منتديات ليلاس - نجيب محفوظ , اهل الهوى , مؤسسة دار الهلال , 1988

مجموعة قصصية اختاراها الاديب الكبير نجيب محفوظ بنفسه عقب فوزه بالجائزة

أهل الهوى

http://www.liillas.com/up/uploads/im...10ca8a865d.jpg

تحكي قصة (أهل الهوى)، والتي تحمل هذه المجموعة القصصية إسمها، عن شخص خرج من القبو وهو فاقد للذاكرة من جراء مهاجمة مجموعة من الأشرار له عرفت بذئاب القبو، تلقفته نعمة الله تاجرة الخردة، المسيطرة على المكان، والتي جمعت بين القسوة والحنان، وبين رجولة الطبع وأنوثة المنظر بمهارة تامة ، وأطلقت عليه اسم عبد الله، اشتهته كعادتها مع كل وافد جديد، وأوعزت إلى شيخ الزاوية ليعلمه بعض أمور دينه، حذره مخلوف الممرض من رغباتها الشريرة، لكنه لم يستمع لنصيحته، وغاص في الوحل معها، شاركها البيت، وصار وكيلها في أعمال الوكالة، مقابل أن يمنحها رجولته بقوة كل مساء، حسده العديد من الرجال الذين ذاقوا لذة القرب من نعمة الله أول الأمر، ثم اصطلوا بلهيبها وذاقوا مرارة غدرها بهم بعد ذلك، وتمنوا زوال ما فيه من نعمة. وشيئا فشيئا، بدأت حدة الرغبة بينه وبين نعمة الله تقل، وأنهكه الجهد، فراح يبحث عن صحته عند الطبيب، وبدأ يتسائل بينه وبين نفسه عن ماضيه بين ثنايا ذاكرته المفقودة لعله يشعر بالراحة والطمأنينة، فراح لأحد المشايخ المشهود لهم بالصلاح، ولاحت نهاية علاقته بنعمة الله حين رأها ذات يوم تنظر بنهم إلى وافد جديد جاء يستشيرها ليفتح فرعا للخردة، وتأكدت نهايته معها حين فشل في مهمته الليلية معها، فقرر أن يعمل بنصيحة الشيخ والطبيب، وأن يبحث عن ذاته المفقودة بعيدا عن هذا المكان.
تحكمت نعمة الله في المكان حين جمعت في يدها سلطة الجمال والمال، وكونت ما عرف بعصابة ذئاب القبو، وحين سخرت الدين وفقا لأهوائها، وقد تمثل ذلك في بنائها لزاوية، وتعيينها لشيخ يرى ما تراه، ويردد ما تريده منه. وحين خضع رجال الوكالة للخوف منها، وهفت أرواحهم للغوص معها في عالم الرزيلة، فقدوا إرادتهم وصاروا ألعوبة في يدها، تحركهم كيفما تشاء، لقد بدوا وكأنهم ـ وبإرادتهم الحرة ـ قد قرروا أن يفقدوا ذاكرتهم ، بعكس عبد الله الذي فقدها مجبرا، وحين يفقد المرء ذاكرته أو ذاته ، ويريد استعادتها فعليه أن يتحرر من أسر الرغبات المجنونة، ومن استسلامه المهين للآخرين، وعليه أيضاً أن يستمع لأهل المشورة المخلصين.
تم عرض هذه المجموعة القصصية بعد فوز نجيب محفوظ بجائزة نوبل للآداب عام 1988، ولقد جمعها بنفسه وأهداها إلى مؤسسة دار الهلال وقال في تواضع : يسعدني أن أكون تلميذا في مدرسة دار الهلال العريقة.

عرض: كريم بدوي مطر.

http://www.liillas.com/up/uploads/im...bf462fd925.gif

تم تجديد الرابط بوصلة دائمة وسريعة على مركز تحميل المنتدى
من قبل المشرف معرفتي

ملحوظة / نظرا للغياب الطويل لأخونا ميكو مارك قمنا بتوفير رابط رواية بديلة من مكتبة الأسكندرية
وتوفير صورة الغلاف ومقدمة للكتاب