منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   التاريخ والاساطير (https://www.liilas.com/vb3/f403/)
-   -   عامر بن الطفيل العامري 10هـ - 631 م (https://www.liilas.com/vb3/t32147.html)

منى توفيق 19-02-07 03:50 PM

عامر بن الطفيل العامري 10هـ - 631 م
 
يرى القارئ في المقدمة التي عقدها لهذا الديوان راويه أبو بكر محمد ابن القاسم الأنباري تفصيلاً لحياة صاحبه عامر بن الطفيل ، غير أن ثمة نواحي و حوادث مرت على الشاعر لم يذكرها الأنباري في ترجمته ، و هي في نظرنا أهم من كل ما ذكره . و قد أشار الأنباري إلى بعض هذه الحوادث إشارات لا غناء فيها ، كذكره مثلاً يوم فيف الريح و وفود عامر على النبي محمد . فرأينا من كمال الفائدة أن نتكلم على كل ما أغفله .

كان عامر بن الطفيل أحد شعراء الحماسة في الجاهلية ؛ روى أبو بكر الأنباري ديوانه هذا عن شيخه ثعلب و شرح منه ما ارتأى شرحه ؛و قد عثر المستشرق على العلامة الإنكليزي السر تشارلس ليال على مخطوطته ، فطبعه و علق عليه حواشي ملأى بالفوائد و الآراء الصائبة ، و نقله إلى الإنكليزية و جعل له مقدمة بها و تصحيحاً للخطإ ، و فهارس متعددة ، كلها جزيل الفائدة .

اشتهر شاعرنا بحذقه في ركوب الخيل ، و كان له فرس يسمى المزنوق ، معدود من أكرم الخيول العربية ، و قد أكثر صاحبه من ذكر في شعره و لا سيما في قصيدته التي قالها على أثر يوم فيف الريح . و كان له فرس آخر اسمه دعلج ذكره في شعره ، و لعله اقتناه بعد أن عقر المزنوق في يوم الرقم ، و أظهر الشاعر حزنه عليه في بيت واحد ، و ربما كان هذا البيت واحداً من أبيات لم تصل إلينا .

و عامر كان من أبطال العرب المعدودين الذين يخشى جانبهم ، و قد روى الأنباري في ترجمته له ما قاله فيه عمرو بن معدي كرب ، فارس اليمن ، و أحد أبطال العرب مما يدل على بطولته و سرعته في الطعن .

و عرف شاعرنا بخصال كثيرة مذمومة منها عقمه فهو لا ينسل ، و جفاء طبعه ، و عنجهيته و ظلمه و بخله ، غير أن قومه لم يلتفتوا إلى كل ذلك فسودوه عليهم بعد أن شاخ سيدهم ، عمه أبو براء الملقب بملاعب الأسنة . فأبى أن تسوده الوراثة لأنه كان يرى في نفسه و أعماله ما يمكن له السيادة و يعقد له هالة المجد ، فليس به حاجة إلى أمجاد قومه .



أما يوم فيف الريح الذي عورت فيه عينه فقد كان بين قومه بني عامر و قبائل اليمن ، فقد أغارت هذه القبائل على العامريين في موضع يقال له : فيف الريح و ضايقتهم حتى تقهقروا ، و إذا بعامر يقبل عليهم فاشتدت عزائمهم بكراته على الأعداء و فتكه بهم ، فاندفعوا معه في حومة الوغى ، حتى إن الواحد منهم كان إذا طعن الطعنة ينادي : يا أبا علي ، و أبو علي كنية عامر .

و فيما كان عامر متغلغلاً في جموع الأعداء فاجأه من ورائه مسهر بن يزيد الحارثي و مد رمحه إلى أذنه قائلاً له : عندك يا عامر ، و طعنه فأصاب عينه ففقأها ، فوثب عامر عن فرسه إلى الأرض و نجا عدواً على رجليه و الدم يسيل من عينه .

و قد ذكر الرواة حادثاً وقع له بعد عوره مع كسرى أنوشروان ، إذا صح وقوعه كان من الأدلة التي تدل على جرأته و خشونة أخلاقه .

منى توفيق 19-02-07 03:50 PM

زعموا أنه كان في الوفد الذي أرسله النعمان إلى كسرى ليريه فضل العرب ، فتكلم بين يدي ملك الفرس فأظهر غلظة و تهديداً فقال له كسرى :

متى تكاهنت يا عامر ؟

قال : لست كاهناً و لكني بالرمح طاعناً .

قال كسرى : فإن أتاك آت من جهة عينك العوراء ما أنت صانع ؟

قال : ما هيبتي في قفاي بدون هيبتي في وجهي .



و وفد عامر على النبي محمد و كان وفوده بعد وفود عمه أبي براء ، و لم يسلم هذا لأنه لم يشأ أن يترك دينه و لكنه قال للنبي أن يرسل إلى أهل نجد فيدعوهم إلى الإسلام ، و إن من يرسلهم يكونون في جواره فلا يراعون . فوجه النبي المنذر بن عمرو في أربعين رجلاً فنزلوا في مكان يقال له : بئر معونة ، فعرف بهم عامر ، فنقض جوار عمه و سار إليهم بجماعة من قيس عيلان ، لأن قومه أبوا أن يوافقوه على أمره و يخفروا ذمة عمه أبي براء ، فأحاط و من معه بالمسلمين ، ففتكوا بهم إلا إثنين أسر أحدهما : عمرو بن أمية ، و ترك الآخر : كعب بن زيد جريحاً بين القتلى . و قد أغضب عمله عمه ملاعب الأسنة ، فانقض عليه بعد عودته و طعنه طعنة وقعت في فخذه جرحته و لم تقتله .

و لم يبطئ عامر أن علم بانتصارات النبي و مبايعة القبائل له امتداد سلطانه ، فخطر على باله أن يشاطره السلطان ، فجاءه في وفد من قومه في السنة العاشرة ( 630 م ) يصحبه أربد أخو لبيد الشاعر ، و قد اتفق و أربد على أن يشغل عامر النبي بالحديث و يعلوه أربد بالسيف ، و لكن هذا لم يجرؤ و احتج لعامر حينما لامه بأنه كلما هم بأن يضرب النبي يرى عامراً حائلاً بينهما .

و قد طلب عامر من النبي أن يتخذه خليلاً فقال له النبي : لا و الله حتى تؤمن بالله وحده . فرضي أن يؤمن على أن يكون له سكان الخيام و للنبي سكان القرى و أن يجعل له نصف ثمار المدينة ، فرفض النبي طلبه ، فخرج مغضباً و هو يقول : لأملأنها عليك خيلاً جرداً و رجالاً مرداً ، و لأربطن بكل نخلة فرساً . فقال النبي : اللهم اكفني عامراً واهد بني عامر !

و فيما كان عامر عائداً و أربد سقطت صاعقة على أربد فقتلته ، و أصيب عامر بالطاعون في عنقه فاحتبس في بيت امرأة من قبيلة سلول ، و هي من القبائل المستضعفة ، فكان يصيح غيظاً و ألماً : يا موت ابرز لي ! أغدة كغدة البعير و موت في بيت سلولية ؟



و ظل كذلك إلى أن هلك .

و شعر عامر صورة ناطقة بشخصيته فترى فيه عنجهيته و كبرياءه ، و اعتزازه بشجاعته و فروسيته ، و إباءه ، و فخره بقومه ، و حبه لفرسه ، و قليلاً ما تحس فيه العواطف الرقيقة . و هو شعر قليل الحوشي ، واضح التعابير في معظمه ، و لغته أقرب إلى الإفهام من لغة الذين تقدموه من شعراء الجاهلية .

المهندسة رشا 10-04-07 12:09 AM

جزاك الله خيرا

اتمنى لك مزيد من التقدم

منى توفيق 11-04-07 03:47 PM

آمين يارب ومشكورة كتير


الساعة الآن 08:47 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية