منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء (https://www.liilas.com/vb3/f484/)
-   -   سلمى.... "رفقاً بحواء..يا آدم" القصة كاملة (https://www.liilas.com/vb3/t26735.html)

رحمة1427 03-01-07 09:40 AM

سلمى.... "رفقاً بحواء..يا آدم" القصة كاملة
 
سلمى....
"رفقاً بحواء..يا آدم"

1

ألقت بجسدها المتعب على أقرب كرسي أمامها في مكتب موظفات الخدمة الاجتماعية..فقد كان عمل المستشفى شاقاً ومُجِهداً هذا اليوم.
بادرتها حنان مستفسرة:
ما بكِ تتنفسين بصعوبة..و كأنك كنتِ في سباق للجري.
أي والله إني في سباق مع الزمن..فالعمل هذا اليوم شاقٌ متعبا، ووقت العمل أوشك على الانتهاء..و لا أوريد أن أتأخر عن موعد قدوم أبي.. وأسمع منه كلاماً يثير أعصابي .. يكفيني ما أعانيه اليوم من إرهاق العمل..كما أن اليوم الأربعاء ..و أتمنى قضاء إجازة الأسبوع بهدوء.
أعانك الله .. وصبرك فوق صبرك.
منتدى ليلاس الثقافيسلمتِ حبيبة قلبي"حنونة"دعواتكِ..ترفع من معنوياتي..أحس أني مخنوقة.
أرفعي عن وجهك ورأسك.. النِقاب والطرحة.
فأتتني هذه "حنونة".
وضعت النقاب والطرحة بجانبها..و أسندت رأسها المثقل من العمل وقبل ذلك من دوامة الحياة.. لظهر الكرسي الذي تجلس عليه.. وحررت شعرها من رباطه وتركته ينساب بحرية.
مررت "حنان" يدها بلطف على جبين "سلمى" وشعرها..فسألتها مذهولة بعدما لمحت عدة شعرت بيضاء مستوطنة بين شعرها الأسود.
ما هذا يا"سلمى" شعر أبيض في رأسك..و بهذا العمر.
أكفهر* وجه "سلمى"..وأغمضت عينيها أكثر..تستجدي دمعة تسقط من عينيها تخلصها وتريحها من هم تناسته للحظات في زحام العمل.
عضت "حنان" على شفتها خجلاً وحنقاً على نفسها وعقلها الذي لا يفكر قبل أن ينطق لسانها الطويل.
آسفة "سلمى" ما كان قصدي تُذكيٍرك بحياتك الصعبة.. مفترض أن أعرف سبب هذا بنفسي.
استمرت "سلمى"صامتة..و سألت الدموع متسللة.. من تحت أهدابها بغزارة.
لم تتمالك "حنان"نفسها..ضمتها إلى صدرها ..قبلتها على وجنتها بحرارة ..و أجهشت بالبكاء..والله.. ما كان قصدي تذكيرك.
خفف بكاءهما من قسوة الموقف ..هدأت"حنان"ونظرت في وجه "سلمى"التي بدأت تمسح دموعها..راسمةً ابتسامة باهته على شفتيها.وعانقت صديقتها القريبة من قلبها قائلة:
أنا أعرف أنها زلة لسان غير مقصودة ..فأنا أعرفك كفاية..فلا تشغلي بالك أبدأً.
نهضت "سلمى" و أكملت ارتدا عباءتها..وقالت مودعة صديقتها:مع السلامة "حنونة" ..نلتق السبت على خير.. إن شاء الله.
سلِمَ قلبك حبيبتي..و إن شاء الله نلتقي على خير.

2

دخلت "سلمى"إلى المطبخ ..بعدما استبدلت ملابس العمل..و شرعت تُجهز طعام الغداء لأبيها.
توجهت إلى غرفتها بعد انتهائها من تناول الغداء و أعمال المطبخ..كانت الساعة تشير إلى الثالثة و خمس و أربعين دقيقة..ضبطت المنبه على الساعة الرابعة و الربع..واستلقت في سريرها..دق المنبه عدة مرات ..قبل أن تمد "سلمى"يدها وتطفأ المنبه.
يا الله مر الوقت بسرعة..كأني غفوت لبرهة فقط.
"سلمى"....... يا"سلمى".
نعم يا أبي.
لا تعدي اليوم القهوة من أجلي.. سأذهب إلى "أبو صالح" بعد صلاة العصر.
إن شاء الله يا أبي.
خرج والدها إلى المسجد و أغلقت الباب خلفه.
كيف حالك يا "أبو علي"؟
بخير بأذن الله يا أبو صالح.
لا تنسى القهوة ..في بيتي بعد الصلاة.
بإذن الله..يا أبو صالح.
دخل "أبو صالح" منزله مع "أبو علي"..وكانت سيارة "صالح" الجديدة وسط ساحة المنزل مفتحة جميع أبوابها ..فقد تركها للتهوية بعد تنظيفها.
حدق "أبو علي" بالسيارة و كأنه لم يشاهد سيارة في حياته..و قال:لمن هذه الطائرة يا "أبو صالح".
لصالح ..وهو يردد في نفسه "الله يكفينا شر عينك".
تفضل للمجلس يا "أبو علي".
أجلس "أبو صالح" ضيفه في المجلس وتوجه لداخل المنزل طلباً للقهوة..ثم عاد.. وتبعه بعد برهة أبنه منصور يحمل القهوة.
السلام عليكم..كيف حالك يا "أبو علي"؟
بخير يا منصور .. و كيف حالك وحال إخوتك؟
الحمد لله على أحسن حال..ثم شرع بصب القهوة للضيف و أبيه.و أخذوا بتجاذب أطراف الحديث.. إلى أن أرتفع صوت آذان المغرب..وصمت الجميع عن الحديث وشرعوا يرددون خلف المؤذن..سكت المؤذن ..و قاموا قاصدين المسجد للصلاة..أدو الصلاة وذهب كلاً إلى بيته.

نور الهدى4 08-01-07 05:06 PM

أين التكلمة يا أخ رحمة ؟؟؟؟

رحمة1427 11-01-07 05:56 PM

أهلا بك نور الهدى

أختك:رحمة

3

وصل أبو صالح إلى بيته..و عجب وارتاع من تجمهر الناس أمام بيته..حث الخطاء مسرعاً ليستطلع الأمر..وعندما وصل وجد أن هناك حادثاً وقع نتيجة.. تصادم سيارة "صالح" مع سيارة أخرى أمام البيت مباشرة.
ضرب "أبو صالح" كفاً بكف..لا حول ولا قوة إلا بالله .
ربت على كتف أبنه "صالح" ..حمد لله على سلامتك..السيارة بدلاً عنها سيارة..المهم أنك سالم.
دخل "أبو علي" غرفة الجلوس في منزله..و "سلمى" جالسة تطالع إحدى المجلات..السلام عليكم.
وعليكم السلام .
قامت من مجلسها مغادرة و سألت والدها قبل أن تخرج:هل تريد أن أحضر لكَ شيئاً؟.
لا أريد شيئاً..سأجلس لأشاهد الأخبار فقط.
أنا ذهابه إلى غرفتي.
فهي لم تعد تطيق الجلوس معه بعدما طرد أخوها "علي" من المنزل و رمهما با أبشع التهم ظلماً..ملغياً بذلك آخر ذرة من عُرى الأبوة له في قلبها.
جلست "سلمى" أمام جهاز الحاسب الآلي(الكمبيوتر) بعد أن قامت بتشغيله.
اتصلت بالإنترنت.. و أخذت بضع دقائق تتجول بين مواقع الشبكة..دخلت الماسنجر عندما دخل أخوها "علي" الماسنجر..فقد اعتاد الحديث عبر الماسنجر لتجنب الوقع في المشاكل مع والدهما الذي يجهل تماما مثل هذه التقنية.. أخذت تبتسم وهي تقرأ ما كتب لها"السلام عليكم..إزيك..يا سلمى..عامله أيه "
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .. كيف حالك "علاوي"..؟والله مشتاقة لك كثيراً.. هكذا يا ظالم تتركني أسبوع لا أعرف عن أخبارك شيئاً.
حرام عليكِ يا "سلمى" قلت لكِ أني مسافر.
كلامك صحيح..و لكن تعرف أن لا أحد لي سواك أحب الحديث إليه.لأن "مها"..وكما تعرف مشغولة في بيتها وعملها. ولا نتحدث إلى بعضاً إلا نادراً..وزيارتها لنا مقصورة على يوم الخميس فقط.
و أين صديقتك "حنان"؟!
حنان لا تقصر..تستمع إلي كلما تحدثت .. ولا يعني هذا أن أرهقها بحديثي كل حين.
و ما هي آخر أخبارك.
لا جديد تحت ضوء الشمس.
هل ما زلتِ تعملين في المستشفى؟
نعم حتى الآن ..و على ذكر المستشفى ..أسمع هذا الموقف الذي حصل معي هذا الأسبوع..كنت أسير في الممر متوجهة إلى المصعد ..فشعرت أن هناك شخص يسير خلفي أحسست أنه يريد المصعد..نظرت إليه بطرف عيني لأتأكد.. هل هو رجل أم امرأة؟
فكان أحد الأطباء..أسرعت قليلاً حتى أركب المصعد و أغلقه ..لأنه لم يكن هناك أحد سوأنا يريد المصعد.. دخلت المصعد وضغطت بكل قوة على الزر و أغلق الباب خلفي.. ابتسمت برضا لأني سأصعد وحدي دون الطبيب..ولما لم يبقى إلا بضع سنتيمترات ويغلق الباب..و إذا بقدم تدخل ويحاول صاحبها جاهداً فتحت الباب للدخول..ثم دخلت بعدها يد تحمل ملفاً ..بعدها ظهر الطبيب مبتسماً لنجاحه في اللحاق بالمصعد..وقال:السلام عليكم.
قلت له في نفسي(الله لا يسلم فيك موضع أبره).
الله يأخذ شيطانك يا"سلمى".
وماذا تريد مني أن أقول له.
وكيف حال "مها" وزوجها و أبنائها.
جميعهم بخير والحمد لله
وما هي أخبار أبيك؟
صممت مُطرقة الرأس ..و كأنه سألها عن أمر تخجل منه.
بدأت تضغط على لوحة المفاتيح بخمول.. وكان ما قاله "علي" قد خدرها قليلاً.. تنهدت ..أنه على حاله لم يتغير من طِباعه شيء...
اتصلت علي "مها"يوم الاثنين الماضي..لكن لم أستطع الكلام معها كثيراً.
أخبرتني بذلك..ونقلت إلي سلامك.
و أنت يا"علي"..كيف أخبار الدنيا معك؟..و ما هي أخبار سفرك؟
أنا ولله الحمد بخير..و السفر الأخير تمام .. و أعتقد أن هذه الدورة أفضل دورة مرت علي..مع أنها كانت متعبة.
كيف ذلك؟!
كانت المعلومات قيمة ..و المدرب متمكن.
الحمد لله.. أسعدتني بهذه الأخبار.
كيف الوجبات..و الفندق بشكل عام.
بدأت أسئلة الأمهات.
حرام عليك"علي".
اطمئني لم أمت جوعاً حتى الآن.. بدليل أني أتحدث معك الآن.

4

أغلقت الجهاز بعد حديث طويل مع أخيها.. وسرحت بفكرها بعيداً.. في ذاك اليوم المشئوم ..الذي طُرد به علي من بيت أبيه ..وتلقت هي فيه أبشع الضرب من والدهما ..الذي كان كوحش كاسر .. نهش روحها ومزق كرمتها بلا رحمة أو رأفة ..لأنه عندما يغضب لا يكون أباً..و لا يمت للإنسانية بصلة.
تخيلت علي و هو يدخل عليها المطبخ مازحاً .. ممسكاً بعنقها و كأنه يحاول خنقها..وهي تحاول إبعاده والسيطرة على نفسها من شدة الضحك..وتخيلت اللحظة التي دخل فيها والدها غاضباً..وصفع أخيها على وجه..بدون مقدمات ..قائلاً له..إلا تستحي من نفسك .. تتهجم على أختك أيه السافل.
صعق "علي" من شدة وقع الكلمات على عقله..و قذارتها.. أنا...أنا..يا أبي.
نعم أنت.. و من غيرك أيه الحيوان.
ثار"علي" في وجه أبيه لأول مرة ..جن جنونه .. أوصلت بأبيه الوضاعة إلى هذا الحد.
أنا أعرف لماذا تقول هذا الكلام ..فقط لأني أعطيت "سالم" زوج أختي مبلغاً من المال..منذ ذلك الوقت و أنت تحاول استفزازي..والآن تتهمني بهذه التهمة البشعة يا عابد المال.
أشتعل والده غضباً فوق غضبه.. لعنة الله عليك وعلى مالك الحرام.. و التقط أداة فرد العجين الخشبية .. وهوى بها على جسده يضربه بها..فدفعه"علي" فصدم الجدار..و أزداد هياجاً.
خافت "سلمى"من الشر الذي ظهر على وجه أبيها ..و دفعت أخيها خارج المطبخ..باكية متوسلة إليه إن يذهب الآن.
خرج "علي"إلى الشارع استجابة لتوسلت أخته ورجائها..لأنه يعلم مدى الألم الذي تعانيه كل مرة تحدث فيه مشاجرة بينه وبين أبيه.
وقفت "سلمى" أمام أبيها تحاول إمساكه لتمنعه من اللحاق بأخيها.. فنهال عليها ضرباً بتلك الأداة الخشبية.. حتى نزف الدم من جبينها..و سقطت على الأرض تتخبط بدمها.

5

فتحت"سلمى"عينيها .. و ما حولها يغرق في ضبابٍ كثيف.. ..فهي بالكاد تميز ما حولها..أغمضت عينيها لفترة ..محاولة جمع شتات كيانها ..وعندما شعرت أن باستطعتها الحركة..استندت على يديها و ذراعيها زاحفة إلى أقرب درج في المطبخ ..و أسندت عليه ظهرها خائرة القوى.
بقيت على هذه الحال حوالي العشر دقائق ثم فتحت عينيها مجدداً.. ومازال المكان يرزح تحت الضباب و إن خف قليلاً .. و أصبح تمييزها لما حولها أفضل قليلاً .. خارت قوها مراراً قبل أن تستطيع الوقوف على قدميها..سارت متعثرة الخُطأ نحو غرفتها.. فتحت الباب و دفعت نفسها إلى الداخل ..هوت على الأرض غائبة عن الوعي.
فتحت عينيها..لا تعلم أين هي بالضبط..وكم من الوقت بقيت على هذه الحالة..استندت على ذرعها ومرفقها..و ساعدت نفسها على الجلوس..ثم رأت باب غرفتها..اتجهت إليه حبواً و دفعته بيد واهنة و أغلقته..و شعرت بإرهاقٍ شديد وكأنها قامت بمجهود شاق..وقفت على ركبتيها حتى وصلت إلى المفتاح و أدارته مغلقةً الباب.. شعرت بشيء من الآمان يتسرب إلى نفسها..أرخت يدها عن المفتاح وأسندت جسدها على الباب فترة مغمضة العينين.. ثم فتحت عينيها محاولة الوقوف حتى لمست بيدها زر الإضاءة فأشعلته.
جلست منهارة على الأرض وكان جاذبية الأرض ازدادت مئات المرات.. ثم زحفت باتجاه سريرها ..و تشبثت بأطرافه ووقفت باتجاهه كعجوز هرمة راكعة في صلاتها..سقط جسدها فوق السرير..وغرقت في نوم عميق ممزوج بغيبوبة طويلة.

نردم المستقبل 11-01-07 06:36 PM

مشكوووووووووووورر

نور الهدى4 11-01-07 10:06 PM

اف
للاسف يوجد هالنوع من الآباء

ماذا حدث لسلمى؟؟؟؟

هل ستدخل في غيبوبه؟؟؟

انتظر الجواب^_^

رومولا 12-01-07 04:59 PM

أخت رحمه وين التكمله تعبت من الإنتظار

<<<<<<<<<<<<<زعلانه

رحمة1427 14-01-07 08:05 PM

أهلاً بكل من حظيت بشرف متابعة لي

و آسفة لكل من جعلته ينتظر..اليكم البقية.

6

أفاقت "سلمى" تشعر بالآلام في كل جزء من جسدها.. بالكاد تستطيع فتح عينيها.. جلست على السرير.. وتأملت الدماء الجافة القاتمة.. التي نزفت من جبينها.. نهضت و اتجهت إلى المرآة..ارتعبت من منظر وجهها الملطخ بالدماء..وأستعاد عقلها الأحداث الماضية لتخرج من دوامة رعبها بعدما تذكرت تفاصيل ما حل بها..وخرجت بما أمكنها من سرعة لغرفة الجلوس وتناولت الهاتف واتصلت بصديقتها حنان.
بدء جرس الهاتف يرن..انتظرت لحظات حتى رفعت السماعة.
نعم.
السلام عليكم.
وعليكم السلام.
هل أستطيع التحدث إلى "حنان".
ومن يسأل عن "حنان".
صديقتها"سلمى".
أهلاً بك يا أبنتي.. كيف حالك؟ولماذا أنت مستعجلة؟!
الحمد لله..وأعتذر.. يا خاله لم أعرف صوتك في البداية.. كيف حالك؟
بخير والحمد لله.. سأنادي "حنان"الآن.
جزأك الله خيراً.
ترفع "حنان"السماعة..بعد عدة لحظات.
السلام عليكم.
وعليكم السلام..كيف حالك يا"حنان"؟
بخير والحمد لله..ما بك لماذا صوتك هكذا؟
أختنق صوت"سلمى"بالدموع وبالكاد استطاعت الحديث..تشاجر "علي" مع أبي وطرده من المنزل؟
وما لذي حدث بالضبط أخبريني.
فيما بعد يا"حنان"لكن أطلبي من "منصور" أن يتصل بجوال "علي"أريد أن أطمئن عليه.. لأني لا أستطيع الاتصال من المنزل كما تعرفين..فأبي يراقب جميع المكالمات الصادرة.
حسناً.
وبعد بضع دقائق من الانتظار.. يرن الهاتف تلتقطه"سلمى"مسرعة.. وتزفر بسعادة.
الحمد لله أنكَ بخير.
و أنتِ كيف حالك.
قالت وصوتها مختنق بالدموع بخير.
وأين هو الآن.ولم ينتظر منها جواباً و استطرد قائلاً:بالتأكيد أنه ترك المنزل كعادته حتى تهدأ الأمور ليعود و كأنه لم يفعل شيئاً.
هل ضربكِ.
لم تجب إنما استمرت تبكي .. وتستمع إلى كلمات أخيها المواسية.

7

مسحت الدموع التي بللت وجنتيها..بعد استعراضها هذه الأحداث المؤلمة في عقلها..نهضت عن كرسيها عندما هدأت..وذهبت إلى المطبخ لتجهز طعام العشاء..
أعدت عشاء خفيفاً.. وقدمته لوالدها.. توجهت بعدما أنهت عملها إلى غرفتها
ملاذها الهادئ بعيداً عن عالم والدها.
فتحت نافذة غرفتها لتستمع بنسمات الليل الباردة المنعشة ..في هذا الفصل من السنة.. هبت نسمة هواء طرية محملة برائحة ورود الحديقة.. فابتسمت رضاً وأغمضت عينيها لتستمتع بكل جوارحها و إحساسها بهذه النسمات.
وبعد تلك اللحظات الحالمة.. اتجهت إلى حاسوبها وبدأت تضغط على لوحة المفاتيح و تكمل بحثاً كانت بدأته مسبقاً آخذةً بالتنقلِ من صفحة لصفحة.. حتى شعرت أنها لا تستطيع المواصلة من شدة التعب..نظرت إلى ساعة الجدار التي كانت تشير إلى الثانية عشر وعشر دقائق.. نهضت بتكاسل عن كرسيها ومدت يديها وثنت جذعها يمنة ويسرة.
حدثت نفسها قائلة:آه كم أنا تعِبة .. وأريد أن أنام .. استلقت في سريرها و استعدت للنوم.. بدء فكرها يستعيد حديثها و"علي" هذا المساء ثم تلك المأساة التي جاهدت عقلها دائماً حتى لا يستحضرها أبداً ..لكن بدون جدوى.
تململت في سريرها وتقلبت.. أشعلت الإضاءة ونظرت في الساعة مَرَ نصف ساعة .. إرهاقها يزيد والنوم يهرب من عينيها ما الحل يا ترى فكرت"سلمى" ماذا أفعل يا رب؟!
قررت أن تصلي و تحاول العودة للنوم ثانية.
أنهت صلاتها و وضعت شريط لأحد القُراء.. أخذت تتابع الآيات بخشوع..وتسلل شعورُُ بالراحة إلى نفسها .. غطت بنوم هادئ ..وأرتحل فكرها الذي لا يمل من الأحدث التي تدور فيه كل حين..إلى عالم الأحلام هاهي ذي تصلي في منامها خاشعة مطمئنة كعادتها ..و تامُ خلفها صفاً من الرجال.
استيقظت و تبسمت لهذا الحلم الذي رأته خيراً.. و عادت إلى النوم مجددا.ً

8

جلست "سلمى" بالمقعد المقابل لصديقتها في مطعم المستشفى .. يتجاذبنا أطراف الحديث حول العمل و إجازة نهاية الأسبوع وما تخللها من أحداث.
إلى أن قالت "سلمى":حلمت حلم غريب "حنونة"ليلة الجمعة.
خير إن شاء الله.بماذا حُلمتِ.
رأيت نفسي أصلي وكان خلفي مجموعة من الرجال يأتمون بي.
جعله الله خيراً..فلا تشغلي بالكِ.. المهم أين وصلتي في بحثك يا كسولة.
أنا كسولة أنظر أيها العالم من يقول أني كسولة.. أم تريدين أن أذكركِ بماضيك.
لا داعي أستسلم "سلمى".
نعم هكذا كوني بنت عاقلة..قالتها وهي تبتسم لصديقتها وتهم بالنهوض.
أين تذهبين ؟الم تنهي عملك بعد.
أنهيته لكن أريد أن أسلم البحث للرئيس قبل أن يحضر أبي ليصطحبني للمنزل.
حسناً يا "سلمى"..إذا سأذهب معك..ما الذي يبقيني إذا ًهُنا.


والى البقية إن شاء الله.

زهرة 27-01-07 07:35 PM

حلو لماذا لا تكملين
ارجو ان تكبري الخط قليلا يا اختي رحمة

رحمة1427 01-02-07 12:23 PM

9

ارتدت كلاً من "سلمى"و"حنان" عبأتها و ودعت صديقتها بعد انتهاء العمل.. جلست "سلمى" إلى جانب والدها في السيارة.. بعد أن ألقت عليه التحية فرد عليها بعصبية بدت في نبرة صوته وقسمات وجه.. لم تنطق بعدها بأي كلمة تحاشياً لأي ثورة غضب قد تجر عليها ما لا يحمد عقباه..حدثت نفسها في سرها (الله يستر و يمر الأمر بسلام)..من اليوم السابق و والدها على هذه الحالة وقد ازداد اليوم سوءً.
دخلت "سلمى"إلى المطبخ كعادتها لتُعد الغداء.
قدمت الغداء لوالدها الطعام وكان يبدو أنه متضايق جداً .. وكان يهمهم بكلمات غير مفهومة تبدي مدى انزعاجه..جلست "سلمى" لتناول الغداء وحاولت أن تبدو طبيعية في تصرفاتها حتى لا يصُب والدها عليها غضبه..فقد بدء قلبها يخفق بشدة ويضطرب.. لأنه تحسب لهذا الغضب آلف حساب بغض النظر عن من المتسبب بإغضابه..فهو إذا لم يفرغ ما بداخله من مشاعر مكبوتة في الشجار مع أي إنسان لا يرتاح ولا يهدى له بال..أكملت غدائها و عملها المعتاد في المطبخ ثم توجهت إلى غرفتها.. رغم الهدوء الذي بدء يتسلل إلى نفسها إلا أن عقلها ما زال مشغولاً بوضع والدها.. أغلقت باب الغرفة خلفها لكنها نسيت أن تدير المفتاح لتغلق قفل الباب..تمددت على سريرها و أخذت تتقلب فترة بقلق لا تشعر بالنوم..نامت دون أن تشعر بنفسها.
استيقظت "سلمى" فزعة على صراخ و الدها..قفزت من السرير باتجاه الباب وفتحته..فأجها اقتحام والدها لغرفتها..الذي لم يمهلها فرصة للاستفسار عما حدث.. فقد أمسك بها من شعرها و انهال عليها ضرباً..نائمة حتى الآن لماذا لم تجهزي القهوة..تكاد الشمس أن تغرب و أنت نائمة لا تبالين..و أخذ يضربها بلا رحمة أو شفقة..هوت على الأرض كقطعة قماش بالية..و استمر يركلها ويدوسها بقدميه ..أخذت تئن وتتلوى من شدة الألم وتقوست على نفسها ممسكةً ببطنها من هول ما تعاني من الم يمزق جسدها.. سالت الدماء من أجزاء متفرقة من جسدها ومن فمها..و تراء لها حلم تلك الليلة بدون مقدمات رأت نفسها واقفة تصلي وخلفها مجموعة من الرجال يأتمون بها.

10

تعجبت "حنان" حين أيقنت من أن "سلمى" متغيبة هذا اليوم ..دون أن تُعلمها أو تلحظ عليها بالأمس سبب قد يدفعا لهذا الغياب المفاجئ ..مما شغل فكرها و دفعها للاتصال بمنزل "سلمى" لتطمئن عليها بقيت تنتظر وتعاود الاتصال عدة مرات..و كان الصمت المطبق هو ما تتلقه في كل مرة مما زاد من خوفها وتوتر أعصابها الذي يزداد كلما مر الوقت..انتهى العمل و ذهبت "حنان" لمنزلها بعدما بذلت كل حيلة للاتصال بمنزل صديقتها..و حتى بعد عودتها إلى المنزل استمرت بالاتصال إلى أن حل الليل.. ولم تتلقى جواباً يريح قلبها ويطرد عنها الأفكار التي أخذت تتجاذبه بلا رحمة.. وحل صباح اليوم التالي.. الذي تمنت أن يحمل معه أخباراً سارة.. لكن "سلمى"متغيبة هذا اليوم..و مر يوم ثالث تبع ما قبله دون جديد يطمئن"حنان".

11

دخل "منصور" مكفهر الوجه.. تبدو علامات عدم الارتياح في ملامحه وطريقة كلامه..مما جعل قلب "حنان" يهوي إلى عمق سحيق من الرعب والفزع.
ماذا حدث يا"منصور"؟!هل حصل أي مكروه "لسلمى"أرجوك أخبرني.
لم يحدث أي شيء.. إلا أني ذهبت إلى منزلهم ولم أجد والدها في البيت وقد سألت عنه جيرانه..و أخبرني أنهم لم يروه منذ ثلاثة أيام يدخل المنزل أو يخرج منه و لا أي أحد من أهله..أي نفس المدة التي أنقطع فيها عن الصلاة في المسجد معنا.
بادرته "حنان"قائلة:الم تتصل على "علي"و تستفسر منه.
هذا ما سأفعله الآن.

12

دخل"علي" إلى ساحة البيت وقلبه يخفق بشدة بعدما سمع من "منصور" أن عائلته لا يُعلم ما حل بهم.. أجال بصره سريعا بما حوله ثم دخل إلى داخل البيت مسرعاً.. وجد الباب مفتوحاً دفعه ودخل ..أخذ يجري من مكان لمكان داخل المنزل ذي الطابق الواحد وعقله مشغول بصورة أخته التي يتوقع أن يجدها في أي ركن من المنزل و الذي بدء خاوياً تماماً..لم يكن يدرك بحواسه الأخرى أي شيء فقط عقله يفكر بأخته وعيناه تتمنى رؤيتها..و صل إلى الغرف المخصصة للنوم تجاوزها وأتجه إلى غرفة أخته مباشرة ..كان الباب مفتوحاً هرول باتجاهها وقبل أن يدوس بقدمه أرض غرفتها رأى "سلمى" ملقاة على أرض الغرفة وقد أنتفخ وتعفن جسدها ولونها أختلط فيه السود بالخضرة الداكنة..شهق وصرخ و أخذ يضرب وجه بيديه ويبكي كالأطفال وخرج يجري إلى الشارع دون أن يعي تصرفاته..شاهده جيرانه وهو يخرج على هذه الحال و أيقنوا أن مكروهاً حل بعائلته لحق به أثنين وأمسكوا به وأخذ يسألونه عما حدث.. لكنه أستمر يبكي و يحاول أن يفلت من قبضتهم .. و أخذوا يقولون له ويعيدون عليه أذكر الله يا رجل ماذا حصل..خرجت الكلمات من فمه بصعوبة "سلمى..سلمى..سلمى" سأله أحدهم "سلمى" ما بها و أخذ ينتحب ويقول "سلمى"ماتت.

رحمة1427 01-02-07 04:35 PM

13

مر شهر على ذاك اليوم الأليم..و توجه علي إلى المحكمة.. فاليوم موعد النطق بالحكم الذي سيناله والده لقتله أبنته بهذه الوحشية..فقد قرر الطبيب أن سبب الوفاة كان نتيجة تلقي ضرب مبرح في جميع أجزاء الجسم وعلى البطن خاصة مما سبب تمزق المعدة أد ذلك إلى حدوث نزيف داخلي سبب الوفاة.
وقف الأب أمام القاضي منهار القوى ليلقى جزء اعترافه بأنه سبب فيما حدث لأبنته..ترنح وكاد يسقط على الأرض عندما سمع القاضي يملي ما تقرر بشأنه على الكاتب:
الحمد لله والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد : فأما النظرة القانونية فلا يوجد عندنا نظرة قانونية في الشريعة الإسلامية.. بل هناك شرع رب العالمين ..وهذه قضية حدية.. جاء الشرع ببيان الحكم فيها.. وإليكم بيان ذلك:
فأما القصاص فلا قصاص على والد الفتاة فلا يقتل والد بولده ..و والد يطلق في اللغة على الأنثى والذكر .وأما الدية فلا دية عليه لكونها بدل عن القصاص وقد قلنا بعدم القصاص عليه فإذا سقط الأصل سقط الفرع والدية فرع عن القصاص .
و أكمل القاضي كلامه بقوله:
و لهذا حكمت على هذا الأب بالسجن مدة عشر سنوات و تعزيره بالجلد عشرة ألاف جلدة في كل سنه ألف جلدة مقسمة على أشهر السنة حتى تنتهي مدة سجنه.

وذبلت في بستان الحياة زهرة ..كانت"سلمى".

و من هنا..أتوجه
إلى كل حواء .. قتلها آدم ..حسياً أو معنوياً..بكلمات العزاء التي أنعى بها أساً وحُزناً كل"سلمى".

عذراً لكم..إن كان في كلماتي ما أدخل الحزن على قلوبكم..لكن هذه حقيقة من واقع الحياة.. إن لم تكن هذه القصة فمثلها كثير.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ودمتم دائماً وأبداً إلى الرحمن أقرب.

زهرة 01-02-07 08:16 PM

مااحزن النهاية
لا حول ولا قوة الا بالله

رحمة1427 03-02-07 08:51 PM

سلامتك من كل حزن..لكن تبقى قصة.

لكِ جُل التقدير.

أختك رحمة

رومولا 20-02-07 08:19 AM

:flowers2: :flowers2: :flowers2: :flowers2:

مشكووووره خيتو

:flowers2: :flowers2: :flowers2: :flowers2:

حرام الي صار لسلمى الله ياخذ أبوها <<<<<<مندمجه مره

عذاري 24-02-07 12:31 PM

مشكوووووووووووورة رحمة والسموحه

رحمة1427 24-03-07 07:29 PM

العزيزات

رومولا

عذاري

شكراً لتشريفكما لي بقرأة قصتي المتواضعة.

Xeros 01-03-08 01:11 PM

قصة رائعة....بس العقا كان مفرووض يكون افظع...لاو لوكان احد غريب كان اهون بس ابوها...استغفر الله...
علي...غلطان لانو خلا اختو بهالمصيبة..لوحدها في البيت معا هالمتوحش ...
علي فكرة دي حالة فسية انا تمني علي يمشي لدكتور يتنافش معاهو...بدل ما يبقا زي ابوهو في النهاية...
دي اخرة التخفي في لمجمعات الشرقية...الناس دايما يخبو و خايفين الناس تعرف الحاصل شنو..لو كانوا واجهو المشكلة كان احسن
وشكرا.......................

رحمة1427 08-12-08 11:01 AM

Xeros

شكراً لمرورك وتعليقك، و أنا كتبت الحكم بناء على استشارة قاضي من المملكة، والحكم كما جاء في الشرع؛ لا يقتل والد بولده.

دمتِ بود.

Emomsa 08-12-08 11:51 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


قصة حزينة ... وتحمل رسالة ............. مهمة ........ ويارب كل من يقرأها يفهم ويستوعب ان العنف لا يؤدي الا لطريق او نهاية سيئة لكل الطرفين .......


ربنا يهدي كل من يتخذ العنف طريقة للتفاهم او التنفيس عن الغضب .............


في حديث للرسول (ص ) عندما سأله احد الصحابة ...... بما توصيني قال له الرسول (ص) الا تغضب وكررها ثلاث مرات ...........


الغضب دائما تكون نهايته سيءة لكل الطرفين ........


تقدمي واستمري منتظرين جديدك ............

رحمة1427 09-12-08 09:57 AM

اقتباس:

ان العنف لا يؤدي الا لطريق او نهاية سيئة لكل الطرفين
شكراً لهذه الحكمة، وصدقت أختي الكريمة، لكن ياليت قومي يعلمون.

شرفت بمروركِ.


الساعة الآن 04:00 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية