بسم الله الرحمن الرحيم الفصـــــل العاشــــــر الطاقـــه الروحيـــه - كما قلت سابقا فإن الطاقة الروحية هي أهم عامل في تحديد قوتك و قوة أعدائك , أنا أعرف أنك لم تستطع إستيعاب كل ما قلته لك , و لكن في المقابل أنا أدرك أنها شيء لا يمكن تعلمه بالكلمات وحدها , فهي مهما كانت تجربة تُكتسب بالخبرة في التعامل معها , و الآن فلبندأ , أريدك أن تتذكر شعورك في أكثر موقف أحزنك أو أغضبك أو أسعدك ! نظر (رانمارو) إلى أعلى و أصبعه السبابة الأيسر يلمس طرف شفته السفلى و هو يفكر , ثم قال للوحش : - لا يوجد ! نظر الوحش إليه , و زفر من التعب منه , و قال : - حسنا , ما هو أغلى شخص لديك الآن؟! - صديقتي ساكورا ! - أليست تلك هي الفتاة التي أنقذتك ؟! - نعم , هي بعينها. - حسنا إذا. قالها الوحش , ثم انبعثت من جسمه سحابة حمراء , طفت في الهواء قليلا حتى وصلت إلى مكان قريب من (رانمارو) , ثم نزلت على الأرض , عندما هبطت و انقشع السحاب كشف عن مفاجأة... - انقذني رانمارو!! كان ما أمام (رانمارو) محيرا جدا , فما كشفت عنه السحابة ما كان سوى شاب قوي لا يعرفه (رانمارو) يحيط عنق (ساكورا) بذراعه اليمنى و يخنقها , نعم (ساكورا) , هذا ما كان يحير (رانمارو) , ابتسم الوحش و قال : - هل ستقف صامتا و من تحبها ستقتل. نظر إليه (رانمارو) و هو غير مصدق , أفاقته صرخة عالية من (ساكورا) , التفت نحوها سريعا , وجد لون وجهها يصفر قليلا و يبدو شاحبا و بدت و كأنها ستفقد وعيها , لم يدرك (رانمارو) ما كان يشعر به , كل ما أحسه هو الغضب قد اشتعل بقلبه , و هنا امتدت إليه سحابةه حمراء قادمة من الوحش , عندما دخلت داخله شعر و كأن نار حقيقية مشتعلة بجسده كله , أمسك ببطنه و سقط على ركبتيه على الأرض و هو يصرخ من الألم , هنا اختفت (ساكورا) , و اختفى الشخص الغريب , واختفت أيضا سحابة الوحش من أمام (رانمارو) , حينئذ هدأ قليلا , التقط انفاسه و هو ينهج بشدة , أحس و كأنه كان فعلا يحترق , وقف بصعوبة على قدميه و هو يرتجف بشدة و لا يزال يمسك بطنه بيديه , هنا تحدث الوحش إليه و قال : - كما توقعت , أنت لا تزال غير معتاد على طاقتك الروحية ! - لا تهزأ معي , هذه النار المشتعلة في جسدي هي طاقتي الروحية ؟! نعم , هي كذلك , هذا التأثير ما جاء إلا نتيجة تجربتك الأولى , جسمك لا يعرف ماذا تعنيه تلك الطاقة , مجسات الإحساس داخل جسمك لا تعرف كيف تحس هذه الطاقة بعد , و لهذا فأنت تشعر بها على هيئة ألم , و نظرا لشدتها فأنت تحسها نار مشتعلة , سيستمر هذا الأمر قليلا حتى تعتاد على تلك الطاقة و يتكيف جسدك عليها. - كم من الوقت يلزم حتى أعتاد عليها ؟! - مممممممم , إذن في حالتك البائسة هذه سنتان على الأقل ! - ماذا؟!! أنا لا أملك كل هذا الوقت معي , أنا في مأزق كبير! - أنا لا أستطيع أن أساعدك أنت الذي من يحدد هذه المدة , عليك فقط أن... - انقذنيييييييييييييي رانمااااااااااااروووووووو!!! دوت تلك الصرخة في جنبات هذا الكهف الضخم , دوت إلى الدرجة التي اهتزت فيها جدران الكهف... - ساكورا !!! تسمر (رانمارو) في مكانه , كان ذلك هو صوت (ساكورا) , هذا يعني أن شيئا سيئا قد حدث لهما الآن , و عليه أن يعود , لكنه لم يتعلم شيئا بعد . - كلا ... علي أن أذهب لإنقاذها. قالها ثم جرى راجعا عبر الطريق الذي جاء منه إلى خارج الكهف , و هو خارجه وجد أنه لم يكن على الطريق اللولبي الذي رآه من قبل داخل الكهف , بل كان في أسفل أرضية الكهف , لم يكن لديه الوقت للتساؤل , ف(ساكورا) هناك في خطر كبير. - اتركيني أيتها اللعينة ! - هاهاهاها , هل تظني أنني سأتركك هكذا ؟! إذا كنت تريدينني أن أتركك فلتجبريني على ذلك. - اتركيني أيتها المخلوقة البشعة , راااااااانماااااااااارووووو!!! زادت (كاجومي) من قبضتها على معصمي (ساكورا) حتى تأوهت الأخيرة من الألم و قالت : - مخلوقة بشعة ؟! من البشع أيتها البشرية القذرة ؟! هل تظنين أنني لم أكن أستطيع أن أمسك بهذا اللص؟! كلا و لكن نظرا لوجودكما فلم أستطع التحرك , و لكن الآن أنتِ بمفردك و قد تركك هذا الآخر , لقد اختار نهايته بنفسه , إنه سيواجه في الخارج أعدادا هائلة من جياع القرية سوف يجعلون نزهته بالخارج ممتعة... - راااااااانمااااااااارووووو!!! - هاهاهاها , اصرخي أكثر و أكثر فهذا يمتعني حقا. فجأه ومض ضوء أبيض ساطع غمرالغرفة كلها , و كأن الشمس قد أشرقت هناك فقط , وضع من بالغرفة أيديهم على أعينهم , و هناك إثنان قد رقدوا على الأرض يرتجفون من الألم من جراء تعرضهم لهذا الضوء الشديد , ثم اختفى الضوء فجأة كما بدأ , هدأ جميع من بالغرفة... - من هناك؟! سألت (كاجومي) حيث أنها شعرت بوجود شخصا غريب هناك مكان الضوء الساطع... - كككككاااااااييييييييي! ظهر ضوء أحمر خفيف حول هذا الشخص , اتسعت عينا (كاجومي) و من بالغرفة , فهناك و على الفراش كان يقف (رانمارو) , كان يمسك بالعصا التي تحولت على هيئة فقاز غطى ربع جسده تقريبا , كانت عيناه تتقد نارا من الغضب عندما رأى (ساكورا) و هي ممسوكة هكذا. -م م ماهذا ؟! أنت ساحر ؟! كيف ؟! لم تكن هناك تلك الهالة عندما رأيتك , من أنت أيها اللعين؟!!! - أنا من سوف يجعل اليوم آخر أيامك ! قالها و نظر إلى الأسفل و تابع : - من يلمس شعرة واحدة من ساكورا.... رفع عندها رأسه قليلا فلم يظهر في الظلام منها شيء , فتابع : - سوف أقتله ! قالها و لمعت عيناه فجأة بنور أحمر غريب , تراجع كل من بالغرفة خطوة إلى الوراء فزعا , تراجعوا و كأنما عين (رانمارو) قد ضربت كل منهم بقوة , هنا صاحت (كاجومي) : - اقتلوه لا تتركوه حيا , اهجموا عليه الآن . قالتها و اندفع من بالغرفة و من خارجها يهاجمون (رانمارو) , كانوا عشرة أشخاص , لم يكن عددهم ما يهم (رانمارو) , ما كان يهمه فعلا هو كيف سينقذ (ساكورا) من هذا المأزق , هو لم يتعلم شيئا سوى مبادئ الطاقة الروحية , و لكن قلبه يشتعل نارا , ماذا سيفعل ؟! ((- انظر رانمارو , كلما كانت مشاعر الشخص قوية كلما قويت قوته الروحية , , كلما حافظ على تلك المشاعر أطول مدة ممكنة كلما احتفظ بهذه القوة أطول مدة .)) دوي صوت الوحش في عقله و تردد صداه أكثر من مرة , هنا أخذ نفسا عميقا , ثم صرخ بأعلي صوته : - آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه !!! كان يمسك قبضتيه معا و كأنه يستجمع كل قواه , لم يكن يفكر سوى في شيء واحد , كيفية إنقاذ (ساكورا) , كان يتصور شكلها و هي مقتولة فتشتعل ناره أكثر , عندئذ أحس بتيار من النار ينتشر من يده الممسكة بالعصا , كاد أن يصرخ مرة ثانية من شدة الألم . - راااااانماااااااارووووو !! تلفت (رانمارو) و نظر إلى (ساكورا) , أحس أن الوقت يمشي ببطء شديد , سمع ضربات قلبه و هي تدق , كانت الأصوات من حوله تخفت , كانت الصور تهتز و تبهت , لم تثبت سوي صورة واحدة , لم يسمع سوى صرخة واحدة , كانت (ساكورا) فقط هي التي يراها و يسمع صرخاتها , لا يهم الآن أي ألم , لا يهم الآن أي تعب , أحس و كأن النار التي تسري في يده قد هدأ ألمها و خفت و كأنه قد استخدم مرطب أو ملطف لها , استمرت الطاقة تسري في جسده حتى وصلت إلى قلبه , هنا شعر باحساس غريب لم يشعر به من قبل , أحس بروحه و كأنها داخل جسمه تلف , كان يستطيع أن يري ما بداخل جسمه من أعضاء أو مناطق إذا أراد ذلك بالتركيز في المنطقة التي يريدها , هنا تردد صوت الوحش و هو يقول : ((- إن الطاقة الروحية تظل مرتبطة بصاحبها حتى و هي خارج جسمه , و بذلك أنت تستطيع أن تتحكم فيها و هي خارج جسمك و تجعلها تتخذ أي شكل أو تتوزع في أي إتجاه.)) لازال كل ما يحيط ب(رانمارو) يسير في بطء شديد , و لا يزال يسمع صرخات (ساكورا) تتردد بعنف في عقله , لم يكن هناك وقت يضيعه , لقد وصل إلى استخدامه الأول لطاقته الروحية... - الآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآن !!! قالها و هي يصرخ , ركز (رانمارو) كل تفكيره على المنطقة المحيطة به , و كما توقع اندفعت طاقته الروحية تحيط به في المنطقة التي حددها بعقله , بدا (رانمارو) و كأنه يشتعل لمن حوله , حيث اندفعت فجأة سحب حمراء اللون بسرعة و بقوة تحيط به على شكل هالة , كان أول شيء حدث بعدها هو اصطدام أول مهاجم بها , لكنه توقف عن اندفاعه لحظة اصطدامه بالسحابة هذه... - أتظنون أنني بتلك السهولة أيها الملاعين ؟! ركز (رانمارو) تفكيره بأن تتشكل قبضة تضرب الشخص إلى الوراء , وبالفعل تشكلت قبضة كما تخيلها من السحابة التي لازالت تخرج منه بكثرة , و في وسط دهشة المهاجم ضربه (رانمارو) بقوة فاندفع إلى الخلف بقوة هائلة اصطدم على إثرها بحائط المنزل و دمره و استمر في اندفاعه إلى الخلف لمسافة تقارب العشرة أمتار ثم سقط أرضا و هو يتدحرج , كان هذا كفيل بضرب جرس الإنذار لكل من حوله , لقد عرف من بالقرية وجود أشخاص غير مرغوب فيهم , شعر (رانمارو) بهذا أيضا , فأكمل ما كان يفعله بضرب باقي من بالغرفة بالقبضة فتطايرت الأجساد من الغرفة إلى خارجها في كل الإتجاهات , هنا كانت (كاجومي) لا تزال متسمرة في مكانها , كانت تنظر بعين واسعة محدقة في (رانمارو) و ما فعله للتو. - أنت ...أنت تعرف كيف تستخدم قوتك الروحية , م م من أنت أيها اللعين ؟! - لا شأن لك بمن أنا ! قالها و ارتفعت بعدها (كاجومي) في الهواء و كأن هناك شيء ما يمسكها , كانت يد (رانمارو) اليسرى ترتفع أيضا في الهواء بنفس المعدل , لقد كان بسيطا حيث أن (رانمارو) قد أمر قوته الروحية بالانتشار في جميع أرجاء الغرفة , أو الأحرى أن نقول أنه لم يأمرها , كل ما فعله هو أنه تخيل الغرفة كلها فانتشرت قوته فيها , لم يكن يعلم كيف و لكنه بدأ يفهم ما كان يعنيه الوحش من قوته الروحية و أنه لا يمكن أن يتعلمها إلا بالممارسة , ابتسم (رانمارو) قليلا بينما كانت (كاجومي) تصرخ و هي تتوعده : - انزلني أيها اللعين , أتظن أنك ستخرج من هنا حيا , أنت ميت , ميت , استسلم , هيا انزلني ... - اصمتي ! قالها (رانمارو) بلهجة آمرة , بعدها حرك يده ناحية اليسار بسرعة و فتح قبضته , فتحركت (كاجومي) إلى اليسار , اصطدمت بجدار البيت , دمرته , أكملت طريقها لمسافة أطول من أقرانها في الهواء ثم سقطت على الأرض تتدحرج , نظر (رانمارو) إليها لحظة , ثم اتجه إلى (ساكورا) , كانت (ساكورا) تنظر إليه نظرة غريبة , كانت تفكر : ((- كيف أصبح بهذه القوة ؟! أهذه هي قوة السحر ؟! أم أنها قوة العائلة ؟! أم أنه فعلا قوي جدا كما قال كايتو عندما نشط عصاه في البداية ؟!)) - هل أنتي بخير ؟ قالها (رانمارو) قاطعا حبل أفكارها , نظرت إليه وهلة تركز فيما قاله , ثم قالت بسرعة : - نعم , نعم أنا بخير ! - أنا آسف جدا على تأخيري , إن كان قد حد... - لا تكمل فأنا الآن بخير كما أنك قد أنقذتني. قالتها (ساكورا) و هي تضع أطراف أصابع يدها اليمنى على فمه لمتنعه من الكلام , نظر إليها و هو متعجب من قولها , ثم ابتسم و قال: - هذا لا يعفيني من المسئولية , فهذه المرة استطعت إنقاذك , و الله أعلم ماذا سيحدث المرة القادمة. - لا تفرح كثيرا أيها الوغد فأنت لازلت معنا هنا . تلفت (رانمارو) و نظر هو و (ساكورا) إلى المتحدث , و جد قرابه سبعون شخصا يمسكون هراوات غليظة واقفين على مقدمة المنزل , كان المتحدث هو نفسه العجوز (ساشيرو) , ولكنه كان أكثر شبابا , كان يبدو أنه في حوالي الأربعين تقريبا , نظر (رانمارو) إليه وقال : - لقد كنت محقا بشأنك أيها اللعين , أنتم مصاصي دماء , أليس كذلك ؟! كان (رانمارو) يرى الحلقة التي تحيط برأس كل فرد فيهم , كانت الحلقة عبارة عن هالة من الضوء الأزرق تحيط بكل فرد فيهم , و لكن حجمها و كثافة لونها كانت تختلف من فرد للآخر , استنتج (رانمارو) أنها لابد و أن تكون مرتبطة بقوة كل فرد الروحية , تحدث (ساشيرو) الذي كان يملك أكبر حلقة و أغمق لون فيهم قائلا: - نعم أيها الساحر الماكر , أنا و كل من بالقرية مصاصي دماء , و قد استقبلناكما هنا حتى نتغذى عليكما و نطعمكما للصغار الجياع , و لكن لم أظن قط أنه يوجد من يستطيع أن يكتم قوته الروحية بينكما , هذا لشيء غريب , و لكنك الآن أمامي ها هنا , و صدقني أنت لن تخرج من هنا حيا أبدا ! ابتسم رانمارو , و شبك ساعده امام صدره في ثقه و اغمض عينيه , كان يجمع قوته الروحيه , احس رانمارو بشيء غريب , انه لم يحتاج الي الشعور بالغضب حتي يجمع قوته الروحيه , احس و كأن قوته الروحيه العاديه قد اكتسبت نفس قوتها السابقه عندما انقذ ساكورا بها , هذا عني له شيئا واحدا , ان قوته الروحيه بالفعل قوية جدا كما قال له الوحش , ابتسم رانمارو اكثر , احس بالثقه اكثر , عندها كانت قوته الروحيه قد بدات تتوزع في جميع الاتجاهات و بقوة , بدا رانمارو و كان دخان غليان احمر اللون بدا يظهر منه و يرتفع الي اعلي , كان رفيعا ثم اخذ في التضخم حتي اصبح يحيط به تماما , كان من يراه يشعر بانطباع و كان رانمارو حديد ساخن تم صب ماء بارد عليه فاصدر هذا الدخان , تراجع كل الاشخاص الاخرين للخلف , بالطبع شعروا بفارق القوة بينهم و بين رانمارو الا ساشيرو , اغمض عينيه هو الاخر و ابتسم , و صدر عنه نفس الشيء , دخان ازرق صعد منه و اخذ في التضخم , حتي احتواه كله , ابتسم ساشيرو و قال : - هاهاهاها , هل تظن انك الوحيد القادر علي استخدام الطاقه الروحيه هنا ؟ انت مخطئ , انا ايضا و غيري كثيرين يستخدمونها , هذه لم تعد ورقتك المربحه بعد الان , هاهاها.... -اصمت. قالها (رانمارو) بحزم و فتح عينه , و هنا تغير لون الهواء المحيط بالجميع بمن في الغرفة و خارجها , كانت قوى (رانمارو) الروحية قد انتشرت في المكان كله كما خطط لها , كان يتبع تعليمات الوحش بحذافريها , حيث تردد صوته عاليا في عقله و هو يقول : ((- عندما يتحكم الشخص بقوته الروحية خارج جسمه من الممكن أن يجعلها تذهب في أي إتجاه يريد , فممكن أن يجعلها تضغط و بقوة على كل ما يقع أسفلها من أشياء و أشخاص , قد تكون قوية فتمنع الأشخاص من الحركة مهما بذلوا من جهد , و قد تبلغ من القوة حدا يجعلها تمنع الأشخاص من التنفس بمنع حركة قفصهم الصدري , و بهذا يختنقوا و يموتوا أو يفقدوا الوعي على الأقل.)) تسمر كل شخص في مكانه , كان (رانمارو) ينظر بحزم نحو جميع من حوله , كان قد فهم الآن بعض ما قاله الوحش , كانت قوته لا تزال متقدة , كان يحافظ عليها بتفكيره الدائم فيما سيحدث إذا ماتت (ساكورا) و أنه المسئول , كان هذا التفكير وحده كفيلا بتحريك جسمه لو كان ميتا , وقع الآن إثنان من المصاصين فاقدي الوعي من عدم القدرة على التحمل , و بعدها الثلاثة الموجودين على باب المنزل , ثم هؤلاء السبعة , ثم , و ثم , حتى لم يتبقَ غير شخص واحد , نظر (رانمارو) نحو (ساشيرو) و تردد صدى الوحش و هو يقول: ((- سوف يتأثر الجميع بقوتك الروحية , إلا من يملك قوة روحية هو الآخر قوية فسوف يطلقها حوله في شكل هالة تحميه , و إذا كانت قوته أقوي منك فسوف ينقلب الأمر عليك و تنهزم بقوته الروحية .)) كان (ساشيرو) يحيط نفسه بهاله من اللون الأزرق , أغمض (رانمارو) عينيه , ثم صرخ : - آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه !!! كان يستجمع قواه بهذه الصرخة , كان يفكر في شيء واحد : ((- ماذا إذا تفوق ساشيرو علي بقوته الروحية ؟! كلا , إنني أقوى منه في القوة الروحية و لهذا سأقهره.)) تردد صوت الوحش مرة أخرى بقوله: ((- تذكر هذا جيدا , ليس المهم هو قوة الفرد الروحية فقط , بل أيضا مقدار المدة التي يستطيع الحفاظ فيها على قوته الروحية بنفس المعدل.)) حدث (رانمارو) نفسه و هو يقول : ((- أيها الوحش اللعين , الآن فقط قد فهمت ما تعنيه , أنا أشعر بالضعف الشديد في جسمي , يبدو أن آثار القوة لم يعتد عليها جسمي بعد , إذا استمريت على هذا سأنهزم , أنا لا يمكن أن أخسر , سأقضي عليك ساشيرو في لحظة.)) أكمل (رانمارو) صرخته المدوية , ثم فجأة انفجرت منه طاقة روحية هائلة , ارتفعت الطاقة إلى أعلى بقوة كأنها انفجرت من بركان ثائر للتو , قابلت سقف المنزل فدمرته على الفور و تابعت طريقها إلى أعلى قليلا , ثم فتح (رانمارو) عينيه ونظر بكل صرامة نحو (ساشيرو) الذي رفع سيفه في الهواء و قفز ليضرب به (رانمارو) , يبدو أنه قد أحس بمدى قوة خصمه و قرر أن ينهي الصراع بأسرع ما يمكن , ابتسم (رانمارو) و قال له : - أنت تريد إنهاء الليلة بسرعة , على الرحب و السعة . قالها و اختفت فجأة السحابة التي تصاعدت منه, اتسعت عيني (ساشيرو) من الرعب كأنه يعلم ما سيحدث له , فجأة هوى (ساشيرو) على الأرض و هو في منتصف القفزة و أحاط بهالته الروحية لون أحمر غامق أخد يندفع نحوه مخترقا درع طاقته حتى وصل إلى جسمه و بدد طاقته كلها , هنا اخترقت الطاقة جلده , و أخذت تدمر جسده بين صراخ (ساشيرو) الدائم , ثم سكت عن الصراخ , و توقف عن الحركة السريعة التي كانت تنم عن ألم شديد , فاختفت الطاقة الحمراء الخاصة (برانمارو) , نظرت( ساكورا) و هي متسمرة في مكانها من المفاجأة , ثم قامت من مكانها تجري نحو (رانمارو) و هي تضحك و تصيح : - لقد فعلتها رانمارو , كنت متأكدة من أنك ستفعلها , هذا أنت أيها البطـــ...! توقفت (ساكورا) في منتصف جريتها , حيث قال (رانمارو) بوهن شديد : - نعم ...لقد فعلتها و أنقذتك ! قالها و اهتز في وقفته و كأنه يفقد وعيه , ثم مال جسده إلى الخلف , ووقع نحو الوراء , فاندفعت (ساكورا) ناحيته و استطاعت أن تمسك بجسده في اللحظة الأخيرة قبيل إرتطامه بالأرض , كانت عيناها تمتلئ بالدموع ,لم تكن تفكر إلا في كيف ستخرج (رانمارو) و نفسها من هذا الموقف, و في وسط هذا كله سمعت صوتا يقول: - ابحثوا عنهما , لا تتركوهما , اقتلوهما حيث وجدتموهما , احذروا من قوتهما القوية لقد تفوقوا على ساشيرو , ابحثوا عنهما في هذه المنطقة أولا, هيا !!! نظرت (ساكورا) في إلتياع , و لا يوجد بعقلها سوى تفكير واحد , كيف ستخرج من هذا المأزق الرهيب؟!!! يتبــــــــــــــــــــع................ |
الفصـــل الحادي عشــــــــــــر ياكــــــــــــــــو تلفتت (ساكورا) حولها , فلم تجد سوى القوس و الجعبة التي كانت معها , وضعت (رانمارو) بحرص شديد على الأرض تاركة رأسه ترتطم بهدوء بها و هي ممسكة بها بيدها , ثم اتجهت إلى القوس و الجعبة و هي تزحف على بطنها حتى لا يراها أي أحد من الأعداء , كانت لحظات عصيبة , أحستها و كأنها دهرا كاملا , و أخيرا وصلت إلى القوس و الجعبة , أخرجت سهمين من الجعبة ووضعتهما في القوس و شدت الوتر , ركزت على اثنين ممن كانوا يقتربون , كانت بطلة يتوقع لها الكثير , لكن تلك لم تكن قوتها الكاملة باستخدام القوس , كانت تستطيع إصابة أربعة أهداف مختلفة من ضربة واحدة , كانت ماهرة جدا , ركزت و أخذت نفسا عميقا ثم أطلقت يدها , اندفع السهمان بسرعة و بقوة نحو هدفيهما , أصابت كل منهما هدفه في مقتل , أمسكت بسهمين آخرين , لكن حدث ما لم تتوقعه , لقد قام الشخصان اللذين أصيبا بسهميها , أطلقت شهقة فزع , كانت قد أدركت الآن أنها لن تستطيع أن تقتلهما بمجرد سهم كما فعلت مع الساحر, قهقه الآخرون الموجودون بالخارج و قال أحدهم : - يبدوا أننا سنستمتع الليلة بعرض فكاهي , هيا أطلقي علينا ما شئتي أيتها البشرية العنيدة فنحن خالدون و لن نموت بتلك الألعوبة الخشبية , هيا أرنا مهارتك في التصويب . استمروا في الضحك و استمرت (ساكورا) في اطلاق سهامها نحوهم فلم تكن تملك سوى هذه الوسيلة للدفاع عن (رانمارو) و عن نفسها , كانت دموعها تسيل على وجنتبها و هي تطلق السهام في كل اتجاه , و كلما أصيب واحد منهم و يسقط , يقف بعدها و كأن شيء لم يحدث له , و فجأة وصلت (ساكورا) إلى آخر سهم لديها , فوضعته جانبا حتى إذا احتاجت إليه , هنا لم يعد لديها أي شيء معها , كان المصاصون الموجودون بالخارج لا يتحركون , كانوا يقفون كأهداف سهلة لها , و كأن الأمر يسليهم فعلا , عندما توقفت (ساكورا) عن اطلاق السهام , قال أحدهم : - يبدوا أن فريستنا قد يأست و انتهت ذخيرتها , هيا فلنهجم عليها و نكمل استمتاعنا معها في مكان آخر. اندفع كل المصاصون في اتجاه البيت المهدم معظمه من جراء معركة (رانمارو) معهم , صرخت (ساكورا) و هي تضم ركبتها إلى صدرها و تمسك يديها أمام وجهها من الخوف , اقترب المصاصون من المنزل , أصبح اثنان على مسافة متر واحد من الباب , نصف متر , عشرة سنتيمترات , داخـ... - فوبوكي جامون ! هنا اندفعت رياح شديدة محملة بكرات من الثلج , كان الجو لا ينذر بهبوب كل هذه الثلوج , لكن الأمر أمام البيت الذي يتواجد فيه (ساكورا) و (رانمارو) كان مختلفا تماما , كانت الرياح شديدة حتى أنها هزت أرجاء البيت بقوة و عنف , تطاير المصاصون خارج البيت مع الرياح ثم هدأت العاصفة , و سكنت الرياح , و أصبح خارج البيت مغطى تماما بالثلج , نظرت (ساكورا) بخوف إلى الظل الذي خرج من بين الأشجار , تقدم الشخص حتى سقط ضوء القمر عليه , كان فتى يبلغ حوالي الثامنة عشر من عمره , كان يمسك بعصاة تحورت نهايتها لتشكل رأس نسر أو صقر , كان هذا الشخص القادم ساحر , أمسكت (ساكورا) بالسهم الأخير الذي خبأته , و وضعته في القوس و صوبته نحو القادم , توقف الفتى فجأة و هو على باب المنزل و و أشار بيديه الإثنتين إشارة النفي و هو يقول : - كلا , أنا لست عدوا لكي , أنا جئت لأنقذك , اخفضي هذا السهم كي لا يسبب أي مشـ... - ماذا ؟!!! قالها الشخص الغريب عندما وقعت عيناه على (رانمارو) الفاقد للوعي . - هذه الحلقة , و هذا اللون , هذا الفتى من عائلة اليوشاهارو , هل يكون...؟! قالها ثم التفتت إلى (ساكورا) و أكملت ما كان يفكر فيه الشخص الغريب بقولها : - رانمارو , نعم هذا هو رانمارو , و الآن هل تظن نفسك صديق بعد كل هذا أيضا ؟! نظر الغريب غير مصدق إليها ثم نظر نحو (رانمارو) مرة أخرى و قال : - أنا لا يمكن أن أخطأ في لون هذه العائلة العظيمة , و هذا الشخص بالذات أنا لا يمكن أن أخطأ في شأنه , و لكن هذا يجعلنا أكثر من أصدقاء , هذا يجعلنا حلفاء . قالها و ابتسم (لساكورا) , تراخت يدي (ساكورا) عن القوس الذي تحمله و هي تردد قائلة : - يجعلنا هذا حلفاء ؟! لم ؟! أليس رانمارو منبوذا من مجتمع السحرة كله؟! ضيق الغريب عينيه و هو ينظر (لساكورا) و يقول : - هذا أمر يحتاج إلى وقت طويل للنقاش , و لكني حقيقة مندهشا لكون رانمارو قد نشط قواه السحرية , أظن أنه قد تلقى معونة من شخص ما , الآن دعينا نغادر هذا المكان قبل أن يعثر علينا أي شخص آخر من هذه القرية المجنونة . قالها ثم دخل إلى البيت دون أن ينتظر جواب (ساكورا) , رفع (رانمارو) بعصاه السحرية , فقد قال شيئا لم تسمعه (ساكورا) , كان كل تفكيرها ينصب في هل فعلا من السلامة خروجها معه من هنا أم ترفض ؟ كان الأمر أقل خطورة قليلا مع هذا الغريب , فحتى ولو كان من الأعداء ,و حتى ولو كان يضمر شرا (لرانمارو) , فبعد فترة سوف يستيقظ (رانمارو) و عندها ستختلف الأمور , و لكن الأهم الآن هو الخروج من هذا المأزق الرهيب , قامت (ساكورا) من الأرض و مشيت وراء الغريب الذي قادها في طريق ملتوي متعرج بين الأشجار حتى خرجوا من القرية , و ساروا نحو سهل كبير مشوا فيه و هي لا تعرف إلى ما نهايته . ******************* - سيدتي هل طلبتيني؟ - نعم يا إيكويا , هناك شيء مهم يجب أن تعرفيه , لقد وصلت أخبار جديدة الآن. نظرت (إيكويا) إلى سيدتها , فهي رئيسة فريق الأخبار و التحريات الخاص بالمجموعة , و لكن هل هناك جاسوس ينقل الأخبار إلى سيدتها فقط و لا يخبرها إياها. - لا تقلقي إيكويا , هذه ليست من قسمك , إنها شيء من معارفي و اتصالاتي الخاصة. نظرت (إيكويا) إليها بشيء من الريبة , إذا لم يكن هناك شيء قد وصل إلى قسمها فهو إذا شيء غير مهم , لكن إذا كانت سيدتها قالت أنها شيء يهمها فهذا يعني أن قسمها به خلل , و لابد من تطويره. - نعم إيكويا , قسمك يحتاج إلى التجديد بدماء جديةه فيبدو أنه قد تلف قليلا. اتسعت عينا (إيكويا) في دهشة من مدى تعمق سيدتها في قراءة أفكارها إلى هذه الدرجة , ثم ابتسمت و قالت : - شيء متوقع من سيدتي , ماذا هناك إذن ؟! - لقد هوجمت قرية اليوشيكومو بشخص يعتقد أنه ساحر. - ماذا تقصدين بأنه يعتقد أنه ساحر؟ - هذا هو المثير للإهتمام , أنت تعرفين عادات هذه القرية , فهناك يجتذبون أشخاص عاديين للعمل معهم , ثم يجعلونهم طعام لصغارهم حتى إذا هلك الأشخاص منهم يبحثون عن غيرهم و هكذا . - نعم هذا أمر متوقع من هذه القرية , ماذا هناك إذن؟! - هذا المساء استقدموا اثنين للعمل في القرية , ولد و فتاة , يقاربون السادسة عشر على الأكثر , عندما جائوا ليجعلونهم طعاما لأولادهم هاجمهم الفتى بقواه الروحية و قتل من كان يحاول أن يهجم عليهما. - ماذا؟! ألم يستطيعوا التفرقة بين العادي و الساحر ؟! هذه بلاهة. - كلا , لا تتسرعي في الحكم الآن , لقد قال لي جاسوسي هناك أنه قد رأى الشخصين , و كانا عاديين بلا أي هاله تحيط بأي فرد منهم. - هل تعني أنه يوجد من يستطيع أن يخفي قوته الروحية منهما؟! - ممكن , أو هناك من نشط طاقته السحرية . - أنت لا تعنين...؟!! نظرت (إيكويا) و هي تنظر بعينها في أي إتجاه بنظرات عشوائية حيث كانت تفكر في ما قالته للتو سيدتها , قاطعت سيدتها حبل أفكارها بقولها : - نعم هذا ما أظنه , أظن أن الفتاة البشرية مع رانمارو الآن , كما أن رانمارو قد نشط بالفعل قواه السحرية. صمت جميع من بالغرفة الآن , ظل الصمت موجودا فترة ثواني معدودة قتلته بعدها (إيكويا) بقولها بصوت صارم: - وأين هما الآن ؟! في القرية ؟! - لا أعرف , فالجاسوس ذهب إليهما حتى يوافيني بأحدث التطورات لكنه لم يرجع إلى الآن , و في أغلب الأحوال فقد مات. رفعت (إيكويا) بصرها إلى سيدتها و قالت بدهشة: - هل تعنين أن رانمارو هذا يملك قوة كبيرة إلى هذه الدرجة ؟! - لا تستخفي بأي فرد من عائلة اليوشيهارو , بصفة خاصة رانمارو هذا , و إلا لن تفيقي إلا و أنت مقتولة على يديه. بلعت (إيكويا) ريقها بصعوبة , لم تتذكر أن سيدتها حذرتها من شخص تخاف منه غير (جنتو) , فهل (رانمارو) هذا يصل إلى مستواه ؟ إنها تدرك جيدا مدى قوة سيدتها , هي لم تر (جنتو) هذا من قبل لكنها أخذت انطباع أنه أقوى بكثير من سيدتها , فهل (رانمارو) هذا قوي مثله , نظرت (إيكويا) إليها ثم قالت : - حسنا , سأتذكر نصيحتك , و الآن أعذريني فسأذهب إلى القرية لأستكشف و أجمع المعلومات ففي أغلب الظنون لابد وأنهما قد تركا المكان الآن. أومأت السيدة (لإيكويا) للذهاب , ثم بعدما ذهبت , قامت من مجلسها الرومانسي إلى النافذة , و تطلعت إلى ضوء القمر , فكرت , هل فعلا (رانمارو) قد نشط قوته أم أنه شخص آخر تصادف الحظ أن يكون هناك , هذا هو السؤال المحير و لن تجد له إجابة حتى رجوع (إيكويا) . ************************ - كايتو. - نعم سيدي. - يبدو أن صديقنا الصغير قد بدأ يظهر على الساحة. - ماذا تعني بذلك؟ هل نشط قواه السحرية؟ - نعم , على ما أظن , لقد جاءني تقرير من قرية اليوشيكومو , لقد هوجمت القرية بفرد يعتقد أنه ساحر. - أليست هذه هي القرية التي تستقدم أشخاص عاديين بدعوى العمل فيها ثم تجعلهم طعاما لصغارهم؟! - نعم , إنهم أولئك الناس , و لكن عندما استقدموهم كانوا عاديين , لكن في الليل عندما جائوا ليطعموهم للصغار أصبح واحدا منهم فجأة ساحرا. أمسك (كايتو) ذقنه بيده اليمنى معتمدا على اليسرى الموضوعة أمام صدره يفكر في هذا الأمر , ثم رفع رأسه و قال : - لا خطأ في ذلك , إنه رانمارو بلا شك. - هذا جيد إذا , و لكن نحتاج للتأكيد , انتظر التأكيد من الجاسوس , و هذا جيد إن كان رانمارو , فخطتنا تسير في طريقها السليم. - نعم إن الخطة تسير كما نريد. ضحك الإثنان ضحكة وحوش مفترسة وجدت فريستها بلا أي حراك , ضحكة مرعبة , ضحكة ترددت صداها في جنبات المقر السري . ******************** - ماهذا الظلام الذي يحيط بي؟! أين أنا ؟! - هاهاها , أنت طفل صغير و سوف أقتلك ,هاهاها. كان ذاك صوت (هاكو). - أنت قتلت أبواك. كان ذاك صوت (كايتو). - أنت تأخرت في حمايتي و قتلني المصاصين. كان ذاك صوت (ساكورا). - أنت لا تستطيع أن تتحمل جزء من طاقتي , فكيف تستطيع أن تكون قويا إذن؟! كان ذاك صوت الوحش. ترددت صدى هذه الأصوات في وسط الظلام الدامس مع ظهور صورة كل فرد منهم أمام (رانمارو) و هو يحدثه , أمسك برأسه و سقط على ركبتيه و هو يصرخ: - كلااااااا , هذا ليس بعيب في , أنا أريد أن أكون قويا , أنا أريد أن أحمي الجميع , أنا لم أقتل أبواي , كلاااااااااا !!! فجأة فتح عينيه , كان جسمه كله مليء بالعرق , كان ينهج و كأنه كان في ماراثون للجري , نظر حوله فإذا هو في تجويف تحت الأرض تحت جذر شجرة كبيرة , تلفت فرأى (ساكورا) و هي تنظر إليه باشفاق , كانت عيناها تدمع , تنفس الصعداء عند رؤيتها سالمة. - حمدا لله على سلامتك ساكورا. - أخيرا قد رجعت لوعيك. نظر (رانمارو) باتجاه محدثه ,كان فتى طويل و نحيف قليلا , كان تقريبا أكبر منه بعمر لا يتعدى الأربعة سنوات , كانت عيناه لون بؤبؤها أخضر صافي غريب , نظر إلى يده فوجد بها عصاة سحرية تغطي نصف ساعده بجلد أبيض سميك به خطوط رماديه خفيفة , و امتدت العصاة من يده اليمنى لتنتهي برأس نسر جارح , نظر (رانمارو) إلى محدثه وسأله: - من أنت؟!! - أنا ياكو , تشرفت بمعرفتك أيها العظيم رانمارو. يتبــــــــــــــــــــــــــع.............. |
بسم الله الرحمن الرحيم الفصــــل الثانـــــي عشــــــــر هارونــــــــــــــــــا - كم أكره هذه الحياة. قالتها (هارونا) و هي تنام على سريرها بقفزة تحتضن الفراش فيها بقوة , كان وجهها مقابلا للفراش , عدلت من وجهها و نظرت يسارا و هي لازالت تجلس عليه ببطنها و ترفع رجليها الإثنتين و تحركهما كطفلة صغيرة تلعب , كانت عابسة الوجه , رغم ذلك كانت جميلة أيضا , كانت عيناه أجمل مافيها بلونها الأزرق الصافي الغريب , فكرت (هارونا) و قالت في نفسها: - هذه الحياة لم أعد أطيقها , والدتي لا تفكر سوى في مصلحتها , من المجنونة التي ترضى بهيكاشي هذا , نعم إنه ظريف قليلا , و لكن والده هذا أحمق كبير , من يظن نفسه بإعلانه أنه يتبع مبادئ كارا , هذا شيء غريب , الكل يعرف بالطبع مدى دموية عائلته البغيضة و لكن أن يصل به الحد إلى إعلانه عن تأييده لمبادئ كارا , هذا لا يطاق. قامت من الفراش و جلست على مفعد هزاز يقابل مدفأة قديمة الطراز , كان يبدو أنها تعيش في جو من العصور الوسطى , أمسكت بكتاب تقرأ فيه , هنا اندفع قط إليها و جلس على قدمها و هو يموء بهدوء شديد , كان سياميا , و كان لونه بني , كانت أنثى , أغلقت (هارونا) الكتاب , و وضعته على رف بارز بالمدفأة و قالت للقطة و هي تداعبها : - كم أنت مسلية , يبدو أن مالكك السابق كان يهتم بك كثيرا. كانت (هارونا) قد وجدت القطة و هي ضعيفة منهكة أثناء سيرها في أحد الأيام من هذا الأسبوع , كانت تبدو عليها أنها لم تأكل ليومين على الأقل , أخذتها (هارونا) و أطعمتها , ثم أخذتها معها إلى البيت , و أدخلتها بدون علم والدتها , كانت والدتها تخاف من القطط , و إذا علمت بوجود قطة في المنزل ستطردها , أو ربما قتلتها , كانت (هارونا) تحب هذه القطة جدا , لم تعرف ما اسمها , إلا أنها أحست أنها كانت ملك لشخص عطوف , حيث أن القطة لم تتعرف عليها و تعتاد عليها إلا بعد فترة أطول من المعتاد و كانت لديها عادة جميلة , لا تنام إلا و هي في حضنها , أحست أنها عادة كان مالكها يتبعها مما أعطى انطباع أنه كان وحيد أو حزينا جدا. - هارونا , هيا استيقظي. أفاقت الخادمة سيدتها من النوم , تثائبت (هارونا) بكسل و هي في الفراش و قالت : - كم الساعة الآن ؟! - إنها الثامنة مساءا , سيدتي أبلغتني أن أوقظك حالا لأن اللورد ماكيتو و ابنه النبيل هيكاشي سيحضران بعد قليل. - أوه ألا يملان من الحضور , حسنا اذهبي الآن و طمأني والدتي أنني استيقظت. أكملت (هارونا) تثاؤبها و هي على فراشها وتابعت خروج الخادمة ببصرها , ثم تغير وجهها العادي إلى وجه أكثر عبوسا و هي تقول : - هذا اللعين و ابنه , و أمي التي لازالت مصرة عليه , لابد و أن يعلما أنني أكرهما , و لكن لماذا يتابعان حضورهما هنا , أنا لا أزال لا أفهم ذلك . قالتها و قامت من فراشها و مشت بتثاقل و بملل , دخلت الحمام و أخذت دشا دافئا ثم خرجت , و لبست فستانا زمرديا لامعا , يغلب عليه الطابع الأسطوري , كانت تكرهه جدا لإنه قديم الطراز , و لهذا كانت تلبسه باعتياد عند حضور الضيفان الكريهان , تزينت (هارونا) بكامل زينتها , بدت أميرة في زيها الأسطوري هذا , نزلت السلالم الرخامية في تعالٍ أضاف إلى جمالها الكثير , ارتفعت عينا الضيفان إليها و هي تنزل , فلكز الأب الولد بكوعه و هو يداعبه بقوله : - لقد اخترت جيدا يا ولدي , جمال و قوة عائلة , إنك محظوظ ! نظر الولد بخبث نحو أباه و قال : - لا تقل هذا يا والدي العزيز بصوت عال حتى لا تضيع الصورة الوردية التي تظنها عني و يضيع مجهود سنتين سدى. نظر الأب بفخر إلى ولده , كان ولده أكثر من أباه قوة في الشخصية و المكر على ما يبدو , نظر الأب إلى (هارونا) مرة أخرى , و هنا جاءت والدتها تحييهما قبيل وصول (هارونا) فقالت : - آسفة جدا على التأخير حيث لم تنبهني الخادمة الحمقاء عند وصولكما. - لا تأسفي يا راريسا , فهذا شيء عادي من أناس حقيرون مثل هؤلاء الخادمين. قالها و طبع قبلة علي يد راريسا ثم جلسوا جميعا , فنظر الولد إلى (هارونا) التي أصبحت بالقرب منهم الآن و قال: - لا تقل هذا يا أبي عنهم , فهم مثلنا مصاصي دماء و يجب ألا نفرق بين أحد تبعا لمقامه. نظر الأب تجاه ابنه و هو يحاول إخفاء ابتسامته بصعوبة , حيث أن ابنه كان يلعب اللعبة صحيحا , أكمل الولد كلامه : - أبي , أنا لا أتفق معك في آرائك تجاه الناس و طباعهم , أنت تنظر إليهم من أعلى , أنا أحب أن أراهم كأي شخص عادي. - بني , انت لا تعلم من هم في الأساس , نحن من عائلات نبيلة إنما هم عائلات شاركت قواها مع أغراب. - أنا لا أتفق معك في هذا يا لورد ماكيتو , أنا من رأي ابنك. قالتها (هارونا) و هي تجلس بينهم , نظر إليها الأب و هو يبتسم في سره و قال : - يبدو أن الجيل الجديد لا يعجبه أي شيء منا حتى وإن كان رأينا في الحياة. - أنا يا أبتي لا أتفق معك أبدا , أنا أظن أنك تعيش في عالم و أنا في عالم آخر. ابتسمت (راريسا) و قالت : - يبدو أن ما قلته يا ماكيتو صحيح , فما عندك عندي , ابنتي أيضا تعاندني في معظم الأمور , و لكن نحن الكبار لابد و أن نأخذ الأمور بترو , حتى يكبروا و يدركوا حقيقة الواقع. ضحك (ماكيتو) و ضحكت (راريسا) , بينما كانت عينا (هيكاشي) مثبتة على (هارونا) , كانت (هارونا) تتضايق كثيرا من عينا (هيكاشي) , كانت تكره الزيارات بسبب أنه كان لا يرفع بصره من عليها , كان يظن أنه بذلك يستطيع أن يأسر قلبها , على الرغم من أسلوبه اللطيف و آرائه التي تتوافق مع بعض آراءها إلا أنها أحست بأن شيئا غامضا فيه , شيئا لا يستريح له قلبها. - سيدتي ! قالتها الخادمة و هي تقترب منهم , نظرت (هارونا) إليها و قالت : - ماذا هناك؟ - انها سيدتي ناجامي تريدك , إنها عند الباب تقول إنها قد اتفقت معك على الخروج من قبل. - أها , حسنا قولي لها أن هارونا لن تستـ.... - قولي لها أنني سأكون معها حالا. نظر الجميع إليها كانت (هارونا) قد وقفت الآن , قالت بسرعة شديدة : - أستمحيك عذرا يا لورد و هيكاشي , فقد وعدت ناجامي بالخروج معها في حفلة راقصة , إنها شيء من عدم التوافق بين الأجيال. ضحك (ماكيتو) و قال : - يبدو أن الفروق عندك يا راريسا مثلما يوجد عندي , فهيكاشي أيضا يحب الحفلات , هل يمكنه الحضور؟ - كلا للأسف لا يمكنه و ذلك لأن الحفلة للفتيات فقط . قالتها و غمزت للورد فضحك و قال : - يبدو أن المتعة لازالت موجودة في هذا الجيل أكثر من جيلنا , أليس كذلك يا راريسا؟ نظر نحو (راريسا) , كانت الأخيرة تنظر بغضب تجاه (هارونا) , التي سلمت على اللورد و (هيكاشي) بسرعة , و صعدت السلم و هي تجري و هي تقول : - سوف أتأخر اليوم يا أمي , لا تنتظريني. - حسنا و لكن اليوم يوم مميز لا تنسي هذا . - توقفت و هي على ثاني درجة سلم و تلفتت إلى أمها و قالت : - ولماذا هو مميز؟!! - وذلك لأن اللورد طلب يدك إلى ابنه ! - ماذا؟!!! نظرت (هارونا) بدهشة شديدة , في حين أكملت والدتها قائلة : - وقد قلت له نعم , و أظن أنك لا تعارضيني في ذلك. - و لكن ... - ماذا ؟! ألديكي شيء تقولينه لي الآن ؟! لقد وعدتهم بالإجابة و أنت تعرفين أنه عندما نقول نعم يكون الأمر نعم , و إذا قلنا لا فهو إذن لا , هذا أمر غير قابل للمناقشة. دمعت عينا (هارونا) , و لم يجعلها تصحو من حزنها هذا إلا صوت الخادمة تذكرها بسيدتها المنتظرة بفارغ الصبر , نظرت (هارونا) إلى الخادمة ثم نظرت نحو الأرض بأسى , صعدت السلم ببطء شديد , نظر اللورد إلى (راريسا) و قال : - أظنك قسوتي عليها راريسا, كان لابد أن تأخذيها بالتدريج. - كلا أيها اللورد , لا تتدخل من فضلك في تربيتي بابنتي , أنا أكثر من يعرفها و أعرف طباعها , لولا هذا لرفضت , والآن لن تستطيع أن تقول شيئا. نظر اللورد إلى ابنه , ثم سكتوا جميعا , و هنا تحدث اللورد و قال : - هل نترك الأمور الآن إلى ما ستصير إليه , ونتكلم عن مواضيعنا الخاصة؟ - نعم هيا ما أخبار كارا؟ و ما آخر الأوامر من القيادة؟!! ************************* - ها أنتي هنا , لم هذا الحزن عزيزتي. قصت (هارونا) على (ناجامي) كل شيء بالتفصيل , نظرت (ناجامي) إليها و قالت : - لا أعلم لم تفعل أمك هكذا , إن اللورد هذا معروف بانتماءه الشديد لكارا , لابد وألا تسكتي , فهذا مستقبلك. - نعم عزيزتي و لهذا فإنني قد أخذت كل أغراضي الأساسية , و سأهرب. - ماذا؟!! - نعم سأهرب , ستساعديني على ذلك. - أنا؟!! - نعم , أريد منك أن تغطي على غيابي ليوم او إثنين على ما تستطيعي... - ولكن كيف سأفعل هذا , و كيف ستتمكني من العيـــ... - انظري العيش لوحدي أفضل بكثير من العيش مع هذا المعتوه القاتل , أنا لا أريد لأبنائي أن يكونوا قتلة , أنا أريدهم أن يكونوا صالحين , أنا لا أحب الشر , أترين أنني مخطأه في هذا؟ نظرت (ناجامي) إلى صديقتها , ثم سكتت , كانت لا تستطيع أن تقول لها شيئا , وصلت إلى طريق مظلم و هدأت من سرعة السيارة , نزلت (هارونا) , وودعت صديقتها الغالية وسط دموعهما الحارة , ثم تركتها و ذهبت , عدلت (هارونا) من وضع حقيبة السفر على ظهرها و أخذت تسير نحو طريقها المظلم , طريقها إلى المجهول. يتبع....................... |
بسم الله الرحمن الرحيم الفصل الثالث عشر الواقع بصورته الكامله - ياكو؟ قالها (رانمارو) بوهن و هو ينظر نحو الشخص الواقف على بوابة الكهف , عندما دقق النظر وجد هالة حول رأسه لونها أبيض ناصع , قال و هو متفاجئ: - أنت لست ببشري عادي , أأنت ساحر؟!! - نعم , أنا ساحر من عائلة البياكورا , أحد عائلات قرية الريح البيضاء قبل أن تتدمر. - وما الذي جاء بفرد من هذه العائلة هنا ؟! قالها (رانمارو) و هو يقف بمساعدة (ساكورا) و أسند يده إلى حائط الكهف , تبادل النظرات مع (ياكو) حتى تحدث الأخير قائلا : - حسنا , أنا أعرف أنك تفكر الآن في كون عدو لك , و لكن يبدو أنك لم تعرف الحقيقة كاملة بعد... نظر (رانمارو) بعين ضيقة و هو ينظر إلى (ياكو) ثم قال : - حسنا قل ما عندك , و لكن.. قالها ثم أخرج عصاه و قال : - كاي! تحولت العصا إلى شكلها المعتاد , نظر إليه (ياكو) في فزع , أكمل (رانمارو) قائلا : - و لكن إذا فكرت في خيانتنا فاعتبر نفسك ميت . ابتسم (ياكو) ابتسامة خفيفة , و قال و هو يحك مؤخرة رأسه بيده اليسرى : - أنا , لا تظن أنني سأفعل هذا , أنت فعلا صديق لي أو حليف بالمعني الأدق , و سيتضح لك السبب بعد ما أشرح لك حقيقة الوضع , هاهاها. ضحك ضحكة بلهاء و هو يحاول لن يخفف من حدة الوضع بينهما , و لكن (رانمارو) لم يتغير شكله , بل قال: - أتمنى أن يكون ما تقوله يستحق أن تذكره , و إلا فسوف أقتلك , هيا تكلم و قل ما عندك. - رانمارو , لا تعامله هكذا لقد أنقذ حياتنا. قالت (ساكورا) ذلك و هي تقف بين (رانمارو) و (ياكو) , نظر (رانمارو) إليها متفاجأ من موقفها الغريب , نظر إليها و قال : - هل أنت متأكدة ساكورا من أنه الذي أنقذنا أم كانت لعبة ؟! - لو كانت لعبة لكنا متنا و أنت نائم , فلماذا يتكبد شخص عبء إنقاذنا من أولئك الوحوش ثم ينتظر حتى تصحو و تستخدم قوتك ؟ أجنون هذا ؟!! صمت (رانمارو) , كان يفكر فيما قالته (ساكورا) , نعم ما قالته كان يبدو سليما , كما أنني أشك في كلام (كايتو) إلى الآن و أريد أن أعرف ما كان غرضه الحقيقي , فلابد و أن أستمع إليه ,نظر (رانمارو) إلى (ياكو) و قال : - حسنا ياكو , آسف على ما قلته و لكن إذا حاولت خيانتنا فأنت ميت لا محالة. - لا تقل هذا , فنحن سنصبح أصدقاء , كما أني أقدر ما مررت به , فقد حكت لي ساكورا كل ما حدث لكما , لكنها رفضت الإفصاح عن شخصية الشخص الذي قال لك معلومات عن عالمك و جعلك تنشط قوتك , و مهما كان فهو عدو و ليس صديق. قال جملته الأخيرة و هو يتقدم إلى داخل الكهف ليجلس بجوار (رانمارو) و (ساكورا) اللذان قد سبقوه بالجلوس على الأرض , ثم تابع بعد جلوسه معهما : - أولا أحب أن أوضح بعض المعلومات التي لابد و أنت لا تعرفها بعد نظر (رانمارو) إلى (ساكورا) ثم نظر الاثنان إلى (ياكو) الذي تابع : - حسنا , أولا أنت تعرف أنك من عائلة اليوشاهارو النبيلة أحد عائلات قبيلة الريح البيضاء , هذه القرية التي تدمرت منذ حوالي أربعة عشر عاما مضى , لكن الشيء الأهم هو اتهامك بقتل والديك , مهما كانت الحقيقة سواء أكنت قد قتلتهما أم هذا كذب فهذا قد حدث لمصلحة البشر و للجميع. نظر (رانمارو) بدهشة شديدة إليه , وقال : - سواء كنت من قتلهما أم لا فهذا جاء في مصلحة الجميع , ماذا تقصد بهذا؟! -حسنا , هناك في عالم الأجناس غير الطبيعية ثلاث مجموعات , الأولي تسمي كارا , و الثانية تسمي بوكاهاتسو , والثالثة موجودة للصراع ضد الإثنتين . - كارا , بوكاهاتسو؟!! - نعم , كارا أصلا تعني الفراغ , و هي ترمز إلى المكان الذي يشغله البشر العاديين الآن , فتلك المجموعة تنظر إلى البشر كنفايات , و أنهم يشغلون مساحات كبيرة بأعدادهم الضخمة عننا , و يستهلكون ثرواتنا , و إنهم لابد وأن يكونوا عبيد عندنا لا أن نخفي وجودنا عنهم كما نحن الآن , هذه المجموعة دموية جدا , و للأسف قوية جدا , و جميع أعضاءها قد بلغوا من القوة حدا إلى إعلان هويتهم إلى المجتمع العام لدينا , غير خائفين من أي رد فعل ضدهم . - هل أصبحوا أقوياء بمشاركة قواهم مع سحرة آخرين؟ - ممم , ليس بالضبط , انظر رانمارو كقانون في تلك المجموعة يجب عليك أن تشارك قواك مع جميع الموجودين , هل تعرف ما يعنيه هذا ؟ هذا يعني أن الشخص الواحد منهم يمكن أن يكون لديه أكثر من سيد و أكثر من قوة , وهذا يعني قوة هائلة بالطبع. - و لكن كل قوة لها آثارها الجانبية , وإن لم تكن قويا لتتحكم بالقوة فإنها سوف تتحكم بك. نظر (ياكو) إلى (رانمارو) بدهشة , لقد كان يعرف ما كان يفوق ما توقعه من معلومات , ابتسم (رانمارو) و قال : - لا تتفاجأ هكذا , هذه المعلومات جئت بها من الوحش الخاص بي . - حسنا هذا يبدو منطقيا , نعم إن هناك الكثير منهم لا يستطيع أن يصمد أمام سيدين , سيده الأصلي و سيد الشخص الذي شاركه قواه , و لكن هناك قلة منهم من تستطيع أن تجمع بين ثلاثة أو أربعة أسياد في وقت واحد,ولكنه أمر غير مؤكد إلى الآن , حسنا فلنكمل , قرية الريح البيضاء كانت من أقوى القرى , و كانت تمتلئ بالكثير من العائلات النبيلة مما جعلها في أعلى أهداف هذه المجموعة , كانوا يرون أنه عندما يدمرون القرية فإنهم سوف يستولون على كل ما فيها من كنوز , و لكي يفعلوا ذلك كانوا يحتاجون إلى جاسوس , فرد قوي جدا لا يشك فيه فرد في القرية , يأتمنوه على أسراهم و أمنهم , و هنا يخونهم و يقودهم إلى هزيمة القرية. نظر (رانمارو) إليه و عينيه متسعتين من الدهشة و هو يقول : - لا تقل لي ...!! أومأ (ياكو) برأسه موافقا و قال : - نعم إنهم هما رانمار...!!! - لا تقل ذلك , هذا مستحيل , لقد كان والداي من أقوى من في القرية و أفضلهما على الإطلاق , كانا أبطال. صرخ (رانمارو) في وجه (ياكو) و عينيه تدمع , نظر (ياكو) إليه بشفقة و قال : - أنا أعرف أن هذا أمر صعب عليك و لكن هذا شيء قد كشفه رئيس القرية قبيل الهجوم بساعتين , و عندما حاول أن يوقفه قتله أبواك , و هنا حاول أقوى من في القرية التصدي لوالديك و لكنهما فشلا , و لكن لسبب ما ماتا , و قال الشهود أنهم رئوك و أنت ترمي عليهم التعويذة , لا أحد يعلم كيف , كانت معجزة , أنت بقتلك لهما قد أتحت بعض الوقت لجعل الصغار يهربون , الصغار الذين كبروا ليصيروا كبار مثلي الآن. نظر (رانمارو) نحوه و كأنه لا يصدق ما سمعه , نظر إلى (ساكورا) و قال : - إنه يكذب , أنا لا أصدق ما قاله هذا كذب . قالها و هو يصرخ , وقف بسرعة , ثم رفع عصاته السحرية إلى أعلى , ظهر ضوء أحمر قوي حوله و بدا و كأنه يشتعل , كان يبدو أنه يستخدم طاقته الروحية , نظر (ياكو) إليه في فزع , و رفع عصاته هو الآخر , فجأة قفزت (ساكورا) تمسك (برانمارو) , نظر إليها و هي تقول له : - هل تكف عما تفعله الآن , أنا أعرف شعورك و لكن إذا كانت هذه الحقيقة فماذا بيدك أن تفعله , هذا شيء كان بيديهما و ليس بيدك. قالت ذلك و هي تبكي , ارتمت في حضنه و هي تبكي , نظر إليها (رانمارو) , اختفى الضوء الأحمر حوله , و أخفض عصاته , و أنزل يده على ظهر (ساكورا) , و ضمها بقوة إليه و قال و هي يبكي : - أنا لا أعرف ماذا أفعل , أحس و كأني ضللت الطريق , هل قتلي لوالدي صحيح أم أن شخصا آخر قتلهما , هل كانا بطلين أم كانا خائنين , أنا لا أعرف , ماذا أفعل ساكورا ؟!! ابتعدت (ساكورا) عن حضنه , و مسحت دموعه بيديها , ثم نظرت إلى (ياكو) الحزين و قالت : - لابد وأن هناك شيء خطأ , إذا كان والدي رانمارو خائنان , فلماذا إذا قد نبذ ؟! أفاق كلام (ساكورا) (رانمارو) , فتوقف عن البكاء و رفع بصره إلى (ياكو) و قال له بسرعة: - نعم هذا صحيح , إذا كنت بطلا بقتلي لهما فلماذا إذن أنا منبوذ ؟! نظر إليهما (ياكو) و هو أكثر حزنا و قال : - للأسف الذي عرف بهذا الموضوع هم قلة قليلة , و جميعهم قد قتلوا بأيدي والديك إلا شخص واحد فقط و هو نائب رئيس القرية , وهو الذي ساعدني أنا و ثلاثة معي على الفرار و أخبرنا بما حدث لأنه كان يشك في أنه سينجو , بالفعل قد قتل في هذه المعركة التي انتهت بتدمير قريتنا. - هل تعني أن الحقيقة قد ظلت مخبأة إلى الآن ؟! - نعم , أنا و ثلاثة آخرون فقط نعرف هذه الحقيقة. - وكيف لي أن أتأكد إنكم لم تتفقوا على هذه الكذبة ؟! - ولماذا نكلف أنفسنا عناء ذلك , و أنا كان بمقدوري قتلك و أنت مغمى عليك , ثم للأسف نحن الأربعة افترقنا بعد تدمير القرية حتى لا يتعرف علينا أحد , فكلما قل العدد كلما قل الخطر. نظر (رانمارو) إليه و قال : - هل تعني أنك لا تعرف أين باقي الثلاثة ؟ - أنا لا أعرف أن كان الثلاثة على قيد الحياة أصلا . صمت الجميع , كان (رانمارو) يفكر , نعم إنه لو كان عدو لقتله على الفور , و لكنه أنقذه فعلا , و لم يؤذيه , ثم هذا الموضوع المتعلق بوالديه , يبدو أن موضوع والديه شائكا , و حتى الآن لم يعرف غرض (كايتو) الحقيقي من جراء مساعدته , فكر (رانمارو) , و توصل إلى قراره , فقال (لياكو): - حسنا إذن , نحن سنبحث عن الباقي إن كانوا أحياء , و إذا أكدوا كلامك فعلا فسوف يكون هناك أشياء لابد من فعلها. نظرت (ساكورا) إليه , و قالت: - هل يعني ذلك إنك ستبحث عنهم ؟ و لكننا لا نعرف من هم و كيف نجدهم. - أظن أن لدي خطة. قالها (رانمارو) , فنظر إليه كل من (ياكو) و (ساكورا) , و سأله (ياكو) قائلا : - ماذا تفكر رانمارو؟ نظر (رانمارو) إليهم بمكر و قال : - أفكر في أن لكل عائلة لون مميز صحيح ؟ - نعم هذا صحيح ! حسنا , هذا ما سنفعله . قالها ثم تحدث بصوت خفيض عن خطته , و بعد أن انتهى نظر إليه الآخران بتعجب ثم قال (ياكو) : - أنت مجنون أتعرف ذلك ! - نعم رانمارو هذا لجنون أنك بهذا سوف تقول لأعدائنا أنك هنا أمامهم و تنتظرهم. - ولكن هذا هو الحل الوحيد هل يوجد لديكم شيء آخر ؟! نظر الآخران إليه و قال (ياكو) : - لا للأسف , و لكن يجب أن نكون أقوياء مستعدين لأي شيء . - نعم هذا ما سنفعله في الوقت القادم يجب أن نتدرب بشدة و نصبح أقوياء , و نعلم أنفسنا بأنفسنا و ذلك حتى نتغلب على أي عدو لنا. - حسنا إذن. قالها (ياكو) و هو ينهي الكلام , إلا أن (رانمارو) سأله : - لقد قلت إن هناك ثلاث مجموعات و لم تتحدث إلا عن واحدة , فما هم الإثنان الآخران ؟ - أها , آسف فقد نسيت , إن المجموعة الثانية و هي اسمها بوكاهاتسو , و هي تعني الإنفجار , و هي جماعة ترى أن البشر نعم كائنات تشغل مكانا و أقل مكانة مننا , و لكن لها فوائد , فمصاصي الدماء مثلا يحتاجون إليهم , و لهذا فإن غالبيتها من مصاصي الدماء , و هي تهدف إلى جعل العالم كله من البشر الغير عاديون مثلنا , و حجز البشر العاديون في أماكن محددة , كما و كأننا نربي قطيع , عندما نحتاج منه ما نريد نستخدمهم و إذا انتهينا نعيدهم إلى حظيرتهم , إذا رأيت الأمر على خريطة قد رسموها للعالم قبل و بعد التوزيع , فإنك ستشعر بحدوث انفجار انتشرت بعدها مجموعات البشر الخارقون أمثالنا و انحسرت فيه مجموعات البشر العاديين مثل ساكورا , و لهذا فإنهم قد سموا أنفسهم الإنفجار. - هذا بشع. قالتها (ساكورا) و هي تتخيل ما قد يحدث إذا وضعت في مكان كحظيرة و منعت من التحرك , و كأنها سجينة لشيء لم تفعله. - نعم هذا صحيح , إنه لعمل بشع حقا و غير إنساني على الإطلاق. قالها (رانمارو) و هو ينظر نحو (ساكورا) , هنا تابع (ياكو) قائلا : - حسنا أنا أتفق معك , و كذلك كثيرين , و لهذا فإن هناك المجموعة الثالثة , هذه ليست لها أي اسم , و لكن هدفها هي حماية البشر من طغيان المجموعتين المجنونتين , هذه المجموعة أعضاءها غير محددين , إن أي فرد ينقذ بشري من أي خطر يعتبر منها , و أنا أعتبر نفسي أنتمي إليها , إنني لأشعر بالفخر لكوني فردا منها , يكفيني فخرا أن جنتو عضوا فيها. - جنتو ؟ من جنتو هذا ؟! - ماذا؟!! ألا تعرف جنتو ؟! إنه أشهر مصاص دماء على الإطلاق. - كلا للأسف , و لكن لم هو أشهر مصاص دماء ؟! - أولا لأنه قديم جدا , البعض يقول إنه عاش حوالي ألف عام , و البعض يقول أكثر من ذلك , لا أحد يعرف بالضبط , كما أن لا أحد يعرف وجهه الحقيقي , لكنه أقوى مصاص دماء على الإطلاق , قوته الروحية رهيبة , كما يقال أنه قد شارك ساحر قواه , يقال إنها عائلة جينكيوكيتسكي , و هي عائلة مصاص الدماء الفضي المنقرضة , هذه العائلة التي اندثرت على الرغم من قوتها , بينما يعتقد البعض أن جنتو في الأصل آخر فرد من العائلة وتحول إلى مصاص دماء , لكن في النهاية جنتو هو أقوى مصاص دماء على وجه الأرض و لا يستطيع أن يقف في وجهه أي شخص , و هو لحسن الحظ في جانبنا. - ولكن إذا اتحدت المجموعتان فهو هالك , أليس كذلك ؟! - لحسن الحظ لم يهزم جنتو من قبل على الإطلاق , كما أن المجموعتان لحسن الحظ ليسوا على وفاق , فهم أعداء مريرين فيما بينهما , فلا أي واحد منهما يريد أن تنجح الأخرى في تحقيق أهدافها , هناك نوع من المنافسة و التعالي على بعضهما , و هذا ما يعطينا فرص كثيرة للتفوق عليهما. - وهل تعمل بمفردك ؟ قالتها (ساكورا) (لياكو) الذي رد قائلا : - نعم , فكما قلت لك أعضاء المجموعة الأخيرة لا يعرفون بعضهم , كما أنه لا يوجد أي تنسيق أو قائد , إن القاعدة الذهبية هي أنك إن وجدت بشريا في حاجه للمساعدة ساعده ولو على حساب حياتك , فأنت بهذا تنفذ قواعد و مبادئ المجموعة , هذا هو الحال هنا , و لهذا فعندما رأيت شخصان عاديان يدخلان القرية في عربة بها أناس بها حلقات حول رأسهم قررت أن أتجسس , ولهذا السبب دخلت القرية , فوجدتهم يهاجمونكما , فقررت أن أتدخل لإنقاذكما. صمت الجميع مرة أخرى , نظر (رانمارو) إلى (ساكورا) , فأومأت برأسها موافقة , يبدو أنهما كانا يفكران بنفس الفكرة , نظر (ياكو) اليهما مندهشا ثم قال رانمارو : - حسنا نحن الآن في فريق المجموعة الثالثة , هل يوجد أي مانع لذلك ؟! تبادل (ياكو) نظراته معهما , كان مندهشا , فهو كان يتوقع أنه سيواجه معاندة كبيرة منهما أو إنهما لن يرضيا بهذا , و لكن أن يوافقان على ذلك فهذا شيء جميل , ابتسم لهما ثم قال : - حسنا إذن , سوف نكون فريق واحدا نحن الثلاثة. قاطعه (رانمارو) بقوله : - لا تضع حدا للفريق. نظر إليه (ياكو) غير متفهما فأكمل : - نعم , فإنني سأكون ليس فريق و لكن نواة , نواة لإعادة بناء قريتي , سأسمي فريقي هذا فريق الريح البيضاء , و سنبدأ بتجميع أعضاء القرية من أصدقائك أولا ثم من أي شخص يريد الإنضمام إلينا. نظر (ياكو) إليه متعجبا , هذا ليس شخص عادي , إنه فعلا عظيم , إنه يستحق اللقب , العظيم رانمارو. يتبــــــــــع.............. |
بسم الله الرحمن الرحيم الفصــــــل الرابـــع عشــــــر مشاعــــر و أحاسيـــس. قامت (ساكورا) و هي تتثائب و تقول لهما : - والآن كيف سندبر أمور حياتنا أولا ؟! - حسنا هذا ما سنفكر فيه , أمامنا أن نعمل مع البشر و بما فيه من مخاطر كبيرة , أو ننشيء عالمنا السحري و نعيش فيه و هذا يحتاج إلى قوة كبيرة قالها (ياكو) و نظر إلى (رانمارو) , تبادل معه النظر ثم قال له : - لماذا تحدق في هكذا؟ أنا قوتي كبيرة نعم و لكن أنا لا أعلم أي شيء عن مثل هذه الأمور. - حسنا , انظر رانمارو , أنت و أنا من عائلات نبيلة , و لكني للأسف لا أستطيع استخدام وحشي كما ينبغي , هو بنفسه قال لي أن هناك شيء يمنعني من استخدام قوته كاملة , و هذا ما يؤرقني , و لكنك أنت الوحيد هنا الذي تستطيع أن تفعل أي شيء بقوتك - ياكو , أنا فعلا لدي قوة عظيمة , و لكني لا أعرف كيف أستخدمها بعد , أنا جديد هنا , و أحتاج إلى المزيد و المزيد من الوقت للتعلم , ثم كيف كنت تعيش في السابق ؟ أكنت تعيش بمفردك؟ - لا , لقد التقطتني عائلة ثرية إلى حد ما و ربتني كولدها حيث إنهم لم يكن عندهم أية أبناء , و هم كانوا أفرادا عاديين , و المحيطين بهم كذلك , و أنا أدعوهما بأبي و أمي إلى الآن , ولكني رأيت بعض من الأشخاص الغير عاديين , و أنا أخاف أننا عندما نصبح ثلاثة سنسبب الضرر لهما , و هما أغلى ما أملك الآن و أحبهما جدا و لا أريد أن يكون نتيجة المساعدة هو الضرر. نظر (رانمارو) إليه , وقالت (ساكورا) : - أنت ممكن أن تدخلنا كأصدقاءك كما أننا لن نمكث طويلا فسنغادر كي نستطيع إيجاد باقي الأعضاء , و سوف نغادر أيضا إلى مكان بعيد بعد أن يتكون الفريق. فكر (ياكو) قليلا , وهو ينظر تجاه الأرض , فقال (رانمارو) : - لا تخف , فنحن لن نخرج على الإطلاق أو يرانا أحد غير من بالمنزل , كما أننا سنمكث وقت قليل مثل ما قالت ساكورا بالضبط , و هذا لن يجعلنا موضع شبهة , أليس كذلك ؟! فرك (ياكو) ذقنه و هو يفكر ثم قال : - حسنا إذن , لم الخوف و نحن نعيش فيه من الأصل؟ حسنا , سنذهب للعيش هناك حتى نضع خطتنا و نتم استعداداتنا للمغادرة من هناك. - حسنا , هذا جيد قالتها (ساكورا) و هي تبتسم , ثم نظرت إلى (رانمارو) فوجدته عابسا , فسألته : - ماذا هناك رانمارو ؟! نظر (رانمارو) إليها ثم قال : - أنا لا أعرف من أنا ؟! منذ أيام قلائل كنت رانمارو الذكي الملتزم , ولدا في المدرسة مثل باقي الأولاد , و الآن أنا ساحر , و منذ أيام أيضا كنت أظن أن والداي ماتا في حادثة , و منذ يوم واحد فقط ظللت أظن أن هناك من قتلهما و ألصق التهمة بي و الآن أنا أظن إنني الذي قتلتهما , و منذ أيام أيضا كنت أظن أن والداي عاديان , و لكن حتى أمس فقط كنت أظن إنهما ساحران عظيمان دافعا عن القرية بأرواحهما , والآن أنا أمام حقيقة أنهما خائنين , أنا لا أعرف ماذا أظن و ماذا أعتقد , أنا لا أعرف ما الصواب و ما الخطأ , أريد أن أعرف , أريد أن ... ولم يكمل ما قاله , حيث ارتمى على الأرض و هو يبكي , يبكي بحرقة شديدة , اتجهت إليه (ساكورا) , و نزلت على ركبتيها على الأرض , و مدت يدها اليمنى تلمس ظهر (رانمارو) بحنان و هي تقول : - عزيزي , لا تيأس , هناك أكيد شيء خطأ , من يعلم ماذا جرى في تلك الليلة المشئومة ؟! كما أن هناك الكثير من التفسيرات , و هذا يعني أن الحقيقة ضائعة تائهة , و أنت لابد و أن تجدها. قالتها و (رانمارو) لم يتوقف عن البكاء , ثم رفع رأسه و هو يمسح دموعه و قال : - أنا خائف جدا ساكورا , إنني أريد إثبات برائتي , و كنت قد هيأت نفسي لذلك , و لكن... قالها ثم اهتز جسمه بشدة و هو يرفع يديه الإثنتين أمام وجهه و تابع : - و لكن الآن أنا أبحث عن برائتي في مقابل إثبات خيانة والداي , أنا لا أعلم و لكن هل ما أفعله صواب؟! هل أبحث عن برائتي و أدينهما ؟! أم أموت و أنا قاتل أمام الناس برئ أمام نفسي ؟ أنا لا أعلم ماذا أفعل , أنا تائه ساكورا. قالها و عيناه تمتلئ بالدموع , ضمته (ساكورا) بسرعة في حنان و هي تبكي هي الأخرى , فاحتضنها كما يحتضن الابن أمه , ثم قالت له : - أنا أريد أن أهون عليك و لكن هنا , و في هذا الموقف بالتحديد أنا لا يمكن أن أقول لك سوى الحقيقة , حقيقة رأيي تجاه هذا الموضوع , الكل يحب أباه و أمه جدا و يخاف عليهما , و لكن ماذا تفعل إذا كانا قد أخطئا فعلا ؟! أتدفع أنت ثمن جريمة لم ترتكبها بسبب طيش أبواك ؟! يجب أن تعلم جيدا رانمارو أن الكبار يخطئون و هم يعلمون جيدا عواقب ذلك , أنا لا أقول لك اكرههم , و لكن إذا كانا جاسوسان فعلا فهذا خطؤهما , و إذا لم يكونا كذلك فعليك أن تثبت برائتهما مع برائتك , لكن أن تضحي بنفسك مقابل سمعتهما فهذا حرام و لا ُيرضي أي شخص . - ولكن ... ولكن هما أبواي ساكورا و لا أستـ... - لا تضيع حياتك مقابل خطأ لم ترتكبه , هذه حياتك أنت , فوالداك قد ماتا , سواء خائنين أم أبطال فقد ماتا , أنت الآن الذي تعيش على قيد الحياة , أنت أملهم إذا كانا أبطال فعلا , و أنت عدوهم إذا كانا خائنين , من يخون بلده يخون أي شيء آخر , لا تيأس , نحن معك و بجانبك , أنت لست بمفردك من الآن. قالها (ياكو) فرفع (رانمارو) رأسه , و نظر إليه , ثم نظر إليها, ثم قال : - لا أعرف ماذا كنت فعلت من دونكما قام و هو يمسح دموعه , و نظر إلى (ياكو) و قال : - حسنا ياكو , الآن هل نذهب إلى منزلك ؟! - حسنا هيا اتبعاني . قالها واتجه خارجا من الكهف الصغير الذي كانوا فيه , ثم تبعه الإثنان الآخران في طريقهم الطويل نحو بناء قرية الريح مرة أخرى. *********************** -سيدتي. - نعم , أهذا هو المكان ؟ - نعم سيدتي. كانت (إيكويا) شاردة الذهن تفكر و هي تنظر إلى الأفق البعيد من زجاج السيارة حديثة الطراز من ماركة رينو الفرنسية , كانت مساعدتها هي التي نبهتها إلى أنهم قد وصلوا إلى المكان المقصود , قطعت المساعدة حبل أفكار سيدتها , حيث كانت تفكر في شيء هام جدا , أمر متعلق بحياتها و بمصيرها. - حسنا هيا بنا . قالتها (إيكويا) و نزلت من السيارة بخفة و رشاقة , نظر إليها الجميع فانحنوا إحتراما لها , نظرت إليهم بلا مبالاة , و تابعت سيرها حتى وصلت إلى البيت الخشبي المتهدم معظمه من جراء المعركة, نظرت إليه بعين مفتوحة من الدهشة , نعم كانت تعلم أن (رانمارو) قوي , و لكنها لم تكن تتصور أن فتى عهده بالسحر لم يتجاوز الإسبوعين قد وصل به الأمر إلى هذه الدرجة , نظرت (إيكويا) تجاه الأرض فوجدتها مغطاة بالثلوج , ضيقت من نظرتها عندئذ حيث أن الطقس لم يكن ينذر بهبوب لأي ثلوج على الإطلاق , تقدمت (إيكويا) إلى الأمام , ثم قالت : - كاي ! تحول الرداء الأحمر الذي كانت ترتديه إلى أسود اللون يغطي كل جسمها و يلمع بخطوط مموهة لا تأخذ لونا معينا حيث أنها كانت تتطبع بلون أي شيء يقع خلفها , و كانت رسمة العائلة المميزة لكلب أسود له نفس الخطوط الغريبه عليه و هو يشم الأرض .موجودة على معطفها الجلدي منقوش في المقدمة و الخلف - انظر جيدا , إنها عبقرية عائلة الكلب المموه , انظر إلى قدرتها على التحري . قالها أحد الواقفين و هو يلكز زميله الذي كان مشدوها بمنظر (إيكويا) الغريب , نظر إليه زميله هذا و أومأ برأسه ثم رجعا ينظران إليها مرة أخرى , رفعت (إيكويا) قبضة يدها اليسرى و أطبقت على صوابع يدها , و هنا امتلئ الهواء المحيط بالمكان باللون الأسود الخفيف , و كان أحيانا يختفي اللون تماما و كأنه غير موجود ثم يظهر مرة أخرى , هنا قالت (إيكويا) : - يوروتورا موروساكي راي ! هنا تحولت عيناها إلى اللون البنفسجي , و تحول الهواء إلى نفس درجة اللون تماما , كانت هناك آشعة فوق بنفسجية تخرج من عينيها لتغطي المكان المغطي بقوتها الروحية, فظهرت بقع مضيئة لامعة فسفورية , قالت : -لقد جرت معركه هنا , الدماء تغطي المكان كما ترون. نظر الجميع إلى بعضهم البعض , لقد قامت هذه العبقرية بما لم يستطيعوا جميعا القيام به , إنهم يعرفون كم تحتاج هذه التعويذة من قوة و طاقة كبيرة , أغلقت (إيكويا) عينيها فاختفى الضوء , و هنا سكت الهمس بين الجميع ناظرين نحوها , صمتت قليلا ثم قالت و هي رافعة قبضة يدها اليسرى أيضا و مطبقة عليها : - كانشيكي اتسوسا ! و هنا تحول لون عينيها إلى اللون الأحمر , كانت هذه هي تعويذة خاصة بالآشعه تحت الحمراء , نظرت إلى المنطقة التي بها ثم إلى المناطق الموجودة بالقرية و همهمت في نفسها: ((- كما ظننت , لا يوجد ثلج في أي بقعه أخرى سوى هذه , رانمارو لا يملك هذه الطاقة و مستحيل أن تكون البشرية تملكها , لقد تلقى مساعدة من أحدهم , ولكن من؟! و لماذا ؟! غيرت (إيكويا) بصرها إلى اللأمام نحو الأفق البعيد - لقد سمعت أنها وصتل إلى المستوى الثالث في هذه التعويذة. - ماذا؟!! الثالث ؟!! إنه لمستوى متقدم جدا بالنسبة لهذه التعويذة القوية. - نعم , ألم أقل لك , إنها عبقرية فعلا. تبادل الشخصان السابقان هذه الكلمات ثم نظروا نحو (إيكويا) مرة أخرة , يبدو أن سمعة (إيكويا) كبيرة و شهرتها واسعة جدا . نظرت (إيكويا) تجاه الأفق البعيد , كانت قوتها في هذه التعويذة تتيح لها تفحص أي شيء في نطاق دائرة نصف قطرها ثلثي ميل , كانت مسافة شاسعة بالطبع , لكنها اعتادت عليها ,أخذت تبحث ,و تبحث هنا و هناك , و تبحث حتى , - ها هم , نعم أنا لا يمكن أن أخطئ , ثلاثة أشخاص , واحد عادي و اثنان لهم لمعان لأن لهم طاقة روحية , هذا مؤكد هو الذي قد ساعدهما , حسنا. أغلقت عينيها , و التفتت راجعة إلى السيارة , ركضت نحوها المساعدة و قالت : - هل وجديتهما ؟! نظرت إليها (إيكويا) , و قالت و هي تركب السيارة : - كلا , لم يحالفني الحظ في ذلك. قالتها فتأوهت المساعدة من الأسف , و قالت و هي تركب أيضا السيارة : - لقد جئنا متأخرين , يا للأسف ! أغلقت (إيكويا) عيناها , و فتحتهما ناظرة نحو الأفق مرة أخرى و شردت في التفكير و قالت و السيارة تبدأ التحرك : - نعم لقد جئت متأخرة على ما يبدو. يتبـــــــــــــع................. |
الساعة الآن 05:05 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية