَجْهٍ كَأَنَّ الشَّمْسَ أَلْقَـتْ رِدَاءَهَـاعَلَيْـهِ نَقِـيِّ اللَّـوْنِ لَـمْ يَتَخَـدَّدِ

وَإِنِّي لأُمْضِي الهَمَّ عِنْـدَ احْتِضَـارِهِبِعَوْجَـاءَ مِرْقَـالٍ تَـرُوحُ وتَغْتَـدِي

^RAYAHEEN^ 29-09-05 06:52 AM

سلمت اناملك نرجس بالفعل تنتقين الشعراء المتميزين في عصورهم
والتي لا زالت كلماتهم تدوي في اجوائنا الى الآن .
تقبلي مني فائق التحية ،،،
================================
على فكرة انا انصدمت بالمعلومات الي عرفتها عن الشاعر
ابي العلاء المعري ـ وحبيت اني اختاروا من بين الشعراء وانقل نبذة مختصرة عنه
يطلق على الشاعر أبي
العلاء المعري، فيلسوف الشعر أو شاعر الفلاسفة لما يتضمنه شعره من فكر إنساني وحكمة
ورؤية فلسفية تجاوز بها عصره. ويتميز عن أقرانه من الشعراء، بأنه جريئاً في التعبير عن أرائه وموافقه في حضرة السلطان إضافة إلى كونه يرفض شعر المديح للسلاطين بغرض الكسب المادي وحمل على أقرانه ووصفهم بأوصاف غاية في السوء لمدحهم السلاطين.
يلقب الشاعر بأسير المحبسين (العمى والبيت) وزاد الآخرون عليه محبساً أخراً فقالوا إنه أسير المحابس الثلاثة (العمى، والبيت، والنفس) ويعرف بزهده وإنسانيته ودفاعه عن الفقراء ورفضه لهدر دم الحيوان لأجل أن يفترسه الإنسان. وعرف عنه نباتياً وقضى معظم حياته يتناول العدس والتين، وكان يتقاسم لقمته وإيراده السنوي مناصفة مع خادمه.
كان ((أبي العلاء المعري)) متعلقاً بوالديه، وعندما توفى والده حزن عليه حزناً شديداً، وحين سمع بمرض والدته غادر بغداد إلى المعرة ليطمئن عليها لكن الموت سبقه إليها، فحزن واعتزل الناس لسنوات ولم يفارقه البكاء كلما تذكر والدته. كان الشاعر رافضاً لفكرة الزواج والإنجاب، وينسب له إنه طلب أن يكتب على قبره عند موته (هذا ما جناه عليًّ أبي لكني لم أجنيه على أحد) ولكن شاهدة قبره لم يدون عليها ذلك!.
الشيء الملف للنظر، بأن هذا الفيلسوف الكبير بالرغم من مواقفه الإنسانية الكثيرة ورؤيته النيرة كان لديه موقف غير إنساني من المرأة. وهذا ما يثير الاستغراب ويطرح الأسئلة: هل محابسه الثلاثة كان لها آثر على موقفه من المرأة؟. وهل فراقه لأمه أحدث فراغاً عاطفياً في ذاته؟. وهل يعود السبب إلى صدمة عاطفية انتابته؟. أسئلة كثيرة يمكن أثارتها عن موقف الفيلسوف والشاعر ضد المرأة!.
وبالرغم من ذلك يتوجب أن نكون منصفين في الحكم على الفيلسوف-الشاعر وعدم إسقاط وقائع التاريخ ومحاكمته بشروط ووقائع الحاضر!. ومهما بلغ الأمر والموقف من المرأة، فهذا لن يقلل من مكانته الفكرية والشعرية، فليس من الإنصاف الحكم على شخص ما من خلال موقف أو رأي واحد يتبناه وإنما الحكمة تتطلب مناقشة جميع آراءه ومواقفه ومن ثم إصدار الحكم عليه. ويجب أن لايغيب عن بالنا أن الإنسانية لم تنجب للوقت الراهن، شخصاً بعبقرية وغزارة علم أبي العلاء المعري.
يقف ((أبي العلاء المعري)) موقفاً مضاداً من تعليم المرأة القراءة والكتابة، ويجد أنها لاتصلح سوى لتعلم غزل الصوف والنسيج وشؤون البيت، وبالضد من ذلك يدعو لمكافحة الجهل والتخلف من المجتمع. وقد عبر عن موقفه ضد تعليم المرأة بعدد من أبيات الشعر قائلاً:
" علموهن الغزل والنسيج والردن................وخلو كتابة وقراءة.
فحمل مغازل النسوان أولى......................بهن من اليراع مقلمات.
وعلى ما يبدو الشاعر كان متبنياً لموقف جاهلي ضد المرأة، ويجد فيها عاراً يمكن أن تلحقه بالعائلة كونها تمثل شرف العائلة وعدم قدرتها على صونه يؤدي إلى أن تلحق العار بالعائلة والعشيرة. ويغالي الشاعر في موقفه ليصف المرأة بأنها أفعى يمكن أن تصيب من يقترب منها بالأذى، لأنها سامة وقادرة على إلحاق الأذى بالآخرين. لذا يحذر الرجال منها ويزيد على ذلك بقوله، أنها تشبه لهيب النار الحارقة فتحرق من يقترب منها.
يصف ((أبي العلاء المعري)) المرأة بتلك النعوت بعدد من أبيات الشعر قائلاً:
" ألا إن النساء حبال غيًّ.................بهن يضيع الشرف التليدُ. ***** ع
روسك أفعى فهب قربها...............وخف من سليلك فهو الحنش. *****
هي النيران تحسن من بعيد...............ويحرقن الأكف إذا لمسته".
يذهب الفليسلوف ((أبي العلاء المعري)) بعيداً في عدائه للمرأة فلا يجد مبرراً من طلب النساء أن تقام لهن أعراس للزواج، فهن لايستحقن ذلك والأولى بهن أن يذهبن إلى قبورهن من أن تقام لهن أعراس. فهل أراد الشاعر بهذا الموقف أن يعلن عن رفضه لفكرة الزواج أم إنه موقفاً عدائياً ضد المرأة بشكل عام؟. ويتعارض موقفه هذا من الزواج، مع موقفه من خادمه وعائلته التي كان يتقاسم وإياهم إيراده المالي السنوي!.
يضمن ((أبي العلاء المعري)) موقفه من الزواج عبر هذا البيت الشعري قائلاً:
" إن الأوانس أن تزور قبورها...............خير لها أن يقال عرائس".
وعلى ما يبدو أن موقف الشاعر من الزواج ليس محسوماً تماماً، فنجده من جهة رافضاً له تاماً. ومن جهة ثانية ينصح الذين يرغبون بالزواج بأن يقترنوا بامرأة عاقر، من أجل قضاء رغباتهم الإنسانية دون أن يتحملوا عبء إنجاب الأطفال وتربيتهم. وكتب في هذا الإطار يقول:
" إذا شئت يوماً وصلة بقرينة...........فخير نساء العالمين عقيمها".
من المرجح أن موقف ((أبي العلاء المعري)) من المرأة، قد يعود إلى حالته النفسية غير المستقرة بسبب محابسه الثلاثة إضافة إلى شكله غير الجميل وما يعير به في المجالس العامة عند اختلافه مع أقرانه من الشعراء والفلاسفة.
وهذا الأمر ترك آثره السلبي على نفسية الشاعر، وعبر أكثر من مرة عن سقطه على الحياة وما أنجبت من بشر مشوهي الخلق. وحمل حواء وزر ذلك، كونها المسؤولة عن الإنجاب. وعبر عن ذلك قائلاً:
" أو كان كل بني حواء يشبهني...........فبئس ما ولدت للناس حواء".
على العموم الموقف من المرأة، له جذور تاريخية أكثر منها دينية مغروزة في العادات والتقاليد الاجتماعية. وفي كثير من الأحيان تكون متعارضة مع الدين ذاته، فعلى سبيل المثال: غسل العار، وتجهيل المرأة، وعدم الاختلاط، وعدم المساواة بين الجنسين....تستمد جذورها من عمق التاريخ إن تم مقارنتها مع تعاليم الدين ذاته أو سلوك رجال الدعوة الأوائل لنجد أنها متباعدة كثيراً.
وهذا الجذر التاريخي الضارب عمقه نحو ألفي سنة في التاريخ ضد المرأة، يعبر من خلاله ((أفلاطون)) قائلاً:" أشكر الإله، لأنه خلقني يونانياً لابريرباً، حراً لاعبداً، ورجلاً لا امرأة وأشكره كذلك لأنني ولدت في عهد سقراط".
مع عدم إغفالنا للعديد من النصوص الدينية التي تنال من حقوق المرأة في الوقت الراهن، ومن الإنصاف تعطيل تلك النصوص لما تقتضيه المصلحة العامة. عملاً بما قالوا به المتنورين من رجال الدين أمثال: علي عبد الرازق ومحمد عبده: إذا تعارض النص مع المصلحة العامة، قدمت المصلحة عليه وعطل النص.
إن موقف ((أبي العلاء المعري)) من المرأة له جذور متعددة منها: العادات والتقاليد السيئة الضاربة في عمق التاريخ، ووضعه النفسي غير المستقر نتيجة أسره المحابسي، ولربما شكله غير الجميل الذي حمل حواء مسؤولية الإنجاب....وبالرغم من ذلك يبقى الفيلسوف، فيلسوفاً وشاعراً لاتسقطه كبوة .

تقبلوا مني فائق التحية ،،،

Narjes30 30-09-05 12:20 PM

اعضاء ليلاس الرائعين
سنتحدث اليوم عن الشاعر"عبد الكريم الكرمي (أبو سلمى)"

ولد في طولكرم (فلسطين) عام، 1910 ..

تلقى تعليمه في طولكرم، ونزح إلى سورية عام، 1948
عمل في الإذاعة السورية وفي وزارة العدل.
لُقب "زيتونة فلسطين" نال جائزة اللوتس للشعر عام 1978.
عضو جمعية الشعر.

مؤلفاته:
1- المشرد، شعر 1935.

2- أغنيات بلادي، شعر.

3- الثورة، مسرحية.

4- أغاني الأطفال، شعر.

5- كفاح عرب فلسطين، دراسة.

6- أحمد شاكر الكرمي، دراسة.

7- الأعمال الكاملة، بيروت 1978.

توفي عام 1980

*****************************************

من قصائده
أحببتك أكثر

كُلَّمَا حَارَبْتُ مِنْ أَجْلِكِ أَحْبَبْتُكِ أَكْثَرْ

أَيُّ تُرْبٍ غَيْرَ هَذَا ٱلتُّرْبِ مِنْ مِسْكٍ وَعَنْبَرْ

أَيُّ أُفْقٍ غَيْرَ هَذَا ٱلأُفْقِ فِي ٱلدُّنْيَا مُعَطَّرْ

كُلَّمَا دَافَعْتُ عَنْ أَرْضِكِ عُودُ ٱلعُمْرِ يَخْضَرْ

وَجَنَاحِي يَا فِلَسْطِينُ عَلَى ٱلقِمَّةِ يُنْشَرْ

يَا فِلَسْطِينِيَّةَ ٱلإسْمِ ٱلذِي يُوحِي وَيَسْحَرْ

تَشْهَدُ ٱلسُّمْرَةُ فِي خَدَّيْكِ أَنَّ ٱلحُسْنَ أَسْمَرْ

لَمْ أَزَلْ أَقْرَأُ فِي عَيْنَيْكِ أُنْشُودَةَ عَبْقَرْ

وَعَلَى شَطَّيْهِمَا أَمْوَاجُ عَكَّا تَتَكَسَّـرْ

مِنْ بَقَايَا دَمْعِنَا هَلْ شَجَرُ ٱللَيْمُونِ أَزْهَرْ

وَالحَوَاكِيرُ بَكَتْ مِنْ بَعْدِنَا وَٱلرَّوْضُ أَقْفَرْ

وَكُرُومُ ٱلعِنَبِ الخَمْرِيِّ شَقَّتْ أَلْفَ مِئْزَرْ

لَمْ تَعُدْ تَعْتَنِقُ ٱلسَّفْحَ عَصَافِيرُ ٱلصَّنَوْبَرْ

وَنُجُومُ ٱللَيْلَ مَا عَادَتْ عَلَى ٱلكَرْمِلِ تَسْهَرْ

***

يَا فِلَسْطِينُ ٱنْظُرِي شَعْبَكِ فِي أَرْوَعِ مَنْظَرْ

بِلَظَى الثَّوْرَةِ وَٱلتَشْرِيدِ لِلْعَالَـمِ يَثْأَرْ

لَمْ يُحَرَّرْ وَطَنٌ إِلاَّ إِذَا الشَّعْـبُ تَحَرَّرْ

***

كُلُّ إِنْسَانٍ لَهُ دَارٌ وَأَحْـلاَمٌ وَمِزْهَـرْ

وَأَنَا الحَامِـلُ تَارِيـخَ بِـلاَدِي أَتَعَثَّرْ

وَعَلَى كُلِّ طَرِيقٍ لَمْ أَزَلْ أَشْعَثَ أَغْبَرْ

***

كُلَّمَا رَفَّ عَلَيَّ ٱسْمُكِ كَانَ ٱلحَرْفُ أَشْعَرْ

وَحُرُوفِي تَزْرَعُ ٱلأَشْوَاقَ فِي كُلِّ مُعَسْكَرْ

وَحُرُوفِي شُعَلٌ فِي كُلِّ صَحْرَاءَ وَمَهْجَرْ

^RAYAHEEN^ 01-10-05 07:25 AM

نرجــس
بالفعل رائعة تلك الابيات التي بسطها بيننا ـ والتي عبقت بها انفاس هذا الشاعر الوطني
عبد الكريم الكرمي (أبو سلمى )
غريب ان لا يتم نقش مثل تلك الكلمات فوق كل كتاب في فؤاد كل عربي
كي تحرك بنا مشاعر ثورية خامدة ، كي تجعلنا نعي بان هناك من عجنوا البارود بالحبر
وكونوا لنا اجمل القصائد لارض تئن من الاغتصاب ، ( فلسطين ) .

تقبلي مني فائق التحية ،،،

Narjes30 01-10-05 01:33 PM

اسعدني وجودك الدائم
عبر هذه الصفحات
ولك مني كل الاحترام

Narjes30 05-10-05 11:09 PM

بيرم التونسي : (1893- 1961)

ولد الشاعر الشعبي محمود بيرم التونسي في الإسكندرية في 3 مارس 1893م ، وسمي التونسي لأن جده لأبيه كان تونسياً ، وقد عاش طفولته في حي شعبي يدعى " السيالة " ، إلتحق بكُتّاب الشيخ جاد الله ، ثم كره الدراسة فيه لما عاناه من قسوة الشيخ ، فأرسله والده إلى المعهد الديني وكان مقره مسجد أبي العباس ، مات والده وهو في الرابعة عشرة من عمره ، فانقطع عن المعهد وارتد إلى دكان أبيه ولكنه خرج من هذه التجارة صفر اليدين .

كان محمود بيرم التونسي ذكياً يحب المطالعة تساعده على ذلك حافظة قوية ، فهو يقرأ ويهضم ما يقرؤه في قدرة عجيبة ، بدأت شهرته عندما كتب قصيدته " بائع الفجل " التي ينتقد فيها المجلس البلدي في الإسكندرية الذي فرض الضرائب الباهظة وأثقل كاهل السكان بحجة النهوض بالعمران ، وبعد هذه القصيدة انفتحت أمامه أبواب الفن فانطلق في طريقها ودخلها من أوسع الأبواب .

أصدر مجلة المسلة في عام 1919 م وبعد إغلاقها أصدر مجلة الخازوق ولم يكن حظها بأحسن من حظ المسلة .

نفي إلى تونس بسبب مقالة هاجم فيها زوج الأميرة ( فوقية ) ابنة الملك فؤاد ، ولكنه لم يطق العيش في تونس فسافر إلى فرنسا ليعمل حمّالاً في ميناء ( مرسيليا ) لمدة سنتين ، وبعدها استطاع أن يزوّر جواز سفر له ليعود به إلى مصر ، فيعود إلى أزجاله النارية التي ينتقد فيها السلطة والاستعمار آنذاك ، ولكن يلقى عليه القبض مرة أخرى لتنفيه السلطات إلى فرنسا ويعمل هناك في شركة للصناعات الكيماوية ولكنه يُفصل من عمله بسبب مرض أصابه فيعيش حياة ضنكاً ويواجه أياماً قاسية ملؤها الجوع والتشرد ، ورغم قسوة ظروف الحياة على بيرم إلا أنه استمر في كتابة أزجاله وهو بعيد عن أرض وطنه ، فقد كان يشعر بحال شعبه ومعاناته وفقره المدقع . وفي عام 1932 يتم ترحيل الشاعر من فرنسا إلى تونس لأن السلطات الفرنسية قامت بطرد الأجانب فأخذ بيرم يتنقل بين لبنان وسوريا ولكن السلطات الفرنسية قررت إبعاده عن سوريا لتستريح من أزجاله الساخرة واللاذعة إلى إحدى الدول الأفريقية ولكن القدر يعيد بيرم إلى مصر عندما كان في طريق الإبعاد لتقف الباخرة التي تُقلّه بميناء " بور سعيد " فيقف بيرم باكياً حزيناً وهو يرى مدينة بور سعيد من بعيد ، فيصادف أحد الركّاب ليحكي له قصته فيعرض هذا الشخص على بيرم على بيرم النزول النزول في مدينة بور سعيد ، وبالفعل استطاع هذا الشخص أن يحرر بيرم من أمواج البحر ليجد نفسه في أحضان مصر .

بعدها أسرع بيرم لملاقاة أهله وأسرته ، ثم يقدم التماساً إلى القصر بواسطة أحدهم فيعفى عنه وذلك بعد أن تربع الملك فاروق على عرش مصر فعمل كاتباً في أخبار اليوم وبعدها عمل في جريدة المصري ثم نجح بيرم في الحصول على الجنسية المصرية فيذهب للعمل في جريدة الجمهورية ، وقد قدّم بيرم أعمالاً أدبية مشهورة ، وقد كان أغلبها أعمالاً إذاعية منها ( سيرة الظاهر بيبرس ) و ( عزيزة ويونس ) وفي سنة 1960م يمنحه الرئيس جمال عبد الناصر جائزة الدولة التقديرية لمجهوداته في عالم الأدب . ولكن مرض الربو وثقل السنين يتمكنا من شاعرنا ليتوفى في 5 يناير 1961م .

غنّت له أم كلثوم عدة قصائد مما ساعد على انتشاره في جميع الأقطار العربية ، وظل إلى آخر لحظة في حياته من حملة الأقلام الحرة الجريئة ، وأصحاب الكلمات الحرة المضيئة حتى تمكن منه مرض الربو وثقل السنين فيتوفى في 5 يناير 1961م بعد أن عاش 69 عاماً
***************
قصيدة بائعة الفجل

قد أوقعَ القلبَ في الأشجانِ والكَمَدِ

هوى حبيبٍ يُسَمّى المجلس البلدي

أمشي وأكتمُ أنفاسي مخافة َ أنْ

يعدّهـا عاملٌ للمجلسِ البلـدي

ما شَرَّدَ النومَ عن جفني القريحِ سوى

طيف الخيالِ خيال المجلسِ البلدي

إذا الرغيفُ أتى ، فالنصف ُ آكُلُهُ

والنصفُ أتركُه للمجلس البلدي

وإنْ جلستُ فجَيْبِـي لستُ أتركُهُ

خوفَ اللصوصِ وخوفَ المجلسِ البلدي

وما كسوتُ عيالي في الشتاءِ ولا

في الصيفِ إلاَّ كسوتُ المجلسَ البلدي

كَــأنَّ أٌمّي بَلَّ اللهُ تُربتها

أوصَتْ فقالت : أخوك المجلس البلدي

أخشى الزواجَ إذا يوم الزفافِ أتى

أن يَنْبَرِي لعروسي المجلسُ البلدي

ورُبَّمَا وَهَبَ الرحمنُ لي ولداً

في بَطْنِهـا يَدَّعيه المجلس البلدي

وإنْ أقمتُ صلاتي قلتُ مُفتتحاً

اللهُ أكبرُ باسم المجلـس البلــدي

أستغفرُ الله حتى في الصلاةِ غَدَتْ

عِبادتي نصفُها للمجلـس البلـدي

يا بائعَ الفجلِ بالمِلِّيـمِ واحدةً

كم للعيالِ وكم للمجلسِ البلدي

^RAYAHEEN^ 06-10-05 08:31 AM

يااااااه رائعة القصيدة وما اروع انامل هذا الشاعر
استطاع ان يلامس جرحا يزداد اتساعا مع الايام
فالسلطات العليا في الدولة لا تترك شيئا الا وتحاول
وضع يديها عليه ، حتى وصل به ان يرثي قاصد بائع الفجل
الذي وتبعا للمثل القائل ( ما في ارخص من الفجل )
حتى هذا لم يسلم من عيون السلطات وجيوبهم .
نقل موفق ور ائع عن شاعر بالفعل اصاب اناملنا الشرود عن صفحاته
تقبلي مني فائق التحية ،، نرجس

Narjes30 06-10-05 07:54 PM

اشكر لك مرورك اخت رياحين
وبانتظارك على طول
تزيني صفحاتي

Narjes30 09-10-05 12:16 AM

توفيق زياد (1929-1994م)

- ولد توفيق أمين زيَّاد في مدينة الناصرة في السابع من أيار عام 1929 م .

- تعلم في المدرسة الثانوية البلدية في الناصرة ، وهناك بدأت تتبلور شخصيته السياسية وبرزت لديه موهبة الشعر ، ثم ذهب إلى موسكو ليدرس الأدب السوفييتي .

- شارك طيلة السنوات التي عاشها في حياة الفلسطينيين السياسية في إسرائيل، وناضل من أجل حقوق شعبه.

- شغل منصب رئيس بلدية الناصرة ثلاث فترات انتخابية (1975 – 1994)، وكان عضو كنيست في ست دورات عن الحزب الشيوعي الإسرائيلي ومن ثم عن القائمة الجديدة للحزب الشيوعي وفيما بعد عن الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة .

- رحل توفيق زياد نتيجة حادث طرق مروع وقع في الخامس من تموز من عام 1994 وهو في طريقه لاستقبال ياسر عرفات عائداً إلى أريحا بعد اتفاقيات اوسلو.

- ترجم من الأدب الروسي ومن أعمال الشاعر التركي ناظم حكم.

أعماله الشعرية :

1. أشدّ على أياديكم ( مطبعة الاتحاد ، حيفا ، 1966م ) .
2. أدفنوا موتاكم وانهضوا ( دار العودة ، بيروت ، 1969م ) .
3. أغنيات الثورة والغضب ( بيروت ، 1969م ) .
4. أم درمان المنجل والسيف والنغم ( دار العودة ، بيروت ، 1970م ) .
5. شيوعيون ( دار العودة ، بيروت ، 1970م ) .
6. كلمات مقاتلة ( دار الجليل للطباعة والنشر ، عكا ، 1970م ) .
7. عمان في أيلول ( مطبعة الاتحاد ، حيفا ، 1971م ) .
8. تَهليلة الموت والشهادة (دار العودة ، بيروت ، 1972م ) .
9. سجناء الحرية وقصائد أخرى ممنوعة (مطبعة الحكيم، الناصرة، 1973م).
10. الأعمال الشعرية الكاملة ( دار العودة ، بيروت ، 1971م ) . يشمل ثلاثة دواوين :
- أشدّ على أياديكم .
- ادفنوا موتاكم وانهضوا .
- أغنيات الثورة والغضب .
11. الأعمال الشعرية الكاملة ( الأسوار، عكا، 1985م ) .
أعماله الأخرى :
1. عن الأدب الشعبي الفلسطيني / دراسة ( دار العودة ، بيروت ، 1970م ) .
2. نصراوي في الساحة الحمراء / يوميات ( مطبعة النهضة ، الناصرة ، 1973م .
3. صور من الأدب الشعبي الفلسطيني / دراسة ( المؤسسة العربية للدراسات والنشر ، بيروت ، 1974م ) .
4. حال الدنيا / حكايات فولكلورية ( دار الحرية ، الناصرة ، 1975م )
******************************
أشد على اياديكم

أُنَادِيكُمْ

أَشدُّ عَلَى أَيَادِيكُم ..

أَبُوسُ الأَرْضَ تَحْتَ نِعَالِكُم

وَأَقُولُ: أَفْدِيكُم

وَأُهْدِيكُم ضِيَا عَيْنِي

وَدِفْءَ القَلْبِ أُعْطِيكُم

فَمَأْسَاتِي التي أَحْيَا

نَصِيبِي مِنْ مَآسِيكُم.

أُنَادِيكُمْ

أَشدُّ عَلَى أَيَادِيكُم ..

أَنَا مَا هُنْتُ في وَطَنِي وَلا صَغَّرْتُ أَكْتَافِي

وَقَفْتُ بِوَجْهِ ظُلاَّمِي

يَتِيمَاً ، عَارِيَاً ، حَافِي

حَمَلْتُ دَمِي عَلَى كَفِّي

وَمَا نَكَّسْتُ أَعْلامِي

وَصُنْتُ العُشْبَ فَوْقَ قُبُورِ أَسْلاَفِي

أُنَادِيكُمْ ... أَشدُّ عَلَى أَيَادِيكُم !!

^RAYAHEEN^ 11-10-05 09:02 AM

سلمت اناملك نرجس
لولا ان المطرب مارسيل خليفة احيا حس تلك الكلمات ( اناديكم ) بصوته لخبى وهجها رغم وجوده
فالكثير من الشعراء يتزاحمون مصطفين في دروب الوطنية ـ وهؤلاء من يحاول الاعلام تجاهلهم
اما انه قد مل من قضيتهم او انه فضل كلمات الغزل على كلماتهم .
تقبلي مني فائق التحية ،،،

Narjes30 11-10-05 07:06 PM

مساء الخير اخت رياحين
واشكر لك مرورك
على هذا الموضوع
وتفاعلك معه
وبانتظار تعليق الاعضاء
واضافتهم

Narjes30 11-10-05 10:17 PM

سنتحدث اليوم عن الشاعر
راشد حسين (1936-1977م)

- ولد راشد حسين في قرية مصمص من قرى أم الفحم سنة 1936، وانتقل مع عائلته إلى حيفا سنة 1944 ، ورحل مع عائلته عن حيفا بسبب الحرب عام 1948وعاد ليستقر في قرية مصمص مسقط رأسه .

- واصل تعليمه في مدرسة أم الفحم ، ثم أنهى تعليمه الثانوي في ثانوية الناصرة .

- بعد تخرجه عمل معلماً لمدة ثلاث سنوات ثم فُصل من عمله بسبب نشاطه السياسي .

- عمل محرراً لمجلة "الفجر" ، " المرصاد " والمصوّر ، وكان نشطاً في صفوف حزب العمال الموحد .

- ترك البلاد عام 1967 إلى الولايات المتحدة حيث عمل في مكتبة منظمة التحرير هناك ، وسافر إلى دمشق عام 1971 للمشاركة في تأسيس مؤسسة الدراسات الفلسطينية ، كما عمل فترة من الزمن في القسم العبري من الإذاعة السورية .

- عاد إلى نيويورك عام 1973 حيث عمل مراسلاً لوكالة الأنباء الفلسطينية " وفا " .

- توفي في الأول من شهر شباط عام 1977 في حادث مؤسف على أثر حريق شبّ في بيته بنيويورك ، وقد أعيد جثمانه إلى مسقط رأسه في قرية مصمص حيث ووري هناك .

- منح اسمه وسام القدس للثقافة والفنون في عام 1990.

من أعماله:

- حاييم نحمان بياليك - نخبة من شعره ونثره - ترجمة - تل أبيب ( 1966).

- مع الفجر - ديوان شعر ( 1957 ) عدة طبعات بعد ذلك .

- صواريخ - ديوان شعر ( 1958 ) عدة طبعات بعد ذلك .

- أنا الأرض لا تحرميني المطر - ديوان شعر ( 1976).

- قصائد فلسطينية – بيروت (1982).

- ديوان راشد حسين - الأعمال الشعرية الكاملة - بيروت.

***************************************
رسالة من المدينة - لراشد حسين


وأذكُرُ أنَّكِ كُنْـتِ طَرِيَّـة

وشاحاً على دَرْبِ رِيحٍ شقيةْ

تلمّيـن معطفَـكِ الفستقي

على كنـزِ قامَتِكِ الفستقيةْ

وقلتُ أنا : مرحباً .. فالتفتِّ

وأمطرتِ ثلجاً وناراً عَلَيَّـهْ

وكانتْ رموشُ النجومِ بعيداً

تُحاولُ جَرْحَ الغيـومِ العتيةْ

وكنتِ بِحَرْبَـةِ رِمْشٍ طَرِيٍّ

تُريدين جَرْحَ معاني التحيـةْ

وَسِرْتِ بَعِيدَاً ورأسكِ نَحْوِي

وفي النظراتِ معانٍ سخيـةْ

وشوقٌ بعينيـكِ أنْ ترجعي

كأشـواقِ لاجئةٍ يَافَوِيَّـةْ

* * *

وأعلمُ أن الهوى هبَّ صدفـة

كهبـة ريح على باب غرفـة

وأن الشبـاب بغير غـرام

كدارٍ من الماس من غير شرفة

فليتك تدرين معنـى الربيع

يُجَدِّل زهراً ليكرم صيفـه

ومعنـى أصابـع رمانـةٍ

ترفُّ على البرعم الطفل رفـة

ومعنـى السحاب يريق دماه

فيسقي الزهورَ ويصنع حتفـه

لأدركتِ معنى وقوفي الطويل

على باب دارك أول وقفـة

* * *

وخلفتُ ريفي الذي تكرهين

لأغرق نفسي بليل المدينـة

هناك وجدتُ وحولَ الشتاءِ

على صدرِها طينةً فوق طينةْ

وينهبُ مَنْ شـاءَ ألوانَـها

كنهبِ الخريفِ ستائرَ تينـةْ

تَعَرَّتْ كماسورةٍ من زُجَاجٍ

فألقيتُ فيها مُنَايَ الثمينـةْ

وكنتِ بِمعطفِكِ الفستقـيّ

تَسيرين عبرَ خيالي حزينـةْ

قِطاراً من العِطْرِ مَاضٍ يقولُ :

هبُونِـي مَحَطَّـةَ قلبٍ أمينةْ

فأسألُ قلبِي : ألستَ أمينـاً

فيهتف : داستْ عليَّ المدينـةْ

* * *

هنا في المدينةِ تَمْشِي النِّعَالُ

على كلماتِي .. على قِصَّتِـي

هنا الكلماتُ بغيرِ معـانٍ

توابيـتُ مَوْحُولَـةُ الجبهـةِ

وفي كلِّ زاويةٍ ألفُ حُـبّ

رَخِيصٍ كحاضريَ الْمَيِّـتِ

لِماذا جَنَيْتِ عَلَـيَّ لِماذا

رَمَيْتِ إلى وَحْلِهَا مُهْجَتِـي

سَئِمْتُ المدينةَ .. قَلْبِي يَموتُ

سآتِي إليـكِ .. إلى قَرْيَتِـي

أُعَلِّـقُ قلبِـي على لَـوْزَةٍ

فَوَانِيسُهَـا حُـرَّةُ الْمَنْبَـتِ

أنا عائدٌ هل تُرى تَذْكُرين

فتدرين ما السِّرُّ في عَوْدَتِـي

Yara 27-10-05 09:29 AM

نرجس

ملف رائع
يحوي العديد
من الشعراء
واجمل القصائد

abdulتتت.79 03-11-05 03:19 AM

مرحبا نرجس موضوع كتير رائع وحلو

واسمحيلي اتدخل وحابب انزل انا هي المرة موضوع عن الأمام الشاعر بوابة العلم ..علي بن أبي طالب . رضي الله عنه

طبعا الأمام علي غني عن التعريف ولكن .. للتكملة اضع هذه الكلمات

هو علي بن أبي طالب . رضي الله عنه ( عبد مناف ) بن عبد المطلب الهاشمي أبو الحسن أمير المؤمنين

وأحد العشرة المبشرين بالجنة وابن عم النبي ص وصهره

وأحد الشجعان الأبطال ومن أكابر الخطباء والعلماء والقضاة

أول الناس اسلاما بعد خديجة رضي الله عنها .. ربي في حجر النبي ص . وكان اللواء في يده في أكثر المشاهد

وقال صلى الله عليه وسلم له ( انت أخي )

أقام علي بن ابي طالب رضي الله عنه في الكوفة ( دار الخلافة ) الى ان قتله .... عبد الرحمن بن ملجم المرادي غدرا

روى رضي الله عنه 586 حديثا عن النبي وكان نقش خاتمه ( الله الملك )

وهنا أضع بين ايديكم بعض الدرر من شعر الأمام علي رضي الله عنه

يقول في ذهاب الوفاء بين الناس:
ذهبَ الوفاءُ ذهابَ أمس الذاهبِ فالنـاس بـيـنَ مـُخـاتـل ومـواربِ
يُفشـون بينهمُ الـمـودةَ والـصـّفا وقـلـوبُـهم محـشـوّةٌ بـالـعـقـاربِ

وقال في الغنى والفقر :

يُغطّي عيـوبَ الـمرءِ كـثرةُ مـالـهِ يُصـدّقُ فـيـمـا قـالـه وهو كـذوب
ويُزري بـعـقـلِ الـمرءِ قـلـّةُ مـالـهِ يُحـمّـقــــهُ الأقــوامُ وهـو لـبـيـب

ويقول في الحلم عن إجابة السفيه :

وذي سَفــهٍ يـواجـهـني بـجـهلٍ وأكـــرهُ أن أكــون لــه مـجـيـبــاً
يَزيدُ سفـاهــةً وأزيــدُ حــلــمــاَ كــعــودٍ زادَ بـالإحــراقِ طــيـبــاً

واجــه عــدوّك بـالـتـحـيـة لا تـكـــن ! مـنـهُ زمـانـكَ خـائفاً تتـرقبُ
واحـذرهُ يـومـاً إن أتـى لـك بـاســمــاً فاللـيـثُ يـبدو نابهُ إذ يغضبُ
إنَّ الـحـــقـــودَ وإن تـقـادمَ عـــهـــدُه فالحقدُ باقٍ في الصدرِ مُغيّبُ

وإذ الــصــديــقُ رأيــتــَهُ مُـــتـعـلـّقــــاً فهو الـعدوّ وحـقـّهُ يُتَــــجنّــبُ
لا خـــيــرَ فــي ودّ امـــرئٍ مُــتـمـلـّقٍ حلوِ اللسانِ وقــلـبـُهُ يـتلـهّبُ
يــلقــاكَ يـَــحـلــفُ أنـــّهُ بـــكَ واثـــق وإذا توارى عنكَ فهوَ العـقــربُ
يُعــطـيـكَ مـن طـرفِ اللـسـانَ حـلاوةً ويروغُ منكَ كما يروغُ الـثـعلبُ

واخـتــَرْ قريـنـكَ واصـطـَفـيـهِ تـفـاخـراً إنّ القرينَ إلى المقارنِ يُنسَبُ
واخـفـضْ جـنـاحـَكَ لـلأقـاربِ كـُلـّهـم بتذللٍ واسمح لـهمْ إن أذنـبـوا
ودع الـكـذوبَ فـلا يـكـن لـكَ صــاحبـاً إنّ الكـذوبَ لـبـئس خِلاّ يُصحبُ
واحـفـظ لـسـانـَكَ واحـتـرزْ من لفـظِهِ فالمرءُ يَسلـمُ باللسانِ ويعـطبُ

والـســرّ فـاكـتـِمــهُ ولا تـَـنـْطـِـقْ بــهِ فهوَ الأسيرُ لديـكَ إذ لا يُنـشَــبُ
واحرصْ على حفظِ القلوبِ من الأذى فرُجوعها بعدَ التــنـافرُ يـصـعـُــبُ
إنّ الـــقــلـــوبَ إذا تــنـافـرَ وُدّهـــــــا شِبهُ الزجاجةِ كسرُها لا يُشعَبُ وإذا أصــــابــك فـي زمــانـك شـــِدّة وأصابكَ الخطبُ الكـريهُ الأصـعـبُ
فــالـجــــــأ لــربّك إنّهُ أدنـى لـــِمــنْ يدعوهُ من حبلِ الـوريـدِ وأقـــربُ
ولـقد نـصـحـتـُكَ إن قَبلتَ نـصـيحتي فالنصحُ أغلى ما يباعُ ويـوهـــبُ
ياربّ صــلّ عـــلــى الــنـبيّ وآلــــــهِ عدد الخلائقِ حصرُها لا يحسبُ

Narjes30 03-11-05 12:56 PM

مساء الخير عبدووول
وكل عام وانت بالف خير
اسعدني مرورك
واسعدتني مشاركتك جداً
ودوماً بانتظارك

إنّ الـــقــلـــوبَ إذا تــنـافـرَ وُدّهـــــــا شِبهُ الزجاجةِ كسرُها لا يُشعَبُ وإذا أصــــابــك فـي زمــانـك شـــِدّة وأصابكَ الخطبُ الكـريهُ الأصـعـبُ
فــالـجــــــأ لــربّك إنّهُ أدنـى لـــِمــنْ يدعوهُ من حبلِ الـوريـدِ وأقـــربُ

^RAYAHEEN^ 06-11-05 02:56 PM

سلمت اناملك نرجس على استمراريتك ومواكبتك لهذا الموضوع واعطاءه حقه في اختيار الشعراء المتميزين
هناك من توارى عن الانظار فاستطعتي ان تسلطي عليه الاضواء مزيلة عن صفحاته الغبار
سلمت اناملك
تقبلي مني فائق التحية ،،،
==============

^RAYAHEEN^ 06-11-05 02:58 PM

واجــه عــدوّك بـالـتـحـيـة لا تـكـــن ! مـنـهُ زمـانـكَ خـائفاً تتـرقبُ
واحـذرهُ يـومـاً إن أتـى لـك بـاســمــاً فاللـيـثُ يـبدو نابهُ إذ يغضبُ
إنَّ الـحـــقـــودَ وإن تـقـادمَ عـــهـــدُه فالحقدُ باقٍ في الصدرِ مُغيّبُ

الله بالفعل ابيات تفيض بالحكمة اولا ودقة الصياغة ثانيا
ليس بذاك عجيب على الامام علي بن ابي طالب عليه السلام
شاكرة لك عبدالرحمن اختيارك لشخصية غنية عن التعريف
واختيار ابيات قمة في الروعة في الشعر المنوسب للامام علي
تقبل مني فائق التحية ،،،

Narjes30 06-11-05 11:46 PM

نبذة عن حياة أبي القاسم الشابي

ولد أبو القاسم الشابي في يوم الأربعاء في الرابع والعشرين من شباط عام 1909م الموافق الثالث من شهر صفر سنة 1327هـ وذلك في بلدة توزر في تونس .

أبو القاسم الشابي هو ابن محمد الشابي الذي ولد عام 1296هـ ( 1879 ) وفي سنة 1319هـ ( 1901 ) ذهب إلى مصر وهو في الثانية والعشرين من عمره ليتلقى العلم في الجامع الأزهر في القاهرة. ومكث محمد الشابي في مصر سبع سنوات عاد بعدها إلى تونس يحمل إجازة الأزهر.

ويبدو أن الشيخ محمد الشابي قد تزوج أثر عودته من مصر ثم رزق ابنه البكر أبا القاسم الشابي ، قضى الشيخ محمد الشابي حياته المسلكية في القضاء بالآفاق ، ففي سنة 1328هـ 1910 م عين قاضيا في سليانه ثم في قفصه في العام التالي ثم في قابس 1332هـ 1914م ثم في جبال تالة 1335هـ 1917م ثم في مجاز الباب 1337هـ 1918م ثم في رأس الجبل 1343هـ 1924م ثم انه نقل إلى بلدة زغوان 1345هـ 1927م ومن المنتظر أن يكون الشيخ محمد نقل أسرته معه وفيها ابنه البكر أبو القاسم وهو يتنقل بين هذه البلدان ، ويبدو أن الشابي الكبير قد بقي في زغوان إلى صفر من سنة 1348هـ – أو آخر تموز 1929 حينما مرض مرضه الأخير ورغب في العودة إلى توزر ، ولم يعش الشيخ محمد الشابي طويلاً بعد رجوعه إلى توزر فقد توفي في الثامن من أيلول –سبتمبر 1929 الموافق للثالث من ربيع الثاني 1348هـ.

كان الشيخ محمد الشابي رجلاً صالحاً تقياً يقضي يومه بين المسجد والمحكمة والمنزل وفي هذا الجو نشأ أبو القاسم الشابي ومن المعروف أن للشابي أخوان هما محمد الأمين وعبد الحميد أما محمد الأمين فقد ولد في عام 1917 في قابس ثم مات عنه أبوه وهو في الحادية عشر من عمره ولكنه أتم تعليمه في المدرسة الصادقية أقدم المدارس في القطر التونسي لتعليم العلوم العصرية واللغات الأجنبية وقد أصبح الأمين مدير فرع خزنة دار المدرسة الصادقية نفسها وكان الأمين الشابي أول وزير للتعليم في الوزارة الدستورية الأولى في عهد الاستقلال فتولى المنصب من عام 1956 إلى عام 1958م.

وعرف عن الأمين أنه كان مثقفاً واسع الأفق سريع البديهة حاضر النكتة وذا اتجاه واقعي كثير التفاؤل مختلفاً في هذا عن أخيه أبي القاسم الشابي. والأخ الآخر عبد الحميد وهو لم تتوفر لدي معلومات عن حياته.

يبدو بوضوح أن الشابي كان يعلم على أثر تخرجه في الزيتونة أو قبلها بقليل أن قلبه مريض ولكن أعراض الداء لم تظهر عليه واضحة إلا في عام 1929 وكان والده يريده أن يتزوج فلم يجد أبو القاسم الشابي للتوفيق بين رغبة والده وبين مقتضيات حالته الصحية بداً من أن يستشير طبيباً في ذلك وذهب الشابي برفقة صديقة زين العابدين السنوسي لاستشارة الدكتور محمود الماطري وهو من نطس الأطباء ، ولم يكن قد مضى على ممارسته الطب يومذاك سوى عامين وبسط الدكتور الماطري للشابي حالة مرضه وحقيقة أمر ذلك المرض غير أن الدكتور الماطري حذر الشابي على أية حال من عواقب الإجهاد الفكري والبدني وبناء على رأي الدكتور الماطري وامتثالاً لرغبة والده عزم الشاي على الزواج وعقد قرانه.

يبدو أن الشابي كان مصاباً بالقلاب منذ نشأته وأنه كان يشكو انتفاخاً وتفتحاً في قلبه ولكن حالته ازدادت سوءاً فيما بعد بعوامل متعددة منها التطور الطبيعي للمرض بعامل الزمن والشابي كان في الأصل ضعيف البنية ومنها أحوال الحياة التي تقلّب فيها طفلاً ومنها الأحوال السيئة التي كانت تحيط بالطلاب عامة في مدارس السكنى التابعة للزيتونة. ومنها الصدمة التي تلقاها بموت محبوبتة الصغيرة ومنها فوق ذلك إهماله لنصيحة الأطباء في الاعتدال في حياته البدنية والفكرية ومنها أيضاً زواجه فيما بعد.لم يأتمر الشابي من نصيحة الأطباء إلا بترك الجري والقفز وتسلق الجبال والسياحة ولعل الألم النفساني الذي كان يدخل عليه من الإضراب عن ذلك كان أشد عليه مما لو مارس بعض أنواع الرياضة باعتدال. يقول بإحدى يومياته الخميس 16-1-1930 وقد مر ببعض الضواحي : " ها هنا صبية يلعبون بين الحقول وهناك طائفة من الشباب الزيتوني والمدرسي يرتاضون في الهواء الطلق والسهل الجميل ومن لي بأن أكون مثلهم ؟ ولكن أنى لي ذلك والطبيب يحذر علي ذلك لأن بقلبي ضعفاً ! آه يا قلبي ! أنت مبعث آلامي ومستودع أحزاني وأنت ظلمة الأسى التي تطغى على حياتي المعنوية والخارجية ".

وقد وصف الدكتور محمد فريد غازي مرض الشابي فقال: " إن صدقنا أطباؤه وخاصة الحكيم الماطري قلنا إن الشابي كان يألم من ضيق الأذنية القلبية أي أن دوران دمه الرئوي لم يكن كافياً وضيق الأذنية القلبية هو ضيق أو تعب يصيب مدخل الأذنية فيجعل سيلان الدم من الشرايين من الأذنية اليسرى نحو البطينة اليسرى سيلاناً صعباً أو أمراً معترضاً ( سبيله ) وضيق القلب هذا كثيرا ما يكون وراثياً وكثيراً ما ينشأ عن برد ويصيب الأعصاب والمفاصل وهو يظهر في الأغلب عند الأطفال والشباب مابين العاشرة والثلاثين وخاصة عند الأحداث على وشك البلوغ ". وقد عالج الشابي الكثير من الأطباء منهم الطبيب التونسي الدكتور محمود الماطري ومنهم الطبيب الفرنسي الدكتور كالو والظاهر من حياة الشابي أن الأطباء كانوا يصفون له الإقامة في الأماكن المعتدلة المناخ. قضى الشابي صيف عام 1932 في عين دراهم مستشفياً وكان يصحبه أخوه محمد الأمين ويظهر أنه زار في ذلك الحين بلدة طبرقة برغم ما كان يعانيه من الألم ، ثم أنه عاد بعد ذلك إلى توزر وفي العام التالي اصطاف في المشروحة إحدى ضواحي قسنطينة من أرض القطر الجزائري وهي منطقة مرتفعة عن سطح البحر تشرف على مساحات مترامية وفيها من المناظر الخلابة ومن البساتين ما يجعلها متعة الحياة الدنيا وقد شهد الشابي بنفسه بذلك ومع مجيء الخريف عاد الشابي إلى تونس الحاضرة ليأخذ طريقة منها إلى توزر لقضاء الشتاء فيها. غير أن هذا التنقل بين المصايف والمشاتي لم يجد الشابي نفعاً فقد ساءت حاله في آخر عام 1933 واشتدت عليه الآلام فاضطر إلى ملازمة الفراش مدة. حتى إذا مر الشتاء ببرده وجاء الربيع ذهب الشابي إلى الحمّة أو الحامه ( حامة توزر ) طالباً الراحة والشفاء من مرضه المجهول وحجز الأطباء الاشتغال بالكتابة والمطالعة. وأخيراً أعيا الداء على التمريض المنزلي في الآفاق فغادر الشابي توزر إلى العاصمة في 26-8-1934 وبعد أن مكث بضعة أيام في أحد فنادقها وزار حمام الأنف ، أحد أماكن الاستجمام شرق مدينة تونس نصح له الأطباء بأن يذهب إلى أريانا وكان ذلك في أيلول واريانا ضاحية تقع على نحو خمس كيلومترات إلى الشمال الشرقي من مدينة تونس وهي موصوفة بجفاف الهواء. ولكن حال الشابي ظلت تسوء وظل مرضه عند سواد الناس مجهولاً أو كالمجهول وكان الناس لا يزالون يتساءلون عن مرضه هذا : أداء السل هو أم مرض القلب؟.

ثم أعيا مرض الشابي على عناية وتدبير فرديين فدخل مستشفى الطليان في العاصمة التونسية في اليوم الثالث من شهر أكتوبر قبل وفاته بستة أيام ويظهر من سجل المستشفى أن أبا القاسم الشابي كان مصاباً بمرض القلب.

توفي أبو القاسم الشابي في المستشفى في التاسع من أكتوبر من عام 1934 فجراً في الساعة الرابعة من صباح يوم الأثنين الموافق لليوم الأول من رجب سنة 1353هـ.

نقل جثمان الشابي في أصيل اليوم الذي توفي فيه إلى توزر ودفن فيها ، وقد نال الشابي بعد موته عناية كبيرة ففي عام 1946 تألفت في تونس لجنة لإقامة ضريح له نقل إليه باحتفال جرى يوم الجمعة في السادس عشر من جماد الثانية عام 1365هـ.

***********************
صلوات في هيكل الحب - لأبي القاسم الشابي

عذبةٌ أنتِ كالطفولة كالأحلام كاللحنِ كالصباحِ الجديدِ

كالسماء الضحوكِ كالليلةِ القمراءِ كالوردِ كابتسامِ الوليدِ

يا لها من وداعـةٍ وجَمالٍ وشبابٍ منعّمٍ أملودِ

يا لَهَا من طهارةٍ تبعثُ التقديسَ في مهجة الشقيّ العنيد



يا لها من رقّةٍ تكاد يرفّ الوردُ منها في الصخرة الجلمود

أيّ شيء تراك هل أنت فينيس تَهادت بين الورى من جديد

لتعيد الشبابَ والفرحَ المعسـولَ للعالَمِ التعيس العميـد

أم ملاك الفردوس جاء إلى الأرضِ ليحيي روح السلام العهيد



أنتِ .. ما أنتِ ؟ رسمٌ جَميلٌ عبقريٌّ من فنّ هذا الوجود

فيك ما فيه من غموضٍ وعمقٍ وجمالٍ مقدّسٍ معبود

أنتِ ما أنتِ؟ أنت فجرٌ من السحر تَجلّى لقلبِي المعمود

فأراه الحياةَ في مونق الحُسن وجلّى له خفايا الخلود



أنت روح الربيع تختال في الدنيا فتهتز رائعاتُ الورود

تهب الحياة سكرى من العطر ويدوّي الوجود بالتغريد

كلما أبصرتك عيناي تَمشين بخطو موقّع كالنشيد

خفق القلبُ للحياة ورفّ الزهرُ في حقل عمري الْمجرود



وانتشت روحي الكئيبة بالحبّ وغنّت كالبلبلِ الغرّيد

أنت تحيين في فؤادي ما قد مات في أمسي السعيد الفقيد

وتشيدين في خرائب روحي ما تلاشى في عهدي الْمجدود

من طموحٍ إلى الجمالِ إلى الفنِّ إلى ذلك الفضاءِ البعيد



وتبثين رقّة الأشواق والأحلام والشدو والهوى في نشيدي

بعد أن عانقت كآبة أيامي فؤادي وألْجمت تغريدي

أنت أنشودة الأناشيد غنّاك إلهُ الغناء ربّ القصيد

فيك شبّ الشباب وشّحَهُ السحرُ وشدو الهوى وعطر الورود



وتبثين رقّة الأشواق والأحلام والشدو والهوى في نشيدي

بعد أن عانقت كآبة أيامي فؤادي وألجمت تغريدي

أنت أنشودة الأناشيد غنّاك إلهُ الغناء ربّ القصيد

فيك شبّ الشباب وشّحَهُ السحرُ وشدو الهوى وعطر الورود



وقوام يكاد ينطق بالألحان في كل وقفة وقعود

كل شيء موقع فيك حتى لفتة الجيد واهتزاز النهود

أنت..أنت الحياة في قدسها السامي وفي سحرها الشجيّ الفريد

أنت.. أنت الحياة في رقة الفجرِ وفي رونق الربيع الوليد



أنت .. أنت الحياة كل أوان في رواء من الشباب جديد

أنت.. أنت الحياة فيكِ وفي عينيك آيات سحرها الممدود

أنت دنيا الأناشيد والأحلام والسحر والخيال المديد

أنت فوق الخيال والشعر والفن وفوق النهى وفوق الحدود



أنت قدسي ومعبدي وصباحي وربيعي ونشوتي وخلودي

يا ابنة النور إنني أنا وحدي من رأى فيك روعك المعبود

فدعيني أعيش في ظلك العذب وفي قرب حُسنك المشهود

عيشة للجمال والفن والإلهام والطهر والسنَى والسجود



عيشة الناسك البتول يناجي الرب في نشوة الذهول الشديد

وامنحيني السلام والفرح الروحي يا ضوء فجري المنشود

وارحميني فقد تَهدمت في كون من اليأس والظلام مشيد

أنقذيني من الأسى فلقد أمسيت لا أستطيع حَمل وجودي



في شعب الزمان والموت أمشي تحت عبء الحياة جم القيود

وأماشي الورى ونفسي كالقبر وقلبي كالعالم المهدود

ظلمة ما لَها ختام وهول شائع في سكونِها الممدود

وإذا ما استخفى عبث الناس تبسمت في أسى وجُمود



بسمة مرة كأني أستلّ من الشوك ذابلات الورود

وانفخي في مشاعري مرح الدنيا وشدّي من عزمي المجهود

وابعثي في دمي الحرارة علّي أتغنى مع المنَى من جديد

وأبثّ الوجود أنغام قلب بلبليّ مكبلٍ بالحديد



فالصباح الجميل ينعش بالدفء حياة المحطم المكدود

أنقذيني فقد سئمت ظلامي أنقذيني فقد مللت ركودي

آه يا زهرتي الجميلة لو تدرين ما جدّ في فؤادي الموحود

في فؤادي الغريب تُخلق أكوانٌ من السحر ذات حسن فريد



وشُمُوس وضاءة ونجوم تنثر النـور في فضاء مديد

وربيع كأنه حلم الشاعر في سكرة الشباب السعيد

ورياض لا تعرف الحلك الداجي ولا ثورة الخريف العتيد

وطيـور سحرية تتناغى بأناشيد حلـوة التغريد



وقصور كأنها الشفق المخضوب أو طلعة الصباح الوليد

وغيوم رقيقة تتهادى كأباديد من نُثـار الورود

وحياة شعرية هي عندي صورة من حياة أهل الخلود

كل هذا يشيده سحر عينيك وإلهام حسنك المعبود



وحرام عليك أن تهدمي ما شاده الحسن في الفؤاد العميد

وحرام عليك أن تسحقي آمال نفس تصبو لعيش رغيد

منك ترجو سعادة لم تجدها في حياة الورى وسحر الوجود

فالإله العظيم لا يرجم العبد إذا كان في جلال السجود

^RAYAHEEN^ 11-11-05 03:28 AM

سلمت اناملك نرجس
رائع ما تغدقين به على صفحاتنا في حق شعراء مميزين
في انتظار نبذة عن حياة شاعر آخر
وقصيدة من قصائده المميزة
تقبلي مني فائق التحية ،،،

Narjes30 12-11-05 06:56 PM

مساء الخير اخت
رياحين
واشكر لك متابعتك
المستمرة
وانتظروا المزيد

Narjes30 23-12-05 10:30 PM

عبد الوهاب البياتي
http://www.khayma.com/salehzayadneh/poets/bayatti.jpg

عبد الوهاب البياتي (1926-000م) شاعر عراقي معاصر، ولد ببغداد،
تخرج بشهادة اللغة العربية وآدابها 1950م، واشتغل مدرساً 1950-1953م، ومارس الصحافة 1954م مع مجلة "الثقافة الجديدة" لكنها أغلقت، وفصل عن وظيفته، واعتقل بسبب مواقفه الوطنية. فسافر إلى سورية ثم بيروت ثم القاهرة. وزار الاتحاد السوفييتي 1959-1964م، واشتغل أستاذاً في جامعة موسكو، ثم باحثاً علمياً في معهد شعوب آسيا، وزار معظم أقطار أوروبا الشرقية والغربية. وفي سنة 1963 أسقطت عنه الجنسية العراقية، ورجع إلى القاهرة 1964م وأقام فيها إلى عام 1970. له ديوان "ملائكة وشياطين" 1950، "أباريق مهشمة" 1955، "المجد للأطفال والزيتون" 1956، "رسالة إلى ناظم حكمت" 1956، "أشعار في المنفى" 1957، "عشرون قصيدة من برلين"، 1959، "كلمات لا تموت" ،1960، "طريق الحرية"
بالروسية 1962، "سفر الفقر والثورة " النار والكلمات" 1964" "الذي يأتي ولا يأتي" 1966، "الموت في الحياة" 1968، "تجربتي الشعرية" 1968، "عيون الكلاب الميتة" 1969، "بكائية إلى شمس حزيران والمرتزقة1969"، "الكتابة على الطين" 1970م، "يوميات سياسي محترف" 1970، صدر له "ديوان عبد الوهاب البياتي" الذي ضم دواوينه المذكورة في 3 أجزاء نشر دار العودة ببيروت 1972م، ثم صدر له بعد ذلك "قصائد حب على بوابات العالم السبع 1971"، "سيرة ذاتية لسارق النار" 1974، "كتاب البحر" 1975 "قمر شيراز" 1975، "صوت السنوات الضوئية" 1979، "بستان عائشة" 1989.
من أعماله الإبداعية الأخرى مسرحية "محاكمة في نيسابور" 1973.
ومن مؤلفاته "بول اليوار"، "اراجون"، "تجربتي الشعرية".
=============
من شعره
(العرب اللاجئون)
يا مَنْ رأى أحفاد عدنانٍ على خشب الصليب مُسّمرينْ
النمل يأكل لحمهمْ
وطيور جارحة السنين.
يا مَنْ رآهم يشحذون
يا من رآهم يذرعون
ليلَ المنافي في محطات القطار بلا عيون
يبكون تحت القُبعاتِ ،
ويذبلونَ ،
ويهرمونْ
يا مَنْ رأى "يافا" بإعلانٍ صغيرٍ في بلاد الآخرينِ
يافا على صندوق ليمون معفرة الجبين
(2)
يا مَن يدق البابَ ،
نحن اللاجئين
مُتنا
وما "يافا" سوى إعلان ليمونٍ ،
فلا تُقلق عظام الميتين
(3)
"الآخرون هُمُ الجحيم"
"الآخرون هم الجحيم"
(4)
باعوا صلاح الدينِ ،
باعوا درعه وحصانه ،
باعوا قبور اللاجئين
(5)
من يشتري - الله يرحمكم
ويرحم أجمعين
آباءكم، يا محسنون –
اللاجئَ العربي والانسان والحرف المبين
برغيف خبزٍ
إن أعراقي تجف وتضحكون
السندباد أنا
كنوزي في قلوب صغاركم
السندباد بزي شحاذٍ حزين
اللاجئُ العربي شحاذ على أبوابكم
عارٍ طعين
النمل يأكل لحمه ،
وطيور جارحة السنين
من يشتري يا محسنون
(6)
"الآخرون هم الجحيم"
"الآخرون هم الجحيم"
(7)
العار للجبناءِ ،
للمتفرجينْ
العار للخطباء من شرفاتهم ،
للزاعمين ...
للخادعين شعوبهم
للبائعين
فكلوا ، فهذا آخر الأعياد، لحمي
واشربوا ، يا خائنون
____________________

_1_

قمري الحزينْ
البحر مات وغيّبت أمواجُهُ السوداء قلع السندبادْ

ولم يعد أبناؤه يتصايحون مع النوارس والصدى المبحوح عاد

والأفق كَفَّنَهُ الرمادْ

فَلِمَنْ تغنّي الساحراتْ ؟

والعشب فوق جبينه يطفو وتطفو دنيوات
كانت لنا فيها ، إذا غنى المغنّي ، ذكريات

غرقت جزيرتنا وما عاد الغناء

إلا بكاءْ

والقُبَّرَاتْ

طارت ، فيا قمري الحزين

الكنز في المجرى دفين

في آخر البستان ، تحت شجيرة الليمون ، خبأهُ هناك السندبادْ

لكنه خاوٍ ، وها أنَّ الرماد

والثلجَ والظلمات والأوراق تطمره وتطمر بالضباب الكائنات

أكذا نموت بهذه الأرض الخراب ؟

ويجفّ قنديلُ الطفولةِ في التراب ؟

أهكذا شمس النهار

تخبو وليس بموقد الفقراءِ نارْ ؟

-2-

مُدنٌ بلا فجرٍ تنامْ
ناديتُ باسمكَ في شوارعِها ، فجاوبني الظلام

وسألتُ عنكَ الريحَ وهي تَئِنّ في قلبِ السكون

ورأيتُ وجهَكَ في المرايا والعيون

وفي زجاجِ نوافذِ الفجرِ البعيدْ

وفي بطاقاتِ البريدْ

مُدُنٌ بلا فجرٍ يُغطّيها الجليد

هجرتْ كنائسَهَا عصافيرُ الربيعْ

فَلِمَنْ تُغَنِّي ؟ والمقاهي أوصدتْ أبوابَهَا

وَلِمَنْ تُصَلِّي ؟ أيها القلبُ الصَّدِيع

والليلُ ماتْ

والمركبات

عادتْ بلا خيلٍ يُغَطِّيهَا الصَّقِيع

وسائقوها ميتون

أهكذا تمضي السنون ؟

ونحنُ مِنْ مَنْفَى إلى مَنْفَى ومن بابٍ لبابْ

نَذْوِي كَمَا تَذْوِي الزَّنَابِقُ في التُّرَابْ

فُقَرَاء ، يا قَمَرِي ، نَمُوت

وقطارُنا أبداً يَفُوت


الساعة الآن 12:05 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية